تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخي الأثرم ... و الله لا يزيدنا تصفح هذا المنتدى الا اعجاباً و إكباراً لما من به الله سبحانه و تعالى على أساتذته من علم و فهم و نور أجراه على ألسنتكم ... بارك الله فيكم جميعاً و رزقنا من نوركم نوراً
    أخوك حسام
    صدق القائل " لو خاطبت ألف عالم لغلبتهم ... و لو خاطبني جاهل لغلبني"
    "إن لم تستطع أن تكون حارساً للعقيدة ... فلا تكن منفذاً ينفذ منه أعداؤها"

    تعليق


    • بسم الله الرحمن الرحيم


      اخي " حسام " .. بارك الله فيك وفي أعضاء وادارة هذا المنتدى المبارك وجعل الله كل ما كتب فيه في ميزان حسناتكم .. اللهم آمين ..




      الجزء الثاني عشر :
      اقتباس:
      لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً






      وجاء الملك المكلف بالمهمة إلى مريم .. فظهر لها على هيئة بشر ، وقد يقول بعض الناس ما دامت الملائكة قد بشّرت مريم بالغلام .. وما دام الله سبحانه وتعالى قد لفتها إلى طلاقة القدرة في أنه يقول للشيء كن فيكون .. فلماذا جاء الملك إلى مريم وتمثل لها في صورة إنسان ..


      نقول أن في ذلك حكمة كبرى أن الملك لم يأت إلى مريم ولم يتمثل لها في صورة إنسان .. ويقول لها أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا .. ثم يختفي فجأة دون أن يمسها لو لم يحدث ذلك لربما دخل الشك إلى قلب مريم.. واعتقدت أن بشراً قد مسها بأن خدرها أو وهي نائمة .. وعلى العموم لم يكن الأمر يدخل يقيناً إلى نفسها ..

      ولكن كون الملك جاء .. وكونه تمثل لها بشراً سوياً .. وكونه قال لها إني رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا .. وكونه اختفى دون أن يمسها .. أدخل اليقين في قلب مريم في أن ما حدث لها.. هو من طلاقة قدرة الله وليس لبشر دخل فيه .. ولذلك أراد الله سبحانه وتعالى أن يُثبّت فؤادها مرة أخرى بعد أن اهتزت نفسها .. من تبشير الملائكة لها .. وتعجبت أن تلد بدون أن يمسها ذكر ..


      وهنا .. ومع هذا التثبيت من الله سبحانه وتعالى لمريم .. لأنها تجربة سيكذبها فيها اليهود .. ولو لم تكن على يقين مما حدث ... وأنه من طلاقة قدرة الله فإن نفسها قد تهتز وتضعف .. ذلك لأنه أمر غير مألوف في تاريخ البشر كلهم .. وأنه يصطدم بأسباب العقل . وأنه لا يتمشى مع المنطق البشري ..


      ومن هنا كان لا بد من تثبيت مريم تثبيت اليقين .. حتى لا تهتز نفسها أبداً لما سيقابلها أهلها وعشيرتها من إنكار وعدم تصديق لما حدث .. وكان لا بد أن تكون مريم على يقين كامل من أن مشيئة الله سبحانه وتعالى هي التي أعطتها عيسى عليه السلام .. ومن هنا كان التثبيت بالتعرف على طلاقة القدرة .. في أمور مادية محسة كالرزق ..

      ثم التطهير بالعبادة حتى تشف النفس البشرية .. وتستطيع أن ترى ما لا يراه غيرها .. ثم بالاخبار من الملائكة .. ثم بعد ذلك باليقين من الروح أو الملك الذي أرسله الله له على صورة انسان .. والذي اختفى من أمامها دون أن يمسها.. ومع ذلك قالت مريم :


      " أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20}". ( سورة مريم )


      فرد الله :


      " هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}." ( سورة مريم )



      هنا حسم الله سبحانه وتعالى المسألة مع مريم تماماً في رده عليها هذه المرة فقال إن ذلك على هين وبسيط أن أهبك غلاماً بدون بشر .. وسيكون هذا الغلام آية للناس ، أي معجزة من الله سبحانه وتعالى لخلقه يفيقهم من الماديات التي عبدوها من دون الله .. ورحمة منا .. أي أنه سيكون رحمة لمن يتبعه ..

      يقودهم إلى الطريق .. ويرشدهم إلى المنهج .. ويكون قدوة لهم .. وينقذهم من ضلال بني إسرائيل وماديتهم ...

      " وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} " سورة مريم.


      هنا الحسم .. أي أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يقول لمريم أن هذا الأمر قد قضى وانتهى .. ولم يعد لك خيار فيه .. وأنه بعد هذا الاعداد كله فلا بد أن يدخل اليقين قلبك على أن الله سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون فيما يريد أن يفعله .. ولقد قضى الأمر وانتهى .. ولم يعد موضع أخذ ورد ..

      وحملت مريم بطلاقة القدرة .. وذهبت إلى مكان بعيد عن الناس .. فقد كانت تخشى أن تواجههم .. فهي تعلم يقينا أن هذا آية من آيات الله .. ولكن ماذا ستقول لهم .. وكيف تشرح لهم طلاقة القدرة .. وهم لا يعرفون عنها شيئاً .. إن بني إسرائيل أناس ماديون والمادة تبعد الشفافية عن الجسم وتجعله معتما .. لا يرى إلا ما هو مادي صرف .. معزول تماماً عن الغيبيات فكيف ستأتي إلى هؤلاء القوم .. لتقول لهم كلاماً عن طلاقة قدرة الله .. وكيف سيصدقونه وهم على غير علم.


      وكان هذا يخيف مريم ....


      وللحديث بقية ...


      اخوكم / الاثرم

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم


        الجزء الثالث عشر :
        اقتباس:
        لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواًكبيراً




        كان هذا هو الذي يخيف مريم عليها السلام .. وهو الذي جعلها تبتعد عن الناس إلى مكان قصي بعيد تضع فيه طفلها .. لأنها لم تكن تستطيع أن تواجه وحدها قوما لا يعلمون شيئاً عن طلاقة القدرة .. بمعجزة من معجزات طلاقة القدرة .. مريم نفسها كانت على يقين مما حدث .. وبعد الآيات البينات التي أراها لها الله سبحانه وتعالى .. وتبشير الملائكة لها .. ثم الملك الذي ظهر ليجعلها تتأكد يقيناً أنه لم يمسسها بشر .. ثم قول الله سبحانه وتعالى:


        " وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} " ..


        كل ذلك قد جعل مريم لا تهتز ولا تظن بنفسها السوء .. بل هي على يقين من المعجزة .. ولكن ماذا تقول للناس .. وكيف تفسر لهم ما حدث.. وكيف تجعلهم يصدقون ؟


        ولكن الله سبحانه وتعالى لم يكن غافلا عن هذا .. كان يعلم هذا كله .. وهو العليم بخلقه.. وكان يعرف أن مريم إذا واجهت بني إسرائيل وقالت لهم أنه طلاقة قدرة الله فلن يصدقوها .. ولن يستمعوا إليها .. وسيفترون عليها مختلف الافتراءات .. حينئذ جاء الحل من السماء .. قال لها الله سبحانه وتعالى أنت لن تتكلمي يا مريم ولا أريد لك أن تتكلمي .. ذلك أنك مهما قلت فإن كلامك قد يؤخذ وينسج على افتراءات ضدك .. ولكن الذي سيتكلم هو هذا الطفل الرضيع الذي يبلغ من العمر ساعات فقد .. سأجعله ينطق أمامهم لأريهم طلاقة القدرة.. فإذا ما رأوا آمنوا ..


        لا يوجد طفل في العالم يتكلم بعد ولادته بساعات .. ولا يستطيع لفترة قد تزيد إلى العام .. ولكني سأجعل عيسى بن مريم يتكلم بعد ولادته بساعات .. لماذا .. لمجرد الإعجاز .. لا.. فالله سبحانه وتعالى أعلى وأكبر من أن يريد شهادة من خلقه على إعجاز ... أو أن يريد شهادة من خلقه على أي شيء .. ولكن حتى إذا كذبوا بطلاقة القدرة التي فعلت كل هذا وجاءت بعيسى بن مريم .. أريهم طلاقة القدرة على الطفل الصغير علها تفيقهم من غيهم وتجعلهم يحسون أنه من الجرم والاثم الكبير الافتراء على مريم. من هنا فإن عيسى بن مريم تكلم ساعة ولادته .. بل انظر إلى دقة تعبير القرآن الكريم ..


        " فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} " ( سورة مريم ).


        أي أن عيسى بن مريم عليه السلام تكلم لحظة ولادته وعمره دقائق فقط .. وقبل أن تمتد يد أمه لتلتقطه من تحتها .. لا تحزني فقد جعل الله تحتك نوراً منه يهدي إلى الحق .. وكان قول عيسى عليه السلام رداً على مريم التي كانت تفكر .. كيف ستلاقي قومها به .. وماذا ستقول لهم .. وكان الموقف بالنسبة لها عصيباً .. حتى أنها قالت :


        " يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} " ( سورة مريم ).


        وهي في لحظة تمنيها الموت لأنها تعرف ما ستقابله من بني إسرائيل .. وكيف سيقابلونها بالنكران والافتراءات .. والموقف العصيب الذي ستمر به ..


        وهي في قمة هذا .. تكلم عيسى بن مريم وقال لأمه:


        " أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} " ( سورة مريم ).


        ثم نبهها الطفل الذي ولد منذ دقائق فقط أنها في حاجة إلى الطعام والشراب .. لتقوي وتشتد وتستطيع أن تواجه ما هو قادم .. فقال لها :


        " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ... {26} ( سورة مريم ) .


        تعليق .. ( بِجِذْعِ النَّخْلَةِ )

        انكم تحتفلون بيوم الميلاد بتقليد تزينون فيه شجرة الصنوبر وتعلقون عليها الأنوار والهدايا والزينات والألوان المختلفة .. .. الخ . لماذا الشجرة .. مع ان المسيح ولد في مذود للحيوانات .. ألا يدل هذا على أن المسيح ولد تحت شجرة كما ذكر القرآن الكريم..


        ثم جاءت الآية الكبرى من الله سبحانه وتعالى :


        " فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26} ( سورة مريم ) .


        هكذا قال عيسى بن مريم لأمه مؤيداً بروح القدس .. ومؤيداً بنور من الله سبحانه وتعالى .. قال لها أن أحداً لا يطلب منك أن تتكلمي فمهما قلت في هذه الحالة فلن يفيد .. ولن يقنع أحداً.. ذلك أنهم معزولون عن طلاقة القدرة .. وقد جئت لهم لأخرجهم بطلاقة القدرة من المادة التي يعبدونها .. فمهما قلت يا مريم فقولك لن يقنع أحداً .. وفي مثل هذه الحالة قول الأم لا يفيد .. فاصمتي أنت تماما .. وقولي :


        " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً ... {26} ( سورة مريم ).


        أي قررت أن أصوم لله تعالى .. فكان الصوم عن الكلام .. قولي لهم إنني لن أكلم إنساناً اليوم لأنني صائمة عن الكلام .. ولكن الذي سيكلمكم .. ويناقشكم .. ويرد على حججكم .. هو هذا الطفل الصغير الذي عمره ساعات .. انه هو الذي سيرد ليكون دليلاُ مادياً ملموساً أمامكم على طلاقة قدرة الله التي جاءت به .. وما دمتم لا تعبدون إلا المادة ولا تثقون إلا في الماديات .. فقد اختار الله سبحانه وتعالى لكم معجزة من جنس ما تثقون فيه .. ليرد كيدكم .. ويكون آية من الله لكم لا تستطيعون إنكارها .. ولا تقدرون على إخفائها ..

        عند هذه النقطة اطمأن قلب مريم .. وعرفت أن الله سبحانه وتعالى الذي اصطفاها على نساء العالمين لن يتركها .. وأنه سيرسل معها من يدل على صدقها وطهرها .. وأن هذا الطفل الصغير الضعيف سيكون الدليل على قدرة وعظمة الله سبحانه وتعالى وعلى صدق مريم .


        وللحديث بقية ...


        اخوكم / الاثرم

        تعليق


        • بسم الله الرحمن الرحيم





          الجزء الرابع عشر :



          اقتباس:
          لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً




          المواجهة .. بالمعجزة


          وحين اطمأنت مريم إلى أن الله سبحانه وتعالى سيرسل معها الدليل المادي الذي لا يحمل الشك على صدقها .. اطمأن قلبها .. وحملت ابنها وذهبت إلى قومها ..

          ويقول القرآن الكريم :

          " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً{27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً{28} ( سورة مريم ) .


          وهكذا نجد أن المواجهة التي توقعتها مريم قد حدثت .. وأن بني إسرائيل قدواجهوا مريم بالسوء قبل أن يسمعوا منها كلمة واحدة .. وهم كقوم ماديين عبدوا الأسباب .. لم ينتظروا حتى تتكلم مريم لتروي لهم ما حدث وهو المنطق الطبيعي في هذه الأشياء ..

          فقد كان من الممكن أن يسألوها عن هذا الطفل .. ربما ليس طفلها .. ربما وجدته في مكان يواجه خطراً فجاءت به .. وربما ماتت أمه وهي تلده فحملته مريم إلى قومها..


          ولكن كل هذه الافتراضات التي تحتم الأخذ بحسن النية أولا لم ترد على خاطر بني إسرائيل .. بل افترضوا السوء من أول وهلة وأخذوا يعيرونها وأنها ارتكبت إثماً كبيراً ويذكرونها بطيب أصلها وصلاح أبويها وأخيها هارون .. وكيف أن هذا السلاح والتقوى كان يجب أن ينتقل إليها .. وأن تكون هي قدوة سلوكية حسنة ..

          واتهموا قبل أن يسألوا وقبل أن يعرفوا الحقيقة ..



          وفي هذا يبن لنا القرآن الكريم سوء أخلاقيات بني اسرائيل وإسراعهم إلى الظن بالسوء والافتراء في الاتهام .. وكيف أنهم وقد عصوا الله وقتلوا أنبيائهم .. إنما ذلك عن خلق سيء لا يعرف للعمل الطيب مكاناً .



          حينئذ ماذا فعلت مريم أشارت إلى عيسى عليه السلام وهي تحمله فبهت القوم لأنهم لم يتوقعوا منها ذلك .. كانوا يتوقعون أن تتحدث هي معهم .. أو أن تقول لهم شيئاً يبرئها .. أو تحاول تبرير ما حدث .. ذلك كان ظنهم ولكنهم فوجئوا بها وهي تشير إلى الطفل الصغير .. ولم يفهموا لأن طلاقة القدرة غابت عنهم وهم لا يتعاملون إلا بالأسباب .. فأبدوا عجبهم مما فعلته مريم فقالوا :


          " كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً{29}


          أي يا مريم أنت تستخفين بعقولنا فهذا طفل صغير عمره ساعات .. أو يوم أو بعض يوم .. فكيف تطلبين منا أن نتحدث معه .. وهل ينطق مثل هذا الطفل .. إن الأسباب كلها تقول لا .. أنه عاجز عن النطق .


          ولكن الله سبحانه وتعالى أنطق عيسى بن مريم .. أنطقه وهو طفل صغير .. أنطقه ليثبت لهم طلاقة القدرة .. وأن الله سبحانه وتعالى الذي لا يجعل طفلاً ينطق إلا بعد عام أو أكثر من عام من عمره .. يستطيع أن يجعل طفلاً عمره يوم أو أكثر بعض يوم أن يتحدث .. ولا يجعله يتحدث حديث الأطفال .. بل يجعله يتحدث حديث الرجال راجحي العقل والمنطق .. وأن يناقش ويرد بالحجة عليهم .. وأن يكلمهم وكأنه قد بلغ مبلغ الرجولة .. وعقل كل شيء.



          وللحديث بقية ..



          اخوكم / الاثرم

          تعليق


          • بسم الله الرحمن الرحيم




            الجزء الخامس عشر :
            اقتباس:
            لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواًكبيراً




            المعجزة .. والحكمة


            لماذا وقعت هذه المعجزة .. ولماذا أتمها الله سبحانه وتعالى .. ليجعل هؤلاء القوم الماديين يوقنون بما حدث لمريم .. فلو أنها رزقت طفلا عن طريق عادي كما تلد النساء لما استطاع هذا الطفل أن يتكلم أن ينطق حرفاً واحدا .. وحتى ولو كانوا قد انتظروا عليه حتى يكبر .. ليتعلم النطق لكان حديثه حديث الأطفال .. فيه سذاجتهم وافتقارهم على المنطق والحجة والفهم .. ولكن كون عيسى بن مريم نطق بعد ولادته بيوم أو بعض يوم فإن ذلك معناه يقيناً أن ذلك الطفل لم يأت بالطريق العادي وهو الذكر والانثى .. ولكن معجزة كلامه تدل على طلاقة القدرة في مولده .. وأن مريم لم يمسسها بشر .. وإنما عيسى بن مريم جاء بكلمة " كن فيكون " .. وإلا إذا كانت مريم قد مسها أي بشر لجاءت بطفل عادي مما تلد النساء .. كان يجب على بني إسرائيل أن يفيقوا ساعة نطق عيسى بن مريم .. وأن يعلموا أنهم أمام معجزة خارقة لله سبحانه وتعالى . وأن يؤمنوا بكل ما تقوله مريم .. ويؤمنا بعيسى رسولاً ونبياً ..


            ماذا قال عيسى بن مريم .. كان أول ما قاله :



            " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} ( سورة مريم )






            أي أن أول ما بشر به هو رسالته .. قال إني عبد الله حتى لا يفتن الناس بمولده .. فيحملوا الأشياء أكثر مما تحتمل .. فحسم الموقف بأنه عبد من عباد الله وبشر ورسول..


            ثم بعد ذلك قال :


            " آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30}


            أي جعل لي كتاباً سأبلغه إليكم .. ورسالة من السماء لكم .. وهكذا كانت أولى معجزات عيسى عليه السلام في أولى كلمات نطقها ..


            على عكس الكتاب المقدس .. وكما يقول لنا إنجيل يوحنا الإصحاح الثاني من فقرة 1 إلى 11 ) :

            ====== ===

            اقتباس:
            قال لهم يسوع :

            املأوا الأجران ((( ماء ))) فملأوها إلى فوق ،

            ثم قال لهم : استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ. فقدموا . فلما ذاق رئيس المتكأ ((( الماء المتحول خمراً ))) ولم يكن يعلم من أين هي. لكن الخدام كانوا قد استقوا الماء علموا دعا رئيس المتكأ العريس وقال له : كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ، ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجدية إلى الآن .


            {{{{{ هذه بداية الآيات }}}}} فعلها يسوع في قانا الجليل

            <<<<<< وأظهر مجده فآمن به تلاميذه" >>>>>




            نعود لنكمل القصة ..


            فقد أبلغهم بالمستقبل وهو ما زال في المهد صبياً .. فقال لهم إني قد جئتكم بكتاب من الله سبحانه وتعالى .. لأهديكم إلى صراطه المستقيم . والله جعلني لكم نبياً .. وفوق ذلك آتاني الحكمة .. وأنتم ترون هذه الحكمة .. وأنا أتحدث إليكم .. فليس حديثي هذا حديث طفل رضيع .. ولكنه حديث رجل أوتي الحكمة يستطيع أن يجادلكم فيما تقولون .. وكان هذه معجزة ثانية بطلاقة القدرة .. انباء بغيب قادم ونبوة ورسالة .. وما زال عيسى بن مريم في المهد صبياً .. وانباء بأنه وهو طفل رضيع لم يعط نعمة الكلام فقط من الله سبحانه وتعالى بل أعطي نعمة الحكمة أيضاً .


            " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} ( سورة مريم ).





            وللحديث بقية ...




            اخوكم / الاثرم

            تعليق


            • بسم الله الرحمن الرحيم





              الجزء السادس عشر :


              اقتباس:
              لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً





              ومضى عيسى بن مريم في كلامه ليقول أن الله سبحانه وتعالى قد أحاطني ببركته أينما أكن .. فما من مكان أذهب إليه .. إلا حلت فيه البركة .. وملأه الرزق .. كما أوصاني الله سبحانه وتعالى أن أعبده حق عبادته ما دمت حيا .. والعبادة واجبة على الإنسان في فترة الحياة التي تتصل فيه الروح بالمادة .. تلك الفترة هي التي يكون فيها الإنسان مختاراً أن يفعل أولاً يفعل .. أن يعبد الله أو أن يعصيه .. فقبل الحياة ... وبعد الموت لا يكون هناك اختار .. بل هو قهر .. والله سبحانه وتعالى قال في قرآنه الكريم :


              " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً {70}‏ " ( سورة يس )


              أي إن القرآن الكريم للأحياء وليس للأموات .. ولا يستطيع واحد عصى الله في حياته الدنيوية أن يقول بعد أن يموت .. أنني سأعبد الله حق عبادته بعد الموت ليكفر عني ما فعلته وارتكبته من معاص .. فبعد الموت ينقطع عمل ابن آدم .. ويعرف جزاءه أو مصيره .. بل أنه في ساعة ( الغرغرة ) .. وهي ساعة خروج الروح من الجسد .. تعرض أعمال ابن آدم عليه .. فإن كانت طيبة انفرج وجهه وظهر السرور عليه .. وعندما تنظر إليه بعد الموت .. تقول إن نهايته أو خاتمته كانت طيبة .. وان كان عمله سيئاً .. انقبضت أساريره واكفهر وجهه .. وحاول أن ينطق بالشهادتين فخانه لسانه .. وفي هذه اللحظة يعرف أن مصيره هو النار .. والذي يصل إلى حالة الغرغرة يعرف يقيناً أنه ميت .. ويبدأ أولى دقائق حياته في العالم الآخر .. وهكذا جاء قول عيسى بن مريم مؤكداً أنه كنبي لم يعف من التكليف .. فقد طلب منه الله سبحانه وتعالى وأوصاه بأن يعبده حق عبادته ما دام حيا ..



              ويمضي عيسى بن مريم عليه السلام .. ليكمل ما أوصاه الله به فيقول :


              " وَبَرّاً بِوَالِدَتِي ... {32} " ( سورة مريم ).


              ولم يقل برا بوالدي ..

              وهذه تأتي لتؤكد لبني إسرائيل مرة آخرى معجزة الله في مريم .. فلو أن عيسى جاء من ذكر وأنثى .. لقال وبرا بوالدي ..

              ولكنه قال وبرا بوالدتي ليكون شاهد صدق على طريقة خلقه . وأنه لم يأت من ذكر وأنثى .. بل أتى بطلاقة القدرة من مريم دون أن يمسسها رجل .



              وللحديث بقية ...


              اخوكم / الاثرم

              تعليق


              • بسم الله الرحمن الرحيم







                الجزء السابع عشر :


                اقتباس:
                لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً







                وهنا يجب أن يكون لنا وقفة .. لقد أتت مريم قومها وهي تحمل عيسى عليه السلام .. ونطق عيسى وهو في المهد . وكانت هذه معجزة كافية لتقنع بني اسرائيل بأن ما حدث ليس شيئاً عادياً .. ولا نطبق عليه أسباب الدنيا التي يعرفها الناس .. ولكن الله سبحانه وتعالى يعرف عناد بني إسرائيل .. ومكابرتهم في الحق .. وإمعانهم في الباطل .. ولذلك فقد أراد أن يأتي بأكثر من آية .. تأكيداً لصدق مريم عليها السلام في كل ما تقول .. ولم يجعل الطفل ينطق فقط .. ولكنه جعله يؤكد لهؤلاء القوم بأنه جاء من امرأة دون أن يمسسها رجل .. ويؤكد لهمهذا بكلامه هو .. وهو رسول ونبي .. مؤيداً من الله بمعجزة منذ لحظة ولادته .. ومبلغاً عن الله سبحانه وتعالى برسالة ومنهج .. ومن هنا .. فإنه صادق أمين فيما يقوله .. فإذا قال وبراً بوالدتي ولم يقل وبراً بوالدي .. فإن ذلك معناه صدق معجزة مريم .. وهكذا يسوق الله سبحانه وتعالى الدليل تلو الدليل لبني إسرائيل على طلاقة القدرة .. وصدق رسالة عيسى عليه السلام .. ورغم ذلك فقد كابروا ولميؤمنوا ..

                ويمضي عيسى عليه السلام ليقول :

                " وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} " ( سورة مريم ).


                أي أنني لم آت إليكم كجبار يفسد في الأرض ويقهر الناس ويجبرهم على الأشياء .. وينشر الرعب وسفك الدماء .. بل جئتكمرحمة من الله سبحانه وتعالى .. رحمة منه لاعيدكم إلى المنهج الذي تركتموه واتخذتموه ورائكم ظهرياُ .. أي وضعتموه وراء ظهوركم حتى لا تلتفتوا إليه ولا ترجعوا إليه أبداً وجئتكم كرحمة لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم .. وفي هذا رحمة من الله وفضل .. إنه يرفع العنت عنكم .. ويزيل عنكم بعض المشاق التي فرضت عليكم بعصيانكم للمنهج ولأوامر الله ..


                أنا قد جئت لأرفع عنكم كل هذا برحمة من الله سبحانه وتعالى .. فكأنني رحمة في أن أعيدكم إلى المنهج .. لتعودا إلى طريقالله السوي .. وأجنبكم عذابه وغضبه .. وجئت إليكم لأيسر لكم حياتكم فأحل لكم بعض ما حرم عليكم .. وجئتكم برحمة أخرى .. هي أنني أخرجكم من الماديات التي غرقتم فيها .. وألفتكم إلى الغيب وإلى الله سبحانه وتعالى .. علكم ترعون الله وتهتدون .. وتعرفون أنه بجانب ماديات الدنيا .. فهناك الغيب والروح .. وهناك غير المادة التي تعبدونها وتتخذونها إلها .. وهناك الله سبحانه وتعالى الذي هو بطلاقة قدرته يستطيع أن يحقق لكم كل ما تريدون .. فلا تتخذوا منهج الله وراء ظهوركم وتنبذوه .. وتعبدوا مادة الدنيا وحدها .

                لم يجعلني الله جباراً .. ولكنه سبحانه وتعالى جعلني رحمة .. ولم يجعلني شقياً محكوماً عليه بالشقاء والعذاب .. بل جعلني مرضياً عنه منه .. أي أن الله قد رضي عني في الدنيا والآخرة .. ولم يجعلني من زمرة الأشقياء الذين يشقون بغضب الله في الحياة الدينا وعذابه في الآخرة .


                وللحديث بقية ...


                اخوكم / الاثرم

                تعليق


                • بسم الله الرحمن الرحيم





                  الجزء الثامن عشر :
                  اقتباس:
                  لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً




                  ثم يمضى عيسى بن مريم عليه السلام :


                  " وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} ( سورة مريم ).


                  وهذه الآية تحمل معاني عميقة .. فما من شيء أحدث جدلاً في الدنيا مثل ثلاثة أشياء .. يوم ولادته وطريقة هذا المولد .. ويوم وفاته ورفعه إلى السماء .. ويوم يبعث حياً ، أي بعثه في آخر الزمان ليهدي الناس .. أو بعثه ليوم القيامة .. وهذه النقط الثلاث ما زالت موضع جدل كبير حتى يوما هذا .. وستظل كذلك حتى قيام الساعة .. فما زال مولد عيسى بن مريم موضع جدل بين اليهود والنصارى .. وما زال كل فريق منهما يتحدث عن هذا المولد بطريقة تختلف عن طريقة الفريق الآخر .. ما زالت النظريات الفلسفية تقوم .. والفلاسفة والذين يكتبون عن الدين يحاولون وضع الروايات المختلفة والنظريات الفلسفية المتناقشة عن مولد المسيح عليه السلام .. ورغم أن القرآن الكريم قد حسم الموقف تماماً .. وروى عن الله سبحانه وتعالى قول الحق الذي فيه يختلفون .. إلا أنه ما زالت هناك فلسفات تقوم ونظريات بعد نظريات ..



                  ولقد كان يكفي ما أراه الله لعباده من طلاقة القدرة في مولد المسيح عليه السلام .. وحديثه وهو طفل .. والمعجزات التي أيده بها .. فقد كان جبريل لا يفارق عيسى عليه السلام ليثبته أمام الجدل والاتهام اللذين واجهه بهما بنو إسرائيل .. ولكن رغم كل هذه المعجزات والتحضير الإلهي لمولد عيسى .. واللفتة إلى الروحانيات .. أو إلى الغيب وطلاقة القدرة التي جاء بها عيسى عليه السلام .. فإن الجدل ما زال يثور .. ولكم أن تطلعوا على الكتب التي تصدر حتى في هذه الأيام فتجدوا أنها تحمل صور هذا الجدل .. ودليلاً يهدمه دليل .. ولكن رغم هذا الجدل فإن عيسى عليه السلام .. أعطى السلام والأمن من الله يوم مولده وبدأه الله سبحانه وتعالى من كل جدل يحدث بعد ذلك .




                  ويدور الجدل حول وفاة عيسى عليه السلام .. والقرآن الكريم يقول لنا إن عيسى

                  لم يصلب وإن الله قد رفعه إليه .. ولا شك ان مسألة الرفع إلى السماء يجب ألا نتوقف عندها .. ذلك لأن عيسى عليه السلام من مولده إلى وفاته مؤيد بقدرة الله سبحانه وتعالى

                  .. وإذا كان ميلاده معجزة .. وحديثه وهو طفل معجزة .. والأشياء التي قام بها وهو نبي والتي سنتناولها معجزات .. وكلها مؤيدة بطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى.. لا تخضع لأسباب الكون .. فلماذا نريد أن نخرج عن هذا كله في رفعه إلى السماء ..


                  ولماذا نصدق طلاقة القدرة في مولده ومعجزاته .. ثم بعد ذلك نأتي إلى وفاته ورفعه إلى السماء ونجادل في الأسباب .. ما دامت الرسالة كلها مؤيدة بطلاقة القدرة .. فيجب أن نأخذ كل الأحداث فيها بمنطق طلاق قدرة الله .. وليس بمنطق الأسباب .. فلا نطبق على جزء من حياة عيسى عليه السلام طلاقة القدرة .. وعلى جزء آخر منها الأسباب ، وإلا نكون قد ناقضنا أنفسنا .. وهدمنا المنطق .. بل إننا يجب أن نأخذ رسالة عيسى منذ مولده حتى رفعه إلى السماء بطلاقة القدرة وحدها التي تقول للشيء كن فيكون ولا نأخذها بالأسباب والمسببات التي نعرفها.





                  وللحديث بقية ...


                  اخوكم / الاثرم

                  تعليق



                  • بسم الله الرحمن الرحيم



                    الجزء التاسع عشر :
                    اقتباس:
                    لنرى الحقيقة في الكتاب المقدس هل هي فعلا عذارء أم والعياذ بالله ........... وبعدها سنرى القرآن الكريم كيف يقص علينا قصة العذراء .. ونقارن بينهما .. بالعقل.. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً





                    ثم لماذا الجدل عن رفع عيسى عليه السلام إلى السماء بالجسد أو الروح فلقد حدثت هذه المعجزة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأسرى به الله بالجسد إلى سدرة المنتهى .. ثم أعاده إلى الأرض مرة أخرى .. وهذا ثابت ويقيني مما أخبرنا به القرآن الكريم صدقاً من الله سبحانه وتعالى .. فهل تقف طلاقة قدرة الله عن أن يرفع عيسى إلى السماء بالجسد ..

                    ان الذي يؤمن بطلاقة القدرة يعلم يقيناً أنه لا شيء يستطيع أن يحدها .. ولا قيود ولا حدود على قدرة الله سبحانه وتعالى ولا أسباب ولا مسببات .. ومادام الفعل قد نسب إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي عرج إلى السماء بمحمد عليه السلام وهو الذي رفع عيسى إلى السماء .. فإن العمل يجب أن ينسب إلى قدرة الفاعل الذي ليس كمثله شيء .. فإذا كان الفاعل وهو الله سبحانه وتعالى يكون الفعل بلا قيود ولا زمان ولا مكان .. ويكون مصدقاً لأن الفاعل هو الله الذي خلق كل شيء والذي يقول كن فيكون .




                    إذن فلا محل للجدل هنا .. لأن الجدل يمكن أن يثار إذا كان الفاعل إنساناً .. أو محدود القدرة.. ولكن إذا كان الفاعل هو الله فلا جدال .. أما بقاء عيسى عليه السلام ليبعث في أخر الزمن أو يوم القيامة فلا يثير جدلاُ هو الآخر .. ذلك أنه في الحالة الأولى .. فإن الفرق بين معجزة محمد عليه السلام ومعجزة عيسى عليه السلام هو فرق الزمن الأرضي أو الوقت .. فمحمد عليه السلام عرج إلى السماء ثم أعيد إلى الأرض في فترة زمنية قصيرة .. وعيسى عليه السلام سيأخذ فترة زمنية أطول ولا زمن عند الله سبحانه وتعالى .



                    على اننا في كل هذا .. وأعود فاكرر مرة أخرى يجب أن ننسب الفعل إلى الفاعل .. وإذا كنا في الأشياء الأرضية ننسب الفعل إلى الفاعل ..


                    فحفل يقيمه وزير أو حاكم لا نتقبله بعقولنا كما نتقبل بنفس المقاييس حفلاً يقيمه رجل فقير بسيط .. فإذا قيل لي أن حاكماً أو وزيراً قد أقام حفلا .. وان رجلا بسيطاً قد أقام حفلا .. فأنني بعقلي ودون أن يخبرني أحد أعرف أنه يجب أن أنسب الفعل إلى الفاعل .. فأعرف أن الحفل الذي يقيمه الوزير أو الحاكم يقام في مكان فاخر .. يحضره عدد كبير من الناس وعلية القوم .. بينما حفل الرجل الفقير يقام في مكان بسيط ويحضره عدد قليل من عبادة الله البسطاء ..

                    إذن ففي الحالتين قد نسبت الفعل إلى الفاعل .. وفرقت فرقاً هائلاً بين إمكانيات الفاعل في حدث واحد وهو الحفل .. وإذا كانت هذه هي المقاييس فإننا يجب أن نفرق بين قدرة الفاعل وهو الله .. وبين قدرة البشر .. وان ننسب الحدث لقدرة فاعله الذي ليس كمثله شيء .


                    على أن الله سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز أن هذه المسائل الثلاث _ مولد عيسى ورفعه إلى السماء وبعثه _ ستكون مثار جدل حتى قيام الساعة .. وأن الله سبحانه وتعالى قد برأ عيسى عليه السلام من هذا الجدل .. ومن كل ما قيل ويقال بعد رفعه إلى السماء .

                    على أننا حين نتحدث عن معجزات عيسى عليه السلام .. فيجب أن نلاحظ شيئاً هاماً .. هو أن الله سبحانه وتعالى فرق بين هذه المعجزات رغم أن عيسى عليه السلام رسول مؤيد من الله ..

                    فقال الله سبحانه وتعالى على لسان عيسى ..



                    " .... قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {49} " سورة آل عمران .



                    نلاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات .. فجعل بعضها تتبعه عبارة ( بإذن الله) .. والبعض الآخر لم يذكر فيه شيئاً عن هذه العبارة .. ورغم أن عيسى عليه السلام رسول مؤيد من ربه بالمعجزات ، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد فرق بين المعجزات التي هي بإذنه والمعجزات التي أيد بها رسوله ..


                    فمعجزة الخلق وان عيسى عليه الصلاة والسلام يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيراً .. ذكر الله سبحانه وتعالى أن الحياة تدب في هذا الطير بإذن الله .. ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد احتفظ بسر خلق الحياة لنفسه .. لم يعطه لعبد من عبادة .. ومن هنا كان لزاماً أن تأتي كلمة بإذن الله بمعنى أن الخلق يتم لا بمعجزة ذاتية ولكن بإذن الله سبحانه وتعالى .



                    ثم تمضي السورة الكريمة ..


                    " .... وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ .. {49} سورة آل عمران .


                    ذلك أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى الذي يحي ويميت .. وهكذا كانت هذه المعجزات إعلاناً من الله سبحانه وتعالى بأنه هو الفاعل وحده .. لا يشرك أحداً معه في ذلك .. أنه إذا كانت هذه المعجزات قد تمت على يد رسول فإنها تتم بإذن الله فأنه هو الذي يحي ويميت وهو الذي يشفي من المرض .


                    ثم تأتي بعد ذلك المعجزات الأخرى ..

                    " وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ {49}. ( سورة آل عمران ).


                    تلك آية من الله سبحانه وتعالى إلى عيسى عليه السلام .. مكنه الله منها فاستطاع أن يقوم بها بذاتيته .. وهي وان كانت تأييداً من الله .. إلا إنها تأييد لرسوله .. كدليل على صدق الرسالة.. وإن الله سبحانه وتعالى لم يحتفظ بسر هذه الأشياء لنفسه .. بل اطلع عليها عيسى عليه السلام ومكنه منها .. ومن هنا فإن هناك معجزات احتفظ الله بسرها لنفسه ومكن عيسى من القيام بها .. ومعجزات اطلع الله عيسى على سرها ومكنه منها وسر الخلق والموت وإحياء الموتى احتفظ به الله لنفسه ولم يطلع رسولا من رسله على الكيفية التي يتم بها ذلك .


                    على إنه رغم طلاقة القدرة التي لازمت عيسى منذ ساعة مولده حتى رفعه الله إلى السماء .. تلك الطلاقة التي أعطته من ساعة ولادته حتى ساعة رفعه على السماء معجزات بينات .. فإن ذلك لم يقنع بني اسرائيل .. ولم يجعلهم يؤمنون به .. بل على العكس جعلهم يتمسكون بالماديات وهم يرون الغيبيات وطلاقة القدرة . وبدأوا يتآمرون عليه ويكذبون رسالته .. وكلما جاءهم بمعجزة أنكروها ولم يلتفتوا إليها .. ذلك هو طبع بني اسرائيل ..


                    فقد جاءهم موسى بمعجزات لا تعد ولا تحصى .. وكلما حدثت أمامهم معجزة .. بقوا فترة وجيزة على الإيمان .. ثم عادوا إلى الكفر مرة أخرى .. ولم تجعلهم كل المعجزات يبتعدون عن الماديات ويتجهون إلى الله سبحانه وتعالى .. بل كان ولاؤهم دائما للذهب والمال حتى يومنا هذا .. ولقد لعنهم الله بكفرهم .



                    وللحديث بقية ...


                    اخوكم / الاثرم

                    تعليق


                    • بسم الله الرحمن الرحيم



                      قال الله سبحانه وتعالى على لسان عيسى ..



                      " .... قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ ... {49} " سورة آل عمران .




                      الله صاحبها :



                      يقول لوقا في الإصحاح 9: ( 37 – 43 ) :


                      " وفي اليوم التالي ... وبينما هو آتٍ مزقهُ الشيطان وصرعهُ . فانتهر يسوع الروح النجس وشفى الصبيَّ وسلّمه إلى أبيه .. فبهت الجميع من عظمة الله .. "



                      ومرة ثانية ( لوقا : 13 : 11 – 13 ) :


                      " وإذا امرأةٌ كان بها روح .. فلما رآها يسوع دعاها وقال لها يا امرأةٌ انكَّ محلولةٌ من ضعفكِِ. ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجّدت الله ."



                      ومرة ثالثة يزداد بها وضوح المصدر ويتجلى بها الطريق إلى المنبع . ويعرف الجميع الفرق بين الصاحب والأجير وبين التابع والمتبوع. وبين الأصل والأداة..


                      يحدثنا ( متى ) عن مفلوج أتوا به إلى عيسى محمولا على فراشه لا يستطيع السير أو الحركة ( 9 : 6 – 8 ) ..


                      " ولكن .. حينئذ قال للمفلوج . قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك. فقام ومضى إلى بيتهِ . فلما رأى الجموعُ تعجّبوا ومجّدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا .



                      ومرة رابعة ( لوقا 18: 9: 35 – 43 ):



                      " ولما اقترب من أريحا كان أعمى جالساً على الطريق يستعطي ...ولما اقترب سألهُ قائلاً :

                      ماذا تُريدُ أن أفعل بك . فقال يا سيد أن أُبصِرْ . فقال لهُ يسوع أَبْصََِر . إيمانُك قد شفاك .. وفي الحال أبصر وتبِعهُ وهو يمجّدُ الله .. وجميع الشعب إذا رأوا سبَّحوا الله."



                      معجزات مختلفة جرت على أيدي عيسى شاهدوها الناس فسعدوا بها وفرحوا لها . ولكن أبصارهم لم تقف عند الأداة التي صنعت المعجزة بل إلى خالق الأداة ومحركها وامتدت إلى مصدر المعجزات وصاحبها .


                      عرفوا الأصل والمنبع وردوا الحق إلى نصابه . شفى عيسى الصبي الذي كان يتقمصه الشيطان فبهت الجموع من عظمة الله .

                      لم يندهش الناس من عظمة عيسى ولم يقدسوه .. ولم يؤلهوه.. بل بهتوا من عظمة الله مصدر الآيات ومجريها على أيدي عيسى .


                      واستقام ظهر المرأة المنحنية فسارت مسقيمة فمجدت الله .. مجدت صاحب السلطان وخالق عيسى الإنسان .. وشفى الملفوج ورأت الجموع ذلك فمجوا الله الذي أعطى عيسى وغيره من المرسلين هذا السلطان على صنع المعجزات ...


                      وهذا ( نيقوديموس ) أحد أشراف اليهود يشهد لعيسى بأنه مرسل من قبل الله وبأنه لولا تأييد الله له لما استطاع أن يقوم بشيء من المعجزات ...


                      يقول يوحنا ( 3: 1 – 2 ) :



                      " كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسٌ لليهود .. هذا جاء إلى يسوع ليلاً وقال لهُ يا معلم نعلم أنك قد أتيت من الله معلماً لان ليس أحدٌ يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل ان لم يكن الله معه."


                      ونفس الحقيقة يعلنها للناس في صراحة ( بطرس ) خليقة عيسى وصديقه الصدوق ... يقول ( بطرس ) ..


                      " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون." ( أعمال الرسل 2: 22 ) .



                      وعيسى نفسه النبي الصادق الأمين لم يخدع الناس ولم يوهمهم أنه صاحب المعجزة أو مصدر الآية .. بل كاشف الجموع بالحقيقة كاملة ما هو إلا رسول سخره الله لخدمة الحق ومنحه المعجزات لتأييد رسالته ..



                      " وفيما هو مجتازٌ رأى إنساناً أعمى منذ ولادته .. فسأله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواهُ حتى وُلد أعمى .. أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواهُ لكن لتظهر أعمال الله فيه .. ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليلٌ حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمل . "


                      إذ فالأعمال أعمال الله .. والمعجزات من عند الله وليس أمام عيسى إلى أن ينفذ ما رسمه الله له .. وان ينجز العمل الذي كلفه سبحانه به ..




                      ورواية أخرى يرويها لنا ( لوقا 17 : 11 – 19 ) ..


                      " وفي ذهابه إلى أورشليم اجتاز في وسط السامرة والجليل .. وفيما هو داخل إلى قرية أستقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد .. ورفعوا صوتاً قائلين يا يسوع يا معلم ارحمنا .. فنظر وقال لهم اذهبوا وأرُوا أنفسكم للكهنة وفيما هم منطلقون طهروا .. فواحدٌ منهم لما رأى أنه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم .. وخرّ على وجهه عند رجليه شاكراً له .. وكان سامريّاً .. فأجاب يسوع وقال أليس العشرة قد طهروا . فأين التسعة .. ألم يوجد من يرجع ليعطي الله مجداً غير هذا الجنس .. ثم قال له قم وأمضى. إيمانك خلّصلك ."


                      هنا نرى عيسى يشفي عشرة رجال برص. وقبل أن يقوم بشفائهم يأمرهم بالذهاب إلى هيكل اليهود وتقديم أنفسهم للأحبار والكهان .. والابتهال إلى يهوه إله إسرائيل وعندما يطيعون في الطريق يطهرون ويعود أحدهم إلى المعلم عيسى يشكره ويمجد الله رب عيسى .


                      وهنا يفرح عيسى بالرجل الذي وضع الأمور في نصابها وأعطى لكل ذي حق حقه.. فالمجد لله مصدر المعجزات والشكر للإنسان الذي أجرى الله على يديه المعجزة.. ويأسف عيسى لأن باقي العشرة لم يفعلوا كما فعل هذا السامري الغريب عن السلالة اليهودية الأصلية.




                      وللحديث بقية ...

                      اخوكم / الاثرم

                      تعليق


                      • بسم الله الرحمن الرحيم

                        ولقد كان المسيح دائماً يصلي ويتضرع إلى الله قبل أن تجري المعجزة على يديه ...

                        هنا .. في معجزة إقامة الميت الذي يذكرها إنجيل ( يوحنا 11 : 38 – 44 ) :

                        " فانزعج يسوع أيضاً في نفسهِ وجاءَ إلى القبر * وكان مغارة وقد وُضع عليهِ حجرٌ .. قال يسوع ارفعوا الحجر * قالت لهُ مرثا أخت الميت يا سيّد قد انتن لأن لهُ أربعة أيام .. قال لها يسوع ألم أقل لكَ ان آمنتِ ترين مجد الله .. فرفعوا الحجر ) حيث كان الميت موضوعاً ) ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيّها الآب أشكرك لأنك سمعتَ لي.. وأنا علمتُ إنك في كلّ حين تسمع لي .. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلتُ . ليؤمنوا إنك أرسلتني .. ولمّا قال هذا صرخ يسوع بصوت عظيم لعازر هَلُمَّ خارجاً .. فخرج الميت .. "

                        نعود للقصة ..

                        وعيسى عليه السلام بعد كل ما أراه لهم رؤيا العين .. ويقين المشاهدة .. أحس أنهملم يؤمنوا .. وأحس أنهم يبتعدون عن الله سبحانه وتعالى .. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :

                        " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {52}‏. ( سورة آل عمران ).

                        أي أن عيسى عليه السلام حين أحس من هؤلاء اليهود بكفرهم وعنادهم .. وعدم طاعتهم أو اقتناعهم رغم كل ما أرسله الله على يديه من آيات بينات .. أحس عيسى منهم الكفر .. فبدأ يبحث عن رجال أمناء مؤمنين .. يبلغون رسالته من بعده ويحملون منهج الله إلى عباد الله في الأرض .. كان ذلك يقيناً من عيسى عليه السلام أن بني اسرائيل لن يؤمنوا له رغم كل البينات التي جاء بها .. ورغم أنه قد جاء إليهم رحمة من الله سبحانه وتعالى ليحل لهم بعض ما حرم عليهم .. ليدلهم على منهج الله الذي ينجيهم من عذاب أليم .. ورغم كل هذا الذي يعتبر في مصلحة بني اسرائيل .. فقد أحس عيسى منهم بالكفر وعدم الإيمان ..


                        فبدأ يلتجئ إلى الحواريين ومريديه ليلقنهم الرسالة الصحيحة .. ويخبرهم بما أنزله الله عليه .. حتى يكونوا من بعده دعاة مخلصين لهذا الدين الذي كان واثقاً أن بني اسرائيل سيحاولون تشويهه ومحاربته ونشر الأكاذيب عن رسالته ولقد قام الحواريون بتلقي منهج الله ثم نقلوه بعد ذلك إلى أقطار الأرض .. وهكذا كان عيسى عليه السلام حريصاً في حياته على أن يبلغ الرسالة التي كلفه الله بها .. فلما لم يفلح مع بني اسرائيل اتجه إلى تلاميذه وحوارييه.. وأعطاهم التعاليم التي نزلت عليه من السماء .. وأخذ عهداً منهم أن يقوموا بإبلاغها إلى الناس حتى يفوت على بني اسرائيل فرصة القضاء على هذا الدين وهو ما كانوا يبيتونه وأحسه عيسى عليه السلام في حياته .


                        إلى هنا

                        ولقد كانت رسالة عيسى عليه السلام تجسيديا ًلطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى .. فلطلاقة القدرة جاءت من أول الرسالة إلى آخرها .. فعندما نذرت امرأة عمران ما في بطنها لله سبحانه وتعالى .. جعلها الله تلد أنثى .. ولما أحست امرأة عمران أن الذكر ليس كالأنثى .. ورفعت يديها إلى السماء معلنة ذلك .. قال لها الله سبحانه وتعالى أنه أعلم بما وضعت .. ثم بدأ اصطفاء مريم بكشف طلاقة القدرة لها على أشياء مادية من الرزق الذي يعطيه لها الله وهي في المحراب تتعبد .. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يري زكريا طلاقة القدرة عندما سأل مريم من أين لك هذا .. ورزقه بابن وهو رجل عجوز وامرأته عاقر .. ثم طهر الله سبحانه وتعالى مريم بالعبادة له والسجود إليه والتقرب منه ثم اصطفاها مرة أخرى على نساء العالمين لتكون هي الأنثى الوحيدة في سائر مخلوقات الله من الإنسان والجن وكل ما خلقه الله لتضع مولوداً بدون ذكر ..

                        ولذلك كان الاصطفاء الثاني مقروناً بذكر اسم مريم مميزاً في القرآن الكريم .. ففي كل آيات القرآن الكريم يقول الله سبحانه وتعالى مريم ابنة عمران .. وعيسى بن مريم .. ولا يأتي ذكرها ولا ذكر ابنها بالاسم الأول وهو مريم وعيسى .. مع ان المتبع في القرآن الكريم هو الاسم الأول فقط .. لأن ما يرويه القرآن هو أمثلة إيمانية لا تتعلق بالشخص نفسه .. إلا في قصة مريم فقط اختصها الله بهذه المعجزة التي لن تتكرر إلى يوم القيامة .. والتي فضلها بها على كل النساء واللاتي خلقهن في العالمين .

                        وقد جاء ميلاد المسيح ابن مريم دليلاً على طلاقة القدرة التي تقول للشيء كن فيكون .. فولد من أنثى ذكر .. وثبت الله مريم قبل أن يحدث ذلك .. ثم اظهر صدق المعجزة بان جعل عيسى بن مريم ينطق وهو طفل عمره دقائق ثم أيده بالمعجزات .. عدد منها بإذن الله كأن يصنع الطين على هيئة الطير ويحيي الموتى ويشفي المرضى ، كل ذلك يتم بإذن الله .. وعدد منها يتم بما اطلعه الله ونبأه به من أسرار الكون لتكون آية ودليلاً على صدق رسالته كأنباء الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ..

                        ورغم كل هذه المعجزات البينات .. وإن عيسى قد أرسل رحمة لبني اسرائيل .. فقد كفر به بنو اسرائيل وتربصوا به .. فلما أحس عيسى منهم الكفر جمع حوارييه أو تلاميذه .. وأبلغهم ما أرسل به لينقلوا رسالة الله إلى البشر .. وحملهم أمانة هذه الرسالة.


                        وللحديث بقية ..
                        اخوكم / الاثرم

                        تعليق


                        • ثم جاءت مداخلة من أحد الاخوان ..

                          chalice


                          بس حبيت أرد على على نقطتين ذكرا عن القرآن

                          الأولى قصةيوسف عليه السلام

                          حين ذكر الأخوة أن الهم هوالإقبال على الزنا كما ذكره الأخسيف...وللأسف فأن ضعف اللغة العربية لدينا والإستعانة بمراجع غير ثابتة تقودنا إلىالخطأ على الديانات الأخرى

                          ويجب أولا أن لا نضع كلمتين ونفسر حسب أهوائنا

                          أليكم النص كاملا


                          قال تعالى:



                          "{19} وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ

                          دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ {20} وَقَالَ

                          الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى

                          أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي

                          الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى

                          أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ {21} وَلَمَّا بَلَغَ

                          أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22}

                          وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ

                          وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ

                          إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ {23} وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا

                          لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ

                          وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ {24} وَاسُتَبَقَا

                          الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ

                          قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ

                          أَلِيمٌ {25} قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ

                          أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ

                          الكَاذِبِينَ {26} وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ

                          مِن الصَّادِقِينَ {27} فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ

                          مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ {28} يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ

                          هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ

                          {29} وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُالْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا

                          عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّ الَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {30}

                          فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ

                          كُلَّوَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ

                          وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ

                          كَرِيمٌ {31} قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن

                          نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا

                          مِّنَ الصَّاغِرِينَ {32} قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي

                          إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ

                          {33} فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ

                          الْعَلِيمُ {34} ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ

                          حَتَّى حِينٍ {35} "



                          وهذا خطأ واضح من جهة مخالفته لعصمة النبي الكريم بل لا يناسب ظاهر الآية وذلك لأن الهم هو القصد

                          والمرأة لم تقصد فحسب بل بالغت في الدعوة وغلقت الأبواب ومثل هذا لا يعبر عنه بالهم

                          ثم انه لو كان المراد به الهم الى الزنا لا تحدّ الضمير أي لقال ولقد همت به وهم به لأن الضمير يرجع الى الفعل "وهو الزنا " .


                          فالمراد بالهم هو قصد الضرب وربما القتل وكان السبب هو جرح كبريائها فما كانت تتصور أن يرفض عبدها هذا الطلب فهمت بقتله أو بضربه وغضب سيدنا يوسف ـ عليه السلام ـ فهم بضربها دفاعاً عن نفسه ولكنه رأي برهان ربه أن هذا سيؤدي الى توجيه التهمة اليه ولذلك عقبه تعالى بقوله « كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء فلم يصرف عنه الفحشاء فقط بل صرف عنه السوء » وهو اتهامه مع دليل واضح يوجب إدانته وربما كان يقتل لذلك .



                          والقرآن العظيم بين لنا خمس شهداء على براءة يوسف عليه السلام من ذلك وهم :

                          يوسف الصديق نفسه وامرأة العزيز نفسها وزوجها والنسوة اللاتي قطعن أيديهن والشاهد من أهلها.



                          أما يوسف الصديق نفسه فقد جزم ببراءة نفسه وثبت على نقائه وطهارته فقال :

                          هي راودتني عن نفسي [يوسف:26].

                          وقال لما هددته امرأة العزيز بالسجن إن لم يستجب لها رب السجن أحب إليّ



                          وأما امرأة العزيز فاعترفت وأقرت ببراءة يوسف فقالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم [يوسف:32].

                          وقالت في موقف أخر أمام الملك :

                          " الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين . "



                          أما النسوة اللاتي قطعن أيديهن فقلن عن يوسف :

                          حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف:51].

                          وأما زوج المرأة فقال مخاطباً امرأته

                          إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين [يوسف:28-29].

                          فبين بكلامه هذا براءة يوسف وأن اللوث والتهمة والكيد والخطيئة في امرأته وأنها هي التي دعته وتهيئات له وحرصت أشد الحرص ولكن هيهات هيهات فأن يوسف الذي وصفه ربه بالصديق وأنه من عباده المخلصين أعلى قدر اً وأرفع من أن يتلوث في الرذائل أو أن يخون عرض من جعله في بيته وهذا مما يربأ عنه أهل الفضل والمرؤة من عامة البشر فكيف بالنبي الصديق ؟؟ سبحانك هذابهتان عظيم...



                          وأما الشاهد من أهلها فقال :

                          إن كان قميصه قُدَ من قُبل فصدقت وهومن الكاذبين وإن كان قميصه قُدَ من دبر فكذبت وهو من الصادقين [يوسف:26].

                          فوجدوا قميص يوسف قُدَ من دُبرٍ أي شُق من خلفه وذلك أنهما لما استبقا الباب يوسف وامرأة العزيز, يوسف يفر بنفسه من السوء والفحشاء وامرأة العزيز مصممة على السوء والفحشاء أمسكت بقميصه من خلفه فشقته فوجدوا قميص يوسف شق من دبر فكان ذلك من الأدلة على براءته عليه السلام ,



                          وبعد هذا ينبغي أن يحذر كل الحذر من القصص المفتراة على يوسف ومن أقاويل السفهاء الذين يرمون هذا النبي الشريف العفيف الطاهر بالزنى يوسف ابن نبي الله يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم عليهم السلام,

                          روى الإمام أحمد والبخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال :

                          ((الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)).



                          فالحذر الحذر من الإفتراء على الأنبياء الشرفاء المطهرون ومن الكتب التى تروى القصص المكذوبة التي لاأصل لها على أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

                          تعليق


                          • chalice

                            وفي قوله (بناتي) أي بنات القوم والعشيرة لأنه كان رئيسهم ونبيهم وكل نساء قومه بمثابة بناته. والشاهد هنا في قوله ((هن أطهر لكم)) أي أن ممارسة الغريزة الجنسية عن طريق الزواج الشرعي بهنَّ هو عين (الطهر) والخير والنماء والصحة والعافية للفرد والمجتمع...وليس من صحة الجملة أن تكون هؤلاء بناتي ازنوا بهن هن أطهر لكم...فالتناقض واضح...وفي حالة الانحراف عنه إلى الشذوذ الجنسي (عمل قوم لوط أو الزنا) هو التلوث والضرر والمرض (المخالف للطهارة)

                            ومن الواضح أن قوم لوط كانوا يزنون ويأتون النساء...بدليل أنهم يتوالدون


                            أريد أن أوضح أمرا آخر...


                            كان أهل سدوم قوماً بخلاء يستثقلون الضيف ويسعون للتخلص منه بشتى الوسائل، وكانوا يسمَّون "أهل المؤتفكة" لأنّهم كانوا أهل إفكٍ ولهوٍ ولغوٍ ودجلٍ وباطلٍ وفساد ، لا يستحيون من فعل القبيح ، يأتون المنكرات بمحضر النساء والبنات كما وصفهم الله تعالى حيث وجّه الخطاب إليهم على لسان نبيِّه لوط عليه السلام :

                            {وتأتون في ناديكم المنكر}.


                            ليس هذا فحسب ، بل كان أهل سدوم أهل ظلم وجور، حتى أن القاضي عندهم كان يحكم لهم على الغرباء ، بحقٍ وبغيرحق، حيث يُروى أن سارة زوجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعثت إلى سدوم رسولاً من قبلها ليستطلع لها أخبار أخيها لوط عليه الصلاة والسلام ويأتيها بها. فلما وصل الرسول إلى تلك البلاد لقيه رجل من أهلها وضربه بحجر على رأسه ، فسال دمه على وجهه وثيابه ، ثم أن ذلك الرجل تعلَّق برسول سارة وأخذ يطالبه بأجر على فعلته تلك ، بحجة أنَّ الدم الذي سال لو بقي لأضرَّ بجسم الرسول. وبعد مشاحنات ومجادلات دعاه رسول سارة إلى القضاء وهو لايعرف ماذا ستكون النتيجة...

                            وتوجها إلى قاضي سدوم فما كان منه إلا أن حكم على الرسول المضروب للرجل المعتدي... فعمد رسول سارة إلى حجر وضرب به راس القاضي فشجّه وأسال دمه وولى هارباً وهو يقول له:

                            " ادفع إلى ضاربي هذا ما يتوجب لي عليك لقاء ضري إياك ".


                            ومهما يكن من أمر صحة هذه الرواية وطرافتها سواء أكانت صحيحة أم مروية على سبيل التندّر والتهكم والمبالغة في التدليل على ظلم أهل سدوم، فإنها تبقى دليلاًعلى أن أهل تلك البلاد كانوا يتجاوزون الحدود في أعمالهم وتصرفاتهم.


                            ويحدثنا المؤرخون أن أهل سدوم كلهم باستثناء أهل بيت واحد هو بيت لوط عليه الصلاة والسلام كانوا يتضارطون في مجالسهم ونواديهم ، ويجتمعون على نكاح الرجل الغريب، ويتوالون على ذلك حتى في محضر نسائهم وبناتهم ، كما كانوا يخذفون الغرباء الذين يمرون في ديارهم بالحجارة ، فأيهم أصابه حجر أخذوا ماله ونكحوه ، وكان لهم قاضٍ يفتي لهم بذلك ، بلاحشمة أو حياء ، حتى أنهم قطعوا الطريق على المارة خشية هذه الفاحشة المنكرة


                            حاشا أن يأتي القرآن بأثم كهذا على لسان نبي مطهر كريم

                            تعليق


                            • شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                              تعليق


                              • بسم الله الرحمن الرحيم



                                بارك الله فيك اخي الكريم " عمر حفظي " وشاكر لك على هذا المرور ..






                                الزميل سيف تعال معي إلى قصة .. ابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام .. وكما قلت أنت في تلك الفصول انه شك وكذب وعبد الكواكب .. إلخ ..



                                يقول الله في سورة البقرة :


                                ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} ) .

                                سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن بقدرة الله تعالى ، لكنه يريد أن يعرف الكيفية . إن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكاً ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:

                                (( نحن أحق بالشك من ابراهيم اذ قال )) :

                                (( ربِ أرنِي كيفَ تُحيِ الموتى قال أَولمْ تُؤمِن ، قال بلى ولكن ليطمئنَّ )) ..

                                ونحن المسلمين لم نشك في هذا الامر .. .. اذن .. فإبراهيم عليه السلام لم يشك من باب أولى .. بدليل منطق الآية السابقة .

                                فإن ابراهيم عليه السلام يسأل ربه (( أرني كيفَ تُحِي الموتى )) ؟

                                أي إنه يطلب الحال التي تقع عليها عملية الإحياء .. إن ابراهيم عليه السلام لا يتكلم في القدرة على الإحياء ..


                                ولنضرب هذا المثل في حياتنا . ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد . والمثل لتقريب المسألة من العقول .. لأن الله منزه عن أي تشبيه .

                                إن أَحَدُنا يقول للمهندس المعماري :

                                كيف بنيت هذا البيت ؟

                                إن صاحب السؤال يشير إلى حدث وإلى محدَث هو البيت وقد تم بناؤه .. إن صاحب السؤال يريد أن يعرف الكيفية .


                                ولنا أن نسأل .. وهل معرفة الكيفية تدخل في عقيدة الإيمان ؟


                                إن الإجابة هي .. أن معرفة الكيفية لا تدخل في عقيدة الإيمان .. إنها ترف زائد عن عقيدة الإيمان .. إن عقيدة الايمان هي أن يعلم المؤمن أن الله يحي الموتى .. أما كيف يحي الموتى ؟ .. فلا مدخل لها في قضية الايمان . ...


                                إن الله سبحانه يعلم أن ابراهيم عليه السلام مؤمن تمام الإيمان ولكنه يسأل عن الكيفية .. والكيفية لا يمكن أن يتم شرحها بكلام إنما يتم شرحها بعملية واقعية .. إن الحق يأمر ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن يأخذ اربعة من الطير الحيّ ويضمهن إلى صدره ليتأكد من ذوات الطير .. حتى لا يقول إن الله سبحانه ربما أحضر إليه طيرّاً آخر.


                                إذن ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن إيمان الاتسدلال .. والمطلوب له الكيفية .. لأنه يجهل الحالة التي عليها كيفية الإحياء .


                                وعندما خص الله موسى عليه الصلاة والسلام بميزة الكلام حدث عند موسى استشراق وقال ما دام الله قد كلمني فلأطلب منه فضلاً آخر .. هو أن اراه .. وعادة فإن الأنس والاستشراق بالله محبب إلى النفس المؤمنة .. أراد موسى عليه السلام أن يزداد أنساً بربه فقال :

                                ( ربِ أرني أنظُرْ إليكَ ) سورة الاعراف آية 143 .


                                ولكن موسى عليه السلام لم يقل رب أرني ذاتك .. لأنه يعرف أنه بطبيعة تكوينه البشري لا يستطيع أن يرى الله .. ولكنه يعلم أيضاً أن الله تعالى الذي خلق االقوانين يستطيع أن يغيرها ويبدلها متى أراد .. وما دام موسى عليه السلام ببشريته ليس معداً لهذه الرؤية .. فقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يراه .. أي يغير طبيعة خلق موسى كإنسان لكي يرى .. والمهم أن الله تعالى هو الذي سيفعل .. ولكن المخلوق في الدنيا لا يحتمل في تكوينه أن يرى الخالق ........ الخ .


                                الدليل على أن طبيعة موسى البشرية لا تتحمل رؤية الحق سبحانه وتعالى .. يقول الله في سورة الأعراف :


                                " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}."


                                لماذا قال الله تعالى (( انظر إلى الجبل )) .. لأن الجبل مفروض فيه الصلابة والقوة والثبات والتماسك ، والجبل بحكم الواقع وبحكم العقل ، أقوى من الإنسان وأصلب منه ملايين المرات .. والله سبحانه وتعالى يقول لموسى :

                                انظرالى الجبل الصلب القوي المنيع ، فإن بقى مكانه فإنك ستراني .. وهنا يريد الحق سبحانه وتعالى أن يبين لموسى استحالة أن يتحمل من هو أقوى منه ملايين المرات رؤية الله سبحانه وتعالى ... فكيف يتحملها موسى ؟ ........ بعدها ( خرّ موسى صقعاً ) ... .. ( فلما أفاق قال ( سُبحانكَ ) تُبتُ إليكَ وأنا أول المؤمنين ) اي انه نزه الله سبحانه ..... بل وقال ( تُبتُ إليك ) وأن المسألة اقتضت توبته وموسى تاب إلى الله لأنه سأل الله ما ليس له به علم .. ولم يقف عند الحدود البشرية .. بل أراد أن يتجاوزها إلى التجليات المخالفة لقوانين الكون .. وكان الموقف بين يديّ الله يقتضي ألا يسأل موسى .. وأن ينتظر عطاء الله ، والله كلم موسى دون أن يطلب موسى ذلك .. ولكن موسى عليه السلام حباً في الله أراد أكثر وأكثر .. ونسى قدراته البشرية .. ولما أحس بما حدث اتجه إلى الله يطلب التوبه .. وقال ...

                                يا ربي أنا لم أصنع ذلك عن قلة ايمان .. فإن ذاتك العلية لا يقدر مخلوق أن يراها أو يدركها .. ولكني فعلت ذلك لفرط حبي لك .. وشغفي بك .. أنا أول المؤمنين .. إنك لا تدركك الابصار .






                                يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :


                                " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75}."


                                واليقين ينقسم إلى ثلاث مراحل :


                                يقين بعلم من تثق فيه .. ويقين بعين ما تخبر به .. ثم يقين بحقيقة ما تخبر به.


                                فاليقين هنا بمراحله الثلاث قد دخل نفس إبراهيم ورسخ فيها .


                                وتمضي الآيات تقول :


                                " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً {76}. " سورة الأنعام.


                                كلمة " جَنَّ " تفيد الستر والتغطية .. ولذلك فإن الجنون ستر للعقل .. " جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ". بمعنى أظلم وستر ما حولك .. فغيرك لا يراك وأنت لا ترى غيرك .. والجنة سميت بهذا الاسم .. لأن فيها أشجاراً تستر من يمشي فيها .. أما كلمة " كَوْكَباً " فمعناها أنه يأخذ ضوءه من مصدر آخر .. ولقد أتى الله بهذا المثل .. لأنهم في وقت إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون القمر والنجوم والشمس والأصنام .


                                " قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77}." سورة الأنعام.


                                إن الذي قال عن إبراهيم إنه قال :


                                " هَـذَا رَبِّي "


                                هو الذي قال :

                                " وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37}". سورة النجم .


                                وهو الذي قال :

                                " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.


                                إذن .. فقوله ( هذا ربي ) لا تخدش وفائه الإيماني .. ولكن لابد أن لها معنى آخر .. ذلك أن القوم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والقمر .. ويريد إبراهيم أن يلفتهم إلى فساد العقيدة ولكن يلفتهم بأدب النبوة .. وليس بالشتائم ولا بالسب ..

                                فلو أن إبراهيم من أول الأمر قال لهم :

                                يا كذابون .. يا أهل الضلال .. وظل يوجه لهم السباب لما اهتموا به ولا سمعوا له .. لكن إبراهيم عليه السلام استخدم ما يسمى في الجدل
                                بــ " مجاراة الخصم " ليستميل آذانهم ويأخذ قلوبهم معه .. وليعلموا أنه غير متحامل عليهم من أول الأمر فيأخذ بأيديهم معه.


                                مثال على ذلك في حياتنا .. تجد رجلا له ابنة جاء لها خطيب .. وهذا الخطيب قصير جداً .. بيمنا البنت _ ما شاء الله _ طويلة .. وحين جاء الخطيب ليراها وتراه تقول لأمها :

                                هذا خطيبي ؟!


                                وهذا القول يعني أنها تنكر أن يكون هذا القصير عنها هو خطيبها ..

                                وحين قال إبراهيم ( هذا ربي ) معناه إنكار أن يكون مثل هذا الكوكب أو ذلك القمر أو تلك الشمس هي الرب.



                                ولذلك فإن هذا الأسلوب يقتضي أن يذكر الشيء وفيه نقص والناس لا تلتفت إليه ولكن سياق الحركة يدل عليه ..



                                فكأن إبراهيم حين يقول هذا ربي يبدي استنكاره أن يكون هذا الكوكب إلهاً .. وهو يتهكم على الذين يعبدونه ..


                                والدليل ... هو سياق الحوار حين يقول :


                                " فَلَمَّا أَفَلَ ".

                                وأفول النجم والقمر وغروب الشمس .. أمور قد شهدها إبراهيم قبل ذلك مئات المرات .. فلا يمكن أن يكون (( قد فوجئ بأن النجم قد أفل )) .. أو أن الشمس قد غابت ولكنه كان يعلم ذلك جيداً.


                                وينهي إبراهيم قوله لقومه بعد أن رأى النجوم والقمر والشمس تغيب أو تأفل ..


                                " يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78}." سورة الأنعام


                                فلماذا قال إبراهيم إني بريء مما تشركون ؟


                                ولم يقل لهم كونا جميعاً برآء مما تشركون .. لأن طبيعة المنذر أو المبشر أو المبلغ أو الرسول أن يحمل نفسه أولا على الأمر قبل أن يحمل مخاطبيه .. وألا يأمرهم بأمر يخالفه هو .. ذلك لأن الإنسان إذا غش الناس فإنه لا يغش نفسه .. والبراءة من الشرك هي التخلي عن المفسد أو الانقطاع عن العمل المفسد والدخول في العمل الصالح ..


                                وهكذا يثبت له أن كل كوكب _ حتى الشمس _ مصيره إلى أفول .. فكأنه قد وصل بهم بالمنطق إلى أن عبادة الكواكب لا تصلح .. واستخدم المنطق الذي يحقق نيته في أن ينكر هذه الربوبية .. ويستأنس به آذان من يسمعه ..


                                أما قول إبراهيم عليه السلام :

                                " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79}." سورة الأنعام


                                فمعنى ذلك أنني توجهت لله الإله الحقيقي لهذا الكون الذي خلق السموات والأرض .. ولكن لماذا استخدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام السموات والأرض كمظهر للكون ؟

                                ولم يقل مثلا إني توجهت للذي خلق النجوم والكواكب والشمس والقمر ..


                                أولاً : لأن هذا التعبير أعم .


                                ثانياً : لأنه ظاهر للناس جميعاً لا يحتاج إلى دليل ..


                                ثالثاً : لأنه لا أحد من البشر منذ بدء الخليقة حتى الآن زعم أنه هو الذي خلق السموات والأرض ..


                                رابعاً : لأن خلق السموات والأرض يشعر بالقدرة الخارقة للإله الذي خلق هذا كله .. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى :


                                " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {57}." سورة غافر.


                                وحين أعلن إبراهيم عليه السلام وبين للناس أن ما يعبدون هو مجرد إفك .. وأن ما اتخذوه آلهة لا ينفع ولا يضر ولا يخلق شيئاً .. بل هو مخلوق أو مما صنعته أيديهم ..

                                هل اقتنع القوم بذلك ؟

                                بل أخذتهم العزة بالإثم ..


                                يقول الله في سورة الأنعام :


                                " وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}. "


                                وللحديث بقية ..

                                اخوكم / الاثرم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                                ردود 0
                                50 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن النعمان
                                بواسطة ابن النعمان
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                                ردود 0
                                36 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                                ردود 0
                                75 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                                ردود 4
                                65 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                                ردود 0
                                28 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                 
                                يعمل...
                                X