تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    الى صديقى al athram

    لقد سعدت بعضوية المنتدى و بدءت فعلا فى قرائة موضوعك الشيق و سوف اتابعه و ارسل لك مشاركتى غدا او بعد غد ، اشكرك صديقى على الاهتمام و لك منى كل الاحترام .

    تعليق


    • #47
      بسم الله الرحمن الرحيم



      صديقي العزيز " egyfinance "

      شكرا لك .. وكنت واثق انت ستقبل دعوتي .. وأهلا وسهلا فيك في هذا المنتدى الطيب .. وان شاء الله ستكون في غاية السعادة مع اعضاء هذا المنتدى ..

      فسأكمل حواري ..


      ان جميع ما في الأرض من مختلف الديانات ، قد سُمِّيت بأسمائها ، أما نسبة إلى اسم رجل خاص ، أو أمة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها . فالمسيحية مثلاُ ، أخذت اسمها من السيد المسيح ، وتسميت البوذية على اسم بانيها بوذا ، واشتهرت الزردشتية باسمها لان مؤسسها وحامل لوائها كان زردشت . وكذلك ظهرت اليهودية بين ظهراني قبلية تعرف بيهوذا , فسميت باليهودية ... الخ .

      الا الاسلام ، فانه لا ينتسب الى رجل خاص ولا إلى أمة بعينها ، وانما يدل اسمه على صفة خاصة يتظمنها معنى كلمة الاسلام .


      ومعنى كلمة " الاسلام " هو : ( الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتارض ) وقد سميّ ديننا بالاسلام لانه طاعة لله وانقياد لأمره بلا اعتراض .

      فالاسلام هو دين الله .. والله سبحانه وتعالى لم يُنزّل ديانات مختلفة وانما أنزل على عباده المرسلين ديناً واحداً وهو الاسلام .. ولقد جاء بهذا الدين الواحد جميع رسل الله وانبيائه من آدم الى رسول الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام .. وكلهم يدعون الى عبادة الله الواحد الاحد " لا اله الا الله " ومعناها أنه ليس في هذا الكون أحد جدير بأن يعبده الناس ، ويسجدوا له بالطاعة والعبادة الا الله سبحانه وتعالى .

      فما لهذا الكون من مالك ولا حاكم إلا هو وحده وكل شيء مفتقر إليه مضطر إلى استعانته .. حتى المسيح عيسى (يسوع) عليه الصلاة والسلام يدعو الى توحيد الله ، وانه " لا اله الا الله "


      انظرو لوقا : الاصحاح (18: - 18-19) ومتى يقول في الاصحاح ( 19: 19 أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ...» 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا عَمِلْتُ بِهَا مُنْذُ صِغَرِي، فَمَاذَا يَنْقُصُنِي بَعْدُ؟» 21فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً، فَاذْهَبْ وَبِعْ كُلَّ مَا تَمْلِكُ، وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاوَاتِ. وَتَعَالَ اتْبَعْنِي!»)

      من الملاحظ ان السيد المسيح كما قلت .. قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله ، قد صحح صيغة السؤال ، فنفى الصلاح عن نفسه ، ورده إلى الله وحده الذي تفرد في ذاته وصفاته.

      وبذلك قرر المسيح على رؤوس الاشهاد أن " لله المثل الاعلى في السموات والارض " .. فكيف يقال بعد ذلك إن المسيح إله أو ابن الله .

      بل أكثر من ذلك نجد في مرقس الاصحاح ( 12: 28وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ كَانَ قَدْ سَمِعَهُمْ يَتَجَادَلُونَ، وَرَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِمْ، فَسَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً؟» 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ : « أُولَى الْوَصَايَا جَمِيعاً هِيَ: اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ... 32فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «صَحِيحٌ، يَامُعَلِّمُ! حَسَبَ الْحَقِّ تَكَلَّمْتَ. فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. .... 34فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِحِكْمَةٍ، قَالَ لَهُ: « لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ! » )

      فلم يَّدعِ المسيح أنه إله يعبد .. لكن موقفه أمام الله كموقف كل بني اسرائيل . فقال في يوحنا الاصاح (17: 3 – وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقَّ وَحْدَكَ، [/color] وَالَّذِي أَرْسَلْتَهُ: يَسُوعَ الْمَسِيحَ ) ثم عرَّف نفسه بانه رسول الله ( ويسوع المسيح الذي أرسلته) ..

      وفي حديث المسيح مع " مريم المجدلية " الذي ذكره يوحنا في الاصحاح ( 20: 17فَقَالَ لَهَا:

      « لاَ تُمْسِكِي بِي! فَإِنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى الآبِ، بَلِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي سَأَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ، وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ !» 18فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّ!» وَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا. )

      فعلاقة المسيح بالله كعلاقة التلاميذ بالله ، كلهم عبيده . فقد سوّى المسيح بينه وبين سائر الناس في أنّ الله أبوه وأبوهم وإلههُ وإلههم جميعاً .. ومن كان مألوهاً لا يكون ألهاً . وإلا لزم كون المخاطبين بهذه الآية جميعهم آلهة ، والحق من ساوا نفسه بسائر الناس في المألوهية فهو عبد مثلهم ..

      ورغم ان ( بولس ) هو مخترع عقيدة ألوهية المسيح إلا أن رسالته الاولى الى ( تيموثاوس الاولى 2 : 5 - فَإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، وَالْوَسِيطُ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِنْسَانُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ، ) تجلَّى فيها الحق إذ يقول فيها { لانه يوجد إله واحد .. }

      فاعترف ان الله واحد ولم يقل أنه مثلث الاقانيم ، كما اعترف أن المسيح وسيط بين الله والناس للتبليغ, وليس ذلك فحسب بل جعل هذا الوسيط هو الانسان يسوع ، ولم يقل انه الأقنوم الثاني أقنوم الابن .

      فهل يبقى شك بعد هذا التصريح بوحدانية الله ونفي الألوهية عما سواه .

      وحينما نتأمل تاريخ الانبياء نجد أن موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن قتل المصري هرب الى البرية .. وبقى بها أربعين سنة يرعى الغنم ، ويتأمل صنع الله في الارض وفي السماء .. وكان ذلك تحت رعاية الله حتى يتأهل لحمل الرسالة بمشاقها ومتاعبها .

      وكذلك تعرض يوسف عليه الصلاة والسلام لمحن كثرة بدأت بتآمر اخوته عليه ثم بيعه الى عزيز مصر ليخدم في بيته ثم اتهامه بمداعبة أمرأة العزيز وأخيراُ برّأِه الله سبحانه وتعالى وصار بعد ذلك الوزير الأول لملك مصر .

      وكذلك كان أمر المسيح يسوع ( عيسى ) عليه الصلاة والسلام فقبل أن يبدأ دعوته في سن الثلاثين حسب كلام (لوقا) نجده قد ذهب من بلدته الناصرة الى البرية وبقي هناك أربعين يوماً بلا طعام ثم جاءه ابليس ليجربه بثلاث تجارب ... نجح فيها جميعاً وانتصر على ابليس وأصبح بعد ذلك مُعداً ليكون رسول الله .

      ثم يقول لوقا في الاصحاح 4 : 14وَعَادَ يَسُوعُ إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ؛ وَذَاعَ صِيتُهُ فِي الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ كُلِّهَا. 15وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ، وَالْجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ. )

      ونجد في متى الاصحاح ( 4 : فَتَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا بَعْضُ الْمَلاَئِكَةِ جَاءُوا إِلَيْهِ وَأَخَذُوا يَخْدِمُونَهُ ) ..

      لقد أُعدّ المسيح للرسالة كما أُعدّ سائر الانبياء قبله.

      وهذه شهادة أقرب الناس الي المسيح وأعني به (بطرس) رئيس التلاميذ الذي يقول في سفر اعمال الرسل ( 2: فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اسْمَعُوا هَذَا الْكَلاَمَ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللهُ بِمُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ وَعَلاَمَاتٍ أَجْرَاهَا عَلَى يَدِهِ بَيْنَكُمْ، كَمَا تَعْلَمُونَ)

      لم يقل بطرس إن المسيح هو الله ، لكنه قال إنه رجل انسان أجرى الله على يديّهِ معجزات وآيات .

      وكذلك يقول بطرس في ( أعمال الرسل ( 10: 38 :

      "فَقَدْ مَسَحَ اللهُ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَبِالْقُدْرَةِ، فَكَانَ يَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يَعْمَلُ الْخَيْرَ، وَيَشْفِي جَمِيعَ الَّذِينَ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ" ..

      لم يقل بطرس لان الله كان معه كما كان مع كل الانبياء والمرسلين ..

      " كل هذا يبين أن المسيح انسان بشر ، وأنه رسول الله ، وأنه نبي ظهر في بني اسرائيل كما ظهر أنبياء آخرون قبله ...

      من الغريب .. والشيىء الملفت للنظر أن في القرآن الكريم ((((( سورة كاملة تسمى سورة مريم عليها السلام ))))))) لا يوجد مثيل له في الكتاب المقدس بعهديه .. ولم توجد سورة باسم عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها او فاطمة بنت الرسول رضي الله عنها ..

      وكذلك ان عيسى عليه الصلاة والسلام ذُكر بالاسم ( 25 ) مرة في القرآن الكريم في حين ان النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يذكر إلى ( 4 ) مرات .. فتزداد الحيرة هنا اكثريا اخوان

      وقد مرت على الرسول عليه الصلاة والسلام حالات عصيبة مثل وفاة زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها و وفاة بناته وابنائه .. ...

      لم نجد ولن تجدوا ان القرأن الكريم قال ((((( ولقد توفيت زوجته خديجة عن عمر يناهز ... وتوفي عمه .. وابنه وبناته وكانت عمر البنت الاولى 45 سنة حيت اكلت لحما .. وكانت تسكن مع زوجها في منطقة تبوك .. الخ . كما نرى القصص في الكتاب المقدس وانتم اخبر بها منا... اليس كذلك..

      اخواني واخواتي الكرام انظروا لهذه الآية نحن المسلمون نفتخر بها :

      (( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً )) وإنها آية عجيبة ..

      ومن المبادىْ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء في النظريات ان ثبت صحتها .. والعجيب ان القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ..

      وان هذه الآية لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد ..

      والآن نأتي إلى الشيء المذهل في أمر النبي محمد عليه الصلاة والسلام والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه وانه مدعيّ النبوة والله تعالى يقول في القرآن الكريم :

      " وما تَتزلتْ به الشياطين ، وما ينبغي لهم وما يستطيعون ، إنهم عن السمع لمعزولون ." سورة الشعراء 210-212 ) )

      فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم . (سورة النحل الاية رقم 9 (

      أرأيتم ؟؟

      هل هذا طريق الشيطان في كتابة إي كتاب ..؟؟؟

      يؤلف كتبا ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك (( أن تتعوذ مني ))

      ان هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز ! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبة..


      ومن قصص القرآن الكريم قصة أبو لهب (( عم الرسول )) هذا الرجل كان يكره الإسلام كرهاً شديداً لدرجة أنه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمته ما يقوله الرسول عليه افضل الصلاة والسلام ، إذا رأى الرسول يتكلم إلى أناس غرباء .. فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..

      لو قال لكم (محمد) أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار .. والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ويشكك الناس فيه .

      وقبل (10) سنوات من وفاة أبو لهب نزلت سورة في القرآن الكريم اسمها ( المسد ) ، هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار .. أي بمعنى أصح إن أبو لهب (((( لن يدخل الإسلام )))

      وخلال (10) سنوات كاملة .. كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول (( محمد يقول أني لن أسلم وسوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح مسلما .. أشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ))

      الآن ما رأيكم .. هل محمد صلى الله عليه وسلم صادق فيما يقول أم لا ؟؟؟؟ هل الوحي الذي يأتيه ؟؟ وحي إلهي ؟؟

      لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماماً رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة للرسول عليه الصلاة والسلام .. لكنه لم يخالفه في هذا الأمر ..

      أي ان القصة كأنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني ، حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي ... ! لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة !! لم يُسْلٍمْ ((((ولم يتظاهر حتى بالاسلام)))) .

      عشر سنوات كانت لديه الفرصة (((( أن يهدم الاسلام في اقل من دقيقة ... !!!!! ))))

      ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم .. ولكنه وحيٌ ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم .. .. .. كيف لمحمد عليه الصلاة والسلام أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحياً من الله ... ؟؟

      كيف يكون واثقاً خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحياً من الله ؟؟

      لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلى معنى واحد هذا وحي من الله ....

      يقول الله سبحان في سورة المسد :

      " تَبتْ يدا أبي لهبٍ وتبَّ ، ما أغنى عنهُ ماله وما كَسَبَ ، سيصلى ناراً ذَاتَ لهبٍ ، وامرأتهُ حَمَالةَ الحطبْ ، في جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَّسدِ. "

      ومن المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي بأشياء لا يمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو مبدأ إيجاد الأخطاء .. حتى نتبين صحة الشيء المراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن الكريم عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى ..

      القرآن يقول ان اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا متسمر إلى وقتنا الحاضر فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود ..

      وان هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها .. ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم ، إذن كيف .. القرآن خطأ ! .. ولكن هذا لم يحدث خلال 1425 سنة !!

      ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان .. هل رأيتم ( ان الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول ؟؟؟ )

      يقول الله سبحانه في سورة المائدة:

      " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ {83} وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ {84} " .

      بدون أدنى شك .. يوجد في القرآن الكريم .. ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر ، وذلك أن القرآن الكريم يعطيك معلومات معينة ويقول لك : ((لم تكن تعلمها من قبل )) .
      .
      مثال على ذلك .. سورة آل عمران :

      (( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ {44} ))

      سورة هود ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49} ))

      سورة يوسف (( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ))

      لا يوجد كتاب يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب ، كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أتت هذه المعلومات .. على سبيل المثال .. الكتاب المقدس المحرف .. عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هذا هنا .. وهذا القائد قاتل هنا .. معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم .. فلان وفلان .. الخ.

      بعكس القرآن الذي يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة .. بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت متردداً في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر ؟

      والمذهل في الأمر هو أهل مكة [/color] في ذلك الوقت _ وقت نزول هذه الآيات _ ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا قومه ...

      بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديد .. بل نحن نعرفه ، أبداً لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات ، أيضا لم يحدث مثل هذا ، ولكن الذي حدث أن أحداً لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا معلومات جديدة كليا وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب [/color] في الماضي والحاضر والمستقبل ...


      الاخوة الكرام ... الإنجيل كما تعلمون هو أحد الكتب السماوية الكبرى .. لكبرى الرسالات اليهودية ، المسيحية ، الإسلام ...

      ولقد تحدث القرآن الكريم عن الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام فوصفه بأوصاف طيبة إذ نسب إليه الهداية والنور .. وبجانب هذا الحديث الطيب عن الإنجيل نجد أيضاً أن القرآن قد نسب التحريف إلى هذا الإنجيل وأن أهله قد تناسوا كلام الله وأخفوا الحق الذي أنزله على نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام ..
      ( سورة المادئة :



      " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ {14} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} "



      وللحديث بقية ..

      اخوكم الاثرم

      تعليق


      • #48
        المشاركة الأصلية بواسطة AL-ATHRAM مشاهدة المشاركة

        أخي الكريم " موحد بالله "

        وأنت أيضا اشتقنا لك .. كيف الحال .. وحال الأهل والأحباب .. اتمنى من الله ان تكونوا جميعاً بخير ..
        الحمد لله
        جميعنا بخير
        جزاك الله كل خير



        تعليق


        • #49
          بسم الله الرحمن الرحيم


          التفرقة العنصرية :

          ان هذا الفهم ، وهذا السلوك ، هو البدء الحقيقي " للتفرقة العنصرية " التي تدين بها أوربا ، وامريكا اليوم .. إن اول من نادى بالتفرقة بين البشر وفقاً للألوان هو الكتاب المقدس ذاته .. وليست امريكا!!

          لم تكن امريكا هي رائدة التفرقة العنصرية .. وإنما رفعت شعاراتها ، وكان بيدها نصوص مقدسة من الكتاب المقدس ! أليس الكتاب المقدس هو الذي حكم على الجنس الأسود باللعنة ، لأنهم أولاد حام ؟؟

          يقول الكتاب المقدس في سفر التكوين :

          ( 9 : 18أَمَّا أَبْنَاءُ نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ مِنَ الْفُلْكِ فَكَانُوا: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ. 19هَؤُلاَءِ كَانُوا أَبْنَاءَ نُوحٍ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ تَفَرَّعَتْ مِنْهُمْ شُعُوبُ الأَرْضِ كُلِّهَا. 20 وَاشْتَغَلَ نُوحٌ بِالْفَلاحَةِ وَغَرَسَ كَرْماً، 21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خَيْمَتِهِ، 22فَشَاهَدَ حَامٌ أَبُو الْكَنْعَانِيِّينَ عُرْيَ أَبِيهِ، فَخَرَجَ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ اللَّذَيْنِ كَانَا خَارِجاً. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ رِدَاءً وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا الْقَهْقَرَى إِلَى دَاخِلِ الْخَيْمَةِ، وَسَتَرَا عُرْيَ أَبِيهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدِيرَا بِوَجْهَيْهِمَا نَحْوَهُ فَيُبْصِرَا عُرْيَهُ. 24 وَعِنْدَمَا أَفَاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ وَعَلِمَ مَا فَعَلَهُ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ 25قَالَ: «لِيَكُنْ كَنْعَانُ مَلْعُوناً، وَلْيَكُنْ عَبْدَ الْعَبِيدِ لإِخْوَتِهِ . 26ثُمَّ قَالَ: «تَبَارَكَ اللهُ إِلَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَهُ. 27لِيُوْسِعِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي خِيَامِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْداً لَه.)

          بل تروى التوراة المحرفة واعني بها ( العهد القديم ) عن سارة زوجة ابراهيم عليه الصلاة والسلام أنها قالت له في سفر التكوين :

          ( 21: 9وَرَأَتْ سَارَةُ أَنَّ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَسْخَرُ مِنِ ابْنِهَا إِسْحقَ، 10فَقَالَتْ لإِبْرَ اهِيمَ: « اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ) و ( 21: 11فَقَبُحَ هَذَا الْقَوْلُ فِي نَفْسِ إِبْرَ اهِيمَ مِنْ أَجْلِ ابْنِهِ).

          وقد اقتبس (بولس) هذا النص لإشعال العنصرية بين الناس ( غلاطية 4 :

          30- إِنَّمَا مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ!» 31 إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نَحْنُ لَسْنَا أَوْلاَدَ الْجَارِيَةِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ ..)

          ولا تزال حكومة جنوب إفريقيا تعتمد على ما جاء في سفر التكوين الذي يصف أحد أبناء حام وهو " كنعان " بأنه عبد العبيد ، لتبرير سيطرتها على السود وإذلالهم .

          فاننا أيها الاخوة والأخوات لا نجد في المجتمعات الإسلامية هذه التفرقة العنصرية التي نجدها في المجتمعات المسيحية . لان النصوص الإسلامية تقف حائلاً دون ظهور هذه الشّر أو تفاقمهُ ..

          يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سورة الحجرات:

          " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} )

          وفي هذه الآية الكريمة إعلان المساواة الكاملة بين الأمم والشعوب والأفراد .. إذ ان الآية خطاب موجه إلى جميع بني الإنسان.

          كذلك فإن هذه الآية تقرر أن التمايز بين الناس لا يكون باللون أو الجنس أو العنصر .. إنما يكون " بالتقوى " التي هي جمعا الخير والهدى والرشاد .

          هنا سؤال يطرح نفسه ..

          كيف نضع نظاماً يحقق للبشرية كلها أخوة واحدة .. ؟!

          الاسلام يوجب على المسلم الالتقاء خمس مرات في اليوم لتأدية الصلاة في المسجد مع اخوته في الإسلام ليتقوى روحيّاً .. الأبيض مع الأسود .. والغني مع الفقير .. والناس على اختلاف جنسياتهم وتباين ألوانهم ومراتبهم يصفون متحازين كتفاً لكتف في الصلاة .. وهي العادة اليومية للمسلمين ..

          ومرة في كل اسبوع في يوم الجمعة يتجمع المسلمون في المسجد الرئيسي للحي لصلاة الجمعة والذي يعتبر تجمعاً على نطاق أوسع للمناطق المحيطة ..

          ومرتين في العام في العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى .. يجتمع المسلمون في تجمع أوسع وأشمل ويستحسن أن يكون في الخلاء ( خارج المسجد على ارض واسعة ) مما يتيح شعوراً أكبر بالإخوة الاسلامية ..

          وفوق كل ذلك " اللقاء الأكبر " في رحاب الكعبة الشريفة مرة واحدة على الأقل في العمر لمن استطاع إلى ذلك سبيلا . وهو اللقاء العالمي لكل مسلمي العالم فتجد التركي الأشقر والأثيوبي والصيني والهندي والامريكي والإفريقي .. والملك والخادم .. كلهم متساوون في لباس الحج الواحد المكون من قطعتين من القماش دون أي حياكة .

          فهل يوجد مثل هذه المساواة في أي شعيرة لأي دين آخر ؟

          إذن القاعدة الأساسية في المفاضلة والتقدير بين بني البشر كما أعلن عنها في كتاب الله هي في السلوك والتخلق بالأخلاق الحميدة وحسن التعامل مع الله ومع الناس { ان اكرمكم عند الله أتقاكم } وليس اللون أو الجنس أو المال ... هذا هو الأساس الصادق الوحيد التي يمكن أن تقوم عليها مملكة الله .

          وبذلك فتح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأمر ربه – أفاق دعوته أمام بني الإنسان جميعاً – فالله { رب الناس ، ملك الناس ، أله الناس } وليس رب فئة واحدة ، أو عنصر واحد ، أو مجموعة بشرية واحدة !

          وبذلك حطم الإسلام الحواجز التي كانت قائمة بين الأجناس والأعراف والأنساب .

          ولقد قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه .. الذي كان رقيقاً فحرره " سلمان منا أهل البيت " كما ضم صف المسابقين الأولين مجموعة كبيرة من أمثال " صهيب الرومي " و " بلال الحبشي " وهما رقيقان واعتبرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في مقدمة كبار الشخصيات العربية من أصحابه المهاجرين والأنصار .

          بل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَّّـرَ على قيادة جيشه شاباً في الثامنة عشر من عمره وجعل تحت قيادته مجموعة من كبار المسلمين ، وأصحاب السابقة في الإسلام .

          وهكذا يكون الإسلام قد حقق معجزة في التاريخ الإنساني ، أذ جعل الناس جميعاً يعيشون تحت شعار إلهي نادي به الإسلام منذ ظهوره ، وأكده الرسول عليه الصلاة والسلام من جديد وبكل صراحة وصرامة .. فقال :

          " لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا ( بالتقوى ) . "


          إن القرآن الكريم لم يذكر في سوره أو آياته ، أي اسم على الإطلاق من أسماء أحد معاصري الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أسمين هما :-

          { زيدٌ بن حارثة " مولىّ الرسول " عندما أراد الله أن يلغي عادة التَّـبني .. و " أبو لهب " عم الرسول عليه الصلاة والسلام هذان هما الاسمان اللذان ذكرا في القرآن الكريم ..

          لم يذكر القرآن الكريم اسم أبي بكر ولا عمر رضي الله عنهما فهما أصاحبه وآباء زوجاته ولا عثمان وعلي رضي الله عنهما أيضاً أصحابه وأزواج بناته ، وإنما ذكر اسم زيد بن حارثة موّلى الرسول ... وذكر في مناط التكريم ( سورة الاحزاب آية رقم 27 )

          وذكر اسم " أبي لهب في مجال اللعنة ، حيث يقول الله في القرآن الكريم سورة المسد ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ {2} سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ {3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ {4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ {5} ) .

          فزيد موّلى غريب عن الرسول عليه الصلاة والسلام في دمه ، وفي قبيلتهِ ، وفي جنسهِ !! أما أبو لهب ، فإنه عمه ، وهو شريف قرشي !! ومع ذلك فان القرآن يتهدده بالهلاك هو وامرأته حمالة الحطب ..

          فالقرآن الكريم بهذا يضع مبدأه المعروف أنه لا مفاضلة بين الناس على أساس الجنس أو اللون أو أي نوع من أنواع الامتيازات الطبقية ، إنما المفاضلة بالتقوى .. " ( والتقوى : الامتثال لأوامر الله ونواهيه .. سراً وعلانية .. لأنها _ أي التقوى _ تدفع الإنسان إلى مخافة الله القهار..

          ويقول الشاعر :

          لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اعتماداً على النسبْ .. فقد رفع الإسلام سلمانَ فارس وقد وضع الشركُ الشريفّ أبا لهب


          ويقول الشاعر :

          أيها الطالب فخراً بالنسب إنما الناس لأم ولأبْ .. هل تراهم خُلقوا من فضّةٍ أو حديدٍ أو نحاسٍ أو ذهبْ .. أو ترى فضلهُم في خلقهم هل سوى لحم وعظم وعصبْ .. ..


          وللحديث بقية ...

          تعليق


          • #50
            بسم الله الرحمن الرحيم


            لنقتبس هذا النص ومنه ننطلق ..


            لكن النقطة الهامة التي تتعلق بخيانة يهوذا هي اختلاف الأناجيل في حادثة دخول الشيطان فيه .

            أ – يقرر لوقا ( 22 : 3 – فدخل الشيطان في يهوذا .. 7- وجاء يوم الفطير الذي كان ينبغي أن يذبح فيه الفصح . )

            إن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء بيوم على الأقل .

            ب – بينما يقرر يوحنا ( 13 : 27- فبعد اللقمة دخلهُ الشيطان . )

            إن الشيطان دخل يهوذا بعد أن أعطاه يسوع اللقمة أثناء العشاء الأخير .



            بعد ان رأينا أن الشيطان دخل يهوذا قبل العشاء الأخير حسب رواية لوقا _ لكنه حسب رواية يوحنا دخل يهوذا بعد أن أعطاه المسيح اللقمة أثناء العشاء الأخير فخرج ليتآمر عليه .

            ونبدأ الآن بعنصر معروف تحت عنوان : المعاناة في الحديقة أو آلام المسيح ومتاعبه في الحديقة . وسوف أكتب النص ، ودائماً أبدأ بأنجيل مرقس باعتباره أقدم الأناجيل ، ولكن أرجو أن نركز ونحن نقرأ النص الذي يصف هذه الفترة الهامة والحاسمة من حياة المسيح ، عما إذا كانت الصورة التي رسمها كتبة الأناجيل للمسيح هنا تبين أنه جاء ليبذل دمه فدية عن كثيرين ، ومن ثم كان الصلب وسفك دمه هدفاً رئيسياً لرسالته ، كما يقولون ...

            أم أن المسيح فوجئ بقوة الظلم تكاد تطبق عليه ، وأن حياته باتت مهددة بالخطر بشكل لم يكن يتوقعه ، ولذلك أصابته حالة من الرعب القاتل كان يود في كل لحظة من لحظاتها أن ينجو من الخطر وينقذ نفسه من الموت .

            آلام المسيح :

            ويقول مرقس في الإصحاح ( 14 : 32 – 42 ) :

            " وجاءوا إلى ضيعة اسمها جشيماني ، فقال لتلاميذه اجلسوا ههنا حتى أصلي . ثم أخذه معه بطرس ويعقوب وابتدأ يدهش ويكتئب . وقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت . امكثوا ههنا واسهروا .

            ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك ، فاجز عني هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد أنا ، بل ما تريد أنت .

            ثم جاء ووجدهم نياماً . فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم . أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة ؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف . ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه . ثم رجع ووجدهم نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه . ثم جاء ثالثة وقال لهم الآن استريحوا ، يكفي ، قد أتت الساعة ، هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة ، قوموا لنذهب ، هو ذا الذي يسلمني قد اقترب. "


            إن ابسط تعليق على هذا الكلام هو أنه واضح تماماً أن المسيح لم يكن يتوقع هذه المفاجأة المذهلة وهي أن أعداءه سيقتنصونه ، وطبعاً هو يعلم أنهم عندما يمسكونه فلسوف يقتلونه . ولذلك كان يصلي في كل وقت لكي تعبر عنه هذه الساعة أو هذه المحنة أو هذه الكأس ، حتى ينجو.


            إذن نستطيع أن نقرر _ مبدئياً _ بأن أي قول يقول أنه جاء ليبذل نفسه فدية عن كثيرين أو أن سفك دمه كان ضرورياً للتكفير عن خطيئة آدم أو خطايا البشر ، كل ذلك لا يمكن قبوله .

            وإذا كان عصيان آدم ، يكون تكفيره بقتل ابن الإله غصباً عن ابن الإله نفسه ، فهذا كارثة أكبر ، لأن الخطيئة تتضاعف تماماً بهذه الصورة .

            بعد ذلك نذهب لمعرفة آراء العلماء ومفسرو الأناجيل .

            يقول دنيس نينهام :

            " لقد انقسمت الآراء بعنف حول القيمة التاريخية لهذه الجزء وجرى تساؤل عما إذا كان يعتر في الحقيقة جزءاً من المصدر الذي روي القديس مرقس.

            ويؤكد آخرون أنه لم يكن في مقدور أحد أن يكون شاهداً لأغلب الحوادث المذكورة هنا ، كما لم يكن في مقدوره أن يعلم ما هي الصلاة التي صلاها يسوع وحيداً . ولذلك فإنهم يعتبرون أن الصلاة النموذجية ( في العد 36 ) وتكرارها ثلاث مرات إنما شيء مصطنع مثل القول بإنكار بطرس ثلاث مرات.

            إن القرار الموثوق منه { حول حقيقة ما جرى في الحديقة} مستحيل .. تفسير إنجيل مرقس 389-390 .

            أما رواية لوقا عن آلام المسيح فنجد فيها ما يجعلنا نعرضها _ إذ إنها تقول :

            " وخرج ومضي كالعادة إلى جبل الزيتون وتبعه أيضاً تلاميذه ، ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقويه. وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن ، فقال لهم لماذا أنتم نيام قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. ( 22: 39-46) .

            يقول جورج كيرد في تفسيره لهذه الفقرات :

            " حسب رواية مرقس ( الذي كان مصدراً للوقا ) نجد أن يسوع بدأ يكتنفه الفزع والذهول وقد تحدث إلى تلاميذه عن الحزن الذي صحب استنزاف حياته وتلاشيها . ولما كان غير قادر على رفقة أعز أصحابه ( تلاميذه ) فإنه قضى الليل في تشنجات متتالية من صلاة المكروب . ولكن رواية لوقا المختصرة ( بالنسبة لرواية مرقس ) تعطينا بقدر الإمكان انطباعاً أقوى من حالة الاضطراب التي حلت بيسوع . فلقد أخبرنا أن يسوع هو الذي انتزع نفسه بعيداً عن أصحابه ، وانه كان في ألم مبرح ، وأن عرقه صار مثل قطرات الدم.

            وعندما نتذكر الشجاعة والثبات التي واجه بها الموت رجال آخرون شجعان بكل أشكاله البربرية وما كان يصحب ذلك من تعذيب مفرط ، فلا يسعنا إلا أن نتساءل :

            ما هي الكأس التي كان يسوع يرجو الله _ في صلاته _ أن يجيزها عنه . .. ان صلاة يسوع ترينا أن عذاب الشك كان أحد عناصر محنته المعقدة . فلكم تنبأ بآلامه لكنه الآن عشية حدوثها نجده ينكص على عقبيه..

            هذا _ ولما كانت بعض المراجع القديمة تحذف العددين ( 43 , 44 ) الذين يقولان :

            " وظهر له ملاك من السماء يقويه . وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض . "

            ورغم وجودهما في أغلب النسخ وإلمام علماء المسيحية في القرن الثاني بهما { فإن الحذف يمكن إرجاع سببه (كما يقول جورج كيرد ) إلى فهم أحد الكتبة بأن صورة يسوع هنا ، وقد اكتنفها الضعف البشري ، كان يتضارب مع اعتقاده في الابن الإلهي الذي شارك أباه في قدرته القاهرة . } تفسير إنجيل لوقا صفحة 243 .

            فإذا سلمنا بأن هذا هو حقيقة ما حدث للمسيح في الحديقة فإن هذا يعني بوضوح أنه لم يكن يتوقع القتل إطلاقاً . وبالنسبة لعذاب الشك الذي أصابه فيمكن إرجاعه إلى أنه لا بد وقد اطمأن مسبقاً إلى أن أعداءه لن يتمكنوا من اصطياده _ وهو ما ذكرته أعلاه تحت عنوان تنبؤات المسيح بنجاته من القتل .. ارجو منك الاطلاع عليه ...

            أما وقد رأى أعداءه على وشك اصطياده ، فهناك أصابه عذاب الشك فيما إذا كان سينجو حقاً أم أنهم سيقضون عليه .

            القبض :

            يقول مرقس :

            " وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثنى عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ . وكان مسلمه ( يهوذا ) قد أعطاهم علامة قائلاً الذي أقبّله هو ، هو ، أمسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم إليه قائلاً يا سيدي يا سيدي وقبله.. فألقوا عليه وأمسكوه.
            فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . فأجاب يسوع وقال لهم كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني ، ولكن لكي تكمل الكتب، فتركه الجميع وهربوا ، وتبعه شاب لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان ، فترك الإزار وهرب منهم عرياناً . ( 14 : 43 0 52 )

            لقد كانت القُبلة هي بداية عملية القبض ، ونجد هذا قد اتفق فيه متى ولوقا مع مرقس ، مع خلاف يسير . أما عند يوحنا فلا مكان للقُبلة ، كما أنه يعطي صورة مختلفة تماماً عما روته الأناجيل الثلاثة المتشابهة _ فهو يقول :

            " أخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين ، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
            فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال من تطلبون؟
            أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو . وكان يهوذا مسلمه أيضاً واقفاً معهم.
            ( فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض . )
            فسألهم من تطلبون ؟ فقالوا يسوع الناصري. أجاب يسوع قد قلت لكم إني أنا هو فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. " ( 18: 3- 8 ).

            لقد اتفقت الأناجيل على شيء هام وهو أنه ابتداء من ذلك الوقت الذي ان في ظلمة الليل _ لأنهم جاءوا بمشاعل ومصابيح _ فقد تركه التلاميذ كلهم وهربوا.


            أين شك التلاميذ ؟

            لقد سبق أن ذكرت الأناجيل على لسان المسيح قوله لتلاميذه:

            "
            كلكم تشكون فيَّ .. في هذه الليلة
            ".

            ونحن هنا أمام احتمالين :

            أحدهما _ أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده ، ورغم أنها ستسبب له ألماً ومعاناة ، إلا أنها ستفشل وينقذه الله من القتل الذي ينتظره على أيدي مدبريها.

            ثانيهما _ أن يكون المسيح قد تنبأ لتلاميذه بأن مؤامرة ستدبر ضده وتسبب له ألماً ومعاناة وتنتهي بقلته.

            فإن كانت الحالة الأولى ، ورأي التلاميذ _ حسبما ترويه الأناجيل بكل وضوح _ أن المسيح قبض عليه في تلك الليلة ، واستطاعت قوى الظلم أن تنتصر عليه وتحقق ما تريد ، فعندئذ لا بد وأن يشك التلاميذ في معلمهم الذي تنبأ لهم بنجاته ، ثم أظهرت الحوادث أمام أعينهم بعد ذلك أنه لم يحدث .


            هنا فقط يحدث الشك والزلل والارتداد عن العقيدة
            .


            ومن المعلوم أن الشك غير الإنكار ، ذلك أن اللص الذي يقبض عليه ، قد ينكر السرقة ، لكنه في الوقت نفسه أول من يعلم يقيناً أنه سرق ، فهو لا يشك في السرقة رغم أنه ينكر ذلك .

            ولما كانت الأناجيل قد أظهرت جميعاً أن التلاميذ لم يشكوا في المسيح في تلك الليلة _ وإنما تحدثت عن إنكار بطرس أنه من تلاميذه _ فإن هذا يعني أن الأحداث سارت حسبما جاء في تلك الحالة التي تنتهي بنجاة المسيح من القبض والقتل.


            أما إن كانت الحالة الثانية وهي أن المسيح تنبأ لتلاميذه بالقبض عليه وقتله ، فإن ما شاهده التلاميذ _ حسب رواية الأناجيل أيضاً _ هو أن ذلك ما حدث ولا محل للشك _ إذن _ في هذه الحالة .. ولا ريب في أن نفي الشك عن التلاميذ في تلك الليلة ، يترتب عليه بالضرورة إلحاق تنبؤات خاطئة بالمسيح ، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه ، وهو أمر ننكره ونستنكره .

            مما سبق نجد أن الأناجيل الأربعة اختلفت في قصة القبض وملابساتها :

            فقد روى كل من مرقس ومتى أن يهوذا قبًّل المسيح ، وروى لوقا أن يهوذا كان على وشك أن يقبَّله ، بينما لا يعرف يوحنا شيئاً عن القُبلة.


            ويذكر كل من مرقس ومتى أن تحية وكلاماً جرى بين يهوذا والمسيح ، ويصمت لوقا عن تلك التحية ، بينما لا يذكر يوحنا شيئاً عن يهوذا سوى الصمت التام بعد أن قاد القوة للقبض عليه في البستان.

            وإذا صرفنا النظر عما جاء في روايتي الاثنى عشر جيشاً من الملائكة ، والشاب الذي هرب عرياناً _ لبقيت ثلاث نقاط أساسية لا بد من استيعابها تماماً للوقوف عندها وهي :


            1- أن القُبلة كانت الوسيلة الوحيدة لتعريف أفراد القوة بشخصية المسيح ( حسب مرقس ومتى ولوقا ) ، بينما تم ذلك في يوحنا بعد أن أظهر المسيح ذاته إليهم بطريقة تنم عن التحدي والثبات الذي يتحلى به المجاهدون من أصحاب العقائد والرسالات .


            2- وأن حادثاً غير عادي قد وقع في تلك اللحظة .. مما أذهل أفراد القوة وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض .

            3- وأن التلاميذ _ حسبما يرويه كتبة الأناجيل _ لم يشكوا في المسيح ولو للحظة واحدة من تلك الليلة التي حدث فيها القبض.


            يبدو بوضوح أن هذا النص ( وجعلهم يرجعون إلى الوراء ويسقطون على الأرض .)


            فيه إسقاط ذلك بأن يسوع المسيح لن تكون لكلماته القوة التي تقذف الرعب في قلوب الجند وخدام رؤساء الكهنة وهو الإنسان الأعزل الذي كان يحزن ويكتئب في الصلاة عسى أن ينجيه الله ... والله سينجيه بأسلوب معجزي . فكيف السبيل لتصحيح هذا النص ..

            وحيث أن الأناجيل الأربعة تكمل احدها الآخر فلا مناص إلا الرجوع إلى إنجيل ( لوقا ) في حادث مولد يسوع المعجز حيث يرتعد الرعاة من ظهور ملاك الرب :

            " وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً " ( لوقا 2 : 9 ) .

            إذن التصحيح يكون بإضافة هذا النص بين قول يسوع :

            " إني أنا هو "

            وبين حركة الجند :

            " رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض "

            هكذا ..

            " فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض " (يوحنا 18 : 6 ) .

            بعد التصحيح وإضافة ( لوقا 2 : 9 )

            " فلما قال لهم إني أنا هو وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض " .

            وكان يسوع المسيح قد تحدى الرؤساء والشعب اليهودي :

            " سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدَّاماً ليُمسكوه. فقال لهم يسوع أنا معكم زمانا يسيراً ثمَّ أمضي إلى الذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا . فقال اليهود فيما بينهم إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن . ألعله مزمع أن يذهب إلى شتات اليونانيين ويعلم اليونانيين . ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " ( يوحنا 7 : 32 – 36 )



            ولما كانت قصة المسيح بكل تفاصيلها ، ترد دائماً إلى تنبؤات العهد القديم وخاصة سفر المزامير ، فإن المزمور 91 الذي يستشهد به كثيراُ _ يقول:

            " لأنك قلت يا رب ملجاي . جعلت العلي مسكنك ".
            لا يلاقيك شر ، ولا تدنو ضربة من خيمتك.
            لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك.
            أرفعه لأنه عرف اسمي ، يدعوني فأستجيب له ، معه أنا في الضيق . أنقذه وأمجده ، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي " ( 91: 9-16 )

            أليس من حق القائل أن يقول إن ملائكة الله قد حملت المسيح على أيديها في تلك اللحظة التي كادت تزيغ فيها قلوب المؤمنين .. بعد أن رأي المسيح وتلاميذه أن سلطان الظلمة على وشك أن يبتلعهم ؟


            وإذا قيل : أين ذهب المسيح بعد ذلك ؟

            نقول : وأين ذهب إيليا ( إلياس ) الذي رفع إلى السماء ؟

            وفي هذا تقول أسفار العهد القديم :

            " وفيما هما ( إيليا وتلميذه اليشع ) يسيران ويتكلمان ، إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء. وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا أبي .. يا أبي مركبة إسرائيل وفرسانها . ولم يره بعد " ( سفر الملوك الثاني 2: 11 – 12 ) .

            وكما سبق أن رفع أخنوخ ( إدريس ) إلى السماء ، كما تقول الأسفار :

            " وسار أخنوخ مع الله ، ولم يوجد لأن الله أخذه . " ( سفر التكوين 5: 24 ).

            الحق أنه من رحمة الله _ سبحانه وتعالى _ بالناس .. أن كل ما فعله المسيح من معجزات له سابقة فعلها الأنبياء قبله . فإذا كان قد أحيا أمواتاً لا يزيد عددهم حسبما ترويه الأناجيل عن ثلاثة _ فقد أحيا واحد من الأنبياء قبله جيشاً عظيماً من الموتى .. كما أحيا غيره أفراداً ماتوا حديثاً أو بعد أن انقضى على موتهم مدة طويلة .

            وبالنسبة للمباركة وتكثير الطعام التي مارسها المسيح ، فإنها حدثت كذلك مع الأنبياء قبله.

            وبالمثل كانت عملية شفاء المرضى التي مارسها الأنبياء السابقون.

            إن هذا كله رحمة من الله بخلقه ، حتى لا يضلوا في المسيح ويفتنوا به فيتخذونه إلهاً .

            وللحديث بقية ...

            أخوكم : الاثرم

            تعليق


            • #51
              بسم الله الرحمن الرحيم




              المحاكمة :


              لم تتفق الأناجيل على عدد المحاكمات ... سنكتفي بالحديث عن محاكمتين فقط .


              1- المحاكمة الأولى : أمام مجمع اليهود :


              يقول مرقس : " مظوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع ومعه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة .
              وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفئ عند النار.
              وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا . لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .. ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني حجر غير مصنوع باياد . ولا بهذا كانت شهاداتهم تتفق.
              فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً : أما تجيب بشيء .. ماذا يشهد به هؤلاء عليك.
              أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء .
              فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك.
              فقال يسوع : أنا هو . وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء.
              فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال : ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ وقد سمعتم التجاديف . ما رأيكم ؟ . فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له : تنبأ . وكان الخدام يلطمون " ( 14: 53-65)


              يقول نينهام :

              " ليس من السهل ان نتبين كيف نشأ هذا الجزء . ولقد كان السؤال حول قيمته التاريخية _ ولا يزال _ موضوعاً يتعرض لمناقشات حيوية. ومن الواجب أن نعرض الأسباب الرئيسية للشك في قيمته التاريخية ، ونناقشها وبأختصار : كما يلي :

              1- يصف القديس مرقس المحاكمة على أنها حدثت أما المجمع _ أي السهندرين _ وهو يئة رسمية تتكون من واحد وسبعين عضواً يرأسها رئيس الكهنة وتمثل السلطة الشرعية العليا في إسرائيل.
              ولما كانت لائحة السهندرين المذكورة في المشنا ، تبين الخطوات التفصيلية التي يجب اتخاذها أمام تلك الهيئة ، فان المقارنة بين تلك الإجراءات وبين ما يذكره القديس مرقس عن محاكمة يسوع ، تكشف عن عدد من المتناقضات أغلبها جدير بالاعتبار .

              2- ولكن ، هل كان من الممكن أن يجتمع أعضاء السهندرين ، ولو حتى لعمل مثل تلك الإجراءات القضائية الرسمية التي تسبق المحاكمة في منتصف ليلة عيد الفصح ، أو إذا اعتبرنا أن تقويم القديس مرقس لأسبوع الأحداث غير دقيق ، فهل كان يمكن أن يجتمعوا في منتصف الليلة السابقة لعيد الفصح ؟
              إن محاكمة رسمية في مثل ذلك الوقت تبدو شيئاً لا يمكن تصديقه ، كما يشك أغلب العلماء تماماً في عقد جلسة في مثل ذلك الوقت ، ولو لعمل تحقيقات مبدئية " ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 398 – 401 )


              المحاكمة الثانية أمام بيلاطس :

              يقول مرقس :

              " وللوقت في الصباح الباكر تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله وأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه على بيلاطس. فسأله بيلاطس : أنت ملك اليهود ؟ فأجاب وقال له : أنت تقول ؟ وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً .
              فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء . انظر كم يشهدون عليك . فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس . وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً ، من طلبوه . وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في العتنة ، الذين في الفتنة فعلوا قتلاً .
              فصرخ الجميع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس
              قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود. لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس .
              فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ؟ فصرخوا أيضاً أصلبه . فقال لهم بيلاطس : وأي شر عمل ؟ فازدادوا جداً صراخاً : أصلبه .
              فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " ( 15 ك: 1 – 15 )


              يقول نينهام :

              " رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء _ فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريراً لشاهد عيان ، وفي الواقع إنها ليست تقريراً على الإطلاق .
              إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة . ( وفي العدد 2 نجده قد عرفها من قبل ) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي ( على عكس لوقا الذي يقول : فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم – 23 : 24 )

              وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين _ فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه : لا يعرف شيئاً عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح ، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته ، إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق ، بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها .

              على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً ، فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا , بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر ، وفي نهاية الفقرة التالية ( الأعداد 2- 5 ) نجد أن يسوع لم يدن . وحسبما تذكره القصة لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس . ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد قد ذكر مرتين ( في 27: 16-17 ) في أغلب النسخ على أنه : يسوع باراباس ، والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية.

              إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة .. يمكن شرحه ببساطة على أساس انه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح . فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقى عن الاستخدام العادي ، وأن إطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناَ . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 411 – 416 )


              ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين :

              احدهما تحكي نهاية يهوذا ، وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه ، وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس . كذلك بيَّن متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطرقة قاطعة فهو يقول :

              " فقال الوالي وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخاً ليصلب. فلما رأي بيلاطس أن لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني بريء من دم هذا البار . أبصروا أنتم . فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا .
              حينئذ أطلق لهم باراباس . وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " ( 27 : 23-26 )


              لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس _ كما يقول جون فنتون _ باعتبار أن " علمية غسل اليد لتكون دليلاً على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية ، إذا يقول سفر التثنية :

              " يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم ، ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم . "

              ومن المستبعد جداً أن يكون بيلاطس قد عمل شيئاً كهذا . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 436 ) .

              نكتفي بهذا القدر بالنسبة لبعض ما يقال في المحاكمات والثغرات الموجودة فيها ثم نمر بعد ذلك على عدد من العناصر التي تتعلق بقضية الصلب ، وهي لا تحتاج كثيراً للاستشهاد بأقوال العلماء ، إذا أن اختلاف الأناجيل فيها واضح لا يتحاج إلى تعليق .




              وللحديث بقية ...


              اخوكم / الاثرم

              تعليق


              • #52
                لم يصلبوه حسب انجيل برنابا اخوتي وفقكم الله .
                الله لا اله الا هو الحي القيوم

                تعليق


                • #53
                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  اخي الكريم " عمود الاسلام "

                  شكراً لمرورك الكريم ...


                  لم يصلبوه حسب انجيل برنابا اخوتي وفقكم الله

                  ولم يصلب حتى في الأناجيل التي بأيديهم ...



                  قضية الصلب :



                  أ‌- حامل الصليب:

                  يقول مرقس : ( 15 : 20 – 22 ).

                  " ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو الكسندرس وروفس ليحمل صليبه وجاءوا به إلى موضع جلجثه الذي تفسيره موضع جمجمة "

                  ويتفق متى ولوقا مع مرقس في أن حامل الصليب كان المدعو سمعان القيرواني لكن يوحنا يقرر شيئاً آخر فهو يقول :

                  " حينئذ أسلمه إلهم ليصلب فأخذوا يسوع ومضوا به . فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال له بالعبرانية جلجثة " ( 19: 16-17 )

                  يقول نينهام :

                  " لقد كان المعتاد أن يقوم الذين حكم عليهم بالصلب ، بحمل صلبانهم بأنفسهم .. ويقرر يوحنا أن هذا كان ما حدث فعلاً في حالة يسوع ، ولكن على العكس من ذلك نجد حسب رواية ( مرقس ومتى ولوقا ) أن شخصاً مجهولا يدعي سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلاً من يسوع.

                  وبالنسبة لموضع جلجثة فإن التقاليد التي تقول إنه يقع داخل كنيسة القبر المقدس لا يمكن إرجاعها لأبعد من القرن الرابع ، كما أنها لا تزال موضع جدل . ولقد اقترحت أماكن أخرى في عصرنا الحاضر ، إلا أن القطع بواحد منها لا يزال بعيداً عن التحقيق " ( تفسير إنجيل متى صفحة 422 )



                  ب‌- شراب المصلوب :

                  يقول مرقس: ( 15: 23 )

                  " أعطوه خمرا ًممزوجة بمر ليشرب لم يقبل "

                  ويقول متى : ( 27 : 34 )

                  " أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب ، ولما ذاق لم يرد أن يشرب "


                  ج- علة المصلوب :

                  يقول مرقس : ( 15: 26 )

                  " وكان عنوان علته مكتوباً : ملك اليهود "

                  ويقول مرقس : ( 27: 37 )

                  " وجعلوا فوق رأسه علته مكتوبة : هذا هو يسوع ملك اليهود ؟

                  ويقول يوحنا : ( 19: 19 )

                  " وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب .. وكان مكتوباً يسوع الناصري ملك اليهود ".


                  يقول : نينهام :

                  " لقد اختلفت الآراء بشدة حول صحة ما كتب عن علته ، فيرى بعض العلماء أن الصيغة الدقيقة قد عرفت عن طريق شهود عيان ، بينما يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن يكون الرومان قد استخدموا مثل تلك الصيغة الجافة .. ان ما ذكره القديس مرقس بوجه خاص عن علته ، إنما يرجع مرة أخرى لبيان أن يسوع قد أعدم باعتباره المسيا. " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )

                  إن اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب _ وهو ما لا يزيد عن بضع كلمات بسيطة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون _ إنما هي مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل . وطالما كان هناك اختلاف _ ولو في الشكل كما في هذه الحالة _ فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل على الكمال بأي حال من الأحوال . وقياساً على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل من ألقاب المسيح ، وخاصة عندما ينسب إنجيل إلى أحد المؤمنين به قوله :

                  كان هذا الإنسان باراً ، بينما يقول إنجيل آخر في نفس الوقت : كان هذا الإنسان ابن الله. أو عندما يقول أحد الأناجيل على لسان تلميذ للمسيح : يا معلم ، ويقول إنجيل آخر : يا سيد ، بينما يقول ثالث : يا رب .


                  إن الحقيقة تبقى هنا دائماً محل خلاف .




                  د – اللصان والمصلوب :

                  يقول مرقس : ( 15: 27-32 )

                  " وصلبوا معه واحداً عن يمينه وآخر عن يساره ...... واللذان صلبا معه كانا يعيرانه " .

                  ويتفق متى مع مرقس في أن اللصين كانا يعيرانه ويستهزان به.

                  لكن لوقا: ( 23: 39-43 )

                  " وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا.
                  فأجاب الآخر وانتهره قائلاً: أولا أنت تخاف الله إذا أنت تحت هذا الحكم بعينه. أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلناه ، وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله.
                  ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . فقال له يسوع : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس ."

                  لقد اختلفت الأناجيل في موقف اللصين من المصلوب ..

                  هـ - وقت الصلب :

                  يقول مرقس : ( 15: 25 )

                  " وكانت الساعة الثالثة فصلبوه "

                  لكن يوحنا يقول :

                  إن ذلك حدث بعد الساعة السادسة :

                  " وكان استعداد الفصح ونحو الساعة السادسة. فقال { بيلاطس } لليهود هو ذا ملككم فصرخوا خذه خذه اصلبه . فحينئذ أسلمه إليهم ليصلب " ( 19: 14 – 16 ) .

                  يقول نينهام :

                  " منذ اللحظة التي روي فيها القديس مرقس إنكار الناس ليسوع نجد أن الوقت قد خطط بعناية بحيث تكون الفترة ثلاثية الأحداث أو التوقيتات مثل : ( إنكار بطرس ثلاث مرات ( 14: 68 , 72 ) وقت الصلب الساعة الثالثة ( 15: 25 ) _ وقت الظلمة من الساعة السادسة إلى التاسعة ( 15: 33 , 34 ) .

                  وفي هذا المثل على الأقل فإن الحساب يبدو مصطنعاً ، إذ أنه من الصعب أن كل ما روت الأعداد ( 15: 1-24 ) ( منذ بدء جلسة الصباح حتى وقت الصلب ) يمكن حدوثه في فترة الثلاث ساعات .
                  ويبين إنجيل يوحنا ( 19: 14 ) بوضوح أن ذلك لم يحدث " ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 424 )

                  و – صلاة المصلوب :

                  يقول لوقا : ( 23: 33 – 34 )

                  " ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعي جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحداً عن يمينه والآخر عن يساره
                  فقال يسوع : يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون "

                  لقد انفرد لوقا بذكر هذه الصلاة التي حذفتها الأناجيل الأخرى ، بل وبعض النسخ الهامة التي تنسب للوقا أيضاً .

                  ويقول جورج كيرد:

                  " لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من أحدى النسخ الأولى لإنجيل (لوقا) بواسطة أحد كتبة القرن الثاني ، الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود. وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي 70 ، 135 صار من المؤكد أن الله لن يغفر لهم " . ( تفسير لوقا : صفحة 250 ).


                  ز – صرخة اليأس على الصليب :

                  يقول مرقس : ( 15: 32 – 34 )

                  " ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة . وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً : (( الوي الوي لما شبقتني )) .. الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني " .


                  لكن لوقا يقول : ( 23: 46 )

                  " نادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي "


                  بينما يقول يوحنا : ( 19: 30 )

                  " لما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل "

                  " إن صرخة اليأس على الصليب تثير عدداً من المشاكل التي كانت ولا تزال موضع جدل بين العلماء ، فالبعض يقول:

                  " يبدو أن القديسين لوقا ويوحنا قد رأيا في كلماتهما غموضاً واحتمالا لسوس الفهم ولذلك حذفاها ، ثم استبدلها أحدهما بقوله :

                  يا أبتاه في يديك أستودع روحي ، بينما قال الآخر : قد أكمل ..

                  وعلى العكس من ذلك فإن مثل هذا الرأي يفترض الراوية الذي كان شاغله الأول أن يذكر الحقيقة التاريخية ، ويسجل بأمانة للأجيال القادمة كلاماً مزعجاً يتعذر تفسيره .

                  ولهذا فإن أغلب العلماء المحدثين يقرون تأويلاً مختلفاً تماماً ، يقوم على حقيقة أن هذه الكلمات ( اليائسة ) إنما هي اقتباس من ( المزمور 22: 1 ) وإذا أخذنا هذا المزمور ككل ، فإنه لا يمكن أن يكون صرخة يأس بأي حال من الأحوال ، إنما هو صلاة لعبد بار يعاني آلماً ، إلا أنه يثق تماماً في حب الله وحفظه من الشر ، وهو مطمئن تماماً إلى حمايته " . ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 427-428 )


                  ح – في أعقاب الصلب :

                  يقول مرقس ( 15: 38-39 ) :

                  " انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، ولما رأي قائد المئة الواقف مقابله أنه صرخ هكذا وأسلم الروح قال حقاً كان هذا الإنسان ابن الله "

                  ويقول متى ( 27: 51-53 ) :

                  " وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " .

                  ويقول لوقا ( 22: 45-47 ) :

                  " أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه . فلما رأي قاد المئة ما كان ، مجد الله قائلاً : بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ."

                  أما يوحنا فإنه لا يعلم شيئاً عن ذلك .

                  يقول جورج كيرد :

                  " إن حدوث كسوف للشمس ( حسب رواية لوقا ) بينما يكون القمر بدراً ، كما كان وقت الصلب ، إنما هو ظاهرة فلكية مستحيلة الحدوث ... ولقد كان الشائع قديماً أن الأحداث الكبيرة المفجعة يصحبها نذر سوء ، وكأن الطبيعة تواسي الإنسان بسبب تعاسته " ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 253 )

                  ويقول جون فنتون :

                  " لقد قيل إن مثل تلك النذر لوحظت عند موت بعض الأحبار الكبار وبعض الشخصيات العظيمة في العصور القديمة الوثنية وخاصة عند موت يوليوس قيصر ". تفسير إنجل مرقس صفحة 427 )

                  ويقول جون فنتون :

                  " لقد أضاف متى إلى ما ذكره مرقس حدوث الزلزلة وتفتح القبور وقيامة القديسين من الأموات وظهورهم لكثيرين في أورشليم بعد قيامة يسوع ، وكان قصده من إضافة هذه الأحداث أن يبين أن موت يسوع كان عملاً من صنع الله " ( تفسير إنجيل متى صفحة 444 )

                  الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .

                  لقد رأينا أكثر من ثلاثين تناقضاً في موضوع الصلب .. وهناك كتاب بعنوان ( قاموس الكتاب المقدس ) الصادر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى . ومن العجيب أن هناك خلافاً في شكل الصليب الذي استخدم .. فهذا القاموس يذكر أن هناك الصليب ( X ) والصليب ( T ) والصليب ( + ) والصليب المستخدم كرمز للمسيحية هو ( + ) لكن هذا القاموس يقول إن الصليب الذي استخدم كان على شكل ( T ) وهذا هو نص ما يقوله قاموس الكتاب المقدس .

                  " وللصلبان نماذج رئيسية ثلاثة .. أحدها المدعو صليب القديس أندراوس وهو على شكل ( x ) وثانيها بشكل ( + ) وثالثها بشكل السيف ( T ) وهو المعروف بالصليب اللاتيني .

                  ولعل صليب المسيح كان من الشكل الأخير ( T ) كما يعتقد الفنانون .. الأمر الذي كان يسهل وضع اسم الضحية وعنوان علتها على القسم الأعلى منه ".

                  فإذا كان شكل الصليب مختلفاً فيه .. إذن قوله تعالى ( ولكن شبه لهم )

                  يبين لنا بوضوح أن كل ما تعلق بالصلب اشتبه أمره عليهم وغابت عنهم الحقيقة .. فهم لا يزالون مختلفين في كل ما يتعلق بقضية الصلب مثل :


                  حامل الصليب وعلة المصلوب .. واللصان والمصلوب .. وقت الصلب .. وصلاة المصلوب .. وصرخة اليأس على الصليب ، وما حدث في أعقاب الصلب ..

                  وأما بالنسبة لهذا النص الذي ذكرته أعلاه :

                  ( أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا يخسفان لموت صغير أو كبير .)


                  فإنها تختص بإبراهيم ابن النبي محمد عليه الصلاة والسلام والتي تعطي الدليل _ لكل ذي عقل سليم _ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لا يجمع خرافات أو أوهاماً .. إنما يريد أن يحق الحق .

                  فالذي حدث هو أنه لما مات ابنه إبراهيم حدثت ظاهرة فلكية وهي كسوف الشمس .. وهذا شيء طبيعي حدوثه . لكن بعض الناس قالوا :

                  كسف الشمس لموت إبراهيم .

                  لقد مات إبراهيم .. وكسفت الشمس في نفس اليوم ... وربط الناس بين الحدثين ... فلو كان الرسول يريد التأييد ولو عن طريق الأكاذيب ... لصمت عن ذلك.

                  لكن الرسول صلى الله عليه وسلم _ برأه الله _ يرفض كل أكذوبة من كل لون لتأييده .. ولهذا صعد المنبر غاضباً وقال :

                  " أيها الناس .. إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله .. لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته .. فإذا رأيتهم شيئاً من ذلك .. فادعوا الله وصلوا "



                  ط – شهود الصلب :

                  لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب .. وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب .. ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب .

                  يقول مرقس ( 15: 40-41 ) :

                  " وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة . اللواتي أيضاً تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل . وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم " .

                  وكذلك يقول متى في ( 27: 55 – 56 ) .

                  ويقول لوقا: ( 23: 49 )

                  " وكان جميع معارفه ونساء كن تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك ".

                  ويقول يوحنا : ( 19: 25-26 )

                  " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية . فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال لأمه يا أماه هو ذا ابنك ."

                  ويقول جون فنتون :

                  " لقد هرب التلاميذ عن القبض على يسوع ، ورغم أن بطرس قد تبعه من بعيد إلى فناء دار رئيس الكهنة ، فإننا لا نسمع عنه شيئاً أكثر من هذا ، بعد إنكاره ليسوع .
                  إن مرقس ومتى ولوقا يخبروننا أن شهود الصلب كن نساء تبعن يسوع من الجليل إلى أورشليم ، وقد رأين دفنه ، واكتشفن القبر خالياً صباح الأحد ، وقابلن يسوع ( بعد قيامته ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 455 )

                  ويعلق العلماء على ما قاله يوحنا عن وجود مريم أم المسيح عند الصليب بقولهم :

                  " إنه من غير المحتمل أساساً أن يكون قد سمح بوقوف أقارب يسوع وأصدقائه بالقرب من الصليب ." ( تفسير مرقس صفحة 431 ) .

                  كذلك تقول دائرة المعارف البريطانية تعليقاً على اختلاف الأناجيل في شهود الصلب :

                  " نجد في الأناجيل ( الثلاثة ) المتشابهة أن النساء فقط تبعن يسوع ، وأن القائمة التي كتبت بعناية واستفاضة لا تضم والدته _ وأنهن كن ينظرن من بعيد ) ( مرقس 15 : 40 )

                  ولكن في يوحنا نجد أن والدته مريم تقف مع مريمين أخريين والتلميذ المحبوب تحت الصليب ، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ المحبوب إلى خاصته . هذا بينما لا تظهر والدته في أورشليم _ حسبما ذكرته الؤلفات القديمة _ إلى قبيل عيد العنصرة وفي رفقة إخوته . ( أعمال الرسل 1: 14 ) ( ج 13 ، صفحة 99 ) .

                  من ذلك نتبين أن شهود الأحداث الرئيسية التي قامت عليها العقائد المسيحية وهي الصلب ، والقيامة والظهور ، إنما كن _ على أحسن الفروض _ نساء شاهدن ما شاهدن من بعيد .. ثم قمن بعد ذلك بالرواية والتبليغ ...

                  والآن يحق لنا التعليق على أحداث الصلب فنقول :

                  إن اعتماد كتّاب أحد الأناجيل على ما رواه كاتب إنجيل آخر ، كان أولى به أن يوجد تآلفاً بين الأناجيل ، ويمنع التناقض والاختلاف بينها . ولكن ما حدث كان على النقيض من ذلك.

                  وإذا أخذنا بما ترويه الأناجيل عن الصلب وأحداثه ، لوجدناها قد اختلفت فيه من الألف إلى الياء.

                  ويكفي أن يراجع القارئ ما ذكرته الأناجيل عن حادث القبض وملابساته _ المحاكمات _ توقيت الصلب ( اليوم والساعة ) _ صرخة اليأس على الصليب _ شهود الصلب .

                  كل ذلك وغيره كثير يكفي للقول بأن الأناجيل اختلفت فيما بينها اختلافاً بعيداً . وهو اختلاف يكفي لرفضه ما يذكره أحد الأناجيل _ على الأقل _ إذا أخذنا برواية الإنجيل الآخر . فأيهما نأخذ به ، وأيهما نرفضه ؟

                  رب قارئ درج على الإيمان التقليدي بما ترويه الأناجيل ، لا يجد مفراً الآن من أن يقول :

                  " إنما العلم عند الله "


                  وللحديث بقية ..


                  اخوكم / الاثرم

                  تعليق


                  • #54
                    بسم الله الرحمن الرحيم



                    نهاية يهوذا الخائن :

                    لقد انفرد إنجيل متى _ دون بقية الأناجيل _ بالحديث عن نهاية يهوذا .. كذلك تحدث سفر أعامل الرسل الذي سطره لوقا عن كيفية هلاكه . ولنرجع الآن إلى هذين المصدرين لنري كيف هلك يهوذا .. وما إذا كانا قد اتفقا في الحديث عن هذا الجزء الخطير .. والذي له علاقة مؤكدة بقضية الصلب أم أنهما اختلفا كالعادة .

                    يقول متى ( 27: 3 – 10 ) :

                    " حينئذ لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِيْنَ ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً : قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً فقالوا ماذا علينا .. أنت أبصر .
                    فطرح الفضة في الهيكل وانصرف . ثم مضى وخنق نفسه . فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمي هذا الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم.
                    حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل : واخذوا الثلاثين من الفضة ثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب . "

                    ويقول جون فنتون :

                    " إن متى يستخدم الفترة ما بين قرار السهندرين والمحاكمة أما بيلاطس .. في أخبار قرائه عن نهاية يهوذا . وعند هذه النقطة نجد أن متى لا يتبع مرقس الذي لم يورد أي ذكر ليهوذا بعد القبض على يسوع.
                    ويذكر متى أن يهوذا غيّر رأيه بعد أن رأى يسوع قد دِيْنَ .. فأرجع النقود إلى أعضاء السهندرين واعترف لهم بجرمه .. ثم هو يضع النقود في خزينة الهيكل .. ويمضي ليخنق نفسه.

                    ويقول رؤساء الكهنة إنه طالما كانت تلك النقود ثمناً لحياة .. فلا يحل وضعها في خزينة الهيكل .. ولهذا يشترون بها قطعة من الأرض مقبرة للغرباء. وهذا يحقق نبوءة يرجعها متى إلى أرميا ( خطأ ) ولكنها في الواقع من كتاب زكريا الذي لعب من قبل دوراً هماماً في رواية متى.

                    ولقد سجل لوقا موت يهوذا في ( أعمال الرسل : 1: 18 ) .. وتتفق روايته مع رواية متى في جزء منها .. بينما تختلف في جزء آخر " ( تفسير إنجيل متى صفحة 431 ) .


                    إننا قبل أن نذهب لمعرفة ما سجله لوقا عن موت يهوذا في سفر أعمال الرسل يخبرنا جون فنتون :

                    " أنه اتفق مع متى في جزء من الرواية .. وخالفه في جزء آخر .. كما أن متى أرجع قصة حقل الدم إلى نبوءة ظنها _ خطأ _ من سفر أرميا بينما هي لها شبيه في سفر زكريا.

                    وتقول رواية لوقا المشار إليها _ في سفر أعمال الرسل:

                    " في تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ . وكان عدة أسماء نحو مائة وعشرين. فقال أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقال بفم داود عن يهوذا .. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه .. وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعى ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أي حقل دم .. لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر . " ( 1 : 15 – 20 ) .

                    فعلى حسب رواية لوقا تجد _ كما يقول جون فنتون :

                    " أن يهوذا نفسه الذي يشتري الحقل ثم هو يموت هناك .. ولهذا سمي ذلك الحقل حقل دم إن هذا يعني : إما أن كلاً من متى ولوقا كان لديه مدخلاً مستقلاً لمثل تلك القصص عن يهوذا .. أو أن لوقا اختصر رواية متى وأدخل إليها بعض التغييرات . ( تفسير إنجيل متى صفحة 431 )

                    وسواء أكان هذا أو ذاك .. فإن هذا واحد من بين مئات الأدلة على أننا نتعامل مع كتب مؤلفة بكل معنى الكلمة .. لا علاقة لها بوحي الله.

                    إن ما اتفق عليه متى ولوقا _ وصمت عنه مرقس ويوحنا _ هو أن يهوذا الخائن قد هلك في ظروف مريبة .. لكن روايتهما اختلفت في ثلاثة عناصر هي :

                    الأول :

                    يتعلق بكيفية موته .. وفيها يروي متى أن يهوذا قد انتحر بخنق نفسه .. بينما يروي لوقا أنه مات ميتة دموية .. انشق فيها وسطه وانسكبت جميع أحشائه .

                    الثاني :

                    ويتعلق بمشتري الحقل .. فيروي متى أن رؤساء الكهنة هم الذين اشتروه .. بينما يروي لوقا أن يهوذا كان هو الشاري.

                    الثالث :

                    كذلك اختلفت روايتا متى ولوقا في سبب تسمية الحقل باسم : حقل دم .. فرواية متى ترجع ذلك لكنه اشترى بنقود كانت ثمناً لبيع دم برئ .. بينما يرد لوقا تلك التسمية إلى الميتة الدموية التي ماتها يهوذا .

                    إن ما ذكره متى ولوقا عن هلاك يهوذا لا يعني إلا شيئاً واحداً هو :

                    أن يهوذا قد اختفى في فترة الاضطراب التي غشيت أحداث الصلب وملابساته .





                    وللحديث بقية ...


                    اخوكم / الاثرم

                    تعليق


                    • #55
                      اشكركم اخوتي على توضيحكم ووفقكم الله الى الخير .
                      الله لا اله الا هو الحي القيوم

                      تعليق


                      • #56
                        بسم الله الرحمن الرحيم



                        أخي الكريم " عمود الاسلام "

                        وشكرا لك أيضا ..


                        تنبؤات المسيح بآلامه ....


                        لقد تأثرت الأناجيل _ التي كُتب أقدمها وهو إنجيل مرقس بعد أن بدأ بولس كتابة رسائله بأكثر من 15 سنة _ بنظرية سفك دم المسيح فدية عن كثيرين .. تلك التي روج لها بولس وجعلها إنجيله الوحيد الذي يبشر به . فهو يقول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( 2: 2 ) :

                        " إني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً "

                        ولما كان من المتوقع أن يتحدث المسيح عن آلامه ورفضه باعتبارها ظواهر اقترنت دائماً بحمل رسالات السماء .. فإنا نجد إنجيل مرقس يضع ما يمكن اعتباره أساساً لكل ما قيل عن التنبؤات بالآلام المرتقبة . فهو يروي حديث المسيح لتلاميذه :

                        " كيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيراً ويرذل " ( 9 : 12 )

                        ولقد طور متى هذا القول فجعله تنبؤاً بصلب المسيح إذ يقول على لسانه :

                        " ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت. ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه . " ( 20: 18-19 )

                        ومن المعلوم أن إنجيل مرقس كان مصدراً رئيسياً لمتى .. ومن المعلوم كذلك إن إنجيل متى هو الإنجيل الوحيد الذي نسب للمسيح تنبؤه بالقتل صلباً . ولقد رأينا فيما سبق كيف طور متى ما قيل عن آية يونان .. فد بدأها مرقس بقوله :

                        " خرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه .. فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية ؟ الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية " ( 8: 11 – 12 ) .

                        ولقد طورها لوقا فقال :

                        " وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير .. يطلب آية ولا تعطى له إلى آية يونان النبي .. لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل " ( 11: 29 – 30 ) .

                        أما متى الذي اعتمد على مرقس وكتب إنجيله بعد لوقا أيضاً _ فإنه حول ذلك القول الذي ينسب للمسيح .. بما قدمه من إضافات وتعديلات .. إلى نبوءة خاطئة .. وذلك في قوله :

                        " 38-حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آ ية . 39- فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له إلا أية يونان النبي . 40- لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال . )

                        ولقد بينا خطأ هذه النبوءة عند الحديث عن التنبؤات التي استحال تحقيقها .

                        يبقى بعد ذلك ما ينسب للمسيح من قوله إن ابن الإنسان سوف يتألم كثيراً ويرفض من جيله .. ماذا يعني قول كهذا ؟

                        يقول تشارلز دود :

                        " لقد سجلت أقوال بأن يسوع تنبأ بأن الآلام تنتظره هو وتابعيه .. وغلاباً ما استحسن ذلك الاعتقاد في أن الإنذار بموته _ وهو القول الذي تكرر ذكره منسوباً ليسوع في الأناجيل _ إنما هو تنبؤ خرج من واقع الأحداث .. أي بعد وقوعها ( حيث عاصر جيل المسيح اختفاءه فجأة .. وقتل شخص على الصليب لم يسمح لتلاميذه بالاقتراب منه ).

                        إن رجال الكنيسة لم يستطيعوا الاعتقاد بأن ربهم كان جاهلاً بما كان ينتظره . ويمكن التسليم صراحة بأن دقة بعض هذه التنبؤات قد ترجع إلى ما عرفته الكنيسة من حقائق فيما بعد.

                        وفي الواقع إن الانطباع الذي نخرج به من الأناجيل ككل هو أن يسوع قاد أتباعه إلى المدينة بمفهوم واضح هو أن أزمة تنتظرهم هناك .. وقد يصيبه وأتباعه بسببها آلام مبرحة .

                        وإن الفقرة المتميزة في هذا المقام ما ذكره مرقس في ( 10: 35 – 40 ) :

                        " عندما تقدم أبناء زبدي إلى المسح طالبين مشاركته المصير والملكوت فقال لهما : أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا .. وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ فقالا له : نستطيع . فقال لهما يسوع : أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ أنا تصطبغان ... ) .

                        فنجد هنا أن ابني زبدي قد تأكدا أنهما سيشربان الكأس التي يشربها سيدهما ويصطبغان بصبغته . إن مفهوم الكلام هنا لا شك فيه .

                        وبالنسبة للتنبؤ بمشاركة الأخوين ( ابني زبدي ) لسيدهما مصيره فإنها تعتبر واحدة من التنبؤات التي لم تتحقق بمعناها الطبيعي .

                        وبما أن الصليب كان هو الوسيلة الوحيدة المألوفة للإعدام تحت حكم الرومان فإن ما توحي به تلك الفقرة هو أنه أراد تهيئتهم لا من أجل المعاناة فقط .. بل للموت . وما من شك في أنه يمكن قبول الرأي الذي يقول بأن التنبؤات التي نجدها في الأناجيل ليست أكثر من انعكاس لتجارب الكنيسة الأولى التي تكونت فيها التعاليم المسيحية . ومن المؤكد أن بعضاً من هذه التنبؤات _ على الأقل _ قد كونتها تلك التجارب .. وفضلاً عن ذلك تظهر بعض الآثار لتنبؤات نسبت ليسوع ولم تتحقق " ( من كتاب : " أمثال الملكوت " صفحة 41 – 47 )



                        تنبؤات المسيح بنجاته من القتل ...

                        المسيح يرفض كل محاولة لقتله :

                        منذ أن بدأ المسيح دعوته .. حتى آخر يوم فيها نجد أن الأناجيل

                        تذكرنا بين الحين والحين برفضه فكرة قتله واستنكارها تماماً .. ثم هو قد عمل

                        كثيراً لإحباط جميع المحاولات التي رآها تـبـذل من اليهود
                        ..


                        يقول إنجيل يوحنا ( 7: 16-19):

                        " أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي .. بل للذي أرسلني لماذا تطلبون أن تقتلوني .. ؟

                        يوحنا 8: 37- ...... 40- لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان قد حدثكم الحق الذي سمعه من الله . هذا لم يعلمه أبراهيم "

                        ولأن المسيح إنسان عادي ككل البشر فإنه يجهل ما يخبئه له القدر .. ولذلك اتخذ من الاحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود .

                        ولو كان يعلم أنهم سيقبضون عليه في يوم معين .. (( فلم )) _ إذن _ تلك الإحتياطات ؟؟



                        يقول إنجيل يوحنا ( 7: 1- وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل . لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه .

                        ويقول يوحنا ( 11: 53- فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه . 54- لم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البريية .. ) .

                        هذا واكتفي الآن بذكر عدد من التنبؤات الواضحة التي قالها المسيح بنجاته من القتل .. والتي تتفق وتلك الإحتياطات التي اتخذها للمحافظة على حباته ..


                        1- حدث ذات مرة في إحدى محاولات القبض عليه أن :

                        ( " أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدماً ليمسكوه . فقال لهم يسوع : أنا معكم زماناً يسيراً بعد .. ثم أمضي للذي أرسلني. ستطلبوني ولا تجدونني .. وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن أن تأتوا. " يوحنا 7: 32 – 34 ).


                        لا أضن أحداً يشك في وضوح هذا القول الذي يعني أن اليهود حين يطلبون المسيح لقتله فلن يجدوه لأنه سيمضي للذي أرسله .. أي سيرفعه الله إليه كما سبق أن رفع (( أيليا)) ( إلياس عليه الصلاة والسلام ) وشاهده تلميذه اليشع ( اليسع ) وهو صاعد إلى السماء ..


                        2- وفي موقف آخر من مواقف التحدي بين المسيح واليهود .. أكد لهم نبوءته السابقة وان محاولاتهم ضده ستنتهي برفعه إلى السماء .


                        يقول يوحنا ( 8: 21- قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم * حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ؟ .... 28- فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الانسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي .. بل أتكلم بهذا كما علمني 29- ((( والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي ))) لأني في كل حين أفعل ما يرضيه . )


                        لكن ذلك المصلوب صرخ يائساً على الصليب قائلاُ : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟


                        3- ولقد كانت آخر أقوال المسيح لتلاميذه في تلك اللحظات التي سبقت عملية القبض مباشرة .. وهو تأكيده لهم أن الله معه دائماً ولن يتركه :

                        يوحنا ( 16: 32- هو ذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحداً إلى خاصتهِ وتتركوني وحدي 33- .. لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم . )


                        ومن المؤكد كذلك أن ذلك المصلوب قد غلبه أعداؤه وقهره الموت وأخضعه لسلطانه .


                        4- وفي آخر مواجهة عاصفة حدثت بين المسيح والكهنوت اليهودي كان قوله:

                        (( لأني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولا مبارك الآتي بأسم الرب ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل . متى 23: 39 و 24: 1 ).


                        إن التحدي في هذا القول واضح .. ذلك أن المسيح يؤكد لأعدائه أنهم لن يروه منذ تلك الساعة حتى يأتي في نهاية العالم ((( بقوة ومجد كثير ))) .

                        لكن ذلك المصلوب رآه الكهنوت اليهودي أسيراً في قبضته أثناء المحاكمة + ثم رأوه بعد ذلك معلقاً على الخشبة قتيلاً قد أسلم الروح والمشيئة .. ولم يبق منه إلا جسد خامد فقد نبض الحياة .



                        واستعير لغة المسيح في الإنجيل .. اكتفاء بهذا القدر فاقول : (((((((( من له أذنان للسمع فليسمع .. ومن يسمع فعليه أن يعقل . ))))))))


                        وقبل ان أكتب لك ما تقوله المزامير أرجو أن يكون معلوماً أن .. تراجم أسفار العهدين القديم والجديد تتغير من حين لآخر وفقاً للدرسات التي يقوم بها علماء الكتاب المقدس .. إما لتدقيق الترجمة .. أو للتخلص من التناقضات والإختلافات .

                        وكمثا ل نجد أنه في واحدة من طبعات الكاثوليك للعهد الجديد أنها عندما تحدثت عن نهاية الخائن يهوذا ( في الاصحاح الأول من سفر أعمال الرسل ) فإنها جعلته يخنق نفسه .. ليتفق هذا مع ما يقوله ( إنجيل متى ) .. أما طبعة البروتستانت فلا تزال تروي نهاية يهوذا بأن نقمة حلت به (( إذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها )) وهذا شيىء مختلف تماماً عن عملية الانتحار خنقاً .

                        كذلك ظهرت طبعات حديثة للمزامير تختلف كثيراً عما في الطبعات المتداولة لها . وإذا كان داود هو الإسم الذي يرتبط بأغلب المزامير .. فإن العلماء مختلفون فيما يتعلق بحقيقة قائل كل مزمور وتاريخه وظروفه .. كما أن هناك خلافاً حول ترقيمها . .. وكيف ان الترجمة للمزمور 69 _ كمثا ل _ تقول في بعض فقراتها : (( حينئذ رددت الذي لم أخطفه )) .. (( ويجعلون في طعامي علقماً )) .. بينما تقول الترجمة الحديثة له في نظير ذلكما العددين : (( كيف أرد الذي لم أسرقه أبداً ؟ )) .. (( أعطوني لطعامي سماً )) .

                        فالإختلاف بينهما واضح .. سواء في المضمون أو في زمن الفعل .

                        وللحديث بقية ..

                        اخوكم / الاثرم

                        تعليق


                        • #57
                          بسم الله الرحمن الرحيم


                          الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب :

                          إن الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب وسفك الدم .. فتلك نظرية بولسية أقحمها القديس بولس في مسيحية المسيح الحقة . وهذا شيىء أستطيع ان شاء الله بيانه من الأناجيل :

                          1- بينما كان المسيح يسير خارجاً ( إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية .؟ فقال له لماذا تدعوني صالحاً ؟ ليس صالحاً ( إلا واحد هو الله ).

                          ولكن إن أردت أن تدخل الحياة .. فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور. أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك . قال له الشاب هذا كلها حفظتها منذ حداثتي .. فماذا يعوزني بعد ؟ ((( قال له يسوع ))) : إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء .. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني . متى 19: 16 – 21 )

                          وكما ذكرت لك في السابق أن المسيح قبل أن يجيب السائل إلى سؤاله .. فقد صحح صيغة السؤال .. فنفى الصلاح عن نفسه .. ورده الى الله سبحانه وتعالى الذي تفرد في ذاته وصفاته .

                          وبذلك قرر المسيح على رؤوس الأشهاد أن (( الله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) .

                          وإن أي خلط بين الله _ سبحانه _ وبين المسيح .. إنما هو قول مردود وكفر مرفوض .

                          ومن ذلك يتبين أن الخلاص الحق يقوم على الإيمان بالله الواحد .. ثم العمل الصالح . ولا مجال للحديث هنا عن الصلب أو الصليب .. فتلك كلها مسميات قال بها بولس وتلاميذه .. ما أنزل الله بها من سلطان .


                          2- وفي يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيداً عن الصلب وفلسفاته .. بل وحتى اسمه . فهناك " 34- يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا مباركي أبي رِثُوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . 35- لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريباً فآويتموني . 36- عرياناً فكسوتموني . مريضاً فزرتموني . محبوساً فأتيتم إليَّ . 37- فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك . أو عطشاناً فسقيناك . 38- ومتى رأيناك قريباً فآويناك أو عرياناً فكسوناك ؟ 39- ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك . 40- فيجيب الملك ويقول لهم الحق أوقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم . 41- ثم يقول الملك للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته . 42- لأني جعت فلم تطعموني ... 44- حينئذ يجيبونه هن أيضاً قائلين : يا رب متى رأيناك جائعاً ؟ .... 45- فيجيبهم قائلاً : الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوا بأحد هؤلاء الأصاغر .. فبي لم تفعلوا . 46- فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حاة أبدية . " انجيل متى .

                          هكذا يدان الناس : أهل البر والعمل الصالح إلى الحياة الأبدية السعيدة .. وأهل الشر والبخل إلى عذاب أبدي
                          .


                          ومرة أخرى لا دخل لفلسفة الصلب والفداء في إنقاذ أهل الشر .. فلن تنفعهم في شيىء .

                          3- يقول يعقوب في رسالته ( 2- 19- أنت تؤمن بأن الله واحد . حسناً تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون . 20- ولكن هل تريد أن تعمل أيها الإنسان الباطل((( أن الإيمان بدون أعمال ميت )))) ؟ ... 24- ترون إذاً بالأعمال يتبرر الإنسان لا بالإيمان وحده .

                          إن ( الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم . يعقوب 1:17 ) .

                          من ذلك وغيره كثير وكثير جداً .. يتبين أن الخلاص لا علاقة له بالصلب على الإطلاق .

                          أيها الزميل .. انتم تقولون إن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟ وقلتم انه هو الذي قبل ذلك .. وأقول لك إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر فإنه مذنب ولو كان يريد ذلك .

                          إن خطيئة آدم عليه السلام لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نُهى عنها قد عاقبه الله عليها _ باتفاق المسحيين والمسلمين _ باخراجه من الجنة , ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين. وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه . وكان يستطيع أن يفعل بآدم عليه السلام أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك .

                          فكيف يستساغ أن يظل مضمراً السوء ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟!!


                          وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم الى عيسى عليه الصلاة والسلام أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد الرسول نوح عليه الصلاة والسلام .. حيث لم ينجد إلى من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم . فكيف تبقي بعد ذلك ضيقة أو كراهية تحتاج أن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .



                          تعقيب :


                          نضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء .. موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة ... وهذه الأسئلة هي :

                          1- ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة .. فأي عدل وأي رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟
                          قد يقولون : إنه هو الذي قبل ذلك .. ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر .. فأنه مذنب .. ولو كان يرد ذلك.

                          2- إذا كان المسيح ابن الله .. فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟

                          3- ما هو تصور المسحيين لله _ جل في علاه _ الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس .. والعهد في الله _ الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه : الله محبة .. الله رحمة _ أن يكون واسع المغفرة .. كثير الرحمات ؟

                          4- من هذا الذي قد الله _ سبحانه وتعالى _ وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة .. وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما .. بين العدل والرحمة .. بأن ينزل ابنه الوحيد .. في صورة ناسوت .. يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم ؟

                          5- يدعي المسيحيون أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم .. وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد _ خاصة وأن الكتاب المقدس ينص على أنه " لا يقتل الآباء عن الأولاد .. ولا يقتل الأولاد عن الآباء. فكل إنسان بخطيئته يقتل " ( تثنية 24: 16 ) ؟

                          6- إذا كان صلب المسيح عملاً تمثيلياً على هذا الوضع .. فلماذا يكره المسيحيون اليهود ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟
                          إن اليهود _ وخاصة يهوذا الأسخريوطي _ كانوا حسب الفهم المسيحي لموضوع الصلب أكثر الناس عبادة لله .. لأنهم بذلك نفذوا إرادة الله التي قضت بصلب ابنه فقاموا هم بتنفيذ ذلك العمل .

                          7- هل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضرورياً .. أم كان هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟
                          ماذا يقول المسيحيون للإجابة عن مثل هذا السؤال .. كما يقدمه القس بولس ساباط .. إذا يقول :

                          " لم يكن تجسد الكلمة ضرورياً لإنقاذ البشر .. ولا يتصور ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية " _ ثم يسترسل هذا الكاتب .. فيذكر السبب في اختيار الكلمة لتكون فداء لخطيئة البشر .. فيقول :

                          " إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي .. قد شاء _ سبحانه _ أن يكون الفداء بأعز ما لديه .. لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعاً ".

                          إن أبسط الذرائع لدي الله _ سبحانه _ وتعالى إذا استخدمنا لغة ذلك القس .. هي أن يقول الله : عفوت عنك يا آدم . ... هذا ما يقوله القرآن الكريم :

                          " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ."

                          ونصرخ في وجه هذا الكاتب فنقول إنه ليس من الحكمة في شيء أن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس .

                          ثم هناك إجابة أخرى عن هذا السؤال نقتبسها من كاتب مسيحي آخر هو الآب بولس اليافي الذي يقول :

                          " مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية لأبيه السماوي لكنه أبى إلا أن يتألم .. ليس لأنه مريض بتعشق الألم أو لأن أباه ظالم يطرب لمرأي الدماء .. وبخاصة دم ابنه الوحيد .. وما كان الله بسفاح ظلوم .. لكن الإله الابن شاء مع الله الآب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة تبقى على الدهر وتحركهم على الندامة لما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة ".

                          ومرة أخرى نصرخ في وجه هذا المؤلف مؤكدين أنه صور الداء أدق تصوير عندما تكلم عن الدماء والقسوة .. لكنه عندما بدأ يجيب ويصف الدواء تعثر وكبا ولم يقل إلا عبارات جوفاء لا تحمل أي معنى .

                          8- ونعود إلى القس بولس ساباط .. ونسأله كما سأل :

                          إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية .. فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ يجيب هذا الكاتب بما يلي :

                          " إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا .. فالذنب ذنبهم لأنهم نسوا النور وعشوا فيه مؤثرين الظلمة بإرادتهم ".

                          ومعنى هذا أن خطيئة واحدة محيت .. وأن ملايين الخطايا سواها بقيت وجدت بعد ذلك . وسيحاسب الناس على ما اقترفوه .. وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم . لقد أنكر بعض الناس وجود الله .. وهاجمه آخرون وسخروا من جنته وناره . فلماذا كانت ظاهرة التجسد لخطيئة واحدة .. وتركت خطايا أكبر .. لا تعد ولا تحصى ؟

                          9- أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله _ تعالى عن ذلك علواً كبيراً _ ظل حائراً بين العدل والرحمة ألوف السنين .. حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيراً عن خطيئة آدم .

                          10- يلزم _ كما في جميع الشرائع _ أن تتناسب العقوبة مع الذنب .. فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟

                          11- هذا _ إلى أن خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلاً من شجرة نهى عنها قد عاقبه الله عليها كما قلت _ باتفاق المسيحيين والمسلمين _ بإخراجه من الجنة ..ولا شك أنه عقاب كاف .. فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين . وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه .. وكان يستطيع ان يفعل بآدم أكثر من ذلك .. ولكنه اكتفى بذلك . فيكف يستساغ أن يظل مضمراً السوء غاضباً ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح ؟

                          12- وقد مرت بالبشر كما قلت منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة .. فهؤلاء هم الذي رضي الله عنهم .. فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية .

                          13- والكاتب المسيحي الذي أسلم _ عبد الأحد داود وكان مطراناً للموصل _ ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقاداً سليماً فيقول:

                          " إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي .. وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوماً عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب .

                          14- ويقول هذا الكاتب _ عبد الأحد داود :

                          " إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانها .. إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله :

                          أ‌- نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي .

                          ب‌- الله لا يخلص أحداً من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع .

                          ت‌- الشفيع لا بد أن يكون إلهاً تاماً وبشراً تاماً ".


                          ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر .. فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهراً من خطيئة آدم .. ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه .

                          ويسألهم الكاتب ألم يأخذه عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه ؟

                          ويجيب هؤلاء : بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها .

                          ويعود الكاتب يسأل :

                          إذا كان الله يستطيع _ التطهير _ هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه .. فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر .. بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة الصلب ؟

                          ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود .. أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهراً من خطيئة آدم .. مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو ان يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها .. يحتاج إلى طريق طويل معقد .. وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة .

                          ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر .. هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده .. ثم يصلب ابن الله تكفيراً عن خطيئة البشر الذين أصبح كواحد منهم .


                          ويبقى أن نسأل أسئلة أخيرة في هذا الموضوع هي :

                          هل كان الأنبياء جميعاً .. نوح _ إبراهيم _ موسى .. عليهم أفضل الصلاة والسلام ... .. مدنسين بسبب خطيئة أبيهم ؟

                          وهل كان الله غاضباً عليهم كذلك .. وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟

                          هذه الأسئلة نضعها بين يدي النصارى لعلهم يحاولون الإجابة عنها.





                          وللحديث بقية ...


                          اخوكم / الاثرم

                          تعليق


                          • #58
                            شكرا لكم اخوتي على التوضيح وفقكم الله .
                            الله لا اله الا هو الحي القيوم

                            تعليق


                            • #59
                              هيا اكمل اخي الحبيب الاثرم
                              جزاك الله كل خير
                              وجعله في ميزان حسناتك



                              تعليق


                              • #60
                                اللهم ارزقنا روئيتك في جنتك يا رب العالمين اجمعين ورئوية خير خلقك محمد صلى الله عليه وسلم.
                                الله لا اله الا هو الحي القيوم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                                ردود 0
                                54 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن النعمان
                                بواسطة ابن النعمان
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                                ردود 0
                                39 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                                ردود 0
                                78 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                                ردود 4
                                66 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                                ردود 0
                                30 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                 
                                يعمل...
                                X