هل يتدخل الشيطان في كلام الله ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

هاجر يوسف اكتشف المزيد حول هاجر يوسف
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل يتدخل الشيطان في كلام الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وردت هاتان الآيتيان في سورة الحج :
    (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الحج(52)
    ( ليَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )الحج(53)

    وبسبب سوء فهم هاتين الآيتين وبسبب بعض التفاسير الغير صحيحة قيل كلام كثير ليس له أساس في الدين مثل ما قيل في موضوع الغرانيق ، القصة التي لا أصل لها ، كما سيء فهم وتفسير آيات سورة الزمر التي تقول :
    ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) الزمر (45)

    ، أما تفسير الآية كما فهمته من الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله فهو أن
    هناك معنيان لكلمة " تمنى " أولاهما : بمعنى أحب أن يكون وثانيهما بمعنى قرأ ، وقال إن من فسر هذه الآية تفسيرا سطحيا ذهب إلى أنه عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن كان الشيطان يتدخل ويأتي بعبارات لم ترد في القرآن الكريم كما قال البعض قي موضوع "الغرانيق " وهذا الكلام لا أصل له ولا يمكن قبوله بحال لأنه يتعرض لعصمة القرآن من التغيير والتحريف حتى وإن قيل أن الله نسخ ما قاله الشيطان فهذا الأمر مرفوض من البداية ، والذي أفهمه كمسلمة أن الشيطان له منطقة عمل لا يمكنه تجاوزها بحال : إنه ليس من قدراته ولا سلطانه أبدا التعرض لأوامر الله نفسها أو لكلام الله ، لأن هذا متعارض مع قول الله سبحانه وتعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فهل الحفظ يعني نزوله من السماء محفوظا ثم يتدخل الشيطان فيه ؟ ثم ينسخ الله ما يقول الشيطان ؟ هذا كلام غير منطقي وغير مقبول إطلاقا ولكن لابد ان تصل أوامر الله وكلماته إلى الناس كما هي حتى لا يعذر الناس في عدم اتباعها ويقولو إن الأمر التبس عليهم لأن الشيطان تدخل في آيات الله ، منطقة عمل الشيطان هي الاستجابة لأوامر الله هو يلبس على الناس أمورهم حتى لا يستجيبوا ، هي ردود أفعال الناس على هذا الكلام ، والنموذج الواضح لذلك كما أفهمه هو أول تكليف كلف به إنسان وهو نهي آدم عن الأكل من الشجرة المحرمة ، ومن المعروف أن إبليس أغوى آدم وتسبب في عصيانه هذا الأمر فكيف أغوى إبليس آدم هل تعرض لأمر الله أو نهيه لآدم هل قال له إنك لم تفهم أو أسأت الفهم ، الله لم ينهك عن الشجرة ، أو هذه ليست الشجرة المقصودة ، لم يفعل الشيطان شيئا من هذا ولكنه قال : ( .. مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) الأعراف: ٢٠"
    النهي واضح لا يستطيع الشيطان أن يتلاعب فيه وكذلك الشجرة ، ليست هذه منطقة عمل الشيطان ولكن منطقة عمله هي الاستجابة إنه يلبس على الإنسان أمره حتى لا يستجيب وهذا واضح مما ذكره الله من الخطبة التي سيلقيها الشيطان يوم القيامة حيث يقول : ( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ) ابراهيم 22

    إذا أوامر الله وكلماته تصل إلى القوم المراد توصيلها لهم كاملة والله سبحانه وتعالى ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة (6)
    كلام الله يصل لا يحول دون وصوله شيء ولا يتداخل معه شيء ولا يستطيع إبليس أن يتلاعب فيه وإلا لماذا لم يفعل في كل آيات القرآن

    نأتي الآن إلى تفسير الآية :
    ما معنى تمنى ، وما معنى ألقى الشيطان في أمنيته ، وما معنى نسخ الله لما يلقيه الشيطان وإحكام آياته ؟
    أما كلمة تمنى فلها معنيان كما ذكرت أولهما بمعنى تلا أو قرأ ، وثانيهما بمعنى الأمنية المعروفة وهي أراد أن يكون ، عندما تنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام آية فيقرأها على قومه ، مرة أخرى القرآن يصل كما هو لا تبديل لا تحريف ، لا يستطيع أن يفعل الشيطان شيئا هنا ، ليست هذه منطقة عمله ، ولكن منطقة عمله هي استجابة الناس لهذا القرآن فيلبس عليهم أمرهم حتى لا يستجيبوا فيوحي إليهم أن هذا سحر أو شعر أو قول كاهن ، إذا قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام مثلا قول الله تعالى " وشجرة تخرج في أصل الجحيم " المفروض أن هذا يكون هذا وسيلة لردعهم وحثهم على الإيمان ولكن الشيطان يوحي إليهم : هل يعقل أن تكون هناك شجرة تنبت في الجحيم ، النبات إذا منع عنه الماء أياما يموت ، هذا هو المقصود ب ألقى الشيطان في أمنيته ، وعندما نفهم تمنى بمعنى أراد أن يكون ، فعندما يقرأ الرسول القرآن يتمنى من أعماقه أن يؤدي هذا إلى إيمان الكفار بالله ولكن الشيطان لا يريد أن تتحقق هذه الأمنية بسهولة فيوحي إلى أتباعه بما يصرفهم عن الاستجابة ، هذا هو المقصود ب ألقى الشيطان في أمنيته ولكن الله سبحانه وتعالى ينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته ، فهل انصرف الناس عن اتباع القرآن والإيمان به لإيحاء الشيطان أنه سحر او شعر أو قول كهنة ؟ أو أن القرءان يذكر كلاما غير مقبول عن شجرة في أصل الجحيم ؟ هل انتهى أمر القرآن بسبب ما يلقي الشيطان ؟ أم أن كل هذه الأفعال لم تنل شيئا من القرآن وظل كما هو كما يراه المؤمنون كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لأن الله سبحانه وتعالى يحكم آياته ، ما يلقي الشيطان هو فقط فتنة للذين في قلولهم مرض والقاسية قلوبهم التي لا تلين لذكر الله هل وضح معنى الآية الآن
    ومن الملاحظ من كلام القرآن في هذه الآية لا يقتصر على النبي والقرآن ولكنه يخص كل نبي عندما يتلو كلام الله وعندما يدعو قومه يحاول الشيطان أن يلبس عليهم أمرهم حتى لا يستجيبوا ، لابد أن نعلم أن الكتب التي أرسلت على الأنبياء السابقين وصلت تعاليمها إلى القوم الذين وجهت إليهم سليمة ، قوم بني إسرائيل وصلتهم توراة سليمة نزلت على موسى ، والمسيح عليه السلام نزل عليه الإنجيل مصدقا لما في التوراة ، ليس إنجيل متى أو لوقا ولكنه الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح عيسى بن مريم وطوال وجود المسيح وسط قومه كان يبلغ ما أرسل إليه بلاغا مبينا وكان رقيبا عليهم ما دام فيهم ولم يحدث التحريف إلا بعد رفعه ، أما القرآن فلأنه كتاب الله الخاتم نزل على آخر الأنبياء والمرسلين فلم ينله تحريف ولا تبديل وقيض الله له من حافظ عليه فوصل إلينا كما نزل وسيظل إن شاء الله إلى أن تقوم الساعة .
    أريد أن أختتم كلامي بإشارة إلى موضوع الغرانيق وإلى آية سورة الزمر

    فيما يخص موضوع الغرانيق لابد أن نعلم أن القرآن هو كلام الله المعجز الذي لا يشبه أي كلام آخر من قول البشر ، وعلى الرغم من إنكار الكفار لرسالة النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنهم لم يستطيعوا أن يخفوا إعجابهم بهذا القرآن لأنهم كانوا أهل شعر وتذوق للغة العربية حتى إن الكلام كان صنعتهم وكانوا يعقدون الأسواق لهذه السلعة ، وعندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتلو القرآن وصفوا هذا الكلام بالسحر ، وكلمة سحر تعني أنه كان يؤثر عليهم ويتذوقونه رغما عنهم ، كان بعضهم يذهب ليلا ليتنصت على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ القرآن ، ، وقول الوليد بن المغيرة المخزومي فيه على الرغم من كفره : إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو ولا يما عنهم على عليه
    فعندما نزلت سورة النجم تلاها الرسول عليه الصلاة والسلام في المسجد وكان هناك بعض كفار مكة فلما فرغ منها سجد المسلمون وسجد الكفار تأثرا بهذه الآيات رغما عنهم
    كما قرأت القصة في أحد المواقع الإسلامية :

    [وفي رمضان من نفس السنة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرم، وفيه جمع كبير من قريش، فيهم ساداتهم وكبراؤهم، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم، ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل؛ لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضًا،من قولهم‏:‏ ‏{‏لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏26]‏ فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة، وقرع آذانهم كلام إلهي خلاب، وكان أروع كلام سمعوه قط، أخذ مشاعرهم، ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إليه، لا يخطر بباله شىء سواه، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏62‏]‏ ثم سجد، لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدًا‏.‏ وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين، فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين‏.‏
    وسَقَطَ في أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لَوَّى زمامهم، فارتكبوا عين ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين، وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير، وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم‏:‏ ‏(‏تلك الغرانيـق العلى، وإن شفاعتهم لترتجى‏)‏، جاءوا بهذا الإفك المبـين ليعـتذروا عـن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس يستغـــرب هـذا مـن قـوم كانوا يألفون الكذب، ويطيلون الدس والافتراء‏.‏ ]
    أدعوكم قبل أي شيء إلى قراءة هذه الآيات الباهرة في خواتيم سورة النجم لتعلموا بأنفسكم كيف تؤثر على قوم صناعتهم الكلام العربي المبين يتذوقونه ويتأثرون به رغما عنهم :
    [أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ (33)(وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ (49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ (55) ) هَٰذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ (56)أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ۩ (62)]

    هذا إذا هو السبب في افتراء قصة الغرانيق التي لا أصل لها والغريب أن هذه القصة لا تحتاج كبير عناء في تفنيدها وأعجب كل ا لعجب من مسلم خامره الشك فيها
    أو قال إنه ليس من المستبعد أن يكون إبليس قد ألقى هذه الكلمات إلى الرسول فلم ينتبه لها وقالها والبعض يقول إن جبريل راجعه فيها !!!!!!!
    أولا : بالله عليكم عمن تتحدثون ؟ عن الرسول نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام يلتبس عليه الأمر إلى هذا الحد في أصل من أصول العقيدة يختص بتكريم الأصنام ورجاء الشفاعة منها ؟!!! وكأن الرسول لا يفهم رسالته ولا يعلم فيم أرسل وإلام كان يدعو ؟
    ثانيا : أقل قدر من التفكير يبين تهافت هذه الرواية وتداعيها وعدم ثبوتها أمام أي تمحيص هل يتوافق هذان القولان ؟
    أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ تلك الغرابيق العلا وإن شفاعتهن لترتجي أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَىٰ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ
    هل يعقل أن يتوافق تكريم الأصنام والحديث عن رجاء شقاعتهم مع وصفهم بانهم مجرد أسماء أسماها الكفار ما أنزل الله بها من سلطان وأنهم يتبعون ظنونهم وهوى أنفسهم ويقرن هذا بتسميتهم الملائكة بأنهم بنات الله ؟!!!! وأن الله قد جاءهم بالهدى ، هل يمكن أن يكون الكلام متعارضا إلى هذا الحد والرسول لا يدرك ذلك وكأن كلام الله بلغة غريبة على الرسول لا يفهمها
    أما موضوع الشيطان قلد صوت النبي وألبس الأمر على الكفار فقد قمت بتفنيده
    نأتي الآن إلى آية سورة الزمر التي قرونها بحديث الغرانيق الذي لا أصل له بدون مناسبة :
    ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )
    وأسأل من أين فهم هؤلاء أن الذي يذكر من هم دون الله وهم آلهة الكفار هو النبي محمد هل قال الله ذلك ؟ الكلام بصيغة المبني للمجهول ومعناه كما هو واضح ، أن هؤلاء الكفار على كفرهم وعنادهم لم ينكروا وجود الله كلية ولكنهم كانوا يعتقدون في وجوده ويزعمون انهم يتخذون آلهتهم ليتقربوا بها إليه سبحانه وتعالى ومع ذلك فعندما يذكر اسم الله بشمئزون لأنهم لا يؤمنون بالآخرة بينما إذا أتى أمامهم ذكر لآلهتهم من أي مصدر يستبشرون ، ألا يتحادثون معا عن هذه الآلهة لا أدري لماذا ينسب الذكر إلى محمد عليه الصلاة والسلام مع أن ذكر النبي لآلهتهم وبنص القرآن لا يكون من دواعي استبشارهم ولكن من دواعي حنقهم وغيظهم واستهزائهم بالرسول لأنه يسفهها ولا يذكرها أبدا بخير ( وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ هُمْ كَافِرُونَ)الأنبياء (36)
    وهناك آية أخرى من القرآن من الواضح أن ليس لها صلة بالرسول عليه الصلاة والسلام من قريب أو بعيد تحمل نفس هذا المعنى
    (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)الأنعام (136) نفس المعنى يخصصون شيئا من أنعامهم لله وجزء آخر لله ويتسامحون فيم يخص الله بزعمهم ويعطوا منه لشركائهم ولا يتسامحون فيم يخص شركائهم فلا يصل إلى الله مع إن الموضوع من أوله لا اصل له ولكن زعما يزعمونه ومع ذلك فقسمتهم تدل على ضلال مبين وعمى بصيرة
    هذا هو القرآن الكريم كتاب الله المبين الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد المعصوم من التحريف والتبديل حتى لو قيل إن الله سبحانه وتعال يحكم آياته وينسخ ما فعله الشيطان فهذا القول غير مقبول بالمرة وغير حادث ، الشيطان أحقر وأخزى وأعجز من أن يتعرض للقرآن أو يمس حرف من حروف هذا الكتاب العظيم .
    التعديل الأخير تم بواسطة هاجر يوسف; 29 يون, 2009, 06:42 م. سبب آخر: تصحيح كلمة

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن الوليد, 24 مار, 2024, 09:27 ص
رد 1
122 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن الوليد
بواسطة ابن الوليد
 
ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
ردود 3
126 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة محب المصطفى
بواسطة محب المصطفى
 
ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
ردود 8
113 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
ردود 9
166 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
ردود 0
219 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X