إن كان هذا الامر من ألاعيب أعداء الإسلام - نصارى أو ملحدين أو غيرهم - فاللعبة تكون في نشر الخبر، والترويج له حتى نصدقه ونعتبره حقيقة مسلم بها، ونبدأ في استخدامه كدليل على صحة الإسلام .... وبعدها يقوم المغرضون بفضح الخدعة، وكيفية القيام بها .. ولكنهم لا يعترفون بانهم من خطط لها، وإنما يتهمون المسلمون بانهم كاذبون، وملفقون، وانهم لو كانوا واثقين من صحة دينهم لما لجأوا لمثل هذه الأساليب .... الخ.
هذا هو الخطر الذي نحذر منه أخي الحبيب.
مع العلم أني - شخصياً - لا أقطع بصحة أو خطأ هذا الخبر حتى الآن ...
ولا أنكر لا أنا ولا غيري ممن يشكون في صحة الخبر أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير .... بل نحن موقنون بهذا، وإلا ما استحققنا ان نسمى مسلمين.
الشك في الخبر مبني على نقطتين أساسيتين:
1- التخوف مما يمكن أن ينتج عنه من آثار سلبية لو تبين أنه ملفق.
2- عدم احتياج الإسلام لهذا النوع من الخوارق لكي ينتشر بين الناس .. يثير التساؤل حول الحكمة من ظهورها.
أما قوله سبحانه وتعالى:

وهذا الفهم لم آت به من عندي، وأعوذ بالله أن أكون ممن يقولون في كتاب الله بالرأي، ولكنه محصلة ما فهمته من تفسيرات الشيوخ والعلماء الكرام لهذه الآية الشريفة.
عموماً ...
من ينكر صحة هذه الحادثة، ويقطع بأنها ملفقة بغير دليل فقد تعسف، وأفرط في الشك وسوء الظن.
ومن يصدقها، ويقطع بصحتها بغير تثبت وتحقق وتمحيص وتوثيق .. فقد تساهل وفرط ووقع في الريبة.
والأولى هو أن نشك دون أن نكذب أو نصدق .. حتى يقوم دليل واضح لا يقبل الشك على صحة الخبر أو كذبه.
فإن قام مثل هذا الدليل .. أخذنا به، وتصرفنا على أساسه.
وإن لم يقم .. فلا حاجة بنا للجزم بالصحة أو الخطأ، ولا بالخلاف حول ذلك ...
فلدينا من أدلة صحة الإسلام المتيقنة ما يغنينا عن اللجوء للأدلة المختلف عليها.
والله أعلى وأعلم.
تعليق