ملف التنصير في المغرب (الجزء الاول)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عماد المهدي مسلم اكتشف المزيد حول عماد المهدي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملف التنصير في المغرب (الجزء الاول)


    ملف التنصير في المغرب
    الجزء الاول

    ملف المغرب(1)

    التنصير في المغرب.. الحدود والأبعاد
    المسلم | 28/5/1429


    يواجه المغرب نشاطاً محموماً من المنصرين الذين يجوبون مناطق القبائل بغرض تشكيك البسطاء في الدين الإسلامي، وتسحب خلفها جملة من الأهداف "الاستعمارية" في الهيمنة على الشعوب العربية المسلمة واستلابها حقوقها وثرواتها.

    وللتنصير عموماً أهداف غير دينية يسوقها الدكتور محمد عمارة في كتابه (استراتيجية التنصير في العالم الإسلامي)، جاء فيه: "التنصير جاء في ركاب الغزاة وليس تعبيرا عن صحوة إيمانية نصرانية في المجتمعات الغربية.... بل قد كان الأمر على العكس من ذلك تماما... تصعد نشاطها لتنصير المسلمين الذين يشهدون يقظة إسلامية تزيد من التزامهم بحدود الدين وأخلاقيات الإيمان... إن الكنيسة الغربية تصعد من نشاط التنصير بين المسلمين لا خدمة للدين ـ مطلق الدين ـ ... والتدين ـ مطلق التدين ... وإنما خدمة لهيمنة الحضارة الغربية العلمانية"، تقول أشغال الندوة العالمية للشباب الإسلامي: " التنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور إثر فشل الحروب الصليبية " في القضاء على الإسلام بالمواجهة العسكرية. أما في المغرب تحديداً؛ فللتاريخ حكايته عن ذلك، إذ تتحدث وثيقة استنجادية موثقة لعلماء المسلمين تحذر من تنصير البربر هناك، وعن ذاك التلازم بين الجهد التنصيري و"الاستعمار"، تقول هذه الوثيقة التي يعود عمرها إلى أكثر من سبعين عاماً، و التي نشرتها الشهاب الجزائرية: "هذه الأمة التي تبلغ في المغرب الأقصى وحده أكثر من سبعة ملايين نسمة (أي أمة المغرب) تريد دولة فرنسا الى إخراجها برمتها من حظيرة الإسلام بنظام غريب تقوم به سلطة عسكرية قاهرة ممتهنة به حرية الوجدان ومعتدية على قدسية الايمان بما لم يعهد له نظير في التاريخ.

    لقد وردت على مصر كتب من الثقات في المغرب الاقصى تذكر أن فرنسا قد استصدرت ظهيرا سلطانيا تاريخه 17 ذي الحجة سنة 1348(16 مايو سنة 1930) ونشرته الجريدة الرسمية في المغرب بعددها رقم 919 تنازل فيه سلطان المغرب لها على الإشراف على الامور الدينية لامة البربر وأن فرنسا قد بدات بالفعل في تنفيذ ذلك الظهير فقامت السلطة العسكرية في المغرب الاقصى تحول بين ثلاثة أرباع السكان وبين القرآن الذي كانت به حياتهم مدة ثلاثة عشر قرنا فابطلوا المدارس القرآنية ووضعوا قلوب أطفال هذه الملايين وعقولهم في ايدي أكثر من الف مبشر كاثوليكي بين رهبان وراهبات يديرون مدارس تبشيرية للبنين والبنات واقفلوا جميع المحاكم الشرعية التي كانت في تلك الديار واجبروا هذه الملايين من المسلمين على أن يتحاكموا في أنكحتهم ومواريثهم وسائر أحوالهم الشخصية الى قانون جديد سنوه لهم أخذوه من عادات البربر التي كانت لهم في جاهليتهم وهي عادات لا تتفق مع الحضارة ولا تلاءم مستوى الإنسانية وحسبنا مثالا على انحطاطها وقبحها أنها تعتبر الزوجة متاعا يعار ويباع وتورث ولا ترث وأنها تجيز للرجل أن يتزوج ما شاء كيف شاء ولو أخته فمن عداها في عقد واحد وأن قانونا كهذا القانون يسن للمسلمين مخالفا للإسلام يعد من رضى به مرتدا عن الإسلام بإجماع علماء المسلمين".

    أما الحاضر فيشهد نشاطاً تنصيراً كبيراً رصدته عدة تقارير صدرت داخل المغرب وخارجها؛ ففي الخارج ذكرت الوكالة الفرنسية أن "عدد المغاربة الذين تنصروا بلغ نحو ألف، 60% منهم تحولوا إلى النصرانية نتيجة اتصالات شخصية 30% من خلال التليفزيون والانترنت و10% عن طريق المنصرين، وتقول لوموند الفرنسية : "إن هناك اليوم في المغرب نحو 800 مبشرا من جل البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ينشطون في مختلف مناطق المغرب، وتضيف بأن التوقيت اليوم أصبح مناسبا للتبشير بالنصرانية بسبب تورط العديد من المنظمات الإسلامية في القيام بعمليات إرهابية ووصم الإسلام بتهمة الإرهاب والعنف".

    وتحاول وسائل الإعلام الفرنسية تحديداً النفخ في هذه الظاهرة لغرض البناء عليها في فرض هيمنة أعلى، المنظمات الحقوقية الدولية باتت تتحدث في تقاريرها الأخيرة عن وجود "أقليات مسيحية مغربية، تعاني من الاضطهاد الديني، ولا يسمح لها بممارسة حقها في حرية التدين والاعتقاد بشكل علني"، ومن الجائز البناء على ذلك في التسويق يوماً لضرورة تفتيت بعض مناطق المغرب تبعاً لوجود "تنوع" ديني واضطهاد يمنع تمتع تلك "الأقليات" بحقوقها الديني، واستخدام تقارير مثل هذه لأسباب سياسية.

    وقد "سبق للفريق الاستقلالي في مجلس النواب أن طرح موضوع التنصير تحت قبة البرلمان، ومما ذكره في سؤاله الموجه إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الولاية السابقة أن هدف المنصرين هو أن يدخلوا 10 % من المغاربة بحلول سنة ,2020 غير أن الوزير أحمد التوفيق قلل من الأخطار التي يشكلها التنصير على المغرب، واكتفى بالقول "إن المغرب بلد تلاقي الأديان والثقافات والتسامح الديني"" [صحيفة التجديد المغربية 7 / 11 / 2007 ].

    ولكن هذه التقارير أيضاً ربما تريد أن ترفع سقف التخويف من الظاهرة حين تذكر تلك الحقائق والخطط التنصيرية، ومع ذلك فالظاهرة في الحقيقة خطيرة جداً، ويكفي أن بعض سكان مدينة ورزازات الجنوبية قد ذكروا لمراسلة "قدس برس"، أنه وبسبب احتكاك الأهالي، الذين يعانون من الجهل والفقر، طيلة سنين بالأجانب، نظرا لوجود استوديوهات سينمائية ضخمة في المنطقة، صور فيها عدد من الأفلام، خصوصا الأفلام الدينية المسيحية، التي تحكي قصص الأنبياء، والتي يؤدي فيها عادة الأهالي أدوار كومبارسات، نشطت حركة تنصيرية قوية، نتج عنها اعتناق عدد كبير من سكان هذه المنطقة للمسيحية، وهم يتلقون إعانات ومساعدات مادية وطبية وغيرها، خصوصا أن ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية صعبة للغاية.

    وتقوم عدة جمعيات ومنظمات أوروبية غير حكومية بممارسة أدوار تنصيرية سراً في كبريات المدن المغربية مثل الرباط وسلا وفاس ومكناس والدار البيضاء وطنجة وأكادير، عبر توزيع الآلاف من نسخ الإنجيل بالفرنسية واللغات المحلية الأمازيغية، حيث تلك الإثنية هي المستهدف الأول في المغرب والجزائر مصداقاً لوثيقة العلماء التي حذرت من ذلك منذ سبعين عاماً، وتوزع الإرساليات التنصيرية الجديدة عددا كبيرا من المجلات التعريفية بمحطة فضائية خاصة بمسيحيي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى محطات إذاعية (إذاعة حول العالم من موناكو) أو فضائية (قناة الرجاء) أو مكتوبة (نسخ الإنجيل ومجلات التنصير والأشرطة).

    وفي أوائل نوفمبر 2007 "شهدت مدينة أصيلة تنظيم يومين "ثقافيين" بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، لأول مرة، أشرفت عليهما راهبات الكنيسة الوحيدة بالمدينة، والتي خصصت اليوم الأول للحديث عن " مريم العذراء في الإنجيل " من خلال محاضرة ألقاها القس خراردو سانشس ميلكو، الذي حوّل المحاضرة من عرض علمي إلى نشاط تنصيري، استاء منه الحضور من أبناء المدينة، الذي عبروا عن امتعاضهم أكثر خلال المحاضرة الثانية التي تمت برمجتها في وقت صلاة الجمعة، والتي كانت بعنوان " مريم في القرآن الكريم " من إلقاء جارة الله منظريول التي قدمت من إسبانيا، وادّعت أنها مسلمة، حيث سجّل الحضور الأخطاء المتكرّرة في عرض الآيات القرآنية وتأويلها بطريقة تخدم أهدافها، وقد تسببت برمجة المحاضرة الثانية في وقت صلاة الجمعة في إحراج شديد للسلطات المحلية، التي حضرت النشاط الثقافي الكنسي، اضطر معها قائد المقاطعة إلى الانصراف للصلاة، ولحق به معظم الحضور من أبناء المدينة المسلمين، في حين تشبث منظمي النشاط من النصارى باستكمال اللقاء، الذي اختتم بمائدة مستديرة خصصت للتعريف بأعمال الكنسية في مدينة أصيلة وأنشطتها.

    وبشكل فاجأ الحاضرين، تضمن برنامج النشاط في يومه الثاني، حصة لتعليم الرقص الشرقي والإسباني، قدمتها شابة مسلمة من بنات المدينة، التي قدمت، بلباس فاضح، رقصات مثيرة للغرائز على إيقاع الموسيقى الشرقية، حظيت بتصفيقات وتشجيع من الراهبات الحاضرات، حيث تحول النشاط من التبشير بالنصرانية إلى إثارة الغرائز ونشر الميوعة وإفساد الأخلاق، ولم تكتف الكنسية بالرقص فقط، بل قامت الراهبات بجولة ميدانية برفقة آخرين جاؤوا من إسبانيا، شملت أحياء فقيرة، للإطلاع على الأعمال الاجتماعية التي تقدمها الكنيسة لقاطني الأحياء الفقيرة، وتسود شكوك لدى المواطنين في أصيلة حول الشباب المسلم الذي يرتاد الكنيسة، مفادها أنه ممن تم تنصيرهم .

    وخلف النشاط ذاته استنكارا واسعا لدى جمعيات المجتمع المدني، الذين شككوا في الأهداف الخفية وراء الأعمال التي تقوم بها الكنيسة في مدينة أصيلة، ومدى وجود مراقبة للسلطات الأمنية وتتبعها لتلك الأنشطة، للحيلولة دون تحولها إلى أعمال تنصيرية تتخفى وراء العمل الثقافي والاجتماعي. [صحيفة التجديد المغربية 7 / 11 / 2007].

    على أن هذه الظاهرة التنصيرية برغم أنها لم تنجح في التنصير الكامل إلا أن مساعيها ليست بالضرورة فاشلة، ومن المهم ألا نغفل أن هذا الجهد لا يريد تنصير كل المسلمين ولا نسبة عالية منهم وإنما تشكيك المسلمين في دينهم، ومع ثقتنا بإيمان المسلمين في المغرب؛ فإننا لا يمكننا رصد الأثر التشكيكي لهذه الجهود، وعساها تكون جهد هباء.. لكن هل من الكياسة أن نرتكن فقط إلى ثقتنا بإيمان العوام!!
    ملف المغرب(2)
    التنصير في المغرب العربي

    حذرت مجلة "حقائق" التونسية من تنامي أعداد المتنصرين من فئة الشباب في دول اتحاد المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا) واعتبرت في تقرير بعنوان التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي نشرته في عددها الأخير،أن ظاهرة التنصير بدأت تستشري بين شباب المغرب العربي،وتخيم بظلالها عليه بوضوح أحياناً وفي الخفاء في كثير من الأحيان الأخري .

    وقد وصفت هذه الظاهرة بأنها محيرة ، وتدعو إلي تساؤلات منها لماذا صمدت الشعوب المغاربية منذ اعتناقها الإسلام في القرن السابع أمام كل محاولات التبشير لتصبح،بعض فئاتها اليوم علي هذا القدر من الهشاشة بحيث شهدت العقود الأخيرة ارتداد بعض الشباب عن الإسلام واعتناق النصرانية؟!.

    وأشارت المجلة الي أنّ هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تنشطحالياً في أكثر من دولة مغاربية لتنصير الشباب من خلال إغداق الأموال الطائلة عليهم،وذلك رغم عدم وجود أرقام محددة حول الذين تحولوا من الإسلام إلي النصرانية.

    ورأت أن تونس غير مستثناة من هذه الظاهرة رغم غياب الإحصائيات وتضاربالمعلومات، حيث هناك قرابة 20 تونسياً بين أساتذة تعليم ثانوي وعال ومعلمين وباحثين وطلبة وإعلاميين وموظفين تجدهم عشية السبت وصبيحة الأحد في الكنيسة في تونس العاصمة .

    وأشارت إلي أن هؤلاء الشبان يترددون علي الكنيسة ليصلوا إلي المسيح _ في زعمهم _ الذيفتح لهم ذراعيه منذ وقت غير بعيد بعد أن سحرتهم النصرانية فأبعدتهم عن إسلامهم، ليعيشوا أجواء الصلاة علي أنغام الموسيقي الدينية.

    غير أن السلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك من التونسيين منتنصر،وتشير إلي أن عدد النصارى في تونس يناهز 20 ألفاً كلهم أجانب،فيما تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلي أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس يصل إلي 11 كنيسة.

    وقالت المجلة إن بعض التونسيين الذين تنصروا لا يجدون أي حرج في الإعلانعن تنصرهم، وتذكر أسماء البعض منهم، وشهاداتهم مثل الشاب محمد الفاتح الزرقوني الموظف بالبريد التونسي الذي قال إنه اعتنق النصرانية منذ عامين.

    ومن جهة أخري، تشير الصحيفة إلي أن ظاهرة التنصير في بقية الدولالمغاربية الأخري تتخذ صوراً مختلفة، حيث تشير التقارير إلي أن عدد الجزائريين الذين ارتدوا عن الإسلام، واعتنقوا النصرانية في تزايد في ظل غياب الدعوة الإسلامية والتوعية ونشاط المنصرين وما يقدمونه من مساعدات خدمية للعامة.
    أما في المغرب، فإن الأرقام تشير إلي أن العام 2004 شهد - لوحده - ارتداد نحو 2000 مغربي عن إسلامهم في ظل وجود أكثر من 800 منصر، بينما تبقي الأرقام شحيحة في موريتانيا، في حين لا تطرح مسألة التبشير في ليبيا.

    وقد كشفت دراسة أكاديمية جزائرية أنّ العشرات من الرهبان الإنجيليينغزوا الجزائر، ونهضوا بمخطط تنصير الشباب المسلم وحمل شرائح عدة علي اعتناق الدين النصراني من خلال توزيع كتب وأناجيل مطبوعة طباعة راقية موجهة للأطفال، وكذا أقراص مضغوطة عن حياة المسيح باللهجة الدارجة السائدة بشمال إفريقيا لتكون أقرب لعامة الناس، فضلاً عن استغلالهم للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء السكان البسطاء.

    ويذكر مثلا أنّ بعض المنظمات التنصيرية اتجهت مثلا إلي أسلوب جديد يتمثلفي استغلال أشهر الأغاني المغربية الشعبية التي تغلب عليها المسحة الصوفية، وتسمي ب" الصينية" وتحويلها إلي أغنية تنصيرية تدعو للتحول إلي النصرانية، و قد انتشرت علي مواقع تنصيرية علي شبكة الإنترنت، لتصبح باكورة أغان مغربية يتم تحوير كلماتها لتصبح ذات مضمون تنصيري.

    والحقيقة أن هذه الظاهرة لا تقتصر علي المغرب العربي، بل إن عدداً كبيراً من المنصرين ينتشر في بلدان إسلامية وينشط لاسيما في الدول الإفريقية وبعض الدول الآسيوية، أما في المغرب العربي، فقد لفتت الظاهرة اهتمام وسائل الإعلام، إذخصصت لها صحيفة جون - افريك ثلاثة تقارير عن كل من تونس والمغرب والجزائر. وخصصت صحيفة لوموند الفرنسية في مارس 2005 تقريرا كاملاً عن الموضوع، وقدمت قناة العربية برنامجا خاصا من حلقتين تم تسجيله في منطقة القبائل الجزائرية.

    يقدر تقرير جون افريك عدد الذين اعتنقوا النصرانية في تونس بحوالي 500فرد ينتمون إلي 3 كنائس. وجاء في تقرير لإدريس الكنبوري في موقع الإسلام اليوم بتاريخ 23-4-2005 إن عدد المنصرين الأوروبيين بالمغرب يقدر ب 800، وإن أعمالهم التنصيرية تؤتي أكلها، إذ أن قرابة ألف مغربي قد ارتدوا عن الإسلام عام (2004) كما جاء في مجلة المجلة في عددها 1394، بناء علي تقرير لمراسلها إدريس الكنبوري من المغرب أن عدد النصارى الجدد في البلاد بلغ حوالي 7 آلاف، وربما يكون الرقم الحقيقي حوالي 30 ألفاً.

    وجاء في تقرير لوموند إن ما بين 4000 - 6000 قد اعتنقوا النصرانية في منطقة القبائل الجزائرية عام 1992، مما يعني أن عددهم الآن يقدر بعشرات الآلاف. لكن السلطات تحاول التكتم علي ذلك، إذ أعلن مسؤول جزائري إن رقم المتنصرين هو سر دولة.

    ولا شك أن الأرقام السابقة مخيفة وقد تكون فيها مبالغة كبيرة لكن يبقى الخطر قائماً والإستهداف واضحاً فهل سيكون للمسلمين موقف جريء تجاه هذه الظاهرة؟
    __________
    الراية القطرية ب"تصرف"



    ملف المغرب(3)
    التنصير يزحف على المغرب بوجه مكشوف

    إن التنصير الذي يزحف في الوقت الراهن بتؤدة وقوة على المجتمع المغربي ليس وليدالسنوات الأخيرة، بل في تاريخ المغرب الحديث حاول تنصيريون فرنسيون تغيير عقيدةالمغاربة خاصة في الشمال والجنوب وذلك في عام 1915 ثلاث سنوات بعد بداية عهد "الحماية" الفرنسية، وكانت وسيلتهم الظاهرة في ذلك الاهتمام بالفقراء والتكفلبالأيتام ورعايتهم، وفي نفس الآن تنصيرهم مقابل حفنة من القمح وكسرة خبز وشربة ماء،غير أن محاولة هذه البعثة فشلت فشلا ذريعا حينئذ بفضل تمسك المغاربة بدينهم وهويتهمالأصيلة وانتشار مراكز" المسيد"، وهي أماكن لتحفيظ القرآن الكريم للأطفالالصغار.

    التنصير بالواضح:

    لكن الحال قد تغير فيالسنوات القليلة الأخيرة، حيث كشرت المنظمات التنصيرية عن أنيابها ووضعت المغرب في "أجندتها" الخاصة من أجل تحقيق هدف يبدو صعب المنال، غير أنه مؤشر على عزم المنصرينوعملهم الدءوب بتنويع أساليب عملهم واشتغالهم وتركيزهم على فئة الشباب والجهاتالفقيرة أيضا، والهدف هو تنصير 10 بالمائة من المغاربة في أفق 2020.

    وبغيةالوصول إلى هذه الغاية نظم التنصيريون لقاء عالميا بمدينة "سياتل" بولاية واشنطنالأمريكية يومي 18 و19 سبتمبر 2008 تحت شعار: "انهض وتألق أيها المغرب"، أطلقتخلاله مبادرة "السنة الدولية للصلاة من أجل المغرب" ''An international year of prayer for Morocco''، ونوقشت فيه إمكانيات العمل التنصيري بالمغرب وتقييم النتائجالمحققة وتحسين وسائل الاشتغال في هذا المجال.

    وبلغ التنصير في المغرب إلىحد أن صحيفة نشرت قبل بضع سنوات ومن دون أن تشير إلى المصدر، رسالة تهنئة باسممسيحيي المغرب موجهة إلى ملك البلاد، كما أن العديد من التقارير تتحدث عن تنصير عددمن طلبة جامعة "الأخوين" بمدينة إفران وهي إحدى أبرز الجامعات الراقية و الكبيرةبالمغرب.

    أرقام ذات دلالة:

    وتتحدث تقارير عديدة عنوجود أكثر من 800 منصر في المغرب، أتوا إليه من أوروبا وأمريكا، وقد يكون العددأكبر بسبب أن هؤلاء المنصرين غالبا ما يتخذون غطاءات تمويهية لا تبرز أدوارهموعملهم التنصيري الحقيقي.
    لكن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أعلنتأنه لا يوجد بالبلاد سوى 150 منصر غربي يمارسون أنشطتهم المشبوهة بالمغرب. ويبلغعدد الكنائس حوالي 50 كنيسة تتواجد في المدن الكبرى مثل: الدار البيضاء، طنجة،تطوان، فاس، مكناس، أكادير، والرباط ، غير أن هذه الكنائس بالمغرب لا توجد أرقامهاالهاتفية في السجلات العمومية و ليس لها مواقع على الانترنت، الأمر الذي يطرحتساؤلات كبيرة لهذا الوضع المريب.

    جمعياتللتمويه:

    ويرى الباحث المغربي في التنصير أنور الحمدوني أن التنصيرـ من حيث الخلفية التاريخية ـ بدأت بذوره تظهر في القرن السادس عشر حين حاولالمنصرون تغيير عقيدة المغاربة في فترة المجاعة والأوبئة خاصة في مناطق العرائشوالصويرة، مضيفا أن هدفهم منذ ذلك الحين يبقى واحدا وتتجدد وسائلهموطرقهم.

    وقال الحمدوني إنه مثلا على صعيد مدينة العرائش التي ينتمي إليهاتوجد جمعيات تدعي أنها جمعيات تنموية وثقافية تتلقى إعانات من جهات اسبانية، وتضمشبابا يصرحون علانية بأنهم تنصروا حقيقة دون أدنى وجل.
    وكشف الباحث المغربي بأنهذه الجمعيات تتحايل على الجانب القانوني في القانون الجنائي الذي يتضمن عقوبةحبسية لكل من يحاول "زعزعة عقيدة مسلم"، وذلك من خلال الاشتغال في مجالات محاربةالفقر والحاجة والتنمية البشرية وغيرها من المجالات التي تبدو قانونية لكنها تحتويعلى آليات لتنصير الشباب من خلال الترغيب في بعض ما يتمناه ويحلم به هؤلاء دون أنيجدوا القدرة على تحقيقه، مما يفيد ـ يردف الحمدوني ـ أن التنصير بالمغرب أضحى يجدله متنفسا ووعاء عبر بعض الجمعيات الجهوية والمحلية التي تدعي الاعتناء بالتنمية أومحاربة الفقر وغير ذلك..

    ويلجأ المنصرون ـ حسب الحمدوني ـ إلى وسيلة قد تبدوصغيرة دون نتائج ملموسة، لكن لها من الأثر الشيء الواضح، وهي تعمدهم وضع مجلاتوأشرطة تنصيرية في أماكن بالبادية حيث يمر التلاميذ في طريقهم إلى مدارسهمليحملونها معهم، فإن لم يعوا ما فيها في الأول ، فقد يتأثروا حين تتكون لديهمالثقافة الأولية لاستيعاب الأمور، وبذلك يكون المنصرون يستهدفون الحلقات الضعيفة فيالمجتمع والتي تتمثل في الأطفال والشباب غير المحصن".

    تلاعببالخريطة الدينية:

    ويقوم التنصير على تغيير عقيدة مغاربة مسلمين منخلال تمجيد المسيحية وإبراز نقط قوتها، لكن الضعف الحقيقي يتمثل في الشخص المستهدفمن التنصير، حيث إنه لو كان تدينه قويا لصمد بل وتفوق على محاولات تنصيره وتحويلعقيدته كليا، فضحالة الثقافة الدينية وهزالة العقيدة في نفس الفرد يجعلان منه فريسةسهلة للتنصير.

    ويعتبر الدكتور محمد الغيلاني، الأخصائي في سوسيولوجياالحركات الدينية والاجتماعية أن التنصير محاولة للتلاعب بالخريطة الدينية، وهذاالتلاعب بالخريطة الدينية يعد من وجهة نظر سوسيولوجية تفكيكا بنيويا للترابطالديني، مضيفا أن المقصود ليس الحديث عن الوحدة الدينية، لكن المقصود بالترابطالديني تلك المنظومة الروحية القائمة على إنتاج روابط روحية تنتمي لمصدر واحد (الوحي، أي القرآن) وتقوم على مرجعيات تستلهم (روحية جمعية) تضمن إلى حد كبيرالتماسك الاجتماعي أكثر مما تضمن الوحدة الدينية، وهذه فوارق تفصيلية دقيقة وأساسيةفيما يخص علاقة المجتمعات بالدين.

    وأبرز الغيلاني أن الدين ليس ضامن لـ "وحدة دينية" فقط، فهو ضامن لـ "وحدة اجتماعية" بالأساس تستلهم تلك الوحدة من قيمالدين وتحولها إلى وجود كيان اجتماعي وروابط وتعاقدات عديدة.

    أحدثطرق التنصير:

    ولم يعد عمل التنصيريين يقتصر فقط على التستر خلفجمعيات ومنظمات غير حكومية تشتغل وفق القانون لكنها تقوم بدور "التبشير" في السر،ولا القيام بأعمال خيرية تحت مسمى مساعدة الفقراء في المناطق النائية بالمغرب،فيأتي الأطباء والممرضون والممرضات والمهندسون لهذا الغرض شرط معرفتهم الكاملةبالدين المسيحي ومعرفتهم أيضا بكليات الشريعة الإسلامية، وتوزيعهم للمال والأدويةعلى المرضى، ولم يعد يقتصر عمل المنصرين أيضا على تبادل البعثات العلمية والأساتذةوالمختصون بين الجامعات الغربية وبعض الجامعات المغربية، فيتم استغلال هذا التبادلفي تمرير خطابات ودعوات لاعتناق دين "الخلاص" دين المسيح عليه
    السلام... لم يعدكل هذا هو مناط اشتغال هؤلاء المنصرين في المغرب، بل إنهم أضافوا طرقا جديدةللتنصير، من أبرزها تحوير كلمات بعض الأغاني الشعبية الشهيرة التي يتداولها الصغاروالكبار في المغرب، ساعين للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المغاربة من خلال هذهالأغاني المعدلة، مثل كلمات أغاني للمجموعة المعروفة "ناس الغيوان"، كأغنية "الصينية" التي حوروا مفرداتها لتصير أغنية تدعو صراحة لاعتناق المسيحية، وحدث نفسالأمر مع بعض أغاني المجموعات الشعبية الأخرى مثل "المشاهب" و"جيلجيلالة".

    وتقولالكلمات الأصلية لأغنية "ناس الغيوان": (أنا راني مشيتوالهول اداني (أخذني)
    ياللي ما شفتوني ترحموا عليا
    والديا وأحبابي ما سخاوبيا
    بحر الغيوان ما دخلته بلعاني .. (متعمدا)"

    وحور المنصرون هذه الكلماتلتصبح: "والديا، أترجاكم اسمعوا لي شويا (قليلا)، أنا راني آمنت بالمسيح، نور حياتيوفي طريقه خذاني، وبدمه راه فداني وشراني (اشتراني)".

    كما أنشأ المنصرونبالمغرب موقعا إلكترونيا خاصا يتضمن صفحات للاستماع إلى الإنجيل باللغة العربية،ويمنح الموقع أيضا إمكانية الإنصات إلى إذاعة "المحبة" التي أنشئت سنة 2001 فياسبانيا وتشتغل نهارا وليلا، بهدف جلب الشباب المغربي إلى "دينهم" الجديد.


    حسن الأشرف | 18/8/1430
    الملف المغرب (4)
    التنصير في المغرب لن نمل من التحذير !

    9 01 2009
    نشرت جريدة الصباح المغربية في عددها 2720 بتاريخ 08 يناير2009 تحقيقا حول حقيقة التنصير في المغرب.
    المقال يدق ناقوس الخطر الذي يتهدد الأمن الروحي للمجتمع وأمنه القومي كذلك. فالبرغم من شبه انعدام نصارى مغاربة نجد أن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية تتحدث ومنذ الآن عن اضطهاد الاقليات الدينية في المغرب !فلنتخيل الوضع لو زاد عددهم لاقدر الله!!!
    لا ننكر أن التحقيق يتضمن تهويلا مبالغا فيه في الأرقام (وهي بالمناسبة أرقام صادرة عن الخارجية الأمريكية)، لكن يظل خطوة ايجابية خصوصا اذا علمنا أن جريدة الصباح تعتبر محسوبة على وجهة النظر الرسمية. فلا يمكن للصباح أن تتطرق لمثل هذا الموضوع دون ضوء أخضر من جهات مقربة من دوائر القرار.
    العناوين الأساسية للمقال:
    * كل مسيحي هو في الأصل مبشر
    * شركات (خاصة تلك المسماة call center) تفتح خصيصا لنشر التنصير
    * توظيف الأمول واستغلال الفقر والجهل *الحكومة لا تقر رسميا بوجود مبشرين
    * منصرون من أمريكا الجنوبية يتعلمون اللهجة المغربية قبل مجيئهم للمغرب متخفين وراء مشروعات صغيرة
    * اللعب على وتر الأمازيغ والعرب
    هذا التحقيق هو بمثابة صفعة على وجه مروجي خرافة حوار الأديان التي نسجت خيوطها في دهاليز الفاتيكان !
    أفيقوا من غفلتكم قبل فوات الأوان !!!
    الملف رقم(5)
    جديد مخططالتنصير
    طرد 5 منصرين منالمغرب
    في حلقة جديدة من مسلسل التنصير المتواصل في دول المغرب العربي، أعلنت السلطات المغربية طرد 5 منصرين بتهمة تحريض المسلمين في البلاد على الدخول في النصرانية.
    وأوضحت وزارة الداخلية في بيان لها أنه "تم إيقاف هؤلاء الأشخاص السبت 28-3-2009 خلال عقدهم اجتماعا في مدينة الدار البيضاء للتنصير كان يحضره مواطنون مغاربة وتم ترحيلهم من البلاد".
    وأضاف البيان أنه تمت كذلك مصادرة مواد تنصيرية دعائية عديدة عثر عليها في مكان انعقاد الاجتماع ومن بينها: كتب وأشرطة فيديو باللغة العربية وأدوات طقوسية أخرى.
    ولم توضح السلطات المغربية هوية هؤلاء المنصرين الذين تم طردهم، لكن وكالة أنباء "الأسوشيتدبرس" الأمريكية ذكرت اليوم الاثنين 30-3-2009، نقلا عن مسئول بارز في وزارة الداخلية المغربية، أن المنصرين الخمسة هم 4 أسبان وامرأة ألمانية.
    اهتمام مبكر
    ويشير الباحث المغربي"محمد السروتي"، إلى أن المغرب حظي باهتمام كنسي مبكر؛ باعتباره أقرب مدخل للأوربيِين إلى المغرب ولما يشكله من خط دفاع متقدم عن النصرانية في أوروبا. وأضاف السروتي في مقال نشر له في موقع "الألوكة" الإلكتروني في يناير الماضي أن أكبر دليل على هذا الاهتمام هو إعلان المجلس العالمي للكنائس 2002 سنة دولية للتنصير في المغرب.
    وكانت صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) المغربية قد كشفت في يناير 2006م النقاب عن تنظيم سري لمجموعات إنجيلية تنصيرية يعمل في المغرب ويعرف باسم "مجلس المدينة للمجموعات الإنجيلية".
    قضية التنصير
    وبصفة عام، شغلت قصية التنصير في بلاد المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) حيزا كبيرا من اهتمام وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة. ونشرت وكالة رويترز للأنباء في ديسمبر 2008 تقريرا عن التنصير في دول المغرب الغربي، مشيرة إلى أن جيل جديد من المنصرين غير المعلنين بدأ يتحول باهتمامه إلى شمال أفريقيا الذي تقطنه غالبية مسلمة لضم أشخاص جدد لعقيدتهم ويستهدفون بصفة خاصة أصحاب الهوية "الأمازيغية" وهم الســــكان الأصليون لبــــلاد المغــــرب.
    وذكر التقرير أن جماعات تنصيرية تزعم أنها تمكنت من تنصير مئات المغاربة وأن رسالتها تصل لآلاف آخرين وأن ذلك يرجع جزئياً إلى قنوات فضائية ومواقع على الإنترنت مهمتها التنصير.
    مجلة "حقائق" التونسية حذرت من جانبها من تنامي ظاهرة التنصير في دول اتحاد المغرب العربي، وأشارت، في تقرير بعنوان "التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي" نشرته في يناير 2008، إلى أن هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تنشط حالياً في أكثر من دولة مغاربية لتنصير الشباب من خلال إغداق الأموال الطائلة عليهم.
    استغلال المرضى والفقراء
    وتتشابه الوسائل التي يتبعها المنصرون لإغواء المسلمين بالتحول إلى النصرانية حيث يستغلون ضعاف الإيمان ويستهدفون الفقراء والمرضى ويحاولون كسب ود الأمازيع في شمال أفريقيا وإقناعهم بأن العرب فرضوا عليهم الإسلام. كما يقومون بإعداد وتوزيع كتب وأناجيل ذات طباعة راقية وأقراص مضغوطة عن حياة المسيح باللهجة الدارجة السائدة بشمال إفريقيا، فضلا عن إنشاء مواقع إلكترونية تنصيرية تستعرض شهادات لأشخاص يدعون إنهم تحولوا من الإسلام للنصرانية .
    كما انتهجت بعض المنظمات التنصيرية أسلوبا جديد يتمثل في استغلال أشهر الأغاني المغربية الشعبية التي تغلب عليها المسحة الصوفية، وتسمي بـ"الصينية" وتحويلها إلي أغنية تدعو للتحول إلي النصرانية وقد انتشرت هذه الأغاني على الكثير من مواقع الانترنت.
    وتقول وكالة الأسوشيتدبرس إن أنشطة التنصير المتزايدة في المغرب، خلفت قلقا كبيرا لدى السلطات في دول المغرب العربي. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أبدت الأسبوع الماضي "تصميمها على مواجهة كافة الممارسات والكتابات والكتب التي تهدف إلى المساس بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع المغربي، بقوة وفي إطار القوانين السارية" في إشارة خاصة إلى الدعوة الشيعية في المغرب وأيضا إلى بعض الصحف التي دعت مؤخرا على إعطاء مزيد من الحقوق للشواذ.
    وفي الجزائر، أصدرت السلطات في عام 2006 قانوناً يفرض قيوداً صارمة على الممارسات الدينية ويحظر محاولة رد المسلمين عن دينهم.
    ملف المغرب رقم(6)
    مدخل لتاريخ ظاهرة التنصير في المغرب
    إن تخصيص مقال حول مقاربة ظاهرة التنصير من الناحية التاريخية في المغرب يَتَكَسَّى أهميَّة بالغة، لكون البحث والدِّراسة في المجال لا زال لم يأخذ حقه عند الباحثين والمؤرخين؛ ومردُّ ذلك راجع بالأساس للغموض والحساسية المُتَعَلِّقة بطبيعة هذا الموضوع وصلته المُتشعبة بمختلف المجالات: الدينية، والاجتماعيَّة، والسياسيَّة.

    لذا؛ فالمقال أساسًا دعوة للاهتمام بتاريخ هذه الظَّاهرة لتكوين رؤية متكاملة عن تجليَّاتها ومظاهرها التي كانت موجودةً به في السابق، من أجل فَهم ما هو موجود في الحاضر، خاصَّة وأن وتيرة الظاهرة في تزايُد مستمر في السَّنوات الأخيرة، ثُمَّ استشراف ما هو آتٍ في المستقبل.

    لا بدَّ منَ الإشارة في البداية إلى صعوبة الوقوف على إجابات يقينيَّة عن تاريخ التَّنصير في المغرب، لاعتبارات عدَّة تأتي في مُقدمتها، ما يتطلبه الأمر من تدقيق وتمحيص وبحث في مختلف المصادر التاريخيَّة والنوازل الفقهيَّة لرسم صورة واضحة المعالم ومتكاملة الأبعاد عن موضوع لم يتجرَّد من حساسيته يومًا، ومثير لقضايا عدَّة تبدأ بالعقيدة وتنتهي بالسِّياسة، لتمر على الاقتصاد والثقافة وغيرها، وهو ما يتَّضح جليًّا من خلال تصفُّح البيبليوغرافيا المحدثة التي تناولت بالدِّراسة الدولة المغربية الوسيطية مثلاً، وهي مادة مصدرية تَشهَد ضعفًا وقلة في حديثها عن الموضوع، وذلك راجع أساسًا للحساسية الدينية والسياسية التي كانت تدفع ببعض المؤرخين لإغفال ذكر المعطيات التَّاريخيَّة المرتبطة بالموضوع.

    ويمكن أن نمثل في هذا الصدد بالمؤرخ البَيْدق[1] الذي أغفل مثلاً استعانة عبدالمؤمن بالمرتزقة النصارى للدخول إلى مراكش سنة: 541هـ، رغم أنه عاصر الحدث وعايشه، كما أن المؤرخ المراكشي[2] لم يتحدث ألبتة عن بناء الموحدين لكنيسة مراكش، في الوقت الذي "تحامل فيه كثيرًا على المرابطين وساهم في تشويه صورتهم" [3].

    وإذ كانت المصادر التاريخيَّة القديمة التي تَحَدَّثَت عن النَّصرانيَّة في المغرب تَتَّسم بالقلة والندرة في العموم، فإنَّ بعضها أشار إلى أنَّ أهل المغرب دانوا بالنصرانيَّة قبل مجيء الإسلام عن طريق قرطاجة، إذ ظهرت في بادئ الأمر كخصم عنيد للرومان بشمال إفريقيا لا تعترف بآلهتهم ولا تعطي أيَّ قيمة لثقافتهم الدينية؛ لكن دون أن تستطيعَ جل المصادر تحديد وضبط متى كان الدخول ولا كيفيته[4].

    بيد أنَّ المؤرخَ المكي الناصري في كتابه (الاستقصا)[5] كان منَ القلائل الذين أشاروا إلى أنَّ دخول النصرانيَّة إلى المغرب كان في القرن الرابع، وبه فَسَّر وجود بعض الزعماء الأمازيغ النصارى، وهناك رأي آخر لأحد المؤرخين ينفي فيه اعتناق المغاربة للنصرانيَّة باستثناء بعض المناطق السَّاحلية[6]، وبالتالي كان اعتناقًا سطحيًّا لا غير.

    هذه هي جُل المعطيات الأساسيَّة التي تقدمها جل النُّصوص المؤرخة للوجود النَّصراني في المغرب، وتستند إلى أنَّ المدَّ النَّصراني وصل إليه عن طريق الرومان الذين كانوا يسيطرون على سواحله، فألزمت الرَّعية بهذا الدين، ولكن هذا الإلزام لم يمكن هذا الدين منَ التَّغَلغُل داخل بلاد المغرب، وإنما كان ممتدًا بصورة سطحيَّة على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى[7].

    الشيء الذي دفع بعض الباحثين إلى نفي اعتناق المغاربة للنصرانية، واقتصار الأمر على بعض المناطق الساحلية[8]؛ بل شَكَّكَ آخرون في عُمْق إيمان ساكنة شمال إفريقيا عمومًا بالنَّصرانيَّة؛ إذ وصف إيمان هذه السَّاكنة بمُجَرد الانطباع الذي لا يمكن دعمه لا بالأرقام ولا بالوثائق؛ بل حتى آثار الكنائس الضَّخمة التي يتحدث عنها بعض المؤرخينَ الغربيينَ لا يعرف عددها بالضبط، ولا تدل بالضَّرورة على كثرة عدد المؤمنينَ، بقدر ما تدل على ثروة وغنى مَن تَبَرَّعَ بتشييدها، وربَّما قد يكون مُستَقرًا خارج إفريقيا، إضافةً إلى أنَّها آثار ترجع إلى تاريخ متأخر ولا تبعد كثيرًا عن قرطاج[9].

    هذه فقط عجالة مختصرة عن الوجود النصراني قبل الإسلام.



    وجدير بالذكر أن أهم الروافد الأساسية للوجود النصراني بالمغرب بعد الفتح الإسلامي، كان عن طريق علمية "الارتزاق"[10] أو الاستجاشة بالنصارى؛ وهي قائمة على أساس المساهمة في الحروب التي تخوضها السلطة المغربية ضد "المتمردين"، وتعد منَ الظواهر التي اكتنفها الغموض والاضطراب، نتيجة الحضور المحرم أو المحظور في المجتمع[11]، وأيضًا لما يشكله موضوع "الارتزاق" باعتباره حلقة من الحلقات المنسية في تاريخ المغرب.

    كل هذه المعطيات الأولية، تستبعد فرضية الحديث عن كون ظاهرة التنصير جديدة بالمغرب، بل يمكن القول بتحفظ عنها أنَّ لها امتدادًا في تاريخ المغرب، وهذا مرتبط أساسًا بالموقع الجغرافي الذي يحتله المغرب.

    وفي الوقت ذاته، فإن القول بأنها ظاهرة قديمة ذات جذور تاريخية، قول لا تدعمه الوثائق الكافية، حيث لا نستطيع في الوقت الحالي تحديد متى بدأ التنصير وكم تنصر منَ المغاربة، ولا معرفة الطبقات والجماعات العرقية التي تَنَصَّرَت[12].

    بيدَ أن غياب المعطيات وشُحَّ الوثائق لن يدفعنا للقول بأنها مجرد عمليات سطحية، فلا ننكر وجود بعض المصادر التاريخيَّة التي أشارت إلى الوجود التَّنصيري ببعض مناطق المغرب خصوصًا السَّاحلية منها[13]، وكذا حديثها عن استعانة بعض الأمراء المغاربة بالنَّصارى في إطار ما يسمَّى بـ"ظاهرة الارتزاق" الآنفة الذكر[14] أو في إطار الوساطات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وفي هذا الصدد يقول عبدالهادي التازي: "لقد اعتمد الملوك العلويون[15] على طائفة منَ الفرأيلية المسيحيِّين، في أمر الوساطات مع البَلاَطات الكاثوليكيَّة، وفيهم عدد من رجال الدِّين الذين كانوا يبلغون الرسائل المتعلقة بافتكاك الأسرى أو علاج المشاكل الطارئة" [16].

    وللإشارة أنَّه لم تقتصر الخطابات على مُجَرَّد الشُّكر والوساطة؛ بل تجاوزتها أحيانًا لدعوة السلاطين المغاربة للنَّصرانيَّة بشكل فجٍّ ومباشر، لم تخل منَ التهديد والإنذار، ويمكن التَّمثيل في الحالة الأولى بنص للبابا "كريكوار التاسع"، فقد ورَدَ فيه: "إن البابا يأمل أن يأتي اليوم الذي يفتح فيه عينه للنور الصادق"[17]، والمقصود بالنور الصادق بالطبع النَّصرانيَّة.

    ونجد أيضًا رسالة أخرى موجهة منَ البابا "إينوصانت" يلح فيها على السلطان المرتضى إنجاز المطالب التي تقدم بها، مضيفًا إلى ذلك أنه سيمنع النصارى منَ الدخول إلى مراكش إن لم تقبل، وأنه "سيطلب من أسقف هذه المدينة وقف مساعدة الجند للسلطان"[18]، وللإشارة أن العلاقات بين المغرب والبابا كثيرًا ما تصدَّعت بمثل هذه الخطابات التي كانت شبيهة بالدَّعوة لاعتناق النَّصرانيَّة، مقابل تقديم المساعدة العَسكريَّة[19].

    وعليه؛ فإنَّ السَّعي التنصيري المُتَقَدم والواضح وبكيفيَّات مباشرة وغير مباشرة، كان هدفه الأساس تثبيت النَّصرانيَّة بالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة للمُنَصرين الأوائل من إيطاليا الذين أرادوا تأسيس المذهب الفرنسيسكاني ومُنَاهضة الدِّين الإسلامي، وتكفي الإشارة أيضًا في هذا الصَّدد إلى استغلال الفاتيكان لمؤتمر مدريد الذي عقد للنَّظر في مشكلة الحماية القُنصلية، ووجد فيه الفرصة السانحة لطرح مسألة حرية التدين في المغرب[20]، وقد جاء في رسالة مؤرخة في: 5 مايو 1880 من ديوان الفاتيكان إلى سفير النمسا: "يطلب من الدوائر العليا للدول الكاثوليكية أن تتبنَّى - خلال المؤتمر - توصية حول الحريَّة الدِّينيَّة، وأن قَدَاسة البابا يفرض عليه واجبه الديني الاهتمام بكل أمر قد يفيد في تعزيز المصالح الدِّينيَّة"[21].

    إضافةً إلى هذا كله؛ كان المُنَصرون في طليعة المُستكشفينَ الذين حلوا بالمغرب ومَهَّدوا للاستعمار قبل أن تطأها أقدام الجنود والجيوش، وتكفي هنا الإشارة لبعضهم: (
    دومنيك باديا)[22]، و(خورخي دي هنين)[23]، و(شارل دو فوكو)[24]، إذ اعتبر بعض الباحثين رحلة (دو فوكو) من عَلامات ارتباط التَّنصير بالاستعمار؛ إذ كان يعتقد أنَّ السبيل الوحيد لبقاء سكان شمال إفريقيا على الولاء لفرنسا هو إدخالهم إلى النصرانية[25].

    وفي الختام:
    السمة الأبرز التي يمكن تسجيلها في هذا الصدد أن الكنيسة في أغلب الأحيان لم تستطع تحقيق مسعاها ولا مقصدها نتيجة عدة عوامل دينيَّة وسياسيَّة واجتماعيَّة مختلفة، واعترف المنصرون أنفسهم بذلك معتبرين ذلك تَصَلبًا من جانب المسلمين[26]، فقد كان المغرب - ولا يزال - على امتداد تاريخه قلعة حصينة للإسلام، لم تفلح المحاولات الاستعمارية ولا الأعمال التنصيرية في ثني شعبه عن الاعتزاز بالدين الإسلامي والدفاع عنه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل إقامته والحفاظ عليه.

    بيد أنَّ هذا الفشل الذي تكبدته الأطراف التَّنصيرية والاستعمارية، لم يَحُل بينها وبين سلك سُبُل أخرى لتحقيق أهدافها، فكان الغزو الفكري التنصبري الذي سخر أحدث الإمكانيات وآخر المبتكرات، وهو ما سنحاوِل الوقوف على بعض تجلِّيَاته في المغرب من خلال المقالات المقبلة في الموضوع.



    [1] - البيدق، "أخبار المهدي بن تومرت وابتداء دولة الموحدين".
    [2] - عبدالواحد المراكشي، "المعجب في تلخيص أخبار المغرب"، تحقيق: محمد سعيد العريان، الجمهورية العربية المتحدة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي (دون ذكر للطبعة والتاريخ).
    [3] - عبدالواحد المراكشي، "وثائق المرابطين والموحدين"، تحقيق: د حسين مؤنس، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد (دون ذكر للطبعة والتاريخ) ص: 51-52، التمهيد.
    [4] - إبراهيم حركات، "المغرب عبر التاريخ"، ط 2001، دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء. ج1/54.
    [5] - أحمد بن خالد السلاوي الناصري، كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق وتعليق: أحمد الناصري، منشورات وزارة الثقافة والاتصال - المغرب، سنة 2001.
    [6] - عبدالكريم غلاب، "قراءة جديدة في تاريخ المغرب"، ج1، ص: 160.
    [7] - مؤنس حسين، "تاريخ المغرب وحضارته"، الدار السعودية، جدة، ط: الأولى -1990م، ج: 1/ ص: 66
    [8] - عبدالكريم غلاب، "قراءة جديدة في تاريخ المغرب"، ج1، ص: 160.
    [9] - عبدالله العروي، "مجمل تاريخ المغرب"، ج: 1، المركز الثقافي العربي، ط: السادسة 2000، ص: 79.
    [10] - رِزْقٌ جمعُ أرْزَاق، وهي نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات، وباطنة للقلوب والنفوس كالمعارف والعلوم، قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]، وعنِ النبيِّ - عليه السَّلام - أنَّ الله يرسل الملك ((إلى كل من اشتملت عليه رحم أمه فيقول له: اكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فيختم له على ذلك))، وقد جعل ابن منظور كلمتي "رزق" جمع "أرزاق" و"رزقة" جمع "رزقات" مترادفتين: "وأَرزاقُ الجند: أَطماعُهم، وقد ارْتَزقُوا، والرَّزقة، بالفتح: المرة الواحدة، والجمع: الرَّزقاتُ، وهي أَطماع الجند، وارْتزقَ الجُندُ: أَخذوا أَرْزاقَهم، وقوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}، أَي: شُكْر رزقكم، مثل قولهم: مُطِرنا بنَوْءِ الثُّريا، وهو كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}، يَعْنِي: أَهْلَهَا، ورَزَقَ الأَميرُ جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقًا"، انظر: "لسان العرب"، ابن منظور، مادة: "ز. ر. ق"، ج2، ص: 1161.
    [11] مصطفى نشاط، "الارتزاق المسيحي بالدولة المرينية - الغرب الإسلامي والغرب المسيحي خلال القرون الوسطى"، تنسيق: محمد حمام، منشورات: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة: ندوات ومناظرات رقم: 48 ط: 1 ، ص: 118.
    [12] إبراهيم حركات، "المغرب عبر التاريخ"، ط2001، دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء. ج1/54.
    [13] عبدالكريم غلاب، "قراءة جديدة في تاريخ المغرب"، ج1، ص: 160.
    [14] كانت ظاهرة مستمرة الحضور في الدولة المغربية أواخر العصر الوسيط، وقد تحدث عنها العلامة ابن خلدون بشكل مفصل، انظر الهامش رقم 1 من الدراسة.
    [15] هي عبارة عن ترخيص منَ السلطان المولى إسماعيل لرجال البعثة الفرنسيسكانية الإسبانية، وهي بتاريخ 15 مايو 1710م، وتقول الرسالة:
    "كتابنا هذا - أسماه الله وأعزه - بيد حملته النَّصارى الفرأيلية يتعرف منه بحول الله وقوته أنَّ جميع مَن يقف على هذا الكتاب الكريم من قوَّاد مراسينا عمرهم الله أشياخ الرعية أن يتأهلوا (يعتنوا) في الفرأيلية المذكورين الذين يجوزون في بلادهم ويقفون معهم ويقضون لهم كل ما يحتاجونه عندهم من أمور الطريق، ويعسون عليهم عند المبيت، ويقطعونهم الويدان، ويعرفونهم بالطريق التي يريدون المشي معها لتبلغهم لمقصودهم، وأن لا يتعرضون لهم قواد المراسي المباركة في حوائجهم التي يأتون بها من بلادهم، وأن لا يبحثونهم في شيء منها، وكذلك الحوائج التي يذهبون بها من بر المسلمين عمره الله يتركونها له سوى العِدَّة والقمح فقط والواقف عليه يعمل به. انتهى، كُتِبَ في سادس عشر ربيع النبوي المفضل عام اثنين وعشرين وماية وألف".
    [16] عبدالهادي التازي، "التاريخ الدبلوماسي"، المجلد الثاني ص: 286.
    [17] - المرجع نفسه، ص: 282 - 283.
    [18] - البيان قسم موحدي، ص: 254، رسائل موحدية جديدة رسالة رقم 126، ص: 401، عبدالهادي التازي، "التاريخ الديبلوماسي"، المجلد الثاني، ص: 282-283.
    [19] - عبدالهادي التازي، "التاريخ الديبلوماسي"، المجلد الثاني، ص: 288
    [20] - عبدالوهاب بنمصور، "أروبا وقضية حرية التدين في المغرب. - مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية"، العدد: 16 - سنة 1999، ص: 18 بتصرف.
    [21] - عبارات الرسالة مقتبسة من المرجع السابق، ص: 19، بتصرف:
    - Badia domingo, Los viajes de Ali Bey, Ed, El Museo Universal, Madrid 1980, p. 75.
    - رامون مايراتا، "علي باي العباسي"، ترجمة: رفعت عطفة، منشورات ورد، ط: 1، 1999، والمعروف أن "رامون مايراتا " كان من الجنود الذين خدموا إسبانيا في الصحراء إبان حكم فرانكو، وهي تجربة مكنته من معرفة الشخصية المغربية عن قرب.
    [23] - لقد كتبت مذكرات Jorge de Henin باللغة الإسبانية، و يعود تاريخها إلى عام 1614، إلاَّ أنَّها ظلت مجهولة بسبب نقلها المستمر من خزانة خاصة إلى أخرى، ولم يصبح بالإمكان الاطلاع عليها من طرف العموم إلا بعد اقتنائها من طرف الخزانة الوطنية في مدريد، حيث وضع يده عليها الأستاذ توركواتو بيرس دي كوثمان، وقد نشرت من طرف معهد الدراسات الإفريقية وتحمل عنوان: وصف الممالك المغربية: 1603 - 1613، مقدمة نقدية وتعليق (تور كواتو بيرث دي كوثمان)، تعريب عبدالواحد أكمير، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء ديسمبر 1997.
    [24] ف. شارل دو فوكو، التعرف على المغرب 1883 - 1884. (ج: 2 أطلس) - معد وراسم الخرائط ومعربها محمد بلعربي، دار الثقافة الدار البيضاء، ط: 1/1999.
    [25] -محمد رزوق، "معلمة المغرب"، إشراف: محمد حجي- إنتاج: الجمعية المغربية للتوزيع والنشر، نشر مطابع سلا: 1415/1995، ج: 17- ص: 2262.
    [26] - لم يتردد دوفوكو في الاعتراف بفشل سعيه الشخصي في تنصير من استهدفهم بدعوته في أوساط الفقراء.. محمد رزوق، "معلمة المغرب"، م س.



    ملف المغرب(7)
    150 ألف مغربي يتلقون دروساً فيالنصرانية عبر البريد حملات التنصير تتواصل بأشكال مختلفة
    بعدَ قيامِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِبتجفيفِ منابعِ جمعياتِ الإغاثةِ الإسلاميةِ التي كانت من حوائط الصدِّ ضدَّ أنشطةالإرسالياتِ التنصيرية، تقودُ هذه الإرسالياتُ حالياً حملة تنصير شرسةً علي العديدمن الشعوب العربية والإسلامية، ومن بينها الشعب المغربي المسلم، والذي كانت أرضُهُعلى مدارِ التاريخِ ومازالتْ قلعةً حصينةً للإسلام. وقد تناولنا في العدد الماضيدور الاستعمار الفرنسي وغيره من قوى الاستعمار في محاولات التنصير التي جرت فيالمغرب، إذ يعود التاريخ الحديث للتنصير هناك إلى عام 1915م عندما وصلت أول بعثةتنصيرية فرنسية إلى الأراضي المغربية تابعة لمؤسسة "أسيرام" الفرانكفونية التنصيريةالتي احتمت بقوات الاحتلال الإسباني..
    واتخذت تلك المؤسسة من منطقة الريفالمغربي ومناطق البربر محطة للانطلاق في كامل التراب المغربي، عبر الاهتمام بأيتامالمسلمين في مدينة طنجة وأطلس الجنوب وتنصيرهم مقابل الخبز والماء، ثم إرسالهمليكونوا مرتزقة في خدمة الجيش الفرنسي الاستعماري في حروبه ضد الشعوبالمسلمة وغيرالمسلمة.
    ورغم الجهد الكبير والإنفاق اللامحدود لهذه المنظمة إلا أن النتائج التيحققتها كانت ضئيلة جداً، إذ لم تُفلح في تنصير مغربي واحد بفضل العلماء وانتشارالمراكز الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في المغرب.. وبقدر ما كان هذا الفشل مثيراًللإحباط كان دافعاً لتغيير الأساليب التي تطورت بشدة في المرحلة الأخيرة، وأخذتشكلاً جديداً، فلم تعد تقتصر على "التبشير بالنجاة على يد يسوع"، وتقديم خدماتاجتماعية وصحية، ودعم لإنشاء المدارس والمستشفيات، وإنما أخذت طابعاً عملياً بتحويل "القدّاس" من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، وإيهام المسلمين بأفضلية الدين النصرانيعلى نظيره الإسلامي.
    وقدجاء في تقرير "حكومي سري" (مكتوب في شهر مارس 2005م) أن الإنجيليين الأجانب الذينكانوا وراء حالات التنصير في المغرب يبلغ عددهم 800منصِّر تقريباً، وأنهم أكثرعدداً مما كان يُظَنّ، وأنهم يتخذون من بعض الجمعيات ستاراً لإخفاء أنشطتهم السريةالحقيقية، وأنهم ذوو براعة فائقة في ممارسة الأنشطة الخفية والقيام بأعمال التنصيربين الشباب المغربي..
    وحسبما روى أحد قساوسة الدار البيضاء، فقد قام بعض المنصِّرين الإنجيليين فيوضح النهار بتوزيع نشرات وكتب نصرانية في حي "المعاريف" بالدار البيضاء تحوي صوراًمثيرة للعواطف وتحكي "حياة المسيح".. وهذه الكتب المطبوعة في الولايات المتحدةباللغة الفرنسية قد وُضِعَتْ خِصِّيصاً لمخاطبة الشباب، واعدةً إياهم ب"حياة أفضلوعالم كامل يتوافر فيه كل شيء"..
    والملاحظ أن هؤلاء الإنجيليين يعملون لصالح منظمات غير حكومية ومؤسسات مثلمؤسسة "خدمة الكتاب المقدس في المغرب"، التي سرعان ما أصبح اسمها: "جمعية الكتابالمقدس الموحدة"، والموجودة في 180 دولة، ويقع فرعها المغربي في حي "لو وازيس" بمدينة الدار البيضاء تحت قيادة أمريكي يُدعى "جاكروزينكو"..
    ويضاعف هؤلاءالإنجيليون جهودهم ويستخدمون حججاً وأساليب قوية لإقناع الشباب بارتداء الصليب،وتحت أيديهم موارد مالية هائلة تسمح لهم بتوزيع الأطعمة والأدوية مجاناً علىالمواطنين.. وطبقاً لما ورد في التقرير فإنهم يلجأون دائماً إلى الأسلوب ذاته فياجتذاب الشباب، ألا وهو إغراء المراد تنصيرهم ب"حياة أفضل، وتقديم حلول عاجلةلمشكلات الحياة اليومية".
    نصراني بالقوة!
    ويمثل الشباب والأشخاص الذين يعانون من ضائقة مادية أوروحية فريسة سهلة، ودائماً ما يعمل الإنجيليون على تطوير أنفسهم في هذا المجالبسرعة عن طريق المدارس التي يتلقى فيها المتعلمون مقررات دراسية لا تعرفها وزارةالتعليم الوطنية، والتي يحتكّ فيها الطلاب المغاربة بنظرائهم الأجانب.. وأصبح هؤلاءالإنجيليون "منصِّرين من الطراز الأول"، إذ إنهم ينظرون إلى كل شخص على أنه "نصرانييجهل نفسه.. نصراني بالقوة يمكن إغراؤه بالدخول في دين يجسِّد الحياةالعصرية"..
    ويعملالإنجيليون على جذب أكبر عدد من المشترين لبضاعتهم في جميع أنحاء البلاد، ويبذلونكثيراً من الجهود من أجل تعلّم اللغة العربية الفصحى، وكذلك الأمازيغية، واللهجةالمحلية والريفية أيضاً، في مدارسَ مغربيةٍ أو دورات دراسية خاصة بغيةَ تأميِنوسيلةٍ أفضلَ لمخاطبة من يريدون إدخالهم فيالنصرانية..
    ومما زادالطينَ بِلَّةً، ما جاء في التقرير من أن بعض الإنجيليين يقومون بنشاطات إضافية منبينها التجسّس مثلاً لحساب دول وأطراف معينة مثل الكيانالصهيوني!
    وسائل وأساليب
    ولا تنقص المنصِّرين الوسائلُ التي تساعدهم على إعداد المغاربة المتنصِّرينبحيث يصبحون بدورهم "منصِّرين"، وهذا الأمر يتم في كنائس منزلية ورسمية أيضاًمنتشرة بأعداد وفيرة في عاصمة المملكة..
    ويذكر التقرير الحكومي السري عدداً من الكنائس الكاثوليكيةوالبروتستانتية والأرثوذكسية الموجودة في الرباط بعناوينها وأرقام هواتفها على أساسأن لها صلة بالنشاط التنصيري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: كنيسة القديس بطرسالكاثوليكية، والكنيسة الأنجليكانية البروتستانتية، وكنيسة القديس فرانسيسالنصرانية، والكنيسة الأرثوذكسية النصرانية..
    ومن الأساليب الحديثة التي ينتهجها المنصِّرون في بثدعوتهم: المواقع الإلكترونية، وبث الإرسال الإذاعي والتلفزيوني عبر الأقمارالصناعية، والأشرطة المسموعة والمرئية، وترجمات الكتاب المقدس التي توزَّع بكمياتهائلة في مكتبات، مثل: "أوكارفور الكتاب" بالدار البيضاء، و"هاشير" بمراكش، و"كليلةودمنة" بالرباط وغيرها.
    ويقول التقرير: إن الإنسان قد يتنصَّر لقاء مبلغ من المال ووعود بألوانالرعاية الصحية المختلفة أو تأشيرة دخول، حيث تغدق بعض القنصليات الأوروبية تأشيراتالدخول إلى بلادها بسهولة كبيرة على من يقدِّم نفسه إليها من المغاربة على أنه "نصراني مضطهَد"، وهذا الكنز الثمين الذي يحصل عليه هؤلاء المتنصِّرون يُعد بالنسبةللمواطن العادي حلماً مستحيلاً.
    قافلة الصداقة!
    صحيفة "لاجازيت دي ماروك" المغربية الأسبوعية (La Gazette du Maroc) نشرت فيعددها رقم 416 الصادر يوم 18 أبريل 2005م مقالاً (ترجمه عن الفرنسية د.إبراهيم عوضأستاذ الأدب والنقد والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس) ذكرت فيه أنخطة الإنجيليين الأمريكان قطعت شوطاً بعيداً في إقناع الحكومة المغربية بوجوب توفيرالحماية للقُدّاس الذي أُقيم فيما بعد بمدينة "مراكش" في الفترة من 6إلى 8مايو منالعام نفسه، تحت ستار مهرجان بعنوان "قافلة الصداقة" ضمَّ، حسبما يقول منظِّموه،نحو مائة ألف مشارك قادمين من دول مختلفة للتحاور حول الإسلاموالنصرانية..
    وقد تعرّض هذاالمهرجان لتعديل كبير بسبب الضغط الإعلامي والسياسي، إذ تخلَّى المنظِّمون عنالندوات والملتقيات الحوارية وطعَّموا مهرجانهم بفرق موسيقية مغربية شهيرة مثل "جيلجيلالة" و"ناس الغيوان" حتى لا يبقى المهرجان أمريكياً إنجيلياً صرفاً.. ومع ذلكفإن المدير الأمريكي الذي أشرف على المهرجان هو نفسه أحد المنصِّرين!! كما حرصالمنظِّمون على توسيع دائرة المدعوّين إلى أقصى حد ممكن، حتى لقد وُجِّهت الدعواتإلى أطفال الصفوف الأولى في المدارس الابتدائية!
    وإذا كانت الظاهرة قد استنفرت اهتمام الصحافة فقد أدتأيضاً إلى إثارة الحكومة ذاتها، رغم أن الدستور المغربي ينص على حرية العقيدة.. وقدقامت الإدارات الحكومية المختلفة، بما فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،بألوان من التحرّيات لمعرفة مدى اتساع الظاهرة، وتحديد أهدافها، ومراقبة مواردهاالمالية، والكشف عن أعضاء الشبكات الناشطة الذين يزداد حماسهماشتعالاً.
    تنظيم "مجلس المدينة"
    وقد كشفت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربية الصادرة يوم 20يناير2006م أنه تم العثور على وثائق بشقة أحد الأجانب بإحدى عمارات شارع يعقوبالمنصور في مراكش، تركها وراءه بعد اختفائه المفاجئ أواسط عام 2005م.. ومن هذهالوثائق، قانون أساسي ل"مجلس المدينة للمجموعات الإنجيلية" مكتوب باللغتين العربيةوالفرنسية، يحتوي على أهداف إنشاء المجلس ومبادئه وشروط العضوية فيه، ومراسلات معأشخاص مقيمين في الخارج تخبر بتطورات العملية التي يشرف عليها هذا الأجنبي، ولائحةالكنائس التي تم إنشاؤها بأماكن مختلفة من مراكش؛ منها: حيّا "جليز"،و"الإنارة"....
    وينص النظامالأساسي للمجلس على أن الغاية منه هي "فتح قنوات التواصل بين المجموعات الموجودةداخل المدينة بقصد التشاور وحل المشكلات والصلاة معاً من أجل المدينة"، ويؤكد أن "لكل مجموعة حرية الانضمام إلى مجالس أخرى أو ربط علاقات، شريطةَ عدم الإضرار بباقيالمجموعات"، وهو ما يؤكد وجود مجالس متعددة خاصة بهذه الطائفة الإنجيلية التييتزايد انتشارها في صفوف الشباب المغربي..
    ويحدد القانون الأساسي بيت أحد الأجانب، ويُدعى (D)، كمقرٍّ مؤقت لاجتماعاتالمجلس واعتباره منسقاً له، على أن تنعقد مرة واحدة كل أسبوعين.. أما عضوية المجلسفتتكون من قادة المجموعات الإنجيلية أو من يمثلهم، إضافة إلى أحد الأجانب، الذيتصفه الوثيقة ب"راعي الكنيسة الأجنبية" بالمدينة.
    التلمذةالروحية!
    وإلى جانبذلك، تم العثور أيضاً على ملفات للتسجيل فيما يُسمَّى ب"مدرسة التلمذة الروحية" (DTS)، وعلى صفحتها الأولى هذهالعبارة من الإنجيل: "أظهرت لهم اسمك، وسأظهره لهم لتكون فيهم محبتك لي، وأكون أنافيهم".. وهكذا!
    وأكد سكانالعمارة المذكورة أن الأجنبي الذي ترك هذه الوثائق في شقته قد اختفى مباشرة بعدعلمه بزيارة عنصرين من جهاز الأمن للاستفسار عنه، وذكروا أنه كان يستقبل مجموعة منالمغاربة بشكل منتظم في بيته الذي كان يقيم فيه برفقة زوجته وابنتيه، ومن المرجَّحأن تكون هذه اللقاءاتُ اجتماعاتٍ لمجلس المجموعات الإنجيليةبمراكش.
    وفي يوم30نوفمبر2006م، قضت محكمة مغربية بسجن سائح ألماني ستة أشهر وتغريمه 500 درهم (60دولاراً) بتهمة محاولة تنصير مسلمين في منتجع أغادير أبرز مقصد سياحي بجنوبالبلاد..
    وقال مسؤولوالمحكمة: إن الألماني المتهم من أصل مصري، واسمه صادق نصحي يسي، وقد أُلقِي القبضعليه بينما كان يوزع كتباً وأسطواناتٍ مدمجةً عن النصرانية على شبان مغاربة مسلمينفي الشارع.
    وبموجب القانونالمغربي فإن "من يحاول زعزعة إيمان مسلم أو تحويله إلى دين آخر يُسجَن ما يصل إلىستة أشهر ويُغَرَّم".
    وصدرالحكم بعد تقارير في وسائل إعلام محلية عن إطلاق نصرانيين حملة سرية لتحويل آلافالمسلمين المغاربة إلى النصرانية.. وتذهب تقديرات دبلوماسيين غربيين إلى أنه يوجدحوالي 20 ألف نصراني أجنبي في المغرب معظمهم يقيمون في الرباط والدارالبيضاء.
    وفي أولفبراير2007م، كشفت مصادر إعلامية مغربية عن "إطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير فيالمغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين هناك، ويقدّم شهادات حيةبالصوت لمغاربة غيّروا دينهم إلى النصرانية، ويتحدثون عن دينهم الجديد وعن المسيحبالعامية المغربية، ويتم الترويج لهذا الموقع بكثافة على شبكةالإنترنت".
    خلية تنصيرية
    وقامت السلطات الأمنية بمدينة "أغادير" في 7يونيو2007م باعتقال خلية تنصيريةتعمل وسط المسلمين، وصرحت مصادر أمنية أن التحقيقات أثبتت ارتباط تلك الخلية بجهاتأجنبية تشجع على تحويل المغاربة من الإسلام إلى النصرانية، مستغلة في ذلك أوضاعهمالمعيشية ورغبة بعض الشباب في الهجرة نحو الخارج.
    وذكرت صحيفة "جورنال كريتيان" النصرانية (Journal Chrtien)، التي نشرت سلسلة مقالات عنالوضع التنصيري بمنطقة المغرب العربي، أن المملكة المغربية تشهد غزواً تنصيرياًسرياً يستقطب عدداً من المسلمين نحو النصرانية البروتستانتية ذات المذهبالإنجيلي.
    وأفاد القسّ "جونليك بلان"، من الكنيسة النصرانية الإنجيلية بالمغرب، أن هناك حوالي 500 منصِّر منالكهنة يتواجدون بشكل دائم بالمغرب أغلبهم من الأنجلوفون والأمريكان، مقابل 5قساوسة من البروتستانت مسجَّلين رسمياً في الكنيسة الإنجيليةبالمغرب..
    وأوضح أنالمنصِّرين في المغرب ينقسمون إلى ثلاثة أصناف، فمنهم مَن يعمل بشكل منفرد ويختصبتنظيم مخيّمات صيفية للشباب، ومنهم من يُخفي مهمته التنصيرية السرية ويستتر وراءصفات مهنية كأطباء وممرضين، وإعلاميين، وأساتذة لغات في المراكز والبعثات التعليميةالأجنبية، ومستثمرين، ومهندسين ومقاولين، يُشترط فيهم معرفة كاملة بالدين النصراني،واطلاع كافٍ على تعاليم الإسلام.. في حين أن مصنَّفين ضمن فئة أخرى يرتبطون بكنيسةما، ويُعدّون من كهنة التنصير الذين يعملون بصفة موظفينللكنيسة.
    ثقافي أمتنصيري؟!: وشهدت مدينة "أصيلة" في مطلع نوفمبر 2007م تنظيم يوميْن ثقافييْن بمركزالحسن الثاني للملتقيات الدولية، في سابقة هي الأولى من نوعها، أشرفت عليهما راهباتالكنيسة الوحيدة بالمدينة، والتي خصصت اليوم الأول للحديث عن "مريم العذراء فيالإنجيل" ألقاه الكاهن "خراردو سانشس ميلكو" الذي حوّل المحاضرة من عرض علمي إلىنشاط تنصيري صرف استاء منه الحضور من أبناء المدينة، وعبّروا عن امتعاضهم أكثر خلالالمحاضرة الثانية التي تمت في وقت صلاة الجمعة، وكانت بعنوان "مريم في القرآنالكريم" من إلقاء "جارة الله منظريول" التي قدمت من إسبانيا وادّعت أنها مسلمة، حيثسجّل الحضور الأخطاء المتكرّرة في عرض الآيات القرآنية وتأويلها بطريقة تخدمأهدافها..
    وتسبب عقدالمحاضرة الثانية في وقت صلاة الجمعة في إحراج شديد للسلطات المحلية، التي حضرتالنشاط الثقافي الكنسي، ما اضطر قائد المقاطعة إلى الانصراف للصلاة ولحق به معظمالحضور من أبناء المدينة المسلمين، في حين تشبّث منظمو النشاط من النصارى باستكمالاللقاء.
    800 منصّر.. و50 كنيسة
    وفي 7نوفمبر2007م، ذكرت صحيفة "التجديد" المغربية أنالتقارير التي تصدرها المنظمات التنصيرية كشفت وجود نحو 150 ألف مغربي يتلقون عبرالبريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروساً في النصرانية، وأن لدى هذاالمركز منصِّرين يعملون وسط شريحة تصل إلى مليونيْ مسلم في دول المغرب العربيوالمقيمين بفرنسا، وأن هذه المنظمات تملك برامج إذاعية وتلفزيونية دولية لنشرالإنجيل، إضافة إلى 635 موقعاً تنصيرياً على شبكةالإنترنت!
    وتؤكد تقاريرإعلامية عربية وغربية وجود 800 منصِّر بالمغرب يعملون تحت غطاء العمل الخيريوالاجتماعي،، مستغلين الفقر والأمية، ومعتمدين على تشويه الدين الإسلامي، وأن عام 2004م شهد وحده ارتداد نحو 2000 مغربي عن إسلامهم.. كما تحدثت تقارير صحفية عن وجود 13 كنيسة بالمغرب تعمل في مجال التنصير، واحدة في مراكش، وست في الدار البيضاء،وخمس في الرباط، وواحدة في العيون..
    بينما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد المنصِّرين بالمغرب قديكون أكثر من ذلك باعتبار الصبغة التمويهية والخفية لهؤلاء، وأن عدد الكنائس التيتعمل في مجال التنصير يصل إلى 50 كنيسة، بمدن مثل: الدار البيضاء، مراكش، طنجة،تطوان، فاس، مكناس، أغادير، والرباط.
    وقد احتل موضوع التنصير في المغرب فقرة من البيان الختاميللمؤتمر العام الثالث لحركة "التوحيد والإصلاح" المنعقد قبل عام تقريباً، وعبّرتفيه الحركة عن قلقها من تنامي شبكات التنصير التي تستغل ظروف الفقر والحرمانوالتهميش الاجتماعي، ودعت كل الفاعلين في مجال الحقل الديني والثقافي والمسؤولينللقيام بالواجب من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد النسيج الديني والأمن الروحيللمغاربة.
    التنصير.. في البرلمان!
    وسبق لفريق "حزب الاستقلال" في مجلس النواب المغربي طرحهذه القضية تحت قبة البرلمان، وأكد أن مراكز التنصير تملأ المدن المغربية بدءاً منالرباط والدار البيضاء، مروراً بطنجة وتطوان، وصولاً إلى مناطق الريف وأطلس الجنوبوالمناطق الصحراوية، فضلاً عن المناطق الأمازيغية التي يشكل فيها البربر 48 % منسكان المغرب، مشيراً إلى الدور المشبوه للسفارات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية،خصوصاً الأمريكية والفرنسية، في البلاد..
    وحذّرت المناقشات البرلمانية من أن هدف المُنصِّرين هو أنيُدخلوا 10% من المغاربة إلى النصرانية حتى عام 2020م، وأن جماعات التنصير أغرقتالمغرب بأناجيل "متى" و"مرقص"، وأن أنشطتها لم تعد تقتصر على تقديم الخدماتالاجتماعية والصحية، بل اخترقت جميع المجالات.
    محبة لإخوانناالعرب!
    ونشر الموقعالإلكتروني ل"حركة التوحيد والإصلاح" خبراً عن منشور يدعو إلى التنصير، يقوم مايُسمَّى "مركز الحياة الفضلى" بتوزيعه على تلاميذ المدارس وبعض الشباب يدعوهم فيهاإلى النصرانية، ويعدهم بالحصول على عمل..
    ويسعى "مركز الحياة الفضلى" التنصيري الذي يوجِّه رسالتهإلى "الأعزاء في شمال إفريقيا وأوروبا"(!) إلى "التعريف بالثقافة النصرانيةالحقيقية والمبنية على التعاليم الصحيحة، وذلك بتقديم دروس مجانية بالمراسلة،وبرامج إذاعية، وزيارات شخصية"!.. ويقول منشور المركز: "إن نصائحنا وتوجيهاتناوإرشاداتنا بالمجان وبدون مقابل، وأعمالنا التي نقوم بها محبة لربنا ومحبة لإخوانناالعرب"!
    وتجدر الإشارة إلىأن نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع حركة التوحيد والإصلاح حول أسباب تنامي ظاهرةالتنصير بالمغرب (حتى يوم 23أبريل2005م) قد أوضحت أن نسبة 38,25% أرجعت السبب إلىاستغلال الظروف المادية والاجتماعية، فيما أكدت 29,49% أن ضعف الثقافة الإسلاميةوالحصانة الذاتية هو السبب في الظاهرة، بينما ذهبت آراء 19,35% إلى أن التساهلالرسمي مع المنصِّرين الأجانب هو السبب.. وأتى تقصير العلماء والدعاة، وتشويه صورةالإسلام لدى بعض المغاربة في المرتبتين الأخيرتين بنسبتَيْ 11,06% و1,85% علىالتوالي.

    منقول منمجلة المجتمع العدد(1788)
    ملف التنصير(9)
    الفرقان ـ القاهرة / محمود عبد السلام
    إذا لم تستطع أن تنصر مسلمًا ، فلا يجب أن تبقيه مسلمًا حقيقيًا ، قاعدة خبيثة أرساها منظّر الإرساليات التنصيرية في العالم الإسلامي (صموئيل زويمر- منذ عقود عدة ، وعلى هذه القاعدة سارت خطى المنظمات التنصيرية لتنفيذ مخططها الخبيث في جنبات الأمة الإسلامية سعيًا لتذويب هوية هذه الأمة وتحويل عقيدتها إلى مسخ مشوه يجعلها سهلة المنال في أي مواجهة .
    وقد استهدفت المنظمات التنصيرية في الفترة الأخيرة قطاعات عديدة في العالم الإسلامي ، ويعود ذلك في المقام الأول إلى الحرية الشديدة التي تتمتع بها هذه المنظمات ، أضف إلى ذلك أنها تلعب في هذا الميدان وحدها بعد أن نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في تجفيف منابع جمعيات الإغاثة الإسلامية التي كانت بمثابة حائط الصد الأول ضد مؤامرات الإرساليات التنصيرية .وتقود هذه الإرساليات حاليًا حملة شرسة لتنصير الشعب المغربي المسلم ، والذي كانت أرضه على مدار التاريخ ولا زالت قلعة حصينة للإسلام ، ولم تفلح الحملات الاستعمارية وأبرزها الاحتلال الفرنسي الذي بدأ عام 1912 في تحويل المغاربة عن دينهم الحنيف، ولكن هذا الفشل لم يصب هذه المنظمات باليأس ، بل جعلها تواصل مساعيها لتحقيق هذا الهدف والذي ظهر جليًا في اجتماع مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي عقد اجتماعًا في ولاية ميتشجان الأمريكية ، وكرسه لاستعادة مجد الصليب في عموم أراضي المغرب العربي ـ أو مراكش كما يطلقون عليه ـ والتي يزعمون أنها كانت أراض مسيحية .
    ويعود تاريخ التنصير في المغرب إلى عام 1915 عندما وصلت أول بعثة تنصيرية
    فرنسية إلى الأراضي المغربية تابعة لمؤسسة (اسيرام- الفرانكفونية التنصيرية ، التي احتمت بقوات الاحتلال الأسباني، والتي اتخذت من منطقة الريف المغربي ومناطق البربر محطة للانطلاق في كامل التراب المغربي عبر الاهتمام بأيتام المسلمين في مدينة طنجة ، وأطلس الجنوب ، وتنصيرهم مقابل الخبز والماء ، ثم إرسالهم ليكونوا مرتزقة في خدمة الجيش الفرنسي الاستعماري في حروبه ضد الشعوب المسلمة وغير المسلمة .

    ورغم الجهد الكبير والإنفاق اللامحدود لهذه المنظمة إلا أن النتائج التي حققتها كانت ضئيلة جدًا ، حيث لم تفلح في تنصير مغربي واحد بفضل العلماء وانتشار المراكز الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في المغرب ، التي حالت دون انتشار السم التنصيري في الجسد المغربي ، وبقدر ما كان هذا الفشل مثيرًا للإحباط بقدر ما كان دافعًا لتغيير الأساليب والتي تطورت بشدة في المرحلة الأخيرة ، وأخذت شكلاً جديدًا ، فلم يعد يقتصر على التبشير بالنجاة على يد يسوع وتقديم خدمات اجتماعية وصحفية ودعم لإنشاء المدارس والمستشفيات ، لكنها أخذت طابعًا عمليًا بتحويل القداس من يوم الأحد إلى يوم الجمعة وإيهام المسلمين بأفضلية الدين المسيحي عن نظيره الإسلامي ، خصوصًا النهاية السعيدة في الدار الآخرة مهما ارتكب المسيحي من أخطاء ، بعكس الدين الإسلامي الذي يتحدث كثيرًا عن عذاب القبر وما يلاقيه المسلم من مشقة وعدم تمتع روحه بالطمأنينة التي يمنحها له يسوع!!

    تغلغل

    ولا يقف هذا المخطط عند ذلك بل إن هذه المنظمة أغرقت الأراضي المغربية بنشر مراكز التنصير في مدن المغرب المختلفة، يتأسيس محطات إذاعية وتليفزيونية لتعليم المواطنين دروسًا في مبادئ النصرانية باللغات الثلاث الرسمية (عربيةـ فرنسية ـ أمازيغية- لتستطيع تحقيق أهدافها المنشودة ، وتعتمد هذه الإرساليات التنصيرية على عدد من الأسباب للتغلغل في أوساط المواطنين المغاربة ، أهمها الضحالة والجهل بمبادئ الدين الإسلامي وتفشي الفقر والبطالة التي يعاني منها ما يقرب من 18 % من المواطنين المغاربة ، وكذلك استغلال وجود حالة من الهلع وسط الشباب المغربي أن الإسلام دين العنف والتشدد والتركيز على هذا الأمر ، والزعم أن المسيحية لا تحرم الموسيقى ولا الفنون كما يفعل الإسلام ، بل إن هذه الإرساليات نظمت رحلات إلى المدن الأوروبية لفتيات مغربيات لمدد طويلة وبموافقة الحكومة المغربية حتى يبتعدون عن الإسلام المتعصب كما يقولون .

    مزاعم

    وقد زعمت الإرساليات التنصيرية أنها حققت نجاحات كبيرة في الأراضي المغربية أسهمت في اعتناق أكثر من 7000 مواطن مغربي للمذهب البروتستانتي النصراني ، وهو رقم كبير جدًا ومبالغ فيه، إلا إذا كانت هذه الإرساليات تظن أن كل مواطن مغربي دخل مقراتها أو تلقى دعمًا منها قد ارتد عن الدين الإسلامي خصوصًا أن هناك روايات وتأكيدات من جهات مغربية متعددة تؤكد أن هناك مواطنين يزعمون اعتناق النصرانية لفترة حتى يستطيعوا الحصول على معونات مالية أو تأشيرات سفر لأوروبا ، فإذا حققوا هذا الهدف عادوا إلى الإسلام وأشهروا إسلامهم أمام جهات دينية رسمية .

    ذعر وهلع

    الرقم الضخم الذي أعلنته المنظمات البروتستانتية خلق حالة من الهلع في الأوساط الرسمية والشعبية المغربية؛ لدرجة دفعت الفريق البرلماني لحزب الاستقلال المغربي لطرح هذه القضية في البرلمان المغربي ، والتأكيد على أن مراكز التنصير تملأ المدن المغربية بدءًا من الرباط والدار البيضاء مرورًا بطنجة وتطوان ومناطق الريف وأطلس الجنوب والمناطق الصحراوية ، فضلاً عن المناطق الأمازيغية التي يقطن فيها البربر الذين يشكلون 48 % من سكان المغرب ، مشيرة إلى الدور السلبي للسفارات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية خصوصًا الأمريكية والفرنسية في البلاد .

    ونبهت المناقشات البرلمانية إلى أن جماعات التنصير أغرقت المغرب بأناجيل متى ومرقس ، ولم تعد تقتصر أنشطتها على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية ، بل إنها اخترقت جميع المحلات وأصبحت تعقد اجتماعاتها لتنصير المغاربة بصورة علنية ، وهو ما اعترفت به وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية ، التي أكدت في ردها على المناقشات البرلمانية أن أكثر من 150 منصرًا غربيًا يمارسون أنشطة مشبوهة في عديد من مدن البلاد .

    مخاوف

    ويكشف هذا الاعتراف أن أجهزة الدولة المغربية على علم تام بتحركات المنظمات التنصيرية ، لكنهم يغضون الطرف عنها لتحقيق عدد من الأهداف ، أهمها كما يقول المراقبون ، خشية النظام المغربي من إدانة دولية في مجال حقوق الإنسان ، خصوصًا بعد أن صدرت تقارير من جهات دولية تدين الإجراءات العدائية التي اتخذتها السلطات ضد شباب ومواطنين اعتنقوا النصرانية .. كما أن للمغرب علاقات وثيقة جدًا بالفاتيكان ، وهذه العلاقة سمحت للجنة الفاتيكان للتبشير بالعمل في طول وعرض الأراضي المغربية بحرية تامة ، وهذا الأمر رغم خطورته لا تستطيع الحكومة الاعتراض عليه ، حيث إن أي مقاومة ستعرض سمعة المغرب كبلد يعكس التسامح والتعايش السلمي بين الديانات المختلفة للخطر .. ناهيك عن أن السماح بحرية العمل لمنظمات التنصير سيسهم في تلقي المغرب لمعونات غربية ، ويفتح الباب واسعًا أمام حركة الاستثمارات الأجنبية التي يحتاجها الاقتصاد المغربي المتداعي ، كما أن خطب ود العم سام الأمريكي ونيل حظوته يعد سببًا رئيسيًا لفتح أبواب المغرب أمام جحافل التنصير التي أصبحت تنظم رحلات داخلية للأيتام المغاربة وتؤسس عددًا من المنشآت لرعاية الفقراء والمرضى، وتقدم معونات لأطفال المدارس كستار لنشاطها التنصيري المدمر

    صرخة تحذير

    الدكتور أحمد عبد الرحمن (الخبير في شئون المغرب العربي والتنصير- يرى أن التنصير ومؤسساته قد خطت خطوات جبارة في المغرب عبر إنشاء مئات المؤسسات وإغراق المغرب بآلاف المنصرين ، واختراق هذه المؤسسات للتراب المغربي ، إلا أن هذه الخطوات لم تحقق نتائج تذكر ، ولم تنجح في تنصير مغربي واحد حتى الآن ، ولكن هناك أمر خطير يجب التنبيه إليه ، وهو أن هذه المؤسسات تتجه بالمغرب نحو التغريب التام والسير في مخطط جهنمي لإضاعة وتذويب العقيدة الإسلامية ومظاهرها وإحلال العقائد النصرانية محلها .

    وأضاف أن المساعي المنظمة لهذه المنظمات المشبوهة تجعلنا نتحسس رقابنا .. فما حققته في كل من باكستان وإندونيسيا ، يمكن أن يتحقق في المغرب إذا استمر الصمت الحكومي المريب على هذه الأنشطة التي تنامت بقوة بعد دخول الكنيسة البروتستانتية الأمريكية للعمل بقوة ، والتي تعد أعتى الكنائس على الإطلاق ، وأكثرها دعمًا لحركات التنصير..

    مشيرًا إلى أن الضعف السياسي والعقائدي للحكام العرب يغري المنظمات التنصيرية ويجعلها تعتبر هذه الظروف فرصة ذهبية لتحقيق آمالها بتنصير الشعب المغربي ، وهوما يتطلب وقفة جادة جدًا تأخذ شكلاً مؤسسيًا عربياً وإسلاميًا لمواجهة هذا الغول التنصيري ، لأن مواجهة دولة واحدة لن يجعلها تستطيع الوقوف ضد هذا الخطر الرهيب .

    http://img293.imageshack.us/img293/2523/dalsonahcl6.gif




    نسألكم الدعاء موقع فرسان التوحيد والى الجزء الثاني من هذا الملف
    إعداد أخوكم عماد المهدي
    موقع الشيخ عماد المهدي , حفظه الله

    http://forsan-altawhed.com/

  • #2

    تحية طيبة للأخ عماد .. زادك الله علماً وجهاداً ..
    وفي رأيكم ماذا بعد إعداد هذا الملف .. ما الذي يمكن فعله تجاه ذلك .. هل لنا إخوة مغاربة يتابعون هذه العمليات ولهم نشاط يمكن الاعتماد عليه فى تبيان الحقائق وكشف الأكاذيب التنصيرية؟

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا اخونا عماد المهدي على هذا الموضوع المهم

      يقول الله تعالى:
      " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " الآية 36 من سورة الأنفال

      ويقول في سورة الصف الاية 9
      "يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ
      عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"

      روى الإمام أحمد في مسنده عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر))


      إن المشروع الغربي طالما استغل المحن التي تمر بها البلدان الإسلامية ليحاول تقديم التنصير في صورة المنقذ للناس من محنهم، وعادة لا يسلك المنصرون منهج الاقناع لتحويل الناس عن دينهم، وإنما يقومون بتصيد الشباب إما المتطلع إى معرفة الغرب، وإما اللاهث وراء النموذج الغربي للحياة ويقنعونهم بأن عليهم أن يكونوا نصارى إذا أرادوا أن تحل مشاكلهم


      وطبعا لا تكون هذه الدعوة مباشرة وإنما بالنقاشات والمحاورات، وطول الأمد، وبتوفير ما لم يستطع المجتمع المسلم توفيره لهذا الشاب او هذه الشابة، وعن طريق الإغراء بالمساعدة المالية والنفسية إما للعلاج أو للدراسة أو للعمل . هذه هي الحاجات الأساسية التي يحتاجهاشباب عاطل عن العمل، انسدت في وجهه سبل التاريخ،ووقع تحت طغمة عسكرية عميلة، أو علمانية لا تضع للدين قدرا ولا ولاء لها لما فيه خير لإسلام والمسلمين


      التنصير في الجزائر

      غير أن ما ينبغي التأكيد عليه أن التنصير في الجزائر بقدر ما له من ذرائع دينية نصرانية فإنه مخطط غربي بتواطؤ ناصر من الداخل من أجل إحداث اختلال في التوازن الاجتماعي والنسجام الديني الذي تقوم عليه مجتمعات المسلمين ومنها المجتمع الجزائري، إضافة إلى راسب الاستعمار الذي فكك بنية المجتمع وحطم وحدته الثقافية وزرع فيه كثير من أمراض العلمنة والعرقية والتمايز العرقي، ثم ما قامت به حكومة الاستقلال من إهم للجوانب الثقافية من الاستقلال وعمدت بفعل أيديولوجيتها الشعبوية الاشتراكية ذات الجوهر العالماني على تجاهل تلك الأمراض الثقافيةالتي كانت بالمجتمع، واتجهت بشكل سطحي إلى ناذج التنمية المتغربة القائمة على تشجيع الانحلال والتفرنس واستهجان القيم الدينية والصلة المتينة بين مكونات المجتمع الجزائري المسلم مما مهد لظهر مرجعيات أخرى غير المرجعية الإسلامية.


      وهناك أمر آخر ساهمت فيه الحكومات العالمانية المتعاقبة في الجزائروهو منع الدعاة ورموز الثقافة الوطنية الإسلامية من النشاط، ومع حكومة الطغمة العسكرية بعد انقلاب 1992 اتجهت السلطة إلى تفكيك كل الروابط الثقافية التي تسمح (بمفهومها) بتقوية الإرهاب والتطرف الإسلامي، فهدمت المساجد، وصر العلماء والدعاة على أساس أنهم متلفون ومعادون للحضارة، شجعت كل من له عداوة لله ورسوله والمسلمين جاهلا بذلك أو واعيا أن ينشرسمومه وأن يعمل على تفكيك ما تبقى من اولاء لللإسلام دينا وعمقا حضاريا وللعربية هوية إسلامية.






      تعليق


      • #4
        فعلا موضوع التنصير فى الدول المغاربية موضوع خطير وأنا عندى دليل مادى على ذلك والله العظيم معايا دليل مادى أحكيلكم القصة من البداية أنا مشرف فى منتدى قناة اخبارية اسمها روسيا اليوم دخلت بنت وعملت عضوية البنت اسمها صوفى بتقول انها من اقليم طراقيا فى اليونان بس مقيمة فى فرنسا أظهرت ان عندها موهبة فى رسم الكاريكاتيرا عندما كانت تريد أن تنتقد مشرف تعمل شعاره فى كاريكاتير ساخرالمهم لاقيت فى الملف الشخصى كل المعلومات عنها مكتوبة باللغة اليونانية ترجمت المعلومات من المترجم اللى فى جوجل وجدت ان وظيفتها دراسات لاهوتية سألتها انتى من أى طائفة وآدى المشاركة

        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخيام
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sofy.rabynkawa
        السلام عليكم واسعد الله اوقاتكم
        عزيزي طه يمكنك ان تعلق فمجالستك تؤنسني فقد استوحشت جدران هذا المنتدي

        نعم كنت غائبة عن النت فقد فقدت الرغبة في الدخول انشغلت بملكوت اللاهوت والناسوت .
        على كل حال اطلالتك تسعدني كثيرا
        المخلصة لايام الصفو
        صوفي


        جميل بالمناسبة أنا واخد دورات فى مقارنة الأديان ومازلت باخد علشان كدة أعرف الكثير عن المسيحية وليس فقط المسيحية أيضا كل الأديان قوليلى انتى من أنهى طائفة



        لماذا تريد ان تعرف طائفتي او ديانتي؟ هل انت عضو في محاكم التفتيش؟
        وايضا تقول بدراساتك الدينية!!
        واحدة من اليونان ..... عموما لست مرقسية ..... ثم الدين كله لله واصل الدين واحد حتى الوثني منه ولكن هو انحراف الاتباع بطول الامد .
        وداعا
        المنصرفة لله صوفي


        واضح طبعا لما عرفت ان دارس المسيحية تململت وغضبت وقالتلى هل أنت عضو فى محاكم التفتيش رديت عليها وكان ردى قوى

        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sofy.rabynkawa
        لماذا تريد ان تعرف طائفتي او ديانتي؟ هل انت عضو في محاكم التفتيش؟
        وايضا تقول بدراساتك الدينية!!
        واحدة من اليونان ..... عموما لست مرقسية ..... ثم الدين كله لله واصل الدين واحد حتى الوثني منه ولكن هو انحراف الاتباع بطول الامد .
        وداعا
        المنصرفة لله صوفي



        لا أنا لست عضوا فى محاكم التفتيش سألتكى لأتناقش معكى فى دينك علشان كدة قلتلك دراستى أما بالنسبة لموضوع انك من اليونان كنت أعتقد انك عربية مقيمة فى اليونان لا أفهم مالمشكلة فى انى أسألك وهل طلبى لمناقشتك تجعلنى عضو فى محاكم التفتيش احنا عندنا فى الاسلام مافيش محاكم تفتيش

        وانتهى أمر مناقشتى لها لكن سألتها منذ أيام


        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sofy.rabynkawa
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخيام
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sofy.rabynkawa
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخيام
        صوفى ماجاوبتيش على سؤالى امبارح لما قلتلك ايميلك دوت فرانس ده معناه انك مقيمة فى فرنسا قوليلى



        نعم انا مقيمة بفرنسا .







        بحثت علشان أشوف الايبى بتاعها اللى بتشارك بيه فى المنتدى موقعه أنهى دولة هل فعلا فرنسا أم اليونان وأكتشفت الطامة الكبرى عنوان الايبى موقعه الجزائر بدأت أتسائل ماذا تفعل واحدة مهنتها دراسة اللاهوت فى الجزائر ولماذا كذبت وقالت أنها مقيمة فى فرنسا أرسلتلها رسالة باستفسر هل أنتى مشتركة مثلا فى شركة انترنت جزائرية هل تقضين أجازة فى الجزائر وردت لأكتشف أن شكوكى فى محلها ولأكتشف الطامة الأكبر والأكبر شوفوا ردها معايا


        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخيام
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sofy.rabynkawa
        اقتباس:
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخيام
        قوليلى انتى مشتركة مع شركة انترنت جزائرية ؟


        انا ضمن ارسالية





        من يومها لم تدخل المنتدى بعد أن اعترفت لى هذا الاعتراف وهذا دليل أنها مقيمة فى الجزائر ده الايبى بتاعها 41.200.7.23
        وده موقعه الجزائر
        http://www.ip2state.com/map.asp?s=ip...&ses=513342382


        طلعت ضمن ارسالية تنصيرية
        { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

        تعليق


        • #5
          الأخ عمر الخيام
          الإرساليات التنصيرية يتم بعثها إلي جميع دول العالم ولكن يتم التركيز علي الدول المنتشر بها الفقر أو التي تنهج إسلوب علماني أو الدول التي تنسلخ تدريجياً من هويتها الإسلامية .

          وصدق الله إذ يقول : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ظل ظليل مشاهدة المشاركة
            الأخ عمر الخيام
            الإرساليات التنصيرية يتم بعثها إلي جميع دول العالم ولكن يتم التركيز علي الدول المنتشر بها الفقر أو التي تنهج إسلوب علماني أو الدول التي تنسلخ تدريجياً من هويتها الإسلامية .

            وصدق الله إذ يقول : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
            أنا عارف ان الارساليات التنصيرية يتم بعثها الى كل العالم ولكن الذى أورده الأخ العزيز الأستاذ عماد واللى أوردته أنا خير دليل على انتشار الارساليات فى الدول المغاربية خصوصا فى الفترة الحالية
            { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:49 ص
            ردود 4
            52 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:08 ص
            ردود 0
            19 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:15 ص
            ردود 0
            26 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 06:44 ص
            ردود 0
            552 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة Islam soldier
            بواسطة Islam soldier
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 30 يول, 2023, 11:51 م
            ردود 3
            53 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X