يعلم النبي صلى الله عليه و سلم بأن الروم يتحالفون مع نصارى العرب و يجهزون جيوشهم لغزو المدينة و كان عددهم مائتي ألف مقاتل .. فيرسل صلى الله عليه و سلم سرية قوامها ثلاثة آلاف جندي مسلم إلى مؤتة على رأسها زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن رواحة .. ليقول لهم النبي صلى الله عليه و سلم "اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا مَنْ كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة ولا تهدموا بناء" .. تنطلق السرية إلى حيث أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم و يرى النبي صلى الله عليه و سلم المعركة و هو جالس على منبره في المدينة فيقول "أخذ الراية زيد فقتل .. ثم أخذها جعفر فقتل .. ثم أخذها بن رواحة فقتل .. ثم أخذها سيف من سيوف الله يقصد خالد بن الوليد ففتح الله عليه" .. و يعود خالد بالجيش بعد أن ظن الرومان في ميدان المعركة انه يستدرجهم و يمكر بهم و كان قد وصل لخيمة قائد جيش الروم ثم انسحب .. ترسل امرأة من اليهود تسمى زينب بنت الحارث بشاة مسمومة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه تقصد قتله .. قائلة "إن كان نبيا فسينجو و إن كان كاذبا استرحنا منه" فلا تفلح زينب بنت الحارث هي الأخرى و يخبر الله تعالى نبيه بذلك و تنطق الشاة إني مسمومة فيلفظها النبي صلى الله عليه و سلم و يموت بشر بن الحارث من جراء هذا السم .. ثم يقوم لبيد بن عاصم اليهودي عملاق السحر عند قومه بعمل سحر للنبي صلى الله عليه و سلم قاصدا إهلاكه و قتله مصداقا لقول التوراة "لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبأون باسمي و أنا لم أرسلهم ..... يفنى أولئك الأنبياء" .. و لتقول أخت لبيد "إن يكن نبيًا فسيخبر وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله" .. لقد كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم نبيا صادقا .. لأن الله نجاه من كل هذه الشراك و الحيل .. و هذا تأكيد آخر على صدق نبوة النبي محمد .. لأن الله أخبره و نجاه و لم يهلك كما تؤكد التوراة عن النبي الكاذب؟! .. تنقض قريش العهد و تعتدي على قبيلة كانت في حلف النبي صلى الله عليه و سلم فيجهز صلى الله عليه و سلم جيشا قوامه عشرة آلاف صحابي مسلم .. فيعلم الصحابي حافظ بن أبي بلتعة بذلك فيرسل إلى قريش مع امرأة من قريش كتابا بذلك .. فيخبر جبريل النبي صلى الله عليه و سلم فيرسل خلف المرأة عليا و الزبير بن العوام
فيدركاها في الطريق و يأخذا منها الرسالة .. ثم يخرج النبي صلى الله عليه و سلم متجها إلى مكة فيقابله عمه العباس معلنا إسلامه .. فيرسله النبي صلى الله عليه و سلم إلى أهل مكة بأنه لا يريد قتالا فيقابل العباس أبا سفيان و يخبره و يرى أبو سفيان الجيش بنفسه .. دخل جيش المسلمين مكة في صباح يوم الجمعة الموافق عشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة في عشرة آلاف صحابي كل منهم يحمل شعلة نار و لتصدق نبوءة موسى عليه السلام حين قال "وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين وَعَنْ يَمِينِهِ نار شريعة" .. و لتصدق نبوءة ادريس عليه السلام حين قال "قد جاء بِصُحْبَةِ عَشَرَة آلاف مِنْ قِدِّيسِيهِ لِيَدِينَ جَمِيعَ النَّاسِ وَيُوَبِّخَ جَمِيعَ الأَشْرَارِ" .. يدخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة من غير حرب إلا معركة صغيرة كانت بين سهيل بن عمرو و معه عكرمة بن أبي جهل و معهم آخرون و بين جيش خالد بن الوليد و ينهزم المشركون و يفر سهيل و عكرمة .. يدخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة خافضا رأسه لله و هو على ناقته تواضعا حتى تكاد رأسه الشريفة أن تمس سنام الناقة .. و يقول مناديا: "من دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن و من دخل دار أبي سفيانٍ فهو آمن" و ليشير بعصاه إلى الأصنام التي كانت قد ملأت أرجاء الكعبة الشريفة قائلا "قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" .. لتسقط الأصنام متهدمة و لتعلو كلمة الله تعالى على أرض الله .. و تصدق نبوءة سفر زكريا حين أخبر الله تعالى عن نبي آخر الزمان "و يكون في هذه الأيام اقطع اسماء الاصنام من الارض فلا تذكر بعد" .. فقد أباد النبي صلى الله عليه و سلم أصنام اللات و العزى و مناة و ود و سواع و يغوث و يعوق و نسرا .. يعود النبي صلى الله عليه و سلم ليقيم بين إخوانه من الأنصار في المدينة .. يعفو النبي صلى الله عليه و سلم عن أهل مكة قائلا "أقول لكم كما قال أخي يوسف لإخوته .. لا تثريب عليكم اليوم .. اذهبوا فأنتم الطلقاء"

تعليق