يشكو أقباط منطقة مسطرد من أن مولد العذراء الذي يتعدي دخله مليون جنيه سنوياً من التبرعات والنذور تقع فيه مخالفات أخلاقية لا تليق لا بالكنيسة ولا بالاسم الذي تحمله.. حاول عدد كبير من الأقباط أن يقتصر الاحتفال علي الزيارة فقط مثلما يحدث في مولد العذراء بالزيتون.. حيث يكون المشهد هناك راقياً.. لكن مشهد مسطرد لا يعرف سوي دخان المخدرات الذي يتطاير حول أسوار الكنيسة.. ومظاهر الدعارة الواضحة والمستترة.. لكن الكنيسة رفضت هذا التصور.. وصلت اقتراحات به إلي مكتب البابا والمجلس الملي والأمن أيضاً.. لكن الجميع وقفوا مكتوفي الأيدي.. فعلي ما يبدو أن المكاسب التي يحققها المولد تجب ماعداها.. حتي لو كان ماعداها هذا صورة الكنيسة وقداسة السيدة العذراء.
أعرف أن كلام الأقباط ومطالبتهم بأن يقتصر مولد العذراء بمسطرد علي الزيارات فقط ليس إلا أذاناً في مالطة ولذلك فالأيام وحدها كفيلة بتحقيقه.. لكن الأهم من ذلك كله أن الملايين الكثيرة التي تدخل هذه الكنيسة تضيع مع الرياح ولا يستفيد بها أحد سوي القابضين علي أمور الكنيسة من رجال الدين ومن معهم.. فلم تكتف الكنيسة بالسكوت علي ما يحدث في المولد فقط.. بل إن الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة الذي ينوب عن البابا شنودة في إدارة كنيسة مسطرد يسمح لسكرتيرته «لوليتا» بأن تصحبه لحضور المولد ليس لمساعدته فقط.. ولكن من أجل أن تتابع مكاسبها من المعارض التي تقيمها خلال أيام الاحتفال.. ولن نلتفت الآن إلي أن لوليتا هذه دخلت الكنيسة دون أن يكون لديها شيء من متاع الدنيا.. والآن فإن ممتلكاتها لا تعد ومكاسبها لا تحصي.
المنطقي أن مكاسب الكنيسة وعائدها يصبان في مصلحتها.. لكن شيئاً من هذا لم يحدث.. وقد وصلت إلي مكتب البابا شنودة شكوي موقعة من عدد كبير جداً من الأقباط تكشف أن الشعب في مسطرد الذي يصل إلي 2000 فرد وبأجياله المختلفة عاني أشد المعاناة منذ الستينيات وحتي الثمانينيات من كاهن الكنيسة السابق وذلك بسبب عدم وجود خدمة أو رعاية.. لم يكن هناك سوي القداسات فقط، وضع البابا شنودة الكنيسة تحت تبعيته المباشرة.. وتوقع الأقباط إصلاح ما جري.. لكن ظلت الأوضاع علي ماهي عليه منذ عشرين عاماً.. والحال الآن هو...
لا يوجد في الكنيسة لجنة للرعاية والاهتمام بشئون الأقباط.. لا يوجد افتقاد منتظم بالكنيسة وخاصة أخوة الرب كما أن الخدمة الموجودة تحتاج لتطوير وإضافة خدمات أخري، لا يوجد أي تطوير أو اهتمام بالتطوير من أي نوع من الإنشاءات والمباني الخدمية.. وعلي سبيل المثال فدورات المياه غير آدمية بالمرة وقاعة المناسبات وفصول مدارس الأحد وكل المباني الملحقة بالكنيسة تحتاج إلي ترميم وتطوير.. وتحتاج الكنيسة للتوسع في الإنشاءات الخدمية، لا توجد حسابات منتطمة للكنيسة.. الكنيسة لها كاهن واحد فقط طيلة العشرين عاماً الماضية رغم أن الكنائس المماثلة لها أربعة كهنة علي الأقل.. ثم إن الكاهن لكثرة انشغاله بتأليف وبيع الكتب والمحاضرات والأعمال الأخري، فهو غير متفرغ للخدمة والكنيسة وحتي القداسات.. ووصل به الأمر أنه في الصوم الكبير ذات مرة قام أكثر من كاهن من الخارج بالصلاة خلال فترة الصوم.. ولم يقم هو بالصلاة إلا نادرا.
يطالب أقباط مسطرد بالعدل قبل الرحمة.. بأن تشكل لجنة خاصة بالكنيسة وأن يتم ترسيم كهنة جدد سواء بالترسيم ممن يصلحون من شعب الكنيسة أو من خارجها.. لكن هل يمكن أن يتم هذا بسهولة.. لقد وصلت نسخة من هذه المطالب إلي الأنبا مرقص.. وعقد اجتماعاً مع من حملوها إليه وبخط يده أشار إلي ما يمكن تنفيذه وما يمكن تأجيله.. لكن مالم يعرفه الأنبا مرقص أن النسخة التي كان يناقشها لم تكن كاملة فقد حذف منها أبناؤه الأقباط فقرتين.. كان يتم التعرض له شخصياً فيهما.. وهنا لن أحرمه من أن يطلع علي ما جاء فيها:
يقول الأقباط موجهين كلامهم للبابا شنودة «ومع علمنا أن نيافة الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة هو النائب البابوي من قبل قداستكم والاهتمام بشئونها نيابة عنكم إلا أنه ليس له أي علاقة بالكنيسة سوي بفترة الاحتفال بعيد السيدة العذراء «المولد» فقط وحتي في هذه الأيام يستبعد أي فرد من شعب الكنيسة من المشاركة في خدمة أيام الاحتفال ولا نعلم لماذا؟
أما الفقرة الثانية فتقول: وباقي أيام السنة كلها لا علاقة له بالكنيسة بأي حال سوي مندوب التحصيل للصناديق من طرفه.. ولقد تقدمنا له قداستكم في أكثر من مرة للتدخل ودراسة هذه الأوضاع والعرض علي قداستكم واتخاذ الحلول التي تتراءي لقداستكم من تشكيل مجلس للكنيسة «نخبة» أو رسامة عدد من الكهنة الجدد مع الكاهن الحالي يكفون لخدمة هذا الشعب دون جدوي.. ومع هذا فقد قام سيدنا الأنبا مرقص بتاريخ 2/3/2006 برسامة كاهن جديد وهو الأخ سمير ميلاد باسم القس شاروبيم ميلاد علي كنيسة تحت التأسيس وهي «السمائيين» بشبرا الخيمة وهو أمر مثبت بمجلة الكرازة ولكنه في الواقع وبطريقة غير مباشرة كاهن بكنيسة العذراء بمسطرد وهذا علي غير إرادة الشعب وبدون ترشيح أو تزكية من الشعب وتعارض مع مبدأ قداستكم في أنه من حق الشعب في اختيار راعيه.
لم يقرأ الأنبا مرقص هذه الفقرات.. لكن كل ما فعله أنه كان يأخذ الشكاوي التي يرسلها الأقباط إلي مكتب البابا ضد كاهن مسطرد ويسلمها له يداً بيد ويقول له: سيبهم يتحركوا زي ما هم عايزين.. لن يفعلوا شيئاً في النهاية، الأزمة الآن أن هناك شعبا يري أن أمواله تهدر.. وقيادة كنيسته لا تريد أن تسمع.. لكن يبدو أن هناك ازعاجاً قادماً خاصة أن بعض الأجهزة الرقابية بدأت تفتش وراء ممتلكات وثروات بعض الكهنة والقساوسة من رجال الأنبا مرقص.. فالمفروض أنهم لا يملكون شيئاً.. يأخذون من الكنيسة ما يقيم لهم وعليهم حياتهم.. لكن بعضهم لا يخضع لهذه القاعدة.
المثال الصارخ علي ذلك هو القس عبد المسيح بسيط كاهن مسطرد والذي يضيق به شعبه.. لقد بدأ حياته مدرساً للغة الإنجليزية.. وبعد أن أصبح قسا تغيرت حياته.. دخل هذا العمل منذ عشرين عاماً فقط ومع ذلك فله 40 كتاباً بمعدل كتابين كل عام .. وهي تجارة يبدو أنها رابحة جداً لأنه لم يتوقف عنها بل يجتهد في الترويج لها من خلال تصدير نفسه المدافع الأول عن البابا ورجاله.. وهو ما يكسبه ثقة في الشارع القبطي تجعل الأقباط لا يقبلون عليه.. يمكن أن يجعل دخل هذه الكتب من عبدالمسيح بسيط رجلاً ثرياً.. لكن هناك بعض الأسئلة التي يجب ألا يتهرب منها القس المشهور وهي أسئلة إن سمح لي تتعلق بثروته وممتلكاته.
فهل صحيح أن عبد المسيح بسيط يمتلك عمارة سكنية مكونة من 7 طوابق.. كل طابق به 3 شقق بمنطقة القطاوي بشبرا الخيمة.. وهل يمتلك مزرعة بالخانكة.. وهل يملك سلسلة كوافيرات حريمي باسم زوجته.. وهل لديه محلان تمليكا حصل عليهما من مجلس مدينة شبرا الخيمة.. وهل يمتلك ورشة نجارة بجوار بهتيم في عمارة أخري يملكها هناك.. وهل يمتلك عمارة ثالثة بشارع مخزن الأنابيب.. إنني أسوق هذه المعلومات التي وردت في بعض التقارير الرسمية في صورة أسئلة.. لأنها تتردد بقوة في بيوت أقباط شبرا ويريدون إجابة عليها.. من كاهنهم الذي كان قبل سنوات قليلة مواطناً عادياً.. إن هذه التساؤلات سنفتح بها وتفتح لنا ملفات عديدة.. وليس علينا إلا الانتظار للأسبوع القادم.