بغض النظر عن مدى دقة هذه الأحصاءات و مصدرها المجهول، فإن غزوة بدر لم تكن - في البداية - أكثر من مجرد مطاردة لقافلة، و لم يكن أحد يتوقع هذا اللقاء.
بالإضافة إلى أنه من الطبيعي جداً أن يكون نصف هذا العدد من النساء، و النصف الباقي فيهم الكبير و الطفل و ذي الحاجة أو القائم على مصالح المدينة و غير ذلك، فالغزوة كانت خارجاً بعيداً عن المدينة.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ممكن أن نذكر مِن ضِمن الأسباب ثلاثة يا أخي الكريم أولها أن ذلِك اللقاء لم يكُن متوقع - كما قال الأخ الكريم عبد الله - و الدليل علي ذلِك موقِف أسيد بن الحضير فعِندما عادَ النبي صلي اللهُ عليهِ و سَلَم الي المدينة قادِماً مِن بدر لقي بالروحاء رؤوس الناس يهنئونه بِما فتح اللهُ عليه فقالَ أُسيد بن الحُضير : " يا رسول الله الحمدُ للهِ الذي أظفرك و أقر عينك و الله يا رسول الله ما كانَ تخلفي عن بدر و أنا أظن أنك تلقي عدواً و لكِن ظننتُ أنها عير و لو ظننتُ أنها عدو ما تخلفت " فقالَ رسول الله صلي اللهُ عليهِ و سلم : " صدقت " (1)

و السبب الثاني هو عهد تمّ الاتفاق عليهِ بين حذيفة بن اليمان ووالِده مع المشركين قال حُذيفة رضي الله عنه : ما منعنا أن نشهد بدراً الا أني و أبي أقبلنا نريد رسول الله صلي الله عليه و سلم فأخذنا كفار قريش فقالوا : " انكم تريدوا محمداً " فقلنا : " ما نريده انما نريد المدينة " فأخذوا علينا عهد الله و ميثاقه لتصيرن الي المدينة ولا تقاتلوا مع محمد صلي الله عليه و سلم , لما جاوزناهم أتينا رسول الله صلي الله عليه و سلم فذكرنا ما قالوا و ما قلنا لهم فما تري ؟؟ قال : " نستعين بالله عليهم و نفي بعهدهم فانطلقنا الي المدينة فذلِكَ الذي منعنا أن نشهد بدراً " (2)

السبب الثالِث هو أنه ليس كُل سُكان المدينة ممن يصلحون للقِتال فبالتأكيد كان فيهم صِغار السِن الذين ردهم النبي صلي الله عليه و سلم للمدينة مرة أخري لصغر سنهم كعبد الله بن عمر و البراء بن عازب رضي الله عنهما (3)

الا أنه علي الرغم مِن ذلِك كانَ الأنصار هم غالبية جيش النبي صلي اللهُ عليه و سلم في بدر فلما تحول الموقِف مِن مجرد الحصول علي عير المُشركين الي قِتال بين المسلمين و المشركين اراد النبي صلي الله عليه و سلم أن يعرف رأي الأنصار لأنهم غالبية جنده و لأن ثِقل المعركة سيدور علي كواهلهم و لأن نصوص بيعة العقبة الثانية لم تكُن تُلزمهم بالقِتال خارِج المدينة ففطِن الي ذلِكَ قائِد الأنصار و حامِل لوائهم سعد بن مُعاذ رضي اللهُ عنه فقال : " و الله لكأنك تريدنا يا رسول الله " فقالَ صلي الله عليه و سلم : " أجل " قال : " آمنا بِكَ و صدقناك و شهِدنا أنَّ ما جِئت به هو الحق و أعطيناك علي ذلِكَ عهودنا و مواثيقنا علي السمع و الطاعة فامض يا رسول الله لِما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بِنا هذا البحر لخُضناه معك ما تخلف مِنا رجل واحِد و ما نكره أن تلقي بنا عدونا غداً انا لصبر في الحرب صِدق عِند اللقاء و لعل الله يريك مِنا ما تقر بهِ عينك فسِر علي بركة الله (4) فسُر النبي صلي الله عليه و سلم مِن مقالة سعد بن معاذ و نشطه ذلِكَ فقالَ صلي اللهُ عليهِ و سلم " سيروا و أبشروا فان الله تعالي قد وعدني احدي الطائفتين و الله لكأني أنظر الي مصارِع القوم " (5)



(1) البدية و النهاية لابن كثير 3/305 ( نقلاً عن السيرة النبوية للصلابي ص 452 )
(2) مستدرك الحاكِم 3/201و202 و هذا حديث صحيح الاسناد و أقره الذهبي ( نقلاً عن السيرة النبوية للصلابي ص 451 )
و انظر أيضاً مُسلِم 1778 الجهاد ( نقلاً عن أصحاب الرسول للشيخ محمود المصري 1/429 )
(3) انظر السيرة النبوية أبي شهبة 2/124 و السيرة النبوية للصلابي ص 394
(4) مسلم رقم 1779
(5) البداية و النهاية 3/262 باسناد صحيح ( نقلاً عن السيرة النبوية للصلابي ص 397 )

لو صدق وفعلا كان العدد4000 لكانت النسبه كبيرة جدآ
نحسبها
النصف من النساء
تبقى2000
نصفهم من الاطفال والعجائز والمرضى وذوى الحاجه والفقرآء ومن لا يقوى على القتال ومن ليس معه أداة ليحارب بيها
تبقى الف من حديثي الاسلام ومن مهاجرين منهكين ومن شباب دخل حديثآ في الاسلام ومن مشلمين لم يكونوا يعلموا ان الخروج للعدوا ومن مسلمين قرروا البقاء لانه لا يوجد من يعول أهليهم وهناك أيضآ من ليس له خبرة في القتال يعني مزارع او حداد او حتى عبد او من أيمانه جديد في قلبه
ولكن بعد كل هذا يخرج ثلث العدد المهئ للقتال أذن فقد كانوا افضل ممن هربوا تاركين ربهم يقتل ونكروة تلات مرات ولم يقف واحد واختار ان يضحي بنفسه من أجل ربة الذي يموت

ما شاء الله تبارك الله اللهم زد اخوانى حراس العقيدة علما وفهما ويقينا
ما اجمل الردود ودقتها والله إنى لأسعد تلميذ فى مدرسة حراس العقيدة
بارك اللهم فى هذا الموقع وفى رجاله وأيضا فى أخواتنا الذين اغبطهن
على ما انعم الله عليهن من علم

[align=justify]بارك الله في الأخوة فقد أوضحوا الأمر ولكن بقي شيء ربما نسوه وهو ان معركة بدر وقعت بعد سنه ونصف من الهجرة وليس كل اهل المدينة كانوا اسلموا حين وقعت معركة بدر فالكثير منهم اسلموا بعد بدر بالأضافة الى ان الامر حدث بصورة مفاجئة فخرج مع رسول الله من حضر أو كان قريبا وتغيب من كان مسافرا أو مشغولا بعمله بسبب عدم علمهم بالخروج أو عدم توقعهم انه سيكون قتال[/CENTER][/center]