تفنيد أصول المسيحية واثبات ان القران كلام الله وان سيدنا محمد رسوله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Muslim 4 Ever مسلم اكتشف المزيد حول Muslim 4 Ever
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Muslim 4 Ever
    1- عضو جديد
    • 23 أبر, 2010
    • 72

    تفنيد أصول المسيحية واثبات ان القران كلام الله وان سيدنا محمد رسوله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اقدم لكم اليوم بحث متكامل يشمل

    تدمير للعقيدة المسيحية - انما قالها الانجيل من قبل - اعداد حسام دمشقي

    واثبات ان القران كلام الله وان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسوله - اعداد االشيخ رحمت الله الهندى من كتاب اظهار الحق




    إنما قالها الإنجيل من قبل

    إعداد: حسام دمشقي

    ***الفهرس***
    الفصل الأول: في إبطال لاهوتية [ألوهية] المسيح عليه السلام:

    عدم التساوي بين الله وبين المسيح
    هل المسيح كان يصلي؟؟ ولمن كان يصلي؟؟ هل كان يعبد نفسه إذا كان هو لاهوت؟؟ وهل يجوز أن يتفق أن يكون الرب عبداً عند أصحاب العقول؟؟
    الله لا أحد يسمع صوته ولا يبصره أحد، فكيف يقال أن المسيح حل الله فيه؟!
    الله عز وجل ليس له مثيل
    لا أحد يقدر على رؤية الله في الدنيا، فكيف يتفق اتحاد الله في المسيح؟؟
    الله عز وجل إله المسيح وإله الكل
    السيد المسيح لا يملك من نفسه شيء بل هو عبد مأمور
    الزوجان يصبحان جسداً واحداً فهل معنى ذلك تجسد الله في المسيح؟
    أعطاهم الله المجد ليكونوا جميعهم واحد فهل عنى بذلك تجسدهم ببعضهم؟
    المسيح لا يعرف متى قيام الساعة
    هل يصف الإله نفسه بهذه الأوصاف؟؟!!!
    سؤال محير
    هل هذه صفات الإله المتجسد في المسيح؟؟
    · هل الله الغني المتجسد في يسوع ""أستغفر الله"" يجوع؟؟
    · أيضاُ هذا الإله يعطش!!!
    · أيضاً هذا الإله يضعف!!
    · أيضاً هذا الإله يصف نفسه أنه يساق كالخروف المساق للذبح!!
    · الإله يمسح أرجل التلاميذ
    · الإله يصف نفسه بالدودة!!
    · الإله محتقر ومخذول وحزين ومحتقر ومتوجع!!
    · الإله يصف نفسه أنه أوضع نفسه من الخرفان!!
    · هذا الإله لا يعلم من أين هو!
    · ميلاد يسوع
    · نسب يسوع
    · جنس يسوع
    · يسوع يرضع من ثدي أمه
    · محل إقامة يسوع
    · مهنة يسوع
    · وسيلة انتقال يسوع
    · أكل وشرب يسوع
    · وجبة طعام يسوع المفضلة
    · ملابس يسوع
    · عبادة يسوع
    · يسوع يدفع الضرائب
    · عائلة يسوع
    · أخوة يسوع
    · ضعف يسوع
    · يسوع لا يعرف
    · يسوع يجهل
    · يسوع يخضع للتجربة
    · يسوع يعتمد على يد يوحنا
    · قوم يسوع
    · صوم يسوع
    · يسوع نائم
    · يسوع تعبان
    · يسوع يبكي
    · يسوع مكتئب
    · يسوع ضعيف
    · القبض على يسوع
    · يسوع يهان ؟!
    · لطم يسوع
    · يسوع مات

    سجود الحواريين للمسيح سجود احترام وتحية لا سجود عبادة
    معجزة إحياء الموتى ليست دليل على ألوهية المسيح لأنه ورد أن غيره من الأنبياء كان يحيي الموتى
    الإنجيل يعترف برسولية المسيح ويقول أن الناس فيه وأنه فيهم: كما أن الله فيه ""حاشا لله"" بل المقصود هو غير هذا..
    المسيح هو واسطة بين الله وبين الناس، فهو وسيلة وليس غاية فلماذا يعبده النصارى؟!!
    هل الله قد ظهر في جسد المسيح وحده؟؟
    قول المسيح عليه السلام: وباطلاً يعبدونني
    المسيح يتبرأ من عابديه ويعتبرهم آثمين وسيخيبهم ما اعتقدوه فيه ولا يدخل ملكوت السموات إلا من عبد الله
    والمسيح قال أنه أكمل الذي عليه وهذا دليل على أن الذي عليه ليس أن يفتدي نفسه
    رفعه الله إليه فخلصه ولم يمكنهم من صلبه



    الفصل الثاني: في إبطال عقيدة الصلب والفداء
    تنهدم عقيدة النصراني إن لم يؤمن أن المسيح قد صلب وقام
    لا أحد يدخل ملكوت السموات "أي الجنة" حتى يكون صالحاً تبطل عقيدة أن المسيح قد فدى نفسه:
    نصوص في الكتاب المقدس تبطل عقيدة الفداء
    المسيح لم يقتل ولم يصلب من الإنجيل
    المسيح يتحدى اليهود في إمكانية صلبه
    ليس المسيح الذي صلب ولكن شبه لهم غيره
    حتى القديس بطرس كان يشهد أن المصلوب ليس يسوع بل لا يعرف من هو المصلوب أصلاً.
    نبوءة المسيح بأنهم سيشكون في شخصيته عندما يريدون صلبه
    ما لهم به من علم إلا اتباع الظن
    جاء المسيح ليفتدي نفسه ويخلص البشرية فلماذا لم يفصح عن نفسه عند الصلب؟؟
    المسيح لا يريد أن يفتدي نفسه
    5- هل المسيح يدعو لئلا يفتدي نفسه ولا يستجيب الله له؟؟ فأين طبيعة اللاهوت المنسجم بالناسوت؟؟
    6- جاء المسيح ليكمل ولم يأتِ ليصلب
    7- الله ينجي الصديقين من البلايا فكيف لم ينج الله المسيح؟؟
    8- القول بنجاة المسيح من الصلب دليل على صدقه، والقول بصلب المسيح دليل على كذبه لأن المتكلم بالأكاذيب لا ينجو، كما في الكتاب المقدس
    9- المسيح يقول بعد حادثة الصلب أنه لم يكن المصلوب
    10- ادعائهم أن المسيح صار لعنة لأنه ملعون كل من علق على خشبة

    الفصل الثالث: نظرات في الكتاب المقدس
    1- المتكلم بالأكاذيب يهلك والذي يصدق ينجو،2- فلماذا بولس مات مقتولاً؟؟
    3- مكانة المرأة في الكتاب المقدس

    فصل: انتشار المسيحية بالسيف والإكراه



    1- عدم التساوي بين الله وبين المسيح
    هل ولد الابن وانبثق الروح القدس بإرادة الأب أم بدون إرادته؟
    فلو وجدوا في الحياة بإرادة الآب فهم من مخلوقاته ، لأن الإله لا يخلق إلهًا، بل كل ما يخلقه الله هو عبد من عباده. ولو وجدوا بدون إرادته ، فهما إلهان يعلوا كل منهما على الآب ، وما كان للأب أن يهيمن على حكم العالم ، بل ما كان ليستحق التأليه. ومن ناحية أخرى لو صح هذا لكان يسوع كاذبًا ، لأنه قال إن الأب أعظم منه: "لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي." يوحنا 14: 28، وطالما أن الله أعظم من عيسى عليه السلام، فهو عبد لله، لأن كتابهم المقدس يقول: (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ.) متى 10: 24؟ ولكان لا بد من تعديل وضع الجملة التى تستشهدون بها وتقولونها كثيرًا ، وهى "باسم الآب والابن والروح القدس" ، وعليكم أن تجعلوا الآب في آخر الثالوث.
    وإذا كان الله مُوجِد كل شىء ، فهو الذى أوجد أيضًا الابن والروح القدس. ولا بد أن يكون قد أوجدهما من العدم، أي خلقهما ، ولا يمكن أن يكون المخلوق خالقًا أو يتساوى معه لا في الأزلية ولا في المقدرة:
    "إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ." يوحنا 14: 16، و"24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ" متى 10: 24-25
    لذلك منع يسوع تلاميذه من اتخاذ أى إنسان على الأرض إلهًا: "8وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. 9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 10وَلاَ تُدْعَوْا مُعَلِّمِينَ لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ." متى 23: 8-10
    وذلك مطابقًا لما قاله الرب نفسه نافيًا أنه لا يسكن على الأرض: "27 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …" ملوك الأول 8: 27
    وهى نفس عقيدة الأنبياء من قبله. والشواهد على ذلك كثيرة جدًا منها: "10أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلَهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ .. " ملاخى 2: 10
    وأفهمهم أن الإنسان الذي له عظام ولحم ، فهذا ابن الإنسان "ابن آدم" وليس بإله، لأن الإله لا يُمكن رؤيته فهو روح: "6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." يوحنا 3: 6 ، "فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ" لوقا 24: 39
    وكان لعيسى  جسد: "57 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. 58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ" متى 27: 57-60،
    وبما أن الله هو إله كل ذي جسد، فإن الله تعالى هو إله يسوع، ولا يمكن أن يكون يسوع إلهًا ، لأنه لا إله لله: "27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟" إرمياء 32: 17
    كما أن الله هو مالك الحياة والموت ، وهو الذي خلص يسوع من الموت ولم يتركه يُصلب. فبما استحق يسوع التأليه؟ "«أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». 7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" عبرانيين 5: 6-7
    ولطالما كان عيسى  ظاهرًا لقومه بالجسد، وهو مولود من الجسد ، من أمه مريم العذراء ، فهو إذن ليس بإله ، لأنه لا يُمكن رؤية الله: "اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ." يوحنا 1: 18 ، "12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. … .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى." تثنية 4: 12 ، 15
    وعندما طلب موسى من الله أن يراه: "20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»" خروج 33: 20
    ويؤكد سفر إشعياء قائلاً: "حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل" إشعياء 45: 15
    وإذا كان الله الإله محتجب فكيف يتفق مع كونه تجسد المسيح وظهر في صورته؟؟
    لوقا18 :18. وسأله رئيس قائلا أيها المعلّم الصالح ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية.
    لوقا18 :19 فقال له يسوع لماذا تدعوني صالحا.ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله.
    وفي إنجيل يوحنا: """ أبي أعظم مني"" " يو 14 : 28 " فالمسيح عليه السلام يعترف بأنه عبد، وله إله أعظم منه، ولا يوجد إله يقول أنه يوجد من هو أعظم منه، لأن الإله دائماً تكون له القوة والقدرة على فعل أي شيء، وله صفة قهر وقدرة فلا يقول عن أحد أنه أعظم منه، وطالما أن له سلطان أعظم منه، فبطل كونه إلهاً .
    وقال : " مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. "
    ومتى خضَعَ كُلُّ شيءٍ للابنِ، يَخضَعُ هوَ نَفسُهُ للهِ الّذي أخضَعَ لَه كُلَّ شيءٍ، فيكونُ اللهُ كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيءٍ.
    الأولى إلى كورنثوس 15: 28.
    ومن كان فيه صفة اللاهوت لا يخضع لأحد، ولو خضع لأحد لكان عبداً لمن خضع له، ولا يستحق بهذا الخضوع أن تكون فيه صفة اللاهوتية.

    2- هل المسيح كان يصلي؟؟ ولمن كان يصلي؟؟ هل كان يعبد نفسه إذا كان هو لاهوت؟؟ وهل يجوز أن يتفق أن يكون الرب عبداً عند أصحاب العقول؟؟
    إذا كانت الصلاة هي عبادة، فالعبادة لا تصدر إلا من العبيد، فالمسيح عبدٌ لله وليس مساوياً له، وإذا كان مساوياً لله ومتحداً به سبحانه وتعالى، فهل المسيح كان يعبد نفسه حينما كان يصلي؟!

    فقد جاء في متى :14:23: "وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفردا ليصلّي. ولما صار المساء كان هناك وحده". (SVD)

    متى :19 "حينئذ قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلّي.فانتهرهم التلاميذ". (SVD)
    متى:26:39: "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس .ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت". (SVD)


    مرقص :1:35: "وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلّي هناك". (SVD)

    مرقص :6:46:
    46 وبعدما ودعهم مضى إلى الجبل ليصلّي. (SVD)

    مرقص :14:35: "ثم تقدم قليلا وخرّ على الأرض وكان يصلّي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن" . (SVD)

    يوحنا :11:41: "فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي".

    لوقا :9:29: "وفيما هو يصلّي صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضاً لامعاً".
    لوقا :11:1: "وإذ كان يصلّي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يا رب علّمنا ان نصلّي كما علّم يوحنا أيضاً تلاميذه".

    لوقا :18:1: "وقال لهم أيضاً مثلا في انه ينبغي أن يصلّي كل حين ولا يمل" .
    لوقا :5:16: "وأما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي " .
    لوقا :6:12: "وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلّي.وقضى الليل كله في الصلاة لله".
    لوقا :9:18: "وفيما هو يصلّي على انفراد كان التلاميذ معه.فسألهم قائلا من تقول الجموع إني أنا".
    لوقا :9:28: "وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلّي".

    3- الله لا أحد يسمع صوته ولا يبصره أحد
    "يوحنا 5 : 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ ".

    4- الله عز وجل ليس له مثيل
    أَنَّهُ لَيْسَ مَثِيلٌ لِي فِي كُلِّ الأَرْضِ ...الخروج 9 /14
    ليس مثل الله ... تثنية 33 / 26
    لذلك قد عظمت ايها الرب الاله لانه ليس مثلك وليس اله غيرك حسب كل ما سمعناه بآذاننا. 2 صم 7: 22
    يا رب ليس مثلك ولا اله غيرك حسب كل ما سمعناه بآذاننا1 اخ 17: 20.
    لا مثل لك يا رب عظيم انت وعظيم اسمك في الجبروت..... ار 10: 6

    إن الله ليس له شبيه ، لا إنسان ولا حيوان ولا أى شيء يشبهه في هذا الوجود ولا في غيره: "18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟" إشعياء 40: 18

    "25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ." إشعياء 40: 25

    "5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟." إشعياء 46: 5

    "6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ." إرمياء 10: 6

    5- لا أحد يقدر على رؤية الله في الدنيا
    فكيف يتفق أن المسيح يراه الناس إذا كان هو الله؟؟
    وعندما طلب موسى من الله أن يراه: "20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»" خروج 33: 20
    ويؤكد سفر إشعياء على هذه الحقيقة قائلاًً: "حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل" إشعياء 45: 15

    ويؤكد ذلك المعنى يوحنا قائلاً: "اللهُ لم يره أحد قط" يوحنا 1: 18

    فى الوقت الذى يناقض فيه كتابك وعقيدتك كل هذا وتؤمن أن "الله ظهر في الجسد" وأصبح إنساناً تيموثاوس الأولى 3: 16 ، هذا في الوقت الذى تصرخ نصوص الرب في كتابك قائلة: إن الله ليس بإنسان ، ولا يمكن أن يتجسد ويأخذ جسد إنسان ، فيقول الكتاب: "19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟" عدد 23: 19

    "9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟"حزقيال28: 9

    "هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ." حزقيال 28: 1-2

    "9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ." هوشع 11: 9

    "40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ." يوحنا 8: 40

    و الحياة الأبدية التى تكلمت عنها هى الخلود في الجنة ، وأن مفتاحها هو قول "اشهد ألا إله إلا الله وأن عيسى عبد الله ورسوله": "3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ."


    6- الله عز وجل إله المسيح وإله الكل
    وقال لأحد معلمي الشريعة حين سأله عن أولى الوصايا ما نصه « 29فأجابَ يَسوعُ: «الوَصيَّةُ الأولى هيَ: إسمَعْ يا إِسرائيلُ، الربُّ إلهُنا هوَ الرَّبُّ الأحَدُ. 30فأحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفسِكَ وكُلِّ فِكرِكَ وكُلِّ قُدرتِكَ. 31والوصيَّةُ الثانِـيةُ: أحِبَ قَريبَكَ مِثلما تُحِبُّ نَفسَكَ. وما مِنْ وصيَّةٍ أعظَمَ منْ هاتَينِ الوَصيَّتينَ . 32فقالَ لَه مُعَلِّمُ الشَّريعةِ: «أحسَنتَ، يا مُعَلِّمُ! فأنتَ على حَقٍّ في قولِكَ إنَّ الله واحدٌ ولا إلهَ سواه، 33وأنْ يُحبَّهُ الإنسانُ بكُلِّ قَلبهِ وكُلِّ فِكرِهِ وكُلِّ قُدرَتِهِ، وأنْ يُحِبَّ قَريبَهُ مِثلَما يُحبُّ نفسَهُ، أفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبائحِ والقَرابـينِ34 ورأى يسوع أن الرجل أجاب بحكمة فقال لَهُ: «ما أنتَ بَعيدٌ عَنْ مَلكوتِ الله .
    مرقس 12-29-34

    ويقولون : "الله الآب" صفة أطلقت على الله ، كما أطلقت صفة "الله الابن" على
    يسوع ، وهو الأقنوم الثانى ، وهو عندهم مولود غير مخلوق ، وصفة "الله الروح
    القدس" على الروح القدس ، وهو الأقنوم الثالث.
    ونقول لهم: إذا تساوت الألوهية في كل منهم، فلا بد أن تنقسم الألوهية الواحدة على ثلاثة ، وهنا ينشأ تبضُّع الإله إلى أجزاء ثلاثة ، وهذا مُنقص من قدر ألوهيته، والناقص ليس بإله ، أو تتضاعف الألوهية مضروبة في ثلاثة ، وما هذا إلا تعدد للآلهة.
    وإذا كان هؤلاء الثلاثة واحدًا، وقد اتحدوا في الآب، فلماذا لا تقولون اليوم باسم الآب فقط ، وتلغوا كلمة الثالوث والتثليث من عقولكم ، ويكون كلامكم عن الواحد الأحد القدوس ، بدلاً من كلامكم عن الثالوث المقدس أو الأقدس؟
    ثم لماذا كان الآب هو الأقنوم الأول دون الابن؟ ولماذا كان الروح القدس هو الأقنوم الثالث وليس الثانى أو الأول؟
    ولماذا تقولون باسم الآب والابن والروح القدس ، وليس باسم الابن والروح القدس والآب؟
    ولماذا كان يجمع يسوع نفسه مع عبيد الله مستشهدًا أن الله أبوه كما هو أب لعباده المؤمنين قائلاً: "9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. .. .. .. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. ....." متى 6: 9-12
    كما أخبر مريم المجدلية والتلاميذ أن الله أبوه وأبوهم، وأن التلاميذ هم أخوته: "17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ»" يوحنا 20: 16-17
    وألغى إرادته، وأعلم الناس أن الذى يفعل إرادة الله وحده له الجنة: "21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." متى 7: 21
    وسوف يتبرأ في الآخرة ممن يتخذه إلهًا ، ويفعل باسمه أى شىء ولو الخير نفسه: "22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" متى 7: 22-23
    * * *
    ويستشهدون بأقوال يسوع الآتية أن الله أبوه، كدليل على التثليث وصحة عقيدتهم:
     يوحنا 5: 43 "43أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي."
    بداية: إذا أتى شخص بالأصالة عن نفسه فهو لا يُشرك أحد معه في أمره ، ولكن أن يأتى إنسان باسم الأب أى باسم إلهه ، فهذا يتطلب وجود اثنين. فهذا النص بمفرده ينفى كون الثلاثة واحد ، أو الواحد ثلاثة!
    ثم لا يأتى واحد باسم الآخر إلا إذا كان القادم عبدًا عنده أو خادمًا أو له ، أو يندرج تحت قيادته، أرسله صاحب الأمر في عمل ما من أجله. الأمر الذى يعنى أن يسوع قد وضع نفسه في مرتبة العبد المطيع لسيده، وأعلى من شأن الله. وهذا مصداقًا لقوله: "لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي." يوحنا 14: 28
    أو يكون الراسل عاجز عن القيام بهذا العمل ، فأرسل من يُنجز هذا العمل من أجله. ولا يقول عاقل مؤمن إن الرب عاجز. ويقول الكتاب: "نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" رؤيا يوحنا 11: 7 ، وصرَّح متى قائلاً: "إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ." متى 3: 9 ، وصرَّح مرقس قائلاً: "لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ»." مرقس 10: 27
    وعلى فهمكم يكون الرئيس الذى يبتدىء خطابه بقوله "باسم الشعب" ، يكون الشعب قد اتحد مع الرئيس!! وهذا لا يعقله إنسان. فالرئيس الذى يتكلم باسم الشعب أى نيابة عنه وممثلاً له، يكون الشعب قد أعطى له السلطة ليمثلهم على كل المستويات، وله أن يُلغى هذه النيابة ، ويسحب منه هذه السلطة متى شاء ، أى إن السلطة الحقيقية بيد الشعب، وتعلوا سلطته على سلطة رئيس الجمهورية.
    ولله المثل الأعلى، فقد أناب الرب رسوله ليتكلم باسمه ويعمل بإرادته، وإن شاء سحب منه هذه الرسالة. لذلك قال عيسى  لليهود أنه والآب واحد. ومن رآه فقد رأى الآب ، لعلمهم أن الله تعالى لا يمكن لأحد أن يراه ، ومن أراد أن يعرف الله ، فعليه أن يتعرف عليه من خلال رسالته التى جاء بها هذا الرسول.

    7- السيد المسيح لا يملك من نفسه شيء بل هو عبد مأمور
    أوضح لهم أن كل ما يقوله أو يفعله فهو بإرادة الله ومن الله ، وأنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا ، بل يُقدِّم إرادة الله ومشيئته على كل شىء: "وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي." يوحنا 14: 24

    ويقول أيضًا: "لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ." يوحنا 12: 49-50
    وقال: "30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً." يوحنا 5: 30
    وقال: "وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي" يوحنا 8: 28
    وفى نفس الوقت ترى النص قد همَّش الروح القدس. فما دور الروح القدس هنا في إرسال الابن؟ ولن تصل إلا إلى حل واحد ، وهو أنه لا يوجد إلا إله واحد له عدة ظهورات بكونه مرة الآب ، ومرة الابن ومرة الروح القدس. وعلى ذلك يكون قول يسوع إنه جاء باسم أبيه هذيان أو استغفال لمن يسمعه ، حيث يكون هو نفسه الآب، ويوهمهم أن آخر هو الرب ، وهو الذى أرسله!!
    وإذا كان يسوع هو الابن وجاء باسم أبيه فهذا على قولهم يُثبت وجود أقنومين، فلماذا يتغافلون الأقنوم الثالث؟ وكيف يكون مساويًا للاثنين السابقين ، ولم يُذكر له أى دور في الفقرة التى استشهدوا بها في إرسال الابن؟
     يوحنا 8: 28 "وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي." ، وهذا هو النص الثانى الذى يستشهدون به للتدليل على ألوهية يسوع.
    فبالله عليكم هل يفهم عاقل من هذا النص أن يسوع والله واحد؟ هل يفهم أحد من هذا النص اتحاد بين الآب والابن إلا في الرسالة؟ فالله يُملى على يسوع ما يتكلم به، ولا يفعل يسوع شيئًا من نفسه، ولا يتكلم من تلقاء نفسه، فكيف تفهمون أنهما واحد، وأن يسوع هو الكلمة؟ فهل الكلمة لا يملك أن يقول شيئًا من نفسه؟
     متى 7: 21 "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ"
    وهذا هو النص الثالث الذى يستشهدون به للتدليل على ألوهية يسوع.
    عرفنا في النص السابق أنه لا يملك أن يتكلم من نفسه ، وهنا يسلب نفسه إرادته، ويُقدم إرادة الله على إرادة نفسه. الأمر الذى يجعلنا نؤمن أنه يتكلم عن شخصين منفصلين لكل منهما إرادته الشخصية. الأمر الذى ينفى كون الثلاثة واحد ، وأن لهما إرادة واحدة ، ومشيئة واحدة. فما هذا الإله مسلوب الإرادة الذى تعبدونه؟ وبما استحق التأليه؟
    مع الأخذ في الاعتبار أن مرقس لم يذكر في إنجيله الذى هو أول الأناجيل على لسان يسوع أنه قال كلمة "أبى" على الله!!!
    ألم يُرضِ الله في كل أعماله؟ "29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ»." يوحنا 8: 29 ، فهل يوجد إله يتمنى أن تكون أفعاله وأقواله لمرضاة إله آخر؟
    ""أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً"" "يوحنا، 5: 20"
    «لست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلَّم بهذا كما علَّمني أبي، والذي أرسلني هو معي، ولم يتـركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» "يو 8: 29،28".
    يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ).

    8- الزوجان يصبحان جسداً واحداً فهل معنى ذلك تجسد الله في المسيح؟
    " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" "تكوين24:2".

    9- أعطاهم الله المجد ليكونوا جميعهم واحد فهل عنى بذلك تجسدهم ببعضهم؟

    في ترجمة (الفانديك)(إنجيل يوحنا)(Jn-17-21)(ليكون الجميع واحدا كما انك أنت أيها ألآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني.)

    وفي (الفانديك)(إنجيل يوحنا)(Jn-17-22)(وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحد كما إننا نحن واحد).

    يوحنا -17-11: ولست أنا بعد في العالم، وأما هؤلاء فهم في العالم، وأنا آتي إليك. أيها ألآب القدوس، أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني،ليكونوا واحداً كما نحن .
    أي لتكون كلمتهم واحدة كما أن كلمة عيسى والله هي واحدة، فأمر سيدنا عيسى هو نفسه أمر الله عز وجل، فهو يتكلم بما أمره به، فكان أمر سيدنا عيسى كرسول لله هو نفسه كلام الله، فرسول الملك يتكلم على لسان الملك، ويخاطب من أرسله الملك إليهم معبراً عن كلام الملك فكان كلامه من كلام الملك الذي أرسله، وكذلك إذا طبق أتباع عيسى عليه السلام كلامه أصبحوا على قلب رجل واحد، فأصبحوا واحداً، وعبارة: ((ليكونوا واحداً كما نحن)) تتحدث بتشبيه شيء بشيء بأداة التشبيه وهي الكاف، وإذا كان كذلك فأين تشبيه تجسد الله في المسيح بتشبيه أن يكون أتباع المسيح واحداً ؟ لا يستقيم المعنى لأن التشبيه يقتضي المماثلة ولا مماثلة هنا، فيجب صرف المعنى إلى المعنى المجازي لا المعنى الظاهر في حلول الله في المسيح .

    10- المسيح لا يعرف متى قيام الساعة

    وقال عن يوم القيامة "أمّا ذلِكَ اليومُ وتِلكَ السَّاعةُ فلا يَعرِفُهُما أحدٌ، لا ملائِكةُ السَّماواتِ ولا الاَبنُ، إلاّ الآبُ وحدَهُ . متى24-36

    11- هل يصف الإله نفسه بهذه الأوصاف؟؟!!!
    يوحنا 13:5 : ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها.
    اعمال 8:32 ‎واما فصل الكتاب الذي كان يقرأه فكان هذا.مثل شاة سيق الى الذبح ومثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه‎.
    مزامير 22:6 ‎: اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب‎.
    مزامير 69:9 : ‎لان غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ‎.
    اشعياء 53:3 : محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به.
    يوحنا 10:15: كما ان الآب يعرفني وانا اعرف الآب.وانا اضع نفسي عن الخراف. هل الله يقول هذا الكلام؟؟!!
    يوحنا 9:29: نحن نعلم ان موسى كلمه الله.واما هذا [المسيح] فما نعلم من اين هو.
    سفر "رؤيا يوحنا" (تلك الرؤيا التى حلم بها وهو يعانى من قرصات الجوع المؤلمة المربكة للعقل فجعلت هذا الخروف يتخيل ربه خروفا مثله).

    12- سؤال محير:
    هل كان رسل الله قبل سيدنا عيسى يعبدون المسيح؟ إذاً من هو الذي كان يعبده الأنبياء والرسل؟ وهل قال أحد من الأنبياء والرسل أن عيسى رب، أو أن عيسى سيتجسد الرب على صورته الجسدية؟ وهل قال أحد منهم أن المسيح ومريم العذراء هما أزليان مع الله؟

    13- هل هذه صفات الإله المتجسد في المسيح؟؟
    عندما يأكل المسيح أو يشرب أو يفتقر أو يكون له صفات الإنسان يقولون هذا لأنه ابن الإنسان وهو ناسوت وعندما يفعل معجزة يقولون هذا لأنه ابن الله وهو لاهوت، فأصبحت المسألة مثل لعبة القط والفأر ( يتهربون بذالك عن طريق الناسوت واللاهوت).

    هل الله الغني المتجسد في يسوع ""أستغفر الله"" يجوع؟؟
    "وفي الصبح إذ كان راجعاً إلى المدينة جاع"" [متى: 21: 18]
    ""وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع"" [مرقس: 11: 12]

    أيضاُ هذا الإله يعطش!!!
    ""قال [يسوع] أنا عطشان"" [يوحنا: 19: 28]

    أيضاً هذا الإله يضعف!!
    ""وظهر له ملاك من السماء يقويه"" [لوقا/22، 43]

    أيضاً هذا الإله يصف نفسه أنه يساق كالخروف المساق للذبح!!
    ""مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه"" [أعمال الرسل/ 8 : 32].

    الإله يمسح أرجل التلاميذ:
    يوحنا 13:5 : ثم صبّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها.

    الإله يصف نفسه بالدودة!!
    مزامير 22:6 ‎: اما انا فدودة لا انسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب‎.

    الإله محتقر ومخذول وحزين ومحتقر ومتوجع!!
    اشعياء 53:3 : محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به.

    الإله يصف نفسه أنه أوضع نفسه من الخرفان!!
    يوحنا 10:15: كما ان الآب يعرفني وانا اعرف الآب.وانا اضع نفسي عن الخراف.
    هل الله يقول هذا الكلام؟؟!!

    هذا الإله لا يعلم من أين هو!
    يوحنا 9:29: نحن نعلم ان موسى كلمه الله.واما هذا [المسيح] فما نعلم من اين هو.

    · ميلاد يسوع
    إنجيل متى الإصحاح 1 العدد 18 "اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" وهذا أول دليل على بشرية يسوع .

    · نسب يسوع
    إنجيل متى الإصحاح 1 العدد 1 "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم " وهنا نرى نسب يسوع البشري فهل لله نسب؟؟

    · جنس يسوع
    إنجيل لوقا الإصحاح 2 العدد 21"و لما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل ان حبل به في البطن " وهنا نرى أنه بشر وقد تم اختتانه مثل أي بشر فهل الله يختتن؟

    · يسوع يرضع من ثدي أمه
    إنجيل لوقا الإصحاح 11 العدد27 "و فيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع و قالت له طوبى للبطن الذي حملك و الثديين اللذين رضعتهما " وهذا دليل أكبر على أنه بشر يرضع من ثدي أمه فهل الله يرضع ؟؟

    · محل إقامة يسوع
    إنجيل متى الإصحاح 2 العدد 1 "و لما ولد يسوع في بيت لحم إلىهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم " وهنا يتضح أن يسوع كان له محل إقامة فهل لله محل إقامة؟ .

    · مهنة يسوع
    إنجيل مرقص الإصحاح 6 العدد3 "إلى سهذا هو النجار ابن مريم" يسوع كان نجاراً فهل لله حرفة يأكل منها لقمة عيشه ويدفع منها الضرائب؟؟

    وسيلة انتقال يسوع
    إنجيل متى 21 الإصحاح 5 "قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك ياتيك وديعا راكبا على اتان و جحش ابن اتان " وهنا يظهر لنا أن يسوع كانت له وسيلة انتقال تساعده في تنقلاته، فهل للرب وسيلة انتقال؟

    · أكل وشرب يسوع
    إنجيل لوقا الإصحاح7 العدد 34 "جاء ابن الإنسان يأكل و يشرب فتقولون هوذا إنسان أكول و شريب خمر محب للعشارين و الخطاة " وهنا يتضح لنا أن يسوع كان يأكل ويشرب بل يشرب الخمر ومن الواقعي أن ما يصاحب عميلة الأكل والشرب هذه عملية إخراج للفضلات فهل الله يخرج فضلاته؟

    · وجبة طعام يسوع المفضلة
    إنجيل لوقا الإصحاح24 العدد 42 " فناولوه جزءا من سمك مشوي و شيئا من شهد عسل " وهنا نجد أن يسوع كان جائعاً وكان يريد أن يأكل فأكل سمكاً مشوياً و شهد عسل جبلي ممتاز فهل هذا إله؟؟ هل يوجد إله يحب السمك المشوي والعسل ؟؟

    · ملابس يسوع
    إنجيل يوحنا الإصحاح 19 العدد 23"ثم ان العسكر لما كانوا قد صلبوا يسوع اخذوا ثيابه و جعلوها اربعة اقسام لكل عسكري قسما و اخذوا القميص ايضا و كان القميص بغير خياطة منسوجا كله من فوق" قميص!!! فهذا لبس يسوع فهل لله ملابس ؟؟.

    · عبادة يسوع
    إنجيل مرقص الإصحاح 1 العدد 35 "و في الصبح باكرا جدا قام و خرج و مضى الى موضع خلاء و كان يصلي هناك " وهنا نرى مدى تعبد يسوع وحرصه على الصلاة فهل يوجد رب يصلي لنفسه ونجد أيضاً في حديثه مع المرأة السامرية يقول في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 العدد 22 "انتم تسجدون لما لستم تعلمون اما نحن فنسجد لما نعلم لان الخلاص هو من إليهود " وهنا نرى أن يسوع يقول لهذه المرأة أنهم أي هو و تلاميذه يسجدون لما يعلمون وهو السجود إلى الله وليس الى يسوع وفي ترجمة أخرى نجد نحن نعبد ما نعلم فالعبادة فقط لله وليس ليسوع.

    · يسوع يدفع الضرائب
    إنجيل متى الإصحاح 22 العدد 21 "قالوا له لقيصر فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله " وهنا نرى يسوع النجار يدفع الضرائب كأي بشر عادي فهل الله يدفع الضرائب بل إنه كان يدفعها بانتظام.

    · عائلة يسوع
    إنجيل يوحنا الإصحاح 1 العدد 45 "فيلبس وجد نثنائيل و قال له وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس و الانبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة " يسوع ابن يوسف النجار هذا ما كان يعتقده اليهود بالنسبة ليسوع أنه ابن يوسف النجار ومن الناصرة فهل لله أب؟ هل لله محل إقامة؟

    · أخوة يسوع
    إنجيل متى الإصحاح 13 العدد 54 و55 و56 "لما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من اين لهذا هذه الحكمة و القوات - أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا - أوليست أخواته جميعهن عندنا فمن أين لهذا هذه كلها " هذه هي عائلة يسوع .. فهل للرب عائلة؟؟؟

    · ضعف يسوع
    إنجيل يوحنا الإصحاح 5 العدد 30 "انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا كما اسمع ادين و دينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني " هنا نرى ضعف يسوع الذي يعلنه للكل أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء بل يؤكد أنه مرسل من عند الله فهل الله غير قادر على أن يفعل شيئاً؟

    · يسوع لا يعرف
    إنجيل الإصحاح مرقص الإصحاح 13 العدد 32 "و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن إلا الآب " فهل الله لا يعرف؟؟ نعم هذا يسوع الإنسان.

    · يسوع يجهل
    :إنجيل مرقص 11 العدد 12 و13 "و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع - فنظر شجرة تين من بعيد علىها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا لأنه لم يكن وقت التين " وهنا نرى يسوع يجوع ولم يكتف بذلك بل ذهب إلى شجرة تين ولكن للأسف الشديد لم يكن بالشجرة تين وهذا دليل على جهل يسوع بالغيب فهل الله لا يعلم ؟؟

    · يسوع يخضع للتجربة
    إنجيل مرقص الإصحاح 1 العدد 12 و 13 "و للوقت أخرجه الروح إلى البرية - و كان هناك في البرية أربعين يوما يجرب من الشيطان و كان مع الوحوش و صارت الملائكة تخدمه " هل الله يُجرب يا عالم ؟؟ هل الله يخضع للتجربة ؟ .

    · يسوع يعتمد على يد يوحنا
    : إنجيل متى 3 العدد 13 "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه " هل الله يحتاج إلى تعميد؟ لماذا تعمد يسوع كأي شخص عادي؟

    · قوم يسوع:
    إنجيل متى الإصحاح 15 العدد 24 "فأجاب و قال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " هل لله قوم؟ هل الله له شعب يُرسل إليهم ؟ يسوع كان له قوم أُرسل إليهم لكي يهديهم.

    · صوم يسوع
    : إنجيل متى الإصحاح 4 العدد 2 "فبعدما صام أربعين نهارا و أربعين ليلة جاع أخيرا " هل الله يصوم ولمن يصوم؟؟ .

    · يسوع نائم
    :إنجيل متى الإصحاح 8 العدد 24 "اذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الامواج السفينة و كان هو نائما " كان يسوع نائماً.. فهل يوجد إله ينام؟ وهل كان يرى أحلاماً حال نومه؟ وهل كان يرى كوابيساً؟ ونام مرة أخرى في إنجيل لوقا 8 العدد 23 "و فيما هم سائرون نام " وينام مرة ثالثة في إنجيل مرقص الإصحاح 4 العدد 38 "و كان هو في المؤخر على وسادة نائما "
    ·
    · يسوع تعبان
    : في إنجيل يوحنا الإصحاح 4 العدد 6 "و كانت هناك بئر يعقوب فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر و كان نحو الساعة السادسة " تعبان يسوع،، تعبان نعم فهل يمكن لله أن يتعب ويجلس على البئر حتى يستريح من عناء السفر .؟؟

    · يسوع يبكي
    : في إنجيل يوحنا الإصحاح 11 العدد 35 "بكى يسوع " بالفعل يسوع بكى عندما كان صغيراً في حضن أمه ولكن بكى أيضاً عندما كان كبيراً فهل الله يبكي؟؟؟

    · يسوع مكتئب
    في إنجيل متى الإصحاح 26 العدد 37 "ثم اخذ معه بطرس و ابني زبدي و ابتدا يحزن و يكتئب" يسوع مكتئب فهل يعقل أن يكون الله عرضه للاكتئاب؟؟

    · يسوع ضعيف
    في إنجيل لوقا الإصحاح 22 العدد 43 "و ظهر له ملاك من السماء يقويه " وهنا يظهر لنا مدى ضعف يسوع واحتياجه للمساعدات الخارجية من الله فأرسل له ملاك.. فهل الله يحتاج إلى تعزيزات خارجية؟

    · القبض على يسوع
    في إنجيل يوحنا الإصحاح 18 العدد 12 "ثم ان الجند و القائد و خدام إلىهود قبضوا على يسوع و اوثقوه " قبض على يسوع، فهل من الممكن أن يُقبض على الله؟؟

    · إهانة يسوع
    في إنجيل لوقا الإصحاح 22 العدد 63 "و الرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزئون به و هم يجلدونه " إهانة من بشر إلى بشر فهل يعقل أن تكون هذه الإهانة موجه إلى الله ؟؟ .

    · لطم يسوع
    : في إنجيل يوحنا الإصحاح 18 العدد 22 "و لما قال هذا لطم يسوع " نعم تم لطم يسوع فهل يعقل أن يلطم الرب من البشر هو خالقهم؟ .

    · يسوع مات
    في إنجيل مرقص الإصحاح 15 العدد 37 "فصرخ يسوع بصوت عظيم و اسلم الروح " مات يسوع. البقاء لله... فهل يعقل أن يموت الله ؟؟


    14- سجود الحواريين للمسيح سجود احترام وتحية لا سجود عبادة
    بالنسبة للسجود
    هناك سجود عبادة وسجود للتحية والتعظيم وهذا كان شائعا" عند اليهود وكان موجودا" بكثرة في العهد القديم ومن امثلته :

    اخوة يوسف سجدوا له : " تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض.فأتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم الى الارض".

    لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما : " تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان الى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه الى الارض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما.."

    سليمان يسجد لامرأة" ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع الى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه.."

    ابراهيم يسجد للشعب : " تكوين 23 : 7 فقام ابراهيم وسجد لشعب الارض ...".

    اولاد يعقوب يسجدون لعيسو "عمه ": " تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة ايضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ".

    ثانيا" : إن كان السجود سجود احترام وعبادة فما معنى هذا ؟! : " مرقس 15 : 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.".

    " مرقس 14 : 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ."

    ثالثا" : حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس , ولم يعتبروه إله " متى 2 : 2...إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». "

    رابعا": لمن كان يسجد ويصلي السيد المسيح !!؟

    " متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي."

    15- معجزة إحياء الموتى ليست دليل على ألوهية المسيح لأنه ورد أن غيره من الأنبياء كان يحي الموتى
    هل يسوع وحده هو من يحيي الأموات ....؟؟

    لو قلنا إحياء يسوع للموتى دليل ألوهية إذاً أليشع إله, فقد أحيا صبياً .
    ورد في سفر الملوك الثاني 4: 32
    وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ.
    33 فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ.
    34 ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ.
    35 ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ.

    بل إن اليشع حينما كان ميتاً أحيا ميتاً وهذا لم يفعله السيد المسيح عليه السلام فأيهما أعظم بهذه المعجزة؟ اليشع أم المسيح ؟؟
    فقد جاء في سفر الملوك الثاني 13: 20
    وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ.
    21 وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوْا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.

    بل إن حزقيال أحيا جيش بكامله ليخرج الأرواح الشريرة، وهذا ما لم يفعله المسيح أيضاً..

    سفر حزقيال 37: 7
    فَتَنَبَّأْتُ كمَا أُمِرتُ. وَبَيْنَمَا أَنَا أَتنَبَّأُ كَانَ صَوْتٌ، وَإِذَا رَعْشٌ، فَتَقَارَبَتِ الْعِظَامُ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى عَظْمِهِ.
    11 ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هذِهِ العِظَامُ هِيَ كُلُّ بَيتِ إِسْرَائِيلَ. هَا هُمْ يَقُولُونَ: يَبِسَتْ عِظَامُنَا وَهَلَكَ رَجَاؤُنَا. قَدِ انْقَطَعْنَا.
    12 لِذلِكَ تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَفتَحُ قُبُورَكُمْ وأُصْعِدُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي، وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.
    13 فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ عِنْدَ فَتْحِي قُبُورَكُمْ وَإِصْعَادِي إِيَّاكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي.
    14 وأَجْعَلُ رُوحِي فِيكُمْ فتَحْيَوْنَ، وَأَجْعَلُكُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَأَفْعَلُ، يَقُولُ الرَّبُّ.

    بل إن اليشع عمل معجزات بعد موته أيضاً..
    يشوع ابن سيراخ 48
    13 وتوارى ايليا في العاصفة فامتلأ اليشاع من روحه وفي أيامه لم يتزعزع مخافة من ذي سلطان ولم يستول عليه احد
    14 لم يغلبه كلام وفي رقاد الموت جسده تنبأ
    15 صنع في حياته الآيات وبعد موته الأعمال العجيبة.

    فهل أصبح حزقيال واليشع عليهما السلام آلهتين بهذه المعجزة؟؟

    إنجيل متى 11: 27
    كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ.

    إنجيل لوقا 10: 22
    وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ.

    فأي سلطان أيد الله يسوع فهو منه
    إنجيل متى 28: 18
    فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ.

    وهذه قصة إيليّا حسبما حكاها الكتاب المقدس )الملوك الثاني/ 17):
    "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة . 18 فقالت لإيليا ما لي ولك يا رجل الله . هل جئت إلي لتذكير إثمي وإماتة ابني . 19 فقال لها أعطيني ابنك . وآخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيما بها وأضجعه على سريره 20 وصرخ إلى الرب وقال أيها الرب الهي أيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها . 21 فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه . 22 فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش 23 . فاخذ إيليا الولد ونزل به من العلية إلى البيت ودفعه لامه. وقال إيليا انظري . ابنك حيّ . 24 فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت انك رجل الله وان كلام الرب في فمك حق".
    وهل أصبح إيليا إلهاً آخر؟؟

    16- الإنجيل يعترف برسولية المسيح ويقول أن الناس فيه وأنه فيهم: كما أن الله فيه ""حاشا لله"" بل المقصود هو غير هذا..
    لا أُصلِّي لأجلِهِم وحدَهُم، بل أُصلِّي أيضًا لأجلِ مَنْ قَبِلوا كلامَهُم فآمنوا بـي. إجعَلْهُم كُلَّهُم واحدًا ليَكونوا واحدًا فينا، أيُّها الآبُ مِثلَما أنتَ فيَّ وأنا فيكَ، فيُؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلْتَني. وأنا أعطَيتُهُمُ المَجدَ الّذي أعطَيتَني ليكونوا واحدًا مِثلَما أنتَ وأنا واحدٌ: أنا فيهِم وأنتَ فيَّ لتكونَ وِحدَتُهُم كامِلَةً ويَعرِفَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلْتَني وأنَّكَ تُحبُّهُم مِثلَما تُحبُّني.
    يوحنا 17: 20-23

    هل كلّ البشريّة أيضًا جزء من الثّالوث المقدّس ؟ عندما نقرأ الإنجيل كوحدة أدبية كاملة لا كمقاطع متفرّقة، نبدأ في رؤية الحقيقة. و بعيداً عن تعاليم الكنيسة بخصوص الثالوث فإننا نبدأ في رؤية كيف أن الذي دعى إليه عيسى "عليه السلام" كان تحديداً كما أخبرنا الله في القرآن الكريم , وهو التمسك بالتوحيد لله فقط .

    مثل هذا المصطلح يمكن أن نجده في أماكن أخرى كثيرة, نقرأ على سبيل المثال:
    أمَا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هيَ أعضاءُ المَسيحِ؟ فهَلْ آخُذُ أعضاءَ المَسيحِ وأجعَلُ مِنها أعضاءَ امرأةٍ زانِيَةٍ؟ لا، أبدًا! أمْ إنَّكُم لا تَعرِفونَ أنَّ مَنِ اتَّحدَ بامرأةٍ زانيةٍ صارَ وإيَّاها جسَدًا واحِدًا؟ فالكِتابُ يَقولُ: ""يَصيرُ الاثنانِ جسَدًا واحِدًا"". ولكِنْ مَنِ اتَّحَدَ بالرَّبِّ صارَ وإيَّاهُ رُوحًا واحِدًا.
    الكتاب المقدس – الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 6: 15-17

    و أيضاً:
    فمَنَحَنا بِهِما أثمَنَ الوُعودِ وأعظَمَها، حتّى تَبتَعِدوا عمّا في هذِهِ الدُّنيا مِنْ فَسادِ الشَّهوَةِ وتَصيروا شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإلَهِيَّةِ.
    – رسالة بطرس الثانية 1: 4
    وإلهٌ واحدٌ أبٌ لِلجميعِ وفَوقَهُم، يَعمَلُ فيهِم جميعًا وهوَ فيهِم جميعًا.
    – رسالة أفسس 4: 6
    وكما أنَّ الجَسَدَ واحدٌ ولَه أعضاءٌ كثيرَةٌ هِيَ على كَثْرَتِها جَسَدٌ واحدٌ، فكذلِكَ المَسيحُ. فنَحنُ كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ. وما الجَسَدُ عُضوًا واحدًا، بَلْ أعضاءٌ كثيرةٌ.
    – الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 12: 12-14

    عندما نقرأ الأعداد أعلاه و نفهم ماهيّة الرسالة التي حاول بولس أن يوضحها، عندها فقط نستطيع أن نفهم كلماته في أماكن مثل:
    فأنتُم جَسَدٌ واحدٌ ورُوحٌ واحدٌ، مِثلَما دَعاكُمُ اللهُ إلى رَجاءٍ واحدٍ. ولكُم رَبٌّ واحدٌ وإيمانٌ واحِدٌ ومَعمودِيَّةٌ واحدةٌ وإلهٌ واحدٌ أبٌ لِلجميعِ وفَوقَهُم، يَعمَلُ فيهِم جميعًا وهوَ فيهِم جميعًا.
    رسالة أفسس 4: 4-6
    ومتى خضَعَ كُلُّ شيءٍ للابنِ، يَخضَعُ هوَ نَفسُهُ للهِ الّذي أخضَعَ لَه كُلَّ شيءٍ، فيكونُ اللهُ كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيءٍ.
    الأولى إلى كورنثوس 15: 28

    لقد كان القديس بولس يتكلم عن الوحدة المسيحية و ليس عن آلهة متعددة اندمجت في جسد واحد.
    والآبُ الّذي أرسَلَني هوَ يَشهَدُ لي. ما سَمِعْتُم صَوتَهُ مِنْ قَبلُ، ولا رأيتُم وجهَهُ. يوحنا 5: 37
    [يوحنا 12: 44]: فرَفَعَ يَسوعُ صوتَهُ، قالَ: ""مَنْ آمنَ بـي لا يُؤمِنُ بـي أنا، بل يُؤمِنُ بالّذي أرسَلَني"".
    [متّى 10: 40-41]: مَنْ قَبِلَكُم قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني قَبِلَ الّذي أرسَلَني. مَنْ قَبِلَ نَبـيًّا لأنَّهُ نَبـيٌّ، فَجَزاءَ نَبـيٍّ يَنالُ. ومَنْ قَبِلَ رَجُلاً صالحًا لأنَّهُ رجُلٌ صالِـحٌ، فجَزاءَ رَجُلٍ صالِـحٍ يَنالُ.
    أنا لا أقدِرُ أنْ أعمَلَ شيئًا مِنْ عِندي. فكما أسمَعُ مِنَ الآبِ أحكُمُ، وحُكمي عادِلٌ لأنِّي لا أطلُبُ مَشيئَتي، بل مشيئَةَ الّذي أرسَلَني. يوحنا 5: 30

    17- المسيح هو واسطة بين الله وبين الناس ليوصلهم وليس هو المقصود فلماذا يعبده النصارى؟!!
    "1-2-2-10" يوحنا 14: 6 "أنا هو الطريق"
    "أنا هوَ الطَّريقُ ...لا يَجيءُ أحَدٌ إلى الآبِ إلاَّ بـي"" فإذا كان هو طريق إلى الله ، ولا يجيء أحد إلى الله إلا بعيسى عليه السلام، إذا ً سيدنا عيسى بن مريم لا يكون مقصوداً لذاته ولا يدعو إلى عبادة نفسه، ولم يقل عن نفسه أنه إلى الله ، وإلا فالمنطق يأبى أن يقال: الله هو طريق إلى الله..
    وقال أيضاً: في بَيتِ أبـي مَنازِلُ كثيرةٌ، وإلاَّ لما قُلتُ لكُم: أنا ذاهِبٌ لأهيِّـئَ لكُم مكانًا.– يوحنا 14: 2
    لا تزيدوا كلِمةً على ما آمركُم بهِ ولا تُنقِصوا مِنْهُ، واَحْفَظوا وصايا الرّبِّ إلهِكُم التي أُوصيكُم بها. التثنية 4: 2


    18- هل الله قد ظهر في جسد المسيح وحده؟؟
    إذا قام أي مسلم بسؤال المسيحي لماذا تعبد المسيح سيكون إجابته أن المسيح هو الله

    واذا قمت بمطالبته بدليل على ذلك سيقوم بوضع هذه الأعداد الثلاثة وهي:
    رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16
    "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ"

    إنجيل يوحنا 1: 1
    فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.

    رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9
    فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

    ولكن السؤال: هل المسيح هو الوحيد الموصوف بان الله فيه؟؟
    الجواب:

    رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 12
    اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.

    رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16
    وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي للهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ

    رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 9
    وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ .


    السؤال: هل ورد في الكتاب المقدس أن المسيح هو الوحيد الموصوف بأن الله يملؤه ؟؟
    يجيبنا سفر إرميا 23: 24
    إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ؟.

    ومن أحد التسجيلات سؤال جاوب عليه البابا شنودة :
    يقول السؤال:
    هل التجسد يعني أن الناسوت حدَّ وحيز اللاهوت، فلم يعد للاهوت تواجد خارج نطاق الناسوت المحدود؟ وكيف حدَّ بطن العذراء الله الغير محدود؟
    جواب البابا شنودة:
    "التجسد لا يعني تحيز اللاهوت في الجسد لأن اللاهوت مالئ الكل لا يخلو منه مكان ولا زمان، وبينما كان الله في بطن العذراء لم يخلُ مكان من لاهوته..
    عندما ظهر لبني إسرائيل لم يخلُ منه مكان في الكون كله، وعندما ظهر لموسى في العليقة كان بلاهوته يملاً كل الكون". انتهت إجابة البابا شنودة .
    وبهذا الجواب من الباب شنودة لماذا لا يعبد النصارى أنفسهم لأن اللاهوت يملؤهم كما ملأه السيد المسيح حسب قولهم؟؟!


    19- قول المسيح عليه السلام: وباطلاً يعبدونني
    (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8 يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ») متى 15: 6-9 .
    فمقولته وباطلاً يعبدونني: كلمة عامة لكل من عبده.

    20- المسيح يتبرأ من عابديه ويعتبرهم آثمين وسيخيبهم ما اعتقدوه فيه ولا يدخل ملكوت السموات إلا من عبد الله

    ففي متى 7: 21 – 23:
    7 :21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
    7 : 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
    7 : 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!.

    21- والمسيح قال أنه أكمل الذي عليه وهذا دليل على أن الذي عليه ليس أن يفتدي نفسه
    إنجيل يوحنا الإصحاح 17 : 4 من أقوال المسيح عليه السلام :-" العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته".
    وهذا الكلام الذي صدر من المسيح عليه السلام كان قبل حادثة الصلب، وهذا دليل على أن المسيح لم يكن مطلوباً منه أن يفتدي نفسه.
    22- رفعه الله إليه فخلصه ولم يمكنهم من صلبه
    (( يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك . على الأيدي يحملونك لأنه تعلق بي أنجيه . أرفعه لأنه عرف اسمي - 11:91 - 14 )) . المزامير
    (( أصرخ إلى الله العلي , إلى الله المحامي عني . يرسل من السماء ويخلصني - 2:57 - 3 )) المزامير.

    (( ويخبئني في مظلته في يوم الشر . يسترني بستر خيمته . على صخرة يرفعني - 5:27 )) المزامير ..
    ” إلهي فاتكل عليه، لأنه ينجيك من فخ الصياد، ومن الوباء الخطر، بخوافيه يظللك، وتحت أجنحته تحتمي، ترس ومجن حقه، لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير… لأنك قلت: يا رب، أنت ملجأي، جعلت العلا مسكنك، لا يلاقيك شر، ولا تدنو ضربة من خيمتك، لأنه يوصي ملائكته بك ليحفظوك في كل طرقك، على الأيدي يحملونك، لئلا تصدم بحجر رجلك، على الأسد والصل تطأ، الشبل والثعبان تدوس، لأنه تعلق بي أنجيه، أرفعه لأنه عرف اسمي، يدعوني فأستجيب له، معه أنا في الضيق، أنقذه وأمجده، من طول الأيام أشبعه، وأريه خلاصي ” (المزمور 91/2 – 16).
    ونبوءات المزامير هي نبوءات السيد المسيح عليه السلام، فدقق في قوله: (وأريه خلاصي) فهو وعد بخلاص الله عز وجل لرسوله المسيح عليه السلام.



    الفصل الثاني: في إبطال عقيدة الصلب والفداء
    1- تنهدم عقيدة النصراني إن لم يؤمن أن المسيح قد صلب وقام
    قال بولس في رسالته لأهل كورنثوس 15-14 (إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم(.



    2- لا أحد يدخل ملكوت السموات "أي الجنة" حتى يكون صالحاً تبطل عقيدة أن المسيح قد فدى نفسه:
    جاء في ((إنجيل متى الإصحاح السابع)) ليس كل من يقول لي يا رب يارب يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات .
    وتتحدث النصوص المقدسة عند النصارى عن الدينونة والجزاء الأخروي الذي يصير إليه العصاة والمذنبون من النصارى وغيرهم، وهو مبطل لمعتقدات كافة الفرق النصرانية في الفداء.
    فالنصارى يتحدثون في أناجيلهم عن الدينونة التي يعطيها الله يومئذ للمسيح، ففي يوحنا " وقد أعطاه السلطان لأن يدين، لأنه ابن إنسان " " يوحنا 5/27 ".
    ويتوعد الكتاب المقدس للعصاة بالنار وبهذا يكون ناس غير ناجين فقد جاء في [متى 25/31 - 42 ]:
    " متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده... ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته.. " .
    ومثله قوله: " يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر، وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار " [ متى 13/41-42 ].

    ومثله أيضاً قول متى: " وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي " " متى 12/32 ".
    ومثله تهديد يوحنا المعمدان لبني إسرائيل من الاتكال على النسب من غير توبة وعمل صالح، إذ يقول: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أباً " " متى 3/7 - 9 ".
    ويقول المسيح لهم: " أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم " " متى 23/33 "، فلم يحدثهم عن الفداء الذي سيخلصون به من الدينونة.
    بل توعدهم بجهنم فقال أيضاً: " خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم " "متى 5/29".
    وفي التوراة: " أليس ذلك مكنوزاً عندي، ومختوماً عليه في خزائني: لي النقمة والجزاء في وقت تزل أقدامهم " " التثنية 32/34 ".
    ومثله ما جاء في سفر حزقيال حيث توعد الله الذي لا يتوبون من بني إسرائيل أو غيرهم فقال: " توبوا، وارجعوا عن أصنامكم وعن كل رجاساتكم... لأن كل إنسان من بيت إسرائيل أو من الغرباء... إذا ارتد عني... أجعل وجهي ضد ذلك الإنسان، وأجعله آية ومثلاً واستأصله "" حزقيال 14/6 - 8 ".
    وقد خاطب المسيح تلاميذه: " فإني أقول لكم: إنكم أن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات.. وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه: رقا، يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم" "متى 5/20-23".
    فلو كان الناس كلهم ينجون بالفداء كما قال البروتستانت، لكانت هذه النصوص عبثاً ، ولنجى بالفداء الزناة والمثليين والإباحيين والذين يؤذون الناس ويرتكبون الفواحش والكبائر.

    3- نصوص في الكتاب المقدس تبطل عقيدة الفداء ، فكل إنسان بخطيئته يقتل وكل يجازى حسب عمله
    كذلك جاء في سفر التثنية ( 16:24) لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل.
    وجاء في سفر روميه ( 6:2) سيجازى كل واحد حسب أعماله.
    )) وفي حزقيال [ 18 : 20 ] : (( الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. ))
    وقد قال موسى وهارون للرب : (( اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ ؟ )) [ العدد 16 : 22].
    وفي سِفْرُ حِزْقِيَالَ اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ:
    "وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ".
    وفي سِفْرُ إِرْمِيَا الإصحاح الْحَادِي وَالثَّلاَثُونَ:
    "29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ".
    في إشعيا [ 55 : 7 ] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ)) .
    ألم يقل الرب في حزقيال [ 33 : 11 ] : (( حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا.
    و في حزقيال [ 18 : 21 ] : (( وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. 22وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ.))
    وفي سفر الخروج 40 : 12 أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمر بجعله وذريته كهنة على بني إسرائيل.
    وقد جاء في سفر اخبار الايام الثاني [ 7 : 14 ] : (( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ)).
    أليس يسوع هو الذي علم أن يصلى لله فيقال : (( وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! )) [ متى 6 : 12 ] .
    ويقول أيضاً : (( فإن غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُم)) [ متى 6 : 14 ، 15 ] .
    وقد قال داود في صلواته : (( إنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِك َ؟ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ )) [ مزمور 130 : 3 ] .
    فأين هذه النصوص من عقيدة الفداء إذا كان كلٌّ يجازيه الله عز وجل حسب عمله ؟؟! فما هو الفرق بين عقيدة القداء وبين عقيدة كل يجازى حسب عمله؟؟ .

    4- المسيح لم يقتل ولم يصلب من الإنجيل
    كيف إذا كان فرداً عادياً يكن في حمى الله تعالى مادام يعبده فكيف إذا كان المسيح عليه السلام فقد كان يعلم أن المؤامرات تدبر لقتله ولكنه كان يرفضها ويقاومها صعد يسوع إلى الهيكل وكان يعلم . فتعجب اليهود قائلين كيف يعرف الكتب وهو لم يتعلم ؟ أجابهم يسوع وقال : تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني . أليس موسى قد أعطاكم الناموس وليس أحد منكم يعمل الناموس ؟ لماذا تطلبون أن تقتلوني ؟ أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني لأن كلامي لا موضع له فيكم . لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعلمون أعمال إبراهيم ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد حدثتكم بالحق الذي سمعته من الله هذا لم يعمله إبراهيم ( يوحنا 7: 14 ـ 19 )
    وفي متى( 12: 14 ـ 15 ) فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه فعلم يسوع وأنصرف من هناك
    ( وفي يوحنا 11: 53 ـ 55) فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هندك إلى الكورة القريبة من البرية إلى مدينة يقال لها إفرايم ومكث هناك مع تلاميذه وكان فصح اليهود قريباً . المسيح وهو يعلم الكهنوت اليهودي مشيئة الله فقال لهم لو علمتم ما هو إني أريد رحمة لا ذبيحة لكن المسيحيين يتجاهلون إرادة الله فيرفضون الرحمة ويقبلون الذبيحة .
    وفي يوحنا( 8: 37 ـ 40 ) أتخذ المسيح كافة الاحتياطات حتى لا يقع في براثن اليهود أعداء الله جاء إلى الناصرة التي تربى فيها فدخل المجمع يوم السبت وقام ليقرأ فامتلأ الذين في المجمع غضباً حين سمعوه فأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل حتى يطرحوه أسفل أما هو فجاز في وسطهم ومضى لوقا ( 16ـ 30 ) .
    وفي( يوحنا 8: 59 ) فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا ( في يوحنا 1:8 ) وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه . هذا واضح جداً في قول ( حزقيال 2:18 ) .

    5- المسيح يتحدى اليهود في إمكانية صلبه
    - جاء فى يوحنا 7 - 32-:35 : إن اليهود أرسلوا خدامهم للقبض على المسيح فتحداهم قائلا- سأمضي للذي أرسلني ستطلبونني ولا تجدوني وحيث أكون أن ألا تقدرون انتم أن تأتوا – 2 - المسيح يثق في حماية ربه-
    جاء في يوحنا أن المسيح قال لليهود: والذي أرسلني معي ولم يتركني-[ يوحنا 8: 9] .
    تجد نبي الله – داود عليه السلام – يتحدث عن هذه الواقعة قبل أن تقع بأكثر من ألف عام ويأتي كلامه موافقا للقران وللتفسير الصحيح للإنجيل هكذا –أرسل من العلا فأخذني، أنقذني من عدوي القوى لأنهم أقوى منd لأنه سرّ بي –مزامير- 18: 16-20
    وهذا الكلام يتطابق مع هذا النص: (("قولوا إلى أمي وأخوتي بأن لا يجب أن يكون لديهم خوف من أجلي. الآب الذي أرسلني نحو العالَم لن يتخلى عني؛ ولا أي أذى سيأتي على عائلتي. دعوهم ليكونوا ذوي شجاعة جيدة ويضعون ثقتهم في آب الملكوت. لكن, بعد كل, من هي أمي ومن هم أخوتي؟" ومادً يديه تجاه كل تلاميذه المتجمعين في الغرفة, قال: ’ليس لدي أم؛ ليس لدي أخوة. انظروا أمي وانظروا أخوتي! لأن كل من يفعل مشيئة أبي الذي في السماء, هو ذاته أمي, وأخي, وأختي‘")) .
    وهذا النص إن كان صحيحاً فهو لا يتركب على أن المصلوب هو المسيح بل هو شبيهه لأن هذه العبارة أولاً هي قلة أدب واعتراض على حكم الله ، وثانياً: يتعارض هذا النص مع نص آخر وهو: (وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) (متى 27 : 46).
    فكيف قالت نبوءة المسيح عليه السلام أن الله لن يتخلى عنه، وهنا يقول : لماذا تركتني؟، فإنه تخلى عنه إذا كان هو القائل لم شبقتني، أي لم تركتني؟.

    - بعض علماء النصارى يوافقون على نفي الصلب! !
    44
    عندما تكون المعلومة حقا ومؤيده بالبراهين الساطعة تجد الخصم يناقض نفسه ويضطر لموافقة الحق ولو بغير قصد! إذا أردت مثالا لذلك فاقرأ معي تعليق القس –فخري عطية - على هذا النص الزبورى قال القس: –هنا نرى الله يعلن قوته لحساب مسيحه إذ يخلصه من الموت ! ويرفعه على جميع أعدائه !- دراسات في سفر المزامير- ح1ص245 - قلت:أليست هذه الإجابة هي بعينها-التي قررها القران الكريم وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم .... بل رفعه الله إليه ؟
    6- ليس المسيح الذي صلب ولكن شبه لهم غيره
    اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ من متى :
    1وَلَمَّا كَانَ اَلصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ اَلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ اَلشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2 فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ اَلْبُنْطِيِّ اَلْوَالِي. 3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا اَلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ اَلثَّلاَثِينَ مِنَ اَلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ اَلْكَهَنَةِ وَاَلشُّيُوخِ 4قَائِلاً: "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً". فَقَالُوا: "مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!" 5فَطَرَحَ اَلْفِضَّةَ فِي اَلْهَيْكَلِ وَاَنْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.
    ,وفي إنجيل يوحنا الإصحاح 20 : 25 :
    " إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن "
    وفي قول توما هذا تشكيك في صلب المسيح عليه السلام لأنه لن يؤمن حتى يضع يده في جنب المسيح ويرى أنه فعلاً صلب، إلا أن الروح لا تحمل أثر مسامير ولا أثر شيء ملموس.
    حتى القديس بطرس كان يشهد أن المصلوب ليس يسوع بل لا يعرفه أصلاً!
    جاء في إنجيل متى: ((72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: "إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ اَلرَّجُلَ!" 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ اَلْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: "حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!" 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لاَ أَعْرِفُ اَلرَّجُلَ!" وَلِلْوَقْتِ صَاحَ اَلدِّيكُ)).
    نبوءة المسيح بأنهم سيشكون في شخصيته عندما يريدون صلبه
    ففي إنجيل متى Mt:26:31 ( حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية) .
    وأيضا في إنجيل مرقسMk:14:27 ( وقال لهم يسوع إن كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتبدد الخراف).
    ما لهم به من علم إلا اتباع الظن
    إنجيل مرقس Mk:14:50 )فتركه الجميع وهربوا.).
    ( وأيضا في إنجيل متى Mt:26:56 ( وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء، حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا(.
    في إنجيل متى Mt:26:31 ( حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية) وأيضا في إنجيل مرقسMk:14:27 ( وقال لهم يسوع ان كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة.لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد الخراف).
    فالذي نقل حادثة الصلب نقل قيلاً عن قال، ولم يشاهد الحادثة لأنهم تركوه وهربوا، وأخبرهم سيدنا المسيح أنهم سيشكون في شخصه.
    فشخص السيد المسيح معروف بين الجميع، فقد كان معروفاً بالمعجزات وإحياء الموتى بإذن الله وإبراء المرضى، وقد كان دائماً يجتمع باليهود ويتكلم معهم، ففي يوحنا الإصحاح الثامن عشر الأعداد 19 و 20 ( فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه أجابه يسوع أنا كلمت العالم علانية. أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء)...
    فعلامة الاستفهام تقع عند جملة أنه طالما أنه كان معروفاً بين الجميع فلماذا يضعون عليه علامة ليميزوه عن غيره ؟؟؟
    ففي إنجيل متى Mt:26:48 ( والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلا الذي اقبّله هو هو.امسكوه.) وجاء مثل هذا في إنجيل مرقص Mk:14:44 ( وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو.امسكوه وامضوا به بحرص).
    جاء المسيح ليفتدي نفسه ويخلص البشرية فلماذا لم يفصح عن نفسه عند الصلب؟؟
    صمت المقبوض عليه أمام بيلاطس كما ورد في إنجيل متى Mt:27:13 ( فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك) Mt:27:14 ( فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا).
    هل كان يخشى المسيح لو كان هو المصلوب من أن يفصح عن نفسه ويجيب بأنه هو المسيح عندما قبض عليه لكي يفتدي نفسه من الخطيئة؟ انظر كيف بهت ولم يستطع أن يتكلم لأنه متعجب ومستغرب من الموقف إذ غلطوا حينما قبضوا على رجل لا علاقة له.
    بدليل ما مر من هذا النص: اَلأَصْحَاحُ اَلسَّابِعُ وَاَلْعِشْرُونَ من متى :
    1وَلَمَّا كَانَ اَلصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ اَلْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ اَلشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2 فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ اَلْبُنْطِيِّ اَلْوَالِي. 3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا اَلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ اَلثَّلاَثِينَ مِنَ اَلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ اَلْكَهَنَةِ وَاَلشُّيُوخِ 4قَائِلاً: "قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً". فَقَالُوا: "مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!" 5فَطَرَحَ اَلْفِضَّةَ فِي اَلْهَيْكَلِ وَاَنْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.
    وسنجد في النص الآتي أن المصلوب ليس هو السيد المسيح بل قال لهم أنه إن قال لهم أنه ليس المسيح فلن يصدقوه لأنهم سيعتقدون أنه يتهرب من صلبه، ولو كان هو السيد المسيح لأخبرهم، ومع النص السابق الذي مر سنجد معارضة مع هذا النص الآتي في كون أن السيد المسيح معروف لدى الجميع ولا يخفى على أحد طلعته عليه السلام، فلماذا يسألونه عن هويته وشخصه؟؟ والمنطق يقول أنه لا يسأل عن شيء إلا في حالة الوقوع في التباس وشك أو لأجل جهل .. وبهذا فالمقبوض عليه ليس المسيح لأن المسيح معروف بين الناس، ولنقرأ ما ورد في إنجيل لوقا في الإصحاح الثاني والعشرون بدأ من العدد السادس والسبعون:
    (قائلين إن كنت أنت المسيح فقل لنا، فقال لهم إن قلت لكم لا تصدقون. وان سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني).
    وجاء في لوقا Lk:22:70 (فقال الجميع أفأنت ابن الله.فقال لهم انتم تقولون أني أنا هو)..
    أي أنتم الذين تقولون أني المسيح لكني لست أنا المسيح، وإلا لقال نعم أنا هو المسيح، وإلا فما هي فائدة جملة: [أنتم تقولون أني أنا هو] ؟؟ فإذا كانت الجملة معناها أنكم أنتم تتكلمون بهذا الكلام، لكان لا معنى لهذه الجملة، كما يقال لرجل مظلوم أنت سرقت المال؟ فيقول لهم المظلوم أنتم تقولون لي هذا؟ يعني أنتم الذين تتهموني، ولست كذلك.
    المسيح لا يريد أن يفتدي نفسه
    في الباب السادس والعشرين من إنجيل متى هكذا‏:‏ 36 ‏(‏حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جشيماني فقال للتلاميذ اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك‏)‏ 37 ‏(‏ثم أخذ معه بطرس وابني زيدي وابتدأ يحزن ويكتئب‏)‏ 38 ‏(‏فقال لهم نفسي حزينة جدًا حتى الموت امكثوا ههنا واسهروا معي‏)‏ 39 ‏(‏ثم تقدم قليلًا وخر على وجهه وكان يصلي قائلًا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت‏)‏ 40 ‏(‏ثم جاء إلى التلاميذ الخ‏)‏ 42 ‏(‏فمضى أيضًا ثانية وصلى قائلًا يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر عني هذه الكأس ألا أشربها فلتكن مشيئتك‏)‏ 43 ‏(‏ثم جاء الخ‏)‏ 44 ‏(‏فتركهم ومضى أيضًا وصلى ثالثة قائلًا ذلك الكلام بعينه‏)
    يوحنا 8 : 40 : (( لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَعَمِلْتُمْ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ اللهِ))
    ‏ فأقواله وأحواله المندرجة في هذه العبارات تدل على عبوديته ونفي ألوهيته‏.‏ أيحزن ويكتئب الإله ويموت ويصلي لإله آخر ويدعو بغاية التضرع لا واللّه‏.‏ ولما جاء جنابه الشريف إلى العالم وتجسد ليخلص العالم بدمه الكريم من عذاب الجحيم فما معنى الحزن والاكتئاب وما معنى الدعاء‏:‏ بأن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس‏.‏

    7 - هل المسيح يدعو لئلا يفدي نفسه؟ ولا يستجيب الله له؟؟ فأين طبيعة اللاهوت المنسجم بالناسوت؟؟

    ولا يستجيب الله له؟؟ فأين طبيعة اللاهوت المنسجم بالناسوت؟؟ يالكتاب المقدس يصف حالة سيدنا المسيح عليه السلام:(( قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه )) [ رسالة العبرانيين 5 : 7 ] ).
    ودقق في عبارة: ((وسُمع له من أجل تقواه))، فهذه صريحة في نجاة المسيح من الصلب.
    بل لماذا جعل السيد المسيح يصرخ ويتضرع إلى الله بالدموع ؟؟ أليس كي يخلصه الله من الموت والصلب؟ وهل خذله الله؟ كلا، بل سمع له دعاءه واستجاب له من أجل تقواه، هكذا تقول رسالة العبرانيين.
    8- جاء المسيح ليكمل ولم يأتِ ليصلب
    إنجيل متى الإصحاح 5 : 17 - 19 من أقوال المسيح عليه السلام :-" ما جئت لأنقض بل لأكمل "
    9- الله ينجي الصديقين من البلايا فكيف لم ينج الله المسيح؟؟
    المزمور 34 : 19 " كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب "

    10- القول بنجاة المسيح من الصلب دليل على صدقه، والقول بصلب المسيح دليل على كذبه لأن المتكلم بالأكاذيب لا ينجو كما في الكتاب المقدس
    شاهد الزور لا يتبرأ والمتكلم بالأكاذيب لا ينجو. أمثال 19:5
    "شاهد الزور لا يتبرأ والمتكلم بالأكاذيب يهلك" الأمثال 24: 28
    "فإذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب قد أضللت ذلك النبي وسأمد يدي عليه و أبيده من وسط شعبي إسرائيل" حزقيال9:14 ..
    و الذي يقول "لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبئون باسمي و أنا لم أرسلهم ..... يفنى أولئك الأنبياء" ارمياء 15:14 ..
    والسبب في هذا : "لأنها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته قطعاً تقطع تلك النفس" .

    فلو صلب المسيح حقاً لكان ما يقوله اليهود عنه أنه غير صادق كلام صحيح لأن المتكلم بالأكاذيب يهلك ولا ينجو، ولكان متعارضاًَ مع نبوءة المسيح.
    فالقول بصلب المسيح يوقع النصراني في ورطة بتكذيبه لقول السيد المسيح!

    11- المسيح يقول بعد حادثة الصلب أنه لم يكن المصلوب
    إنجيل لوقا الإصحاح 24 : 39 : "جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" أي أنه لم يمت .
    إنجيل لوقا الإصحاح 4 : 29 - 30 "جاءوا به إلى حافة الجبل…حتى يطرحوه… أما هو فجاز في وسطهم ومضى " .
    إنجيل يوحنا الإصحاح 10 : 39 " فطلبوا أن يمسكوه فخرج من أيديهم".
    وإلا لو كان المسيح هو المصلوب ويعتبرونه ربهم ، إن كان الأمر كذلك فالقاتل هو القتيل !! وذاك سر ما قاله أحد الفرنجة المفكرين :
    " خلاصة المسيحية أن الله قتل الله لإرضاء الله !! "
    عبيد يستطيعون صلب ربهم، ومع ذلك يطلبون منه المغفرة والرضا .. هلا طلبوا ذلك من الله الذي طلب منه المسيح نفسه النجاة، وعاتبه أن تركه للأعداء كما يقولون !!


    12- ادعائهم أن المسيح صار لعنة لأنه ملعون كل من علق على خشبة

    جاء في "غلاطية 13: 3" "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار [أي المسيح] لعنة لأجلنا !!! لأنه مكتوب: ملعون كل من عُلّق على شجرة" .
    جاء في "التكوين 9: 18" : فأبصر حام - أبو كنعان - عورة أبيه. وأخبر أخويه خارجًا. فأخذ سام ويافث الرّداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء. وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما. فلمّا استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصّغير. وقال: ملعون كنعان: عبْدُ العبيد يكون لأخوته..".
    ما الفرق بين معنى اللعنة التي في "غلاطية3: 13" " المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنةً لأجلنا. لأنه مكتوب ملعون كل من عُلّق على خشبة ".
    وعبارة اللعن مترجمة معتمدة من قساوسة النصارى وعلمائهم، وليس المسلمين الذين اعتمدوها، بل لو اعتمدها واعتقدها أي مسلم لكان كافراً خارجاً عن دينه.
    يقول القديس يوستين في حواره مع "تريفو اليهودي": استبدل المسيح هذه اللعنة بلعنةٍ أخرى، "ملعونّ كل من عُلِّق على خشبة". إن كان مَنْ يُعلَّق على خشبة ومن يتعدّى الناموس كلاهما تحت اللعنة،

    ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم

    v عند سماعنا "المسيح قد صار لعنة لأجلنا" [13]، و"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا" "2 كو 5: 21"، لا نفهم من هذا ببساطة أن المسيح بكُليته صار خطية أو لعنة، إنما حَمل اللعنة التي علينا "إش 53: 4؛1 بط 2: 24".

    v كما أن المسيح بذاته لم يصر لعنة، إنما قيل هذا لأنه أخذ على عاتقه اللعنة لحسابنا، هكذا صار جسدًا لا بتحوله إلى جسد، إنما اتخذ جسدًا من أجلنا وصار إنسانًا.

    البابا أثناسيوس الرسولي

    v صار خطية ولعنة لا لحسابه بل لحسابنا... صار لعنة لأنه حمل لعناتنا.

    فهو على تفسير آبائهم فالمسيح لأنه تحمل لعنات الناس أصبح لعنة "أستغفر الله العظيم من هذا الكلام!".
    وأنا أتعجب أنه لا يوجد ملة في الأرض تعتقد أنه ربها ملعون غير طائفة النصارى وطائفة عبدة الشيطان!!.
    جاء في موقع دير القديس العظيم أنبا مقار، بكتابة الأب متى المسكين:
    نقرأ في سفر التثنية 21: 23،22:
    >وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقُتِلَ وعلَّقته ”على خشبة“، فلا تَبـِتْ جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلَّق ملعون من الله! ».

    ومن هذا نرى أن المسيح قصد أن يتحمل لا الموت فقط ثمناً للتعدِّي البسيط، بل الموت واللعنة، أي الغضب الكلِّي والحرمان من الله وذلك نيابة عن الإنسان، كل إنسان، كمتعدٍّ عمداً على ناموس الله!

    وفي هذا يقول القديس بولس الرسول: «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا (عندما عُلِّق على الخشبة)، لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ عُلِّق على خشبة» (غل 3: 13). ولقد ذاق المسيح المر (مت 27: 34) على الصليب تعبيراً عميقاً عن مرارة اللعنة.

    وهنا يلزمنا أن نفرِّق بين الموت، وبين الموت في حالة لعن.

    فالموت كان قصاص خطية، ولكن الموت واللعن هو قصاص تعدٍّ متعمَّد لناموس الله: «لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به» (غل 3: 10). هنا كلمة: «كل مَنْ لا يثبت في جميع ما هو مكتوب»، تفيد التحرُّر الإرادي من الوصايا والتعدِّي المتعمَّد على ناموس الله.

    لذلك فَسِرُّ موت المسيح الإرادي معلَّقاً على خشبة...

    هل الإله المتجسد في يسوع يكون ملعون؟؟ بل هل المسيح ابن الله يكون ملعون؟؟ بل هل المقرب من الله يكون ملعون؟؟؟ بل هل يعتبرون أن من تجسد فيه الله يكون ملعوناً؟؟!




    مناظرة بعض الصحابة والعلماء للنصارى وغيرهم

    جاء في كتاب نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدارية (1/182) للشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله :

    مناظرة سيدي دحية الكلبي رضي الله عنه لقيصر:
    ((قال السهيلي في الروض لما قدم دحية على قيصر قال يا قيصر أرسلني من هو خير منك والذي أرسله هو خير منه ومنك فاسمع بذل ثم أجب بنصح فإنك إن لم تذلل لم تفهم وإن لم تنصح لم تنصف قال هات قال هل تعلم أكان المسيح يصلي قال نعم قال فإني أدعوك إلى من كان المسيح يصلي له وأدعوك إلى من دبَّر خلْق السماوات والأرض والمسيح في بطن أمه، وأدعوك إلى هذا النبي الأمي الذي بشر به موسى وبشر به عيسى ابن مريم بعده وعندك من ذلك إثارة من علم تكفي عن العيان وتشفي من الخبر، فإن أجبت كانت لك الدنيا والآخرة، وإلا ذهبت عنك الآخرة وشوركت في الدنيا ،واعلم أن لك ربا يقصم الجبابرة ويغير النعم.
    فأخذ قيصر الكتاب ووضعه على عينيه ورأسه وقبله ثم قال أما والله ما تركت كتابا إلا وقرأته ولا عالما إلا وسألته فما رأيت إلا خيرا فأمهلني حتى أنظر من كان المسيح يصلي له فإني أكره أن أجيبك اليوم بأمر أرى غدا ما هو أحسن منه فأرجع عنه فيضرني ذلك ولا ينفعني أقم حتى أنظر.. فلم يلبث أن أتاه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
    ومما قاله دحية في قدومه على قيصر
    ( ألا هل أتاها على نابها ** فإني قدمت على قيصر )
    ( فقدرته بصلاة المسيح ** وكانت من الجوهر الأحمر )
    ( وتدبير ربك أمر السماء ** والأرض فأغضى ولم ينكر )
    ( وقلت تقر ببشرى المسيح ** فقال سأنظر قلت انظر )
    ( فكاد يقر بأمر الرسول ** فمال إلى البدل الأعور )
    ( فشك وجاشت له نفسه ** وجاشت نفوس بني الأصفر )
    ( على وضعه بيديه الكتاب ** على الراس والعين والمنخر )
    ( فأصبح قيصر من أمره ** بمنزلة الفرس الأشقر )
    يريد بالفرس الأشقر مثلا للعرب فيمن يتردد عن الشيء لا يريد ما يرجح فيه .


    مناظرة سيدي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه للمقوقس عظيم القبط في مصر:
    وفي الروض أيضا أن حاطبا لما قدم على المقوقس ملك مصر قال له: إنه قد كان رجل قبلك يزعم أنه الرب الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى فانتقم به ثم انتقم منه، فاعتبر بغيرك ولا يعتبر بك غيرك.
    قال: هات..
    قال: إن لك دينا لن تدعه إلا لمن هو خير منه وهو الإسلام إليه الكافي به الله فقد ما سواه إن هذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس فكان أشدهم عليه قريش وأعداهم له يهود وأقربهم منه النصارى ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد وما دعاؤنا إياك للقرآن إلا كدعاء أهل التوراة إلى الإنجيل وكل نبي أدرك قوما فهم من أمته فالحق عليهم أن يطيعوه فأنت ممن أدرك هذا النبي ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكن نأمرك به .
    وذكر ابن عبد الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب مصر وبلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما منعه أن يدعو علي فيسلط علي؟ .
    قال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أبى عليه أن يفعل ويفعل؟؟
    فوجم ساعة ثم استعادها فأعادها عليه حاطب فسكت.. ويروى أنه حين سأله عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم في حروب قومه وذكر له أن الحرب تكون بينهم سجالا تارة له وتارة عليه.
    قال له المقوقس النبي يُغلب؟!
    فقال له حاطب: فالإله يُصْلَب؟! يشير بذلك إلى ما تزعمه النصارى من أن المسيح عليه السلام صلب مع دعواهم فيه أنه إله.

    مناظرة سيدي العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه للمنذر بن ساوى:
    لما قدم العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه على المنذر بن ساوى بكتابه صلى الله عليه وسلم قال له:
    يا منذر إنك عظيم في الدنيا فلا تصغرن عن الآخرة إن هذه المجوسية ليس فيها تكرم العرب ينكحون ما يستحيا من نكاحه ويأكلون ما يتكره عن أكله ويعبدون في الدنيا نارا تأكلهم يوم القيامة ولست بعديم عقل ولا رأي، هل ينبغي لمن لا يكذب أن لا تصدقه؟ ولمن لا يخون أن لا تأمنه؟ ولمن لا يخلف أن لا تثق به؟ فإن كان هذا هكذا فهو هذا النبي الأمي الذي والله لا يستطيع ذو عقل أن يقول ليت ما أمر به نهي عنه أو ما نهى عنه أمر به أو ليته زاد في عفوه أو نقص من عقابه إن كل ذلك منه على أمنية أهل العقل وفكر أهل البصر.

    مناظرة سيدي عمرو بن العاص رضي الله عنه للجلندي:
    وفيه أيضا أن عمرو بن العاص لما قدم على الجلندي قال له: يا جلندي إنك وإن كنت منا بعيدا فإنك من الله غير بعيد إن الذي تفرد بخلقك أهل أن تفرده بعبادتك وأن لا تشرك به من لم يشركه فيك واعلم أنه يميتك الذي أحياك ويعيدك الذي بدأك فانظر في هذا النبي الأمي الذي جاء بالدنيا والآخرة فإن كان ما يريد به منا فاتبعه أو يميل به هوى فدعه ثم ينظر فيما يجيء به يشبه ما تجيء به الناس فإن كان يشبهه قبله العيان وتحيز عليه في الخير وإن كان لا يشبهه فأقبل ما قال وخف ما وعد .

    دعوة سيدي شجاع بن وهب لجبلة بن الأيهم:
    وفيه أيضا أن شجاع بن وهب لما قدم على جبلة بن الأيهم قال له: يا جبلة إن قومك نقلوا هذا النبي الأمي من داره إلى دارهم يعني الأنصار فآووه ومنعوه وإن هذا الدين الذي أنت عليه ليس بدين آبائك ولكنك ملكت الشام وجاورت بها الروم ولو جاورت كسرى دنت بدين الفرس لملك العراق وقد أقر بهذا النبي الأمي من أهل دينك من إن فضلناه عليك لم يغضبك وإن فضلناك عليه لم يرضك فإن أسلمت أطاعتك الشام وهابتك الروم وإن لم يفعلوا كانت لهم الدنيا ولك الآخرة وكنت قد استبدلت المساجد بالبيع والآذان بالناقوس والقبلة بالصليب وكان ما عند الله خير وأبقى .

    دعوة سيدي المهاجر بن أبي أمية للحارث بن عبد كلال:
    وفيه أيضا أن المهاجر بن أبي أمية لما قدم على الحارث بن عبد كلال قال له: يا حارث إنك كنت أول من عرض عليه المصطفى نفسه فخطأت عنه وأنت أعظم الملوك قدرا فإذا نظرت في غلبة الملوك فانظر في غالب الملوك وإذا سرك يومك فخف غدك وقد كان قبلك ملوك ذهبت آثارها وبقيت أخبارها عاشوا طويلا وأملوا بعيدا وتزودوا قليلا منهم من أدركه الموت ومنهم من أكلته النقم وأنا أدعوك إلى الرب الذي إن أردت الهدى لم يمنعك وإن أرادك لم يمنعه منك أحد وأدعوك إلى النبي الأمي الذي ليس شيء أحسن مما يأمر به ولا أقبح مما ينهى عنه واعلم أن لك ربا يميت الحي ويحيي الميت ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور


    دعوة سيدنا عبادة بن الصامت للمقوقس:

    جاء في كتاب الاستبصار للموفق ابن قدامة أن المقوقس صاحب مصر بعث إلى عمرو أن أبعث لي رسلا أكلمهم فبعث إليه نفرا منهم عبادة بن الصامت وأمره أن يكون هو المتكلم وكان عبادة أسود شديد السواد فلما دخلوا على الملك تقدم عبادة فقال الملك ما فيكم من يتكلم غير هذا فقال القوم هو أفضلنا وأقدمنا صحبة لنبينا ومع هذا فقد أمره أميرنا هو المتكلم قال فليتقدم إذا فإنما هبته لسواده.
    فقال عبادة: فإن كنت هبتني لسوادي وقد ولى شبابي وذهبت قوتي فكيف بك لو رأيت عسكرنا وفيه أكثر من ألف أشد مني سوادا وأقوى أبدانا وأعظم أجسادا ؟؟؟ فطلب منه الملك الصلح.
    فقال عبادة: إنا لا نقبل منكم إلا إحدى خلال ثلاث إما أنت تسلموا فتكونوا إخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا وإما أنت تؤدوا الجزية إلينا وتعتقدوا منا الذمة فنقبل منكم ونكف عنكم وإما أن تبرزوا لنا حتى يحكم الله بيننا وبينكم.
    فقال الملك لا تقبلوا غير هذه الخلال الثلاث؟ فرفع عبادة يديه فقال: لا ورب السماء لا ورب هذه الأرض لا نقبل منكم غيرها.
    فقال الملك لأصحابه: ما ترون فيما قال؟ فأبوا فقال الملك والله لئن لم تقبلوا منهم احد هذه الخلال قبل قتال الرجال وسبي الحريم لتقبلنه منهم بعد ذلك وأنتم راغمون.. فصالحهم ووجَّه سيدنا عمر بن الخطاب عبادة بن الصامت رضي الله عنه إلى الشام قاضيا ومعلما هـ

    مناظرة الإمام أبو بكر الباقلاني للنصارى:
    ذكر القلقشندي أن بعض ملوك الروم كتب إلى خليفة زمانه يطلب منه من يناظر علماء النصرانية عنده فإن قطعهم أسلموا فوجه إليهم بالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني المالكي فلما حضر المجلس واجتمع لديه علماء النصارى قال له بعضهم: إن معتقدكم أن الأنبياء معصومون في الفراش وقد رميت عائشة بما رميت به فإن كان ما رميت به حقا كان ناقضا لأصلكم الذي أطلقتموه في عصمة الأنبياء في الفراش وإن كان غير حق كان مؤثرا في ايمان من وقع منه.
    فقال له القاضي أبو بكر الباقلاني: امرأتان حصينتان رميتا بالفرية إحداهما لها زوج ولا ولد لها والأخرى لها ولد ولا زوج لها [يشير بالأولى إلى عائشة وبالثانية إلى مريم] فسجدوا له على عادة تحيتهم في ذلك
    قلت
    وقد رأيت في ترجمة الباقلاني من تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي هذه القصة على وجه آخر وذلك أنه ذكر أنه جرت له أمور منها أن الملك أدخله عليه من باب خوخة ليدخل راكعا للملك ففطن لها ودخل بظهره ومنها أنه قال لراهبة: كيف الأهل والأولاد؟؟ فقال له الملك : أما علمت أن الراهب يتنزه عن هذا؟ فقال: تنزهونه عن هذا ولا تنزهون الله عن الصاحبة والولد ؟!!. لله دره..
    وقيل أن طاغية الروم سأله كيف جرى لعائشة وقصد توبيخه فقال كما جرى لمريم وبرأ الله المرأتين ولم تأت عائشة بولد فأفحمه ولم يدر جوابا .
    وأحفظ أيضا أن الباقلاني سأله ملك الروم أيضا قال له تزعمون أن القمر انشق لنبيكم فهل للقمر قرابة حتى ترونه دون غيركم؟؟ فقال :وهل بينكم وبين المائدة أخوة ونسب إذ رأيتموها ولم ترها اليهود واليونان والمجوس الذين أنكروها وهم في جواركم؟؟ فأفحم ولم يدر جوابا .

    مناظرة الإمام أبا بكر بن الطيب:
    ذكر هذه القصة ابن التلمساني في شرح الشفا قائلا ذكر بعضهم أن الإمام العالم الأعرف أبا بكر بن الطيب لما وجهه صاحب الدولة سفيرا إلى ملك الروم ليظهر به رفعة الإسلام وبغض النصرانية وجرب في تلك الوجهة من القسطنطينية بينه وبين ملكها مع بطارقته ونبلا

    ملته مناظرات ومحاورات منها أن الملك قال له هذا الذي تدعونه في معجزات نبيكم من إنشقاق القمر كيف هو عندكم؟
    قال: هو صحيح عندنا انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رآه الناس وإنما رآه من الحضور من اتفق نظره إليه في تلك الحال.
    فقال الملك وكيف لم يره جميع الناس؟؟
    قال : الناس لم يكونوا على أهبة ووعد لحضوره .
    قال: وهذا القمر بينكم وبينه قرابة لأي شيء لم يعرفه الروم وغيرهم من سائر الناس وإنما رأيتموه أنتم خاصة.
    قال: فهذه المائدة بينكم وبينها نسب وأنتم رأيتموها دون اليهود والمجوس والبراهمة وأهل الإلحاد واليونان جيرانكم فإنهم كلهم منكرون لهذا الشأن.
    فتحير الملك وقال في كلامه سبحان الله وأمر بإحضار فلان القسيس ليكلمني وقال نحن لا نطيقه فلم أشعر إذ جاءوا بالرجل كالدب أشقر الشعر فقعد وحكيت له المسألة فقال الذي قال المسلم لازم لا أعرف له جوابا إلا ما ذكره.
    فقلت له إن الكسوف إذا كان يراه جميع أهل الأرض أم يراه أهل الإقليم الذي في محاذاته فقال لا يراه إلا من كان في محاذاته
    قلت فما أنكرت من انشقاق القمر كذلك إذا كان في ناحية لا يراه إلا أهل تلك الناحية ومن تأهب للنظر وأما من أعرض عنه أو كان في الأمكنة التي لا يرى القمر فيها فلا يراه .
    فقال هو كما قلت لا يدفعك عنه دافع وإنما الكلام في الرواة الذين نقلوا فأما الطعن في هذا الوجه فليس بصحيح.
    فقال الملك وكيف يطعن في النقلة .
    فقال النصراني شبه هذا من الآيات إذا صح وجب أن ينقله الجم الغفير حتى يتصل بنا العلم به ولو كان كذلك لوقع لنا العلم الضروري به فلما لم يقع دل على أنه أكبر مفتعل باطل فالتفت الملك إلي وقال الجواب .
    فقلت: يلزمه في نزول الملائكة بالمائدة ما لزمني في انشقاق القمر ويقال له لو كان نزول المائدة صحيحا لوجب أن ينقله العدد الكثير فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا ويعلم هذا بالضرورة ولما لم يعلموا ذلك بالضرورة دل أن الخبر كذب.
    فبهت النصراني والملك ومن ضمه المجلس وانفصل الوطن على هذا هـ .



    الفصل الثالث: نظرات في الكتاب المقدس
    1- المتكلم بالأكاذيب يهلك والذي يصدق ينجو، فلماذا بولس مات مقتولاً؟؟
    شاهد الزور لا يتبرأ والمتكلم بالأكاذيب لا ينجو. سفر الأمثال 19:5
    "شاهد الزور لا يتبرأ والمتكلم بالأكاذيب يهلك" الأمثال 24: 28
    "فإذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب قد أضللت ذلك النبي وسأمد يدي عليه و أبيده من وسط شعبي إسرائيل" حزقيال9:14 ..
    و الذي يقول "لذلك هكذا قال الرب عن الأنبياء الذين يتنبئون باسمي و أنا لم أرسلهم ..... يفنى أولئك الأنبياء" ارمياء 15:14 ..
    والسبب في هذا : "لانها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته قطعاً تقطع تلك النفس"

    لقد قال بولس إن ربه يسوع سينقذه من الأمم و من اليهود ولكن ذلك لم يحدث .. و قد ذبح بالسيف سنة 67 ميلادية .. هذا ما قاله بولس أن يسوع قد أبلغه إياه "سأظهر لك به منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم" أعمال 26/16- 18 ..
    وقد قتل بولس في عام 67 ميلادية ولم ينقذه المسيح، فإما أن يكون المسيح غير صادق في وعده، وإما أن يكون بولس هو الذي تكلم بالأكاذيب فنالته الهلكة ولم تتداركه يد النجاة كما وعد السيد المسيح.

    - يقول المسيح ابن مريم عليه السلام محذرا تلاميذه و المؤمنين به من أمثال بولس "سيقوم مسحاء كذبة و أنبياء كذبة و يعطون آيات وعجائب لكي يضلوا لو أمكن المختارين أيضا" مرقص13: 22

    - وقد وجد ذلك من بولس الذي ادعى أن الله مسحه فقال: "ولكن الذي يثبتنا معكم وقد مسحنا هو الله" كورنثوس الثانية 21:1 فهو أحد هؤلاء المسحاء.

    - ثم يدعي بولس أنه رسول يصنع الآيات والعجائب؟! فيقول "إن علامات الرسول صنعت بينكم في كل صبر بآيات وعجائب". وبهذا فقد أعطي الآيات والعجائب الذي قالها المسيح، وذلك ليضلوا الناس.

    - و ها هو بولس يكمل بإخراج الشياطين باسم يسوع؟ .. "فضجر بولس والتفت إلى الروح "الشيطان" وقال أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج في تلك الساعة"، وسيتبرأ منه المسيح ولو كان بولس كان يخرج الشياطين باسمه وينطبق عليه ما قاله السيد المسيح عليه السلام: ((22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟
    7 : 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)) .

    مكانة المرأة في كتابهم المقدس
    مَنْ هو المسئول عن الخطيئة الأزلية؟ هل هو آدم أم حواء؟
    يبرىء الكتاب آدم من هذه الخطيئة ، ويرمى بها على حواء ، فيقول الكتاب: (وآدم لم يُغْوَ لكن المرأة أُغْوِيَت فَحَصَلَت في التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
    وعلى هذا كان كل هذا الاضطهاد الذي أصاب المرأة بسبب قول بولس المحقِّر لشأن المرأة.
    ولادة الأنثى تضاعف نجاسة الأم عند ولادة الذكر:
    يقول الكتاب (المقدس): (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا.) لاويين 12: 1-5
    لك أن تتخيل أن نجاستها تتضاعف بولادة الأنثى. أى إن الولد يُضاعف أخته في الطُهر، وهذا فقط لأنه ولد مثل آدم أما هى فأنثى مثل حواء.
    ولأنها نجسة فقط لأنها أنثى. فقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً في عصر هنرى الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)
    ومن حق الأب أن يبيع ابنته:
    (وإذا باع رجل ابنته أمةً لا تخرج كما يخرج العبيد) خروج21: 7
    وجعل عقوبة الحرق خاصة للمرأة الزانية دون الرجل الزانى:
    (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
    وجعل عقوبة قطع اليد أيضاً للمرأة التي تمسك عورة المصارع مع زوجها، ولا توجد عقوبة مثلها للرجل:
    (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
    بل واعتبرها الرب الشر نفسه:
    (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.) زكريا 5: 8
    ومن البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه ، بل هو رسول من عند الله ، ينفذ رغبة الرب ، ويبلغ رسالته. فتُرى مَن الذي أرسل ملاك الرب ليصف المرأة بالشر نفسه؟ وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ وماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التي وصفها الرب وملاكه بالشر ، كما وصفها الكتاب من بعد أنها سبب الخطية ، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟
    فهى التي خدعها الشيطان ، أما الرجل فهو ضحية المرأة التي أغواها الشيطان:
    (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
    (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت في التعدى)تيموثاوس الأولى2: 14
    (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    (فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ)رومية 5: 18
    ولن نخرج عن الموضوع كثيراً إن ذكرنا بعض صفحات التاريخ المظلمة للمرأة المسيحية في أوربا ، من جرَّاء هذا النص والنصوص الإنجيلية ، التي ترمى المسئولية على المرأة وحدها ، فكانت المرأة مضطهدة من رجال الدين والكنيسة والقانون اعتقاداً خاطئاً منهم أن المرأة هى سبب كل شر ، وأنها صاحبة الخطيئة الأزلية ، لذلك اعتبروا المرأة دنس يجب الابتعاد عنه ، وأن جمالها سلاح إبليس.
    وقد تسرب هذا الاعتقاد إلى النصرانية من بين معتقدات وعادات كثيرة انتقلت إليها من الديانات الوثنية القديمة ، التي كانت تعتبر المرأة تجسيداً للأرواح الخبيثة ، والتي كانت متفقة على تحقير النساء وإذلالهن ، بل وإبادتهن بأفظع الطرق والوسائل الوحشية ، ومن بينها إلزام المرأة التي يموت زوجها أن تحرق نفسها بعد موته وإحراق جثته مباشرة:
    - ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزي العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم ، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية ، ولا حق في الأموال التي يكتسبنها ، ولا حق في ملكية شيء حتى الملابس التي كنَّ يلبسنها. أى سحب منها حق المواطنة. وساوى بينها وبين الحيوانات أو على أيسر تقدير اعتبرها من المجرمات شديدى الإجرام الذين يُسحَب منهم المواطنة لسلوكهم الشائن ، المضر بالعباد والبلاد. فماذا تبقى لها من كرامة؟ أين ذهبت إنسانيتها؟ أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
    - و(نص القانون المدني الفرنسي (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبي والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) فلم يعتبروها من الجنس البشرى العاقل! فقد ساوتها بلد الحضارة والمدنية بالمجنون أو الطفل القاصر! أي سحبوا عنها أهم صفة تميز بين الإنسان والحيوان: نعمة العقل والمسئولية عن تصرفاتها. أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟ أين كانت جمعيات الرفق بالنساء؟ ونحمد الله أنه لم تعترض جمعيات الرفق بالحيوان على تحقير الحيوان ومساواته بالمرأة!!
    لك أن تتخيل أنه في عصرنا هذا تُكتب الوصايا في البلاد الأمريكية والأوربية للكلاب والقطط والحيوانات التي يربونها. فقارن بين الحيوان الذي من حقه أن يملك اليوم ، وتُكتب الممتلكات باسمه ، ويُصبح من السادة ، بين كانت المرأة من الإماء المملوكة التي يعتبرها القانون كالصبي أو المجنون!!
    وبالتالي لم يكن لها الحق في امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق في أن تفتح حساباً في البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذي لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
    - وكان شائعاً في بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفي قتلها إذا أصيبت بمرض عضال". أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
    - وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل) فإذا كانت المرأة هي مدخل الشيطان ، وأساس الخطيئة الأزلية ، فكيف تريدوننا أن نعطيها القوامة ، وهى السبب في موت الإله على زعمكم؟
    - (وفي زمن شباب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عقد الفرنسيون في فرنسا عام 586 م (مجمع باكون) لبحث: هل تُعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانياً ، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.) فأيهما أنصف المرأة: القوامة في الإسلام أم الاستعباد في المسيحية واليهودية؟
    - يقول توما الإكويني: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معاً. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شيء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)
    - وقد ظلت المرأة في نظر القساوسة ورجال الدين كما كانت عند القديس يوحنا فم الذهب: شراً لا بد منه ، وإغواءًا طبيعياً ، وكارثة مرغوباً فيها ، وخطراً منزلياً ، وفتنة مهلكة ، وشراً عليه طِلاء ، وهى أداة الشيطان المحببة التي يقود بها الرجال إلى الجحيم.) (الفيلسوف المسيحي والمرأة ص 144)
    - (وكان القانون المدني أشد عداءً للمرأة من القانون الكنسي ، فقد كان كلاً من القانونين يجيز ضرب الزوجة ، وينص على ألا تُسمح للنساء كلمة في المحكمة "لضعفهن". ويُعاقب على الإساءة للمرأة بغرامة تعادل نصف ما يُفرَض على الرجل نظير الإساءة نفسها. وقد حَرَمَ القانون النساء ـ حتى أرقاهن مولدا ـ من أن يُمثِّلنَ ضياعهن في برلمان إنجلترا ، أو في الجمعية العامة للطبقات في فرنسا. وكان الزواج قد أعطى الزوج الحق الكامل في الانتفاع بكل ما للزوجة من متاع وقت الزواج ، والتصرُّف في ريعه.)
    - ويرى كليمنت أن النقص لا يصيب إلا الأنثى ، ومن هنا كانت ولاية الرجل عليها فرضاً: (لا شىء مخزِ أو شائن عند الرجل الذي وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التي تجلب الخزي والعار، حتى عندما تفكر في طبيعتها ، ماذا عساها أن تكون .. .. )
    وهو يعتبر أن المرأة موجود أدنى من الرجل ، بسبب العقل الذي هو تاج الرجل ، وهو يحافظ عليه نقيا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئاً مخزياً ومخجلاً حقاً .." فكيف تُعطَى القوامة لشخص فاقد الأهلية ، وتسبب في موت الإله على زعمكم؟
    - بل لقد كتب أودو الكاني في القرن الثاني عشر: (إن معانقة امرأة تعني معانقة كيس من الزبالة).
    - ولقد كتب أسقف فرنسي عاش في القرن الثاني عشر: (أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور في العالم) .
    - وقال الراهب البنديكتي برنار دي موريكس دون مواربة في أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض) .
    - كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لاروح لها ولا خلود ، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لا تقبل عبادتها ، ولا تدخل الجنة ، والملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان ".
    - أفضِّل الاجتماع بالشيطان على الاجتماع بالمرأة .
    - المرأة باب جهنم ، وطريق الفساد وإبرة العقرب ، وحليفة الشيطان .
    - وأعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) في براءة (1484) أن الكائن البشري والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين".
    - ويقول توماس الإكويني: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
    ومن أقوال فلاسفة أوربا ومشاهيرها في عصر ما بعد النهضة:
    - (إذا رأيتم امرأة ، فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشرياً ، بل ولاكائناً وحشياً وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته، والذي تسمعونه هو صفير الثعبان) (من وصايات سان بول فانتير - لتلاميذه)
    - (المرأة خلقت لكى تخضع للرجل ، بل لكى تتحمل ظلمه) (أعترافات جان جاك روسو)
    - وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
    - (المرأة حيوان ، يجب أن يضربه الرجل ويطعمه ويسجنه) (شوبنهاور)
    - (لا يوجد رجل فكر في المرأة ثم احترمها ، فهو إما أن يحتقرها وإما أنه لم يفكر فيها بصورة جدية) (أوتو فيننجر)
    - (الرجل يمكن أن يتصور نفسه بدون المرأة - أما المرأة فإنها لا تتصور نفسها بدون رجل) جوليان بندا
    - (المرأة آلة للابتسام . تمثال حي للغباء) (الأديب الفرنسي - لامنيه)
    - (المرأة كائن نسبي) (المؤرخ ميشليه)
    - (وكانوا يُعدُّون اختطاف الأطفال لتربيتهم على الرهبنة من القربات. وكانوا يفرون من النساء ولو كانوا أقاربهم لاعتقادهم أن مجرد النظر إلى المرأة مُحبِط للأعمال.)- نقلاً عن معاول الهدم والتدمير في النصرانية وفي التبشير إبراهيم سليمان الجبهان ص 72-75]
    - (يجب على المرأة أن تغطى شعرها لأنها ليست صورة الله) أمبروزيوس القرن الرابع الميلادي (ديشنر صفحة 379)
    § س175- وإذا كانت حواء هي المتهمة الأولى في القضية ، فلماذا لم ينزل الرب على صورة امرأة لفداء البشرية من خطيئة المرأة؟



    فصل: اتنشار المسيحية بحد السيف والإكراه

    عبر التاريخ نستعرض بعض الحوادث فقد فرض شارلمان [742 – 814 م] المسيحية على السكسونيين بحد السيف.
    وفي الدانمارك استأصل الملك كنوت Cnut الديانات غير المسيحية من بلاده بالقوة والإرهاب.
    وفي بروسيا فرضت جماعة إخوان السيف Bretheren Of The Sword المسيحية على الشعب فرضاً.
    وفي جنوب النرويج ذبح الملك أولاف ترايجفيسون كل من أبى اعتناق المسيحية ، أو قطع أيديهم وأرجلهم ونفاهم وشردهم ، حتى انفردت المسيحية بالبلاد.
    وفي روسيا فرض فلاديمير Vladimir عام 988 م المسيحية على كل الروس ، سادة وعبيداً ، أغنياء وفقراء، غداة اعتناقه لها.. ولم يعترف فيها بإمكانية تعدد الاديان إلا في مرسوم صدر عام 1905 م !..
    وفي الجبل الأسود بالبلقان ـ قاد الأسقف الحاكم دانيال بيتروفتش D.Petrovich عملية الذبح غير المسيحيين - فمن فيهم من المسلمين، ليلة عيد الميلاد عام 1703 م.
    وفي المجر أرغم الملك شارل روبرت غير المسيحيين على التنصر أو النفي من البلاد عام 1340 م.
    وفي إسبانيا قبل الفتح العربي، كان المذهب الكاثوليكي ، وأقسم الملوك على تنفيذ هذا القانون ..
    وحينما امتد نفوذ ونهج الحضارية الغربية هذا ، شهد التاريخ هذا القهر والإكراه والاضطهاد .. فاليعاقبة في مصر والشرق، اضطهدهم الارثوذكس الملكانيون ، بالقتل والنفي والتشريد ..
    وقتل جستنيان الأول [527 – 565 م] مائتي ألف من القبط في مدينة الاسكندرية وحدها، حتى اضطر من نجا من القتل إلى الهرب في الصحراء.
    وفي أنطاكية حدث نفس القهر والاضطهاد لغير المسيحيين ، ولمعتنقي غير مذهب الدولة الرومانية من المسيحيين.
    وفي الحبشة قضى الملك سيف أرعد [1342 – 1370 م] بإعدام كل من أبى الدخول في المسيحية أو نفيهم من البلاد، وصنع ذلك الملك جون في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي.. ناهيك عن مأساة مسلمي الأندلس على يدي فرديناندو إيزابيلا.
    لقد سنت الحضارة الغربية سنة الإكراه في الدين ، واتخذت القهر في أبشع صوره، سبيلاً لانفراد المسيحية بساحة التدين ، بل وانفراد مذهب واحد من مذاهبها بعقائد الذين أكرهوا على الإيمان، وكان شعارها كلمة [الوصية] المنسوبة إلى القديس لويس ، والتي تقول: [عندما يسمع الرجل العامي أن الشريعة المسيحية قد أسيء إلى سمعتها ، فإنه ينبغي ألا يذود عن تلك الشريعة إلا بسيفه الذي يجب أن يطعن به الكافر في أحشائه طعنة نجلاء] ((كتاب الدعوة إلى الإسلام لآرنولد ص 30 – 32 ، 72، 73، 122 – 124 ، 135 – 136 ، 141، 143 ، 156، 223، 226، 274، 276 . ترجمة د. حسن إبراهيم حسن، د. عبد المجيد عابدين، إسماعيل النحراوي، طبعة القاهرة الثالثة عام 1970 م)) ,
    ((من كتاب الغزو الفكر، للدكتور محمد عمارة))

    وكتب الأخ محمد مصطفى في منتديات أتباع المرسلين:
    في القرن الرابع الميلادي عارض آريوس القول بألوهية المسيح مما دعا لعقد مجمع ( نيقية ) عام 325 ميلادية . وقرر هذا المجمع إدانة آريوس وإحراق كتبه وتحريم اقتناءها ، وخلع أنصاره من وظائفهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئا من كتابات آريوس وأتباعه .
    ثانيا : في عهد إديوسيس سنة 395 ميلادية ظهرت لأول مرة محكمة التفتيش ، وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر وكان أعضاؤها من الرهبان ، وكانت وظائفهم اكتشاف المخالفين في العقيدة ، وكان لهم سلطان كبير .. فلا يسألون عما يفعلون . ( كالرب ) .
    وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقصى صورة وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب .
    وفي القرون التالية : تعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنيسة وكهنتها هراطقة . لأنهم لا يؤمنون بما تؤمن به الكنيسة .
    وكثيرا ما كانت تلجأ الكنيسة إلى الإعدام البطيء ، مبالغة في التعذيب ، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية .. وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفة مصر لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع ( خلدقونية) .. وقرارات المجمع كانت تقول : إن للمسيح طبيعتين : طبيعة إلهية ، وطبيعة إنسانية . ولكن النصارى في مصر رفضوا هذا وقالوا : إن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة . ( فالمسيح هو الله ، والله هو المسيح ) .
    وكان الإعدام يطبق بصورة بشعة من التعذيب ، كالكيّ بالنار والضرب المبرح لعل المتهم أن يعترف أو يقر ، فإن لم يعترف قـــًتـِــل .
    وكان شعار المحاكم : المتهم مجرم حتى تثبت براءته . وليس المتهم برئ حتى تثبت إدانته .
    وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه .. لعله يعترف باسم أنصاره وشركائه .
    وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تابعة الجرم الذي يتهم به الآباء .
    الآن سنتحدث بالوثائق والأرقام .. لإثبات أن دين النصارى هو دين الإرهاب .. وأن انتشار النصرانية كان بالسيف والإرهاب .
    استعملت الكنيسة الرومانية مرات كثيرة الاضطهادات ( ....... ) ضد البروتستانت ( الكاثوليك ضد البروتستانت ) وذلك في ممالك أوروبا . وقد بلغ من أحرق بالنار قرابة ( 230 ألف ) إنسان .
    ليه ؟ لأنهم لم يكونوا على ( مذهب 9 الكاثوليك .. كانوا على مذهب البروتستانت .
    وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل ، وفي مدينة تولز قتل 2000 رجل ، وفي تلبريا الإيطالية سنة 1560م قتل ألوف الألوف من البروتستانت .. ويقول أحد الكتاب الرومانيين : إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دما بيده ، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين بالدم ، يسحب واحدا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم .
    وكارلوس الخامس سنة 1521 م أصدر أمرا بطرد البروتستانت من بلاد الفلامنك برأي البابا ، وقتل بسبب ذلك ( 500.000 ) نسمة .
    وبعد كارلوس تولى إبنه فيليبس ، ولما ذهب إلى إسبانيا سنة 1559م استخلف الأمير ألفرد على طرد البروتستانت، ويقول المؤرخون : إنه في أشهر قليلة قتل على يده ( 18000) إنسان . وبعد ذلك كان يفتخر بأنه قتل في جميع المملكة ( 360009 ) إنسان .
    هذا هو دين المحبة .. الدين الذي انتصر بالحب ( أحبو أعداءكم ) . من حبهم للأعداء كانوا يقتلونهم . كان من حبهم للعدو يقتلوا العدو .
    هذا ما فعله الكاثوليك بالبروتستانت .
    طيب : ماذا فعل البروتستانت بالكاثوليك ؟
    • أصدر البروتستانت هذه القوانين :
    1-
    لا يرث كاثوليكي تركة أبويه .
    -2-
    لا يشترى منهم أرضا . بعد ما يجوز عمره 18 سنة إلا إذا صار بروتستانتيا .
    -3-
    لا يستغل أحد منهم في التعليم ومن خالف هذا الحكم يسجن سجنا مؤبدا .

    -4-
    من كان من الكاثوليك فإنه يؤدي ضعف الخراج .
    -5-
    إذا أرسل احد منهم ولدا خارج إنجلترا للتعليم يقتل هو وولده وتسلم أمواله ومواشيه كلها .
    -6-
    لا يُعطى لهم منصب في الدولة .
    -7-
    من لم يحضر منهم يوم الأحد أو يوم العيد إلى الكنسية البروتستانتية يغرّم غرامة مالية شهرية كبيرة ويكون خارجا عن الجماعة .
    -8-
    لا يسمع استغاثة أحد منهم عند الحكام ، وحسب القانون .
    -9-
    لا تجهز موتاهم ولا تكفن ، ولا تعمّد أولادهم إلا إذا كان ذلك على طريقة كنيسة إنجلترا .
    -10-
    لا يحضر القسيس عند قتلهم ولا عند تجهيزهم ولا تكفينهم .
    -11-
    لا يصح لواحد منهم أن يمتلك سلاح .
    -12-
    إن أدى قسيس منهم خدمة من الخدمات المتعلقة به يسجن سجنا مؤبدا .
    ولقد حمل كثير من رهبانهم وعلمائهم بأمر الملكة إليزابيث في المراكب ثم أغرقوا في البحر ، وجاء عساكرها إلى إيرلندا ليدخلوا الكاثوليك في المذهب البروتستانتي ، فأحرقوا كنائس الكاثوليك ، وقتلوا علماءهم ، وكانوا يصطادونهم كاصطياد الوحوش البرية ، وكانوا لا يؤمّنون لأحد .. وإن أمّنوه قتلوه أيضا بعد الأمان .
    الحديث بالأرقام والوثائق .
    • في إسبانيا : قدمت محكمة التفتيش للنار أكثر من ( 31000 ) وحكمت على ( 290000 ) بعقوبات أخرى غير الإعدام .
    • في عام 1568 م أصدر الديوان المقدس حكمه بإدانة جميع سكان الأراضي المنخفضة والحكم عليها بالإعدام ، واستثناء بضعة أفراد من الحكم ونص القرار على أسمائهم ، وبعد عشرة أيام من صدور الحكم دفع للمقصلة ( ملايين ) الرجال والنساء والأطفال .
    • ومن أهم المذابح التي دبرها الكاثوليك للبروتستانت ( مذبحة باريس ) في 24/آب أغسطس سنة 1572 م التي سطى فيها الكاثوليك على ضيوفهم من البروتستانت ، هؤلاء الذين دعوا الى باريس لعمل تسوية تقرب بين وجهات النظر ثم قتلوا خيانة وهم نيام . فلما أصبحت باريس كانت شوارعها تجري بدماء هؤلاء الضحايا ، وانهالت التهاني على ( شارل التاسع ) من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي الذي قاموا به .
    الاضطهاد المسيحي لليهود :
    • يقول إبن البطريق نقلا عن كتاب ( الجواب الصحيح ) الجزء الثالث/صفحة 28 : وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيوت القدس ولا يمر بها ومن لم يتنصر يقتل . فتنصر من اليهود خلق كثير ، وظهر دين النصرانية ، فقيل لقسطنطين الملك : إن اليهود يتنصرون من فزع القتل وهم على دينهم ، قال الملك : كيف لنا أن نعلم ذلك منهم ؟ قال بولس البطرق : إن الخنزير في التوراة حرام ، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير ، فأمر أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها ويطعمون منها ، فمن لا يأكل منها علمنا أنه مقيم على دين اليهودية ، فقال الملك : إذا كان الخنزير في التوراة حرام فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه للناس ؟ فقال له بولس البطريك : إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة وجاء بناموس آخر وبتوراة جديدة وهي الإنجيل ، وفي الإنجيل المقدس : إن كل ما يدخل البطن ليس بحرام ولا بنجس ، وإنما ينجس الإنسان الذي يخرج منه . فأمر الملك بأن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتقطع قطعا صغيرة وتصير على أبواب الكنائس في كل مملكته يوم أحد الفصل ، فكل من خرج من الكنيسة يلقم لقمة من لحم الخنزير ، فإن لم يأكل منه يقتل ، فقتل لأجل ذلك خلق كثير . وكان الكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار ولهذا أجري عليهم عدة أحكام . منها :
    1) من حمى يهوديا ضد مسيحي خرج عن الملة .
    2) لا يعطى يهودي منصبا في دولة من الدول .
    3) لو كان المسيحي عبدا ليهودي فهو حر .
    4) لا يأكل أحد مع يهودي ولا يتعامل معه .
    5) أن تنزع أولادهم منهم ويعتنقون العقيدة المسيحية .
    وقد طرد اليهود من فرنسا سبع مرات ، وعدد اليهود الذين أخرجوا من النمسا وحدها ( 71000 ) أسرة . وقتل كثير منهم ، ونهبت أموالهم ، ومن نجى منهم تنصر ، وفي النمسا كذلك مات كثير منهم بعد أن سدوا عليهم أبوابهم ثم أهلكوهم ، إما بالإغراق في البحر أو بالإحراق في النار ، وفي انجلترا ذاق اليهود ألوان الذل والتشريد والقهر ، حتى أن إدوارد الأول لما ولي الملك أصدر أمرا بنهب أموالهم كلها ثم إجلاءهم عن مملكته ، فأجلى أكثر من ( 15000 ) يهودي في غاية الفقر والحاجة .
    أظن الكلام واضح جدا جدا الآن . يعني دينهم الذي انتشر بالسيف ، ودين إيه ؟ دين العنف ودين الإرهاب . كلام واضح جدا جدا .
  • Muslim 4 Ever
    1- عضو جديد
    • 23 أبر, 2010
    • 72

    #2
    الان بعد ان بينا فساد العقيدة المسيحية الحالية ننتقل الى الاسلاميات

    في اثبات أن القرآن كلام اللّه

    اعداد : رحمت الله الهندى
    كتاب اظهار الحق

    الأمور التي تدل على أن القرآن كلام اللّه كثيرة، أكتفي منها على اثني عشر أمراً على عدد حواري المسيح وأترك الباقي، مثل أن يقال إن الخائب المخالف وقت بيان أمر من الأمور الدنيوية والدينية أيضاً يكون ملحوظاً في القرآن، وأن بيان كل شيء ترغيباً كان أو ترهيباً رأفة كان أو عتاباً يكون على درجة الاعتدال لا بالإفراط ولا بالتفريط، وهذان الأمران لا يوجدان في كلام الإنسان لأنه يتكلم في بيان كل حال بما يناسب ذلك الحال، فلا يلاحظ في العتاب حال الذين هم قابلون للرأفة وبالعكس، ولا يلاحظ عند ذكر الدنيا حال الآخرة وبالعكس. ويقول في الغضب زائداً على الخطأ وهكذا أمور أخر.



    (الأمر الأول): كونه في الدرجة العالية من البلاغة التي لم يعهد مثلها في تراكيبهم وتقاصرت عنها درجات بلاغتهم، وهي عبارة عن التعبير باللفظ المعجب عن المعنى المناسب للمقام الذي أورد فيه الكلام، بلا زيادة ولا نقصان في البيان، والدلالة عليه، وعلى هذا كلما ازداد شرف الألفاظ ورونق المعاني ومطابقة الدلالة كان الكلام أبلغ وتدل على كونه في هذه الدرجة وجوه:



    (أولها) أن فصاحة العرب أكثرها في وصف المشاهدات مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة أو وصف حرب أو وصف غارة. وكذا فصاحة العجم سواء كانوا شاعرين أو كاتبين أكثرها في أمثال هذه الأشياء. ودائرة الفصاحة والبلاغة فيها متسعة جداً لأن طبائع أكثر الناس تكون مائلة إليها. وظهر من الزمان القديم في كل وقت وفي كل إقليم من شاعر أو كاتب مضمون جديد ونكتة لطيفة في بيان لشيء من هذه الأشياء المذكورة ويكون المتأخر المتتبع واقفاُ على تدقيقات المتقدم غالباً. فلو كان الرجل سليم الذهن وتوجه إلى تحصيل ملكة في وصفها يحصل له بعد الممارسة والاشتغال ملكة البيان في وصف شيء من هذه الأشياء على قدر سلامة فكره وجودة ذهنه، وليس القرآن في بيان خصوص هذه الأشياء فكان يجب أن لا تحصل فيه الألفاظ الفصيحة التي اتفقت عليها العرب في كلامهم.



    (ثانيها) أنه تعالى راعى فيه طريقة الصدق وتنزه عن الكذب في جميعه، وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ولم يكن جيداً، ولذلك قيل أحسن الشعر أكذبه. وترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت رضي اللّه عنهما لما أسلما نزل شعرهما ولم يكن شعرهما الإسلامي كشعرهما الجاهلي، والقرآن جاء فصيحاً مع التنزه عن الكذب والمجازفة.



    (ثالثها) أن الكلام الفصيح إنما يتفق في القصيدة في البيت والبيتين والباقي لا يكون كذلك، بخلاف القرآن فإنه مع طوله فصيح كله، بحيث يعجز الخلق عنه. ومن تأمل في قصة يوسف عليه السلام عرف أنها مع طولها وقعت على الدرجة العالية من البلاغة.



    (رابعها) أن الشاعر أو الكاتب إذا كرر مضموناً أو قصة لا يكون كلامه الثاني مثل الأول، وقد تكررت قصص الأنبياء وأحوال المبدأ والمعاد والأحكام والصفات الإلهية، واختلفت العبارات إيجازاً وإطناباً وتفنناً في بيانها غيبة وخطاباً، ومع ذلك كل واحد منها في نهاية الفصاحة ولم يظهر التفاوت أصلاً.



    (خامسها) أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة، وأمثال هذه الأمور توجب تقليل الفصاحة. ولذلك إذا قيل لشاعر فصيح أو كاتب بليغ أن يكتب تسع أو عشر من مسائل الفقه أو العقائد في عبارة فصيحة مشتملة على التشبيهات البليغة والاستعارات الدقيقة يعجز.



    (سادسها) أن كل شاعر يحسن كلامه في فن فإنه يضعف كلامه في غير ذلك الفن، كما قالوا في شعراء العرب: إن شعر امرئ القيس يحسن عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل، وشعر النابغة عند الخوف وشعر الأعشى عند الطلب ووصف الخمر وشعر زهير عند الرغبة والرجاء. وقالوا في شعراء فارس إن النظامي والفردوسي وحيدان في بيان الحرب، والسعدي فريد في الغزل، والأنوري في القصائد.. والقرآن جاء فصيحاً على غاية الفصاحة في كل فن ترغيباً كان أو ترهيباً، زجراً كان أو وعظاً أو غيرهما. (وأورد ههنا بطريق الأنموذج من كل فن آية آية) ففي الترغيب قوله {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وفي الترهيب قوله {وخاب كل جبار عنيد. من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد. يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت. ومن ورائه عذاب غليظ} وفي الزجر والتوبيخ قوله {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً. ومنهم من أخذته الصيحة. ومنهم من خسفنا به الأرض. ومنهم من أغرقنا. وما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وفي الوعظ قوله {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون} وفي الإلهيات قوله {اللّه يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار. عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}.



    (سابعها) الأغلب أنه إذا انتقل الكلام من مضمون إلى مضمون آخر، واشتمل على بيان أشياء مختلفة لا يبقى حسن ربط الكلام ويسقط عن الدرجة العالية للبلاغة. والقرآن يوجد فيه الانتقال من قصة إلى قصة إلى قصة أخرى، والخروج من باب إلى باب، والاشتمال على أمر ونهي، وخبر واستخبار، ووعد وعيد، وإثبات النبوة، وتوحيد الذات، وتفريد الصفات، وترغيب وترهيب، وضرب مثال، وبيان حال. ومع ذلك يوجد فيه كمال الربط والدرجة العالية للبلاغة الخارجة عن العادة فتحير فيها عقول بلغاء العرب.



    (ثامنها) أن القرآن في أغلب المواضع يأتي بلفظ يسير متضمن لمعنى كثير ويكون اللفظ أعذب، ومن تأمل في سورة (ص) علم ما قلت كيف صدرها وجمع فيها من أخبار الكفار وخلافهم وتقريعهم بإهلاك القرون من قبلهم ومن تكذيبهم لمحمد صلى اللّه عليه وسلم، وتعجبهم مما أتى به، والخبر عن إجماع ملئهم على الكفر، وظهور الحسد في كلامهم، وتعجيزهم وتحقيرهم ووعيدهم بخزي الدنيا والآخرة، وتكذيب الأمم قبلهم وإهلاك اللّه لهم، ووعيد قريش وأمثالهم مثل مصابهم. وحمل النبي على الصبر على أذاهم وتسليته في قصص الأنبياء مثل داود وسليمان وأيوب وإبراهيم ويعقوب وغيرهم عليهم السلام. وكل هذا الذي ذكر من أولها إلى آخرها في ألفاظ يسيرة متضمنة لمعان كثيرة، وكذلك قوله تعالى {ولكم في القصاص حياة} فإن هذا القول لفظه يسير ومعناه كثير. ومع كونه بليغاً مشتملاً على المطابقة بين المعنيين المتقابلين وهما القصاص والحياة. وعلى الغرابة، بجعل القتل الذي هو مفوت للحياة ظرفاً لها وأولى من جميع الأقوال المشهورة عند العرب في هذا الباب، لأنهم عبروا عن هذا المعنى بقولهم: (قتل البعض إحياء الجميع) وقولهم: (أكثروا القتل ليقل القتل) وقولهم: (القتل أنفى للقتل). وأجود الأقوال المنقولة عن القول الأخير ولفظ القرآن أفصح منه بستة أوجه: (أحدها): أنه أخصر من الكل لأن قوله {ولكم} لا يدخل في هذا الباب لأنه لا بد من تقدير ذلك في الكل لأن قول القائل قتل البعض إحياء للجميع لا بد فيه من تقدير مثله وكذلك في قولهم القتل أنفى للقتل. (وثانيها): أن قولهم القتل أنفى للقتل ظاهرة يقتضي كون الشيء سبباً لانتفاء نفسه بخلاف لفظ القرآن فإنه يقتضي أن نوعاً من القتل وهو القصاص سبب لنوع من أنواع الحياة. (وثالثها): أن قولهم الأجود تكرير لفظ القتل بخلاف لفظ القرآن. (ورابعها): أن قولهم الأجود لا يفيد إلا الردع عن القتل، بخلاف لفظ القرآن فإنه يفيد الردع عن القتل والجرح فهو أفيد.

    (وخامسها): أن قولهم الأجود دال على ما هو المطلوب بالتبع بخلاف لفظ القرآن فإنه دال على ما هو مقصود أصلي، لأن نفي القتل مطلوب تبعاً من حيث إنه يتضمن حصول الحياة الذي هو مطلوب أصالة. (وسادسها): أن القتل ظلماً أيضاً قتل مع أنه ليس بناف للقتل بخلاف القصاص فظاهر قولهم باطل وأما لفظ القرآن فصحيح ظاهراً وباطناً. وكذلك قوله تعالى: {مع يطع اللّه} في فرائضه {ورسوله} في سننه أو في جميع ما يأمرانه وينهيانه {ويخشى اللّه} أي يخف خلافه وعقابه وحسابه {ويتقه} فيما بقي من عمره في جميع أمره {فأولئك هم الفائزون} بالمراد في المبدأ والمعاد، فإن هذا القول مع وجازة لفظه جامع لجميع الضروريات (حكي) أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كان يوماً نائماً في المسجد فإذا هو بقائم على رأسه يتشهد شهادة الحق فأعلمه أنه من بطارقة الروم ومن جملة من يحسن فهم الألسن من العرب وغيرها، وأنه سمع رجلاً من أسراء المسلمين يقرأ آية من كتابكم فتأملها فإذا هي جامعة لكل ما أنزل اللّه على عيسى بن مريم من أحوال الدنيا والآخرة، وهي قوله {ومن يطع اللّه ورسوله} الآية. وحكي أن طبيباً نصرانياً حاذقاً سأل الحسين بن علي الواقدي: لماذا لم ينقل شيء في كتابكم عن علم الطب.. والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان. فقال الحسين: إن اللّه بين علم الطب كله في نصف آية، فسأل الطبيب النصراني عن هذه الآية. فقال: هي قوله: {كلوا واشربوا} ما أحل اللّه لكم من المطعومات والمشروبات {ولا تسرفوا} أي لا تتعدوا إلى الحرام ولا تكثروا الإنفاق المستقبح، ولا تناولوا مقداراً كثيراً يضركم ولا تحتاجون إليه. ثم سأل الطبيب أقال نبيكم أيضاً شيئاً في هذا الأمر، فقال الحسين: إن نبينا أيضاً جمع الطب في ألفاظ يسيرة، فسأل الطبيب عنها، فقال الحسين: هي هذه: "المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته" فقال الطبيب: الإنصاف أن كتابكم ونبيكم ما تركا حاجة إلى جالينوس، يعني بينا الأمر الذي هو رأس حفظ الصحة وإزالة المرض وأصلهما ومضارهما.



    (تاسعها): أن الجزالة والعذوبة بمنزلة الصفتين المتضادتين، واجتماعهما على ما هو ينبغي في كل جزء من الكلام الطويل خلاف العادة المعتادة للبلغاء، فاجتماعهما في كل موضع من مواضع القرآن كله دليل على كمال بلاغته وفصاحته الخارجتين عن العادة.



    (عاشرها): أنه مشتمل على جميع فنون البلاغة من ضروب التأكيد وأنواع التشبيه والتمثيل، وأصناف الاستعارة وحسن المطالع والمقاطع، وحسن الفواصل، والتقديم والتأخير والفصل والوصل اللائق بالمقام، وخلوه عن اللفظ الركيك والشاذ الخارج عن القياس النافر عن الاستعمال، وغير ذلك من أنواع البلاغات. ولا يقدر أحد من البلغاء والكملاء من العرب العرباء إلا على نوع أو نوعين من الأنواع المذكورة، ولو رام غيره في كلامه لم يتأت له، وكان مقصراً. والقرآن محتو عليها كلها فتلك عشرة كاملة، وهذه الوجوه العشرة تدل على أن القرآن في الدرجة العالية من البلاغة الخارجة عن العادة، يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم، وعلماء الفرق بمهارتهم في فن البيان وإحاطتهم بأساليب الكلام، ومن كان أعرف بلغة العرب وفنون بلاغتها كان أعرف بإعجاز القرآن.



    (الأمر الثاني): تأليفه العجيب وأسلوبه الغريب في المطالع والمقاطع والفواصل، مع اشتماله على دقائق البيان وحقائق العرفان، وحسن العبارة، ولطف الإشارة، وسلامة التركيب، وسلامة الترتيب، فتحيرت فيه عقول العرب العرباء، وفهوم الفصحاء. والحكمة في هذه المخالفة أن لا يبقى لمتعسف عنيد مظنة السرقة، ويمتاز هذا الكلام عن كلامهم ويظهر تفوقه، لأن البليغ ناظماً كان أو ناثراً يجتهد في هذه المواضع اجتهاداً كاملاً، ويمدح ويعاب عليه غالباً في هذه المواضع كما عيب على مطلع امرئ القيس:



    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل



    بأن صدر البيت جمع بين عذوبة اللفظ وسهولة السبك وكثرة المعاني فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل، وأن الشطر الثاني لا يوجد فيه شيء من ذلك... وعيب على مطلع أبي النجم الشاعر المشهور فإنه دخل على هشام بن عبد الملك، فأنشده:



    صفراء قد كادت ولما تفعل .. كأنها في الأفق عين الأحوال

    وكان هشام أحول فأخرجه وأمر بحبسه.



    وعيب على مطلع جرير، فإنه دخل على عبد الملك وقد مدحه بقصيدة حائية. أولها:



    أتصحو أم فؤداك غير صاح

    فقال له عبد الملك: بل فؤادك يا ابن الفاعلة .

    .

    وعيب على مطلع البحتري فإنه أنشد يوسف بن محمد قصيدته التي مطلعها:



    لك الويل من ليل تقاصر آخره



    فقال: بل لك الويل والخزي... وعيب على مطلع إسحاق الموصلي الأديب الحاذق، فإنه دخل على المعتصم وقد فرغ من بناء قصره بالميدان وأنشده قصيدته التي مطلعها:



    يا دار غيرك البلى ومحاك * يا ليت شعري ما الذي أبلاك!!



    فتطير المعتصم من هذا المطلع وأمر بهدم القصر على الفور. وهكذا قد خطئ أكثر الشعراء المشهورين في المواضع المذكورة. وأشراف العرب، مع كمال حذاقتهم في أسرار الكلام وشدة عداوتهم للإسلام، لم يجدوا في بلاغة القرآن وحسن نظمه وأسلوبه مجالاً لم يوردوا في القدح مقالاً، بل اعترفوا أنه ليس من جنس خطب الخطباء وشعر الشعراء، ونسبوه تارةً إلى السحر تعجباً من فصاحته وحسن نظمه، وقالوا تارةً إنه إفك افتراه وأساطير الأولين، وقالوا تارةً لأصحابهم وأحبابهم لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون. وهذه كلها دأب المحجوج المبهوت. فثبت أن القرآن معجز ببلاغته وفصاحته وحسن نظمه. وكيف يتصور أن يكون الفصحاء والبلغاء من العرب العرباء كثيرين كثرة رمال الدهناء وحصى البطحاء، ومشهورين بغاية العصبية والحمية الجاهلية، وتهالكهم على المباراة والمباهاة، والدفاع عن الأحساب. فيتركون الأمر الأسهل الذي هو الإيتان بمقدار أقصر سورة ويختارون الأشد الأصعب مثل الجلاء وبذل المهج والأرواح، ويبتلون بسبي الذراري ونهب الأموال، ومخالفهم المتحدي يقرعهم إلى مدة على رؤوس الملأ بأمثال هذه الأقوال: {فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين}. {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}. {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً}. ولو كانوا يظنون أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم استعان بغيره، لأمكنهم أيضاً أن يستعينوا بغيرهم لأنه كأولئك المنكرين في معرفة اللغة وفي المكنة من الاستعانة، فلما لم يفعلوا ذلك وآثروا المقارعة على المعارضة والمقاتلة على المقاولة، ثبت أن بلاغة القرآن كانت مسلمة عندهم وكانوا عاجزين عن المعارضة، غاية الأمر أنهم صاروا مفترقين بين مصدق به وبمن أنزل عليه، وبين متحير في بديع بلاغته. روي أنه سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى اللّه عليه وسلم {إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} فقال: واللّه إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر ما يقول هذا بشر.. وروي أيضاً أنه لما سمع القرآن رق قلبه، فجاءه أبو جهل وكان ابن أخيه منكراً عليه قال: واللّه ما منكم أحد أعلم بالأشعار مني، واللّه ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا. وروي أيضاً أنه جمع قريشاً عند حضور الموسم وقال: إن وفود العرب ترد العرب فاجمعوا فيه رأياً لا يكذب بعضكم بعضاً، قالوا: نقول كاهن، قال: واللّه ما هو بكاهن بزمزمته ولا سجعته. قالوا: مجنون، قال: ما هو بمجنون ولا بحنقه ولا وسوسته، قالوا: فنقول شاعر، قال: ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه، وقريضه ومبسوطه ومقبوضه. قالوا: فنقول ساحر، قال: ما هو بساحر ولا نفثه ولا عقده، قالوا: فما نقول. قال: ما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا وأنا أعرف أنه باطل وأن أقرب القول إنه ساحر. ثم قال: فإنه سحر يفرق به بين المرء وابنه، والمرء وأخيه، والمرء وزوجه، والمرء وعشيرته، فتفرقوا وجلسوا على السبل يحذرون الناس عن متابعة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأنزل اللّه تعالى في الوليد: {ذروني ومن خلقت وحيداً}..الآيات. وروي أن عتبة كلم النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما جاء به من خلاف قومه، فتلا عليه: {حم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت..} إلى قوله: {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}. فأمسك عتبة بيده على فيه وناشده الرحم أن يكف، وفي رواية فجعل النبي صلى اللّه عليه وسلم يقرأ وعتبة مصغ ملق بيديه خلف ظهره معتمد عليهما حتى انتهى إلى السجدة فسجد النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقام عتبة لا يدري بما يراجعه، ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قومه حتى أتوه، فاعتذر لهم وقال واللّه لقد كلمني بكلام ما سمعت أذناي بمثله قط فما دريت ما أقول له... وذكر أبو عبيدة أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ {فاصدع بما تؤمر} فسجد وقال سجدت لفصاحته، وسمع رجل آخر من المشركين رجلاً من المسلمين يقرأ: {فما استيأسوا منه خلصوا نجياً} فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثل هذا الكلام.. وحكى الأصمعي أنه سمع جارية تتكلم بعبارة فصيحة وإشارة بليغة وهي خماسية أو سداسية، وهي تقول أستغفر اللّه من ذنوبي كلها، فقال: مم تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت:



    أستغفر اللّه لذنبي كله * قتلت إنساناً بغير حله

    مثل غزال ناعم في دله * انتصف الليل ولم أصله



    فقال لها: قاتلك اللّه ما أفصحك، فقالت: أو بعد هذا فصاحة بعد قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني. إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين} فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.. وفي حديث إسلام أبي ذر ووصف أخاه أنيساً فقال: واللّه ما سمعت بأشعر من أخي أنيس لقد ناقض اثني عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم، وأنه انطلق إلى مكة وجاءني، قلت: فما يقول الناس، قال: يقولون شاعر كاهن ساحر ثم قال: لقد سمعت ما قال الكهنة فما هو قولهم ولقد وضعته على إقراء الشعر فلم يلتئم وما يلتئم على لسان أحد بعدي إنه شعر وإنه لصادق وإنهم لكاذبون. وروي في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي اللّه عنه قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}. كاد قلبي أن يطير للإسلام. وقد حكي أن ابن المقفع طلب معارضة القرآن وشرع فيه فمر بصبي يقرأ: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} فرجع فمحا ما عمل وقال: أشهد أن هذا لا يعارض وما هو من كلام البشر. وكان يحيى بن حكم الغزالي بليغ الأندلس في زمنه فحكى أنه رام شيئاً من هذا فنظر في سورة الإخلاص ليأتي على أسلوبها وينظم الكلام على منوالها، قال: فاعترتني منه خشية ورقة حملتني على التوبة والإنابة. وقال النظام من المعتزلة: إعجاز القرآن بالصرف، على معنى أن العرب كانت قادرة على كلام مثل القرآن قبل مبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم، لكن اللّه صرفهم عن معارضته بسبب الدواعي بعد المبعث فهذا الصرف خارق للعادة فيكون معجزاً، فهو أيضاً يسلم أن القرآن معجز لأجل الصرف ومثله غير مقدور لهم بعد المبعث، وإنما نزاعه في كونه مقدور قبل المبعث وقوله غير صحيح بوجوه: (الأول): أنه لو كان كذا لعارضوا القرآن بالكلام الذي صدر عنهم قبل المبعث ويكون مثل القرآن. (والثاني): أن فصحاء العرب إنما كانوا يتعجبون من حسن نظمه وبلاغته وسلالته في جزالته، لا لعدم تأتي المعارضة مع سهولتها في نفسها. (والثالث): أنه لو قصد الإعجاز بالصرف لكان الأنسب ترك الاعتناء ببلاغته وعلو طبقته، لأن القرآن على هذا التقدير كلما كان أنزل في البلاغة، وأدخل في الركاكة، كان عدم تيسر المعارضة أبلغ في خرق العادة. (والرابع): يأباه قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا}..



    فإن قيل: إن فصحاء العرب لما كانوا قادرين على التكلم بمثل مفردات السورة ومركباتها القصيرة، كانوا قادرين على الإتيان بمثلها (قلت) هذه الملازمة ممنوعة لأن حكم الجملة قد يخالف حكم الأجزاء، ألا ترى أن كل شعرة شعرة لا يصلح أن يربط بها الفيل أو السفينة، وإذا سوى من الشعرات حبل متين يصلح أن يربط بهذا الحبل الفيل أو السفينة، ولأنها لو صحت لزم أن يكون كل آحاد العرب قادر على الإتيان بمثل قصائد فصحائهم كامرئ القيس وأضرابه.



    (الأمر الثالث): كون القرآن منطوياً على الإخبار عن الحوادث الآتية، فوجدت في الأيام اللاحقة على الوجه الذي أخبر.‏

    1- كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون}.فوقع كما أخبر، ودخل الصحابة المسجد الحرام آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين غير خائفين.‏ 2- وكقوله تعالى: {وعد اللّه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً}. فكان اللّه وعد المؤمنين بجعل الخلفاء منهم وتمكين الدين المرضي لهم، وتبديل خوفهم بالأمن، فوفى وعده في مدة قليلة بأن ظهر في حياة الرسول صلى اللّه عليه وسلم أن أهل الإسلام تسلطوا على مكة، وخيبر والبحرين، ومملكة اليمن، وأكثر ديار العرب، وأن إقليم الحبش صار دار الإسلام بإيمان النجاشي الملك، وأن أناساً من هجر وبعض المسيحيين من نواحي الشام قبلوا الإطاعة وأداء الجزية، وأن هذا التسلط زاد في خلافة الصديق الأكبر رضي اللّه عنه بأن تسلط أهل الإسلام على بعض ديار فارس وعلى بصرى ودمشق، وبعض الديار الأخرى من الشام أيضاً، ثم زاد هذا التسلط في خلافة الفاروق رضي اللّه عنه بأن تسلطوا على سائر ديار الشام وجميع مملكة مصر، وعلى أكثر ديار فارس أيضاً، ثم زاد هذا التسلط في خلافة ذي النورين رضي اللّه عنه، بأن تسلطوا في جانب الغرب إلى أقصى الأندلس والقيروان، وفي جانب الشرق إلى حد الصين، ففي مدة ثلاثين سنة تسلط أهل الإسلام على هذه الممالك تسلطاً تاماً، وغلب دين اللّه المرضي على سائر الأديان في هذه المماليك فكانوا يعبدون اللّه آمنين غير خائفين. وفي خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه وإن لم يتسلط أهل الإسلام على الممالك الجديدة لكنه لا شبهة في ترقي الملة الإسلامية في عهده الشريف أيضاً.‏ 4- وكقوله تعالى: {ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون}. ووقع كما أخبر لأن المراد بقوم أولي بأس على أظهر الوجوه وأشهرها، بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب والداعي الصديق الأكبر رضي اللّه عنه.‏ 5- وكقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}. وحال هذا القول كحال القول الثاني وسيظهر الوفاء الكامل لهذا الوعد عن قريب على ما هو المرجو إن شاء اللّه. وهو على كل شيء قدير.‏5- وكقوله تعالى: {لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً. ومغانم كثيرة يأخذونها وكان اللّه عزيزاً حكيماً. وعدكم اللّه مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم. ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيماً. وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط اللّه بها وكان اللّه على كل شيء قديراً}. والمراد بالفتح القريب فتح خيبر، وبالمغانم الكثيرة في الموضع الأول مغانم خيبر أو هجر وبالمغانم الكثيرة في الموضع الثاني المغانم التي تحصل للمسلمين من يوم الوعد إلى يوم القيامة، وبأخرى مغانم هوازن أو فارس أو الروم وقد وقع كما أخبر.‏ 6- وكقوله تعالى: {وأخرى تحبونها نصر من اللّه وفتح قريب}. فقوله أخرى أي يعطيكم خصلة أخرى، وقوله نصر من اللّه مفسر للأخرى وقوله فتح قريب، أي عاجل وهو فتح مكة. وقال الحسن: هو فتح فارس والروم وقد وقع كما أخبر.‏ 7- وكقوله تعالى: {إذا جاء نصر اللّه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه أفواجاً}. والمراد بالفتح فتح مكة، لأن الأصح أن هذه السورة نزلت قبل فتح مكة لأن {إذا} يقتضي الاستقبال ولا يقال فيما وقع إذا جاء وإذا وقع، فحصل فتح مكة ودخل الناس في الإسلام فوجاً بعد فوج من أهل مكة والطائف وغيرها في حياته صلى اللّه عليه وسلم.‏ 8- وكقوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون}. وقد وقع كما أخبر فصاروا مغلوبين.‏ 9- وكقوله تعالى: {وإذ يعدكم} أي اذكروا إذ يعدكم {اللّه إحدى الطائفتين} القافلة الراجعة من الشام والقافلة الآتية من بيت اللّه الحرام {أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة} أي القافلة الراجعة {تكون لكم ويريد اللّه أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} فوقع كما أخبر.‏

    10- وكقوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين}. لما نزلت هذه الآية بشر النبي صلى اللّه عليه وسلم أصحابه بأن اللّه كفاه شرهم وأذاهم وكان المستهزئون نفراً بمكة ينفرون الناس عنه ويؤذونه فهلكوا بضروب البلاء وفنون العناء فتم نوره وكمل ظهوره.‏ 11- وكقوله تعالى: {واللّه يعصمك من الناس}. وقد وقع كما أخبر مع كثرة من قصد ضره فعصمه اللّه تعالى، حتى انتقل من الدار الدنيا إلى منازل الحسنى في العقبى.‏ 12- وكقوله تعالى: {الم غلبت الروم في أدنى الأرض} أي أرض العرب {وهم} أي الروم {من بعد غلبهم سيغلبون} أي الفرس {في بضع سنين} أي ما بين الثلاث والعشر {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد اللّه لا يخلف اللّه وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون}. الفرس كانوا مجوساً والروم نصارى، فورد خبر غلبة الفرس إياهم مكة ففرح المشركون وقالوا أنتم والنصارى أهل الكتاب ونحن وفارس أميون لا كتاب لنا، وقد ظهر إخواننا على إخوانكم، ولنظهرن عليكم. فنزلت هذه الآيات. فقال أبو بكر رضي اللّه عنه: لا يقرن اللّه أعينكم فو اللّه لتظهرن الروم على فارس في بضع سنين فقال أُبَيّ بن خلف: كذبت اجعل بيننا وبينك أجلاً فراهنه على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعلا الأجل ثلاث سنين فأخبر أبو بكر رضي اللّه عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الإبل وماده في الأجل، فجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين، ومات أبي بعد ما رجع من أحد وظهرت الروم على فارس في السنة السابعة من مغلوبيتهم فأخذ أبو بكر القلائص من ورثة أبي، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: تصدق بها.



    قال صاحب ميزان الحق في الفصل الرابع من الباب الثالث: (لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين أن هذه الآية نزلت قبل غلبة الروم الفرس فنقول إن محمداً صلى اللّه عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره لتسكين قلوب أصحابه، وقد سمع مثل هذه الأقوال من أصحاب العقل والرأي في كل زمان) انتهى. فقوله لو فرضنا صدق ادعاء المفسرين، يشير إلى أن هذا الأمر ليس بمسلم عنده، وهذا عجيب لأن قوله تعالى {سيغلبون في بضع سنين}، نص في أن هذا الأمر يحصل في الزمان المستقبل القريب في زمان أقل من عشر سنين كما هو مقتضى لفظ السنين والبضع، وكذا قوله {ويومئذ يفرح المؤمنون}، وقوله {وعد اللّه لا يخلف اللّه وعده}، لأنهما يدلان على حصول فرح في الزمان الآتي وحصول هذا الأمر فيه، ولا معنى للوعد وعدم الخلف في الأمر بعد وقوعه وقوله إن محمداً صلى اللّه عليه وسلم قال بظنه أو بصائب فكره مردود بوجهين: (الأول): أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم كان من العقلاء عند المسيحيين أيضاً ويعترف بهذا القسيس النبيل ههنا وفي المواضع الأخر من تصانيفه، وليس من شأن العاقل المدعي للنبوة أن يدعي ادعاء قطعياً أن الأمر الفلاني يكون في المدة القليلة هكذا ألبتة ويأمر معتقديه بالرهان على هذا، سيما في مقابلة المنكرين الطالبين لمذلته، المتفحصين لمزلة أقدامه في أمر لا يكون وقوعه مفيداً فائدة يعتد بها، ويكون عدم وقوعه سبباً لمذلته وكذبه عندهم، ويحصل لهم سند عظيم لتكذيبه. (والثاني): أن العقلاء وإن كانوا يقولون في بعض الأمور بعقولهم ويكون ظنهم صحيحاً تارةً وخطأ أخرى لكن جرت العادة الإلهية بأن القائل لو كان مدعي النبوة كذباً ويخبر عن الحادثة الآتية، ويفتري على اللّه بنسبة هذا الخبر إلى اللّه، لا يكون هذا الخبر صحيحاً بل يخرج خطأ وغلطاً ألبتة كما ستعرف في آخر هذا المبحث إن شاء اللّه.‏ 13- وكقوله تعالى: {أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر}. عن عمر رضي اللّه تعالى عنه أنه قال لما نزلت: لم أعلم ما هو حتى كان يوم بدر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يلبس درعه ويقول: {سيهزم الجمع}. فعلمته.‏

    14- وكقوله تعالى: {قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}. وقد وقعت هذه الأحوال كما أخبر.‏ 15- وكقوله تعالى: {لن يضروكم إلا أذى} إما بالطعن في محمد وعيسى عليهما السلام، وإما بتخويف الضعفة من المسلمين {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون} فأخبر فيه عن ثلاث مغيبات: (الأول): أن المؤمنين يكونون آمنين من ضرر اليهود. (والثاني): لو قاتلوا المؤمنين ينهزمون. (والثالث): أنه لا يحصل لهم قوة وشوكة بعد الانهزام وكلها وقع.‏ 16- وكقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من اللّه وحبل من الناس وباءوا بغضب من اللّه وضربت عليهم المسكنة}. وقد وقع كما أخبر وليس لليهود حكومة في موضع من المواضع وفي كل إقليم يوجدون رعايا مضروباً عليهم الذلة ‏ 17- وكقوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب} وقد وقع يوم أحد بوجهين كما أخبر.(الأول): أن المشركين لما استولوا يوم أحد على المسلمين وهزموهم أوقع اللّه الرعب في قلوبهم فتركوهم وفروا منهم من غير سبب. (والثاني): أنهم لما ذهبوا إلى مكة، فلما كانوا في بعض الطريق ندموا فقالوا بئس ما صنعتم إنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا قوة وشوكة، فقذف اللّه في قلوبهم الرعب فذهبوا إلى مكة.‏ 18- وكقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أي من التحريف والزيادة والنقصان مما تواتر عند علماء الأعيان من قراء الزمان، وقد وقع كما أخبر فما قدر أحد من الملاحدة والمعطلة والقرامطة أن يحرف شيئاً منه، لا حرفاً من حروف مبانيه ولا من حروف معانيه ولا إعراباً من إعراباته إلى هذه المدة التي نحن فيها، أعني ألفاً ومائتين وثمانين من الهجرة بخلاف التوراة والإنجيل وغيرهما كما عرفت في الباب الأول والثاني، والحمد للّه على إتمام هذه النعمة.‏



    19- وكقوله تعالى: {لا يأتيه الباطل} أي التحريف بالزيادة والنقصان {من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}، وحال هذا القول كالقول السابق.‏ 20- وكقوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن} أي أحكامه وفرائضه {لرادك إلى معاد}. وروي أنه عليه السلام لما خرج من الغار وسار في غير الطريق مخافة الطلب فلما أمن رجع إلى الطريق، ونزل بالجحفة بين مكة والمدينة، وعرف الطريق إلى مكة واشتاق إليها، وذكر مولده ومولد أبيه، فنزل جبريل عليه السلام وقال: تشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال عليه السلام: نعم، فقال جبريل عليه السلام: فإن اللّه تعالى يقول: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} يعني إلى مكة ظاهراً عليهم.‏ 21- وكقوله تعالى: {قل إن كانت لكم} أيها اليهود {الدار الآخرة عند اللّه خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبداً} أي ما عاشوا {بما قدمت أيديهم واللّه عليم بالظالمين}. والمراد بالتمني التمني بالقول، ولا شك أنه عليه الصلاة والسلام مع تقدمه في الرأي والحزم وحسن النظر في العاقبة كما هو المسلم به عند المخالف والموافق والوصول إلى المنزل الذي وصل إليه في الدارين، والوصول إلى الرياسة العظيمة، لا يجوز له - وهو غير واثق من جهة الرب بالوحي - أن يتحدى أعدى الأعداء بأمر لا يأمن عاقبة الحال فيه، ولا يأمن من خصمه أن يقهره بالدليل والحجة، لأن العاقل الذي لم يجرب الأمور لا يكاد يرضى بذلك، فكيف الحال في أعقل العقلاء. فثبت أنه ما أقدم على هذا التحدي إلا بعد الوحي واعتماده التام. وكذا لا شك أنهم كانوا من أشد أعدائه، وكانوا أحرص الناس في تكذيبه، وكانوا متفكرين في الأمور التي بها ينمحي الإسلام أو تحصل الذلة لأهله، وكان المطلوب منهم أمراً سهلاً لا صعباً، فلو لم يكن النبي صلى اللّه عليه وسلم صادقاً في دعواه عندهم لبادروا إلى القول به لتكذيبه، بل أعلنوا هذا التمني بالقول مراراً وشهروا أنه كاذب يفتري على اللّه أنه قال كذا، ويدعي من جانب نفسه ادعاء ويقول تارةً: والذي نفسي بيده لا يقولها رجل منهم إلا غص بريقه، يعني مات مكانه، ويقول تارةً: لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ونحن تمنينا مراراً وما متنا مكاننا فظهرت بصرفهم عن تمنيهم مع كونهم على تكذيبه أحرص الناس معجزته وبانت حجته، وفي هذه الآية إخباران عن الغيب: (الأول) أن قوله {لن يتمنوه} يدل دلالة بينة على أن ذلك لا يقع في المستقبل من أحد منهم فيفيد عموم الأشخاص. (والثاني) أن قوله أبداً يدل على أنه لا يوجد في شيء من الأزمنة الآتية في المستقبل يفيد عموم الأوقات فبالنظر إلى العمومين هما غيبان 22- وكقوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون اللّه إن كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} فأخبر بأنهم لا يفعلون ألبتة، ووقع كما أخبر، وهذه الآية دالة على الإعجاز من وجوه أربعة: (أولها) أنا نعلم بالتواتر أن العرب كانوا في غاية العداوة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفي غاية الحرص على إبطال أمره، لأن مفارقة الأوطان والعشيرة وبذل النفوس والمهج من أقوى الأدلة على ذلك، فإذا انضاف إليه مثل هذا التقريع وهو قوله: {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} صار حرصهم أشد، فلو كانوا قادرين على الإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه لأتوا به، فحيث ما أتوا به ظهر الإعجاز. (وثانيها) أن النبي صلى اللّه عليه وسلم وإن كان متهماً عندهم في أمر النبوة، لكنه كان معلوم الحال في وفور العقل والفضل والمعرفة بالعواقب، فلو كان كاذباً لما تحداهم بالغاً في التحدي إلى النهاية، بل كان عليه أن يخاف مما يتوقعه من فضيحة يعود وبالها على جميع أموره، فلو لم يعلم بالوحي عجزهم عن المعارضة لما جاز أن يحملهم عليها بهذا التقريع.

    (وثالثها) أنه لو لم يكن قاطعاً في أمره لما قطع في أنهم لا يأتون بمثله لأن المزور لا يجزم بالكلام، فجزمه يدل على كونه جازماً في أمره.

    (ورابعها) أنه وجد مخبر هذا الخبر على ذلك الوجه، لأنه من عهده عليه السلام إلى عصرنا هذا لم يحل وقت من الأوقات من يعادي الدين والإسلام، وتشددوا عليه في الوقيعة فيه، ثم إنه مع هذا الحرص الشديد لم توجد المعارضة قط. فهذه الوجوه الأربعة في الدلالة على الإعجاز مما تشتمل عليه هذه الآية، فهذه الأخبار وأمثالها تدل على كون القرآن كلام اللّه، لأن عادة اللّه جارية على أن مدعي النبوة لو أخبر عن شيء ونسب إلى اللّه كذباً لا يخرج خبره صحيحاً. في الباب الثامن عشر من كتاب الاستثناء هكذا: (فإن أحببت وقلت في قلبك كيف أستطيع أن أميز الكلام الذي لم يتكلم به الرب). ‏22- فهذه تكون لك آية أن ما قاله ذلك النبي باسم الرب ولم يحدث فهذا الرب لم يكن تكلم به، بل ذلك النبي صوره في تعظيم نفسه ولذلك لا تخشاه).



    (الأمر الرابع) ما أخبر من أخبار القرون السالفة والأمم الهالكة، وقد علم أنه كان أمياً ما قرأ ولا كتب ولا اشتغل بمدارسة مع العلماء ولا مجالسة مع الفضلاء، بل تربى بين قوم كانوا يعبدون الأصنام ولا يعرفون الكتاب، وكانوا عارين عن العلوم العقلية أيضاً، ولم يغب عن قومه غيبة يمكن له التعلم فيها من غيرهم، والمواضع التي خالف القرآن فيها في بيان القصص والحالات المذكورة [في] كتب أهل الكتاب كقصة صلب المسيح عليه السلام وغيرها فهذه لمخالفة قصدية: إما لعدم كون بعض هذه الكتب أصلية كالتوراة والإنجيل المشهورين، وإما لعدم كونها إلهامية، ويدل على ما ذكرت قوله تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}.



    (الأمر الخامس) ما فيه من كشف أسرار المنافقين حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان اللّه يطلع رسوله على تلك الأحوال حالاً فحالاً، ويخبره عنها على سبيل التفصيل، فما كانوا يجدون في كل ذلك إلا الصدق، وكذا ما فيه من كشف حال اليهود وضمائرهم.



    (الأمر السادس) جمعه لمعارف جزئية وعلوم كلية لم تعهد العرب عامة ولا محمد صلى اللّه عليه وسلم خاصة من علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجج العقلية والسير والمواعظ والحكم، وأخبار الدار الآخرة ومحاسن الآداب والشيم. وتحقيق الكلام في هذا الباب أن العلوم إما دينية أو غيرها ولا شك أن الأولى أعظمها شأناً وأرفعها مكاناً، فهي إما علم العقائد والأديان، وإما علم الأعمال. أما علم العقائد والأديان فهو عبارة عن معرفة اللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، أما معرفة اللّه تعالى فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلاله ومعرفة صفات إكرامه وأفعاله ومعرفة أحكامه ومعرفة أسمائه، والقرآن مشتمل على دلائل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه لا يساويه شيء من الكتب، بل لا يقرب منه، وأما علم الأعمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف المتعلقة بالظواهر، وهو علم الفقه. ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم من القرآن، وإما أن يكون علم التصوف المتعلق بتصفية الباطن ورياضة القلوب، وقد حصل في القرآن من مباحث هذا العلم ما لا يوجد في غيره، كقوله: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقوله: {إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وقوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فقوله: {ادفع بالتي هي أحسن} يعني ارفع سفاهتهم وجهالتهم بالخصلة التي هي أحسن وهي الصبر ومقابلة السيئة بالحسنة. وقوله {فإذا الذي} إلخ يعني إذا قابلت إساءتهم بالإحسان وأفعالهم القبيحة بالأفعال الحسنة تركوا أفعالهم القبيحة وانقلبوا من العداوة إلى المحبة، ومن البغضة إلى المودة ونحو هذه الأقوال كثيرة فيه. فثبت أنه جامع لجميع العلوم النقلية أصولها وفروعها، ويوجد فيه التنبيه على أنواع الدلالات العقلية والرد على أرباب الضلال ببراهين قاهرة وأدلة باهرة سهلة المباني مختصرة المعاني، كقوله تعالى: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم} وكقوله تعالى: {يحيها الذي أنشأها أول مرة} وكقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا اللّه لفسدتا} ولنعم ما قيل: جميع العلم في القرآن، لكن تقاصرت عنه أفهام الرجال.



    (الأمر السابع) كونه بريئاً عن الاختلاف والتفاوت مع أنه كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم، فلو كان ذلك من عند غير اللّه لوقعت فيه أنواع من الكلمات المتناقضة، لأن الكتاب الكبير الطويل لا ينفك عن ذلك. ولما لم يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غير اللّه كما قال اللّه تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} وإلى هذه الأمور السبعة المذكورة أشار اللّه تعالى بقوله: {أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض} لأن مثل هذه البلاغة والأسلوب العجيب والإخبار عن الغيوب والاشتمال على أنواع العلوم والبراءة من الاختلاف والتفاوت، مع كون الكتاب كبيراً مشتملاً على أنواع العلوم لا يأتي إلا من العالم الذي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة مما في السماوات والأرض.



    (الأمر الثامن) كونه معجزة باقية متلوّة في كل مكان مع تكفل اللّه بحفظه، بخلاف معجزات الأنبياء فإنها انقضت بانقضاء أوقاتها، وهذه المعجزة باقية على ما كانت عليه من وقت النزول إلى زماننا هذا، وقد مضت مدة ألف ومائتين وثمانين وحجتها قاهرة، ومعارضته ممتنعة وفي الأزمان كلها القرى والأمصار مملوءة بأهل اللسان وأئمة البلاغة، والملحد فيهم كثير والمخالف العنيد حاضر ومهيأ، وتبقى إن شاء اللّه هكذا ما بقيت الدنيا وأهلها في خير وعافية. ولما كان المعجز منه بمقدار أقصر سورة فكل جزء منه بهذا المقدار معجزة، فعلى هذا يكون القرآن مشتملاً على أكثر من ألفي معجزة.



    (الأمر التاسع) أن قارئه لا يسأمه وسامعه لا يمجه، بل تكراره يوجب زيادة محبته كما قيل:



    وخير جليس لا يمل حديثه * وترداده يزداد فيه تجملا



    وغيره من الكلام، ولو كان بليغاً في الغاية يمل مع الترديد في السمع ويكره في الطبع، ولكن هذا الأمر بالنسبة إلى من له قلب سليم لا إلى من له طبع سقيم.



    (الأمر العاشر) كونه جامعاً بين الدليل ومدلوله فالتالي له إذا كان ممن يدرك معانيه يفهم مواضع الحجة والتكليف معاً في كلام واحد باعتبار منطوقه ومفهومه، لأنه ببلاغة الكلام يستدل على الإعجاز، وبالمعاني يقف على أمر اللّه ونهيه ووعده ووعيده.



    (الأمر الحادي عشر) حفظه لمتعلميه بالسهولة، كما قال اللّه تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} فحفظه ميسر على الأولاد الصغار في أقرب مدة ويوجد في هذه الأمة في هذا الزمان أيضاً مع ضعف الإسلام في أكثر الأقطار أزيد من مائة ألف من حفاظ القرآن بحيث يمكن أن يكتب القرآن من حفظ كل منهم من الأول إلى الآخر، بحيث لا يقع الغلط في الإعراب فضلاً عن الألفاظ ولا يخرج في جميع ديار أوربا عدد حفاظ الإنجيل بحيث يساوي الحفاظ في قرية من قرى مصر مع فراغ بال المسيحيين وتوجههم إلى العلوم والصنائع منذ ثلثمائة سنة، وهذا هو الفضل البديهي لأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ولكتابهم.



    (الأمر الثاني عشر) الخشية التي تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم عند سماع القرآن، والهيبة التي تعتري تاليه، وهذه الخشية قد تعتري من لا يفهم معانيه ولا يعلم تفسيره، فمنهم من أسلم لها لأول وهلة ومنهم من استمر على كفره، ومنهم من كفر حينئذ ثم رجع بعده إلى ربه.

    روي أن نصرانياً مر بقارئ فوقف يبكي فسئل عن سبب البكاء فقال الخشية التي حصلت له من أثر كلام الرب، وأن جعفر الطيار رضي اللّه عنه لما قرأ القرآن على النجاشي وأصحابه ما زالوا يبكون حتى فرغ جعفر رضي اللّه عنه من القراءة، وأن النجاشي أرسل سبعين عالماً من العلماء المسيحية إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقرأ عليهم سورة (يس) فبكوا وآمنوا فنزل في حق الفريقين أو أحدهما قوله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} وقد عرفت حال جبير بن مطعم رضي اللّه عنه، وعتبة، وابن المقنع، ويحيى بن حكم الغزالي. وقال نور اللّه الشوستري في تفسيره: إن العلامة علي القوشجي لما راح من وراء النهر إلى الروم جاء إليه حبر من أحبار اليهود لتحقيق الإسلام وناظره إلى شهر وما سلم دليلاً من أدلة العلامة إلى هذا الحين فجاء يوماً وقت الصبح وكان العلامة مشتغلاً بتلاوة القرآن على سطح الدار، وكان كريه الصوت في الغاية، فلما دخل الباب وسمع القرآن أثر القرآن في قلبه تأثيراً بليغاً، فلما وصل إلى العلامة قال: إني أدخل في الإسلام فأدخله العلامة في الإسلام ثم سئل عن السبب فقال: ما سمعت مدة عمري كريه الصوت مثلك، فلما وصلت إلى الباب سمعت منك القرآن وقد حصل تأثيره البليغ فيَّ فعلمت أنه وحي. فثبت من الأمور المذكورة أن القرآن معجز وكلام اللّه، كيف لا وحسن الكلام يكون لأجل ثلاثة أشياء: أن تكون ألفاظه فصيحة وأن يكون نظمه مرغوباً، وأن يكون مضمونه حسناً. وهذه الأمور الثلاثة متحققة في القرآن بلا ريب ونختم هذا الفصل ببيان ثلاث فوائد:



    (الفائدة الأولى) سبب كون معجزة نبينا من جنس البلاغة أيضاً أن بعض المعجزات تظهر في كل زمان من جنس ما يغلب على أهله أيضاً، لأنهم يبلغون فيه الدرجة العليا فيقفون فيه على الحد الذي يمكن للبشر الوصول إليه، فإذا شاهدوا ما هو خارج عن الحد المذكور علموا أنه من عند اللّه، وذلك كالسحر في زمن موسى عليه السلام فإنه كان غالباً على أهله وكاملين فيه، ولما علم السحرة الكملة أن حد السحر تخييل لما لا ثبوت له حقيقة ثم رأوا عصاه انقلبت ثعباناً يتلقف سحرهم الذي كانوا يقلبونه من الحق الثابت إلى المتخيل الباطل من غير أن يزداد حجمها، علموا أنه خارج عن السحر ومعجزة من عند اللّه فآمنوا به. وأما فرعون فلما كان قاصراً في هذه الصناعة ظن أنه سحر أيضاً، وإن كان أعظم من سحر سحرته. وكذا الطب لما كان غالباً على أهل زمن عيسى عليه السلام، وكانوا كاملين فيه، فلما رأوا إحياء الميت وإبراء الأكمه علموا بعلمهم الكامل أنهما ليسا من حد الصناعة الطبية، بل هو من عند اللّه. والبلاغة قد بلغت في عهد الرسول عليه السلام إلى الدرجة العليا وكان بها فخارهم حتى علقوا القصائد السبع بباب الكعبة تحدياً لمعارضتها كما تشهد به كتب السير، فلما أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم بما عجز عن مثله جميع البلغاء عُلم أن ذلك من عند اللّه قطعاً.



    (الفائدة الثانية) نزول القرآن منجماً ومفرقاً ولم ينزل دفعة واحدة بوجوه: (أحدها) أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يكن من أهل القراءة، فلو نزل عليه ذلك جملة واحدة كان لا يضبطه، ولجاز عليه السهو. (وثانياً) أنه لو أنزل عليه الكتاب دفعة فربما اعتمد على الكتاب وتساهل في الحفظ، فلما أنزل اللّه منجماً حفظه وبقي سنة الحفظ في أمته. (وثالثها) في صورة نزول الكتاب دفعة لو كان نزول جميع الأحكام دفعة واحدة على الخلق لكان يثقل عليهم ذلك، ولما نزل مفرقاً لا جرم نزلت التكاليف قليلاً قليلاً، فكان تحملها أسهل، كما روي عن بعض الصحابة أنه قال: لقد أحسن اللّه إلينا كل الإحسان، كنا مشركين فلو جاءنا رسول اللّه بهذا الدين جملة وبالقرآن دفعة لثقلت هذه التكاليف علينا فما كنا ندخل في الإسلام ولكنه دعانا إلى كلمة واحدة فلما قبلناها وذقنا حلاوة الإيمان قبلنا ما وراءها كلمة بعد كلمة إلى أن تم الدين وكملت الشريعة. (ورابعها) أنه إذا شاهد جبريل حالاً بعد حال يقوى قلبه بمشاهدته فكان أقوى على أداء ما حمل، وعلى الصبر على عوارض النبوة، وعلى احتمال أذية القوم. (وخامسها) أنه لما تم شرط الإعجاز فيه مع كونه منجماً ثبت كونه معجز، فإنهم لو قدروا لوجب أن يأتوا بمثله منجماً مفرقاً. (وسادسها) كان القرآن ينزل بحسب أسئلتهم والوقائع الواقعة لهم، فكانوا يزدادون بصيرة، لأن الإخبار عن العيوب كان ينضم بسبب ذلك إلى الفصاحة. (وسابعها) أن القرآن لما نزل منجماً مفرقاً وتحداهم النبي صلى اللّه عليه وسلم من أول الأمر فكأنه تحداهم بكل واحد من نجوم القرآن، فلما عجزوا عنه كان عجزهم عن معارضة الكل أولى فثبت بهذا الطريق أن القوم عاجزون عن المعارضة لا محالة. (وثامنها) أن السفارة بين اللّه وبين أنبيائه وتبليغ كلامه إليهم منصب عظيم، فلو نزل القرآن دفعة واحدة كان زوال هذا المنصب عن جبريل عليه السلام محتملاً. فلما نزل مفرقاً منجماً بقي ذلك المنصب العظيم عليه.



    (الفائدة الثالثة) سبب تكرار بيان التوحيد وحال القيامة وقصص الأنبياء في مواضع أن العرب كانوا مشركين وثنيين ينكرون هذه الأشياء، وغير العرب بعضهم مثل أهل الهند والصين والمجوس كانوا مثل العرب في الإنكار، وبعضهم كأهل التثليث كانوا في الإفراط والتفريط في اعتقاد هذه الأشياء، فلأجل التقرير والتأكيد كرر بيان هذه الأشياء. ولتكرار القصص أسباب أخر أيضاً، منها: أن إعجاز القرآن لما كان باعتبار البلاغة أيضاً وكان التحدي بهذا الاعتبار فكررت القصص بعبارات مختلفة إيجازاً وإطناباً مع حفظ الدرجة العليا للبلاغة في كل مرتبة ليعلم أن القرآن ليس كلام البشر، لأن هذا الأمر عند البلغاء خارج عن القدرة البشرية. ومنها أنه كان لهم أن يقولوا إن الألفاظ الفصيحة التي كانت مناسبة لهذه القصص استعملتها وما بقيت الألفاظ الأخرى مناسبة لها، وأن يقولوا إن طريق كل بليغ يخالف طريق الآخر، فبعضهم يقدر على الطريق المطنب، وبعضهم يقدر على الموجز فلا يلزم من عدم القدرة على نوع عدم القدرة مطلقاً. أو أن يقولوا إن دائرة البلاغة ضيقة في بيان القصص وما صدر عنك بيانها مرة محمول على البخت والاتفاق فلما كررت القصص إيجازاً وإطناباً لم يبق عذر من هذه الأعذار الثلاثة. ومنها أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يضيق صدره بإيذاء القوم وشرهم كما أخبر اللّه تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون} فيقص اللّه قصة من قصص الأنبياء مناسبة لحاله في ذلك الوقت لتثبيت قلبه، كما أخبر اللّه تعالى: {وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}. ومنها أن المسلمين كان يحصل لهم الإيذاء من أيدي الكفار، أو أن قوماً كانوا يسلمون، أو أن الكفار كان المقصود تنبيههم فكان اللّه ينزل في كل موضع من هذه القصص ما يناسبه، لأن حال السلف تكون عبرة للخلف. ومنها أن القصة الواحدة قد تشتمل على أمور كثيرة فتذكر تارةً وتقصد بها بعض الأمور قصداً، وبعضها تبعاً وتعكس مرة أخرى . والحق أنها لا تملك من مقومات الدولة أي شيء فما زالت تعيش على إعانات بعض الدول الأجنبية في فزع ورعب دائم.. وعن قريب سيطردها العرب من أرضهم شر طردة ولن يلتئم لهم شمل، ولن يتنصر لهم جيش وسيهزم الجمع ويولون الدبر {وعد اللّه لا يخلف اللّه وعده}.


    ( في إثبات نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم وفيه ستة مسالك ).

    [معجزات النبي صلى الله عليه وسلم]

    (المسلك الأول) أنه ظهرت معجزات كثيرة على يده صلى اللّه عليه وسلم وأذكر نبذاً منها في هذا المسلك من القرآن والأحاديث الصحيحة بحذف الإسناد وأوردها في نوعين.

    وقد عرفت في الفصل الثالث من الباب الخامس على أتم تفصيل أنه لا شناعة عقلاً ونقلاً في اعتبار الروايات اللسانية المشتملة على شروط الرواية المعتبرة عند علمائنا رحمهم اللّه تعالى.

    (أما النوع الأول) ففي بيان أخباره عن المغيبات الماضية والمستقبلة، أما الماضية فكقصص الأنبياء عليهم السلام وقصص الأمم البالية من غير سماع من أحد ولا تلقن من كتاب كما عرفت في الأمر الرابع من الفصل الأول من الباب الخامس وقد أشير إليه بقوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.

    والمخالفة التي وقعت بين القرآن وكتب أهل الكتاب في بيان بعض هذه القصص فقد عرفت حالها في الفصل الثاني من الباب الخامس في جواب الشبهة الثانية، وأما المستقبلة فكثيرة. عن حذيفة رضي اللّه عنه أنه قال: (قام فينا مقاماً فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء فأعرفه وأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه) رواه البخاري ومسلم.

    وقد عرفت في الأمر الثالث من الفصل الأول من الباب الخامس اثنين وعشرين خبراً من الأخبار المندرجة في القرآن وقال اللّه تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر اللّه ألا إن نصر اللّه قريب}.

    فوعد اللّه المسلمين في هذا القول بأنهم يزلزلون حتى يستقيؤه ويستنصروه. وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: (سيشتد الأمر باجتماع الأحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم). وقال أيضاً: (أن الأحزاب سائرون إليكم تسعاً أو عشراً). فجاء الأحزاب كما وعد اللّه ورسوله وكانوا عشرة آلاف وحاصروا المسلمين وحاربوهم محاربة شديدة إلى مدة شهر وكان المسلمون في غاية الضيق والشدة والرعب وقالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وأيقنوا بالجنة والنصر. كما أخبر اللّه تعالى بقوله: {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللّه ورسوله وصدق اللّه ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً}. وقد خرج أئمة الحديث رضي اللّه عنهم:‏



    1- أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر الصحابة بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق.‏

    2- وأن الأمن يظهر حتى ترحل المرأة من الحيرة إلى مكة لا تخاف إلا اللّه.

    3- وأن خيبر تفتح على يد علي رضي اللّه عنه في غد يومه.‏

    4- وأنهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم.‏

    5- وأن بنات فارس تخدمهم. وهذه الأمور كلها وقعت في زمن الصحابة رضي اللّه عنهم كما أخبر.‏

    6- وأن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة.‏

    7- وأن فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبداً، والروم ذات قرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل صخر وبحر هيهات آخر الدهر. والمراد بالروم الفرنج والنصارى وكان كما أخبر ما بقي من سلطنة الفرس أثر ما بخلاف الروم، فإن سلطنتهم وإن زالت عن الشام في عهد خلافة عمر رضي اللّه عنه وانهزم هرقل من الشام إلى أقصى بلاده لكن لم تزل سلطنتهم بالكلية بل كلما هلك قرن خلفه قرن آخر.‏

    8- وأن اللّه زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها). والمعنى جمع اللّه لي الأرض مرة واحدة بتقريب بعيدها إلى قريبها حتى اطلعت على ما فيها، وستفتحها أمتي جزءاً فجزءاً حتى تمتلك جميع أجزائها، ولأجل تقييدها بمشارقها ومغاربها انتشرت ملته في المشارق والمغارب ما بين أرض الهند التي هي أقصى المشرق إلى بحر طنجة الذي في أقصى المغرب، ولم تنتشر في الجنوب والشمال مثل انتشارها في المشرق والمغرب، ولعل في إتيانهما بلفظ الجمع، وفي تقديم المشارق، إيماء إلى ما هنالك وإلى ظهور كثرة العلماء منهما بالنسبة إلى غيرهما، وأن علماء المشرق أكثر وأظهر من علماء المغرب.‏

    9- وأنه لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة). وفي حديث آخر رواية أبي أمامة: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر اللّه وهم كذلك وقيل: يا رسول اللّه وأين هم قال: ببيت المقدس) والمراد عند جمهور العلماء بأهل الغرب أهل الشام لأنه غرب الحجاز بدلالة رواية وهم بالشام.‏

    10- وأن الفتن لا تظهر ما دام عمر حياً وكان كما أخبر، وكان عمر رضي اللّه عنه سد باب الفتنة.‏

    11- وأن المهدي رضي اللّه عنه يظهر.‏

    12- وأن عيسى عليه السلام ينزل.‏

    13- وأن الدجال يخرج. وهذه الأمور الثلاثة ستظهر إن شاء اللّه تعالى واللّه أعلم.‏

    14- أن عثمان يقتل وهو يقرأ في المصحف.

    15 - وأن أشقى الآخرين من يصبغ هذه من هذه. يعني لحية علي من دم رأسه، يعني يقتله وهما رضي اللّه عنهما استشهدا كما أخبر.‏

    16- وأن عماراً تقتله الفئة الباغية فقتله أصحاب معاوية.‏

    17- وأن الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً عضوضاً بعد ذلك) فكانت الخلافة الحقة كذلك بمضي مدة خلافة الحسن بن علي رضي اللّه عنهما، لأن خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه كانت سنتين وثلاثة أشهر وعشرين يوماً، وخلافة عمر رضي اللّه عنه عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان رضي اللّه عنه إحدى عشرة سنة وإحدى عشر شهراً وثمانية عشر يوماً، وخلافة علي رضي اللّه عنه أربع سنين وعشرة أشهر وتسعة أيام، وبتمامها خلافة الحسن رضي اللّه عنه.‏

    18- وأن هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش والمراد يزيد وبنو مروان.‏

    19- وأن الأنصار يقلون حتى يكونوا كالملح في الطعام، فلم يزل أمرهم يتفرق حتى لم يبق لهم جماعة. ووقع كما أخبر.‏

    20- وأنه يكون في ثقيف كذاب ومبير أي مهلك، فرأوهما المختار والحجاج.‏

    20- وأن الموتتين أي الوباء والطاعون يكون بعد فتح بيت المقدس، وكان هذا الوباء في خلافة عمر رضي اللّه عنه بعمواس من قرى بيت المقدس، وبها كان عسكره، وهو أول طاعون وقع في الإسلام مات به سبعون ألفاً في ثلاثة أيام.‏

    22- وأنهم يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ففي الصحيحين: (كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان من خالات النبي صلى اللّه عليه وسلم من الرضاع وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوماً فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك فقالت: ممَّ تضحك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل اللّه يركبون ثبج هذا البحر 2 ملوكاً على الأسرة أو كالملوك على الأسرة. فقالت: ادع اللّه أن يجعلني منهم 3 فقال: أنت من الأولين. فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها بعد خروجها منه فهلكت).‏

    23- وأن الإيمان لو كان منوطاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس وفيه إشارة إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة الكوفي رحمه اللّه تعالى أيضاً.‏

    24- وأن فاطمة أول أهله لحوقاً به فماتت رضي اللّه عنها بعد ستة أشهر من وفاته صلى اللّه عليه وسلم.‏

    25- (وأن ابني هذا) أي الحسن ابن علي رضي اللّه عنهما (سيد وسيصلح اللّه به بين فئتين عظيمتين) ووقع كما أخبر، فأصلح اللّه به بين أتباعه وأهل الشام.‏

    26- وأن أبا ذر يعيش وحيداً، ويموت. فكان كما أخبر.‏

    27- (وأن أسرع أزواجه لحوقاً به أطولهن يداً) فكانت زينب بنت جحش رضي اللّه عنها أسرعهن لحوقاً به لطول يدها بالصدقة.‏

    28- (وأن الحسين بن علي رضي اللّه عنهما يقتل بالطف) وهو بفتح الطاء وتشديد الفاء مكان بناحية الكوفة على شط نهر الفرات، والآن اشتهر بكربلاء، فاستشهد الحسين رضي اللّه عنه في الطف كما أخبر.‏

    29- وقال لسراقة بن جعشم: كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ فلما أتى بهما عمر رضي اللّه عنه ألبسهما إياه وقال: الحمد للّه الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة.‏

    30- وقال لخالد رضي اللّه عنه حين وجهه لاكيدر: إنك تجده يصيد البقر. فكان كما أخبر. وفي حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه عند الشيخين: (أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز يضيء لها أعناق الإبل ببصرى).

    وقد خرجت نار عظيمة على قرب مرحلة من المدينة، وكان ابتداؤها يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت خفيفة إلى ليلة الثلاثاء بيومها، ثم ظهرت ظهوراً اشترك فيه الخاص والعام، ولعدم ظهورها ظهوراً معتداً إلى يوم الثلاثاء خفي عن البعض وقال ابتداؤها كان ثالث الشهر، وفي يوم الأربعاء ظهرت ظهوراً شديداً، واشتدت حركتها واضطربت الأرض بمن عليها، وارتفعت الأصوات لخالقها، ودامت آثار الحركة حتى أيقن أهل المدينة بوقوع الهلاك وزلزلوا زلزالاً شديداً فلما كان يوم الجمعة نصف النهار ثار في الجو دخان متراكم أمره متفاقم ثم شاع النار وعلا حتى غشى الأبصار، فسكنت بقريظة عند قاع التنعيم بطرف الحرة ترى في صورة البلد العظيم عليها سور محيط عليه شراريف كشراريف الحصون وأبراج ومآذن، ويرى رجال يقودونها لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر ونهر أزرق له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والجبال بين يديه.

    وكان يأتي المدينة ببركة النبي صلى اللّه عليه وسلم نسيم بارد. وكان انطفاؤها في السابع والعشرين من شهر رجب ليلة الإسراء والمعراج وللشيخ قطب الدين القسطلاني تأليف في بيان حال هذه النار سماه بحمل الإيجاز في الإعجاز بنار الحجاز. فهذا الخبر من الأخبار العظيمة أيضاً لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبر بخروج هذه النار قبل ظهورها بمقدار ستمائة وخمسين سنة تقريباً، وكتب في البخاري قبل ظهورها بمقدار أربعمائة سنة تقريباً، وصحيح البخاري في غاية درجة القبول من زمان التأليف إلى هذا الحين حتى أخذ تسعون ألف رجل سنده من الإمام المرحوم بلا واسطة في مدة حياته فلا مجال لعناد معاند في تكذيب هذا الخبر الصريح الصادق.

    وروى مسلم في كتاب الفتن من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه في أمر الدجال من طريق أبي قتادة عن يسير بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري فقال: ألا يا عبد اللّه بن مسعود جاءت الساعة. قال: فقعد وكان متكئاً، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة. ثم قال: بيده هكذا ونحاها نحو الشام.

    فقال: عدو يجتمعون لأهل الشام ويجتمع لهم أهل الشام. قلت: الروم يعني. قال: نعم. ويكون عند ذلك القتال ردة شديدة أي هزيمة، فيشترط المسلمون شرطة الموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة الموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة الموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية الإسلام فيجعل اللّه الدبرة عليهم (أي الروم) فيقتتلون مقتلة، أما قال: لا يرى مثلها، وأما قال: لم ير مثلها حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتاً فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح أو أي ميراث يقاسم. فبينما هم كذلك إذ سمعوا بناس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون الحديث. عصمنا اللّه من فتنة الدجال.



    واعلم أن علماء بروتستنت على ما هو عادتهم يغلطون العوام باعتراضات مموهة على الإخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث، فأنقل ههنا بعض الإخبارات المنسوبة إلى الأنبياء الإسرائيلية عليهم السلام عن كتبهم المقدسة ليعلم المخاطب أن اعتراضاتهم ليست بشيء، وليس غرضي سوء الاعتقاد في أقوال الأنبياء عليهم السلام لأنها ليست بثابتة الإسناد إليهم ثبوتاً قطعياً، بل حكمها حكم الروايات الضعيفة المروية بروايات الآحاد، فالغلط منها ليس بقولهم يقيناً والاعتراض عليه حق فأقول:

    الأول: الخبر المنقول في الباب السادس من سفر التكوين.

    والثاني: الخبر المنقول في الآية الثامنة من الباب السابع من كتاب أشعيا.

    والثالث: الخبر المنقول في الباب التاسع والعشرين من كتاب أرمياء.

    والرابع: الخبر المندرج في الباب السادس والعشرين من كتاب حزقيال.

    والخامس: الخبر المندرج في الباب الثامن من كتاب دانيال.

    والسادس: الخبر المندرج في الباب التاسع من الكتاب المذكور.

    والسابع: الخبر المندرج في الباب الثاني عشر من الكتاب المذكور.

    والثامن: الخبر المندرج في الباب السابع من سفر صموئيل الثاني.

    والتاسع: الخبر المندرج في الآية 39 و 40 من الباب الثاني عشر من إنجيل متى.

    والعاشر: الخبر المندرج في الآية السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من الباب السادس عشر من إنجيل متى.

    والحادي عشر: الخبر المندرج في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متى.

    والثاني عشر: الخبر المندرج في الباب العاشر من إنجيل متى.

    وكلها غلط كما عرفت هذه الأمور في الباب الأول، فإن أراد أحد منهم أن يعترض على أخباره من الإخبارات المستقبلة المندرجة في القرآن والحديث فعليه أن يبين أولاً صحة هذه الإخبارات المندرجة في كتبهم التي أشرت إليها الآن ثم يعترض.

    وأما النوع الثاني ففي الأفعال التي ظهرت منه عليه السلام على خلاف العادة وهي تزيد على ألف وأكتفي على ذكر أربعين:‏



    1- قال اللّه تعالى في سورة بني إسرائيل: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا}.

    فهذه الآية والأحاديث الصحيحة تدل على أن المعراج كان في اليقظة بالجسد، أما دلالة الأحاديث ففي غاية الظهور، وأما دلالة الآية فلأن لفظ العبد يطلق على مجموع الجسد والروح. قال اللّه تعالى: {أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى)، وقال أيضاً في سورة الجن: {وأنه لما قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}.

    ولا شك أن المراد في الموضعين من العبد مجموع الروح والجسد، فكذا المراد بالعبد ههنا. ولأن الكفار استبعدوا هذا المعراج وأنكروه وارتد بسماعه ضعفاء المسلمين وافتتنوا به فلو لم يكن المعراج بالجسد وفي اليقظة لما كان سبباً لاستبعاد الكفار وإنكارهم وارتداد ضعفاء المسلمين وافتتانهم. إذ مثل هذا في المنامات لا يعد من المحال ولا يستبعد ولا ينكر ألا ترى أن أحداً لو ادعى أنه سار في نومه مرة في الشرق ومرة في الغرب وهو لم يتحول عن مكانه ولم تتبدل حاله الأولى، لم ينكره أحد ولم يستبعد، ولا استحالة فيه عقلاً ونقلاً.

    أما عقلاً فلأن خالق العالم قادر على كل الممكنات، وحصول الحركة البالغة في السرعة إلى هذا الحد في جسد محمد صلى اللّه عليه وسلم ممكن، فوجب كونه تعالى قادراً عليه وغاية ما في الباب أنه خلاف العادة والمعجزات كلها تكون كذلك.

    وأما نقلاً فلأن صعود الجسم العنصري إلى الأفلاك ليس بممتنع عند أهل الكتاب.

    1 - قال القسيس وليم اسمت في كتابه المسمى بطريق الأولياء في بيان حال أخنوخ الرسول الذي كان قبل ميلاد المسيح بثلاث آلاف سنة وثلثمائة واثنتين وثمانين سنة هكذا: (أن اللّه نقله حياً إلى السماء لئلا يرى الموت كما هو مرقوم أنه لم يوجد لأن اللّه نقله فترك الدنيا من غير أن يحمل المرض والوجع والألم والموت ودخل بجسده في ملكوت السماء) انتهى.

    وقوله كما هو مرقوم إشارة إلى الآية الرابعة والعشرين من الباب الخامس من سفر التكوين.

    وفي الباب الثاني من سفر الملوك الثاني هكذا: 1 (وكان لما أراد الرب أن يصعد ايليا بالعجاج إلى السماء انطلق ايليا واليسع من الجلجال 11 وبينما هما يسيران ويتكلمان إذ بعجلة من نار وخيل من نار فاقتربت فيما بينهما وصعد ايليا بالعجاج إلى السماء).

    وقال آدم كلارك المفسر في شرح هذا المقام: (لا شك أن إيليا رفع إلى السماء حياً) انتهى كلامه.

    والآية التاسعة عشر من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا: (ثم الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين اللّه).

    وقال بولس في حال معراجه في الباب الثاني عشر من رسالته الثانية إلى أهل قورنيثوس هكذا: 2 (أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم اللّه يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة 3 وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم اللّه يعلم أنه اختطف إلى الفردوس 4 وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها) فادعى معراجه إلى السماء الثالثة وإلى الفردوس وبسماع كلمات لا ينطق بها، وليس لإنسان أن يتكلم بها 5 وقال يوحنا في الباب الرابع من المكاشفات 1 (وبعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم قائلاً اصعد إلى ههنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد هذا 2 وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس).

    فهذه الأمور مسلمة عند المسيحيين فلا مجال للقسيسين أن يعترضوا على معراج النبي صلى اللّه عليه وسلم عقلاً أو نقلاً. نعم يرد عليهم أنه لا وجود للسماوات على حكم علم الهيئة الجديد، فكيف يصدق عندهم أن أخنوخ وإيليا والمسيح عليهم السلام رفعوا إلى السماء وجلس المسيح على يمين اللّه واختطف مقدسهم إلى السماء الثالثة وإلى الفردوس. وقد عرفنا مطهر البابويين وجهنمهم كما مر في الفصل الثاني من الباب الخامس لكنا ما عرفنا فردوس المسيحيين أهو على السماء الثالثة الموهومة كأنياب الأغوال عندهم أو فوقها أو هو عبارة عن جهنم كما يفهم بملاحظة الإنجيل وكتاب عقائدهم، لأن المسيح قال للسارق المصلوب معه وقت الصلب إنك اليوم تكون معي في الفردوس.

    وهم يصرخون في العقيدة الثالثة من عقائدهم أنه نزل إلى جهنم، فإذا لاحظنا الأمرين يعلم أن الفردوس عندهم جهنم.

    قال جواد بن ساباط في البرهان السادس عشر من المقالة الثانية من كتابه أن القسيس كياروس سألني في حضور المترجمين: ماذا يعتقد المسلمون في معراج محمد صلى اللّه عليه وسلم؟ قلت: إنهم يعتقدون أنه من مكة إلى أورشليم ومنه إلى السماء.

    قال: لا يمكن صعود الجسم إلى السماء. قلت: سألت بعض المسلمين عنه فأجاب أنه يمكن كما أمكن لجسم عيسى عليه السلام. قال القسيس: لِمَ لَمْ تستدل بامتناع الخرق والالتئام على الأفلاك؟ قلت: استدللت به لكنه أجاب أنهما ممكنان لمحمد صلى اللّه عليه وسلم كما كانا ممكنين لعيسى عليه السلام.

    قال القسيس: لِمَ لَمْ تقل أن عيسى إله له أن يتصرف ما يشاء في مخلوقاته؟ قلت: قد قلت ذلك لكنه قال أن ألوهية عيسى باطلة لأنه يستحيل أن يطرأ على اللّه علامات العجز كالمضروبية والمصلوبية والموت والدفن. انتهى.

    ونقل بعض الأحياء أن قسيساً في بلد بنارس من بلاد الهند كان يقول في بعض المجامع تغليطاً لجهال المسلمين البدويين كيف تعتقدون المعراج وهو أمر مستبعد فأجابه مجوسي من مجوس الهند أن المعراج ليس بأشد استبعاداً من كون العذراء حاملة من غير زوج، فلو كان مطلق الأمر المستبعد كاذباً فهذا أيضاً يكون كاذباً فكيف تعتقدونه فبهت القسيس.

    2- قال اللّه تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر} أخبر اللّه بوقوع الانشقاق بلفظ الماضي فيجب تحققه، وحمله على معنى سينشق بعيد لأربعة أوجه:

    الأول: أن قراءة حذيفة وقد انشق القمر وهي صريحة في الزمان الماضي والأصل توافق القراءتين.

    والثاني: أن اللّه أخبر بإعراضهم عن آياته والإعراض الحقيقي عنها لا يتصور قبل وقوعها.

    والثالث: أن المفسرين المشهورين صرحوا بأن انشق بمعناه، وردوا قول من قال بمعنى سينشق.

    والرابع: أن الأحاديث الصحيحة تدل على وقوعه قطعاً. ولذلك قال شارح المواقف: (وهذا متواتر قد رواه جمع كثير من الصحابة كابن مسعود وغيره) انتهى كلامه.

    وقال العلامة أبو نصر عبد الوهاب ابن الإمام علي بن عبد الكافي بن تمام الأنصاري السبكي في شرحه لمختصر ابن الحاجب في الأصول: (والصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر منصوص عليه في القرآن مروي في الصحيحين وغيرهما) انتهى كلامه.

    وأقوى شبهات المنكرين أن الأجرام العلوية لا يتأتى فيها الخرق والالتئام وأن هذا الانشقاق لو وقع لم يخف على أهل الأرض كلهم ونقله مؤرخو العالم.

    (والجواب) أن هذه الشبهة ضعيفة جداً نقلاً وعقلاً. أما نقلاً فلسبعة أوجه:

    الوجه الأول: أن حادثة طوفان نوح عليه السلام كانت ممتدة إلى سنة، وفنى فيه كل ذي حياة من الطيور والبهائم والحشرات والإنسان غير أهل السفينة، وما نجا من الإنسان غير ثمانية أشخاص على ما هو مصرح به في الباب السابع والثامن من سفر التكوين.

    وفي الآية العشرين من الباب الثالث من الرسالة الأولى لبطرس هكذا: (في أيام نوح إذ كان الفلك يبني الذي فيه خلص قليلون أي ثمانية أنفس بالماء).

    والآية الخامسة من الباب الثاني من رسالته الثانية هكذا: (ولم يشفق على العالم القديم بل إنما حفظ نوحاً ثامناً كارزا للبر إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار). وما مضت على هذه الحادثة مدة إلى هذا اليوم على زعم أهل الكتاب إلا مقدار أربعة آلاف ومائتين واثنتي عشرة سنة شمسية ولا يوجد هذا الحال في تواريخ مشركي الهند وكتبهم. وهم ينكرون هذا الأمر إنكاراً بليغاً ويستهزئ به علماؤهم كافة ويقولون: لو قطع النظر عن الزمان السالف ونظر إلى زمان كرشن الأوتار، الذي كان قبل هذا اليوم بمقدار أربعة آلاف وتسعمائة وستين سنة على شهادة كتبهم، لا مجال لصحة هذه الحادثة العامة لأن الأمصار العظيمة الكثيرة من ذلك العهد إلى هذا الحين مغمورة وثبت بشهادة تواريخهم أنه يوجد من ذلك العهد إلى هذا الحين في إقليم الهند مليونات كثيرة في كل زمان من الأزمنة، ويدعون أن حال زمان كرشن لوجود كثرة التواريخ كحال أمس.

    وقال ابن خلدون في المجلد الثاني من تاريخه: (واعلم أن الفرس والهند لا يعرفون الطوفان وبعض الفرس يقولون كان ببابل فقط) انتهى كلامه بلفظه. وقال العلامة تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المعروف بالمقريزي في المجلد الأول من كتابه المسمى بكتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: (الفرس وسائر المجوس والكلدانيون أهل بابل والهند وأهل الصين وأصناف الأمم المشرقية ينكرون الطوفان، وأقر به بعض الفرس لكنهم قالوا لم يكن الطوفان بسوى الشام والمغرب ولم يعم العمران كله ولا غرق إلا بعض الناس ولم يجاوز عقبة حلوان ولا بلغ إلى ممالك المشرق) انتهى كلامه بلفظه.

    وأبناء صنف القسيسين ينكرون هذا الطوفان ويستهزئون به. وأنقل كلام جان كلارك الملحد عن رسالته الثالثة المندرجة في كتابه المطبوع سنة 1839 في ليدس فقال في الصفحة 54: (هذا) يعني الطوفان، غير صحيح على شهادة علم الفلسفة وأنا أتعجب! أمات الحيتان في ماء هذا الطوفان؟.

    ولما كان بحكم الآية الخامسة من الباب السادس من سفر التكوين أفكار قلوب الإنسان ذميمة فلماذا أبقى اللّه ثمانية أشخاص. لِمَ لَمْ يخلق الإنسان مرة أخرى بعد إهلاك الكل؟ ولماذا أبقى بضاعته القديمة التي بقيت الأفكار الذميمة باقية بسببها؟ لأن الشجرة الرديئة لا تثمر ثمرة جيدة كما قال متى في الآية السادسة عشر من الباب السابع، هل يجتنبون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً؟. ونوح كان شارب الخمر وبهيمة وظالماً (والعياذ باللّه). كما يفهم من الآية 21 و 25 من الباب التاسع من سفر التكوين فكيف يرجى منه أن يكون نسله صالحاً.

    وانظروا أنه لم يكن صالحاً كما يظهر من الآية الثانية من الباب الثاني من رسالة بولس إلى أهل أفسيس والآية الثالثة من الباب الثالث من رسالته إلى تيطس والآية الثالثة من الباب الرابع من الرسالة الأولى لبطرس والآية [ص 190] الخامسة من الزبور الحادي والخمسين) انتهى كلامه. ثم استهزأ في هذه الصفحة 93 استهزاءً بليغاً جاوز الحد في إساءة الأدب، فلا أرضى بنقل كلامه القبيح.

    (الوجه الثاني) في الباب العاشر من كتاب يوشع، على وفق الترجمة العربية المطبوعة سنة 1844 هكذا: 12 حينئذ تكلم يسوع أمام الرب في اليوم الذي دفع الأموري في يدي بني إسرائيل، وقال أمامهم أيتها الشمس مقابل جبعون لا تتحركي والقمر مقابل قاع ايلون 13 (فوقف الشمس والقمر حتى انتقم الشعب من أعدائهم، أليس هذا مكتوباً في سفر الأبرار فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تكن تعجل إلى الغروب يوماً تاماً).

    وفي الباب الرابع من الحصة الثالثة من كتاب تحقيق الدين الحق، المطبوع سنة 1846 في الصفحة 362 هكذا: (أما غربت الشمس بدعاء يوشع إلى أربع وعشرين ساعة) انتهى كلامه.

    وهذه الحادثة عظيمة وكانت على زعم المسيحيين قبل ميلاد المسيح بألف وأربعمائة وخمسين سنة فلو وقعت لظهرت على الكل ولا يمنع السحاب الغليظ علمه أيضاً، وهو ظاهر ولا اختلاف في الآفاق لأنا لو فرضنا أن بعض الأمكنة كان فيها الليل في هذا الوقت لأجل الاختلاف فلا بد أن تظهر لامتداد ليلهم بقدر أربع وعشرين ساعة. وهذه الحادثة العظيمة ليست مكتوبة في كتب تواريخ أهل الهند ولا أهل الصين ولا الفرس. وأنا سمعت من علماء مشركي الهند تكذيبها، وهم يجزمون بأنها غلط يقيناً، وأبناء صنف القسيسين يكذبونها ويستهزئون بها وأوردوا عليها اعتراضات:



    الاعتراض الأول: أن قول يوشع أيتها الشمس لا تتحركي، وقوله فوقفت الشمس، يدلان على أن الشمس متحركة والأرض ساكنة، وإلا كان عليه أن يقول أيتها الأرض لا تتحركي فوقفت الأرض، وهذا الأمر باطل بحكم علم الهيئة الجديد الذي يعتمد عليه حكماء أوروبا كلهم الآن ويعتقدون ببطلان القديم، لعل يوشع ما كان يعلم هذه الحال، أو هذه القصة كاذبة.

    والاعتراض الثاني: أن قوله فوقفت الشمس في كبد السماء يدل على أن هذا الوقت كان نصف النهار وهذا مخدوش أيضاً بوجوه: أما أولاً: فلأن بني إسرائيل كانوا قتلوا من المخالفين ألوفاً وهزموهم ولما هربوا أمطر الرب عليهم حجارة كباراً من السماء، وكان الذين ماتوا بالحجارة أكثرمن الذين قتلهم بنو إسرائيل، وهذه الأمور حصلت قبل نصف النهار على ما هو مصرح به في الباب فلا وجه لاضطراب يوشع عليه السلام في هذا الوقت لأن المظفرين من بني إسرائيل كانوا كثيرين جداً والباقون من المخالفين قليلين جداً وكان الباقي من النهار مقدار النصف، فقتلهم قبل الغروب كان في غاية السهولة. وأما ثانياً: فلأن الوقت لما كان نصف النهار فكيف رأوا القمر في هذا الوقت على أن توقيفه لغو على قواعد الفلسفة. وأما ثالثاً: فلأن الوقت لما كان نصف النهار وكان بنو إسرائيل مشتغلين بالمحاربة والاضطراب، وما كان لهم شك في المقدار الباقي من النهار، وما كانت الساعات عندهم في ذلك الزمان. فكيف علموا أن الشمس قامت على دائرة نصف النهار بمقدار اثنتي عشرة ساعة وما مالت إلى هذه المدة إلى جانب المغرب.

    والاعتراض الثالث: قال جان كلارك: (إن اللّه كان وعد أن جميع أيام الأرض زرع وحصاد، برد وحر، صيف وشتاء، ليل ونهار، لا تهدأ كما هو مصرح به في الآية الثانية والعشرين من الباب الثامن من سفر التكوين فإذا لم تغرب الشمس إلى المدة المذكورة هدأ الليل في ذلك الوقت).

    (الوجه الثالث) في الآية الثامنة من الباب الثامن والثلاثين في بيان رجوع الشمس بمعجزة أشعيا هكذا: (فرجعت الشمس عشر درجات في المراقي التي كانت قد انحدرت).

    وهذه الحادثة عظيمة، ولما كانت في النهار فلا بد أن تظهر لأكثر أهل العالم، وكانت قبل ميلاد المسيح بسبعمائة وثلاث عشرة سنة شمسية، وهذه الحادثة ليست مكتوبة في تواريخ أهل الهند والصين والفرس. وأيضاً يفهم منها حركة الشمس وسكون الأرض، وهذا أيضاً باطل على حكم علم الهيئة الجديد.

    على أنا لو قطعنا النظر عن هذا، فنقول أن ههنا ثلاثة احتمالات أما أن رجع النهار فقط بمقدار عشر درجات، أو الشمس رجعت في السماء بهذا المقدار كما هو الظاهر، أو رجعت حركة الأرض من المشرق إلى المغرب بهذا المقدار. وهذه الاحتمالات الثلاثة باطلة بحكم الفلسفة. وهذه الحوادث الثلاثة مسلمة عند اليهود والنصارى والحوادث الباقية التي أذكرها تختص بالنصارى.

    (الوجه الرابع) في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى: 51 (وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل والأرض تزلزلت، والصخور تشققت 52 والقبور تفتحت وقام كثير من أجسام القديسين الراقدين 53 وخرجوا من القبور بعد قيامه ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين). وهذه الحادثة كاذبة يقيناً كما عرفت في الفصل الثالث من الباب الأول، ولا توجد في تواريخ المخالفين القديمة من الرومانيين واليهود، ولم يذكر مرقس ولوقا تشقق الصخور، وتفتح القبور، وخروج كثير من أجساد القديسين ودخولهم في المدينة المقدسة، مع أن ذكرها كان أولى من ذكر صراخ عيسى عليه السلام عند الموت الذي اتفقا على ذكره. وتشقق الصخور من الأمور التي يبقى أثرها بعد الوقوع، والعجب أن متى لم يذكر أمر هؤلاء الموتى بعد انبعاثهم لأي الناس ظهروا، وكان اللائق ظهورهم على اليهود وبيلاطس ليؤمنوا بعيسى عليه السلام كما كان اللائق على عيسى عليه السلام أن يظهر على هؤلاء بعد قيامه من الأموات ليزول الاشتباه ولا يبقى المجال لليهود أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوا جثته. وكذا لم يذكر أن هؤلاء الموتى بعد الانبعاث رجعوا إلى أجسادهم أو بقوا في الحياة. وقال بعض الظرفاء: لعل متى فقط رأى هذه الأمور في المنام. على أنه يفهم من عبارة لوقا أن انشقاق حجاب الهيكل كان قبل وفاة عيسى عليه السلام خلافاً لمتى ومرقس.

    (الوجه الخامس) كتب متى ومرقس ولوقا في بيان صلب المسيح، أن الظلمة كانت على الأرض كلها من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة، وهذه الحادثة لما كانت في النهار على الأرض كلها وممتدة إلى أربع ساعات، فلا بد أن لا تخفى على أكثر أهل العالم، ولا يوجد ذكرها في تواريخ أهل الهند والصين والفرس.

    (الوجه السادس) أن متى كتب في الباب الثاني قصة قتل الأطفال، ولم يكتبها غيره من الإنجيليين والمؤرخين.

    (الوجه السابع) في الباب الثالث من إنجيل متى ولوقا، وفي الباب الأول من إنجيل مرقس هكذا: (فساعة طلع من الماء رأى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه، وكان صوت من السماوات (أنت ابني الحبيب الذي به سررت) انتهى بعبارة مرقس.

    فانشقاق السماوات لما كان في النهار، فلا بد أن لا يخفى على أكثر أهل العالم، وكذا رؤية الحمامة وسماع الصوت لا يختص بواحد دون واحد من الحاضرين، ولم يكتب أحد هذه الأمور غير الإنجيليين.

    وقال "جان كلارك" مستهزئاً بهذه الحادثة: (إن متى أبقانا محرومين من الاطلاع العظيم، وهو أنه لم يصرح أن السماوات لما انفتحت هل انفتحت أبوابها الكبيرة؟ أم المتوسطة؟ أم الصغيرة؟ وهل كانت هذه الأبواب في هذا الجانب من الشمس أو في ذلك الجانب؟ ولأجل هذا السهو الذي صدر عن متى قسوسنا يضربون الرؤوس متحيرين في تعيين الجانب، ثم قال: وما أخبرنا أيضاً أن هذه الحمامة هل أخذها أحد وحبسها في القفص، أم رأوها راجعة إلى جانب السماء. ولو رأوها راجعة ففي هذه الصورة لا بد أن تبقى أبواب السماوات مفتوحة إلى هذه المدة، فلا بد أنهم رأوا باطن السماء بوجه حسن لأنه لا يعلم أن بواباً كان عليها قبل وصول بطرس هناك، لعل هذه الحمامة كانت جنية) انتهى كلامه.



    (وأما بطلانها عقلاً) فلوجوه ثمانية.

    (الأول) أن انشقاق القمر كان في الليل وهو وقت الغفلة والنوم والسكون عن المشي والتردد في الطرق سيما في موسم البرد، فإن الناس يكونون مستريحين في دواخل البيوت وزواياها مغلقين أبوابها، فلا يكاد يعرف من أمور السماء شيئاً إلا من انتظره واعتنى به، ألا ترى إلى خسوف القمر فإنه يكون كثيراً، وأكثر الناس لا يحصل لهم العلم به حتى يخبرهم أحد به في السحر.

    (والثاني) أن هذه الحادثة ما كانت ممتدة إلى زمان كثير، فما كان للناظر أن يذهب إلى الغير الذي هو بعيد عنه وينبهه، أو يوقظ النائم ويريه.

    (والثالث) أنها لم تكن متوقع الحصول لأهل العلم لينظروها في وقتها ويروها كما أنهم يرون هلال رمضان والعيدين والكسوف والخسوف في أوقاتها غالباً لأجل كونها متوقع الحصول، ولا يكون نظر كل واحد إلى السماء في كل جزء من أجزاء النهار أيضاً فضلاً عن الليل. فلذلك رأى الذين كانوا طالبين لهذه المعجزة وكذلك من وقع نظره في هذا الوقت إلى السماء كما جاء في الأحاديث الصحيحة أن الكفار لما رأوها قالوا: سحركم ابن أبي كبشة فقال أبو جهل: هذا سحر فابعثوا إلى أهل الآفاق حتى تنظروا رأوا ذلك أم لا؟ فأخبر أهل آفاق مكة أنهم رأوه منشقاً، وذلك لأن العرب يسافرون في الليل غالباً ويقيمون بالنهار فقالوا: هذا سحر مستمر.

    وفي المقالة الحادية عشر من تاريخ "فرشته" أن أهل مليبار من إقليم الهند رأوه أيضاً، وأسلم والي تلك الديار التي كانت من مجوس الهند بعد ما تحقق له هذا الأمر.

    وقد نقل الحافظ المري عن ابن تيمية 6 أن بعض المسافرين ذكر أنه وجد في بلاد الهند بناءً قديماً مكتوباً عليه: "بني ليلة انشق القمر".

    (والرابع) أنه قد يحول في بعض الأمكنة وفي بعض الأوقات بين الرائي والقمر، سحاب غليظ أو جبل، ويوجد التفاوت الفاحش في بعض الأوقات في الديار التي ينزل فيها المطر كثيراً، بأنه يكون في بعض الأمكنة سحاب غليظ ونزول المطر بحيث لا يرى الناظر في النهار الشمس ولا هذا اللون الأزرق إلى ساعات متعددة، وكذا لا يرى في الليل القمر والكواكب ولا اللون المذكور. وفي بعض أمكنة أخرى لا أثر للسحاب ولا للمطر وتكون المسافة بين تلك الأمكنة والأمكنة الأولى قليلة، وأهل البلاد الشمالية كالروم والفرنج في موسم نزول الثلج والمطر لا يرون الشمس إلى أيام، فضلاً عن القمر.

    (والخامس) أن القمر لاختلاف مطالعه ليس في حد واحد لجميع أهل الأرض، فقد يطلع على قوم قبل أن يطلع على آخرين، فيظهر في بعض الآفاق وبعض المنازل على أهل بعض البلاد دون بعض، ولذلك نجد الخسوف في بعض البلاد دون بعض، ونجده في بعض البلاد باعتبار بعض أجزاء القمر، وفي بعضها مستوفياً أطرافه كلها، وفي بعضها لا يعرفها إلا الحادقون في علم النجوم، وكثيراً ما يحدث الثقات من العلماء بالهيئة الفلكية بعجائب يشاهدونها من أنوار ظاهرة ونجوم طالعة عظام تظهر في بعض الأوقات أو الساعات من الليل، ولا علم لأحد بها من غيرهم.

    (والسادس) أنه قلما يقع أن يبلغ عدد ناظري أمثال هذه الحوادث النادرة الوقوع إلى حد يفيد اليقين، وأخبار بعض العوام لا يكون معتبراً عند المؤرخين في الوقائع العظيمة، نعم يعتبر أخبارهم أيضاً في الحوادث التي يبقى أثرها بعد وقوعها، كالريح الشديد، ونزول الثلج الكثير، والبرد. فيجوز أن مؤرخي بعض الديار لم يعتبروا أخبار بعض العوام في هذه الحادثة، وحملوه على تخطئة أبصار المخبرين العوام، وظنوا أنها تكون نحواً من الخسوف.

    (والسابع) أن المؤرخين كثيراً ما يكتبون الحوادث الأرضية ولا يتعرضون للحوادث السماوية إلا قليلاً سيما مؤرخي السلف، وكان في زمان النبي صلى اللّه عليه وسلم في ديار إنكلترة وفرانس شيوع الجهل، واشتهارها بالصنائع والعلوم إنما هو بعد زمانه صلى اللّه عليه وسلم بمدة طويلة.

    (والثامن) أن المنكر إذا علم أن الأمر الفلاني معجزة أو كرامة للشخص الذي ينكره تصدى لإخفائها، ولا يرضى بذكرها وكتابتها غالباً. كما لا يخفى على من طالع الباب الحادي عشر من إنجيل يوحنا، والباب الرابع والخامس من كتاب الأعمال، فظهر أن لا اعتراض عقلاً ونقلاً على معجزة شق القمر.

    وقال صاحب ميزان الحق في النسخة المطبوعة سنة 1843 في مر زابور: (معنى الآية على قاعدة التفسير منسوب إلى يوم القيامة، لأن لفظ الساعة المعروف باللام، قصد منه الساعة المعلومة والوقت المعلوم أعني القيامة، كما أن هذا اللفظ جاء بهذا المعنى في الآيات التي هي في آخر هذه السورة، ولأجل ذلك فسر بعض المفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيره لفظ الساعة بمعنى القيامة وقالوا: أن من علامات يوم القيامة بحكم هذه الآية هذه العلامة أيضاً، أن القمر سينشق) انتهى كلامه.

    فادعى أمرين الأول: أن الصحيح على قاعدة التفسير أن يكون انشق بمعنى سينشق. والثاني: أن بعض المفسرين منهم القاضي البيضاوي وغيره فسروه هكذا.

    وكلاهما غلطان.

    أما (الأول) فلأن انشق صيغة ماض، وحمله على معنى سينشق مجاز ولا يصار إلى المجاز ما لم يتعذر الحمل على الحقيقة، وههنا لم يتعذر بل يجب الحمل على معناه الحقيقي كما عرفت آنفاً.

    أما (الثاني) فلأنه بهتان صرف على البيضاوي، وهو ما فسر انشق بينشق بل فسر بمعناه الماضي، لكنه بعد ما فسر على مختاره، نقل قول البعض بصيغة التمريض، ثم رد قوله فهذا القول مردود عنده.

    ولما اعترض صاحب الاستفسار على مؤلف الميزان على العبارة المذكورة وقال: (أن القسيس إما غالط أو مغلط للعوام). تنبه المؤلف المذكور وغير هذه العبارة في النسخة الجديدة الفارسية المطبوعة سنة 1849، ونسخة أردو المطبوعة سنة 1850 وقال: (لفظ الساعة المعرف باللام في حالة الأفراد جاء في كل موضع من القرآن بمعنى يوم القيامة، وجملة انشق القمر بسبب واو العطف ألحقت بجملة اقتربت الساعة، وتوجد في كل من الجملتين صيغة الماضي، فكما أن الفعل الأول اقتربت بمعنى المستقبل يعني سيجيء يوم القيامة، فكذا الفعل الثاني انشق أيضاً بمعنى سينشق يعني إذا جاء يوم القيامة ينشق القمر، وبعض العلماء المفسرين أيضاً فسروا هكذا مثل الزمخشري والبيضاوي، وإن اعتقدا في تفسيرهما أن هذه الآية معجزة محمد صلى اللّه عليه وسلم، لكنهما صرحا هكذا أيضاً. وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة، وفي قراءة حذيفة وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة، وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق وقال البيضاوي: وقيل معناه سينشق يوم القيامة) انتهى كلامه.

    فتنبه صاحب الميزان وغير العبارة، لكنه أعجب في تلخيص عبارة الكشاف حيث أسقط بعض العبارة زاعماً أنها غير مفيدة ونقل قوله: وفي قراءة حذيفة وقد انشق القمر الخ. وهذا القول لا يناسب مقصوده لأنه نص في ثبوت المعجزة المذكورة أن قيل: نقل هذا القول طرداً قلت فحينئذ لا وجه لإسقاط بعض العبارة، وعبارة الكشاف هكذا: (وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة. وقوله: وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر يرده وكفى به رداً قراءة حذيفة قد انشق القمر أي اقتربت الساعة، وقد حصل من آيات اقترابها إن القمر قد انشق كما تقول أقبل الأمير وقد جاء البشير بقدومه وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال: ألا إن الساعة قد اقتربت وأن القمر قد انشق على عهد نبيكم) انتهى كلامه بلفظه.

    قوله: لفظ الساعة المعروف باللام الخ. وكذا قوله جملة: انشق القمر بسبب واو العطف الخ. لا يحصل منهما مقصوده، لعله فهم أن لفظ الساعة لما كان بمعنى القيامة وانشقاق القمر من علاماته، فلا بد أن يكون متصلاً بها واقعاً فيها، وهذا غلط نشأ من عدم التأمل. قال اللّه تعالى في سورة محمد: {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها}. فقوله: فقد جاء أشراطها يدل على أن أشراطها قد تحققت، لأن لفظة قد إذا دخلت على الماضي تكون نصاً على وجود الفعل في الزمان الماضي القريب من الحال، فلذلك فسر المفسرون هذا القول هكذا في البيضاوي (لأنه قد ظهرت إماراتها كمبعث النبي وانشقاق القمر).

    وفي التفسير الكبير (الأشراط العلامات قال المفسرون: هي مثل انشقاق القمر ورسالة محمد عليه السلام، وفي الجلالين أي علاماتها منها مبعث النبي صلى اللّه عليه وسلم، وانشقاق القمر والدخان).

    وعبارة الحسيني كالبيضاوي قوله: فكما أن الفعل الأول اقتربت بمعنى المستقبل غلط لأنه بمعناه الماضي وترجمته بالفارسية يعني (رزو قيامت خواهد آمد) ليست بصحيحة، وما روي عن بعض الناس مردود عند المفسرين.

    ثم قال: (ولو سلمنا أن شق القمر وقع، لا يكون معجزة محمد صلى اللّه عليه وسلم أيضاً، لأنه لم يصرح في هذه الآية ولا في آية أخرى أن هذه المعجزة ظهرت على يد محمد صلى اللّه عليه وسلم) انتهى.

    أقول: يدل على كونها معجزة الآية الثانية والأحاديث الصحيحة التي صحتها بحسب الضابطة العقلية زائدة على صحة هذه الأناجيل المحرفة المملوءة بالأغلاط، والاختلافات المروية برواية الآحاد المفقود أسانيدها المتصلة، كما علمت في الباب الأول والثاني.

    ثم قال: (إن علاقة الآية الثانية بالآية الأولى أن المنكرين يرون في آخر الزمان علامات القيامة ولا يؤمنون بها، بل يقولون على عادة كفار السلف أنها سحر فاحش لا غير) انتهى كلامه.

    وهذا أيضاً غلط بوجهين:

    الأول: أن المنكر لا ينكر عناداً، والكافر لا ينسب الأمر الخارق للعادة إلى السحر إلا إذا كان أحد ادعى أن هذا الأمر الخارق من معجزاتي أو كراماتي. وإذا ظهرت علامات القيامة في آخر الزمان من غير الادعاء فكيف ينكرها المنكرون، وكيف يقولون: أنها سحر فاحش لا غير.

    والثاني: أن انشقاق القمر في المستقبل لا يكون إلا في يوم القيامة، خاصة وفي هذا اليوم لا يقول الكفار إنه سحر مستمر لظهور أمر القيامة في هذا اليوم على كل أحد. إلا أن يكون أحد منهم عاقلاً معانداً مثل هذا الموجه فلعله يقول بزعمه، أو يتفوه بهذا القول هذا الموجه بنفسه أو أمثاله من علماء بروتستنت، بعد انبعاثهم من أحداثهم لرسوخ عناد الدين المحمدي في قلوبهم.

    ثم قال: (لو ظهرت هذه المعجزة على يد محمد لأخبر المعاندين الذين كانوا يطلبون منه معجزة بأني شققت القمر في الوقت الفلاني فلا تكفروا) وستطلع على جوابه في الفصل الثاني على أتم وجه إن شاء اللّه.

    وقال صاحب وجهة الإيمان منكراً لهذه المعجزة: (عدة أشخاص من المفسرين مثل الزمخشري والبيضاوي فسروا هذا المقام بأن القمر ينشق يوم القيامة، ولو وقع لاشتهر في جميع العالم ولا معنى لاشتهاره في إقليم واحد) انتهى كلامه ملخصاً.

    وقد ظهر لك مما ذكرنا أن كلا الأمرين ليسا بصحيحين يقيناً، وهذا القسيس فاق مؤلف الميزان، حيث أورد الدليل النقلي والعقلي، وصرح باسم الكشاف، أيضاً لعله رأى في النسخة القديمة للميزان لفظاً كالبيضاوي وغيره، فظن أن المراد بالغير الكشاف، لأن البيضاوي له مناسبة كثيرة بالكشاف بالنسبة إلى التفاسير الأخر، فصرح باسم الكشاف ليحصل له الفضل على مؤلف الميزان.

    وصاحب الكشاف قال في مبدأ تفسير هذه السورة: (انشقاق القمر من آيات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومن معجزاته النيرة) انتهى كلامه.

    وقال صاحب الرسالة التي ألفها في جواب مكتوب الفاضل نعمت على الهند معترضاً على هذه المعجزة: (لا يثبت من هذه الآية أن هذه المعجزة صدرت عن محمد صلى اللّه عليه وسلم، ولا يثبت هذا الأمر من التفاسير) انتهى.

    وهذا الثالث بالخير المنبثق من الأولين فاق كليهما حيث قال: لا يثبت هذا الأمر من التفاسير لعله اعتقد أن القسيس الأول صادق في قوله كالبيضاوي وغيره، والقسيس الثاني صادق في قوله مثل الزمخشري والبيضاوي، ثم قاس حال سائر التفاسير على هذين التفسيرين فقال: ولا يثبت هذا الأمر من التفاسير، ليحصل له الفضل على القسيسين الأولين، ويظهر تبحره عند قومه بأنه طالع التفاسير كلها، فظهر أن كل لاحق من هؤلاء الثلاثة على سابقه، وهذا ليس بعجيب لأن مثل هذا الأمر قد شاع بين المسيحيين في القرن الأول كما يظهر من رسائل الحواريين، وصار من المستحسنات الدينية في القرن الثاني من القرون المسيحية كما قال المؤرخ موشيم في بيان حال علماء القرن الثاني من القرون المسيحية في الصفحة 65 من المجلد الأول من تاريخه المطبوع سنة 1832: (كان بين متبعي رأي أفلاطون وفيثاغورس مقولة مشهورة أن الكذب والخداع لأجل أن يزداد الصدق وعبادة اللّه ليسا بجائزين فقط بل قابلان للتحسين، وتعلم أولاً منهم يهود مصر هذه المقولة قبل المسيح، كما يظهر هذا جزماً من كثير من الكتب القديمة، ثم أثر وباء هذا الغلط السوء في المسيحيين كما يظهر هذا الأمر من الكتب الكثيرة التي نسبت إلى الكبار كذباً) انتهى كلامه.

    وقال آدم كلارك في المجلد السادس من تفسيره في شرح الباب الأول من رسالة بولس إلى أهل غلاطية:

    (هذا الأمر محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية وكثرة هذه الأحوال الكاذبة الغير الصحيحة هيجت لوقا على تحرير الإنجيل، ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الأناجيل الكاذبة، والأجزاء الكثيرة من هذه الأناجيل باقية) انتهى.

    وإذا نسب أسلافهم أكثر من سبعين إنجيلاً إلى المسيح والحواريين ومريم عليهم السلام، فأي عجب لو نسب هؤلاء القسوس لأجل تغليط عوام أهل الإسلام بعض الأمور إلى تفاسير القرآن.

    واعلم أن الرسالة الأخيرة كانت مشتهرة في الهند، وكان القسيسيون يقسمونها كثيراً في بلاده، لكن لما كتب عدة من علماء الإسلام عليها رداً واشتهر ما كتبوا تركوها وطبع ثلاثة كتب من كتب الرد عليها. الأول: "التحفة المسيحية" لسيد الدين الهاشمي. والثاني: "تأييد المسلمين" لبعض أقارب مجتهد شيعة لكنهوا. والثالث: "خلاصة سيف المسلمين" للفاضل حيدر علي القرشي.‏



    3- في البيضاوي: (روى أنه لما طلعت قريش من العقنقل، قال صلى اللّه عليه وسلم: هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك، اللّهم إني أسألك ما وعدتني. فأتاه جبريل عليه السلام وقال له: خذ قبضة من تراب فارمهم بها، فلما التقى الجمعان تناول كفاً من الحصباء فرمى بها في وجوههم. وقال: شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر فيقول الرجل قتلت وأسرت) انتهى.

    وقال اللّه تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى} يعني {وما رميت} يا محمد رمياً توصلها إلى أعينهم ولم تقدر عليه {إذ رميت} أي أتيت بصورة الرمي {ولكن اللّه رمى} أتى بما هو غاية الرمي، فأوصلها إلى أعينهم جميعاً حتى انهزموا، وتمكنتم من قطع دابرهم.

    وقال الفخر الرازي عليه الرحمة: (والأصح) أن هذه الآية نزلت في يوم بدر، وإلا لدخل في أثناء القصة كلام أجنبي عنها وذلك لا يليق بل لا يبعد أن يدخل تحته سائر الوقائع لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) انتهى كلامه.

    وقد عرفت في المقدمة حال ما تفوه به صاحب ميزان الحق على هذه المعجزة فلا أعيده.‏

    4- نبع الماء من بين أصابع النبي صلى اللّه عليه وسلم في مواطن متعددة، وهذه المعجزة أعظم من تفجر الماء من الحجر كما وقع لموسى عليه السلام، فإن ذلك من عادة الحجر في الجملة، وأما من لحم ودم فلم يعهد من غيره صلى اللّه عليه وسلم. عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه أنه قال: (رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بوضوء فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضؤوا منه قال: فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه صلى اللّه عليه وسلم فتوضأ الناس حتى توضؤوا عن آخرهم) وهذه المعجزة صدرت بالزوراء عند سوق المدينة.‏

    5- عن جابر رضي اللّه عنه: (عطش الناس يوم الحديبية ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نحوه وقالوا: ليس عندنا ماء إلا ما في ركوتك فوضع النبي صلى اللّه عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون) وكان الناس ألفاً وأربعمائة.‏

    6- عن جابر رضي اللّه عنه (قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا جابر ناد بالوضوء وذكر الحديث بطوله وأنه لم نجد إلا قطرة في عزلاء شجب فأتى به النبي صلى اللّه عليه وسلم فغمره وتكلم بشيء لا أدري ما هو وقال: ناد بجفنة الركب فأتيت بها فوضعتها بين يديه، وذكر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بسط يده في الجفنة وفرق أصابعه وصب جابر عليه وقال: بسم الله. قال: فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ثم فارت الجفنة واستدارت حتى امتلأت. وأمر الناس بالاستقاء فاستقوا حتى رووا. فقلت: هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى) وهذه المعجزة صدرت في غزوة بواط.‏

    7- عن معاذ بن جبل في قصة غزوة تبوك، وأنهم وردوا العين وهي تبض بشيء من ماء مثل الشراك، فغرفوا من العين بأيديهم حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجهه فيه ويديه ثم أعاده فيها، فجرت بماء كثير فاستقى الناس. قال في حديث ابن إسحاق: فانهرق من الماء ما له حس كحس الصواعق، ثم قال: يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ههنا قد مليء جناناً).‏

    8- عن عمران بن الحصين رضي اللّه عنهما أنه قال: (حين أصاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه عطش في بعض أسفارهم، فوجه رجلين من أصحابه وأعلمهما أنهما يجدان امرأة بمكان كذا معها بعير عليه مزادتان الحديث فوجداها وأتيا بها النبي صلى اللّه عليه وسلم فجعل في إناء من مزاديتها وقال فيه ما شاء اللّه، ثم أعاد الماء في المزادتين ثم فتحت عزليها وأمر الناس فملؤوا أسقيتهم حتى لم يدعوا شيئاً إلا ملؤه. قال عمران: ويخيل لي أنهما لم تزدادا إلا امتلاء، ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملؤوا ثوبها وقال: اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئاً ولكن اللّه سقانا).‏

    9- في حديث عمر رضي اللّه عنه في جيش العسرة وذكر ما أصابهم من العطش، حتى أن الرجل ينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه، فرغب أبو بكر إلى النبي في الدعاء، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت 2 السماء فانسكبت فملؤوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكر.‏

    10- عن جابر رضي اللّه عنه أن رجلاً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم يستطعمه، فاستطعمه شطر وسق شعير، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبره. فقال: لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم.‏



    11- عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أطعم ثمانين رجلاً من أقراص من شعير، جاء بها أنس تحت يده أي إبطه.‏

    12- عن جابر رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع شعير وعناق 3 قال جابر رضي اللّه عنه: فأقسم باللّه لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وأن برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا ليخبز، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بصق في العجين والبرمة وبارك.‏



    13- عن أبي أيوب رضي اللّه عنه أنه صنع لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولأبي بكر زهاء ما يكفيهما فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: ادع ثلاثين من أشراف الأنصار فدعاهم فأكلوا حتى تركوا، ثم قال: ادع ستين فكان مثل ذلك، ثم قال: ادع سبعين فأكلوا حتى تركوه. وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايع. قال أبو أيوب رضي اللّه عنه: فأكل من طعامي مائة وثمانون رجلاً.‏

    14- عن سمرة بن جندب أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة حتى الليل، يقوم قوم ويقعد آخرون.‏

    15- عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي اللّه عنهما قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم ثلاثين ومائة. وذكر في الحديث أنه عجن صاع من طعام وصنعت شاة فشوى سواد بطنها. وقال: وأيم اللّه ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة، ثم جعل منها قصعتين فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعير.‏

    16- عن سلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي اللّه عنهم فذكروا مخمصة أصابت الناس مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعض مغازيه فدعا ببقية الأزواد، فجاء الرجل بالحثية 4 من الطعام وفوق ذلك، وأعلاهم الذي يأتي بالصاع من التمر فجمع على نطع وقال سلمة: فحززته كربضة العنز، ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤه وبقي منه.‏

    17- عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم حين ابتنى بزينب، أمره أن يدعو له قوماً سماهم حتى امتلأ البيت والحجرة، فقدم لهم توراً فيه قدر من تمر جعل حيساً، فوضعه وغمس ثلاث أصابعه، وجعل القوم يتغدون ويخرجون، وبقي التور نحواً مما كان.‏

    18- عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أن فاطمة طبخت قدراً لغدائهما، ووجهت علياً إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ليتغذى معهما، فأمرها فغرفت لجميع نسائه صحفة صحفة، ثم له عليه السلام، ثم لعلي، ثم لها، ثم رفعت القدر وأنها لتفيض. قالت: فأكلنا منها ما شاء اللّه.‏

    19- عن جابر رضي اللّه عنه في دين أبيه بعد موته، وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ماله فلم يقبلوه، ولم يكن في ثمرها كفاف دينهم، فجاءه النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد أن أمره بجذها وجعلها بيادر في أصولها، فمشى فيها ودعا. فأوفى منه جابر غرماءه وفضل مثل ما كانوا يجدون كل سنة.‏

    20- قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: هل من شيء؟ فقلت: نعم شيء من التمر في المزود. قال: فآتى به. فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال: ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا. وقال: خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ولا تكبه، فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى أن قتل عثمان فانتهب مني فذهب.

    ومعجزة تكثير الطعام ببركة دعائه مروية عن بضعة عشر صحابياً، ورواه عنهم أضعافهم من التابعين، ثم من لا يعد بعدهم، وأكثرها وردت في قصص مشهورة ومجامع مشهورة، ولا يمكن التحدث عنها إلا على وفق الصدق حذراً من التكذيب، وإنما حصل النبي صلى اللّه عليه وسلم أولاً الماء القليل أو الطعام القليل ثم كثره، ولم يخترع من بدء الأمر من العدم إلى الوجود الماء الكثير، أو الطعام الكثير، مراعاة للأدب بحسب الظاهر ليعلم أن الموجد هو اللّه. وإنما حصلت البركة بسبب النبي صلى اللّه عليه وسلم. وإن كان التكثير أيضاً في الحقيقة من جانب اللّه كالإيجاد. وهكذا فعله الأنبياء كما يظهر من معجزة ايلياء عليه السلام في تكثير الدقيق والزيت في بيت امرأة أرملة على ما صرح به في الباب السابع عشر من سفر الملوك الأول، ومن معجزة اليسع عليه السلام في تكثير عشرين خبزاً من شعير وسنبل مفروك في منديل حتى أكل مائة رجل وفضل، كما هو مصرح به في الباب الرابع من سفر الملوك الثاني، ومن معجزة عيسى عليه السلام في تكثير خمسة أرغفة وسمكتين على ما صرح به في الباب الرابع عشر من إنجيل متى.‏



    21- عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر فدنا منه أعرابي، فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: أهلي، قال: هل لك إلى خير؟ قال: وما هو؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، قال: من يشهد لك على ما تقول، قال: هذه الشجرة السمرة، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً. فشهدت أنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها.‏

    22- عن جابر رضي اللّه عنه ذهب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئاً يستتر به، فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي، فانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن اللّه، فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده. وذكر جابر أنه فعل بالأخرى كذلك حتى إذا كان بالمنصف بينهما قال: التئما علي بإذن اللّه فالتأمتا، فجلس خلفهما فخرجت أخضر. وجلست أحدث نفسي فالتفت فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقبلاً والشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق.‏

    23- عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال لأعرابي: أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول اللّه؟ قال: نعم. فدعاه فجعل ينقد حتى أتاه فقال: ارجع. فعاد إلى مكانه.‏

    24- عن جابر رضي اللّه عنه كان المسجد مسقوفاً على جذوع نخل، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر، سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار، وفي رواية أنس: حتى ارتج المسجد لخواره، وفي رواية سهل: وكثر بكاء الناس لما رأوا به، وفي رواية المطلب: حتى تصدع وانشق حتى جاء النبي صلى اللّه عليه وسلم فوضع يده عليه فسكت. والخبر بأنين الجذع وحنينه باعتبار مبناه مشهور عند السلف والخلف، وباعتبار معناه متواتر يفيد العلم القطعي. رواه من الصحابة بضعة عشر منهم أُبَيِّ بن كعب، وأنس بن مالك، وعبد اللّه بن عمر، وعبد اللّه بن عباس، وسهل بن سعد الساعدي، وأبو سعيد الخدري، وبريدة، وأم سلمة، والمطلب بن أبي وداعة، رضي اللّه عنهم كلهم يحدثون بمعنى هذا الحديث وإن كانت ألفاظهم مختلفة في باب التحديث، فلا شك في حصول التواتر المعنوي.‏

    25- عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان حول البيت ستون وثلثمائة صنم مثبتة الأرجل بالرصاص في الحجارة، فلما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسجد عام الفتح، جعل يشير بقضيب في يده إليها ولا يمسها ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فما أشار إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه ولا لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم.‏

    26- دعا النبي صلى اللّه عليه وسلم رجلاً إلى الإسلام، فقال: لا أؤمن بك حتى تحيي لي ابنتي. فقال صلى اللّه عليه وسلم: أرني قبرها فأراه إياه، فقال صلى اللّه عليه وسلم: يا فلانة. قالت: لبيك وسعديك. فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: أتحبين أن ترجعي إلى الدنيا؟ فقالت: لا واللّه يا رسول اللّه إني وجدت اللّه خيراً لي من أبوي، ووجدت الآخرة خيراً من الدنيا.‏

    27- ذبح جابر رضي اللّه عنه شاة وطبخها وثرد في جفنة. وأتى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأكل القوم، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لهم: كلوا ولا تكسروا عظماً. ثم إنه صلى اللّه عليه وسلم جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم بكلام فإذا الشاة قامت تنفض ذنبها.‏

    28- عن سعد بن وقاص رضي اللّه عنه قال: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليناولني السهم لأتصل به فيقول: ارم به، وقد رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومئذ عن قوسه، حتى اندقت وأصيبت يومئذ عين قتادة يعني ابن النعمان حتى وقعت على وجنتيه، فردها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكانت أحسن عينيه.‏

    29- عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال لرسول الله: ادع اللّه أن يكشف لي عن بصري. قال: فانطلق فتوضأ ثم صلِ ركعتين، ثم قل: اللّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري، اللّهم شفعه في. قال: فرجع وقد كشف اللّه عن بصره.‏

    30- ابن ملاعب الأسنة أصابه استسقاء، فبعث إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فأخذ بيده حثوة من الأرض فتفل عليها فأعطاها رسوله، فأخذها متعجباً يرى أن قد هزئ به فأتاه بها وهو على شفاء فشربها فشفاه اللّه تعالى.‏

    31- عن حبيب بن فديك، أن أباه ابيضت عيناه فكان لا يبصر بهما شيئاً فنفث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عينيه فأبصر، فرأيته يدخل الإبرة وهو ابن ثمانين.‏

    31- تفل في عيني علي رضي اللّه عنه يوم خيبر وكان رمداً فأصبح بارئاً.‏

    33- نفث على ضربة بساق سلمة بن الأكوع يوم خيبر فبرأت.‏

    34- أتته امرأة من خثعم معها صبي به بلاء لا يتكلم فأتى بماء فمضمض فاه وغسل يديه ثم أعطاها إياه، وأمرها بسقيه ومسه به، فبرأ الغلام وعقل عقلاً يفضل عقول الناس.‏

    25- عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: جاءت امرأة بابن لها به جنون، فمسح صدره، فثع ثعة، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي.‏

    36- انكفأت القدر على ذراع محمد بن حاطب وهو طفل، فمسح عليه، ودعا له وتفل فيه، فبرأ لحينه.‏

    37- كانت في كف شرحبيل الجعفي سلعة تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة، فشكاها للنبي صلى اللّه عليه وسلم، فما زال يطحنها حتى رفعها ولم يبق لها أثر.‏

    38- عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قالت أمي: يا رسول اللّه خادمك أنس ادع اللّه له. فقال: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته. قال أنس: فواللّه إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعادون اليوم على نحو المائة.‏

    39- دعا على كسرى حين مزق كتابه أن يمزق اللّه ملكه، فلم تبق له باقية ولا بقيت لفارس رياسة في سائر أقطار الدنيا.‏

    40- عن أسماء بنت أبي بكر رضي اللّه عنهما أخرجت جبة طيانسة وقالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يلبسها، فنحن تغسلها للمرضى يستشفى بها. وهذه المعجزات، وإن لم يتواتر كل واحد منها، فالقدر المشترك بينها متواتر بلا شبهة، كشجاعة علي، وسخاوة حاتم، وهذا القدر يكفي، والحالات التي نقلها مرقس ولوقا كلها آحاد ليس اعتبارها مثل الأحاديث الصحيحة المروية بروايات الآحاد الثابتة أسانيدها المتصلة، بل الحالات التي اتفق على نقلها الإنجيليون الأربعة آحاد لا يزيد اعتبارها عندنا على رواية الآحاد كما عرفت في الباب الأول.‏


    للاستزادة فى موضوع انشقاق القمر وان هناك دول سجلت الواقعة زور الموقع التالى

    http://www.kalemasawaa.com/vb/t752.html




    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تعليق

    • الشرقاوى
      حارس مؤسس
      • 9 يون, 2006
      • 5442

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      شكرا أخي

      تم تعديل العنوان
      الـ SHARKـاوي
      إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
      ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
      فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
      فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
      ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

      تعليق

      • lokaabdo2005
        2- عضو مشارك
        • 4 ينا, 2010
        • 123

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم يسعدنى اخي واستاذي muslim 4 ever أن اكون اول من يرد على هذا الموضوع الرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااائع فعلا كلام فى الصميم ماشاء الله عليك نفع الله بك الأسلام فعلا اي كلام هقوله على الموضوع مش هيوفى حرف من اللى حضرتك كاتبه وبجد مكنتش اتوقع ان ممكن حديعطيهم الصفعة القوية هذه فعلا عجز لسانى عن الكلام وعجزت عيني عن التصديق بجد مش عارفة اقول ايه بس انا بستأذن حضرتك انى أخد نسخة من الموضوع انشرها فما رأي حضرتك ؟؟؟؟؟؟؟ لأن الموضوع فعلا يستحق الطبع وتوزيع نسخ أيضا

        تعليق

        • Muslim 4 Ever
          1- عضو جديد
          • 23 أبر, 2010
          • 72

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة lokaabdo2005
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم يسعدنى اخي واستاذي muslim 4 ever أن اكون اول من يرد على هذا الموضوع الرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااائع فعلا كلام فى الصميم ماشاء الله عليك نفع الله بك الأسلام فعلا اي كلام هقوله على الموضوع مش هيوفى حرف من اللى حضرتك كاتبه وبجد مكنتش اتوقع ان ممكن حديعطيهم الصفعة القوية هذه فعلا عجز لسانى عن الكلام وعجزت عيني عن التصديق بجد مش عارفة اقول ايه بس انا بستأذن حضرتك انى أخد نسخة من الموضوع انشرها فما رأي حضرتك ؟؟؟؟؟؟؟ لأن الموضوع فعلا يستحق الطبع وتوزيع نسخ أيضا

          ما انا الا ناقل يا اختى الكريمة والفضل كله يرجع لله الواحد الاحد ثم الاستاذ حسام دمشقى والشيخ العلامة رحمت الله الهندى
          وطبعا يحق لكى النسخ والنقل ولكن ارجو ان تذكرى المعد وشكرا لكى

          تعليق

          • lokaabdo2005
            2- عضو مشارك
            • 4 ينا, 2010
            • 123

            #6
            حاضر اخى وجزا الله خيرا كل من ساهم فى هذا البحث ولو بحرف

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة وداد رجائي, منذ يوم مضى
            رد 1
            17 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة وداد رجائي
            بواسطة وداد رجائي
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
            ردود 0
            19 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
            رد 1
            40 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 29 مار, 2024, 08:34 ص
            ردود 0
            29 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين الراكعين
            ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
            ردود 0
            60 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين الراكعين
            يعمل...