دراسة قيمة أنقلها بعنوان مقدمات فى تخريج الحديث للشيخ سيد نوح رحمه الله تعالى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عمر المختار مسلم اكتشف المزيد حول عمر المختار
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة قيمة أنقلها بعنوان مقدمات فى تخريج الحديث للشيخ سيد نوح رحمه الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وجدت مؤلف نفيس عن تخريج الحديث للشيخ العلامة سيد نوح رحمه الله تعالى .. فقررت أنقله المنتدى

    أسأل الله تعالى أن يفيدكم ..

    سيكون النقل على أجزاء حتى يتسنى فهم المادة العلمية فيه ..
    { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

  • #2
    مقدمات في تخريج الحديث



    يدرك الباحثون والمدققون من العلماء والمحدّثين أن تخريج الحديث النبوي الشريف تطبيقات عملية أكثر منه قواعد نظرية؛ إذ هو التصديق العملي لـ"علوم الحديث" أو لـ"أصول الحديث".
    وإذا كانت الصحوة الإسلامية التي تعيشها أمتنا اليوم قد دفعت بنفر من أبنائها أو من أبناء غيرها -لسبب أو لآخر- أن يشتغل بتخريج الحديث النبوي الشريف، ولما يصلب عوده ويستوي على سوقه بعد، فزلت أقلام، وزاغت أفهام.
    إذا كان ذلك كذلك، فإننا بحاجة ماسة وملحة إلى التعريف والتذكير بأهم القواعد النظرية التي لا غنى عنها بادئ ذي بدء لمن أراد التصدي لهذه المهمة والاشتغال بها. من هذا المنطق كانت هذه الدراسة تحت عنوان:

    (مقدمات في تخريج الحديث)


    الفصل الأول


    "ماهية التخريج وفوائده وأهميته"

    ويعرض هذا الفصل لعدة مسائل هي:
    1- تعريف التخريج:
    · لغة: التخريج أو الإخراج في اللغة: مصدر يناقض الإدخال، ومعناه: إظهار أو إبراز ما كان خافيًا أو مستترًا، تقول: خرّجت الكتاب من القمطر، بمعنى: أظهرته، أو أبرزته بعد أن كان مستترًا، وخرّجت المسألة: بمعنى: أبرزت أو كشفت عن وجه الحق فيها بعد أن كان خافيًا أو غامضًا.
    قال الراغب في "المفردات": "... خرج خروجًا: برز من مقره: دارًا أو بلدًا أو ثوبًا، سواء كان حاله حالة في نفسه، أو في أسبابه الخارجة، قال -تعالى: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ...﴾ [القصص: 21]"، ثم قال: "والإخراج أكثر ما يقال في الأعيان نحو: ﴿أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ﴾ [المؤمنون: 35]... ويقال في التكوين الذي هو من فعل الله -تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ...﴾ [النحل: 78]، والتخريج أكثر ما يقال في العلوم والصناعات"([1]).
    · اصطلاحًا: أما في الاصطلاح فله إطلاقان:
    ‌أ- إطلاق عند المتقدمين من أهل القرون الثلاثة الأولى -أي: إلى انقضاء عصر الرواية- وهو يعني: إيراد الحديث مسندًا إلى النبي r أو إلى الصحابي فمن دونه ... فتراهم يقولون: خرّجه البخاري، أو أخرجه بمعنى: رواه مسندًا إلى قائله، وخرّجه الشيخان، أو أخرجاه بمعنى: روياه مسندًا ... وهكذا، ويعرف هذا المعنى في اصطلاح المحدثين بـ"الحديث المسند".
    ‌ب- إطلاق عند المتأخرين -أي: بعد انقضاء عصر الرواية- وهو يعني: عزو أو إضافة أو نسبة الحديث إلى من خرّجه من الأئمة المشهورين: أصحاب الجوامع([2]).. والمسانيد([3]) والمستدركات([4]) والمعاجم([5]) والمشيخات([6]) والأجزاء([7]) ونحوها مع جمع طرقه، والنظر في هذه الطرق للحكم على هذا الحديث بما يستحقه من القبول والرد.
    كأن تخريج الحديث يمر بمراحل ثلاث:
    المرحلة الأولى: نسبة الحديث إلى الكاتب الذي خرجه أو أخرجه.
    المرحلة الثانية: جمع طرقه التي روي بها.
    المرحلة الثالثة: دراسة هذه الطرق أو النظر فيها للحكم على الحديث، وبيان درجته من الصحة وعدمها.
    لذلك نرى المحدثين يقولون: خرّج فلان كتاب كذا: أي عزا أحاديثه إلى من خرّجها من الأئمة المتقدمين، وبيّن طرقها ودرجتها من: صحة أو حسن أو ضعف.
    ويعرف هذا المعنى في اصطلاح المحدثين بـ"الاعتبار"، وهو تتبع الحديث، أي: البحث عنه في الجوامع والمسانيد والمعاجم والمشيخات والأجزاء ونحوها لمعرفة هل فرد أو له متابع أو شاهد؟
    فإن اقتصر المخرج على عزو الحديث إلى الكتاب الأصلي الذي خرجه دون أن يبيّن طرقه، ودون أن ينظر في هذه الطرق للحكم عليه، أو عزاه إلى مصدر فرعي: كان ذلك تقصيرًا منه، وإن خرج به عن دائرة اللوم والمؤاخذة طالما كان الحديث مسندًا؛ إذ من أسند لك فقد أحالك أو حملك.
    · العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي:
    قد تبين لنا من تحديد المعنى اللغوي لكلمة تخريج أو إخراج أنها تعني إبراز أو إظهار ما كان مستورًا... وهذا يتناسب بوضوح مع الإطلاق الاصطلاحي الأول للكلمة؛ إذ الحديث قبل أن يسند كان مستورًا، فما أسنده مخرجه إلى قائله: كان كأنه قد أزاح الستر عنه، وأظهره، أو أبرزه للناس.
    كما يتناسب المعنى اللغوي -أيضًا- مع الإطلاق الاصطلاحي الآخر للكلمة؛ إذ الحديث قبل أن يعزوه مخرجه إلى من خرّجه من الأئمة المشهورين، وقبل أن يجمع طرقه ويحكم عليه كان كالمستور، فما عزاه إلى مصدره الأصلي الذي خرجه وجمع طرقه ودرس هذه الطرق وتوصل بها إلى بيان درجته كان كأنه قد كشف الستر عنه، وأظهره، وبينه لمن يريد الاطلاع عليه.
    · الفرق بين التخريج والاستخراج:
    وجدير بالذكر أن نشير إلى أن هناك فرقًا بين التخريج أو الإخراج من ناحية وبين الاستخراج من ناحية أخرى، وذلك من حيث الاصطلاح؛ إذ التخريج أو الإخراج هو ما ذكرنا آنفًا...
    أما الاستخراج: فهو كما قال الحافظ زين الدين العراقي: "أن يعمد المصنف إلى كتاب كصحيح البخاري -مثلاً- فيورد أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب على أن يجتمع معه في شيخه، أو في شيخ شيخه فمَن بعده، بشرط ألا يصل إلى شيخ أبعد؛ لئلا يفقده سندًا يوصله إلى الأقرب فمَن دونه، إلا أن يكون ذلك لفائدة من علو إسناد، أو زيارة مهمة ونحوها"([8]).
    فالاستخراج على هذا أخص من التخريج أو الإخراج؛ إذ هو تكثير أو استنباط طرق للحديث المستخرج؛ ليزداد بها قوة تجعله راجحًا عند التعارض، وعليه فهو يعد وسيلة من وسائل التخريج أو الإخراج.
    · ماذا يعني المحدثون بقولهم: مخرج الحديث؟
    هذا .. وقد نجد في كلام المحدثين قولهم: "هذا مخرج الحديث" بفتح الميم والراء، فماذا يعنون به؟
    ونقول: إنهم يعنون به موضع خروج، أي: الرواة أنفسهم الذين روي الحديث عنهم؛ إذ المخرج في الأصل: اسم مكان، ثم استعمل في هذا المعنى...

    ..................................


    ([1]) انظر: مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني، (1/317-318) بهامش النهاية في غريب الحديث لمجد الدين بن الأثير، ط الخيرية، 1318هـ.

    ([2]) الجوامع: جمع: جامع، وهو ما يوجد فيه من الحديث جميع الأنواع المحتاج إليها من العقائد، والأحكام، والرقائق، وآداب الأكل والشرب والسفر والمقام، وما يتعلق بالتفسير والتاريخ والسير والفتن والمناقب والمثالب، وغير ذلك، انظر: الرسالة المستطرفة، ص(32)، بيروت.

    ([3]) المسانيد: جمع: مسند، وهو ما يجمع أحاديث كل صحابي على حدة -صحيحًا كان أو حسنًا أو ضعيفًا- مع ترتيب هؤلاء الصحابة على حروف الهجاء، أو على القبائل، أو السابقة في الإسلام، أو شرف النسب، أو غير ذلك. انظر: الرسالة المستطرفة، ص(46).

    ([4]) المستدركات: جمع: مستدرك، وهي: ما يعقب بها اللاحق على السابق بقصد إكمال نقصه، أو تصويب خطئه، أو تهذيب مسائله.

    ([5]) المعاجم: جمع: معجم، وهو: ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء. الرسالة، ص(101).

    ([6]) المشيخات: جمع: مشيخة، وهي: التي تشتمل على ذكر الشيوخ الذين لقيهم المؤلف وأخذ عنهم، أو أجازوه وإن لم يلقهم. الرسالة، ص(105).

    ([7]) الأجزاء: جمع: جزء، وهو: ما جمع الأحاديث المروية عن رجل واحد، أو جمع ما يتعلق بمطلب من المطالب.. انظر: المختصر في علم رجال الأثر، عبد الوهاب عبد اللطيف، ص(81).

    ([8]) انظر: تدريب الراوي للسيوطي، (1/112)، ط. دار الكتب الحديثة، وتوجيه النظر إلى أصول الأثر للشيخ طاهر الجزائري، ص(142)، ط. الخانجي، الطبعة الأولى، 1328هـ-1910م.


    ا.هـ


    يتبع
    { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

    تعليق


    • #3
      أرى الأنفع انتقاء الأجزاء الأكثر افادة فقط لان بعض الأجزاء قد تهم الأكاديميين فحسب

      طبعاً أنتظر آرائكم ..
      { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
      ردود 0
      34 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة عطيه الدماطى  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
      ردود 0
      36 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
      ردود 0
      58 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
      ردود 0
      65 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة صلاح عامر
      بواسطة صلاح عامر
       
      ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
      ردود 0
      53 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة صلاح عامر
      بواسطة صلاح عامر
       
      يعمل...
      X