# بيتر هايمان:الكتاب المقدس اليهودى لا يقول بأن العالم خلق من العدم بل من مادة أولية#

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • # بيتر هايمان:الكتاب المقدس اليهودى لا يقول بأن العالم خلق من العدم بل من مادة أولية#

    إن إعادة تقييم الطبيعة التوحيدية المفترضة للدين اليهودى تنبع فى المقام الأول من عملى على " سفر يسيرا " . هناك جانبان من هذا السفر لهما صلة بموضوعنا . أولا , فى عمل نمى فى شكله التالى بين القرن الثالث و الثامن الميلادى و الذى يريد أن يخبرنا كيف خلق الله العالم , لا يوجد أى اشارة الى أن خلق العالم كان من العدم . إن أقدم مخطوطة ل " سفر يسيرا " يوجد بها العبارة التالية عن خلق الله للعالم :



    ( لقد شكل المادة من الفوضى , و صنعها بالنار فوجدت , و شقّ أعمدة كبيرة من الهواء الذى لا يلحظ )



    إن هذه العبارة تطابق تماما الذى نجده فى Bereshit Rabba :




    ( يقول الحبر هونا Huna : باسم بار كابارا Bar Qappara : " لو لم يكن هذا مكتوبا بوضوح فى الكتب المقدسة , لم يكن ممكنا أن نقول : مم خلق الله السماء و الأرض ؟
    من الأرض كانت فوضى , الخ )



    إن الوضع الذى نجده فى " سفر يسيرا " و عند الحبر هونا Rab Huna لا يمثل أى تطور عما نجده فى الإصحاح الأول من سفر التكوين . لقد خلق الله النظام من فوضى كانت موجودة قبل ذلك , إنه لم يخلق من العدم . تقريبا كل الدراسات الحديثة عن عقيدة الخلق من العدم قد توصلت الى نتيجة مفادها أن هذه العقيدة ليست أصيلة فى اليهودية , و لا يشهد لها الكتاب المقدس اليهودى فى أى موضع , و ربما نشأت فى المسيحية فى القرن الثانى الميلادى أثناء صراعها المرير ضد الغنوصية . إن العالم الوحيد الذى لا يزال يصر على أن هذه العقيدة أصيلة فى اليهودية هو " يوناثان جولدشتين " Jonathan Goldstien يظن أن هذه العقيدة ظهرت لأول مرة عند نهاية القرن الأول الميلادى , و لكنه اعترف مؤخرا بضعف موقفه أثناء مناظرته مع العالم ديفيد وينستون David Winston .إننى أعتقد أن العالم ديفيد وينستون محق فى زعمه أن عقيدة الخلق من العدم قد دخلت الى اليهودية من المسيحية و الإسلام عند بدايات العصور الوسطى , و حتى فى ذلك الوقت لم تنجح أبدا أن تثبت أقدامها بأن تعتبر هى العقيدة اليهودية المقبولة عن الخلق .لقد كانت وجهات النظر الأرسطية التى تتحدث عن أزلية العالم مقبولة تماما فى اليهودية , كما كانت أيضا وجهات النظر الأفلاطونية الحديثة عن انبثاق العالم من " الواحد " , و ذلك لأن عقيدة " الخلق من العدم " لا يمكن الإستدلال عليها من الكتب المقدسة . إن موسى بن ميمون يعترف أن نصوص الأحبار تعلم بالخلق من مادة أولية , و يؤمن معظم المفسرين بدءا ب " صمويل بن تيبون " Samuel Ibn Tibbon , أول مترجم لعمله من العبرية , يؤمن أن موسى بن ميمون نفسه كان يؤمن سرا أن العالم أزلى .




    اذن , اذا كان اليهود قبل و أثناء العصور الوسطى قد آمنوا بأن الله لم يخلق العالم من العدم , فمن أين جاءت المادة التى خلق منها العالم ؟ من الواضح أنها قد جاءت من ال " توهو " tohu و ال " بوهو " bohu الوارد ذكرهما فى سفر التكوين 1 – 2 , و لكن من أين جاء هذان أيضا ؟ إما أنهما كانا أزليين مع الله , و بالتالى يعرضون وضعه الفريد للخطر , و
    إما أنهما قد صدرا عنه .إن مؤلفى القبالا Kabbalists لم يخشوا من القول بالإستنتاج الأخير , كما يتضح لدينا فى أقدم نصوص القبالا , أى كتاب " باهير " the book Bahir :




    ( هناك فى الله مبدأ يسمى " الشر " , و يقع فى شمال الله ... لأن ال " توهو " tohua يقع فى الشمال , و التوهو يعنى الشر على وجه الدقة الذى يسبب الإضطراب للبشر الى أن يقعوا فى الخطية , و هو المصدر لكل دوافع الشر فى الإنسان )



    و لكن فى ضوء هذا , كيف سيكون حال التوحيد اليهودى المفترض ؟
    هل يمكن أن نقبل عقيدة التوحيد دون وجود عقيدة " الخلق من العدم " ؟ ربما هذا ما دفع بالعلماء أن يعارضوا الأدلة , و أن يقترحوا أن عقيدة " الخلق من العدم " على أقل تقدير أمر مفترض فى الكتاب المقدس اليهودى , حتى و لو لم تكن واضحة فى أى موضع منه .و اذا كانت هذه العقيدة ضعيفة الجذور جدا فى اليهودية , حتى الى فترة متأخرة فى العصور الوسطى , اذن يمكننا فقط أن نستنتج أن اليهودية لم تنج من الخلفية الكنعانية الأسطورية التى يرى كل العلماء حاليا أنها تقف وراء التعليم الكتابى عن الخلق . إن الشر القوى " توهو " و " بوهو " كان هناك على الدوام , يحد من قوة الله , و يبطل إرادته . على الرغم من أنه فى الغالب يهزمه , إلا أنه يعود مجددا لأنه فى نهاية المطاف أولىّ تماما كما هو نفسه , ربما كما يظن الميستيكيون mystics أنه حتى جزء من نفسه . عندما يحاول علماء اللاهوت اليهود المعاصرون أن يواجهوا مشكلة الهولوكوست عن طريق إعادة تقييم قدرة الله الكلية , فإنهم لا يبتدعون شيئا جديدا . اذا كان زميلى العالم " جون جيبسون " John Gibson محقا , فقد كانت هذه تماما هى الخطوة التى خطاها مؤلف سفر أيوب فى الخطبة الثانية من الزوبعة .و لكن هذا يزيل أحد المكونات المتفق عليها بشكل عام التى تخص عقيدة التوحيد .


    ________________________________




    المصدر :


    Peter Hayman , Journal of Jewish Studies , spring 1991 , Monothiesm -- A Misused Word in the Jewish Studies, page 2 - 4

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 2 أسابيع
ردود 3
110 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن الوليد
بواسطة ابن الوليد
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
ردود 0
44 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
رد 1
52 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
ردود 0
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
يعمل...
X