#العالم جيمس ماك جراث يبطل استدلالات النصارى من سفر الرؤيا على ألوهية المسيح#

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أويس القرنى مسلم اكتشف المزيد حول أويس القرنى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #العالم جيمس ماك جراث يبطل استدلالات النصارى من سفر الرؤيا على ألوهية المسيح#

    يستشهد المسيحيون على ألوهية المسيح ببعض الأمور الواردة فى سفر الرؤيا , يمكننا أن نلخصها و نلخص الرد عليها كالتالى :


    1- جلوس المسيح على العرش


    الرد : المسيحيون الذين سيغلبون سيجلسون هم أيضا على العرش , و الغرض من هذا الجلوس هو تشريف البشر المؤمنين و أولهم المسيح الإنسان يسوع .


    2- مشاركة المسيح لبعض الألقاب التى تخص الله مثل " الألف و الياء " , " البداية و النهاية " .


    الرد : نقل الألقاب ل "وكيل الله " أمر معروف فى التقليد اليهودى , و لا يدل على أن هذا الوكيل هو الله و لا أن له طبيعة إلهية , بل يدل فقط على سلطته التى أعطاها الله له و أنه يعبر عن مشيئة الله الكاملة , و نجد نظيرا لهذا فى الأدبيات اليهودية مثل الملاك " يهوئيل " الذى يحمل اسم الله و " الميتاترون " الذى يوصف بأنه " يهوه الصغير " فى سفر أخنوخ الثالث .




    3- العبادة المقدمة للمسيح


    الرد : هذه العبادة المقدمة للمسيح ليست هى العبادة الخاصة بالله التى تقصر عليه فقط .



    و لمزيد من التفصيل حول هذه النقاط الثلاث أترككم مع كلام العالم جيمس ماك جراث من كتابه

    "The Only True God: Early Christian Monotheism in its Jewish Context"


    __________________________











    ليس ثمة شك بخصوص أهمية العبادة كموضوع فى سفر الرؤيا . فقط عند الأخذ فى الإعتبار معدل تكرار الفعل " يعبد " ( proskunien ) و مشتقاته – دون أن نأخذ فى اعتبارنا حتى الآن أية مصطلحات أو أفعال أخرى ذات صلة – نجد أن الفعل من الناحية الإحصائية يتكرر بنسبة عالية عندما نقارن هذا مع كتابات العهد الجديد الأخرى . إنه موجود فى أحد الأشكال فى سفر الرؤيا 3 – 9 , 4 – 10 , 9 – 20 , 11 – 1 , 13 – 8 و 12 و 15 , 14 – 7 و 9 و 11 , 15 – 4 , 16 – 2 , 19 – 10 و 20 , 22 – 8 و 9 . يمكننا أن نقول أن ذيوع و تكرر هذا المصطلح يمكن أن يعطينا مؤشرا مبدئيا عن أهمية هذا الموضوع فى هذا الكتاب . كان لموضوع رفض الملاك للعبادة أهمية فى الآونة الأخيرة , و هو الأمر الذى يعتبر عادة بالغ الأهمية عندما يقارن بالعبادة التى تقدم للمسيح المقام الممجد . على الرغم من ذلك , و قبل أن نلقى النظر على هذا الموضوع بالأخص , من الأهمية بمكان أن نفهم موضوع العبادة إجمالا , و دوره فى سفر الرؤيا .





    لقد رأينا بالفعل التأكيد على أهمية موضوع " العبادة " فى النقاشات الحديثة المتعلقة بالتوحيد القديم فى اليهودية و المسيحية . على الرغم من ذلك , و كما لاحظنا , فإن نوعية " العبادة " التى تقدم لشخص ما لها أيضا أهمية قصوى , لأن الكلمة اليونانية التى تعنى " عبادة " تشمل فى معناها العديد من الممارسات , بدءا من مجرد الإنحناء أمام شخص آخر ( هذا هو المعنى الأساسى لهذا الفعل ) , وصولا الى العبادة الدينية التى تشمل الليتورجية و الصلاة و الذبيحة . عند أغلب الفرق اليهودية , يمكن للمعنى الأول أن يقدم لأشخاص آخرين غير الله العلىّ ( كما رأينا فى الفصول السابقة ) , بينما يبدو أن المعنى الأخير مقصور حصريا على إلههم , و بكل تأكيد كان تقديم الذبيحة كعبادة هى العلامه أو نقطة التمييز عند أغلب اليهود و المسيحيين . و بالتالى من الأهمية بمكان أن نرى نوع العبادة المقدمة ليسوع ( و الأشخاص الآخرين ) فى سفر الرؤيا , و أيضا الألقاب و الأفعال التى تتعلق بكل من الأشخاص محل النظر و بمن يعبدونهم .




    لاحظ العالم " هرتادو " فى أحد كتبه الحديثة التى تتناول أهمية العبادة فى المسيحية القديمة و بالأخص الكريستولوجيا الأقدم , لاحظ سعة المعانى التى يحملها هذا الفعل ( proskunien ) , ثم أورد بعد ذلك قائمة بكلمات أخرى تعبر عن فعل أو نوع من العبادة مقصور على الإله فقط . من بين هذه الكلمات , الإسم ( latreia ) = يخدم , و هو الإسم الذى لا يرد فى سفر الرؤيا , و أيضا الفعل Latreuein الذى يرد مرتين فقط , أحدهما فى سفر الرؤيا 7 – 15 حيث نجد أن اسم الجلالة ( الله ) إعرابيا فى موضع المفعول به , و الموضع الآخر هو 22 – 3 , و الذى على الرغم من أن هناك اشارة تسبقه على الفور تشير الى عرش الله و للخروف , إلا أن المقصود به يحدد بقوله أن خدامه يعبدونه أو يخدمونه , و السياق يدل على أنه لا يمكن أن يشير سوى الى الله .







    الأفعال الأخرى التى يوردها العالم " هرتادو " و التى تقتصر فى دلالتها على العبادة الدينية و الذبائحية لا ترد مطلقا فى سفر الرؤيا . إن هذه الأفعال بالطبع نادرة نسبيا فى العهد الجديد , باستثناء رسالة العبرانيين التى تدور فكرتها بالكامل حول مواضيع و لغة و تصاوير العبادة الدينية . على الرغم من ذلك , لو كان سفر الرؤيا يريد أن يوصل مفهوما كريستولوجيا من خلال اضفاء لغة العبادة على يسوع , تلك اللغة المقصورة على الله , اذن يمكن للمرء أن يقول أن السفر قد فوَّت العديد من الفرص لتوضيح هذه الفكرة بشكل واضح و غير غامض . حتى الفعل ( proskunien ) ذى المعنى الواسع لا يأتى لفظ المسيح معه فى موضع المفعول به إعرابيا فى سفر الرؤيا . إننا لا نجد أى شىء أكثر من أن آخرين خرّوا أمامه ( 1 – 17 , 5 – 8 ) . و على الرغم من القول بكل وضوح أن هذه العبادة أو هذا التوقير ليس من المناسب أن يقدمها البشر للملائكة , إلا أن هذا النوع من العبادة أو الإنحناء يقال أنه من المناسب تقديمه للمسيحيين كما ورد فى سفر الرؤيا 3 – 9 . و بالتالى , بينما من الواضح أن اللغة و المصطلحات الدالة على العبادة تلعب دورا هاما فى هذا الكتاب , إلا أن أهميتها على وجة الدقة و معناها لا يتضح على الفور , و بالتالى يتطلب دراسة أكثر حرصا , و التى ستكون هى هدفنا فى باقى هذا الفصل .






    دعونا نبدأ بالنظر الى من يُعبد و من لا يُعبد فى سفر الرؤيا , و ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لمفهوم الكاتب عن العلاقة بين يسوع و الله من ناحية , و بين يسوع و الملائكة و الأشخاص الآخرين من ناحية أخرى . أولا , و قبل أى شىء , و الأكثر وضوحا , هى العبادة التى تقدم لله , و الذى يوصف غالبا بأنه ( الجالس على العرش ) . إن الله هو الذى يتلقى أغلب العبادة المذكورة فى سفر الرؤيا , و أغلب إن لم يكن كل العبادة التى يُتحدث عنها بشكل إيجابى . إن الإصحاح الرابع يؤشِّر ببداية رحلة يوحنا السمائية , و قد كان أول شىء رآه هو مشهد للعبادة السمائية . إن وصف عبادة الله فى السماء الذى ورد فى رؤيا 4 – 1 الى 11 , يأتى تاليا له وصف الخروف الذى هو أيضا مستحق للمديح و الشرف و المجد و القوة ( رؤيا 5 – 1 الى 14 ) . إن العبادة فى الإصحاح الخامس تشمل الخروف بطرق سنتناولها بالأسفل , و لكن يستمر الله هو المتلقى للعبادة , و ربما يظل هو نقطة التركيز الرئيسية . بعد ذلك بقليل , فى رؤيا 7 – 9 الى 17 تقدم العبادة مرة أخرى لله و الخروف . و ترنيمات المديح و الصلوات تقدم لله فى رؤيا 11 – 15 الى 19 . بينما تقدم ترنيمات الشكر لكل من الله و الخروف و للخلاص الذى جلباه للبشرية , إلا أن الشخص الذى يتلقى العبادة و الصلاة بوضوح و دون غموض هو الله " الجالس على العرش " . إننا نرى هذا الأمر مرة ثانية فى رؤيا 15 – 2 الى 4 , حيث الترنيمة التى يرنم بها هى ترنيمة موسى و ترنيمة الخروف , و لكنها موجهة الى " الرب الإله القادر " , و الذى هو أيضا من توجه له الصلوات الواردة فى رؤيا 16 – 5 الى 7 . فى الإصحاح التاسع عشر يضاف مديح آخر , و الله هو المتلقى له . فى كل هذه المواضع التى تذكر فيها العبادة , نجد أنه حتى اذا كان الخلاص الذى أنجز بواسطة الخروف هو السبب و العامل المحرك للعبادة محل النظر , و بالتالى يتناول مشهد العبادة الخروف أيضا , إلا أنه على الرغم من ذلك يظل الله دائما هو المتلقى الوحيد أو الأساسى للعبادة المقدمة . يضاف على ما سبق , أنه فى كل المواضع التى ذكرناها حتى الآن , نجد أن العبادة المقدمة عبارة عن تقديم التمجيد و المدح , و لا تتضمن عناصر دينية أو ذبائحية .




    اذن , هل هناك أمثلة عن تصاوير دينية أو ذبائحية تستخدم فى العبادة المقدمة للمسيح ؟ هناك فقرتان لا بد من تناولهما . فى رؤيا 14 – 4 , هناك استعارة قوية مهمة , حيث يقال أن البقية الطاهرة من شعب اسرائيل تقدم " كباكورة " لله و الخروف . نجد هنا استخداما لإستعارة مهمة فى الإشارة الى الله و الخروف , مع ذكر الخروف بجوار الله على أنه يستقبل هذه التقدمة . على الرغم من ذلك , و لأن هذا استخدام مجازى , ينبغى ألا يبالغ فى تصوير أهميته . إن السياق لا يدل على أكثر من أن هذه المجموعة تمثل مقدمة مجموعة أكبر تكرَّس لله و للخروف .




    نجد صورة دينية أخرى تشمل الله و الخروف فى سفر الرؤيا 20 – 6 . إن أولئك الذين يشتركون فى القيامة الأولى , يقال عنهم أنهم كهنة لله و للمسيح . بما أن " كهنة الله " تشير فى العادة لأولئك الذين يقدمون العبادة الدينية فى الهيكل , فمن المشروع أن نتساءل عن المعنى الذى تعنيه عبارة " كهنة المسيح " فى هذا السياق . هنا أيضا من غير المحتمل أن تكون المعانى الدينية الكاملة و الواجبات التقليدية للكهنوت هى المقصودة . فى سفر الرؤيا 21 – 22 و 23 , النموذج الخاص بالمؤلف يعبر عنه بأورشليم التى لن يُحتاج فيها الى هيكل , لأن الله و الخروف هما هيكلها و ضوءها . أيا ما تكون هذه الفترة الألفية تنذر به أو ترمز له , فإن أفضل شىء هو أن تفهم لغة الكهنوت هنا بمعنى أوسع , دون أن تشير الى نشاط دينى أو عبادة ذبائحية بالمعنى الحرفى . يتضح جدا أن المقصود فقط هو المعنى المجازى الواسع , عندما نأخذ فى اعتبارنا أن المشار اليهم بهذه الطريقة هم شهداء المسيحيين . و مع ذلك , يقال أنهم سوف يصيرون كهنة , و ليس يقال أنهم الآن كهنة . بعبارة أخرى , لو كان المؤلف يرغب فى أن يصور أن الخروف تقدم له عبادة ذبائحية , لكانت هذه الفرصة فرصة ممتازة , لأنه كان بوسعه أن يصور ميتات الشهداء عند هذه النقطة على أنها ذبائح نقدم لله و للخروف . إن المؤلف على الرغم من ذلك يختار ألا يفعل هذا . أيضا من المهم أن نشير الى أن النتيجة الوحيدة التى تذكر بوضوح و التى تترتب على كونهم كهنة هى أنهم سوف يَملِكون . ربما أن الفكرة القائلة بأن شعب الله مخصص ك " مملكة كهنة " تقدم لنا الخلفية للغة المستخدمة هنا . فى ضوء هذه الإعتبارات , فالفكرة هنا بكل بساطة هو أن هؤلاء الأشخاص مخصصون لخدمة الله و المسيح أثناء الحكم الألفى .






    اذن لا نجد فى سفر الرؤيا أن العبادة الذبائحية التى تقدم لله فقط يشترك فيها أى شخص آخر . إن الأمر الذى فيه اشتراك هو العرش الإلهى و الألقاب الإلهية . اذا كان قد ورد فى أول الكتاب عبارة " الجالس على العرش " كوصف لله بالمقارنة بالخروف , فإننا نجد فى نهاية الكتاب أن العرش يوصف بأنه " عرش الله و الخروف " ( رؤيا 22 – 1 و 3 ) . هناك أيضا اشتراك واضح فى نفس الألقاب بين الله و المسيح _ خصيصا " الألف و الياء " ( 21 – 6 , 22 – 13 ) , و " الأول و الآخر " ( 21 – 6 , 22 – 13 ) . إن هذه المشاركة فى الألقاب تقع فى إطار " التقليد اليهودى عن الوكاله agency " , الذى ينقل الألقاب للمبعوث كوسيلة لإظهار سلطته فى الكلام و الفعل نيابة عن الشخص الذى أرسله . أى أننا لسنا بحاجة أن نتساءل عما تعنيه هذه الألقاب عندما تقال على المسيح , أكثر من أن نكون محتاجين للتساؤل عما يعنيه " اسم الله " عندما يحمله الملاك " يهوئيل " yahoel , أو ما الذى يعنيه وصف " يهوه الصغير " little Yehweh عندما يقال عن " الميتاترون " Metatron الوارد ذكره فى سفر أخنوخ الثالث . إن نقل الإسم أو اللقب يجعل هذا الشخص مميزا بأنه الوكيل الإلهى الذى يمثل مشيئة الله بشكل كامل . عندما نقرأ الأمر من موضعنا نحن فى التاريخ , ربما يجد البعض مشكلة فى هذه الأفكار , و فى الواقع , فإن هذا هو السبب الذى دفع الأحبار المتأخرين أن يأخذوا خطوات تحُدُّ من التأملات حول كائن إلهى رئيسى . و لكن من المهم ألا نقرأ نصوصا مثل سفر الرؤيا فى ضوء تعريفات عقيدة التوحيد التى لم تنشأ إلا لاحقا . إن هذا النقل للألقاب لوكيل الله ( بما فى ذلك الألقاب التى عادة تخص الله فقط ) سمة متكررة فى النصوص اليهودية و المسيحية التى تنتمى لهذه الفترة . و بالتالى ليس ثمة حاجة أن نقحم مصطلحات جديدة مثل " الهوية الإلهية " divine identity كما فعل العالم بوكهام Bauckham . إن التعبيرات و التصنيفات الموجودة بالفعل عن " الوكالة " agency تعمل بكفاءة مع هذه الظاهرة الملحوظة .





    أحيانا يثار تساؤل عما اذا كان لقب " البداية و النهاية " عندما يقال على المسيح يشير الى دوره فى الخلق الأول أو فى الخلق الجديد . و لكن كما نجد فى النصوص الأخرى المقارنة التى تتحدث عن " الوكالة " , ليس المستهدف هو نفس المعنى و لا هو معنى مختلف يحمله الإسم أو اللقب الإلهى عندما يحمله " الوكيل " , بل المستهدف على وجه الدقة هو الحقيقة القائلة بأن هذه الأسماء أو الألقاب تؤشر بسهم يخرج من " الوكيل " باتجاه مصدر سلطته , أى الشخص الذى أرسله . إن الأمثلة التى نجدها فى سفر الرؤيا تماثل تماما انتقال الأدوار و الصفات بين المرسِل و المرسَل , بين الله و بين وكيله , تلك التى نجدها فى أماكن أخرى فى الأدب اليهودى . اذن هذه التعبيرات و التصاوير المستخدمة متسقة تماما داخل حدود ما يمكن أن نتوقعه فى سياق يهودى يستجيب لوصول مخلص الله الإسخاتولوجى . إن الحقيقة القائلة بأن نفس هذا التشارك فى العرش و السيادة يقال بوضوح أنه سوف يمتد ليشمل المسيحيين أيضا , ليس من دون أهمية .




    على الرغم من أن يوحنا قد خرّ أمام يسوع الممجد فى رؤيا 1 – 17 , إلا أن أول موضع فِعلىّ يَرِدُ فيه الفعل proskuneo نجده فى رؤيا 3 – 9 أمام المسيحيين الذين سوف يعبدونهم أولئك الذين من " مجمع الشيطان " . عندما نأخذ هذا الأمر سويا مع النقاط التى أشرنا لها سابقا , يتضح أن التشارك فى العرش أو استقبال العبادة لم يكن أمرا قصره المؤلف على الله فقط , أو حتى قصره على الله و المسيح . و بالتالى من المستبعد أن يكون المؤلف قد استخدم موضوع " العبادة " فى سفر الرؤيا ليؤسس فكرة كريستولوجية غير ملحوظة . إن العبادة أو الإنحناء أمام شخص آخر علامة على الخضوع , تعبر عن الإعتراف بمكانة هذا الشخص على أنه مستحق للمجد . من المفترض أن المسيحيين الجارى الحديث عنهم كانت لهم صلات مع مجمع شعروا أنه يحتقرهم . هنا يصور المسيح الممجد على أنه يَعِدُ الكنيسة أن خصومهم سوف يُظهرون لهم الإحترام فى نهاية المطاف و يعترفون أنهم كانوا على صواب .




    بعد أن تغلب على الموت و أظهر أنه مستحق أن يفتح السفر , يقال عن الخروف أنه وقف فى منتصف العرش , و أنه تلقى العبادة عن طريق الإنحناء و الترانيم ( رؤيا 5 – 6 الى 14 ) . إن أهم نقطة تهمنا فى هذه الفقرة هى ذكر الشيوخ ممسكين ليس فقط بالقيثارات بل و أيضا ممسكين بطاسات البخور " التى هى صلوات القديسين " . إن الصلوات – البخور التى تذكر ههنا , بينما هى من أدوات العبادة بكل وضوح و تستخدم فى محضر الخروف , إلا أنه لا يقال فى أى موضع أنها تقدم مباشرة للخروف . و بالتالى فمن الممكن أن المؤلف قد افترض أن هذه الصلوات تقدم لله شكرا على المسيح , أو أنها تقدم لله من خلال المسيح , تماما كما أن الشيوخ يبدو أنهم الوسطاء للصلوات يجلبونها و يقدمونها أمام الله و الخروف . إن الوصف الوارد فى رؤيا 8 – 3 و 4 عن ملاك يقدم هذه الصلوات – البخور أمام الله , دون أى ذكر للخروف , يؤكد المعنى الذى طرحناه لفهم هذا النص .





    يُقترح عادة أن العبادة السمائية التى توصف فى سفر الرؤيا قد أُطِّرت على نسق شعائر العبادة التى مارستها المجتمعات المسيحية الأقدم . اذا كان هذا صحيحا , اذن فوصف صلوات القديسين بأنه بخور قد يشير الى قناعة بأن العبادة فى الكنائس المسيحية قد حلت محل –بشكل ما – العبادة فى هيكل أورشليم . من المفترض أن مؤلف سفر الرؤيا كان بوسعه أن يزعم نفس هذه الفكرة أيضا بالمقارنة مع العبادة فى المجامع , لأن بعض التراتيل الواردة فى سفر الرؤيا تظهر تشابها قويا مع التراتيل التى كانت تستخدم فى ليتورجية المجامع فى الأزمنة الأخيرة . على الرغم من هذا , ربما أن هذا يعود سببه بكل بساطة الى حقيقة معروفة و هى أن العبادة فى الكنائس المسيحية تدين لمثيلاتها فى الأنماط اليهودية , دون أن يكون المقصود من هذا أى أغراض جدلية .




    إن انضمام وكيل الله المُعيَّن بجوار الله كمتلقى للحمد أمر جدير بالملاحظة , و لكن هذا ليس أمرا فريدا و ليس من دون سابقة . لقد جرى التنبؤ بمثل هذا التطور نوعا ما , و ربما كان رد فعل يُتوقع صدوره من الناس تجاه ظهور وكيل الله لينفذ الخلاص الإسخاتولوجى . حتى الآن , لم نلاحظ أن الكاتب قد نسب للخروف بشكل غير غامض أى فعل تعبدى كان مقصورا على الله فقط . لا يوجد فى أى تصرف من التصرفات التى درسناها أى شىء غير متوافق مع حدود التوحيد اليهودى القديم , كما تشهد بذلك المصادر التى بحوذتنا من هذه الفترة . و بالتالى فإن صورة المسيح التى يعرضها لنا سفر الرؤيا تمثل تطورا داخل سياق التوحيد اليهودى و ليس تطورا يبتعد عن الولاء اليهودى لإله واحد فقط .





    علينا الآن أن نلتفت الى مثالين آخرين من العبادة وردا فى سفر الرؤيا : العبادة الغير شرعية للوحش و للملاك . هذان المثالان السلبيان عبارة عن شىء ذى طبيعة مغايرة المقصود منها حسبما يفترض إظهار أهمية تلك العبادة التى يعتبرها مؤلف سفر الرؤيا شرعية . دعونا نبدأ بالعبادة المقدمة للوحش , و التى يفترض أنها تصور الوضع الذى نشأ جرّاء تعرض المسيحيين لضغوط شديدة ليقدموا ذبيحة للإمبراطور و – أو الآلهة الوثنية ( انظر رؤيا 12 – 8 , 15 – 17 ) . إن هذه العبادة هى أحد الأسباب التى أدت لوقوع دينونة الله على الإمبراطورية و على البشر , كما يوصف فى جزء لاحق من سفر الرؤيا . بينما أن الطبيعة المبهمة لبعض الألغاز المصاحبة لهذه العبادة قد تجهض أية محاولة لتقديم تفسير مفصل , إلا أن الشىء الواضح دون أى غموض هو أن العبادة السمائية لله و للخروف توصف بشكل إيجابى بينما أن العبادة الأرضية للوحش تقع فى الجانب المظلم . إن هذه المقارنة متعمدة دون شك . الشىء الذى له أهمية خاصه , هو أن هذا الدليل يقترح بأن العبادة المقدمة للمسيح لم تؤطر تبعا لأطر غير يهودية . بل على العكس , ففى هذا العمل المتشرب بالصبغة اليهودية , نجد رفضا واضحا للعبادات اليونانية – الرومانية جنبا الى جنب مع تضمين يسوع فى العبادة السمائية ( و يفترض أن هذا بالتبعية يعكس تضمينه فى العبادات الأرضية التى تمارسها الكنائس المسيحية ) . إن هذا يؤكد ( إن كان ثمة شك ) أن عبادة الخروف لم تضف بجوار عبادة اله اسرائيل الواحد من أجل تشكيل نوع ما من بانثيون مسيحى Christian pantheon . بل إن الخروف يشترك فى عرش الله و ألقابه و صفاته الأخرى بطريقة تشبه ما نجده فى باقى الأدبيات اليهودية التى تستخدم " نموذج الوكالة " agency model فى نسبتها مثل هذه الأشياء لأشخاص آخرين بشكل مشابه .





    إن تصوير " عبادة الوحش " على أنها تعتبر تجديفا يظهر أيضا الحساسية المفرطة فى اليهودية و المسيحية بخصوص وجود عبادة طائفية ( ذبائحية ) لشخص آخر . كانت الإضطهادات التى مارستها السلطات الرومانية على المسيحيين فى القرون التالية تركز بإنتظام على عبادة من هذا النوع , و هو الموقف الذى قاومه الشهداء . لم يكن لإله آخر أو لشخص آخر أن يتلقى هذه العبادة . لقد استمرت هذه الحساسية لزمن طويل بعد توقف العبادة الذبائحية التى تقدم لإلههم فى هيكل أورشليم . إن هذا يؤكد أكثر و أكثر على أن العلماء هرتادو و بوكهام و آخرون محقون فى اعتبارهم " العبادة " هى الخط الفاصل ( أو على الأقل أهم خط فاصل ) الذى يميز التوحيد اليهودى فى تلك الفترة . على الرغم من ذلك , يبدو أن " العبادة الذبائحية " بشكل خاص توحى بأن الأنواع الأخرى من " العبادة " لا تجدى نفعا فى تأسيس مفهوم كريستولوجى يشير الى ألوهية المسيح . بما أن موت المسيح كان ينظر اليه على أنه العبادة الذبائحية بامتياز التى قدمت لله , فإنه لا توجد وسيلة حقيقية يمكن أن ترسم المسيح على أنه الشخص الذى يقدم هذه العبادة الذبائحية و فى ذات الوقت ترسمه على أنه الشخص الذى يتلقى هذه العبادة . و بالتالى , بينما أن مفهوم " العبادة " مهم فى فهم عقيدة التوحيد فى تلك الفترة , إلا أنه من المستبعد أن يكشف لنا كيف تطورت الكريستولوجيا القديمة الى أن وصلت الى عقيدة التثليث المتأخرة . لا بد أن نؤكد أيضا على أن الحساسية اليهودية القديمة المتعلقة بأمر العبادة فى معناها الأوسع يتعلق بشكل كبير ب " من هو " الشخص الذى يُكرَّم بهذا الشكل . إن الإحترام و السجود أمام وكيل الله الذى ينهض بمهمة الخلاص يعتبر أمرا لائقا فى الغالب , و لكن إظهار نفس هذا الإحترام لملك وثنى لا يكرم الله أو لإله آخر غير الله الواحد الحقيقى كان أمرا غير مقبول و تجديف .




    ماذا اذن عن العبادة التى قدمت للملاك و رفضها ؟ فى النصين 19 – 10 و 22 – 9 نجد أن الرائى يخرُّ أمام الملاك ليعبده . إن هذا الأمر الوارد فى سفر الرؤيا كان مثار اهتمام كبير عند العلماء فى الوقت المعاصر . يُظن كثيرا أن مزاوجة المؤلف بين هذا الموضوع سويا مع ما ذكره عن عبادة يسوع يشير الى مفهوم كريستولوجى , هو أن يسوع الآن يقع فى الجانب الإلهى على جانب الخط الذى يفصل بين الله و الخلق , و لهذا فإنه يتلقى العبادة التى كانت سلفا مقصورة على الله نفسه فقط . فى ضوء الأدلة التى قمنا باستقصائها , يبدو أن هذا التفسير به مبالغة . إن العبادة – السجود الذى قدم ليسوع ليس من دون نظير فى اليهودية , و من المستبعد أن يرى معظم اليهود هذا أمرا مرفوضا بحد ذاته . اذن ما الذى يعنيه رفض الملاك للعبادة ؟ اذا كان مثل هذا السجود أمام شخص آخر أمرا مقبولا فى الغالب و مسموحا به كما يدل سفر الرؤيا نفسه حينما قُدِّم هذا السجود للمسيحيين ( سفر الرؤيا 3 – 9 ) , اذن من المفترض أن المسألة لا تتعلق بالعبادة بحد ذاتها , بل تتعلق بشكل خاص بأهمية عبادة انسان لملاك .





    قبل أن نمضى فى حديثنا , من المهم أن نتساءل عما اذا كانت هناك أية أهمية فى حقيقة " تكرار " رفض الملاك للعبادة . إنه ليس مجرد تأكيد عن طريق التكرار فيما يتعلق بهذا الأمر المتعلق بالعبادة , بل إن التكرار جزء من هيكل تكوينى و لغوى أكبر يناظِر بين فقرتين , هما سفر الرؤيا 17 – 1 الى 19 – 10 , و 21 – 9 الى 22 – 9 كما أوضح العالم Aune . و بالتالى فإن التكرار لهذا العنصر بالذات ليس سوى طريقة يلفت بها المؤلف الإنتباه للتناظر بين هاتين الفقرتين , و ليس غرضه أن يلفت الإنتباه الى رفض الملاك للعبادة بحد ذاته .




    فى الأدبيات التى تنتمى لهذه الفترة , هناك عدد من المواضع تظهر فيها وجهة نظر تقول بأن الملائكة و الشخصيات السمائية الأخرى معادية للبشر . علينا هنا ألا نربط بين سفر الرؤيا و الكتابات المهمة المتأخرة عنه , مثل أدبيات الأحبار و كتاب " حياة آدم و حواء " . على الرغم من أن هذه الكتب تقدم بعض أكثر المواضع المتناظرة إثارة للإهتمام و المقارنة , إلا أنها تبعد جدا من الناحية الزمنية عن الوقت الذى كتب فيه سفر الرؤيا , و بالتالى لا تصلح أن يستشهد بها فى بحثنا المعرفى عن الخلفية التى كتب فى إطارها سفر الرؤيا . إلا أنه على الرغم من ذلك , فإن الفكرة عن نوع ما من معاداة الملائكة للبشر يُشهد لها بوضوح فى العهد الجديد ( فى سفر الرؤيا نفسه و خارجه ) و فى لفائف البحر الميت . و بالتالى فليس ثمة حاجة تدعونا لأن نعتمد على أو نستشهد بالكتب المتأخرة التى تعرض هذه الأفكار بشكل أكثر تطورا و التى من المفترض أنها تعرض تطورات أكثر فى نفس الخط مثل سفر الرؤيا .






    فى الكتابات الغنوصية و الميستيكية التى أتت فى القرون اللاحقة , تظهر دائما عداوة القوى السمائية عندما يسعى المرء لأن يصعد فوقها . بالمقارنة , و كما أصاب العالم Aune فى اشارته , فإن الكوزمولوجيا cosmology التى تتحدث عن سماء متعددة الأقسام و التى تميز هذه التقاليد التى تحكى عن الصعود الى السماء ليست موجودة إطلاقا فى سفر الرؤيا . لا توجد أية إشارة الى وجود عدة سماوات , و لا لأى شىء يمكن أن يشير الى أن وجود عدة سماوات أمر مفترض فى الذهن . على الرغم من ذلك , و كما فى الأعمال الأدبية التى تفترض فى الذهن الكوزمولوجيا الأفلاطونية Ptolemaic cosmology فإن سفر الرؤيا لا ينظر للسماء باعتبارها مسكن الله و حلفائه فقط , بل و أيضا مسكن القوى السمائية المعادية . و لهذا فإن الشيطان هو الذى " سيطرح الى الأرض " فى نهاية المطاف بعد الحرب التى اشترك فيها فى السماء ( سفر الرؤيا 12 – 7 الى 13 ) . يبدو أن مؤلف سفر الرؤيا يعتنق نفس وجهة النظر الرؤوية التى تقول بأن الصراعات التى يخوضها شعب الله على الأرض تناظر الصراعات السمائية التى تحدث . لا يمكن التقليل من دور الملائكة فى سفر الرؤيا . إنها تقوم طوال السِفر بدور من يوقع قضاء الله على الأرض , و بدءا من الإصحاح الثانى عشر ( على الرغم من وجود اشارات فى المواضع 2 – 9 و 13 و 24 , 3 – 9 مع اشاراتها للشيطان ) يتضح بشكل متزايد أن صراع الكنيسة ليس فقط بين المسيحيين و السلطات الأرضية , بل إن هناك أيضا بعدا روحيا سمائيا أيضا . فى ضوء هذا السياق , فإن العلاقة بين البشر و الملائكة كانت مهمة . إننا نجد فى سفر الرؤيا الإستخدامات التالية لموضوع " العبادة " , و سوف يتضح على الفور كيف يمكن أن يكون هذا أمرا ذا صلة بالعلاقة بين الملائكة و البشر :




    1- إن المسيحيين سيُعبَدون من خصومهم البشريين ( رؤيا 3 – 9 ) .


    2- الله و الخروف سيعبدهم البشر و الملائكة ( الإصحاحات 4 و 5 ) .


    3- البشر العصاه سيعبدون الوحش و-أو صورته ( رؤيا 13 – 8 و 15 )


    4- البشر مثل يوحنا ينبغى عليهم ألا يعبدوا الملائكة لأنهم عبيد لله معهم ( 19 – 10 , 22 – 9 ) .



    من المحتمل أن المعنى المقصود من رفض الملاك للعبادة لا علاقة له بتمييز المسيح عن الملائكة , و لا علاقة له بتأسيس مفهوم غير ملحوظ يتعلق بالتوحيد و الكريستولوجيا . بل إن هذا الرفض له علاقة بالفكرة التى يقول بها الملاك نفسه حسبما يحكى سفر الرؤيا : الفكرة التى تقول أن الملائكة عبيد لله سويا مع المسيحيين , و بالتالى على المسيحيين أن ينظروا لأنفسهم على أنهم على قدم المساواة معهم . فى سياق أحداث الإضطهاد التى كتب سفر الرؤيا أثنائها , بدا العالم كله ضد المسيحيين , و قد اعتقد المسيحيون أنهم مستهدفون من هجوم تشنه عليهم قوى سمائية حاقدة . فى إطار هذا السياق , فمن المفترض أن التأكيد على كرامة و تساوى البشر بين خلق الله كان له أثر تشجيعى عظيم . و بدلا من أن يضطر المسيحيون للعيش خاضعين لنزوات و هجمات القوى السمائية المعادية , شُجِّع المسيحيون على الإيمان بأن الله و المسيح هما الحاكمان على الخلق . إن هذا المفهوم تنطق به كتابات مسيحية قديمة أخرى أيضا , و على الأخص رسالة كولوسى . هنا فى سفر الرؤيا يجرى التأكيد على هذا المفهوم أكثر بأن البشر لا يعتبرون أقل من الملائكة . إن العبادة المقدمة للمسيح قد أكدت هذا المفهوم أيضا : إن الموجود فى السماء , و الجالس على العرش , ذلك العرش الذى سيشترك فيه المسيحيون الذين سيغلبون , و المتلقى للعبادة من كل الخلق ( البشر و الملائكة سويا ) هو إنسان , هو يسوع المسيح . ربما أن هذه أحد الأفكار المحورية التى أراد المؤلف أن يعرضها من خلال استخدامه المتعدد الأوجه لصور العبادة العديدة فى سفر الرؤيا . لقد كانت هذه الأفكار جديدة بكل تأكيد و متميزة جدا فى المسيحية . على الرغم من ذلك , فإن دعاويها المميزة قد قيلت بطريقة لم تفارق بأى شكل واضح أو مهم المفهوم اليهودى عن الولاء لله الواحد فقط .



    فى الفصل القادم , سوف نقفز للأمام عددا من القرون من عصر كتابات العهد الجديد الى عصر أدبيات أحبار اليهود , كمحاولة منا أن نحدد متى بدء الخلاف حقا بين اليهود و المسيحيين حول عقيدة التوحيد . و لكن قبل أن نمضى , من الجدير بالملاحظة أنه حتى فى القرن الثانى الميلادى , عندما اعتبر يوستينوس الشهيد ( نأخذه كمثال مناسب ) بشكل واضح أن يسوع هو تجسد ل " اللوجوس " الشخصى ذى الوجود السابق , فإنه لم يجادل ضد اتهامات يهودية تقول بأنه ( و غيره ممن هم مثله ) قد أنكر أو ترك عقيدة التوحيد . لقد جادل فى حواره مع تريفون اليهودى عما اذا كان يسوع هو المسيا , و عما اذا كان المسيا سيكون شخصا ذى وجود سابق , و عما اذا كان اللوجوس ذو الوجود السابق سيصير انسانا و سيعانى , و لكن فكرة وجود مثل هذا اللوجوس لم تكن بحد ذاتها موضع جدل . و بالتالى يبدو أن الإتفاق بين اليهود و المسيحيين حول عقيدة التوحيد قد ظل فيما وراء فترة العهد الجديد . ما المدة التى دام فيها هذا الإتفاق ؟ هذا هو السؤال الذى سنتعرض له فى الفصل التالى .



    ___________________________________________

    المصدر :



    McGrath, James F. The Only True God: Early Christian Monotheism
    in its Jewish Context. Urbana: University of Illinois Press, 2009.

    p.71-80


  • #2
    جزاكُم الله خيراً استاذنا الكريم آويس القرنى


    سِفر الرؤيا من الأسفار التى كان مَحل جدل كبير جداً فى قانونيتها

    فقد كُتب فى فَترة مُتأخرة حوالى سنة (95 ) ميلادية , وكان يتأرجح بين القبول من البعض والرفض من البعض الآخر


    وتخبرنا دائرة المَعارف الكِتابية :-

    الموقف المبكر: بناء علي شهادة الآباء لم يجد سفر الرؤيا- في البداية - قبولاً شاملاً لدي كل الكنائس

    وتخبرنا أيضا ً :-

    " الكنيسة الشرقية: كانت الكنائس في الشرق تميل إلي رفض سفر الرؤيا، فقد أنكر ديونيسيوس أسقف الإسكندرية، قانونية سفر الرؤيا، وانساق وراء يوسابيوس (260- 340 م)، حيث أنه في تصنيفة للأسفار القانونية، احتار بين أن يضعه بين الكتب التي يدور حولها الخلاف أو بين الكتب الزائفة، ولعله كان متأثراً برد فعله لتفسير بابياس للألف السنة. وكان ليوسابيوس تاثير كبير حتي إن كيرلس أسقف أورشليم(315- 368م) منع رجال الكنيسة من قراءة سفر الرؤيا من فوق المنابر علناً، بل ومنع قراءته في العبادة الخاصة. كما ان كنائس أسيا الصغري- التي جاءت بعد ذلك –لم تستخدمه، إذ أنه لم يذكر في قائمة الأسفار المقدسة التي أقرها مجمع "لادوكية" (حوالي 360م) ولا في دستور الرسل، ولا في قائمة "غريغوري النازيانزي" (حوالي 398م).
    وقد رفض ديودور الموبسستي (حوالي 340- 428م) سفر الرؤيا مع كل الرسائل الجامعة، وتبعته في ذلك الكنيسة النسطورية، وكذلك مدرسة أنطاكية في القرن الرابع. ولكن لم يأت القرن السادس حتي كانت الكنيسة الشرقية قد قبلت سفر الرؤيا. وقد كتبت "أندراوس" أسقف قيصرية في كبادوكية، تفسيراً له، وذكره "ليونتيس" أحد علماء أورشليم علي انه آخر أسفار العهد الجديد." أ.هـ


    فأتعجب جداً من النصارى حين يريدون إثبات ألوهية المسيح من داخل هذا السِفر !!!
    -----------

    جزاكُم الله خيراً أستاذنا الحبيب أويس القرنى .... فى انتِظار بقية المقال إن شاءَ الله
    سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا



      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 03:34 ص
      ردود 0
      21 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 11 مار, 2024, 01:39 ص
      رد 1
      31 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
      ردود 2
      28 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
      ردود 0
      105 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة رمضان الخضرى  
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
      ردود 0
      102 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X