حوارات حول الإعجاز العلمى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [align=justify]
    الطرح الذي أطرحه للقرآن هو :
    أنه كتاب مميز في أسلوبه ونمطه وإختيار كلماته ومواضيعه قام بتأليفه حكيم عبقري سابق لعصره في 20 عاماً في وقت كان كل من حوله يعبدون أصناما. هذا المؤلف العبقري كان يشغله موضوع سبب الوجود وفلسفة الحياة وحضر لهذا الكتاب لمدة ثلاث سنوات يختلي فيهم في غار حراء أحياناً .. وظل يؤلف فيه طوال حياته ولمدة عشرين عاماً من التأمل العميق المتأني في تطور الأديان السابقة من يهودية ومسيحية ثم تأمل في الحياة والطبيعة والإنسان وطور الفكرة القديمة للخالق الخفي القادر على كل شئ بأن ربط كل الأديان السابقة ببعضها في رسالة واحد وقفل الباب من بعده حتى لا يقلده أحد بأن قال أنه أخر المرسلين.
    - هذا العبقري كان سابقاً لعصره في كل ألوان العلوم والمعارف التاريخية والعلمية والعسكرية والفلسفية وبفارق كبير جعل كتابه يصمد حتى اليوم؟
    واستطاع في نفس الوقت أن يخفي عن كل ما عاصروه أنه يجيد القراءة والكتابة بعدة لغات مختلفة؟
    وكانت لديه مكتبة سرية يحتفظ فيها بالمئات من الكتب التي كان لابد له أن يقرآها لكي يتمكن من تأليف القرآن بهذا القدر من الإحكام؟
    مع ملاحظة أن كتب ذلك الزمان لم يكن حجمها صغيراً ككتبنا، ولكنها كانت ضخمة الحجم بسبب طبيعة المواد التي تكتب عليها، ولم تصلنا أي أخبار عن وجود كتب باللغة العربية في ذلك الزمان، بل الشائع أن القرآن كان أول كتاب مكتوب باللغة العربية على الإطلاق.


    1- الإعجاز العلمي : القرآن لم يذكر أي قضيةعلمية بتفصيل كافي حتى نستطيع أن نقول أن بها إعجاز علمي .. ومعظم ما يدعيه المسلمين من إعجاز .. يمكن نفيه بصورة منطقية وتفسيرة بصورة لا تحتوي على إعجاز.
    وكان من المفترض أننا ندرس بعض حالات الإعجاز في هذا الشريط لربما كانت هناك آية لا يختلف في إعجازها إثنين.
    لا يحتاج القرآن أن يفصل القضية العلمية، ولكن يكفيه أن يشير إليها إشارة واضحة لتستفز صاحب العقل المحايد أن يبحث حولها ويتعمق في دراستها، ويصل للنتيجة بنفسه. وقد ناقشنا بالفعل في هذا الموضوع عدداً من الحقائق العلمية التي كان بعضها سبباً في إسلام علماء متخصصين في الموضوع الذي تناولته الآية، ولكنك تصر أن ترفض قبول الإعجاز الواضح في الآيات الصريحة معللاً هذا الرفض بوجود تفسير آخر غير معجز، وهو موقف غريب بينت لك خطأه أكثر من مرة، ولكنك تصر عليه!

    2- البلاغة اللغوية وموضوع سورة من مثله --- فقد قام الكثيرين بعمل سور بنفس أسلوب القرآن حتى تكون مثله وأخرهم الكتاب المضحك (الفرقان الحق) لن أدعي أن كل ما فيه مثل أسلوب القرآن ولكن هناك الكثير من الجمل لن يستطيع أحد أن يفرقها عن القرآن لو أنه لا يحفظ القرآن .
    شهدت بنفسك انه مضحك! وأنا لم أدعي أن أحداً لم يحاول، وإنما أزعم وبكل ثقة أن تلك المحاولات لن تكون إلا كما شهدت بنفسك: مضحكة.
    والآيات التي تقول أن من يسمعها من غير الحافظين يحسبها قرآناً ... السبب في ذلك أنها فعلاً آيات من القرآن اقتبسوها كما هي، وغيروا فيها كلمة أو حرفاً، أو أخذوا النصف الأول من آية وأضافوا إليه النصف الثاني من آية أخرى إلى غير ذلك من دلائل العجز والإفلاس.
    لكن الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن أحداً لم يستطع أن يأتي بسورة من مثله! فهل تستطيع أنت؟ أو هل تعرف من يستطيع؟
    ومربط الفرس هنا هو أن البلاغة كانت صنعة العرب، وكانت الشئ الوحيد الذي تميزوا به وفاقوا فيه كل الأمم الأخرى، ومع ذلك عجزوا عن مواجهة هذا التحدي القرآني ... وهل كان محمد صلى الله عليه وسلم (منفرداً) أكثر فصاحة من كل شعراء العرب؟؟؟؟؟

    3- النبؤات وقصص القدماء ---- تكلمنا عن موضوع النبؤات كثيراً في مشاركات سابقة سواء التي لم يكن لها وقت محدد أو التي تتحقق عندما يؤمن الناس بها و ما تعتمد على حدس وفطنة الحكيم العبقري .. وقصص القدماء معظمها من التوراه وتراث اليهود والأساطير القديمة وقد كان العرب بعضها.
    لن أحاول إقناعك، بل سأكتفي بقبول وجهة نظرك (جدلاً فأنا غير موافق عليها) وسأكتفي بأن أقول أن مؤلف القرآن (عل حد زعمك) استطاع أن يلفق هذه النبوءات بمهارة فائقة، وأن حدثه لم يخطئ ولو مرة واحدة في العديد من الأمور التي كان احتمال الصواب والخطأ فيها متقاربين !!!

    4- عدم التعارض مع الحقائق العلمية !!! ؟؟ أين تعرض القرآن للأمور العلمية وماذا قال فيها لنرى هل ما ذكره كفاية لنحكم عن هذا الحكم ... لم يتعرض القرآن إلى أي حقيقة علمية بصورة دقيقة .. وإنما كان كل وصفه للطبيعة من حولنا في صورة سطحية تماماً .. فيقول سبع سموات ومقارنة بين الشمس والقمر في الحركة ؟؟ ويمسك السماء من أن تقع على الأرض كأنها سقف .. ولكي تثبت أنه لا يتعارض لابد أن تلف وتدور وتحاول أن تثبت أن المعنى المقصود شئ أخر .. وندخل في قصص المجاز وإختلاف معاني الكلمات وخلافه من مقومات المرونة في اللغة.
    مرة أخرى، لن أحاول إقناعك، وسأكتفي بأن أقول أن ما تسميه تعرضاً سطحياً بمقاييس القرن الحادي والعشرين (رغم اختلاف الكثير من العلماء المتخصصين معك في هذا الرأي)، لم يكن كذلك بمقاييس القرن السابع، وأن المغامرات العلمية التي خاضها الحكيم العبقري الذي ألف القرآن جاءت كلها موفقة وصمدت في وجه الزمان كل هذه السنين !!!


    5- المنهج القرآني -- عن أي منهج تتكلم عنه ؟ هل تقصد في تطبيق الشريعة الإسلامية .. الغرب لا يطبق الشريعة وهم في حالة من أفضل حالات الرخاء التي حدثت للبشرية على مر التاريخ .. وهم يشربون الخمر وبنوكهم ربوية .. وينتشر عندهم الزنا والرزيلة ويأكلون الخنزير .. ولا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ولا أي شئ من منهج القرآن .
    المسلمين عندما كانوا ملتزمون بدينهم حدث لهم رخاء كان ذلك بسبب أنهم كانوا يعملون في جماعة هذا هو سبب الرقي والحضارة ... وليس بسبب صلاتهم أو إمتناعهم عن الربا .. ..بل إن من أهم أسباب تخلف الشعوب النامية .. أن التنمية عندهم أبطأ من الزيادة في أعداد البشر .. الذي يدعو إليها الدين الإسلامي وأن الرزق مكفول للجميع ... أين الأسباب !!!!
    لم أطلب منك أن تقارن بين الغرب غير المسلم وبين بلاد المسلمين التي لا تطبق الإسلام، وطرحك لقضية أن الرزق مكفول للجميع طرح مقلوب، ويستطيع أي طالب في الصف الخامس الابتدائي أن يشرك لك الفرق بين التوكل والتواكل، وأن يبين لك أن السعي إلى تحصيل الرزق واجب شرعي يأثم من يتركه.
    إن أردت أن تكون منصفاً، قارن بين قوة المسلمين في صدر الإسلام وبين ضعفهم عندما تهاونوا وفرطوا فيه،
    أو قارن بين قوة الحضارة الغربية اليوم، وما ارتبط بالتقدم المادي من تدهور أخلاقي وبالتالي شقاء إنساني، وبين النموذج الإسلامي الذي تحققت فيه المعادلة الصعبة من السمو المادي والروحي في نفس الوقت.
    أو اذكر لي مثالاً عن أمة أخرى سادت الأرض لأكثر من ألف سنة، ولم تنشر في خلالها الظلم والدمار، بل الحكمة والموعظة الحسنة!!!
    هذا هو المنهج الذي أتكلم عنه
    [/CENTER]

    تعليق


    • [align=justify]عودة للخط الأساسي:
      من المداخلة السابقة، والتي سلمت لك فيها (جدلاً) بصحة فرضيتك التي تزعم أن من كتب القرآن هو حكيم عبقري، مع تفسير ما يعنيه ذلك في كل ناحية من النواحي التي تطرقنا إليها في النقاش ... يمكن لمن يقرأ ويحلل أن يصل إلى ما يلي:

      - هذا العبقري الذي بينـّا مظاهر عبقريته المتعددة والتي تميز فيها جميعاً رغم اختلاف المهارات والملكات البشرية اللازمة للتفوق في كل منها عن غيرها، ورغم وجوده في بيئة لا تساعد على تنمية وتطوير هذه المهارات، ولا تتوافر فيها المصادر الميسرة للمعرفة، ورغم القيود التي فرضها على نفسه بادعائه أنه أمي، وبالتالي فلا يمكن أن يسمح لأحد بأن يراه وهو يقرأ، والذي كان بالإضافة لكل ما سبق على علاقة طيبة بكل الناس(قبل البعثة)، ويشهد له الجميع بالصدق والأمانة، وكان يعمل ليعيل نفسه (فلم يكن متفرغاً للبحث والتأمل) ....
      هذا العبقري هو في حد ذاته معجزة خارقة للطبيعة، لم تنتج لنا البشرية من يشبهه من قريب أو بعيد، وأعتقد ويستحيل تصديق أن يكون إنسان واحد قد اجتمعت فيه كل هذه الصفات.

      - إذا سلمنا جدلاً بوجود هذا الحكيم العبقري المتمتع بكل هذه الصفات، فإن الحياة التي اختارها لنفسه، بل وأصر عليها، تعتبر عجيبة أخرى من العجائب. فهو لم يوظف كل هذه الملكات الخارقة لإسعاد نفسه وأسرته، بل وظفها لتجلب عليه صوراً متعددة من الشقاء والمعاناه منها الحصار في الشِعب، والتعرض لعدد كبير من محاولات الاغتيال، وتعريض نفسه للخطر في معارك يحارب فيها بنفسه وكاد أن يقتل في إحداها، والحياة في حالة من الفقر الدائم، والتعرض للسخرية والإيذاء من كفار مكة، والقائمة تطول...
      علماً بأنه لم يكن مضطراً إلى ذلك، فقد عرضت عليه قريش أن يجمعوا له ليكون أغناهم، ولكنه رفض. حتى عندما تحقق له فتح مكة وأصبح بإمكانه أن يعيش عيشة الملوك لم يقبل على الدنيا، وإنما ظل يتعامل معها بنفس الطريقة التي طالما تعامل معها بها. فما هو المبرر الذي دفعه لاجتياز كل هذه الصعاب؟ هل حب المغامرة؟ أم البحث عن مجد كان يستطيع تحقيقة بوسائل أيسر كثيراً من تلك الوسيلة المرهقة؟ أم يقينه بوجود حياه آخرة دفعه حرصه عليها إلى استثمار كل لحظة من لحظاته في الدنيا للعمل من أجلها؟

      أنت تقترح علينا تفسيراً يفتقر إلى ركنين من أهم أركان الإثبات: وجود الدافع (المصلحة)، ووجود الوسيلة (إمكانية التنفيذ)


      أكاد أسمعك ترد قائلاً "مهما كان العجب في التفسير الذي أطرحه فإنه لا يقل عجباً عن ادعاء وجود خالق للكون"
      مرة أخرى هذا رأي لا يتفق فيه معك الكثيرون، ولا أعني بالكثيرين من يتبعون الأديان المختلفة، وإنما أعني الفلاسفة والمفكرين الذين بدأوا بفرضية الشك في وجود الله ثم وصلوا إلى نتيجة حتمية هذا الوجود.
      أنت نفسك قلت أن البحث عن خالق والحاجة إلى وجود دين غريزة فطرية في البشر، فمن في رأيك زرع فيهم هذه الغريزة؟ الطبيعة؟ أم أن هذه الغريزة نشأت في الحيوانات وتطورت بعد ذلك في الإنسان؟ أليس الأقرب للمنطق أن الخالق هو الذي أوجد في خلقه هذه الغريزة ليساعدهم على الاهتداء إليه؟[/CENTER]

      تعليق


      • المشاركة الأصلية بواسطة عبد الله الهداف مشاهدة المشاركة
        1_ انت تقول انه لا يوجد اعجازات علمية ....وهل انت من عقلك تقو هذا الكلام ......
        هل كل ما عرض عليك من اعجازات وعدم مقدرتك على تفسيرها او حتى دحضها ...الا تعتبره اعجازا اليك موسوعة الاعجاز العلمي مارأيك
        موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن ...

        2_ انت تقول انه قام الكثير بالاتيان بمثله وكأنه القران جاء لغوايا دقيقا وفقط ....زوكأنه عباره عن لغة فقط......بل هو لغه ومعنى بداخله حكم واعجازات وكلام رقيق يبشر الصالحين ويهوب الظالمي انه قران محكم لا تجزئه فهو متكامل ......ليس العبرة في لغته فقط بل في معناه ايضا ودقته واحكامه ...اتحداك ان تجد مثل هذا ........انت تقول انه هناك من اتى بأسلوبه واننا لا نفرق بينهم .......ااتنا بتلك الجمل .....زوالتي ستبقى جملا لعن الله واضعها.......
        اعطنا اياها.........كي نوضح لك الفرق ان كنت لا تميز بين حلاوة القران وبيت تلك الجمل الموضوعه
        3_ قصص الانبياء تلك جزء من عقيدتنا .زلا ينبغي لنا ان نهملها او نقلل من شأنها فمنها نأخذ العبر ونستفيد من اعمال الانبياء وما حدث للذين امنوا من خير وما اصب الكافرين والظالمين من سخط وشر جزاء بما كانوا يعلمون..زتلك القصص ذكرت هداية وتذكرة ولم تذكر عبثا .....

        4_ ان القران الكريم لا يتعارض مع الحقائق العلمية فعلى مدى ..14 قرنا فما تم من اختراعات واكتشافات لم نجد ما هو متعارض من القران بل والكثير منها قد اشار اليه القران او السنه النبوية ............مهما وجدنا من تحليلات للعلماء جديدية نجدها موجودة في القران كتاب الله اين انت من كل هذا ....واجب عليك ان تنظر وتبحث في كل هذه الامور ........قبل ان تقول هذا الكلام........زيجب ان تبني اقوالك على ادلة وبراهين ........القران الكريم كتاب اعجازي .........ما يحدث علميا من حقائق وغيرها اثبتها القران وهناك العديد العديد ...زان اردت سؤالا ستجد ان شاء الله ادلة كثير في كتاب الله عنه.
        5_ المنهج .نعم هو منهج الاسلام الذي ينظم الحياة وينظم حياة الافراد والجماعات بحيث يجعل الامة تزدهر بعيدة عن الزنا والفواحش بعيدة عن كل شيئ رخيص في هذا الكون .....زتدعو للخير تنظم الحياة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.........
        انت تقول ان الغرب تعم بينهم الفحشاء والمنكرات والزنا ........لأكن هذا الشيئ مؤلم وقبيح .........تخيل ان من سرق هو انت او .....او ان من قتل هو انت او احد اقاربك ......
        او ان من ظلم هو انت ........
        او ان من اغتصب او اغتصبت هو احد من حولك
        ..........
        هل هذه حياة راقية بنظرك .......زهل هذه الحياة التي تتمنها ........شر زنا اغتصاب سرقة ربا احتكار شرور وفساد ظلم ...ززخراب دمار

        اين المنهج ...اين النظام ......ان لم يكون هناك وازع من داخل نفسك يمنعك لن يكون هناك حضارة وسلام ورقي ...........ولن يأتي الوازع الا بالعلم ام هناك خالق سيحاسبك يراك ويبصرك ويرى ما تفعل .......الانظمة البشرية لا يمكنها ان تضبط سلوكك لانك يمكن ان تقوم بشئ قذر دون ان يراك احد معتقدا ان الله لا يراك او منكرا اياه (تعالى الله عن ذلك) وبهذا .....لا يوجد تهمه يتم وضعها عليك .......وستخرج حرا طليقا .......مفسدا.........
        وتخيل ان احد ما قام بسقة اموالك وهرب ولا تعرفه كيف ستأخد حقك منه ......زالانظمة البشرية كيف....؟؟؟؟ان لم يكون هناك دليل فقد يهرب اللص ولم يره احد ولم يترك دليلا .......
        ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        اما المنهج الاسلامي منهج الاهي باني وكمل شامل يعالج جميع المشكلات في المجتمع ويعطي كلا جزاءه الذي يناسبه فيطغى العدل والمساواة وتسمو الحقيقة .......فلا خوف ولا جبن وهانك راحة وسكينه وطمأنينه ......

        والان انظر الى الافراد في المجتمع الاسلامي ......الذي هو حاله خير حقا ويعيش نفسيا براحة والله بيسرها عليه هو نفسه التقي الورع الذي يعبد الله ويصلي لاجله ........
        اما من هو ضال عاصي فإن حاله لا ترضيه يبقى تائها حتى يعود الى الله وتعود اليه الراحة .............
        وأرجوك لا تتحدث عن شئ بدون دليل وبرهان ..........والسلام
        قد ننتقل إلى مرحلة أعمق من الحوار في كل نقطة بالتفصيل .. إعرض ما تراها أهم نقطة إختلاف فيما تقول لنناقشها بهدوء بعيداً عن الكلام العام الغير متخصص ...

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
          [align=justify]عودة للخط الأساسي:
          من المداخلة السابقة، والتي سلمت لك فيها (جدلاً) بصحة فرضيتك التي تزعم أن من كتب القرآن هو حكيم عبقري، مع تفسير ما يعنيه ذلك في كل ناحية من النواحي التي تطرقنا إليها في النقاش ... يمكن لمن يقرأ ويحلل أن يصل إلى ما يلي:

          - هذا العبقري الذي بينـّا مظاهر عبقريته المتعددة والتي تميز فيها جميعاً رغم اختلاف المهارات والملكات البشرية اللازمة للتفوق في كل منها عن غيرها، ورغم وجوده في بيئة لا تساعد على تنمية وتطوير هذه المهارات، ولا تتوافر فيها المصادر الميسرة للمعرفة، ورغم القيود التي فرضها على نفسه بادعائه أنه أمي، وبالتالي فلا يمكن أن يسمح لأحد بأن يراه وهو يقرأ، والذي كان بالإضافة لكل ما سبق على علاقة طيبة بكل الناس(قبل البعثة)، ويشهد له الجميع بالصدق والأمانة، وكان يعمل ليعيل نفسه (فلم يكن متفرغاً للبحث والتأمل) ....
          هذا العبقري هو في حد ذاته معجزة خارقة للطبيعة، لم تنتج لنا البشرية من يشبهه من قريب أو بعيد، وأعتقد ويستحيل تصديق أن يكون إنسان واحد قد اجتمعت فيه كل هذه الصفات.

          - إذا سلمنا جدلاً بوجود هذا الحكيم العبقري المتمتع بكل هذه الصفات، فإن الحياة التي اختارها لنفسه، بل وأصر عليها، تعتبر عجيبة أخرى من العجائب. فهو لم يوظف كل هذه الملكات الخارقة لإسعاد نفسه وأسرته، بل وظفها لتجلب عليه صوراً متعددة من الشقاء والمعاناه منها الحصار في الشِعب، والتعرض لعدد كبير من محاولات الاغتيال، وتعريض نفسه للخطر في معارك يحارب فيها بنفسه وكاد أن يقتل في إحداها، والحياة في حالة من الفقر الدائم، والتعرض للسخرية والإيذاء من كفار مكة، والقائمة تطول...
          علماً بأنه لم يكن مضطراً إلى ذلك، فقد عرضت عليه قريش أن يجمعوا له ليكون أغناهم، ولكنه رفض. حتى عندما تحقق له فتح مكة وأصبح بإمكانه أن يعيش عيشة الملوك لم يقبل على الدنيا، وإنما ظل يتعامل معها بنفس الطريقة التي طالما تعامل معها بها. فما هو المبرر الذي دفعه لاجتياز كل هذه الصعاب؟ هل حب المغامرة؟ أم البحث عن مجد كان يستطيع تحقيقة بوسائل أيسر كثيراً من تلك الوسيلة المرهقة؟ أم يقينه بوجود حياه آخرة دفعه حرصه عليها إلى استثمار كل لحظة من لحظاته في الدنيا للعمل من أجلها؟

          أنت تقترح علينا تفسيراً يفتقر إلى ركنين من أهم أركان الإثبات: وجود الدافع (المصلحة)، ووجود الوسيلة (إمكانية التنفيذ)


          أكاد أسمعك ترد قائلاً "مهما كان العجب في التفسير الذي أطرحه فإنه لا يقل عجباً عن ادعاء وجود خالق للكون"
          مرة أخرى هذا رأي لا يتفق فيه معك الكثيرون، ولا أعني بالكثيرين من يتبعون الأديان المختلفة، وإنما أعني الفلاسفة والمفكرين الذين بدأوا بفرضية الشك في وجود الله ثم وصلوا إلى نتيجة حتمية هذا الوجود.
          أنت نفسك قلت أن البحث عن خالق والحاجة إلى وجود دين غريزة فطرية في البشر، فمن في رأيك زرع فيهم هذه الغريزة؟ الطبيعة؟ أم أن هذه الغريزة نشأت في الحيوانات وتطورت بعد ذلك في الإنسان؟ أليس الأقرب للمنطق أن الخالق هو الذي أوجد في خلقه هذه الغريزة ليساعدهم على الاهتداء إليه؟[/CENTER]
          لن أتكلم في ردودك عن ال6 نقاط السابقة وسوف أركز على سؤالك الأخير إلا إذا أردت الحوار حول هذه النقاط بالتفصيل.

          ما الدافع وما الوسيلة ؟

          الدافع : السلطة والمجد والحضارة التي طالما رأها أو سمع عنها في البلاد الأخرى فالحكماء لا يسعون وراء المال أو متع الدنيا مثل عامة الشعب .. والتاريخ ملئ بهؤلاء الحكماء في الصين أو الهند أو حتى من العرب . بإختصار كان حلمه أن يجعل مجتمعه أفضل .. وأن ينتشر فكره في العالم .. وقد أدرك بحكمته عدم قيمة الحياة بدون هدف .. وأعتقد أن الهدف كافي لأي حكيم عبقري كما إفترضنا.
          خير مثال على ذلك الأمير الحكيم بوذا الذي ترك القصر وراح يبحث عن أسرار الوجود وأفضل طرق الحياة في الأرض وكان أيضا يختلي بنفسه ووصل بفكره إلى أن أفضل طرق الحياة هي قلة الأكل والإبتعاد عن إشباع الشهوات وليس إشباعها مع بعض فترات التأمل اليومية ..

          يتضح لنا أن هدف الحكماء الذين يدركوا أن الحياة ليس لها معنى أن يجعلوا المجتمع أفضل من خلال فكرهم وهذا ما حدث مع محمد وهذا لا يمنع أيضاً من وجود أسباب عادية من الحصول على المجد والشهرة والسلطة لاحقاً فكل شئ في أوله صعب وقد كان يدرك ذلك وصبر على التحديات حتى حقق حلمه.

          الوسيلة : تحقيق الهدف وهو عمل الحضارة كان من خلال العمل الجماعي ونشر نفس الفكر بطريقة يفهمها العامة العاديون الذي ليس لهم نفس العمق في النظرة لمعنى الحضارة الإنسانية وقيمتها في جعل البشر أكثر راحة ... ولا شك أن العقيدة التي صممها ليست بسيطة في وقتها .. فقد طور الرسالات السابقة بطريقة مقنعة للعقل وتربط كل شئ في منظومة واحدة لا يمكن إختراقها بسهولة ..

          أيضاً مقومات إدعاء الرسالة كانت متوفرة لديه .. فهو شخص متزن حكيم معروف بأمانته وصدقه وله وزن وسط الرجال.
          الأدلة على حكمته قبل الرسالة موجودة مثل عزلت وإختيار قومه له في تحكيم بعض المنازعات حول الكعبة وخلافه ...

          هذا ليس خرقاً للطبيعة فالتاريخ ملئ بمدعي الرسالات سواء كان عيسى أو موسى أو أي قائد أو حكيم عبقري في الصين أو الهند قديماً .. التاريخ ملئ بالحكماء .. ولكن ظهور محمد في مجتمع بدوي وثني متخلف ساعده كثيراً على إنتشار فكره المتقدم وقيادتهم بواسطة رسالته التي قدسها بفكرة إتصاله بالخالق عن طريق ملائكة لا يراها الناس العاديون.

          هذا ويمكن الإستفاضة في موضوع الوسيلة إذا لم يكن ما ذكرته مقنعاً .

          الفطرة والفلسفة التي توصل الإنسان إلى وجود خالق .. هي أساليب نفسية داخل البشر للهروب من واقع غير مفهوم بالنسبة لهم في معاني لأشياء لا يعرفوها .. ونجد هذا الهروب واضح في أنهم فقط يرتاحوا لفكرة حل كل المشاكل في مشكلة واحدة مجهولة الحل هي الأخرى وليس لها تفسير هي وجود خالق قادر على صنع كل شئ وسبب كل شئ .. في حين أن كل الأدلة المادية تصرخ بأن هناك سبب منطقياً لكل شئ .. وبالتالي فليس معنى أن الإنسان يريد خالقاً أن يكون هذا الخالق حقاً موجود
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:35 م.

          تعليق


          • ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا الرد، فقد وصلت إلى قناعة كاملة أن هذا الحوار بلا جدوى، هذا بافتراض أن الجدوى التي أرجوها منه هي إقناع Humanpeace.
            ولكن بافتراض أن هناك من يتابع الحوار ويقيم وجهتـّي النظر ... أعتقد أن الجدوى متحققة، فأي منصف محايد يتابع الحوار لابد وأن يكون الآن قد وصل إلى نتيجة واضحة.


            لن أتكلم في ردودك عن ال6 نقاط السابقة وسوف أركز على سؤالك الأخير إلا إذا أردت الحوار حول هذه النقاط بالتفصيل.
            تكلمنا عن معظمها بالتفصيل ولا أظنك ستقول جديداً، ولكن ستكرر نفس الأفكار بصياغات جديدة، وقد أصبحت هذه الأفكار واضحة الآن.

            الدافع : السلطة والمجد والحضارة التي طالما رأها أو سمع عنها في البلاد الأخرى فالحكماء لا يسعون وراء المال أو متع الدنيا مثل عامة الشعب .. والتاريخ ملئ بهؤلاء الحكماء في الصين أو الهند أو حتى من العرب . بإختصار كان حلمه أن يجعل مجتمعه أفضل .. وأن ينتشر فكره في العالم .. وقد أدرك بحكمته عدم قيمة الحياة بدون هدف .. وأعتقد أن الهدف كافي لأي حكيم عبقري كما إفترضنا.
            يتضح لنا أن هدف الحكماء الذين يدركوا أن الحياة ليس لها معنى أن يجعلوا المجتمع أفضل من خلال فكرهم وهذا ما حدث مع محمد وهذا لا يمنع أيضاً من وجود أسباب عادية من الحصول على المجد والشهرة والسلطة لاحقاً فكل شئ في أوله صعب وقد كان يدرك ذلك وصبر على التحديات حتى حقق حلمه.
            أوضحت لك فيما سبق أن هذه المكاسب كان بإمكانه تحقيقها بقدر أكبر من النجاح، وبقدر أقل مكن المعاناه لو لم يصدم الكفار بفكرة الإله الواحد الأحد.
            ثم: كيف يمكنك أن تقنع الناس بما تعلم أنه غير حقيقي؟ كيف يمكنك أن تكون قدوة ومثالاً يحتذى لأمة بأكملها يراقبون ويرصدون كل كلمة ونظرة ولفتة تصدر عنك ويراجعونها على المنهج، بل ويفسرون بها المنهج، وتنجح في خداعهم جميعاً، وما الذي يضطرك إلى ذلك ما دام هناك طريق أقصر وأيسر؟


            خير مثال على ذلك الأمير الحكيم بوذا الذي ترك القصر وراح يبحث عن أسرار الوجود وأفضل طرق الحياة في الأرض وكان أيضا يختلي بنفسه ووصل بفكره إلى أن أفضل طرق الحياة هي قلة الأكل والإبتعاد عن إشباع الشهوات وليس إشباعها مع بعض فترات التأمل اليومية ..
            أنت على استعداد لأن تصدق الحواديت المنسوجة حول بوذا دون أن تطلب دليلاً على صحتها ولكنك تعاند مع الأدلة الواضحة على وجود الله !


            الوسيلة : تحقيق الهدف وهو عمل الحضارة كان من خلال العمل الجماعي ونشر نفس الفكر بطريقة يفهمها العامة العاديون الذي ليس لهم نفس العمق في النظرة لمعنى الحضارة الإنسانية وقيمتها في جعل البشر أكثر راحة ... ولا شك أن العقيدة التي صممها ليست بسيطة في وقتها .. فقد طور الرسالات السابقة بطريقة مقنعة للعقل وتربط كل شئ في منظومة واحدة لا يمكن إختراقها بسهولة ..
            لست متأكداً إن كنت قد فهمتني بشكل صحيح في هذه النقطة، فأنا لم أتكلم عن وسيلة إقامة الحضارة الإسلامية، وإنما الوسائل التي استطاع بها أن يجمع الكم الهائل من المعلومات والمعارف وينمي المهارات والخبرات المطلوبة لإقناع كل هذا العدد من الناس لكل هذا العدد من السنين !


            أرجو من جميع المتابعين أن يعلقوا على هذا الحوار ولو بكلمة، فأنا بحاجة لأن أتحقق من جدوى هذا الحوار لدى المتابعين بعد أن تيقنت من عدم جدواه مع المهندس Humanpeace حتى المتابعين من غير الأعضاء، أرجو أن يقوموا بالتسجيل والتعليق حتي لا أشعر بعبثية الوقت والجهد الذي أنفقناه جميعاً في هذا الحوار.

            تعليق





            • هل لم تنتبه للمشاركة السابقة، أم أنك لم ترى فائدة من الرد عليها؟

              تعليق


              • المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا الرد، فقد وصلت إلى قناعة كاملة أن هذا الحوار بلا جدوى، هذا بافتراض أن الجدوى التي أرجوها منه هي إقناع Humanpeace.
                ولكن بافتراض أن هناك من يتابع الحوار ويقيم وجهتـّي النظر ... أعتقد أن الجدوى متحققة، فأي منصف محايد يتابع الحوار لابد وأن يكون الآن قد وصل إلى نتيجة واضحة.

                هل أستنتج من كلامك هذا أن الإيمان هو إختيار وليس إقتناع .. فالأدلة ليست كافية لإقناع كل الناس بإختلاف علمهم وفكرهم وثقافتهم وإنما يعتمد على شئ نفسي داخل كل إنسان ؟
                أنا شخصياً إستفدت من الحوار فقد أضاء لي عدة نقاط .. أما أنت فالله يأجرك على مجهودك في نشر الدعوة .. بما أنك لديك يقين في وجوده.

                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                تكلمنا عن معظمها بالتفصيل ولا أظنك ستقول جديداً، ولكن ستكرر نفس الأفكار بصياغات جديدة، وقد أصبحت هذه الأفكار واضحة الآن.
                ولكن الكلام في هذه ال6 نقاط مازال كلاماً عاماً وغير محدد بأمثلة سواء فيما قلت أنا أو أنت.

                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                أوضحت لك فيما سبق أن هذه المكاسب كان بإمكانه تحقيقها بقدر أكبر من النجاح، وبقدر أقل مكن المعاناه لو لم يصدم الكفار بفكرة الإله الواحد الأحد.
                كيف يحقق هذا الحكيم حلمه وهدفه في الحياة في تجميع شعبه تحت راية واحدة ونظام واحد يكون هو حاكمه بدون صدام مع الكفار الذين يؤمنون بأفكار متخلفة ترجع المجتمع إلى الوراء ؟ كيف يوحد قومه وهم ذو فكر متخلف ولا يؤمنون بأهمية تغيير نظام المجتمع الذي يعيشون فيه ؟
                محمد ليس القائد أو الثائر الوحيد الذي واجه صعوبات أثناء نشر فكره .. التاريخ يضرب لنا الكثير من هذه الأمثلة .. أرجح أن يكون محمد شخصية مميزة حكيمة عبقرية له رؤية حضارية عن أن يكون رسول من عند خالق لا دليل على وجوده سوى خيال البشر وميلهم الطبيعي لأن يكون هناك هدف من وراء حياتهم ..

                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                ثم: كيف يمكنك أن تقنع الناس بما تعلم أنه غير حقيقي؟ كيف يمكنك أن تكون قدوة ومثالاً يحتذى لأمة بأكملها يراقبون ويرصدون كل كلمة ونظرة ولفتة تصدر عنك ويراجعونها على المنهج، بل ويفسرون بها المنهج، وتنجح في خداعهم جميعاً، وما الذي يضطرك إلى ذلك ما دام هناك طريق أقصر وأيسر؟
                ومن قال لك أنه كان يعلم أنه غير حقيقي ؟؟ قد يكون إعتقد أنه حقيقي من الأديان السابقة وكان يحلم بأن يكون رسولاً مثل الرسل الأخرى وعاش في حلمه وصدقه... قد يكون ما وصل إليه فكره وفلسفته ونظام الحياة الذي يرغب أن يعيش فيه ما جعله يصدق أن ما يفعله في حياته هو أهم شئ في حياته.
                أيضاً لابد أن نعترف أنه شخص ليس عادياً .. لكن يوجد الكثير من البشر الغير عاديين الذين ظهروا على مر التاريخ ولكن لم تظهر ملائكة ولا قوى خارقة على مر التاريخ ... فأيهما أكثر ترجيحاً من وجهة نظرك ؟


                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                أنت على استعداد لأن تصدق الحواديت المنسوجة حول بوذا دون أن تطلب دليلاً على صحتها ولكنك تعاند مع الأدلة الواضحة على وجود الله !
                بالطبع أنا لا أصدق الحواديت المسوجة حول بوذا ولكن ضربت لك مثل بسيط في وجود بشر حكماء إستطاعوا أن يقنعوا الناس بفكرهم وتركوا المال والرفاهية التي تتحدث عنها .. فالحكماء لهم نظرة أكثر عمقاً في الحياة.

                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                لست متأكداً إن كنت قد فهمتني بشكل صحيح في هذه النقطة، فأنا لم أتكلم عن وسيلة إقامة الحضارة الإسلامية، وإنما الوسائل التي استطاع بها أن يجمع الكم الهائل من المعلومات والمعارف وينمي المهارات والخبرات المطلوبة لإقناع كل هذا العدد من الناس لكل هذا العدد من السنين !
                ما تعرفه عن الرسول قبل نزول الرسالة قلييييييييييل جداً ويكاد يكون مهمل في السيرة ... التوراة كانت موجودة والإنجيل كان موجوداً وجميع المعلومات والمعارف التي تدعي أنها ظهرت في القرآن كانت موجودة من قبله أو كانت معارف يمكن الوصول إليها من التأمل العميق في الطبيعة والحياة والمجتمع .. وطلبت منكم أكثر من مرة أي إضافة علمية مذكورة في القرآن يمكن أن تثبت خرقاً يتعادل مع نزول ملائكة عليه ولكن للأسف كل ما أرى هي محاولات لربط بعض معاني الكلمات بأي حقائق علمية ظهرت ...

                المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة

                أرجو من جميع المتابعين أن يعلقوا على هذا الحوار ولو بكلمة، فأنا بحاجة لأن أتحقق من جدوى هذا الحوار لدى المتابعين بعد أن تيقنت من عدم جدواه مع المهندس Humanpeace حتى المتابعين من غير الأعضاء، أرجو أن يقوموا بالتسجيل والتعليق حتي لا أشعر بعبثية الوقت والجهد الذي أنفقناه جميعاً في هذا الحوار.


                لا تعليق ولكن أعتذر عن إضاعة وقتك ..
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:35 م.

                تعليق


                • أخى الحبيب توحيد
                  تابعت باهتمام
                  ولك الحق فى أن تيأس من هيومان بيس
                  فالقاعدة التى يتبعها فى الحوار البحث عن أى أسباب بأى مستوى لرفض المؤشرات العلمية بالقرآن الكريم
                  وتفسير كل ما يعجز عنه البشر بعبقرية محمد صلى الله عليه وسلم التى لا أنفيها ولكن لا أراها كافية لهذا العطاء المعجز من رب العالمين

                  أى قضية يكون لها تفسيرات من حيث الأسباب
                  ولكن التعرف على مسبب الأسباب من خلال عطائه فهذه قضية إيمانية

                  وقد تذكرت محاولة قام بها مجموعة من الملحدين واللادينيين لتنقيح نص ليكون مثل سورة من سور القرآن وأتى بها أخ كان لادينى وأسلم هو أتماكا من منتداهم إلى منتدى التوحيد وتعرض أعضاء منتدى التوحيد بالنقد لهذا النص وأدعوكم للإطلاع عليه وعلى ردود المسلمين
                  فهذا النص لم يكن نتاج عمل فرد واحد حيث عاونه مجموعو من دعاة الإلحاد
                  ورغم ذلك لا يرقى لأن يكون مثيلا لسور القرآن فالفارق ليس كبيرا فحسب بل هو فرق بين كلام البشر المحدود القدرة وبين كلام رب العالمين
                  أتيت بالموضوع هنا على الرابط :
                  https://www.hurras.org/vb/showthread...8141#post38141
                  كان هذا الموضوع مبينا الفارق الكبير بين جهد جماعى وبين كلمات الله
                  فكيف لإنسان واحد أن يأت بهذا القرآن
                  لم تكن عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم فهو القرآن أنزله رب محمد
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    - هذا العبقري كان سابقاً لعصره في كل ألوان العلوم والمعارف التاريخية والعلمية والعسكرية والفلسفية وبفارق كبير جعل كتابه يصمد حتى اليوم؟
                    واستطاع في نفس الوقت أن يخفي عن كل ما عاصروه أنه يجيد القراءة والكتابة بعدة لغات مختلفة؟
                    وكانت لديه مكتبة سرية يحتفظ فيها بالمئات من الكتب التي كان لابد له أن يقرآها لكي يتمكن من تأليف القرآن بهذا القدر من الإحكام؟
                    مع ملاحظة أن كتب ذلك الزمان لم يكن حجمها صغيراً ككتبنا، ولكنها كانت ضخمة الحجم بسبب طبيعة المواد التي تكتب عليها، ولم تصلنا أي أخبار عن وجود كتب باللغة العربية في ذلك الزمان، بل الشائع أن القرآن كان أول كتاب مكتوب باللغة العربية على الإطلاق.
                    [/COLOR]
                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [/CENTER]
                    أفضل أن نتكلم عن المعارف المذكورة في القرآن التي تحتاج إلى مكتبة من الكتب كما تدعي !!! ؟؟ فلربما تقديسك للكتاب جعلك تبالغ قليلاً .. وكلامك عن عدم وجود كتب بالعربية في ذلك الوقت غريب جداً .. فلماذا لم تكن هناك كتب في ذلك الوقت على الرغم من أنهم إخترعوا الكتابة قبلها بقرون عديدة !! ؟ أم أنك تقصد عدم وصول كتب لنا من هذا الوقت غير القرآن وبالطبع معروف لماذا.

                    1- هل توجد أي كتابات عن محمد في ذلك الوقت أو حتى بعده بقليل من طرف حيادي غير مسلم ؟
                    2- هل تعرف تفاصيل الأربعون سنة من حياة محمد قبل نزول الرسالة ؟
                    3- لماذا ظل محمد أمي حتى موته على الرغم من إدراكه لقيمة القراءة والكتابة ؟
                    4- لماذا كان يحب الإختلاء بنفسه في الغار ؟ هل كان لعبادة الله فعلاً ؟


                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    لا يحتاج القرآن أن يفصل القضية العلمية، ولكن يكفيه أن يشير إليها إشارة واضحة لتستفز صاحب العقل المحايد أن يبحث حولها ويتعمق في دراستها، ويصل للنتيجة بنفسه. وقد ناقشنا بالفعل في هذا الموضوع عدداً من الحقائق العلمية التي كان بعضها سبباً في إسلام علماء متخصصين في الموضوع الذي تناولته الآية، ولكنك تصر أن ترفض قبول الإعجاز الواضح في الآيات الصريحة معللاً هذا الرفض بوجود تفسير آخر غير معجز، وهو موقف غريب بينت لك خطأه أكثر من مرة، ولكنك تصر عليه!
                    [/COLOR]
                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [/CENTER]
                    يا أخي الفاضل .. إن كان الخالق قادر على كل شئ فإنه قادر أن يجعل ولو آية واحدة إعجازها ظاهراً مثل الشمس .. ولا يكتفي بإشارات قد يصدقها البعض ويكذبها الأخر ولكان معظم الناس آمنت دون جدال .....

                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    شهدت بنفسك انه مضحك! وأنا لم أدعي أن أحداً لم يحاول، وإنما أزعم وبكل ثقة أن تلك المحاولات لن تكون إلا كما شهدت بنفسك: مضحكة.
                    والآيات التي تقول أن من يسمعها من غير الحافظين يحسبها قرآناً ... السبب في ذلك أنها فعلاً آيات من القرآن اقتبسوها كما هي، وغيروا فيها كلمة أو حرفاً، أو أخذوا النصف الأول من آية وأضافوا إليه النصف الثاني من آية أخرى إلى غير ذلك من دلائل العجز والإفلاس.
                    لكن الحقيقة التي لا خلاف عليها هي أن أحداً لم يستطع أن يأتي بسورة من مثله! فهل تستطيع أنت؟ أو هل تعرف من يستطيع؟
                    ومربط الفرس هنا هو أن البلاغة كانت صنعة العرب، وكانت الشئ الوحيد الذي تميزوا به وفاقوا فيه كل الأمم الأخرى، ومع ذلك عجزوا عن مواجهة هذا التحدي القرآني ... وهل كان محمد صلى الله عليه وسلم (منفرداً) أكثر فصاحة من كل شعراء العرب؟؟؟؟؟
                    [/COLOR]
                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [/CENTER]
                    إحترت في أمر موضوع من مثله هذا .. يعني عندما يأتي بسورة من مثله تقولون أنه قلدها لتكون مثله وأخذ نفس الأسلوب وبعض الكلمات .. طيب يعني لو آلف أسلوب جديد أكيد مش حيبقى مثله ؟؟؟
                    من رأيي أن التحدي الوارد في القرآن لا معنى له ، فمن أتى بمثل ما أتى به امرؤ القيس ؟ لا أحد ، فالحالة الإبداعية حالة متفردة تمامًا ، و مثله هذه مقولة مبهمة تمامًا ، و فلنقيم تحدي جديد بأن يأتي أحد بقصيدة مثل الحمى للمتنبي ، أو اليتيمة لدوقلة ، أو الطلاسم لجبران ، مستحيل ، إن الإتيان بمثل عمل إبداعي يعني تكرار الشفرة الوراثية و الظروف المحيطة بالمبدع و هو المستحيل بعينه ...
                    أما عن البلاغة نفسها .. فالقرآن ملئ بالكلمات التي إحتار المفسرون في تفسيرها لأنها لم تكن من اللغة العربية .. فهل أيضاً من الإبداع إختراع كلمات جديدة غامضة لا معنى لها ؟؟

                    هناك رأي للمعتزلة بأن القرآن ليس بمعجز و أن العرب أتوا بما هو أبلغ و أكثر تعقيدًا من القرآن ، و يفسرون التحدي الوارد في سورة الإسراء آية 88 بأن المعجز فيه هو صرفهم عن تأليف مثله برغم سهولته ، و سمي هذا (الصرفة) ، و قد تبنى هذا الرأي المعتزلة و على رأسهم النظام و تلميذه النجيب الجاحظ ، و قد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة لفترة طويلة ، و يقال أن له من الكتب 360 كتاب لم يصلنا منها غير القليل.


                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    لن أحاول إقناعك، بل سأكتفي بقبول وجهة نظرك (جدلاً فأنا غير موافق عليها) وسأكتفي بأن أقول أن مؤلف القرآن (عل حد زعمك) استطاع أن يلفق هذه النبوءات بمهارة فائقة، وأن حدثه لم يخطئ ولو مرة واحدة في العديد من الأمور التي كان احتمال الصواب والخطأ فيها متقاربين !!!
                    [/COLOR]
                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [/CENTER]
                    أكرر أنني لا أدعي أنه شخص عادي ولكن شخص عبقري حكيم قائد مؤسس حضارة ..



                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    مرة أخرى، لن أحاول إقناعك، وسأكتفي بأن أقول أن ما تسميه تعرضاً سطحياً بمقاييس القرن الحادي والعشرين (رغم اختلاف الكثير من العلماء المتخصصين معك في هذا الرأي)، لم يكن كذلك بمقاييس القرن السابع، وأن المغامرات العلمية التي خاضها الحكيم العبقري الذي ألف القرآن جاءت كلها موفقة وصمدت في وجه الزمان كل هذه السنين !!!
                    [/COLOR]
                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [/CENTER]
                    وكم عدد العلماء الذين رفضوا الإختلاف معي على هذا الرأي ؟
                    يا سيدي الفاضل الخالق ليس له عصر ولا زمن محدد ولو أراد أن يكون قرآنه معجز فعلاً لجعل الإعجاز العلمي بارزاً وليس مجرد إشارات ضعيفة يمكن تفسيرها بأكثر من معنى إن أراد أحدهم ذلك وأحيانا إستخدام المجاز لكي نهرب من التعارض مع الحقائق العلمية ..
                    وقد طلبت الإتيان بأي إعجاز لا يختلف عليه إثنين .. لمناقشته ..

                    المشاركة الأصلية بواسطة توحيد مشاهدة المشاركة
                    [align=justify]
                    لم أطلب منك أن تقارن بين الغرب غير المسلم وبين بلاد المسلمين التي لا تطبق الإسلام، وطرحك لقضية أن الرزق مكفول للجميع طرح مقلوب، ويستطيع أي طالب في الصف الخامس الابتدائي أن يشرك لك الفرق بين التوكل والتواكل، وأن يبين لك أن السعي إلى تحصيل الرزق واجب شرعي يأثم من يتركه.
                    إن أردت أن تكون منصفاً، قارن بين قوة المسلمين في صدر الإسلام وبين ضعفهم عندما تهاونوا وفرطوا فيه،
                    أو قارن بين قوة الحضارة الغربية اليوم، وما ارتبط بالتقدم المادي من تدهور أخلاقي وبالتالي شقاء إنساني، وبين النموذج الإسلامي الذي تحققت فيه المعادلة الصعبة من السمو المادي والروحي في نفس الوقت.
                    أو اذكر لي مثالاً عن أمة أخرى سادت الأرض لأكثر من ألف سنة، ولم تنشر في خلالها الظلم والدمار، بل الحكمة والموعظة الحسنة!!!
                    هذا هو المنهج الذي أتكلم عنه
                    [/CENTER]
                    لم أختلف في أن الكثير من تشريعات القرآن تعمل بصورة جيدة مثل أي تعاليم ديانة أخرى .. ولكن لا تنسى أن قوانين الطبيعة تحل كل شئ .. فمثلاً لو أن أكل الخنزير مضر .. فإن من يأكله سوف يمرض وبالتالي لن يأكله مرة أخرى .. أو يموت ولا يعرف الناس أنه ليس جيداً .. الخمر كثيره فقط هو المضر وإدمانه هو المضر .. وبالتالي فلا معنى لتحريمه قليله ..
                    الربا أيضاً مضر فقط لو كان من يريد الإقتراض حقاً متعسر .. أما إذا كان من يأخذ الفلوس أغنى مثل البنوك الكبيرة .. أو أن موظف في صورة حديثة دخله الشهري مضمون ويريد إقتراض فيما لا يزيد عن حد معين من راتبه .. فما الضرر ؟ وهذه مجرد أمثلة بسيطة....
                    أما عن إستمرارية الحضارة الإسلامية لمدة 1000 سنة فلا تنس أنها إنهارت حتى لو كان السبب أن الناس تركت دينها .. فإن هذا أيضاً يدل على عدم ملائمة الدين للواقع الذي كان يعيشه الناس وإلا فما سبب إبتعاد معظم الناس عن الدين ؟ وهل فعلاً الإبتعاد عن الدين يسبب الضعف ؟ الغرب سبقوا المسلمين بعدها على الرغم من وجود دين أخر لا يوجد فيه هذه التشريعات ؟؟ والحضارة الحديثة قائمة على الديموقراطية وفصل الدين عن الدولة .. ؟؟؟ هل الدين فعلاً سبب الحضارة ؟
                    ألم نتعلم بعد أن سبب الحضارة ليس الدين وإنما تنظيم العمل الجماعي !! ؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 6 أكت, 2020, 03:02 م.

                    تعليق


                    • حوار راقى

                      اشكر الجميع على الحوار الراقى المفيد
                      شكرخاص للمنتدى الذى احبه من كل قلبى
                      وشكر خاص للاستاذ توحيد
                      و اسجد للرحمن شكرا و احمده حمدا كثيرا على نعمة الاسلام
                      جزاكم الله سبحانه و تعالى كل الخير

                      تعليق


                      • لم أختلف في أن الكثير من تشريعات القرآن تعمل بصورة جيدة مثل أي تعاليم ديانة أخرى .. ولكن لا تنسى أن قوانين الطبيعة تحل كل شئ .. فمثلاً لو أن أكل الخنزير مضر .. فإن من يأكله سوف يمرض وبالتالي لن يأكله مرة أخرى .. أو يموت ولا يعرف الناس أنه ليس جيداً ..
                        إقرأ أكثر

                        الإعجاز التشريعي في تحريم الخنزير

                        د. فهمي مصطفى محمود

                        مقـدمـة
                        خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهوعالم بكل ما يصلح له وما لا يصلح له، ما يضره وما ينفعه. وأنزل الحق تبارك وتعالى الشرائع كلها لحفظ مصالح الناس في دنياهم، ولسعادتهم في أخراهم. وهدفت هذه الشرائع السماوية إلى حفظ الضرورات الخمس: الدين والنفس والعرض والمال والعقل.
                        إنّ دين الإسلام هو خاتم هذه الشرائع السماوية وأعظمها. ففاق جميع ما سبقه من شرائع، وبلغ الذروة في كل تشريعاته. وأكد الإسلام على حفظ الضرورات الخمس، وحرص كل الحرص على صحة الإنسان وحمايته من كل ما يضر جسده ويفسد روحه.
                        لقد بينت النصوص القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، ما يحل وما يحرم من الأطعمة والأشربة. وأكّد الحق جل وعلى في كتابه العزيز، حقيقة أزلية خالدة إلى يوم الدين، مؤداها أنّ كل طيب حلال، وأنّ كل حرام خبيث.
                        قال المولى تبارك وتعالى في الطيبات: يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات (1). وقال أيضاً: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً (2). وقال آمراً جميع البشر بأكل الطيب (الحلال) من الأطعمة، ومنفراً إياهم من خلاف ذلك: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنـهّ لكم عدو مبين (3).
                        وقال تعالى محذراً المؤمنين من الخبائث، ومنفراً أصحاب الطبع السليم منها: قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث (4). وقال أيضاً: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه (5).
                        وجمع الله تبارك وتعالى الأمرين معاً (الترغيب في الطيبات والتنفير من المحرمات)، في جزء من آية واحدة، فبين -سبحانه- بذلك جانباً من جوانب إعجاز هذا القرآن التي لا تعدّ ولا تحصى، حين قال: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث (6).
                        بهذه الكلمات الست المعجزات، وضع المشرع سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء, قانوناً ثابتاً وميزاناً دقيقاً، يمكّنهم من أن يزِنوا به كل المستجدات التي طرأت بعد زمن الرسول الكريم  وحتى قيام الساعة, ليعرفوا طيبها من خبيثها, ونافعها من ضارها, فيُقبلوا على الطيبات ويبتعدوا عن الخبائث المحرمات، فأكّد بكل وضوح وجلاء أنّ شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.
                        وسنتناول في هذا البحث بعضاً من الأسباب العديدة التي من أجلها حرم الله تعالى الخنزير، مؤكدين في هذا الصدد أنّ الدراسات المنشورة-على كثرتها-لا تظهر إلاّ نزراً يسيراً من مضار أكل لحم الخنـزبر، والتعايش مع هذا الحيوان الموغل في القذارة. ونحن على يقين تام بأنّ السنوات القادمة ستكشف للناس مزيداً من جوانب الإعجاز التشريعي في تحريم الخنـزير. لكن مهما بلغ التقدم العلمي, فسيبقى علم البشر قاصراً, وإدراكهم محدوداً, والله هو العليم الحكيم.

                        تحريم الخنـزير في القرآن الكريم.

                        أورد القران الكريم تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع:
                        1. قوله سبحانه وتعالى: إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله (7).
                        2. وقوله تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم (8).
                        3. وقوله تعالى:قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أودماً مسفوحاً أولحم خنزير فإنه رجس (9).
                        4. وقوله تعالى: إنمّا حرّم عليكم الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أُهلَّ لغير الله به، فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فإنَّ الله غفور رحيم (10).
                        ولم يورد القرآن الكريم كلمة "خنـزير" بصيغة الإفراد إلاّ في هذه المواضع الأربعة, لكنّه أوردها بصيغة الجمع في موطن آخر لا غير, وهو قوله تعالى معرضاً باليهود الذين تنكروا لدعوة الرسول الكريم: قل هل أُنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت أولئـك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل (11).
                        ولو رجعنا إلى الآيات الأربع لوجدنا أنّ تحريم لحم الخنـزير كان قطعياَ فيها جميعاً، من أول آية نزلت إلى آخر آية. فلم يحرم المشرع سبحانه لحم الخنـزير بالتدريج كما حرّم الخمرة مثلاً, ليدلل بذلك على مدى الضرر الذي يسببه هذا الحيوان لآكليه من البشر.
                        وبالنظر إلى الآيات الأربع مرة أخري، نجد أنّ آية سورة الأنعام هي الوحيدة التي تعلل سبب تحريم لحم الخنـزير، حيث قوله تعالى: أولحم خنزير فإنه رجس (9). فوصف الخنـزير بأنّه "رجس". قال الفيروزآبادي: الرجس القذر (12). وقال البيضاوي في تفسيره: الرجس القذر، وسمي بذلك لتعوده أكل النجس (13).
                        يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله: "التعليل العام الذي ورد في تحريم المحرمات من المآكل والمشارب ونحوهما يرشد إلى حكمة التحريم في الخنـزير، وذلك التعليل العام هو قول الله تعالى: ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فهذا يشمل بعمومه تعليل تحريم لحم الخنزير، ويفيد أنه معدود في نظر الشريعة الإسلامية من جملة الخبائث. والخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته أو في ماله أو في أخلاقه، فكل ما تكون مغبته وعواقبه وخيمة من أحد النواحي الهامة في حياة الإنسان، دَخَل في عموم الخبائث" (14).
                        ويقول سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية 3 من سورة المائدة: "وسواء وصل العلم البشري إلى حكمة هذا التحريم أم لم يصل، فقد قرر العلم الإلهي أن هذه المطاعم ليست طيبة، وهذا وحده يكفي. فالله لا يحرم إلا الخبائث، وإلا ما يؤذي الحياة البشرية في جانب من جوانبها. سواء علم الناس بهذا الأذى أو جهلوه. وهل علم الناس كل ما يؤذي وكل ما يفيد ؟!" (15).
                        ونقل ابن كثير رحمه الله عن بعض أهل العلم قوله: "فكل ما أحل الله تعالى من المآكل طيب نافع في البدن والدين، وكل ما حرمه فهو خبيث ضار في البدن والدين" (16).
                        وينبه الدكتور عبد الحافظ حلمي إلى علة تحريم الخنـزير قائلاً: "وينبغي الالتفات إلى أن لحم الخنـزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في آيات التحريم بأنه حرام لذاته، أي لعلة- أو علل - مستقرة فيه أو وصف لاصق به، أما أنواع اللحوم الأخرى فهي محرمة لعلة عارضة عليها ولكنها تكون حلالا طيبا إذا ذكيت بالطريقة المشروعة" (17).
                        أما ما يحرم من الخنـزير، فلا خلاف بين علماء المسلمين قاطبة في تحريم الخنزير بجميع أجزائه، الشحم واللحم والأحشاء والعظم والجلد والغضاريف وغير ذلك. لكنهم اختلفوا في بعض الجزئيات اليسيرة –كالشعر مثلا _ هل يجوز استخدامه أم يحرم ذلك.
                        قال الفخر الرازي رحمه الله: أجمعت الأمة الإسلامية على أن الخنزير بجميع أجزائه محرم وإنما ذكر الله تعالى اللحم لأن معظم الانتفاع يتعلق به (18).
                        قال القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: "لا خلاف أن جملة الخنزير محرمة إلا الشعر فإنه يجوز الخرازة به. وقد روي أن رجلا سأل رسول اللّه  عن الخرازة بشعر الخنزير، فقال: لا بأس بذلك، ذكره ابن خوير منداد، قال: ولأن الخرازة على عهد رسول اللّه  كانت، وبعده موجودة ظاهرة، لا نعلم أن رسول  أنكرها ولا أحد من الأئمة بعده. وما أجازه الرسول  فهو كابتداء الشرع منه" (19).
                        وقال ابن حزم الظاهري في المحلى: " لا يحل أكل شيء من الخنزير لا لحمه ولا شحمه ولا جلده ولا عصبه ولا غضروفه ولا حشوته ولا مخه ولا عظمه ولا رأسه ولا أطرافه ولا لبنه ولا شعره، الذكر والأنثى، والصغير والكبير سواء. ولا يحل الانتفاع بشعره لا في خرز ولا غيره". ثم يقول " فالخنزير بعينه رجس وهو كله رجس. وبعض الرجس رجس حرام يجب اجتنابه" (20).

                        تحريم الخنـزير في الحديث النبوي الشريف.

                        وردت كلمة خنزبر ومشتقاتها أكثر من مائة مرة في السنة النبوية المطهرة, كلها في مجال الذم والقدح والتنكيل والتحذير. وسوف نقتصر على ذكر حديثين منها, ففيهما ما يكفي للدلالة على موقف الشريعة الإسلامية من هذا الحيوان القميء.
                        عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ  قَالَ: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ" (النَّرْدَشير: الزهر) (21).
                        عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ  يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ. فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ, فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ, وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ, وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ. فَقَالَ: لَا هُوَ حَرَامٌ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  عِنْدَ ذَلِكَ: قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ" (22).
                        فالحديث الأول يذم ذماً شديداً كل من يلعب بالنردشير, لدرجة تشبيهه بمن يصبغ يده في لحم الخنزير ودمه. فإذا كان هذا حال من يصبغ يده بلحم الخنـزير, فكيف يكون حال من يأكل لحم هذا الحيوان ؟! قال ابن كثير: فإذا كان هذا التنفير لمجرد اللمس فكيف التهديد والوعيد من أكله والتغذي به ؟ وفيه دلالة على شمول التحريم على شمول التحريم لجميع أجزائه من لحم و شحم و غيره (23).
                        أما الحديث الثاني, ففيه تصريح بتحريم بيع الخنزير أو الإستفادة من أي جزء منه. فقد دعاء النبي الكريم  على اليهود بسبب تحايلهم على شرع الله, وذلك بمحاولتهم الاستفادة مما حرّم الله عليهم أكله, عن طريق تحويله إلى شكل آخر.

                        صفات الخنـزير وطباعه.

                        الخنزير حيوان عشبي لاحم (omnivore) خبيث الطبع، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة وصفات البهائم العشبية. وهو علاوة على ذلك حيوان نهم كانس، يكنس الحقل والزريبة ويأكل كل شيء. فيأكل القمامات، ويأكل الفضلات بما في ذلك فضلاته البرازية، كما يأكل القاذورات والديدان وكل النجاسات. والخنزير حيوان نهم شره لا يمتنع عن أكل أي شيْ، فيأكل الجرذان والفئران والجيف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه (23-26).
                        يروي الدكتور هانس هايترش قصة طريفة تدلل على نهم الخنزير وشراهتة. جرت هذه الواقعة في أحد المشافي العسكرية، حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى، لإعداد الطعام للمرضى والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهياة للحرق فالتهمتها. وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح والأوساخ طعاماً للخنازير. وهكذا أصبح مرضى ذلك المشفى يغذون بلحم خنازير مفعمة بالسموم والذيفانات (23)!!!
                        تبلغ أنثى الخنـزير الأمريكي والأوروبي بعد خمسة أشهر من ولادتها وتصبح قادرة على الحمل والإنجاب. لكن عمر البلوغ لأنثى الخنـزير الصيني أقل من ذلك، إذ تصبح قادرة على الحمل بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادتها. وتتكرر دورة الشبق لها مرة كل 21 يوماً (25). وتبلغ مدة الحمل 3 أشهر و 3 أسابيع و 3 أيام, أي 114 بوماً (24، 25).
                        وتضع الأنثي بين 3-12 خنوصاً في كل مرة, ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة (24). ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15-30 خنوصاً في العام الواحد. وتحتاج الأنثى 21 بوماً لإرضاع صغارها، و 5 أيام للعودة إلى دورة الشبق (27).

                        والخنزير حيوان سريع النمو، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ، لكن ّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة, ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ. ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير (26، 28).

                        الأمراض التي ينقلها الخنـزير للإنسان.
                        يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنـزبر 450 مرضاً (23), منها 57 مرضاً طفيلياً تنتقل منه إلى الإنسان (23، 29)، بعضها خطير بل وقاتل. ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض، لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض. هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه كتليف الكبد، وتصلب الشرايين، وضعف الذاكرة، والعقم (29)، والتهاب المفاصل، والسرطانات المختلفة, و....وغيرها مما سياتي الحديث عنه في هذا البحث. ونحن علىيقين بأنّ عدد الأمراض سيزداد مع مرور الأيام، وأنّ السنوات القادمة ستكشف أمراضاً جديدة تنتقل من الخنـزير إلى بني البشر.
                        أولاً: البريونات (Prions).
                        1- مرض جنون البقر. يسبب هذا المرض الفتاك أجسام بروتينية صغيرة تسمىالبريونات. هذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات وللبشر أيضاً. ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة- كالدماغ مثلاً- وتحويلها إلى بريونات, مسببة تلف الدماغ, فالجنون ثم الموت. لقد أثارت هذه الأجسام موجة شديدة من الذعر للبشر، عندما أعلن الأطباء عن أول إصابة بين البشر بمرض جنون البقر الذي تسببه البريونات. لقد أكدت التقارير العلمية أنّ الخنازير تصاب بهذا المرض، مما يجعل امكانية انتقاله إلى آكلي لحوم الخنـزير عرضة للإصابة بالمرض (30-33).
                        ومما يبعث الهلع في النفوس، أنّ البريونات لا يمكن القضاء عليها بالطبخ ولا بطرق التعقيم الطبية الحديثة, وفترة كمونها في الجسم قد تمتد لسنوات طويلة (تتراوح بين 5-20 سنة)، ولا يوجد علاج لما تسببه من أعراض مرضية في الوقت الراهن، والوسيلة الوحيدة لمنع انتقالها هي القضاء على الحيوانات المصابة (33-35). يذكر أنّ مرض جنون البقر لم يكن معروفاً قبل عام 1982م، وأنّه تسبب في موت عشرات الأشخاص في بريطانيا خلال العام 2000 م (35).
                        لقد كشف مرض جنون البقر حقائق مريعة للمدى الذي يمكن أن يصل إليه البشر من أجل زيادة الدخل المادي، دون اعتبار للقيم والأخلاقيات الإنسانية، ودون اكتراث بالنتائج المترتبة على هذه التصرفات اللامسؤولة. لقد تبيّن أنّ مربي الحيوانات اللاّحمة يسمنوها على بقايا الحيوانات اللاّحمة، فيطعمون الأبقار والأغنام والدجاج والخنازير، لحوم الماشية والخنازير ومخلفات المسالخ (35-38) ؟!!!
                        ثانياً: الفيروسات (Viruses).
                        يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة، مثل:
                        2- فيروس الأنفلونـزا. لقد تمّ عزل فبروس الإنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان والخيل والخنازير والطيور الداجنة والبرية، وحتى من بعض الثديات البحرية (39-42). وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا، الوباء الذى حدث عام 1918م، وأطلق عليه آنذاك اسم "الإنفلونزا الإسبانية". فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة, مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث، وناشراً الذعر والهلع غي كل مكان.
                        يذكر أنّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلا في الحدة والانتشار، أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918-1919م، وأنّه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد، أغلبهم من الشباب، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى (42، 43). ويؤكد بعض الباحثين، بأنّ الفيروس المسبب لهذا الوباء المهلك تحوّر عن فيروس إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة (44، 45)، ومن ثمّ انتقل بواسطة الجنود الأمريكيين إلى شتى بقاع الأرض (45). ومنذ ذلك الحين، تعرض العالم لموجتين من الإنفلونزا، كانت الأولى عام 1957 ذهب ضحيتها 70 ألفاً، والثانية عام 1968 ذهب ضحيتها فرابة 47 ألفاً (42، 43).
                        3- فيروس نيبا (Nipah virus). لم يعرف العالم هذا الفيروس المميت قبل أكتوبر/ تشرين أول من عام 1998م. فقد عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس "نيبا" الغامض، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي. ويعتفد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير، ومنها إلى الإنسان (45-50)، حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير (42)، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير (51).
                        4- فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/SARS coronavirus). لا أعتقد أننا بحاجة لتوضيح خطورة هذا المرض الفيروسي القاتل، فالهلع الذي تسبّبه كلمة "سارس" في كافة دول العالم، يغنينا عن ذلك. لكن ما يعنينا في هذا المقام هي الحقائق المتعلقة بظهور هذا المرض الخطير. فقد ذكرت التقارير أنّ المرض ظهر أولا في الصين، وأنّ 30% ممن اصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة، وأنّه تمّ عزل الفيروس من الأفاعي والخنازير البرية والقردة والخفافيش (52-54). وإذا أضفنا إلى ذلك أنّ الصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض, إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم (52)، ظهر لنا بوضوح علاقة الخنزير بمرض سارس.
                        5- فيروس الحمى القلاعية (Foot & Mouth Disease). فيما يبدو ليس من سبيل إلى وضع حد لوباء الحمى القلاعيّة التي أهلكت الثروة الحيوانية البريطانية في بداية عام 2001م. فبعد أيام قليلة على تشخيص الأطباء البيطريين 27 إصابة بين خنازير إحد المسالخ الريفيّة، فرضت الحكومة حظراً على كافة عمليات نقل الحيوانات. لكن هذا الإجراء لم يحل دون انتشار المرض خارج بريطانيا، فسرعان ما انتشر الوباء في القارة الأوروبية. ولم يجد البريطانيون مناصاً من القيام بحملة واسعة النطاق للقضاء على الخنازير المصابة، ذهب ضحيتها 3.75 مليون من حيوانات المزرعة وألحق أضرارا بالغة بسبل معيشة آلاف المزارعين وبالاقتصاد الريفي وبقطاع السياحة (55). يذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برمتها، في أقلّ من شهرين وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة، وأسف عن ذبح 3.8 مليون خنزير (55). ومن المعروف علمياً أنّ المرض ينتقل من الخنازي إلى الإنسان (56، 57).
                        6- فيروس مرض الكلب (Rabies virus). هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان. والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان والجيف. لذا فهو عرضة لهذا المرض، والناس الذين يربون الخنازير أو يأكلون لحومها ومنتجاتها أيضاً معرضون للإصابة بداء الكلب (17، 23).
                        7- فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis). ينتشر هذا الفيروس بين مربي الخنازير في مناطق شرق آسيا، وهو يصيب الطيور، وينتقل منها بواسطة البعوض إلى الخنازير، التي بدورها تنقله إلى الإنسان. ويسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، الذي يكون مميتاً في بعض الأحيان (56).
                        8- فيروس حمى نهر روس (Ross River fever Virus). يسبب هذا الفيروس آلاماً وحمى وانتفاخاً في المفاصل وخمولاً. وقد تستمر هذه الأعراض عدة أسابيع. ففي عام 1996م، أصيب بهذا المرض أكثر من 1000 أستراليفي مقاطعة نيوساوث ويلز (58). يعيش هذا الفيروس في الخنازير وغيرها، ويقوم البعوض بنقله إلى الإنسان (56).
                        9- فيروس الخنـزير التقرحي (Swine Vesicular Virus). سُجِّل أول ظهور لهذا الفيروس عام 1966م في إيطاليا، ليظهر بشكل وبائي في بريطانيا عام 1972، حيث أصاب خلال السنوات العشر التالية أكثر من 322 ألف خنزير في بريطانيا وحدها (59). ينتقل هذا الفيروس من الخنازير إلى البشر عن طريق المخالطة، حيث يسبب حمى وآلاماً في المفاصل والعضلات (56، 59-62). يذكر أنّ الخنـزير هو العائل الطبيعي الوحيد لهذا الفيروس (62).
                        10- فيروس تقرُّح الفم (Vesicular Stomatitis Virus). تشبه أعراض هذا المرض أعراض مرض الحمى القلاعية، حيث يسبب تقرحات الفم واللسان والأرجل والأظلاف، كما يسبب ارتفاعاً في حرارة الجسم (56، 64).
                        11- فيروس التهاب الدماغ والقلب (Encephalomyocarditis). تعتبر الجرذان مستوع هذا الفيروس الخطير، كما تعتبر الخنازير أكثر حيوانات الحظيرة إصابة بالمرض. وعادة ما تنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير. يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ والقلب، مما قد يودي بحياة المرضى (56، 65).
                        12- فيروس الجدري (Small pox virus). يصيب الخنازبر ويمكن أن يعدي البشر (66).
                        13- فيروس الحمى الصفراء (Yellow fever virus). يمكن أن ينتقل إلى البشر من الخنازبر (17، 23).
                        ثالثاً: البكتيريا (Bacteria).
                        يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا، حيث تنتقل منها إلى الإنسان، مسببة له أمراضاً خطيرة، بل وقاتلة. وسنستعرض باختصار أهم الأنواع الممرضة وعلاقة الخنزير بنقلها إلى الإنسان.
                        14- بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis). تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا، وهي تصيب الماشية والخنازير، حيث تنتقل منها إلى الإنسان. لكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis)، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا، التهاب عضلة القلب، التهاب المفاصل، تورم الطحال، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة (26، 56، 67).
                        15- بكتيريا السالمونيلا (Salmonellosis). تسبب هذه البكتيريا للإنسان عدة أمراض، مثل التيفوئيد وبارا التيفوئيد والتسمم الغذائي (56). ظهرت في بريطانيا عام 1990م فصيلة جديدة من بكتيريا السالمونيلا عرفت بـ (Salmonella serotype DT 104)، سرعان ما أصبحت مصدر قلق للأوساط الطبية هناك. فهي مقاومة لكثير من المضادات الحيوية, علاوة على شدة فتكها بالمصابين بها. والملفت للنظر أنّ جُلّ مرضى السالمونيلا البريطانيين، كانوا من أصحاب الحظائر، أو المتعاملين بلحوم الأبقار والخنازير والدواجن، أو المستهلكين لها (68). وهنا أيضاً يبدو الارتباط واضحاً بين تربية الخنازير أو أكل لحومها ومنتجاتها, والإصابة بالسالمونيلا.
                        16- بكتيريا البريميات (Leptospira interrogans). يسبب هذا النوع من البكتيريا مرضاً يعرف بـ داء البريميات (Leptospirosis) . وتتراوح أعراض هذا الداء في الإنسان، بين خفيفة (كارتفاع طفيف في حرارة الجسم)، وخطيرة (نحو الفشل الكلوي) (69). أما في الخنازير، فتحدث البكتيريا اضطراب الجهاز التناسلي فيها. ويمكن للخنازير نقل هذا المرض إلى الإنسان (69، 70).
                        17- بكتيريا لستيريا (Listeria monocytogenes). تسبب هذه البكتيريا مرض الالتهاب السحائي الدماغي, وموت الأجنة، وتسمم الدم (23، 71). ولم تكن بكتيريا لستيريا معروفة قبل عام 1968، حين وقعت حالات غامضة من الوفيات في الدانمراك وهولندا. وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان, إذ تسبب له التهاب السحايا، كما تفرز سموماً في دم المصاب، كما تيلغ نسبة الوفاة بالمرض 40% من الحالات الشديدة. والذين أصيبوا بهذا المرض ونجوا من الموت بعد علاج شاق، عانوا الصمم الدائم وفقدان التوازن (23، 71). يذكر أنّ دراسة أجراها مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة، أظهرت أنّه في المتوسط، يصاب 1600 مواطناً بالمرض كل عام، يتوفى منهم 415 مريضاً (72). وفي ولاية البنغال الهندية، أدى وباء اللستيريا إلى وفاة آلاف الهنود عام 1984 (56). يشار إلى إنّ الإصابة الوبائية بهذا المرض مرتبطة بالوجبات السريعة، كما يعتبر الخنـزير أكثر الحيوانات نقلاً لبكتيريا لستيريا إلى الإنسان (26، 56 ، 71).
                        18- بكتيريا الجمرة الخبيثة (Bacillus anthracis). تنتقل بكتيريا الجمرة الخنزيرية الخبيثة من الخنزير إلى اللحامين والدباغين وسواهم وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع ارتفاع الحرارة والقشعريرة، والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية (23،26 ، 56، 71-73).
                        19- بكتيريا القولون (Escherichia coli O157:H7 ). كانت بداية ظهور هذه الفصيلة من بكتيريا القولون في الولايات المتحدة عام 1982م، على أثر موجتين وبائيتين، ارتبطتا بساندويشات الهامبورغر. بعد ذلك التاريخ، غدا هذا النوع من البكتيريا أحد أبرز مسببات الإسهالات المصحوبة بالدم في الولايات المتحدة، إذ تُسجَّل 20 ألف إصابة سنوياً، ينجم عنها 250 وفاة. أما في الأطفال، فتسبب البكتيريا مرض البول الدامي الذي يُعتبَر أحد مسببات الفشل الكلوي الحاد في أمريكا (74-76).
                        20- بكتيريا يرسينيا (Yersinia enterocolitis ). يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا يرسينيا هما: (Yersinia enterocolitis ) التي تسبب في الأطفال الإسهالات المصحوبة بالدم والمخاط. أما النوع الثاني فهو ( Yersinia poeudotuberculosis) الذي يسبب أحياناً تسمم الدم والتهاب المفاصل، كما يسبب أيضاً ألماً معوياً يشبه إلى حد كبير إلتهاب الزائدة الدودية، الأمر الذي قد يلتبس على الأطباء فيخطئون التشخيص. ويعتبر الخنـزير أكثر الحيوانات نقلا لنوعي يرسينيا للإنسان، حيث يصاب المتعاملون بلحوم الخنازير وآكلوها بنوعي بكتيريا يرسينيا (56، 77، 78).
                        21- بكتيريا كلوستريديوم (Clostridial species). يصيب الإنسان نوعان من بكتيريا كلوستريديوم هما: (Clostridium botulinum and Clostridium perferingens) اللذان يسببان التسمم الغذائي. وقد وُجد ما بين 30-80% من الخنـازير المذبوحة تحوي (Clostridium perferingens)، وأنّ هذا النوع لا يتأثر بالطبخ العادي (56).
                        22- بكتيريا التقرُّحات الجلدية (Fusiformis necrophorum). يصيب هذا النوع من البكتيريا الحنازير والماشية، حيث ينتقل منها إلى الإنسان. تسبب هذه البكتيريا تقرحات وخُرّاجات في الجلد والفم والكبد والفناة الهضمية والشرج والأعضاء التناسلية، كما تسبب تسمم الدم، وأمراضاً عديدة أخرى، وهي مفاومة لكثير من المضادات الحيوية (56، 79-85).
                        23- بكتيريا الحـُمْرة الجلدية (Erysipelothrix rhusiopathiae). يصيب هذا النوع من البكتيريا الحنازير والخيل والديك الرومي، وينتقل منها إلى الإنسان، فيسبب له تهيجاً في الجلد، ويخلِّف وراءه بقعاً حمراء مخيفة المنظر (56، 86، 87).
                        23- بكتيريا السل الرئوي (Mycobacterium tuberculosis). يسبب السل الرئوي ثلاثة أنواع من بكتيريا (Mycobacterium) نعتبر من الجراثيم الخطيرة جداً، إذ تتسبب في موت ما يربو على 3 ملايين نسمة سنوياً، أغلبهم من الدول الفقيرة. تغزو البكتيريا الجهاز التنفسي، وتقوم بتدمير الحويصلات الهوائية، مسببة موت الكائن. ينتقل مرض السل الرئوى عن طريق مخالطة المرضى أو الكائنات المصابة، والتي تضم بينها الخنـازير والأبقار والطيور. ويصاب الخنـزير بأنواع البكتيريا الثلاثة. ونظراً لخظورتها، فقد قامت عدة مختبرات عالمية بتحلبل المادة الوراثية لها لمعرفة الوسائل المثلى لمكافحتها (56، 88-90).
                        24- بكتيريا الإنسمام الدموي (Melioidosis). يسبب هذا المرض الخطير نوع من البكتيريا تسمى (Pseudomonas pseudomallei). وينتشر هذا المرض في جنوب شرق آسيا وشمال أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى من العالم. ويبدأ المرض حين تتمكن البكتيريا من دخول الجسم عن طريق الجلد المتهتك، لتحدث تسمم الدم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أحياناً 48 ساعة. وتستطيع البكتيريا الانتقال عبر الدم لتصل إلى القلب والدماغ والرئتين والكبد والكلى والعيون، فيسبب تقرحات خطيرة. وننوه هنا إلى أنّ نسبة الوفاة بالمرض قد تصل إلى 65%, وبأنّ نصف هؤلاء يموتون في غضون 48 ساعة من الإصابة. بقي أن نذكر أنّ المرض يصيب الخنازير ووينتقل منها إلى الإنسان (56، 91-93).
                        25- بكتيريا الإنسمام الدموي (Melioidosis). يسبب هذا المرض الخطير نوع من البكتيريا تسمى (Pseudomonas pseudomallei). وينتشر هذا المرض في جنوب شرق آسيا وشمال أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى من العالم. ويبدأ المرض حين تتمكن البكتيريا من دخول الجسم عن طريق الجلد المتهتك، لتحدث تسمم الدم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أحياناً 48 ساعة. وتستطيع البكتيريا الانتقال عبر الدم لتصل إلى القلب والدماغ والرئتين والكبد والكلى والعيون، فيسبب تقرحات خطيرة. وننوه هنا إلى أنّ نسبة الوفاة بالمرض قد تصل إلى 65%, وبأنّ نصف هؤلاء يموتون في غضون 48 ساعة من الإصابة. بقي أن نذكر أنّ المرض يصيب الخنازير وينتقل منها إلى الإنسان (56، 91-93).
                        26- بكتيريا (Pasteurollosis). تسبب البكتيريا تسمم الدم والإلتهاب الرئوي والتهاب المفاصل والكلى، وتصيب الخنازير والكلاب والقطط والجرذان والماشية والطيور. تنتقل البكتيريا من هذه الكائنات إلى الإنسان بطريق المخالطة (56).
                        27- بكتيريا والإلتهاب الرئوي (Mycoplasmosis). تسبب بكتيريا (Mycoplasma suis) هذا المرض. وتصاب الخنازير بذات الرئة، الذي يمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان بطريق المخالطة (56).
                        رابعاً: الأوليات/ وحيدة الخلية (Protozoa).
                        ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ومميتة. وسنستعرض في الصفحات التالية أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان.
                        29- الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery). الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يعرف بـ (Balantidium coli). وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقردة وبخاصة الشمبانزي. ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان. ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير وينتقل إلى طعام الإنسان بطرق عديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيحدث إسهالا مصحوبا بالمخاط والدم، قد يؤدي للوفاة. وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مربي الخنازير أو المتعاملي معها (ذبحها ونقلها وتجارتها)، فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيلي المعدية (17، 23، 94).
                        30- داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness). الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense). تنقل هذا الطفيلي ذبابة التسي-تسي بطريق الحقن، وذلك عندما تلدغ الإنسان. يسبب الطفيلي اضطراباً دماغياً، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم. وفي حال اهمال معالجة المريض، فإنّه يدخل في غيبوبة ويموت (17، 23، 94-96). بقي أن نؤكد على الدور التي تلعبه الخنازير في نقل هذا المرض للإنسان.
                        31- مرض شاغاس (Chagas’ Sickness). هذا المرض أشد خطورة من النوع الأفريقي، والطفيلي المسبب له (Trypanosoma cruzi) أشد فتكاً. ينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لإعراض داء النوم الإفريقي، لكنه أكثر شراسة منه (17، 23، 94، 95). وتلعب الخنازير دوراً مهما في نقل هذا المرض للإنسان.
                        32- داء المقوسات (Toxoplasmosis). يسبب هذا المرض طفيلي يسمى (Toxoplasma Gonadi). ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بطريقين: إما عبر مشيمة الأم المصابة إلى الجنين، أو يُكتَسَبُ من أحد حيوانات المستودع مثل القطط، الكلاب والطيور، والمواشي، والخنازير. ومن آثاره إسقاط الجنين في المرأة الحامل، أو ولادة جنين تام النضج لكنه يعاني من استسقاء الرأس، والتهاب شبكية ومشيمة العين، وتكلسات دماغية. يبلغ معدل الوفيات حوالي 10%، أمّا الناجون فقد تظهر عليهم يعض الأعراض كاستسقاء الرأس والتخلف العقلي واضطراب الرؤيا (17، 23، 94، 95).
                        32- داء المقوسات (Toxoplasmosis). يسبب هذا المرض طفيلي يسمى (Toxoplasma Gonadi). ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بطريقين: إما عبر مشيمة الأم المصابة إلى الجنين، أو يُكتَسَبُ من أحد حيوانات المستودع مثل القطط، الكلاب والطيور، والمواشي، والخنازير. ومن آثاره إسقاط الجنين في المرأة الحامل، أو ولادة جنين تام النضج لكنه يعاني من استسقاء الرأس، والتهاب شبكية ومشيمة العين، وتكلسات دماغية. يبلغ معدل الوفيات حوالي 10%، أمّا الناجون فقد تظهر عليهم يعض الأعراض كاستسقاء الرأس والتخلف العقلي واضطراب الرؤيا (17، 23، 94، 95).
                        33- طفيل (Iodamoeba bütschlii). لا يسبب هذا الطفيلي أي مرض مزعج، لكنه يتشابه مع طفيل (Entamoeba histolytica) الذي يسبب الزحار الأميبي الخطير. ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير والقردة التي هي مستودعات له (96، 97).
                        34- طفيل (Entamoeba polecki). ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة مستودعاته من الخنازير والقردة، ولبس هناك دلائل تشير بوضوح إلى ارتباط هذا الطفيلي بمرض في الإنسان (96، 97).
                        35- طفيل (Endolimax nana). لا يعرف مرض يسببه هذا الطفيلي للإنسان. ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير (17، 96، 97).
                        خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda).
                        ينقل الخنـزير للإنسان عددا من الديدان المفلطحة، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة. وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
                        36- البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum). تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة, ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً. تعيش هذه الدودة في الأوعية الدموية المعوية، حيث تضع بيوضاً تخترق هذه الأوعية الدموية، لتخرج إلى البيئة الخارجية. تعيش هذه الديدان في جسم الإنسان مدة تصل إلى 30 سنة، وتحدث دماراً شديداً يؤدي أحيانا إلى الموت. يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، ومنه تنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم (17، 23، 98).
                        37- الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski). وهي من الديدان المعوية-الكبدية، والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى. وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزوف وتقرحات في جذر المعي الدقيق، وتتسيي في حدوث إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة. (17، 23).
                        38- الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis). تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي لها. تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة. وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب، أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة (17، 23).
                        39- دودة (Paragonimus westermani). يصيب هذا الطفيلي القطط والكلاب والخنازير وغيرها، وينتقل منها إلى الإنسان. وتعتبر هذه الدودة من أهم الديدان التي تصيب الرئة وتحدث فيها أضراراً تكون أحيانا جسيمة، كما تسبب الإلتهاب الرئوي ومرض السل (17، 23، 99).
                        40- دودة (Castrodiscoider hominis). وهي من طفيليات الأمعاء التي تصيب الخنازير وغيرها، وتنتقل منها إلى الإنسان (17).
                        سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda).
                        ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشريطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة. وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
                        41- الدودو الشريطية المسلحة/تينيا سوليوم (Taenia solium). والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة. يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان، ويبلغ طولها من 2-3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أوأسلات صغيرة تنموكلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة (17، 23، 97، 100-105).
                        وتنفصل الأسلات الناضجة الممتلئة بآلاف البيوض، لتخرج مع براز المصاب، حيث تعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً إلى أن يأتي خنزير فيلتهمها وما فيها من بيوض. وتعمل عصارات أمعاء الخنـزير الهاضمة على حل هذه البيوض لتنطلق منها الأجنة، فخترق جدار الأمعاء، لتسبح مع الدورة الدموية إلى كل أنحاء الجسم. وتستقر الأجنة في عضلات الخنزير مكونة حويصلات بطول 6-18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة جديدة. فإذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضجه تماماً لقتل ما فيه من اليرقات، فإتها تنطلق من الحويصلات في أمعائه لتخترق جدارها، وتدخل إلى دورته الدموية، لتستقر بعد ذلك في العضلات أوالرئتين أوالكبد أوالقلب أوالعيون أوالدماغ. أنّ نمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية. كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، قد تؤدي إلى الموت. ولا يعرف لهذا المرض علاج ناجع حتى يومنا هذا (17، 23، 97، 100-105).
                        صحيح أنّ البقر يصاب بدودة مشابهة هي الدودة الشريطية العزلاء، وأن الإنسان يصاب بالطور البالغ من تلك الدودة، لكن الأمر الجوهري أن الإنسان لا يصاب مطلقاً بالحويصلات البقرية. ويعتبر الخنزير المصدر الوحيد لعدوى البشر. (17، 23، 94، 97، 100-103).
                        42- الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum). يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة، التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية. وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار، وتستطيع أن تضع عددا هائلا من البيوض، يصل إلى مليون بويضة كل يوم (17، 23، 94، 99، 104) !!!
                        43- الدودة شوكية الرأس (Macracanthorynchus hirudinaceus). هذا النوع من الديدان شائع في الخنزير، ولكنه أيضا يصيب الإنسان، فقد اكتشف بين فلاحي وادي الفولجا في جنوبي روسيا (17).
                        سابعاً: الديدان الخيطية أوالاسطوانية (Nematoda).
                        الديدان الخيطية أو الاسطوانية التي ينقلها الخنـزير للإنسان متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة، لكنها جميعاً لا تخلو من إشكالات صحية تسببها للعائل. أما أهم هذه الديدان التي يرتبط نقلها إلى الإنسان بأكل لحوم الخنازير أو التعايش معها فهي على النحو التالي:
                        44- الدودة الشعرية الحلزونية/ ترايكنيلاّ (Trichinella spiralis). تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير، وهي ديدان قصيرة يتراوح طولها بين 2-4 ملم. تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية لتضع اليرقات هناك ، فهي لا تضع بيضاً. تخترق اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضلات العائل, حيث تنمو إلى 1 ملم، ثم تلتف على نفسها وتتحوصل. تظل اليرقات المكيسة داخل العضلات حية لمدة تصل إلى 25 سنة في الإنسان، و 11 سنة في الخنزير. وعندما يأكل إنسان لحم الخنزير المصاب، فإنّ الحويصلات تنحل في أمعائه، لتنطلق منها أجنة سرعان ما تتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة. (17، 23، 94، 97، 105).
                        والدودة الشعرية البالغة ليست مصدر الخطر الحقيقي على صحة الإنسان، بل اليرقات هي الخطر الداهم. فبعد التزاوج تموت الذكور، وتبقى الإناث الملقحة في جدران الأمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد. ولا تلبث هذه اليرقانات وقتا طويلا قبل أن تخترق جدر الأمعاء، لتسير مع الدم إلى جميع أجزاء بدن الإنسان، حيث تستقر في عضلات الحجاب الحاجز والحنجرة واللسان والعين والقلب، محدثة الجنون أو الشلل أو العمى أوالإختناق أو الذبحة القلبية (17، 23، 94، 97، 105-108).
                        إنّ تناول لحوم تحتوي علي 10 يرقات متحوصلة في كل غرام من اللحم، لا يسبب أعراضاً مرضية. لكنّ الأعراض تبدأ بالظهور إذا احتوى اللحم 100 يرقة متكيسة. وتصبح الأعراض شديدة وغالباً ما تؤدي إلى الوفاة إذا بلغ عدد اليرقات المتحوصلة 1000 يرقه/غرام (106).
                        45- ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum). تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير، حيث تضع بيوضها، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية. وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما (بطريق مخالطة الخنازير)، فإنها تفقس وتخرج منها يرقات تخترق جدار الأمعاء، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين، فتثقب الأوعية الدموية وتموت داخل الرئتين، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة (17، 109).
                        46- ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides). تعتبر هذه الدودة أكبر الديدان الخيطية التي تصيب الإنسان, إذ يصل طول الأنثى فيها إلى40سم، ومن هنا جاءت تسميتها "ثعبان البطن". وهى أكثر الطفيليات التي تصيب الإنسان قاطبة، إذ تقدر المنظمات الصحية الدولية عدد المصابين بها بما يزيد عن المليار وربع المليار نسمة. وتعيش الأنثى ملتصقة بواسطة الشفاة الثلاث بجدار الأمعاء. وتضع الأنثي الواحدة 200 ألف بويضة كل يوم. تحدث الإصابة نتيجة لإبتلاع بويضات الإسكارس الناضجة مع الخضار النيئة المزروعة فى التربة المخصبة بفضلات الحيوان، أو الأيدي الملوثة بفضلات الحيوانات المصابة.
                        وبعد فقس البيوض، تبدأ اليرقات رحلة في جسم الإنسان لا يكاد يسلم منها عضو. وتتشابه أعراضها مع أعراض ثعبان البطن الخنزيري، إلاّ أنّ اليرقات التي تثقب الرئتين لا تموت داخلهما، بل تتابع رحلتها حتي تعود مرة أخرى إلى الأمعاء، وتصبح دودة كاملة. ومن جهة أخرى، فبمكن للديدان البالغة أن تتواجد بكثرة في الأمعاء فتؤدي إلى انسدادها وموت المريض، أو أن تسبب إلتهاب الزائدة الدودية، ونادراً ما تثقب الأمعاء فتسبب النزيف (17، 109، 110).
                        ثامناً: المفصليات (Arthropoda).
                        المفصليات التي تصيب الإنسان والخنـزير متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة. وتشمل هذه المفصليات البعوض، البرغوث الشائع في الإنسان، أنواع من القمل، ذبابة تسي تسي الناقلة لطفيليات مرض النوم، أنواع من ذباب الجلد، وأنواع من الحلم. جميع هذه الطفيليات تتغذى على دم الإنسان والخنـزير. ولا تكمن خطورة هذه المفصليات في التطفل على دم الإنسان والتغذية به، ولكن فيما تنقل إليه من أمراض فيروسية وأولية قاتلة ويرقات ديدان، كفيروس "نيبا"، وفيروس التهاب الدماغ الياباني، ومرض الملاريا، ومرض النوم الأفريقي، ومرض شاغاس، وغيرها من الطفيليات الضارة. ونحن نعتقد أنّ أعداد الطفبلبات المنقولة من الخنـزير إلى الإنسان بواسطة المفصليات، سيزداد كماً ونوعاً مع مرور الوقت، وستغدو الخنازير مصدر خطر متنامٍ على حياة الإنسان.
                        تاسعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية.
                        يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا تتناسب ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً وعللاً متنوعة، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير.
                        تستخدم في الغرب جميع أجزاء الخنزير ولا تبقى منه أي فضلات. فمن الدم يصنع السجق الأسود وبعض أنواع البوذنج، وتستخدم الأمعاء كغلاف للسجق. ويحوَّل الدهن الزأئد إلى شحم يستخدم في الطبخ، أو في صناعة الزيوت المزلقة، وزيوت التشحيم، وزيوت السفن، وصناعة الصابون وأدوات التجميل والمعاجين، والمضادات الحيوية، وأنواع الطعام والجيلي، ومعاجين الأسنان. ويستخدم الشعر في المفروشات، وتحوَّل العظام ونفايات الجلد إلى سماد، ويدبغ جلد الخنزير لصناعة الأحذية وغيرها، وتستخدم غدد الخنزير لاستخراج الهرمونات (111).
                        ويعرف دهن الخنزير باسم لارد ويستخدم للطبخ، وصناعة الحلويات والشوكلاته، والجاتوه والآيس كريم. والأطعمة التي يدخل فيها الخنزير وشحمه واسعة جداً، بدءا من الهامبورجر والسجق، إلى الأسماء غير الواضحة كالشوربة والسلطة والمايونيز والمشروبات والدجاج (111).
                        يستهلك الغربيون كميات هائلة من لحم ومنتجاته، فكل عام يستهلك الأمريكيون وحدهم قرابة 100 مليون خنـزير (28) يبلغ مجمل وزنها 10 مليارات كيلوجراماً. فكان لا بدّ من أن تظهر فيهم أمراض عديدة. وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض.
                        1- السرطانات. يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins). وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة وسرعة بلوغه العجيبة. فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر!!!؟ وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها !!!؟ لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير. فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المرارة، وسرطان الكبد (23، 111، 112). لذا فإنني أنبِّه في هذا المقام إلى عدم عتبار نسب الأمراض السرطانية في الدول الغربية، كمؤشر لنا في الدول الإسلامية التي تحرِّم شريعتها أي تعامل مع هذا الحيوان المليء بالمرض، فليس هناك وجه للمقارنة.
                        2- السمنة وأمراض الشرايين والقلب. يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة، خلافا للحوم البقر والغنم والدجاج، والتي يكون فيها الدهن على شكل نسيج دهني شبه مفصول عن النسيج العضلي. وبالإضافة إلى ذلك فإن دهون الخنزير ترتبط بالمواد المخاطية النشوية، مما يجعل إزالتها من الجسم أمراً عسيراً (23، 94، 111). ذلك لأن الدهون الغليسيريدية الثلاثية للحيوانات آكلة العشب، تحتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، وإنزيمات الإنسان الدهنية قادرة على هضمها بسهولة. أما الدهون الغليسيريدية الثلاثية في الخنزير وفي آكلة اللحوم، فتحتوي على حمض دهني مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، فلا تقدر إنزيمات الإنسان الدهنية على هضمها، وبذلك تترسب في جسم آكليها من البشر، محدثة أضراراً بليغة (113). ويسبب دهن الخنزير مجموعة من الأمراض نحو تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، جلطات القلب، ضغط الدم، سكري البول، وحصوات المرارة، وما يتبع ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة (23).
                        3- التهاب المفاصل. يحتوي لحم الخنزير على كميات كبيرة من حامض البوليك، ذلك لأنّ جسمه لا يتخلص إلا من قدر يسير من حامض البوليك، لا يتعدى 3%، بينما يتخلـص الإنسان من 90% من نفس الحامض. ونظرا لهذه النسبة العالية من حامض البوليك، فإن آكلي لحم الخنزير يشكون عادة من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل في الكلى (94، 111).
                        4- الأمراض التحسسية. يحتوي لحم الخنزير على كميات عالية من مركبات الهستامين والإميدازول (histamine and imidazole)، تحدث عند آكليها أمراضاً تحسسية جلدية، مثل الأكزيما والشرى والتهاب الجلد العصبي والحكة وغيرها. وإذا امتنع آكلوا لحم الخنزير عن أكله بشكل مطلق، فإن هذه الأمراض التحسسية تتلاشى (23، 114، 115).
                        5- أمراض أوتار العضلات والغضاريف. يحتوي لحم الخنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت، التي تترسب في أوتار العضلات والنسيج الغضروفي، مسببة رخاوة تلك الأنسجة ومحدثة تغيرات باثولجية في المفاصل والعمود الفقري (111). فالكبريت الموجود بكثرة في لحم الخنزير، يترسب في أوتار وأربطة العضلات وفي الغضاريف، فيحدث تغيراً في طبيعتها الشديدة الجامدة (المناسبة لوظيفتها)، لتصبح رخوة ومماثلة لمواد الخنزير المخاطية النشوية. ومن نتاج هذا التبديل أو الإحلال النسيجي، تآكل غضاريف الإنسان، وما يصحب ذلك من آلام مبرحة (115).

                        عاشراً: أمراض اجتماعية وخلقية.
                        يقول الإمام الدميري رحمه الله: إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق، تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة (23). ويقول ابن خلدون رحمه الله: أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة (عدم الغيرة على العرض). يقول الفخر الرازي رحمه الله: قال أهل العلم الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء ، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية (23).
                        هذه بخض أقوال علمائنا، تصف العلاقة الوثيقة بين أكل لحم الخنزير والانحلال الخلقي في المجتمعات. فمن الأمور المؤكدة، أن الإنسان يتأثر بما يأكل, وقد وجد علماء التغذية أنّ جسم الإنسان وطباعه هما نتاج ما يأكل، فقالوا: "Yor are what you eat" (113). والناظر إلى مستوى الانحلال الخلقي في المجتمعات الغربية آكلة الخنـزير، لا يحتاج إلى دليل ليدعم به هذه الحقيقة، فسلوكياتهم المشينة هي أكبر برهان على صحة ذلك.

                        خــا تمــة.

                        وبعد، فما بين أيدينا معجزة تشريعية جلية، من معجزات كتاب الله المستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فلم يحرم الإسلام شيئاً من المأكولات والمشروبات إلا لضرر ينجم عنها، أوخبث محقق فيها، وهذا ما أكده القرآن الكريم. فما حرم الشارع الحكيم إلا خبائث لا يليق بالعاقل أن يتناولها، وها هي الأبحاث الطبية الحديثة تؤكد على الضرر البالغ لكل من يأكل لحم الخنـزبر. وإنه لمن عظيم الإعجاز الإلهي أن تتوافق موازين الشرع، وموازين الطب في تحريم هذه الخبائث، فهل من مدّكر.
                        المـراجـع

                        1- سورة المائدة : الآية 4.
                        2- سورة المؤمنون : الآية 2.
                        3- سورة البقرة : الآية 168.
                        4- سورة المائدة : الآية 100.
                        5- سورة البقرة : الآية 268.
                        6- سورة الأعراف : الآية 157.
                        7- سورة البقرة : الآية 173.
                        8- سورة المائدة : الآية 3.
                        9- سورة الأنعام : الآية 145.
                        10- سورة النحل : الآية 115.
                        11- سورة المائدة : الآية 60.
                        12- القاموس المحيط. محمد بن يعقوب الفيروزآبادي. مؤسسة الرسالة-بيروت. الطبعة الثانية, 1987. ص: 706.
                        13- تفسير البيضاوي. المجلد الأول.
                        14- http://www.islam-online.net/iol-arab...27/fatwa-2.asp
                        15- في ظلال القرآن. سيد قطب. الناشر دار الشروق-بيروت . الطبعة الثالثة عشر 1987 . المجلد الثاتي، ص 840.
                        16- تفسير القرآن العظيم. ابن كثير. الناشر دار المعرفة-بيروت . الطبعة السادسة 1983 . المجلد الثاتي، ص 264.
                        17- http://www.islamset.com/arabic/ahip/...ABDALHAFZ.html
                        18- الكشاف. الفخر الرازي. المجلد الأول.
                        19- الجامع لأحكام القرآن. للإمام القرطبي. المجلد الأول.
                        20- المحلى بالآثار والحكم. ابن حزم الظاهري.
                        21- رواه مسلم (4194) وأبو داود (4288) وابن ماجة (3753) وأحمد (21901, 21947, 21978, 22057).
                        22- رواه البخاري (2082) ومسلم (2960) والترمذي (1218) والنسائي (4590,4183) وأبو داود (3024) وابن ماجة (2158) وأحمد (6702, 13948, 13971).
                        23- http://www.science4islam.com/html/3-1-04a.html
                        24- The Family Encyclopedia of Animal Life. The Hamlyn Publishing Com. 1982, pp.100
                        25- http://www.fao.org/docrep/t0690e/t0690e06.htm
                        26- http://www.alsehha.net/fiqh/0090.htm
                        27- http://www.ianr.unl.edu/PUBS/swine/g926.htm
                        28- http://www.factoryfarming.com/pork.htm
                        29- http://www.science4islam.com/html/3-1-01a.html
                        30- Biology. Neil A. Campbell, Jane B. Reece, and Lawrence G. Mitchell. Addisons-Wisely Publishing. Fifth edition, 1999, pp. 329.
                        31- http://webapp.cdc.gov/sasweb/ncipc/leadcaus.html
                        32- http://www-micro.msb.le.ac.uk/3035/prions.html
                        33- http://humbolt1.com/~bri/madcow.htm
                        34- http://www.curedisease.com/article7.html
                        35- http://www.iht.com/IHT/BJ/00/bj083100a.html
                        36- http://www.organicconsumers.org/madc...siner52303.cfm
                        37- http://www.oneworld.org/news/reports/apr96_bse2.html
                        38- Michael Hornsby. Times of London: 11/13/98.
                        39- عبد الحافظ حلمي محمد. الزحار البلنتيدي ومرض الديدان المثانية ومرض التريكينا ثلاثة تهديدات محتملة للبلاد الإسلامية دراسة وبائية ورسالة تحذير (http://www.islamset.com/arabic/ahip/...ABDALHAFZ.html)
                        40- http://www.science4islam.com/html/3-1-04a.html
                        41- http://www.mrmcmed.org/pigs.html
                        42- Nichol S.T., Arikawa J., and Kawaoka Y. (2000). Emerging Viral Diseases. Natl. Acad. Sci. USA, 97 (23): 12411-12412.
                        43- http://www.orphandoctor.com/medical/4_2_1_4.html
                        44- http://www.crt-online.org/042299.html
                        45- http://www.mrmcmed.org/pigs.html
                        46- Chua, K. B. , Goh, K. J. , Wong, K. T. , Kamarulzaman, A. , Tan, P. S. W. , Ksiazek, T. G. , Zaki, S. R, Paul, G. , Lam, S. K. & Tan, C. T. (1999) Lancet 354, 1257-1259.
                        47- Centers for Disease Control and Prevention. (1999) Morbid. Mortal. Wkly. Rep. 48, 335-337
                        48- http://www.doh.gov.uk/hendra_nipah/
                        49- http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/979523.stm
                        50- http://www.xenodiaries.org/ec001122.htm
                        51- http://bmj.com/cgi/eletters/319/7220/1311
                        52- http://aidsgate.blogspot.com/
                        53- http://www.news24.com/News24/World/S...368983,00.html
                        54- http://www.rense.com/general38/voud.htm
                        55- http://www.fao.org/ag/ar/magazine/0206sp1.htm
                        56- http://www.islamset.com/hip/pork/index.html
                        57- http://www.islamonline.net/completes...gazineID=23592

                        58- http://www.mhcs.health.nsw.gov.au/he...ions/4430.html
                        59- http://www.defra.gov.uk/animalh/dise...evesicular.htm
                        60- Loxam, J.G., and hedger, R.S. 1983. Swine vesicular disease: clinical signs, diagnosis, epidemiology and control. Rev. Sci. Tech. Off. Int. Epiz., 2(1) :11-24.
                        61- http://www.multiplex-eu.org/svdv.html
                        62- http://www.vet.uga.edu/vpp/gray_book/FAD/svd.htm
                        63- http://www.defra.gov.uk/animalh/dise...stomatitis.htm
                        64- http://www.oie.int/eng/maladies/fiches/A_A020.HTM
                        65- http://www.thepigsite.com/DiseaseInf...asp?Display=35
                        66- http://www.webziner.com/islam/whypork.htm
                        67- http://www.ianr.unl.edu/PUBS/swine/g926.htm
                        68- Threlfall EJ, Hampton MD, Schofield SL, Ward LR, Frost JA, Rowe B. Epidemiological application of differentiating multi-resistant Salmonella typhimurium DT 104 by plasmid profile. Commun Dis Rep CDR Rev 1996;6:R155-9
                        69- http://www.findarticles.com/cf_dls/g.../article.jhtml
                        70- Boqvist, S., Chau, B.L., Gunnarsson, A., Olsson Engvall, E., Vågsholm, I. & Magnusson, U. 2002. Animal- and herd-level risk factors for leptospiral seropositivity among sows in the Mekong delta, Vietnam. Preventive Veterinary Medicine 53: 233-245.
                        71- Schuchat A, Swaminathan B, Broome CV. Epidemiology of human listeriosis. Clin Microbiol Rev 1991;4:169-83.
                        72- المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي: أبحاث وأعمال المؤتمر العالمي الرابع عن الطب الإسلامي ، 1986م ، ص 732-738.
                        73- http://vm.cfsan.fda.gov/~mow/chap6.html
                        74- Berkelman RL, Bryan RT, Osterholm MT, LeDuc JW, Hughes JM. Infectious disease surveillance: a crumbling foundation. Science 1994;264:368-70.
                        75- Riley LW, Remis RS, Helgerson SD, McGee HB, Wells JB, Davis BR, et al. Hemorrhagic colitis associated with a rare Escherichia coli serotype. N Engl J Med 1983;308:681-5.
                        76- Boyce TG, Swerdlow DL, Griffin PM. Escherichia coli O157:H7 and the hemolytic-uremic syndrome. N Engl J Med 1995;333:364-8.
                        77- Lee LA, Gerber AR, Lownsay DR, Smith JD, Carter GP, Puhr ND, et al. Yersinia enterocolitica O:3 infections in infants and children associated with household preparation of chitterlings. N Engl J Med 1990;322:984-7.
                        78- http://vm.cfsan.fda.gov/~mow/chap5.html
                        79- Amoako KK, Goto Y, Misawa N et al (1997). Interactions between Fusobacterium necrophorum hemolysin, erythrocytes and erythrocyte membranes. FEMS Microbiolog Let 150: 101–106.
                        80- Bader-Meunier B, Pinto G, Tardieu M et al (1994). Mastoiditis, meningitis and venous sinus thrombosis caused by Fusobacter-iumnecrophorum. European J Ped 153: 339–341.
                        81- Hagelskjaer L, Pedersen G (1993). Fusobacterium necrophorum septicemia complicated by liver abscess. A case report. Acta Pathol Microbiol et Immunol Scand 101: 904–906.
                        82- Ieven M, Vael K, DeMayer M et al (1993). Three cases of Fusob-acterium necrophorum septicemia. European J Clin Microbiol Infect Dis 1: 705–706.
                        83- Enwonwu CO (1995). Noma: a neglected scourge of children in sub-Saharan Africa. Bull World Health Organ 4: 73, 541–545.
                        84- Bader-Meunier B, Pinto G, Tardieu M et al (1994). Mastoiditis, meningitis and venous sinus thrombosis caused by Fusobacter-ium necrophorum. European J Ped 153: 339–341.
                        85- Falkler WA, Jr, Enwonwu CO, and Idigbe EO (1999). Microbiological understandings and mysteries of noma (cancrum oris). Oral Diseases 5, 150–155.
                        86- http://coproweb.free.fr/pagbac/introbac/erysibac
                        87- http://www.brisbio.ac.uk/ROADS/subje...pelothrix.html
                        88- http://www-micro.msb.le.ac.uk/video/Mtuberculosis.html
                        89- Camus J.C., Pryor M.J., Medigue C., Cole S.T. (2002) Re-annotation of the genome sequence of Mycobacterium tuberculosis H37Rv. Microbiology 148:2967-2973.
                        90- Philipp WJ, Poulet S, Eiglmeier K, Pascopella L, Balasubramanian V, Heym B, Bergh S, Bloom BR, Jacobs WR Jr, and Cole ST. An integrated map of the genome of the tubercle bacillus, Mycobacterium tuberculosis H37Rv, and comparison with Mycobacterium leprae Proc. Natl. Acad. Sci. USA 93:3132-3137 (1996).
                        91- http://www.medicinenet.com/Melioidosis/article.htm
                        92- http://www.pathfinder.com/asiaweek/98/0320/feat4.html
                        93- http://www.findarticles.com/cf_0/g26...elioidosis+ost eomyelitis+abscesses
                        94- http://www.geocities.com/TIBNABAWI/new_page_12.htm
                        95- http://www.drmhijazy.com/arabic/chapters/chapter12.htm
                        96- http://www.arabinow.com/sn/health/co.../inf_brain.htm
                        97- Orlandi PA, Chu DT, Bier JW, and Jackson GJ (2002). Parasites and the Food Supply. FOODTECHNOLOGY 56 (4): 72-81.
                        98- http://www.biosci.ohio-state.edu/~pa...histosoma.html
                        99- http://www.path.cam.ac.uk/~schisto/O...ragonimus.html
                        100- http://www.niaid.nih.gov/ictdr/projects/gilman.htm
                        101- http://www.almodarresi.com/23moh22/alam/d70zxbwc.htm
                        102- http://www.biosci.ohio-state.edu/~parasite/a-z.html
                        103- http://www.science4islam.com/html/3-1-04a.html
                        104- http://www.biosci.ohio-state.edu/~pa...obothrium.html
                        105- Stehr-Green JK, Schantz PM (1986). Trichinosis in Southeast Asian refugees in the United States. Am J Public Health 76:1238-9.
                        106- http://makatoxicology.tripod.com/file_15.htm
                        107- Collier's encyclopedia 1989 edition, Vol 22, page 468.
                        108- Encyclopedia Britannica (1990). 15th edition, Vol 11, page 920.
                        109- http://www.biosci.ohio-state.edu/~pa...nterobius.html
                        110- http://www.biosci.ohio-state.edu/~parasite/ascaris.html
                        111- (http://www.islamset.com/arabic/ahip/sefean.html)
                        112- http://members.aol.com/silence004/pork.htm
                        113- http://www.american.edu/projects/man...D/saudpork.htm
                        114- http://www.unn.ac.uk/societies/islamic/misc/pork.htm
                        115- http://www.islam-usa.com/im19.html
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق


                        • لماذا لا نرسل هذا البحث الشيق إلى وزارات الصحة في كل العالم المتقدم من دول أوروبية وأمريكية لنعلمهم أن أكل الخنزير مضر حتى يتوقفوا عن أكله !!!!!!!!!
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 سبت, 2020, 06:34 م.

                          تعليق


                          • الخمر كثيره فقط هو المضر وإدمانه هو المضر .. وبالتالي فلا معنى لتحريمه قليله ..
                            (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (البقرة:219)


                            الإعجاز العلمي في أحاديث منع التداوي بالخمر
                            د. محمد علي البار

                            لقد كان الأطباء يزعمون في الأزمنة الغابرة وعلى زمن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعده، وحتى عهد قريب أن الخمر دواء وأن شربها باعتدال معين على الصحة. وسنذهل للمفارقات العجيبة فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (إنها داء وإنها ليست بشفاء) والأطباء يصرون في زمنه والأزمنة التي قبله والتي بعده أنها دواء! حتى جاء الطب في العصر الحديث وأبان زيف ما كان الأطباء يقولونه؛ إن في الخمر منافع شتى وعديدة للبدن وإنها تهضم الطعام وتشحذ الأذهان وتصفي الكبد وإنها معين عظيم على الصحة!!

                            الأحاديث الشريفة في منع التداوي بالخمر

                            1) عن وائل بن حُجر أن طارق بن سُوَيْد الخضري سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الخمر يجعل في الدواء فقال ـ صلى الله عليه وسلم: (إنها داء وليست دواء).أخرجه مسلم (كتاب الأشربة من صحيحه)، وأبو داود في سننه (كتاب الطب) والترمذي في سننه (باب كراهية التداوي بالمسكر) وسنن ابن ماجه وأبو نعيم في الطب النبوي.

                            2) عن طارق بن سويد قال: (يا رسول الله إن بأرضنا أعنابا نعصرها فنشرب قال:لا فراجعته قلت: إنا نستشفي للمريض. قال: إن ذلك ليس بشفاء ولكنه داء). أخرجه مسلم وابن حبان في صحيحه.

                            3) عن أبي الدرداء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله أنزل الداء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام). أخرجه أبو داود وابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب النبوي.

                            4) روى أبو داود أن ديلم الحميري جاء مع وفد اليمن وسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وبرد بلادنا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: هل يسكر؟ قال: نعم، قال: فاجتنبوه. قال: إن الناس غير تاركيه. قال: فإن لم يتركوه فقاتلوهم).

                            ولا تزال الخمر تشرب حتى اليوم بناء على وهم أنها تدفئ الإنسان من البرد. وهي توسع الأوعية الدموية تحت الجلد فيشعر بالدفء ويفقد حرارة جسمه، كما أنها تمنع المناطق المخّية المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم فيما يسمى (تحت المهاد Hypothalamus) فيؤدي ذلك إلى فقدان حرارة الجسم... ومن المآسي التي تحدث كل عام في أعياد الميلاد ورأس السنة أن يتوفى المئات في روسيا والولايات المتحدة وأوروبا من فقدان حرارة أجسامهم بعد شرب الخمور والانغماس فيها، والبقاء في الحدائق والأماكن المفتوحة فيموتون من البرد وهو يتمتعون بالدفء الكاذب وقد نشرت المجلة الطبية لأمريكا الشمالية Medical clinics of North America عدد يناير 1984م أن شرب الخمر هو أهم سبب لحدوث الوفيات الناتجة عن انخفاض درجة حرارة جسم الإنسان.

                            عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من تداوى بالخمر فلا شفاه الله) أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي.

                            عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم). أخرجه البخاري في صحيحه.

                            أقوال المفسرين في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَــآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَــآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) البقرة (219).

                            وقد اتفق أهل التفسير في معنى الإثم الكبير أنه في الدين، وفي ضياع العقل بشرب الخمور، وما يحدث في شربها من النزاع والخصام، وحدوث الجرائم وارتكاب الموبقات. والخمر أم الخبائث كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجماع الإثم.

                            وقد سماها العرب الإثم؛ قال الشاعر:

                            شربت الإثم حتى ضل عقلي كـذاك الإثـم يذهـب بالعقــول

                            ولكن ما يلفت النظر فهمهم للمنافع التي أشار الكتاب العزيز إليها.

                            فقال الطبري: (فإن منافع الخمر كانت أثمانها قبل تحريمها وما يصلون إليه بشربها من اللذة).

                            قال ابن كثير:

                            (وأما المنافع الدنيوية من حيث إن فيها نفع البدن، وتهضيم الطعام وإخراج الفضلات، وتشحيذ بعض الأذهان، ولذة الشدة المطربة.

                            ولكن هذه المصالح لا توازي مضرته ومفسدته الراجحة لتعلقها بالعقل والدين، ولهذا قال الله تعالى: (وَإِثْمُهُمَــآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا).

                            وقال القرطبي: (وقد قيل في منافعها إنها تهضم الطعام، وتقوي الضعيف، وتعين على الباه، وتشجع الجبان، وتصفي اللون، إلى غير ذلك من اللذة بها).

                            وقال سعيد حوى في تفسيره الأساس: (ومنافع الخمر من حيث فيها بعض النفع للجسد في بعض حالاته). وذكر الفخر الرازي بعض المنافع البدنية لها فقال: (فمنافع الخمر أنهم كانوا يتغالون بها إذا جلبوها من النواحي، وكان المشتري إذا ترك المماكسة في الثمن كانوا يعدّون ذلك فضيلة ومكرمة، فكانت تكثر أرباحهم بسبب ذلك. ومنها أنه (أي الخمر) يقوي الضعيف، ويهضم الطعام ويعين على الباه (الجماع)، ويسلي المخزون، ويشجع الجبان، ويسخّي البخيل، ويصفّي اللون، وينعش الحرارة الغريزية، ويزيد في الهمة).

                            ولعمري لو كان في الخمر هذه الصفات لكان ذلك من دواعي شربها، بل هذا كله باطل وسنفصل القول فيه تفصيلاً وهو من الأوهام المتعلقة بالخمر فهي لا تقوي الضعيف بل تزيده ضعفًا وهزالاً، ولا تهضم الطعام بل تسبب التهاب الجهاز الهضمي ابتداء من الفم وانتهاء بالأمعاء مرورًا بالبلعوم والمريء والمعدة والبنكرياس والكبد. ولا تعين على الباه بل تفقد المرء عقله، فيقدم على الجرائم الجنسية ويعتدي على أمه وأخته، ونصف جرائم الاغتصاب على الأقل في العالم تقع تحت تأثير الخمر، وهي لا تسلي المحزون إذ إن تسليتها إذا حدثت وقتية سريعة الزوال وتعقبها الحسرات وتكثر المعارك والعداوات والبغضاء بين من يشربونها. وأما تشجيعها الجبان فهو ناتج عن فقدان العقل وحدوث التهور، وتقول الإحصائيات الحديثة إن 86 بالمئة من جرائم القتل تمت تحت تأثير الخمور فأي شجاعة هذه؟؟ وإن ما لا يقل عن 50 بالمئة من حوادث المرور ناتجة عن شربها.

                            وأما أنها تسخّي البخيل فعند فقده عقله يصرف ماله في غير موضعه، وهذا إسراف منهي عنه، وإضاعة للمال. وهؤلاء السكارى ينفقون أموالهم في الباطل والحرام ولا ينفقونها في سبيل الله، ولا لإغاثة ملهوف، وإنقاذ المنكوب، وإعانة الفقراء والأرامل واليتامى والمساكين.

                            وأما تصفيتها اللون فهو ما يحدث من الحمرة في وجه شارب الخمر وذلك بسبب تمدد الأوعية الدموية تحت الجلد، وبسبب إصابة الكبد وتليفها، فيحدث ذلك الاحتقان، وهو علامة المرض لا علامة الصحة.

                            ويصحبه عادة ارتفاع في ضغط الدم فيزداد الخطر على الصحـة على عكـس مـا توهمـه القدمـاء.. وأمـا قوله: (وينعش الحرارة الغريزية) فعبارة يستخدمها القدماء ولا محل لها في الطب الحديث. وأما قوله: (ويزيد في الهمة والاستعلاء) فأي همة لدى هؤلاء السكارى سوى مزيد من السكر والعربدة؟! وهم أذل خلق الله.. ولا يستعلون إلا على الضعفاء والمساكين. وأما الأقوياء فيستخذون أمامهم ويتذللون لهم.

                            منافع الخمر في التراث الطبي الإسلامي:

                            اتجهت الغالبية الساحقة من الأطباء المسلمين إلى أن شرب الخمر باعتدال معين على الصحة، وأنها تهضم الطعام، وتشحذ الأذهان، وتقوّي الضعيف، وتزيد في الباءة، وتخصّب البدن، وتحسّن اللون..إلخ، واتفقوا جميعا على أن إدمان شربها والإكثار منها ضار بالصحة وأنها تؤدي إلى الرعشة والرجفة والفالج (الشلل)، وتبلّد الذهن، وترخي العصب، وتفسد مزاج الدماغ والكبد.. وكانوا ينصحون بتناولها ممزوجة بالماء، ويفصلون في أنواعها:

                            فالنبيذ الأحمر فوائده كذا، وينفع لكذا، ويصلح للشباب، والنبيذ الأبيض لكذا ولكذا. وينفع المحرورين..إلخ.. وأفضل استعمالها عندهم كل ثلاثة أيام مرة. والبلوغ إلى حد السكر وفقدان العقل عندهم ضار إلا أن يكون مرة أو مرتين في الشهر؛ فإن في ذلك فائدة ـ حسب وهمهم ـ لتسخين الجسد وإخراج الفضلات منه.

                            وقد سطر ذلك الوهم الفاسد عن منافع الخمر الجسدية كل من:

                            أبي بكر الرازي (251ـ 311هـ) في كتابه منافع الأغذية ودفع مضارها (ص69ـ 85).

                            وأبي الحسين بن علي بن سينا (370ـ 428هـ) في منافع الخمر في كتابه القانون من الجزء الأول والثالث في تدبير الماء والشراب.

                            وداود الأنطاكي المتوفى سنة 1008هـ تحت باب الخمر في تذكرته الشهيرة.

                            ومع ذلك نجد بعض الأطباء المسلمين يعارضون هـذا الاتجــاه كابن النفيس القرشي الذي عرض عليه زملاؤه الأطباء شرب الخمر عندما مرض فأبى ذلك بشدة.

                            مؤلف معاصر يتحدث عن منافع الخمر الطبيعية:

                            ذكر سعيد جرجس كوبلي في كتابه (أسرار الطب العربي القديم والحديث) في معالجته لبعض الأمراض استخدام السبرتو والويسكي لمعالجة البول السكري. فقد جاء في الصفحة 65 من الكتاب المذكور أن الويسكي مع دبس الرمان، تؤخذ بعد العشاء لمدة 15 يوما كفيلة بالقضاء على البول السكري. وفي الصفحة التالية (66) ذكر أن ملعقة السبرتو الأبيض على الريق مع ملعقة من دبس الرمان لمدة 15 يوما تكفي لمعالجة الشخص من البول السكري وشفائه التام منه.

                            والسبرتو من السموم الناقعة المحتوية على الكحول الإثيلي والميثيلي والمسبب للوفيات المفاجئة بسبب تسمم عضلة القلب، والعمى بسبب إصابة عصب الإبصار.

                            وكوبلي هذا ليس طبيبا بل هو خوري في كنيسة في إحدى قرى لبنان وجد طريقه إلى الثروة والشهرة بسبب وصفاته الطبية الرهيبة القاتلة.. وكتابه لا يزال يطبع ويوزع على نطاق واسع في العالم العربي، رغم أنه كله مبني على الخرافات، فلحم الهر يشفي من السل، والسبرتو تقضي على البول السكري، وقطعة من دهن الخنـزير علاج للربو، والبصاق على قطعة من الفخار علاج لكل أوجاع الرأس... إلخ.

                            المنظمات الصحية العالمية والأبحاث العلمية تحذر من مخاطر شرب الخمور:

                            يقول تقرير منظمة الصحة العالمية رقم 650 لعام 1980م عن الكحول ومشكلاتها: (إن شرب الخمور يؤثر على الصحة، ويؤدي إلى مشكلات تفوق المشكلات الناتجة عن الأفيون ومشتقاته (الهرويين والمورفين)، والحشيش، والكوكايين والأمفيتامين، والباربيتورات، وجميع ما يسمى مخدرات مجتمعة. إن الأضرار الصحية والاجتماعية لتعاطي الكحول تفوق الحصر) ويقول تقرير الكلية الملكية للأطباء النفسيين بالمملكة المتحدة (1986م) عن مشكلة تعاطي الخمور: (إن الكحول مادة تسبب تحطيم الصحة بما لا يقاس معها الخطر على الصحة الذي تسببه المخدرات مجتمعة. وإن معظم المخاطر على الصحة العامة من العدد الكبير الذي يتناول كميات معتدلة من الكحول). وهو يرد بذلك على ما زعمه أبو بكر الرازي وابن سينا ومن لَفّ لِفَّهُم من الأطباء ومن صدقهم من العلماء والمفسرين من أن شرب الخمور باعتدال معين على الصحة، والواقع أنها وبال على الصحة. ويؤكد هذا المعنى تقرير الكلية الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة والصادر عام 1987م وعنوانه:

                            (العواقب والمخاطر الصحية لتعاطي الكحول وباء خطير وشر مستطير)

                            (The Midical Consequences of Alcohol Abuse ; A great and growing Evil)

                            حيث يقول: إن المخاطر الصحية المتعلقة بتعاطي الكحول ليست ناتجة بالدرجة الأولى من العدد القليل الذي يتناول كميات كبيرة من الكحول، ولكن الخطر الأعظم على الصحة العامة هو من العدد القليل الذي يتناول كميات كبيرة من الكحول باعتدال وانتظام. إن تعاطي 60 جرامًا من الكحول يوميٌّا يؤدي إلى زيادة كبيرة في حدوث ضغط الدم والسكتات الدماغيــة (Stroke)، وأمراض الكبد، والعقم، وضعف الباءة، وأمراض الجهاز العصبي أما بالنسبة للمرأة فإن نصف هذه الكمية كفيلة بإحداث هذه الأمراض الوبيلة) وهو كلام واضح ينقض كل حرف مما ذكره الأطباء القدماء كابن سينا والرازي ومن نقل عنهم من المفسرين.

                            ويذكــر كتاب (ألف باء الكحول) الصادر عن المجلة الطبية البريطانية الشهيرة (BMJ) عام 1988م: (أن ما بين خُمس وثُـلث جميع الحالات التي أدخـلت إلى الأقسام الباطنية في بريطانيا كانت بسبب الكحول. وفي إنجلترا وحدها (دون ويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية) يدخل إلى الأقسام الباطنية كل عام ما بين ثلاثمائة ألف ونصف مليون شخص بسبب أمراض متعلقة بتعاطي الخمور. وفي السويد أثبتت دراسة مالمو أن 29% من جميع أيام دخول المستشفيات في السويد كانت بسبب تعاطي الخمور). ويقول الدكتور برنت في كتاب (مواضيع في العلاج) (إصدار الكلية الملكية للأطباء بلندن عام 1978م): (لم يكتشف الإنسان شيئًا شبيهًا بالخمور في كونها باعثة على السرور الوقتي وفي نفس الوقت ليس لها نظير في تحطيم حياته وصحته، ولا يوجد لها مثيل في كونها مادة للإدمان وسمٌّا ناقعًا، وشرٌّا اجتماعيٌّا خطيرًا).

                            وقد أثبتت الدراسات الحديثة في بريطانيا والولايات المتحدة وأوربا أن 40% من نزلاء المستشفيات العامة يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور، وأن ما بين ثلث ونصف نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية في الأمريكيتين وأوربا يعانون من مشكلات متعلقة بالخمور، وأن سبب دخولهم إليها هو تعاطيهم الكحول بكثافة.

                            ويذكر كتاب (ألف باء الكحول) أن 25% من جميع حالات التسمم في بريطانيا كانت بسبب تعاطي الكحول، وأن 60% من جميع كبار السن الذين أدخلوا إلى المستشفيات في بريطانيا بسبب كثرة السقوط أو هبوط القلب أو الإنتانات الصدرية المتكررة أو فقدان الذاكرة واضطراب الذهن، كانوا يعانون من مشكلات متعلقة بتعاطي الخمور. وفي روسيا فإن 90% من حالات التسمم الكحولي التي أدخلت إلى المستشفيات كانت لأطفال تحت سن الخامسة عشرة وأن ثلثهم كانوا دون العاشرة!!

                            ويذكر تقرير منظمة الصحة العالمية في الاجتماع الثالث والستين لعام 1979م (الدورة 32) أن تعاطي الخمور هي إحدى المشكلات الصحية الكبرى في العالم، وأن الاستمرار في تعاطيها يعيق التقدم الصحي والاجتماعي والاقتصادي في معظم المجتمعات بل وتشكل عائقًا كبيرًا في المجال الصحي، وتعتبر أحد العوامل الهامة جدٌّا التي تؤدي إلى تحطيم الصحة العامة والتي لا يوجـد حل لهـا.

                            الوفيات الناتجة عن الخمور:

                            تعتبر الخمور أهم ثاني سبب للوفيات في الولايات المتحدة، وفي كل عام يتوفي 125000 شخص بسبب تعاطي الخمور، وما تؤدي إليه من حوادث السيارات والطرقات، وجرائم القتل، والوفيات الناتجة عن أمراض وبيلة وقعت بسبب شرب الخمور. وبما أن التدخين أكثر انتشارًا من شرب الخمور فإن ضحايا التدخين يفوقون ضحايا الخمور بثلاثة أضعاف كما موضح في هذا الجدول:

                            السبب الوفيات سنويٌّا

                            التدخين مضغ التبغ 350000

                            والتدخين غير المباشر 50000

                            شرب الخمور 125000

                            جميع المخدرات مجتمعة 20000

                            الهروين والمورفين 6000

                            وفي المملكة المتحدة يذكر تقرير الكلية الملكية للأطباء العموميين أن ضحايا الخمور قد بلغوا 40000 شخص بينما يخفض تقرير الكلية الملكية للأطباء (الباطنيين) الرقم إلى 25000، ويرجع السبب في ذلك إلى حساب عدد الذين توفوا منتحرين أو بسبب جرائم للقتل: هل كانت الجريمة مقررة سلفًا، ثم شرب الشخص الخمر فارتكبها أم أن شرب الخمر كان الدافع لارتكاب الجريمة.

                            ولا شك أن شرب الخمور عامل مهم في إتمام الجريمة (القتل أو الانتحار) وبالمقارنة يذكر تقرير الكلية الملكية للأطباء النفسيين أن عدد من لاقوا حتفهم بسبب تعاطي الهرويين والمورفين عام 1983م كانوا 98 شخصًا فقط بالإضافة إلى 77 طفلاً توفوا نتيجة شم الغراء والتولوين والمستنشقات الأخرى. أما ضحايا التدخين فلا يزالون في القمة حيث قدروا بـ 140000.

                            وفيما يلي استعراض مختصر للأمراض الناتجة عن شرب الخمور على عكس ما كان يظنه الأطباء القدماء:

                            الخمر والهضم:

                            تقول مجلة Medicine International العدد 62 لعام 1989م: (تؤدي الخمر إلى زيادة حدوث سرطان المريء، كما تسبب نزفًا في المريء ودوالي في أسفله، والتهابا مزمنا فيه وتكثر الإسهالات والبواسير عند شاربي الخمور، كما قد يحدث التهاب حاد في البنكرياس الذي قد يكون مميتًا.

                            (لقد دلت الدراسات التي أجريت على طلاب كلية الطب أن تناول 180 جرامًا من الكحول يوميٌّا كاف لتسبيب دهينة الكبد ثم تليف الكبد. ويعتبر تليف الكبد السبب الثالث للوفاة لدى البالغين الذكور في الولايات المتحدة والرابع لدى الإناث).

                            الخمر والقلب:

                            تقول مجلة Postgraduate medicine (العدد 91 لعام 1992م): (أثبتت الدراسات العديدة أن شرب الخمور يحرّض على حدوث نوبة الذبحة الصدرية وأن معظم حالات موت الفجأة واضطراب نظمية القلب كانت بسبب شرب الخمور. وقد أوضحت دراسة شملت أكثر من ألفي شخص توفوا فجأة أن نصفهم ماتوا بعد انغماس في شرب الخمر، وأظهرت دراسة أخرى أن شرب الخمر قد أدى إلى رجفان (ذبذبة) أذيني لدى 63% من المرضى دون الخامسة والستين وأن شرب ما يعادل ست كأسات من البيرة تؤدي إلى مضاعفة حدوث اضطراب نظم القلب.

                            كتاب هاريسون الطبي طبعة 1991م

                            إن شرب كمية معتدلة أو قليلة من الكحول يؤدي إلى انخفاض في كوليسترول الدم الخفيف الكثافة وزيادة نسبية في الكوليسترول الثقيل الكثافة، وهذا أمر جيد ولكنه مغمور بجانب الأضرار العديدة التي يؤدي إليها تعاطي الكحول فهو سم ناقع لعضلة القلب ويسبب اضطرابًا شديدًا في نظمية القلب وارتفاعًا في ضغط الدم، ولهذا فإن المحصلة النهائية لشرب الخمور هي ضرر محض للقلب.

                            وتقول مجلة اللانست (lancet) الطبية، المقال الافتتاحي (العدد الثاني لعام 1987م):

                            إن على الأطباء تبليغ رسالة واحدة للناس وهي: أن الخمر ضارة بالصحة، وتؤدي إلى حدوث الذبحات الصدرية وجلطات القلب واضطراب نظمية القلب وموت الفجأة.

                            الخمر والجنس:

                            يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. ويقول ـ صلى الله عليه وسلم: (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر. ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. وفي حديث ابن عباس: (من شربها وقع على أمه).

                            تأثير الخمر:

                            تأثير سريع:

                            ـ 50% من جميع جرائم الاغتصاب تحت تأثير الخمر (منظمة الصحة العالمية).

                            ـ معظم حالات الاعتداء على المحارم كانت بسبب تأثير الخمر (دائرة المعارف البريطانية).

                            تأثير بطيء:

                            أنها تحفز على الرغبة ولكنها تفقد القدرة على التنفيذ It provokes the desire but takes away the performance (وليم شكسبير مسرحية ماكبث). وهي تؤثر تأثيرًا سميٌّا على الغدة التناسلية (الخصية) وعلى الجهاز العصبي غير الإرادي المنوط بعملية الانتصاب، كما أن الكبد المريضة بسبب تعاطي الخمر تفقد قدرتها على إزالة هرمون الأنوثة الذي تفرزه الغدة الكظرية. وبالتالي يصاب بالعنة وتضخم الأثداء.

                            المرأة والخمر:

                            ـ جسم المرأة لا يتحمل نصف الكمية التي يتعاطاها الرجل من الكحول.

                            ـ اضطراب الدورة، كثرة الإجهاض وولادة أجنة ناقصة.

                            ـ متلازمة الكحول الأجنة Alcohol Fetal syndrome صغـر الدماغ والفكين والتخـلف العقلي والبدني، وصغر حجم العينين مع عيوب خلقية في القلب.

                            الخمر والجهاز البولي:

                            الخمر تدر البول. ولكنها تؤدي إلى تنكرزوموات حليمات الكلية Papillary Necrosis وهو مرض خطير يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن. وتسبب احتقان البروستاتة والمعاناة الشديدة للذين يعانون من تضخم البروستاتة.

                            الجهاز الهضمي:

                            التهاب الفم ـ البلعوم ـ المريء، نزيف المريء وسرطان المريء، التهاب المعدة الضموري، قرحة المعدة والاثني عشر، سرطان المعدة، التهاب الأمعاء، التهاب البنكرياس الحاد والمزمن، التهاب الكبد، دهنية الكبد، تليف الكبد، سرطان الكبد.

                            الجهاز الدموي والقلب:

                            ارتفاع ضغط الدم (التوتر الشرياني)، السكتات الدماغية، هبوط القلب واضطرابات نبض القلب، زيادة ثلاثي الجلسرايد.

                            الجهاز الدموي:

                            ـ نقص جهاز المناعة ونقص الخلايا الليمفاوية المناعية، عدم تحرك خلايا الدم البيضاء لمواجهة الميكروبات، نقل المقاومة للأمراض مع نقص شديد في الفيتامينات، أنواع من فقر الدم أهمها بسبب نقص حامض الفوليك، انحلال خلايا الدم الحمراء

                            (متلازمة زيف)، زيادة نشاط الطحال، تكرر النزف.

                            الجهاز التنفسي:

                            التهابات الجهاز التنفسي المتكررة والخطيرة، الالتهاب الرئوي وخراج الرئة والدبيلة، السل الرئوي، زيادة في سرطان الحنجرة.

                            الغدد الصماء والاستقلاب:

                            ـ فـرط نشاط الغـدة الدرقية أول الأمر ثم ينتهي بنقصان نشاطها وحدوث الميكسوديما MYXODEMA

                            ـ فرط نشاط الغدة الكظرية (فوق الكلية) ووجود حالات شبيهة بتناذر كوشنج Cushing Syndrome.

                            ـ انخفاض مستوى سكر الدم وخاصة لدى مرضى السكر الذين يتعاطون الأنسولين أو الأدوية (الأقراص) المخفضة لمستوى السكر. ويحدث تـفاعل خطير بين عقار الديابنيز والخمور مما يؤدي إلى الوفيات وحدوث الغيبوبة. وأما العقاقير المعروفة باسم الباجوانيد Biguanides مثل الميتفورمين (جلوكوفاج) فإنها تسبب حموضة الدم وخاصة مع تعاطي الكحول.

                            الغدد الجنسية:

                            هذا غيض من فيض من الأمراض التي يسببها تعاطي الخمور ومن أراد المزيد فليرجع إلى المراجع الطبية الحديثة أو إلى كتاب: (الخمر بين الطب والفقه) وكتاب:

                            The proplem of Alcohol and Solution in Islam

                            لكاتب هذه السطور. وكتاب الدكتور حسان شمسي باشا (أطباء الغرب يحذرون من شرب الخمور) أو المراجع الطبية العديدة.

                            وجه الإعجاز في أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموضوع

                            نهت أحاديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن التداوي بالخمر، والتدفئة بها، وصرحت بأنها داء وليست بدواء أو شفاء في زمن كان العرب يعتبرونها فيه دواء وغذاء وباعثة على الكرم والشجاعة والسخاء، واستمر الأطباء عبر القرون المختلفة في اعتقاد ذلك الوهم وأنها معين على الصحة مخصبة للبدن طاردة للفضول والأخلاط الرديئة شاحذة للفكر، مقوية للجسم، مهضمة للطعام... وأن شربها باعتدال من أهم أسباب الصحة والعافية، بل إن السُّـكْـر والعربدة منها مرة أو مرتين في الشهر مفيد للصحة أيضا.. ثم جاء الطب الحديث فأوضح زيف جميع ما قالوه، وأنه الباطل، والبهتان، والأوهام. وبهذا يتضح أن ما قاله الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الحق الذي لا مرية فيه وأن الخمر داء وليست بدواء كما زعم الأطباء. وأنها لا تدفئ الجسم بل تؤدي إلى فقدان الحرارة وموت الإنسان من البرد بينما يشعر بالدفء الكاذب. إن أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموضوع معجزة علمية لم تظهر أبعادها إلا في القرن العشرين.

                            المصدر
                            http://www.nooran.org/O/7/7O(6).htm
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق


                            • المشاركة الأصلية بواسطة HumanPeace مشاهدة المشاركة
                              لماذا لا نرسل هذا البحث الشيق إلى وزارات الصحة في كل العالم المتقدم من دول أوروبية وأمريكية لنعلمهم أن أكل الخنزير مضر حتى يتوقفوا عن أكله !!!!!!!!!
                              إقتراح ظريف لإثبات عدم جدوى الحوار
                              البحث مثبت به مرجع لكل محتوى من محتوياته
                              قد أفكر فى إنهاء الحوار
                              أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                              والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                              وينصر الله من ينصره

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة سيف الكلمة مشاهدة المشاركة
                                إقتراح ظريف لإثبات عدم جدوى الحوار
                                البحث مثبت به مرجع لكل محتوى من محتوياته
                                قد أفكر فى إنهاء الحوار
                                لم أشكك في البحث الذي عرضته ولا مراجعه .. ولكن كل ما أشرت إليه أنه غير واقعي ونظري إلى الحد الزائد عن اللزوم .. فكل الحيوانات تنقل الأمراض ولكن هناك مزارع للحيوانات وهناك ناس بتفكر..لا أريد أن أقوم بالرد على البحث نفسه ولكن كل ما أشير إليه هو :
                                الأمثلة من الواقع موجودة ولم يحدث شئ ضار للبشر فهم مثل القرود أهم وسايقيين العالم ... فهل كان تحريم الخنزير ضروري لدرجة ذكره في القرآن ... ؟؟؟

                                وبالنسبة لموضوع الخمر .. فإن القليل منها لا يضر الناس العادية الخالية من الأمراض .. ولا أختلف في أن الإفراط فيه مضر ومسكر .. ولكن إكتشفت بالصدفة أن هناك أبحاث أثبتت أن القليل من الكحول مفيد :

                                1-كأس في اليوم من الخمر "فيها صحة للرجال فقط"
                                بحث دانماركي يكشف أن شرب الكحول كل يوم يقي من مرض شرايين القلب التاجية، ولكن بالنسبة للرجال فقط من دون النساء.
                                2- الكحول يجنب جلطة الدماغ عند النساء
                                دراسة طبية أمريكية تقول إنها برهنت على أن الاستهلاك المعتدل للكحول يجنب الإصابة بجلطة الدماغ عند النساء

                                3- كأس بيرة لتجنب الماء الأزرق في العين
                                باحثون يقولون تناول كأس بيرة يوميا يساعد على تجنب الإصابة بالماء الأزرق في العين

                                أنا لا أشجع تناول الخمور ولكن كل ما أريد أن أشير إليه أن الواقع الغربي أثبت لنا أن مثل هذه الأمور من تحريم للخمر والخنزير والربا هي من الأشياء الغير أساسية في الحياة لدرجة التحريم ويكفي أن تبقى مثل باقي الأشياء في الحياة التي قد تضر وقد تنفع وكل شخص يحاسب على إختياره في الدنيا ولا حاجة لمثل هذا النوع من التقييد للحرية .. وإذا كان الموضوع كذلك فلماذا لم يحرم الله جميع الأشياء التي تضر بالإنسان بالإسم مثلما فعل في هذه الأشياء ؟

                                هل ما أقوله عجيب ؟

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 أسابيع
                                رد 1
                                34 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                                ردود 0
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                                ردود 0
                                35 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                 
                                ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                                رد 1
                                27 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                 
                                يعمل...
                                X