حوار مع الزميل العراب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

alarab مسلم اكتشف المزيد حول alarab
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    المشاركة الأصلية بواسطة alarab مشاهدة المشاركة
    بالنسبة لمسألة العقل فلا زلت مختلف معك في أنه فقط موجود لتمييز الرسالة و الإختيار بين الإيمان و الكفر فقط .. بل لابد له من دور في التفكر في الخالق مع إتفاقي معك أن الأهواء و الشهوات تؤثر كثيرا في التفكير و يجب تنحيتها جانبا لنصل بموضوعية لليقين في الله ..
    نحن لسنا مختلفان حول إمكانية أن يتمكن العقل من الوصول لحقيقة أن للكون خالق. بل نحن متفقان في هذه النقطة تماما. فكلانا يقر بإمكانية أن يصل، وإمكانية ان يضل لو غلب عليه الهوى ....
    ولكن ما أضيفه أنا، وأؤكد عليه، هو أن العقل المجرد لو توصل لهذه النتيجة ... فلن يكفيه ذلك.
    لأنه يحتاج لأن يعرف من هو الخالق؟
    وما هي التكاليف التي كلف بها خلقه؟
    وما هو المنهج الذي فرضه عليهم؟
    وما هو ثواب المؤمنين؟
    وما هو عقاب الكافرين؟

    مجرد العلم بأن للكون خالق بدون إجابة هذه الأسئلة لن يكون كافيا لاتباع الخالق بالصورة الصحيحة (أي بالصورة التي يريدها الخالق ويرضاها)
    ولا يمكن الوصول لإجابات تلك الأسئلة إلا عن طريق تلقي الوحي، واتباع الرسل.

    فلماذا إذن نهدر الوقت الطويل في مناقشة الفروض النظرية التي لو تصادف وأوصلتنا لنتيجة صحيحة، فإنها لن توصلنا لنتيجة كافية؟
    الأفضل أن نختصر الطريق، ونبدأ من الرسالة مباشرة.

    __________

    نسأل الله تعالى أن يكون قد أزال عنك كل لبس، وأن يوفقك لتمام اليقين وتمام الإيمان.
    إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    تعليق


    • #47
      أخى العراب
      العقل فى حقيقته أداة مثل الآلة وظيفتها التعامل مع مادة خام لإنتاج منتج
      هذه الآلة لو لم تكن مؤهلة لاستقبال المادة الخام فلن تنتج شيئا أو ستنتج منتجا معيبا
      فلا تضيق على نفسك باعتبار أن العقل شئ جبار يمكنه فهم أى شئ
      لا أختلف معك فى عظمته لكن إذا كان مؤهلا
      فليس عقل من يعيش وحيدا فى صحراء كعقل من يعيش فى مدينة محاطا بكثير من البشر
      الثقافة والخبرات الحياتية تؤثر فى إدراك الناس وفى سرعة استجابة عقولهم لما يمر من أحداث

      تعليق


      • #48
        أخي توحيد .. إذا أدرك العقل حقيقة وجود خالق و سلم بهذه المسألة يسهل بعدها عليه الطاعة للخالق لأنه عندها يستسلم لحقيقة أنه مخلوق هذه غايتي و مبتغاي .. هل لديك مناظرات؟

        تعليق


        • #49
          لا .. ليس لدي مناظرات ...
          ولكن لدي هذه التأملات ... ربما تفيد ...
          تأملات في خلق الله

          _________

          عندما تريد السفر إلى الإسكندرية ... وتذهب لموقف السيارات لتجد ان سائقي الميكروباس مضربين.
          يمكنك أن تعود للمنزل.
          ويمكنك أن تذهب لمحطة القطار.
          ويمكنك أن تذهب لموقف السوبر جيت.

          فإن كان هدفك الوصول للإسكندرية ....
          فستلجأ للاختيار الثاني، أو الثالث.

          وإن كان هدفك ركوب الميكروباس ...
          فمن المشكوك فيه أنك ستصل لأي مكان..
          ____________

          إن كان هدفك الوصول إلى الحق ... فلا يجب أن تصر على طريق واحد للوصول.
          والاولى هو الوصول للحق من أقصر الطرق.
          لاننا لا نضمن أعمارنا.
          ولا نعرف إن كان قد بقي فيها ما يكفي لننفقه في البحث عن الدليل العقلي الذي لا يقبل الشك.
          ثم نكتشف أن هذا الدليل الذي لا يقبل الشك ... هناك من يشك فيه .... لأن عقله (متركب شمال)

          _____________

          هل يوجد دليل على وجود الخالق أكبر وأوضح وأفضل من ان يرسل لك الخالق رسالة يعلمك فيها بوجوده، ثم يدعمها بالبراهين التي لا تحتمل التكذيب على أنه هو مرسل الرسالة؟
          وهل يحق لمن قراها .. واقتنع بصدقها، أن يستمر في البحث عن براهين أخرى؟
          وكيف يبرر ذلك إن سأله الله عنه يوم القيامة؟

          تعليق


          • #50
            كلامك معقول جدا فلتسترسل من فضلك في التوضيح

            تعليق


            • #51
              توضيح اي نقطة تحديداً؟

              ______

              هل ألقيت نظرة على الموضوع الذي وضعت لك رابطه: "تأملات في خلق الله"؟

              تعليق


              • #52
                نعم ألقيت عليه نظرة و فكرت مليا فوجدت أن هناك أشياء أعمق تجعلني أتشكك في وجود الإله أو أنفر منه وهو عدم المعرفة به .. سأطرح عليك بعض الأسئلة و أرجو منك أن تساعدني في الوصول الي إجابة .. إذا كان الله يحبنا لماذا صلت علينا إبليس و صلت علينا أنفسنا ؟

                تعليق


                • #53
                  هذا فهم مغلوط لقضية الحب.
                  وهذا السؤال قد يكون أكثر موضوعية لو تم توجيهه للنصارى الذين يزعمون ان الله محبة. وأنه يحب العصاة والكافرين كما يحب المؤمنين.
                  وهذا يخالف معتقدنا كمسلمين.

                  نحن نؤمن أن الله رحيم ونؤمن انه ودود (سبحانه وتعالى)، ونؤمن انه يحب الطائعين. ولا يحب الكافرين.
                  ونؤمن أن الدنيا دار اختبار ...
                  يتاح للإنسان فيها سبل الخير، وأدواته، وتتاح له فيها سبل الشر وأدواته.
                  وأن الإنسان نفسه يملك غرائز تجذبه نحو الشر، ويملك نوازع للخير تجذبه إليه.

                  فمن غلب خيره شره ... فاز في الدنيا والآخرة.
                  ومن استسلم للشر .. ندم في الدنيا والآخرة.

                  أما عن الشيطان، فليس له من سلطان على المؤمنين:

                  إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ

                  لان كيده كان ضعيفا:
                  ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ فَقَـٰتِلُوٓا۟ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۖ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفًا

                  وليس له على البشر من سلطان إلا ان يدعوهم ... ولهم ان يستجيبوا له، أو لا يستجيبوا.
                  وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

                  هذا ما نؤمن به ... فإن أردت ان تناقشنا فيه، فأهلا وسهلا.

                  تعليق


                  • #54
                    أخي أنت فهمت مقصدي خطأ في مرتين .. أول سؤال لماذا يجب أن يكون هناك إله (أقصد به لماذا يتوجب أن يكون هناك خالق لماذا لا يكون الكون سائرا هكذا دون مدبر لماذا هذا مستحيل ) (و لماذا أحتاج أنا كبشر إله؟)
                    أما السؤال السابق فلا أقصد به محبة النصاري و هذا الكلام إنما أقد بمحبة الله لنا أي أننا محور خلق و أنه يريد بنا الخير و لهذا بعث الرسل والأنياء فلماذا إذا صلت علينا أنفسنا و سلط علينا الشيطان؟

                    تعليق


                    • #55
                      لم أفهمك خطأ يا صديقي .. وإنما:
                      1- بالنسبة لسؤالك
                      (لماذا يتوجب أن يكون هناك خالق لماذا لا يكون الكون سائرا هكذا دون مدبر لماذا هذا مستحيل)
                      فانا أرى ان هذا سؤال افتراضي يغنينا عن الخوض فيه حقيقة أن بين ايدينا رسالة من الخالق تثبت وجوده.
                      فطالما أنا قادر على ان أثبت لك أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق. فأنا في غنى عن الخوض معك في الجدل النظري حول سؤالك الافتراضي.

                      2- وأما نقطتك الثانية:
                      أما السؤال السابق فلا أقصد به محبة النصاري و هذا الكلام إنما أقد بمحبة الله لنا أي أننا محور خلق و أنه يريد بنا الخير و لهذا بعث الرسل والأنياء فلماذا إذا صلت علينا أنفسنا و سلط علينا الشيطان؟
                      فهذا هو بالضبط الوجه الذي فهمتها عليه.
                      لذا بينت لك في إجابتي:
                      1- أن حب الله للبشر ليس حبا مطلقا غير مشروط، ولكنه حب مقيد بأفعالهم. فمن كان من الصالحين كان من المحبوبين.
                      2- أن كيد الشيطان ضعيف، إذ ليس له سلطان على الإنسان إلا أنه فقط يدعوه للوقوع في الخطأ، ويستطيع الإنسان أن يستجيب أو لا يستجيب لتلك الدعوة، وأنه لا سلطان له على المؤمنين .... الخ.
                      فسؤالك كان يمكن أن يكون في محله، لو أن الله سبحانه وتعالى سلط علينا عدوا شديد القوة، لا نملك له دفعا ولا ردا.
                      أما وقد خلق فينا سبحانه وتعالى من نوازع الخير وأدواته ما نستطيع أن ندفع به عن أنفسنا هذا العدو الضعيف ... فلا نستطيع ان ندعي ان الله سبحانه وتعالى ظلمنا - حاشاه - ولا أنه سلط علينا ما لا نطيقه.
                      بل وضعنا في اختبار نستطيع النجاح فيه بسهولة .... إلا إن اخترنا أن نرسب.
                      (عارف لما الجرايد تنشر ان امتحان الثانوية العامة كان في مستوى الطالب المتوسط ... حاجة شبه كده)

                      تعليق


                      • #56
                        -------------------
                        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                        رحِمَ
                        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                        تعليق


                        • #57
                          الأخ الكريم العراب، حيَّاكُم اللهُ تعالى.

                          أرى إجابةَ الأخ توحيد فى مسألة سُلطانِ إبليسَ على البشرِ كافيةً شافيةً بفضلِ اللهِ، ودعنى أوضِّح لكَ الأمرَ فيها بِعدَّة مُلاحظاتٍ مِن العقلِ والواقعِ.

                          أصلا فإنَّ منطقَ السؤالِ مغلوطٌ أخى الحبيب لأنَّه يسألُ عن حالةٍ تفصيلية واحدةٍ يوجد عددٌ لا حصرَ لهُ مِن الحالاتِ المُشابهة لها، فكان الأولى مُناقشةُ القضيَّة الرئيسية التى تفرَّعت عنها تلكَ الحالة، فمثلا لِماذا يُسلِّطُ اللهُ تعالى بعض البشرِ على بعضٍ، لِماذا يخلقُ هتلر مثلا ويُقدِّرُ له الحياة وهو يعلمُ سُبحانه أنَّه سيُشيعُ القتلَ والدَّمارَ فى العالمِ، طيِّب لِماذا يُسلِّطُ اللهُ تعالى الحيواناتِ على بعضِها البعضَ ويجعلها طعاما لبعضها البعض، طيِّب لِماذا يُسلط اللهُ تعالى الشهب والنيازك والكويكبات لتصطدم بالأرضِ، وتفنى بسببها حيواتٌ وتنقرض حيواناتٌ !

                          هل استوعبتَ المسألةَ أخى ؟ أنتَ تسألُ عن سُنَّةٍ كونيَّة للهِ تعالى فى خلقِهِ، فما سينفعُك لو وجدتَ إجابة عن تطبيقٍ واحدٍ فقط مِن تطبيقاتِ هذه السُنَّة هل ستقتنعُ بعدْلِ اللهِ تعالى ؟

                          الغريبُ أخى أنَّك لمْ تنتبه لنقطة منطقية بدهيَّةٍ قبلَ أنْ تسألَ هذا السؤالَ، فالذى أخبرَنا أنَّه سمحَ لإبليس أن يعملَ على إغواءِ البشرِ هوَ نفسُه الذى قال عنْ نفسه أنَّه لا يظلمُ مِثقالَ ذرَّة، قالَ اللهُ تعالى [ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ .... ] ( النساء مِن الآية 40 ) .. بل وأخبرَ أنَّه لا يُحبُّ الظالمينَ فى ثلاثةِ مواضِعَ فى كِتابِه العزيز، آل عِمران 57، 140، وفى الشورى 40.

                          إذا فلدينا قضيَّتان مرجِعُهُما الوحيدُ كِتابُ اللهِ تعالى، السماحُ لإبليسَ بإغواء البشرِ ونفىُ الظلمِ عنْ اللهِ تعالى، فلِماذا نظرْتَ إلى القضيَّة الثانيةِ ولم تعتبر بالأولى ؟ أنتَ هُنا تدخلُ دائرة مُفرغة لا مخرجَ لكَ مِنها وتقعُ فى الدور؛ فلو قُلتَ أنَّ اللهَ تعالى ظالمٌ - وحاشاه سُبحانه - لأنَّه سلَّط إبليس على البشر فهذا معناهُ أنَّه كاذبٌ فى نفى الظلمِ عنْ نفسهِ، ولو كانَ كاذبا فى نفى الظلمِ عن نفسهِ فلِماذا تُصدِّقه فى قولِه أنَّه سلَّط إبليسَ على البشرِ، الأولى عدمُ تصديقه وبالتالى لا تُصدِّق أنَّه سلَّط إبليسَ على البشر وبالتالى يبقى ادعاؤه بأنَّه غيرُ ظالمٍ ادعاءا سالِما عنْ المُعارِض، هل فهمتَ هذه المُشكلة ؟

                          المُشكلةُ أخى أنَّ الكافِرَ يُلقى بهذه الشُبهاتِ على الإسلامِ مِن مُنطلقِ كُفرِه بهِ دونَ إنصافٍ أو عدلٍ وكلُّ ما يعنيه هو إثباتُ بُطلانِ الإسلامِ ولو بالإجحافِ والظلم، ولكن أنتَ مَنْ يجبُ أن يربأ بعقلِه عن هذه السخافاتِ.



                          يُتبعُ بإذنِ الله ......
                          وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                          رحِمَ
                          اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                          تعليق


                          • #58
                            منهجُ المُسلمين فى التعامُلِ معَ هذهِ القضايا


                            يقولُ اللهُ تعالى فى مُحكمِ التنزيل [ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ] ( آل عِمران ).


                            يقولُ الإمامُ بنُ كثيرٍ عليهِ رحمةُ اللهِ تعالى :

                            "يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات, هن أم الكتاب, أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد, ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم, فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ولهذا قال تعالى {هنّ أم الكتاب} أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه {وأخر متشابهات} أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد."

                            ويقولُ :

                            "ولهذا قال تعالى {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل {فيتبعون ما تشابه منه} أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال الله تعالى: {ابتغاء الفتنة} أي الإضلال لأتباعهم إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وتركوا الاحتجاج بقوله {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه} وبقوله {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} وغير ذلك من الاَيات المحكمة المصرحة بأنه خلق من مخلوقات الله وعبد ورسول من رسل الله."

                            ويقولُ :

                            "وقوله إخباراً عنهم {يقولون: آمنا به}, أي المتشابه, {كل من عند ربنا} أي الجميع من المحكم, والمتشابه حق وصدق, وكل واحد منهما يصدق الاَخر ويشهد له, لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد, لقوله: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}, ولهذا قال تعالى: {وما يذكر إلا أولوا الألباب} أي إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها أولوا العقول السليمة والفهوم المستقيمة".



                            فمَسلكُ الراسِخين فى العِلمِ ومسلَكُ العُقلاءِ بِعامَّة إذا عرَضت لهُم قضيَّتانِ إحداهُما مُحكَمَةٌ والأخرى مُتشابهةٌ فإنَّهم يحكمون بالمُحكَمِ على المُتشابِه ولا يحكمونَ بالمُتشابِهِ على المُحكَم.

                            والقضيَّتانِ اللتانِ أمامنا الآنَ إحداهُما مُحكمةٌ وهى "
                            نفىُ الظلمِ عَنْ اللهِ سُبحانه"، والأخرى مُتشابِهة وهى "السماحُ لإبليسَ بإغواءِ البشرِ".

                            فأمَّا القضيَّةُ الأولى فمُحكمةٌ لأنَّها جاءت بِعباراتٍ صريحةٍ لا تحتملُ لبسا فى نفى الظلمِ عنْ اللهِ جلَّ جلالُه بحيثُ لا يُفهمُ مِنها غير هذا المعنى.

                            وأمَّا القضيَّة الثانيةُ فمُتشابِهة لأنَّها مُتعلِّقةٌ بالحِكمةِ والعِلمِ الإلهيَّين، ولمَّا لم يكُن لنا وسيلةٌ للاطلاعِ على حِكمةِ اللهِ تعالى أو الإحاطةِ بِعلمهِ سُبحانه - وهو الخالق ونحن المخلوقون - فلا يُمكننا والحالُ هكذا أنْ نحكُم على هذه القضيَّة بأنَّها تقتضى أنَّ اللهَ تعالى ظالِمٌ، فقدْ يكونُ فى عِلمهِ وحِكمتِهِ ما يُبرِّرُ هذه القضيَّة وينفى مِنها الظلم.


                            فمسلَكُ الرَّاسخين فى العِلمِ هُنا أنْ يقولوا آمنَّا بالقضيَّتين كِلتاهُما مِن عِندِ ربِّنا :

                            * آمنَّا أنَّ اللهَ تعالى ليسَ بِظالِم.
                            * آمنَّا أنَّ الله تعالى سمحَ لإبليس بالعمَلِ على إغواءِ البشر.

                            ومسلكُ الرَّاسخين فى العِلم ألا يتَّبعوا المُتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِ كِتابِ اللهِ على هواهُم بل يتبِّعون المُتشابه ابتغاءَ تنزيل المُحكمِ عليهِ وردِّ المُتشابِهِ إليه :

                            * آمنَّا أنَّ سماحَ اللهِ تعالى لإبليسَ بالعملِ على إغواء البشرِ ليسَ ظلما لأنَّ اللهَ تعالى لا يظلمُ النَّاس شيئا.



                            أنتظرُ أن تكتُبَ لى السطرَ السابقَ أخى العراب قبل أنْ أُكمل ردِّى.


                            يُتبعُ بإذن الله .....
                            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                            رحِمَ
                            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                            تعليق


                            • #59
                              تقول : لِماذا أصدِّق أنَّ الله تعالى ليسَ بِظالمٍ


                              قد تقولُ أخى الكريم : لماذا أُصدِّق أنَّ اللهَ ليسَ بِظالمٍ ؟

                              وهُنا نأتى للنقطة الأهمِّ فى هذا التأصيل وما يسبقُ التفصيلَ ألا وهىَ :

                              هل آمنتَ مبدئيا بأنَّ القرآنَ الكريمَ هِوَ كِتابُ اللهِ تعالى وخِطابُه الإلهىُّ ؟

                              ولكى تفهمَ أهميَّة هذه النقطة دعنا نفترضُ مَعًا ثلاثة احتمالاتٍ :

                              الأوَّل : أنتَ تؤمنُ أنَّ القرآنَ الكريمَ كلامُ اللهِ تعالى.

                              إذا كُنتَ تؤمنُ أنَّ القرآنَ الكريمَ هوَ كلامُ اللهِ تعالى وخِطابُه الإلهىُّ فستجدُ أنَّ الأقربَ إلى العقل والمنطِقِ والفِطرَة السويَّة أنَّ اللهَ تعالى ليسَ ظالما، فأنتَ ترى فى الكونِ مِنْ حولِك قُدرَة الله تعالى وعظمَته وسِعة مُلكِه واستغنائهِ عَنْ جميعِ خلقهِ.

                              * فاللهُ سُبحانه هو مالكُ كلِّ موجودٍ
                              ولا يُسمَّى المالكُ ظالما لو تصرَّف فى مِلكه بأىِّ طريقٍ، أترى نفسَك ظالِما إذا حطَّمتَ قلمَك أو رميتَ هاتِفك ؟

                              * واللهُ سُبحانه مُستغنٍ عَنْ جميعِ خلقِه، فلا يحتاجُ أنْ يظلِمهم
                              ولِماذا يظلمُهم وهُم لن يبلغوا ضُرَّه فيضروه ولن يبلغوا نفعه سُبحانه فينفعوه ؟

                              فالأقربُ للعقلِ والمنطِقِ والفِطرةِ السويَّةِ أنْ تُصدِّق أنَّ اللهَ تعالى ليسَ ظالما، إنْ كُنتَ تُصدِّق أنَّ القرآنَ كلامُه.


                              الثانى : أنتَ لا تؤمنُ أنَّ القرآن الكريمَ كلامُ اللهِ.

                              إذا فأنتَ هُنا تدَّعى أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم كاذِبٌ فى قولِه أنَّ القرآن الكريمَ مِن عِندِ الله، فيمتنعُ عقلا بعدَ ذلكَ أن تُصدِّقَه فى شئ، فلا تُصدِّقه فى قوله بنفى الظلمِ عن الله، ولا تُصدِّقهُ فى قوله بسماحِ اللهِ لإبليس بإغواء البشر،
                              فليس ثمَّ محلٌّ لمُناقشةِ هذه المسألة مِن الأصلِ.


                              الثالث : أنتَ لا تعلمُ إنْ كان القرآنُ الكريمُ كلامَ اللهِ أم لا.

                              فعليكَ إذا قبلَ أنْ تسألَ فى هذهِ المسألةِ الفرعيَّة أن تحسِمَ القضيَّة الكُليَّة؛
                              لِتعرِف إذا كانَ القرآنُ كلامَ الله فتؤمِنَ بعدلِه الإلهىِّ أو كان ليسَ بِكلامِه فتصرِف نفسَك عنْ البحثِ فيهِ بالكليَّة.


                              ولكنْ حتى فى هذهِ الحالةِ يكونُ الأقربَ إلى العقلِ تصديقُ القضيَّة الخاصَّة بالعدلِ لأنَّه لو كانَ "تسليطُ إبليسَ على البشر" ظلما لمَا أخبرَ عنهُ القرآنُ الكريمُ، فما مصلحةُ صاحِبِ القرآنِ الكريمَ فى الفرضينِ - اللهُ تعالى أو مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم - فى قصِّ هذه الحِكايةِ ؟ أما كان الأولى ألا يُثير هذه الشبهاتِ ؟ أ
                              ما كان الأولى أن يُخبرَ أتباعَهُ أنَّهم لا يقربُهم الشيطان وأنَّ اللهَ محبة وأنَّهم يتبررون بالإيمانِ وحدَه وأنَّهم مطهرون مِنَ الدنسِ ؟ الأقربُ للعقلِ إذا أن يكونَ للأمرِ بُعدٌ آخر مُتعلق بِحكمةٍ ربَّانيَّة خفيَّةٍ وعِلمٍ إلهىٍّ واسِعٍ.

                              ولأنَّ الإسلامَ هو دينُ اللهِ تعالى فقدْ علِمَ المُسلمونَ هذه الحِكمةَ الربَّانية مِنَ العِلمِ الإلهىِّ الذى انزلَهُ اللهُ تعالى فى كِتابهِ العزيز لِهدايةِ الخلقِ أجمعين.

                              ولكن لأنَّ مسلكَ الرَّاسخين فى العِلم ألا يتَّبعوا المُتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلِ كِتابِ اللهِ على هواهُم بل يتبِّعون المُتشابه ابتغاءَ تنزيل المُحكمِ عليهِ وردِّ المُتشابِهِ إليه :

                              فإنى أنتظرُ مِنكَ أولا أن تقول :
                              آمنَّا أنَّ سماحَ اللهِ تعالى لإبليسَ بالعملِ على إغواء البشرِ ليسَ ظلما لأنَّ اللهَ تعالى لا يظلمُ النَّاس شيئا.



                              أنتظرُ أن تكتُبَ لى السطرَ السابقَ أخى العراب قبل أنْ أُكمل ردِّى.
                              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                              رحِمَ
                              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                              تعليق


                              • #60
                                ما دمت تحب الحوارات أخي الكريم - العراب - فهذا من أفضل الحوارات التي أحب قراءتها، و الحقيقة أن كل كتابات أستاذنا (حسام الدين حامد) تستحق القراءة المتأنية.
                                http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35365
                                (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الزمر46
                                (اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) من حديث استفتاح النبي - صلى الله عليه و سلم - صلاته بالليل.
                                الراوي: عائشة - المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 770 خلاصة الدرجة: صحيح

                                (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) الفرقان 31
                                (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آل عمران 8

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:35 ص
                                رد 1
                                51 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة abubakr_3, 12 ديس, 2023, 08:24 ص
                                ردود 2
                                94 مشاهدات
                                1 معجب
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة تقي احمد, 18 نوف, 2023, 01:51 ص
                                ردود 0
                                26 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة تقي احمد
                                بواسطة تقي احمد
                                 
                                ابتدأ بواسطة Abubra, 2 نوف, 2023, 08:21 ص
                                رد 1
                                57 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 02:01 ص
                                ردود 8
                                33 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X