العَلــمــانية البــئيــسة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الطلحاوي الإسلام اكتشف المزيد حول الطلحاوي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العَلــمــانية البــئيــسة

    في عـقل اللائكي أحيانا تجـول الأفكـار الفاسدة فتـطفوا زبدهـا لتكسوا ثقافتـه ، ففي زمـن أصبحَ فيه المثقف و السياسي اللائكيين لا يحسنـان إلا العزف علـى لغات الدجل و السفسطة تحـوَّلــت المشاريع الفكرية اللائكية إلـى عوامـل إجهـاض و تشويش فتُقدِّمُ نفسهـا كأنـساق تَستميتُ عبثا لتجد لهـا مكـانا في التربة الإسلامية الحديثة ، و كـلمـا اقتربت الأفكـار التجديدية للإسلاميين الذين فنوا مسارات أعمـارهم في المنـافي و الفيافي و المعتقلات إلا و تسمعُ لغـط اللائكيين تأخذهـا ضجيجُ اللغة الجافة تستعجِـلُ الإطاحـة بأية محاولة تـرمي إنـزال المشروع الإسلامي محل التكييف . و المـلاحِظ البسيط في أعـقاب الصعود الإسلامي الأخير يكشف عن العيون الحاقدة و العقول الكـارهة التي وسمت منطق التحليل الصحافي و السياسي ،إذ أتقنـوا فـن التسلط و القفز السريع علـى محاولات الإسلاميين ترجمـة أفكـارهم من أول وهلـة يسابقون الرياح بـلا فائدة ، فهـم في تونس لـم يهدأ لهم بـال منذ أن صعد مناضلو حركة "النهضة" إلـى الحكم يلمزونهم بألسنة حِـداد و يحتمون بتفاهاتهم اللغوية و قواميس مـا تعلموهم من أسيادهم صنـاع "الكونية" . هُـم قد كشفوا في جانب كبير منه عن بؤس الأفكـار الحرة التي يعتنقونهـا و عبّـروا بواسطتهـا علـى أسلوبهم الاستئصالي الذي ميزهم طويلا ، فليتَ شعري، أيـة مشاريع يملكونهـا هـؤلاء و هـم يفتقرون لأدبيات الاحترام الواجب لمن اختـارتهم أصوات الشعب بـلا إكـراه ؟ و إلـى متـى سيظل اللائكي شاردا عن ثقافـة توسل الإصلاح من طريقهـا السلمي التداولي ؟ و هـل أصبح هـذا العـقل مُغلقـا إلـى هـذا الحد الذي جعلهُ كالعقل الجاهلي لا يتيح للآخرين التعبير عن آرائهم ؟ فِـعلا ، فعندمـا "يتنور" منطقه السياسي فإنـهُ يُــنتجُ تراكمـا عَدائيا للأصالة و يمضي في تقبيح نفسه من حيث يزعم تبني الإصلاح الرشيد ، و عندمـا يبلـغ هـذا التراكم عتبتهُ يصير بذلك دليلا غير قابل للطعن فيه علـى استحـالة التعـايش معه بفعل التنـاقض الحاد الذي يسكن عقله الهجين ، و لـطالمـا حلل المفكـر منير شفيق آفـات التغرب السياسي التي أفرزت أنمـاطا بشرية مُـستنسَـخة في أنـابيب الغرب فحق للإنسان أن يجزع لمـا آلت إليه عقول لائكيينـا . و مـع كـل وقاحـاتهم السياسية التي تضع قطيعـة مع المخزون الروحي للأمـة فإنهم لا يخجلون من ممـارسة "المعارضة" المنحرفة بطريقـة تنم عن عقلية "الذين لن تؤمن قلوبهم "حيث صارت احتجاجات البعض منهم قاب قوسين من أن تصير اعتراضات علـى الإسلام نفسه و ليس علـى تصور الإسلاميين لكيفيات التنزيل ( الموقف من مشروع تجريم إهـانة المقدسات نموذجـا المفترض دسترته) .
    إن كـانت الحماقات الفكرية التي خلفتهـا عهود "توطين" لائكية بورقيبة و بن علي قد أفرزت حقا تلك الضحالـة في الموقف السياسي للمعارضة اللائكية المنحرفة فـلا نتوقعُ من مجتمع سياسي مُـستهلك لثقافة الصنم الغربي بأن يرتفعَ عقله ليمـارسَ نقدا سريعـا لبرامج الآخرين إذ تجاعيد الانحنـاء تبلغُ مدـاهـا السحيقة لتصل إلـى طمس صوت الفطرة و نداء العـقل . لكننــا و نـحن نتأمـلُ مكنون هـذا العقل الغريب حتـى علـى منظري السياسات الوضعية تأخذنـا الحيرة في وصفه ، فهـو صـارَ يقدم ذاته كصاحب طرح فكري يتغلف بالشعارات المدنية في وقت يخرق أدبيا قواعد و أصول الديموقراطية التي تلزم الأطراف بقبول مـا آلت إليه الصنـاديق فمـا رضيَ لنفسه بالهزيمة السياسية التي وجههــا إليه الشعب و لو آنيا ، و هــو فوق كـل ذلك لا يبـالي بالتشكيلات السياسية للحكومـة الجديدة التي أخذت ط،تبعـا تشاركيا صِرفا رغم مـا كان لحركة النهضة من حرية الاستفراد بالسلطة آنذاك ، عجيب أمر هـذا العقل الذي صنـعَ البلاوا الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية لعقود كيف يقفـز في الساحة كمـا يقفز البهلواني الفاقد لوظيفة لعب الأدوار علـى الخشبة ! فإن كـانت أنيابه قد كُـشِّرت فيسارع في استعداء الشارع و إثارة القلاقل مستغـلا الأوضاع الانتقالية الصعبة (و التي صنعهـا العقل اللائكي المتطرف نفسه ) و الحكومـة أخـلاط سياسية ببرامج مخضرمـة فمـاذا كـانت ستكـون تصرفاته السياسية و أفعـالهُ الكراكيزية لـو قُــدِّرَ "للنهضة" ممـارسة الفعل السياسي كمـا حددتهــا ديباجـة الاجتهـاد الإسلامي الذي انتهــى إليه المفكر راشد الغنوشي ؟ حتمـا جنون مسعور ليس إلا .
    إن عـاهـة العديد من اللائكيين للأسف لا تنــحصر فقط في الهشاشة و الضحـالة الدينية التي يعـانون منهـا أقطابهـا و قياداتهـا ،بله طبقاتهم الشعبية المحدودة، و إنمـا تمتد لتلامس خطـاب الازدواجية الذي تكشف عنهُ في كل وقت منـاسبات تـاريخية و محطات سياسية ، فهو خطاب في بعده الغـالب لا يأخـذ خـطا صريحـا يحدد به علاقاتهُ و مواقفه ، و إنما صـارَ وفيا "للميكيافيلية" ذات النزعـة المصلحية "الطائفية" تُـمجِّـد منطق التعاقد الحر و التشارك البنـاء و لغة احترام سلطة الشعب في خطابات العموميات الصحافية الاستهلاكية لكنهُ لا يتـملَّـك نفسه حينمـا تنكشف سوآته المتمثلة في حجم المشروعية الشعبية الهزيلة فـلا يجد بديلا عن لغـة الابتزاز السياسي و استدعـاء مفردات الحقل الغربي في شقهـا السياسي المدني . و مـع أننــا لا نميل إلـى تعميم ظاهـرة الحنق اللائكي عند الهزيمة فإننــا نــقر في المقابـل بوجود لائكيين وطنيين مخلصين همهم إنـقاذ البلد من أوحـال التخلف و براثن الانحطاط الاقتصادي الرهيب بالرغم ممــا يُـعابُ عليهم أحايين من محاولات فرض التصور الأحادي اللائكي المتمثل في الإصرار الصلب علــى استصحاب المفردات التي تتداولهـا المعاجم الغربية(المساواة،الحق كما تشخص في الغرب...).
    علــى أية حــال ، فمقياس نبـض هـذا العقل اللائكي يتبدى تدريجيا عند الصدمـة،صدمـة التقهقر الشعبي و حجم الامتداد الاجتماعي حينما تحين الفرصة السياسية التي تفتح أبوابهـا لصنـاديق الاقتراع بشكل نـزيه ،و هـو اختبار حقيقي لكـل الأطـراف لمعرفة مـدى النضج السياسي و درجة الرشد الفكري لهـذا التيار أو ذاك ، و لـو جـاز لنـا إجراء مقارنـة لخطابات الزعمـاء الإسلاميين في موقفهم من نتـائج الانتخـابات -على افتراض نزاهتها طبعا- مـع الزعمـاء اللائكيين لوجدنـا إقرار الإسلاميين بأية نتيجة تفرزهـا الصناديق بمـا في ذلك اعترافهم بالهزيمة ( تصريحات الغنوشي ، تطمينات الأستاذ عبد السلام ياسين في الإسلام و الحداثة بعدم الانقلاب عليها مهمـا كـانت نتائجهـا ،...) ، في حين يلتزم اللائكيون التخندق في العموميات و القفـز علـى النتـائج متـى مـا انحازت الأصوات لغيرهم كمـا قفزوا عليها في الجزائر ،سبة اللائكيين أبد الدهر .

  • #2
    السلام عليكم..
    المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
    فإننــا نــقر في المقابـل بوجود لائكيين وطنيين مخلصين همهم إنـقاذ البلد من أوحـال التخلف و براثن الانحطاط الاقتصادي الرهيب بالرغم ممــا يُـعابُ عليهم أحايين من محاولات فرض التصور الأحادي اللائكي المتمثل في الإصرار الصلب علــى استصحاب المفردات التي تتداولهـا المعاجم الغربية(المساواة،الحق كما تشخص في الغرب...).
    يجب التفصيل في نقطتين هاهنا:
    أولا إن كان همهم إنقاذ البلد من اوحال التخلف علينا اولا ان نحدد مفهوم التخلف في فكر اللائكي..وهل يتماشى هذا المفهوم مع ما يريده الشعب..ثم إثر ذلك نحدد إن كان هذا المفهوم يُصنف كإخلاص أم كخيانة..إنقاذ للبلد ام إغراق له..
    وبما اننا نتحدث عن الفكر اللائكي تحديدا وهو الفكر العلماني المتطرف او لنقل النسخة الفرنسية للعلمانية..ولا يخفى أن جميع معتنقي هذا المذهب الفكري دونما استثناء يجمعون على معاداة الدين بشكل شامل ويدعون إلى اجتثاثه من الحياة العامة...وهذا هو مفهوم التخلف والرجعية في نظرهم..وتحقيقهم لهذا الهدف هو ما يعبرون عنه بالنضال الوطني وإنقاذ للبلد من براثن التخلف..فإن وُجد لائكي بل وعلماني يتبني عكس هذا المفهوم للتخلف والرجعية فقد ارتد عن علمانيته ولائكيته ولا شك..وبالطبع بعد هذا التعريف لا يمكننا تصنيف سعي اللائكي لخدمة وطنه وإخلاصه له لإنقاذه من وحل التخلف والرجعية مصلحة وإنما هي مفسدة واجبة الإجتثاث..
    ثانيا وهو الجانب الإقتصادي..إذ لا يحق للعلماني ان يتحدث عن الإنحطاط الإقتصادي وهو من تسبب في هذا الإنحطاط على مر عقود..!..فالأنظمة البائدة هي انظمة لائكية بامتياز أهلكت الحرث والنسل..فبما سيُبشرون ؟

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مستفيد مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم..

      يجب التفصيل في نقطتين هاهنا:
      أولا إن كان همهم إنقاذ البلد من اوحال التخلف علينا اولا ان نحدد مفهوم التخلف في فكر اللائكي..وهل يتماشى هذا المفهوم مع ما يريده الشعب..ثم إثر ذلك نحدد إن كان هذا المفهوم يُصنف كإخلاص أم كخيانة..إنقاذ للبلد ام إغراق له..
      وبما اننا نتحدث عن الفكر اللائكي تحديدا وهو الفكر العلماني المتطرف او لنقل النسخة الفرنسية للعلمانية..ولا يخفى أن جميع معتنقي هذا المذهب الفكري دونما استثناء يجمعون على معاداة الدين بشكل شامل ويدعون إلى اجتثاثه من الحياة العامة...وهذا هو مفهوم التخلف والرجعية في نظرهم..وتحقيقهم لهذا الهدف هو ما يعبرون عنه بالنضال الوطني وإنقاذ للبلد من براثن التخلف..فإن وُجد لائكي بل وعلماني يتبني عكس هذا المفهوم للتخلف والرجعية فقد ارتد عن علمانيته ولائكيته ولا شك..وبالطبع بعد هذا التعريف لا يمكننا تصنيف سعي اللائكي لخدمة وطنه وإخلاصه له لإنقاذه من وحل التخلف والرجعية مصلحة وإنما هي مفسدة واجبة الإجتثاث..
      ثانيا وهو الجانب الإقتصادي..إذ لا يحق للعلماني ان يتحدث عن الإنحطاط الإقتصادي وهو من تسبب في هذا الإنحطاط على مر عقود..!..فالأنظمة البائدة هي انظمة لائكية بامتياز أهلكت الحرث والنسل..فبما سيُبشرون ؟

      مـرحبا أخـي الكريم

      لا أختــلف معـك في مـا أثرتهُ من معطيات و أزيــد بأن الفكر اللائكــي صنــعَ بنفســه و شحمــة بــلاوا الخـراب و أشرفَ علــى تـدبيره مـع مـا بينهم من تـفاوت في الغـلو . فلائكيـة حـامد نصر أو فودة أو عصيـد أو عبد الرزاق عيد أو العشمـاوي أو سيد قمنـي أو أمين العـالم أو سعد الدين ابراهيم أو محمد أركون أو العروي أو كمـال عبد اللطيف و غيرهـم تــفاوت في الدرجـة و ليس في النـوع ، منهـم مـن قـادتهُ نظرته الخـاطئة للإسـلام إلـى الأخـذ بالمنطلقـات العَلـمانية في السياسـة من بـاب المـحـاكاة للنمـاذج الغربية في الإصـلاح مــع عـدم الطعـن في الإسلام كدين سمـاوي، و منهـم مــن تغول عقلـه و صـارَ مرجعيـة لذاته يرســل أحكـامه المسمـومـة ليطعـن في أصول الإسـلام و يطـالب باجتـثاثـه بصفته مصدرا للتخلـف و الرجعـية . و الدكتـور محمد عمـارة قـامَ بتصنيف دقيق للعَلمـانيين و تشريح لعقلياتهم في كتـاب "الحوار بين الإسلاميين و العَلمـانيين" يُوضح فيه الأطـراف العَلمانية التي تستحـق معهـا الحوار ، فليس كـل اللائكيين في رأيي كتلـة واحدة ففيهــم مــن النـاس من يحتـاجون لتنوير عقلـه و اللقـاء معـه في عدد كبير من القضـايا المشتـركـة و فيهــم مــن يستحيل التوافق معــه بسبب التنـاقض الكـلي مـع أصول الدين نفسـه . فأمـثال هـؤلاء في رأيي يمثلـون الشــر المستطير و قـاعدة التخلف و الكسـاد.
      اللائكيون في العـالم العربي حكمـوا و لازالـوا يحكمـون بالسوط و النـار و هـم الذين رعـوا الفـساد تحت أنظـارهم فشـردوا المجتمـع و قـامـوا بتقطيع عـلاقاته الاجتمـاعية الأخوية و أسهمـوا في بنـاء تفكك فكري و سيـاسي و اقتصادي و اجتمـاعي أردى بنـا إلــى مهـاوي التخـلف ، اللائكيون استبداديون مـارسوا شتـى ألـوان القهـر السياسي و لاحـقوا الأحـرار المنـاهضين للتبعية الثقافية و الاقتصادية و أعـدمـوا الشرفـاء الدعـاة و حـاصروا المجـاهدين في كل مكـان .و مـا يحدث الآن في مـصر أكـبر دليل علــى فوضويـة اللائكيين و شغبهـم السياسي إذ عبروا عـن طفولتهم السياسيـة و انحطـاطهم الأخـلاقي منذ أن هُزمـوا في الانتخـابات الرئـاسية و لُفـظوا من الشعب لفظـا .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
        ففيهــم مــن النـاس من يحتـاجون لتنوير عقلـه و اللقـاء معـه في عدد كبير من القضـايا المشتـركـة و فيهــم مــن يستحيل التوافق معــه بسبب التنـاقض الكـلي مـع أصول الدين نفسـه . فأمـثال هـؤلاء في رأيي يمثلـون الشــر المستطير و قـاعدة التخلف و الكسـاد.

        مرحبا أخي الكريم..
        أتفق معك في كل قلته إلا في هذه النقطة..وهي نفس النقطة التي فصلتُها في ردي السابق وقلتَ أنك لا تختلف معي في ما أثرتُه..ولكنك اختلفت -ابتسامة-
        ما أنتَ بصدد الحديث عنه أخي الكريم فصّله الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"..فالأولى كما قلتَ تقتصر على فصل الدين عن الدولة وتلتزم الصمت حيال الماورائيات والغيبيات فلا تقر ولا تنفي والثانية أيضا كما قلتَ هي استأصالية دموية متأثرة بلائكية فرنسا الدموية..ولكن لو ألقينا نظرة تاريخية أخي الفاضل لوجدنا أن اللائكية في بداياتها لم تكت استأصالية معادية للدين فمنظروا العلمانية كجون جاك روسو وأسبينوزا وهوبز و جون لوك وغيرهم، لم ينكروا دور الدين في التنظيم الاجتماعي أو الأخلاقي ولكنهم جعلوا من العلمانية كإجراء للحد من دور الكنيسة وتدخلاتها في الدولة ثم مع التطورات الإديولوجية بظهور الفلسفة الوجودية والشيوعية تحولت العلمانية كما نراها اليوم -أقصد المتطرفة-..الشاهد من هذا أخي الكريم أن العلمانية الجزئية هي مرحلة تأسيسية للعلمانية الشاملة..فهي أشد خطرا ودعاتها أشد مكرا وخبثا وهم الذين يمثلون الشر المستطير فهي فكرة تنظيرية للتخلص من الدين للأبد ولو بعد حين..والهدف من ظهورها والدعوة إليها في مجتمعاتنا العربية جاء لسببين..أولا لأن العلمانية تعاني من الرفض الشعبي الواسع لها..وعدم قدرتها على التواصل مع الشعوب المسلمة وعجزها عن اختراق عقلها الجمعي..ولهذا تقوم بتغيير جلدها بأساليب وطرق ملتوية بتجنب الصدام العقدي -في مرحلة أولى- لعلها تنال القبول ثم في مرحلة ثانية تمرر أجندتها ورؤيتها الثقافية والاجتماعية والسياسية للبلاد تماما كما حصل في الغرب..والسبب الثاني هو أن تُمثل أرضية ملائمة لاحتواء ما يسمى بالإسلاميين المعتدلين قطعا للطريق على الإسلام الحق..
        ودعوتك أخي لهذا النوع من التحالف أي بين العلمانية الجزئية و"الإسلام الجزئي"
        ينفي عن الدين الإسلامي شموليته ونقائه ..ومقولة أن لا تعارض بين الإسلام والعلمانية الجزئية كما فهمت من كلامك حول القضايا المشتركة باطلة لا أصل لها في الدين..

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مستفيد مشاهدة المشاركة

          ودعوتك أخي لهذا النوع من التحالف أي بين العلمانية الجزئية و"الإسلام الجزئي"
          ينفي عن الدين الإسلامي شموليته ونقائه ..ومقولة أن لا تعارض بين الإسلام والعلمانية الجزئية كما فهمت من كلامك حول القضايا المشتركة باطلة لا أصل لها في الدين..

          مرحبا أخي الكريم

          رأيــي أن العَلمـانيين أصنـاف و أشكـال ، و التعـاون مـع "المعتدلين" أمر ضروري لتحجيم الاختـلاف،فـلا منـاص من التوافق علـى المشتركـات بمـا لا يتعـارض مـع الإسلام و لا يُفهَم من هـذا انزياح المشروع الإسلامـي عـن مرجعيته بل الوصول إلـى قدر من التـفاهـم إذ أن ثمـة كثير من التخوفات العَلمـانية في عقول أهلـها تحتـاج من الإسلاميين فتـح نقـاش حولهـا، و أعتـقد أن المسيري رحمـه الله في الجزأين المذكورين كـانَ يركـز كثيرا عـن المفهـوم الدقيق للعَلمـانية بوصفهـا فصل الدين عن الحياة و ليس فصل الدين عن السياسة فتعـرض للمسكوتـات العلمانية التـي ترتبط بالمجتمـع و الأسرة و غيرهـا من الروابط الاجتمـاعية التي تفككهـا العلمانية بسياساتهـا المادية، و كـان رحمه الله كـانَ قد تحدث في "الحداثة و مـا بعد الحداثة" عـن المادية الصلبة و المـادية السـائلة في تفسيره العَلمـانية الغربية .
          ومـا كنتُ قد قلتُهُ في مقال مُعنون ب "اللائكية الاجتماعية' قريب إلـى هـذا المعنـى .ف"العلمانية" تمثل مرجعية دهرية و رؤية للإنسان و الحياة بموجبها يتم التشريع للإنسان "الحيوان" بما يشبع حاجاته المادية و يلبي رغباته المحسوسة بعيدا عن الأسئلة الكبرى حول ماهية الوجود و غاياته ، فالنظام العلماني لا يأبه في سننه بالمجال الأخلاقي و بنظام القيم بقدر ما تدور أساساته حول المصالح المادية و تحقيق قدر من التمدن الصناعي و التقني حتى لو اصطدم ذلك بالقيم الأخلاقية ، و لذلك وجدنا معظم القواميس الغربية في تعريفاتها "للعلمانية" sécularisme تدور حول الاهتمام بما هو دنيوي محض ، ففي معجم اللغة البريطانية نقرأ في مادة "العلمانية" أنها تهتم بالدنيوي أو الاعتقاد بالدنيويات و أن العلمانيséculariste هو ذلك الشخص الذي يؤسس سعادة الجنس البشري في هذا العالم دون اعتبار للنظم الدينية أو أشكال العبادة ...و في معجم أكسفورد أن معنى secular دنيوي أو مادي و ليس دينيا و لا روحيا مثل التربية اللادينية و الفن و الموسيقى اللادينية .. و تعني أيضا الرأي الذي يقول إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساسا للأخلاق و التربية...

          تعليق


          • #6
            مرحبا أيها الفاضل..تحية طيبة
            من الواضح اننا لم نختلف حول العلمانية كمفهوم لاديني دنيوي..ولا على كونهم أصناف..
            الإختلاف الأول بيني وبينك كان حول مفهوم اللائكية فحديثك جاء عاما قصدتَ به المتطرف والغير متطرف في حين أن هذا الإصطلاح -أي اللائكية- يُطلق على النسخة الفرنسية المتطرفة..
            الإختلاف الثاني كان حول الجمع بين المتناقضين وقصدي هنا العلمانية "الوديعة" إن صح التعبير والإسلام..فقد سبق وأن قلتُ أن منظري العلمانية انفسهم لا يعادون الدين ولا ينكرون دوره في المجتمع.. وهنا أقول بأنه لا يخلُ باطل من شيء من الحق ولكن لا بد ان تنظر لأي فكر كمنظومة متكاملة لا كأجزاء..وهنا اختلافي معك..فالعلمانية المعتدلة لا تعادي الدين في المجتمع او في المسجد ولكنها تُعاديه كنظام حكم..لذا يجب أن تكون النظرة للمنظومة لا لجزء منها..فهذا الجزء الخلافي يُعتبر منطقة تصادم يُسقط بقية الأجزاء مما اعتبرته نقاط مشتركة..وهو ما يجعل من التحالف العلماني الإسلامي مجرد ضحك على الذقون..إذ كيف لفكر مبدأه العام فصل الدين عن الحكم يتحالف مع حزب ديني في الحكم ! وكيف لحزب ديني يتحالف في حكمه مع حزب مرجيعيته تدعوا لاجتثاثه من سدة الحكم !!
            يا أخي الكريم قد تجد نقاط مشتركة بين باطل وباطل ما لم تُحل بينهما منطقة تصادم ولكن يستحيل أن تجد توافق بين باطل وحق في مسألة تدعو لإحقاق الحق وإبطال الباطل حتى ولو كان في هذا الباطل شيء من الحق..فمثلا اللبرالي سياسة يمكن أن يكون اشتراكيا في الإقتصاد أو اللبرالي فكرا يمكن ان يكون اشتراكيا في الإقتصاد كما هو الحال في أنظمة بريطانيا وفرنسا وحتى على سبيل الأفراد ففرح انطون وشبل الشميل وهما من أعلام العلمانية العربية نجد ان مظلتهم علمانية وفي مسألة الحقوق السياسية ليبراليين وفي الأمور الإقتصادية اشتراكيين خاصة شبل الشميل..لكن ومع ذلك يستحيل أن تجد اللبرالي في الإقتصاد اشتراكيا في الإقتصاد لأن هذه تُعتبر منطقة التصادم..نفس المنطقة لتي تُحيل إلتقاء الإسلام والعلمانية ولو كانت جزئية..فأي وفاق هذا الذي سيحدث.. هل سيحرمّون الربا عاما ويُحلونه عاما..كحل توافقي !..هل سيمنعون الخمر والإختلاط عاما ويُحلونه آخر أيضا من باب التوافق !..ووو وقائمة التشريعات تطول..بل إن ما اعتبرته نقاط مشتركة نظرا لحكمك الجزئي على تلك النقاط ومن خلال نظرنتنا لها كمنظومة متكاملة سنجد انها لا تقل حدة عن الإختلاف في المبدأ العام..فمفهوم الوطنية مثلا إذا ما تعارض مع الدين تعراضت مواقف الفريقين وتباينت..فهذا سيقدر مصلحة الوطن على قدر قربها من الدين والشق الثاني لا يهمه إن تعارضت..فيصبح الوطن مثل السيارة بمقودين لكل وجهته الخاصة..وفي المجال الإقتصادي هذا يبني اقتصادياته على المعاملات الربوية والآخر يُلغيها !..وإنقاذ البلد من وحل التخلف والرجعية سيكون وفق أية مرجعية..فلا يغرنك عدم التصريح بالعداء للدين فذاك هو الخطر الحق وخطره أكبر من التصريح به..وكما يُقال كلما اقترب الباطل من الحق كلما كانت الضلالة به أكثر..فنابليون بونابرت خير مثال على ذلك في حملته على مصر..فقد ورد في البيان الذي ألقته الحملة الفرنسية مخاطبا شعب مصر نيابة عن نابليون: "يا أيها المصريون قد قيل لكم: إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم. وقولوا أيضًا لهم: إن جميع الناس متساوون عند الله، وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب"..وذكر أيضا أنهم قد "نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام"..وهذا طبعا كذب فقد ثبت أن الحملة الفرنسية كان معها عدد كبير من المبشرين المسيحيين وكل ما قاله هو من باب الخداع ومغازلة مشاعر المسلمين..
            وكما ترى فموقف العلمانيين المعتدلين اليوم تجاه الدين لا يساوى شيئا امام الكلام المعسول لشيخهم نابليون..ولذلك قلتُ ان العلمانية الجزئية هي الخطر القادم على مهل لبلداننا العربية..
            الشاهد أخي الكريم أن الإسلام والعلمانية لا يجتمعان..وإن اجتمعا..فهذا يعني أن الإسلامي قد تخلى عن إسلاميته أو أن العلماني قد تخلى عن علمانيته..

            تعليق


            • #7
              مرحبا أخـي الفـاضل ،
              في الاختـلاف الأول و لا أحسبـهُ أمـرا جديرا بالشـرح الكبير فإنـي لا أنـاقش هنـا الإشكال من نـاحية المصطلـح أهـو مفهـوم خـاص بالنسخـة الفرنسيـة المتطرفـة أم هـو تعبيـر عـن العَلمـانيات التـي تجتمـعُ جميعهـا لحصـر وظيفـة و تحجيم دوره ، فشخصيـا أستعمـل اللائكية لا للتمييز بين مستويـاتهـا و لكـن لتجنب استخدام مصطلح "العلمـانية" نظرا للحمـولـة التـي قـد توحـي للبعض بوجود ارتبـاط بين العلمـانية و العلم ، و قصدي من توظيف اللائكية الإشارة و التنـصيص علــى مرجعيتهـا الغربيـة و خلفياتهـا المرتبطـة بالنـزعـة المـادية الغربيـة بشأن التعـامل مع الظواهر الاجتماعية و الدينية و الاقتصادية والأخـلاقية ، و ليس للإحـالة إلـى النموذج المتطرف الذي مـيز الفكر الفرنسي اللائكـي في تعـاملـه مـع الدين. و لـم تسد النسخة المتطـرفة في فرنسـا لوحدهـا و إنمـا كـانت كذلك في أغلـب الدول الغربيـة التـي حجمت نفوذ الدين من المجتمـع و ارتفعت بهـا إلــى اعتباره ظـاهرة اجتمـاعية (المدرسة الوضعية) أو سحرية (لفريزر) أو اختـلاقية (مـاركس)أو أسطورية ( هيبر ) أو مـادية (تـايلور) أو غيبية (هربرت سبنسر)، و في الغرب اختلطت العديد من الآراء و التصورات حول الدين في علاقته بالدولة في الغرب بين من اعتقد بسموه على الدولة و بين من ذهب إلى التمييز بين وظيفة كل منهما و أيضا بين منكر لأي دور في الدين على مستوى تنظيم المجتمع، و مع ذلك استقر الرأي العام لدى مفكري الغرب على ضرورة أن تخضع الكنيسة للدولة و أن تلتزم السلطة الروحية بقوانين السلطة الزمنية كما أنه على الدولة أن لا تتدخل في شؤون الكنيسة كما ذهب إلى ذلك توماس هونر و روسو و اسبينوزا و غيرهم ،فلمـا تغيرت المـلابسات و الظروف الاجتمـاعية نتيجة الثورة الصنـاعية و التقنية تغـيرت النـظرة إلـى الدين و بدأ التطرف يأخـذ مجراه شيئا فشيـئا فذهب سان سيمون (1760 م – 1825 م ) إلى اعتبار أن التطور العلمي يستدعي ضرورة تطوير النظام الديني ، و ذهب إلى أن المسيحية الحُقة هي التي تروم إلى تحقيق المساواة في الواقع لا في مملكة السماء ، و أيضا نجد اوغست كونت يتحدث عن الديانة الإنسانية بعد ما أصبحنا نعيش المرحلة الوضعية التي انتصر فيها العلم على التحليلات الغيبية و الفلسفية، ثم مـا لبثَ أن ازدادَ التطرف اللائكـي بعدمـا دخلت المـاركسية علـى الخط حيث نقف على موقف تحرير الدولة من الدين و تحريره من المجتمع عبر تجفيف منابعه و اعتباره ألعوبة بيد الارستقراطيين يخادعون به الطبقة العاملة ...لـذلــك لا أرى مبررا لحـصر مصطلح اللائكية بالنسخـة الفرنسية المتطرفة و لا اعتبارا للفصـل بين "العلمـانية" و اللائكية بمقتضى أن الأولـى "وديعـة" و الثانية متطرفـة .
              الأمـر الثـاني أنـي لا أفصـل بين العلمـانية "الشاملة" و بين العلمـانية "الجزئية"، و كنتُ قـد كتبتُ مـقالا مطولا حول ( العَلمـانيــة الاجتــمـاعــية :في نقد آفات العَلمـانية السياسيـة) فصلتُ فيــه الرأي الخـاطئ الذي يذهـبُ إلـى حـصر العَلمـانية بفصل الدين عن السيـاسـة، و قلنـا بأن اللائكية السياسية يجب اعتبارهـا محمـولا اجتمـاعيا و تفكيرا لادينيا متغلغلا في البنية الفكرية المؤسِّسة لجذور اللاتدين في المجتمع ، فهي في رأينـا تمثل إشعـاعا إحراقيا للتدين و سهـاما تقتـلُ روح التفكير الديني فترديه هيكـلا جـافا من معـاني الإيمان ، إذ غرست في البعض نـوازع التمرد علـى قيم الانتمـاء الديني و بنت فيه أركـان "العقل المجرد" المؤلِّـه للذات الرافض للتوصيات ، و كلمـا اشتدت الأليكة في اغتصاب السلطة و الإعلام كلمـا أنتجت وجوهـا معتوهـة دينيا و مشوهـة خلقيا ، فالعلمـانية في المبتدأ و الخبر منـظومـة قيم كلية تأسست علــى أنـقاض قيم الدين و تشريعه، و روحهـا مستمـد من سياقات غربيــة كـانت لهـا مـلابساتهـا الخـاصة ،العلمـانية مرجعية مشدودة لفكـر "الأنوار" و الإسـلام مرجعـية لا تتجزأ.
              و العلمـانية "المعتدلة" كمـا قلت لا تصادم الدين من حيث هـو دين و إنمـا من حيث ارتباطهـا بالسياسة و النظام، لذلك وجبَ الجلـوس مـع هـؤلاء النـفر لتحجيم شقة الخـلاف لأنهـم الأقـرب للموقف الوطنـي من غيرهـم من اللائكيين المتطرفين، و لا يعنـي البتـة فعل التقريب و الاشتغـال بالمشتركـات عقد تحـالفـات نهـائية بل استراتيجيـة تخدم مصـلحة الوطن بعيدا عـن التبعيات و الاستقطـابات الحـادة ، فهي لقاءات يمكن أن تثمـر في نظري في إنجـاز الكثير من المشـاريع الاجتمـاعية و الاقتصـادية التــي تحضـى بالقبول من الطرفين بعيدا عـن الاتهـامـات و التخوينـات المتبادلـة، و هـذا مـا يدعـو إليه محمد عمـارة في كتـابه (الحوار بين الإسلاميين و العلمـانيين) ، و تبقـى الأرضيـة ممكنـة في حـدود تحقيق الحد الأدنـى من التوافق فيمـا لا يمس التشريع الإسلامي و لا يلغـي مبـادئـه،و لم لا يمكن الالتـقاء بين الطرفين في أمـور تدبير المجتمـع و قـد صـاغَ الرسول عليه السلام وثيقـة المدينـة اجتمـعت عليه مختلف الأطراف حتـى من اليهـود في المدينـة تهـم مستقبل البـلاد و استقراره ؟ لمَ لا نستبعـد تحقيق قدر من التوافـق و ثمـة الكثير من القضـايا التـي تحتـاج لخبرة الجميع لإصـلاح أعطـاب المجتمـع كالبطـالة و مشاكـل الأمـية و الفقـر و التأمين و الاستصـلاح و غيرهـا ممـا تقتضـي خبرة كـل الشرفـاء؟أمـا عـن المصريـن عـن تحريم مـا أحـل الله فلا حق لمخلوق في معصية الخـالق ،و مـا كـان معلومـا من الدين بالضرورة فـلا مجـال لمسـه أو شطبه يجب أن يكون هـذا واضحـا منذ البداية ، أمـا عـن الذين يعلنونهـا حربـا شعـواء من العلمـانيين علـى الإسلاميين و يمـارسون ابتزازا و استئصـالا فـلا أجد لهـم بديلا عـن الإرادة الشعبية يلفظونهـم بأصواتهـم و انتمـاءهم .
              لا أختلف معك في كون الإسلام و العلمـانية ضدان لا يجتمعـان من حيث المبدأ ،فهمـا سياقان مختلفان من حيث الغـاية و الوسيلـة و القرضـاوي في (التطرف العلماني في مواجهـة الإسلام)و (الاسلام و العلمانية وجهـا لوجه ) قدَّم مـا يفيد ذلك ...
              تحيـاتي

              تعليق


              • #8
                نقاش قيم ينم عن وعي كبير وسعة صدر بارك الله فيكم جميعا

                فما بين القائل بالتقيد بالتعريف والانطلاق من خلاله ، وبين المراعي لاختلافات التشرب بين الناس وصعوبة التعميم
                وضوروة الاحتياط من اجل ذلك الا ان الكلام عن الاصول والمفاهيم واضح وثابت ولا لبس فيه وعلى كل انسان
                ان يقيم نفسه في ضوء ذلك لاسيما ان وجد منها ما يتقارب واى تعريفات علمانية او لائكية ونحو ذلك لخطورة ذلك
                على معتقده وكونه يضرب في اساسه رأسا بقدر اقترابه او ابتعاده نفسه فلا اجتماع بين ضدين ..

                جزاكم الله عنا كل الخير..
                شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                ،،،
                يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                أحمد .. مسلم

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم..
                  للأسف أخي الطلحاوي فقد كررتَ ما قلتَه سابقا سواء من ناحية تأريخ العلمانية..نشأتها..تطوراتها وهي نقاط لم أخالفك فيها..أو من ناحية دعوتك للتحالف العلماني الإسلامي بدون أن تقدم أي سند فكري..شرعي أو سياسي يفند ما قدمناه من أدلة وما أثرناه من اعتراضات شرعية..منطقية..فكرية وسياسية أرفقناها بأمثلة واقعية ملموسة جسدنا من خلالها منطقة التصادم التي تحيل الجمع بين الشقين..وهذه المنطقة لا تزال قائمة ولذلك ليس لي ما أضيف حول هذه النقطة..فقط مع احترامي للدكتور محمد عمارة وجميع من يُصنفون بالإصلاحيين..إلا أن الكل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا عليه الصلاة والسلام..فالرجال من يُعرفون بالحق وليس العكس..
                  نقطة اللائكية..أقول نعم هناك اختلاف في تحديد الفروقات اللغوية بينها وبين العلمانية..فهناك من هو مع وهناك من هو ضد..لكن تأكد أخي الفاضل أن لا يوجد خلاف حول خصوصية التجربة الفرنسية مقارنة ببقية التجارب..واقتران مصطلح اللائكية بالنسخة الفرنسية بعكس بقية الدول التي تستخدم لفظ علمانية هو الذي قرن المفهوم بالمضمون..فالتجربة الفرنسة عُرفت بالدموية على يد الجماعة اليعقوبية الإرهابية المتطرفة....فهؤلاء هم من قاموا بنصب المشانق وهدم الكنائس وإغلاق الآلاف منها..قبل أن يأتي نابليون فيما بعد ليُخفف من تلك الحدة في التقتيل والتنكيل برجال الدين..فلائكية فرنسا اليعقوبية القائمة على إحلال دين علماني وثوقي مبني على العقل ومحاصرة الكنيسة..يختلف عن التجربة الإسكندنافية التي اقتصرت على الانفصال الوظيفي بين الدولة والدين..وهذين التجربتين يختلفان عن خيار بريطانيا..إيطاليا..ايرلندا واليونان اللاتي اخترن الربط الوظيفي بين الكنسية والدولة..
                  كل هذه المعطيات أخي الفاضل تُحيلنا إلى خصوصية فرنسية وإن لم نعتبره في اللفظ اللغوي فهو اكيد متبلور في المضمون..ويتجلى هذا الأمر في كل من تأثر بالمدرسة الفرنسية في بلداننا العربية..فبورقيبة كان علمانيا يعقوبيا جلدا..ومعاداته للدين وغلقه لجامع الزيتونة ونفيه لعلماء الدين وتغييره لمناهج التعليم بمحو الأثر الإسلامي منه..لا يُقارن بأي شكل من الأششكال بالعلمانيات العربية رغم تطرف البعض منهم أيضا..فهذا ليس لأن بورقيبة علماني متطرف وحسب..وإنما لأنه تلميذا نجيبا للعلمانية اليعقوبية الفرنسية..

                  شكرا للأخ الطلحاوي على رحابة صدره في النقاش..والشكر موصول أيضا للأخ الفاضل محب المصطفى على مداخلته القيمة جزاه الله خيرا..

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مستفيد مشاهدة المشاركة
                    السلام عليكم..
                    للأسف أخي الطلحاوي فقد كررتَ ما قلتَه سابقا سواء من ناحية تأريخ العلمانية..نشأتها..تطوراتها وهي نقاط لم أخالفك فيها..أو من ناحية دعوتك للتحالف العلماني الإسلامي بدون أن تقدم أي سند فكري..شرعي أو سياسي يفند ما قدمناه من أدلة وما أثرناه من اعتراضات شرعية..منطقية..فكرية وسياسية أرفقناها بأمثلة واقعية ملموسة جسدنا من خلالها منطقة التصادم التي تحيل الجمع بين الشقين..وهذه المنطقة لا تزال قائمة ولذلك ليس لي ما أضيف حول هذه النقطة..فقط مع احترامي للدكتور محمد عمارة وجميع من يُصنفون بالإصلاحيين..إلا أن الكل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا عليه الصلاة والسلام..فالرجال من يُعرفون بالحق وليس العكس..
                    نقطة اللائكية..أقول نعم هناك اختلاف في تحديد الفروقات اللغوية بينها وبين العلمانية..فهناك من هو مع وهناك من هو ضد..لكن تأكد أخي الفاضل أن لا يوجد خلاف حول خصوصية التجربة الفرنسية مقارنة ببقية التجارب..واقتران مصطلح اللائكية بالنسخة الفرنسية بعكس بقية الدول التي تستخدم لفظ علمانية هو الذي قرن المفهوم بالمضمون..فالتجربة الفرنسة عُرفت بالدموية على يد الجماعة اليعقوبية الإرهابية المتطرفة....فهؤلاء هم من قاموا بنصب المشانق وهدم الكنائس وإغلاق الآلاف منها..قبل أن يأتي نابليون فيما بعد ليُخفف من تلك الحدة في التقتيل والتنكيل برجال الدين..فلائكية فرنسا اليعقوبية القائمة على إحلال دين علماني وثوقي مبني على العقل ومحاصرة الكنيسة..يختلف عن التجربة الإسكندنافية التي اقتصرت على الانفصال الوظيفي بين الدولة والدين..وهذين التجربتين يختلفان عن خيار بريطانيا..إيطاليا..ايرلندا واليونان اللاتي اخترن الربط الوظيفي بين الكنسية والدولة..
                    كل هذه المعطيات أخي الفاضل تُحيلنا إلى خصوصية فرنسية وإن لم نعتبره في اللفظ اللغوي فهو اكيد متبلور في المضمون..ويتجلى هذا الأمر في كل من تأثر بالمدرسة الفرنسية في بلداننا العربية..فبورقيبة كان علمانيا يعقوبيا جلدا..ومعاداته للدين وغلقه لجامع الزيتونة ونفيه لعلماء الدين وتغييره لمناهج التعليم بمحو الأثر الإسلامي منه..لا يُقارن بأي شكل من الأششكال بالعلمانيات العربية رغم تطرف البعض منهم أيضا..فهذا ليس لأن بورقيبة علماني متطرف وحسب..وإنما لأنه تلميذا نجيبا للعلمانية اليعقوبية الفرنسية..

                    شكرا للأخ الطلحاوي على رحابة صدره في النقاش..والشكر موصول أيضا للأخ الفاضل محب المصطفى على مداخلته القيمة جزاه الله خيرا..
                    مـرحـبا أخـي الكريم مجددا

                    أعـتـقد بأن الظرفيــة الراهنـة و مـا تمـر بهـا من احتـقانـات تجعلـنـا نـرى ضرورة البحث للتقاطعـات بدلَ الدخـول في صراعـات تـدمــر المجتمع و الدولـة معـا ، و بمـثل مـا يوجد عَلمـانيين متطرفين كشبلي شميل و فرح أنطون و سلامة موسى و عزيز العظمـة و أركـون و فؤاد زكـريا و جلال العظم و جوزيف ميعزل و غيرهـم ممــن ارتـبطوا بالمنـظومـة الغربية القيمية يسارا و يمينـا فصـاروا عمـلاء الفكر المتغـرب يوجد في المـقابـل عَلمـانيين وطنيين شرفـاء منـاهضين للولاء الغربي و قيمه الثقافية ، و لا أرى و الله أعلـم أي مبرر لصد البـاب علـى هـؤلاء مـا دامـوا يؤمنـون بضرورة التحرر من التـسلط الغربي ، فهـؤلاء و إن كـانوا لا يؤمنـون بالاستقلال الثقـافي و الهـوياتي و لا بالمشروع الحضاري الإسلامي إلا أن ثمـة مسـاحـة مشتركـة يمكن استثمـارهـا لبنـاء أجـواء الثقـة ،والقاعـدة كمـا سطرهـا الإمـام حسن البنـا رحمه الله " نعمل علـى مـا اتفقنـا عليه و يعذر بعضنـا بعضـا فيمـا اختلفنـا فيه" .
                    لا أتحدث هنـا عن مـا ينبغـي أن يكون من حيث المبدأ فـلا يُستـساغُ في عرف الشرع جمـع النقيض بالنقيض في قضيـة الحكـم الإسلامي و لا إسنـاد مسألـة تدبير المـجتمـع لمن يؤمـن بالسلـطة الروحية مفصولة عن الزمنـية .
                    و فـي مسألـة اللائكيـة في نسختـها الفرنسية لا أختلف كثيرا عمـا قلتهُ ، و أتفق علــى أنهـا كـانت أكثر دمـوية و تطرفـا من حيث الممـارسـة ، و لكنـي كنتُ أتحدث عـن التطرف اللائكي من حيث الثقافة و الفكـر و ليس من حيث السيـاسة و التطبيق ، فالمـطالبون بتحرير المجتمع من الدين مثلا أمـر سـائد في مختلف الأقطار و المذاهب و القائلون بتحديد مساحـة التميز بين وظيفة الدين و السياسـة موجود عند مختلف المفكرين . فمن حيث التفكير اللائكي ثمـة وحدة متجـانسة و من حيث التنزيل ففرنسـا لا نظير لهـا من حيث التطرف . و الله أعلــم

                    الشـكر موصول لكَ أيضا أخـي الكريم و لأخينـا محب المصطفـى و السلام عليكم

                    تعليق


                    • #11
                      فعلا فالمشكلة الحقيقة لم تكن ابدا في المفاهيم والمقايس وانما دوما ما
                      نجد الضبابية لهذه المفاهيم في عقول المتبعين انفسهم سواء جزئيا او كليا

                      فالحمد لله رب العالمين على كل حال ، فجزاكم الله عنا كل الخير ..
                      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                      ،،،
                      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                      أحمد .. مسلم

                      تعليق


                      • #12
                        السَلام عَليكُم
                        بارَك الله في الأساتِذَة جَميعاً و جَزاهُم الرَحْمَن كُل خَير عَلى الحُوار المُفِيد في نُقْطَة مُهِمَة سِيما فِي هَذا العَصْر الذي تُواجِهُ فِيه أمَتُنا المَنصُورَة بِحَول الله العَديد مِن الأفْكار و المُعْتَقَدات السِياسيَة و الإجْتِماعيَة التي يَجِب أن يَحتَويها الإسْلام كَالدِين الخاتَم و كَما كان عَبْر العُصور دَوماً..... بارَك الله تَعالى فِي كُل العُُلماء و المُُفَكرِين العامِلين للإسْلام و وَحَد صُفوفِهِم اللهُم آمِين ...

                        و إن كان هُناك ما يُمْكِن أن أضيفهُ كإضافَة مُتواضِعَة " مُقْتَبَسَة" رُبَما تَكُون مُفيدَة في هَذا المَقام و كُنْت قَد كَتبتُها في مَوضُوعٍ سابِق لِأخُونا الأسْتاذ الفاضِل الطَلحاوِي , و عَلى ذِكْر عِبارَتِهِ" عِلمانيِين وَطَنين و شُرَفاء مُناهِضِين لِلوَلاء الغَربي و قِيمهُ الثَقافِيَة"

                        بالفِعْل أتفَِق أن هُؤلاء مَوجُودِين بالفِعْل..... المُشكلَة مَع هَؤلاء لَيست مُشْكِلَة عَقديَة دِينيَة بِقَدْر ما هِي مُشْكلَة نَفسيَة و سلُوكيَة فُهم يُعانُون مِن إنْهزام نَفسي واضِح أمام الغَرْب و إنعكاساتهُ في بِلادِنا مِن تيارات علمانيَة و هَذا الإنهزام النَفسي هُو مَظهَر مِن مَظاهِر إنْكسار الأمَة السياسي و العَسْكري و هُو ظاهِرَة تُلازِم الأمَم التي تراجَعَت أو إنهَزَمَت أو تَقهقَرت
                        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                        تعليق


                        • #13
                          ما شاء الله..بارك الله في الجميع..
                          " نعمل علـى مـا اتفقنـا عليه و يعذر بعضنـا بعضـا فيمـا اختلفنـا فيه"..لا تُأخذ على إطلاقها..فالنصف الثاني فيه تفصيل بينه أهل العلم..وزاد بعضهم عبارة "ونتحاور فيما اختلفنا فيه"..محاولة لرأب الصدع الذي تحويه القاعدة..بل ربما أخي لو استندتَ في الإسدلال على قواعد مثل "ما لا يُدرك كله لا يُترك كله"..أو درأ أعظم المفسدتين"..أو درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح"..لما كان هنالك اختلاف بيننا..أو أقلها لقلت الفجوة..فهذه القواعد تفرق بين الحق والباطل ولا تجعل من المنطلق هو الغاية والمنتهى..أما موقفك وهي نقطة الإختلاف بيننا ففيها تأصيل شرعي وتنظير لفكر لا يُفرق بين الحق والباطل..ويمزج بينهما..فيجعل منه هو المنطلق وهو المنتهى..وهذا ما لا
                          يُستـساغ أن يعذر بعضنا بعضا فيه..ففيه مساس بأصول العقيدة..ودرء لمفسدة بمفسدة أعظم..تستوجب الإنكار..

                          تعليق


                          • #14
                            السلامُ عليكُم ورَحمة اللهِ وبركاتُه

                            أعتَذِرُ عَن التدخُّلِ فى هذا الحِوارِ الماتِعِ المُفيدِ بينكما أخواى الكريمانِ، وإن كانَ تدَخُّلى ضرورَةً لتوضيحِ شئ رُبَّما سَقط مِنكُما بينَ سطورِ مُشاركاتِكُما وسِجالاتِكما الفِكريَّةِ الرائقةِ، ألا وهوَ قولُك أخى الحبيبُ الطلحاوى

                            المشاركة الأصلية بواسطة الطلحاوي مشاهدة المشاركة
                            وقـد صـاغَ الرسول عليه السلام وثيقـة المدينـة اجتمـعت عليه مختلف الأطراف حتـى من اليهـود في المدينـة تهـم مستقبل البـلاد و استقراره ؟

                            وأخشى أخى الكريمُ أنْ يَكون قدْ جانبَك الصوابُ فى هذا الاستدلالِ والاستنباطِ للفارِقِ فى القياسِ، فنعمْ صاغَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم مُعاهدَة مَعَ اليهودِ فى المَدينةِ ولكِنَّه لمْ يَصُغ مُعاهدَة مَعَ المُنافقينَ أخى الكريم. لذا فهُنا يَلزمُ التقسييمُ والتفصيل :

                            فاللائكيون إمَّا عامَّةٌ دهماءُ فيها وفيها مِن كلِّ لونٍ وصِنْفٍ ومَن لا يَفقهُ فاللائكيَّةِ إلا شعاراتٍ لا يدرى وَجهها وهؤلاءِ ليسوا المَقصودين بالحِوارِ والتلاقى.

                            ثمَّ مِنهُم قادَةُ الرأى ومُنظِّروا الفِكرِ الفاعِلون على الأرضِ بالقلمِ أو بالحركةِ وهؤلاءِ هُمْ مَناطُ نظرِنا

                            فمِنهُم المُتطرِّفُ فى لائكيَّتِهِ والمُتوسِّطُ فيها وما بينهُما، فهؤلاءِ :

                            إن كانوا على غيرِ دينِ الإسلامِ مِن أهلِ الكِتابِ فحكمُهُم حكمُ أهلِهِم.

                            وإن كانوا على دينِ الإسلامِ فهُم بينَ الرِدَّةِ والبغى، فاللائكىُّ المُعتدلُ أخى الكريم لا يصيرُ لائكيًّا إلا بإنكارِ المَعلوماتِ مِن الدينِ بالضرورَةِ وبعضِ أُسُسِ الدين، فإنْ تطرَّفَ فى لائكيَّتِه صارَ مُحارِبا، وإن أصرَّ أنَّهُ مُسلِمٌ مَع ما يقولُ بهِ مِن إنكارِ ثوابتِ الدينِ فهذا هوَ النفاقُ أخى الكريم.

                            فأىُّ صيغةٍ تسعى إلى التلاقى مَعَ المُنافقينَ عليها بغيرِ هُجرانٍ للدينِ ونُكرانٍ للوحى ؟ المُسلِمُ أخى الكريم هوَ جُزءٌ مِن جماعةِ المُسلمينَ مَحسوبٌ عليهِم ويرمزُ لهُم، وَبقاءُ هؤلاءِ المُنافقينَ بل وتأطيرُ الإطارِ الشرعِىِّ لهُم ليعملوا على نشرِ أفكارِهِم الخبيثَةِ ومذاهِبِهِم الباطِلةِ مِن داخِلِ عِباءَةِ الإسلامِ تذرُّعا بهِ وإضلالا للمُسلمين وهدما للدينِ لهوَ أشدُّ جريمَةٍ تُرتكبُ فى دينِ اللهِ تعالى، فكيفَ ترتكِبُ تِلكَ الجريمَة فى حقِّ الدينِ بدونِ مُخالفَةِ الدين ؟!!

                            اليهودُ فى المَدينةِ كانوا على غيرِ مِلَّةِ الإسلامِ لا يَنسبون أنفُسَهُم إلى جماعَةِ المُسلمين فلا يَضلُّ بهِمُ المُسلمون ولا يَنهدِمُ بهُم الدين، أمَّا المُنافِقون أو المُرتدُّون أو المُحاربون فليسَ لهُم ما لليهودِ وأهل الكِتابِ مِن الذمَّةِ والأمان.

                            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                            رحِمَ
                            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                            تعليق


                            • #15
                              شكراً للاخوة المحاورين الاستاذ الطلحاوى و الاستاذ مستفيد
                              على هذا الحوار الطيب الذى ناقش بعضا من المفاهيم حول كيفية التعامل مع أصحاب الافكار الغربية من لائكية كما يحبذ اخونا الطلحاوى ان يتعامل معها تحت ذاك المسمى
                              أو علمانية حسب لقبها الشائع عموما , و لكن الذى لفت إنتباهى بشدة و جعلنى أضرب أخماساً فى أسداساً هو العبارة التى ذكرها أخى الفاضل الطلحاوى { علمانيين وطنيين شرفاء مناهضيين للولاء الغربي و قيمه الثقافية }
                              عذراً أخى
                              كيف لنا أن نصدق أن العلمانى صادقاً فى محاربته لاصحاب الافكار الموالية للغرب و قيمه الثقافية و علمانيته ما هى إلا ثقافة غربية إعتنقها صاحبها سلفًا
                              بارك الله فيكم و زادكم علما

                              و شكراً لاخى و استاذى احمد
                              على أستدراكه و توضيحه الرائع

                              بارك الله فيكم يا حراس العقيدة

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
                              ردود 0
                              180 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
                              ردود 0
                              27 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
                              ردود 0
                              43 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Islam soldier
                              بواسطة Islam soldier
                               
                              ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
                              ردود 0
                              44 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عادل خراط
                              بواسطة عادل خراط
                               
                              ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
                              ردود 3
                              90 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
                              بواسطة Ibrahim Balkhair
                               
                              يعمل...
                              X