موسوعة أخطاء الكتاب المقدس - البهريز فى الكلام اللى يغيظ الجزء الخامس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة أخطاء الكتاب المقدس - البهريز فى الكلام اللى يغيظ الجزء الخامس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بدون مقدمة
    هذا هو الجزء الخامس من موسوعة أخطاء الكتاب المقدس، الشهيرة باسم البهريز فى الكلام اللى يغيظ، وللأسف تركتها أكثر من سنة، حتى أتفرغ لقراءتها مرة أخرى وتصحيح ما بها من أخطاء لغوية، وإعادة صياغة، وإضافة ما يلزم. وأخشى أن لا يطول بى العمر لكى أتمكن من مراجعتها، فعصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة، لذلك أضعها الآن، وأعتذر إن كان بها أخطاء لغوية.
     س1- أين استقبل يسوع المجنون أو المجنونين؟
    فى كورة الجرجسيين: (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.) متى 8 : 28
    فى كورة الجدريين: (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1-2
    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”و هم أهل جرجسة او جرازا، وإليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور.و يذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
    ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا ، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
    ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا ، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا ، بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذن لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى صحح ما وقع فيه مرقس من أخطاء، لأن مرقس لا يعرف جغرافية فلسطين؟
    والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) إلى كورة (الجدريين)!!
    كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
    والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الذى من فلسطين وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت. وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا ، وصححوا المكان عند متَّى!!
    ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
    وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذن فقد أخطأ متى، وأخطأ مرقس، وأخطأ لوقا، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى كتاب الله ، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
    ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة ، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك ، حيث أتت جرجسيين] ، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير ، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
    ألا يدل هذا دلالة واضحة على جهل الكتاب؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحى إليهم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟
    س2- ما هو النسب الصحيح لكالب؟
    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (كالب): “وهناك مشكلة في تحديد النسب الصحيح لكالب، ففي سفر أخبار الأيام الأول (2 :18) يذكر كالب على أنه ابن حصرون ومن ناحية أخرى يذكر على أنه "كالب بن يفنة القنزي" (عد 32 :12) والقنزيون هم نسل قناز الذي يبدو أنه كان أحد أمراء قبائل أدوم التي كانت تتجول في صحراء سيناء (تك 36 :15) وقد تزوج موسى من إحدى بناتهم (قض 1 :16، 4 :11) وقد جذبت هجرة بني إسرائيل إلى الشمال بعض أولئك الناس فارتبطوا بهم واندمجوا معهم وعبدوا الرب (يهوه) مثلهم، وقد ارتبطت عشيرة كالب بسبط يهوذا، وسرعان ما أخذ كالب مكانة بارزة في السبط، فمع أن رئيس السبط كان "نحشون بن عميناداب" (عد 2 :3). إلا أن كالب هو الذي اختير ليمثل السبط في الجواسيس الاثني عشر (13 :6)، كما وقع عليه أيضاً الاختيار ليمثل السبط في تقسيم الأرض (عد 34 :19) كما نقرأ أن يشوع "أعطى كالب بن يفنة قسماً في وسط سبط يهوذا" (يش 15 :13) مما يدل على أنه لم يكن أصلاً من هذا السبط.”
     س3- ما عدد الأشخاص الذين أرسلهم يسوع إلى المدينة التى كان ينوى الذهاب إليها؟
    70 شخصاً: (1وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ.) لوقا 10: 1 ترجمة فاندايك
    72 شخصاً: فى الترجمة اليسوعية ، والمشتركة ، وكتاب الحياة ، والكاثوليكية (لبولس وسيم) ، والكاثوليكية (لأغناطيوس زياده).
     س4- لقد دافع الرب فى سفر الخروج عن مواشى بنى إسرائيل ، على الرغم من أنه أمات مواشى المصريين. فكيف لم يتحرك الرب لإنقاذ ابنه من القهر والذل والصلب؟ فهل المواشى أعز عليه من ابنه؟
    (6فَفَعَلَ الرَّبُّ هَذَا الأَمْرَ فِي الْغَدِ. فَمَاتَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. وَأَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَاحِدٌ.) خروج 9: 6
    وذلك فى الوقت الذى ترك فيه الرب ابنه يصرخ على الصليب مستغيثاً به: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46


    - ومن صور التحريف ما وقع به يعقوب فى رسالته ولوقا فى إنجيله حين تحدثا عن انقطاع المطر بدعاء النبي إيليا ، فذكروا أنه استمر ثلاث سنين وستة أشهر، محرفين ماورد في العهد القديم، والذي أفاد بأن انقطاع المطر لم يكمل الثلاث سنوات، فيقول يعقوب في رسالته: " كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا ، وصلى صلاة أن لا تمطر ، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر " ( يعقوب 5/17 )، ووافقه لوقا فزعم أن المسيح قال: "أقول لكم: إن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا، حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كله" (لوقا 4/25).
    والقصة منقولة ومحرفة عن سفر الملوك وفيه " قال إيليا :.. إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي " ( الملوك (1) 17/1)، ثم " بعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا في السنة الثالثة قائلاً : اذهب وتراءى لأخاب فأعطي مطراً على الأرض " ( الملوك (1) 18/1 )، وفعل فنزل المطر ، وكان ذلك في السنة الثالثة، ولعله في أولها، أي لم يكمل انقطاع المطر ثلاث سنوات، فضلاً عن الأشهر الستة التي زادها يعقوب ولوقا.
    - ومن صور التحريف ما نسبه بولس لكتب الأنبياء من وصف الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، فقال: " بل كما هو مكتوب: ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه " (كورنثوس (1) 2/9)، وليس في كتب الأنبياء في العهد القديم مثل هذا البتة.


    - وينقل متى من سفر النبي إشعيا، فيغير في النبوءة ليقدم لنا مثالاً للحرية التي تعامل بها الإنجيليون مع النصوص التوراتية ، إذ يقول: " فقد تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة: تسمعون سمعاً ولا تفهمون، ومبصرين تبصرون ولا تنظرون، لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وآذانهم قد ثقل سماعها، وغمضوا عيونهم، لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم" (متى 13/14-15)، وهو اقتباس تصرف فيه من سفر إشعيا الذي يقول في سفره متوعداً بني إسرائيل "فقال: اذهب وقل لهذا الشعب: اسمعوا سمعاً ولا تفهموا، وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا، غلِّظ قلب هذا الشعب، وثقّل أذنيه، واطمس عينيه، لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه، ويرجع فيشفى" (إشعيا 6/9-10)، فقد كان نص إشعيا حديثاً بصيغة المستقبل عما سيؤول إليه حال بني إسرائيل، فجعلها متى بصيغة الإخبار عن الحال الحاضر، ولو كان يعتبر ما يعاصره من عصيان اليهود وقسوة قلوبهم تفسيراً لتلك النبوءة، لكان فعله مقبولاً، لكنه بالحقيقة كان ينقل النبوءة ويغير بألفاظها " تمت فيهم نبوة إشعياء القائلة: تسمعون.. ".

    س4- توعد يسوع الفريسيين بالويل والثبور لأنهم مراؤون ويفعلون أفعال أبيهم، وهذا وارد فى الإصحاح الثالث عشر لمتى: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! .. .. .. 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ .. .. .. 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! .. .. .. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. .. .. .. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33
    تُرى هل بإعدام يسوع على الصليب قد غفر لهم؟
    فإن كان قد غفر لهم ، فتوعده للفريسيين كان تمثيلية كاذبة ، ليخيفهم بها وهو يعلم أنه سيموت ويحرر البشرية كلها، فيتساوى بموته المنافق المرائى بالبار، وأصبح الكل من أهل الجنة.
    وإن لم يُغفر لهم بصلبه ، فقد مات إذاً دون مبرر ، ولم يتم ما نزل من أجله. لأن بولس يقرر أن الخطيئة الأزلية حلت على الناس أجمعين ، وبموت يسوع تمت المصالحة مع الرب: (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18
    س5- رفض يسوع أن يعطى للفريسيين والصدوقيين آية إلا آية يونان (4جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ».) متى 16: 1-4 ، فهل كذب عليهم وعمل معجزات أخرى تملأ الأناجيل الأربعة ، أم صدق فى قوله هذا لهم ولم يعطيهم إلا آية يونان ، وكذبت الأناجيل فيما نسبته له من معجزات؟
    س6- خاطب يسوع اليهود وقال لهم إن الغاصبون يغتصبون ملكوت السماوات، فهل أعلمهم أنهم يغتصبونه من أيام يوحنا المعمدان أو من أيام موسى؟
    من أيام يوحنا المعمدان: (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 12-13
    من أيام موسى: (16«كَانَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ إِلَى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ يُبَشَّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ.) لوقا 16: 16
    س7- لقد انتهر يسوع التلاميذ كلهم وبطرس بالذات أن لا يقولوا لأحد إنه هو المسيح (المسِّيِّا) ، إلا أنك تجد أن بطرس لم يحفظ هذا الأمر ولم يكتمه: (36فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً».) أعمال الرسل 2: 36
    كما قال أيضاً مُفسد دين عيسى عليه السلام “شاول” عنه إنه هو المسِّيِّا: (22وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ مُحَقِّقاً «أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ».) أعمال الرسل 9: 22
    فهل ترى أن هذين الشخصين أطاعا تعاليم عيسى عليه السلام ونفَّذوها؟
    س8- قامت المسيحية البولسية على عمود واحد وهو خطيئة حواء وآدم لأكلهما من الشجرة المحرَّمة ، فغضب الرب عليهما وعلى ذريتهما ، حتى ينزل متجسداً ، فيقبض عليه عبيده ويُهينوه ويعدموه صلباً ، وبذلك فقط يتمكَّن من فداء البشرية ، وقد عبر بولس عن هذا قائلاً: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    بمعنى أن الرب لم يغفر لحواء أو آدم حتى نزل وصُلب. فما رأيكم إن وجدتم نصاً صريحاً واضحاً يعترف فيه الرب أنه قد غفر لآدم هذا الذنب؟ اقرأ ما يقوله الرب عن الحكمة: (هى التى حفظت أول من جُبِلَ أبا للعالم ، لما خلق وحده ، وأنقذته من زلَّته وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2

    س9- نقله المهندس زهدى جمال الدين: نقرأ في يشوع 15/1 تخوم سبط يهوذا:[ 1وَكَانَتِ الْقُرْعَةُ لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: إِلَى تُخُمِ أَدُومَ بَرِّيَّةَ صِينَ نَحْوَ الْجَنُوبِ، أَقْصَى التَّيْمَنِ. 2وَكَانَ تُخُمُهُمُ الْجَنُوبِيُّ أَقْصَى بَحْرِ الْمِلْحِ مِنَ اللِّسَانِ الْمُتَوَجِّهِ نَحْوَ الْجَنُوبِ. ]....حتى نصل إلى 15: 8 فنجد أن أورشليم تقع في أرض سبط يهوذا أي أنها من نصيب سبط يهوذا :
    [... 8وَصَعِدَ التُّخُمُ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ إِلَى جَانِبِ الْيَبُوسِيِّ مِنَ الْجَنُوبِ، هِيَ أُورُشَلِيمُ. وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ الَّذِي قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْبًا، الَّذِي هُوَ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالاً.].
    إلا أنه قد جاء في نفس السفر( يشوع 18/12) أنها تقع في أرض سبط بنيامين [21وَكَانَتْ مُدُنُ سِبْطِ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ]..إلى... (يشوع 28:18)
    [25جِبْعُونَ وَالرَّامَةَ وَبَئِيرُوتَ، 26وَالْمِصْفَاةَ وَالْكَفِيرَةَ وَالْمُوصَةَ، 27وَرَاقَمَ وَيَرَفْئِيلَ وَتَرَالَةَ، 28وَصَيْلَعَ وَآلفَ وَالْيَبُوسِيَّ، هِيَ أُورُشَلِيمُ، وَجِبْعَةَ وَقِرْيَةَ أَرْبَعَ. عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ.]. أي أنها من نصيب سبط بنيامين والذي يبلغ مجموعه عَشَرَةَ مَدِينَةً مدينة حسب النص هكذا:
    فهل أورشليم تقع ضمن نصيب سبط يهوذا..أم ضمن سبط بنيامين حسب عشائرهم؟..
    عموماً هذا السؤال ليس هو بيت القصيد ولكن ما يعنينا في الأمر هو الآتي
    :
    1ـ لقد ورد في متن النص السابق أن نصيب بنيامين من المدن هو عَشَرَةَ مَدِينَةً في حين أننا لو قمنا بإحصاء المدن لوجدناها أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً هكذا:
    [ 25جِبْعُونَ(1) وَالرَّامَةَ (2)وَبَئِيرُوتَ(3)، 26وَالْمِصْفَاةَ(4) وَالْكَفِيرَةَ(5) وَالْمُوصَةَ(6)، 27وَرَاقَمَ(7) وَيَرَفْئِيلَ(8) وَتَرَالَةَ(9)، 28وَصَيْلَعَ(10) وَآلفَ(11) وَالْيَبُوسِيَّ هِيَ أُورُشَلِيمُ(12)، وَجِبْعَةَ(13) وَقِرْيَةَ أَرْبَعَ(14). عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. هذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ].
    2ـ من المعروف أن قِرْيَةَ أَرْبَعَ الواردة في النص السابق هي مدينة حَبْرُونَ كما ورد في نفس السفر15/12 [13وَأَعْطَى كَالَبُ بْنَ يَفُنَّةَ قِسْمًا فِي وَسَطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ، هِيَ حَبْرُونُ].
    وفي قضاة 1 :10 والتي هي قرية حبرون هكذا[ وَكَانَ اسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةَ أَرْبَعَ].
    لذلك وجدنا كاتب التوراة الحديثة أسعفه ذكاؤه للخروج من هذا المأزق فراح يعدل في النص السابق وذلك بتقسيم بلدة َقِرْيَةَ أَرْبَعَ المعروفة والتي ورد اسمها في النص السابق إلى كلمتين هكذا:
    [ َقِرْيَةَ ـ أَرْبَعَ ] وأنهى النص السابق عند كلمة [ َقِرْيَةَ ] وأضاف كلمة [ أَرْبَعَ ] للفقرة الجديدة لتصبح [ أربعَ عشْرَةَ مدينةً] بعد أن وضع بينهما كلمة [ فهُناكَ ] حتى يستقيم المعنى، وعدل كلمة[ الضِيَاعِ] إلى كلمة القرى لكي يصبح النص مفهوماً هكذا:
    [ 28وصيلَعَ وآلَفَ ويَبوسَ، وهيَ أورُشليمُ، وجبعَةَ وقِريَةَ. فهُناكَ أربعَ عشْرَةَ مدينةً بِقُراها. هذِهِ حِصَّةُ بنيامينَ بِحسَبِ عشائرِهِم. ].
    http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm
    . تأمل اللعب... بالله عليك كيف يكون.لقد قام بتغير اسم مدينة َقِرْيَةَ أَرْبَعَ والتي هي حَبْرُونَ إلى قِريَةَ والتي لا نعرف لها مكاناً في التاريخ سوى عقل المنقح لكتاب الله المقدس...
    ولقد صدق الله العظيم إذ يقول:
    [مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ] النساء : 46 .

    س10- لا نجد فى الكتاب قولاً ليسوع يدعى فيه أنه ابن الله ، إلا على سبيل المجاز والتى تعنى المؤمنين ، ويقابلها أولاد الشيطان أى الكافرون ومنها: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
    ومنها: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45
    ومنها: (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ)رومية 8: 14-16
    ومنها: يوحنا الأولى 3: 1 (1أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ.)
    ومنها: (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10
    ومنها: (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. … 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».) يوحنا 8: 44 و 47
    والسؤال الآن: هل الشياطين صادقة أم كاذبة؟ أعتقد أنكم ستشاركوننى بالموافقة على أنها كاذبة.
    وهل الشياطين تهدى إلى البر أم تُضلل من يستمع إليها؟
    لقد حاولت الشياطين إضلال الناس زمن يسوع ، وادَّعت أنه ابن الله وأنه المسِّيِّا، وانتهرها يسوع ، ومنعها من القول بهذا. (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41
    ولو كان هذا هو الإيمان السليم ، والعقيدة القويمة: فكيف عرفت الشياطين ما لم يُصرِّح به يسوع؟ وهل لو كانت الشياطين صادقة لما كان انتهرها يسوع ، ومنعها من قول الصدق؟
    ويقول بولس: إن كل من يعترف بيسوع أنه ابن الله فهو بار ، وهذا يعنى أن الشياطين ، الذين منعهم يسوع من إفشاء هذا الإيمان ، من الأبرار ، فلماذا أخرصهم إذاً؟ (15مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.) يوحنا الأولى 4: 15
    س11- يقول سفر الخروج: (6فَفَعَلَ الرَّبُّ هَذَا الأَمْرَ فِي الْغَدِ. فَمَاتَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. وَأَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَاحِدٌ.) خروج 9: 6
    فهل تعتقدون أن الرب يُدافع عن مواشى بنى إسرائيل، ويترك ابنه يذوق مرارة الذل والقهر والهوان، ويموت ميتة الملاعين عن الصليب؟ فهل المواشى أعز عليه من ابنه؟
    س12- قرر الكتاب أن الرب قتل (جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ)، إلا أنه فى نفس الفصل بعد ذلك، يُهدد الرب فرعون بقتل مواشيه ومواشى المصريين، فكيف ماتت إذن كل المواشى؟ (18هَا أَنَا غَداً مِثْلَ الآنَ أُمْطِرُ بَرَداً عَظِيماً جِدّاً لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي مِصْرَ مُنْذُ يَوْمِ تَأْسِيسِهَا إِلَى الآنَ. 19فَالآنَ أَرْسِلِ احْمِ مَوَاشِيَكَ وَكُلَّ مَا لَكَ فِي الْحَقْلِ. جَمِيعُ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ الَّذِينَ يُوجَدُونَ فِي الْحَقْلِ وَلاَ يُجْمَعُونَ إِلَى الْبُيُوتِ يَنْزِلُ عَلَيْهِمِ الْبَرَدُ فَيَمُوتُونَ». 20فَالَّذِي خَافَ كَلِمَةَ الرَّبِّ مِنْ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ هَرَبَ بِعَبِيدِهِ وَمَوَاشِيهِ إِلَى الْبُيُوتِ. 21وَأَمَّا الَّذِي لَمْ يُوَجِّهْ قَلْبَهُ إِلَى كَلِمَةِ الرَّبِّ فَتَرَكَ عَبِيدَهُ وَمَوَاشِيَهُ فِي الْحَقْلِ.) خروج 9: 18-21
    س13- يعترف جميع المسيحيين أن يسوع جاء فى الجسد ، بل هى من لب عقيدتهم فى التجسُّد، ومر بنفس المراحل التى يمر بها أى جنين، من علقة، فمضغة، ثم تدخل فيه الروح بعد أربعين يومًا / ثلاثة أشهر. فأين كان اللاهوت قبل أن يهب الله الروح للناسوت؟ فإن كانوا مجتمعين ثلاثتهم ، فقد كان إلهًا ميتًا، وإله رابع هو الذى وهبهم الروح والحياة!!
    وإن كانوا متفرقين فقد ظهروا ثلاثة، وهذا يُخالف قانون إيمانهم الذى يصر على أن كل منهم إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل هو إله واحد.
    وإن كان هو إله واحد ، له عدة ظهورات: مرة كإله الآب ، ثم تجسَّد فى صورة الابن ، فقد قبل هذا الإله أن يكون حيوانًا منويًا ، وأن يظل فى غياب الجهل ، وعدم العلم والسذاجة الطفولية عدو سنوات ، إلى أن اكتمل رشده بتعاليم الناس له ، ثم تولى أمر نفسه!!
    س14- أليس عدم اعتراف يسوع أنه هو الذى خلق السموات والأرض، وما فيهن كإله، يُدينه أنه ضلل البشرية، وخاصة اليهود والمسلمين، الذين يرفضون ألوهيته؟
    س15- من هو عيسو؟ هل هو أدوم أم أبو أدوم؟
    (1وَهَذِهِ مَوَالِيدُ عِيسُوَ الَّذِي هُوَ أَدُومُ) تكوين 36: 1 وتكررت أكثر من مرة فى نفس الإصحاح ، (8فَسَكَنَ عِيسُو فِي جَبَلِ سَعِيرَ. (وَعِيسُو هُوَ أَدُومُ).)، (19هَؤُلاَءِ بَنُو عِيسُو الَّذِي هُوَ أَدُومُ)
    (9وَهَذِهِ مَوَالِيدُ عِيسُو أَبِي أَدُومَ فِي جَبَلِ سَعِيرَ.) تكوين 36: 9، (هَذَا هُوَ عِيسُو أَبُو أَدُومَ.) تكوين 36: 43
    وتُشكك دائرة المعارف الكتابية مادة (أدوم – أدوميون) فى كلتا المعلومتين قائلة: (ولعل الاسم كان أقدم من ذلك بكثير، فيمكننا أن نلمحه في سجلات الأسرة الثانية عشرة في مصر.)
    س16- يقول الكتاب المقدس: (13وَنَصَبَ دَاوُدُ تِذْكَاراً عِنْدَ رُجُوعِهِ مِنْ ضَرْبِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً مِنْ أَرَامَ فِي وَادِي الْمِلْحِ.) صموئيل الثانى 8: 13
    وهذا خطأ تاريخى ، اضطر مؤلفو دائرة المعارف الكتابية أن يصححوا كلمة الرب حتى لا ينفضح أمره، فقالوا مادة (أدوم - أدوميون): «(فالأصح من أدوم وليس من أرام)»
    س17- لم تتكون الجبال حديثًا، وإنما هى من عمر الأرض تقريبًا، وتتفاوت ارتفاعات الجبال عن بعضها البعض، فهناك من يبلغ ارتفاعه 10205 مترًا مثل الجبل البركانى مونا كى Mauna Kea الواقع على جزر الهاواي ، منها 6000 مترًا موجودة تحت سطح مياه المحيط الهادي و 4200 مترًا فوق سطح المياه.
    كما يبلغ ارتفاع جبال الهيمالايا هو أعلى جبل على وجه الكرة الأرضية 8848 مترًا.
    وأعلى جبل فى العراق (بابل القديمة) هو جبل "حصاروست"، ويبلغ ارتفاعه 5000 مترًا.
    ويؤكد فريق علمى نمساوى من جامعة إنسبروك أنه بعد أبحاث مستفيضة استعملت فيها تقنيات حفرية جديدة في العراق تبين أن ارتفاع برج بابل كان يبلغ 80 مترًا.
    والسؤال الآن: ما الذى حدث فى عقل الرب حتى يترك كل هذه المرتفعات على الأرض، ويتعمَّد هدم برج بابل الذى كان يبلغ ارتفاعه 80 مترًا فقط، ويبلبل ألسنة الناس، ويفرقهم فى الأرض مختلفين حتى يسود عليهم؟ فلماذا لم يهدم الجبال؟
    ولماذا خاف من اتحاد مخلوقاته على البر والتقوى؟
    وهل الذى يخاف من خلقه وعبيده يستحق الألوهية أو التأليه؟
    وهل نفهم من خوف الرب من عبيده أنهم من الممكن أن يتفوق عليه عبيده يومًا ما، ويتولوا الألوهية بدلاً منه؟
    وهل نفهم أن سياسة الجُبن وعدم المواجهة، والمعروفة باسم (فرِّق تّسُد) وينتهكها الغرب مع المسلمين هى صناعة يهوية ترضى إلههم؟
    وهل نفهم من ذلك أن تفرق البشر وعدم اتحادهم على بر أو صلاح أو إعمار فى الأرض من الأشياء التى ترضى الرب وتقرب العبد منه؟
    ألا يعلم أن تعرفهم على تقنية حديثة يساعدهم على إعمار الأرض التى خلقهم فيها ولأجل اعمارها؟ فما حكمته أن يبقى عبيده متخلفين لا يقوون على مواجهة قوى الطبيعة وإخضاعها لراحتهم؟
    وهل لا يعلم أن اختلاف ألسنتهم فى التخاطب وعدم فهم الواحد منهم الآخر لا يمنع الإبداع العقلى ومواصلة البناء؟ فكم من المصريين أو العرب أو الأتراك الذى لا يجيدون إلا لغتهم الأم ويعيشون فى أوروبا وأمريكا، ويعملون بها!!
    (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. 2وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقاً أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 3وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْناً وَنَشْوِيهِ شَيّاً». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 11: 1-9
    س18- يقول الكتاب: إن القائمين من الموت كملائكة الله فى السماء، أى لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون، لأنهم فى ملكوت الله، وليس الملكوت أكلا وشربًا: (30لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ.) متى 22: 30 ، (17لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.) رومية 14: 17
    إلا أننا نعلم من إنجيل لوقا أن يسوع بعد قيامته أكل وشرب: (... قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ. ) لوقا 24: 41-43
    والسؤال الآن: كيف أكل بعد قيامته؟ وألا يدل ذلك على أنه لم يقم من الأموات وأنه ظل حيًّا مختبئًا إلى أن ظهر لهم، وأراهم يديه ورجليه ليدلل لهم على أنه لم يمت، لأن الروح ليس له لحم أو عظام؟ اقرأ الفقرة كاملة يتبين لك أنه اضطر للأكل حتى يبين لهم أنه لم يمت، وأنه ليس روح، بل إنه عيسى  بلحمه وعظامه، وبينما هم مازالوا فى دهشتهم أكل أمامهم!!
    اقرأ الفقرة كاملة: (36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحاً. 38فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 36-43
    وهذا يتناغم مع وقوف يسوع أمام اليهود وتحديهم أن يمسكوه أو يؤذوه لأن الله معه فى كل حين، ولن يتركه أبدًا: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
    ووقوع الشبه ظاهر من قوله إنهم سيظنونه هو ابن الإنسان المعلق أمامهم!!
    س19- هل كان يؤمن يسوع بعمله التبشيرى والدعوى وسط كل اعتراضات اليهود وصراعاتهم معه؟
    بالطبع. وإلا لما واصل دعوته وسطهم، ولما سفه أقوالهم وأعمالهم، ولما طردهم من الهيكل وقلب موائدهم وبضائعهم!
    فإلى عبادة من كان يدعو اليهود إذن؟ هل إلى عبادته هو نفسه؟ أم خاف أن يدعوهم إلى الحق الذى تراه أنت أيها المسيحى اليوم؟ وإذا خاف أن يؤدى عمله على أكمل وجه، فهل يخشى الإله عبيده؟ وما ذنب من مات فى عهده على عقيدة باطلة ولم يعبد إلهه يسوع؟ وكيف سيحاسبه فى الآخرة؟
    ولو أمعنت التفكير قليلا لأدركت أن يسوع كان يطوف البلاد طولا وعرضا لتصل دعوته إلى بنى إسرائيل،
    ولو كان إلها لعلم أن دعوته ستنجح أكثر وسط عبَّاد الأوثان من اليونانيين وغيرهم من اليهود، فلما لم يبدأ بهم أو حتى ينتهى بهم؟ لما تجنبهم وهم أسرع من غيرهم لتقبَّل عقيدة تجسُّد الإله وموته وقيامته؟
    وبما وبمن كان يؤمن يسوع؟ أكيد كان يؤمن بالله خالقه، وناصره، ومرسله. فهل لو كان يسوع الإله الواحد، لكان يُخاطب إلهه وربه؟ فهل هناك إله رابع غير الثلاثة أقانيم المتحدة سويا والتى لم تنفصل طرفة عين، والتى ظهرت فى جسد يسوع؟ أم كانت الأقانيم منفصلة وخاطب أحدهم الآخر؟
    وبما كان أتباعه يؤمنون؟ هل مات أتباعه على ضلال، واعتبروه نبيًا بما يُخالف عقيدة القوم فى تأليهه؟
    (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42
    (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8
    (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
    (لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) يوحنا 17: 21
    (وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) يوحنا 17: 23
    (وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي) يوحنا 17: 25
    يوحنا 12: 44-45 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
    يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    يوحنا 12: 48-50 (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
    متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
    وبالفعل كان معروفا بين تلاميذه وبين العامة، بل وبين من قام بمعجزة فى وسطهم بأنه نبى من عند الله:
    1- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
    2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
    3- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
    4- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
    5- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
    6- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
    7- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
    8- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
    9- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
    10- أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
    11- لوقا 24: 13-20 (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
    س20- (1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ لا يُعْلمُ مَنْ قَتَلهُ 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلى المُدُنِ التِي حَوْل القَتِيلِ. 3فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ عِجْلةً مِنَ البَقَرِ لمْ يُحْرَثْ عَليْهَا لمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلةِ إِلى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلانِ لمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلمْ يُزْرَعْ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلةِ فِي الوَادِي. 5ثُمَّ يَتَقَدَّمُ الكَهَنَةُ بَنُو لاوِي - لأَنَّهُ إِيَّاهُمُ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِ الرَّبِّ وَحَسَبَ قَوْلِهِمْ تَكُونُ كُلُّ خُصُومَةٍ وَكُلُّ ضَرْبَةٍ - 6وَيَغْسِلُ جَمِيعُ شُيُوخِ تِلكَ المَدِينَةِ القَرِيبِينَ مِنَ القَتِيلِ أَيْدِيَهُمْ عَلى العِجْلةِ المَكْسُورَةِ العُنُقُِ فِي الوَادِي 7وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تثنية 21: 1-9
    فهل أمر بكسر عنق الحيوان دليل على أنه إلهًا للمحبة؟ وهل يصلح هذا الكتاب أو حتى هذا الإله لأن يكون رحمة للعالمين؟ وهل عرف الإله أو العدل بهذه الإجراءات الغريبة قاتل هذه الدابة؟ وإذا كان الرب يُحمِّل بنى إسرائيل ذنب قتل هذه الدابة حتى يستغفر بنو إسرائيل من ذنب قتلها، وإذا كان بالاستغفار يغفر الله لهم ذنب هذه الدابة، فلما أمر بكسر عنق الدابة؟ ألا يعرف هذا الإله أن يغفر إلا بالقتل وسفك الدماء؟ وما رأى جمعيات الرأفة بالحيوان بهذه الجريمة التى يأمر بها الرب؟
    س21- يقول المسيحيون (غير الأرثوذكس) إن الذى مات على الصليب هو الناسوت وليس اللاهوت، ويؤمن الأرثوذكس أنه لم ينفصل اللاهوت عن الناسوت طرفة عين، وبالتالى مات اللاهوت والناسوت والروح القدس عند الأرثوذكس، وفى الحقيقة عند كل الطوائف، لأنهم يؤمنون أن الأب والابن والروح القدس لا ينفصلون طرفة عين. والآن: من الذى قبض روح يسوع؟ ومن الذى أحياها؟ ألا يستحق من يملك موت الإله وحياته أن يؤله نيابة عنه؟
    س21- كان يسوع يسجد لله، للآب، ويقضى الليل كله فى الصلاة تقربًا له: (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12
    فلماذا كان يسجد الابن للآب، ولم يسجد الآب للابن مطلقًا؟
    وأيهما كان فى الكون أولا: هل الآب أم الابن؟ أم تزامن وجودهما فى نفس الوقت؟ فإذا سبق أحدهما الآخر، فمن الذى أوجد الثانى؟ أليس خالقه وموجده؟ فبما استحق الثانى التأليه إذن؟ وإذا تزامن وجودهما فى نفس الوقت فبما استحق أحدهما أن يكون آب ويسبق الآخر فى البسملة، ويكون الآخر الابن المطيع، الذى يسجد للآب ويطيعه فى كل شىء؟
    وكيف كان الآب والابن واحدًا، فى الوقت الذى يسجد فيه أحدهما للآخر؟ فهل كان يسوع المتحد مع الآب يسجدان لإله آخر؟ أم كانت تمثيلية تؤدى حتى يُضلل يسوع الشيطان، ولا يعلم أنه الإله المتجسد الذى نزل على الأرض ليفديها من الخطيئة الأزلية؟ كما لو كان الشيطان هو المتحكم وهو الذى يمنع الرب من غفران هذه الخطيئة!!
    وما موقع الروح القدس هنا فى هذه الصلاة؟ هل كان يسجد أيضًا للآب فقط؟ أم كان يسجد للآب والابن معًا؟ ولماذا لم يسجد يسوع له، كما سجد للآب؟
    ولماذا يأتى الترتيب: الآب ثم الابن ثم الروح القدس؟ لماذا لا يكون الآب فى المكانة الثانية أو الثالثة، ويكون الابن فى المكانة الأولى أو الثالثة، ويكون الروح القدس فى المكانة الأولى أو الثانية؟
    ولماذا أرسل الآب الابن، ولم يرسل الابن الآب؟ لماذا كان يعمل الابن على إرضاء الآب، وينفذ كل وصاياه، بينما لا توجد وصايا من الابن للآب ليحرص على فعلها؟
    يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
    يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
    يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    ولماذا سيخضع الابن للآب فى الاخرة، ولن يخضع الآب للابن؟
    كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
    وهل بعد إرسال أحدهما للآخر، وصلاته له، والعمل على مرضاته، والخضوع له فى الآخرة، كما سيخضع له الكل، يكون الخاضع والمُرسل، والمتعبِّد هو نفسه الإله الذى يُخضع له، ويُتعبَّد له؟
    س22- هل تتخيل أيها المؤمن أن من صفات الرب فى الكتاب المقدس أنه إله الشر والضلال والتشويش والتفرقة؟
    الرب يخلق الشر ويدمر الخير: (فَإِنَّ الرَّبَّ أَمَرَ بِإِبْطَالِ مَشُورَةِ أَخِيتُوفَلَ الصَّالِحَةِ لِيُنْزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأَبْشَالُومَ.) صموئيل الثانى 17: 14
    الرب يرسل الروح الشريرة (الشيطان) يتلبس نبيه شاول: ((14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ.) صموئيل الأول 16: 14-15
    رب الأرباب يُضل الناس عندما يغضب: (27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ.) أشعياء 30: 27-28
    الرب يرسل عمل الضلال للهالكين حتى يضللهم ويصدقوا الكذب: (11وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ،) تسالونيك الثانية 2: 11
    الرب يُحِثُّ بنى إسرائيل على اختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21وانظروا فاذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا انتم من الكروم واخطفوا لانفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا الى ارض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
    (1وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَاناً وَاحِداً وَلُغَةً وَاحِدَةً. ...... 4وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». 5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. 6وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. 7هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». 8فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 11: 1-9
    فهل لم يتخلص بنو إسرائيل من الوثنية وإيمان الكفار بوجود إلهين أحدهما للخير والآخر للشر؟ وعلى ذلك من الذى كتب هذا الكلام؟ هل هو إنسان يؤمن بالله أم وثنى لم يتخلص من وثنيته بعد؟ ومن الذى أوحى هذا الكلام: هل هو الرب أم الشيطان الذى يسب الرب؟ ومتى أوحى الرب هذا الكلام؟ هل أثناء نومه، أم وقت أن كان مخمورًا؟
    (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
    (8لأَنَّ فِي يَدِ الرَّبِّ كَأْساً وَخَمْرُهَا مُخْتَمِرَةٌ. مَلآنَةٌ شَرَاباً مَمْزُوجاً. وَهُوَ يَسْكُبُ مِنْهَا. لَكِنْ عَكَرُهَا يَمَصُّهُ يَشْرَبُهُ كُلُّ أَشْرَارِ الأَرْضِ.) مزمور 75: 8

  • #2
    س22- هل المسيح أعظم من يوحنا المعمدان؟ والسؤال بطريقة أخرى: هل يستحق يسوع التأليه أكثر من يوحنا المعمدان؟ فقد كان يوحنا المعمدان مملوءًا من الروح القدس من قبل ولادته: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
    بينما ابتدأ يسوع يمتلىء بالروح القدس عندما كان عمره 30 سنة، أى ظل هذا العمر كله بدون الروح القدس، وعندما حل عليه الروح القدس سيطر عليه الشيطان واعتقله لمدة أربعين يومًا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً.) لوقا 4: 1-2
    س23- يُقر اليهود والمسيحيين بأن الله كلى القدرة، وأنه علام الغيوب، وعلمه من الأزل إلى الأبد. وها هو الرب يتعمَّد اختيار أنبياء يعلم أنهم سيكفرون، ويعبدون الأوثان، فلماذا اختارهم؟ وكيف سيحاسبهم فى الآخرة؟ فهل سيدخلهم الجحيم ويعذبهم لأنهم اتبعوا أنبيائه الذين أرسلهم؟ وكيف سيحاسب من تجاهل هذه الأنبياء وكفر بهم ولم يتبعهم؟ فهؤلاء أخطأوا وهؤلاء أجرموا، والكل سيدخل الجحيم لا محالة. فكيف يُطلق على الرب بعد ذلك إله المحبة؟
    (5أَجرَموا كلُهم ما عَدا داودَ وحِزقِيَّا ويوشِيَّا. تركوا شَريعةَ العَلِيّ. وزال مُلوكُ يَهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5 (الترجمة الكاثوليكية)
    (5كلهم اجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا، 6تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5-6 (ترجمة الفاندايك)


    س24-
    وينفى قولهم بألوهية عيسى عليه السلام اعترافه هو نفسه واعتراف أتباعه وأعدائه فى حياته به نبياً ورسولاً من عند الله:
    لقد عرفه كل المعاصرين من أحبائه وأعدائه ومن عالجهم أنه نبى ، وأجمعوا على أن الله أرسله: فقد عرفه الأعمى الذى أبصر على يديه بإذن الله: يوحنا 9: 8-17 (8فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى قَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» 9آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». 10فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» 11أَجَابَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». 12فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ». 13فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. 14وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. 15فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ». 16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. 17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
    وكذلك عرفه (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!») يوحنا6: 14
    وكذلك قال كل الجموع الذين كانوا فى انتظاره عند دخوله أورشليم: (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11
    وكذلك قال بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
    وكذلك قال رئيس الكهنة: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
    وبذلك قال اثنان من التلاميذ: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
    بل أقر بذلك كل تلاميذه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ:«أَنْتَ الْمَسِيحُ!»30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ) مرقس 8: 27-30
    وبذلك أقرت المرأة التى طلب منها أن يشرب: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!) يوحنا 3: 19
    لذلك بعد أن ضرب الأمثال فى موعظة الجبل لبنى إسرائيل قال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
    وكذلك أقر هو: متى 13: 54-57 (54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ») وأيضاً مرقس 6: 1-4
    وأقر يسوع نفسه بذلك: (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».) يوحنا 7: 28-29
    (26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ».) يوحنا 8: 26
    (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
    (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
    كذلك برَّأَ نفسه من ادعائهم الألوهية عليه أو أن يتقوَّلوا عليه إنه أعظم من بشر (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 14: 16-17
    (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
    (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42
    إذن فقد عرفته العامة أنه إنسان يُسمَّى يسوع ، وقال عنه الفريسيون (هذا الإنسان) ، ووصفه الأعمى الذى أبصر أنه نبي. إذن فلم يفعل عيسى عليه السلام هذه المعجزات ليمجد نفسه ، بل ليُظهِر مجد الله ، وليعلم الناس بنبوته ليسمعوا منه كلام الله. (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
    وأذكر قبل أن أنهى كلامى بقول بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ 24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.) أعمال الرسل 2: 22-23
    ف(كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22 فأى قيمة ليسوع الناصرى المُعَرَّض للموت بجوار الله؟
    س25- نقرأ تعبير (الله الآب) قد ذكر فيما يسمونه العهد الجديد 14 مرة، وهو غير موجود فى الأناجيل الأربعة إلا مرة واحدة عند يوحنا، ولم يُذكر فى سفر أعمال الرسل، ومثال لذلك:
    (27اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ) يوحنا 6: 27
    (...بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
    (3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ) غلاطية 1: 3
    (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.) فيليبى 2: 11
    فهذا اعتراف بأن الله هو الآب، فأين ذُكر (الله الابن) أو (الله الروح القدس)؟
    س26- يقول مرقس 16: 19 (ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله)
    فما الفرق بين الرب والله فى عقيدتكم؟
    إن الدارس للكتاب يعلم أن الرب تعنى هنا الربى، أى المعلم، كما وردت مرتان فى إنجيل يوحنا.
    إن أن العقيدة الأرثوذكسية والمسيحية بصفة عامة ترى أن يسوع المتحد مع الآب والروح القدس هو إله من ثلاثة آلهة متحدة لا تنفصل طرفة عين. وعلى ذلك أليس جلوس يسوع ثلاثى الأقانيم بجوار الله يشير إلى وجود أربعة آلهة: واحد على اليسار ويسوع ثلاثى الأقانيم على اليمين؟ وهل يجلس يسوع على العرش بصفته الابن بجسده البشرى، أم بصفته إله بجسده الممجد؟
    ونفس هذه الفكرة نجدها أيضًا فى إحياء يسوع ثلاثى الأقانيم من قبل الله. فقد مات يسوع وثالوثه، وأحياهم الله.
    فهل لنا أن نعلم كم إله يؤلهه النصارى؟ وكيف يتركون الحى الذى لا يموت، ويعبدون الإله الذى مات، وقيدت حركته على الصليب وفى القبر، وانتزعت منه روحه، بعد أن أهانوه وبصقوا فى وجهه، وانتزعوا بذلك عزته وقداسته، بعد أن انتزعوا منه قوته.
    وإذا اعتبرنا أن الله هو الآب، ويسوع هو الابن، إليسا بذلك قد انفصل الثالوث، الذى يقواون إنه لا ينفصل طرفة عين، وبالتالى يبطل قانون الإيمان؟
    ألا يدل ذلك على تعددهم للآلهة، واتباعهم وثنية القدماء بمسميات أخرى؟
    وأين نصيب الروح القدس من هذا العرش؟
    وهل يجلس على يمين الابن أم على يسار الآب؟
    وماذا يفعلان أو يفعلون على هذا العرش؟ من فيهم الذى يقوم بالخلق والإحياء والإماتة؟ ولماذا هو وليس غيره؟ من الذى يقوت الناس والدواب؟ ولماذا هو وليس غيره؟ ومن فيهم الذى يترأس الآخرين؟ بل هل يديروا هذا الكون بالمناصفة أم لكل عمل محدد لا يقدر الآخر على القيام به، أو لا يُسمح له بذلك، أم يديروه بالتبادل الزمنى بينهم؟
    أليس تمايز الأقانيم وتمايز أعمالهم يدل على تمايزهم وبالتالى اختلافهم عن بعضهم البعض؟ أى إنهم ثلاثة ويستحيل أن يكونوا واحدًا!!
    ثم لماذا لا يجلس الآب على يمين الابن؟ ولماذا لا يكون العرش للابن فقط فهو الذى عانى حياة البشر على الأرض، ومات ميتة الملاعين من أجلهم؟
    س37- ما هى صفات النبى الذى تُصدقه فيما جاء به من عند الله؟
    س38- ألا تعتقد مثلى أن النبى يجب أن يكون قدوة لمن أُرسِلَ إليهم، حيث تكون رسالة أى نبى هى هداية البشر لخير الأخلاق، وأصفى عبادة؟
    س39- ألا تعتقد مثلى أنه فى حالة فساد أخلاق النبى، يكون الرب ونبيه قد فشلا فى تبليغ الرسالة بصورة سليمة للمُرسل إليهم لتُقيم الحجة عليهم فى الآخرة؟
    س40- ألا تعتقد مثلى أنه فى حالة فشل الرب فى انتقاء صفوة خلقه ليُرسله لأمة ما لهدايتها، يكون الرب قد فشل فى انتقاء من يُمثل دينه على الأرض، وبالتالى يفقده الألوهية، والعزة والحكمة، أى يطعن فى صفات الألوهية لديه؟
    س41- ألا تعتقد مثلى أنه بفساد النبى لا يُمكن للرب أن يُحاسب هذه الأمة التى يكون نبيها فاسدًا، ولا يُقيم عليهم الحجة، وبالتالى فَقَدَ الرب صفة أخرى من صفاته، فلن يكون الرقيب أو الملك أو القاضى أو العادل؟
    س42- ألا تعتقد مثلى أنه لو حاسب الرب الأمة التى اقتدت برسولها الزانى أو الفاسق أو الزاني، وعملت بأعمال هذا النبى، ثم أدخلهم النار، لكان ظالمًا، ولم وانتزعت منه صفة الرحمة والمحبة، حيث سيكون من البدء قد أضمر لعباده الشر، بإرساله أشر عباده ليقتدوا به، ليقذف بهم فى أتون النار؟
    س43- هل تعلم كيف كان يتنبأ أنبياء بنو إسرائيل؟ أى كيف كانوا يتقبلون وحى الرب ورسالته إليهم؟
    كان الأنبياء تنتابهم حالة أشبه بالصرع أو التلبُّس بالشيطان، أو ما نراه اليوم فى راقصى الصوفية، أو راقصى الزار، أو الهائمين على وجوههم من الشيعة فى العراق فى مولد الحسين. وهى نفس ممارسات أنبياء الآلهة الوثنية الكنعانية من قبل.
    وكانت هناك عدة وسائل تُمكِّن النبى من استقبال الوحى وفهم مراد الرب ، منها الأحلام أو قراءة الطالع وإلقاء القرعة وخير مثال على ذلك هو ما كان من أمر شاول حين استخدم الأوريم والثميم للحصول على رأى الرب ، ولا تعرف بالضبط ما هو الأوريم أو الثميم: (6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ, فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ.) صموئيل الأول 28: 6
    فها هو شاول لم يصدق صموئيل أنه نبيًا إلا بعد أن خلع ملابسه وجلس عريانًا: (23فَذَهَبَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ, فَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضاً رُوحُ اللَّهِ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَتَنَبَّأُ حَتَّى جَاءَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ. 24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضاً أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَاناً ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟».) صموئيل الأول 19: 23-24
    وكان من وسائل خداع الأنبياء الكذبة فى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد أيضاً أنهم اخترعوا وسائل تمكنهم من اكتشاف مشيئة الرب ، وهى وسائل شديدة الشبه بوسائل الكهنة الوثنيين فى أرض كنعان. ومع شديد الأسف صدقهم بنو إسرائيل ، بل كان يلجأ إليهم أنبياء كبار. فقد ذهب النبى شاول إلى عرافة لتحضر له روح النبى صموئيل ليعرف منه أخبار ما: (7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ, وَقَالَتِ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ, فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدّاً. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي, وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 17وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي, وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 18لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ, لِذَلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هَذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 19وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَداً أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي, وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) صموئيل الأول 28: 9-10
    يُضاف إلى هذه الوسائل شربهم للخمر حتى الثمالة ، فقد انتقدهم أشعياء وما يفعلون فقال:: (7وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ أَيْضاً ضَلُّوا بِالْخَمْرِ وَتَاهُوا بِالْمُسْكِرِ. الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ. ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ. ضَلاَّ فِي الرُّؤْيَا. قَلِقَا فِي الْقَضَاءِ) أشعياء 28: 7
    واستخدام المؤثرات الموسيقية: (5بَعْدَ ذَلِكَ تَأْتِي إِلَى جِبْعَةِ اللَّهِ حَيْثُ أَنْصَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَيَكُونُ عِنْدَ مَجِيئِكَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنَّكَ تُصَادِفُ زُمْرَةً مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ وَأَمَامَهُمْ رَبَابٌ وَدُفٌّ وَنَايٌ وَعُودٌ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ. 6فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ) صموئيل الأول 10: 5-6
    وكان الذين يمكنهم مخاطبة المجانين يُطلق عليهم أنبياء: (26قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ كَاهِناً عِوَضاً عَنْ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ لِتَكُونُوا وُكَلاَءَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ لِكُلِّ رَجُلٍ مَجْنُونٍ وَمُتَنَبِّئٍ فَتَدْفَعُهُ إِلَى الْمِقْطَرَةِ وَالْقُيُودِ.) إرمياء 29: 26
    ومن هؤلاء الأنبياء من كانت تصرفاتهم يشوبها الهذيان والهوس وهو أشبه بتصرفات أنبياء البعل: (28فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. 29وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ،) الملوك الأول 18: 28-29
    وإذا أغمضنا الطرف عن هؤلاء الأنبياء المهاويس ونظرنا إلى أنبياء حقيقيين أمثال شاول وأشعياء وحزقيال وهوشع وماذا فعلت بهم النبوة لتملكنا العجب من كاتبى هذا الكلام ، ثم يعتبرونه وحى من الله.
    فها هو شاول لا يتنبأ إلا بعد أن يتجرد من ملابسه كعادة غيره من الأنبياء. وكأن العرى هو احدى وسائل استجلاب النبوة ، وقرين من قرائن حلول روح الله: (24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضاً أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَاناً ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟»)صموئيل الأول19: 24
    وسار إشعياء عريانا بين الرجال والنساء والأطفال بعورته المغلظة لمدة ثلاثة أعوام استجابة للوحى: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) أشعياء20: 2-3
    وأمر الرب حزقيال أن يصنع فطيراَ من الخراء الآدمى ويضع عليها شعيراً وحنطة ويخبزها ويأكلها أمام أعين الناس: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
    وكذلك أمر الرب هوشع فى أول أمر إلهى وجهه إليه أن يتزوج امرأة زانية تُفرخ له أولاد زنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». 3فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً.) هوشع 1: 2-3
    واستمر هوشع يتردى فى طريق الزانيات حيث كانت نبوءته التالية تفرض عليه عشق امرأة متزوجة برجل يحبها ، لكنها تخونه وتزنى بآخرين حتى يأتى هوشع ويخطفها من تحت رَجُلها: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ». 2فَاشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ.) هوشع 3: 1
    وبذلك خالف الرب نفسه شريعته التى أعطاها لموسى ، والتى تقتضى ألا يتزوج النبى أو الكاهن إلا من امرأة عذراء ، ولا يتزوج الأرملة أو المطلقة أو الزانية: (13هَذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً.) لاويين 21: 13-14
    والغريب فى موضوع النبوة والأنبياء أن الرب لم يرسل وحيه إلى الأنبياء والمرسلين فقط ، بل أوحى إلى الكفَّار والمنافقين أيضاً كما تقول دائرة المعارف الكتابية: “بل حدث في بعض الأحيان أن حل روح الله - استثناء - على أشخاص لم تكن لهم علاقة قلبية صحيحة بالله ، مثلما حدث مع شاول الملك (1صم 10: 11، 19: 24) ، وبلعام (عد 23/24) ، وقيافا (يو 11: 51 ).” ومنهم أيضاً بولس.
    وهنا أقول لهم: لماذا يوحى الرب إلى منافق أو كذاب؟ أليس وحى الرب إلى أمثال هؤلاء يؤكد صلتهم بالله وأنهم من أنبيائه ومصطفيه؟ فما حكمته من أن يصدق الناس هؤلاء الكذابين المنافقين وينهجوا نهجهم؟ وما الذى سيوحيه إليهم؟
    هل تعلمون ماذا فعل شاول ضد الرب وأنبيائه؟
    لقد عصى الرب ولم يقتل كل الحيوانات التى أمره الرب أن يقتلها ، واكتفى بقتل الشعب فقط. فندم على تنصيب شاول نبياً: (7وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابَِلَ مِصْرَ. 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». فَاغْتَاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ.) صموئيل الأول 15: 7-11
    ثم اعترض نبى الله شاول على اختيار الله داود نبياً وأباح دمه: (1وَكَلَّمَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ عَبِيدِهِ أَنْ يَقْتُلُوا دَاوُدَ.) صموئيل الأول 19: 1
    وكفر بذهابه لعرَّافة: (8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».) صموئيل الأول 28: 9-10
    وزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و(14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
    ثم انتحر نبى الرب: (4فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَقَالَ: «إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ أَيْضاً كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ أَيْضاً». 5فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟» 6فَقَالَ الْغُلاَمُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. 7فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هَئَنَذَا. 8فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا. 9فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. 10فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي هَهُنَا». 11فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا وَكَذَا جَمِيعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ.) صموئيل الثانى 1: 4-11
    س44- هل فكرت مرة وبحثت عن صفات الإله الجدير بالعبادة وبالألوهية؟
    س45- هل فكرت فى كتاب الله للبشر، وما الذى ينبغى أن يحتويه هذا الكتاب من تعاليم وقدوة وترهيب وترغيب، ووعد ووعيد؟
    س46- ماذا يعنى لك أن يُصلى يسوع سرًا لله، بل يقضى الليل كله فى الصلاة لله واقفًا راكعًا ساجدًا لله؟
    لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
    متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
    لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
    س47- ماذا يعنى لك أن يكون يسوع خاضعًا لله فى دنياه وآخرته مثل باقى عباد الله؟
    يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
    يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
    يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
    ألن يخضع يسوع لإلهه فى الآخرة؟ فبم يستحق التأليه؟: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
    فاسمعوا قوله: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
    س48- لقد أعلن يسوع مرارًا أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل، فماذا يعنى لك أنه لم يقل مرة واحدة إنه هو الله خالق البشر والسماوات والأرض وما فيهم وما بينهم، بل لم يكن فيه صفة من صفات الألوهية؟
    1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    2- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
    3- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
    4- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    5- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
    6- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
    7- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
    8- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
    9- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
    10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
    س49- ماذا يعنى لك أن تقرأ فى كتابك الذى تقدسه أن يسوع كان عبدًا لله؟
    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قائلاً: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
    بل سيكون خاضعًا لله تعالى يوم الدينونة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
    س50- ماذا يعنى لك أن تقرأ فى كتابك أن الذى أحيا يسوع من الموت هو الله الحى الذى لا يموت؟
    تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
    تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
    إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
    دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
    (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى: 27: 50
    (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.) لوقا 23: 46
    ومن الذى أقام يسوع من الموت؟ إنه الله. (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
    (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ .. .. .. ..) أعمال الرسل 5: 30
    (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
    رومية 8: 11 (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.)،
    كورنثوس الأولى 6: 14 (14وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ.)
    أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    س51- ماذا يعنى لك أن يسوع لم يأمركم بعبادته أو فعل أى شىء لمرضاته؟
    أليست كل هذه أدلة على عبودبته لله؟ فما هى الدلائل القطعية على ألوهيته دون النصوص التى يُمكن أن يكون لها أكثر من مفهوم؟
    س52- من الذى أغلظ قلب فرعون وكان المتسبب فى عدم ترك فرعون لموسى وقومه ليخرجوا من مصر؟
    المتسبب فى ذلك هو فرعون نفسه وأعماله، لذلك عاقبه الرب: (7وَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَإِذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَلاَ وَاحِدٌ. وَلَكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ.) خروج 9: 7
    إلا أن الرب قال فى موضع آخر أنه هو المتسبب فى ذلك، فلماذا عاقب إذًا فرعون وجنوده؟ (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ.) خروج 4: 21
    وهناك العديد من الفقرات الكتابية التى تشير إلى ضلوع الرب فى إفساد عبيده أو تقسية قلوبهم حتى لا يؤمنوا، نذكر منها:
    (20لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ يُشَدِّدَ قُلُوبَهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا إِسْرَائِيلَ لِلْمُحَارَبَةِ فَيُحَرَّمُوا, فَلاَ تَكُونُ عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ, بَلْ يُبَادُونَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) يشوع 11: 20
    وكذلك: (لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40«قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ».) يوحنا 12: 39-40
    بل أوحى الرب إلى نبيه أن يقول إن تقسية القلب والإضلال عن طريق الحق تم بأمر الرب نفسه: (17لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجِعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ.) إشعياء 63: 17
    الأمر الذى علق عليه النبى إرميا بوحى من الرب، وسبَّ الرب واتهمه بالظلم والخداع: (10فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].) إرمياء 4: 10
    ولو صدق الرب فى قوله أنه هو الذى قسَّى قلب فرعون، حتى لا يترك موسى وقومه ليخرجوا من مصر، فلماذا أرسل موسى بكل هذه العجائب ليصنعها أمام فرعون؟ هل من باب تضييع وقت موسى وفرعون ووقت الرب نفسه؟ أم ليقيم الحجة على فرعون؟ وهل يمكن للرب أن يقيم الحجة على عبد من عبيده وهو المتسبب فى نتيجة هذا الحدث؟ أم ترى أن الرب ظلمه وأغرقه فى النهاية؟ وهل يا ترى لو أرخ فرعون وشيطانه لهذا الحدث، فهل كانا سيقولان غير ذلك، أو ينهمان أحدًا فى هذا إلا الرب؟ أعتقد أنه لو سمح الرب للمتهم فى الآخرة أ(وهو فرعون) أن يتخذ محاميًا مبتدءً للدفاع عنه، لكسب المحامى القضية من أول جلسة، ولأخرج فرعون وشيطانه من النار وأدخلهما الجنة، بل وطعن المحامى فى عدالة الرب، ولطالبه بتعويض عن سمعة فرعون وشيطانه التى هوى بها الرب إلى أسفل سافلين!
    س53- يقول مرقس إن سمعان وأندراوس كانا فى البيت فى كفرناحوم (21ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. .... 29وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْمَجْمَعِ جَاءُوا لِلْوَقْتِ إِلَى بَيْتِ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا) مرقس 1: 21 و29
    إلا أن وحى يوحنا يذكر هذه الواقعة غير ذلك، فهو يرى أنهما كانا فى البيت فى بيت صيدا (44وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ.) يوحنا 1: 44
    فأين كان يسكن سمعان وأندراس؟ هل كانا يسكنان فى بيت صيدا كما قال يوحنا، أم كانا يسكنان فى كفرناحوم كما قال مرقس؟
    س54- يقول يعقوب فى رسالته: (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.) يعقوب 1: 13-14
    إلا أن وحى يعقوب لم يكن على ما يبدو يعرف الكتاب جيدًا، فلم يعلم أن الرب قد جرب إبراهيم بالشرور: (1وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».) تكوين 22: 1-2
    س55- يتكلم النبى زكريا بوحى الرب إليه عن الثلاثين من الفضة التى أُدخلت إلى بيت الرب: (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
    إلا أنه يبدو أن وحى متى لم يكن يعلم أنه ألقى هذه المعلومة إلى نبى الله زكريا، أو على حسن التقدير نسى ذلك، وقال لمتى إن إرميا هو الذى أوحيت إليه هذه العبارة: (9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 9-10
    فهل الرب يُجرب عبيده؟ أم هل يجرب العبيد إلههم كما فعل الشيطان مع يسوع فى البرية؟ أم أن الرب لا يجرب أحدًا وهو غير مجرب أيضًا من أحد؟
    س56- يقول سفر المزامير 139: 7-10 (7أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ 8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. 9إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ 10فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.)
    وهذا النص يشعر قارئه بأن الرب قريب منه، مطلع عليه، وعلى أعماله، فيخجل من أن يره الرب على معصية. وهو موجود بعلمه وليس بتجسده، كما يحلو للبعض أن يفهمه.
    إلا أنك تجد نصوصًا أخرى يُفاجأ فيها الرب بأفعال عبيده، بل لا يرى من مكانه ويضطر فى بعض الأحوال للنزول ليرى ما يفعلون، وهو يُخالف ما يقوله سفؤ المزامير. فها هو الرب يُفاجأ ببناء عبيده لبرج بابل، ويخافهم فيبلبل ألسنتهم ليمنعهم من التفاهم سويًا: (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.) تكوين 11: 5
    (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».) تكوين 18: 20-21
    فهل لا يرى الرب من أعلى عرشه ما يفعله بنو البشر؟ وهل يضطر الرب إلى النزول باستمرار ليعلم ما يفعله عبيده؟ فبم أصبح إلهًا عليمًا بكل شىء؟
    س57- يقول وحى لوقا ويعقوب إن الرب جوَّاد سخى، يعطى كل من يسأله: (10لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.) لوقا 11: 10
    (5وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. 6وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. 7فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.) يعقوب 1: 5-7
    إلا أنه من يقرأ أقوال الرب الموحى بها إلى أيوب، يجد أن أيوب كان يستصرخ الرب ويدعوه فلا يُستجاب إليه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) أيّوب 30: 20-21
    (1[قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي 2قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! 3أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ 4أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ 5أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ 6حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ 7فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ. 8[يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعاً. أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ 9اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ. أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟ 10أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ 11كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. 12مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. 13لَكِنَّكَ كَتَمْتَ هَذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَكَ. 14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! 17تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. 18[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! 19فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. 20أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً 21قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ 22أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ وَإِشْرَاقُهَا كَالدُّجَى].) أيوب 4: 1-22
    (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) أيوب 24: 12
    س58- هل من الممكن أن يرى إنسان ما الله سبحنه وتعالى رأى العين؟
    يقول الرب لموسى: (لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ.) الخروج 33: 20، وهذا قانون صريح واضح، يقضى بأنه لا يمكن لإنسان ما أن يرى الله، ويعيش.
    إلا أنك تقرأ فى نفس السفر وفى نفس الإصحاح، بل وفى نفس الصفحة، أن الرب قد سبق وقال إن موسى رآه وجهًا لوجه: (11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ.) الخروج 33: 11
    ومعنى ذلك أن موسى وقف مع الرب وتكلم معه كما تتكلم أنت مع صاحبك، أى رآه رأى العين، ولكنه لم يمت. فكيف يمكننا التوفيق بين الاثنين؟
    وقد رآه أيضًا داود وأيوب ، ومن قبل قال الكتاب إن إبراهيم رأى الرب، ثم عادوا وقالوا إنهم كانوا الملائكة: (2لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ.) مزمور 63: 2
    (5بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.) أيوب 42: 5
    (1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً) التكوين 17: 1
    (1وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ 2فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ ... 13فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟ ... 17فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ 18وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟ 19لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَعْمَلُوا بِرّاً وَعَدْلاً لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ». 20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ». 22وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ. 23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». ... 33وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.) التكوين 18: 1-33
    (2فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ) أعمال الرسل 7: 2
    وبعد كل هذه الظهورات، يقول يسوع: (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
    فمن أين أتى يسوع بهذا الكلام، بينما هو كإله العهدين القديم والجديد يقرر أن إبراهيم وموسى وداود وأيوب رأوا الله رأى العين؟ أم كذب العهد القديم وما قاله سفر الأعمال، وصدق يسوع فى أن الله لم يره أحد قط؟

    تعليق


    • #3
      س22- هل المسيح أعظم من يوحنا المعمدان؟ والسؤال بطريقة أخرى: هل يستحق يسوع التأليه أكثر من يوحنا المعمدان؟ فقد كان يوحنا المعمدان مملوءًا من الروح القدس من قبل ولادته: (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
      بينما ابتدأ يسوع يمتلىء بالروح القدس عندما كان عمره 30 سنة، أى ظل هذا العمر كله بدون الروح القدس، وعندما حل عليه الروح القدس سيطر عليه الشيطان واعتقله لمدة أربعين يومًا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً.) لوقا 4: 1-2
      س23- يُقر اليهود والمسيحيين بأن الله كلى القدرة، وأنه علام الغيوب، وعلمه من الأزل إلى الأبد. وها هو الرب يتعمَّد اختيار أنبياء يعلم أنهم سيكفرون، ويعبدون الأوثان، فلماذا اختارهم؟ وكيف سيحاسبهم فى الآخرة؟ فهل سيدخلهم الجحيم ويعذبهم لأنهم اتبعوا أنبيائه الذين أرسلهم؟ وكيف سيحاسب من تجاهل هذه الأنبياء وكفر بهم ولم يتبعهم؟ فهؤلاء أخطأوا وهؤلاء أجرموا، والكل سيدخل الجحيم لا محالة. فكيف يُطلق على الرب بعد ذلك إله المحبة؟
      (5أَجرَموا كلُهم ما عَدا داودَ وحِزقِيَّا ويوشِيَّا. تركوا شَريعةَ العَلِيّ. وزال مُلوكُ يَهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5 (الترجمة الكاثوليكية)
      (5كلهم اجرموا ما خلا داود وحزقيا ويوشيا، 6تركوا شريعة العلي ارتد ملوك يهوذا) يشوع بن سيراخ 49: 5-6 (ترجمة الفاندايك)


      س24-
      وينفى قولهم بألوهية عيسى عليه السلام اعترافه هو نفسه واعتراف أتباعه وأعدائه فى حياته به نبياً ورسولاً من عند الله:
      لقد عرفه كل المعاصرين من أحبائه وأعدائه ومن عالجهم أنه نبى ، وأجمعوا على أن الله أرسله: فقد عرفه الأعمى الذى أبصر على يديه بإذن الله: يوحنا 9: 8-17 (8فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى قَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» 9آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». 10فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» 11أَجَابَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». 12فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ: «لاَ أَعْلَمُ». 13فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. 14وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. 15فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ». 16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. 17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
      وكذلك عرفه (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا:«إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!») يوحنا6: 14
      وكذلك قال كل الجموع الذين كانوا فى انتظاره عند دخوله أورشليم: (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».) متى 21: 10-11
      وكذلك قال بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
      وكذلك قال رئيس الكهنة: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
      وبذلك قال اثنان من التلاميذ: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.) لوقا 24: 13-20
      بل أقر بذلك كل تلاميذه: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ:«أَنْتَ الْمَسِيحُ!»30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ) مرقس 8: 27-30
      وبذلك أقرت المرأة التى طلب منها أن يشرب: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!) يوحنا 3: 19
      لذلك بعد أن ضرب الأمثال فى موعظة الجبل لبنى إسرائيل قال لهم: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 42-46
      وكذلك أقر هو: متى 13: 54-57 (54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟» 57فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ») وأيضاً مرقس 6: 1-4
      وأقر يسوع نفسه بذلك: (28فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».) يوحنا 7: 28-29
      (26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ».) يوحنا 8: 26
      (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
      (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ) يوحنا 5: 37
      كذلك برَّأَ نفسه من ادعائهم الألوهية عليه أو أن يتقوَّلوا عليه إنه أعظم من بشر (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.) يوحنا 14: 16-17
      (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
      (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42
      إذن فقد عرفته العامة أنه إنسان يُسمَّى يسوع ، وقال عنه الفريسيون (هذا الإنسان) ، ووصفه الأعمى الذى أبصر أنه نبي. إذن فلم يفعل عيسى عليه السلام هذه المعجزات ليمجد نفسه ، بل ليُظهِر مجد الله ، وليعلم الناس بنبوته ليسمعوا منه كلام الله. (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 3-4
      وأذكر قبل أن أنهى كلامى بقول بطرس: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. 23هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ 24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.) أعمال الرسل 2: 22-23
      ف(كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22 فأى قيمة ليسوع الناصرى المُعَرَّض للموت بجوار الله؟
      س25- نقرأ تعبير (الله الآب) قد ذكر فيما يسمونه العهد الجديد 14 مرة، وهو غير موجود فى الأناجيل الأربعة إلا مرة واحدة عند يوحنا، ولم يُذكر فى سفر أعمال الرسل، ومثال لذلك:
      (27اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ) يوحنا 6: 27
      (...بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
      (3نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ) غلاطية 1: 3
      (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.) فيليبى 2: 11
      فهذا اعتراف بأن الله هو الآب، فأين ذُكر (الله الابن) أو (الله الروح القدس)؟
      س26- يقول مرقس 16: 19 (ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله)
      فما الفرق بين الرب والله فى عقيدتكم؟
      إن الدارس للكتاب يعلم أن الرب تعنى هنا الربى، أى المعلم، كما وردت مرتان فى إنجيل يوحنا.
      إن أن العقيدة الأرثوذكسية والمسيحية بصفة عامة ترى أن يسوع المتحد مع الآب والروح القدس هو إله من ثلاثة آلهة متحدة لا تنفصل طرفة عين. وعلى ذلك أليس جلوس يسوع ثلاثى الأقانيم بجوار الله يشير إلى وجود أربعة آلهة: واحد على اليسار ويسوع ثلاثى الأقانيم على اليمين؟ وهل يجلس يسوع على العرش بصفته الابن بجسده البشرى، أم بصفته إله بجسده الممجد؟
      ونفس هذه الفكرة نجدها أيضًا فى إحياء يسوع ثلاثى الأقانيم من قبل الله. فقد مات يسوع وثالوثه، وأحياهم الله.
      فهل لنا أن نعلم كم إله يؤلهه النصارى؟ وكيف يتركون الحى الذى لا يموت، ويعبدون الإله الذى مات، وقيدت حركته على الصليب وفى القبر، وانتزعت منه روحه، بعد أن أهانوه وبصقوا فى وجهه، وانتزعوا بذلك عزته وقداسته، بعد أن انتزعوا منه قوته.
      وإذا اعتبرنا أن الله هو الآب، ويسوع هو الابن، إليسا بذلك قد انفصل الثالوث، الذى يقواون إنه لا ينفصل طرفة عين، وبالتالى يبطل قانون الإيمان؟
      ألا يدل ذلك على تعددهم للآلهة، واتباعهم وثنية القدماء بمسميات أخرى؟
      وأين نصيب الروح القدس من هذا العرش؟
      وهل يجلس على يمين الابن أم على يسار الآب؟
      وماذا يفعلان أو يفعلون على هذا العرش؟ من فيهم الذى يقوم بالخلق والإحياء والإماتة؟ ولماذا هو وليس غيره؟ من الذى يقوت الناس والدواب؟ ولماذا هو وليس غيره؟ ومن فيهم الذى يترأس الآخرين؟ بل هل يديروا هذا الكون بالمناصفة أم لكل عمل محدد لا يقدر الآخر على القيام به، أو لا يُسمح له بذلك، أم يديروه بالتبادل الزمنى بينهم؟
      أليس تمايز الأقانيم وتمايز أعمالهم يدل على تمايزهم وبالتالى اختلافهم عن بعضهم البعض؟ أى إنهم ثلاثة ويستحيل أن يكونوا واحدًا!!
      ثم لماذا لا يجلس الآب على يمين الابن؟ ولماذا لا يكون العرش للابن فقط فهو الذى عانى حياة البشر على الأرض، ومات ميتة الملاعين من أجلهم؟
      س37- ما هى صفات النبى الذى تُصدقه فيما جاء به من عند الله؟
      س38- ألا تعتقد مثلى أن النبى يجب أن يكون قدوة لمن أُرسِلَ إليهم، حيث تكون رسالة أى نبى هى هداية البشر لخير الأخلاق، وأصفى عبادة؟
      س39- ألا تعتقد مثلى أنه فى حالة فساد أخلاق النبى، يكون الرب ونبيه قد فشلا فى تبليغ الرسالة بصورة سليمة للمُرسل إليهم لتُقيم الحجة عليهم فى الآخرة؟
      س40- ألا تعتقد مثلى أنه فى حالة فشل الرب فى انتقاء صفوة خلقه ليُرسله لأمة ما لهدايتها، يكون الرب قد فشل فى انتقاء من يُمثل دينه على الأرض، وبالتالى يفقده الألوهية، والعزة والحكمة، أى يطعن فى صفات الألوهية لديه؟
      س41- ألا تعتقد مثلى أنه بفساد النبى لا يُمكن للرب أن يُحاسب هذه الأمة التى يكون نبيها فاسدًا، ولا يُقيم عليهم الحجة، وبالتالى فَقَدَ الرب صفة أخرى من صفاته، فلن يكون الرقيب أو الملك أو القاضى أو العادل؟
      س42- ألا تعتقد مثلى أنه لو حاسب الرب الأمة التى اقتدت برسولها الزانى أو الفاسق أو الزاني، وعملت بأعمال هذا النبى، ثم أدخلهم النار، لكان ظالمًا، ولم وانتزعت منه صفة الرحمة والمحبة، حيث سيكون من البدء قد أضمر لعباده الشر، بإرساله أشر عباده ليقتدوا به، ليقذف بهم فى أتون النار؟
      س43- هل تعلم كيف كان يتنبأ أنبياء بنو إسرائيل؟ أى كيف كانوا يتقبلون وحى الرب ورسالته إليهم؟
      كان الأنبياء تنتابهم حالة أشبه بالصرع أو التلبُّس بالشيطان، أو ما نراه اليوم فى راقصى الصوفية، أو راقصى الزار، أو الهائمين على وجوههم من الشيعة فى العراق فى مولد الحسين. وهى نفس ممارسات أنبياء الآلهة الوثنية الكنعانية من قبل.
      وكانت هناك عدة وسائل تُمكِّن النبى من استقبال الوحى وفهم مراد الرب ، منها الأحلام أو قراءة الطالع وإلقاء القرعة وخير مثال على ذلك هو ما كان من أمر شاول حين استخدم الأوريم والثميم للحصول على رأى الرب ، ولا تعرف بالضبط ما هو الأوريم أو الثميم: (6فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ, فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ.) صموئيل الأول 28: 6
      فها هو شاول لم يصدق صموئيل أنه نبيًا إلا بعد أن خلع ملابسه وجلس عريانًا: (23فَذَهَبَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ, فَكَانَ عَلَيْهِ أَيْضاً رُوحُ اللَّهِ فَكَانَ يَذْهَبُ وَيَتَنَبَّأُ حَتَّى جَاءَ إِلَى نَايُوتَ فِي الرَّامَةِ. 24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضاً أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَاناً ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟».) صموئيل الأول 19: 23-24
      وكان من وسائل خداع الأنبياء الكذبة فى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد أيضاً أنهم اخترعوا وسائل تمكنهم من اكتشاف مشيئة الرب ، وهى وسائل شديدة الشبه بوسائل الكهنة الوثنيين فى أرض كنعان. ومع شديد الأسف صدقهم بنو إسرائيل ، بل كان يلجأ إليهم أنبياء كبار. فقد ذهب النبى شاول إلى عرافة لتحضر له روح النبى صموئيل ليعرف منه أخبار ما: (7فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِي عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِي عَيْنِ دُورٍ». 8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ». 11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ, وَقَالَتِ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ, فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدّاً. الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي, وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِتُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ». 16فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَلِمَاذَا تَسْأَلُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فَارَقَكَ وَصَارَ عَدُوَّكَ؟ 17وَقَدْ فَعَلَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِي, وَقَدْ شَقَّ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِكَ وَأَعْطَاهَا لِقَرِيبِكَ دَاوُدَ. 18لأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَفْعَلْ حُمُوَّ غَضَبِهِ فِي عَمَالِيقَ, لِذَلِكَ قَدْ فَعَلَ الرَّبُّ بِكَ هَذَا الأَمْرَ الْيَوْمَ. 19وَيَدْفَعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً مَعَكَ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَغَداً أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي, وَيَدْفَعُ الرَّبُّ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) صموئيل الأول 28: 9-10
      يُضاف إلى هذه الوسائل شربهم للخمر حتى الثمالة ، فقد انتقدهم أشعياء وما يفعلون فقال:: (7وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ أَيْضاً ضَلُّوا بِالْخَمْرِ وَتَاهُوا بِالْمُسْكِرِ. الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ. ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ. ضَلاَّ فِي الرُّؤْيَا. قَلِقَا فِي الْقَضَاءِ) أشعياء 28: 7
      واستخدام المؤثرات الموسيقية: (5بَعْدَ ذَلِكَ تَأْتِي إِلَى جِبْعَةِ اللَّهِ حَيْثُ أَنْصَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَيَكُونُ عِنْدَ مَجِيئِكَ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنَّكَ تُصَادِفُ زُمْرَةً مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَازِلِينَ مِنَ الْمُرْتَفَعَةِ وَأَمَامَهُمْ رَبَابٌ وَدُفٌّ وَنَايٌ وَعُودٌ وَهُمْ يَتَنَبَّأُونَ. 6فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ) صموئيل الأول 10: 5-6
      وكان الذين يمكنهم مخاطبة المجانين يُطلق عليهم أنبياء: (26قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ كَاهِناً عِوَضاً عَنْ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ لِتَكُونُوا وُكَلاَءَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ لِكُلِّ رَجُلٍ مَجْنُونٍ وَمُتَنَبِّئٍ فَتَدْفَعُهُ إِلَى الْمِقْطَرَةِ وَالْقُيُودِ.) إرمياء 29: 26
      ومن هؤلاء الأنبياء من كانت تصرفاتهم يشوبها الهذيان والهوس وهو أشبه بتصرفات أنبياء البعل: (28فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِالسُّيُوفِ وَالرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ الدَّمُ. 29وَلَمَّا جَازَ الظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ،) الملوك الأول 18: 28-29
      وإذا أغمضنا الطرف عن هؤلاء الأنبياء المهاويس ونظرنا إلى أنبياء حقيقيين أمثال شاول وأشعياء وحزقيال وهوشع وماذا فعلت بهم النبوة لتملكنا العجب من كاتبى هذا الكلام ، ثم يعتبرونه وحى من الله.
      فها هو شاول لا يتنبأ إلا بعد أن يتجرد من ملابسه كعادة غيره من الأنبياء. وكأن العرى هو احدى وسائل استجلاب النبوة ، وقرين من قرائن حلول روح الله: (24فَخَلَعَ هُوَ أَيْضاً ثِيَابَهُ وَتَنَبَّأَ هُوَ أَيْضاً أَمَامَ صَمُوئِيلَ وَانْطَرَحَ عُرْيَاناً ذَلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وَكُلَّ اللَّيْلِ. لِذَلِكَ يَقُولُونَ: «أَشَاوُلُ أَيْضاً بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ؟»)صموئيل الأول19: 24
      وسار إشعياء عريانا بين الرجال والنساء والأطفال بعورته المغلظة لمدة ثلاثة أعوام استجابة للوحى: (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) أشعياء20: 2-3
      وأمر الرب حزقيال أن يصنع فطيراَ من الخراء الآدمى ويضع عليها شعيراً وحنطة ويخبزها ويأكلها أمام أعين الناس: (12وَتَأْكُلُ كَعْكاً مِنَ الشَّعِيرِ. عَلَى الْخُرْءِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ تَخْبِزُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ». 13وَقَالَ الرَّبُّ: [هَكَذَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهِمْ». 14فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ, هَا نَفْسِي لَمْ تَتَنَجَّسْ. وَمِنْ صِبَايَ إِلَى الآنَ لَمْ آكُلْ مِيتَةً أَوْ فَرِيسَةً, وَلاَ دَخَلَ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ». 15فَقَالَ لِي: [اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ لَكَ خِثْيَ الْبَقَرِ بَدَلَ خُرْءِ الإِنْسَانِ فَتَصْنَعُ خُبْزَكَ عَلَيْهِ».) حزقيال 4: 12-15
      وكذلك أمر الرب هوشع فى أول أمر إلهى وجهه إليه أن يتزوج امرأة زانية تُفرخ له أولاد زنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!». 3فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً.) هوشع 1: 2-3
      واستمر هوشع يتردى فى طريق الزانيات حيث كانت نبوءته التالية تفرض عليه عشق امرأة متزوجة برجل يحبها ، لكنها تخونه وتزنى بآخرين حتى يأتى هوشع ويخطفها من تحت رَجُلها: (1وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضاً أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ». 2فَاشْتَرَيْتُهَا لِنَفْسِي بِخَمْسَةَ عَشَرَ شَاقِلَ فِضَّةٍ وَبِحُومَرَ وَلَثَكِ شَعِيرٍ.) هوشع 3: 1
      وبذلك خالف الرب نفسه شريعته التى أعطاها لموسى ، والتى تقتضى ألا يتزوج النبى أو الكاهن إلا من امرأة عذراء ، ولا يتزوج الأرملة أو المطلقة أو الزانية: (13هَذَا يَأْخُذُ امْرَأَةً عَذْرَاءَ. 14أَمَّا الأَرْمَلَةُ وَالْمُطَلَّقَةُ وَالْمُدَنَّسَةُ وَالزَّانِيَةُ فَمِنْ هَؤُلاَءِ لاَ يَأْخُذُ بَلْ يَتَّخِذُ عَذْرَاءَ مِنْ قَوْمِهِ امْرَأَةً.) لاويين 21: 13-14
      والغريب فى موضوع النبوة والأنبياء أن الرب لم يرسل وحيه إلى الأنبياء والمرسلين فقط ، بل أوحى إلى الكفَّار والمنافقين أيضاً كما تقول دائرة المعارف الكتابية: “بل حدث في بعض الأحيان أن حل روح الله - استثناء - على أشخاص لم تكن لهم علاقة قلبية صحيحة بالله ، مثلما حدث مع شاول الملك (1صم 10: 11، 19: 24) ، وبلعام (عد 23/24) ، وقيافا (يو 11: 51 ).” ومنهم أيضاً بولس.
      وهنا أقول لهم: لماذا يوحى الرب إلى منافق أو كذاب؟ أليس وحى الرب إلى أمثال هؤلاء يؤكد صلتهم بالله وأنهم من أنبيائه ومصطفيه؟ فما حكمته من أن يصدق الناس هؤلاء الكذابين المنافقين وينهجوا نهجهم؟ وما الذى سيوحيه إليهم؟
      هل تعلمون ماذا فعل شاول ضد الرب وأنبيائه؟
      لقد عصى الرب ولم يقتل كل الحيوانات التى أمره الرب أن يقتلها ، واكتفى بقتل الشعب فقط. فندم على تنصيب شاول نبياً: (7وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ الَّتِي مُقَابَِلَ مِصْرَ. 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». فَاغْتَاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ.) صموئيل الأول 15: 7-11
      ثم اعترض نبى الله شاول على اختيار الله داود نبياً وأباح دمه: (1وَكَلَّمَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ ابْنَهُ وَجَمِيعَ عَبِيدِهِ أَنْ يَقْتُلُوا دَاوُدَ.) صموئيل الأول 19: 1
      وكفر بذهابه لعرَّافة: (8فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى, وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِي لِي بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِي لِي مَنْ أَقُولُ لَكِ». 9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِي لِتُمِيتَهَا؟» 10فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ, إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هَذَا الأَمْرِ».) صموئيل الأول 28: 9-10
      وزوِّج ابنته زوجة داود عليه السلام من شخص آخر وهى لم تُطلَّق من زوجها الأول: (44فَأَعْطَى شَاوُلُ مِيكَالَ ابْنَتَهُ امْرَأَةَ دَاوُدَ لِفَلْطِي بْنِ لاَيِشَ الَّذِي مِنْ جَلِّيمَ.) (صموئيل الأول 25: 44) و(14وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: «أَعْطِنِي امْرَأَتِي مِيكَالَ الَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». 15فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. 16وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: «اذْهَبِ ارْجِعْ». فَرَجَعَ.) صموئيل الثانى 3: 14-16.
      ثم انتحر نبى الرب: (4فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَقَالَ: «إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ أَيْضاً كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ أَيْضاً». 5فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟» 6فَقَالَ الْغُلاَمُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. 7فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هَئَنَذَا. 8فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا. 9فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. 10فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي هَهُنَا». 11فَأَمْسَكَ دَاوُدُ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا وَكَذَا جَمِيعُ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ.) صموئيل الثانى 1: 4-11
      س44- هل فكرت مرة وبحثت عن صفات الإله الجدير بالعبادة وبالألوهية؟
      س45- هل فكرت فى كتاب الله للبشر، وما الذى ينبغى أن يحتويه هذا الكتاب من تعاليم وقدوة وترهيب وترغيب، ووعد ووعيد؟
      س46- ماذا يعنى لك أن يُصلى يسوع سرًا لله، بل يقضى الليل كله فى الصلاة لله واقفًا راكعًا ساجدًا لله؟
      لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
      متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
      لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
      س47- ماذا يعنى لك أن يكون يسوع خاضعًا لله فى دنياه وآخرته مثل باقى عباد الله؟
      يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
      يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
      يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
      ألن يخضع يسوع لإلهه فى الآخرة؟ فبم يستحق التأليه؟: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      فاسمعوا قوله: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
      س48- لقد أعلن يسوع مرارًا أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل، فماذا يعنى لك أنه لم يقل مرة واحدة إنه هو الله خالق البشر والسماوات والأرض وما فيهم وما بينهم، بل لم يكن فيه صفة من صفات الألوهية؟
      1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      2- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
      3- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
      4- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
      5- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
      6- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      7- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
      8- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
      9- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
      10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
      س49- ماذا يعنى لك أن تقرأ فى كتابك الذى تقدسه أن يسوع كان عبدًا لله؟
      أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قائلاً: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
      بل سيكون خاضعًا لله تعالى يوم الدينونة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      س50- ماذا يعنى لك أن تقرأ فى كتابك أن الذى أحيا يسوع من الموت هو الله الحى الذى لا يموت؟
      تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
      تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
      إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
      دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
      (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى: 27: 50
      (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.) لوقا 23: 46
      ومن الذى أقام يسوع من الموت؟ إنه الله. (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
      (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ .. .. .. ..) أعمال الرسل 5: 30
      (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
      رومية 8: 11 (11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ.)،
      كورنثوس الأولى 6: 14 (14وَاللَّهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ.)
      أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
      س51- ماذا يعنى لك أن يسوع لم يأمركم بعبادته أو فعل أى شىء لمرضاته؟
      أليست كل هذه أدلة على عبودبته لله؟ فما هى الدلائل القطعية على ألوهيته دون النصوص التى يُمكن أن يكون لها أكثر من مفهوم؟
      س52- من الذى أغلظ قلب فرعون وكان المتسبب فى عدم ترك فرعون لموسى وقومه ليخرجوا من مصر؟
      المتسبب فى ذلك هو فرعون نفسه وأعماله، لذلك عاقبه الرب: (7وَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَإِذَا مَوَاشِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَلاَ وَاحِدٌ. وَلَكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ.) خروج 9: 7
      إلا أن الرب قال فى موضع آخر أنه هو المتسبب فى ذلك، فلماذا عاقب إذًا فرعون وجنوده؟ (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ.) خروج 4: 21
      وهناك العديد من الفقرات الكتابية التى تشير إلى ضلوع الرب فى إفساد عبيده أو تقسية قلوبهم حتى لا يؤمنوا، نذكر منها:
      (20لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ يُشَدِّدَ قُلُوبَهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا إِسْرَائِيلَ لِلْمُحَارَبَةِ فَيُحَرَّمُوا, فَلاَ تَكُونُ عَلَيْهِمْ رَأْفَةٌ, بَلْ يُبَادُونَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.) يشوع 11: 20
      وكذلك: (لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40«قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ».) يوحنا 12: 39-40
      بل أوحى الرب إلى نبيه أن يقول إن تقسية القلب والإضلال عن طريق الحق تم بأمر الرب نفسه: (17لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجِعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ.) إشعياء 63: 17
      الأمر الذى علق عليه النبى إرميا بوحى من الرب، وسبَّ الرب واتهمه بالظلم والخداع: (10فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ].) إرمياء 4: 10
      ولو صدق الرب فى قوله أنه هو الذى قسَّى قلب فرعون، حتى لا يترك موسى وقومه ليخرجوا من مصر، فلماذا أرسل موسى بكل هذه العجائب ليصنعها أمام فرعون؟ هل من باب تضييع وقت موسى وفرعون ووقت الرب نفسه؟ أم ليقيم الحجة على فرعون؟ وهل يمكن للرب أن يقيم الحجة على عبد من عبيده وهو المتسبب فى نتيجة هذا الحدث؟ أم ترى أن الرب ظلمه وأغرقه فى النهاية؟ وهل يا ترى لو أرخ فرعون وشيطانه لهذا الحدث، فهل كانا سيقولان غير ذلك، أو ينهمان أحدًا فى هذا إلا الرب؟ أعتقد أنه لو سمح الرب للمتهم فى الآخرة أ(وهو فرعون) أن يتخذ محاميًا مبتدءً للدفاع عنه، لكسب المحامى القضية من أول جلسة، ولأخرج فرعون وشيطانه من النار وأدخلهما الجنة، بل وطعن المحامى فى عدالة الرب، ولطالبه بتعويض عن سمعة فرعون وشيطانه التى هوى بها الرب إلى أسفل سافلين!
      س53- يقول مرقس إن سمعان وأندراوس كانا فى البيت فى كفرناحوم (21ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. .... 29وَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ الْمَجْمَعِ جَاءُوا لِلْوَقْتِ إِلَى بَيْتِ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ مَعَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا) مرقس 1: 21 و29
      إلا أن وحى يوحنا يذكر هذه الواقعة غير ذلك، فهو يرى أنهما كانا فى البيت فى بيت صيدا (44وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ.) يوحنا 1: 44
      فأين كان يسكن سمعان وأندراس؟ هل كانا يسكنان فى بيت صيدا كما قال يوحنا، أم كانا يسكنان فى كفرناحوم كما قال مرقس؟
      س54- يقول يعقوب فى رسالته: (13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.) يعقوب 1: 13-14
      إلا أن وحى يعقوب لم يكن على ما يبدو يعرف الكتاب جيدًا، فلم يعلم أن الرب قد جرب إبراهيم بالشرور: (1وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».) تكوين 22: 1-2
      س55- يتكلم النبى زكريا بوحى الرب إليه عن الثلاثين من الفضة التى أُدخلت إلى بيت الرب: (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
      إلا أنه يبدو أن وحى متى لم يكن يعلم أنه ألقى هذه المعلومة إلى نبى الله زكريا، أو على حسن التقدير نسى ذلك، وقال لمتى إن إرميا هو الذى أوحيت إليه هذه العبارة: (9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 9-10
      فهل الرب يُجرب عبيده؟ أم هل يجرب العبيد إلههم كما فعل الشيطان مع يسوع فى البرية؟ أم أن الرب لا يجرب أحدًا وهو غير مجرب أيضًا من أحد؟
      س56- يقول سفر المزامير 139: 7-10 (7أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ 8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. 9إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ 10فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.)
      وهذا النص يشعر قارئه بأن الرب قريب منه، مطلع عليه، وعلى أعماله، فيخجل من أن يره الرب على معصية. وهو موجود بعلمه وليس بتجسده، كما يحلو للبعض أن يفهمه.
      إلا أنك تجد نصوصًا أخرى يُفاجأ فيها الرب بأفعال عبيده، بل لا يرى من مكانه ويضطر فى بعض الأحوال للنزول ليرى ما يفعلون، وهو يُخالف ما يقوله سفؤ المزامير. فها هو الرب يُفاجأ ببناء عبيده لبرج بابل، ويخافهم فيبلبل ألسنتهم ليمنعهم من التفاهم سويًا: (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.) تكوين 11: 5
      (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».) تكوين 18: 20-21
      فهل لا يرى الرب من أعلى عرشه ما يفعله بنو البشر؟ وهل يضطر الرب إلى النزول باستمرار ليعلم ما يفعله عبيده؟ فبم أصبح إلهًا عليمًا بكل شىء؟
      س57- يقول وحى لوقا ويعقوب إن الرب جوَّاد سخى، يعطى كل من يسأله: (10لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.) لوقا 11: 10
      (5وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. 6وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. 7فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.) يعقوب 1: 5-7
      إلا أنه من يقرأ أقوال الرب الموحى بها إلى أيوب، يجد أن أيوب كان يستصرخ الرب ويدعوه فلا يُستجاب إليه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) أيّوب 30: 20-21
      (1[قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي 2قَائِلاً لِلَّهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! 3أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ الأَشْرَارِ؟ 4أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ أَمْ كَنَظَرِ الإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ 5أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ الإِنْسَانِ أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ الرَّجُلِ 6حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ 7فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ. 8[يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعاً. أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ 9اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَالطِّينِ. أَفَتُعِيدُنِي إِلَى التُّرَابِ؟ 10أَلَمْ تَصُبَّنِي كَاللَّبَنِ وَخَثَّرْتَنِي كَالْجُبْنِ؟ 11كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. 12مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. 13لَكِنَّكَ كَتَمْتَ هَذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَكَ. 14إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. 15إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. 16وَإِنِ ارْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! 17تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. 18[فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ الرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ الرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! 19فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ الرَّحِمِ إِلَى الْقَبْرِ. 20أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ اتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً 21قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ 22أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ الْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ وَإِشْرَاقُهَا كَالدُّجَى].) أيوب 4: 1-22
      (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) أيوب 24: 12
      س58- هل من الممكن أن يرى إنسان ما الله سبحنه وتعالى رأى العين؟
      يقول الرب لموسى: (لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ.) الخروج 33: 20، وهذا قانون صريح واضح، يقضى بأنه لا يمكن لإنسان ما أن يرى الله، ويعيش.
      إلا أنك تقرأ فى نفس السفر وفى نفس الإصحاح، بل وفى نفس الصفحة، أن الرب قد سبق وقال إن موسى رآه وجهًا لوجه: (11وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ.) الخروج 33: 11
      ومعنى ذلك أن موسى وقف مع الرب وتكلم معه كما تتكلم أنت مع صاحبك، أى رآه رأى العين، ولكنه لم يمت. فكيف يمكننا التوفيق بين الاثنين؟
      وقد رآه أيضًا داود وأيوب ، ومن قبل قال الكتاب إن إبراهيم رأى الرب، ثم عادوا وقالوا إنهم كانوا الملائكة: (2لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ.) مزمور 63: 2
      (5بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.) أيوب 42: 5
      (1وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً) التكوين 17: 1
      (1وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ 2فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَالٍ وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لِاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ ... 13فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟ ... 17فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ 18وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟ 19لأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ لِيَعْمَلُوا بِرّاً وَعَدْلاً لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ». 20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ». 22وَانْصَرَفَ الرِّجَالُ مِنْ هُنَاكَ وَذَهَبُوا نَحْوَ سَدُومَ وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ. 23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». ... 33وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.) التكوين 18: 1-33
      (2فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ) أعمال الرسل 7: 2
      وبعد كل هذه الظهورات، يقول يسوع: (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.) يوحنا 1: 18
      فمن أين أتى يسوع بهذا الكلام، بينما هو كإله العهدين القديم والجديد يقرر أن إبراهيم وموسى وداود وأيوب رأوا الله رأى العين؟ أم كذب العهد القديم وما قاله سفر الأعمال، وصدق يسوع فى أن الله لم يره أحد قط؟

      تعليق


      • #4
        س58- من المعروف لدى المؤمنين أن الله على كل شىء قدير. ولا يشك فى هذا إلا جاهل أو كافر، أو ضال لا يعرف لله قدرًا. ونصوص العهدين القديم والجديد يؤكدان ذلك: (3وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي.) تكوين 48: 3
        (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ) خروج 6: 3
        (الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) أشعياء 13: 6 ، ويوئيل 1: 15
        وقال يسوع: (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».)مرقس10: 27
        (يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.) كورنثوس الثانية 6: 18
        («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».) رؤيا يوحنا 4: 8
        («نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) رؤيا يوحنا 11: 7
        فلماذا لم يغفر لآدم وحواء ذنبيهما إلا بهذه الطريقة المهينة، التى نزل فيها إلى الأرض متجسدًا فى صورة رجل، مولودًا كجحش الفرا، فارغ عديم الفهم، لا مزية له على البهيمة، ويموت ملعونًا معلقًا على خشبة؟
        أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
        الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
        (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
        وكيف فشل فى غفران ذنبيهما كل هذه السنين؟ أإله يفشل؟ أإله لا يستطيع الغفران؟ فبم استحق إذن أن يكون إله للمحبة، وقد عذَّب الأبرياء فى نارج جهنم انتظارًا لنزوله ليهينه عبيده ويقتلوه، حتى يتمكن من غفران هذا الذنب؟
        وما رأيكم فى النصوص التى تنفى توارث الخطيئة الأزلية من كتابكم؟ لماذا لا يتعرض لها قساوستكم وكُتَّابكم عندما يتناولون هذا الموضوع؟
        1- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
        فهل تريدون القول إن موسى وهارون كانا أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا على الرب فى هذا المقام؟ أم يريد الكتاب أن يقول إن الرب (سبحانه وتعالى) كان متهورًا، ظالمًا، وأن موسى وهارون ردَّاه إلى الصواب، وكان يعلمانه الحق؟
        2- (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
        فلماذا إذًا تحمل أنت أو غيرك من وزر عصيان آدم وحواء لله والأكل من الشجرة إذا كان العدل هو قانون الله بين عباده؟
        3- وقال الرب لكاتب سفر الأخبار الثانى: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ])أخبار الأيام الثانى 25: 4
        3- وكرر الرب ما ذكره فى شريعة موسى مرة أخرى، فقال لكاتب سفر الأخبار الثانى: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
        فهذا هو الإله الرحيم الغفور ، وبما أن الرب لا يتغير ، فقد كانت هذه إذًا سنته منذ الخلق ، وتاب على آدم وحواء ، وغفر لهما. (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
        4- لذلك قال لإشعياء ولكل أنبيائه من قبل أن المغفرة تتعلق بترك الإثم، والندم والتوبة والعودة إلى الله تعالى: (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
        وهذه دعوة من الله للمذنب أن يتبرأ من ذنوبه ويتوب توبة نصوح ليغفر الله له. فلو كان الإنسان حاملاً لذنب آدم وحواء لكان الإله (سبحانه وتعالى) ربًا مخادعًا ، يطلب من عبيده الإستغفار والتوبة ، ويُفهمهم أنه إله رحيم وكثير المغفرة ، وهو يُضمر لهم الشر ، وبموتهم يُدخلهم جحيمه انتظارًا لنزوله ليُهان ويُعدَم من خلقه.
        5- وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
        أى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)) سورة النجم 38-41
        6- وقال الرب لهوشع: (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...) هوشع 4: 15
        7- وقال الرب لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
        8- وقال الرب لحزقيال: (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
        فالله يطلب منهم إذن الإقلاع عن الذنوب، لكى يُدخلهم جنات الخلد، لأنه يحبهم ويريد أن يكرمهم بالنعيم الأبدى، إلا من يأبى، ويسير فى معصية الله واتباع الشيطان، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليس الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء. ويطالبهم بالتوبة كما فعل آدم فأنقذته، وكان بذلك حكيمًا.
        فمن صفاته أنه إله غفور، يغفر للتائبين ولا يُبالى، فلماذا يُضمر الإله الغفور فى عُرف بولس أو من كتب هذه الرسائل، كل هذا الحنق على كل البشرية، التى لم تقترف إثم الأكل من الشجرة، تاركًا آدم وحواء، ومخالفًا بذلك قول الرب نفسه؟ (من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبَهُ فإنه يُسرُّ بالرأفة. يعود يرحمنا، يدوس آثامنا وتُطرَحُ فى أعماقِ البحر جميعُ خطاياهم) ميخا 7: 18-19
        (الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثيرُ الرحمةِ. الربُّ صالح للكلِّ ومَرَاحِمُهُ على كل أعماله) مزمور 145 : 8-9
        9- لكن ما رأيكم فى قول الكتاب نفسه إن الله غفر لآدم قبل أن ينزل على الأرض؟ وبذلك اقتضت رحمة الله تعالى بعباده أن يبدأوا الحياة على الأرض تحت رحمة الله وعنايته، متمتعين بغفرانه، ولم يتركهم فريسة للشيطان: (هي التي حفظت أول من جُبِلَ أبًا للعالم لمَّا خُلق وحده، وأنقذته من زلته، وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
        فمن كتب ما يُخالف كتاب الرب وناموسه والأنبياء؟ (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
        وما الذى قال هذا الكلام مخالفًا لكلام يسوع الذى أكد أنه لم يأت لينقض نقطة واحدة أو حرف واحد من هذا الناموس (متى 5: 17-18)؟ (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
        س58- هل من الممكن أن يتبرر الإنسان عند الله بأعماله فقط أو بإيمانه فقط، أم يتبرر عنده تعالى بالإيمان والأعمال؟
        تقول الرسالة إلى رومية 4: 1-5 (1فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. 3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.)
        فى الحقيقة يرى بولس فى الرسالة إلى رومية أن الإنسان يتبرر بإيمانه بالله فقط دون الأعمال، واستشهد على فكره هذا بقوله (3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً».). وفى الحقيقة هو لا يُطبق هنا الكتاب والناموس على إبراهيم، لأن التوراة قد أنزلت من بعده، ومعنى هذا أن لُب قانون الله ودينه واحد ثابت بين عباده، من لدن آدم إلى ما لانهاية: وهو التوحيد والعمل الصالح!!
        وهو ما يؤيده يعقوب 2: 18-24 بقوله: (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ.)
        الملاحظ هنا أن يعقوب ينتقض ما قالته الرسالة إلى رومية من جذورها، ويؤكد أن المؤمن بها لا يريد إلا أن يحوِّل أتباع يسوع إلى شياطين، وتساءل: ما الفرق إذًا بين الشيطان ومن يؤمن فقط بالله دون أعمال؟ فإنه بناءً على فهم بولس لها، تجد الشياطين مخلوقات بارة، ستتبرر عند الرب بناءً على إيمانها، دون أدنى أهمية لما يقومون به من فساد الأخلاق والأمم، بل وإخراج المؤمن عن إيمانه إن استطاعوا. وأنه بناءً على ذلك يجب على كل مؤمن بفكر هذه الرسالة أن يكون مثل الشياطين يؤمن بالله فقط ثم يفعل ما يريد.
        والملاحظ أيضًا أن يعقوب اختلف اختلافًا جذريًا فى العقيدة فى فهم الفقرة التى يستشهد بها بولس بشأن إبراهيم. الأمر الذى يدفع العقلاء من أتباع يسوع أن يختلفوا ما يسمونهم بآباء الكنيسة الأول وينتقضوا بعضًا من أفكارهم، وبالتالى التقليد الذى يُخالف عقيدة التوحيد. فهم ليسوا بأفضل من الأنبياء، الذين نزعوا عنهم العصمة، ونسبوا لهم الكفر والفجور والعصيان والتطاول على الله تعالى.
        س59- مات يسوع على الصليب فى اليوم السابق على عيد الفصح، ولأن اليوم بالحساب اليهودى يبدأ مع غروب الشمس، كان هناك تعجُّل فى إنزاله من على الصليب ودفنه، وهذا ما ذكره مرقس 15: 42 ، وكان اليوم السابق عليه هو أحد أيام السبت، وهو يوم احتفال عظيم عند اليهود، إلا أنه مع ذلك لم يكن يومًا من أيام السبت المعتادة، ولكنه كان اليوم الأول من الاحتفال الذى يستمر سبعة ايام، والمسمى بأيام عيد الفصح، الذى يبدأ بيوم السبت وينتهى بيوم السبت أيضًا. وكان بداية هذا الاحتفال دائمًا يوم الخامس عشر من نيسان، وهو أحد أيام السبت الخاصة، ولا يهم أن يحل يوم الخامس عشر من نيسان فى أى يوم من أيام الأسبوع، وقد مات يسوع بعد ظهر يوم الرابع عشر من نيسان، ودُفن فى نفس اليوم قبل الغروب بقليل، وهو بداية الاحتفال، وقبل بداية هذا السبت المقدس.
        وقد اتفقت كل الأناجيل على أن قبر يسوع كان فارغًا عند بداية الأسبوع (يوم الأحد)، أى كان يسوع قد قام من الأموات. وتبعًا لقول يسوع نفسه فهو سيمكث فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، أى بحسابنا 48 ساعة. وهذا يعنى أنه دُفن يوم الرابع عشر من نيسان قبل الغروب، وقام عند غروب شمس يوم السابع عشر.
        Der Widerspruch besteht nur dann, wenn man den erwنhnten Sabbat unter Nichtbeachtung der in Joh 19,31 mitgeteilten Informationen über diesen Sabbat mit dem gewِhnlichen wِchentlichen Sabbat gleichsetzt und damit die Kreuzigung und Grablegung auf den Freitag legt. Sobald man den Sabbat richtig einordnet, d.h. erkennt, dass es sich um den hohen Festtag zu Beginn des Festes handelt, gibt es keinen Widerspruch mehr. Allerdings stellt man fest, dass die allgemein vertretene traditionelle Lehre im Widerspruch steht zu der im Wort Gottes offenbarten Wahrheit. Wem wollen wir Glauben schenken?
        الترجمة


        لم يُحدد الرب أن يبدأ الفصح بيوم سبت، ولكنه حدده بالرابع عشر من نيسان: (5فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الرَّابِعَِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. 7فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُوداً لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».) لاويين 23: 5-8
        http://www.bibelcenter.de/bibel/widersprueche.php
        س60- يقول يسوع عند لوقا 16: 1-13 (1وَقَالَ أَيْضاً لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. 3فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. 4قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. 5فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ 6فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. 7ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. 8فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ لأَنَّ أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. 9وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ. 10اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ. 11فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟ 12وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ».)
        إن الغرض من هذا المثل كما يقول القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره لإنجيل لوقا هو (هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف بحكمة ليغتصب الملكوت.). ولا أعرف كيف استوعب ذلك القس!! إن اغتصاب الملكوت مستحيل، لأنه لا يقدر أحد أن ينصب على الله أو يجبره على شىء: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
        أما بالنسبة للملكوت فقد قرر يسوع على لسان الله تعالى أنه سوف ينتزعه الله من بنى إسرائيل، وسيعطيه لأمة أخرى تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
        فكيف يكون هذا قول الله ويشجع يسوع اليهود على اغتصاب الملكوت؟ إن من كتب هذا هو من أعداء يسوع من اليهود، الذين لم يريدوا التخلى عن الملكوت (شريعة الله) الذى بين أيديهم!!
        لقد غشَّ وكذب وابتز وكيل الظلم الدائنين، وكبَّد صاحب المال خسارة أخرى إضافة لما تكبده من قبل من خسائر. لكن الغريب أن يمدحه يسوع، ويُثنى على عمله الإجرامى بقوله (8فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ). فكيف ذلك؟
        وإن قوله (10اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ) لا تعنى إلا أن وكيل الظلم هذا غشاش وغير أمين لا فى القليل ولا فى الكثير. ونكرر السؤال هل مدح يسوع فعلا عمل هذا الغشاش غير الأمين؟ ولماذا؟
        س61- يقول مرقس على لسان يسوع 14: 32- (2وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».) ترجمة الفاندايك
        لم يظهر هذا النداء فى العهد القديم، ولم يظهر فى العهد الجديد كله إلا مرة واحدة على لسان يسوع (مرقس 14: 36)، ولم تعرفه باقى الأناجيل، ومرة فى (رومية 8: 15) ومرة فى (غلاطية 4: 6). ولم يأت هذا النداء على لسان أحد من التلاميذ أو رؤساء اليهود فى ذلك العصر.
        فهل اخترع يسوع نداءً جديدًا للآب ما أنزل الله به من سلطان؟ أم كان هذا النداء حكرًا على يسوع فقط دون المؤمنين الآخرين؟ أم هذه ترجمة خاطئة عرفها ملايين من المسيحيين ماتوا على جهلهم بأن الآب له أب؟
        فمن المعروف أن الآب هو الإله فى عرفهم، وهو الأقنوم الأول من الثالوث. فمن هو أب الآب؟ هل يوجد أقنوم رابع لم يأخذونه فى الحسبان، وهو أب الآب؟
        ومن التراجم الحديثة التى فطنت إلى هذا المأزق يتضح كبر حجم مشلكة هذه الكلمة، الأمر الذى دفع مترجمى هذا النص إلى حذف كلمة من الكلمتين (أبا الآب) فى بعض التراجم، وقرر البعض الآخر أن الكلمة الثانية ما هى إلا توضيح للكلمة الأولى، ومنهم من اعتبر الكلمة الثانية تكرارًا للأولى:
        Und er sprach: Abba, Vater (Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, GNB, Luther 1912, Schlachter 1951, Zürcher, )
        And he said, Abba, Father (ASV, DARBY, ESV, KJ21, NASB, NIV, NKJV, NLT, NRSV)
        And He was saying, Abba, [which means] Father (AMP)
        Father, you can do anything (CEV)
        Papa, Father, you can (MSG)
        ["Abba]," he said, "everything (NIRV)
        ونفس هذا التصحيح أو التحايل قامت به التراجم العربية:
        (وَقَالَ «أَبَّا، يَاأَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ!) كتاب الحياة
        (وكانَ يَقول: أَيَّا! أَبتاه! إِنَّ كلَّ شَيءٍ مُمكِنٌ لَدَيْكَ، فأَجِزْ عَنّي هذِهِ الكَأْس! ولكِنْ، ليسَ ما أُريدُ أَنا، بل ما تُريدُ أَنت!) الترجمة البولسية
        (فقالَ: ((أبـي، يا أبـي! أنتَ قادِرٌ على كُلِّ شيءٍ، فأبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الكأسَ. ولكِنْ لا كما أنا أُريدُ، بَلْ كما أنتَ تُريدُ)).) الترجمة العربية المشتركة
        (قال: ((أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء))) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        س62- (12وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اتْبَعَاهُ. 14وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 15فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». ......... 22وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي». 23ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. 24وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. ..........) مرقس 14" 12-24
        (17وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. ......... 26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. ..........) متى 26: 17-30
        (7وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ. 8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟». 10فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ 11وَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا». ......... 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. ..........) لوقا 22: 7-20
        ولا يعرف يوحنا شيئًا مطلقًا عن هذه الرواية.
        إن المدقق فى هذه الروايات الثلاثة يكتشف الآتى:
        1- يشير مرقس إلى أن يسوع أرسل التلميذين أثناء ذبحهم الذبيحة من أجل الفصح (حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ). ولم يذكر متى شيئًا عن الذبح نهائيًا، بينما قال لوقا إنهم لم يذبحوا، بل كان ينبغى أن يذبحوا (وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ). ومن الملفت للنظر أن الذبح الذى تكلم عنه مرقس تم بعيدًا عن المكان الذى يتم فيه إعداد وجبة الفصح، ولم يكن هذا من عادات اليهود ولا عادات الولائم العربية لليوم. لذلك كان سؤال التلاميذ (أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟) سؤالا غبيًا فى غير محله.
        2- أتى السؤال عن مكان إعداد الفصح أولا من تلاميذه عند مرقس ومتى، فوجه اثنين منهم إلى دخول القرية: (قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ). إلا أن لوقا قد خالفهما، وجعل ابتداء إرسال اثنين من التلاميذ، فسألاه عن المكان (8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟».)
        3- لم يذكر اسم التلميذين اللذان أُرسلا لإعداد الفصح غير لوقا. فلم يعرف مرقس أو متى اسميهما.
        4- كان عدد التلاميذ المرسلة لإعداد الفصح عند مرقس ولوقا اثنان، بينما أرسل يسوع كل التلاميذ عند متى: (تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ)
        5- اتفق الثلاثة على أن المكان كان المدينة، وأن هذا الشخص كان مجهولا عند مرقس ولوقا، بينما ذهب التلاميذ عن متى إلى شخص محدد (18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ). وبالتالى لم يذكر متى أن هذا الرجل كان حاملا جرة ماء.
        6- أما اتفاق مرقس ولوقا على أن هذا الشخص كان حاملا لجرة ماء، فهذا من غريب القول، لأن حاملى جرة الماء فى بنى إسرائيل فى عصر يسوع وفى قرانا حتى اليوم هم النساء. فهل أراد كاتب هذا الكلام أن ينسب ليسوع سُبة أن رواده ومريديه كانوا من الرجال ، الذين لا يستحقون هذا اللقب، وأنهم أقرب للنساء منهم للرجال؟! أنا لا أعتقد ذلك.
        أم أن هذا الشخص كان من جماعة الأسينيين المتبتلين، التى كان يسوع ينتمى إليها، فكان عليه أن يحمل الماء إلى جماعته من زملائه الرجال؟! ولو كان هذا صحيح لنفى هذا عن يسوع أنه المسِّيِّا، لأن هذه الجماعة كانت تنتظر المسِّيِّا، النبى الخاتم، المخلص، الذى سوف يخلصهم من احتلال الرومان لهم!!
        الأمر الذى يجعلكم تفكرون مرات ومرات من هو هذا الشخص المسِّيِّا الذى أنبأكم عنه يسوع بأقواله، إنه أحمد التى تساوى 53 بحروف الجُمَّل مثل كلمة إلياء:
        (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 15
        وأنه روح الحق، أى عين الحق، أى صادق أمين: (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.) يوحنا 14: 15-17،
        وأن روحه قدوسة، ويؤخذ فى الاعتبار أن كلمة الروح القدس ذُكرت نكرة بدون الألف والام، أى روح القدس، أى الروح المقدسة: (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) يوحنا 14: 26
        وهو ما وصفه يوحنا فى رؤياه بأنه الصادق الأمين: (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ.) رؤيا يوحنا 19: 11-12
        7- يؤكد أن هذا الرجل من جماعة الأسينيين مثل يسوع أن هذا الاحتفال قد سبق يوم عيد الفصح، الذى هو يوم السبت، لأنه من المعروف أن يسوع قتل فى اليوم الذى سبق يوم الفصح نفسه، ولم يأكل من وليمة الفصح (31ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا.) يوحنا 19: 31، ومن المعلوم أن الأسينيين كانوا يحتفلون بعيد الفصح قبل احتفال اليهود بيوم. وكان احتفالهم يضم الرجال فقط، على غير عادة اليهود، الذى كان يشارك فى احتفالاتهم بالفصح ووليمته النساء والرجال.
        8- ولك أن تتخيل أنك ستنزل المدية لتتعرف على إنسان ما، وليس لك علامة تعرفه غير أنه يحمل جرة ماء! فكم من البشر سيكون هناك هلى هذه الحالة؟ وكبف أفرق بين حامل الجرة المقصود وغيره من حاملى الجرات؟ هل هذه علامة أو إشارة ذكية مُحددة يصل بها الإنسان العاق إلى هدفه بسهولة ويسر؟
        لهذا الأمر كتب متى أن يسوع أرسلهم إلى فلان، إلا شخص محدد. وكذلك حل لوقا المشكلة فجعل حامل الجرة هو الذى سيستقبلهما ويرشدهما إلى مكان الاجتماع.
        9- يقول مرقس («اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اتْبَعَاهُ. 14وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ ووافقه لوقا على هذا. الأمر الذى يشير إلى أن حامل الجرة هذا من الخدم، الذى سيرشدهم على صاحب البيت.
        10- اتفق كلا من مرقس ولوقا أن يسوع لم يكن يعلم مكان إعداد الفصح وطلب من تلميذيه أن يسألا صاحب البيت الذى سيدخله حامل الجرة: (يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟)، وحل متى هذه المشكلة وجعلهم يذهبون إلى شخص محدد (إِلَى فُلاَنٍ) يأمره يسوع أو يعلمه أنه عنده سيصنع الفصح (وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي».)، كما لا يعرف متى شيئًا عن وجود العليَّة، التى سيريها لهم صاحب البيت، والتى اتفق مرقس ولوقا عليها: (12فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا)
        11- وهناك مشكلة كبيرة جدًا فى هذه القصة، وهى أن يسوع يستحيل أن يعطى تلاميذه من اليهود مشروبا يقول لهم عنه (هَذَا هُوَ دَمِي)، حيث إن الدم عند اليهود من النجاسات التى يُحرَّم شربها، بل يأمر ناموس موسى بقتل من يشرب دمًا. (27كُلُّ نَفْسٍ تَأْكُلُ شَيْئاً مِنَ الدَّمِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا».) لاويين 7: 27، فكيف يتناولونه فى هذا اليوم المقدس؟ وهل خالف يسوع بذلك الناموس؟
        ألا تشم معى رائحة نتنة من كاتب هذه الرواية؟ فهو يريد أن يكذِّب يسوع الذى قال إنه لم يأتى لمخالفة الناموس أو النبياء (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
        أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر الجاهل مدعى النبوة، الذى لا يعرف شيئًا عن الناموس، تنفيرًا منه، حتى لا يتبعه الناس؟
        أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر المخالف للناموس الذى يستحق القتل؟ (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ)عبرانيين10: 28
        أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر الملعون من الله لمخالفته للناموس؟ (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26 ، (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
        ألا تعلموا أن المخالف لأى وصية من وصايا الله، فيُعد مُخالفًا للكل؟ (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
        أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر المغضوب عليهم من الله لمخالفته للناموس؟ (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
        ألم أقل لكم من قبل إن كاتب هذه الأسفار من أعداء يسوع؟
        12- اتفق مرقس ولوقا على أن الغرفة التى سيجتمعون فيها لأكل الفصح كانت مفروشة (فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا)، وهذا يعنى أن الغرفة كانت مزودة بوسائد أو آرائك منجَّدة. وفى الحقيقة هذه نقطة هامة جدًا لا يجب أن يغفلها القارىء المدقق، حيث إنه من المتعارف عليه فى العرف اليهودى أن يكون مكان الاحتفال بعيد الفصح مكانًا مريحًا، ومزودًا بوسائد وأرائك تريح المجتمعين. وهذا يعنى أن يسوع لم ينفك عن الأعراف اليهودية فى إحتفاله بعيد الفصح. ومن النادر أن تجد اختلاف فى بعض الطقوس ولو صغيرة. فكيف أصبح الاحتفال اليهودى احتفالا مسيحى له طقوس أخرى تُخالف ما نشأل عليه يسوع، وتربى عليه فى هذه البيئة اليهودية المحافظة؟
        مما سبق انتهى علماء اللاهوت الإنجيليين إلى أن هذا الكلام بشأن الخبز (جسد يسوع)، والخمر (دم يسوع) لم يتفوَّه به يسوع مُطلقًا. ويُجمل الأستاذ الدكتور Gerd Lüdemann «يتفق أساتذة اللاهوت الكاثوليك للعهد الجديد مع معظم أقرانهم الإنجيليين على أن يسوع لم يضع [طقوس] العشاء». ومن وجهة النظر العلمية فإن وصف العشاء الأخير ليسوع يعتبر غير تاريخى. وما قيل على لسان يسوع فى هذه القصة هو محض افتراء وتأليف من الجماعة المسيحية، ولم يوجد زمن يسوع بحال من الأحوال. أما ما احتفل يسوع به مع تلاميذه فلم يكن مُطلقًا ما يُعرف بالأفخاريستا أو التناول الكنسى المسيحى.
        س63- من الغريب جدًا أنك لا تجد موعظة الجبل إلا عند متى ولوقا فى إنجيليهما، وذلك على الرغم من أهمية هذه الموعظة لكونها لب رسالة يسوع. لكن اختلف متى مع لوقا فى مكان هذه الموعظة، فقد جعلها متى فوق الجبل، وجعلها لوقا أسفل الجبل على الأرض: (1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ.) متى 5: 1
        (17وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ ...) لوقا 6: 17، الأمر الذى اضطر الترجمة البولسية إلى أن تتدارك الأمر، لزيل الفارق الكبير بين الاثنين، فقالتها: (ثم نزَلَ مَعَهم، ووَقفَ على هَضْبَةٍ، هو وَجَماعةٌ كثيرةٌ مِن تلاميذِهِ، وجُمهورٌ غَفيرٌ منَ الشَّعبِ،)
        ولنبحث الآن فى الترجمة اليونانية، ونتعرف على كلمة (سهل)، وهل من الممكن أن تأتى بمعنى هضبة أم إن التحريف مازال مستمرًا!!
        كلمة سهل تعنى باليونانية (πεδινός pedinos) وتقع فى قاموس Strong تحت رقم (G3977)، ولا تعنى إلا السهل أو الأرض المنخفضة المستوية. فهل هذا اعتراف من الترجمة البولسية بتضارب الرواية بين متى ولوقا فأراد أن يسوى المسألة سرًا، دون أن يلاحظها أحد من القراء المدققين؟
        ونعيد السؤال مرة أخرى: ما هى الكلمة التى قالها الوحى للوقا ولمتى؟ وهل ألقى يسوع خطبته على الجبل، أم على الأرض السهلة أسفل الجبل؟
        س64- إن منزلة التلاميذ فى الأناجيل المعتمدة، كانت كارثة بكل معانى الكلمة، حتى ليظن القارىء أن كاتب هذه الأناجيل من أشد أعداء يسوع ودعوته، وأنه أراد أن يوئد دعوته وسيرة تلاميذه فى مهدها، حتى ينفر الناس من اتباع يسوع والاستمرار فى دعوته، وإفهام الناس أن ملكوت بنى إسرائيل قد انتهى، وأن عليهم أن ينتظروا الملكوت القادم مع نبى الصدق والرحمة والسيف: (41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 41-46
        وعلى الرغم من مدح يسوع لهم بأقواله أنهم ملح الأرض، وبدونهم تفسد، وأنهم سراج الناس الذى يضىء لهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
        ومن مدحه لهم بقوله: (16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
        إلا أنك تجدهم فى الأناجيل أغبياء، لا يفهمون يسوع غالبًا، ويتصارعون على الزعامة، وتركوه كلهم وقت المحنة وغيره الكثير. فكما شوَّهت الأناجيل صورة عيسى ، شوَّهت أيضاً صورة تلاميذه وحملة لوائه من بعده للإجهاز على الدين كله ، فكثيرا ما تراهم ينسبون لهم عدم فهم معلمهم ، بل كثيراً ما فهموه نفسه خطأً ، وسوف أنقل جزءاً مما ذكرته الأناجيل للتدليل على كلامى هذا.
        فقوله لبطرس: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
        ولم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
        (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
        (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
        ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
        ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.) مرقس 10: 41
        ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
        كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 31
        وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
        (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
        وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
        وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
        ولو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين.
        (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
        على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
        ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
        بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
        كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب (صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك أن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيداً؟): (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52
        حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب ، ولن يروه مرة أخرى على الأرض ، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث ، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى ، يصلى ، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه ، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة ، راجياً إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
        (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!) مرقس 14: 32-41
        بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟) مرقس 14: 37
        لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذباً أنه لا يعرفه ، على الرغم من قول يسوع عنه: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.)متى 16: 18-19
        وإنى لأتعجب وأتساءل: ما هو الدور الذى قام به تلاميذه ومحبوه وأتباعه وقت القبض عليه والصلب؟ إننا كشرقيين عندما نرى إنساناً يُضرَب ويُنكَّل به، نقول فى سذاجة (هذا حرام) ونحاول أن نكف عنه، وهذا يحدث دون أن نعلم سبباً لضربه، وحتى لو علم الناس أن هذا الشخص يُضرَب لأنه تم القبض عليه أثناء السرقة، تجد من يقول (صحيح هو لص، لكن ما تفعلونه به حرام، سلِّموه للشرطة) وننتقد كذلك تصرفات الشرطة فى التنكيل بأحد اللصوص. فما بالك بتصرفات هؤلاء الناس الطيبين تجاه من أشفى أبناءهم وأحيا موتاهم وأبرأ أسقامهم المستعصية (كل هذا بإذن الله) ، تجاه نبى أرسله الله إليهم لهدايتهم ، ألم يوجد فيهم من كانت عنده النخوة لنصرة الله ودينه ورسوله؟
        ووصفتهم أيضاً بأنهم غليظى القلوب: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
        وعلى الرغم من كل ما قرأناه عن شخصية التلاميذ كما يصورها كاتبوا الأناجيل ، نجد عيسى عليه السلام يرفعهم إلى مصاف التلاميذ الذين تعلموا وفهموا ، وعلى مقدرة من العلم كبيرة تمكنهم من مواصلة مسيرة نبيهم ، فنقرأ أنه قال لهم: (10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» 11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.) متى 13: 10-11
        (16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
        وعلى الرغم من التقدم العلمى لنقد نصوص الكتاب المقدس تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس) إن عيسى عليه السلام كان: (ينتهر حزيناً – الفكر الخاطئ لبطرس كما ينتهر فى غيظ غيرة تلاميذه الخاطئة ومطامعهم الأنانية (8: 33، 10: 14) والتحذير (ليهوذا بصفة خاصة 10: 23)
        وهنا علينا إما أن نصدق يسوع فى مدحه لهم ونكذب وا نُسب إليهم من تسفيه وتحقير، وإما أن نصدق يسوع فى صورتهم السلبية وما أظهرته الأناجيل من غباء وأنانية وصراع على السلطة نسب إليهم ونكذب يسوع فى مدحه لهم. إن كيف يكونون ملح الأرض ونور العالم وهم بهذه الصورة؟ وعلى أى أساس اختارهم بين كل الناس لو كانوا بهذه الصفات السلبية التى وصفوا بها فى الأناجيل؟
        وعلينا الآن أن نتعرف عن قرب أكثر عن كيفية اختيار يسوع للتلاميذ بين الأناجيل المختلفة:
        نقرأ فى متى 3: 13 أن يسوع جاء من الجليل إلى الأردن ليُعمَّد من يوحنا المعمدان: (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ.)
        ومن ثم نزل الروح القدس وإعلن أن يسوع هو ابنه الذى به سُرَّ الرب (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
        وبعد هذه الحالة الإيمانية العالية التى يجب أن يكون عليها الإنسان، وبعد أن تطهر يسوع من ذنوبه، إذ المعمودية لغفران الذنوب السابقة، وبعد فرض الرب حمايته له، وسروره به، ورضاه عنه، خطفه الشيطان واقتاده إلى الصحراء لمدة أربعين يومًا (متى 4: 1-11).
        وبعد ذلك تركه الشيطان، ثم عاد إلى الجليل بعدما سمع أن يوحنا قد تم تسليمه، وهنا بدأ يسوع يُجنِّد تلاميذه: (18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.) متى 4: 18-22
        وقى الحقيقة أنا أتعجب أن أكون أنا وأخى فى مساعدة أبى، ومساعدة أنفسنا بالتالى، فهذا طريقنا الوحيد لكسب رزقنا، ثم يأتى رجل لا نعرفه، ويقول لنا اتبعانى، فنترك برنا بأبينا وأمنا واخوتنا الصغار إن وجد، ومن ثم لا نعمل ولا نكسب قوت يومنا وأسراتنا من أجل هذه الدعوة الغامضة من شخص لا نعرفه!!
        ولو افترضنا أنهم كانوا يعلمون أنه نبى، وطاعتهم له واجبة، فكيف سيقتاتون لأسرهم؟ كيف سيعيشون من اصطياد الناس لدعوتهم؟ ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن متى لم يذكر بعدها أن التلاميذ قاموا باصطياد سمك مرة أخرى.
        وفى الإصحاح العاشر نجد أسماء تلاميذ يسوع الاثنى عشر: (1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.) متى 10: 1-4
        وقد اتفق كل من متى 10: 2-4 ومرقس 3: 16-19 اتفاق تام على أسماء الإثنى عشر تلميذاً، وخالفهم ولوقا 6: 14-16 ، فقد زاد عليهم يهوذا أخو يعقوب وسمعان الغيور، وحذف لباوس (تداوس) وسمعان القانونى.
        أما يوحنا 1: 1-2 و40 و43 فلم يذكر برتولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى ولباوس (تداوس) وسمعان القانونى وسمعان الغيور. وتفرَّدَ بذكر شخصاً يُدعى يهوذا ليس الإسخريوطى (14: 22) ونثنائيل.
        ومن الجدير بالذكر أن لا إنجيل لوقا ولا سفر أعمال الرسل يعرفون شيئًا مطلقًا عن تداوس، الذى ذكره يوحنا. وكذلك لا يعرف يوحنا شيئًا مطلقًا عن شخص يُدعى بارتولماوس، ويضيف نثنائيل كأحد الاثنى عشر.
        فكيف تقول الأناجيل إنه اثنى عشر، وهم على ما ذكرته هذه الأناجيل ستة عشر؟
        فهل لم يعرف الرب أسماء تلاميذه الاثنى عشر وهم قد عاشوا معه؟
        ومن منهم الذى سيجلس على كرسيَّاً ليدين أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر؟
        والغريب أنه عند لوقا اختار يسوع تلاميذه فى نهار يوم السبت (لوقا 1-14)، وهذا يناقض ما قاله متى ومرقس، من أنهما كانوا منشغلين فى الصيد، الذى لا يحدث يوم السبت فى بنى إسرائيل.
        فكيف اختار يسوع عند لوقا الاثنى عشر من بين تلاميذه بعد أن دعاهم كلهم وانتقى منهم من أراد، بينما عند متى ومرقس انتقاهم فرادى أثناء عملية الصيد أو أثناء القيام بعملهم مثل لاوى جامع الضرائب؟
        وكيف اتبع التلاميذ يسوع عند متى ومرقس بناءً على أمر يسوع لهم باتباعه، بينما فعل ذلك تلاميذه عن طواعية دون أمر تلقونه من يسوع؟
        وكيف يكون اختيار أول التلاميذ عند متى ومرقس ولوقا أثناء قيامهم بصيد السمك، بينما كان الأمر عند يوحنا خلاف ذلك؟
        لماذا لم يذكر أحد الأناجيل شيئًا عن متى هذا، ولم يبدل لاوى بمتى غير متى نفسه؟
        ولماذا لا نجد قصة معجزة الصيد عند الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى ومرقس ولوقا)، بينما يحكيها يوحنا بعد نشور يسوع من الموت؟ (يوحنا 21: 4-14)
        كذلك جاء اختيار يسوع للتلاميذ عند يوحنا ليس عند البحيرة ولكن من بين تلاميذ يوحنا المعمدان، فبينما كان يمشى يسوع اتبعه أندرياس دون أن يأمره يسوع بذلك، ثم تبعه بعد ذلك أخوه سيمون: (40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ).) يوحنا 1: 40-42
        فكيف يكون سمعان هو أول تلميذ من تلاميذ يسوع الاثنى عشر عند متى ومرقس ولوقا، بينما كان ثالث التلاميذ عند يوحنا؟
        ولماذا ضنَّ علينا كتبة الأناجيل بمعرفة شىء عن التلاميذ غير أنهم أغبياء يتصارعون على الزعامة، يحقد أحدهم على الآخر، ويخون أحدهم الجماعة وزعيمهم؟
        س65- من هم ملائكة الله؟ وهل يمكنهم أن يُخطئوا مثل باقى البشر؟ هل يمكنهم محاربة الله؟ وكيف يتحولون بهذه البساطة عن الهدف الذى خلقهم الله تعالى من أجله؟ فهل جهل الرب ما سيحدث منهم فيما بعد، فأخطأ بخلقه إياهم؟
        إن ملائكة الله هى مخلوقات نورانية، تأتمر بأمر الله تعالى، تسبحه وتعبده، ولا تعصيه فيما أمر. وبالتالى فهى معصومة من الخطأ والزلل، ولا يقدر عليها شيطان لا بالإغواء، ولا بالقهر، لأن الشياطين تعلم أنه بمقدور الملاك الواحد أن يبيدهم كلهم بضربة واحدة، وبالتالى فهم يخشونها، ولا يستطيع شيطان التواجد حيث توجد الملائكة. وهو نفس ما يؤكده الكتاب المقدس: فهم يسبحون الله (مزمور 148: 1-2، أشعياء 6: 3)؛ ويعبدونه: (عبرانيين 6:1 ، ورؤيا 8:5-13)؛ ويأتمرون بأمره فى تنفيذ كل أحكامه: (رؤيا 1:7 ، 2:8)؛ ويحملون أدعية وأعمال المؤمنين والمسرفين إلى الله تعالى (أعمال الرسل 5:12-10).
        تقول دائرة المعارف الكتابية، كلمة (ملاك – ملائكة): (والملائكة خلائق سماوية ، خلقهم الله قبل خلق العالم (ارجع إلى أي 38: 6 و7، مز 148: 2، كو 1: 6) . فالله هو "الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة" (مز 104: 4) ، فهم "أرواح" (عب 1: 14) ، لكن الله أعطاهم القدرة على الظهور في شكل بشر (رجال) لتأدية رسالة معينة (انظر مثلاً: تك 19: 1 و5 و15، أع 1: 11). والملائكة أسمى مرتبة من الإنسان (ارجع إلى مز 8: 4 و 5، عب 2: 7). وأوسع معرفة من الإنسان، ولكنهم لا يعلمون كل شئ (2صم 14: 20، 19: 27، مت 24: 36، 1بط 1: 12)، كما أنهم أقوى من البشر، ولكنهم ليسوا كلي القدرة (مز 103: 20، 2تس 1: 7، 2بط 2: 11)، ويجب ألا يكونوا موضوعاً للعبادة (كو 2: 18، رؤ 22: 8 و9). كما أنهم محدودون مكاناً، فلا يوجد الواحد منهم في كل مكان في نفس الوقت (دانيال 10: 12-14). وقد يسمح لهم الله أحياناً بإجراء معجزات (تك 19: 10 و11). وتوجد منهم في السموات أعداد غفيرة (مت 26: 53، عب 12: 22، رؤ 5: 11). وهم لا يزوجون ولا يتزوجون (مت 22: 30).
        وللملائكة رتب مختلفة ومسئوليات متنوعة (مثل الكروبيم والسرافيم)، ولهم نظام دقيق (رؤ 8: 38، أف 1: 21، كو 1: 16).
        وكان الشيطان أحد الكروبيم، إذ يقول الله: أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت ، حتى وُجد فيك إثم" (حز 28: 13-15) – (الرجا الرجوع إلى مادة "إبليس" في موضوعها "من حرف الألف" بالجزء الأول من "دائرة المعارف الكتابية".)
        أما قول العهد الجديد عن وجود ملائكة أشرار، أو أن إبليس له ملائكة، وأنها ستتحارب مع ملائكة الله فى آخر الزمان، فلا يعدو الأمر غير ترجمة غير دقيقة، ويعنون بها الشيطان وأتباعه، أو وجيشه، ولا يجب أن تٌنسب كلمة الملائكة للشر أو للشيطان، أو عقيدة فاسدة دخلت إلى الكتاب مع مر الزمان، ولن تجدها غالبًا إلا فيما يسمونه بالعهد الجديد.
        فقال بولس إن الملائكة تخطىء: (4لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،) بطرس الثانية 2: 4
        بل ادعى بولس أنه سيدين الملائكة، ويحاسبهم فى الآخرة، كما لو كان هو الله الذى سيحاسبهم: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
        ولا يعلم أن الله سيدين يسوع نفسه، الذى آمن به بولس وبرسالته، كما ادعى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
        أما ما جاء فى سفر المزامير من قوله (جيش ملائكة الأشرار) فهى ترجمة خاطئة: (أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حُمُوَّ غَضَبِهِ سَخَطاً وَرِجْزاً وَضِيقاً جَيْشَ مَلاَئِكَةٍ أَشْرَارٍ.)مزمور 78: 49
        والمشكلة فى هذه الترجمة أنه تخيل أن الملائكة التى أوكل الله لها تنفيذ أمره فى إهلاك الأشرار، هم من الملائكة الشرار، وهى ترجمة خاطئة، فهم ينفذون مشيئة الله فور صدور أوامره (20بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ.) مزمور 103: 20
        لذلك جاءت فى التراجم الأخرى بتعبير أوضح وأصح، إنهم نفذوا أمر الله تعالى بإهلاك الأشرار:
        الترجمة العربية المشتركة: (أرسلَ علَيهِم حُمَيَّا غضَبِهِ وغَيظًا وسَخطًا وضيقًا، مَهَّدَ سُبُلاً لِغَضَبِهِ، أرسلَها معَ ملائكةِ الشَّرِّ. فلم يمنعِ الموتَ عَنْ نُفوسِهِم، بل أسلمَ حياتَهُم إلى الوَباءِ،) مزمور 78: 49-50
        الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (أَرسَلَ علَيهم نارَ غَضَبِه السُّخْطَ والحَنَقَ والشِّدَّة أَرسَلَ مَلائِكةً مُهلِكين.) مزمور 78: 49
        ترجمة كتاب الحياة: (أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حِمَمَ غَضَبِهِ، وَسَخَطِهِ وَغَيْظِهِ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْهَلاَكِ.) مزمور 78: 49

        تعليق


        • #5
          س58- من المعروف لدى المؤمنين أن الله على كل شىء قدير. ولا يشك فى هذا إلا جاهل أو كافر، أو ضال لا يعرف لله قدرًا. ونصوص العهدين القديم والجديد يؤكدان ذلك: (3وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي.) تكوين 48: 3
          (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ) خروج 6: 3
          (الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) أشعياء 13: 6 ، ويوئيل 1: 15
          وقال يسوع: (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».)مرقس10: 27
          (يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.) كورنثوس الثانية 6: 18
          («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».) رؤيا يوحنا 4: 8
          («نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) رؤيا يوحنا 11: 7
          فلماذا لم يغفر لآدم وحواء ذنبيهما إلا بهذه الطريقة المهينة، التى نزل فيها إلى الأرض متجسدًا فى صورة رجل، مولودًا كجحش الفرا، فارغ عديم الفهم، لا مزية له على البهيمة، ويموت ملعونًا معلقًا على خشبة؟
          أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
          الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
          (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
          وكيف فشل فى غفران ذنبيهما كل هذه السنين؟ أإله يفشل؟ أإله لا يستطيع الغفران؟ فبم استحق إذن أن يكون إله للمحبة، وقد عذَّب الأبرياء فى نارج جهنم انتظارًا لنزوله ليهينه عبيده ويقتلوه، حتى يتمكن من غفران هذا الذنب؟
          وما رأيكم فى النصوص التى تنفى توارث الخطيئة الأزلية من كتابكم؟ لماذا لا يتعرض لها قساوستكم وكُتَّابكم عندما يتناولون هذا الموضوع؟
          1- قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
          فهل تريدون القول إن موسى وهارون كانا أرحم من الرب وأعدل منه حتى يُطالباه بمحاكمة المذنب فقط أو الصفح عنه أو إمهاله ربما يتوب؟ وهل لو علم موسى وهارون بوجود الخطيئة الأزلية لكانا اعترضا على الرب فى هذا المقام؟ أم يريد الكتاب أن يقول إن الرب (سبحانه وتعالى) كان متهورًا، ظالمًا، وأن موسى وهارون ردَّاه إلى الصواب، وكان يعلمانه الحق؟
          2- (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
          فلماذا إذًا تحمل أنت أو غيرك من وزر عصيان آدم وحواء لله والأكل من الشجرة إذا كان العدل هو قانون الله بين عباده؟
          3- وقال الرب لكاتب سفر الأخبار الثانى: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ])أخبار الأيام الثانى 25: 4
          3- وكرر الرب ما ذكره فى شريعة موسى مرة أخرى، فقال لكاتب سفر الأخبار الثانى: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
          فهذا هو الإله الرحيم الغفور ، وبما أن الرب لا يتغير ، فقد كانت هذه إذًا سنته منذ الخلق ، وتاب على آدم وحواء ، وغفر لهما. (أنا الرب لا أتغير) ملاخى 3: 6
          4- لذلك قال لإشعياء ولكل أنبيائه من قبل أن المغفرة تتعلق بترك الإثم، والندم والتوبة والعودة إلى الله تعالى: (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
          وهذه دعوة من الله للمذنب أن يتبرأ من ذنوبه ويتوب توبة نصوح ليغفر الله له. فلو كان الإنسان حاملاً لذنب آدم وحواء لكان الإله (سبحانه وتعالى) ربًا مخادعًا ، يطلب من عبيده الإستغفار والتوبة ، ويُفهمهم أنه إله رحيم وكثير المغفرة ، وهو يُضمر لهم الشر ، وبموتهم يُدخلهم جحيمه انتظارًا لنزوله ليُهان ويُعدَم من خلقه.
          5- وقال الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30
          أى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)) سورة النجم 38-41
          6- وقال الرب لهوشع: (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...) هوشع 4: 15
          7- وقال الرب لحزقيال: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
          8- وقال الرب لحزقيال: (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
          فالله يطلب منهم إذن الإقلاع عن الذنوب، لكى يُدخلهم جنات الخلد، لأنه يحبهم ويريد أن يكرمهم بالنعيم الأبدى، إلا من يأبى، ويسير فى معصية الله واتباع الشيطان، فالطريق إلى البر والخلود فى جنات النعيم هو إذن الإستقامة وليس الإيمان بالمصلوب من أجل ذنب آدم وحواء. ويطالبهم بالتوبة كما فعل آدم فأنقذته، وكان بذلك حكيمًا.
          فمن صفاته أنه إله غفور، يغفر للتائبين ولا يُبالى، فلماذا يُضمر الإله الغفور فى عُرف بولس أو من كتب هذه الرسائل، كل هذا الحنق على كل البشرية، التى لم تقترف إثم الأكل من الشجرة، تاركًا آدم وحواء، ومخالفًا بذلك قول الرب نفسه؟ (من هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبَهُ فإنه يُسرُّ بالرأفة. يعود يرحمنا، يدوس آثامنا وتُطرَحُ فى أعماقِ البحر جميعُ خطاياهم) ميخا 7: 18-19
          (الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثيرُ الرحمةِ. الربُّ صالح للكلِّ ومَرَاحِمُهُ على كل أعماله) مزمور 145 : 8-9
          9- لكن ما رأيكم فى قول الكتاب نفسه إن الله غفر لآدم قبل أن ينزل على الأرض؟ وبذلك اقتضت رحمة الله تعالى بعباده أن يبدأوا الحياة على الأرض تحت رحمة الله وعنايته، متمتعين بغفرانه، ولم يتركهم فريسة للشيطان: (هي التي حفظت أول من جُبِلَ أبًا للعالم لمَّا خُلق وحده، وأنقذته من زلته، وآتته قوة ليتسلط على الجميع) الحكمة 10: 1-2
          فمن كتب ما يُخالف كتاب الرب وناموسه والأنبياء؟ (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
          وما الذى قال هذا الكلام مخالفًا لكلام يسوع الذى أكد أنه لم يأت لينقض نقطة واحدة أو حرف واحد من هذا الناموس (متى 5: 17-18)؟ (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
          س58- هل من الممكن أن يتبرر الإنسان عند الله بأعماله فقط أو بإيمانه فقط، أم يتبرر عنده تعالى بالإيمان والأعمال؟
          تقول الرسالة إلى رومية 4: 1-5 (1فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. 3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.)
          فى الحقيقة يرى بولس فى الرسالة إلى رومية أن الإنسان يتبرر بإيمانه بالله فقط دون الأعمال، واستشهد على فكره هذا بقوله (3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً».). وفى الحقيقة هو لا يُطبق هنا الكتاب والناموس على إبراهيم، لأن التوراة قد أنزلت من بعده، ومعنى هذا أن لُب قانون الله ودينه واحد ثابت بين عباده، من لدن آدم إلى ما لانهاية: وهو التوحيد والعمل الصالح!!
          وهو ما يؤيده يعقوب 2: 18-24 بقوله: (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ.)
          الملاحظ هنا أن يعقوب ينتقض ما قالته الرسالة إلى رومية من جذورها، ويؤكد أن المؤمن بها لا يريد إلا أن يحوِّل أتباع يسوع إلى شياطين، وتساءل: ما الفرق إذًا بين الشيطان ومن يؤمن فقط بالله دون أعمال؟ فإنه بناءً على فهم بولس لها، تجد الشياطين مخلوقات بارة، ستتبرر عند الرب بناءً على إيمانها، دون أدنى أهمية لما يقومون به من فساد الأخلاق والأمم، بل وإخراج المؤمن عن إيمانه إن استطاعوا. وأنه بناءً على ذلك يجب على كل مؤمن بفكر هذه الرسالة أن يكون مثل الشياطين يؤمن بالله فقط ثم يفعل ما يريد.
          والملاحظ أيضًا أن يعقوب اختلف اختلافًا جذريًا فى العقيدة فى فهم الفقرة التى يستشهد بها بولس بشأن إبراهيم. الأمر الذى يدفع العقلاء من أتباع يسوع أن يختلفوا ما يسمونهم بآباء الكنيسة الأول وينتقضوا بعضًا من أفكارهم، وبالتالى التقليد الذى يُخالف عقيدة التوحيد. فهم ليسوا بأفضل من الأنبياء، الذين نزعوا عنهم العصمة، ونسبوا لهم الكفر والفجور والعصيان والتطاول على الله تعالى.
          س59- مات يسوع على الصليب فى اليوم السابق على عيد الفصح، ولأن اليوم بالحساب اليهودى يبدأ مع غروب الشمس، كان هناك تعجُّل فى إنزاله من على الصليب ودفنه، وهذا ما ذكره مرقس 15: 42 ، وكان اليوم السابق عليه هو أحد أيام السبت، وهو يوم احتفال عظيم عند اليهود، إلا أنه مع ذلك لم يكن يومًا من أيام السبت المعتادة، ولكنه كان اليوم الأول من الاحتفال الذى يستمر سبعة ايام، والمسمى بأيام عيد الفصح، الذى يبدأ بيوم السبت وينتهى بيوم السبت أيضًا. وكان بداية هذا الاحتفال دائمًا يوم الخامس عشر من نيسان، وهو أحد أيام السبت الخاصة، ولا يهم أن يحل يوم الخامس عشر من نيسان فى أى يوم من أيام الأسبوع، وقد مات يسوع بعد ظهر يوم الرابع عشر من نيسان، ودُفن فى نفس اليوم قبل الغروب بقليل، وهو بداية الاحتفال، وقبل بداية هذا السبت المقدس.
          وقد اتفقت كل الأناجيل على أن قبر يسوع كان فارغًا عند بداية الأسبوع (يوم الأحد)، أى كان يسوع قد قام من الأموات. وتبعًا لقول يسوع نفسه فهو سيمكث فى باطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، أى بحسابنا 48 ساعة. وهذا يعنى أنه دُفن يوم الرابع عشر من نيسان قبل الغروب، وقام عند غروب شمس يوم السابع عشر.
          Der Widerspruch besteht nur dann, wenn man den erwähnten Sabbat unter Nichtbeachtung der in Joh 19,31 mitgeteilten Informationen über diesen Sabbat mit dem gewöhnlichen wöchentlichen Sabbat gleichsetzt und damit die Kreuzigung und Grablegung auf den Freitag legt. Sobald man den Sabbat richtig einordnet, d.h. erkennt, dass es sich um den hohen Festtag zu Beginn des Festes handelt, gibt es keinen Widerspruch mehr. Allerdings stellt man fest, dass die allgemein vertretene traditionelle Lehre im Widerspruch steht zu der im Wort Gottes offenbarten Wahrheit. Wem wollen wir Glauben schenken?
          الترجمة


          لم يُحدد الرب أن يبدأ الفصح بيوم سبت، ولكنه حدده بالرابع عشر من نيسان: (5فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الرَّابِعَِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. 7فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُوداً لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا».) لاويين 23: 5-8
          http://www.bibelcenter.de/bibel/widersprueche.php
          س60- يقول يسوع عند لوقا 16: 1-13 (1وَقَالَ أَيْضاً لِتَلاَمِيذِهِ: «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ لَهُ وَكِيلٌ فَوُشِيَ بِهِ إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُبَذِّرُ أَمْوَالَهُ. 2فَدَعَاهُ وَقَالَ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي أَسْمَعُ عَنْكَ؟ أَعْطِ حِسَابَ وَكَالَتِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ وَكِيلاً بَعْدُ. 3فَقَالَ الْوَكِيلُ فِي نَفْسِهِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ لأَنَّ سَيِّدِي يَأْخُذُ مِنِّي الْوَكَالَةَ. لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْقُبَ وَأَسْتَحِي أَنْ أَسْتَعْطِيَ. 4قَدْ عَلِمْتُ مَاذَا أَفْعَلُ حَتَّى إِذَا عُزِلْتُ عَنِ الْوَكَالَةِ يَقْبَلُونِي فِي بُيُوتِهِمْ. 5فَدَعَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَدْيُونِي سَيِّدِهِ وَقَالَ لِلأَوَّلِ: كَمْ عَلَيْكَ لِسَيِّدِي؟ 6فَقَالَ: مِئَةُ بَثِّ زَيْتٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاجْلِسْ عَاجِلاً وَاكْتُبْ خَمْسِينَ. 7ثُمَّ قَالَ لِآخَرَ: وَأَنْتَ كَمْ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: مِئَةُ كُرِّ قَمْحٍ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ صَكَّكَ وَاكْتُبْ ثَمَانِينَ. 8فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ إِذْ بِحِكْمَةٍ فَعَلَ لأَنَّ أَبْنَاءَ هَذَا الدَّهْرِ أَحْكَمُ مِنْ أَبْنَاءِ النُّورِ فِي جِيلِهِمْ. 9وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ. 10اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ. 11فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟ 12وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَا هُوَ لِلْغَيْرِ فَمَنْ يُعْطِيكُمْ مَا هُوَ لَكُمْ؟ 13لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ».)
          إن الغرض من هذا المثل كما يقول القس أنطونيوس فكرى فى تفسيره لإنجيل لوقا هو (هنا يشرح السيد أن كل خاطئ يلزمه أن يتصرف بحكمة ليغتصب الملكوت.). ولا أعرف كيف استوعب ذلك القس!! إن اغتصاب الملكوت مستحيل، لأنه لا يقدر أحد أن ينصب على الله أو يجبره على شىء: (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
          أما بالنسبة للملكوت فقد قرر يسوع على لسان الله تعالى أنه سوف ينتزعه الله من بنى إسرائيل، وسيعطيه لأمة أخرى تعمل أثماره: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ») متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12
          فكيف يكون هذا قول الله ويشجع يسوع اليهود على اغتصاب الملكوت؟ إن من كتب هذا هو من أعداء يسوع من اليهود، الذين لم يريدوا التخلى عن الملكوت (شريعة الله) الذى بين أيديهم!!
          لقد غشَّ وكذب وابتز وكيل الظلم الدائنين، وكبَّد صاحب المال خسارة أخرى إضافة لما تكبده من قبل من خسائر. لكن الغريب أن يمدحه يسوع، ويُثنى على عمله الإجرامى بقوله (8فَمَدَحَ السَّيِّدُ وَكِيلَ الظُّلْمِ). فكيف ذلك؟
          وإن قوله (10اَلأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ وَالظَّالِمُ فِي الْقَلِيلِ ظَالِمٌ أَيْضاً فِي الْكَثِيرِ) لا تعنى إلا أن وكيل الظلم هذا غشاش وغير أمين لا فى القليل ولا فى الكثير. ونكرر السؤال هل مدح يسوع فعلا عمل هذا الغشاش غير الأمين؟ ولماذا؟
          س61- يقول مرقس على لسان يسوع 14: 32- (2وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».) ترجمة الفاندايك
          لم يظهر هذا النداء فى العهد القديم، ولم يظهر فى العهد الجديد كله إلا مرة واحدة على لسان يسوع (مرقس 14: 36)، ولم تعرفه باقى الأناجيل، ومرة فى (رومية 8: 15) ومرة فى (غلاطية 4: 6). ولم يأت هذا النداء على لسان أحد من التلاميذ أو رؤساء اليهود فى ذلك العصر.
          فهل اخترع يسوع نداءً جديدًا للآب ما أنزل الله به من سلطان؟ أم كان هذا النداء حكرًا على يسوع فقط دون المؤمنين الآخرين؟ أم هذه ترجمة خاطئة عرفها ملايين من المسيحيين ماتوا على جهلهم بأن الآب له أب؟
          فمن المعروف أن الآب هو الإله فى عرفهم، وهو الأقنوم الأول من الثالوث. فمن هو أب الآب؟ هل يوجد أقنوم رابع لم يأخذونه فى الحسبان، وهو أب الآب؟
          ومن التراجم الحديثة التى فطنت إلى هذا المأزق يتضح كبر حجم مشلكة هذه الكلمة، الأمر الذى دفع مترجمى هذا النص إلى حذف كلمة من الكلمتين (أبا الآب) فى بعض التراجم، وقرر البعض الآخر أن الكلمة الثانية ما هى إلا توضيح للكلمة الأولى، ومنهم من اعتبر الكلمة الثانية تكرارًا للأولى:
          Und er sprach: Abba, Vater (Elberfelder 1871, Elberfelder 1905, GNB, Luther 1912, Schlachter 1951, Zürcher, )
          And he said, Abba, Father (ASV, DARBY, ESV, KJ21, NASB, NIV, NKJV, NLT, NRSV)
          And He was saying, Abba, [which means] Father (AMP)
          Father, you can do anything (CEV)
          Papa, Father, you can (MSG)
          ["Abba]," he said, "everything (NIRV)
          ونفس هذا التصحيح أو التحايل قامت به التراجم العربية:
          (وَقَالَ «أَبَّا، يَاأَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ!) كتاب الحياة
          (وكانَ يَقول: أَيَّا! أَبتاه! إِنَّ كلَّ شَيءٍ مُمكِنٌ لَدَيْكَ، فأَجِزْ عَنّي هذِهِ الكَأْس! ولكِنْ، ليسَ ما أُريدُ أَنا، بل ما تُريدُ أَنت!) الترجمة البولسية
          (فقالَ: ((أبـي، يا أبـي! أنتَ قادِرٌ على كُلِّ شيءٍ، فأبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الكأسَ. ولكِنْ لا كما أنا أُريدُ، بَلْ كما أنتَ تُريدُ)).) الترجمة العربية المشتركة
          (قال: ((أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء))) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          س62- (12وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اتْبَعَاهُ. 14وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 15فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». ......... 22وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي». 23ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. 24وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. ..........) مرقس 14" 12-24
          (17وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. ......... 26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ 28لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. ..........) متى 26: 17-30
          (7وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ. 8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟». 10فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ 11وَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا». ......... 19وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. ..........) لوقا 22: 7-20
          ولا يعرف يوحنا شيئًا مطلقًا عن هذه الرواية.
          إن المدقق فى هذه الروايات الثلاثة يكتشف الآتى:
          1- يشير مرقس إلى أن يسوع أرسل التلميذين أثناء ذبحهم الذبيحة من أجل الفصح (حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ). ولم يذكر متى شيئًا عن الذبح نهائيًا، بينما قال لوقا إنهم لم يذبحوا، بل كان ينبغى أن يذبحوا (وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ). ومن الملفت للنظر أن الذبح الذى تكلم عنه مرقس تم بعيدًا عن المكان الذى يتم فيه إعداد وجبة الفصح، ولم يكن هذا من عادات اليهود ولا عادات الولائم العربية لليوم. لذلك كان سؤال التلاميذ (أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟) سؤالا غبيًا فى غير محله.
          2- أتى السؤال عن مكان إعداد الفصح أولا من تلاميذه عند مرقس ومتى، فوجه اثنين منهم إلى دخول القرية: (قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ). إلا أن لوقا قد خالفهما، وجعل ابتداء إرسال اثنين من التلاميذ، فسألاه عن المكان (8فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟».)
          3- لم يذكر اسم التلميذين اللذان أُرسلا لإعداد الفصح غير لوقا. فلم يعرف مرقس أو متى اسميهما.
          4- كان عدد التلاميذ المرسلة لإعداد الفصح عند مرقس ولوقا اثنان، بينما أرسل يسوع كل التلاميذ عند متى: (تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ)
          5- اتفق الثلاثة على أن المكان كان المدينة، وأن هذا الشخص كان مجهولا عند مرقس ولوقا، بينما ذهب التلاميذ عن متى إلى شخص محدد (18فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ). وبالتالى لم يذكر متى أن هذا الرجل كان حاملا جرة ماء.
          6- أما اتفاق مرقس ولوقا على أن هذا الشخص كان حاملا لجرة ماء، فهذا من غريب القول، لأن حاملى جرة الماء فى بنى إسرائيل فى عصر يسوع وفى قرانا حتى اليوم هم النساء. فهل أراد كاتب هذا الكلام أن ينسب ليسوع سُبة أن رواده ومريديه كانوا من الرجال ، الذين لا يستحقون هذا اللقب، وأنهم أقرب للنساء منهم للرجال؟! أنا لا أعتقد ذلك.
          أم أن هذا الشخص كان من جماعة الأسينيين المتبتلين، التى كان يسوع ينتمى إليها، فكان عليه أن يحمل الماء إلى جماعته من زملائه الرجال؟! ولو كان هذا صحيح لنفى هذا عن يسوع أنه المسِّيِّا، لأن هذه الجماعة كانت تنتظر المسِّيِّا، النبى الخاتم، المخلص، الذى سوف يخلصهم من احتلال الرومان لهم!!
          الأمر الذى يجعلكم تفكرون مرات ومرات من هو هذا الشخص المسِّيِّا الذى أنبأكم عنه يسوع بأقواله، إنه أحمد التى تساوى 53 بحروف الجُمَّل مثل كلمة إلياء:
          (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 15
          وأنه روح الحق، أى عين الحق، أى صادق أمين: (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.) يوحنا 14: 15-17،
          وأن روحه قدوسة، ويؤخذ فى الاعتبار أن كلمة الروح القدس ذُكرت نكرة بدون الألف والام، أى روح القدس، أى الروح المقدسة: (وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) يوحنا 14: 26
          وهو ما وصفه يوحنا فى رؤياه بأنه الصادق الأمين: (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. 12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ.) رؤيا يوحنا 19: 11-12
          7- يؤكد أن هذا الرجل من جماعة الأسينيين مثل يسوع أن هذا الاحتفال قد سبق يوم عيد الفصح، الذى هو يوم السبت، لأنه من المعروف أن يسوع قتل فى اليوم الذى سبق يوم الفصح نفسه، ولم يأكل من وليمة الفصح (31ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا.) يوحنا 19: 31، ومن المعلوم أن الأسينيين كانوا يحتفلون بعيد الفصح قبل احتفال اليهود بيوم. وكان احتفالهم يضم الرجال فقط، على غير عادة اليهود، الذى كان يشارك فى احتفالاتهم بالفصح ووليمته النساء والرجال.
          8- ولك أن تتخيل أنك ستنزل المدية لتتعرف على إنسان ما، وليس لك علامة تعرفه غير أنه يحمل جرة ماء! فكم من البشر سيكون هناك هلى هذه الحالة؟ وكبف أفرق بين حامل الجرة المقصود وغيره من حاملى الجرات؟ هل هذه علامة أو إشارة ذكية مُحددة يصل بها الإنسان العاق إلى هدفه بسهولة ويسر؟
          لهذا الأمر كتب متى أن يسوع أرسلهم إلى فلان، إلا شخص محدد. وكذلك حل لوقا المشكلة فجعل حامل الجرة هو الذى سيستقبلهما ويرشدهما إلى مكان الاجتماع.
          9- يقول مرقس («اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اتْبَعَاهُ. 14وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ ووافقه لوقا على هذا. الأمر الذى يشير إلى أن حامل الجرة هذا من الخدم، الذى سيرشدهم على صاحب البيت.
          10- اتفق كلا من مرقس ولوقا أن يسوع لم يكن يعلم مكان إعداد الفصح وطلب من تلميذيه أن يسألا صاحب البيت الذى سيدخله حامل الجرة: (يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟)، وحل متى هذه المشكلة وجعلهم يذهبون إلى شخص محدد (إِلَى فُلاَنٍ) يأمره يسوع أو يعلمه أنه عنده سيصنع الفصح (وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي».)، كما لا يعرف متى شيئًا عن وجود العليَّة، التى سيريها لهم صاحب البيت، والتى اتفق مرقس ولوقا عليها: (12فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا)
          11- وهناك مشكلة كبيرة جدًا فى هذه القصة، وهى أن يسوع يستحيل أن يعطى تلاميذه من اليهود مشروبا يقول لهم عنه (هَذَا هُوَ دَمِي)، حيث إن الدم عند اليهود من النجاسات التى يُحرَّم شربها، بل يأمر ناموس موسى بقتل من يشرب دمًا. (27كُلُّ نَفْسٍ تَأْكُلُ شَيْئاً مِنَ الدَّمِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا».) لاويين 7: 27، فكيف يتناولونه فى هذا اليوم المقدس؟ وهل خالف يسوع بذلك الناموس؟
          ألا تشم معى رائحة نتنة من كاتب هذه الرواية؟ فهو يريد أن يكذِّب يسوع الذى قال إنه لم يأتى لمخالفة الناموس أو النبياء (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
          أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر الجاهل مدعى النبوة، الذى لا يعرف شيئًا عن الناموس، تنفيرًا منه، حتى لا يتبعه الناس؟
          أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر المخالف للناموس الذى يستحق القتل؟ (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ)عبرانيين10: 28
          أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر الملعون من الله لمخالفته للناموس؟ (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26 ، (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
          ألا تعلموا أن المخالف لأى وصية من وصايا الله، فيُعد مُخالفًا للكل؟ (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
          أم كان يريد أن يُظهر يسوع بمظهر المغضوب عليهم من الله لمخالفته للناموس؟ (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
          ألم أقل لكم من قبل إن كاتب هذه الأسفار من أعداء يسوع؟
          12- اتفق مرقس ولوقا على أن الغرفة التى سيجتمعون فيها لأكل الفصح كانت مفروشة (فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا)، وهذا يعنى أن الغرفة كانت مزودة بوسائد أو آرائك منجَّدة. وفى الحقيقة هذه نقطة هامة جدًا لا يجب أن يغفلها القارىء المدقق، حيث إنه من المتعارف عليه فى العرف اليهودى أن يكون مكان الاحتفال بعيد الفصح مكانًا مريحًا، ومزودًا بوسائد وأرائك تريح المجتمعين. وهذا يعنى أن يسوع لم ينفك عن الأعراف اليهودية فى إحتفاله بعيد الفصح. ومن النادر أن تجد اختلاف فى بعض الطقوس ولو صغيرة. فكيف أصبح الاحتفال اليهودى احتفالا مسيحى له طقوس أخرى تُخالف ما نشأل عليه يسوع، وتربى عليه فى هذه البيئة اليهودية المحافظة؟
          مما سبق انتهى علماء اللاهوت الإنجيليين إلى أن هذا الكلام بشأن الخبز (جسد يسوع)، والخمر (دم يسوع) لم يتفوَّه به يسوع مُطلقًا. ويُجمل الأستاذ الدكتور Gerd Lüdemann «يتفق أساتذة اللاهوت الكاثوليك للعهد الجديد مع معظم أقرانهم الإنجيليين على أن يسوع لم يضع [طقوس] العشاء». ومن وجهة النظر العلمية فإن وصف العشاء الأخير ليسوع يعتبر غير تاريخى. وما قيل على لسان يسوع فى هذه القصة هو محض افتراء وتأليف من الجماعة المسيحية، ولم يوجد زمن يسوع بحال من الأحوال. أما ما احتفل يسوع به مع تلاميذه فلم يكن مُطلقًا ما يُعرف بالأفخاريستا أو التناول الكنسى المسيحى.
          س63- من الغريب جدًا أنك لا تجد موعظة الجبل إلا عند متى ولوقا فى إنجيليهما، وذلك على الرغم من أهمية هذه الموعظة لكونها لب رسالة يسوع. لكن اختلف متى مع لوقا فى مكان هذه الموعظة، فقد جعلها متى فوق الجبل، وجعلها لوقا أسفل الجبل على الأرض: (1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ.) متى 5: 1
          (17وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ ...) لوقا 6: 17، الأمر الذى اضطر الترجمة البولسية إلى أن تتدارك الأمر، لزيل الفارق الكبير بين الاثنين، فقالتها: (ثم نزَلَ مَعَهم، ووَقفَ على هَضْبَةٍ، هو وَجَماعةٌ كثيرةٌ مِن تلاميذِهِ، وجُمهورٌ غَفيرٌ منَ الشَّعبِ،)
          ولنبحث الآن فى الترجمة اليونانية، ونتعرف على كلمة (سهل)، وهل من الممكن أن تأتى بمعنى هضبة أم إن التحريف مازال مستمرًا!!
          كلمة سهل تعنى باليونانية (πεδινός pedinos) وتقع فى قاموس Strong تحت رقم (G3977)، ولا تعنى إلا السهل أو الأرض المنخفضة المستوية. فهل هذا اعتراف من الترجمة البولسية بتضارب الرواية بين متى ولوقا فأراد أن يسوى المسألة سرًا، دون أن يلاحظها أحد من القراء المدققين؟
          ونعيد السؤال مرة أخرى: ما هى الكلمة التى قالها الوحى للوقا ولمتى؟ وهل ألقى يسوع خطبته على الجبل، أم على الأرض السهلة أسفل الجبل؟
          س64- إن منزلة التلاميذ فى الأناجيل المعتمدة، كانت كارثة بكل معانى الكلمة، حتى ليظن القارىء أن كاتب هذه الأناجيل من أشد أعداء يسوع ودعوته، وأنه أراد أن يوئد دعوته وسيرة تلاميذه فى مهدها، حتى ينفر الناس من اتباع يسوع والاستمرار فى دعوته، وإفهام الناس أن ملكوت بنى إسرائيل قد انتهى، وأن عليهم أن ينتظروا الملكوت القادم مع نبى الصدق والرحمة والسيف: (41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 41-46
          وعلى الرغم من مدح يسوع لهم بأقواله أنهم ملح الأرض، وبدونهم تفسد، وأنهم سراج الناس الذى يضىء لهم: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
          ومن مدحه لهم بقوله: (16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
          إلا أنك تجدهم فى الأناجيل أغبياء، لا يفهمون يسوع غالبًا، ويتصارعون على الزعامة، وتركوه كلهم وقت المحنة وغيره الكثير. فكما شوَّهت الأناجيل صورة عيسى ، شوَّهت أيضاً صورة تلاميذه وحملة لوائه من بعده للإجهاز على الدين كله ، فكثيرا ما تراهم ينسبون لهم عدم فهم معلمهم ، بل كثيراً ما فهموه نفسه خطأً ، وسوف أنقل جزءاً مما ذكرته الأناجيل للتدليل على كلامى هذا.
          فقوله لبطرس: (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».) متى 16: 23
          ولم يفهموا مثل الزوان: (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».) متى 13: 36
          (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.) يوحنا 8: 27
          (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.) يوحنا 10: 6
          ووصفهم بقلة الإيمان: (فَقَالَ لَهُمْ: «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟») متى 8: 26
          ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.) مرقس 10: 41
          ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.) لوقا 22: 21-24
          كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟») متى 14: 31
          وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟) متى 15: 15-16
          (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
          وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) متى 17: 16-21
          وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذن لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
          ولو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين.
          (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.) مرقس 10: 13-16 .
          على الرغم من أنه قال لهم عن الأولاد الصغار من قبل: (1فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» 2فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ 3وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. 5وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. 6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.) متى 18: 1-6
          ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.) متى 26: 35 ، (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.) متى 26: 56
          بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. …) متى 26: 69-74
          كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب (صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك أن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيداً؟): (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.) مرقس 14: 50-52
          حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب ، ولن يروه مرة أخرى على الأرض ، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث ، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى ، يصلى ، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه ، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة ، راجياً إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
          (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. 34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!) مرقس 14: 32-41
          بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟) مرقس 14: 37
          لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذباً أنه لا يعرفه ، على الرغم من قول يسوع عنه: (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.)متى 16: 18-19
          وإنى لأتعجب وأتساءل: ما هو الدور الذى قام به تلاميذه ومحبوه وأتباعه وقت القبض عليه والصلب؟ إننا كشرقيين عندما نرى إنساناً يُضرَب ويُنكَّل به، نقول فى سذاجة (هذا حرام) ونحاول أن نكف عنه، وهذا يحدث دون أن نعلم سبباً لضربه، وحتى لو علم الناس أن هذا الشخص يُضرَب لأنه تم القبض عليه أثناء السرقة، تجد من يقول (صحيح هو لص، لكن ما تفعلونه به حرام، سلِّموه للشرطة) وننتقد كذلك تصرفات الشرطة فى التنكيل بأحد اللصوص. فما بالك بتصرفات هؤلاء الناس الطيبين تجاه من أشفى أبناءهم وأحيا موتاهم وأبرأ أسقامهم المستعصية (كل هذا بإذن الله) ، تجاه نبى أرسله الله إليهم لهدايتهم ، ألم يوجد فيهم من كانت عنده النخوة لنصرة الله ودينه ورسوله؟
          ووصفتهم أيضاً بأنهم غليظى القلوب: (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.) مرقس 6: 52
          وعلى الرغم من كل ما قرأناه عن شخصية التلاميذ كما يصورها كاتبوا الأناجيل ، نجد عيسى عليه السلام يرفعهم إلى مصاف التلاميذ الذين تعلموا وفهموا ، وعلى مقدرة من العلم كبيرة تمكنهم من مواصلة مسيرة نبيهم ، فنقرأ أنه قال لهم: (10فَتَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا تُكَلِّمُهُمْ بِأَمْثَالٍ؟» 11فَأَجَابَ: «لأَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَسْرَارَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَأَمَّا لِأُولَئِكَ فَلَمْ يُعْطَ.) متى 13: 10-11
          (16وَلَكِنْ طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ.) متى 13: 16
          وعلى الرغم من التقدم العلمى لنقد نصوص الكتاب المقدس تقول دائرة المعارف الكتابية (مادة إنجيل مرقس) إن عيسى عليه السلام كان: (ينتهر حزيناً – الفكر الخاطئ لبطرس كما ينتهر فى غيظ غيرة تلاميذه الخاطئة ومطامعهم الأنانية (8: 33، 10: 14) والتحذير (ليهوذا بصفة خاصة 10: 23)
          وهنا علينا إما أن نصدق يسوع فى مدحه لهم ونكذب وا نُسب إليهم من تسفيه وتحقير، وإما أن نصدق يسوع فى صورتهم السلبية وما أظهرته الأناجيل من غباء وأنانية وصراع على السلطة نسب إليهم ونكذب يسوع فى مدحه لهم. إن كيف يكونون ملح الأرض ونور العالم وهم بهذه الصورة؟ وعلى أى أساس اختارهم بين كل الناس لو كانوا بهذه الصفات السلبية التى وصفوا بها فى الأناجيل؟
          وعلينا الآن أن نتعرف عن قرب أكثر عن كيفية اختيار يسوع للتلاميذ بين الأناجيل المختلفة:
          نقرأ فى متى 3: 13 أن يسوع جاء من الجليل إلى الأردن ليُعمَّد من يوحنا المعمدان: (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ.)
          ومن ثم نزل الروح القدس وإعلن أن يسوع هو ابنه الذى به سُرَّ الرب (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
          وبعد هذه الحالة الإيمانية العالية التى يجب أن يكون عليها الإنسان، وبعد أن تطهر يسوع من ذنوبه، إذ المعمودية لغفران الذنوب السابقة، وبعد فرض الرب حمايته له، وسروره به، ورضاه عنه، خطفه الشيطان واقتاده إلى الصحراء لمدة أربعين يومًا (متى 4: 1-11).
          وبعد ذلك تركه الشيطان، ثم عاد إلى الجليل بعدما سمع أن يوحنا قد تم تسليمه، وهنا بدأ يسوع يُجنِّد تلاميذه: (18وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.) متى 4: 18-22
          وقى الحقيقة أنا أتعجب أن أكون أنا وأخى فى مساعدة أبى، ومساعدة أنفسنا بالتالى، فهذا طريقنا الوحيد لكسب رزقنا، ثم يأتى رجل لا نعرفه، ويقول لنا اتبعانى، فنترك برنا بأبينا وأمنا واخوتنا الصغار إن وجد، ومن ثم لا نعمل ولا نكسب قوت يومنا وأسراتنا من أجل هذه الدعوة الغامضة من شخص لا نعرفه!!
          ولو افترضنا أنهم كانوا يعلمون أنه نبى، وطاعتهم له واجبة، فكيف سيقتاتون لأسرهم؟ كيف سيعيشون من اصطياد الناس لدعوتهم؟ ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن متى لم يذكر بعدها أن التلاميذ قاموا باصطياد سمك مرة أخرى.
          وفى الإصحاح العاشر نجد أسماء تلاميذ يسوع الاثنى عشر: (1ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. 2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.) متى 10: 1-4
          وقد اتفق كل من متى 10: 2-4 ومرقس 3: 16-19 اتفاق تام على أسماء الإثنى عشر تلميذاً، وخالفهم ولوقا 6: 14-16 ، فقد زاد عليهم يهوذا أخو يعقوب وسمعان الغيور، وحذف لباوس (تداوس) وسمعان القانونى.
          أما يوحنا 1: 1-2 و40 و43 فلم يذكر برتولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى ولباوس (تداوس) وسمعان القانونى وسمعان الغيور. وتفرَّدَ بذكر شخصاً يُدعى يهوذا ليس الإسخريوطى (14: 22) ونثنائيل.
          ومن الجدير بالذكر أن لا إنجيل لوقا ولا سفر أعمال الرسل يعرفون شيئًا مطلقًا عن تداوس، الذى ذكره يوحنا. وكذلك لا يعرف يوحنا شيئًا مطلقًا عن شخص يُدعى بارتولماوس، ويضيف نثنائيل كأحد الاثنى عشر.
          فكيف تقول الأناجيل إنه اثنى عشر، وهم على ما ذكرته هذه الأناجيل ستة عشر؟
          فهل لم يعرف الرب أسماء تلاميذه الاثنى عشر وهم قد عاشوا معه؟
          ومن منهم الذى سيجلس على كرسيَّاً ليدين أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر؟
          والغريب أنه عند لوقا اختار يسوع تلاميذه فى نهار يوم السبت (لوقا 1-14)، وهذا يناقض ما قاله متى ومرقس، من أنهما كانوا منشغلين فى الصيد، الذى لا يحدث يوم السبت فى بنى إسرائيل.
          فكيف اختار يسوع عند لوقا الاثنى عشر من بين تلاميذه بعد أن دعاهم كلهم وانتقى منهم من أراد، بينما عند متى ومرقس انتقاهم فرادى أثناء عملية الصيد أو أثناء القيام بعملهم مثل لاوى جامع الضرائب؟
          وكيف اتبع التلاميذ يسوع عند متى ومرقس بناءً على أمر يسوع لهم باتباعه، بينما فعل ذلك تلاميذه عن طواعية دون أمر تلقونه من يسوع؟
          وكيف يكون اختيار أول التلاميذ عند متى ومرقس ولوقا أثناء قيامهم بصيد السمك، بينما كان الأمر عند يوحنا خلاف ذلك؟
          لماذا لم يذكر أحد الأناجيل شيئًا عن متى هذا، ولم يبدل لاوى بمتى غير متى نفسه؟
          ولماذا لا نجد قصة معجزة الصيد عند الأناجيل الثلاثة المتوافقة (متى ومرقس ولوقا)، بينما يحكيها يوحنا بعد نشور يسوع من الموت؟ (يوحنا 21: 4-14)
          كذلك جاء اختيار يسوع للتلاميذ عند يوحنا ليس عند البحيرة ولكن من بين تلاميذ يوحنا المعمدان، فبينما كان يمشى يسوع اتبعه أندرياس دون أن يأمره يسوع بذلك، ثم تبعه بعد ذلك أخوه سيمون: (40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ). 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ).) يوحنا 1: 40-42
          فكيف يكون سمعان هو أول تلميذ من تلاميذ يسوع الاثنى عشر عند متى ومرقس ولوقا، بينما كان ثالث التلاميذ عند يوحنا؟
          ولماذا ضنَّ علينا كتبة الأناجيل بمعرفة شىء عن التلاميذ غير أنهم أغبياء يتصارعون على الزعامة، يحقد أحدهم على الآخر، ويخون أحدهم الجماعة وزعيمهم؟
          س65- من هم ملائكة الله؟ وهل يمكنهم أن يُخطئوا مثل باقى البشر؟ هل يمكنهم محاربة الله؟ وكيف يتحولون بهذه البساطة عن الهدف الذى خلقهم الله تعالى من أجله؟ فهل جهل الرب ما سيحدث منهم فيما بعد، فأخطأ بخلقه إياهم؟
          إن ملائكة الله هى مخلوقات نورانية، تأتمر بأمر الله تعالى، تسبحه وتعبده، ولا تعصيه فيما أمر. وبالتالى فهى معصومة من الخطأ والزلل، ولا يقدر عليها شيطان لا بالإغواء، ولا بالقهر، لأن الشياطين تعلم أنه بمقدور الملاك الواحد أن يبيدهم كلهم بضربة واحدة، وبالتالى فهم يخشونها، ولا يستطيع شيطان التواجد حيث توجد الملائكة. وهو نفس ما يؤكده الكتاب المقدس: فهم يسبحون الله (مزمور 148: 1-2، أشعياء 6: 3)؛ ويعبدونه: (عبرانيين 6:1 ، ورؤيا 8:5-13)؛ ويأتمرون بأمره فى تنفيذ كل أحكامه: (رؤيا 1:7 ، 2:8)؛ ويحملون أدعية وأعمال المؤمنين والمسرفين إلى الله تعالى (أعمال الرسل 5:12-10).
          تقول دائرة المعارف الكتابية، كلمة (ملاك – ملائكة): (والملائكة خلائق سماوية ، خلقهم الله قبل خلق العالم (ارجع إلى أي 38: 6 و7، مز 148: 2، كو 1: 6) . فالله هو "الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة" (مز 104: 4) ، فهم "أرواح" (عب 1: 14) ، لكن الله أعطاهم القدرة على الظهور في شكل بشر (رجال) لتأدية رسالة معينة (انظر مثلاً: تك 19: 1 و5 و15، أع 1: 11). والملائكة أسمى مرتبة من الإنسان (ارجع إلى مز 8: 4 و 5، عب 2: 7). وأوسع معرفة من الإنسان، ولكنهم لا يعلمون كل شئ (2صم 14: 20، 19: 27، مت 24: 36، 1بط 1: 12)، كما أنهم أقوى من البشر، ولكنهم ليسوا كلي القدرة (مز 103: 20، 2تس 1: 7، 2بط 2: 11)، ويجب ألا يكونوا موضوعاً للعبادة (كو 2: 18، رؤ 22: 8 و9). كما أنهم محدودون مكاناً، فلا يوجد الواحد منهم في كل مكان في نفس الوقت (دانيال 10: 12-14). وقد يسمح لهم الله أحياناً بإجراء معجزات (تك 19: 10 و11). وتوجد منهم في السموات أعداد غفيرة (مت 26: 53، عب 12: 22، رؤ 5: 11). وهم لا يزوجون ولا يتزوجون (مت 22: 30).
          وللملائكة رتب مختلفة ومسئوليات متنوعة (مثل الكروبيم والسرافيم)، ولهم نظام دقيق (رؤ 8: 38، أف 1: 21، كو 1: 16).
          وكان الشيطان أحد الكروبيم، إذ يقول الله: أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت ، حتى وُجد فيك إثم" (حز 28: 13-15) – (الرجا الرجوع إلى مادة "إبليس" في موضوعها "من حرف الألف" بالجزء الأول من "دائرة المعارف الكتابية".)
          أما قول العهد الجديد عن وجود ملائكة أشرار، أو أن إبليس له ملائكة، وأنها ستتحارب مع ملائكة الله فى آخر الزمان، فلا يعدو الأمر غير ترجمة غير دقيقة، ويعنون بها الشيطان وأتباعه، أو وجيشه، ولا يجب أن تٌنسب كلمة الملائكة للشر أو للشيطان، أو عقيدة فاسدة دخلت إلى الكتاب مع مر الزمان، ولن تجدها غالبًا إلا فيما يسمونه بالعهد الجديد.
          فقال بولس إن الملائكة تخطىء: (4لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،) بطرس الثانية 2: 4
          بل ادعى بولس أنه سيدين الملائكة، ويحاسبهم فى الآخرة، كما لو كان هو الله الذى سيحاسبهم: (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
          ولا يعلم أن الله سيدين يسوع نفسه، الذى آمن به بولس وبرسالته، كما ادعى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          أما ما جاء فى سفر المزامير من قوله (جيش ملائكة الأشرار) فهى ترجمة خاطئة: (أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حُمُوَّ غَضَبِهِ سَخَطاً وَرِجْزاً وَضِيقاً جَيْشَ مَلاَئِكَةٍ أَشْرَارٍ.)مزمور 78: 49
          والمشكلة فى هذه الترجمة أنه تخيل أن الملائكة التى أوكل الله لها تنفيذ أمره فى إهلاك الأشرار، هم من الملائكة الشرار، وهى ترجمة خاطئة، فهم ينفذون مشيئة الله فور صدور أوامره (20بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ.) مزمور 103: 20
          لذلك جاءت فى التراجم الأخرى بتعبير أوضح وأصح، إنهم نفذوا أمر الله تعالى بإهلاك الأشرار:
          الترجمة العربية المشتركة: (أرسلَ علَيهِم حُمَيَّا غضَبِهِ وغَيظًا وسَخطًا وضيقًا، مَهَّدَ سُبُلاً لِغَضَبِهِ، أرسلَها معَ ملائكةِ الشَّرِّ. فلم يمنعِ الموتَ عَنْ نُفوسِهِم، بل أسلمَ حياتَهُم إلى الوَباءِ،) مزمور 78: 49-50
          الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (أَرسَلَ علَيهم نارَ غَضَبِه السُّخْطَ والحَنَقَ والشِّدَّة أَرسَلَ مَلائِكةً مُهلِكين.) مزمور 78: 49
          ترجمة كتاب الحياة: (أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ حِمَمَ غَضَبِهِ، وَسَخَطِهِ وَغَيْظِهِ، وَأَطْلَقَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةً مِنْ مَلاَئِكَةِ الْهَلاَكِ.) مزمور 78: 49

          تعليق


          • #6
            س65- يقول متى 27: 3 (3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ)
            وفى الحقيقة لا يعرف كاتب هذا الكلام أنه لا يوجد لدى اليهود إلا رئيس كهنة واحد فقط، وليس رؤساء!! الأمر الذى يشير إلى أنه لا يعرف الكثير عن عادات وتقاليد أو نظام العالم اليهودى.
            وهذه الحكاية مكذوبة بلا أدنى شك، لأنه فى هذا الوقت لم يكن رئيس الكهنة ولا الشيوخ بالمعبد، بل كانوا فى مجلس بيلاطس لمتابعة محاكمة يسوع. ودليلنا على ذلك هو الجملة التى سبقت الجملة أعلاه: (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.) متى 27: 1-2
            دليل آخر على أن هذه الرواية مكذوبة هو أن يهوذا مات فى سفر أعمال الرسل بطريقة مُخالفة لما ألفه متى، ولا يمكن الجمع بين الروايتين إلا إذا كان يهوذا قد مات مرتين:
            موت يهوذا عند متى: (5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.) متى 27: 5
            موت يهوذا فى سفر أعمال الرسل: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.) أعمال الرسل 1: 18
            دليل آخر على كذب الرواية هو مصير الثلاثين من الفضة: فتبعًا لمتى لم يأخذ يهوذا النقود وطرحها فى المعبد، ثم مضى وخنق نفسه، وأن من اشترى الحقل هم الكهنة. (متى 27: 5)
            وتبعًا لأعمال الرسل لم يترك يهوذا النقود فى المعبد، بل أخذها واشترى بها حقلا (أعمال الرسل 1: 18)
            س66- بشأن خيانة يهوذا وشراء حقل الدم جعل منها متى نبوءة فى سفر إرمياء تحققت على الوجه الذى رسمت له: (7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 7-10
            إذن فبشراء الكهنة حقل الفخارى تمت النبوءة. وعلى الرغم من ذلك يكذب سفر أعمال الرسل هذه النبوءة لأن من اشترى حقل الفخارى عنده هو يهوذا نفسه.
            لكن هل جاءت هذه النبوءة فى إرمياء؟
            لا. إنها مزيج من كلمات جاءت فى إرمياء وزكريا كما يقول هامش الترجمة العربية المشتركة ص50 على هذه الفقرة: (تمزج هذه الآية زك11: 12-13 بما جاء فى ار18: 2-3، 19: 1-2، 32: 6-15)
            وتقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية ص114 تعليقًا على هذه الفقرة: (استشهاد بزك 11/12-13 بتصرف وقد دُمج بعناصر مأخوذة من ار 18/2-3 و19/1-2 و32/6-15. انطلاقًا من عبارتى "حقل الخزاف" و"حقل الدم" ، اللتين كانتا فى بيئة صاحب الإنجيل، وجد متى تلميحات نبوية فى هذه النصوص المختلفة من العهد القديم.)
            بمعنى أن هذه رؤية متى التى رآها ودمج عناصرها معًا ليصنع نبوءة نسبها خطأ للنبى إرمياء!!
            ولنمضى وراء ما قالته هوامش الكتب المقدسة لننظر مدى صدق رؤيتهم:
            1- (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
            ولا علاقة لهذا الاستشهاد بما كتبه متى فى روايته أو نبوءته!!
            فإن الثلاثين من الفضة هنا هو الثمن الكريم، وأخذ هذه النقود وألقاها إلى الفخارى فى بيت الرب، وليس إلى الكهنة. لذلك ترجمتها الترجمة العربية المشتركة (فأخذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ وألقيتُها في الخزانةِ، في بَيتِ الرّبِّ) ولا علاقة هنا بين النص ونبوءة متى إلا كلمة (الثلاثين من الفضة)!!
            فلن تجد عند زكريا حقلا اشتروه بثلاثين من الفضة، وسمى بحقل الدم، أو كان مقبرة للغرباء. وبالتالى هى ليست نبوءة أيضًا عند زكريا.
            وقد استبدلت الطبعة الكاثوليكية اليسوعية كلمة الفخارى بكلمة السباك: (13فقالَ لِيَ الرَّبّ: ((أَلقِها إِلى السَّبَّاكِ ثَمَناً كَريماً ثَمَّنوني بِه.)) فأَخَذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّة، وأَلقَيتُها في بَيتِ الرَّبِّ إِلى السَّبَّاك.)
            والفخارى (والسبَّاك) الذى يعمل فى بيت الرب هذا كان شخصية هامة جدًا، فهو الذى كان مسئولا عن الانفاق على تجهيز بيت الرب بأوانى المعبد. ولم يكن يتلقى نقودًا فقط، بل كان يتلقى كل ما يمكنه من مهامه مثل المعادن وغيرها. لذلك كانت الثلاثين من الفضة التى أدخلها فى بيت الرب هى من النقود الطيبة المصدر، بخلاف نقود يهوذا!!
            2- (1الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: 2[قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي]. 3فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. 4فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. 5فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 6[أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ ...) إرمياء 18: 1-6
            والنزول إلى بيت الفخارى (وليس حقل الفخارى كما جاءت عند متى) كان بأمر من الرب لنبيه إرمياء. فأين وجه الشبه بينه وبين رواية متى:
            يهوذا عند متى من الشياطين الخائنين، بينما إرمياء نبي من أنبياء الله.
            يأمر يهوذا عند متى الشيطان، ويأمر إرمياء الرب
            طاعة يهوذا لشيطانه غواية وضلال، وعصيانه طاعة لله. بينما طاعة إرمياء لله هى بر وتقوى، وعصيانه ضلال وغواية.
            والكلمة المشتركة فى النبوءة هى كلمة فخارى فقط. فهل تحقق كل كلمة (فخارى) نبوءة متى؟
            وبالتالى لا علاقة لهذا الاستشهاد بما كتبه متى فى روايته أو نبوءته!!
            يتكلم متى عن حقل الفخارى، ويتكلم إرمياء عن بيت الفخارى، حيث أراد الرب إنذار بنى إسرائيل ودفعهم لعبادته واتباع أوامره، وإلا سيكون أمرهم وبالاً عليهم، ولا علاقة له بقصة متى: يقول الرب عن إرمياء 18: 7-10 (7تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ 8فَتَرْجِعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. 9وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ 10فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ.)
            والقصة من هذه الناحية التى تسند إلى الرب الندم كفر بواح، وعدم معرفة بالرب وصفاته. وهذا كفيل بتكفير إرمياء ومتى الذى يستشهد به.
            أما قول الرب عند إرمياء 18: 11-17 (11[فَالآنَ قُلْ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا مُصْدِرٌ عَلَيْكُمْ شَرّاً وَقَاصِدٌ عَلَيْكُمْ قَصْداً. فَارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَأَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ]. ... 15لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِينِي! بَخَّرُوا لِلْبَاطِلِ وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ 16لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً. كُلُّ مَارٍّ فِيهَا يَدْهَشُ وَيَنْغِضُ رَأْسَهُ. 17كَرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ أُبَدِّدُهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ. أُرِيهِمِ الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ فِي يَوْمِ مُصِيبَتِهِمْ])
            ثم دعا إرمياء عليهم فقال للرب: (21لِذَلِكَ سَلِّمْ بَنِيهِمْ لِلْجُوعِ وَادْفَعْهُمْ لِيَدِ السَّيْفِ فَتَصِيرَ نِسَاؤُهُمْ ثَكَالَى وَأَرَامِلَ وَتَصِيرَ رِجَالُهُمْ قَتْلَى الْمَوْتِ وَشُبَّانُهُمْ مَضْرُوبِي السَّيْفِ فِي الْحَرْبِ. 22لِيُسْمَعْ صِيَاحٌ مِنْ بُيُوتِهِمْ إِذْ تَجْلِبُ عَلَيْهِمْ جَيْشاً بَغْتَةً. لأَنَّهُمْ حَفَرُوا حُفْرَةً لِيُمْسِكُونِي وَطَمَرُوا فِخَاخاً لِرِجْلَيَّ. 23وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَ كُلَّ مَشُورَتِهِمْ عَلَيَّ لِلْمَوْتِ. لاَ تَصْفَحْ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ تَمْحُ خَطِيَّتَهُمْ مِنْ أَمَامِكَ بَلْ لِيَكُونُوا مُتَعَثِّرِينَ أَمَامَكَ. فِي وَقْتِ غَضَبِكَ عَامِلْهُمْ.)
            وقد كانت هذه النبوءة إشارة إلى احتلال ملك بابل لأرض إسرائيل، ووقوع بنى إسرائيل أسرى فى أيدى أناس غرباء يسومونهم سوء العذاب. فأين هذا من خيانة يهوذا، وشراء مقبرة للغرباء تعطفًا من بنى إسرائيل عليهم، أو حتى لا يدفنوا الغرباء فى مقابرهم؟
            3- (1هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اذْهَبْ وَاشْتَرِ إِبْرِيقَ فَخَّارِيٍّ مِنْ خَزَفٍ وَخُذْ مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَمِنْ شُيُوخِ الْكَهَنَةِ 2وَاخْرُجْ إِلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ الَّذِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْفَخَّارِ وَنَادِ هُنَاكَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي أُكَلِّمُكَ بِهَا.) إرمياء 19: 1-2
            وكذلك نرى هنا أن الرب يأمر نبيه إرمياء بشراء إبريق من الفخار (وليس حقلا من ثمن الخيانة)، ويدفع ثمن هذا الإبريق شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة.
            وتعليقنا هنا مثل التعليق السابق، فإن شراء إرمياء لإبريق من الفخار كان بأمر الرب وبنقود نظيفة يجمعها من شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة، ليذهب به إلى وادى ابن هنوم وينادى هناك بكلمة الرب. ولا داع للسؤال عن علاقة كلمة الرب بهذا الإبريق!
            والكلمة المشتركة فى النبوءة هى كلمة فخارى فقط. فهل تحقق كل كلمة (فخارى) نبوءة متى؟
            4- (6فَقَالَ إِرْمِيَا: [كَلِمَةُ الرَّبِّ صَارَتْ إِلَيَّ قَائِلَةً: 7هُوَذَا حَنَمْئِيلُ بْنُ شَلُّومَ عَمِّكَ يَأْتِي إِلَيْكَ قَائِلاً: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الْفِكَاكِ لِلشِّرَاءِ]. 8فَجَاءَ إِلَيَّ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي حَسَبَ كَلِمَةِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ السِّجْنِ وَقَالَ لِي: [اشْتَرِ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ الَّذِي فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الإِرْثِ وَلَكَ الْفِكَاكُ. اشْتَرِهِ لِنَفْسِكَ]. فَعَرَفْتُ أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. 9فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ وَوَزَنْتُ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. 10وَكَتَبْتُهُ فِي صَكٍّ وَخَتَمْتُ وَأَشْهَدْتُ شُهُوداً وَوَزَنْتُ الْفِضَّةَ بِمَوَازِينَ. 11وَأَخَذْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ الْمَخْتُومَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ وَالْفَرِيضَةِ وَالْمَفْتُوحَ 12وَسَلَّمْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا بْنِ مَحْسِيَا أَمَامَ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي وَأَمَامَ الشُّهُودِ الَّذِينَ أَمْضُوا صَكَّ الشِّرَاءِ أَمَامَ كُلِّ الْيَهُودِ الْجَالِسِينَ فِي دَارِ السِّجْنِ. 13وَأَوْصَيْتُ بَارُوخَ أَمَامَهُمْ قَائِلاً: 14[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: خُذْ هَذَيْنِ الصَّكَّيْنِ صَكَّ الشِّرَاءِ هَذَا الْمَخْتُومَ وَالصَّكَّ الْمَفْتُوحَ هَذَا وَاجْعَلْهُمَا فِي إِنَاءٍ مِنْ خَزَفٍ لِيَبْقَيَا أَيَّاماً كَثِيرَةً. 15لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: سَيَشْتَرُونَ بَعْدُ بُيُوتاً وَحُقُولاً وَكُرُوماً فِي هَذِهِ الأَرْضِ].) إرمياء 32: 6-15
            كان شراء الحقل هنا بأمر من الرب لإرمياء. والحقل هنا ليس حقل فخارى.
            اشترى الحقل بسبعة عشر شاقلا من الفضة، وليس بثلاثين.
            هذا البيع شهد عليه شهود وتم وزن الفضة، وتسلم صك البيع باروخ أمام حنمئيل والشهود الذين وقعوا صك الشراء وأما كل اليهود بدار السجن. وأمر الرب أن يبقى هذا الصك والصك الآخر المفتوح فى إناء من الخزف لمدة طويلة لأنه فى المستقبل سيشترى بنو إسرائيل (بُيُوتاً وَحُقُولاً وَكُرُوماً فِي هَذِهِ الأَرْضِ).
            وعلى ذلك فإن أمر الرب لإرمياء لابد أن يُحمل على محمل التفاؤل والخير، على النقيض من جريمة يهوذا. فما علاقة هذا بخيانة يهوذا والثمن النجس الذى تقاضاه مقابل الخيانة؟
            س67- يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى مقدمة كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس)، تحت عنان (كتب الأبوكريفا): «قال المعترض: هناك كتب مشكوك في صحتها، يسمّونها أحياناً «كتب الأبوكريفا». وهذه حذفها البروتستانت.»
            ويرد فيقول: «كتب الأبوكريفا هي الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء».
            ونسأله هل رسالة العبرانيين يُعرف كاتبها، أم أن التخمين هو سيد الموقف بشأنها؟
            قالت دائرة المعارف البريطانية: (إن مؤلف سفر العبرانيين غير معروف. يقترح مارتن لوثر أن أبولوس هو المؤلف. قال ترتوليان أن سفر العبرانيين إنما هو رسالة كتبها برنابا، يظن كل من أدولف هارناك ورنـدل هاريـس أنه قد كُتب من قبل أو بريسكلا، ويقترح ويليام رمسي أنه قد كتبه فليبس، إلا أنه من المعروف أن الحواري بولس هو الذي كتب سفر العبرانيين. يعتقد إيوسيبيوس أن بولس قد كتبه، إلا أن أوريجن لم يؤيد نسبه لبولس.)
            ويرى القمص تادرس يعقوب ملطى فى تفسيره (إذ لم يكتب واضع الرسالة اسمه في صلبها اختلف الدارسون فينسبتها منذ عصر مبكر، ففي الغرب نسب العلامة ترتليان، من رجال القرن الثاني،الرسالة إلى برناباس. لكن بمقارنتها برسالة برناباس نجد الفارق شاسعًا، ونتأكد أنه لا يمكن أن يكون كاتبهما شخصًا واحدًا. وقد ساد الغرب اتجاه بأن الكاتب هو القديس إكليمنضس الروماني، أما بعد القرن الرابع فصار اتفاق عام أنها للرسول بولس.)
            وفى ص684 و685 يقول: ”ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يخل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق ، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى).
            ويقول أوريجانوس نقلا عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (6: 25؛ ص275): (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميًا كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [كورنثوس الثانية 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة.) وواصل قائلاً فى الصفحة التى تليها: (أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال)
            وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: «لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.»
            ومعنى ذلك أنه لدينا سبعة أشخاص يُعزى إلى كل منهم تأليف هذا السفر على وجه التخمين، وليس على وجه اليقين. وهم" (أبولوس، برنابا، بريسكلا، فيلبس، بولس، أكليمنضدس الرومانى، ولوقا).
            فلماذا قُبلت هذه الرسالة مجهولة المصدر والمؤلف بين صفحات الكتاب المقدس؟
            س68- لا يؤمن المسيحيون بإنجيل برنابا؛ لأنه يحتوى على أخطاء تاريخية وجغرافية وعلمية، وأخطاء أخرى تتعلق بشخصيات الكتاب المقدس. لكن ألا تحتوى كتبهم الحالية على أخطاء تاريخية وعلمية وجغرافية وغيرها؟ لماذا يحكمون بمكيالين فى فى كل مسائلهم الدينية والعقدية؟
            ولا يسع الأمر هنا فى تبيان كل الأخطاء، ولكن يكفى ذكر خطأ واحد ليثبت عدم إلهية هذه الكتب التى ينسبونها لله، لأن الله سبحانه وتعالى لا يجرى عليه الخطأ:
            يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) تحت عنوان (كتب الأبوكريفا): ( (4)في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية، فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل، ومعهما كلب، وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19). ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصَّدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9)، وأباح الطلعة (الخروج لزيارة القبور) وهي عادة وثنية الأصل، وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية.. وجاء في 2مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدَّم بها ذبيحة عن الخطية »وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه، لاعتقاده قيامة الموتى.. وهو رأي مقدس تقَوي، ولهذا قدَّم الكفارة عن الموتى ليُحَلّوا من الخطية«. مع أن الأسفار القانونية تعلِّم بعكس هذا.
            (5) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت«.)
            ومعنى ذلك أن الكاثوليك والأرثوذكس يصرون على الإيمان بكتب وعقائد يراها البروتستانت أنها خرافات وخزعبلات. ويرون فى رفضهم لها مبرراتًا علمية عقلانية منطقية. فما رأيكم لو وجدنا فى الكتب التى اتفقت عليها الطوائف الكبيرة الثلاثة المذكورة أخطاءً تاريخية وأخرى علمية وأخرى جغرافية؟
            من الأخطاء الجغرافية: لن أتعرض هنا إن كانت مخطوطات متى ذكرت قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا الإختلافات القائمة بين متى ولوقا ومرقس بشأن القرية التى انتحرت فيها الخنازير بعد أن سمح يسوع للشياطين أن تدخل فيها، ورمت نفسها من أعلى الجبل فى البحر.
            ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة ، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك ، حيث أتت جرجسيين] ، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير ، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
            ومعنى ذلك أنه لا يوجد بحر أو بحيرة بالقرب من قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا بد أن تطير الخنازير إما حوالى 65 كم من جرجسة لتسقط فى البحر، أو حوالى 10 كم من جدرة لتسقط فى البحر أو البحيرة. الأمر الذى يشير إلى أن متى ولوقا ومرقس لم يكن لديهم علم بجغرافية فلسطين.
            والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) التى صححها متى لمرقس إلى كورة (الجدريين) التى رفضها متى اليهودى واعتبرها خطأ من مرقس!! كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
            متى 8: 28 (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ) ترجمة الفاندايك
            متى 8: 28 (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين) الترجمة اليسوعية
            متى 8: 28 (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ،) الترجمة البولسية
            متى 8: 28 (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ) الترجمة العربية المشتركة
            متى 8: 28 (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ،) ترجمة كتاب الحياة
            والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الفلسطينى وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت.
            ويكفى أن نذكر ما قالته مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى عن مؤلف إنجيل لوقا، فقالت ص185: «وغالبًا ما تبيَّن للنقَّاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد.».
            ومن أخطاء لوقا الجغرافية قوله إن يسوع كلن يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحسرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى تراجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
            لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
            لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
            لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية
            لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة
            وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المخطوطة السينائية، والمجلد السينائى، وهما من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجعان إلى القرن الرابع.
            (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
            (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39
            والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!
            ونسأله فلماذا ذكر لوقا إن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!!
            وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».). وأعتقد أن المؤلفين قد استبدلوا عن سهو المجمعين، أو كان هذا خطأ المترجم.
            وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1
            من الأخطاء الجغرافية أيضًا قول الكتاب: (14وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ. 15لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ. وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ)تكوين 40: 14-15
            وهذا خطأ من الكاتب ، لأنه لم تكن فى ذلك الوقت أرض العبرانيين ، بل كانت أرض الكنعانيين ، وإلا لما احتاجوا إلى وعد إلهى للإستيلاء عليها.
            ويعلم من سفر (القضاة الإصحاح السادس) أن المديانيين كانوا فى عهد القضاة ذوى قوة عظيمة بحيث كان بنو إسرائيل مغلوبين وعاجزين منهم. والفرق بين العهدين 200 سنة. (فالذى خلص بنى إسرائيل من تسلط المديانيين هو جدعون خامس القضاة الذين جاؤوا بعد يوشع ، وبينه وبين موسى قرابة 200 سنة - كما يقول قاموس الكتاب المقدس) فلو فنى المديانيون فى عهد موسى فمن أين أتوا إذن؟ وكيف صاروا فى هذه المدة أقوياء بحيث غلبوا على بنى إسرائيل وأعجزوهم إلى سبع سنين؟
            ويحكى الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين أيضًا حربًا قامت بين مجموعتين، كانت المجموعة الثانية ومنها ملك سدوم وعمورة خاضعة لمدة 13 سنة للمجموعة الأولى وفيها ملك شنعار وملك عيلام ، ثم تمردت المجموعة الأولى على الثانية فى عمق السديم فى البحر الميت ، وانتصرت عليها ، فاستولت على كل ممتلكات المهزومين ومعهم لوط وأمواله.
            ولما علم (أبرام العبرانى) أخذ غلمانه (318 غلاماً) وحلفاءه (أشكول وعاثر) ولاحق المجموعة المنتصرة إلى (دان) فانقض عليهم ليلاً وهزمهم ، ثم لاحقهم إلى (حوبة) شمال دمشق واسترجع كل الأملاك والشعب ومعهم لوط ابن أخيه.
            الغريب أن اسم هذه المدينة (دان) كان إلى عصر القضاة (لايش) حتى استولى عليها سبط دان وضربوا أهلها بحد السيف وأحرقوا المدينة ، ثم بنوها وسكنوا بها ودعوها باسم (دان) قضاة 18: 27-29. فكيف كتب موسى هذا وهو لم يحدث إلا بعده حوالى 350 سنة من عصر موسى ؟ ألا يدل هذا على أن التوراة كتبت بعد عصر القضاة؟
            ويواصل فريدمان ذاكرًا ما قاله الفرنسى “إيزاك دى لوبيرير“ ص19: «ان موسى ليس هو مؤلف أسفار العهد القديم الأولى. كما ذكر المشكلات التى تظهر أثناء قراءة النص، مثل كلمات ”عبر الأردن“ فى الفقرة الأولى من سفر التثنية، تقول الفقرة ”هذا هو الكلام الذى كلم به موسى جميع إسرائيل فى عبر الأردن“. فعندما يكتب شخص ما عبر الأردن فهو يشير بنفسه أنه موجود على الجانب الآخر من النهر أى فى أرض فلسطين غرب نهر الأردن، وهو يتحدث عن شىء ما حدث فى شرق نهر الأردن. ونحن نعرف أن أقدام موسى لم تطأ أبدًا أرض فلسطين».
            وإذا أردنا أن نذكر شيئًا عن الأخطاء العلمية فى الكتاب المقدس فنقول إن الكتاب يذكر طيورًا لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 23)، ويعتقد أن الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5)، وأن أبيمالك يزرع المدينة ملحًا (قضاة 9: 45)، وأن الذباب الميت يُخمِّر طيب العطَّار (جامعة 10: 1)، وأنه من الممكن أن يبنى النحل خلية العسل داخل جيفة الأسد (قضاة 14: 8)، وغيرها الكثير.
            وأكرر السؤال مرة أخرى: فإذا كان المسيحيون لا يؤمنون بإنجيل برنابا؛ لأنه يحتوى على أخطاء تاريخية وجغرافية وعلمية، وأخطاء أخرى تتعلق بشخصيات الكتاب المقدس. وإذا كان الإنجيليين لا يؤمنون بالأسفار القانونية الثانية التى يؤمن بها الأرثوذكس والكاثوليك، فكيف يؤمنون بهذه الكتب القانونية التى تحتوى بدورها على أخطاء تاريخية وعلمية وجغرافية وغيرها؟ لماذا يحكمون بمكيالين والأمر يتعلق بسعادتهم فى الآخرة؟ (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟) متى 16: 26
            س69- على الرغم من عدم ذكر يسوع من المؤرخين المعاصرين له فى القرن الأول الميلادى، وعلى الرغم من ذكر يوسيفوس فلافيوس ليوحنا المعمدان فى كتابه تاريخ اليهود (ج18، ف5، ص116-119). وعلى الرغم من تعميد يسوع على يد المعمدان معمودية غفران الذنوب، وعلى الرغم من أن المعمدان هو شاهد نزول الروح القدس على يسوع بعد التعميد، وعلى الرغم من قول يسوع عنه أنه خير من أنجبت البشرية، إلا أن إيليَّا (خاتم رسل الله) أعظم منه (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11
            وعلى الرغم من معرفة يوحنا المعمدان ليسوع من قبل ممارسة مهامه، لدرجة أنه رفض أن يُعمِّد يسوع، وأراد أن يعمده يسوع نفسه: (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!») متى 3: 13-14
            وعلى الرغم من شهادة المعمدان ليسوع أمام تلاميذه (26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ») يوحنا 3: 26
            بل تجد كُتَّاب الأناجيل يضعون على لسان المعمدان أن المعمدان لا شىء بالمرة بجانب يسوع: (11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.) متى 3: 11
            وعلى الرغم من كل ما ذكرت إلا أنك تجد يوحنا المعمدان لا يعرف يسوع ولا طبيعة عمله، لدرجة أنه أرسل اثنين من تلاميذه يسألونه إن كان هو المسِّيِّا القادم أم عليهما انتظار آخر: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
            فكيف لم يعرفه يوحنا صغيرًا أو كبيرًا، على الرغم من نزول الروح القدس عليه وسماعه صوت الرب مناديًا من السماء أن هذا هو ابنه الوحيد: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
            فهل لم يصدق المعمدان صوت الرب نفسه أو روحه القدوس؟ أليس هذا بالكفر؟ ألا ينفى هذا النبوة عن المعمدان نفسه؟ وهل معنى ذلك أن يسوع الإله تعمَّد على يد نبى، لم يعلم الرب أنه سيكفر به بعد بضعة دقائق من نزوله وإبلاغه؟ وكيف شهد له إذن إن لم يكن قد عرفه حق المعرفة؟ وكيف رفض أن يعمِّده وطلب أن يُعمَّد منه إن لم يكن قد عرفه حق المعرفة؟
            وهل كانت إجابة يسوع ردًا واضحًا شافيًا على سؤال المعمدان؟ بالطبع لا. وهو أيضًا ليس بدليل على أن يسوع هو المسِّيِّا، النبى الخاتم، الذى كان ينتظره اليهود. فكم من نبى قام بمعجزات، أبرأ فيها المرضى، وأحيا فيها الموتى بإذن الله:
            وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
            وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: حزقيال 37: 10 (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.)
            بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: ملوك الثانى 13: 20-21 (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.)
            وأحيا بطرس امرأة ماتت، ولم تُألهوه، فبأى معيار تسيرون؟ أعمال الرسل 9: 36-41 (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.)
            وأحيا بولس شابًا، ولم تُألهوه: (9وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِساً فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيقٍ. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَاباً طَوِيلاً غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ وَحُمِلَ مَيِّتاً. 10فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلاً: «لاَ تَضْطَرِبُوا لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ». 11ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزاً وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ كَثِيراً إِلَى الْفَجْرِ. وَهَكَذَا خَرَجَ. 12وَأَتُوا بِالْفَتَى حَيّاً وَتَعَزُّوا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.) أعمال 20: 9-12
            إنزال ملاية من السماء بها كل ما لذ وطاب، وحرم من المأكولات: (2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ». 4فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّتَابُعِ قَائِلاً: 5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ. 8فَقُلْتُ: كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. 9فَأَجَابَنِي صَوْتٌ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ: مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُنَجِّسْهُ أَنْتَ.) أعمال 11: 2-9
            وأمد الله بولس بمعجزات: (11وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ 12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.) أعمال 19: 11-12
            كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: أعمال الرسل 6: 8 (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.)
            بل إن المعجزة ليست دليلاً على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى، حيث إنه من الممكن أن يقوم بها أناس ضالون يدعون النبوة: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) ومرقس 13: 22
            لقد كان يوحنا المعمدان من طائفة الأسينيين، الذين كانوا أيضًا يُدعون بالنصارى، لذلك حمل يسوع هذا اللقب يسوع النصرانى، ولم يفهمها كتبة الأناجيل الذين لم يكونوا من فلسطين ولم يكتبوها بلغة أهل فلسطين الآرامية، بل كتبت باليونانية خارج هذه الأرض، فلم يكن أحد منهم يعرف جغرافية فلسطين معرفة تامة، وقد لاحظنا هذا من ادعاء مرقس ومتى ولوقا أن قرية الجدريين أو الجرجسيين تقع على جبل يطل على بحر، ومنه رمت الخنازير أنفسها عندما سمح يسوع للشياطين أن تدخل فيها. وفى بعض الأحيان أيضًا لم يكن عندهم علم كاف بعادات اليهود أنفسهم. لذلك سموه الناصرى، ثم فى القرن الرابع أنشأوا مدرينة الناصرة ، التى لم يكن لها وجود قبل ذلك.
            ومن هنا نؤمن أن يسوع كان تلميذًا من تلاميذ يوحنا المعمدان الأسينىّ النصرانىّ، ولهذا لقبه أتباعه واليهود بالنصرانى. بل كان يكرر كلام أستاذه يوحنا:
            قال يوحنا قال يسوع
            (تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 2 (ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ) متى 4: 17
            (...فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 10 (19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 7: 19
            فكيف يكون الإله تابعًا لنبيه؟ كيف يتعلم الإله على يد نبيه، وينفذ تعاليمه، ويفهم تفاسيره ويرددها؟ بل كيف يُعمَّد الإله على يد نبيه معمودية غفران الخطية؟ وكيف لم يعلم يوحنا المعمدان بإلهه الذى أرسله، وأعطاه كل ما قاله لأتباعه؟ أم أراد المعمدان تحقير إلهه والتنكر له أمام الناس؟ أم كفر المعمدان بإلهه يسوع، ومن ثم تساءل عنه وأرسل تلميذين له ليسألاه؟ وكيف ترك الإله نبيه الذى أرسله تُقطع رقبته فى نفس البلدة التى يعيش هو نفسه بها؟
            س70- من الأخطاء التى لا تحتاج لعالم فى اللاهوت، ولا تحتاج إلا لتلميذ من الصف الثانى الإبتدائى ليدركها أخطاء فى الجمع الحسابى، الأمر الذى يدل على أن كاتبها جاهل، أو غبى، أو مُهمٍل، أو متعمِّد الخطأ لأمر فى نفسه. يقول سفر عزرا 1: 8-11 (8أَخْرَجَهَا كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ عَنْ يَدِ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنِ وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا. 9وَهَذَا عَدَدُهَا: ثَلاَثُونَ طَسْتاً مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ طَسْتٍ مِنْ فِضَّةٍ وَتِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ سِكِّيناً 10وَثَلاَثُونَ قَدَحاً مِنْ ذَهَبٍ وَأَقْدَاحُ فِضَّةٍ مِنَ الرُّتْبَةِ الثَّانِيَةِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَعَشَرَةٌ وَأَلْفٌ مِنْ آنِيَةٍ أُخْرَى. 11جَمِيعُ الآنِيَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسَةُ آلاَفٍ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. الْكُلُّ أَصْعَدَهُ شِيشْبَصَّرُ عِنْدَ إِصْعَادِ السَّبْيِ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)
            فعلى حساب النص المقدس: 30 + 1000 + 29 + 30 + 1410 = 5400
            والحساب الصحيح هو 30 + 1000 + 29 + 30 + 1410 = 2499
            كما جمع كاتب السفر. ويستحيل أن يكون هذا وحى الرب!! فهل لا يستطيع الرب الجمع أم لا يجيده؟
            فهل مازال البعض يؤمن أنه كتاب الرب الذى أوحى به إلى كتابه من خلال الروح القدس؟
            لقد اعترفت طبعة لوثر الألمانية لعام 2002 فى هامش الصفحة السفلى أن هذا جمع الأعداد المنفردة لا يتطابق مع المجموع النهائى المذكور، بسبب تغييره فى عهود لاحقة للكتابة. وبذلك فقد أقر الكتاب المقدس التحريف، الذى نال هذا الكتاب على مر العصور. ومع شديد الأسف مازالت الكثير من الطبعات الحديثة والقديمة تتناوله كما هو، وبدون تعليق!!
            وهذا اعتراف صريح بالتحريف يحترم القارىء، وبذلك أسقطوا قناع حفظ الرب لهذا الكتاب أو لمخطوطاته. ونص ما قالوه هو:
            "Durch spنtere Abنnderungen entspricht die Gesamtzahl jetzt nicht mehr der Summe der Einzelangaben."
            س71- من الأخطاء الحسابية أيضًا، وهى كثيرة، فى الكتاب المقدس، هى أن كاتب سفر يشوع ذكر 34 دينة وادعى أنها 29 فقط! (21وَكَانَتِ الْمُدُنُ الْقُصْوَى الَّتِي لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا إِلَى تُخُمِ أَدُومَ جَنُوباً: قَبْصِئِيلَ وَعِيدَرَ وَيَاجُورَ 22وَقَيْنَةَ وَدِيمُونَةَ وَعَدْعَدَةَ 23وَقَادِشَ وَحَاصُورَ وَيِثْنَانَ 24وَزِيفَ وَطَالَمَ وَبَعَلُوتَ 25وَحَاصُورَ وَحَدَتَّةَ وَقَرْيُوتَ وَحَصْرُونَ. (هِيَ حَاصُورُ) 26وَأَمَامَ وَشَمَاعَ وَمُولاَدَةَ 27وَحَصَرَ جَدَّةَ وَحَشْمُونَ وَبَيْتَ فَالَطَ 28وَحَصَرَ شُوعَالَ وَبِئْرَ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةَ 29وَبَعَلَةَ وَعَيِّيمَ وَعَاصَمَ 30وَأَلْتُولَدَ وَكِسِيلَ وَحُرْمَةَ 31وَصِقْلَغَ وَمَدْمَنَّةَ وَسَنْسَنَّةَ 32وَلَبَاوُتَ وَشِلْحِيمَ وَعَيْنَ وَرِمُّونَ. كُلُّ الْمُدُنِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ مَعَ ضِيَاعِهَا.) يشوع 15: 21-32
            واختلفت التراجم العربية والأجنبية فى ذكر (وَبِزْيُوتِيَةَ)، فبينما تذكرها التراجم العربية المعروفة، تحذفها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، وتستبدلها بكلمة (وتَوابعَها): (28-15 وحَصَرَ شوعال وبئرَ سَبع وتَوابعَها)
            وعد عدّ هذه المدن تجدها 38 مدينة على التراجم العربية المختلفة، ما عدا اليسوعية التى تجعلها أكثر من 38 بذكرها توابع لبئر سبع. بينما تجعلها ترجمات أخرى 36 (مثل ترجمة لوثر الألمانية لعام 1912) أو 37 أو 34، هذا على الرغم من ادعاء النص المقدس الموحى به أنهم 29 مدينة فقط. فماذا قال الوحى بالضبط؟
            قارن ولاحظ أعداد المدن المذكورة فى كل فقرة، فبعض التراجم تجمع بعض المدن مع بعضهما البعض، لتجعل من كل مدينتين مدينة واحدة، مع الأخذ فى الاعتبار أنهم اتفقوا فى باقى المدن: عدد المدن
            للفقرة 25
            KJV
            And Hazor, Hadattah, and Kerioth, [and] Hezron, which [is] Hazor, 4
            NKJV
            Hazor, Hadattah, Kerioth, Hezron (which is Hazor), 4
            NLT
            Hazor-hadattah, Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
            NIV
            Hazor Hadattah, Kerioth Hezron (that is, Hazor), 2
            ESV
            Hazor-hadattah, Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
            RVR
            Hazor-hadata, Queriot, Hezrَn (que es Hazor), 3
            NASB
            and Hazor-hadattah and Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
            RSV
            Ha'zor-hadat'tah, Ker'i-oth-hezron (that is, Hazor), 2
            ASV
            and Hazor-hadattah, and Kerioth-hezron (the same is Hazor), 2
            YLT
            and Hazor, Hadattah, and Kerioth, Hezron, (it [is] Hazor,) 4
            DBY
            and Hazor-hadattah, and Kerioth-Hezron, that is Hazor, 2
            WEB
            And Hazor, Hadattah, and Kerioth, [and] Hezron, which [is] Hazor, 4
            HNV
            Hazor, Hadattah, Keriyot, Hetzron (the same is Hatzor), 4
            س72- ونقس الخطأ الحسابى نجده أيضًا فى نفس السفر: (33فِي السَّهْلِ أَشْتَأُولُ وَصَرْعَةُ وَأَشْنَةُ 34وَزَانُوحُ وَعَيْنُ جَنِّيمَ وَتَفُّوحُ وَعَيْنَامُ 35وَيَرْمُوتُ وَعَدُلاَّمُ وَسُوكُوهُ وَعَزِيقَةُ 36وَشَعَرَايِمُ وَعَدِيتَايِمُ وَالْجُدَيْرَةُ وَجُدَيْرُوتَايِمُ. أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. 37صَنَانُ وَحَدَاشَةُ وَمَجْدَلُ جَادٍَ) يشوع 15: 33-36
            فبينما يدعى السفر أن المدن المذكورة هى 14 مدينة، يجدهم القارىء 15. بل تصنع منهم الترجمة العربية المشتركة 16 مدينة وذلك بتقسيمها المدينة الأخيرة إلى مدينتين، فتقول: (وشَعرايِمُ وعَديتايِمُ والجديرَةُ وجدَيرُ وتايِمُ. أربَعَ عشْرَةَ مدينةً بِقُراها.)
            س73- ولم يكتف كاتب سفر يشوع الجاهل فى الحياب بكل هذه الأخطاء، بل زاد عليها أيضًا الآتى: (2فَكَانَ لَهُمْ فِي نَصِيبِهِمْ بِئْرُ سَبْعٍ (وَشَبَعُ) وَمُولاَدَةُ. 3وَحَصَرُ شُوعَالَ وَبَالَةُ وَعَاصَمُ 4وَأَلْتُولَدُ وَبَتُولُ وَحُرْمَةُ 5وَصِقْلَغُ وَبَيْتُ الْمَرْكَبُوتِ وَحَصَرُ سُوسَةَ 6وَبَيْتُ لَبَاوُتَ وَشَارُوحَيْنِ. ثَلاَثَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا.) يشوع 19: 2-6
            وهؤلاء 14 مدينة، وليسوا 13 عشر كما ذكرها كاتب النص الأصلى.
            وبمراجعة التراجم الأخرى تكشف لنا اعترافهم الضمنى بهذا الخطأ، حيث جاءت فى كل التراجم العربية الأخرى غير الفاندايك كما هى، بينما لم يحترم مترجم الفاندايك قارئيه، ووضع المدينة الثانية بين قوسين ليصبح العدد 13. فقد ووضع (وَشَبَعُ) بين قوسين، ليوهم القرىء أنها نفس المدينة فلا ينبغى أن يحسبها ليضبط العدد، إلا أنه يُشكر أنه ترك (واو العطف).
            الترجمة العربية المشتركة: (فكانَت أرضُهُم تشتَمِلُ على بِئرَ سبعَ وشَبَعَ ومولادَةَ)
            الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (فكانَ لَهم في ميراثِهم: بِئرَ سَبعْ وشَمعَ ومولاذة)
            ترجمة كتاب الحياة: (وَهُوَ يَشْتَمِلُ عَلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَشَبَعَ وَمُولاَدَةَ،)
            س74- وكما يخطىء الكتاب المقدس فى عالم الأرقام، يُخطىء أيضًا فى عالم الحيوانات:
            يقول سفر اللاويين 11: 3-6 (3كُلُّ مَا شَقَّ ظِلْفاً وَقَسَمَهُ ظِلْفَيْنِ وَيَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. 4إِلَّا هَذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ: ... 6وَالأَرْنَبَ لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لَكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفاً فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.)
            وقد وقع الكاتب هنا فى خطأين، كنا قد ذكرنا أحدهما وهو أن الأرنب ليس من الحيوانات المجترة، ولكنه من الفصيلة الأرنبية، ورتبته القوارض. أما قول الكاتب أن الأرنب لا يشق ظلفًا، فهذا هو الخطأ الثانى حيث إن الأرنب له حوافر وليست أظلافًا.
            س75- يقول سفر اللاويين 11: 13-20 (13«وَهَذِهِ تَكْرَهُونَهَا مِنَ الطُّيُورِ. لاَ تُؤْكَلْ. إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ 14وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى أَجْنَاسِهِ 15وَكُلُّ غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ 16وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ عَلَى أَجْنَاسِهِ 17وَالْبُومُ وَالْغَوَّاصُ وَالْكُرْكِيُّ 18وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ. 19وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءَ عَلَى أَجْنَاسِهِ وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ 20وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ. فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ.)
            وهنا وقع الكاتب فى خطأين: فقد ذكر الخفاش ضمن الطيور، وهو من الحيوانات الثديية، أما الخطأ الثانى فقد ذكر نوع من الطيور له أربعة أرجل، وهو لا يوجد فى الواقع، ولا يعرف عالم من علماء الحيوانات من أين أتى كاتب هذا السفر بهذا الكلام!!
            س76- يحكى الكتاب أن أليشَعَ لعن أطفال والرب استجاب له، وسلط عليهم دُبتان أكلتهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
            فمن أين أتى الكاتب بوجود دبتين فى فلسطين، ومن المعروف أن الدب لا يعيش إلا فى القطب الشمالى المتجمد!!
            س77- أما فى علم النباتات فتذكر الأناجيل أن حبة الخردل هى أصغر البزور: (31قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا».) متى 13: 31-32،
            (31مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مَتَى زُرِعَتْ فِي الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ. 32وَلَكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَاناً كَبِيرَةً حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا».) ومرقس 4: 31،
            (18فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ اللهِ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ 19يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً وَتَآوَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا».) لوقا 13: 18-19
            وهذه عبارة خاطئة من عدة نواحى:
            1- أولا تُكتب كلمة البذور بالذال وليست بالزين، لذلك صححتها ترجمة كتاب الحياة.
            2- أنها ليست أصغر البذور، فيوجد من البذور من هو أصغر منها، مثل الأوركيد Orchid, Poppy,Salt grains, Wolffia
            3- أن شجرتها صغيرة وليست كبيرة، ولا تسمح غصونها بعيش الطيور، ولا تصنع ظلا تستظل به الحيوانات بهذه الصورة التى يصفها كتبة الأناجيل.
            4- هناك من أشجار البذور ما يكبر ويرتفع إلى 3,30 مترًا، ولكنها بأن حال من الأحوال لن تكون أكبر الأشجار، التى يستظل بها الحيوانات، وتأوى الطيور.
            5- لا يمكن أن تُزرع حبة الخردل لتصبح شجرة بأى حال من الأحوال [Walter-Jِrg Langbein: »Lexikon der Irrtümer des Neuen Testaments«, München 2004, S. 228]
            6- وهذا كفيل بنفى ألوهية يسوع، إذ لا يوجد إله لا يعرف مخلوقاته.
            7- وكذلك ينفى هذا قداسة وقدسية الكتاب الذى يحتويه، إذ لا يوجد كتاب مقدس يُنسب إلى الرب ويحتوى على أخطاء.
            8- وهذه الأخطاء تؤكد أن كتبة هذه الأناجيل ليسوا من فلسطين ولم يوح إليهم، حيث كانت شجرة الخردل تُزرع فى فلسطين، ويعرف أهلها شكلها وحجمها جيدًا.
            س78- يقول العهد الجديد إن يسوع أطلق لقب بطرس أو صخرة على تلميذه سمعان. ذُكرت هذه الواقعة فى إنجيلى متى 16: 13-20، ومرقس 3: 13-16، إلا أن التتابع الزمنى أو المكانى لهذه القصة لا يمكن أن يكون من وحى الرب. فمرقس الذى هو أقدم من ناحية التأليف من متى جاءت عنده هذه القصة فى بداية الإنجيل، وعلى الأخص قبل أن يرسل تلاميذه للدعوة بين مدن اليهودية، وكان ذلك على الجبل.
            والمدقق فى القراءة يجد أن يسوع فى بداية الإصحاح الثالث من إنجيل مرقس كان فى المجمع فى أورشليم، ثم انتقل إلى البحر، وصعد الجبل، وكل هذا ينبغى أن يكون فى أورشليم، أو بالقرب منها. وهنا وقبل أن يرسل تلاميذه أو يكلفهم بشىء أو حتى يتبعوه أطلق على سمعان لقب بطرس.
            إلا أن متى يجعل مكان تسمية سمعان بطرس فى قيصرية فيلبس، التى تبعد نحو 30 كم شمال بحر الجليل، وتبعد الجليل حوالى 135 كم عن القدس. وكان ذلك قرب نهاية يسوع على الأرض، كمكافأة له على وفائه الخاص ليسوع، وفهمه أنه المسِّيِّا.
            يقول متى: (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
            يقول مرقس: (13ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. 14وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ) مرقس 3: 13-16
            إلا أنه من المستغرب أن يحكى لنا كاتب إنجيل متى فى الإصحاح العاشر عن بطرس (وهى تحكى عن نهاية حياة يسوع الدعوية، حيث من المفترض أن أكمل تعليم التلاميذ، وأرسلهم لدعوة غيرهم فى المدن اليهودية)، فى الوقت الذى يطلق عليه يسوع هذا الاسم بعدها بستة إصحاحات، والتى قد تستغرق زمنيًا عدة أشهر. فلو كان معروفًا ببطرس من قبل، فما هى إذن المكافأة التى أعطاها يسوع إياه؟ فهل يدل هذا مرة أخرى على تهافت التتابع الزمنى عند متى؟ أم هى من تأليف الكاتب لتمجيد سمعان بطرس؟ أم هذا مما أضافته الكنيسة الكاثوليكية، التى تبنى عرشها على أكتاف سمعان بطرس؟
            وعند لوقا كان سمعان معروفًا باسم بطرس (لوقا 5: 8) قبل أن يرسل يسوع التلاميذ للدعوة (لوقا 6: 13-16).
            وفى الحكايات الثلاثة نرى أن يسوع يرسل التلاميذ فى أثناء خدمته هو، فمتى غادره التلاميذ وتخلوا عن تعاليمه؟ ألا تبدأ دعوة أتباعه من بعده؟ إن انفصالهم عن يسوع وبعدهم عنه لتولى أمر الدعوة ومسئوليتها، يعنى أنهم قد انفصلوا عنه، وانقطع حبل الإمداد التعليمى عنهم. ولم يعودوا فى حاجة إليه، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان فى نهاية حياة يسوع، وبعد أن يكون قد أكمل حقبته التعليمية لهم، وارتضى عن علمهم، وفهمهم لطبيعة رسالته. وهو أمر لم يحدث بالمرة فى طول الأناجيل وعرضها.
            وعلى ذلك فإن سمعان كان يُدعى عند مرقس منذ البدء بطرس، وقبل أن يرسل تلاميذه للدعوة، بينما جاء ذلك فى نهاية دعوته على الأرض عند متى، ولا يمكننا الجمع بين الاثنين بأى حال من الأحوال. قأحدهما خطأ أو كلاهما. وربما جاءت تسميته بلقب بطرس تأييدًا لإيمان الكنيسة الكاثوليكية، التى قامت على بطرس، والتى يمثلها بابا الفاتيكان اليوم.
            والغريب أن بطرس هذا يوصف بأنه كان قليل الإيمان، وشكاك، أى ذو شخصية لا ينفع أن تكون قائدة للأمة المسيحية: يقول الأنبا شنودة فى عظته عن الشك: (عندما خاف بطرس الرسول شك في حماية الله له، لذلك قال له الرب: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟" (إنجيل متى 14: 31)، فالخوف من الموت سبب له الشك وقلة الإيمان.)
            http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...day-Doubt.html
            والأكثر غرابة أن كتاب الأناجيل اليونانيون يجعلون يسوع يعطى سمعان لقبًا يونانيًا، فلماذا وهو لا يعرف اليونانية ولا يتكلم لغة المستعمر النجسة؟
            أما عن سبب تسميته عند متى بالصخرة، وأنه عليه سيبنى كنيسته، وأن كل ما يربطه على الأرض يكون مربوطا فى السماء، وكل ما يحله على الأرض يحله فى السماء. فهذا الفضل أعطاه يسوع كل التلاميذ ولم يخص به يطرس وحده: فقال لهم عند متى إنهم نور العالم وملح الأرض: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)متى5: 13-16
            (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. 19وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ») متى 18: 18-20
            وعلى ذلك فهى ليست فضيلة خاصة ببطرس منفردًا، بل يجب أن يتفق معه تلميذًا آخر من التلاميذ، بما يتفق مع مراد الله ورسوله.
            وهذا إن ثبت فيثبت تحامل كتبة الأناجيل على التلاميذ وإظهارهم بمظهر الجهلاء الأغبياء، الذين لم يفهموا معلمهم ولا أمثاله، ولا تعاليمه. وهذا يُخالف أقوال يسوع فى حقهم.
            أما مدح بطرس ليسوع على أنه المسِّيِّا فهذا من الأخطاء التاريخية والدينية، ومن النقاط الهامة التى رفضها يسوع فى دعوته. إذ أن المسِّيِّا هو آخر رسل الله، الذين سيحررون اليهود من عبوديتهم للرومان، وله مواصفات أخرى لا تتفق بأى حال من الأحوال مع يسوع، ومنها أن ملوك الأرض يخدمونه، وأنه سيكون له سلطان ومملكة يحكمها، وغيره، مما تناولته فى كتابى يسوع ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا.
            تؤكد ذلك نصوص الأناجيل، فحكاية مدح يسوع لبولس على أنه فهم أنه هو المسِّيِّا غير موجودة إلا عند متى فقط.
            فها هو لوقا يقول: (18وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ: «مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟» 19فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ». 20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «مَسِيحُ اللهِ». 21فَانْتَهَرَهُمْ وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ 22قَائِلاً: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».) لوقا 9: 18-22
            ومن قبله قال مرقس: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
            بل إن وصف يسوع لبطرس على أنه شيطان كانت بسبب هذه الكلمة، وهو عين ما قاله يسوع للشياطين حينما أرادوا تضليل الناس وإفهامهم أن يسوع هو المسِّيِّا: (وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، ومن المعلوم أن الشياطين لن تقول إلا ا يُضلل الناس، وهو عين ما نسبوه لبطرس فى إنجيل متى.
            بل سأل يسوع التلاميذ عن المسِّيِّا بصيغة الغائب وأفهمهم أنه ليس من نسل داود، قائلا: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
            وأعلمهم بصفته يهودى (؟) من نسل اليهود، أن الشريعة سوف تُنزع منهم وسوف تُعطى لأمة مُحاربة قوية قادرة على الحكم بشريعة الله، وإقامة ملكوته على الأرض: فبعد أن ضرب مثل الكرامين الأردياء قال: (40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 40-44

            تعليق


            • #7
              س65- يقول متى 27: 3 (3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ)
              وفى الحقيقة لا يعرف كاتب هذا الكلام أنه لا يوجد لدى اليهود إلا رئيس كهنة واحد فقط، وليس رؤساء!! الأمر الذى يشير إلى أنه لا يعرف الكثير عن عادات وتقاليد أو نظام العالم اليهودى.
              وهذه الحكاية مكذوبة بلا أدنى شك، لأنه فى هذا الوقت لم يكن رئيس الكهنة ولا الشيوخ بالمعبد، بل كانوا فى مجلس بيلاطس لمتابعة محاكمة يسوع. ودليلنا على ذلك هو الجملة التى سبقت الجملة أعلاه: (1وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ 2فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي.) متى 27: 1-2
              دليل آخر على أن هذه الرواية مكذوبة هو أن يهوذا مات فى سفر أعمال الرسل بطريقة مُخالفة لما ألفه متى، ولا يمكن الجمع بين الروايتين إلا إذا كان يهوذا قد مات مرتين:
              موت يهوذا عند متى: (5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.) متى 27: 5
              موت يهوذا فى سفر أعمال الرسل: (18فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.) أعمال الرسل 1: 18
              دليل آخر على كذب الرواية هو مصير الثلاثين من الفضة: فتبعًا لمتى لم يأخذ يهوذا النقود وطرحها فى المعبد، ثم مضى وخنق نفسه، وأن من اشترى الحقل هم الكهنة. (متى 27: 5)
              وتبعًا لأعمال الرسل لم يترك يهوذا النقود فى المعبد، بل أخذها واشترى بها حقلا (أعمال الرسل 1: 18)
              س66- بشأن خيانة يهوذا وشراء حقل الدم جعل منها متى نبوءة فى سفر إرمياء تحققت على الوجه الذى رسمت له: (7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ».) متى 27: 7-10
              إذن فبشراء الكهنة حقل الفخارى تمت النبوءة. وعلى الرغم من ذلك يكذب سفر أعمال الرسل هذه النبوءة لأن من اشترى حقل الفخارى عنده هو يهوذا نفسه.
              لكن هل جاءت هذه النبوءة فى إرمياء؟
              لا. إنها مزيج من كلمات جاءت فى إرمياء وزكريا كما يقول هامش الترجمة العربية المشتركة ص50 على هذه الفقرة: (تمزج هذه الآية زك11: 12-13 بما جاء فى ار18: 2-3، 19: 1-2، 32: 6-15)
              وتقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية ص114 تعليقًا على هذه الفقرة: (استشهاد بزك 11/12-13 بتصرف وقد دُمج بعناصر مأخوذة من ار 18/2-3 و19/1-2 و32/6-15. انطلاقًا من عبارتى "حقل الخزاف" و"حقل الدم" ، اللتين كانتا فى بيئة صاحب الإنجيل، وجد متى تلميحات نبوية فى هذه النصوص المختلفة من العهد القديم.)
              بمعنى أن هذه رؤية متى التى رآها ودمج عناصرها معًا ليصنع نبوءة نسبها خطأ للنبى إرمياء!!
              ولنمضى وراء ما قالته هوامش الكتب المقدسة لننظر مدى صدق رؤيتهم:
              1- (12فَقُلْتُ لَهُمْ: [إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا]. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. 13فَقَالَ لِي الرَّبُّ: [أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ]. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.) زكريا 11: 12-13
              ولا علاقة لهذا الاستشهاد بما كتبه متى فى روايته أو نبوءته!!
              فإن الثلاثين من الفضة هنا هو الثمن الكريم، وأخذ هذه النقود وألقاها إلى الفخارى فى بيت الرب، وليس إلى الكهنة. لذلك ترجمتها الترجمة العربية المشتركة (فأخذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ وألقيتُها في الخزانةِ، في بَيتِ الرّبِّ) ولا علاقة هنا بين النص ونبوءة متى إلا كلمة (الثلاثين من الفضة)!!
              فلن تجد عند زكريا حقلا اشتروه بثلاثين من الفضة، وسمى بحقل الدم، أو كان مقبرة للغرباء. وبالتالى هى ليست نبوءة أيضًا عند زكريا.
              وقد استبدلت الطبعة الكاثوليكية اليسوعية كلمة الفخارى بكلمة السباك: (13فقالَ لِيَ الرَّبّ: ((أَلقِها إِلى السَّبَّاكِ ثَمَناً كَريماً ثَمَّنوني بِه.)) فأَخَذتُ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّة، وأَلقَيتُها في بَيتِ الرَّبِّ إِلى السَّبَّاك.)
              والفخارى (والسبَّاك) الذى يعمل فى بيت الرب هذا كان شخصية هامة جدًا، فهو الذى كان مسئولا عن الانفاق على تجهيز بيت الرب بأوانى المعبد. ولم يكن يتلقى نقودًا فقط، بل كان يتلقى كل ما يمكنه من مهامه مثل المعادن وغيرها. لذلك كانت الثلاثين من الفضة التى أدخلها فى بيت الرب هى من النقود الطيبة المصدر، بخلاف نقود يهوذا!!
              2- (1الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: 2[قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي]. 3فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. 4فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. 5فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 6[أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ ...) إرمياء 18: 1-6
              والنزول إلى بيت الفخارى (وليس حقل الفخارى كما جاءت عند متى) كان بأمر من الرب لنبيه إرمياء. فأين وجه الشبه بينه وبين رواية متى:
              يهوذا عند متى من الشياطين الخائنين، بينما إرمياء نبي من أنبياء الله.
              يأمر يهوذا عند متى الشيطان، ويأمر إرمياء الرب
              طاعة يهوذا لشيطانه غواية وضلال، وعصيانه طاعة لله. بينما طاعة إرمياء لله هى بر وتقوى، وعصيانه ضلال وغواية.
              والكلمة المشتركة فى النبوءة هى كلمة فخارى فقط. فهل تحقق كل كلمة (فخارى) نبوءة متى؟
              وبالتالى لا علاقة لهذا الاستشهاد بما كتبه متى فى روايته أو نبوءته!!
              يتكلم متى عن حقل الفخارى، ويتكلم إرمياء عن بيت الفخارى، حيث أراد الرب إنذار بنى إسرائيل ودفعهم لعبادته واتباع أوامره، وإلا سيكون أمرهم وبالاً عليهم، ولا علاقة له بقصة متى: يقول الرب عن إرمياء 18: 7-10 (7تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ 8فَتَرْجِعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. 9وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ 10فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ.)
              والقصة من هذه الناحية التى تسند إلى الرب الندم كفر بواح، وعدم معرفة بالرب وصفاته. وهذا كفيل بتكفير إرمياء ومتى الذى يستشهد به.
              أما قول الرب عند إرمياء 18: 11-17 (11[فَالآنَ قُلْ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا مُصْدِرٌ عَلَيْكُمْ شَرّاً وَقَاصِدٌ عَلَيْكُمْ قَصْداً. فَارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَأَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ]. ... 15لأَنَّ شَعْبِي قَدْ نَسِينِي! بَخَّرُوا لِلْبَاطِلِ وَقَدْ أَعْثَرُوهُمْ فِي طُرُقِهِمْ فِي السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ لِيَسْلُكُوا فِي شُعَبٍ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ مُسَهَّلٍ 16لِتُجْعَلْ أَرْضُهُمْ خَرَاباً وَصَفِيراً أَبَدِيّاً. كُلُّ مَارٍّ فِيهَا يَدْهَشُ وَيَنْغِضُ رَأْسَهُ. 17كَرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ أُبَدِّدُهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ. أُرِيهِمِ الْقَفَا لاَ الْوَجْهَ فِي يَوْمِ مُصِيبَتِهِمْ])
              ثم دعا إرمياء عليهم فقال للرب: (21لِذَلِكَ سَلِّمْ بَنِيهِمْ لِلْجُوعِ وَادْفَعْهُمْ لِيَدِ السَّيْفِ فَتَصِيرَ نِسَاؤُهُمْ ثَكَالَى وَأَرَامِلَ وَتَصِيرَ رِجَالُهُمْ قَتْلَى الْمَوْتِ وَشُبَّانُهُمْ مَضْرُوبِي السَّيْفِ فِي الْحَرْبِ. 22لِيُسْمَعْ صِيَاحٌ مِنْ بُيُوتِهِمْ إِذْ تَجْلِبُ عَلَيْهِمْ جَيْشاً بَغْتَةً. لأَنَّهُمْ حَفَرُوا حُفْرَةً لِيُمْسِكُونِي وَطَمَرُوا فِخَاخاً لِرِجْلَيَّ. 23وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَ كُلَّ مَشُورَتِهِمْ عَلَيَّ لِلْمَوْتِ. لاَ تَصْفَحْ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ تَمْحُ خَطِيَّتَهُمْ مِنْ أَمَامِكَ بَلْ لِيَكُونُوا مُتَعَثِّرِينَ أَمَامَكَ. فِي وَقْتِ غَضَبِكَ عَامِلْهُمْ.)
              وقد كانت هذه النبوءة إشارة إلى احتلال ملك بابل لأرض إسرائيل، ووقوع بنى إسرائيل أسرى فى أيدى أناس غرباء يسومونهم سوء العذاب. فأين هذا من خيانة يهوذا، وشراء مقبرة للغرباء تعطفًا من بنى إسرائيل عليهم، أو حتى لا يدفنوا الغرباء فى مقابرهم؟
              3- (1هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اذْهَبْ وَاشْتَرِ إِبْرِيقَ فَخَّارِيٍّ مِنْ خَزَفٍ وَخُذْ مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ وَمِنْ شُيُوخِ الْكَهَنَةِ 2وَاخْرُجْ إِلَى وَادِي ابْنِ هِنُّومَ الَّذِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْفَخَّارِ وَنَادِ هُنَاكَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِي أُكَلِّمُكَ بِهَا.) إرمياء 19: 1-2
              وكذلك نرى هنا أن الرب يأمر نبيه إرمياء بشراء إبريق من الفخار (وليس حقلا من ثمن الخيانة)، ويدفع ثمن هذا الإبريق شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة.
              وتعليقنا هنا مثل التعليق السابق، فإن شراء إرمياء لإبريق من الفخار كان بأمر الرب وبنقود نظيفة يجمعها من شيوخ الشعب وشيوخ الكهنة، ليذهب به إلى وادى ابن هنوم وينادى هناك بكلمة الرب. ولا داع للسؤال عن علاقة كلمة الرب بهذا الإبريق!
              والكلمة المشتركة فى النبوءة هى كلمة فخارى فقط. فهل تحقق كل كلمة (فخارى) نبوءة متى؟
              4- (6فَقَالَ إِرْمِيَا: [كَلِمَةُ الرَّبِّ صَارَتْ إِلَيَّ قَائِلَةً: 7هُوَذَا حَنَمْئِيلُ بْنُ شَلُّومَ عَمِّكَ يَأْتِي إِلَيْكَ قَائِلاً: اشْتَرِ لِنَفْسِكَ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الْفِكَاكِ لِلشِّرَاءِ]. 8فَجَاءَ إِلَيَّ حَنَمْئِيلُ ابْنُ عَمِّي حَسَبَ كَلِمَةِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ السِّجْنِ وَقَالَ لِي: [اشْتَرِ حَقْلِي الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ الَّذِي فِي أَرْضِ بِنْيَامِينَ لأَنَّ لَكَ حَقَّ الإِرْثِ وَلَكَ الْفِكَاكُ. اشْتَرِهِ لِنَفْسِكَ]. فَعَرَفْتُ أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. 9فَاشْتَرَيْتُ مِنْ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي الْحَقْلَ الَّذِي فِي عَنَاثُوثَ وَوَزَنْتُ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. 10وَكَتَبْتُهُ فِي صَكٍّ وَخَتَمْتُ وَأَشْهَدْتُ شُهُوداً وَوَزَنْتُ الْفِضَّةَ بِمَوَازِينَ. 11وَأَخَذْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ الْمَخْتُومَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ وَالْفَرِيضَةِ وَالْمَفْتُوحَ 12وَسَلَّمْتُ صَكَّ الشِّرَاءِ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا بْنِ مَحْسِيَا أَمَامَ حَنَمْئِيلَ ابْنِ عَمِّي وَأَمَامَ الشُّهُودِ الَّذِينَ أَمْضُوا صَكَّ الشِّرَاءِ أَمَامَ كُلِّ الْيَهُودِ الْجَالِسِينَ فِي دَارِ السِّجْنِ. 13وَأَوْصَيْتُ بَارُوخَ أَمَامَهُمْ قَائِلاً: 14[هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: خُذْ هَذَيْنِ الصَّكَّيْنِ صَكَّ الشِّرَاءِ هَذَا الْمَخْتُومَ وَالصَّكَّ الْمَفْتُوحَ هَذَا وَاجْعَلْهُمَا فِي إِنَاءٍ مِنْ خَزَفٍ لِيَبْقَيَا أَيَّاماً كَثِيرَةً. 15لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: سَيَشْتَرُونَ بَعْدُ بُيُوتاً وَحُقُولاً وَكُرُوماً فِي هَذِهِ الأَرْضِ].) إرمياء 32: 6-15
              كان شراء الحقل هنا بأمر من الرب لإرمياء. والحقل هنا ليس حقل فخارى.
              اشترى الحقل بسبعة عشر شاقلا من الفضة، وليس بثلاثين.
              هذا البيع شهد عليه شهود وتم وزن الفضة، وتسلم صك البيع باروخ أمام حنمئيل والشهود الذين وقعوا صك الشراء وأما كل اليهود بدار السجن. وأمر الرب أن يبقى هذا الصك والصك الآخر المفتوح فى إناء من الخزف لمدة طويلة لأنه فى المستقبل سيشترى بنو إسرائيل (بُيُوتاً وَحُقُولاً وَكُرُوماً فِي هَذِهِ الأَرْضِ).
              وعلى ذلك فإن أمر الرب لإرمياء لابد أن يُحمل على محمل التفاؤل والخير، على النقيض من جريمة يهوذا. فما علاقة هذا بخيانة يهوذا والثمن النجس الذى تقاضاه مقابل الخيانة؟
              س67- يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى مقدمة كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس)، تحت عنان (كتب الأبوكريفا): «قال المعترض: هناك كتب مشكوك في صحتها، يسمّونها أحياناً «كتب الأبوكريفا». وهذه حذفها البروتستانت.»
              ويرد فيقول: «كتب الأبوكريفا هي الكتب المشكوك في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء».
              ونسأله هل رسالة العبرانيين يُعرف كاتبها، أم أن التخمين هو سيد الموقف بشأنها؟
              قالت دائرة المعارف البريطانية: (إن مؤلف سفر العبرانيين غير معروف. يقترح مارتن لوثر أن أبولوس هو المؤلف. قال ترتوليان أن سفر العبرانيين إنما هو رسالة كتبها برنابا، يظن كل من أدولف هارناك ورنـدل هاريـس أنه قد كُتب من قبل أو بريسكلا، ويقترح ويليام رمسي أنه قد كتبه فليبس، إلا أنه من المعروف أن الحواري بولس هو الذي كتب سفر العبرانيين. يعتقد إيوسيبيوس أن بولس قد كتبه، إلا أن أوريجن لم يؤيد نسبه لبولس.)
              ويرى القمص تادرس يعقوب ملطى فى تفسيره (إذ لم يكتب واضع الرسالة اسمه في صلبها اختلف الدارسون فينسبتها منذ عصر مبكر، ففي الغرب نسب العلامة ترتليان، من رجال القرن الثاني،الرسالة إلى برناباس. لكن بمقارنتها برسالة برناباس نجد الفارق شاسعًا، ونتأكد أنه لا يمكن أن يكون كاتبهما شخصًا واحدًا. وقد ساد الغرب اتجاه بأن الكاتب هو القديس إكليمنضس الروماني، أما بعد القرن الرابع فصار اتفاق عام أنها للرسول بولس.)
              وفى ص684 و685 يقول: ”ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يخل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق ، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى).
              ويقول أوريجانوس نقلا عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (6: 25؛ ص275): (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميًا كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [كورنثوس الثانية 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة.) وواصل قائلاً فى الصفحة التى تليها: (أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال)
              وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: «لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.»
              ومعنى ذلك أنه لدينا سبعة أشخاص يُعزى إلى كل منهم تأليف هذا السفر على وجه التخمين، وليس على وجه اليقين. وهم" (أبولوس، برنابا، بريسكلا، فيلبس، بولس، أكليمنضدس الرومانى، ولوقا).
              فلماذا قُبلت هذه الرسالة مجهولة المصدر والمؤلف بين صفحات الكتاب المقدس؟
              س68- لا يؤمن المسيحيون بإنجيل برنابا؛ لأنه يحتوى على أخطاء تاريخية وجغرافية وعلمية، وأخطاء أخرى تتعلق بشخصيات الكتاب المقدس. لكن ألا تحتوى كتبهم الحالية على أخطاء تاريخية وعلمية وجغرافية وغيرها؟ لماذا يحكمون بمكيالين فى فى كل مسائلهم الدينية والعقدية؟
              ولا يسع الأمر هنا فى تبيان كل الأخطاء، ولكن يكفى ذكر خطأ واحد ليثبت عدم إلهية هذه الكتب التى ينسبونها لله، لأن الله سبحانه وتعالى لا يجرى عليه الخطأ:
              يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) تحت عنوان (كتب الأبوكريفا): ( (4)في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية، فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل، ومعهما كلب، وذكر خرافات مثل قوله إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19). ونادى بتعاليم غريبة منها أن الصَّدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9)، وأباح الطلعة (الخروج لزيارة القبور) وهي عادة وثنية الأصل، وهي أمور تخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية.. وجاء في 2مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدَّم بها ذبيحة عن الخطية »وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه، لاعتقاده قيامة الموتى.. وهو رأي مقدس تقَوي، ولهذا قدَّم الكفارة عن الموتى ليُحَلّوا من الخطية«. مع أن الأسفار القانونية تعلِّم بعكس هذا.
              (5) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت«.)
              ومعنى ذلك أن الكاثوليك والأرثوذكس يصرون على الإيمان بكتب وعقائد يراها البروتستانت أنها خرافات وخزعبلات. ويرون فى رفضهم لها مبرراتًا علمية عقلانية منطقية. فما رأيكم لو وجدنا فى الكتب التى اتفقت عليها الطوائف الكبيرة الثلاثة المذكورة أخطاءً تاريخية وأخرى علمية وأخرى جغرافية؟
              من الأخطاء الجغرافية: لن أتعرض هنا إن كانت مخطوطات متى ذكرت قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا الإختلافات القائمة بين متى ولوقا ومرقس بشأن القرية التى انتحرت فيها الخنازير بعد أن سمح يسوع للشياطين أن تدخل فيها، ورمت نفسها من أعلى الجبل فى البحر.
              ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة ، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك ، حيث أتت جرجسيين] ، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير ، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
              ومعنى ذلك أنه لا يوجد بحر أو بحيرة بالقرب من قرية الجدريين أو الجرجسيين، ولا بد أن تطير الخنازير إما حوالى 65 كم من جرجسة لتسقط فى البحر، أو حوالى 10 كم من جدرة لتسقط فى البحر أو البحيرة. الأمر الذى يشير إلى أن متى ولوقا ومرقس لم يكن لديهم علم بجغرافية فلسطين.
              والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) التى صححها متى لمرقس إلى كورة (الجدريين) التى رفضها متى اليهودى واعتبرها خطأ من مرقس!! كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
              متى 8: 28 (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ) ترجمة الفاندايك
              متى 8: 28 (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين) الترجمة اليسوعية
              متى 8: 28 (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ،) الترجمة البولسية
              متى 8: 28 (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ) الترجمة العربية المشتركة
              متى 8: 28 (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ،) ترجمة كتاب الحياة
              والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الفلسطينى وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت.
              ويكفى أن نذكر ما قالته مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى عن مؤلف إنجيل لوقا، فقالت ص185: «وغالبًا ما تبيَّن للنقَّاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد.».
              ومن أخطاء لوقا الجغرافية قوله إن يسوع كلن يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحسرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى تراجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
              لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
              لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية
              لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة
              وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المخطوطة السينائية، والمجلد السينائى، وهما من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجعان إلى القرن الرابع.
              (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
              (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39
              والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!
              ونسأله فلماذا ذكر لوقا إن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!!
              وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».). وأعتقد أن المؤلفين قد استبدلوا عن سهو المجمعين، أو كان هذا خطأ المترجم.
              وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1
              من الأخطاء الجغرافية أيضًا قول الكتاب: (14وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ. 15لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ. وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ)تكوين 40: 14-15
              وهذا خطأ من الكاتب ، لأنه لم تكن فى ذلك الوقت أرض العبرانيين ، بل كانت أرض الكنعانيين ، وإلا لما احتاجوا إلى وعد إلهى للإستيلاء عليها.
              ويعلم من سفر (القضاة الإصحاح السادس) أن المديانيين كانوا فى عهد القضاة ذوى قوة عظيمة بحيث كان بنو إسرائيل مغلوبين وعاجزين منهم. والفرق بين العهدين 200 سنة. (فالذى خلص بنى إسرائيل من تسلط المديانيين هو جدعون خامس القضاة الذين جاؤوا بعد يوشع ، وبينه وبين موسى قرابة 200 سنة - كما يقول قاموس الكتاب المقدس) فلو فنى المديانيون فى عهد موسى فمن أين أتوا إذن؟ وكيف صاروا فى هذه المدة أقوياء بحيث غلبوا على بنى إسرائيل وأعجزوهم إلى سبع سنين؟
              ويحكى الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين أيضًا حربًا قامت بين مجموعتين، كانت المجموعة الثانية ومنها ملك سدوم وعمورة خاضعة لمدة 13 سنة للمجموعة الأولى وفيها ملك شنعار وملك عيلام ، ثم تمردت المجموعة الأولى على الثانية فى عمق السديم فى البحر الميت ، وانتصرت عليها ، فاستولت على كل ممتلكات المهزومين ومعهم لوط وأمواله.
              ولما علم (أبرام العبرانى) أخذ غلمانه (318 غلاماً) وحلفاءه (أشكول وعاثر) ولاحق المجموعة المنتصرة إلى (دان) فانقض عليهم ليلاً وهزمهم ، ثم لاحقهم إلى (حوبة) شمال دمشق واسترجع كل الأملاك والشعب ومعهم لوط ابن أخيه.
              الغريب أن اسم هذه المدينة (دان) كان إلى عصر القضاة (لايش) حتى استولى عليها سبط دان وضربوا أهلها بحد السيف وأحرقوا المدينة ، ثم بنوها وسكنوا بها ودعوها باسم (دان) قضاة 18: 27-29. فكيف كتب موسى هذا وهو لم يحدث إلا بعده حوالى 350 سنة من عصر موسى ؟ ألا يدل هذا على أن التوراة كتبت بعد عصر القضاة؟
              ويواصل فريدمان ذاكرًا ما قاله الفرنسى “إيزاك دى لوبيرير“ ص19: «ان موسى ليس هو مؤلف أسفار العهد القديم الأولى. كما ذكر المشكلات التى تظهر أثناء قراءة النص، مثل كلمات ”عبر الأردن“ فى الفقرة الأولى من سفر التثنية، تقول الفقرة ”هذا هو الكلام الذى كلم به موسى جميع إسرائيل فى عبر الأردن“. فعندما يكتب شخص ما عبر الأردن فهو يشير بنفسه أنه موجود على الجانب الآخر من النهر أى فى أرض فلسطين غرب نهر الأردن، وهو يتحدث عن شىء ما حدث فى شرق نهر الأردن. ونحن نعرف أن أقدام موسى لم تطأ أبدًا أرض فلسطين».
              وإذا أردنا أن نذكر شيئًا عن الأخطاء العلمية فى الكتاب المقدس فنقول إن الكتاب يذكر طيورًا لها أربعة أرجل (لاويين 11: 20 ، 23)، ويعتقد أن الوبر والأرنب من الحيوانات المجترة (لاويين 11: 5)، وأن أبيمالك يزرع المدينة ملحًا (قضاة 9: 45)، وأن الذباب الميت يُخمِّر طيب العطَّار (جامعة 10: 1)، وأنه من الممكن أن يبنى النحل خلية العسل داخل جيفة الأسد (قضاة 14: 8)، وغيرها الكثير.
              وأكرر السؤال مرة أخرى: فإذا كان المسيحيون لا يؤمنون بإنجيل برنابا؛ لأنه يحتوى على أخطاء تاريخية وجغرافية وعلمية، وأخطاء أخرى تتعلق بشخصيات الكتاب المقدس. وإذا كان الإنجيليين لا يؤمنون بالأسفار القانونية الثانية التى يؤمن بها الأرثوذكس والكاثوليك، فكيف يؤمنون بهذه الكتب القانونية التى تحتوى بدورها على أخطاء تاريخية وعلمية وجغرافية وغيرها؟ لماذا يحكمون بمكيالين والأمر يتعلق بسعادتهم فى الآخرة؟ (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟) متى 16: 26
              س69- على الرغم من عدم ذكر يسوع من المؤرخين المعاصرين له فى القرن الأول الميلادى، وعلى الرغم من ذكر يوسيفوس فلافيوس ليوحنا المعمدان فى كتابه تاريخ اليهود (ج18، ف5، ص116-119). وعلى الرغم من تعميد يسوع على يد المعمدان معمودية غفران الذنوب، وعلى الرغم من أن المعمدان هو شاهد نزول الروح القدس على يسوع بعد التعميد، وعلى الرغم من قول يسوع عنه أنه خير من أنجبت البشرية، إلا أن إيليَّا (خاتم رسل الله) أعظم منه (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.) متى 11: 11
              وعلى الرغم من معرفة يوحنا المعمدان ليسوع من قبل ممارسة مهامه، لدرجة أنه رفض أن يُعمِّد يسوع، وأراد أن يعمده يسوع نفسه: (13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!») متى 3: 13-14
              وعلى الرغم من شهادة المعمدان ليسوع أمام تلاميذه (26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ») يوحنا 3: 26
              بل تجد كُتَّاب الأناجيل يضعون على لسان المعمدان أن المعمدان لا شىء بالمرة بجانب يسوع: (11أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.) متى 3: 11
              وعلى الرغم من كل ما ذكرت إلا أنك تجد يوحنا المعمدان لا يعرف يسوع ولا طبيعة عمله، لدرجة أنه أرسل اثنين من تلاميذه يسألونه إن كان هو المسِّيِّا القادم أم عليهما انتظار آخر: (2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».) متى 11: 2-6
              فكيف لم يعرفه يوحنا صغيرًا أو كبيرًا، على الرغم من نزول الروح القدس عليه وسماعه صوت الرب مناديًا من السماء أن هذا هو ابنه الوحيد: (16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) متى 3: 16-17
              فهل لم يصدق المعمدان صوت الرب نفسه أو روحه القدوس؟ أليس هذا بالكفر؟ ألا ينفى هذا النبوة عن المعمدان نفسه؟ وهل معنى ذلك أن يسوع الإله تعمَّد على يد نبى، لم يعلم الرب أنه سيكفر به بعد بضعة دقائق من نزوله وإبلاغه؟ وكيف شهد له إذن إن لم يكن قد عرفه حق المعرفة؟ وكيف رفض أن يعمِّده وطلب أن يُعمَّد منه إن لم يكن قد عرفه حق المعرفة؟
              وهل كانت إجابة يسوع ردًا واضحًا شافيًا على سؤال المعمدان؟ بالطبع لا. وهو أيضًا ليس بدليل على أن يسوع هو المسِّيِّا، النبى الخاتم، الذى كان ينتظره اليهود. فكم من نبى قام بمعجزات، أبرأ فيها المرضى، وأحيا فيها الموتى بإذن الله:
              وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
              وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: حزقيال 37: 10 (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.)
              بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: ملوك الثانى 13: 20-21 (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.)
              وأحيا بطرس امرأة ماتت، ولم تُألهوه، فبأى معيار تسيرون؟ أعمال الرسل 9: 36-41 (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.)
              وأحيا بولس شابًا، ولم تُألهوه: (9وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِساً فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلاً بِنَوْمٍ عَمِيقٍ. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَاباً طَوِيلاً غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ وَحُمِلَ مَيِّتاً. 10فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلاً: «لاَ تَضْطَرِبُوا لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ». 11ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزاً وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ كَثِيراً إِلَى الْفَجْرِ. وَهَكَذَا خَرَجَ. 12وَأَتُوا بِالْفَتَى حَيّاً وَتَعَزُّوا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.) أعمال 20: 9-12
              إنزال ملاية من السماء بها كل ما لذ وطاب، وحرم من المأكولات: (2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ». 4فَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّتَابُعِ قَائِلاً: 5«أَنَا كُنْتُ فِي مَدِينَةِ يَافَا أُصَلِّي فَرَأَيْتُ فِي غَيْبَةٍ رُؤْيَا: إِنَاءً نَازِلاً مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مُدَلاَّةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَى إِلَيَّ. 6فَتَفَرَّسْتُ فِيهِ مُتَأَمِّلاً فَرَأَيْتُ دَوَابَّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشَ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ. 7وَسَمِعْتُ صَوْتاً قَائِلاً لِي: قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ. 8فَقُلْتُ: كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فَمِي قَطُّ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. 9فَأَجَابَنِي صَوْتٌ ثَانِيَةً مِنَ السَّمَاءِ: مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُنَجِّسْهُ أَنْتَ.) أعمال 11: 2-9
              وأمد الله بولس بمعجزات: (11وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَيْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ 12حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.) أعمال 19: 11-12
              كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: أعمال الرسل 6: 8 (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.)
              بل إن المعجزة ليست دليلاً على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى، حيث إنه من الممكن أن يقوم بها أناس ضالون يدعون النبوة: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) ومرقس 13: 22
              لقد كان يوحنا المعمدان من طائفة الأسينيين، الذين كانوا أيضًا يُدعون بالنصارى، لذلك حمل يسوع هذا اللقب يسوع النصرانى، ولم يفهمها كتبة الأناجيل الذين لم يكونوا من فلسطين ولم يكتبوها بلغة أهل فلسطين الآرامية، بل كتبت باليونانية خارج هذه الأرض، فلم يكن أحد منهم يعرف جغرافية فلسطين معرفة تامة، وقد لاحظنا هذا من ادعاء مرقس ومتى ولوقا أن قرية الجدريين أو الجرجسيين تقع على جبل يطل على بحر، ومنه رمت الخنازير أنفسها عندما سمح يسوع للشياطين أن تدخل فيها. وفى بعض الأحيان أيضًا لم يكن عندهم علم كاف بعادات اليهود أنفسهم. لذلك سموه الناصرى، ثم فى القرن الرابع أنشأوا مدرينة الناصرة ، التى لم يكن لها وجود قبل ذلك.
              ومن هنا نؤمن أن يسوع كان تلميذًا من تلاميذ يوحنا المعمدان الأسينىّ النصرانىّ، ولهذا لقبه أتباعه واليهود بالنصرانى. بل كان يكرر كلام أستاذه يوحنا:
              قال يوحنا قال يسوع
              (تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 2 (ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ) متى 4: 17
              (...فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 10 (19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 7: 19
              فكيف يكون الإله تابعًا لنبيه؟ كيف يتعلم الإله على يد نبيه، وينفذ تعاليمه، ويفهم تفاسيره ويرددها؟ بل كيف يُعمَّد الإله على يد نبيه معمودية غفران الخطية؟ وكيف لم يعلم يوحنا المعمدان بإلهه الذى أرسله، وأعطاه كل ما قاله لأتباعه؟ أم أراد المعمدان تحقير إلهه والتنكر له أمام الناس؟ أم كفر المعمدان بإلهه يسوع، ومن ثم تساءل عنه وأرسل تلميذين له ليسألاه؟ وكيف ترك الإله نبيه الذى أرسله تُقطع رقبته فى نفس البلدة التى يعيش هو نفسه بها؟
              س70- من الأخطاء التى لا تحتاج لعالم فى اللاهوت، ولا تحتاج إلا لتلميذ من الصف الثانى الإبتدائى ليدركها أخطاء فى الجمع الحسابى، الأمر الذى يدل على أن كاتبها جاهل، أو غبى، أو مُهمٍل، أو متعمِّد الخطأ لأمر فى نفسه. يقول سفر عزرا 1: 8-11 (8أَخْرَجَهَا كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ عَنْ يَدِ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنِ وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا. 9وَهَذَا عَدَدُهَا: ثَلاَثُونَ طَسْتاً مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ طَسْتٍ مِنْ فِضَّةٍ وَتِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ سِكِّيناً 10وَثَلاَثُونَ قَدَحاً مِنْ ذَهَبٍ وَأَقْدَاحُ فِضَّةٍ مِنَ الرُّتْبَةِ الثَّانِيَةِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَعَشَرَةٌ وَأَلْفٌ مِنْ آنِيَةٍ أُخْرَى. 11جَمِيعُ الآنِيَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسَةُ آلاَفٍ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. الْكُلُّ أَصْعَدَهُ شِيشْبَصَّرُ عِنْدَ إِصْعَادِ السَّبْيِ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.)
              فعلى حساب النص المقدس: 30 + 1000 + 29 + 30 + 1410 = 5400
              والحساب الصحيح هو 30 + 1000 + 29 + 30 + 1410 = 2499
              كما جمع كاتب السفر. ويستحيل أن يكون هذا وحى الرب!! فهل لا يستطيع الرب الجمع أم لا يجيده؟
              فهل مازال البعض يؤمن أنه كتاب الرب الذى أوحى به إلى كتابه من خلال الروح القدس؟
              لقد اعترفت طبعة لوثر الألمانية لعام 2002 فى هامش الصفحة السفلى أن هذا جمع الأعداد المنفردة لا يتطابق مع المجموع النهائى المذكور، بسبب تغييره فى عهود لاحقة للكتابة. وبذلك فقد أقر الكتاب المقدس التحريف، الذى نال هذا الكتاب على مر العصور. ومع شديد الأسف مازالت الكثير من الطبعات الحديثة والقديمة تتناوله كما هو، وبدون تعليق!!
              وهذا اعتراف صريح بالتحريف يحترم القارىء، وبذلك أسقطوا قناع حفظ الرب لهذا الكتاب أو لمخطوطاته. ونص ما قالوه هو:
              "Durch spätere Abänderungen entspricht die Gesamtzahl jetzt nicht mehr der Summe der Einzelangaben."
              س71- من الأخطاء الحسابية أيضًا، وهى كثيرة، فى الكتاب المقدس، هى أن كاتب سفر يشوع ذكر 34 دينة وادعى أنها 29 فقط! (21وَكَانَتِ الْمُدُنُ الْقُصْوَى الَّتِي لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا إِلَى تُخُمِ أَدُومَ جَنُوباً: قَبْصِئِيلَ وَعِيدَرَ وَيَاجُورَ 22وَقَيْنَةَ وَدِيمُونَةَ وَعَدْعَدَةَ 23وَقَادِشَ وَحَاصُورَ وَيِثْنَانَ 24وَزِيفَ وَطَالَمَ وَبَعَلُوتَ 25وَحَاصُورَ وَحَدَتَّةَ وَقَرْيُوتَ وَحَصْرُونَ. (هِيَ حَاصُورُ) 26وَأَمَامَ وَشَمَاعَ وَمُولاَدَةَ 27وَحَصَرَ جَدَّةَ وَحَشْمُونَ وَبَيْتَ فَالَطَ 28وَحَصَرَ شُوعَالَ وَبِئْرَ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةَ 29وَبَعَلَةَ وَعَيِّيمَ وَعَاصَمَ 30وَأَلْتُولَدَ وَكِسِيلَ وَحُرْمَةَ 31وَصِقْلَغَ وَمَدْمَنَّةَ وَسَنْسَنَّةَ 32وَلَبَاوُتَ وَشِلْحِيمَ وَعَيْنَ وَرِمُّونَ. كُلُّ الْمُدُنِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ مَعَ ضِيَاعِهَا.) يشوع 15: 21-32
              واختلفت التراجم العربية والأجنبية فى ذكر (وَبِزْيُوتِيَةَ)، فبينما تذكرها التراجم العربية المعروفة، تحذفها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، وتستبدلها بكلمة (وتَوابعَها): (28-15 وحَصَرَ شوعال وبئرَ سَبع وتَوابعَها)
              وعد عدّ هذه المدن تجدها 38 مدينة على التراجم العربية المختلفة، ما عدا اليسوعية التى تجعلها أكثر من 38 بذكرها توابع لبئر سبع. بينما تجعلها ترجمات أخرى 36 (مثل ترجمة لوثر الألمانية لعام 1912) أو 37 أو 34، هذا على الرغم من ادعاء النص المقدس الموحى به أنهم 29 مدينة فقط. فماذا قال الوحى بالضبط؟
              قارن ولاحظ أعداد المدن المذكورة فى كل فقرة، فبعض التراجم تجمع بعض المدن مع بعضهما البعض، لتجعل من كل مدينتين مدينة واحدة، مع الأخذ فى الاعتبار أنهم اتفقوا فى باقى المدن: عدد المدن
              للفقرة 25
              KJV
              And Hazor, Hadattah, and Kerioth, [and] Hezron, which [is] Hazor, 4
              NKJV
              Hazor, Hadattah, Kerioth, Hezron (which is Hazor), 4
              NLT
              Hazor-hadattah, Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
              NIV
              Hazor Hadattah, Kerioth Hezron (that is, Hazor), 2
              ESV
              Hazor-hadattah, Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
              RVR
              Hazor-hadata, Queriot, Hezrón (que es Hazor), 3
              NASB
              and Hazor-hadattah and Kerioth-hezron (that is, Hazor), 2
              RSV
              Ha'zor-hadat'tah, Ker'i-oth-hezron (that is, Hazor), 2
              ASV
              and Hazor-hadattah, and Kerioth-hezron (the same is Hazor), 2
              YLT
              and Hazor, Hadattah, and Kerioth, Hezron, (it [is] Hazor,) 4
              DBY
              and Hazor-hadattah, and Kerioth-Hezron, that is Hazor, 2
              WEB
              And Hazor, Hadattah, and Kerioth, [and] Hezron, which [is] Hazor, 4
              HNV
              Hazor, Hadattah, Keriyot, Hetzron (the same is Hatzor), 4
              س72- ونقس الخطأ الحسابى نجده أيضًا فى نفس السفر: (33فِي السَّهْلِ أَشْتَأُولُ وَصَرْعَةُ وَأَشْنَةُ 34وَزَانُوحُ وَعَيْنُ جَنِّيمَ وَتَفُّوحُ وَعَيْنَامُ 35وَيَرْمُوتُ وَعَدُلاَّمُ وَسُوكُوهُ وَعَزِيقَةُ 36وَشَعَرَايِمُ وَعَدِيتَايِمُ وَالْجُدَيْرَةُ وَجُدَيْرُوتَايِمُ. أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. 37صَنَانُ وَحَدَاشَةُ وَمَجْدَلُ جَادٍَ) يشوع 15: 33-36
              فبينما يدعى السفر أن المدن المذكورة هى 14 مدينة، يجدهم القارىء 15. بل تصنع منهم الترجمة العربية المشتركة 16 مدينة وذلك بتقسيمها المدينة الأخيرة إلى مدينتين، فتقول: (وشَعرايِمُ وعَديتايِمُ والجديرَةُ وجدَيرُ وتايِمُ. أربَعَ عشْرَةَ مدينةً بِقُراها.)
              س73- ولم يكتف كاتب سفر يشوع الجاهل فى الحياب بكل هذه الأخطاء، بل زاد عليها أيضًا الآتى: (2فَكَانَ لَهُمْ فِي نَصِيبِهِمْ بِئْرُ سَبْعٍ (وَشَبَعُ) وَمُولاَدَةُ. 3وَحَصَرُ شُوعَالَ وَبَالَةُ وَعَاصَمُ 4وَأَلْتُولَدُ وَبَتُولُ وَحُرْمَةُ 5وَصِقْلَغُ وَبَيْتُ الْمَرْكَبُوتِ وَحَصَرُ سُوسَةَ 6وَبَيْتُ لَبَاوُتَ وَشَارُوحَيْنِ. ثَلاَثَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا.) يشوع 19: 2-6
              وهؤلاء 14 مدينة، وليسوا 13 عشر كما ذكرها كاتب النص الأصلى.
              وبمراجعة التراجم الأخرى تكشف لنا اعترافهم الضمنى بهذا الخطأ، حيث جاءت فى كل التراجم العربية الأخرى غير الفاندايك كما هى، بينما لم يحترم مترجم الفاندايك قارئيه، ووضع المدينة الثانية بين قوسين ليصبح العدد 13. فقد ووضع (وَشَبَعُ) بين قوسين، ليوهم القرىء أنها نفس المدينة فلا ينبغى أن يحسبها ليضبط العدد، إلا أنه يُشكر أنه ترك (واو العطف).
              الترجمة العربية المشتركة: (فكانَت أرضُهُم تشتَمِلُ على بِئرَ سبعَ وشَبَعَ ومولادَةَ)
              الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (فكانَ لَهم في ميراثِهم: بِئرَ سَبعْ وشَمعَ ومولاذة)
              ترجمة كتاب الحياة: (وَهُوَ يَشْتَمِلُ عَلَى بِئْرِ سَبْعٍ وَشَبَعَ وَمُولاَدَةَ،)
              س74- وكما يخطىء الكتاب المقدس فى عالم الأرقام، يُخطىء أيضًا فى عالم الحيوانات:
              يقول سفر اللاويين 11: 3-6 (3كُلُّ مَا شَقَّ ظِلْفاً وَقَسَمَهُ ظِلْفَيْنِ وَيَجْتَرُّ مِنَ الْبَهَائِمِ فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ. 4إِلَّا هَذِهِ فَلاَ تَأْكُلُوهَا مِمَّا يَجْتَرُّ وَمِمَّا يَشُقُّ الظِّلْفَ: ... 6وَالأَرْنَبَ لأَنَّهُ يَجْتَرُّ لَكِنَّهُ لاَ يَشُقُّ ظِلْفاً فَهُوَ نَجِسٌ لَكُمْ.)
              وقد وقع الكاتب هنا فى خطأين، كنا قد ذكرنا أحدهما وهو أن الأرنب ليس من الحيوانات المجترة، ولكنه من الفصيلة الأرنبية، ورتبته القوارض. أما قول الكاتب أن الأرنب لا يشق ظلفًا، فهذا هو الخطأ الثانى حيث إن الأرنب له حوافر وليست أظلافًا.
              س75- يقول سفر اللاويين 11: 13-20 (13«وَهَذِهِ تَكْرَهُونَهَا مِنَ الطُّيُورِ. لاَ تُؤْكَلْ. إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ 14وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى أَجْنَاسِهِ 15وَكُلُّ غُرَابٍ عَلَى أَجْنَاسِهِ 16وَالنَّعَامَةُ وَالظَّلِيمُ وَالسَّأَفُ وَالْبَازُ عَلَى أَجْنَاسِهِ 17وَالْبُومُ وَالْغَوَّاصُ وَالْكُرْكِيُّ 18وَالْبَجَعُ وَالْقُوقُ وَالرَّخَمُ. 19وَاللَّقْلَقُ وَالْبَبْغَاءَ عَلَى أَجْنَاسِهِ وَالْهُدْهُدُ وَالْخُفَّاشُ 20وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ. فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ.)
              وهنا وقع الكاتب فى خطأين: فقد ذكر الخفاش ضمن الطيور، وهو من الحيوانات الثديية، أما الخطأ الثانى فقد ذكر نوع من الطيور له أربعة أرجل، وهو لا يوجد فى الواقع، ولا يعرف عالم من علماء الحيوانات من أين أتى كاتب هذا السفر بهذا الكلام!!
              س76- يحكى الكتاب أن أليشَعَ لعن أطفال والرب استجاب له، وسلط عليهم دُبتان أكلتهم: (وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي الطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: [اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!] 24فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ وَافْتَرَسَتَا مِنْهُمُ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً.) ملوك الثانى 2: 23-24
              فمن أين أتى الكاتب بوجود دبتين فى فلسطين، ومن المعروف أن الدب لا يعيش إلا فى القطب الشمالى المتجمد!!
              س77- أما فى علم النباتات فتذكر الأناجيل أن حبة الخردل هى أصغر البزور: (31قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا».) متى 13: 31-32،
              (31مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مَتَى زُرِعَتْ فِي الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ. 32وَلَكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ وَتَصْنَعُ أَغْصَاناً كَبِيرَةً حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا».) ومرقس 4: 31،
              (18فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ اللهِ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ 19يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً وَتَآوَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا».) لوقا 13: 18-19
              وهذه عبارة خاطئة من عدة نواحى:
              1- أولا تُكتب كلمة البذور بالذال وليست بالزين، لذلك صححتها ترجمة كتاب الحياة.
              2- أنها ليست أصغر البذور، فيوجد من البذور من هو أصغر منها، مثل الأوركيد Orchid, Poppy,Salt grains, Wolffia
              3- أن شجرتها صغيرة وليست كبيرة، ولا تسمح غصونها بعيش الطيور، ولا تصنع ظلا تستظل به الحيوانات بهذه الصورة التى يصفها كتبة الأناجيل.
              4- هناك من أشجار البذور ما يكبر ويرتفع إلى 3,30 مترًا، ولكنها بأن حال من الأحوال لن تكون أكبر الأشجار، التى يستظل بها الحيوانات، وتأوى الطيور.
              5- لا يمكن أن تُزرع حبة الخردل لتصبح شجرة بأى حال من الأحوال [Walter-Jörg Langbein: »Lexikon der Irrtümer des Neuen Testaments«, München 2004, S. 228]
              6- وهذا كفيل بنفى ألوهية يسوع، إذ لا يوجد إله لا يعرف مخلوقاته.
              7- وكذلك ينفى هذا قداسة وقدسية الكتاب الذى يحتويه، إذ لا يوجد كتاب مقدس يُنسب إلى الرب ويحتوى على أخطاء.
              8- وهذه الأخطاء تؤكد أن كتبة هذه الأناجيل ليسوا من فلسطين ولم يوح إليهم، حيث كانت شجرة الخردل تُزرع فى فلسطين، ويعرف أهلها شكلها وحجمها جيدًا.
              س78- يقول العهد الجديد إن يسوع أطلق لقب بطرس أو صخرة على تلميذه سمعان. ذُكرت هذه الواقعة فى إنجيلى متى 16: 13-20، ومرقس 3: 13-16، إلا أن التتابع الزمنى أو المكانى لهذه القصة لا يمكن أن يكون من وحى الرب. فمرقس الذى هو أقدم من ناحية التأليف من متى جاءت عنده هذه القصة فى بداية الإنجيل، وعلى الأخص قبل أن يرسل تلاميذه للدعوة بين مدن اليهودية، وكان ذلك على الجبل.
              والمدقق فى القراءة يجد أن يسوع فى بداية الإصحاح الثالث من إنجيل مرقس كان فى المجمع فى أورشليم، ثم انتقل إلى البحر، وصعد الجبل، وكل هذا ينبغى أن يكون فى أورشليم، أو بالقرب منها. وهنا وقبل أن يرسل تلاميذه أو يكلفهم بشىء أو حتى يتبعوه أطلق على سمعان لقب بطرس.
              إلا أن متى يجعل مكان تسمية سمعان بطرس فى قيصرية فيلبس، التى تبعد نحو 30 كم شمال بحر الجليل، وتبعد الجليل حوالى 135 كم عن القدس. وكان ذلك قرب نهاية يسوع على الأرض، كمكافأة له على وفائه الخاص ليسوع، وفهمه أنه المسِّيِّا.
              يقول متى: (13وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 14فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 15قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» 16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». 17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ». 20حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.) متى 16: 13-20
              يقول مرقس: (13ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. 14وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا 15وَيَكُونَ لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. 16وَجَعَلَ لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ) مرقس 3: 13-16
              إلا أنه من المستغرب أن يحكى لنا كاتب إنجيل متى فى الإصحاح العاشر عن بطرس (وهى تحكى عن نهاية حياة يسوع الدعوية، حيث من المفترض أن أكمل تعليم التلاميذ، وأرسلهم لدعوة غيرهم فى المدن اليهودية)، فى الوقت الذى يطلق عليه يسوع هذا الاسم بعدها بستة إصحاحات، والتى قد تستغرق زمنيًا عدة أشهر. فلو كان معروفًا ببطرس من قبل، فما هى إذن المكافأة التى أعطاها يسوع إياه؟ فهل يدل هذا مرة أخرى على تهافت التتابع الزمنى عند متى؟ أم هى من تأليف الكاتب لتمجيد سمعان بطرس؟ أم هذا مما أضافته الكنيسة الكاثوليكية، التى تبنى عرشها على أكتاف سمعان بطرس؟
              وعند لوقا كان سمعان معروفًا باسم بطرس (لوقا 5: 8) قبل أن يرسل يسوع التلاميذ للدعوة (لوقا 6: 13-16).
              وفى الحكايات الثلاثة نرى أن يسوع يرسل التلاميذ فى أثناء خدمته هو، فمتى غادره التلاميذ وتخلوا عن تعاليمه؟ ألا تبدأ دعوة أتباعه من بعده؟ إن انفصالهم عن يسوع وبعدهم عنه لتولى أمر الدعوة ومسئوليتها، يعنى أنهم قد انفصلوا عنه، وانقطع حبل الإمداد التعليمى عنهم. ولم يعودوا فى حاجة إليه، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان فى نهاية حياة يسوع، وبعد أن يكون قد أكمل حقبته التعليمية لهم، وارتضى عن علمهم، وفهمهم لطبيعة رسالته. وهو أمر لم يحدث بالمرة فى طول الأناجيل وعرضها.
              وعلى ذلك فإن سمعان كان يُدعى عند مرقس منذ البدء بطرس، وقبل أن يرسل تلاميذه للدعوة، بينما جاء ذلك فى نهاية دعوته على الأرض عند متى، ولا يمكننا الجمع بين الاثنين بأى حال من الأحوال. قأحدهما خطأ أو كلاهما. وربما جاءت تسميته بلقب بطرس تأييدًا لإيمان الكنيسة الكاثوليكية، التى قامت على بطرس، والتى يمثلها بابا الفاتيكان اليوم.
              والغريب أن بطرس هذا يوصف بأنه كان قليل الإيمان، وشكاك، أى ذو شخصية لا ينفع أن تكون قائدة للأمة المسيحية: يقول الأنبا شنودة فى عظته عن الشك: (عندما خاف بطرس الرسول شك في حماية الله له، لذلك قال له الرب: "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟" (إنجيل متى 14: 31)، فالخوف من الموت سبب له الشك وقلة الإيمان.)
              http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...day-Doubt.html
              والأكثر غرابة أن كتاب الأناجيل اليونانيون يجعلون يسوع يعطى سمعان لقبًا يونانيًا، فلماذا وهو لا يعرف اليونانية ولا يتكلم لغة المستعمر النجسة؟
              أما عن سبب تسميته عند متى بالصخرة، وأنه عليه سيبنى كنيسته، وأن كل ما يربطه على الأرض يكون مربوطا فى السماء، وكل ما يحله على الأرض يحله فى السماء. فهذا الفضل أعطاه يسوع كل التلاميذ ولم يخص به يطرس وحده: فقال لهم عند متى إنهم نور العالم وملح الأرض: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)متى5: 13-16
              (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. 19وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ») متى 18: 18-20
              وعلى ذلك فهى ليست فضيلة خاصة ببطرس منفردًا، بل يجب أن يتفق معه تلميذًا آخر من التلاميذ، بما يتفق مع مراد الله ورسوله.
              وهذا إن ثبت فيثبت تحامل كتبة الأناجيل على التلاميذ وإظهارهم بمظهر الجهلاء الأغبياء، الذين لم يفهموا معلمهم ولا أمثاله، ولا تعاليمه. وهذا يُخالف أقوال يسوع فى حقهم.
              أما مدح بطرس ليسوع على أنه المسِّيِّا فهذا من الأخطاء التاريخية والدينية، ومن النقاط الهامة التى رفضها يسوع فى دعوته. إذ أن المسِّيِّا هو آخر رسل الله، الذين سيحررون اليهود من عبوديتهم للرومان، وله مواصفات أخرى لا تتفق بأى حال من الأحوال مع يسوع، ومنها أن ملوك الأرض يخدمونه، وأنه سيكون له سلطان ومملكة يحكمها، وغيره، مما تناولته فى كتابى يسوع ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا.
              تؤكد ذلك نصوص الأناجيل، فحكاية مدح يسوع لبولس على أنه فهم أنه هو المسِّيِّا غير موجودة إلا عند متى فقط.
              فها هو لوقا يقول: (18وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي عَلَى انْفِرَادٍ كَانَ التَّلاَمِيذُ مَعَهُ. فَسَأَلَهُمْ: «مَنْ تَقُولُ الْجُمُوعُ إِنِّي أَنَا؟» 19فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ. وَآخَرُونَ إِيلِيَّا. وَآخَرُونَ إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ». 20فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «مَسِيحُ اللهِ». 21فَانْتَهَرَهُمْ وَأَوْصَى أَنْ لاَ يَقُولُوا ذَلِكَ لأَحَدٍ 22قَائِلاً: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».) لوقا 9: 18-22
              ومن قبله قال مرقس: (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.) مرقس 8: 27-30
              بل إن وصف يسوع لبطرس على أنه شيطان كانت بسبب هذه الكلمة، وهو عين ما قاله يسوع للشياطين حينما أرادوا تضليل الناس وإفهامهم أن يسوع هو المسِّيِّا: (وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41، ومن المعلوم أن الشياطين لن تقول إلا ا يُضلل الناس، وهو عين ما نسبوه لبطرس فى إنجيل متى.
              بل سأل يسوع التلاميذ عن المسِّيِّا بصيغة الغائب وأفهمهم أنه ليس من نسل داود، قائلا: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
              وأعلمهم بصفته يهودى (؟) من نسل اليهود، أن الشريعة سوف تُنزع منهم وسوف تُعطى لأمة مُحاربة قوية قادرة على الحكم بشريعة الله، وإقامة ملكوته على الأرض: فبعد أن ضرب مثل الكرامين الأردياء قال: (40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 40-44

              تعليق


              • #8
                س79- مازال وجود يسوع وموته وقيامته تثير الأوساط العلمية والمهتمين بالمسيحية، والمتتبعين ليسوع. بل تعدى الأمر أكثر من ذلك فكتب البروفيسور بارت إيرمان عن بطرس وبولس ومريم المجدلية، ويعتبرهم شخصيات خرافية من اختراع الكنيسة الأولى، ولا وجود لهم مثل يسوع وموته وقيامته.
                والقارىء الواعى المدقق لروايات العهد الجديد عن يسوع تجده يرفض القصة من أساسها. فعلى سبيل المثال: من أول من قابل يسوع بعد قيامته؟ ومتى؟ وأين؟
                فبينما يرى يوحنا فى الإنجيل المسمَّى باسمه (يوحنا 21: 11-18) أن يسوع ظهر أولا لمريم المجدلية فى يوم الفصح بجوار القبر، ولم تتعرف عليه، بل ظنته البستانى، وعندما تعرفت عليه نادته (ربونى)، وفسرها المترجم أنها تعنى (يَا مُعَلِّمُ) (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 21: 16
                وفى الحقيقة هى ترجمة خاطئة، فهى تصغير لهذه الكلمة (معلمى الصغير) أو (معيلمى)، قالتها تدليلا له، وهى صيغة لا تُستخدم إلا بين الأصدقاء أو الزوجين. الأمر الذى دفع البعض للظن أن يسوع تزوج بها، أو كان بالفعل متزوجًا ها، وأنهما سافرا إلى اليونان، وأنجبا أطفال.
                ولم يذكر لنا يوحنا كيف ظنته المجدلية البستانى؟ فهل خلع الأكفان عنه وسرق ملابس بستانى؟ أم ترى أنه عمل مقايضة مع بستانى وأخذ ملابسه؟ وفى هذه الحالة سيكون البستانى هو أول من ظهر له! وماذا فعل بالأكفان؟ أم كان فى أكفانه ولم تتعرف عليه المجدلية؟ هل كان يتحرك فى أكفانه فى باقى القرية؟ وهل يمكن التحرك فى أكفان الملفوفة والمربوطة حول الجسم؟ أم كان مختبأ وصُلب من صُلب مكانه، ثم ظهر هو بعد ذلك ليُثبت للناس عناية الله به، وأن الله أبدل الشرير مكان الصديق؟ (18اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ وَمَكَانَ الْمُسْتَقِيمِينَ الْغَادِرُ.) أمثال 21: 18
                وهى تحقيق لنبوءات عدة فى المزامير، منها المزمور 20: 6 (6اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ.)، وهو ما عبر عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين قائلا: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
                أم خلع الأكفان عنه ومشى عاريًا كما فعل إشعياء من قبل بإذن من الرب نفسه؟ (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
                إلا أنه عند لوقا تجد مريم المجدلية القبر فارغًا، ولا يعرف لوقا شيئًا عن لقاء يسوع الدرامى بمريم المجدلية. إلا أنه أول من التقاهم يسوع كانا اثنين من تلاميذه متجهين إلى قرية اسمها عمواس. ولم يتعرفا عليه بداية على الرغم من حديثه المطوَّل جدًا معهما.
                (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. ...) لوقا 24: 13-21
                كذلك لم يذكر لوقا نوع الملابس التى كان يرتديها يسوع فى لقائه مع التلميذين المتجهين إلى عمواس، والتى ربما كانت ملابس بستانى.
                والأغرب من ذلك أن يحكى لوقا أن النساء كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض حزنًا وحيرة على وجود القبر فارغًا، مع أنه من المفترض أن هذا الأمر يفرحهن ويجعلهن يهربن بعيدًا حتى لا يفضحن أمر قيامته، وخروجه من القبر، حتى لا تضطر السلطات للبحث عنه مرة أخرى! هذا لو كان يسوع قد أخبرهم بأنه سيقوم بعد ثلاثة أيام وثلاث ليالى كما تحكى الأناجيل ويُخالف الواقع الذى نقرأه فى باقى القصة. إذ لو كان يسوع أخبرهم أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام، لكان اتفق معهم على مكان الاتفاق، وما كان هناك داع لأن تأتى النساء إلى القبر الذى تحرسه القوى المعادية، حتى لا يلفت نظرهم إلى صدق ما سمعوه أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام.
                وعلى ذلك فقد اختلف يوحنا مع لوقا فبينما يظهر يسوع لامرأة واحدة عند يوحنا فى بادىء الأمر، ظهر عند لوقا لرجلين. وبينما كان اللقاء الأول بمن قابله عند يوحنا عند القبر، كان لقاؤه عند لوقا مع من قابلهما وهما متجهين إلى قرية عمواس، بعيدًا عن القبر، عن أورشليم بحوالى 60 غلوة كما تقول التراجم، و160 غلوة كما تقول بعض أصول المخطوطات اليونانية مثل: (نقلا بتصرف بسيط عن أ/ شريف حمدى: عن قصة البعث فى لوقا من المخطوطات)
                المخطوطة السينائية (النوع السكندرى)، والمخطوطة K، والمخطوطة N، والمخطوطة ثيتا (النوع القيصرى)، والمخطوطات 079 و0211 (نوع بيزنطى)، ومخطوطات لاتينية، ومخطوطات سريانية من الانواع Syr-p و Syr_H ، ومخطوطات أرمينية وجورجية.
                ومن كتابات الآباء: أوريجانوس (القرن الثالث)، يوسابيوس (أواخر الثالث وأوائل الرابع)، وجيروم ( القرن الرابع والخامس)
                إذن فنحن أمام قراءة واسعة الانتشار فى كافة أنواع النصوص (سكندرية، وبيزنطية، و قيصرية) ، أى نجد هذه القراءة فى عدد كبير من الترجمات بلغات مختلفة، بل وفى أماكن جغرافية مختلفة تمامًا (أوروبا اللاتينية، الشرق السريانى، أرمينيا ، جورجيا). بل وعلى مدار زمنى واسع بدءًا من القرن الثالث وحتى القرون الوسطى. بينما تؤيد قراءة "الستين غلوة" بردية بودمر (من أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث) والمخطوطة الفاتيكانية (من القرن الرابع).
                وبتأكيد ودعم من أشهر آباء الكنيسة، على مدار أكثر من 200 عام (أوريجانوس ويوسابيوس وجيروم). وليس من الهيِّن تجاهلها، خاصة أنه لا مصلحة لهم فى اضافتها، وعقليا يستحيل التفكير فى أنها مزورة للأسباب الآتية:
                1- لا يمكن أن يضيفها انسان نصرانى من نفسه لأنها لن تخدم غرض ما فى نفسه، بل ضررها سوف يكون أكبر من نفعها.
                2- كثرة المخطوطات وتنوعها التاريخى والنوعى والجغرافى يؤكد استحالة اعتبارها خطأ.
                3- إن إضافة كلمة 100 اليونانية (ekaton) غير منطقية، إلا إذا حدث النقل الجماعى خطأ من مخطوطة أخطأ ناسخها من قبل فى النسخ. بل إن حذفها سهوًا أو عمدًا محتمل، للأسباب التى سنوردها فيما بعد. وعلى ذلك فإنه من الأرجح أن هذه هى القراءة الصحيحة من الشواهد التى لدينا.
                لكن الأهم من هذه النقطة السابقة هى أين تقع قرية عمواس، التى لم تُذكر فى الكتاب المقدس إلا عند لوقا (24: 13)؟
                بالطبع لا بد أن يكون هناك اختلاف كبير فى تحديد موقع هذه القرية: فهل هى تبعد 60 غلوة فقط (11 كم) عن أورشليم أم 160 غلوة (30 كم)؟ وهنا برزت اثنتان وهما عمواس اللطرون وعمواس القبيبة.
                هناك خلاف شديد فى تحديد مكانها، فطبقا لكلام يوسفوس مثلا وأسفار المكابيين فان هناك عمواس فعلا وسميت فيما بعد باسم نيكوبولس انظر لهذا النص كترجمة انجليزيه من دراسة ألمانية عن هذا الموضوع. (الخلاصة): «فى التقليد وشهادة الآباء الأوائل، فقط عمواس (نيكوبوليس) هى عمواس التى فى قصة لوقا، فهناك طريقين يربطان عمواس باورشليم: أحدهما 147 غلوه تقريبًا (27 كم)،
                والآخر 186 غلوه تقريبًا (35 كم)» هذا هو كلام الدراسة ويبدأ كلام المترجم بعده : "ولدينا إذن مسألتان متناقضتان، 60 غلوه هى الأفضل فى نسبة المخطوطات، لكن عمواس (نيكوبولس) ذات الـ 160 غلوه هى الأفضل فى التقليد المبكر، وربما هناك خطأ فى مخطوطة مبكره للغاية."
                والمترجم يحاول أن يساوى بين المسألتين، لكن كما نرى فإن هناك شبه إجماع بين الآباء الأوائل على أن القراءة هى 160 غلوه ، ولاحظ أن بعضهم سافر فعلا الى فلسطين وعاش قريبا منها ، ويستحيل كما سبق أن قلنا أن نتصور أن هناك من أضاف كلمة مائة عمدًا دون أى مبرر، فالخطأ هو بالحذف لا بالإضافة كما نرى
                اذن ما هى المشكله ؟
                سأترك الموسوعة القياسية الكتابية تتحدث عن المشكلة تحت عنوان Emmaus
                International Standard Biblical Encyclopedia
                The distance, 40 miles there and back, is an almost impossible one for the narrative.
                المسافه 40 ميلا جيئة وذهابا (حيث إن التلميذين ذهبا مشيا وبمجرد وصولهما عادا كما يقول لوقا نفسه "فقاما فى تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم") وهذا مستحيل حدوثه فى الأحداث. بغض النظر عن أن الموسوعة تقول إنها 40 ميا فى حين أن هناك دراسات أخرى (انظر دائرة المعارف الكتابية وموقع القديس تكلا) تقول إنها 44 ميلا، أى 22 ميلا للذهاب فقط، وهو بعد عمواس عن أورشليم.
                In Crusading times this difficulty appears to have been realized, and on what grounds is not known, Kubeibeh at just over 60 stadia, Northwest of Jerusalem, was selected as the site of Emmaus. There a fine church was built which has in recent years been rebuilt and today a Franciscan hospice and school, attached to the church, and a newer German Roman Catholic hospice, combine with the considerable picturesqueness of the place itself to fortify the tradition.
                فى زمن [الحروب] الصليبية فهم الصليبيون هذه المشكلة (بسبب وجودهم فى فلسطين ورؤيتهم للأمر بعين الواقع فعرفوا استحالته) وعلى أسس غير معروفة تم اختيار القبيبه على بعد 60 غلوة شمال غرب أورشليم كموقع عمواس، وتم بناء كنيسة، والتى تم إعادة بناءها واليوم يوجد مستشفى ومدرسة للفرنسيسكان ملحقة بالكنيسة، بل ومستشفى كاثوليكيهة ألمانية اشتركت مع تعاقب الأحداث السابقة على المكان لتقوية التقليد (القائل بالستين غلوه).
                أى إن النصارى وجدوا عمواس بعيدة جدًا عن أورشليم وأنه من المستحيل تحقق القصة وتصديقها بهذه الصورة، أى يستحيل أن يمشى الرجلان أكثر من 30 كم، ثم العودة فى نفس اليوم. فماذا يفعلون؟ صححوا ما أخطأ فيه الرب، وطمسوا أخطاءه، فاخترعوا عمواس جديدة: اختاروا مكانا يبعد عن أورشليم ب 60 غلوة وبنوا عليها كنيسة ومستشفى وغيرها وقالوا إن هذه هى عمواس. الأمر الذى يؤكد مرة بعد مرات أن كُتَّاب هذه الأناجيل ليسوا من تلاميذ يسوع، أو ممن عرفوا فلسطين وعاشوا فيها. إنها حكايات تناقلتها الألسن ووصلت للبعض مبتورة أو ناقصة أو خاطئة. والأنكى من ذلك أن تشترك الكنائس فى هذا التدليس. إنه تحريف وتدليس واختراع تاريخ غير موجود، واختراع أماكن جغرافية، بل امتد الأمر إلى اختراع الإله نفسه، وتجسده وموته وقيامته.
                ويُظهر نص الموسوعة القياسية للكتاب المقدس كذب وتزوير هذه القصة، فلابد أنها مدسوسة لتُثبت قيامة يسوع بشهود من عصره. والتزوير الصليبى على أرض فلسطين يؤكد أن عمواس هى التى تبعد فعلا 160 غلوه وإلا لما احتاجوا لإنشاء اخرى وهى (عمواس القبيبة).
                وبعد كل هذا التحرف المكانى نسوا نقطة هامة وهى أن يسوع مشى معهم وأخذ يذكرهم بكل ما قيل عن يسوع فى العهد القديم، وقد ابتدأ يسوع حديثه بسبهم ونعتهم بالغباء، ويُستبعد أن يتقبل التلميذان هذا الأسلوب من رجل غريب يعرفاه لأول مرة، حيث تحكى القصة أنهما لم يعرفاة إلا بعد أن وصلوا إلى عمواس ودخلوا بيت أحدهما، ولو عرفاه وقتها لكذب لوقا فى روايته، ولو لم يعرفاه لصدق وصفهما بالغباء والعمى، ولسقطت شهادتهما وروايتهما هذه: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ 26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» 27ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. 28ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا) لوقا 24: 25-31
                وسذاجة الرواية تتضح فى نقطة أخرى أيضًا وهى أنهما لم يعرفاه لا من صوته، ولا من ملابسه، ولا من هيئته الجثمانية، ولا من توبيخهم المعتاد لكل التلاميذ، بل عرفاه بعد أن أخذ الخبز وبارك وكسَّر وناولهما، وهى عادة يهودية عادية عند الطعام تشبه التسمية عند المسلمين قبل الأكل. فكيف هذا؟ ولماذا يكسر هو الخبز ويناولهما وهو الضيف عند أحدهما؟ ألا يفعل هذا المُضيف؟
                ولو حسبنا مقدار المسافة التى ساروا فيها سويًا يشرح لهم يسوع عن كل تنبؤات العهد القديم به، وأنه سوف يتألم ويُصلب ويموت ثم يُبعث مرة أخرى، لملأ هذا مجلدات: زمن يقطع فيه المرء 30 كم متحدثًا. فهل ذُكر يسوع فى العهد القديم عدد من المرات يملأ هذه الفجوة الزمنية؟ ثم ما الذى يحوج الإله إلى الاستشهاد بكتاب ما، حتى لو كان هذا كتابه؟
                إن العقل والتزوير الجغرافى والتاريخى الذى دأب عليه الأقدمون، وسايرهم المحدثون فيه، وكل ما ذكرناه من سند القصة ومتنها، ليؤكد أن هذه القصة مختلقة، ولا أساس لها من الصحة أو الواقع.
                نعود مرة أخرى إلى الشاهد الأول على قيامة يسوع من الموت بين الأناجيل. ونطرح السؤال مرة أخرى: مَن الذى يقول الحق: هل هو لوقا أم يوحنا؟ فى الحقيقة لا أحد منهما. فقد كذب الاثنان تبعًا لرواية بولس الأولى لأهل كورنثوس 15: 5-6: (5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.)
                يقول بولس إن يسوع ظهر أولا لصفا ثم للاثنى عشر، على الرغم من أنهم كانوا فقط احد عشر لموت يهوذا قبل موت يسوع، ولم يتم تعيين متياس إلا بعد صعود يسوع أى بعد أربعين يومًا (3... وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. 4وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي ... 9وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. ... 26ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً.) أعمال الرسل 1: 3-26
                أما الاختلاف الأخير فى هذه القصة هو ما يحكيه مرقس (1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» 4فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً. 5وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ فَانْدَهَشْنَ. 6فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. 9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا. 12وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هَذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ.) مرقس 16: 1-13
                والذى يُصدق هذه الرواية يجد الكثير من المتناقضات بينها وبين القصص الأخرى. فهو هنا ظهر لمريم المجدلية التى لم تكن بمفردها، بل ذهبت مع (مَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ)، وعنى ذلك أنه ظهر عند مرقس لثلاثة نساء وليس لواحدة فقط كما يقول يوحنا أو اثنين من الرجال كما يقول لوقا، أو لصفا كما يقول بولس. ثم قبل أن يلتقى بتلاميذه التقى باثنين من الرجال كانا متجهين إلى البرية (الصحراء)، وليس إلى قرية عمواس.
                أما أمر الرجل الذى يلبس البياض، والذى عرفت الزائرات أنه ملاك، ولا تسأل كيف؟ فهن لم يرين ملاكًا من قبل. وكلام يسوع للنساء أن يسبقنه إلى الجليل وهناك سوف يرى باقى التلاميذ فيه من المبالغات ما لا يصدقه عقل. فالمسافة بين القدس حيث كان القبر ومدينة ناصرة الجليل حوالى 135 كم. فهل ذهب أو سافر يسوع طوال هذه المسافة دون أن يراه أحد أو يبلغ عنه الكهنة أو الرومان؟ ولماذا لم يسافر معهم ليكونوا له سندًا وحفظًا من أى اعتداء آخر؟ أم فقد فيهم الأمل، وتعلم من تخليهم عنه المرة الأولى؟
                ويقول متى (5فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».) متى 28: 5-10
                ومعنى ذلك أن مرقس ومتى اتفقا على أن لقاء يسوع بعد المجدلية والنساء سيكون بالتلاميذ كلهم، وسيكون فى الجليل. وهذا بخلاف يوحنا الذى التقى بهم فى أورشليم، فى مكان اجتماعهم، وظهر لهم يسوع من تلقاء نفسه، دون أن يبلغ مريم المجدلية عن لقاء سيتم بينهم فى الجليل أو غيره، لقد باغت التلاميذ بظهوره، ولكنه أخبرها أن تقول لهم إنه سيصعد إلى إلهه وإلههم: (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا. 19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ».) يوحنا 20: 17-19
                فلمن ظهر يسوع أولا؟ ومتى ظهر للتلاميذ؟ وأين التقى بهم لأول مرة؟
                س80- إن كسر وصية السبت يستحق الموت رجمًا: (8اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.) خروج 20: 8 ، (12اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) التثنية 5: 12، (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا.) الخروج 31: 14
                لقد كان السبت إذن من الأيام التى كان بنو إسرائيل يقدسونها، وكان هذا اليوم لله، أى لا يجوز فيه العمل من أجل الربح بأى حال من الأحوال. لكن يجب فيه العبادة وإرضاء الله تعالى بعمل الخير، والعمل على شفاء الناس، وإنقاذ الحيوان، والحفاظ على تعاليمه من الختان وغيره من كل عمل فيه الخير للبشر أو الحيوان أو البيئة. وقد أكد ذلك الأنبياء من قبل، منهم إشعياء ومنهم عيسى عليهما السلام، دون تفرقة بين كونها وصية واجبة الاتباع والحفاظ عليها، وبين فهم كنهها الحقيقى والغرض من تشريعها: تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (سبت): (فإشعياء يشجب حفظ السبت شكلياً فى زمانه (1: 12 و13)، ويقرر أن حفظ السبت حقاً هو رجوع الإنسان عن طرقه وعن عمل مسرته، والتلذذ بالرب (58: 13و14).) (13إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّماً وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ 14فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ.)
                وعلى ذلك فلم يُخالف يسوع أى وصية فى نظر اليهود حتى يوجه له اليهود اللوم أو يتهمونه بأنه لم يحفظ السبت وكسر الوصية.
                لكن لو وجه له اليهود كسر الوصية واتهموه بعدم اتباع الأنبياء وعدم حفظ السبت لدل هذا على أنهم لم يعتبرونه إلهًا بأى حال من الأحوال، ولا أنهم سمعوا منه ما يدل على تأليه نفسه، ولا علموا عنه ذلك، لأن كل هذا كان أولى لهم وأوجب عليهم أن يحاكموه بسببه، وسيكون هذا هو السبب الحقيقى لرجمه. وعلى ذلك فإن تأليه يسوع جاء بعد رفعه وانتهاء الجيل الأول الذى تعلم الدين عن حق، حيث لم يعلم يسوع إلا علانية، ولم يستأثر أحد بعلم خاص: (أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.) يوحنا 18: 20
                ويستحيل أن تكون هذه الأحداث قد حدثت لأن اليهود كانوا يتربصون بيسوع، ولو كسر يسوع الناموس قيد أنملة لرجموه من فورهم. ولو اتهموه زورًا لأثبتوا للناس جهلهم، وأنهم غير جديرين بقيادتهم روحيًا، أو ناموسيًا. وعلى ذلك فإن هذا اللوم كتبه كاتب هذا الإنجيل الذى لا يعرف شيئًا عن اليهودية أو قانون اليهود وكيفية تعايشهم مع السبت.
                س81- يقول متى على لسان يسوع: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
                فهل بدأ يسوع بنفسه وقام بإخصاء نفسه كقدوة لجماعة المؤمنين؟ وخاصة أنه لن يحتاج الخصيتين وتوليد الحيوانات المنوية فى شىء، بل بعد صعوده إلى يمين أبيه فلن يحتاج عضوه كله.
                ونعلم من التاريخ أن تلاميذ يسوع كانوا متزوجين، فلماذا لم يقم أحدهم بإخصاء نفسه، وهم الجيل الأول من المؤمنين، بل هو الأقوى إيمانيًا؟ فهل قال يسوع هذه الجملة بالفعل؟ أم أنها من وضع أناس أرادوا أنقراض النصارى والخلاص من أتباع يسوع؟
                إن هذا النص مخالف لتعاليم الناموس، وهو من أسباب غضب الرب على المجبوب أو المخصى بالرضى، ولن يدخله الله ملكوته. فكيف خالف يسوع الناموس وتعاليم الرب ويتركه اليهود؟ (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) التثنية 23: 1، وكيف يجعل دخول الملكوت لمن يخصى نفسه بالرضى مُخالفا قول الرب فى كتابه، ومخالفًا قول نفسه فى أنه لم يأت لينقض شيئًا من الناموس أو الأنبياء؟ (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                س82- عودة مرة أخرى إلى النص السابق، ونذكره فى سياقه الكامل، حيث أنه من الأهمية بمكان لأنه يتعلق بالطلاق: (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 3-12
                ونقسم الموضوع إلى الآتى:
                (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»)
                إن معنى تجربة الفريسيين له، أنهم يريدون أن يتصيدوا له الأخطاء. وهذا سؤال ساذج، لا يتوقع منه اصطياد يسوع فيه شىء، إذ عرف عنه أنه لم يُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء فى شىء، كما صرح هو نفسه فى (متى 5: 17-18). فهل توقعوا مثلا أن يُخالف يسوع وصية من وصايا الله تعالى لموسى؟
                (4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».)
                والأغرب من ذلك أن يحيلهم يسوع إلى الكتاب وما كُتب فيه (أما قرأتم)، مؤكدًا على أهمية ما جاء فى الكتب السابقة، وأن هذه هى إرادة الله تعالى. فلماذا يُخالفها إذن بمنع الطلاق وتحريمه متعللا أن هذه هى إرادة الله وما أنزله فى الكتاب؟
                أما قوله (فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ)، نعم صدق فى ذلك! لكن نفهمها فى إطار شرعية الكتاب ، فنحن المسلمين نتزوج ونجتمع على كتاب الله وسنة رسوله، ونفترق أيضًا على كتاب الله وسنة رسوله. إذ شرع الله تعالى لا يُجمِّع فقط، بل يفرق أيضًا. ويجمِّع المؤمنين المهتدين، ويفرق المعاندين أو الكفار أو حتى من أصابهم البرص عن جماعة المؤمنين إما بالتفرقة والعزل وإما بالقتل أو غيره.
                ويدل على فهمنا الصحيح للنص أن النص الذى أحال تجميع الإنسان بزوجه إلى الله، جاء قبلها مُحالا إلى إرادة الإنسان نفسه: فالرجل هو الذى يسعى إلى الزوجة تاركًا أباه وأمه: (مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً) فلماذا ينسب النص التجميع بين الزوجين للإنسان، بينما لا ينسب الطلاق أيضًا للإنسان، وينسبه لله؟ وهل يستطيع الإنسان أن يجتمع بزوجة أو يفترق منها إلا بإرادة الله تعالى؟
                لكن لماذا يريد الرب أن يجمع زوجة نافرة عنيدة مع زوج طيب تقى لتَفسد الأسرة بأكملها؟ ولماذا يريد الرب أن يجتمع أب يتعاطى المخدرات مع زوجة تقية تحرص على تربية ذريتهما؟ لمصلحة من تُهدم الأسر باسم الرب؟ هل هذا التنافر المجتمع تحت سقف واحد سينجب مجتمعًا صالحًا؟
                والغريب أن الفريسيين تقبلوا الأمر بصدر رحب، ولم يحاولوا النيل منه، على الرغم من أنهم كانوا يجربونه ليتصيدوا له خطأ، (7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟»). إن الإجابة الطبيعية على هذا السؤال هو لأن الله أمره بذلك، فليس هذا تشريع موسى عليه السلام، بل تشريع الله له. وهو ملزم لموسى وعيسى وما بينهما من أنبياء. وقد أكد يسوع أنه لم يأت لمخالفة أو هدم أى تعليم من تعليم موسى أو الأنبياء.
                إلا أنك تقرأ أن موسى فعل ذلك من أجل قساوة قلوب اليهود!! ما معنى هذا؟ ألم يعلم الرب الأمة التى يشرع لها، وأى تشريع يناسبها؟ وهل يتغير التشريع وإرادة الرب من أجل أناس أم يتغير الناس تبعًا لتشريع الرب ومراده؟ (8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.) ولو كان التشريع من البدء لم يكن هكذا، فمعنى ذلك أن موسى نسخ شرع الرب، وأن يسوع نسخ تشريع موسى. وإن أحسنا الظن فى فهم هذه الفقرة، فإن الرب نسخ تشريعه السابق وتغير فى تشريع موسى، ثم عاد مرة أخرى إلى التشريع القديم على يد يسوع. فلماذا تدعون عدم وجود النسخ فى تشريعكم؟
                (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».)
                حذفت الترجمة العربية المشتركة، والترجمة البولسية، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية آخر هذا النص السابق، والذى يتعلق بزواج المطلقة فحذفوا (وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي)، ولم يبق عليها إلا ترجمة الفاندايك وترجمة كتاب الحياة. وطبعًا العمل بهذا النص المحذوف يحرم المطلقة من الزواج والتعفف، وهذا ليس من حقوق الإنسان، ولن يؤدى إلى عفاف المجتمع وسلامته.
                والنص يفترض أن الرجل والمرأ من الملائكة الذين لن يتنافرا مطلقًا، وإذا حدث زنى من احد الطرفين هنا فقط يقع الطلاق، دون مراعاة لأى ظروف أخرى قد تجعل الحياة جحيمًا أو مستحيلة بين الطرفين. متعللين بأن الذرية أهم الزوجين، وعلينا أن نراعى تربيتهم فى وسط الوالدين، تربية نفسية سليمة. ونسوا أنه من الممكن أن يربى الطفل مع أمه فقط أو أبيه فقط عند موت احد الوالدين أو سفره فى عمل ما. ونسوا كذلك أنه إذا تحول البيت الذى يربى فيه الطفل إلى مسرح من الكيد والضغينة وهضم كل طرف حق الآخر، والصراع بينهما، وتمنى كل منهما الموت للآخر، فلن يربى الطفل تربية نفسية سليمة مطلقًا.
                وكيف تثبت جريمة الزنى؟ هل ستعترف المرأة بخيانته لينبذها كل المجتمع وتعيش باقى عمرها دون غطاء رجل؟ أم ترى أنها ستقوم بشرب ماء الخطيئة الممزوج بالتراب، ليثبت إن مرضت زناها؟ وبطبيعة الحال سوف تمرض من شرب الماء بالتراب حتى لو كانت قديسة!! (19وَيَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ وَيَقُولُ لهَا: إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ. 20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. 21يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ. 23وَيَكْتُبُ الكَاهِنُ هَذِهِ اللعْنَاتِ فِي الكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. 28وَإِنْ لمْ تَكُنِ المَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَل كَانَتْ طَاهِرَةً تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ». 29هَذِهِ شَرِيعَةُ الغَيْرَةِ. إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ 30أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ يُوقِفُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَعْمَلُ لهَا الكَاهِنُ كُل هَذِهِ الشَّرِيعَةِ 31فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ وَتِلكَ المَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا.) العدد 5: 19-31
                (10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»)
                لقد رفض الفريسيون الرأى الشخصى الذى سمعوه من يسوع، ولم يسمعوا شيئًا عنه من موسى أو الأنبياء. وقالوا ما الذى يجبرنا على العيش مع امرأة نكرهها، أو تكرهنا؟ فعدم الزواج فى هذه الحالة أفضل. وأجابهم أن هذا الكلام لن يقبله جميع الناس. وعلى ذلك فهو ليس تشريع عام إجبارى على كل الناس، ولن يقبله كل الناس، (بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم) فقط. (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم. 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».)
                إلا أنه علل قوله بعدها بكلامه عن الخصيان. فما علاقة الخصيان الذين ولدوا هكذا أو خصاهم الناس أو خصوا أنفسهم بموضوع الزواج والطلاق الذى كان يتحدث عنه؟ احذف الجملة (12)، واقرأ رده، فسوف تجد أن حذفها لن يؤثر فى السياق مُطلقًا!
                وإذا كان الرب يقول فى ناموسه: (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) التثنية 23: 1، فهل من الممكن أن يكون كاتب هذه الجملة من أعداء يسوع الذين أرادوا إظهاره بمظهر المخالف لتعاليم موسى والأنبياء، الأمر الذى يستتبع معه الحكم عليه بالقتل، ورفض نبوته؟
                س83- يقول إرمياء إن الرب أوحى له، أنه لا يحكمه أحد قط: (لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟) إرمياء 49: 19، ونقرأ فى الأناجيل أن يسوع حاكمه رئيس الكهنة وبيلاطس وهيرودس، فهل ينفى هذا الألوهية عن يسوع؟ أم أن الرب كذب على إرمياء وضلله كما ضلل بنى إسرائيل بعنترية كاذبة، وادعاء باطل؟

                تعليق


                • #9
                  س79- مازال وجود يسوع وموته وقيامته تثير الأوساط العلمية والمهتمين بالمسيحية، والمتتبعين ليسوع. بل تعدى الأمر أكثر من ذلك فكتب البروفيسور بارت إيرمان عن بطرس وبولس ومريم المجدلية، ويعتبرهم شخصيات خرافية من اختراع الكنيسة الأولى، ولا وجود لهم مثل يسوع وموته وقيامته.
                  والقارىء الواعى المدقق لروايات العهد الجديد عن يسوع تجده يرفض القصة من أساسها. فعلى سبيل المثال: من أول من قابل يسوع بعد قيامته؟ ومتى؟ وأين؟
                  فبينما يرى يوحنا فى الإنجيل المسمَّى باسمه (يوحنا 21: 11-18) أن يسوع ظهر أولا لمريم المجدلية فى يوم الفصح بجوار القبر، ولم تتعرف عليه، بل ظنته البستانى، وعندما تعرفت عليه نادته (ربونى)، وفسرها المترجم أنها تعنى (يَا مُعَلِّمُ) (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.) يوحنا 21: 16
                  وفى الحقيقة هى ترجمة خاطئة، فهى تصغير لهذه الكلمة (معلمى الصغير) أو (معيلمى)، قالتها تدليلا له، وهى صيغة لا تُستخدم إلا بين الأصدقاء أو الزوجين. الأمر الذى دفع البعض للظن أن يسوع تزوج بها، أو كان بالفعل متزوجًا ها، وأنهما سافرا إلى اليونان، وأنجبا أطفال.
                  ولم يذكر لنا يوحنا كيف ظنته المجدلية البستانى؟ فهل خلع الأكفان عنه وسرق ملابس بستانى؟ أم ترى أنه عمل مقايضة مع بستانى وأخذ ملابسه؟ وفى هذه الحالة سيكون البستانى هو أول من ظهر له! وماذا فعل بالأكفان؟ أم كان فى أكفانه ولم تتعرف عليه المجدلية؟ هل كان يتحرك فى أكفانه فى باقى القرية؟ وهل يمكن التحرك فى أكفان الملفوفة والمربوطة حول الجسم؟ أم كان مختبأ وصُلب من صُلب مكانه، ثم ظهر هو بعد ذلك ليُثبت للناس عناية الله به، وأن الله أبدل الشرير مكان الصديق؟ (18اَلشِّرِّيرُ فِدْيَةُ الصِّدِّيقِ وَمَكَانَ الْمُسْتَقِيمِينَ الْغَادِرُ.) أمثال 21: 18
                  وهى تحقيق لنبوءات عدة فى المزامير، منها المزمور 20: 6 (6اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ.)، وهو ما عبر عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين قائلا: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
                  أم خلع الأكفان عنه ومشى عاريًا كما فعل إشعياء من قبل بإذن من الرب نفسه؟ (2فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: «اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِياً. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِياً ثَلاَثَ سِنِينٍ آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ) إشعياء 20: 2-3
                  إلا أنه عند لوقا تجد مريم المجدلية القبر فارغًا، ولا يعرف لوقا شيئًا عن لقاء يسوع الدرامى بمريم المجدلية. إلا أنه أول من التقاهم يسوع كانا اثنين من تلاميذه متجهين إلى قرية اسمها عمواس. ولم يتعرفا عليه بداية على الرغم من حديثه المطوَّل جدًا معهما.
                  (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. 21وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. ...) لوقا 24: 13-21
                  كذلك لم يذكر لوقا نوع الملابس التى كان يرتديها يسوع فى لقائه مع التلميذين المتجهين إلى عمواس، والتى ربما كانت ملابس بستانى.
                  والأغرب من ذلك أن يحكى لوقا أن النساء كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض حزنًا وحيرة على وجود القبر فارغًا، مع أنه من المفترض أن هذا الأمر يفرحهن ويجعلهن يهربن بعيدًا حتى لا يفضحن أمر قيامته، وخروجه من القبر، حتى لا تضطر السلطات للبحث عنه مرة أخرى! هذا لو كان يسوع قد أخبرهم بأنه سيقوم بعد ثلاثة أيام وثلاث ليالى كما تحكى الأناجيل ويُخالف الواقع الذى نقرأه فى باقى القصة. إذ لو كان يسوع أخبرهم أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام، لكان اتفق معهم على مكان الاتفاق، وما كان هناك داع لأن تأتى النساء إلى القبر الذى تحرسه القوى المعادية، حتى لا يلفت نظرهم إلى صدق ما سمعوه أنه سيقوم بعد ثلاثة أيام.
                  وعلى ذلك فقد اختلف يوحنا مع لوقا فبينما يظهر يسوع لامرأة واحدة عند يوحنا فى بادىء الأمر، ظهر عند لوقا لرجلين. وبينما كان اللقاء الأول بمن قابله عند يوحنا عند القبر، كان لقاؤه عند لوقا مع من قابلهما وهما متجهين إلى قرية عمواس، بعيدًا عن القبر، عن أورشليم بحوالى 60 غلوة كما تقول التراجم، و160 غلوة كما تقول بعض أصول المخطوطات اليونانية مثل: (نقلا بتصرف بسيط عن أ/ شريف حمدى: عن قصة البعث فى لوقا من المخطوطات)
                  المخطوطة السينائية (النوع السكندرى)، والمخطوطة K، والمخطوطة N، والمخطوطة ثيتا (النوع القيصرى)، والمخطوطات 079 و0211 (نوع بيزنطى)، ومخطوطات لاتينية، ومخطوطات سريانية من الانواع Syr-p و Syr_H ، ومخطوطات أرمينية وجورجية.
                  ومن كتابات الآباء: أوريجانوس (القرن الثالث)، يوسابيوس (أواخر الثالث وأوائل الرابع)، وجيروم ( القرن الرابع والخامس)
                  إذن فنحن أمام قراءة واسعة الانتشار فى كافة أنواع النصوص (سكندرية، وبيزنطية، و قيصرية) ، أى نجد هذه القراءة فى عدد كبير من الترجمات بلغات مختلفة، بل وفى أماكن جغرافية مختلفة تمامًا (أوروبا اللاتينية، الشرق السريانى، أرمينيا ، جورجيا). بل وعلى مدار زمنى واسع بدءًا من القرن الثالث وحتى القرون الوسطى. بينما تؤيد قراءة "الستين غلوة" بردية بودمر (من أواخر القرن الثاني أو أوائل الثالث) والمخطوطة الفاتيكانية (من القرن الرابع).
                  وبتأكيد ودعم من أشهر آباء الكنيسة، على مدار أكثر من 200 عام (أوريجانوس ويوسابيوس وجيروم). وليس من الهيِّن تجاهلها، خاصة أنه لا مصلحة لهم فى اضافتها، وعقليا يستحيل التفكير فى أنها مزورة للأسباب الآتية:
                  1- لا يمكن أن يضيفها انسان نصرانى من نفسه لأنها لن تخدم غرض ما فى نفسه، بل ضررها سوف يكون أكبر من نفعها.
                  2- كثرة المخطوطات وتنوعها التاريخى والنوعى والجغرافى يؤكد استحالة اعتبارها خطأ.
                  3- إن إضافة كلمة 100 اليونانية (ekaton) غير منطقية، إلا إذا حدث النقل الجماعى خطأ من مخطوطة أخطأ ناسخها من قبل فى النسخ. بل إن حذفها سهوًا أو عمدًا محتمل، للأسباب التى سنوردها فيما بعد. وعلى ذلك فإنه من الأرجح أن هذه هى القراءة الصحيحة من الشواهد التى لدينا.
                  لكن الأهم من هذه النقطة السابقة هى أين تقع قرية عمواس، التى لم تُذكر فى الكتاب المقدس إلا عند لوقا (24: 13)؟
                  بالطبع لا بد أن يكون هناك اختلاف كبير فى تحديد موقع هذه القرية: فهل هى تبعد 60 غلوة فقط (11 كم) عن أورشليم أم 160 غلوة (30 كم)؟ وهنا برزت اثنتان وهما عمواس اللطرون وعمواس القبيبة.
                  هناك خلاف شديد فى تحديد مكانها، فطبقا لكلام يوسفوس مثلا وأسفار المكابيين فان هناك عمواس فعلا وسميت فيما بعد باسم نيكوبولس انظر لهذا النص كترجمة انجليزيه من دراسة ألمانية عن هذا الموضوع. (الخلاصة): «فى التقليد وشهادة الآباء الأوائل، فقط عمواس (نيكوبوليس) هى عمواس التى فى قصة لوقا، فهناك طريقين يربطان عمواس باورشليم: أحدهما 147 غلوه تقريبًا (27 كم)،
                  والآخر 186 غلوه تقريبًا (35 كم)» هذا هو كلام الدراسة ويبدأ كلام المترجم بعده : "ولدينا إذن مسألتان متناقضتان، 60 غلوه هى الأفضل فى نسبة المخطوطات، لكن عمواس (نيكوبولس) ذات الـ 160 غلوه هى الأفضل فى التقليد المبكر، وربما هناك خطأ فى مخطوطة مبكره للغاية."
                  والمترجم يحاول أن يساوى بين المسألتين، لكن كما نرى فإن هناك شبه إجماع بين الآباء الأوائل على أن القراءة هى 160 غلوه ، ولاحظ أن بعضهم سافر فعلا الى فلسطين وعاش قريبا منها ، ويستحيل كما سبق أن قلنا أن نتصور أن هناك من أضاف كلمة مائة عمدًا دون أى مبرر، فالخطأ هو بالحذف لا بالإضافة كما نرى
                  اذن ما هى المشكله ؟
                  سأترك الموسوعة القياسية الكتابية تتحدث عن المشكلة تحت عنوان Emmaus
                  International Standard Biblical Encyclopedia
                  The distance, 40 miles there and back, is an almost impossible one for the narrative.
                  المسافه 40 ميلا جيئة وذهابا (حيث إن التلميذين ذهبا مشيا وبمجرد وصولهما عادا كما يقول لوقا نفسه "فقاما فى تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم") وهذا مستحيل حدوثه فى الأحداث. بغض النظر عن أن الموسوعة تقول إنها 40 ميا فى حين أن هناك دراسات أخرى (انظر دائرة المعارف الكتابية وموقع القديس تكلا) تقول إنها 44 ميلا، أى 22 ميلا للذهاب فقط، وهو بعد عمواس عن أورشليم.
                  In Crusading times this difficulty appears to have been realized, and on what grounds is not known, Kubeibeh at just over 60 stadia, Northwest of Jerusalem, was selected as the site of Emmaus. There a fine church was built which has in recent years been rebuilt and today a Franciscan hospice and school, attached to the church, and a newer German Roman Catholic hospice, combine with the considerable picturesqueness of the place itself to fortify the tradition.
                  فى زمن [الحروب] الصليبية فهم الصليبيون هذه المشكلة (بسبب وجودهم فى فلسطين ورؤيتهم للأمر بعين الواقع فعرفوا استحالته) وعلى أسس غير معروفة تم اختيار القبيبه على بعد 60 غلوة شمال غرب أورشليم كموقع عمواس، وتم بناء كنيسة، والتى تم إعادة بناءها واليوم يوجد مستشفى ومدرسة للفرنسيسكان ملحقة بالكنيسة، بل ومستشفى كاثوليكيهة ألمانية اشتركت مع تعاقب الأحداث السابقة على المكان لتقوية التقليد (القائل بالستين غلوه).
                  أى إن النصارى وجدوا عمواس بعيدة جدًا عن أورشليم وأنه من المستحيل تحقق القصة وتصديقها بهذه الصورة، أى يستحيل أن يمشى الرجلان أكثر من 30 كم، ثم العودة فى نفس اليوم. فماذا يفعلون؟ صححوا ما أخطأ فيه الرب، وطمسوا أخطاءه، فاخترعوا عمواس جديدة: اختاروا مكانا يبعد عن أورشليم ب 60 غلوة وبنوا عليها كنيسة ومستشفى وغيرها وقالوا إن هذه هى عمواس. الأمر الذى يؤكد مرة بعد مرات أن كُتَّاب هذه الأناجيل ليسوا من تلاميذ يسوع، أو ممن عرفوا فلسطين وعاشوا فيها. إنها حكايات تناقلتها الألسن ووصلت للبعض مبتورة أو ناقصة أو خاطئة. والأنكى من ذلك أن تشترك الكنائس فى هذا التدليس. إنه تحريف وتدليس واختراع تاريخ غير موجود، واختراع أماكن جغرافية، بل امتد الأمر إلى اختراع الإله نفسه، وتجسده وموته وقيامته.
                  ويُظهر نص الموسوعة القياسية للكتاب المقدس كذب وتزوير هذه القصة، فلابد أنها مدسوسة لتُثبت قيامة يسوع بشهود من عصره. والتزوير الصليبى على أرض فلسطين يؤكد أن عمواس هى التى تبعد فعلا 160 غلوه وإلا لما احتاجوا لإنشاء اخرى وهى (عمواس القبيبة).
                  وبعد كل هذا التحرف المكانى نسوا نقطة هامة وهى أن يسوع مشى معهم وأخذ يذكرهم بكل ما قيل عن يسوع فى العهد القديم، وقد ابتدأ يسوع حديثه بسبهم ونعتهم بالغباء، ويُستبعد أن يتقبل التلميذان هذا الأسلوب من رجل غريب يعرفاه لأول مرة، حيث تحكى القصة أنهما لم يعرفاة إلا بعد أن وصلوا إلى عمواس ودخلوا بيت أحدهما، ولو عرفاه وقتها لكذب لوقا فى روايته، ولو لم يعرفاه لصدق وصفهما بالغباء والعمى، ولسقطت شهادتهما وروايتهما هذه: (25فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ 26أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» 27ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. 28ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ. 29فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا) لوقا 24: 25-31
                  وسذاجة الرواية تتضح فى نقطة أخرى أيضًا وهى أنهما لم يعرفاه لا من صوته، ولا من ملابسه، ولا من هيئته الجثمانية، ولا من توبيخهم المعتاد لكل التلاميذ، بل عرفاه بعد أن أخذ الخبز وبارك وكسَّر وناولهما، وهى عادة يهودية عادية عند الطعام تشبه التسمية عند المسلمين قبل الأكل. فكيف هذا؟ ولماذا يكسر هو الخبز ويناولهما وهو الضيف عند أحدهما؟ ألا يفعل هذا المُضيف؟
                  ولو حسبنا مقدار المسافة التى ساروا فيها سويًا يشرح لهم يسوع عن كل تنبؤات العهد القديم به، وأنه سوف يتألم ويُصلب ويموت ثم يُبعث مرة أخرى، لملأ هذا مجلدات: زمن يقطع فيه المرء 30 كم متحدثًا. فهل ذُكر يسوع فى العهد القديم عدد من المرات يملأ هذه الفجوة الزمنية؟ ثم ما الذى يحوج الإله إلى الاستشهاد بكتاب ما، حتى لو كان هذا كتابه؟
                  إن العقل والتزوير الجغرافى والتاريخى الذى دأب عليه الأقدمون، وسايرهم المحدثون فيه، وكل ما ذكرناه من سند القصة ومتنها، ليؤكد أن هذه القصة مختلقة، ولا أساس لها من الصحة أو الواقع.
                  نعود مرة أخرى إلى الشاهد الأول على قيامة يسوع من الموت بين الأناجيل. ونطرح السؤال مرة أخرى: مَن الذى يقول الحق: هل هو لوقا أم يوحنا؟ فى الحقيقة لا أحد منهما. فقد كذب الاثنان تبعًا لرواية بولس الأولى لأهل كورنثوس 15: 5-6: (5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.)
                  يقول بولس إن يسوع ظهر أولا لصفا ثم للاثنى عشر، على الرغم من أنهم كانوا فقط احد عشر لموت يهوذا قبل موت يسوع، ولم يتم تعيين متياس إلا بعد صعود يسوع أى بعد أربعين يومًا (3... وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. 4وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي ... 9وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. ... 26ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً.) أعمال الرسل 1: 3-26
                  أما الاختلاف الأخير فى هذه القصة هو ما يحكيه مرقس (1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2وَبَاكِراً جِدّاً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» 4فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيماً جِدّاً. 5وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ فَانْدَهَشْنَ. 6فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. 7لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8فَخَرَجْنَ سَرِيعاً وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئاً لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. 9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِراً فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. 11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا. 12وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاِثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هَذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هَذَيْنِ.) مرقس 16: 1-13
                  والذى يُصدق هذه الرواية يجد الكثير من المتناقضات بينها وبين القصص الأخرى. فهو هنا ظهر لمريم المجدلية التى لم تكن بمفردها، بل ذهبت مع (مَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ)، وعنى ذلك أنه ظهر عند مرقس لثلاثة نساء وليس لواحدة فقط كما يقول يوحنا أو اثنين من الرجال كما يقول لوقا، أو لصفا كما يقول بولس. ثم قبل أن يلتقى بتلاميذه التقى باثنين من الرجال كانا متجهين إلى البرية (الصحراء)، وليس إلى قرية عمواس.
                  أما أمر الرجل الذى يلبس البياض، والذى عرفت الزائرات أنه ملاك، ولا تسأل كيف؟ فهن لم يرين ملاكًا من قبل. وكلام يسوع للنساء أن يسبقنه إلى الجليل وهناك سوف يرى باقى التلاميذ فيه من المبالغات ما لا يصدقه عقل. فالمسافة بين القدس حيث كان القبر ومدينة ناصرة الجليل حوالى 135 كم. فهل ذهب أو سافر يسوع طوال هذه المسافة دون أن يراه أحد أو يبلغ عنه الكهنة أو الرومان؟ ولماذا لم يسافر معهم ليكونوا له سندًا وحفظًا من أى اعتداء آخر؟ أم فقد فيهم الأمل، وتعلم من تخليهم عنه المرة الأولى؟
                  ويقول متى (5فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». 8فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».) متى 28: 5-10
                  ومعنى ذلك أن مرقس ومتى اتفقا على أن لقاء يسوع بعد المجدلية والنساء سيكون بالتلاميذ كلهم، وسيكون فى الجليل. وهذا بخلاف يوحنا الذى التقى بهم فى أورشليم، فى مكان اجتماعهم، وظهر لهم يسوع من تلقاء نفسه، دون أن يبلغ مريم المجدلية عن لقاء سيتم بينهم فى الجليل أو غيره، لقد باغت التلاميذ بظهوره، ولكنه أخبرها أن تقول لهم إنه سيصعد إلى إلهه وإلههم: (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هَذَا. 19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ».) يوحنا 20: 17-19
                  فلمن ظهر يسوع أولا؟ ومتى ظهر للتلاميذ؟ وأين التقى بهم لأول مرة؟
                  س80- إن كسر وصية السبت يستحق الموت رجمًا: (8اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.) خروج 20: 8 ، (12اِحْفَظْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ كَمَا أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) التثنية 5: 12، (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا.) الخروج 31: 14
                  لقد كان السبت إذن من الأيام التى كان بنو إسرائيل يقدسونها، وكان هذا اليوم لله، أى لا يجوز فيه العمل من أجل الربح بأى حال من الأحوال. لكن يجب فيه العبادة وإرضاء الله تعالى بعمل الخير، والعمل على شفاء الناس، وإنقاذ الحيوان، والحفاظ على تعاليمه من الختان وغيره من كل عمل فيه الخير للبشر أو الحيوان أو البيئة. وقد أكد ذلك الأنبياء من قبل، منهم إشعياء ومنهم عيسى عليهما السلام، دون تفرقة بين كونها وصية واجبة الاتباع والحفاظ عليها، وبين فهم كنهها الحقيقى والغرض من تشريعها: تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (سبت): (فإشعياء يشجب حفظ السبت شكلياً فى زمانه (1: 12 و13)، ويقرر أن حفظ السبت حقاً هو رجوع الإنسان عن طرقه وعن عمل مسرته، والتلذذ بالرب (58: 13و14).) (13إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّماً وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ 14فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ.)
                  وعلى ذلك فلم يُخالف يسوع أى وصية فى نظر اليهود حتى يوجه له اليهود اللوم أو يتهمونه بأنه لم يحفظ السبت وكسر الوصية.
                  لكن لو وجه له اليهود كسر الوصية واتهموه بعدم اتباع الأنبياء وعدم حفظ السبت لدل هذا على أنهم لم يعتبرونه إلهًا بأى حال من الأحوال، ولا أنهم سمعوا منه ما يدل على تأليه نفسه، ولا علموا عنه ذلك، لأن كل هذا كان أولى لهم وأوجب عليهم أن يحاكموه بسببه، وسيكون هذا هو السبب الحقيقى لرجمه. وعلى ذلك فإن تأليه يسوع جاء بعد رفعه وانتهاء الجيل الأول الذى تعلم الدين عن حق، حيث لم يعلم يسوع إلا علانية، ولم يستأثر أحد بعلم خاص: (أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.) يوحنا 18: 20
                  ويستحيل أن تكون هذه الأحداث قد حدثت لأن اليهود كانوا يتربصون بيسوع، ولو كسر يسوع الناموس قيد أنملة لرجموه من فورهم. ولو اتهموه زورًا لأثبتوا للناس جهلهم، وأنهم غير جديرين بقيادتهم روحيًا، أو ناموسيًا. وعلى ذلك فإن هذا اللوم كتبه كاتب هذا الإنجيل الذى لا يعرف شيئًا عن اليهودية أو قانون اليهود وكيفية تعايشهم مع السبت.
                  س81- يقول متى على لسان يسوع: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
                  فهل بدأ يسوع بنفسه وقام بإخصاء نفسه كقدوة لجماعة المؤمنين؟ وخاصة أنه لن يحتاج الخصيتين وتوليد الحيوانات المنوية فى شىء، بل بعد صعوده إلى يمين أبيه فلن يحتاج عضوه كله.
                  ونعلم من التاريخ أن تلاميذ يسوع كانوا متزوجين، فلماذا لم يقم أحدهم بإخصاء نفسه، وهم الجيل الأول من المؤمنين، بل هو الأقوى إيمانيًا؟ فهل قال يسوع هذه الجملة بالفعل؟ أم أنها من وضع أناس أرادوا أنقراض النصارى والخلاص من أتباع يسوع؟
                  إن هذا النص مخالف لتعاليم الناموس، وهو من أسباب غضب الرب على المجبوب أو المخصى بالرضى، ولن يدخله الله ملكوته. فكيف خالف يسوع الناموس وتعاليم الرب ويتركه اليهود؟ (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) التثنية 23: 1، وكيف يجعل دخول الملكوت لمن يخصى نفسه بالرضى مُخالفا قول الرب فى كتابه، ومخالفًا قول نفسه فى أنه لم يأت لينقض شيئًا من الناموس أو الأنبياء؟ (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                  س82- عودة مرة أخرى إلى النص السابق، ونذكره فى سياقه الكامل، حيث أنه من الأهمية بمكان لأنه يتعلق بالطلاق: (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». 10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 3-12
                  ونقسم الموضوع إلى الآتى:
                  (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟»)
                  إن معنى تجربة الفريسيين له، أنهم يريدون أن يتصيدوا له الأخطاء. وهذا سؤال ساذج، لا يتوقع منه اصطياد يسوع فيه شىء، إذ عرف عنه أنه لم يُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء فى شىء، كما صرح هو نفسه فى (متى 5: 17-18). فهل توقعوا مثلا أن يُخالف يسوع وصية من وصايا الله تعالى لموسى؟
                  (4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ».)
                  والأغرب من ذلك أن يحيلهم يسوع إلى الكتاب وما كُتب فيه (أما قرأتم)، مؤكدًا على أهمية ما جاء فى الكتب السابقة، وأن هذه هى إرادة الله تعالى. فلماذا يُخالفها إذن بمنع الطلاق وتحريمه متعللا أن هذه هى إرادة الله وما أنزله فى الكتاب؟
                  أما قوله (فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ)، نعم صدق فى ذلك! لكن نفهمها فى إطار شرعية الكتاب ، فنحن المسلمين نتزوج ونجتمع على كتاب الله وسنة رسوله، ونفترق أيضًا على كتاب الله وسنة رسوله. إذ شرع الله تعالى لا يُجمِّع فقط، بل يفرق أيضًا. ويجمِّع المؤمنين المهتدين، ويفرق المعاندين أو الكفار أو حتى من أصابهم البرص عن جماعة المؤمنين إما بالتفرقة والعزل وإما بالقتل أو غيره.
                  ويدل على فهمنا الصحيح للنص أن النص الذى أحال تجميع الإنسان بزوجه إلى الله، جاء قبلها مُحالا إلى إرادة الإنسان نفسه: فالرجل هو الذى يسعى إلى الزوجة تاركًا أباه وأمه: (مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً) فلماذا ينسب النص التجميع بين الزوجين للإنسان، بينما لا ينسب الطلاق أيضًا للإنسان، وينسبه لله؟ وهل يستطيع الإنسان أن يجتمع بزوجة أو يفترق منها إلا بإرادة الله تعالى؟
                  لكن لماذا يريد الرب أن يجمع زوجة نافرة عنيدة مع زوج طيب تقى لتَفسد الأسرة بأكملها؟ ولماذا يريد الرب أن يجتمع أب يتعاطى المخدرات مع زوجة تقية تحرص على تربية ذريتهما؟ لمصلحة من تُهدم الأسر باسم الرب؟ هل هذا التنافر المجتمع تحت سقف واحد سينجب مجتمعًا صالحًا؟
                  والغريب أن الفريسيين تقبلوا الأمر بصدر رحب، ولم يحاولوا النيل منه، على الرغم من أنهم كانوا يجربونه ليتصيدوا له خطأ، (7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟»). إن الإجابة الطبيعية على هذا السؤال هو لأن الله أمره بذلك، فليس هذا تشريع موسى عليه السلام، بل تشريع الله له. وهو ملزم لموسى وعيسى وما بينهما من أنبياء. وقد أكد يسوع أنه لم يأت لمخالفة أو هدم أى تعليم من تعليم موسى أو الأنبياء.
                  إلا أنك تقرأ أن موسى فعل ذلك من أجل قساوة قلوب اليهود!! ما معنى هذا؟ ألم يعلم الرب الأمة التى يشرع لها، وأى تشريع يناسبها؟ وهل يتغير التشريع وإرادة الرب من أجل أناس أم يتغير الناس تبعًا لتشريع الرب ومراده؟ (8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.) ولو كان التشريع من البدء لم يكن هكذا، فمعنى ذلك أن موسى نسخ شرع الرب، وأن يسوع نسخ تشريع موسى. وإن أحسنا الظن فى فهم هذه الفقرة، فإن الرب نسخ تشريعه السابق وتغير فى تشريع موسى، ثم عاد مرة أخرى إلى التشريع القديم على يد يسوع. فلماذا تدعون عدم وجود النسخ فى تشريعكم؟
                  (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».)
                  حذفت الترجمة العربية المشتركة، والترجمة البولسية، والترجمة الكاثوليكية اليسوعية آخر هذا النص السابق، والذى يتعلق بزواج المطلقة فحذفوا (وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي)، ولم يبق عليها إلا ترجمة الفاندايك وترجمة كتاب الحياة. وطبعًا العمل بهذا النص المحذوف يحرم المطلقة من الزواج والتعفف، وهذا ليس من حقوق الإنسان، ولن يؤدى إلى عفاف المجتمع وسلامته.
                  والنص يفترض أن الرجل والمرأ من الملائكة الذين لن يتنافرا مطلقًا، وإذا حدث زنى من احد الطرفين هنا فقط يقع الطلاق، دون مراعاة لأى ظروف أخرى قد تجعل الحياة جحيمًا أو مستحيلة بين الطرفين. متعللين بأن الذرية أهم الزوجين، وعلينا أن نراعى تربيتهم فى وسط الوالدين، تربية نفسية سليمة. ونسوا أنه من الممكن أن يربى الطفل مع أمه فقط أو أبيه فقط عند موت احد الوالدين أو سفره فى عمل ما. ونسوا كذلك أنه إذا تحول البيت الذى يربى فيه الطفل إلى مسرح من الكيد والضغينة وهضم كل طرف حق الآخر، والصراع بينهما، وتمنى كل منهما الموت للآخر، فلن يربى الطفل تربية نفسية سليمة مطلقًا.
                  وكيف تثبت جريمة الزنى؟ هل ستعترف المرأة بخيانته لينبذها كل المجتمع وتعيش باقى عمرها دون غطاء رجل؟ أم ترى أنها ستقوم بشرب ماء الخطيئة الممزوج بالتراب، ليثبت إن مرضت زناها؟ وبطبيعة الحال سوف تمرض من شرب الماء بالتراب حتى لو كانت قديسة!! (19وَيَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ وَيَقُولُ لهَا: إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ. 20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. 21يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ. 23وَيَكْتُبُ الكَاهِنُ هَذِهِ اللعْنَاتِ فِي الكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. 25وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنْ يَدِ المَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلى المَذْبَحِ. 26وَيَقْبِضُ الكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلى المَذْبَحِ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَسْقِي المَرْأَةَ المَاءَ. 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. 28وَإِنْ لمْ تَكُنِ المَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَل كَانَتْ طَاهِرَةً تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ». 29هَذِهِ شَرِيعَةُ الغَيْرَةِ. إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ 30أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلاً رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلى امْرَأَتِهِ يُوقِفُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَعْمَلُ لهَا الكَاهِنُ كُل هَذِهِ الشَّرِيعَةِ 31فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ وَتِلكَ المَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا.) العدد 5: 19-31
                  (10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!»)
                  لقد رفض الفريسيون الرأى الشخصى الذى سمعوه من يسوع، ولم يسمعوا شيئًا عنه من موسى أو الأنبياء. وقالوا ما الذى يجبرنا على العيش مع امرأة نكرهها، أو تكرهنا؟ فعدم الزواج فى هذه الحالة أفضل. وأجابهم أن هذا الكلام لن يقبله جميع الناس. وعلى ذلك فهو ليس تشريع عام إجبارى على كل الناس، ولن يقبله كل الناس، (بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم) فقط. (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم. 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».)
                  إلا أنه علل قوله بعدها بكلامه عن الخصيان. فما علاقة الخصيان الذين ولدوا هكذا أو خصاهم الناس أو خصوا أنفسهم بموضوع الزواج والطلاق الذى كان يتحدث عنه؟ احذف الجملة (12)، واقرأ رده، فسوف تجد أن حذفها لن يؤثر فى السياق مُطلقًا!
                  وإذا كان الرب يقول فى ناموسه: (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) التثنية 23: 1، فهل من الممكن أن يكون كاتب هذه الجملة من أعداء يسوع الذين أرادوا إظهاره بمظهر المخالف لتعاليم موسى والأنبياء، الأمر الذى يستتبع معه الحكم عليه بالقتل، ورفض نبوته؟
                  س83- يقول إرمياء إن الرب أوحى له، أنه لا يحكمه أحد قط: (لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟) إرمياء 49: 19، ونقرأ فى الأناجيل أن يسوع حاكمه رئيس الكهنة وبيلاطس وهيرودس، فهل ينفى هذا الألوهية عن يسوع؟ أم أن الرب كذب على إرمياء وضلله كما ضلل بنى إسرائيل بعنترية كاذبة، وادعاء باطل؟

                  تعليق


                  • #10
                    س84- هل تعرف أن يهوه وزوجته من الآلهة الوثنية؟ وهل تعرف أن الكتاب المقدس يشجع على الوثنية ويمجد الشيطان على حساب الرب؟
                    وفى الحقيقة تجد أيضًا عكس ما أقوله وما ستقرأه فى الأسطر القادمة!!
                    هل تعرف من يهوه هذا؟ ستُصعق عزيزى المسيحى إن علمت كم أنت مُضلَّل فى هذا الدين وفى هذه العقيدة!!
                    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): «ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها»
                    وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: «مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"».
                    إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.
                    فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟
                    وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟
                    وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟
                    وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟
                    ألم أقل لك عزيزى اليهودى والمسيحى إنها كارثة الكوارث؟!
                    هل قصَّرَ موسى  فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم ، وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فأنتم اليوم تسيرون وراء أناس قد ضلوا ، وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم ، فقد شاءت إرادة الله هذا إما لمجىء كتاب آخر سيهيمن عليه ، ويتولى الله حفظه وعنايته ، وإما لغضبه عليهم فرفع أقدس ما فى الكتاب منه ، وهو اسمه.
                    ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى  أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ وإذا ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!
                    وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15
                    وفى ترجمة الآباء اليسوعيين: (أنا هو مَن هو)
                    وتقول الترجمة العربية المشتركة: (أنا هو الذى هو) ، فهل هذا اسم أم تحايل للهروب من الإجابة؟
                    والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرَف باسمه الشخصى.” وهذا اعتراف آخر من الترجمة المشتركة للكتاب المقدس تُثبت عدم معرفة بنى إسرائيل لاسم الله.
                    وإذا كان الله امتنع عن إخبارهم باسمه ، فكيف تجرأوا وأطلقوا عليه اسماً ليس اسمه؟ فهل هذا من الأدب مع الرب أن يُسموه باسم ليس اسمه؟ ألا يدل هذا على التحريف والحرية التى تمتع بها كهنة بنى إسرائيل فى نصوص كتابهم؟
                    وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!
                    فأين اسم الله؟ هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وألا يدل ضياع اسم الله من الكتاب على تسلط الشيطان عليه؟
                    وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24
                    وبما أن اليهود هم الذين واختاروا اسمه فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين:" حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وسنأتى لهذه الصفات فيما بعد.
                    والمثير فى هذا الموضوع هو تضارب ما قاله لموسى من قبل فى (خروج 3: 13-15) مع ما قاله من بعد: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3 فما الذى دعاه إلى تغيير اسمه فيما بعد؟ وكيف وافق الرب بنى إسرائيل على هذا الاسم الذى أطلقوه عليه والذى لا معنى له؟
                    وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: ”3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)“.
                    وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.
                    وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟
                    فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
                    تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهاً لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟
                    هل يكفيك أن تعرف صفاته فقط؟ ماذا سيكون حالك عندما تعرف صفة من الصفات ولا تعرف صاحبها؟ ألا يقود هذا إلى الضلال؟ تخيل أن الناس تتكلم عن طبيب جراح ممتاز ، وكل ما يعرفونه عنه أن هناك طبيب ممتاز ، ولا يعرفون اسمه. أليس من السهل أن يُخطىء الإنسان فى هذا الطبيب ويظن أن هذا الطبيب هو آخر خاصة إذا اشتركا فى نفس الصفة؟ أليس من السهل أن ينتحل أى جرَّاح آخر مهمته؟ وكيف يتمايز الأطباء إن كان هناك أكثر من شخص لهم نفس الصفة؟ ألا تضيع الحقيقة وسط هذه الترهات؟
                    بمعنى أنه إذا كان الإله الذى أعبده (سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل) رحيماً، فإنه يوجد الكثير من الرحماء بين البشر ، وإذا كان ودوداً ، فهناك الكثير من الناس الودودة. فكيف يتعيَّن لى أن الذى أعبده هو الإله الحق؟ فإن الصفات بمفردها لا تغنى عن الاسم.
                    نضرب مثلاً لذلك من الكتاب المقدس:
                    إن الله هو القوى ، وهو المتسلط على البشر بحكمه وعلمه وعدله ورحمته:
                    وذلك مصداقاً لقول الكتاب: (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17
                    (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
                    (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26
                    (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
                    وكان الشيطان قوياً، حيث أسر الإله المتجسد لمدة 40 يوماً ، يأمره بما شاء ، ويحركه كيفما يريد ، وتركه وقتما أراد. بل أكثر من ذلك فإن الشيطان أمر الإله بالسجود له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ) لوقا 4: 1-11
                    وأكثر من ذلك فقد قبضوا على الإله وأهانوه وأذلوه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم أعدموه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31
                    إذاً لقد تساوى الثلاثة فى القوة: الإله بما ادعاه لنفسه ، والشيطان بما فعله مع الرب ، واليهود لأنهم أعدموا الرب صلباً، وعلى ذلك لا يمكننا أن نكتفى بالصفات فقط، بل علينا معرفة اسم الإله.
                    وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و”"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18)، و"بعلزبول" (مت 12: 24)، و"بليعال" (2كو 6: 15)، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"الكذاب" (يو 8: 44)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)“. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
                    ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفاً له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفاً له ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
                    بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.
                    عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد ، غير قابل للتثنية والجمع ، لأن الله واحد ، ولا شريك له ، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟
                    فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسوه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء ، يظهر 7000 مرة تقريباً في الأسفار العبرانية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» او «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هنالك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه.
                    فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟ فقد يتفق اليهود والمسلمون فى الكثير من صفات الله ، لكن أين اسم (الله) فى الكتاب بأكمله؟ وطبعاً لم ينس المترجم إلى اللغة العربية أن يكتب مكان يهوه أو ألوهيم أو زيوس التى جاءت فى العهد الجديد كلمة الله ، على الرغم من أن صغار المترجمين يعلمون أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح لا يُترجم تحت اسم master Lamp ، ولا تُترجم كلمة السيدة صباح إلى Mrs Morning ، وليس لديهم سبباً مقنعاً عن ترجمة أسماء الأعلام فى كتابهم!!
                    فقد كان اسم الله إذاً معروفاً بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذباً باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.) ، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية ، وفى العبرية كتبوا (يهوه).
                    الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه ، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: إرمياء 23: 25-27 (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.)
                    واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى ، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26
                    وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
                    والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
                    فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا؟
                    هل تتخيلون أن الأناجيل الثلاثة الأولى المتوافقة لم يذكر فيها أن يسوع علم الناس اسم الله الأعظم؟
                    وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه ، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                    وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
                    وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11
                    وأين نجد اسم الله البار ، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم ، فأين هو فى الكتاب؟ (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                    فما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
                    وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركاً إلى الأبد؟
                    لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                    وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
                    وإلى هنا نكون قد علمنا يقينًا أن يهوه ليس اسم الله، ولكنه اسم مخترع، يتجنبوا به نطق اسم الله الحقيقى، وهو الله، الذى عثر عليه عشر مرات فى سفر دانيال فى نسخة سفر دانيال الأرامى الذى عثر عليه فى كوم عمران، كما يخبرنا العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (معالم أساسية ضاعت من المسيحية) ، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
                    http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
                    وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
                    عزيزى المسيحى احذر أن تكون من الهالكين! إن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                    اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا 7: 2-3
                    وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1
                    وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوباً على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4
                    لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6
                    فكن عزيزى المسيحى عبداً من عباد الله ، الذين يحملون اسم الله على جباههم فى الآخرة ، والذين يعرفون اسم الله فى الدنيا ، الذين يحبهم الله ويعتبرهم خاصته ، ومن كل ضيق ينجيه: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                    نرجع إلى يهوه والإكتشافات الآثارية الحديثة:
                    نشرت جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت بعنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“، جاء فيها أن هرتسوغ قال: ”إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة ، يهوه شومرون وايشراح ، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة“.
                    وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت ، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا ، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة) ، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه ، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)
                    http://www.almotamar.net/news/print....567&mode=print
                    وهكذا أثبتت الحفريات التى يتغنى بها المدافعون عن صحة وحى الكتاب المقدس ليثبتوا صحة كتابهم أن إلههم يهوه كان إلهًا وثنيًا له زوجة اسمها إيشاح.
                    ومعنى هذا كله أن إلههم ليس له اسم، وهم يعبدون سراب.
                    ومعنى قول يسوع (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.) وهو مازال غير موجود ليدل على هيمنة اليهود على هذه الكتب وتحريفهم إياها.
                    ثم بعد ذلك شهد يسوع شهادة الحق أنه لا إله إلا الله، وأنه عبد الله ورسوله، فقال إن كل ما عمله أو قاله فهو من عند الله تعالى، صاحب الرسالة التى أعطاها لرسوله يسوع ليعلمها لبنى إسرائيل: (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8
                    ونواصل دفاع الرب عن الوثنية فى الكتاب المقدس، فمن دفاع الرب عن الشيطان، واستعانته به فى إغواء أخاب، وتقربه إليه بمساواته الشيطان به فى التقدمة، وباعتقال الرب من الشيطان لمدة أربعين يومًا فى الصحراء، إلى دفاعه عن الإلهة أشيرة زوجته، وإبادة البعل، حتى لا يبقى فى المعبد غير يهوه وأشيرة.
                    إن الإلهة أشيرة هى إلهة سورية من أغاريت، عثر على اسمها مقرونًا بالإله الخالق إيل، وكانت تختص بالإخصاب والنماء، وكانت زوجة الإله الخالق إيل. ونعتت فى اللغة المسمارية بلقب "خالقة الآلهة"، و"سيدة الآلهة"، فقد أنجبت 70 إلهًا وإلهة. وكانت تصور على أنها شجرة منمنمة على سارية وضعت فى المعبد.
                    جاء اسم إشيرة حوالى 40 مرة فى الكتاب المقدس، فذكرت بالاسم وبالصفة كسارية. وتبين المقتنيات الأثرية أن أشيرة كانت فى إسرائيل بمثابة زوجة يهوه، وعبدت معه هناك. فقد عثر على وعاء خزفى يرجع إلى ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، يُستخدم للتخزين مكتوبًا عليه أن أشيرة عبدت فى إسرائيل كزوجة ليهوه. يقول هذا النقش الغائر: (... باركتكم عن طريق يهوه وأشيرته. ... ... فليباركك وليحفظك وليكن مع سيدى).
                    وبالقرب من خربة الكوم (بالقرب من حبرون) وجد هذا النقش الغائر: كتب أورياهو الغنى الآتى: مبارك أورياهو من ياهو – لقد أنقذه من المصائب التى تحيط به عن طريق أشيرة. كما ذكرها نقش غائر أرامى على أنها ربة تيمان.
                    إن كلمة أشيرة (تُجمع أشيريم و أشيروت) وهى تعنى جذع شجرة ذات غصون، كانت توضع فى الأرض بدون جذور تقديسًا لهذه الإلهة، وهو ما يمكننا فهمه من العديد من الفقرات الإنجيلية: (21«لا تَنْصُبْ لِنَفْسِكَ سَارِيَةً مِنْ شَجَرَةٍ مَا بِجَانِبِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي تَصْنَعُهُ لكَ) التثنية 16: 21
                    (23وَبَنُوا هُمْ أَيْضاً لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ وَأَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ مُرْتَفِعٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.) ملوك الأول 14: 23
                    (10وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.) ملوك الثنى 17: 10
                    (7وَوَضَعَ تِمْثَالَ السَّارِيَةِ الَّتِي عَمِلَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: [فِي هَذَا الْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.) ملوك الثانى 21: 7
                    وفى الملوك الثانى نقرأ أن النساء ينسجن بيوتًا أو خيامًا لأشيرة، ويُخمن أن هذه البيوت المغلقة كان لها علاقة بطقوس جنسية وأهداف غير أخلاقية، حيث كانت عبادة الأوثان تكون دائمًا مرتبطة بالطقوس المنافية للأخلاق. (7وَهَدَمَ بُيُوتَ الْمَأْبُونِينَ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ النِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ.) الملوك الثانى 23: 7
                    وكل هذه الأصنام التى بداخل معبد الرب لتدل على مدى بُعد بنى إسرائيل عن عبادة الإله الحى الذى أمر بعبادته وحده والبعد عن الأوثان بكل أشكالها، وعلى الأخص البعل. فعلى أى أساس سمُّوا أنفسهم شعب الله المختار؟ وكيف سيكون شعب الله الملعون أو المغضوب عليهم أو المطرود من رحمته إذن، إذا كان عبدة الأوثان هم شعب الله المختار؟ أو قوة البعل على قوة الإله، ومنافسته له، وتحدى الشيطان له، حتى جعل ما يسمونه بالعهد الجديد الشيطان هو "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11):
                    (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                    (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                    (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                    أو استمرار تأثر كتبة هذه الأسفار بالأوثان، وتعلق قلوبهم بها، حتى جعلوا الرب يضع يده فى يد الشيطان، وتعاونا على الإثم والعدوان لينتقم من نبيه:
                    رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
                    بل جعلوا الرب نفسه يأمر نبيه هارون أن يساوى الشيطان به فى التقدمة، فيقدم للشيطان تيسًا مساويًا لتيس الرب:
                    هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                    ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!
                    ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)
                    كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟
                    اختلفت التراجم فى ترجمة كلمة (الوثن أشيرة)، وأترك القارىء يكتشف ذلك بنفسه ويتأمل السبب الذى يدفعهم إلى تغيير اسم علم أو ترجمته بالمعنى أو الصفة!
                    (6وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَاراً، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ.) ملوك الثانى 23: 6 ترجمة الفاندايك
                    (وأخرَج صَنَمَ أشيرةَ مِنَ الهَيكلِ خارِج أورُشليمَ، إلى وادي قَدرونَ، فأحرَقَهُ هُناكَ وحَوَّلَهُ غُبارًا وذَرَّهُ على قُبورِ عامَّةِ الشَّعبِ.) ملوك الثانى 23: 6 الترجمة المشتركة
                    (وأخرَج الوتدَ المُقَدَّسَ مِن بَيتِ الرَّبِّ إِلى خارِج أورَشَليم، إِلى وادي قدْرون. فأحرَقَه في وادي قِدْرون، وسَحَقَه رَمادًا ودرى رَمادَه على قبورِ عامَّةِ الشَّعْب.) ملوك الثانى 23: 6 الكاثوليكية اليسوعية
                    (وَأَخْرَجَ تِمْثَالَ عَشْتَارُوثَ مِنْ هَيْكَلِ الرَّبِّ إِلَى خَارِجِ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ، وَأَحْرَقَهُ وَسَحَقَهُ إِلَى أَنْ أَصْبَحَ غُبَاراً، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ.) ملوك الثانى 23: 6 كتاب الحياة
                    فالكلمة التى تترجمها ترجمة الفاندايك على أنها السارية، فهى اسم الإلهة أشيرة. وهذا ما أقرته الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والروتستانت. وهو نفسه اسم الإلهة عشتاروت، الإلهة الكنعانية. لكن ترجمة الكلمة بالوتد المقدس أو بالسارية لا يُعطى نفس الفهم الذى يفهمه القارىء الذى يعلم أنها الإلهة الوثنية الكنعانية أشيرة. فأسماء الأعلام لا تترجم، لا بالمعنى ولا بالصفة.
                    التلاعب فى التراجم الأجنبية أيضًا واضح. لكن تكاد معظم التراجم تتفق على ترجمتها ترجمة صحيحة:
                    (2. Kِnige 23: 6)
                    6Und lieك das Ascherabild aus dem Hause des HERRN führen hinaus vor Jerusalem an den Bach Kidron und verbrannte es am Bach Kidron und machte es zu Staub und man warf den Staub auf die Grنber der gemeinen Leute. (Luther 1545)
                    6 He took the Asherah pole from the temple of the LORD to the Kidron Valley outside Jerusalem and burned it there. He ground it to powder and scattered the dust over the graves of the common people. (New International Version)
                    6And he brought out the grove from the house of the LORD, without Jerusalem, unto the brook Kidron, and burned it at the brook Kidron, and stamped it small to powder, and cast the powder thereof upon the graves of the children of the people. (KJV)
                    6And he brought out the Asherah pole from the house of the LORD outside Jerusalem unto the Brook Kidron, and burned it at the Brook Kidron, and stamped it small to powder, and cast the powder thereof upon the graves of the children of the people. (21th KJV)
                    (6وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بَلْ سَارُوا بِهَا، وَوَقَفَتِ السَّارِيَةُ أَيْضاً فِي السَّامِرَةِ.) ملوك الثانى 13: 6 (الفاندايك)
                    (إلاَ أنَّهُم ما حادوا عَنْ خطايا بَيتِ يَرُبعامَ الذي خطِئَ وجعَلَ شعبَ إِسرائيلَ يَخطَأُ، بل ثابَروا علَيها وبَقيَ تِمثالُ أشيرةَ قائِمًا في السَّامِرةِ.) الترجمة المشتركة
                    (إِلا أنهم لم يُعرِضوا عن خَطايا بَيتِ يارُبْعامَ الَّذي جَعَلَ إِسْرائيلَ يَخطأها، بل ساروا عليها،ولَم يَبرَحِ الوًتدُ المُقَدَّسُ أَيضًا مُنتَصِبًا في السَّامِرَة)الكاثوايكية اليسوعية
                    (وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّتِي اسْتَغْوَى بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخْطَأُوا، بَلْ أَمْعَنُوا فِيهَا. وَظَلَّ صَنَمُ عَشْتَارُوثَ قَائِماً فِي السَّامِرَةِ.) كتاب الحياة
                    2. Kِnige 13: 6
                    6Doch sie lieكen nicht von der Sünde des Hauses Jerobeams, der Israel sündigen machte, sondern wandelten darin. Auch blieb stehen das Ascherabild zu Samaria. (Luther 1545)
                    6 But they did not turn away from the sins of the house of Jeroboam, which he had caused Israel to commit; they continued in them. Also, the Asherah pole[a] remained standing in Samaria. (New International Version)
                    6Nevertheless they departed not from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin, but walked therein: and there remained the grove also in Samaria.) (KJV)
                    6Nevertheless they departed not from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin, but walked therein; and there remained the Asherah poles also in Samaria.) (21th KJV)
                    6 Nevertheless they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, who had made Israel sin, but walked in them; and the wooden image[b] also remained in Samaria. (NKJV) [Hebrew Asherah, a Canaanite goddess]
                    6Yet they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin; but the nation walked in them. And the Asherah [symbol of the goddess Asherah] remained in Samaria. (AMP)
                    6 But the people didn't turn away from the sins of the royal house of Jeroboam. He had caused Israel to commit those same sins. The people continued to commit them. And the pole that was used to worship the goddess Asherah remained standing in Samaria. (NIRV)
                    Nevertheless they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, which he caused Israel to sin, but walked in them; the sacred pole also remained in Samaria. (NRSV)
                    وعلى الرغم من أوامر الرب المشددة بعدم صناعة التماثيل أو عبادتها: (21«لا تَنْصُبْ لِنَفْسِكَ سَارِيَةً مِنْ شَجَرَةٍ مَا بِجَانِبِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي تَصْنَعُهُ لكَ) تثنية 16: 21
                    وتُحكى القصة فى سفر الملوك الأول 18: 19 وما بعدها فيجمع إيليا 450 نبيًا من أنبياء البعل، و 400 من أنبياء أشيرة، وفى النهاية يُدخل النبى إيلياء الرب فى منافسة مع غريمه البعل، ويفوز الرب بجعل النيران تأكل الثور المقدم له، فى حين ظل الثور الذى قُدِّم للبعل دون أن يتقبله البعل. فينتقم الرب من البعل وأنبيائه. ويأمر بقتل كل أنبياء البعل، ثم بعد ذلك تخلص من كل أتباعه. فلماذا ترك أنبياء أشيرة وعبادها؟ لماذا ترك تمثالها داخل المعبد؟
                    (19فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ].) ملوك الاول 18: 19
                    (40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: [أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ]. فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.) ملوك الاول 18: 40
                    إن الفاعل والمفعول به، أو الصنم وعابده لابد أن يقتلان: (13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.) اللاويين 20: 13، فلماذا عاقب الرب البعل وعُبَّاده وترك أشيرة وعبادها وتماثيلها؟
                    لكنها رواية غريبة! أيوافق الرب على تحديد من هو الإله الأقوى بين عبيده فى نزال بينه وبين الصنم البعل؟ هل قبل الرب المنافسة مع صنم؟ لماذا لم يكسر البعل بداية ليثبت لهم أنه صنم لا ينفع ولا يضر مثلما فعل نبى الله إبراهيم فى قومه من قبل؟ وهل يجب على المؤمن وغيره دائمًا أن يدخل الرب فى تجربة ليختار الأقوى بغض النظر عن تعاليمه، ورحمته وفضله، وإنقاذه له من ربق عبودية فرعون له؟
                    وكيف يصدق هذا مع قول الرب فى كتابه أيضًا إنه لا يُجرَّب، ولا يُجرِّب أحدًا؟ (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً) رسالة يعقوب 1: 13
                    ولماذا لم يدخل الرب أنبياء أشيرة فى المسابقة؟ فهل خاف الرب من دخولها فى المسابقة والانتصار عليه؟ أم أراد عدم إحراج أشيرة وسط عُبَّادها ومريديها؟ أم كان يأنس لوجودها فى المعبد، خاصة بعد أن تخلص من غريمه البعل؟ أم أراد من عباده مساواتها به؟ وكيف رضى الرب بهذا من نبيه أو من عبيده؟
                    بل لماذا لم يُكمل إيليا مواصلة انتصار يهوه على أشيرة وإثبات قوته وألوهيته، وبالتالى إثبات وثنية أشيرة وعبادها؟ فهل كان إيلياء أيضًا من الأنبياء الوثنيين الذين شجعوا على عبادة أشيرة دون البعل؟ أم كان من المستحيل تخليص بنى إسرائيل من تبعيتهم لأشيرة وعبادتهم إياها؟
                    ولماذا لم يُقتل أنبياء أشيرة كباقى عبدة الأوثان ومضللين الشعب من أنبياء البعل؟ إن هذا لا معنى له إلا السماح لعبَّاد أشيرة بالاستمرار فى عبادتها وإشراكها مع يهوه فى المعبد والعبادة!
                    ولماذا استمرت عبادة أشيرة لعشرات من السنوات تحت قيادة الملك يهوآحاز (ملوك الثانى 13: 6)، فقد ساروا بتمثال الإلهة أشيرة فى السامرة، وظلت تُعبد هناك دون أن يمسها الضر. فعلى أى أساس يُنعت بنو إسرائيل بالموحدين؟
                    إلا أن كاتب سفر الملوك الثانى يحكى رواية تبيِّن تنافس الرب والبعل، وخروج أشيرة من دائرة المنافسة أو رفض الرب لها:
                    (18ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ الْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيراً. 19وَالآنَ فَادْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ]. وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِيُفْنِيَ عَبَدَةَ الْبَعْلِ. 20وَقَالَ يَاهُو: [قَدِّسُوا اعْتِكَافاً لِلْبَعْلِ]. فَنَادُوا بِهِ. 21وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ الْبَعْلِ فَامْتَلَأَ بَيْتُ الْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. 22فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى الْمَلاَبِسِ: [أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ الْبَعْلِ]. فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. 23وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ الْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ الْبَعْلِ: [فَتِّشُوا وَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ هَهُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَلَكِنَّ عَبَدَةَ الْبَعْلِ وَحْدَهُمْ]. 24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: [الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ]. 25وَلَمَّا انْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: [ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ]. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ الْبَعْلِ 26وَأَخْرَجُوا تَمَاثِيلَ بَيْتِ الْبَعْلِ وَأَحْرَقُوهَا، 27وَكَسَّرُوا تِمْثَالَ الْبَعْلِ وَهَدَمُوا بَيْتَ الْبَعْلِ وَجَعَلُوهُ مَزْبَلَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 28وَاسْتَأْصَلَ يَاهُو الْبَعْلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ.) ملوك الثانى 10: 18-28
                    والجملة (27) التى تحدد أنهم عملوا بيت البعل مزبلة، قد أخطأ فيها المترجم، إذ جاءت فى تراجم أخرى (مراحيض عامة) وذلك مثل (MSG, NIRV):
                    They smashed the Baal altars and tore down the Baal temple. It's been a public toilet ever since. (MSG)
                    إن المدقق لهذه القصة ليعلم كم هى ملفقة، وغير منطقية: فبعد أن قتل آخاب 450 من أنبياء البعل، نادى ياهو كل الشعب. فهل يتخيل كيف نادى ياهو كل الشعب؟ هل تخيل إنسان كيف نادى ياهو أو كلم كل هذه الملايين؟ وكيف سمعه هؤلاء الجموع الغفيرة؟ إنها لحكاية تُحكى للأطفال الذين لا يميزون المساحات والأعداد! أو إن الوضع يُحتم أن تكون الأعداد صغيرة، حتى يسهل إبلاغ الناس، أو الاجتماع بهم، وبالتالى يكون المعبد صغير، وتكون الأعداد المذكورة 450 و400 نبيًا من أنبياء البعل وأنبياء أشيرة عدد مُبالغ فيه جدًا!!
                    فكيف جمع كل هؤلاء الناس فى معبد البعل الصغير؟ وكيف آمن له عبدة البعل ووثقوا بهم وقبلوا الاجتماع معهم، بعد أن أقاموا وليمة لأنبيائهم وقتلوهم؟ أليس بقتل الرؤساء يهرب الأتباع ويكونوا فى خوف من أعدائهم؟ فما هذه السذاجة التى يحكى بها الراوى هذه القصة الفاشلة؟
                    ولو تخيلنا أن كل نبى من أنبياء البعل كان مسؤولا فقط عن مائة شخص، لكان على المعبد أن يسع حوالى نصف مليون نسمة. ولو خفضنا العدد إلى الربع لكان على المعبد أن يسع حوالى 120,000 ، وهذا يستحيل.
                    ولوسلمنا بأن العدد الذى يسعه المعبد هو هذا الرقم المذكور أعلاه، فكم من الجنود يحتاجه الأمر لقتل كل هذا العدد الغفير؟ وكم من الحراس يجب أن يكون هناك حول المعبد حتى لا يهرب إنسان منهم؟ لقد ذكر الكتاب 80 حارسًا (24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: [الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ]. 25وَلَمَّا انْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: [ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ]. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ الْبَعْلِ) ملوك الثانى 10: 24
                    إن عدد عبَّاد البعل هذا ليحتاج إلى جيش جرَّار ليقتلهم! والأغرب من ذلك أنهم قتلوهم بالسيف! والسيف يحتاج إلى مكان فسيح ليتحرك من يمسكه، ويسهل عليه التعامل معه. فكم كان عدد السعاة والثوالث الذين تمكنوا من قتل هذا العدد الكبير من عباد الشعب؟
                    وفى النهاية حولوا معبد البعل إلى دورة مياه عمومية، فقد بلغ كرههم للبعل مبلغًا لا يوصف، وعلى الرغم من ذلك تسامحوا مع أشيرة وأنبيائها وعُبَّادها. فلماذا يفرق يهوه بين الأوثان؟ لماذا يقبل أشيرة ويرفض البعل؟ لماذا يأمر بالذبح لعزازيل ويترك أشيرة والذبح لها دون معاقبة أو إبادة، بينما يبيد البعل وعبادته؟
                    من الخطأ أن يعتقد المؤمن بالكتاب المقدس أن معبد سليمان لم يكن به إلا عبادة يهوه فقط. فقد استمر معبد سليمان 370 عامًا، كانت منهم 236 سنة مكرسة لعبادة تمثال أشيرة، أى ثلثا هذا الزمن تقريبًا، الذى كان مُقامًا فيها هذا المعبد. هل تتخيلون ذلك؟ إنها كارثة! فهل لا يعلم يهوه الغيب فاختار أنبياء وملوك بعلمه الأزلى يقومون على الأوثان والأصنام فيضلوا وتضل رعيتهم معهم؟ أم كان يعلم الغيب وأضل إله المحبة عبيده عمدًا عن طريق اختيار هؤلاء الكفرة ليكونوا أنبياء أو ملوك، ثم ينتقم منهم جميعًا ليدخلهو ناره وبحيرة الكبريت؟ أم هذه أساطير حيكت عن إله المحبة وهو براء منها؟ أم كان كاتب هذه الأساطير مازال من أتباع أشيرة، يعبد هذا الوثن مع يهوه أو بدونه؟
                    ألم يحرم الرب فى كتابه إليهم اتخاذ إلهًا غيره مصنوعًا من أى مادة أخرى؟ (3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ ...) خروج 20: 3-5، أم إن هذه الآية لم يعرفها بنو إسرائيل ولم توضع فى كتابهم إلا بعد انتشار عبادة البعل وأشيرة؟ أم لك هناك كتاب بالمرة؟ وإذا كانت هذه هى أوامر الرب ، وجاء الضلال من بنى إسرائيل أنفسهم، فلماذا ترك الرب أشيرة وعبادتها وعبادها دون عقاب؟ فعلى أى أساس أصبح بنو إسرائيل شعب يهوه المختار؟ وإذا كان شعب يهوه المختار وثنى يعبد الأصنام من دون يهوه أو بجانبه، فلماذا ينتقد يهوه الأصنام وعبادتها، إذا كان هذا هو ما يحبه؟
                    لقد كانت تُعبد أشيرة بجانب يهوه فى داخل معبده، ويقف تمثالها أو ساريتها بجانب مذبحه: لقد كان سليمان يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 4-10)، وبنى لهم المعابد، وقدم الأضحيات لهن. ثم جاء ابنه رحبعام من بعده، وأدخل تمثال أشيرة إلى المعبد، وظل يُعبد هناك (حتى من بعده) حوالى 35 عامًا.
                    وأخرجه عزرا، إلا أن الملك يواش أعاده مرة أخرى إلى المعبد. وبعد 100 عام أخرجه حزقيال من قدس الأقداس، وأعاده الملك منسا مرة أخرى إلى قدس الأقداس. وقام الملك يوشيا بإصلاح دينى فأخرج أشيرة من المعبد، إلا أنها عادت مرة أخرى بعد موته.
                    330 سنة تبدأ من 970 ق.م. من أيام حكم سليمان إلى عام 640 بداية حكم الملك يوشيا وتُعبد أشيرة فى داخل معبد يهوه، تخللها عدة سنوات أخرج فيها بعض الملوك تماثيلها من داخل المعبد، ولم يقضوا تمامًا على عبادتها، كما فعلوا مع البعل، أو عبدوا مع يهوه آلهة أخرى بنوا لهم معابدهم الخاصة بعيدًا عن يهوه.
                    فلماذا كان معبد سليمان بيت العبادة المخصص ليهوه تُعبد فيه أشيرة طوال هذا الزمن، مع عدم وجود أمر من يهوه أو احتجاج أو حتى غيرة من وجود تمثالها، ولم يأمر نبيًا من أنبيائه بالتخلص من أتباعها؟
                    إن الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى احتراف محدد أو ذكاء خارق. لقد قبلت الإلهة أشيرة لمدة طويلة من الزمن من الإله السامى «إيل» كعشيق لها، فقد كانت بقرة السماء، وكان هو الثور زوجها، مع الأخذ فى الاعتبار أن «إيل» كان أحد أسماء يهوه.
                    فهل عرفتم الآن لماذا اضطهد يهوه البعل وأنبياءه، وقُتلوا وشُرِّدوا دون أشيرة وأنبيائها؟ نكرر مرة أخرى: لأن أشيرة كانت حبيبة (أو زوجة) الإله يهوه / إيل وشريكته. لذلك يذهب عنا العجب أن يخفى لوثر فى ترجمته عام 1545 وكذلك فى ترجمة الفاندايك، وفى بعض التراجم القليلة الأخرى فى اللغة الإنجليزية اسم أشيرة. فقد جعلها ليوثر Hain التى تعنى البستان أو الغابة الصغيرة، وجعلها الفاندايك السارية، على الرغم من أن هذا اسم علم لا يترجم بالمعنى ولا بالصفة. وأعادها لوثر فى ترجمته لعام 1912 إلى أشيرة ةاستمرت هكذا فى باقى تراجمه.
                    فما إحساسك عزيزى المسيحى وأنت تقرأ اتفاق الرب مع عزازيل لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) أو محاولة الرب ترضية الشيطان بمساواته به فى التقدمة (لاويين 16: 5-10) أو فى تسميته بإله هذا الدهر وسيده، أو فى اعتقال الشيطان ليسوع لمدة أربعين يومًا فى الصحراء أو فى تجاهل الرب للإلهة أشيرة وصنمها فى معبده وتجاهل أنبيائها دون أنبياء البعل؟
                    س85- يقول التكوين 4: 1-26 (1وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. ... 2ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِياً لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ. ...... 8وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ. ..... 12مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهاً وَهَارِباً تَكُونُ فِي الأَرْضِ». 13فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ. 14إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهاً وَهَارِباً فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». 15فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ. 16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ. 18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. 19وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ. ..... 25وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضاً فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثاً قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ. 26وَلِشِيثَ أَيْضاً وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.)
                    هذا الإصحاح ملىء بعجائب الدنيا، وأسئلة تُحير:
                    1- لقد قتل قايين الأكبر أخاه هابيل. ولم يكن على الأرض غيرهما غير آدم وحواء. وبقتل هابيل أصبح على الأرض ثلاثة أشخاص فقط. («لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.) فمِن من هرب قايين؟ ومِن من كان يخشى أن يقتله؟ ولماذا وضع الرب عليه العلامة لكى لا يقتله أحد؟ هل لم يعلم الرب أنه لا يوجد غير هؤلاء الثلاثة على الأرض؟ فمِن من حفظه الرب؟ ولمن فرض الرب على من يقتله سبعة أضعاف العقاب؟
                    2- (16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ.) فكيف عرف هذه المرأة؟ ومن أين جاءت؟ وابنة من هذه المرأة؟ هل كان هناك من البشر من يعيش على الأرض غير آدم وحواء وقايين؟ ولماذا لم يذكرهم الرب؟
                    3- أما عن قوله (وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ.) فهل كانت تُعرف فى ذلك الوقت المدينة بكل مدنيتها؟ لماذا لم يبنى قرية لتتناسب مع ما يعمل فيه من الزراعة؟ ولمن يبنى هذه المدينة؟ لقد كانوا ثلاثة أشخاص فقط!!
                    4- (18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ.) ومعنى ذلك أن كلا من حنوك وعيراد ومحويائيل ومتوشائيل تزوج وأنجب، فمن أين جاءت هذه النساء الأربعة؟ فلم يكن على الأرض من النساء غير حواء وزوجة قايين التى لا نعرف أيضًا كيف جاءت ولا من أى نسل!!
                    5- ثم النقطة الخامسة أن حنوك بن قايين ولد ابن، ثم حفيد، ثم ابن الحفيد، ثم ابن ابن الحفيد. أى لم يولد فى هذه الأجيال ابنة لأى منهم. ونفاجأ بأن لامك اتخذ لنفسه امرأتين: فمن أين جابت هذه النسوة؟ (18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. 19وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ.)
                    فإن كان العرف ألا تُذكر النساء، فلماذا ذكر إذًا أسماء زوجتى لامك، واسم الأم الأولى حواء؟
                    6- والأغرب من ذلك أنه بعد كل الذى حدث من قتل قايين لهابيل، وقتل لامك لاثنين من الرجال، وبعد ولادة شيث وبلوغه، بدأ صيث الدعوة لله، وتعليمهم الخير من الشر: (26وَلِشِيثَ أَيْضاً وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.)! فلماذا لم يعلمهما الرب الخير من الشر قبل الحساب وقبل فرض العقوبة على القاتل؟ ولماذا منع آدم وحواء من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر؟ ولماذا يطلب منهما الأكل والاستزادة من هذه الشجرة ليتعلما الخير من الشر؟ ألم يكن من الأجدى أن يفرضها عليهما؟ فهل أراد الرب أن يترك البشر دون علم بالخير من الشر، ثم يحسابهم ويدخلهم ناره؟ (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) التكوين 2: 16-17

                    تعليق


                    • #11
                      س84- هل تعرف أن يهوه وزوجته من الآلهة الوثنية؟ وهل تعرف أن الكتاب المقدس يشجع على الوثنية ويمجد الشيطان على حساب الرب؟
                      وفى الحقيقة تجد أيضًا عكس ما أقوله وما ستقرأه فى الأسطر القادمة!!
                      هل تعرف من يهوه هذا؟ ستُصعق عزيزى المسيحى إن علمت كم أنت مُضلَّل فى هذا الدين وفى هذه العقيدة!!
                      تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): «ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها»
                      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة إنه هذا الاسم: «مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" اقدس من أن يتردد على الشفاه ، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل" ، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوي"».
                      إن أول ظهور لاسم "يهوه" كان حين استوطن اليهود فلسطين، أى بعد موت موسى ودفنه فى برية سيناء. ويكتبه اليهود بالأحرف: (ي هـ و هـ) (J. H. V. H) دون أحرف العلة أو التشكيل لخلو العبرية منها آنذاك. وحينما ابتكرت علامات ضبط الحروف العبرية في القرن السابع للميلاد، ركبوا الكلمة "يهوه" أحرف العلة (JeHovaH) وينطق Jahweh. بعد أن كان محرماً عليهم النطق به فكانوا يستخدمون بدلاً من "يهوه" "أدوناي" أي الرب.
                      فكيف كانوا ينطقون اسم إلههم قبل القرن السابع للميلاد؟
                      وهل لم يصلُّوا إليه أو يتعبدوا باسمه عبر 2000 سنة؟
                      وكيف كانوا يصلون وهم لا يعرفون اسم إلههم؟
                      وباسم من كانوا يقدمون نذورهم؟
                      ألم أقل لك عزيزى اليهودى والمسيحى إنها كارثة الكوارث؟!
                      هل قصَّرَ موسى  فى أداء وظيفته النبوية ولم يخبرهم به؟ أم أخبرهم به وحذفوه من كتبهم؟ فإن لم يحدُث ولم يبلغهم نبيهم باسم الله، فيكونون قد ضلوا وضلَّ نبيهم، وبطل دينهم وعقيدتهم ، وإذا كان قد أبلغهم وضيعوه فأنتم اليوم تسيرون وراء أناس قد ضلوا ، وإذا كان قد فقد دون تعمِّد منهم ، فقد شاءت إرادة الله هذا إما لمجىء كتاب آخر سيهيمن عليه ، ويتولى الله حفظه وعنايته ، وإما لغضبه عليهم فرفع أقدس ما فى الكتاب منه ، وهو اسمه.
                      ولو نسى موسى فهل نسى كل الأنبياء بعده؟ ولو نسى كل الأنبياء بعده فهل نسى عيسى  أن يذكركم باسم الله؟ هل نسى من تؤلهونه نفسه أن يذكركم باسم الله؟ وإذا ثبتت أية حالة من هذه الحالات لثبت أن هذا ليس بكتاب الله!
                      وما هو الاسم الذى أخبره به الله أن يخبر به بنى إسرائيل؟ لقد سأل موسى الرب عن اسمه فقال له: («هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». 15وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.) خروج 3: 13-15
                      وفى ترجمة الآباء اليسوعيين: (أنا هو مَن هو)
                      وتقول الترجمة العربية المشتركة: (أنا هو الذى هو) ، فهل هذا اسم أم تحايل للهروب من الإجابة؟
                      والغريب أن هامش الترجمة العربية المشتركة علق على هذا فى هامشه قائلاً: “هكذا يختلف الله عن سائر الآلهة .. .. .. وهكذا يرفض الله أن يُعرَف باسمه الشخصى.” وهذا اعتراف آخر من الترجمة المشتركة للكتاب المقدس تُثبت عدم معرفة بنى إسرائيل لاسم الله.
                      وإذا كان الله امتنع عن إخبارهم باسمه ، فكيف تجرأوا وأطلقوا عليه اسماً ليس اسمه؟ فهل هذا من الأدب مع الرب أن يُسموه باسم ليس اسمه؟ ألا يدل هذا على التحريف والحرية التى تمتع بها كهنة بنى إسرائيل فى نصوص كتابهم؟
                      وإذا كان اسم يهوه نطقوه بهذا الشكل فى القرن السابع الميلادى ، فمعنى هذا أن التوراة كتبت أو تغيرت كتابتها بعد هذا الزمن وبعد معرفتهم لهذا الاسم!
                      فأين اسم الله؟ هل ضاع هذا الاسم أم نُسى؟ وإذا كان قد ضاع ، ألا يدل هذا على ضياع أهم شىء فى كتابهم وهو اسم إلههم الأعظم؟ وهل يدل هذا على عصمة الله لكتابهم أو محافظتهم عليه؟ وإذا كان اسم الله قد ضاع فما هى التعاليم التى ضاعت أيضاً من الكتاب؟ وألا يدل ضياع اسم الله من الكتاب على تسلط الشيطان عليه؟
                      وهل معنى ذلك أن هذه التوراة تم تعديلها بعد القرن السابع الميلادى عندما عرفوا الاسم الجديد لإلههم؟ وهل كان للشيطان سلطة رئيسية أو تسلط على كاتبيها، كما حدث مع بولس؟ اقرأ ما كان بولس يشعر به، ويتأوه بسببه، لقد تلبسه الشيطان وسيطر عليه سيطرة تامة: (15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟) رومية 7: 15-24
                      وبما أن اليهود هم الذين واختاروا اسمه فقد أطلقوا لأنفسهم العنان في وصفه بالصفات التي تخدم أفكارهم ورغباتهم فيجدهم في ندائهم له يتجرأون عليه قائلين:" حتى متى يارب تختبيء كل الاختباء" المزمور (89: 36).) فيصفونه بما لا يليق به سبحانه تعالى عن ذلك علوا كبيرا. وسنأتى لهذه الصفات فيما بعد.
                      والمثير فى هذا الموضوع هو تضارب ما قاله لموسى من قبل فى (خروج 3: 13-15) مع ما قاله من بعد: (2ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) خروج 6: 2-3 فما الذى دعاه إلى تغيير اسمه فيما بعد؟ وكيف وافق الرب بنى إسرائيل على هذا الاسم الذى أطلقوه عليه والذى لا معنى له؟
                      وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: ”3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق ، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)“.
                      وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة ، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلاً منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.
                      وهكذا فهم يعبدون إلهاً ليس هذا اسمه ، ولكنه ربما ضاع أو نسى ، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها ، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علمياً! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية ، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟
                      فكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.). مزمور 83: 18
                      تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهاً لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ماذا شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟
                      هل يكفيك أن تعرف صفاته فقط؟ ماذا سيكون حالك عندما تعرف صفة من الصفات ولا تعرف صاحبها؟ ألا يقود هذا إلى الضلال؟ تخيل أن الناس تتكلم عن طبيب جراح ممتاز ، وكل ما يعرفونه عنه أن هناك طبيب ممتاز ، ولا يعرفون اسمه. أليس من السهل أن يُخطىء الإنسان فى هذا الطبيب ويظن أن هذا الطبيب هو آخر خاصة إذا اشتركا فى نفس الصفة؟ أليس من السهل أن ينتحل أى جرَّاح آخر مهمته؟ وكيف يتمايز الأطباء إن كان هناك أكثر من شخص لهم نفس الصفة؟ ألا تضيع الحقيقة وسط هذه الترهات؟
                      بمعنى أنه إذا كان الإله الذى أعبده (سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل) رحيماً، فإنه يوجد الكثير من الرحماء بين البشر ، وإذا كان ودوداً ، فهناك الكثير من الناس الودودة. فكيف يتعيَّن لى أن الذى أعبده هو الإله الحق؟ فإن الصفات بمفردها لا تغنى عن الاسم.
                      نضرب مثلاً لذلك من الكتاب المقدس:
                      إن الله هو القوى ، وهو المتسلط على البشر بحكمه وعلمه وعدله ورحمته:
                      وذلك مصداقاً لقول الكتاب: (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس) دانيال 4: 17
                      (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
                      (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.) دانيال 6: 26
                      (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».) إشعياء 50: 2-3
                      وكان الشيطان قوياً، حيث أسر الإله المتجسد لمدة 40 يوماً ، يأمره بما شاء ، ويحركه كيفما يريد ، وتركه وقتما أراد. بل أكثر من ذلك فإن الشيطان أمر الإله بالسجود له: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ) لوقا 4: 1-11
                      وأكثر من ذلك فقد قبضوا على الإله وأهانوه وأذلوه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم أعدموه: (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31
                      إذاً لقد تساوى الثلاثة فى القوة: الإله بما ادعاه لنفسه ، والشيطان بما فعله مع الرب ، واليهود لأنهم أعدموا الرب صلباً، وعلى ذلك لا يمكننا أن نكتفى بالصفات فقط، بل علينا معرفة اسم الإله.
                      وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس – الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و”"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18)، و"بعلزبول" (مت 12: 24)، و"بليعال" (2كو 6: 15)، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"الكذاب" (يو 8: 44)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)“. أى له 21 اسماً فى الكتاب.
                      ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفاً له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفاً له ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
                      بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل إبرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.
                      عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد ، غير قابل للتثنية والجمع ، لأن الله واحد ، ولا شريك له ، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟
                      فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسوه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء ، يظهر 7000 مرة تقريباً في الأسفار العبرانية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» او «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هنالك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه او الاسم يهوِه.
                      فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟ فقد يتفق اليهود والمسلمون فى الكثير من صفات الله ، لكن أين اسم (الله) فى الكتاب بأكمله؟ وطبعاً لم ينس المترجم إلى اللغة العربية أن يكتب مكان يهوه أو ألوهيم أو زيوس التى جاءت فى العهد الجديد كلمة الله ، على الرغم من أن صغار المترجمين يعلمون أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح لا يُترجم تحت اسم master Lamp ، ولا تُترجم كلمة السيدة صباح إلى Mrs Morning ، وليس لديهم سبباً مقنعاً عن ترجمة أسماء الأعلام فى كتابهم!!
                      فقد كان اسم الله إذاً معروفاً بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذباً باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من أشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.) ، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلاً منه كلمة الرب فى التراجم العربية ، وفى العبرية كتبوا (يهوه).
                      الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه ، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: إرمياء 23: 25-27 (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.)
                      واستمر الحال على هذا المنوال حتى جاء عيسى ، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 6 ، 26
                      وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
                      والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
                      فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا؟
                      هل تتخيلون أن الأناجيل الثلاثة الأولى المتوافقة لم يذكر فيها أن يسوع علم الناس اسم الله الأعظم؟
                      وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه ، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.) متى 6: 9
                      وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».) يوحنا 12: 28
                      وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ.) يوحنا 17: 11
                      وأين نجد اسم الله البار ، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم ، فأين هو فى الكتاب؟ (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) يوحنا 17: 25-26
                      فما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
                      وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ)دانيال2: 20 فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركاً إلى الأبد؟
                      لذلك وقف عيسى  أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                      وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.) يوحنا 17: 1-12
                      وإلى هنا نكون قد علمنا يقينًا أن يهوه ليس اسم الله، ولكنه اسم مخترع، يتجنبوا به نطق اسم الله الحقيقى، وهو الله، الذى عثر عليه عشر مرات فى سفر دانيال فى نسخة سفر دانيال الأرامى الذى عثر عليه فى كوم عمران، كما يخبرنا العميد مهندس جمال الدين شرقاوى فى كتابه (معالم أساسية ضاعت من المسيحية) ، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26 ؛ 4: 2 ، 17 ، 24 ، 25، 32، 34 ؛ 5: 18، 21 ؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’ee وكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
                      http://www.blueletterbible.org/tmp_d...74262-461.html
                      وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
                      عزيزى المسيحى احذر أن تكون من الهالكين! إن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                      اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: (2وَرَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».) رؤيا 7: 2-3
                      وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 14: 1
                      وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوباً على جباههم: (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.) رؤيا 22: 4
                      لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».) أشعياء 52: 6
                      فكن عزيزى المسيحى عبداً من عباد الله ، الذين يحملون اسم الله على جباههم فى الآخرة ، والذين يعرفون اسم الله فى الدنيا ، الذين يحبهم الله ويعتبرهم خاصته ، ومن كل ضيق ينجيه: (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.) مزامير 91: 14-16
                      نرجع إلى يهوه والإكتشافات الآثارية الحديثة:
                      نشرت جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت بعنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“، جاء فيها أن هرتسوغ قال: ”إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة ، يهوه شومرون وايشراح ، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة“.
                      وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت ، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا ، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة) ، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه ، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)
                      http://www.almotamar.net/news/print....567&mode=print
                      وهكذا أثبتت الحفريات التى يتغنى بها المدافعون عن صحة وحى الكتاب المقدس ليثبتوا صحة كتابهم أن إلههم يهوه كان إلهًا وثنيًا له زوجة اسمها إيشاح.
                      ومعنى هذا كله أن إلههم ليس له اسم، وهم يعبدون سراب.
                      ومعنى قول يسوع (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.) وهو مازال غير موجود ليدل على هيمنة اليهود على هذه الكتب وتحريفهم إياها.
                      ثم بعد ذلك شهد يسوع شهادة الحق أنه لا إله إلا الله، وأنه عبد الله ورسوله، فقال إن كل ما عمله أو قاله فهو من عند الله تعالى، صاحب الرسالة التى أعطاها لرسوله يسوع ليعلمها لبنى إسرائيل: (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8
                      ونواصل دفاع الرب عن الوثنية فى الكتاب المقدس، فمن دفاع الرب عن الشيطان، واستعانته به فى إغواء أخاب، وتقربه إليه بمساواته الشيطان به فى التقدمة، وباعتقال الرب من الشيطان لمدة أربعين يومًا فى الصحراء، إلى دفاعه عن الإلهة أشيرة زوجته، وإبادة البعل، حتى لا يبقى فى المعبد غير يهوه وأشيرة.
                      إن الإلهة أشيرة هى إلهة سورية من أغاريت، عثر على اسمها مقرونًا بالإله الخالق إيل، وكانت تختص بالإخصاب والنماء، وكانت زوجة الإله الخالق إيل. ونعتت فى اللغة المسمارية بلقب "خالقة الآلهة"، و"سيدة الآلهة"، فقد أنجبت 70 إلهًا وإلهة. وكانت تصور على أنها شجرة منمنمة على سارية وضعت فى المعبد.
                      جاء اسم إشيرة حوالى 40 مرة فى الكتاب المقدس، فذكرت بالاسم وبالصفة كسارية. وتبين المقتنيات الأثرية أن أشيرة كانت فى إسرائيل بمثابة زوجة يهوه، وعبدت معه هناك. فقد عثر على وعاء خزفى يرجع إلى ما بين القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، يُستخدم للتخزين مكتوبًا عليه أن أشيرة عبدت فى إسرائيل كزوجة ليهوه. يقول هذا النقش الغائر: (... باركتكم عن طريق يهوه وأشيرته. ... ... فليباركك وليحفظك وليكن مع سيدى).
                      وبالقرب من خربة الكوم (بالقرب من حبرون) وجد هذا النقش الغائر: كتب أورياهو الغنى الآتى: مبارك أورياهو من ياهو – لقد أنقذه من المصائب التى تحيط به عن طريق أشيرة. كما ذكرها نقش غائر أرامى على أنها ربة تيمان.
                      إن كلمة أشيرة (تُجمع أشيريم و أشيروت) وهى تعنى جذع شجرة ذات غصون، كانت توضع فى الأرض بدون جذور تقديسًا لهذه الإلهة، وهو ما يمكننا فهمه من العديد من الفقرات الإنجيلية: (21«لا تَنْصُبْ لِنَفْسِكَ سَارِيَةً مِنْ شَجَرَةٍ مَا بِجَانِبِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي تَصْنَعُهُ لكَ) التثنية 16: 21
                      (23وَبَنُوا هُمْ أَيْضاً لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ وَأَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ مُرْتَفِعٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.) ملوك الأول 14: 23
                      (10وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.) ملوك الثنى 17: 10
                      (7وَوَضَعَ تِمْثَالَ السَّارِيَةِ الَّتِي عَمِلَ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَالَ الرَّبُّ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: [فِي هَذَا الْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.) ملوك الثانى 21: 7
                      وفى الملوك الثانى نقرأ أن النساء ينسجن بيوتًا أو خيامًا لأشيرة، ويُخمن أن هذه البيوت المغلقة كان لها علاقة بطقوس جنسية وأهداف غير أخلاقية، حيث كانت عبادة الأوثان تكون دائمًا مرتبطة بالطقوس المنافية للأخلاق. (7وَهَدَمَ بُيُوتَ الْمَأْبُونِينَ الَّتِي عِنْدَ بَيْتِ الرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ النِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ.) الملوك الثانى 23: 7
                      وكل هذه الأصنام التى بداخل معبد الرب لتدل على مدى بُعد بنى إسرائيل عن عبادة الإله الحى الذى أمر بعبادته وحده والبعد عن الأوثان بكل أشكالها، وعلى الأخص البعل. فعلى أى أساس سمُّوا أنفسهم شعب الله المختار؟ وكيف سيكون شعب الله الملعون أو المغضوب عليهم أو المطرود من رحمته إذن، إذا كان عبدة الأوثان هم شعب الله المختار؟ أو قوة البعل على قوة الإله، ومنافسته له، وتحدى الشيطان له، حتى جعل ما يسمونه بالعهد الجديد الشيطان هو "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11):
                      (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                      (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                      (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                      (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                      أو استمرار تأثر كتبة هذه الأسفار بالأوثان، وتعلق قلوبهم بها، حتى جعلوا الرب يضع يده فى يد الشيطان، وتعاونا على الإثم والعدوان لينتقم من نبيه:
                      رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
                      بل جعلوا الرب نفسه يأمر نبيه هارون أن يساوى الشيطان به فى التقدمة، فيقدم للشيطان تيسًا مساويًا لتيس الرب:
                      هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                      ومن هو عزازيل هذا؟ (8: عزازيل هو شيطان يقيم فى الأماكن المقفرة) كما يقول هامش هذه الفقرة فى الترجمة العربية المشتركة بين كل طوائف المسيحية الكبار: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. وبعد أن كتب الهامش هذا المعنى أراد أن يتوَّه القارىء، فقال: (هناك رأى آخر يقول إن كلمة عزازيل مشتقة من الفعل عزل ومعناه أبعد كذلك فى العربية). لكن نترجم ما قاله آخرًا ونضعه فى النص لنرى هل سيكون لهذا الكلام معنى!!
                      ولنرجع إلى الترجمة الكاثوليكية لنرى ماذا قالوا: يقول هامش هذه الفقرة: (يبدو أن عزازيل، بحسب الترجمة السريانية، هو اسم شيطان كان العبرانيون القدامى يعتقدون أنه يسكن البريَّة. والبريَّة أرض عقيمة لا يمارس فيها الله عمله المُخصب (راجع الآية 22 و17ظ7+).)
                      كيف يوجد فى هذا الكون مكان لا يمارس الرب فيه عمله، ولا سيطرة له عليه؟ أليس هذا اعتراف بأن رب هذا الكتاب إله ناقص، وأن الشيطان ينافسه على الحكم وانتزع منه الأرض والصحراء؟
                      اختلفت التراجم فى ترجمة كلمة (الوثن أشيرة)، وأترك القارىء يكتشف ذلك بنفسه ويتأمل السبب الذى يدفعهم إلى تغيير اسم علم أو ترجمته بالمعنى أو الصفة!
                      (6وَأَخْرَجَ السَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَاراً، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ.) ملوك الثانى 23: 6 ترجمة الفاندايك
                      (وأخرَج صَنَمَ أشيرةَ مِنَ الهَيكلِ خارِج أورُشليمَ، إلى وادي قَدرونَ، فأحرَقَهُ هُناكَ وحَوَّلَهُ غُبارًا وذَرَّهُ على قُبورِ عامَّةِ الشَّعبِ.) ملوك الثانى 23: 6 الترجمة المشتركة
                      (وأخرَج الوتدَ المُقَدَّسَ مِن بَيتِ الرَّبِّ إِلى خارِج أورَشَليم، إِلى وادي قدْرون. فأحرَقَه في وادي قِدْرون، وسَحَقَه رَمادًا ودرى رَمادَه على قبورِ عامَّةِ الشَّعْب.) ملوك الثانى 23: 6 الكاثوليكية اليسوعية
                      (وَأَخْرَجَ تِمْثَالَ عَشْتَارُوثَ مِنْ هَيْكَلِ الرَّبِّ إِلَى خَارِجِ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ، وَأَحْرَقَهُ وَسَحَقَهُ إِلَى أَنْ أَصْبَحَ غُبَاراً، وَذَرَّى الْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ الشَّعْبِ.) ملوك الثانى 23: 6 كتاب الحياة
                      فالكلمة التى تترجمها ترجمة الفاندايك على أنها السارية، فهى اسم الإلهة أشيرة. وهذا ما أقرته الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والروتستانت. وهو نفسه اسم الإلهة عشتاروت، الإلهة الكنعانية. لكن ترجمة الكلمة بالوتد المقدس أو بالسارية لا يُعطى نفس الفهم الذى يفهمه القارىء الذى يعلم أنها الإلهة الوثنية الكنعانية أشيرة. فأسماء الأعلام لا تترجم، لا بالمعنى ولا بالصفة.
                      التلاعب فى التراجم الأجنبية أيضًا واضح. لكن تكاد معظم التراجم تتفق على ترجمتها ترجمة صحيحة:
                      (2. Könige 23: 6)
                      6Und ließ das Ascherabild aus dem Hause des HERRN führen hinaus vor Jerusalem an den Bach Kidron und verbrannte es am Bach Kidron und machte es zu Staub und man warf den Staub auf die Gräber der gemeinen Leute. (Luther 1545)
                      6 He took the Asherah pole from the temple of the LORD to the Kidron Valley outside Jerusalem and burned it there. He ground it to powder and scattered the dust over the graves of the common people. (New International Version)
                      6And he brought out the grove from the house of the LORD, without Jerusalem, unto the brook Kidron, and burned it at the brook Kidron, and stamped it small to powder, and cast the powder thereof upon the graves of the children of the people. (KJV)
                      6And he brought out the Asherah pole from the house of the LORD outside Jerusalem unto the Brook Kidron, and burned it at the Brook Kidron, and stamped it small to powder, and cast the powder thereof upon the graves of the children of the people. (21th KJV)
                      (6وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بَلْ سَارُوا بِهَا، وَوَقَفَتِ السَّارِيَةُ أَيْضاً فِي السَّامِرَةِ.) ملوك الثانى 13: 6 (الفاندايك)
                      (إلاَ أنَّهُم ما حادوا عَنْ خطايا بَيتِ يَرُبعامَ الذي خطِئَ وجعَلَ شعبَ إِسرائيلَ يَخطَأُ، بل ثابَروا علَيها وبَقيَ تِمثالُ أشيرةَ قائِمًا في السَّامِرةِ.) الترجمة المشتركة
                      (إِلا أنهم لم يُعرِضوا عن خَطايا بَيتِ يارُبْعامَ الَّذي جَعَلَ إِسْرائيلَ يَخطأها، بل ساروا عليها،ولَم يَبرَحِ الوًتدُ المُقَدَّسُ أَيضًا مُنتَصِبًا في السَّامِرَة)الكاثوايكية اليسوعية
                      (وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ الَّتِي اسْتَغْوَى بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخْطَأُوا، بَلْ أَمْعَنُوا فِيهَا. وَظَلَّ صَنَمُ عَشْتَارُوثَ قَائِماً فِي السَّامِرَةِ.) كتاب الحياة
                      2. Könige 13: 6
                      6Doch sie ließen nicht von der Sünde des Hauses Jerobeams, der Israel sündigen machte, sondern wandelten darin. Auch blieb stehen das Ascherabild zu Samaria. (Luther 1545)
                      6 But they did not turn away from the sins of the house of Jeroboam, which he had caused Israel to commit; they continued in them. Also, the Asherah pole[a] remained standing in Samaria. (New International Version)
                      6Nevertheless they departed not from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin, but walked therein: and there remained the grove also in Samaria.) (KJV)
                      6Nevertheless they departed not from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin, but walked therein; and there remained the Asherah poles also in Samaria.) (21th KJV)
                      6 Nevertheless they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, who had made Israel sin, but walked in them; and the wooden image[b] also remained in Samaria. (NKJV) [Hebrew Asherah, a Canaanite goddess]
                      6Yet they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, who made Israel sin; but the nation walked in them. And the Asherah [symbol of the goddess Asherah] remained in Samaria. (AMP)
                      6 But the people didn't turn away from the sins of the royal house of Jeroboam. He had caused Israel to commit those same sins. The people continued to commit them. And the pole that was used to worship the goddess Asherah remained standing in Samaria. (NIRV)
                      Nevertheless they did not depart from the sins of the house of Jeroboam, which he caused Israel to sin, but walked in them; the sacred pole also remained in Samaria. (NRSV)
                      وعلى الرغم من أوامر الرب المشددة بعدم صناعة التماثيل أو عبادتها: (21«لا تَنْصُبْ لِنَفْسِكَ سَارِيَةً مِنْ شَجَرَةٍ مَا بِجَانِبِ مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي تَصْنَعُهُ لكَ) تثنية 16: 21
                      وتُحكى القصة فى سفر الملوك الأول 18: 19 وما بعدها فيجمع إيليا 450 نبيًا من أنبياء البعل، و 400 من أنبياء أشيرة، وفى النهاية يُدخل النبى إيلياء الرب فى منافسة مع غريمه البعل، ويفوز الرب بجعل النيران تأكل الثور المقدم له، فى حين ظل الثور الذى قُدِّم للبعل دون أن يتقبله البعل. فينتقم الرب من البعل وأنبيائه. ويأمر بقتل كل أنبياء البعل، ثم بعد ذلك تخلص من كل أتباعه. فلماذا ترك أنبياء أشيرة وعبادها؟ لماذا ترك تمثالها داخل المعبد؟
                      (19فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ].) ملوك الاول 18: 19
                      (40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: [أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ]. فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.) ملوك الاول 18: 40
                      إن الفاعل والمفعول به، أو الصنم وعابده لابد أن يقتلان: (13وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ ذَكَرٍ اضْطِجَاعَ امْرَأَةٍ فَقَدْ فَعَلاَ كِلاَهُمَا رِجْساً. إِنَّهُمَا يُقْتَلاَنِ. دَمُهُمَا عَلَيْهِمَا.) اللاويين 20: 13، فلماذا عاقب الرب البعل وعُبَّاده وترك أشيرة وعبادها وتماثيلها؟
                      لكنها رواية غريبة! أيوافق الرب على تحديد من هو الإله الأقوى بين عبيده فى نزال بينه وبين الصنم البعل؟ هل قبل الرب المنافسة مع صنم؟ لماذا لم يكسر البعل بداية ليثبت لهم أنه صنم لا ينفع ولا يضر مثلما فعل نبى الله إبراهيم فى قومه من قبل؟ وهل يجب على المؤمن وغيره دائمًا أن يدخل الرب فى تجربة ليختار الأقوى بغض النظر عن تعاليمه، ورحمته وفضله، وإنقاذه له من ربق عبودية فرعون له؟
                      وكيف يصدق هذا مع قول الرب فى كتابه أيضًا إنه لا يُجرَّب، ولا يُجرِّب أحدًا؟ (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً) رسالة يعقوب 1: 13
                      ولماذا لم يدخل الرب أنبياء أشيرة فى المسابقة؟ فهل خاف الرب من دخولها فى المسابقة والانتصار عليه؟ أم أراد عدم إحراج أشيرة وسط عُبَّادها ومريديها؟ أم كان يأنس لوجودها فى المعبد، خاصة بعد أن تخلص من غريمه البعل؟ أم أراد من عباده مساواتها به؟ وكيف رضى الرب بهذا من نبيه أو من عبيده؟
                      بل لماذا لم يُكمل إيليا مواصلة انتصار يهوه على أشيرة وإثبات قوته وألوهيته، وبالتالى إثبات وثنية أشيرة وعبادها؟ فهل كان إيلياء أيضًا من الأنبياء الوثنيين الذين شجعوا على عبادة أشيرة دون البعل؟ أم كان من المستحيل تخليص بنى إسرائيل من تبعيتهم لأشيرة وعبادتهم إياها؟
                      ولماذا لم يُقتل أنبياء أشيرة كباقى عبدة الأوثان ومضللين الشعب من أنبياء البعل؟ إن هذا لا معنى له إلا السماح لعبَّاد أشيرة بالاستمرار فى عبادتها وإشراكها مع يهوه فى المعبد والعبادة!
                      ولماذا استمرت عبادة أشيرة لعشرات من السنوات تحت قيادة الملك يهوآحاز (ملوك الثانى 13: 6)، فقد ساروا بتمثال الإلهة أشيرة فى السامرة، وظلت تُعبد هناك دون أن يمسها الضر. فعلى أى أساس يُنعت بنو إسرائيل بالموحدين؟
                      إلا أن كاتب سفر الملوك الثانى يحكى رواية تبيِّن تنافس الرب والبعل، وخروج أشيرة من دائرة المنافسة أو رفض الرب لها:
                      (18ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ الْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيراً. 19وَالآنَ فَادْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ]. وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِيُفْنِيَ عَبَدَةَ الْبَعْلِ. 20وَقَالَ يَاهُو: [قَدِّسُوا اعْتِكَافاً لِلْبَعْلِ]. فَنَادُوا بِهِ. 21وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ الْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ الْبَعْلِ فَامْتَلَأَ بَيْتُ الْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. 22فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى الْمَلاَبِسِ: [أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ الْبَعْلِ]. فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. 23وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ الْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ الْبَعْلِ: [فَتِّشُوا وَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ هَهُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَلَكِنَّ عَبَدَةَ الْبَعْلِ وَحْدَهُمْ]. 24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: [الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ]. 25وَلَمَّا انْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: [ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ]. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ الْبَعْلِ 26وَأَخْرَجُوا تَمَاثِيلَ بَيْتِ الْبَعْلِ وَأَحْرَقُوهَا، 27وَكَسَّرُوا تِمْثَالَ الْبَعْلِ وَهَدَمُوا بَيْتَ الْبَعْلِ وَجَعَلُوهُ مَزْبَلَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 28وَاسْتَأْصَلَ يَاهُو الْبَعْلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ.) ملوك الثانى 10: 18-28
                      والجملة (27) التى تحدد أنهم عملوا بيت البعل مزبلة، قد أخطأ فيها المترجم، إذ جاءت فى تراجم أخرى (مراحيض عامة) وذلك مثل (MSG, NIRV):
                      They smashed the Baal altars and tore down the Baal temple. It's been a public toilet ever since. (MSG)
                      إن المدقق لهذه القصة ليعلم كم هى ملفقة، وغير منطقية: فبعد أن قتل آخاب 450 من أنبياء البعل، نادى ياهو كل الشعب. فهل يتخيل كيف نادى ياهو كل الشعب؟ هل تخيل إنسان كيف نادى ياهو أو كلم كل هذه الملايين؟ وكيف سمعه هؤلاء الجموع الغفيرة؟ إنها لحكاية تُحكى للأطفال الذين لا يميزون المساحات والأعداد! أو إن الوضع يُحتم أن تكون الأعداد صغيرة، حتى يسهل إبلاغ الناس، أو الاجتماع بهم، وبالتالى يكون المعبد صغير، وتكون الأعداد المذكورة 450 و400 نبيًا من أنبياء البعل وأنبياء أشيرة عدد مُبالغ فيه جدًا!!
                      فكيف جمع كل هؤلاء الناس فى معبد البعل الصغير؟ وكيف آمن له عبدة البعل ووثقوا بهم وقبلوا الاجتماع معهم، بعد أن أقاموا وليمة لأنبيائهم وقتلوهم؟ أليس بقتل الرؤساء يهرب الأتباع ويكونوا فى خوف من أعدائهم؟ فما هذه السذاجة التى يحكى بها الراوى هذه القصة الفاشلة؟
                      ولو تخيلنا أن كل نبى من أنبياء البعل كان مسؤولا فقط عن مائة شخص، لكان على المعبد أن يسع حوالى نصف مليون نسمة. ولو خفضنا العدد إلى الربع لكان على المعبد أن يسع حوالى 120,000 ، وهذا يستحيل.
                      ولوسلمنا بأن العدد الذى يسعه المعبد هو هذا الرقم المذكور أعلاه، فكم من الجنود يحتاجه الأمر لقتل كل هذا العدد الغفير؟ وكم من الحراس يجب أن يكون هناك حول المعبد حتى لا يهرب إنسان منهم؟ لقد ذكر الكتاب 80 حارسًا (24وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: [الرَّجُلُ الَّذِي يَنْجُو مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ]. 25وَلَمَّا انْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَالثَّوَالِثِ: [ادْخُلُوا اضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ]. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ السُّعَاةُ وَالثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ الْبَعْلِ) ملوك الثانى 10: 24
                      إن عدد عبَّاد البعل هذا ليحتاج إلى جيش جرَّار ليقتلهم! والأغرب من ذلك أنهم قتلوهم بالسيف! والسيف يحتاج إلى مكان فسيح ليتحرك من يمسكه، ويسهل عليه التعامل معه. فكم كان عدد السعاة والثوالث الذين تمكنوا من قتل هذا العدد الكبير من عباد الشعب؟
                      وفى النهاية حولوا معبد البعل إلى دورة مياه عمومية، فقد بلغ كرههم للبعل مبلغًا لا يوصف، وعلى الرغم من ذلك تسامحوا مع أشيرة وأنبيائها وعُبَّادها. فلماذا يفرق يهوه بين الأوثان؟ لماذا يقبل أشيرة ويرفض البعل؟ لماذا يأمر بالذبح لعزازيل ويترك أشيرة والذبح لها دون معاقبة أو إبادة، بينما يبيد البعل وعبادته؟
                      من الخطأ أن يعتقد المؤمن بالكتاب المقدس أن معبد سليمان لم يكن به إلا عبادة يهوه فقط. فقد استمر معبد سليمان 370 عامًا، كانت منهم 236 سنة مكرسة لعبادة تمثال أشيرة، أى ثلثا هذا الزمن تقريبًا، الذى كان مُقامًا فيها هذا المعبد. هل تتخيلون ذلك؟ إنها كارثة! فهل لا يعلم يهوه الغيب فاختار أنبياء وملوك بعلمه الأزلى يقومون على الأوثان والأصنام فيضلوا وتضل رعيتهم معهم؟ أم كان يعلم الغيب وأضل إله المحبة عبيده عمدًا عن طريق اختيار هؤلاء الكفرة ليكونوا أنبياء أو ملوك، ثم ينتقم منهم جميعًا ليدخلهو ناره وبحيرة الكبريت؟ أم هذه أساطير حيكت عن إله المحبة وهو براء منها؟ أم كان كاتب هذه الأساطير مازال من أتباع أشيرة، يعبد هذا الوثن مع يهوه أو بدونه؟
                      ألم يحرم الرب فى كتابه إليهم اتخاذ إلهًا غيره مصنوعًا من أى مادة أخرى؟ (3لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. 4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ ...) خروج 20: 3-5، أم إن هذه الآية لم يعرفها بنو إسرائيل ولم توضع فى كتابهم إلا بعد انتشار عبادة البعل وأشيرة؟ أم لك هناك كتاب بالمرة؟ وإذا كانت هذه هى أوامر الرب ، وجاء الضلال من بنى إسرائيل أنفسهم، فلماذا ترك الرب أشيرة وعبادتها وعبادها دون عقاب؟ فعلى أى أساس أصبح بنو إسرائيل شعب يهوه المختار؟ وإذا كان شعب يهوه المختار وثنى يعبد الأصنام من دون يهوه أو بجانبه، فلماذا ينتقد يهوه الأصنام وعبادتها، إذا كان هذا هو ما يحبه؟
                      لقد كانت تُعبد أشيرة بجانب يهوه فى داخل معبده، ويقف تمثالها أو ساريتها بجانب مذبحه: لقد كان سليمان يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 4-10)، وبنى لهم المعابد، وقدم الأضحيات لهن. ثم جاء ابنه رحبعام من بعده، وأدخل تمثال أشيرة إلى المعبد، وظل يُعبد هناك (حتى من بعده) حوالى 35 عامًا.
                      وأخرجه عزرا، إلا أن الملك يواش أعاده مرة أخرى إلى المعبد. وبعد 100 عام أخرجه حزقيال من قدس الأقداس، وأعاده الملك منسا مرة أخرى إلى قدس الأقداس. وقام الملك يوشيا بإصلاح دينى فأخرج أشيرة من المعبد، إلا أنها عادت مرة أخرى بعد موته.
                      330 سنة تبدأ من 970 ق.م. من أيام حكم سليمان إلى عام 640 بداية حكم الملك يوشيا وتُعبد أشيرة فى داخل معبد يهوه، تخللها عدة سنوات أخرج فيها بعض الملوك تماثيلها من داخل المعبد، ولم يقضوا تمامًا على عبادتها، كما فعلوا مع البعل، أو عبدوا مع يهوه آلهة أخرى بنوا لهم معابدهم الخاصة بعيدًا عن يهوه.
                      فلماذا كان معبد سليمان بيت العبادة المخصص ليهوه تُعبد فيه أشيرة طوال هذا الزمن، مع عدم وجود أمر من يهوه أو احتجاج أو حتى غيرة من وجود تمثالها، ولم يأمر نبيًا من أنبيائه بالتخلص من أتباعها؟
                      إن الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج إلى احتراف محدد أو ذكاء خارق. لقد قبلت الإلهة أشيرة لمدة طويلة من الزمن من الإله السامى «إيل» كعشيق لها، فقد كانت بقرة السماء، وكان هو الثور زوجها، مع الأخذ فى الاعتبار أن «إيل» كان أحد أسماء يهوه.
                      فهل عرفتم الآن لماذا اضطهد يهوه البعل وأنبياءه، وقُتلوا وشُرِّدوا دون أشيرة وأنبيائها؟ نكرر مرة أخرى: لأن أشيرة كانت حبيبة (أو زوجة) الإله يهوه / إيل وشريكته. لذلك يذهب عنا العجب أن يخفى لوثر فى ترجمته عام 1545 وكذلك فى ترجمة الفاندايك، وفى بعض التراجم القليلة الأخرى فى اللغة الإنجليزية اسم أشيرة. فقد جعلها ليوثر Hain التى تعنى البستان أو الغابة الصغيرة، وجعلها الفاندايك السارية، على الرغم من أن هذا اسم علم لا يترجم بالمعنى ولا بالصفة. وأعادها لوثر فى ترجمته لعام 1912 إلى أشيرة ةاستمرت هكذا فى باقى تراجمه.
                      فما إحساسك عزيزى المسيحى وأنت تقرأ اتفاق الرب مع عزازيل لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) أو محاولة الرب ترضية الشيطان بمساواته به فى التقدمة (لاويين 16: 5-10) أو فى تسميته بإله هذا الدهر وسيده، أو فى اعتقال الشيطان ليسوع لمدة أربعين يومًا فى الصحراء أو فى تجاهل الرب للإلهة أشيرة وصنمها فى معبده وتجاهل أنبيائها دون أنبياء البعل؟
                      س85- يقول التكوين 4: 1-26 (1وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. ... 2ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَابِيلُ رَاعِياً لِلْغَنَمِ وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ. ...... 8وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ. ..... 12مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهاً وَهَارِباً تَكُونُ فِي الأَرْضِ». 13فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ. 14إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهاً وَهَارِباً فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». 15فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ. 16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ. 18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. 19وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ. ..... 25وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضاً فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثاً قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ. 26وَلِشِيثَ أَيْضاً وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.)
                      هذا الإصحاح ملىء بعجائب الدنيا، وأسئلة تُحير:
                      1- لقد قتل قايين الأكبر أخاه هابيل. ولم يكن على الأرض غيرهما غير آدم وحواء. وبقتل هابيل أصبح على الأرض ثلاثة أشخاص فقط. («لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.) فمِن من هرب قايين؟ ومِن من كان يخشى أن يقتله؟ ولماذا وضع الرب عليه العلامة لكى لا يقتله أحد؟ هل لم يعلم الرب أنه لا يوجد غير هؤلاء الثلاثة على الأرض؟ فمِن من حفظه الرب؟ ولمن فرض الرب على من يقتله سبعة أضعاف العقاب؟
                      2- (16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ. 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ.) فكيف عرف هذه المرأة؟ ومن أين جاءت؟ وابنة من هذه المرأة؟ هل كان هناك من البشر من يعيش على الأرض غير آدم وحواء وقايين؟ ولماذا لم يذكرهم الرب؟
                      3- أما عن قوله (وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ.) فهل كانت تُعرف فى ذلك الوقت المدينة بكل مدنيتها؟ لماذا لم يبنى قرية لتتناسب مع ما يعمل فيه من الزراعة؟ ولمن يبنى هذه المدينة؟ لقد كانوا ثلاثة أشخاص فقط!!
                      4- (18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ.) ومعنى ذلك أن كلا من حنوك وعيراد ومحويائيل ومتوشائيل تزوج وأنجب، فمن أين جاءت هذه النساء الأربعة؟ فلم يكن على الأرض من النساء غير حواء وزوجة قايين التى لا نعرف أيضًا كيف جاءت ولا من أى نسل!!
                      5- ثم النقطة الخامسة أن حنوك بن قايين ولد ابن، ثم حفيد، ثم ابن الحفيد، ثم ابن ابن الحفيد. أى لم يولد فى هذه الأجيال ابنة لأى منهم. ونفاجأ بأن لامك اتخذ لنفسه امرأتين: فمن أين جابت هذه النسوة؟ (18وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ. 19وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ.)
                      فإن كان العرف ألا تُذكر النساء، فلماذا ذكر إذًا أسماء زوجتى لامك، واسم الأم الأولى حواء؟
                      6- والأغرب من ذلك أنه بعد كل الذى حدث من قتل قايين لهابيل، وقتل لامك لاثنين من الرجال، وبعد ولادة شيث وبلوغه، بدأ صيث الدعوة لله، وتعليمهم الخير من الشر: (26وَلِشِيثَ أَيْضاً وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.)! فلماذا لم يعلمهما الرب الخير من الشر قبل الحساب وقبل فرض العقوبة على القاتل؟ ولماذا منع آدم وحواء من الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر؟ ولماذا يطلب منهما الأكل والاستزادة من هذه الشجرة ليتعلما الخير من الشر؟ ألم يكن من الأجدى أن يفرضها عليهما؟ فهل أراد الرب أن يترك البشر دون علم بالخير من الشر، ثم يحسابهم ويدخلهم ناره؟ (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) التكوين 2: 16-17

                      تعليق


                      • #12
                        س86- هل يستطيع إنسان تحريف كلمة الرب؟
                        ستكون إجابة أى مسيحى: لا طبعًا. فأين قدرة الله وعظمته؟ فهل يترك الرب عباده فى ضلال بعد أن يتم التحريف؟ فلو سكت الرب لكان مشاركًا فى جريمة التحريف بالصمت وعدم فضح المحرف. ثم إن الرب توعَّد المحرفين بعقوبة صارمة، فأمر أولا بعدم الزيادة أو النقصان فى كلامه: (2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا.) التثنية 4: 2
                        (32كُلُّ الكَلامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لا تَزِدْ عَليْهِ وَلا تُنَقِّصْ مِنْهُ».) التثنية 12: 32
                        ثم جاءت عقوبته للمحرفين: (5كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.) الأمثال 30: 5-6
                        (وَإِنَّنِي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ مَا جَاءَ فِي كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا: إِنْ زَادَ أَحَدٌ شَيْئاً عَلَى مَا كُتِبَ فِيهِ، يَزِيدُهُ اللهُ مِنَ الْبَلاَيَا الَّتِي وَرَدَ ذِكْرُهَا، 19وَإِنْ أَسْقَطَ أَحَدٌ شَيْئاً مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ النُّبُوءَةِ هَذَا، يُسْقِطُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، اللَّتَيْنِ جَاءَ ذِكْرُهُمَا فِي هَذَا الْكِتَاب") رؤيا يوحنا 22: 18-19
                        فى الحقيقة هذا دليل على أنه سيقع التحريف بكل تأكيد، ولو تعهَّد الله بحفظه ما كان أمركم بعد الزيادة أو النقصان، لانتفاء إمكانية حدوث الفعل نفسه! فهل كلام الرب لغو لا قيمة له؟ هل يفترض الرب عقوبة على شىء لن يحدث؟
                        ثم ما الذى يمنع من تحريف كلام الرب؟ هل تعتقد أن التوبيخ عقوبة رادعة تمنع من التحريف؟ وما هو هذا النصيب الذى سوف ينقصه الرب من شجرة الحياة أو من المدينة المقدسة؟ وما هو نصيب الفرد من هذه الشجرة ومن هذه المدينة المقدسة؟
                        وإذا كان الشيطان قد تمكَّن من الرب وأسره فى الصحراء أربعين يومًا، فهل سيصعب عليه أن يحرف كل كلامه أو يستبدله؟ وإذا كان الإنسان قد اعتقله وكبَّله، وضربه وأهانه من بصق فى الوجه واستهزاء، ثم صلبوه وطعنوه بحربة فى جانبه، فهل يصعب على من فعل ذلك أن يحرف كلام الرب أو حتى يستبدله كله بكلام آخر؟
                        س87- يحرم سفر اللاويين 11: 14 أكل الحدأة ويُعدها من الطيور، وهى فى الحقيقة من الثدييات، فكيف يقع الرب فى خطأ مثل هذا؟ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ (13«وَهَذِهِ تَكْرَهُونَهَا مِنَ الطُّيُورِ. لاَ تُؤْكَلْ. إِنَّهَا مَكْرُوهَةٌ: النَّسْرُ وَالأَنُوقُ وَالْعُقَابُ 14وَالْحِدَأَةُ وَالْبَاشِقُ عَلَى أَجْنَاسِهِ.)
                        س88- حرم الرب أكل كل طير يمشى على أربعة أرجل. فهل يوجد من الأساس طير يمشى على أربعة أرجل؟ (20وَكُلُّ دَبِيبِ الطَّيْرِ الْمَاشِي عَلَى أَرْبَعٍ. فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ.) اللاويين 11: 20، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟
                        س89- هل كان يسوع هو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا، والتى تُتَّخذ دليل عند المسيحيين على تأليه يسوع؟ وهل عرف يسوع نفسه أنه يُدعى عمانوئيل؟ هل عرفت أمه هذا؟ هل عرف أحد تلاميذه أو المقربين إليه ذلك؟ هل ناداه أحد فى طول الكتاب وعرضه بكلمة عمانوئيل؟ لا.
                        مما لا شك فيه أن متى اقتبس من إشعياء كلمة عمانوئيل، التى لم تُذكر فى الكتاب كله إلا ثلاث مرات: مرتان فى إشعياء (7: 14) و (8: 8)، ثم اقتبسها متى فى (1: 23)، وهى ليست لها أدنى علاقة بيسوع من بعيد أو قريب، كما سنرى. إن موقف الملك أحاز كما يحكيه سفر إشعياء الإصحاح السابع والثامن، لهو موقف لا يُحسد عليه إنسان. إنه موقف إنسان يحاربه عدوان فى نفس الوقت، ويتهددون حياته ومملكته. فالهزيمة سوف تدركه إن عاجلا أو آجلا. فهى عملية وقت لا أكثر.
                        وهنا يظهر النبى إشعياء كنبى، يتحدث عن الله سبحانه وتعالى، ويخبره أن امرأة شابة حامل ستلد قريبًا، وبعد بضعة سنوات يتناول الطفل اللبن والعسل، وحينئذ سينتهى حصار البلد. وها هو نص إشعياء 7: 10-20 (10ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ فَقَالَ لِآحَازَ: 11«اُطْلُبْ لِنَفْسِكَ آيَةً مِنَ الرَّبِّ إِلَهِكَ. عَمِّقْ طَلَبَكَ أَوْ رَفِّعْهُ إِلَى فَوْقٍ». 12فَقَالَ آحَازُ: «لاَ أَطْلُبُ وَلاَ أُجَرِّبُ الرَّبَّ». 13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟ 14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». 15زُبْداً وَعَسَلاً يَأْكُلُ مَتَى عَرَفَ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ. 16لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ تُخْلَى الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ خَاشٍ مِنْ مَلِكَيْهَا».17يَجْلِبُ الرَّبُّ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَيْكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِيكَ أَيَّاماً لَمْ تَأْتِ مُنْذُ يَوْمِ اعْتِزَالِ أَفْرَايِمَ عَنْ يَهُوذَا. 18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ 19فَتَأْتِي وَتَحِلُّ جَمِيعُهَا فِي الأَوْدِيَةِ الْخَرِبَةِ وَفِي شُقُوقِ الصُّخُورِ وَفِي كُلِّ غَابِ الشَّوْكِ وَفِي كُلِّ الْمَرَاعِي. 20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً.)
                        وهذا النص ملىء بالاستفهامات:
                        1- (13فَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا بَيْتَ دَاوُدَ. هَلْ هُوَ قَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تُضْجِرُوا النَّاسَ حَتَّى تُضْجِرُوا إِلَهِي أَيْضاً؟) إن القائل هنا هو الرب نفسه، فكيف يقول الرب (إلهى)؟ فمن هو إله الرب هذا؟ هل يعترف الرب بوجود إله آخر غيره؟ أم إن كاتب هذا الكلام من كفار اليهود الذين عبدوا البعل وأشيرة وغيرها من الآلهة الوثنية؟
                        2- (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ)
                        إن قائل هذه الجملة أيضًا هو الرب نفسه. ومن العجيب أن الرب الخالق للذباب لا يعرف أنه ليس له جهاز سمعى، فهو لا يسمع، فلماذا يتعب الرب نفسه ويصفر للذباب؟
                        3- (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَحْلِقُ السَّيِّدُ بِمُوسَى مُسْتَأْجَرَةٍ فِي عَبْرِ النَّهْرِ بِمَلِكِ أَشُّورَ الرَّأْسَ وَشَعْرَ الرِّجْلَيْنِ وَتَنْزِعُ اللِّحْيَةَ أَيْضاً) من هو السيِّد هنا؟ إنه الرب الذى مازال يتكلم. فكيف ولماذا يحلق الرب رأسه وشعر رجليه، وينتف لحيته؟ ألا يمكنه أن يتخلص من هذا الشعر دون استئجار موس؟ ألا يعرف الرب أن استعمال الموس من أكثر من فرد يعرضهم للكثير من الأمراض، التى لا شفاء منها، خاصة أمراض الدم؟ فلماذا لم يضرب الرب المثل الأعلى فى موضوع التوعية الصحية؟ ولماذا لم يخلق نفسه بدون شعر من الأساس، وبدون الخلايا البصيلية التى يخرج منه الشعر؟ وهل تخيل كاتب الكتاب أو كاتب هذا السفر أن للرب جسم مثلنا وجلد مثل جلودنا يخرج من تحتها الشعر؟ إن هذا لا يعكس إلا أن كاتبه لم يتخل بعد عن الوثنية وتجسيد الإله، التى تعود عليها بنو إسرائيل.
                        4- (14وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».) ونأتى لأهم نقطة، بعد أن رأينا تهافت النصوص السابقة، وأنه يستحيل أن يكون هذا كلام الرب، الذى يجهل أنه ليس لدى الذباب جهاز سمعى ليسمع صفير الرب، وأن الرب ليس له إله، وأنه ليس إنسان له شعر فيضطر الرب إلى اقتراض موس ليحلق شعره. إن قول الكاتب إن الرب سيعطى نفسه آية لهو قول غامض. فلو أراد الرب أن يكون هو هذه الآية التى ستلدها المرأة لقال: (...هَا أمى الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُنى وَتَدْعُو اسْمَى «عِمَّانُوئِيلَ»)
                        ثم ما الآية أن تلد العذراء؟ إن أى امرأة محترمة تكون عذراء قبل الزواج، وبعده تُنجب. فما هى هذه الآية؟ إن الآية فى أن تحمل هذه المرأة الشابة حديثة الزواج، وقبل أن يعرف ابنها الخير من الشر سينهى الرب هذه الأزمة، ويؤمن شعبه، ولن يمكن عدو آحاز من احتلال أرضه. (5لأَنَّ أَرَامَ تَآمَرَتْ عَلَيْكَ بِشَرٍّ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا قَائِلَةً: 6نَصْعَدُ عَلَى يَهُوذَا وَنُقَوِّضُهَا وَنَسْتَفْتِحُهَا لأَنْفُسِنَا وَنُمَلِّكُ فِي وَسَطِهَا مَلِكاً ابْنَ طَبْئِيلَ.) إشعياء 7: 5-6
                        إن الموقف واضح لا يحتاج لتوضيح لمن كان له قليل من التبصُّر والإنصاف. فأثناء الحديث الذى دار بينهما كانت الشابة (علما بالعبرية وليست بتولا التى تعنى العذراء)، وبعد عدة أشهر سوف تلد. ومن الناحية الزمنية كان هذا الحوار بين عامى 746 و716 ق.م. وعلى ذلك فإن هذا الطفل المبشر بقدومه لابد أن يكون قد ولد فى هذا الوقت. وهوعلامة تبعث على الأمل، وتشير إلى مستقبل أفضل.
                        إلا أن كاتب إنجيل متى قد اقتطع كلام إشعياء من سياقه، واستخدمه بمعنى آخر، ليشير إلى ولادة يسوع من العذراء، وأن الله سيكون معنا (ترجمة عمانوئيل) دليل على ألوهية يسوع. على الرغم من أن النص الأصلى العبرى يتكلم عن علما، وهى المرأة الشابة المكتزوجة حديثًا، وإلا كيف ستنجب؟ وأن كلمة عمانوئيل قد تعنى أيضًا (الله يساعد).
                        وهنا يكون متى قد وقع فى عدة أخطاء لتنسحب ما يسميها نبوءة على يسوع:
                        1- يتكلم النص العبرى عن علما، وهى المرأة الشابة، سواء كانت متزوجة أم لا، سواء كانت عذراء أم لا، ولا يتكلم عن البتولا وهى العذراء، مهما بلغ عمرها.
                        2- إن المرأة الشابة عن إشعياء قد كانت حاملا بالفعل، ولم تقل الرواية أنها سوف تحمل. وحتى لو لم تكن حامل، فهى علامة أو إشارة وليست معجزة أن تحمل المرأة الشابة حديثة الزواج، وتنجب. إن المعنى لمفهوم أنه فى بضعة سنين تقاس بمدة الحمل والإنجاب، يُضاف عليها بضعة سنوات حتى يعرف الطفل الخير من الشر، أى يبلغ سن التمييز.
                        3- سيدعى الطفل تبعًا للنبوءة عمانوئيل وليس يسوع.
                        4- يوم أن يكبر الطفل ويعرف أن يميز الخير من الشر سيحدث ما وعد الرب به. فمتى حدث هذا لو كانت هذه نبوءة عن يسوع وعصره؟ هل تآمر على أورشليم وقتها أَرَامَ مَعَ أَفْرَايِمَ وَابْنِ رَمَلْيَا بشر؟
                        5- لو كان يسوع هو الرب المولود من العذراء، وهو الآية، فهل كان هو أيضًا السيد الذى حلق شعر رأسه ورجليه وذقنه وقت أن عرف الطفل يسوع الخير من الشر؟ وكيف كان الرب طوال فترة طفولته التى لا يعرف فيها الخير من الشر إلهًا؟ هل كان للطفل وقتها خواص الرجال هذه؟
                        6- لم يعرف أحد يسوع باسم عمانوئيل، ولم يناده أحد بهذا الاسم.
                        7- ويظهر التحريف أيضًا فى فهم المسيحيين لقول متى (يُعْطِيكُمْ السَّيِّدُ نَفْسُهُ) آية، والتى تعنى أن السيد بنفسه سيعطيكم علامة، أو دليل أو إشارة لتعرفوا ذلك، وليست معجزة، كما حدثت مع السيدة مريم العذراء. وليست أنه سيعطى نفسه ليولد من العذراء كآية وهذا كما جاء فى التراجم الآتية:
                        14Therefore the Lord Himself shall give you a sign (AMP, Darby, ASV, ESV, KJ21, NIV, NKJV, NRSV)
                        14But the LORD will still give you proof. (CEV)
                        8- ولو ولد يسوع من امرأة عذراء دون أن يمسسها بشر، فما هى العلامة التى يشير إليها هذا الميلاد غير قدرة الله تعالى فى خلقه؟ أليست هذه العلامة على قرب نصر الله لهم، كما يقول السياق؟ فكيف قلبها متى هكذا لتكون نبوءة عن مولد إله؟ وإلا لألهنا آدم وحواء، وملكى صادق الذى ولد دون أب أو أم، كما يقول الكتاب: عبرانيين 7: 1-3 (1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.)
                        س90- لا يعترف المسيحيون بالنسخ فى تشريعاتهم. ويعتبرونه نوع من البداء، أى أن الله قد بدى له الشىء بعد غفلة أو جهل، وهذا لا يليق فى حق الله. نعم! هذا لا يليق فى حق الله، وهكذا لا يعتقد المسلمون، ولكنهم يعتقدون فى تدرُّج التشريع للبشر، رحمة بهم.
                        إلا أن التشريعات فى العهد القديم والجديد بها البداء، وبها النسخ الذى يقر به المسلمون. ولن نتكلم عما قاله بولس فى تشريعاته التى نسخ بها تشريع موسى عليه السلام، وموافقة يسوع عليه تمامًا. ومن أشهر التعبيرات التى استعملها يسوع وتعبر عن النسخ هى القول المنسوب إليه: (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ). وهذا التعبير واضح الدلالة والمعنى: فإذا كنتم أنتم أيها الكهنة تقولون كذا بما جاء فى العهد القديم، فأنا أخالفكم فى عهدى الجديد وأقول لكم قولا مخالفًا لما تقولونه. بمعنى أن ما تقولونه أصبح فى تشريعى الجديد غير سارى، فقد نسخته، وألغيته.
                        مع الأخذ فى الاعتبار أن ما يقولونه هو قول العهد القديم، وتعاليم موسى والأنبياء. وأن قول يسوع هذا يُخالف تعاليم موسى والأنبياء، ويستبدله بقول آخر. وكل هذا على الرغم من قول يسوع فى نفس هذا السفر أنه لن تنقص نقطة واحدة من الناموس، وأنه جاء ليؤكد ويتبع أقوال موسى والأنبياء وتعاليمهم، ولم يأت هادمًا لأى تعليم من تعاليم موسى والأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                        لقد تمسَّكَ عيسى  بالناموس وبكتب الأنبياء فى كل مواقفه، وتبعه تلاميذه فى ذلك ، ولم يكن لهم مكان مخصّص للعبادة غير الهيكل الذى كان يدرِّس فيه كل الأنبياء قبله. بل أنبأ مستمعيه أن يتمسّكوا به ولا يتركون منه حرفًا واحدًا ، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                        وأخبرهم أن موسى  هو الذى سيتبرأ منهم ويشكوهم لله تعالى، لأنهم شعبه الذى جاءهم بالكتاب، فإن كانوا لا يؤمنون بكتب موسى، فكيف سيصدقونه وهو التابع له ولما جاء به؟ أى لو كانوا يصدقون موسى والتوراة، لكانوا صدقوه أيضًا، الأمر الذى يشير إلى أنه لم يأت بجديد غير الذى فى التوراة! وهذا أكبر دليل على أنه كان يتبع تعاليم التوراة المنزلة على موسى عليهما السلام. (45«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ. 46لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. 47فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كلاَمِي؟».) يوحنا 5: 45-47
                        بل جاء مؤيدًا كتب الأنبياء والناموس وقد طبَّقَ ذلك فى تعاليمه ، فكان يذكر تأييد كلامه من أقوال الناموس والأنبياء، فقال: (13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 13
                        وقال: (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
                        وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورين عليه ليجربه قائلا: (36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 36-40
                        بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس ، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                        وتمسَّكَ هو نفسه بتعاليم موسى، فقال لمن شفاه بإذن الله: (3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») متى 8: 3-4 ، راجع أيضاً مرقس 1: 40-44
                        وأيَّد يعقوب تعاليمه فقال: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
                        وأكَّد كاتب الرسالة إلى العبرانيين الناموس فقال: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
                        وقال مزمور 19: 7-9 (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.)
                        وقال سفر الأمثال: («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.) أمثال 4: 4-5
                        وقال: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
                        وقال: (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) الأمثال 4: 20-22
                        وقال الرب إن وصيته تلزم أتباعه إلى ألف جيل: (9فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ ، الإِلَهُ الأَمِينُ الْوَفِيُّ بِالْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ.) تثنية 7: 9، فهل تغيير الناموس فيه وفاء بعهد الله؟
                        ولعن الرب من يعرض عن هذا الناموس وكلامه: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
                        ولعنه أيضًا فقال: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
                        وأعلن الرب غضبه على من يعرض عن شريعته التى أنزلها على موسى، واتبعها كل الأنبياء، فقال: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
                        فهل أراد كاتب إنجيل متى أن يجعل يسوع من الملعونين المغضوب عليهم حتى ينفر منه الأتباع الجدد، ويصوره من أعداء الناموس وموسى، وأنه صاحب بدعة ما أتى بها من أحد من قبله من العالمين؟
                        أم أراد قسرًا أن يجعل يسوع هو النبى الخاتم، صاحب العهد الجديد، الذى تنتظره كل الأمم، وسوف يحرر اليهود من ربقة عبوديتهم للرومان، وسيحكم العالم بشرع الله وملكوته، وسيكون هو صاحب الملكوت الجديد، أو العهد الجديد؟
                        ولو لم نغض الطرف عن هذا النص الذى يشرع فيه يسوع بقوله: (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ) لكان يسوع تبعًا لنصوص الأناجيل أضحوكة فى الكتاب، فلا هو من المؤمنين، الذين اتبعوا موسى والأنبياء، وبذلك أصبح ملعونًا مغضوبًا عليه، وذلك فى شرع الله، وكتاب موسى والأنبياء، بل وفيما يسمى بالعهد الجديد كله، ولا هو المسِّيِّا النبى الخاتم، الذى خاض حروبًا ، وحرر بنى إسرائيل من الرومان، ولا جاء بشرع جديد صالح لحكم العالم فى جميع مناحى الحياة من سياسة واقتصاد وتجارة وصناعة وزراعة وحروب وأزمات.
                        ولو كان هذا النص (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ) نص غير مدسوس على يسوع، أليس من العجيب أن يُدعى يسوع (ربى أى معلم) للشريعة اليهودية؟ أليس من العجيب أن تكون له شريعة مخالفة لما جاء به موسى والأنبياء ويفرضها على اليهود داخل معبدهم؟ ولو فعل ذلك فعلا ألا تعتقد أنه كان يستحق الرجم من اليهود؟ هل تعتقد عزيزى القارىء أن اليهود هم الذين كتبوا هذا النص ليضربوا به عصفورين بحجر واحد؟ أولهما جعل يسوع كافرًا، ادعى النبوة وجاء بما يُخالف تعاليم موسى والأنبياء، وهذا جزاؤه القتل: (وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20
                        وثانيهما جعل يسوع النبى المسِّيِّا الذى تنتظره الأمم، وبالتالى ليس عليهم انتظاره إذا جاء أو تصديقه، لخوفهم على ذهاب النبوة من بين أيديهم، وخوفًا أن يفقدوا مكانتهم الاجتماعية والمادية بين أتباعهم، على الأخص بعدما أخبرهم يسوع عن قرب مجىء المسِّيِّا، وأنه سينزع لا محالة – كما تقول الكتب – الملكوت منهم: (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.) متى 11: 14
                        وإيليا هذا ليس يوحنا المعمدان كما يظن البعض، فقد نفى يوحنا العمدان نفسه أن يكون هو المسِّيِّا: (فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا».) يوحنا 1: 21
                        وقال أيضًا عنه: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                        وأعلمهم أن ابن الإنسان المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، فتكلم عنه بصيغة الغائب مثل ابن الإنسان فقال: (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ:«ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.) متى 22: 41-46
                        وضرب لهم الأمثال وتناول هذه الفكرة، الكرامون الذين أخذوا الابن وأرادوا قتله ليرثوا هم ماله. وقد حكموا على أنفسهم بأنهم أردياء ويستحقون القتل، وأنهم لا يستحقون وجود الملكوت معهم، لذلك سيسحب منهم ويُعطى لأمة تعمل أثماره: (38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 38-46
                        والغريب أن يختفى لقب (ربى) ويُستبدل فى الترجمات بلقب (معلم)، ولا يظهر إلا مرتين فى إنجيل يوحنا. ومن أهم وظائفه (الربى) تعليم الشريعة الموسوية وتعاليم الأنبياء للشعب اليهودى، والقيام بالإجابة على استفساراتهم من الشريعة وتعاليم الأنبياء. والربى هو أستاذ الشريعة الموسوية، الذى اشترط الرب أن يكون من نسل هارون، من سبط لاوى: («وَقَرِّبْ إِلَيْكَ هَارُونَ أَخَاكَ وَبَنِيهِ مَعَهُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَكْهَنَ لِي. هَارُونَ نَادَابَ وَأَبِيهُوَ أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ بَنِي هَارُونَ.) خروج 28: 1
                        (44وَأُقَدِّسُ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَالْمَذْبَحَ. وَهَارُونُ وَبَنُوهُ أُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي.) خروج 29: 44
                        (30وَتَمْسَحُ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي.) خروج 30: 30
                        وسبب اختفاء هذا اللقب قد اتضح لك الآن عزيزى القارىء، وهو إخفاء سبط يسوع الحقيقى وهو الهارونى، الذى كان عليه تدريس الشريعة الموسوية فى المعبد.
                        وهنا ينبغى على القارىء أن يتساءل: كيف جاء يسوع مؤيدًا لتعاليم موسى والأنبياء عليهم السلام، وهو فى نفس الوقت يقوم بإلغاء بعضها ونسخه؟ وكل هذا فى الوقت الذى لا تعترف فيه الكنيسة بالنسخ فى تشريعاتهم، ويتخذونه عند المسلمين هزوا.
                        لكن عالم العهد الجديد وأستاذ اللغة اليونانية البروفيسور اليهودى بينكاس لابيدى يحل هذه المشلكة، ويفجر مشكلة أخرى بجانبها. فأخذ مثالا من متى 5: 33- (33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.)
                        فمن يفهم هذا النص يفهمه على أن يسوع حرم القسم والأيمان نهائيًا، وهذا مع شديد الأسف ما يفهمه المسيحيون اليوم. لكن كيف فهم النصارى الأول من أتباع يسوع هذا النص؟ هل لم يقسم أحد منهم؟ بلى.
                        لقد حلف بطرس: (74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ.) متى 26: 74
                        كما أقسم بولس (23وَلَكِنِّي أَسْتَشْهِدُ اللهَ عَلَى نَفْسِي أَنِّي إِشْفَاقاً عَلَيْكُمْ لَمْ آتِ إِلَى كُورِنْثُوسَ) كورنثوس الثانية 1: 23
                        (20وَالَّذِي أَكْتُبُ بِهِ إِلَيْكُمْ هُوَذَا قُدَّامَ اللهِ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ فِيهِ.) غلاطية 1: 20
                        (8فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) فيليبى 1: 8
                        وقد أقسم رئيس الكهنة على يسوع وهو على الصليب (؟) وأبر القسم وأجابه، على االرغم من أنه ظل صامتًا حتى أقسم عليه رئيس الكهنة: (63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!) متى 26: 63-64
                        ولم يطلب الناموس أو الأنبياء من المؤمنين إلا القسم الصادق باسم الله: (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) خروج 20: 7
                        وكذلك (وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.)لاويين 19: 12
                        (20الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي. إِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِهِ تَلتَصِقُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) تثنية 10: 20، وأيضًا التثنية 6: 13
                        (وَلاَ تُحِبُّوا يَمِينَ الزُّورِ. لأَنَّ هَذِهِ جَمِيعَهَا أَكْرَهُهَا يَقُولُ الرَّبُّ) زكريا 8: 17
                        فهل خالف يسوع الناموس؟ هل قام يسوع بإلغاء كلمة الرب للناموس والأنبياء؟ لا. فقد قال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                        لا. لم يقم يسوع بإلغاء نقطة واحدة من الناموس أو الأنبياء. ولكنه شدَّد فى التعامل مع اليهود والكهنة. فقال بينما يقول الناموس والقدماء كذا وكذا وهو صادق، أفضل لكم أن تحفظوا أيمانكم، وتتجنبوا القسم، حتى لا يقع منكم أيمان باطل. فكأنما يتشدَّد فى عدم ذكر اسم الله أو القسم الباطل، بتجنبه، وليس بإلغائه. وإلا لما أبرَّ هو قسم رئيس الكهنة.
                        ونلمس هذا الفكر أيضًا فى قوله: (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-30
                        فهو هنا يُشدِّد فى اتباع أوامر الله بغض النظر عن محارم الغير. ولا يقصد بالمرة أن يقلع كل إنسان عينه أو يقطع يده ليغض البصر، كما لا يعنى إلغاء نقطة واحدة من الناموس. وهذا لم يقدر عليه أشد الرجال إيمانًا، ويعرف القراء كم تورط رجال الكنيسة كبيرهم سنًا ومركزًا وصغيرهم فى الفضائح الجنسية وجرائم الاعتداء على الأطفال وغيرهم.
                        لأننا لو فهمنا المعنى الحرفى وقسنا عليه: فعلى الإنسان أن يقطع لسانه خوفًا من الغيبة، وأن يخصى نفسه خوفًا من الزنى، وأن يقطع يديه إن خاف على نفسه من السرقة، وأن يقطع أذنيه إن خاف على نفسه التصنُّت على الآخرين، وأن يجدع أنفه إن خاف أن يشم رائحة عطر امرأة. والأفضل أن يقتل النساء خوفًا من اشتهائها!
                        ويفجر المشكلة الآتية: كيف لا يوجد عالم مسيحى اكتشف هذا الأمر من قبل؟ كيف استراحت ضمائرهم إلى ترجمة خاطئة، وفكرة غير صحيحة يتخذها المسيحيون والدارسون عن يسوع؟ بل كيف يشوهون صورة يسوع ويجعلونه ملعونًا، لأنه خالف تعاليم الناموس بقولة (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ)؟ وكيف شوهوا دينهم القائم على قتل البرىء ليحمل خطايا الناس، وحولوه إلى مجرم يستحق القتل رجمًا تبعًا لناموس موسى؟
                        وفى النهاية أقول: إن هذا التناقض القائم فى التراجم بين اتباع يسوع للناموس ومخالفته له بقوله (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ)، لا يوجد فى الأصول اليونانية، وعلى ذلك فإن الترجمة الأفضل لهذا النص يجب أن تكون: (وإضافة إلى ذلك أَقُولُ لَكُمْ).
                        (δέ) وتُنطق (de) وهى تحت رقم (Strong's G1161)، وجاءت 2870 مرة فى العهد الجديد فى نسخة الملك جيمس وجاءت بعدة معانى منها: لكن، وبالإضافة إلى ذلك، وأيضًا، والآن، ولذلك، ومع ذلك، وإذًا، وبالرغم من ذلك، بينما، وتُركت بدون ترجمة حوالى 300 مرة. Authorized Version (KJV) Translation Count — Total: 2870
                        AV — but 1237, and 934, now 166, then 132, also 18, yet 16, yea 13, so 13, moreover 13, nevertheless 11, for 4, even 3, misc 10, not tr 300
                        س91- هل كاتب إنجيل مرقس كان من تلاميذ يسوع أو تلاميذ تلاميذه؟ لا. وهل كان يهوديًا أو يعرف عادات وتقاليد اليهود؟ لا.
                        يقول يسوع تبعًا للإنجيل المنسوي لمرقس 10: 12: (12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».) فكيف يتأتى هذا؟ فهل فى الشريعة اليهودية تُطلق المرأة زوجها؟ وهل لو طلق الرجل امرأته وتزوج بأخرى يزنى كما جاءت فى مرقس 10: 11 (11فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا.)؟
                        فهل أراد يسوع أن يُخالف تعاليم موسى والأنبياء عليهم السلام ويمنع تعدُّد الزوجات؟ إن مخالفته لناموس موسى وكتب الأنبياء يجعله ملعونًا من الرب، مطرودًا من رحمته، يستحق الرجم من كل الجماعة: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
                        وأكَّد كاتب الرسالة إلى العبرانيين الناموس فقال: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
                        ولعنه أيضًا فقال: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
                        وقال: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
                        ولأن (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ ... شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ ...8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ ... أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ ... أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا.) مزمور 19: 7-9
                        أم أراد يسوع أن يعيش كل من المطلق والمطلقة فى تحرق واشتياق كل منهما للزواج ولا ينالنه، ولا يجدن طريقًا إلى ذلك إلا بالحرام أو استسلام كلا منهما للطرف الآخر البغيض، يكيل كل منهما للآخر ويتمنى موته أو الخلاص منه بأى وسيلة كانت؟ أم أحدث يسوع نسخًا فى تعاليم موسى والأنبياء؟
                        إن النص الذى نحن بصدد الحديث عنه لا يعنى إلا أن يسوع خالف الشريعة الموسوية أو لم يعرفها بالمرة!! هذه الشريعة التى كان يعلمها فى معبد اليهود، وقال إنه لم يأت لينقض نقطة واحدة منها (متى 5: 17-19). وتبعًا لهذه الشريعة لم يكن للمرأة الحق فى تطليق زوجها، وكان هذا الحق قاصرًا فقط على الرجل: (1«إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ 2وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ 3فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ ....) التثنية 24: 1-3
                        ونخلص من هذا أن كاتب إنجيل مرقس هذا لا يعرف القانوس اليهودى أو الشريعة الموسوية، فقد كانت معيشة اليهود وطريقة تفكيرهم غريبة عليه. ويتضح هذا فى نص آخر أيضًا فى مرقس (7: 3-5) حيث يشير النص إلى وجوب غسل اليهود والفريسيين أيديهم قبل الأكل وبعد عودتهم من السوق.
                        ويتبين من النص اليونانى أن المقصود ليس كل الفريسيين رجال ونساء، ولكن الكلام كان فقط عن الرجال. وهذا يدل على أن كاتب هذا الإنجيل لا يعرف تقاليد اليهود، وأنه لم يكن يذهب إلى السوق إلا النساء فقط. فهى قد كانت من واجبات المرأة.
                        وتكرر نفس الشىء مع حامل الجرة (مرقس 14: 13)، فلم يكن يملأ الماء أو يجلبه إلى البيوت إلا النساء.
                        فقد كانت عادات وتقاليد المجتمع بأكمله غريبة على هذا الكاتب المجهول لإنجيل مرقس. الأمر الذى يشير إلى أنه لم يكن ينتمى لهذا المجتمع أو أنه كان يعيش فى البيئة التى عاش فيها يسوع. وعلى ذلك فإن إنجيل مرقس لا يمكن أن يكون كاتبه هو مرقس اليهودى تلميذ بطرس. ولابد أن يكون شخص يعيش فى بيئة روامنية، أو أن الإنجيل تم تكييفه وصباغته بالصبغة الرومانية فيما بعد بصورة تتفق مع المجتمع الذى يعيش فيه كاتبه.
                        س92- يتفرد متى بحكاية مجىء المجوس السحرة للسجود للطفل المولود، والذى أسماه ملك اليهود. (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟» 5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». 7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.) متى 2: 1-12
                        فهل اهتم السحرة المجوس مرة فى التاريخ أن يسجدوا لملك من ملوك اليهود؟ إنهم يسجدون للشيطان لينفذ لهم سحرهم ويغتنوا على حساب الأغبياء! وهل كانوا يسجدون للملوك فور ولادتهم؟ وهل بعد أن ظهر الرب نفسه للسحرة الكافرين وسجدوا له ونفذوا تعاليمه، فهل هم من المؤمنين أم ظلوا كافرين؟ وهل سنتقم منهم لأنهم تسببوا فى تشتيت الرب وأسرته، حيث عرف هيرودس عن طريقهم ولادة ملك اليهود؟ وطالما أن مصر وقتها كانت تحت الحكم الرومانى، فلماذا لم يرسل إلى قيصر ليأمر بقتله أينما وجد؟
                        وكيف يتراءى الرب للكفار، ويكتفى بإرسال ملاكًا لأمه وزوجها؟ أليس هذا تحقيرًا وتهوينًا من شأن أمه؟
                        لكن هل كان يسوع إلهًا عندما سجد له السحرة المجوس، فى الوقت الذى كان لا يدرك فيه شيئًا، ولا يدرى ما يحدث حوله، ملفوفًا فى كوافيله، تبتل ملابسه ببوله أو برازه أو كلاهما؟ ومن الذى أفهم يسوع أن هيرودس سوف يقتله، فأرسل ملاكًا إلى خطيب أمه يعلمها بالأمر ويأمرهما بالسفر إلى مصر هربًا منه؟ فلو كان هو الذى فعل ذلك، فلماذا لم يتكلم فى المهد ويعلن ألوهيته؟
                        وهل تركت أمه مريم المؤمنة السحرة الكفار يسجدون لطفل لا ينفع ولا يضر؟ أى هل كفرت مريم وأقرتهم على السجود لغير الله؟
                        وهل سجدوا للطفل فى لحظة كانت فيها ملابسه قذرة، أم كانت نظيفة دون بوله أو برازه؟
                        ولو حدث أن قدموا له الهدايا الثمينة القيمة، فلماذا تقدمت أمه فى اليوم السابع بفرخى حمام فقط، وهى تقدمة الفقراء؟ فهل ضحكت المرأة المؤمنة على الرب وادعت الفقر؟ أم استهانت بأوامره؟ أم تآمر معها اليهود ولم يطلبوا منها أكثر من ذلك مع علمهم بمجىء المجوس بالهدايا الثمينة؟ أم ضنت على الفقراء بحقوقهم؟ أم أمرها الرب الرضيع بذلك؟ أم لم يعلم بما فعلته أمه فى غياب إدراكه فى فترة الطفولة؟
                        وتأتى هذه الحكاية فى وقت غريب يتوه فيه اليهود، وينسون شريعتهم، ولا يطلبون الدليل على هذا الحمل المعجز، ولا تذكر الأناجيل كيف أثبتت مريم براءتها، فى الوقت الذى كانت فيه مخطوبة ليوسف النجار! وعلى الرغم من أن الخطوبة فى اليهودية هى زواج، إلا أن الزوجين لا يحق لهما ممارسة حياة الأزواج فى الفراش، ولو حملت الخطيبة من خطيبها يتم رجم الاثنين. فكيف تعامى اليهود عن ذلك؟
                        بل متى تزوج يوسف من مريم؟ لقد ولدت يسوع وهما مازالا فى فترة الخطوبة. وضنت الأناجيل بذكر شئ عن هذا الزواج، واكتفت بذكر الخطوبة، ثم الحمل من الروح القدس، ثم اكتتابهما، ثم ولادته. الأمر الذى يشير إلى إما أن هذه الرواية لم تحدث بالمرة، فهى لم تكن مخطوبة أو تزوجت، وأن كاتب هذه القصة أراد إثبات نسب أرضى ليسوع، وينسبه إلى داود، ليكون هو ملك اليهود الداودى المنتظر. وإما أنه أراد طمس معجزة تكلم يسوع فى المهد، حتى لا يسأل مسيحى عما قاله الطفل فى المهد، وتشويه صورة أمه بالتالى، ونفى النبوة عنه، لأنه لم يأت نبى من نسل زنى!!
                        لقد سافر يسوع وأسرته إلى مصر خوفًا من وقوعه ضحية من ضحايا قتل هيرودس للأطفال. وهذا الحدث المزعوم لا يعرفه التاريخ مطلقًا، ولم يحدث إلا زمن موسى عليهما السلام. الأمر الذى يشير إلى تلفيق متى لهذا الحدث ليجعل يسوع هو النبى الذى أنبأ موسى عليه السلام عن قدومه، وإلغائه الشريعة الموسوية، والعمل بشريعة جديدة (المسماة بالعهد الجديد): (18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.) التثنية 18: 18-19، وكذلك ليطبق قول الكتاب (1«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.) هوشع 11: 1
                        إلا أن القارىء لا يجد فى هذه النبوءة التى ذكرها متى عند هوشع شيئًا عن هرب يسوع وأسرته إلى مصر خوفًا من القتل. إن ما جاء فى هوشع حدث فى الماضى، حيث أمر الرب موسى عليه السلام أن يذهب إلى فرعون ويخبره بأمر الله تعالى (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».) الخروج 4: 21-23
                        فلم يكن الحديث عن يسوع أو حتى عن شخص سيأتى فى المستقبل ، بل كان يشير إلى وقوع إسرائيل فى يد فرعون وعودة العبيد إلى الأرض المحببة. وهذا ما أشار إليه أيضًا (هوشع 11: 1).
                        وفى الوقت الذى لا يتكلم فيه مرقس أو يوحنا عن طفولة يسوع، يحكى لنا لوقا أن يسوع ولد فى بيت لحم، وسجد له الرعاة بدلا من السحرة. وتم ختانه فى اليوم الثامن، وسُمِّىَ يسوع، ثم بعد نهاية فترة الطمس، وهى هنا 33 يومًا، حمل الوالدان الطفل، وذهبوا به إلى أورشليم، وقدمت أمه فرخى الحمام، ثم عادوا إلى الناصرة. فكيف يتفق هروب مريم ويوسف واللإله الطفل الرضيع إلى مصر عقب الولادة مباشرة، كما بيَّن متى، بينما عند لوقا مكثوا على الأقل 33 يومًا؟
                        س93- أمر الرب موسى  بتحريم صناعة الصور والتماثيل، سواء كانت تشبه مخلوقًا من مخلوقات الأرض أو السماء. (4لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.) خروج 20: 4
                        ومما يثير العحب أن يؤمن أهل الكتاب أن الكاروبيم نوع من أنواع الملائكة، ويدعون أن الرب أمرهم بعمل تماثيل لهم، ووضعها على تابوت العهد (18وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19فَاصْنَعْ كَرُوباً وَاحِداً عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوباً آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ.) خروج 25: 18-19
                        وكان منقوشًا على باب خيمة الاجتماع: (31وَتَصْنَعُ حِجَاباً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ.صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِقٍ يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ)خروج 26: 31
                        بل وضع فى داخل قدس الأقداس كما فعل سليمان: (10وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ الأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ الصِّيَاغَةِ وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ.) أخبار الأيام الثانى 3: 10
                        بل تُستخدم هذه الملائكة فى ركوب الرب وتنقله فى السماء: (9طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ. 10رَكِبَ عَلَى كَرُوبٍ وَطَارَ وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ.) مزمور 18: 9-10
                        وفى موقع سانت تكلا، تحت عنان (لشاروبيم وخدماتهم | الكاروبيم): يقول: (أما حوائط البيت فكانت أيضا منقوشة بكروبيم مع نخيل، وأيضا مصراعي الباب كانا منقوشين بالكروبيم (امل 6:27 -29 و 32 وأيضا 2 أخبار 3: 7)، وكان المقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.)
                        ولو صح كلام موقع القديس تكلا، لكانت هذه التماثيل لله. إذ لا يُعقل أن تقربهم تماثيل الملائكة أو إثبات وجودها على الله! وعلى ذلك كانت هذه التماثيل تُعبد من دون الله!! لكن هل لا يدللون على وجود الله إلا بالأوثان ومعصية الرب فى أوامره؟ وهل دللوا بذلك على وجوده؟ وكيف؟ إنهم أثبتووا وجود الملائكة فقط! وما الفرق بينهم وبين من يعبدون العجل أو القرد ليقربهم إلى الله؟
                        س94- من الأخطاء التى تدل على أن كاتب إنجيل متى وكاتب إنجيل لوقا لم يكونا من اليهود، ولم يكونا على علم بفلسطين وجغرافيتها ما نجده فى متى 4: 11-16: (11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. 12وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ أَنَّ يُوحَنَّا أُسْلِمَ انْصَرَفَ إِلَى الْجَلِيلِ. 13وَتَرَكَ النَّاصِرَةَ وَأَتَى فَسَكَنَ فِي كَفْرِنَاحُومَ الَّتِي عِنْدَ الْبَحْرِ فِي تُخُومِ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيمَ 14لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: 15«أَرْضُ زَبُولُونَ وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ طَرِيقُ الْبَحْرِ عَبْرُ الأُرْدُنِّ جَلِيلُ الأُمَمِ- 16الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ».)
                        أى كان يسوع فى الناصرة، وتركها وانصرف إلى الجليل، وجعلها متى هكذا لتنطبق على قول يُنسب للنبى إشعياء.
                        لقد أشار الكاتب إلى أنه فور القبض على يوحنا المعمدان ترك يسوع الناصرة وانصرف إلى الجليل، وسكن فى كفر ناحوم. وهذا خطأ فادح، حيث لم يعرف الكاتب أن الناصرة وكفر ناحوم يقعان فى الجليل. وعلى ذلك فمن المحال أن يكون يسوع قد هرب من الجليل إلى الجليل.
                        إن ما قاله الكاتب أشبه بمن يقول: إن يسوع هرب من هذا الحى إلى المدينة أو المحافظة التابع لها هذا الحى. فكيف هرب يسوع من الجليل إلى الجليل؟
                        ويقول لوقا: (14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ مُمَجَّداً مِنَ الْجَمِيعِ. وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. ) لوقا 4: 14
                        أى كان يسوع فى الجليل، وتركها وجاء إلى الناصرة، مناقضًا لما قاله وحى متى.
                        إن خبر القبض على يوحنا المعمدان تلقاه يسوع بجزع شديد، واضطره الخوف ترك الجليل والهرب منها، لأنه ربما كان تلميذًا من تلاميذ المعمدان، قبل أن يُمارس مهامه الدعوية متجولا بين مدن اليهودية. وعلى ذلك فلابد أن يكون هروبه من الجليل إلى مكان آخر، وإلا سهل البحث عنه والعثور عليه إذا تطلب الأمر هذا، وحتى يأمن فى هذا المكان البعيد على نفسه.
                        والغريب فى الموضوع أن مرقس يحكى أنه بعد القبض على يوحنا المعمدان فى منطقة اليهودية (تقع فى أقصى جنوب فلسطين) رجع يسوع إلى الجليل (فى أقصى شمال فلسطين، وبينها وبين اليهودية حوالى 150 كم) وتسلم مهامه الدعوية: (4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 5وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. ..... 9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. ..... 14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ) مرقس 1: 4-14
                        وهذا يعنى أنه عندما قبض على يوحنا المعمدان كان يسوع فى الناصرة تبعًا لمتى، بينما كان فى الجليل عند لوقا، وكان عند مرقس فى منطقة اليهودية، التى تبعد عن الجليل بحوالى 150كم.
                        ويعنى أيضًا أن يسوع بدأ مهامه الدعوية فى الجليل بعد القبض على المعمدان. إلا أن إنجيل يوحنا يؤكد عكس ذلك، ويرى أن يسوع قد بدأ دعوته فى اليهودية قبل القبض على المعمدان: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ». .... 22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ. 23وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضاً يُعَمِّدُ فِي عَيْنِ نُونٍ بِقُرْبِ سَالِيمَ لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ - 24لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُوحَنَّا قَدْ أُلْقِيَ بَعْدُ فِي السِّجْنِ.) يوحنا 3: 1-24
                        يؤكد ذلك أيضًا يوحنا بقوله: (29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ.) يوحنا 1: 29-31
                        فأين بدأ يسوع دعوته؟ هل فى اليهودية كما يقول إنجيل يوحنا أم فى الجليل كما قال مرقس؟ ومتى بدأها؟ هل بعد سجن المعمدان (مرقس 1: 14) أم قبلها (يوحنا 1: 28-29) و(يوحنا 3: 24)؟
                        وأين كان يسوع وقت أن تركه إبليس؟ وإلى أين ذهب بعدها مباشرة؟
                        هل كان فى الناصرة كما قال وحى متى؟ أم كان فى الجليل كما قال وحى لوقا؟ أم لم يذهب إلى الجليل إلا بعدما أُسلم يوحنا كما قال وحى مرقس؟ ولا يعرف وحى يوحنا أن إبليس اعتقل يسوع فى الصحراء أربعين يومًا وتركه.

                        تعليق


                        • #13
                          س95- متى طهَّر يسوع المعبد من الباعة والصيارفة؟ هل قام بهذا العمل فى بداية دعوته أم فى نهايتها؟
                          فى بداية دعوته: (12وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. 15فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ». 17فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي».) يوحنا 2: 12-17
                          فى نهاية دعوته: متى 21: 12-17؛ مرقس 11: 15-18؛ لوقا 19: 45-48
                          س96- قال يسوع (8فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ. 9وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.) متى 18: 8-9
                          وقد قال من قبل (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12
                          من المؤمنين بقدسية هذا الكتاب أناس أخذوا هذا الكلام حرفيًا، فمنهم من أقلع عينه مثل سمعان الخراز وغيره، ومنهم من خصى نفسه مثل جيروم وغيره. فهل لم يجد يسوع تعبيرًا أفضل من هذا، لا يمكن أن يُفهم إلا بطريقة واحدة غير هذا، يأمن به على رعيته من الغباء العلمى فى الفهم؟
                          وإذا كانت أسطورة سمعان الخراز الذى فقأ عينه لوقوعها على ساق امرأة أرادت إصلاح حذائها عنده، فلماذا لم يفعل يسوع ذلك عندما قامت المجدلية بتدليك ساقيه بالدهن؟
                          (6أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. 7لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْراً. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. 8عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ.) مرقس 14: 6-8
                          (... وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. 3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلَأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.) يوحنا 12: 2-3
                          فكيف يترك يسوع امرأة تفعل به ذلك؟ وكيف يتركها تفعل ذلك أما باقى الرجال الحاضرين؟ ولماذا لم يقلع عينيه أحد من التلاميذ من جراء هذا المشهد المثير: امرأة تدهن جسم رجل أو قدميه بالطيب، وتمسح قدميه بشعرها؟
                          فهل كان سمعان الخراز أبرُّ من يسوع وأكثر منه تقوى والتزامًا بالتعاليم؟
                          س97- يحتوى الكتاب بعديه القديم والجديد على نبوءات لأنبياء، حيث كان يتنبأ النبى بما سيحدث فى المستقبل القريب، وكان تحقيق هذا دليل على نبوته، حتى قال العهد القديم: إن النبى الذى سيتنبأ بأمور ولم تحدث، يُقتل هذا النبى، لأنه فى هذه الحالة سيكون نبى كاذب، لم يوحى إليه، ولم يؤيده الرب: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) التثنية 18: 20-22
                          والترجمة السامرية تقول فى النص رقم 20 (فليقتل ذلك النبى)، وذلك حتى لا يظن ظان أن يسوع قتل بسبب نبوءاته الكاذبة (على ما سوف نرى)، أو بسبب مخالفته للناموس والشريعة اليهودية. ولو أحسنا الظن سنقول إنها خطأ من المترجم. إلا أن الترجمة العربية المشتركة والترجمة الكاثوليكية اليسوعية قد صححت هذا الخطأ فقالت الأولى (20وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ.)، وقالت الثانية: (20ولكن أَيُّ نَبِيٍّ اعتَدَّ بنَفْسِه فقالَ بِاَسْمي قَولاً لم آمُرْه أَن يَقولَه، أَو تكَلَّمَ بِاَسمِ آِلهَةٍ أُخْرى، فليَقتَلْ ذلك النَّبِيّ.)
                          وبسبب هذه النبوءات يؤمن البعض بقدسية هذه الكتب، واعتبروا أن أصلها سماوى. فماذا لو اكتشف أحد مصدقى هذا الكتاب اليوم أنه يحتوى على نبوءات زائفة وخاطئة تاريخًا أو جغرافيًا أو علميًا؟ هل سيتخذ من قول يسوع القادم منهجًا يشق به حياته بحثًا عن إنقاذ نفسه من الهلاك، يبيع من أجلها العالم كله بحثًا عن الحق؟ (36لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟) مرقس 8: 36، متى 16: 26، لوقا 9: 25
                          مع الأخذ فى الاعتبار أن المعجزة أو النبوءة ليست دليل على صدق عقيدة قائلها، فقد يكون هو نفسه شيطان: (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) متى 24: 24، مرقس 13: 22
                          يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تبعًا لهذا النص مُتاحة لكل مؤمن، ولا تثبت إلا إيمان فاعلها بالله تعالى!
                          وها هم كثيرون سيأتون يوم القيامة وقد تنبأوا باسم يسوع وأخرجوا شياطين، ولكنهم كذبة، فسوف يتبرأ منهم يسوع: (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!) متى 7: 21-23
                          ومن الناس من سماهم الرب أنبياء، يقومون بمعجزات وآيات، ويتنبأون، ولكنهم فى النهاية هم الشياطين الضالون، الذين يأمرون النس بالكفر بالله وعبادة غيره. وقد أمر الرب بقتلهم: (1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً 2وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا 3فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. 4وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وَبِهِ تَلتَصِقُونَ. 5وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.) التثنية 13: 2-5
                          ونبدأ بتوقع يسوع نهاية الزمان فى وقت قريب جدًا، قبل أن يموت بعض تلاميذه، وكذلك عودته القريبة: (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ) متى 16: 28؛ مرقس 9: 1؛ لوقا 9: 27
                          وقد مات الكل، ولم يأت يسوع إلى الآن! فهل قال يسوع هذه النبوءة فعلا وأصبح نبيًا كاذبًا يستحق القتل؟ أم تقوَّلها عليه آخرون ليظهروه بهذا المظهر؟ أم أن هذا التحريف المغرض لكتاب يسوع؟
                          (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                          ومات كل التلاميذ ولم يأت ابن الإنسان، سواء كان ابن الإنسان هذا يسوع أم شخص آخر تنبأ بقرب مجيئه. فهل قال يسوع هذه النبوءة فعلا وأصبح نبيًا كاذبًا واستحق القتل؟ أم نال كلام يسوع التحريف؟
                          (3طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.) الرؤيا 1: 3، فإذا كانت أكثر من 2000 سنة قد مرت، فهل هذا يعبر عن وقت قريب؟ فكيف سيكون الوقت البعيد إذن؟
                          (11هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً.) الرؤيا 3: 11
                          وكان يوحنا على يقين من أن الأحياء فى عصره، بل والأموات فى قبورهم، سوف يسمعون صوته عند مجيئه: (28لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ.) يوحنا 5: 28
                          (18أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ)يوحنا الأولى 2: 18
                          (36لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. 37لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ.) العبرانيين 10: 36-37
                          ووعد بولس بنفسه كنيسته أنهم سوف يرون عودة يسوع رأى العين: (15فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. 16لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. 17ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ.) تسالونيك الأولى 4: 15-17
                          فهل بقى بولس ومن يكلمهم؟ هل جاء يسوع فى حياة بولس وخطفهم إلى السماء؟
                          (8فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ.) يعقوب 5: 8
                          (7وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ.) بطرس الأولى 4: 7
                          وإلى الآن لم يأت يسوع، ولم ينزل الرب. فهل مازالت هذه النبوءة سارية؟ فإن كان قد قال منذ حوالى 2000 عام إن النهاية قد اقتربت، ولن تأت بعد، فهل علينا الانتظار أكثر وأكثر؟ لماذا لم تقم الكنيسة حتى الآن بحذف هذه النبوءات بدلا من أن تُظهر يسوع بمظهر الرجل الكاذب مدعى النبوة؟ ألا يقدح هذا أيضًا فى ألوهيته المزعومة؟ فهل لو كان يعيش بيننا اليوم إنسان ادعى نبوءات كاذبة، فهل كنتم ستستمرون فى تصديقه؟ وهل لو ادعى الألوهية كنتم ستعبدونه؟
                          نعم. لماذا لم تُحذف هذه النبوءة من الكتاب، حيث إنها لم تتحقق، وتثبت كذب هذا الذى ادعى النبوة، وكذب الكتاب ووهمكم فى كل ما تدعونه، وتدينون به؟
                          س98- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما جاء على لسان الرب عن نبيه يوشيا (هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَ: 19مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ الرَّبِّ حِينَ سَمِعْتَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ دَهَشاً وَلَعْنَةً، وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي. قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضاً يَقُولُ الرَّبُّ. 20لِذَلِكَ هَئَنَذَا أَضُمُّكَ إِلَى آبَائِكَ فَتُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ، وَلاَ تَرَى عَيْنَاكَ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي أَنَا جَالِبُهُ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ]. ...) ملوك الثانى 22: 18-20
                          قبل أن نبدأ النبوءة استوقفنى قول الرب (قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضاً يَقُولُ الرَّبُّ) فى ترجمة الفاندايك، وهى ترجمة من أسوأ ما تكون، ولا أعرف لماذا يتمسك بها الأنبا شنودة!! فهل لأنها تتجنب التعليقات والهوامش كما أراد هو، حتى لا يشك مسيحى بسيط فى إيمانه؟
                          (لكنَّني أنا الرّبُّ سَمِعْتُ صلاتَكَ،) الترجمة العربية المشتركة
                          (فَإِنَّنِي قَدِ اسْتَجَبْتُ أَنَا أَيْضاً رَجَاءَكَ) ترجمة كتاب الحياة
                          فمن أين أتى المترجم بكلمة (صلاتك) أو بكلمة (رجاءك)؟ ولماذا حذفوا كلمة (أيضًا) من ترجمة الفاندايك والترجمة الكاثوليكية اليسوعية؟
                          نعود مرة أخرى إلى النبوءة التى وعد فيها الرب نبيه يوشيا أنه سوف يموت بسلام ، ولا ترى عيناه الشر الذى سوف يجلبه الرب على هذا الموضع. كان ذلك فى الإصحاح (22)، إلا أن ما حدث فى الإصحاح (23) أى فى الصفحة التى تليها أن الرب أماته ميتة دموية، لا سلام فيها، فى موقعة مجدو ضد فرعون مصر نيخو سنة 629 ق.م.: (29فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. 30وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيِّتاً مِنْ مَجِدُّو وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ.) ملوك الثانى 23: 29-30
                          فهل نسى الرب ما وعده به فى الصفحة التى مضت؟ أم أصيب الكاتب بالزهيمر فنسى ما أخبر الرب به، ونسبه إليه ظلمًا وعدوانًا؟ أم لم يعد الرب يوشيا بشىء، وكان الكاتب يحب يوشيا فكتب هذا الكلام ونسبه للرب حبًا فى يوشيا؟ أم كان الكاتب من عباد الأوثان والأصنام التى ابادها يوشيا حبًا فى الله، فتآمر الكاتب على يهوه، وأظهره بمظهر الإله الكاذب الذى لا يجب أن يُعبد، لكذبه، ولإنتقامه من عبيده أحبابه، الذين يدافعون عنه، ويقفون فى صفه؟
                          اقرأ تقوى هذا النبى ورضا الرب عنه، على الرغم من أنه تولى الملك وهو ابن ثمانى سنوات: (24وَكَذَلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَ فِي السِّفْرِ الَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 25وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ.) ملوك الثانى 23: 24-25
                          وبعد أن قرأت تقوى هذا الرجل: أليس من الغريب أن يُظهره الكاتب بعد وعد الله تعالى له بمظهر التقى الذى أصبح ضحية الرب إلهه، الذى لم ينفعه بشىء! فمن وقف بجواره واتبع أوامره وأقام شريعته وحارب الوثنية وأرضاه فى كل تصرفاته، تخلى عنه الرب بعد أن وعده فى الدنيا على الأقل بالموت هنيئًا بسلام؟
                          س99- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما جاء على لسان الرب عن نينوى. (1ثُمَّ صَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ ثَانِيَةً: 2«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا». 3فَقَامَ يُونَانُ وَذَهَبَ إِلَى نِينَوَى بِحَسَبِ قَوْلِ الرَّبِّ. أَمَّا نِينَوَى فَكَانَتْ مَدِينَةً عَظِيمَةً لِلَّهِ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. 4فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى».) يونان 3: 1-4
                          إلا أن أهل نينوى خافوا وآمنوا وعملوا الصالحات (5فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.) يونان 3: 5
                          فرجع الرب، عالم الغيب، عن الشر، الذى كان ينوى أن يفعله بهم: (10فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ.) يونان 3: 10
                          وهنا تتدفق علينا عدة أسئلة:
                          1- هل انتقام الرب من الكفار، والمفسدين فى الأرض يُسميه الرب شرًا؟ فما هو الخير إذن من وجهة نظره؟ هل الخير أن يترك الكفار والمفسدين يعيثون فى الأرض فسادًا، بعد أن أرسل إليهم نبيًّا، وأنذرهم بعذاب الله تعالى؟ ثم ألم يفعل الرب بالعالم كله من قبل ما أسماه الكتاب شرًا وأبادهم مع الحيوانات فى الطوفان، وندم على فعلته هذه بمجرد أن شمَّ رائحة شواء الأضحيات التى قُدِّمت له؟ فما الذى جعله يغير كلامه ويُهدد أهل نينوى بالشر مرة أخرى؟
                          (21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ وَجَمِيعُ النَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ وَالدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ السَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.) تكوين 7: 21-23
                          (20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.) تكوين 8: 20-21
                          إن ما يسميه الرب شرًا فهو جزاء هؤلاء الأشرار أنفسهم، جزاءًا وفاقا، بعد أن صبر عليهم وأمهلهم ليتفكروا ويتدبروا ويثقوا أن هذا النبى هو نبى الله فعلا، وبذلك لا تتبق لهم حُجة عند الله تعالى، فإن قرروا الاستمرار فى الكفر، واتخذوا أهواءهم دينًا لهم، فقد تعدوا على الله تعالى، وناصبوه العداء، وقرروا أنه لا يستحق أن يُعبد على هذه الأرض، ولا أن يُشكر أو يُحمد عليها، وبالتالى فقد ذهب العدل من عندهم فلا يرون عدلا ولا منطقًا إلا ما يفعلونه. فكيف يكون التخلص من هؤلاء المفسدين فى الأرض شر؟ ومن الذى سمَّى هذا شرًا؟ لا يمكن أن يكون الرب نفسه، لأن الشر يكون قد ألحقه الإنسان بنفسه، فجازاه الله تعالى جزاءً وفاقًا لما قام به.!!
                          2- أين حقوق الإنسان وجمعياتها ليروا كيف مارس الرب الإكراه فى الدين، فهو من لب عقيدة الكتاب الذى يقدسونه، ثم ينسبونه للإسلام! ثم هل ينفع الإيمان مع التهديد؟
                          3- وأين جمعيات الرفق بالحيوان والدفاع عنه؟ هكذا أباد الرب كل حيوانات الأرض دفعة واحدة، وما أنقذه تركه بعد مدة الفيضان يأكل القوى الضعيف!!
                          4- وأين جمعيات الحفاظ على البيئة ليدينوا ما فعله الرب، ويستنكروه على الأقل، حتى لا تخرج أجيال تقتدى بما فعله الرب؟
                          5- كيف قرر الرب الانتقام ثم تراجع فيه وندم على ما قرره بحقهم؟ فهل لم يكن يعلم أنهم سيتوبون؟ وألا يدل هذا على نسخ الرب لقراراته، والتى تعنى جهله بحال من الأحوال، ثم بدى له الأصوب فقرره؟
                          6- ثم كيف يندم الرب؟ فهل كان سيفعل شرًا وندم عليه؟ إن الندم قرين البداء، وهو أن يجهل الرب شيئًا ثم تتضح له الحقائق فيما بعد، فيغير رأيه ويندم على ما فعل. وبهذا ينعت الرب نفسه بأنه ليس بعلام الغيوب. ويستحيل بالطبع أن يكون هذا كلام الرب!
                          7- لم تتحقق نبوءة الرب على لسان نبيه يونا، التى توعدهم بها بعد أربعين يومًا. مع الأخذ فى الاعتبار أن النبوءة لم تكن مشروطة، بمعنى أنه لم يقل إن لم تؤمنوا فسوف يحدث كذا وكذا بعد أربعين يومًا. وبالتالى أظهر الرب نبيه بمظهر الكذاب، وتلاشت هيبة الرب الذى لعب به عبيده، وجعلوه يندم ، ويسمى ما كان ينوى فعله شرًا.
                          8- هل تعتقد أن كاتب هذين الإصحاحين هو نفس الشخص؟ ولو هو نفس الشخص، فهل كتبهما فى حالة عقلية سليمة حاضرة؟ وهل تعتقد أن الروح القدس الذى لا يُخطىء أملى عليه ذلك الكلام أو أخبره بهذا التناقض وسجله هو بأسلوبه؟
                          9- يُنسب إلى يسوع القول: (38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.) متى 12: 38-39
                          فلماذا استشهد يسوع فى الآية التى طلبت منه بهذا النبى بالذات، وهو الذى ثبت كذبه، ويستحق القتل؟ فهل هو بذلك أثبت ربوبيته؟ مطلقًا. وهل هو بذلك أثبت نبوته؟ مستحيل. لقد أثبت بذلك فشله وعدم علاقته بالسماء بأى حال من الأحوال! فلم يُصبح نبيًا ولا ربًا من الأرباب. وهل ربوبية الرب أو نبوة النبى يُستشهد عليها بنبى كاذب يستحق القتل؟ وهل ربوبية الرب يُستشهد عليها بآية أعطاها الرب لنبى ما؟ وإذا كانت هذه هى الآية الوحيدة التى أعطاها يسوع لليهود، وهذا هو حالها، فهل أثبت يسوع بذلك نبوته لليهود؟ وهل يُقال فى حق ما يفعله الله معجزة أو آية؟ إن المعجزات يفعلها الأنبياء لإثبات نبوتهم للقوم الذى أرسلوا إليه، وذلك مصداقًا لما فعله يسوع، فقب أن يُحيى لعازر بإذن الله، رفع عينيه للسماء وطلب من الله تعالى أن يؤيده بهذه المعجزة فقط ليؤمنوا أنه رسول الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42
                          (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
                          (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28
                          (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.) يوحنا 17: 4
                          (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
                          وهذا هو ما فهمه رؤساء اليهود: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
                          س100- لقد تنبأ الرب أن الملك نبوخذنصر (630-561) سينتصر على صور، ومما نعرفه عنه أنه كان يعبد الإله مردوك، الإله الرئيسي لمدينة بابل والإله الوطني لبلاد بابل فى نفس الوقت
                          ويخبرنا التاريخ أنه على الرغم من الدور الفاجع الذي لعبه نبوخذنصر في تاريخ مملكة يهوذا، غير أن الروايات اليهودية نظرت إليه نظرة إطرائية في الغالب. فقد زُعِم أنه أمر بحماية إرميا، الذي اعتبره أداة الرب لمعاقبة العصاة، وعبَّر النبي حزقيال عن وجهة نظر مشابهة بخصوص الهجوم على مدينة صور، ثم مكافأته تعويضًا عن صور التى لم تُنهب كما تنبأ نبى الرب، بهجوم آخر على مصر لإبادة كل كائن حى فيها ومن الإنس والحيوان. وفي الأبوكريفا) في الفصل الأول من سفر عزرا هناك موقف مماثل من نبوخذنصر، حيث اعتُبِر أداة الرب ضد الخاطئين، وفي سفر باروك اعتُبِر الحامي الذي تجب الصلاة لأجله. وفي سفر دانيال في قصة بال والتنين (وهي من الأبوكريفا) يظهر نبوخذنصر باعتباره رجلا يحبذ انتصار الحق والدفاع عن الرب، ولكن المستشارين السيئين يضللونه.
                          وعلى الرغم من تحدث سفر دانيال عن إصابة الملك نبوخذنصر بالجنون لمدة سبع سنوات، إلا أنه لا يوجد ثمة تأكيد مستقل لهذه الرواية، ولعل هذه الرواية نشأت من تفسير مبني على فهم خاطئ للنصوص المتعلقة بما حدث في أيام نبونائيد، الذي أبدى انحرافًا واضحًا بهجره مدينة بابل لعقد من الزمن قضاه في بلاد العرب.
                          كما ورد في سفر باروك (1: 11–17): "11وصلُّوا من أجل حياة نبوكدنصر ملك بابل وحياة بلشصَّر ابنه لكي تكون أيامهما كأيام السماء على الأرض. 12فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكدنصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما أيامًا كثيرة ونحن نائلون لديهما حظوة. 13وصلوا من أجلنا إلى الرب إلهنا فإنـَّا قد خطئنا إلى الرب إلهنا ولم يرتدَّ سخط الرب وغضبه عنا إلى هذا اليوم (.... ) 15وقولوا : للرب إلهنا العدل ولنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم كرجال يهوذا وسكان أورشليم 16ولملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وأنبيائنا وآبائنا. 17لأنا خطئنا أمام الرب وعصيناه "(منقول من موقع تاريخى على النت مع التعديل الطفيف والتنسيق)
                          فهل تعتقدون أن الرب أمر اليهود بالصلاة من أجل الملك الوثنى وابنه، ليستمر تسلطهما على عباد الرب المؤمنين، بل والتعبد لهما؟ أم أن هذا نفاق من الكاتب، الذى كان يحيا ربما على عصر نبوخذنصر أو ابنه أو كليهما؟
                          تنبأ الرب على لسان نبيه حزقيال فقال(حزقيال 26: 1 إلى 28: 19): (7وقالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: ((ها أنا أجلُبُ علَيكِ يا صورُ نَبوخذنَصَّرَ ملِكَ بابلَ، ملِكَ المُلوكِ، مِنَ الشِّمالِ بخيلٍ ومركباتٍ وفرسانٍ وجيشٍ وحشْدٍ كثيرٍ، 8فَيَقْتُلُ بَنَاتِكِ فِي الْحَقْلِ بِـالسَّيْفِ, وَيَبْنِي عَلَيْكِ مَعَاقِلَ وَيَبْنِي عَلَيْكِ بُرْجاً وَيُقِيمُ عَلَيْكِ مِتْرَسَةً وَيَرْفَعُ عَلَيْكِ تُرْساً، 9وَيَجْعَلُ مَجَانِقَ عَلَى أَسْوَارِكِ وَيَهْدِمُ أَبْرَاجَكِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِ. 10وَلِكَثْرَةِ خَيْلِهِ يُغَطِّيكِ غُبَارُهَا. مِنْ صَوْتِ الْفُرْسَانِ وَالْعَجَلاَتِ وَالْمَرْكَبَاتِ تَتَزَلْزَلُ أَسْوَارُكِ عِنْدَ دُخُولِهِ أَبْوَابَكِ كَمَا تُدْخَلُ مَدِينَةٌ مَثْغُورَةٌ. 11بِحَوَافِرِ خَيْلِهِ يَدُوسُ كُلَّ شَوَارِعِكِ. يَقْتُلُ شَعْبَكِ بِـالسَّيْفِ فَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ أَنْصَابُ عِزِّكِ. 12وَيَنْهَبُونَ ثَرْوَتَكِ وَيَغْنَمُونَ تِجَارَتَكِ وَيَهُدُّونَ أَسْوَارَكِ وَيَهْدِمُونَ بُيُوتَكِ الْبَهِيجَةَ وَيَضَعُونَ حِجَارَتَكِ وَخَشَبَكِ وَتُرَابَكِ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. ِ13وأُبطِلُ زجلَ أغانيكِ، وصوتُ كَنَّاراتِكِ لا يُسمَعُ مِنْ بَعدُ. 14وأجعلُكِ صخرًا عاريًا، فتكونينَ مَنشرًا لِشباكِ الصَّيَّادينَ، ولا تُبنَينَ مِنْ بَعدُ، لأنِّي أنا السَّيِّدُ الرّبُّ تكلَّمتُ))) حزقيال 26: 7-14
                          فى الحقيقة لقد هاجر نبوخذنصر مدينة صور، التى كانت تتكون وقتها من جزئين كبيرين، فكان الجزء الأكبر منها يقع على أحد الجزر، والجزء الأصغر على الأرض الصلبة. واستمر الهجوم على المدينة مدة 13 سنة ، طبقًا للمؤرخ اليهودى يوسيفوس فلافيوس. وقبيل غزو المدينة هجرها أهلها، آخذين معهم كل ممتلكاتهم، وهربوا إلى الجزيرة، الجزء الأكبر من المدينة، حتى إن نبوخذنصر لم يجد شيئًا لينهبه، كما أخبرته نبوءة الرب من قبل، فلم يستطع نهبها، ولم يتمكن من تدمير الجزء الأكبر من المدينة الواقع على الجزيرة. الأمر الذى يضع نبوءة النبى وقول الرب والكتاب الذى يُنسب إليه موضع الشك والريبة.
                          إلا أنهم تحايلوا على تأويل هذا النص بأن جعلوا الجزء الأول من النبوءة يخص نبوخذنصر، ثم حولوا باقى النبوءة إلى الإسكندر الأكبر، والذى جاء بعده بعدة قرون. ولم يكن هجومًا واحدًا، بل كانت عدة هجمات. أليس من العجيب أن يتغير الضمير الشخصى وضمائر الملكية التى ترجع إليه ابتداء من الجملة الثانية عشر (هم أو ما يعود إليهم من ضمائر الملكية – إشارة للقوات) بدلا من (هو أو ما يعود إليه من ضمائر الملكية – التى تعنى الملك نبوخذنصر، الذى يتكلم الرب عنه فى نبوءته)؟
                          فترجمة الفاندايك تقول: (7لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَى صُورَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ مِنَ الشِّمَالِ مَلِكَ الْمُلُوكِ بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ وَجَمَاعَةٍ وَشَعْبٍ كَثِيرٍ، 8فَيَقْتُلُ بَنَاتِكِ فِي الْحَقْلِ بِـالسَّيْفِ، وَيَبْنِي عَلَيْكِ مَعَاقِلَ وَيَبْنِي عَلَيْكِ بُرْجاً وَيُقِيمُ عَلَيْكِ مِتْرَسَةً وَيَرْفَعُ عَلَيْكِ تُرْساً, 9وَيَجْعَلُ مَجَانِقَ عَلَى أَسْوَارِكِ وَيَهْدِمُ أَبْرَاجَكِ بِأَدَوَاتِ حَرْبِهِ. 10وَلِكَثْرَةِ خَيْلِهِ يُغَطِّيكِ غُبَارُهَا. مِنْ صَوْتِ الْفُرْسَانِ وَالْعَجَلاَتِ وَالْمَرْكَبَاتِ تَتَزَلْزَلُ أَسْوَارُكِ عِنْدَ دُخُولِهِ أَبْوَابَكِ كَمَا تُدْخَلُ مَدِينَةٌ مَثْغُورَةٌ. 11بِحَوَافِرِ خَيْلِهِ يَدُوسُ كُلَّ شَوَارِعِكِ. يَقْتُلُ شَعْبَكِ بِـالسَّيْفِ فَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ أَنْصَابُ عِزِّكِ. 12وَيَنْهَبُونَ ثَرْوَتَكِ وَيَغْنَمُونَ تِجَارَتَكِ وَيَهُدُّونَ أَسْوَارَكِ وَيَهْدِمُونَ بُيُوتَكِ الْبَهِيجَةَ وَيَضَعُونَ حِجَارَتَكِ وَخَشَبَكِ وَتُرَابَكِ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ.)
                          وتوجد هنا عدة ملاحظات تحول دون هذا التأويل الذى يجعل تحقق الجزء الثانى من النبوءة فى عصر الإسكندر الأكبر:
                          أولاً: إن الجملة رقم 7 تقول بصورة واضحة إن بطل هذه النبوءة هو الملك البابلى نبوخذنصر، وحددته بالاسم، وليس آخر (7لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَى صُورَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ مِنَ الشِّمَالِ مَلِكَ الْمُلُوكِ بِخَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ وَجَمَاعَةٍ وَشَعْبٍ كَثِيرٍ)، وكذلك جاءت كل الضمائر الشخصية وضمائر الملكية تعود إليه فى الجمل من الثامنة إلى الحادية عشر، وابتداء من الجملة الثانية عشر تحولت الضمائر إلى الجمع إشارة إلى ما جاء فى النبوءة أن الرب سيرسل (وَفُرْسَانٍ وَجَمَاعَةٍ وَشَعْبٍ كَثِيرٍ). وكل هذه الشعوب هى الجنسيات المختلفة التى انضمت لجيش نبوخذنصر، وهذا يتأتى من أن بابل كانت امبراطورية عالمية تتكون من عدة شعوب، فبالتالى يكون جيشها متعدد الجنسيات. ولا يُقصد بها شعوب مختلفة تأتى كل 200 سنة تغزو المدينة، وهكذا حتى تختفى المدينة وشعبها تمامًا.
                          ثانيًا: فى الإصحاح 28 قام حزقيال بتهديد ملك صور بأن الرب سوف يرسل عليه شعوب خطيرة وسوف تقتله. وعلى ذلك لا يمكن أن يكون التأويل الذى يجعل الملك هنا الإسكندر الأكبر وهجومه أو هجماته المتعددة على المدينة، وذلك لسبب بسيط آخر هو أن ملك صور كان يعيش فى عصر نبوخذنصر، وليس فى عصر الإسكندر. كما أن الرب قرر فى نبوءته أن يسلم المدينة ليد نبوخذنصر.
                          ويؤخذ فى الاعتبار أن إيثوبعل الثالث ملك صور قد مات دون أن يقتله الرب على يد نبوخذنصر أو جيشه!!
                          ثالثًا: ولنا الآن أن نعرف سبب قول هذه النبوءة. لقد تمرد ملك يهوذا على السايدة البابلية على إسرائيل، فأخضعه الملك نبوخذنصر وهزمه، ودمر أورشليم. إلا أن بعض تجار صور فرحوا شماتة فى مملكة يهوذا، وسرهم ما حدث، حيث سيجعلهم هذا يحتكرون التجارة فى المنطقة. فهل تعتقد أن سبب مثل هذا يجعل الرب يتدخل ويحرج نفسه ويقول نبوءة لن تتم؟ (1وفي السَّنةِ الحاديةَ عشْرةَ بَعدَ السَّبْي، في الأوَّلِ منَ الشَّهرِ، قالَ ليَ الرّبُّ: 2يا اَبنَ البشَرِ، بما أنَّ صورَ شمَتَت بأُورُشليمَ وقالَت: بوَّابةُ الشُّعوبِ تحطَّمَت وخرِبت، وتحوَّلَت كنوزُها إلينا،) حزقيال 26: 1-2 الترجمة العربية المشتركة
                          هكذا يتدخل الرب ليغيظ تجار صور لصالح تجار يهوذا!!
                          والغريب أن اليهود أنفسهم قد أبادوا شعوبًا وقرى كاملة ليحتلوا أماكنهم، وأيضًا باسم الرب. وهم إن سرقوا المصريين قالوا إن سرقتهم باسم الرب: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ)خروج 3: 21-22
                          (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
                          وإن كفروا وعبدوا الشيطان قالوا هذا باسم الرب، فها هو الكتاب يتهم الرب بأنه أمر هارون أن يذبح للشيطان تيسًا مشابهًا للتيس الذى سيذبحه للرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                          ولا تتعجب من أن الرب نفسه يدافع عن الأوثان، ويدعو للذبح لها، أسوة بما فعله هو مع عزازيل، فقد اختار العديد من أنبيائه بعلمه الأزلى، وهو يعلم أنهم سيتركونه وسيعبدون الأوثان، ويُضلون عباده. فماذا فعل الرب مع بعضهم؟ لقد حكم على سليمان أنه حكيم، وحكم على أمصيا أنه عمل المستقيم أمامه. فهل الاستقامة فى عبادة الأوثان؟
                          فها هو الكتاب يقول عن سليمان إنه عبد الأوثان، وبنى لها المذابح، ودعا الناس لعبادتها: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
                          بل سمَّى الكتاب الشيطانَ إله هذا الدهر، ورئيس هذا العالم، ورئيس سلطان الهواء، وكله فى كتاب الرب باسم الرب. وها هى المواضع الذى يقر فيها كتابك أن الشيطان هو سيد هذا العالم وإله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء، فارجع إليها! "إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4) ، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11).
                          (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                          (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                          (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                          (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                          وإن قبلوا نبيًا اتهموه بالزنى وسوء الأخلاق، فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب كذب على أبيه وسرق البركة والنبوة من أخيه، وبذلك فرض على الرب أن يوحى إليه (تكوين الإصحاح 27)، بل ضرب الرب وأجبره أن يباركه (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ، وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه أمام بنى إسرائيل (تثنية 32: 48-51)، وهذا هارون صنع العجل ودعا بنى إسرائيل لعبادته، وتركه موسى ولم يعاقبه (خروج 32: 1-6)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراءفى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، وعلى الرغم من ذلك فإن المسِّيِّا المنتظر، الذى يُعد خاتم رسل الله، وشريعته سوف تكون الشريعة الباقية، سيأتى فى نظرهم من داود، بعد كل ما قالوه عنه، وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7).
                          فحزقيال هنا يعرض صورة إله غير عادل، ينحاز للإسرائيليين، دون مبرر، ويظلم الشعوب الأخرى، على الرغم من أنهم أيضًا عبيده، ومن قصَّر فى دعوتهم للإيمان بيهوه هم اليهود أنفسهم. فالوزر لا يقع إلى عليهم بسبب تقصيرهم فى تنفيذ أوامر يهوه. ولو لم يأمرهم يهوه، فكيف يعاقب أناس على باطل، دون أن يبين لهم يهوه الحق على أيدى أنبيائه؟
                          فأين هذا من قول الله تعالى (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء 15
                          ومن قوله: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ) الشعراء 208-209
                          ومن قوله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) يونس 47
                          وسوف يكون تحزُّب الرب بصورة أسوأ إذا ما فهمنا النبوءة على أساس أن تدمير الإسكندر الأكبر أو حتى بعد ذلك هو المقصود فى النبوءة. فموقف الرب تجاه نبوخذنصر كان أرحم بكثير مما حدث لهذا الشعب فيما بعد. فلم يتم تدمير الشعب وخراب البلد كما كانت النبوءة تتوقع. فلو حدث هذا أيام نبوخذنصر لكان قتل عدة آلاف من سكانها، أو كان باعهم كعبيد.
                          والغريب موقف نبى يمثل الرب وكلمته على الأرض! فهل بسبب شماتة بعض تجار صور تستحق المدينة وأهلها الإبادة التامة؟ هل هذه تصرفات إله للمحبة؟ ألم يدفع الصراع على النفوذ المادى والزعامة التجارية فى المنطقة إلى تقوُّل اليهود مثل هذه النبوءة ونسبتها للرب على لسان نبيه؟
                          رابعًا: إنه تبعًا لقول الرب ينبغى أن لا تُبنى مدينة صور مرة أخرى للأبد بعد تدميرها: (14وَأُصَيِّرُكِ كَضِحِّ الصَّخْرِ فَتَكُونِينَ مَبْسَطاً لِلشِّبَاكِ. لاَ تُبْنَيْنَ بَعْدُ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ .... 21أُصَيِّرُكِ أَهْوَالاً وَلاَ تَكُونِينَ, وَتُطْلَبِينَ فَلاَ تُوجَدِينَ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ) حزقيال 26: 14 و21
                          إلا أن الواقع يخبرنا أن المدينة كانت موجودة على زمن يسوع، وذكرت فى إنجيل متى، ومازالت توجد لليوم فى لبنان، يُسمع فيها الغناء، ويحيا أهلها حياة طبيعية جدًا، بخلاف ما قاله الرب فى نبوءته: (13وَأُبَطِّلُ قَوْلَ أَغَانِيكِ, وَصَوْتُ أَعْوَادِكِ لَنْ يُسْمَعَ بَعْدُ.) حزقيال 26: 13
                          وفى الحقيقة يكتفى المعلقون على هذه النبوءة أن يقولوا إنها تحققت، ولا يريدون غير ذلك. فتارة يقولون إن النبوءة تقصد جزءًا فقط من المدينة، على الرغم من أن هذا يُخالف ما تذكره النبوءة نفسها، وتارة يقولون إنها تمت فيما بعد على يد ملك آخر، وهذا يُخالف أيضًا النبوءة التى حددت الملك نبوخذنصر ملك بابل، وتارة يقولون إن مدينة صور الفعلية لم تبن تمامًا على أنقاض المدينة القديمة. وهذا على الرغم من أن المدينة الحديثة تقع تمامًا على الساحل، بالقرب من أنقاض المدينة القديمة، التى يمكنكم زيارتها لليوم.
                          وبالنسبة لآخرين فإن المدينة لم تُدمَّر تمامًا، وفى انتظار من سيقوم بتدميرها مرة أخرى تدميرًا تامًا، وإبادة أهلها، وتركها خرابًا، ثم لا تُبنى من بعد! فهل رأيتم مثل هذا الجنون؟ أإله يُدْمر طوال هذا العمر حنقه على المدينة بسبب التجارة والزعامة التجارية فى المنطقة؟
                          إلا أن هذه النبوءة لم تتحقق، وقد اعترف الكتاب بعد ذلك بهذه النتيجة، فوعده الرب باقتحام مصر وتشريد أهلها، بل قتل كائن حى فيها كنتيجة لتعاونه غير المثمر مع الرب، وكشكر له على ما قام به من مجهود دون ثمرة من أجل الرب، متناسيًا الرب يهوه أن نبوخذنصر لم يكن يعبده من الأساس، بل كان يعبد المعبود ماردوك. (17وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ كَـانَ إِلَيَّ: 18[يَا ابْنَ آدَمَ, إِنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ اسْتَخْدَمَ جَيْشَهُ خِدْمَةً شَدِيدَةً عَلَى صُورَ. كُلُّ رَأْسٍ قَرِعَ، وَكُلُّ كَتِفٍ تَجَرَّدَتْ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ وَلاَ لِجَيْشِهِ أُجْرَةٌ مِنْ صُورَ لأَجْلِ خِدْمَتِهِ الَّتِي خَدَمَ بِهَا عَلَيْهَا. 19لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَبْذُلُ أَرْضَ مِصْرَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُ ثَرْوَتَهَا وَيَغْنَمُ غَنِيمَتَهَا وَيَنْهَبُ نَهْبَهَا فَتَكُونُ أُجْرَةً لِجَيْشِهِ. 20قَدْ أَعْطَيْتُهُ أَرْضَ مِصْرَ لأَجْلِ شُغْلِهِ الَّذِي خَدَمَ بِهِ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لأَجْلِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 21فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُنْبِتُ قَرْناً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَأَجْعَلُ لَكَ فَتْحَ الْفَمِ فِي وَسَطِهِمْ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].) حزقيال 29: 17-21
                          فهل لم يعلم الرب وقتها الغيب؟ أم عجز الرب عن تحقيق وعوده؟ أم نسبت لله العظيم هذه النبوءة ظلمًا وزورًا وتزويرًا؟
                          س101- وهناك نبوءة ضد المصريين تقول: (8لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ سَيْفاً، وَأَسْتَأْصِلُ مِنْكَ الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ. 9وَتَكُونُ أَرْضُ مِصْرَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ لأَنَّهُ قَالَ: النَّهْرُ لِي وَأَنَا عَمِلْتُهُ. 10لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَنْهَارِكَ، وَأَجْعَلُ أَرْضَ مِصْرَ خِرَباً خَرِبَةً مُقْفِرَةً مِنْ مَجْدَلَ إِلَى أَسْوَانَ إِلَى تُخُمِ كُوشَ. 11لاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ إِنْسَانٍ، وَلاَ تَمُرُّ فِيهَا رِجْلُ بَهِيمَةٍ، وَلاَ تُسْكَنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.) حزقيال 29: 8-11
                          وفيها وعد النبى حزقيال نبوخذنصر أنه سوف يغزو مدينة صور، ويقتحمها، ولم يتمكن الملك من نهب المدينة، لأن سكان قلعة صور كانوا قد هربوا إلى جزيرة صور قبل أن يسقط حصن صور، وكانوا قد أخذوا معهم ما خف حمله وزاد ثمنه. وهنا يعده حزقيال مرة أخرى أنه سوف يغزو مصر ويفتحها. فهى بمثابة وعد لنبوخذنصر وشكر له على ما قام به فى صور دون مقابل. فالرب يتوعد فى نبوءته مصر بكارثة محققة من الخراب والدمار حتى تصبح خربة مقفرة. وستقام مذابح لأهلها، ومن يتبقى منهم فسوف يدفع بهم إلى السبى والهجرة إلى أماكن أخرى، وستظل مصر خربة لمدة أربعين سنة، لا يوجد بها كائن حى على ظهرها.
                          والعجيب أنه لم تحدث كارثة مشابهة فى مصر طوال تاريخها، ولم تخرب، ولم يهجَّر أهلها، أو تُعمل لهم مذابح. فلم يخبرنا نص من النصوص المصرية أو البابلية القديمة عن حدوث مثل هذا التوقع الكاذب.
                          ويقول التاريخ إن نبوخذنصر لم يقم بحرب على مصر، ولكنها كانت مناوشة حربية، لا تصل إلى أن يُطلق عليها حرب. فقد وصلت جيوشه إلى حدود مصر، وهزم الجيش المصرى فى معركة قرقميش، وأن الفرعون أمازيس أوقف الجيش البابلى، واستمرت الحياة فى مصر تبعًا للمصادر المصرية القديمة. ففى عام 526 ق. م. أصبح بسماتيك الثالث ملكًا على مصر، وهو آخر الملوك الفراعنة. ثم جاء قمبيز الثانى الفارسى فيما بعد واحتل مصر عام 525 ق. م.
                          وماذا يقول العلماء المدافعون عن صحة الكتاب المقدس فى تفسير هذه النبوءة؟
                          يقولون عن هذه النبوءة المزعومة تقول: على الرغم من أن النص يحتوى فى العديد من مواضعه على اسم نبوخذنصر، إلا أن هذا الاسم كان رمزًا لكل ملك بابلى بصفة عامة.
                          وفى الحقيقة إن الإمبراطورية البابلية كانت قد احتلت فى هذه الأونة من الفرس، وانتهى الهجوم على صور فى عام 537 ق.م. أى قبل احتلال قمبيز الثانى لمصر بحوالى 48 سنة. فلم يكونوا نفس الجنود، ولا نفس الملك الذى قيلت له النبوءة، ولا نفس الشعب الذين تمكنوا من احتلال مصر، ولا نفس المصريين الذين أراد الرب عقابهم.
                          تعطى هذه النبوءة الإحساس أن الرب يحيى بعقلية أناس العصور الهمجية، فلأن نبوءته عن صور لم تتحقق، وزع على نبوخذنصر الوثنى بلدًا أخرى، يبيد كل كائن حى فيها، وتخرب للأبد، ولا يسكنها أحد لمدة أربعين سنة، (ولا أعرف السبب فى هذه المدة بالذات)، كما لو كان الاثنان ليسوا عبيده، ولا يريد هدايتهم، ولا ينوى إرسال نبيًا لهم ليبين لهم الحق من الباطل: إنه زعيم عصابة، سفاك دماء، لا يهدأ له بال إلا بتحطيم الشعوب وإبادتها، وتدمير البيئة. لا يمكن أن يكون هذا كتاب الله الرؤوف الرحيم الودود الصبور الكبير المتعال، إله المحبة.

                          تعليق


                          • #14
                            س102- يواصل الرب نبوءته التى لم تتحقق على مصر، فيقول الرب على لسان نبيه حزقيال 29: 14-16 (14وَأَرُدُّ سَبْيَ مِصْرَ، وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى أَرْضِ فَتْرُوسَ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِهِمْ، وَيَكُونُونَ هُنَاكَ مَمْلَكَةً حَقِيرَةً. 15تَكُونُ أَحْقَرَ الْمَمَالِكِ فَلاَ تَرْتَفِعُ بَعْدُ عَلَى الأُمَمِ، وَأُقَلِّلُهُمْ لِكَيْلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَى الأُمَمِ. 16فَلاَ تَكُونُ بَعْدُ مُعْتَمَداً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، مُذَكِّرَةَ الإِثْمِ بِـانْصِرَافِهِمْ وَرَاءَهُمْ، وَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا السَّيِّدُ الرَّبُّ].)
                            وفى الترجمة العربية المشتركة جاءت (14وأردُّهُم مِنَ السَّبْي وأُعيدُهُم إلى أرضِ فتروسَ موطنِهِمِ الأصلي، ويُؤسِّسونَ هُناكَ مَملكةً صغيرةً. 15تكونُ أصغرَ المَمالِكِ ولا ترتفعُ مِنْ بَعدُ على الأُمَمِ، وأُقلِّلُ عدَدهُم لِئلاَ يتسلَّطوا على الأمَمِ.)
                            ولم يحدث هذا، بل إن مصر ازدادت قوتها ومكانتها وقت الاحتلال البطلمى لها، وأصبحت الاسكندرية أعظم المدن فى العالم الهيلينستى. وفى بداية القرن التاسع عشر سيطرت مصر على السودان. فلم تتحقق نبوءة الرب على لسان نبيه، وأحرج الرب نبيه بهذه النبوءة غير الصادقة.
                            س103- وهناك نبوءة أيضًا يتوعد الرب فيها المصريين بالقتل والإبادة الجماعية كعادته فى حروبه، وهى فى نفس الوقت وعد ومكافأة وتعويض من الرب للملك نبوخذنصر على ما فعله تجاه صور، ولم يتمكن من نهبها، كما وعده من قبل. ما هذا؟ هل يتزعم الرب عصابة من الوثنيين يوزع عليهم عباده من ساكنى الدول الأخرى ليقتلوهم ويسلبوهم؟
                            يقول الرب فى حزقيال 29: 17- 20 (17وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ كَـانَ إِلَيَّ: 18[يَا ابْنَ آدَمَ, إِنَّ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ اسْتَخْدَمَ جَيْشَهُ خِدْمَةً شَدِيدَةً عَلَى صُورَ. كُلُّ رَأْسٍ قَرِعَ, وَكُلُّ كَتِفٍ تَجَرَّدَتْ, وَلَمْ تَكُنْ لَهُ وَلاَ لِجَيْشِهِ أُجْرَةٌ مِنْ صُورَ لأَجْلِ خِدْمَتِهِ الَّتِي خَدَمَ بِهَا عَلَيْهَا. 19لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَبْذُلُ أَرْضَ مِصْرَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ فَيَأْخُذُ ثَرْوَتَهَا وَيَغْنَمُ غَنِيمَتَهَا وَيَنْهَبُ نَهْبَهَا فَتَكُونُ أُجْرَةً لِجَيْشِهِ. 20قَدْ أَعْطَيْتُهُ أَرْضَ مِصْرَ لأَجْلِ شُغْلِهِ الَّذِي خَدَمَ بِهِ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا لأَجْلِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 21فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُنْبِتُ قَرْناً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ. وَأَجْعَلُ لَكَ فَتْحَ الْفَمِ فِي وَسَطِهِمْ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ].)
                            وترجمة كتاب الحياة أوضح فى الفقرة 18 («يَاابْنَ آدَمَ، إِنَّ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ سَخَّرَ جَيْشَهُ أَشَدَّ تَسْخِيرٍ ضِدَّ صُورَ، فَأَصْبَحَتْ كُلُّ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِ جُنُودِهِ صَلْعَاءَ، وَكُلُّ كَتِفٍ مُجَرَّدَةً مِنَ الثِّيَابِ. وَلَكِنْ لَمْ يَغْنَمْ هُوَ وَلاَ جَيْشُهُ شَيْئاً مِنْ صُورَ رَغْمَ مَا كَابَدَهُ مِنْ جَهْدٍ لِلاِسْتِيلاَءِ عَلَيْهَا.)
                            فلم يتمكن نبوخذنصر من اقتحام مصر عام 600/601 ولم يخرب نوف ولم يستولي على مصر أبدا، بل قامت حرب طاحنة بين نبوخذنصر ومصر خسر فيها الأول وعاد إلى بلده للعلاج، يجر أذيال الخيبة. وبالتالى لم يدخل نبوخذنصر مصر، ولم يأخذ ثروتها، أو ينهبها، ولم تصبح أجرة لجيشه. وكذب الرب فى نبوءته لحزقيال، أو كذب حزقيال فى نسبته هذه للرب.
                            وكذلك لم يخرب صور، ولم يحتلها، بل قاوم صور حصاره لها سنوات، وفى النهاية تراجع نبوخذنصر يجر أذيال الخيبة. وبالتالى لم يتمكن من تدميرها وعمل ما نسب إلى الرب فى هذه النبوءة. إلا أن البعض يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فيدعى أن هذه النبوءة تحققت فى فتح الإسكندر الأكبر 332 ق.م. للمدينة، أو حتى مع غزو قمبيز الثانى، متناسين أن النبوءة واضحة فى حق نبوخذنصر، وليس أى عدو. كذلك لم تخل المدينة من سكان مقيمين فيها يومًا من الأيام، فلم تتحول إلى خراب شامل بأى حال من الأحوال. ولو حدث هذا مع قمبيز الثانى أو الإسكندر الأكبر، لكانت أيضًا نبوءة كاذبة، حيث حدد الرب أن السب منها هو تعويض نبوخذنصر بعينه هو وجنوده عن تعبهم فى محاربة صور وأهلها. وبالتالى لم يتم وعد الرب لهم، بل تلقى المكافأة أناس آخرون، لم يشهدوا معركة صور، ولم يتعبوا أنفسهم سنة لفتحها، ولم يتكبدوا أدنى خسائر.
                            كذلك فإنه فى الغزو الفارسى لصور لم تتفق الخسائر التى حدثت لصور مع ما صوره الرب من كوارث متوقع وإبادة تامة جماعية لأهل البلد فى نبوءته. ولم يُغرب الشعب المصرى، ولم توجد مدة الأربعين سنة، التى يفترض أن تُخلى فيها مصر من أهلها وحيواناتها.
                            فكيف جهل الرب ذلك وهو العليم بكل شىء؟ وكيف يضحك شعب صور على الرب الذى جهل خطتهم ضد نبوخذنصر؟
                            ونجد جوش ماكدويل فى كتابه (كتاب ... وقرار) يتناول هذه النبوءة فى جزء منها فقط. فهو يرجع فتح مصر وتخريب منف وطيبة إلى القائد قمبيز فى القرن السادي قبل الميلاد 525 ق.م. ، بينما سقطت طيبة نهائيا عام 89 ق.م. وهو يرى أن فى هذا قد تحققت النبوءة.
                            فهولا يرى فى هذه النبوءة إلا الآتى:
                            1- إبادة أصنام ممفيس (حزقيال 13:30).
                            2- تُخرب طيبة وتحترق (حزقيال 14:30).
                            3- يُستأصل جمهور طيبة (حزقيال 13:30).
                            4- لا يكون بعد رئيس من أرض مصر (حزقيال 13:30).)
                            فهو لا يرى فى النبوءة غير حزقيال 30 من 13 إلى 14 فقط. فهو لا يريد أن يعرف:
                            1- ذهاب شبان أون إلى السبى وقتلهم (30: 17) (17شُبَّانُ آوَنَ وَفِيبِسْتَةَ يَسْقُطُونَ بِـالسَّيْفِ وَهُمَا تَذْهَبَانِ إِلَى السَّبْيِ.)
                            2- تشتيت المصريين وتهجيرهم وتوزيعهم بين الأمم (30: 23 و26) (23وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُذَرِّيهِمْ فِي الأَرَاضِي. ... 26وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُذَرِّيهِمْ فِي الأَرَاضِي, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».)
                            3- نهاية النبوءة يُحدد الرب أن الذى سيفعل ذلك هو ملك بابل: (30: 25) (25وَأُشَدِّدُ ذِرَاعَيْ مَلِكِ بَابِلَ. ... أَجْعَلُ سَيْفِي فِي يَدِ مَلِكِ بَابِلَ فَيَمُدُّهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ.) والمقصود هنا هو نبوخذنصر (10هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: [إِنِّي أُبِيدُ ثَرْوَةَ مِصْرَ بِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ.) حزقيال 30: 10، أما قمبيز فهو ملك إمبراطورية فارس التى قامت بعد حزقيال بثلاثة عشر عامًا.
                            والغريب أن يرجع جوش ماكدويل تحقيق هذه النبوءة إلى القرن السابع الميلادى، فيقول: (ويقول اركهارت إن الذي يفحص حالة ممفيس زمن المسيح يتحقق استحالة تحقيق هذه النبوات، وقد رأى سترابو أن ممفيس كانت ثاني مدن مصر مساحة بعد الإسكندرية، ولكن تأسيس القاهرة جعل ممفيس تضمحل في القرن السابع الميلادي حتى تلاشت، ومنذ قرن من الزمان كان موضع ممفيس محل تساؤل. وسجل إركهارت انطباعات بعض زوَّارها، فقد اندهش ولكنسون لضآلة ما بقي من هذه المدينة الكبيرة، واندهشت أماليا إدورادز (في كتابها: رحلة ألف ميل على النيل) من أن ما تبقَّى منها لا يسترعي الالتفات حتى ليصعُب تصديق أن مدينة عظيمة كانت موجودة في هذا المكان (49).)
                            أى إنها إلى زمن المسيح لم تكن قد تحققت بعد. وقد تبدل الناس بأناس آخرين، ولو تحققت هذه النبوءة فى سكان مصر وقتها، لكان هذا انتقامًا من الرب لمسيحى مصر ووثنييها وقتها. ولا أعرف هل يغضب الرب على أناس فى القرن السادس قبل الميلاد، فيتم انتقامه من آخرين فى القرن السابع بعد الميلاد، أى بعد 13 قرنًا؟
                            ويرى أن تأسيس القاهرة فى القرن السابع الميلادى هو موعد تحقق النبوءة وخراب مدينة منف. وهو قد أخطأ فى تحديده لوقت بناء القاهرة، فهى قد شيدها القائد جوهر الصقلى عام 969م. فمن الذى ذهب ليكسر أصنام منف؟ ومن الذى قتل كل المصريين تبعًا للنبوءة؟ وأين كان نبوخذنصر وقتها؟ فالنبوءة مناطة به وحده كمكافأة على مجهوده من أجل الرب، (إِنِّي أُبِيدُ ثَرْوَةَ مِصْرَ بِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ.)
                            إن جوش ماكدويل اقتطع جزءً يسيرًا من النبوءة، ولم يذكر باقى النبوءة لأنه لا تخدم أغراضه، وتفسد عليه العمل الذى نذر نفسه له، فتجنبها. لتبدو لقارئه كما لو كان أمينًا فى عرضه لهذه النبوءة. فعندما يقرأ المرء كتاب جوش ماكدويل هذا دون أن ينظر إلى النص فى الكتاب المقدس، فيكون قد حقق بغية ماكدويل، بغية كل الكنائس والمؤسسات المستفيدة من ذلك.
                            إن مرور القرون من (592 - 570 ق.م.) على ما ذكر هو نفسه إلى عام 969م لهى حوالى 16 قرنًا من الزمان، يكون فيه من البديهى أن تختفى العديد من المدن، وتُدمر العديد من الدول، وتقوم ممالك على أخرى.
                            ولو كانت نية جوش ماكدويل أن يقول إن خراب منف كان بعد الفتح الإسلامى لمصر، وأن المسلمين هو المسؤولون عن هذا الخراب، فهو لم يحدث تاريخيًا، فلم يقتل المسلمون المصريين أو يبيدونهم، ولم يسبوهم أو يشتتونهم فى البلاد الأخرى، ولم تخرب مصر على أيديهم أو أيدى غيرهم أربعين سنة. ناهيك عن أنه فى هذه الحالة لا يجب مسيحى أن يعترض، حيث ستكون فى هذه الحالة هى إرادة الرب.
                            ولو حدث هذا قبل الإسلام لكان المتهم الأول هو كنيسة الإسكندرية، الذين كانوا على المذهب الملكانى الخلقدونى (اليوم الكاثوليك)، وعلى ذلك فعلى الأرثوذكس الإستسلام لأوامر الرب، ويعتقدوا أن الرب كان مع الكاثوليك، وعاقب الأرثوذكس على أيديهم، وأيدى المؤمنين. مع الأخذ فى الاعتبار أن الحدث لم يحدث بالمرة.
                            ولا أعرف هل لم يزر جوش ماكدويل مدينة منف أو مدينة طيبة اليوم؟ إن طيبة مليئة إلى اليوم بالتمائيل والآثار. وتوجد بضعة تمائيل فى منف أيضًا، أى لم يتم تدميرهم تدميرًا تامًا كما توعد الرب!! (13هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأُبِيدُ الأَصْنَامَ وَأُبَطِّلُ الأَوْثَانَ مِنْ نُوفَ. وَلاَ يَكُونُ بَعْدُ رَئِيسٌ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ, وَأُلْقِي الرُّعْبَ فِي أَرْضِ مِصْرَ.)
                            أما قول الرب بعدم وجود رئيس لمصر من أرض مصر، فلا أعرف لماذا يحاولون تطهير مصر من المسلمين (المصريين)، فهل يريدون تكذيب الرب فى نبوءته؟
                            س104- وتتكرر نبوءة مشابهة فى حزقيال 30: 26 (26وَأُشَتِّتُ الْمِصْرِيِّينَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُذَرِّيهِمْ فِي الأَرَاضِي، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».)، وهذا لم يحدث أن تشتت المصريون بين الأمم، والذى تشتت هم اليهود. فكيف أخطأ الكتاب فى ذلك ومازلتم تعتقدون أنه كتاب الرب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
                            س102- ومن النبوءات التى لم تتحقق أيضًا هى نبوءة النبى إرمياء بشأن النبى صدقيا. عاش النبى إرمياء فى القرن السابع قبل الميلاد غالبًا فى فلسطين فقال: (4وَلَكِنِ اسْمَعْ كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكَ: لاَ تَمُوتُ بِالسَّيْفِ. 5بِسَلاَمٍ تَمُوتُ وَبِإِحْرَاقِ آبَائِكَ الْمُلُوكِ الأَوَّلِينَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ هَكَذَا يُحْرِقُونَ لَكَ وَيَنْدُبُونَكَ قَائِلِينَ: آهِ يَا سَيِّدُ. لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ بِالْكَلِمَةِ يَقُولُ الرَّبُّ) إرمياء 34: 4-5
                            وقد نسى الرب ما أوحاه من قبل، أو لم يكن يعرف مسبقًا ضلال نبيه صدقيا واتجاهه لعبادة الأصنام (إرمياء52: 2)، ومات النبى صدقيا بعد أن فقأ الكلدانيون عينيه بأمر من نَبُوخَذْنَصَّرُ ملك بابل ، وقتل أبناءه أمام عينيه: (10فَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ وَقَتَلَ أَيْضاً كُلَّ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا فِي رَبْلَةَ 11وَأَعْمَى عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدَهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ وَجَاءَ بِهِ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهُ فِي السِّجْنِ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ.) إرمياء 52: 10-11
                            س103- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما قاله الرب على لسان نبيه إرمياء 42: 15-18 (15فَالآنَ لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا بَقِيَّةَ يَهُوذَا: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: إِنْ كُنْتُمْ تَجْعَلُونَ وُجُوهَكُمْ لِلدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ وَتَذْهَبُونَ لِتَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ 16يَحْدُثُ أَنَّ السَّيْفَ الَّذِي أَنْتُمْ خَائِفُونَ مِنْهُ يُدْرِكُكُمْ هُنَاكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالْجُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ خَائِفُونَ مِنْهُ يَلْحَقُكُمْ هُنَاكَ فِي مِصْرَ فَتَمُوتُونَ هُنَاكَ. 17وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الرِّجَالِ الَّذِينَ جَعَلُوا وُجُوهَهُمْ لِلدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ يَمُوتُونَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ وَلاَ يَكُونُ مِنْهُمْ بَاقٍ وَلاَ نَاجٍ مِنَ الشَّرِّ الَّذِي أَجْلِبُهُ أَنَا عَلَيْهِمْ. 18لأَنَّهُمْ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: كَمَا انْسَكَبَ غَضَبِي وَغَيْظِي عَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ هَكَذَا يَنْسَكِبُ غَيْظِي عَلَيْكُمْ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى مِصْرَ فَتَصِيرُونَ حَلَفاً وَدَهَشاً وَلَعْنَةً وَعَاراً وَلاَ تَرُونَ بَعْدُ هَذَا الْمَوْضِعَ.)
                            وفى الحقيقة هاجر الكثير من اليهود إلى مصر، وبدلا من أن يموتوا بالسيف أو الوبأ أو الجوع كونوا مركزًا ثقافيًا فى الأسكندرية، تتوارثه أحفادهم إلى اليوم.
                            س104- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما قاله الرب على لسان نبيه إشعياء 17: 1-3 (1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ دِمَِشْقَ: «هُوَذَا دِمَشْقُ تُزَالُ مِنْ بَيْنِ الْمُدُنِ وَتَكُونُ رُجْمَةَ رَدْمٍ. 2مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ. تَكُونُ لِلْقُطْعَانِ فَتَرْبِضُ وَلَيْسَ مَنْ يُخِيفُ. 3وَيَزُولُ الْحِصْنُ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْمُلْكُ مِنْ دِمَشْقَ وَبَقِيَّةِ أَرَامَ. فَتَصِيرُ كَمَجْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.)
                            لقد أنبأ الرب نبيه إشعياء أن يخبر على لسانه بتدمير دمشق، وأنها لن يقوم لها قائمة بعد، وأنها ستُزال من بين المدن وأنها ستتحول إلى (رُكاماً مِنَ الأَنْقاض.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، أو (كَوْمَةَ أَنْقَاضٍ)، كما جاءت فى ترجمة كتاب الحياة.
                            وقد تفردت فى هذا النص الترجمة العربية المشتكرة فى عدد 2 فقالت: (مدُنُها تُهجرُ إلى الأبدِ، فتكونُ مَربَضًا للقُطعانِ ولا أحدَ يُرعِبُها.)، وبالتالى لم يذكر قول الفاندايك والكاثوليكية اليسوعية وكتاب الحياة (2مُدُنُ عَرُوعِيرَ مَتْرُوكَةٌ.)
                            من المعروف أن دمشق اليوم محافظة كبيرة يسكنها الملايين، ولم تتحول إلى رديم أو ركام. فهل كان يحنق النبى على دمشق فقال عنها هذا الكلام؟ لكن كيف ينسب للرب كلامًا لم يقله؟ أم نبرىء الرب أيضًا من هذه النبوءة وننسبها إلى المحرفين؟
                            س105- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما قاله الرب على لسان نبيه داود مزمور 89: 4-5 (3[قَطَعْتُ عَهْداً مَعَ مُخْتَارِي. حَلَفْتُ لِدَاوُدَ عَبْدِي. 4إِلَى الدَّهْرِ أُثَبِّتُ نَسْلَكَ وَأَبْنِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ كُرْسِيَّكَ].)
                            وهذا يعنى أن الرب نفسه أقسم لداود أن يجعل العرش والحكم على إسرائيل فى بيته أى فى نسله إلى الأبد. فقد حكم داود من سنة 1001 إلى سنة 968 ق. م.، وفى الحقيقة جاء من بعده ملوك بنى إسرائيل من نسله، إلا أنه فى عام 607 ق.م. انقطعت هذه السلسلة، ولم يأت ملك من نسل داود لمدة 500 عام.
                            س106- من النبوءات الكاذبة أيضًا ما قاله الرب على لسان نبيه إشعياء من خراب بابل إلى الأبد: (19وَتَصِيرُ بَابِلُ بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ كَتَقْلِيبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. 20لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ. 21بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ وَيَمْلَأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ 22وَتَصِيحُ بَنَاتُ آوَى فِي قُصُورِهِمْ وَالذِّئَابُ فِي هَيَاكِلِ التَّنَعُّمِ وَوَقْتُهَا قَرِيبُ الْمَجِيءِ وَأَيَّامُهَا لاَ تَطُولُ.) إشعياء 13: 19-22
                            ويوافقه فى ذلك قول الرب على لسان نبيه إرمياء 50 39-42 (39لِذَلِكَ تَسْكُنُ وُحُوشُ الْقَفْرِ مَعَ بَنَاتِ آوَى وَتَسْكُنُ فِيهَا رِعَالُ النَّعَامِ وَلاَ تُسْكَنُ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ تُعْمَرُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 40كَقَلْبِ اللَّهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَمُجَاوَرَاتِهَا يَقُولُ الرَّبُّ لاَ يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ وَلاَ يَتَغَرَّبُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ. 41هُوَذَا شَعْبٌ مُقْبِلٌ مِنَ الشِّمَالِ وَأُمَّةٌ عَظِيمَةٌ وَيُوقَظُ مُلُوكٌ كَثِيرُونَ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ. 42يُمْسِكُونَ الْقَوْسَ وَالرُّمْحَ. هُمْ قُسَاةٌ لاَ يَرْحَمُونَ. صَوْتُهُمْ يَعِجُّ كَبَحْرٍ وَعَلَى خَيْلٍ يَرْكَبُونَ مُصْطَفِّينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ لِمُحَارَبَتِكِ يَا بِنْتَ بَابِلَ. 43سَمِعَ مَلِكُ بَابِلَ خَبَرَهُمْ فَارْتَخَتْ يَدَاهُ. أَخَذَتْهُ الضِّيقَةُ وَالْوَجَعُ كَمَاخِضٍ.)
                            فى الحقيقة حدث أن بابل قد سقطت فى أيدى أعدائها، إلا أنه لم يكن هناك حرب، ولا خراب، فقد تم الإستيلاء على المدينة دون أدنى مقاومة أو سفك دماء، لقد أدخل الخونة من الشعب الفارسى إلى المدينة، وعندما ظهر الملك قورش فى المدينة هتفت المدينة بحياته فرحة بقدومه، وفرشوا له سعف النخيل على الأرض، ولم يكسر قورش تمثالا لأى إله من الآلهة الوثنية، أو يمسسها بسوء، بخلاف ما تقوله النبوءة، بل على العكس استمرت عبادة البعل ومارادوك بعد استيلائه للمدينة. واعترف قورش بالآلهة الغريبة عنه، بل ومجدها. وضم فى عام 539 ق.م. المدينة إلى إمبراطوريته.
                            وبعد ذلك بحوالى 200 عام جاء الإسكندر الأكبر وحافظ على بهاء المدينة وجمالها، ثم مات فى عام 323 ق.م. وفى الواقع انتهت إمبراطورية بابل، لكن ليس كما وصفتها النبوءة، فلم تكن تُخرَّب، ولم تصبح مهجورة من الناس، ولم يلحق بها ما لحق بقريتى سدوم وعمورة، وذلك منذ زمن النبى إشعياء إلى زمن العهد الجديد، وإلى اليوم. فهل مثل هذه النبوءات تثبت قدسية الكتاب الذى يحتويها؟ هل مثل هذه النبوءات تثبت نبوة إرمياء أو أشعياء أو حزقيال أو يونان، وهم من الأنبايء الذين تُنسب إليهم أسفار على أنهم كاتبوها؟
                            س107- يقول إشعياء 5: 1 (1اِسْتَيْقِظِي اسْتَيْقِظِي! الْبِسِي عِزَّكِ يَا صِهْيَوْنُ! الْبِسِي ثِيَابَ جَمَالِكِ يَا أُورُشَلِيمُ الْمَدِينَةُ الْمُقَدَّسَةُ لأَنَّهُ لاَ يَعُودُ يَدْخُلُكِ فِي مَا بَعْدُ أَغْلَفُ وَلاَ نَجِسٌ.)
                            ومن البديهى يعيش هناك اليوم المسيحى والملحد من الأوروبيين والأمريكيين، وهم غير مختونين. وبالتالى لا تنطبق النبوءة على المدينة المُسمَّاة أورشليم بفلسطين المحتلة. أو أنت أيها القمص بين أن تعترف بما ذكرته أعلاه، أو تُكذب الرب فى نبوءته، أو تراجع فى كلامه، لمصلحة ما لم يكن يعلمها وقت أن قال هذه النبوءة. أو تُكذب نبيه إشعياء، والنبى الكاذب يستحق القتل، وحذف أسفاره من الكتاب المقدس! ولا تنس أنه أول ما دُفع ليد يسوع كان سفر أشعياء!!
                            فى الحقيقة إن النبوءة صادقة. ولكنها تكشف عوارهم وخداعهم. فصهيون تعنى الأرض الصحراوية، كما ذكرت دائرة المعارف الكتابية، والقواميس اللغوية العبرية، وهى اسم آخر لأورشليم الجديدة النازلة من السماء، والتى ستكون مكعبة الشكل، ويكون موضعها بين الجبال، فى مكان جديد غير أورشليم القديمة، لأن الملكوت الأول قد زال: (1ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ ... 10وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، 11لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ. ... الطُّولُ وَالْعَرْضُ وَالاِرْتِفَاعُ مُتَسَاوِيَةٌ.) رؤيا يوحنا 21: 10-16
                            وهذا مصداقا لقول يسوع لليهود: (33«اسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً وَبَنَى بُرْجاً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.) متى 21: 33-46
                            والمدينة الوحيدة التى لا يدخلها نجس ولا أغلف هى مكة. لذلك يحاول الفاتيكان بناء ولو كنيسة واحدة فيها، وانتقاد المسلمين فى عدم السماح لهم بدخول مكة، حتى لا تنطبق النبوءة بحال من الأحوال على مكة، حتى لو أصبح الرب عندهم كاذبًا ، والكتاب الذى يقدسونه محرفًا!!
                            س108- ما هى أول خطيئة حدثت فى حق الله تعالى؟ سيقول المسيحى: أكل حواء من الشجرة المحرمة عليها، عندما أغواها الشيطان، وأغوت هى بدورها آدم. إلا أنه لم يخطر على باله: كيف أصبح الشيطان شيطانًا إذن قبل حواء وآدم؟ وعلى ذلك كانت أول خطيئة فى الحياة فى حق الله تعالى كانت خطيئة الشيطان الذى رفض الإنصياع لأمر الله، والسجود لما خلقه بيديه. واستطاع الشيطان بدهئه أن يُحمل وزر هذا الخطأ للإنسان، وأصبح المسيحيى يؤمن أن آدم هو أول من أخطأ وليس الشيطان. ومعه أخطأت كل ذريته. وتبرأ الشيطان من الذنب، بعد أن ضلل البشرية، وأفهمهم أنه خُلق شيطانًا، وهذا واجبه أن يغوى الناس. وعلى ذلك فهو برىء، والمتهم فى ذلك هو الرب الذى خلقه هكذا! (ع.م. جمال الدين شرقاوى)
                            س109- قال الرب لحواء وآدم انتقامًا لعصيانه: (13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.) التكوين 3: 13-17
                            كل هذه كانت عقوبات بسبب أكل حواء وآدم من الشجرة المحرمة عليهما. ونزل الرب ليغفر هذه الخطيئة. فهل رفع الرب العقاب عن المعاقبين وصالحكم بموت ابنه (10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ ....) رومية 5: 10؟ أم مازال لا يستطيع غفران هذا الذنب؟ وبعد أن قتل الرب ابنه، وأسلمه للصليب، وصالح غير المذنبين على ذنب أبيهم وأمهم، فهل من العدل أن تظل العقوبات التى فرضها قائمة، وتتألم المرأة أثناء الإنجاب، ويشقى الرجل بالعمل، وتشتاق المرأة لرجلها؟
                            وهل اشتياق المرأة لرجلها يُعد من العقوبات أم من أسمى الأمانى؟ فماذا يكون إذن كره المرأة لزوجها؟ فهل كره المرأة لزوجها هو الطبيعى فى عينى الرب؟ ولماذا لم يعاقب الرجل بنفس عقوبة المرأة وذلك بأن جعل رجلها يشتاق إليها؟ فهل كان يُعد الرب اشتياق الرجل لزوجته سُبَّة لا تليق برجولته؟ أم اعتبرها مخلوقُا نجسًا لا يجب أن يشتاق إليها إنسان طبيعى؟
                            س110- يقول الكتاب المقدس فى سفر التكوين إن تدفق مياه الفيضان استمر 150 يومًا، أى خمسة أشهر: (24وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْماً.) التكوين 7: 24
                            ثم استمر تراجع المياه لمدة شهرين ونصف آخرين (3وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعاً مُتَوَالِياً. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْماً نَقَصَتِ الْمِيَاهُ 4وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.) التكوين 8: 3-4، ولم ينتهى الفيضان تمامًا إلى بع ذلك بشهرين ونصف، أى فى أول الشهر العاشر: (5وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصاً مُتَوَالِياً إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ.) تكوين 8: 5
                            وبذلك يكون الفيضان استمر على الأرض إلى أن رست السفينة 227 يومًا أى بواقع سبعة أشهر وسبعة عشر يومًا. مع الأخذ فى الاعتبار أن الفيضان استمر تبعًا لنص آخر لمدة أربعين يومًا فقط. فما الحكمة أن يستمر الفيضان طوال هذا الوقت، وقد مات من أراد الرب إماتتهم من أول يوم؟
                            (12وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 13فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. 14هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الدَبَّابَاتِ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. 15وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ. 16وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَراً وَأُنْثَى مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ. 17وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. ... 19وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيراً جِدّاً عَلَى الأَرْضِ فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. 20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً فِي الِارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ.) تكوين 7: 12-17
                            وهنا يتساءل العقلاء:
                            1- ماذا كانت تأكل كل هذه الحيوانات يوميًا؟ فلوقلنا إن الأسد الذكر يحتاج إلى 7 كجم والأنثى إلى 5 كجم ، أى 12 كجم للزوج الواحد، و24 كجم للزوجين. وبضربهم فى 227 يومًا يكون ما يحتاجه الأسود من طعام 5448 كجم. وهذا لنوع واحد من الأسود فقط، وإذا علمت أن هناك حوالى 15 فصيلة من فصائل الأسود، لقمت بضرب الأوزان وكمية الطعام فى 15 لتحصل على أرقام مهولة يستحيل تتحملها مركبة فى هذا الزمن البدائى. وأين كان يُخزن اللحوم لهذه الحيوانات؟ بالإضافة إلى ما تحتاجه فصائل النمور بفصائلها والفهود بأنواعها والضباع بأنواعها والذئاب بأنواعها والكلاب بأنواعها والقطط بأنواعها وغيرهم من الحيوانات والطيور المفترسة. فكيف توفر كل هذا اللحم، وأين كان يُخزن؟
                            توجد فصيلتان من الأفيال، الفيل الأفريقى والفيل الهندى. يزن الفيل الأفريقى حوالي 5,500 كجم وتزن أنثاه حوالى 3,500 كجم فى المتوسط، فهناك من الفيلة الأفريقية من بلغ وزنه 11,000 كجم بينما كان أكبر وزن للفيلة الأفريقية فوق 6.500 كجم. بينما بلغ وزن ذكر الفيل الهندى الذكر حوالى 3,600 كجم، وتزن أنثاه حوالى 3,000 كجم.
                            وبحسبة بسيطة كان على المركب زوجان من الأفيال الأفريقية، وزن الزوج الواحد 10,000 كجم، أى 20,000 كجم للزوجين. و13,000 كجم لزوجين الأفيال الهندية. أى 33,000 كجم وزن الأفيال على المركب.
                            ويأكل الفيل يوميًا حوالى 300 كجم من الخضر، وهذا يعنى أن الفيل الواحد سيحتاج إلى 68100 كجم فى 227 يومًا. أى 272400 كجم للأفيال الأربعة. فإذا علمت أنه يوجد فصيلتان من الأفيال: الفيل الهندى والفيل الأفريقى، الأمر الذى يعنى أنه كان يحمل فى مركبه ثمان أفيال بوزن 33,000 كجم، ويحتاج لهم من الطعام 544800 كجم حتى رسا المركب على الجبل. فأين كان يخزن كل هذا الطعام للأفيال فقط؟
                            2- وكم كان حجم هذه المركب التى كانت تحمل الأفيال وغذاءها وخزين الطعام لباقى الأيام، وباقى الحيوانات وغذاءها؟ وقس على ذلك باقى الحيوانات التى توجد على ظهر الأرض!
                            3- وهل كانت الأسماك والحيوانات البحرية والنهرية ضمن من أسماهم الكتاب (مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ)؟
                            4- وهل كانت بها ثعابين وعقارب وحشرات أيضًا؟ أم اكتفى الرب بالحيوانات والطيور؟ ولو لم يأخذ الحشرات فكيف بقيت الحشرات على الأرض بعد الطوفان؟
                            5- وكيف جمع كل فصائل الحيوانات (فصائل الأسد، والكلاب وغيرها) الأفريقية والأسيوية والأوروبية وغيرها ليحملها فى فلكه تبعًا لأوامر الرب، أن يجمع من كل ذى نفس حية زوجين؟ وكم من السنين احتاج لإتمام هذا العمل؟
                            6- وكيف تعرف نوح على الذكر من الأنثى من كل نوع من أنواع الزواحف والحشرات؟ فلو تخيلت النمل أو الناموس أو الذباب، وكيف تتعرف على الذكر من الأنثى منهم لوضح لك مقدار الصعوبة فى هذا الأمر.
                            7- ومن الذى كان يخدم كل هذه الحيوانات كلها، ويجهز لهذه الأعشاب، ولأخرى اللحم، ولثالثة الأسماك؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن مجموع الأشخاص من البشر كان ثمانية أفراد فقط: (13فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ.) تكوين 7: 13
                            إن من يتخيل حجم هذا العمل ليدرك أن الرب عاقب نوح وذريته على المركب بهذه الأشغال الشاقة، وأراح من مات غريقًا!
                            8- إن فترة حمل اللبؤة تستغرق حوالى 110 يومًا، وتضع فى البطن الواحدة ما بين شبل إلى أربعة أشبال، وهذا يعنى أن اللبؤتين أنجبتا مرتين فى مدة وجودهما على السفينة. ولو أخذنا المتوسط أى زاد خلال 220 يومًا عدد الأسود إلى الضعف. وقس على ذلك باقى الحيوانات، ثم تخيل حجم هذه السفينة التى تتحمل كل هذه الأوزان ومساحتها التى تتحمل وجود هذه الحيوانات والطيور!!
                            واعلم أن عدد الحيوانات لم يكن زوجين من كل نوع بل سبعة كما تقول بداية الرواية (2مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَراً وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَراً وَأُنْثَى. 3وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضاً سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَراً وَأُنْثَى. لِاسْتِبْقَاءِ نَسْلٍ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.) تكوين 7: 2-3
                            9- ألست معى فى أن الفيضان قد حدث فى منطقة محدودة فقط، وليست فى كل العالم، كما قال كاتب هذه الرواية، وهى المنطقة التى كان يحيا بها نوح، وكفر أهلها به فعاقبهم الله تعالى.
                            10- لماذا يعاقب الرب باقى الحيوانات ويقتل كل نفس حية باستثناء زوجين منها؟ ولماذا يعاقب الرب باقى البشر بكفر قوم نوح فقط، وهو لم يكن قد أرسل إليهم أنبياء من قبل؟ فهل من العدل أن يأخذ الرب إنسان بذنب آخر؟
                            11- ولماذا كان الفيضان 227 يومًا؟ لماذا لم يستمر عدة ساعات قليلة حتى غرق المذنبين والحيوانات بدلا من المكوث فى وسط المياه 227 يومًا؟
                            12- إن 227 يومًا غير كافية للتخلص من جثث البشر المقتول غرقًا، والحيوانات التى ماتت من جراء الفيضان. فمن الذى تخلص من هذه الجثث؟ أم تركها الرب انتقامًا منهم دون دفن ودون وجود حيوانات وطيور وحشرات تأكل هذه الجيف؟ أم تركها الرب هكذا بعد أن تخلص من كل الحيوانات والطيور التى تأكل هذه الجيف كنوع من التعذيب لمن أنقذهم الرب فى الفلك رائحة الجيف هذه؟ أم أنزل الرب المركب فى مدينة غير الذى أبحرت منه؟
                            13- وهل نزلت كل الحيوانات المفترسة وغيرها فى مكان واحد وعاشوا فى سلام، دون وجود طعام لهم، ولم يفترس أحدهم الآخر، أم افترس القوى الضعيف؟
                            14- فلو افترس القوى الضعيف فكيف بقيت سلالات الحيوانات إلى اليوم؟ وما هى حكمة الرب أن ينقذهم من أرضهم وبيئتهم التى يعيشون فيها ليهلكهم بيد بعضهم البعض فى أرض أخرى؟
                            15- ولو لم يفترس بعضهم بعضًا فكيف عاشوا فى أرض لم يكن بها بنات ولا حيوان؟
                            16- وكيف عاشت الحيوانات سواء القطبية أم الاستوائية بعد ذلك فى منطقة أرارط التى نزل عليها الفلك؟
                            17- ولو رجعت كل فصيلة إلى بيئتها الطبيعية التى تعيش فيها، فكم من الكيلومترات قطعت دون طعام على الأرض ودون شراب فى بعض المناطق؟
                            18- أثبت العلم أنه لا يمكن استئناس بعض الحيوانات حتى لو أطعمتها. فكيف كان تصرف هذه الحيوانات تجاه البشر الذى على الفلك، وتجاه الحيوانات الأخرى؟
                            19- إن قول الرب بموت كل ذى نفس حية يدخل فيها بالطبع كل الحيوانات البحرية. فكيف ماتت الأسماك من الماء، وهو المكان الطبيعى لمعيشتها؟
                            20- يقول الرب فى كتابه المقدس: إن المياه ارتفعت وغطت أعلى جبل يوجد على الأرض: (18وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدّاً عَلَى الأَرْضِ فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 19وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيراً جِدّاً عَلَى الأَرْضِ فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ.) التكوين 7: 18-19
                            فهل تعلمون كم يبلغ ارتفاع أعلى جبل على الأرض؟ من المعروف أنّ جبل الإفرست الواقع على سلسلة جبال الهيمالايا هو أعلى جبل على وجه الكرة الأرضية حيث يصل ارتفاعه الى 8,848 متر. فهل ارتفع قارب نوح عليه السلام إلى هذا الإرتفاع؟ ألا يعلم الكاتب أن فى هذا الإرتفاع تتحول كل السوائل إلى ثلج؟ فكيف كان يسير القارب وسط مياه متجمدة؟ وماذا كانت تفعل الحيوانات الإستوائية، التى لا تتحمل درجة البرودة؟ هل كان الرب يعلم أن الأرانب لا تتحمل درجة البرودة من 10 مئوية إلى أقل من ذلك؟ وهل كان الرب يعلم على سبيل المثال أن الأبقار لا تتحمل درجة برودة أقل من -5 درجة مئوية؟ وعلى ذلك فإن كل الأبقار والأرانب وغيرها الكثير قد مات أثناء الطوفان فى درجة البرودة التى تصل على إرتفاع 8848 مترا إلى حوالى 41 درجة تحت الصفر؟ من المعروف أن درجه الحرارة تتناقص بمعدل ثابت مقداره حوالي (6.5 درجه مئوية لكل 1 كم) أي أنها تصبح حوالي (20 درجة مئوية تحت الصفر) على ارتفاع (5.5 كم)،
                            وكيف أنقذ الرب النباتات والأشجار التى ماتت تحت الماء كل هذه المدة؟ وما الحكمة أن يميت الرب أناس على وجه الكرة الأرضية لم يذهب إليها نوح، ولم يدعها إلى الإيمان، ولم تعرف بوجود إله من الأساس؟
                            21- أما قول الكتاب أن أعلى جبل كان على ارتفاع يقل عن 15 ذراعًا، أى 7,5 مترًا، فهذا من المحال علميًا: (20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً فِي الِارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ.) حيث توجد أشجار، وليس فقط جبال، أعلى من هذا الارتفاع المذكور! إن كاتب هذه القصة إنسان بسيط لا يجيد تحديد الارتفاعات، وغالبًا كان يسكن فى منطقة صحراوية لا تقع فيها جبال أو أشجار عالية، وأعلى مكان عنده كان تل بهذا الارتفاع المذكور فى النص.
                            وعلى الرغم من انتقام الرب هذا من كل المخلوقات، لم يستطع أن يغفر خطيئة آدم وحواء، فاضطر إلى النزول بنفسه، وتجسد ليُهان ويُصلب ليغفر هذا الذنب. فهل فعل الرب نفسه هذا الذنب ليدفع ثمنه؟ أم يُشجع الرب غيره على الخطأ، طالما أن الثمن سيدفعه ابن الرب أو الرب نفسه؟
                            س111- إن العمليات الحسابية والرقمية والتقديرات العددية فى هذا الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيين تشوبها عمليات المبالغة والجهل والسذاجة، كما لو كان القارىء أو المستمع لهذه القصص جاهل، ولن يتدبر ما يقولونه. فمثلا:
                            لقد ولدت سارة إسحاق وهى ابنة 90 سنة: (17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».) التكوين 17: 17
                            وولدت رفقة عندما بلغت سارة 127 سنة، وبالتالى يكون عمر إسحاق وقتها 37 سنة: (23وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هَؤُلاَءِ الثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. ... 1وَكَانَتْ حَيَاةُ سَارَةَ مِئَةً وَسَبْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً سِنِي حَيَاةِ سَارَةَ.) التكوين 22: 23 و23: 1
                            وبعد ثلاث سنوات من ولادة رفقة تزوجها إسحاق، أى عندما بلغ هو الأربعين: (20وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ.) التكوين 25: 20
                            فهل من العدل أو الرحمة أو الآدمية أن يتزوج الرجل طفلة ابنة ثلاث سنوات؟ فأين جمعيات حقوق الإنسان؟
                            س112- رأينا فى النصوص السابقة كيف تزوج إسحاق رفقة وهى ابنة ثلاث سنوات. والنصوص القادمة تبين لنا أن إسحاق تزوج رفقة وهى شابة بالغة فى سن الزواج، كانت تحمل جرة الماء، وتسقى الجمال، وترتدى النقاب أو البرقع: (46فَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا وَقَالَتِ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً. فَشَرِبْتُ وَسَقَتِ الْجِمَالَ أَيْضاً. .... ... 63وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ. 64وَرَفَعَتْ رِفْقَةُ عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. 65وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ: «مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا؟» فَقَالَ الْعَبْدُ: «هُوَ سَيِّدِي». فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ.) تكوين 24: 46-65
                            فكيف يستقيم فهم النصين سويًا؟ ألا يدل هذا على أن كل نص كتبه كاتب مختلف لا يعلم عما كتبه الآخر، وجمعهما إنسان لا يجيد الفهم الدقيق أو الحساب؟
                            س113- كم كان عمر الطفل يوسف عندما باعه أخواته للإسماعيليين؟
                            يقول الكتاب 17 سنة (2هَذِهِ مَوَالِيدُ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ إِذْ كَانَ ابْنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً كَانَ يَرْعَى مَعَ إِخْوَتِهِ الْغَنَمَ وَهُوَ غُلاَمٌ عِنْدَ بَنِي بِلْهَةَ وَبَنِي زِلْفَةَ امْرَأَتَيْ أَبِيهِ.) التكوين 37: 2
                            أى كان رجلا كان يمكنه الزواج من خمس سنوات مضت كعرف اليهود. بل كان يعتمد عليه أبوه فى الرعى وفى رعاية اخوته والحفاظ على سلامتهم، وكان يعرف مناطق الرعى المختلفة إذ ذهب لاخوته بمفرده: (12وَمَضَى إِخْوَتُهُ لِيَرْعُوا غَنَمَ أَبِيهِمْ عِنْدَ شَكِيمَ. 13فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَلَيْسَ إِخْوَتُكَ يَرْعُونَ عِنْدَ شَكِيمَ؟ تَعَالَ فَأُرْسِلَكَ إِلَيْهِمْ». فَقَالَ لَهُ: «هَئَنَذَا». 14فَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ انْظُرْ سَلاَمَةَ إِخْوَتِكَ وَسَلاَمَةَ الْغَنَمِ وَرُدَّ لِي خَبَراً». فَأَرْسَلَهُ مِنْ وَطَاءِ حَبْرُونَ فَأَتَى إِلَى شَكِيمَ. 15فَوَجَدَهُ رَجُلٌ وَإِذَا هُوَ ضَالٌّ فِي الْحَقْلِ. فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» 16فَقَالَ: «أَنَا طَالِبٌ إِخْوَتِي. أَخْبِرْنِي أَيْنَ يَرْعُونَ». 17فَقَالَ الرَّجُلُ: «قَدِ ارْتَحَلُوا مِنْ هُنَا لأَنِّي سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: لِنَذْهَبْ إِلَى دُوثَان»َ. فَذَهَبَ يُوسُفُ وَرَاءَ إِخْوَتِهِ فَوَجَدَهُمْ فِي دُوثَانَ.) التكوين 37: 12-17
                            لكن تمضى الرواية أنهم تكاثروا عليه وخلعوا عنه قميصه، ورموه فى بئر مياه عميقة فارغة، ليس بها ماء. والدليل على أنها عميقة أنهم لم يستطيعوا إخراجه من البئر فاستعانوا بقبيلة من المديانيين كانت تمر بهم: (28وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ وَبَاعُوا يُوسُفَ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ بِعِشْرِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَأَتُوا بِيُوسُفَ إِلَى مِصْرَ.) النكوين 37: 28
                            الغريب أن يوسف لم يمت من جراء قذفه فى البئر، ولم يذكر الكتاب أنه جُرح أو أصيب بارتجاج فى المخ أو كسر فى العظام، واعبروا يوسف أخرس لا يتكلم، ولن يخبرهم أنهم أرادوا قتله، ولو كان يوسف صغير إلى هذه الدرجة، فمعنى هذا أن الرعى كان قريبًا من منطقة سكن يعقوب أبيه. وتناسى الكاتب أن الإسماعيليين تربطهم نسب وعصب بيعقوب، فهم أولاد عمه إسماعيل. فلو ذكر يوسف فقط أنه ابن يعقوب، لكانوا تركوه، وأرجعوه لأبيه.
                            وعلى ذلك لابد أن يوسف كان أصغر من هذا العمر الذى يفترضه كاتب الرواية، وهو 17 سنة.
                            س114- ونفس المبالغة، وإن شئت قل التحريف المتعمَّد، الذى أصاب عمر إسماعيل. لقد ولد إسماعيل فى الوقت الذى كان يبلغ فيه أبه من العمر 86 عامًا (16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) التكوين 16: 16
                            وكان عمر إبراهيم 100 عام عندما أخبره الرب بحبل سارة زوجته فى إسحاق (17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».) التكوين 17: 17، إذن فقد كان عمر إبراهيم 101 عام عند ولادة إسحاق. وبالتالى فإن إسماعيل أكبر من إسحاق بخمسة عشر سنة.
                            وبعد ما تم فطام إسحاق، أى كان عمر إسماعيل 17 سنة، طردت سارة هاجر وابنها من البيت (8فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ.وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ. 9وَرَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ 10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ».) التكوين 21: 8-10
                            والغريب أن تحمل هاجر ابنها إسماعيل، ويأمرها الرب بحمله،وهو ابن 17 سنة: (14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19وَفَتَحَ اللهُ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلَأَتِ الْقِرْبَةَ مَاءً وَسَقَتِ الْغُلاَمَ.) التكوين 21: 14-19
                            إنه التحريف المتعمَّد، لأن الابن الذى بسببه أخرج الله بئرًا من الماء، وهو بئر زمزم، وهو إسماعيل بكر إبراهيم، وهو الذى عمل الرب عهده مع إبراهيم بسببه. لقد أراد اليهود إقصائه من بركة الله لإبراهيم فى ولديه.
                            س115- وعن عمر أخزيا الذى كان يكبر أباه بسنتين، على الرغم من أنه ابنه الأصغر، وكنت قد ذكرتها فى الجزء الأول من هذه السلسلة، واختلفت فيه التراجم، لاختلافها فى المخطوطات، بل وفى نفس الكتاب:
                            42 سنة: (2كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.) أخبار الأيام الثانى 22: 2
                            انظر إلى قول دائرة المعارف الكتابية فى هذا الموضوع (مادة عثليا): (ومات يهورام ملك يهوذا بعد أن ملك ثماني سنوات ، وخلفه ابنه أخزيا ، وهو في الثانية والعشرين من عمره ، وأصبحت عثليا بذلك – " الملكة الأم " – صاحبة المشورة في القصر وفي الأمة . ولكن قبل أن تمضي سنة على أخزيا على العرش ، مات متأثرا بجراحه التي أصابته من جنود ياهو أحد قادة جيش إسرائيل، الذي خرج على يهورام ملك إسرائيل وقتله عند حقلة " نابوت اليزرعيلي " إتماماً لقول الرب على فم إيليا النبي لأخآب بعد قتله لنابوت واغتصاب كرمه ( 2مل 9 :11-29 ، 2أخ 22 :7-9 ).)
                            إذن لقد خالف علماء الكتاب المقدس فى موسوعتهم كلام الرب بأن أخزيا قد تولى الحكم وهو ابن 42 سنة ، فى الوقت الذى مات فيه أبوه ابن 40 سنة. ولكى تلفت نظر القارىء عن هذه الكارثة ، تبنت رأى ملوك الثانى 8: 26 ، الذى يقول فيه الكتاب أنه كان ابن 22 سنة عندما مات أبوه وتولى هو الحكم.
                            20 سنة (طبعة الترجمة المشتركة عن الترجمة السبعينية) (2وكان أخَزْيَا ابن عشرين سنة حين ملك ، وملك سنة واحدة بأورشليم ، وكان اسم أمه عثليا بنت عَمرى) أخبار الأيام الثانى 22: 2
                            22 سنة: (طبعة كتاب الحياة من النسختين السريانية والعربية، وكل تراجم الكتاب المقدس الأوربية): (2وكان أخزيا فى الثانية والعشرين من عمره حين تولى الملك، ودام حكمه سنة واحدة فى أورشليم، واسم أمه عثليا ، وهى حفيدة عُمرى)
                            42 سنة: (الترجمة الكاثوليكية اليسوعية) (2وكانَ أحَزْيا آبنٍ اثنَتَين وأربَعين سنةً حينَ مَلَك، ومَلَكَ سنةً واحِدَةً في أورَشَليم، واَسمُ أمِّه عَتَلْيا، بِنتُ عُمْري.)
                            ومعنى ذلك أن النسخ الأصلية التى لديهم مختلفة هى الأخرى ، وأنها لا تخلو من الأخطاء. وهذا ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية مادة (أخزيا): (وكان ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة (ملوك الثانى 8: 26). أما عبارة "اثنتين وأربعين سنة" (أخبار الأيام الثانى 22: 2) فلا شك أنها خطأ من الناسخ حيث أننا نعلم من (أخبار الأيام الثانى 21: 5 و 20) أن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة عندما مات. كما أنها جاءت "ابن اثنتين وعشرين سنة" في النسختين السريانية والعربية ، "وابن عشرين سنة" في الترجمة السبعينية.)
                            والغريب أن تتفق كل التراجم فى كون أخزيا ابن 2 سنة فى سفر ملوك الثانى 8: 26، على الرغم من الختلافهم داخل نفس الكتاب فى نفس الموضع فى سفر أخبار الثانى 22: 2
                            22 سنة: (26وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ) ملوك الثانى 8: 26
                            س116- من المعروف أن قهات ابن لاوى (التكوين 46: 11)، وأنجب قهات أربعة أبناء (18وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ...) الخروج 6: 18
                            ويقول سفر العدد إن عدد كل ابن من أبناء قهات كان 2150، ومجموعهم 8600 من الذكور فقط: (27وَلِقَهَاتَ عَشِيرَةُ العَمْرَامِيِّينَ وَعَشِيرَةُ اليِصْهَارِيِّينَ وَعَشِيرَةُ الحَبْرُونِيِّينَ وَعَشِيرَةُ العُزِّيئِيلِيِّينَ. هَذِهِ عَشَائِرُ القَهَاتِيِّينَ 28بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً ثَمَانِيَةُ آلافٍ وَسِتُّ مِئَةٍ حَارِسِينَ حِرَاسَةَ القُدْسِ.) العدد 3: 27-28
                            أليست هذه مبالغة منهم فى ذكر أبناء العشيرة من الذكور فقط؟ اليست هذه مبالغة اعتاد عليها كتاب الأسفار التى يقدسونها؟
                            س117- هناك المزيد من الأخطاء الحسابية نقرأها أيضًا فى أعداد العائدين من السبى:
                            بنو آرح:
                            (775) (5بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ.) عزرا 2: 5
                            (652) (10بَنُو آرَحَ سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ.) نحميا 7: 10
                            بنو فحث موآب:
                            (2812) (6بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ.) عزرا 2: 6
                            (2818) (11بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ.) نحميا 7: 11
                            بنو زيتو:
                            (945) (8بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.) عزرا 2: 8
                            (845) (13بَنُو زَتُّو ثَمَانُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.) نحميا 7: 13
                            بنو بانى:
                            (642) (10بَنُو بَانِي سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ.) عزرا 2: 10
                            (648) (15بَنُو بَنُّويَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ.) نحميا 7: 15
                            بنو باباى:
                            (623) (11بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ.) عزرا 2: 11
                            (628) (16بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ.) نحميا 7: 16
                            بنو عادين:
                            (454) (15بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ.) عزرا 2: 15
                            (655) (20بَنُو عَادِينَ سِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ.) نحميا 7: 20
                            بنو حشوم:
                            (223) (19بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ.) عزرا 2: 19
                            (328) (22بَنُو حَشُومَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ.) نحميا 7: 22
                            أهل بيت لحم ونطوفة:
                            (176) (21بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. 22رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ.) عزرا 2: 21، 22
                            (188) (26رِجَالُ بَيْتَِ لَحْمٍَ وَنَطُوفَةَ مِئَةٌ وَثَمَانيَةٌ وَثَمَانُونَ.) نحميا 7: 26
                            أهل بنى عرجد:
                            (1222) (12بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ.) عزرا 2: 12
                            (1322) (17بَنُو عَزْجَدَ أَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ.) نحميا 7: 17
                            أهل بنى بغواى:
                            (2650) (14بَنُو بَغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ.) عزرا 2: 14
                            (2760) (19بَنُو بِغْوَايَ أَلْفَانِ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ.) نحميا 7: 19
                            أهل بيت إيل وعاى:
                            (223) (28رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ.) عزرا 2: 28
                            (123) (32رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وعَايَ مِئَةٌ وَثَلاَثةٌ وَعِشْرُونَ.) نحميا 7: 32
                            وأكتفى بهذا فيكاد لا يوجد رقمين متطابقين بين هذين السفرين.
                            فمن منهم الذى أخطأ؟ هل أخطأ عزرا؟ هل حرف نحميا؟ هل أخطأ الروح القدس؟ أم لم يُخطىء أحد منهم وحُرِّف الكتاب من بعد؟
                            ولا توجد الاختلافات بين الأسفار المختلفة فقط، بل بين ما يسمونه التوراة فى طبعاتها الثلاث. فكنا قد ذكرنا على سبيل المثال متى ولد آدم أول أبنائه، وقلنا:
                            عندما كان عمره 130 سنة على النسخة العبرانية
                            عندما كان عمره 230 سنة على النسخة اليونانية
                            عندما كان عمره 130 سنة على النسخة السامرية
                            وقلنا متى ولد لامك أول أبنائه:
                            عندما كان عمره 182 سنة على النسخة العبرانية
                            عندما كان عمره 188 سنة على النسخة اليونانية
                            عندما كان عمره 53 سنة على النسخة السامرية

                            تعليق


                            • #15
                              س118- كم كان عدد المشرفين على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ أعمال سليمان؟
                              550 (23هَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى أَعْمَالِ سُلَيْمَانَ خَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ، الَّذِينَ كَانُوا يَتَسَلَّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ الْعَامِلِينَ الْعَمَلَ.) ملوك الأول 9: 23
                              250 (10وَهَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الْمُوَكَّلِينَ الَّذِينَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ الْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى الشَّعْبِ.) أخبار الأيام الثاني 8: 10
                              س119- كم كان عدد المحاربين فى إسرائيل؟
                              800,000 محارب (9فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى الْمَلِكِ، فَكَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ السَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ.) صموئيل الثانى 24: 9
                              1,100,000 محارب (5فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِإِلَى دَاوُدَ, فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ,) أخبار الأيام الأول 21: 5
                              س120- وكم كان عدد جيش يهوذا؟
                              500,000 محارب (9فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِ إِلَى الْمَلِكِ، فَكَانَ إِسْرَائِيلُ ثَمَانَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ ذِي بَأْسٍ مُسْتَلِّ السَّيْفِ، وَرِجَالُ يَهُوذَا خَمْسَ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ.) صموئيل الثانى 24: 9
                              470,000 محارب (5فَدَفَعَ يُوآبُ جُمْلَةَ عَدَدِ الشَّعْبِإِلَى دَاوُدَ, فَكَانَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِلْيُوناً وَمِئَةَ أَلْفِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ وَيَهُوذَا أَرْبَعَ مِئَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مُسْتَلِّي السَّيْفِ,) أخبار الأيام الأول 21: 5
                              مازلنا نؤكد أن هذا الكتاب لم يوح به أحد لا إنس ولا جن ولا إله، وإلا لاتفقت المخطوطات والتراجم. ومازلنا نؤكد على المبالغات الرقمية فى الكتاب وعدم دقتها.
                              س121- كم كان عدد القتلى الذين أرداهم يُشيْب بَشَّبَث التحكمونى دفعة واحدة بهزة من رمحه؟
                              800 (8هَذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.) صموئيل الثانى 23: 8
                              300 (11وَهَذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً.) أخبار الأولى 11: 11
                              س122- ما حجم الحوض الذى بناه سليمان؟ أى كم عدد البراميل التى يستوعبها؟
                              3000 (يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ.) أخبار الأيام الثانى 4: 5
                              375 حرفتها الترجمة العربية المشتركة وجعلتها (5وكانَ سُمْكُ الحَوضِ شِبْرًا، وحافَّتُهُ كحافَّةِ كأسٍ شبيهٍ بِزَهرِ السَّوسَنِ، وكانَ يَسَعُ ثَلاثَ مئَةٍ وخمسةً وسبعينَ برميلاً.)
                              2000 (يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ.) ملوك الأول 7: 26
                              250 حرفتها الترجمة العربية المشتركة وكتبتها (26وكانَت سَماكَةُ الحَوضِ شِبرًا، وحافَّتُهُ كحافَّةِ كأسٍ على مِثالِ زَهْرِ السَّوسَنِ، وكانَ يَسَعُ مئتينِ وخمسينَ برميلاً.)
                              س123- وفى خطأ آخر فى الجمع يقول (هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ الجَرْشُونِيِّينَ. 22المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ سَبْعَةُ آلافٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ.) العدد 3: 21-22 ، أى كانوا (7500 ذكرًا)
                              و(هَذِهِ عَشَائِرُ القَهَاتِيِّينَ 28بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً ثَمَانِيَةُ آلافٍ وَسِتُّ مِئَةٍ حَارِسِينَ حِرَاسَةَ القُدْسِ.) العدد 3: 27-28 ، أى كانوا (8600 ذكرًا)
                              و(هَذِهِ هِيَ عَشَائِرُ مَرَارِي. 34وَالمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ بِعَدَدِ كُلِّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً سِتَّةُ آلافٍ وَمِئَتَانِ.) العدد 3: 33-34، أى كانوا (6200 ذكرًا)
                              إلا أنه جمعهم بشكل خاطىء فقال: (39جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنَ اللاوِيِّينَ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ بِعَشَائِرِهِمْ كُلُّ ذَكَرٍ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ فَصَاعِداً اثْنَانِ وَعِشْرُونَ أَلفاً.) العدد 3: 39، أى (22000) والمفروض أن يكونوا (22300)
                              فمن الذى أخطأ فى هذا الجمع؟ هل هو الرب أم الكاتب أم الناسخ؟ ولماذا لم يحفظ الرب مخطوطاته من الخطأ أو التحريف أو التلاعب العمدى وغيره أثناء النسخ؟
                              وقلنا من قبل: يستحيل أن ينجب أربع ذكور (العدد 3: 19) وهم أبناء قهات 8600 ذكرًا فى جيل واحد، فما بالكم أن جرشون كان له ولدان فقط (العدد 3: 18). فهل من ولدين ينتج 7500 ذكرًا، غير الإناث؟ وكذلك كان لمرارى ابنان (العدد 3: 20) أنجبا له 6200 ذكرًا غير الإناث
                              س124- يحكى لنا سفر التكوين أن تارح أبى إبراهيم أنجب ابنه إبراهيم، عندما بلغ من العمر 70 سنة (26وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.) التكوين 11: 26، وتوفى عن عمر 205 عام (32وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.) التكوين 11: 32
                              وذهب إبراهيم إلى كنعان تاركًا حاران عن عمر يبلغ 75 عامًا (4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. 5فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.) التكوين 12: 4-5، وهذا يعنى أن أباه كان وقتها قد بلغ من العمر 145 عامًا، ولم يكن قد مات بعد.
                              ويؤكد سفر أعمال الرسل 7: 4 (4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.)، أى كان عمر إبراهيم وقتها 205 – 70 = 135 سنة وليس 75 كما أخبر كاتب سفر التكوين. وعلى ذلك لابد أن يكون إبراهيم قد أنجب إسماعيل وإسحاق.
                              فمتى هاجر إبراهيم إلى أرض كنعان؟ هل فى حياة أبيه أم بعد مماته؟ أى هل كان عمر إبراهيم وقتها 75 سنة أم 135 سنة؟
                              س125- تقول الرواية الكتابية إن فرعون وافق أن يخرج موسى وبنو إسرائيل من مصر، وقد كانت هذه أمنية الشعب المصرى أيضًا بعد الضربات العديدة التى مناهم بها الله. وما إن خرج بنو إسرائيل (ولم يُطردوا كما يقول النص أسفله) حتى جيَّش فرعون جيشًا وخرج وراءهم، وتكمن المشكلة فى أعداد بنى إسرائيل النازحين من مصر، وهو يتوقف على طول مدة إقامتهم فيها: (31فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعاً وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. 32خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضاً وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضاً». 33وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ». 34فَحَمَلَ الشَّعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. 35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ. 37فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ. 38وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً. 39وَخَبَزُوا الْعَجِينَ الَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيراً إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا. فَلَمْ يَصْنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً. 40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.) خروج 12: 31-41
                              أى كان عدد الرجال حاملة السلاح 600,000 إضافة إلى النساء وما هم دون العشرين من الأطفال والرضع وغيرهم، إضافة إلى اللاويين.
                              وهذا العدد المذكور يُخالفه نص آخر فى سفر العدد بفارق 3550 رجلا غير اللاويين والنساء والأطفال: (45فَكَانَ جَمِيعُ المَعْدُودِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِداً كُلُّ خَارِجٍ لِلحَرْبِ فِي إِسْرَائِيل 46سِتَّ مِئَةِ أَلفٍ وَثَلاثَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. 47وَأَمَّا اللاوِيُّونَ حَسَبَ سِبْطِ آبَائِهِمْ فَلمْ يُعَدُّوا بَيْنَهُمْ 48إِذْ قَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 49«أَمَّا سِبْطُ لاوِي فَلا تَحْسِبْهُ وَلا تَعُدَّهُ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيل.) العدد 1: 46-49
                              وجاءت تفصيلات عدد كل سبط فى الإصحاح الأول من سفر العدد 1: 21-43
                              إذن فالخطأ الأول هنا فى أعداد النازحين بمحض إرادتهم، وهم غير مطرودين كما يقول النص، بل كانت هذه أمنيتهم، وإرادة الرب.
                              الخطأ الثانى: لك أن تتخيل أنه بعدد الرجال حاملين السلاح عددًا مثله من زوجاتهم، أى 600,000 أو 603,550 ، ويكون فى بنى إسرائيل قابلتان فقط لهن، على الرغم من اعتراف النص أن بنى إسرائيل كان ينمو بسرعة كبيرة! إن المجتمع وقتئذ لابد أن يكون مجتمعًا صغيرًا، يسهل التحكم فيه، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة.
                              الخطأ الثالث: إذا كان الملك قد رغب فى التخلص من الذكور من بنى إسرائيل، فلماذا أبقى على الفتيات، التى سينجبن ذرية تُحسب من بنى إسرائيل، لأن النسل عندهم ينتمى للأم وليس للأب؟ وهل كان الملك بالغباء الذى جعله يثق فيه قابلتين عبرانيتين؟ فلماذا لم يحرم ممارسة هذه المهنة إلا على المصريات، ليتمكن من تنفيذ أوامره؟ وما علاقة قوة المرأة بميعاد ولادتها؟ وكيف ومتى عرف فرعون أن القابلتين لم تنفذا أمره فى وجود هذه الأعداد الكبيرة؟ وإذا كان بنو إسرائيل أصبحوا بالفعل أكثر منهم قوة ونماءً، فلماذا لم يقتل فرعون منهم ليقلل العدد، بدلا من أن يقتل الأجنة الصغار؟ وهل هذا العدد القليل من المصريين استطاع تسخير هذا الجيش الجرار من الرجال والنساء والأطفال؟ وهل من يُستعبد يملك ماشية وأبقار وأغنام وغيره؟ هل من يُستعبد يملك بيوتًا؟ وهل من يُستعبد يطلب من سيده الحلى والذهب والفضة للإحتفال بعيدهم؟
                              (6وَمَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ إِخْوَتِهِ وَجَمِيعُ ذَلِكَ الْجِيلِ. 7وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمُوا وَكَثُرُوا كَثِيراً جِدّاً وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْهُمْ. 8ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 9فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. ....... 15وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ 16وَقَالَ: «حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ - إِنْ كَانَ ابْناً فَاقْتُلاَهُ وَإِنْ كَانَ بِنْتاً فَتَحْيَا». 17وَلَكِنَّ الْقَابِلَتَيْنِ خَافَتَا اللهَ وَلَمْ تَفْعَلاَ كَمَا كَلَّمَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ بَلِ اسْتَحْيَتَا الأَوْلاَدَ. 18فَدَعَا مَلِكُ مِصْرَ الْقَابِلَتَيْنِ وَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا فَعَلْتُمَا هَذَا الأَمْرَ وَاسْتَحْيَيْتُمَا الأَوْلاَدَ؟» 19فَقَالَتِ الْقَابِلَتَانِ لِفِرْعَوْنَ: «إِنَّ النِّسَاءَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَالْمِصْرِيَّاتِ فَإِنَّهُنَّ قَوِيَّاتٌ يَلِدْنَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَهُنَّ الْقَابِلَةُ». 20فَأَحْسَنَ اللهُ إِلَى الْقَابِلَتَيْنِ وَنَمَا الشَّعْبُ وَكَثُرَ جِدّاً. 21وَكَانَ إِذْ خَافَتِ الْقَابِلَتَانِ اللهَ أَنَّهُ صَنَعَ لَهُمَا بُيُوتاً. 22ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلاً: «كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ لَكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا».) خروج 1: 6-22
                              إن عدد النازحين الكلى لبنى إسرائيل قد يصل إلى مليونين ونصف. فإذا حسبنا لكل شاب زوجة وطفلين (لأن العدد كان فى نماء سريع جدًا يصعب معه افتراض طفل واحد لكل رجل)، ناهيك عن أن البعض كان له أكثر من زوجة وأكثر من طفلين، فسوف يتضاعف العدد ثلاث مرات، ناهيك عن الأرامل من النساء، وعدد اللاويين.
                              ومازلنا نناقش: هل من الممكن أن يصل تعداد بنى إسرائيل فى مدة إقامتهم فى مصر إلى 2 إلى 3 مليون نفسًا. فهل صحيح كان معدل الإنجاب فى بنى إسرائيل عاليًا بحيث يحدث إنفجار سكانى كما تتكلم نصوص سفر الخروج؟
                              هل كان إنجاب بنو إسرائيل مبارك فيه من الرب، ونماه الرب وزاده زيادة غير المعتاد؟ لا. لم يحدث. لأن الرب بعلمه الأزلى يعلم أنهم سوف يخرجون بعد كذا سنة، وأن كثرتهم بصورة مبالغ فيها ستضطر فرعون إلى قتل جماعات منهم، وأن هذ سوف يكون عائقًأ لهم عند الخروج، وعند عبور البحر. وإلا كان تخطيط الرب لعملية نزوحهم من مصر وعبورهم البحر تخطيط ساذج عشوائى غير مدروس، بل يُقصد منه تعذيب بنى إسرائيل حتى فى نزوحهم لعبادة ربهم. ومعدل نمو بنى إسرائيل هم المعدل الطبيعى فى مدن مصر حاليًا، وليس فى قراها. فلنرى معدل إنجاب ذرية يعقوب فى مصر:
                              ما هى أجيال بنى إسرائيل التى عاشت فى مصر؟
                              يؤكد الكتاب ما توصلت إليه، فلا يذكر تناميًا مبالغ فيه لبنى إسرائيل: فقد أنجب موسى، وأنجب يوسف اثنين (التكوين 46: 20)، وأنجب لاوى ثلاثة (الخروج 6: 16)، وأنجب جرشون اثنين (الخروج 6: 17)، وأنجب قهات أربعة (الخروج 6: 18)، وأنجب مرارى اثنين (الخروج 6: 19)، وأنجب عمرام اثنين (الخروج 6: 20)، وأنجب يصهار ثلاثة (الخروج 6: 21)، وأنجب عُزِّيئِيلَ ثلاثة (الخروج 6: 22)، وأنجب هارون أربعة (الخروج 6: 23)، وأنجب عُزِّيئِيلَ ثلاثة (الخروج 6: 22)، وأنجب وَأَلِعَازَارُ ابنًا واحدًا (الخروج 6: 25). كل هؤلاء ولم نرى إنجاب مبالغ فيه. وإن كان يعقوث أنجب اثنى عشر ولدًا فهم من أربع زوجات، أى متوسط الزوجة أربعة أبناء فى عمرها.
                              ولك أن تتخيل كيف يهرب هذا العدد الضخم (2 مليون مثلا) من فرعون! فلو مشوا فى صفوف أربعات بجوار بعضهم البعض، لبلغ عدد الصفوف 400000 صفًا، ولو وضعنا مسافة 25سم بين كل صفين، لوصل طول الطابور إلى 100كم. ولو ضاعفنا المسافة بين كل صف والآخر إلى متر، حيث يسحب كل منهم أكثر من حيوان معه من الأبقار وغيرها، لوصل طول الطابور الذى يمشون فيه إلى 400كم. ولو افترضنا قوة كل النازحين بدنيًا، وأنهم كانوا يقطعون 20كم فى اليوم، لاحتاج آخر الطابور إلى 20 يومًا ليصل إلى ما وصل إليه أول الطابور من قبل. فهل عبر موسى وجنوده البحر وانتظرا على الجانب الآخر 20 يومًا أو أكثر حتى يعبر الكل دون أن يلحق بهم فرعون وجنوده؟ وكيف كانت تصل إليهم الأوامر؟
                              وعلى الجانب الآخر كيف كانوا يشربون لمدة 55 يومًا حتى وصلوا إلى عيون موسى؟ من أين أتوا بماء عذب يشربون؟ وكيف كانوا يحملون كميات الماء هذه التى تكفى شعبًا كاملا؟ بل هل من المنطق لمن يهرب من فرعون وجنوده يأخذ معه ماشية لتعيقه أثناء الهرب؟ وكيف كانوا يطعمون ماشيتهم؟ فلم يأخذوا معهم إلا الحلى الذى سرقوه من المصريين بأمر الرب، والعجين، وماشيتهم. إن ما حدث لا يمكن أن يتعدى أكثر من بضعة ساعات. (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) الخروج 3: 21-22
                              يؤيدنا فى ذلك أن عملية عبور بنى إسرائيل فى البحر استغرقت من الليل إلى ظهور ضوء النهار، ومع هذا العدد يحتاج الهاربون شهرًا للعبور: (21وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ. 22فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ. 23وَتَبِعَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ جَمِيعُ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ إِلَى وَسَطِ الْبَحْرِ. 24وَكَانَ فِي هَزِيعِ الصُّبْحِ أَنَّ الرَّبَّ أَشْرَفَ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ وَأَزْعَجَ عَسْكَرَ الْمِصْرِيِّينَ 25وَخَلَعَ بَكَرَ مَرْكَبَاتِهِمْ حَتَّى سَاقُوهَا بِثَقْلَةٍ. فَقَالَ الْمِصْرِيُّونَ: «نَهْرُبُ مِنْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ يُقَاتِلُ الْمِصْرِيِّينَ عَنْهُمْ». 26فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ عَلَى الْبَحْرِ لِيَرْجِعَ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ عَلَى مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ». 27فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَرَجَعَ الْبَحْرُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصُّبْحِ إِلَى حَالِهِ الدَّائِمَةِ وَالْمِصْرِيُّونَ هَارِبُونَ إِلَى لِقَائِهِ. فَدَفَعَ الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ. 28فَرَجَعَ الْمَاءُ وَغَطَّى مَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَ جَمِيعِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي دَخَلَ وَرَاءَهُمْ فِي الْبَحْرِ. لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلاَ وَاحِدٌ.)الخروج 14: 21-28
                              ويستحيل أن يكون بالأعداد التى يذكرها الكتاب المقدس، فلك أن تقسم هذه الأعداد (2 مليون على أقل تقدير) على 12 وهو عدد أسباط بنى إسرائيل، فيكون الناتج 166,666 للسبط الواحد. ولو انتخبوا واحدًا من كل أربعة أفراد (أى أسرة)، ليملأ لهم الماء اللازم لشربهم وشرب حيواناتهم، لكان عدد الواقفين فى الطابور 41,666 فردًا. فكم يحتاجه السبط ليملأ كل واحد منهم ماءً؟ فلو احتاج كل منهم إلى 5 دقائق فقط لوقف آخرهم 208,333 أى 3472 ساعة أى 144 يومًا، ليأتى عليه الدور مرة أخرى ليسقى أهله وماشيته. وما المدة التى قضاها الهاربون فى عيون موسى؟ وهل لم ينم أو يصلى أو يقضى حاجته أو يستحم لمدة 144 يومًا ليشرب أو ليملأ مياهًا ليسقى ذويه أو ماشيته؟ وهل انتظر آخر الطابور 144 يومًا ليشرب ويسقى ماشيته؟ هل من الممكن أن يتحمل الإنسان أو الحيوان العطش طوال هذا الوقت؟ ضرب من الاستحالة أن يكون هناك وعاء يحتفظ بماء يكفى لمدة 4.8 شهرًا، ويُملأ هذا الوعاء فى 5 دقائق فقط. ومن المستحيل أيضًا أن ينتظر البشر أو الحيوان طوال هذا الوقت دون ماء، فى انتظار أن يأتى دوره للشرب!! وعلى ذلك يستحيل أن يكون بنو إسرايل بهذه الأعداد!
                              لقد كان عدد بنى إسرائيل صغير، حتى جيَّش فرعون جيشًا صغيرًا لملاحقتهم: (7وَأَخَذَ سِتَّ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مُنْتَخَبَةٍ وَسَائِرَ مَرْكَبَاتِ مِصْرَ وَجُنُوداً مَرْكَبِيَّةً عَلَى جَمِيعِهَا.) الخروج 14: 7، فـ 600 مركبة فقط، كانت تحمل كل مركبة على أقصى تقدير اثنين من الجنود، أى 1200 جندى، أو حتى 1500.
                              والغريب فى القصة أن فرعون نفسه هو الذى أمرهم بالخروج من مصر، وألح عليه المصريون فى طردهم، ثم فوجىء فرعون بعدها أنهم خرجوا: (31فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعاً وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. 32خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضاً وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضاً». 33وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ».) الخروج 12: 31-33
                              (5فَلَمَّا أُخْبِرَ مَلِكُ مِصْرَ أَنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ تَغَيَّرَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ وَعَبِيدِهِ عَلَى الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «مَاذَا فَعَلْنَا حَتَّى أَطْلَقْنَا إِسْرَائِيلَ مِنْ خِدْمَتِنَا؟» 6فَشَدَّ مَرْكَبَتَهُ وَأَخَذَ قَوْمَهُ مَعَهُ.) الخروج 14: 5-6
                              تقول الباحثة الكندية (أنَّا رويز) فى كتابها (روح مصر) إن تعداد السكان فى مصر كان فى ذلك الوقت حوالى ثلاثة ملايين نسمة. وتزيده بعض الدوائر العلمية إلى ما بين الثلاثة والأربعة ملايين. وبناءً على ما قاله ملك مصر وقتها: (9فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا.) الخروج 1: 9 ، يجب أن يكون عدد بنى إسرائيل أكبر من ذلك. فهل أخطأ الرب فى تقدير عدد بنى إسرائيل، أم أخطأ الكاتب؟
                              والآن نحدد كم من الزمن مكث بنو إسرائيل فى مصر، لنؤكد مرة أخرى أن عدد النازحين المذكور غير منطقى ومبالغ فيه بصورة كبيرة جدًا:
                              يقول سفر التكوين 15: 13 (13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ.)
                              ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر كانت 400 سنة.
                              ويقول سفر الخروج 12: 40 (40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.)
                              وهذا يعنى أن مدة إقامة بنى إسرائيل الفعلية فى مصر هى 430 سنة. ولا يُلتفت لمحاولات الدكتور القس منيس عبد النور فى إضافة مدة مكوث إبراهيم فى حاران أو كنعان. فالرب يحدد مكوث بنى إسرائيل فى مصر، فى بلد ليست لهم. وبين النبوءتين خلاف ظاهر، فنبوءة سفر التكوين تحدد المدة ب 400 سنة، وتغيرت فى سفر الخروج إلى 430 سنة. إلا أن علماء التفسير للكتاب المقدس أجمعوا على أن المدة الفعلية التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر كانت 210 سنة.
                              ونحسب سويًا مدة إقامتهم من وقت دخولهم مصر إلى وقت خروجهم:
                              إن يعقوب أنجب لاوى ويوسف، وهو الابن الأصغر ضمن 12 ابنًا، وأنجب لاوى قهات، وهو الابن الأوسط له، وأنجب قهات عمرم الذى أنجب موسى. فقد عاصر يوسف ثلاثة أجيال: يعقوب وأبناء يعقوب (أى اخوته) وأبناءهم (قهات)، وأحفادهم (عمرام) وعاصر موسى فى صباه: (22وَأَقَامَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِ أَبِيهِ. وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشْرَ سِنِينَ، 23حَتَّى شَهِدَ الجِيلَ الثَّالِثَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَفْرَايِمَ، وَكَذَلِكَ أَوْلاَدَ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى الَّذِينَ احْتَضَنَهُمْ عِنْدَ وِلاَدَتِهِمْ.) التكوين 50: 22-23
                              ومعنى أن يوسف شهد ثلاثة أجيال أى إنه عاصر الطفل قهات عند دخله مصر: (16وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي لاَوِي بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ: جَرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ لاَوِي مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 17اِبْنَا جَرْشُونَ: لِبْنِي وَشَمْعِي بِحَسَبِ عَشَائِرِهِمَا. 18وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ قَهَاتَ مِئَةً وَثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 19وَابْنَا مَرَارِي: مَحْلِي وَمُوشِي. هَذِهِ عَشَائِرُ اللاَّوِيِّينَ بِحَسَبِ مَوَالِيدِهِمْ. 20وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) الخروج 6: 16-20
                              فإذا علمنا أن يعقوب وبنيه دخلوا مصر عندما كان يوسف ابن 35 سنة، فمعنى ذلك أنه عاش 75 سنة عاصر فيها يعقوب ولاوى وقهات الذى كان وقتها طفلا، قيل إنه كان ابن سنتين. وكان سن الزواج للرجل أقل من 20 سنة، (13 سنة للشاب و12 سنة للفتاة – وقد اخترته 20 سنة على أساس تحديد الرب لسن الجندية والرجولة وتحمل المسئولية للدفاع عن الدولة والعقيدة). وعلى ذلك فبعد 18 سنة من دخول قهات مصر تزوج، وأنجب بكره عمرام، أى يتبقى على نهاية حياة يوسف 75 – 20 = 55 سنة، ونطرح منهم 20 سنة أخرى لنضوج عمرام وزواجه وإنجابه موسى، يكون الفارق 35 سنة عاصر فيهم يوسف موسى عليهما السلام.
                              مع الأخذ فى الاعتبار أن سن الزواج كان أقل من 20 سنة بكثير جدًا، خاصة بالنسبة للأنثى. فالسن الذى يسمح به الحاخامات لزواج الأنثى هو 3 (ثلاث) سنوات، وحجتهم فى ذلك ما فعله إسحاق نفسه مع فقة. إلا أن القانون الحالى المدنى يحرم زواج الأنثى إلا فى سن 17.
                              لقد ولدت سارة إسحاق وهى ابنة 90 سنة: (17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».) التكوين 17: 17
                              وولدت رفقة عندما بلغت سارة 127 سنة، وبالتالى يكون عمر إسحاق وقتها 37 سنة: (23وَوَلَدَ بَتُوئِيلُ رِفْقَةَ. هَؤُلاَءِ الثَّمَانِيَةُ وَلَدَتْهُمْ مِلْكَةُ لِنَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ. ... 1وَكَانَتْ حَيَاةُ سَارَةَ مِئَةً وَسَبْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً سِنِي حَيَاةِ سَارَةَ.) التكوين 22: 23 و23: 1
                              وبعد ثلاث سنوات من ولادة رفقة تزوجها إسحاق، أى عندما بلغ هو الأربعين: (20وَكَانَ إِسْحَاقُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمَّا اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ زَوْجَةً رِفْقَةَ بِنْتَ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِّ أُخْتَ لاَبَانَ الأَرَامِيِّ مِنْ فَدَّانَِ أَرَامَ.) التكوين 25: 20
                              وذلك على الرغم من وجود نص آخر (التكوين 24: 64-67) يشير إلى نضخ رفقة وأنها تعرفت على إسحاق عن كبر ونضج، وليست ابنة ثلاث سنوات)
                              وبعد أن عاد موسى من مدين أمره الرب أن يكلم فرعون أن يترك بنى إسرائيل تخرج معه من مصر، وكان عمره حينئذ 80 سنة: (7وَكَانَ مُوسَى ابْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَهَارُونُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً حِينَ كَلَّمَا فِرْعَوْنَ.) خروج 7: 7
                              ومات موسى وهو ابن 120 سنة، بعد أربعين سنة قضاها فى الصحراء (5فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. ... 7وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ وَلمْ تَكِل عَيْنُهُ وَلا ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ.) التثنية 34: 5-7
                              وبعد وفاة يوسف بحوالى 45 سنة (فرق ال 80 سنة التى قضاها موسى فى مصر كما يقول الكتاب) خرج موسى مع بنى إسرائيل. وبجمع 75 (عمر يوسف مع الأجيال الثلاثة) و45 عمر موسى إلى خروجه، يكون بنو إسرائيل قد قضوا فى مصر 120 سنة فقط، وليس 400 أو 430 كما قال الرب فى الكتاب المنسوب إليه.
                              وبحساب آخر:
                              عاش يوسف بعد دخول إسرائيل مصر 75 سنة (تكوين 50: 23) كان موسى من الجيل الثانى الذى ولد فى مصر، وقد عاصر يوسف لمدة 35 سنة، وعاش موسى بعده فى مصر 45 سنة، حتى بلغ الـ 80 من عمره، وخرج بنو إسرائيل معه. ومعنى ذلك أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر هى 75 + 45 = 120 سنة.
                              فهل من الممكن أن يزداد عدد الرجال فقط فى بنى إسرائيل فى 120 سنة حوالى 5000 مرة على أساس عدد الرجال المقاتلين فقط (600,000) أو 17 ألف مرة على حساب 2 مليون؟
                              وإذا بدأنا حساب إقامتهم فى الذل والاستعباد من بعد موت يعقوب فتكون مدة إقامتهم فى هذا الهوان 120 – 17 (قضاها يعقوب مع يوسف فى مصر قبل موته، فقد بدأ استعبادهم بعد موت يعقوب)= 103 سنة.
                              وبحساب آخر:
                              دخل قهات مصرمع أبيه لاوى، عندما كان طفلا صغيرًا، يُقدر بحوالى سنتين. وأنجب أربعة ذكور: (18وَبَنُو قَهَاتَ: عَمْرَامُ وَيِصْهَارُ وَحَبْرُونُ وَعُزِّيئِيلُ. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ قَهَاتَ مِئَةً وَثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) الخروج 6: 18
                              كما عاش ابنه عمرام أبو موسى 137 سنة (وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعاً وَثَلاَثِينَ سَنَةً.) الخروج 6: 20، وخرج موسى من مصر على رأس الـ 80 عامًا. ولكن لا ننسى أنهم اشتركوا فى باقى عمرهم سويًا فى التواجد فى مصر، باستثناء الفترة التى قضاها الأب قبل أن ينجب الابن.
                              ونطرح منها 20 سنة تقريبًا، وهو الوقت الذى أنجب فيه قهات ابنه عمرام. ولو أنجب عمرام موسى عندما بلغ 25 سنة، (حيث أنجب هارون قبله بثلاث سنوات).
                              وبالجمع: 80 سنة (قضاها موسى) + 25 سنة (وقت أن أنجبه أبوه عمرام) + 20 سنة (وقت أن أنجب قهات ابنه عمرام) = 125 سنة. وهى الفترة التى قضاها بنو إسرائيل فى مصر. وباقى عمر كل منهم منفردًا اشترك فيه الثلاثة، فهو محسوب من الـ 80 سنة التى عاشها موسى فى مصر وما بعدها. فمثلا عاش أبو موسى (عمرام) 137 سنة: أنجب موسى وهو ابن 25 سنة، أى يتبقى من عمره 112 سنة، عاش منهم 80 سنة فى مصر مع ابنه موسى، وخرج مع بنى إسرائيل عندما كان عمره 105، وعاش بعد الخروج 32 سنة.
                              وبحساب آخر:
                              إن موسى بن عمرام بن قهات بن لاوى بن يعقوب. دخل قهات مع يعقوب وهو ابن سنتين، عاش 18 سنة تقريبًا وأنجب عمرام، الذى عاش 25 سنة هو الآخر وأنجب موسى، وعاش موسى 80 سنة فخرج من مصر مع بنى إسرائيل: 18 + 25 + 80 = 123 سنة. وهذا بفرض أن موسى خرج وهو ابن 80 سنة، وهو افتراض بعيد أيضًا، إذا لابد أن يكون أصغر من ذلك بحوالى 40 سنة.
                              لقد قتل موسى المصرى وهو صغير السن، ثم هرب وقضى فى أرض مدين 10 سنوات، أضف إليها عشر سنوات أخرى قضاها فى مصر إلى أن وصل للثمانين المزعومة. بمعنى أن موسى قتل المصرى وهو ابن 60 عامًا. فهل من المعقول أن يُقال على ابن ستين سنة (وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى)؟ (11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيّاً يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيّاً مِنْ إِخْوَتِهِ 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. 13ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» 14فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟» فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقّاً قَدْ عُرِفَ الأَمْرُ!» 15فَسَمِعَ فِرْعَوْنُ هَذَا الأَمْرَ فَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسَى. فَهَرَبَ مُوسَى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ.) الخروج 2: 11-15 من هنا يتضح التطويل المتعمَّد للقصة الكتابية لمكوث بنى إسرائيل فى مصر.
                              هناك من يظن أن بنو إسرائيل دخلوا مصر مع جيش من عبيدهم، وهذا يستحيل، لأنه كانت هناك مجاعة، ولم تكن مصر تسمح لهم بالبقاء فى الدولة، على الأقل ف هذا الوقت. ولا ننسى أنه ليدخل بنو إسرائيل فى مصر ويقيمون فيها بصورة استثنائية استأذن يوسف لأبيه واخوته، وأخبر الملك أنهم جاءوا مع ماشيتهم وكل أموالهم (التكوين 47: 1). وظل يوسف يطعم أباه واخوته (12وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ الأَوْلاَدِ.) التكوين 37: 12
                              ولا يحق لنا أن نضرب المثل مثلا بجيش إبراهيم من العبيد أو غلمانه (التكوين 14: 14)، وذلك لسببين: فإن أخبر الرب أن عددهم 318 فهم هكذا، إضافة لنسائهم وأطفالهم. وبالمثل أخبر الرب أن عدد من دخل وقت المجاعة إلى مصر كانوا 70 رجلا من بنى إسرائيل، فهم أيضًا يجب أن يكونوا هكذا، بل إن الكتاب ذكرهم بالاسم ولم يذكرمعهم عبيدًا (التكوين 46: 8-27).
                              وذكر أن عددهم كان 66 نفسًا، ثم أضاف ابنى يوسف، فيجب أن يكون العدد 68، وليس 70 (26جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْساً. 27وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ.) التكوين 46: 26-27
                              والسبب الثانى أن عبيد إبراهيم هم عماله، الذين يعملون لديه بأجر، فمن الممكن أن يترك يعقوب عماله، حيث كانت تعم المجاعة البلاد، ولا يوجد لهم عمل، وبالتالى ليس لهم أجر. فقد كانت كلمة عبد تُطلق على العبيد الحقيقيين، وعلى العمال لدى رؤسائهم، وعلى رعية الملك. فقد قال أخوة يوسف ليوسف عن أبيهم يعقوب: (28فَقَالُوا: «عَبْدُكَ أَبُونَا سَالِمٌ. هُوَ حَيٌّ بَعْدُ». وَخَرُّوا وَسَجَدُوا.) التكوين 43: 28
                              وأيضًا قال يهوذا لأخيه يوسف فى مصر قبل أن يتعرف عليه إنه عبده هو واخوته: (18ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَهُوذَا وَقَالَ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. لِيَتَكَلَّمْ عَبْدُكَ كَلِمَةً فِي أُذُنَيْ سَيِّدِي وَلاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ لأَنَّكَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ. 19سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ: هَلْ لَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟ 20فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَنَا أَبٌ شَيْخٌ وَابْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ مَاتَ أَخُوهُ وَبَقِيَ هُوَ وَحْدَهُ لِأُمِّهِ وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ. 21فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: انْزِلُوا بِهِ إِلَيَّ فَأَجْعَلَ نَظَرِي عَلَيْهِ. 22فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لاَ يَقْدِرُ الْغُلاَمُ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ. وَإِنْ تَرَكَ أَبَاهُ يَمُوتُ. 23فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: إِنْ لَمْ يَنْزِلْ أَخُوكُمُ الصَّغِيرُ مَعَكُمْ لاَ تَعُودُوا تَنْظُرُونَ وَجْهِي. 24فَكَانَ لَمَّا صَعِدْنَا إِلَى عَبْدِكَ أَبِي أَنَّنَا أَخْبَرْنَاهُ بِكَلاَمِ سَيِّدِي. 25ثُمَّ قَالَ أَبُونَا: ارْجِعُوا اشْتَرُوا لَنَا قَلِيلاً مِنَ الطَّعَامِ. 26فَقُلْنَا: لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ. وَإِنَّمَا إِذَا كَانَ أَخُونَا الصَّغِيرُ مَعَنَا نَنْزِلُ لأَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَنْظُرَ وَجْهَ الرَّجُلِ وَأَخُونَا الصَّغِيرُ لَيْسَ مَعَنَا. 27فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبِي: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ لِي اثْنَيْنِ 28فَخَرَجَ الْوَاحِدُ مِنْ عِنْدِي وَقُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ قَدِ افْتُرِسَ افْتِرَاساً. وَلَمْ أَنْظُرْهُ إِلَى الْآنَ. 29فَإِذَا أَخَذْتُمْ هَذَا أَيْضاً مِنْ أَمَامِ وَجْهِي وَأَصَابَتْهُ أَذِيَّةٌ تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِشَرٍّ إِلَى الْهَاوِيَةِ. 30فَالْآنَ مَتَى جِئْتُ إِلَى عَبْدِكَ أَبِي وَالْغُلاَمُ لَيْسَ مَعَنَا وَنَفْسُهُ مُرْتَبِطَةٌ بِنَفْسِهِ 31يَكُونُ مَتَى رَأَى أَنَّ الْغُلاَمَ مَفْقُودٌ أَنَّهُ يَمُوتُ فَيُنْزِلُ عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِينَا بِحُزْنٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ 32لأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ الْغُلاَمَ لأَبِي قَائِلاً: إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ أَصِرْ مُذْنِباً إِلَى أَبِي كُلَّ الأَيَّامِ. 33فَالْآنَ لِيَمْكُثْ عَبْدُكَ عِوَضاً عَنِ الْغُلاَمِ عَبْداً لِسَيِّدِي وَيَصْعَدِ الْغُلاَمُ مَعَ إِخْوَتِهِ. 34لأَنِّي كَيْفَ أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَالْغُلاَمُ لَيْسَ مَعِي؟ لِئَلَّا أَنْظُرَ الشَّرَّ الَّذِي يُصِيبُ أَبِي!».) التكوين 44: 18-34
                              بل أقر يعقوب وبنوه أنهم عبيد لفرعون أن خدامًا أو أجراء تحت إمرته: (3فَقَالَ فِرْعَوْنُ لإِخْوَتِهِ: «مَا صِنَاعَتُكُمْ؟» فَقَالُوا لِفِرْعَوْنَ: «عَبِيدُكَ رُعَاةُ غَنَمٍ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعاً».) التكوين 47: 3، وهذا التعبير دارج اليوم حتى بين الزوجة وزوجها، وبين الأصدقاء أو المتواضعين، فإذا ناديت فلان، يقول لك أُأمر، خدامك! أو فى خدمتك!
                              وحدد الكتاب أيضًا أنه كان لبيت يعقوب جاريتان فقط، وليس جيش من العبيد، ولا يُعلم إن أتيتا معه أم لا: (1وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ فَقَسَمَ الأَوْلاَدَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى الْجَارِيَتَيْنِ 2وَوَضَعَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا أَوَّلاً وَلَيْئَةَ وَأَوْلاَدَهَا وَرَاءَهُمْ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ أَخِيراً.) التكوين 33: 1-2
                              وعلى ذلك فالداخلون من الذكور من بنى إسرائيل هم 70 نفسًا ، أو 68 فقط، يُضاف إليهم النساء من الزوجات والخادمات، فلن يتعدى الداخلون أكثر من 170 نفسًا على أعلى تقدير، وهو تقديرمبالع فيه أيضًا.
                              والآن: كم من الوقت احتاجه بنو إسرائيل ليصلوا لهذا العدد؟
                              تقول موسوعة الويكيبيديا (مصر القديمة): (وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات (5000ق.م. – 3000ق.م.) لايتعدى مئات الآلاف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. – 2134 ق.م.) بلغ عددهم 2 مليون نسمة).
                              أى من عام 3000 ق.م. إلى عام 2134ق.م. (أى فى 866 سنة على أقل تقدير) أو من عام 5000ق.م.إلى عام 2134 ق.م. (أى فى 2866 سنة على أعلى تقدير) وصل المصريون من بضعة مئات الآلاف إلى 2 مليون. ولو افترضنا أنهم كانوا نصف مليون، فيكون العدد قد تضاعف ثلاث مرات فى ألف سنة تقريبًا إلى لم يكن ثلاثة آلاف سنة. فهل من الممكن أن يصل سبعون شخصًا فى 120 سنة إلى 600,000 نسمة؟ أما العدد الذى يقوله سفر الخروج أن عدد بنى إسرائيل تضاعف من 170 (أضفت 100 من النساء زوجات الرجال الذى استثناهم النص من التعداد) شخص إلى أكثر من 3 مليون تقريبًا (أى أكثر من تعداد الشعب المصرى نفسه وقتها)، إضافة إلى عدد الخدم والعبيد. أى تضاعف العدد 16 ألف مرة ونصف.
                              ولو كان تعدادهم ازداد فى 210 سنة (على حساب 3 مليون) 15 ألف ضعف، فكم يُفترض أن يصل اليوم تعدادهم بعد مرور حوالى 4000 سنة؟
                              فى تعداد اليهود فى العالم تقول الإحصائيات "أن عدد اليهود ازداد منذ العام 1970، وحين كان عددهم 12,633 نسمة، وحتى العام الماضي 2007 (13,155) بنسبة 4,1% فقط". أى ازدادوا فى 37 سنة بنسبة 4,1%. فلو ضربنا اثنين فى 4 لنصل إلى 148 سنة (وهو أكثر مما توصلنا إليه) فتكون نسبة الزيادة 16% (نزيدها إلى 20%). فتكون نسبة الزيادة هو 34 شخصًا من 170. أى سيصل عددهم الإجمالى 204 شخصًا.
                              http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=126569
                              ويقول نفس التقرير السابق: "وحسب تلك الإحصائيات فإن عدد اليهود في كل العالم في العام 2007 كان 13,155 مليون نسمة، بزيادة 60 ألف نسمة عن العام 2006،". ومعنى ذلك أن عددهم كان عام 2006 هو 13,095000، وازداد بنسبة 0.005 (خمسة من الألف فى المائة) تقريبًا فى سنة واحدة.
                              وعودة مرة أخرى للنبوءات، فلم يصدق الرب فى مدة استعبادهم فى أرض مصر، وأنها حوالى ربع المدة التى ذكرها الرب، وكذلك لم يصل عددهم إلى الرقم الذى قالته أسفار العهد القديم.
                              س126- من الأقوال المتهافتة، والتى يدعون أنها نبوءة، وهى لا علاقة لها بالنبوءات، ما ذُكر عند عاموس 9: 8-15 (8هُوَذَا عَيْنَا السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَى الْمَمْلَكَةِ الْخَاطِئَةِ وَأُبِيدُهَا عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ. غَيْرَ أَنِّي لاَ أُبِيدُ بَيْتَ يَعْقُوبَ تَمَاماً يَقُولُ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ هَئَنَذَا آمُرُ فَأُغَرْبِلُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ كَمَا يُغَرْبَلُ فِي الْغُرْبَالِ وَحَبَّةٌ لاَ تَقَعُ إِلَى الأَرْضِ. 10بِالسَّيْفِ يَمُوتُ كُلُّ خَاطِئِي شَعْبِي الْقَائِلِينَ: لاَ يَقْتَرِبُ الشَّرُّ وَلاَ يَأْتِي بَيْنَنَا. 11«فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مَظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا وَأُقِيمُ رَدْمَهَا وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ. 12لِيَرِثُوا بَقِيَّةَ أَدُومَ وَجَمِيعَ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا. 13«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيراً وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَلِ. 14وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُناً خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 15وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ» قَالَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.)
                              والدارس لتاريخ بنى إسرائيل سيعرف أنهم كلما كرهوا دولة ما أو حقدوا عليها، أطلقوا النبوءات مُأملين أنفسهم أن هذه النبوءة سوف تتحقق يومًا ما، وتريح ما فى صدورهم، وتطفى لهيب نيران أحقادهم التى نسبوها للرب إلههم، الذى كان يحلو له أن يعدهم بأرض تفيض لبنًا وعسلا، يسكنون فيها (وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا).
                              إن عاموس أطلق نبوءة ونسبها للرب، وهى ترمى بأن يبيد الله المملكة الخاطئة، وهى مملكة إسرائيل الشمالية، لأنها كانت مكروهة من مملكة إسرائيل الجنوبية لسببين: أولاهما أن سكان إسرائيل الشمالية كانوا أيس حالا من أهل المملكة الجنوبية، وثانيهما أن أهل الشمالية لا يؤمنون بيهوه كإله أحد، بل أشركوا معه آلهة أخرى.
                              ففى الجملة (10) تنطلق نبوءة الرب بقتل كل خاطىء من بنى إسرائيل بالسيف. وهذا لم يحدث فى التاريخ بالمرة. فربما كانت أمنية الكاتب أن ينتقم الرب من أهل الشمال عُبَّاد الأوثان، الذين أشركوا مع يهوه آلهة أخرى.
                              والغريب أنه فى كل العصور التى مرت على بنى إسرئيل نجد خطاة وعابدى الأوثان، والمشركين بيهوه، فمتى أبادهم الرب بالسيف؟ حتى إن عبدة أشيرة كما ذكرنا من قبل لم يبيدهم الرب، بل اكتفى بقتل عبدة البعل، وترك تمثال أشيرة فى المعبد، ولم يقترب من عبادها. كما لو كان هناك ثأر شخصى مُبيَّت بينه وبين البعل. فهذا الصنم بالذات محرم عليه التواجد فى معبد يهوه، أو أن يُعبد بجواره دون الأصنام الأخرى. بل إلى الآن يوجد فى إسرائيل عدد كبير جدًا من العلمانيين المنكرين لوجود يهوه، الكافرين بالكتاب الذى ينسبه إليه اليهود والمسيحيون.
                              وفى العدد (11) يقول الرب (11فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُقِيمُ مَظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ وَأُحَصِّنُ شُقُوقَهَا وَأُقِيمُ رَدْمَهَا وَأَبْنِيهَا كَأَيَّامِ الدَّهْرِ.) فأى يوم هذا قصده الرب بقوله (فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ)؟ إن الوقت الذى قبلت فيه هذه النبوءة كانت دولة داود قد انتهت منذ زمن بعيد. وكان بنو إسرائيل يجهدون أنفسهم بأمنية إقامتها مرة أخرى، وهذا هو الهدف الذى أرادت دعاية الكتاب المقدس أن تصل إليه.
                              فتبعًا للباحث الإسرائيلى (فينكلشتاين وآخرون) كان الكتاب المقدس يخدم أغراض مجموعة من الناس يعملون على توحيد الإسرائيليين، وإقامة (مَظَلَّةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ).
                              وبتعبير آخر: إن أجزاء من النبوءة هذه كانت قد تمت بالفعل قبل كتابة هذا السفر. فهى تحكى إذن تاريخ حدث بالفعل على أنه نبوءة، ولا يمكننا اعتبارها نبوءة يريدون تكرارها وإعادتها مرة أخرى للواقع. فهى لم تتك فى كل تفاصيلها، ويمكن اعتبارها نوع من الدعاء على أهل الشمال أن يموتوا بالسيف، ويبيدهم الرب بددًا.
                              وعلى ذلك فإن العدد (15) يُعد من النبوءات الكاذبة، وهى تقول (15وَأَغْرِسُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ وَلَنْ يُقْلَعُوا بَعْدُ مِنْ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ» قَالَ الرَّبُّ إِلَهُكَ). لأنه لم يتمكن الإسرائيليون مطلقًا من احتلال كل الشعوب التى (دعى اسم الرب عليها). ولم تكن حجم إسرائيل يومًا ما بهذا الحجم الكبير الذى تصوره الرب.
                              ويمكننا القول بصورة أخرى: إن النص كاملا يتكون من: أولا نبوءة عن وضع سابق لكتابة هذا السفر، وهو قد تم بالفعل. أى تحكى عن حدث تاريخى كان قائمًا يومًا ما، وتنسبه للمستقبل. وثانيًا: تتكلم عن آمال إسرائيل فى احتلال عدة قوى عظمى البابليين، الأشوريين، والحيثييين، ثم الإمبراطورية الرومانية). وعلى الرغم من ذلك لم يتخل اليهود مطلقًا عن هذا الأمل، وذلك لأنهم يؤمنون إيمانًا رايخًا بنبوءات الكتاب المقدس، حتى فى المناطق التى كانوا فيها أقلية، بعد تشرذمهم فى العالم.
                              وعلى كل حال يمكننا القول أنه بناءً على إيمان اليهود بهذه النبوءة أسست إسرائيل عام 1948. فكانت النبوءة هذه هى أساس قيام إسرائيل. لذلك لم ينشر المحافظون، الذى على قناعة تامة بوحى الكتاب المقدس كلمة كلمة، عدد كبير من النبوءات الخاطئة!! وهذا ما ذكره كونفوزيوس ونشره دينيس ماكنزى فى موسوعة
                              The Encyclopsdia of Biblical Errancy
                              س127- من صفات الرب التى لا يختلف عليها المؤمنون، الذين يعرفون قدر الله تعالى أنه إله كامل، على كل شىء قدير، بل شىء عليم:
                              (3وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ظَهَرَ لِي فِي لُوزَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَبَارَكَنِي.) تكوين 48: 3
                              (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ) خروج 6: 3
                              (49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ) لوقا 1: 49
                              (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ») مرقس 10: 27
                              (عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ) رؤيا يوحنا15: 3
                              ونقرأ على لسان يسوع أنه لم يأت ناقضًا للناموس أو تعاليم الأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                              ومعنى ذلك أن صفات الله هذه قد أقر يسوع بصحتها.
                              والآن نحاول أن نفهم هذه الصفات فى ضوء إيمان المسيحيين بأن الرب يتكون من ثلاثة أقانيم، تكوِّن مع بعضها إلهًا واحدًا. فهم يؤمنون أن الآب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم تكون إلهًا واحدًا. فما هى وظيفة كل منهم؟ وهل لا يستطيع أى منهم القيام بعمل الآخر؟ وهل يعتمد أحدهم على الآخر؟
                              مع الأخذ فى الاعتبار أن عدم استطاعة أى منهم القيام بشىء أو اعتماد أحدهم على الآخر يخرجه من دائرة الألوهية، أى ينفيها عنه.
                              س128- يقول الكتاب المقدس: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ) مزامير 78: 65
                              وهذه استفسارات طفل يعرف قدر الله تعالى، قد سمع هذا النص: من الذى يقوم بدور الإله عند نومه؟ هل تنفصل الأقانيم ويسهر أحدهم مكان الباقين؟ وماذا يفعل تجاه أحد واجبات الإله الآخر؟ هل يقوم بها، أم لا يستطيع إلى ذلك سبيلا، فيضطر إلى إيقاظه وإزعاجه؟ أم يظلوا متحدين وينام الكل، أى الإله المتحد؟ ومن الذى يوقظ الرب من النوم؟ ومتى يستيقظ؟ ومتى يتعاطى هذا الخمر: هل بعد العمل أم أثنائه؟ وأى نوع من المناديل يستعملها لتجفيف دموعه؟
                              س129- يحكى الكتاب المقدس عن حكمة أتان (ترجمة الفاندايك – أو جحش فى الترجمة المشتركة) وسفاهة نبى، فيقول: (21فقامَ بَلعامُ في الصَّباحِ وركِبَ جحشَتَهُ وذهَبَ معَ رُؤساءِ موآبَ. 22فاَشتَدَ غضَبُ اللهِ لذهابِهِ، ووقَفَ ملاكُ الرّبِّ في الطَّريقِ تُجاهَهُ وهوَ راكِبٌ جحشَتَهُ ومعَهُ خادِماهُ. 23فرَأتِ الجحشَةُ ملاكَ الرّبِّ واقفًا في الطَّريقِ، وسَيفُه مَرفوعٌ بيدِهِ، فمالَت عَنِ الطَّريقِ وسارَت في الحقلِ. فضَربَها بَلعامُ ليَرُدَّها إلى الطَّريقِ. 24فوقَفَ ملاكُ الرّبِّ في ممَرٍّ ضيِّقٍ بينَ الكُرومِ، لَه حائطَ مِنْ هُنا وحائطَ مِنْ هُناكَ. 25فلمَّا رَأتِ الجحشَةُ ملاكَ الرّبِّ، صدَمَتِ الحائطَ فضغَطَت رِجلَ بَلعامَ بالحائطِ فزادَ في ضَربِها. 26ثُمَ عادَ ملاكُ الرّبِّ وتقدَّمَ إلى الأمامِ ووقَفَ في موضِعِ ضيِّقٍ، لا سبيلَ فيهِ للتَحَوُّلِ يمينًا أو شمالاً. 27فلمَّا رأتِ الجحشَةُ ملاكَ الرّبِّ اَستَلْقَت تَحتَ بَلعامَ، فاَشتَدَ غضَبُهُ وضرَبَها بالعصا. 28ففتَحَ الرّبُّ فَمَ الجحشَةِ فقالَت لبَلعامَ: ((ماذا صنَعْتُ بكَ حتى ضرَبْتَني ثَلاثَ مرَّاتٍ؟)) 29فقالَ لها بَلعامُ: ((لأنَّكِ اَسْتَهزَأتِ بي، ولو كانَ في يَدي سيفٌ لكُنتُ قتَلْتُكِ)). 30فقالَت لَه الجحشَةُ: ((أما أنا جحشَتُكَ التي ركِبْتَها طولَ حياتِكَ إلى اليومِ؟ هل عَوَّدْتُكَ أنْ أفعَلَ بكَ هكذا؟)) قالَ بَلعامُ: ((لا)). 31فكشَفَ الرّبُّ عَنْ بصَرِ بَلعامَ، فرَأى ملاكَ الرّبِّ واقفًا في الطَّريقِ وسيفُهُ مَسلولٌ بيدِهِ، فوقَعَ ساجدًا على وجهِهِ. 32فقالَ لَه ملاكُ الرّبِّ: ((لماذا ضرَبْتَ جحشَتَك ثَلاثَ مرَّاتٍ؟ أنا اَعترضْتُ طريقَكَ لأنَّه معوَج أمامي، 33فرأتني الجحشَةُ فمالَت مِنْ أمامي ثَلاثَ مرَّاتٍ ولو لم تمِلْ عنِّي لقَتَلْتُكَ في الحالِ وأبقَيتُها)). 34فقالَ بَلعامُ لمَلاكِ الرّبِّ: ((خطئْتُ لأنِّي ما عرَفْتُ أنَّكَ وقَفْتَ تُجاهي في الطَّريقِ. والآنَ فإنْ ساءكَ أنْ أتابعَ طريقي، فإنِّي أرجعُ)). 35فأجابَهُ الملاكُ: ((إذهَبْ معَ القوم ولا تَقُلْ إلاَ ما أقولُ لكَ)). فذهَبَ بَلعامُ معَ رُؤساءِ بالاقَ) عدد 22: 21-35 الترجمة العربية المشتركة
                              لقد نهى الرب بلعام من قبل أن يذهب معهم: (13فقامَ بَلعامُ في الصَّباحِ وقالَ لرُسُلِ بالاقَ: ((إنْصَرِفوا إلى أرضِكُم، لأنَّ الرّبَ رفَضَ أنْ يأذَنَ لي في الذَّهابِ معَكُم)).) عدد 22: 13، ثم أذن له فى الخروج معهم: (20فأتى اللهُ بَلعامَ ليلاً وقالَ لَه: ((إنْ كانَ هؤلاءِ القومُ جاؤوا ليَدعوكَ، فَقُمْ واَذهَبْ معَهُم، لكنْ لا تفعَلْ إلاَ ما أقولُهُ لكَ)).) عدد 22: 20
                              فما الجريمة التى اقترفها بلعام إذن؟ إنه نبى مطيع لربه! وإذا كان الرب قد غير رأيه بينه وبين نفسه، دون علم بلعام، فلماذا يتحمل الحمار نتيجة تغيير الرب رأيه دون أن يُعلم بلعام بعدم موافقته؟
                              فهل لم يعرف الرب أن نبيه أحمق لا يطيعه وأنه سوف يضرب الحمار؟ فلماذا تسبب الرب فى ضرب الحمار؟ لماذا لم يكشف ملاك الرب له عند نزوله وقبل أن يضرب بلعام الحمار؟ أين جمعيات الرفق بالحيوان؟ هل لم يجد الرب طريقة أخرى غير هذه ليُرجع نبيه عن الذهاب مع رؤساء مواب؟
                              وهل تعلم أن عين الحمار لا ترى الملائكة، لأنها مخلوقة من نور، وهى الآشعة فوق البنفسجية، بينما يرى الحمار الشيطان، المخلوق من نار، من الآشعة تحت الحمراء؟ وهذا خطأ علمى فى الكتاب لم يكن يعلمه بالطبع الكاتب، لأنه لم يوح الله إليه شيئًا.
                              س130- يحكى سفر يشوع من الكتاب المقدس أن الرب أمر يشوع أن يدور حول أسوار أريحا سبعة أيام، وينفخ الكهنة فى الأبواق، فيهتف بنو إسرائيل عند سماعهم صوت البوق، فيسقط سور المدينة من مكانه: (1وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً بِسَبَبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ. 2فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ أَرِيحَا وَمَلِكَهَا جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. 3تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ, جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هَكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. 4وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ, وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. 5وَيَكُونُ عِنْدَ امْتِدَادِ صَوْتِ قَرْنِ الْهُتَافِ عِنْدَ اسْتِمَاعِكُمْ صَوْتَ الْبُوقِ, أَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ يَهْتِفُ هُتَافاً عَظِيماً, فَيَسْقُطُ سُورُ الْمَدِينَةِ فِي مَكَانِهِ, وَيَصْعَدُ الشَّعْبُ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ». ...... 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ...... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 1-5 و20-24
                              وهنا تكمن عدة مشاكل تاريخية: إن البوق هو آلة نفخ نحاسية، ولم يكن معروفُا وقت يشوع، وكان ما ينفخون فيه يسمى قرن الكبش، ولم يفطن لهذه النقطة إلا الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، لذلك غيرت فى ترجمتها جزئيًا كلمة البوق إلى كلمة قرن الكبش، بل وأضافت كلمة من قرون الكباش بعد أبواق: (4ويَحمِلُ سَبعةُ كَهَنَةٍ سَبعَةَ أَبواقٍ مِن قُرونِ الكِباشِ أَمامَ التَّابوت، وفي اليَومِ السَّابع تَطوفونَ حَولَ المَدينةِ سَبعَ مَرَّات، وَينفُخُ الكَهَنَةُ في الأَبْواق. 5ويَكونُ إِذا امتَدَّ صَوتُ قَرنَ الكَبْش، إِذا سَمِعتُم صَوتَ البوق، أَنَّ كُلَّ الشَّعبِ يَهتِفُ هُتافًا شَديدًا ، فيسَقُطُ سورُ المَدينةِ في مَكانِه، فيَصعَدُ الشَّعبُ، كُلُّ واحِدٍ على وَجهِه.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أما بالنسبة لسقوط حائط من شدة الصوت، فهذا ثابت علميًا، أنه من شدة الصوت تتصدع الجدران، وتسقط اللأسوار. وقد أثبت ذلك علميًا العالم فلاديمير جافرو فى مرسيليا عام 1964، مستخدمًا فى ذلك مدافع تصدر أصواتًا عالية جدًا. لكن هل من الممكن أن يكون صوت قرن الكبش أو حتى البوق عاليًا بنفس درجة دافع الصوت أو حتى قريبًا منها؟
                              ومن المتعارف عليه أن بنى إسرائيل اتجهوا عام 1200 ق.م. تجاه الأرض المقدسة. ولو حدث هذا فى ذلك الزمن اكان من السهل على علماء الآثار العثور على أى دليل، يؤكدون به هذا الحدث، الذى يؤكد بدوره وجود بنى إسرائيل فى أريحا. ولكنهم دون جدوى لم يعثروا على ما يؤكد وجودهم فى كل الحفريات التى قامت فى المنطقة.
                              ولا عجب فى ذلك، فقد ضرب زلزال مدمر أريحا قبل ذلك الوقت بعدة قرون، مما أسفر عن سقوط السور. وترى العالمة كاتلين كيفيون أن مدينة أريحا كانت مهجورة قبل أن يدخلها بنو إسرائيل على الأقل بثلاثة قرون. بل كانت عبارة عن رديم.
                              وعلى ذلك فإن حكاية التوراة وتفاعل الرب لإسقاط سور أريحا وغزوها، ما هى إلا قصة مختلقة، أراد كاتبها أن يظهر بطولة كاذبة لبنى إسرائيل، ومجد زائف. وقد أظهر للأسف مع ذلك، وبسبب غبائه، جهل الرب وعدم علمه الأزلى أو الأبدى بأن ذلك سوف يُكتشف أمره يومًا ما، ويفتضح أمر الرب. وبالتالى اعتقد أن الرب سوف يدلس على ما يقوله، وسيعتبره وحيًا، ويسكت عليه، لكن الله فضحهم وفضح ممارساتهم، وكذبهم عليه، فقال: (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                              وقال: (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                              وقال: (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                              وقال: (6رَأُوا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَـاذِبَةً. الْقَائِلُونَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَالرَّبُّ لَمْ يُرْسِلْهُمْ, وَانْتَظَرُوا إِثْبَاتَ الْكَلِمَةِ.) حزقيال 13: 6
                              وقال: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                              وقال: (كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                              وقال: (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
                              وحدث بعد ذلك أن بنى إسرائيل هُزموا هزيمة كبيرة أمام شعب عاى. ولم يُعرف على وجه اليقين إلى اليوم موقع عاى الحقيقية، فهى بلا أدنى شك غير على التى يحددها لنا اليوم أطلس أو خرائط الكتاب المقدس. وذلك كما قال ألبرايت وليام فوكسويل. (Die Bibel im Licht der Altertumsforschung, 1957, S. 124) وكان ذلك بسبب سرقة عخان الإسرائيلى لبعض الغنيمة التى أخذوها من أعدائهم، واعترف عخان قائلا: (20فَأَجَابَ عَاخَانُ يَشُوعَ: «حَقّاً إِنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَصَنَعْتُ كَذَا وَكَذَا. 21رَأَيْتُ فِي الْغَنِيمَةِ رِدَاءً شِنْعَارِيّاً نَفِيساً, وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ, وَلِسَانَ ذَهَبٍ وَزْنُهُ خَمْسُونَ شَاقِلاً, فَاشْتَهَيْتُهَا وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي, وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا».) يشوع 7: 20-21
                              وكانت عقوبة الرب له ولأسرته وماشيته الموت، حتى يهدأ الرب ويذهب عنه غضبه: (24فَأَخَذَ يَشُوعُ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَلِسَانَ الذَّهَبِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَا لَهُ, وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ, وَصَعِدُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ. 25فَقَالَ يَشُوعُ: «كَيْفَ كَدَّرْتَنَا؟ يُكَدِّرُكَ الرَّبُّ فِي هَذَا الْيَوْمِ!» فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ وَرَمُوهُمْ بِالْحِجَارَةِ 26وَأَقَامُوا فَوْقَهُ رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. فَرَجَعَ الرَّبُّ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ. وَلِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ ذَلِكَ الْمَكَانِ «وَادِيَ عَخُورَ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.) يشوع 7: 24-26
                              فما ذنب بنيه وبناته فى هذه السرقة؟ بل ما ذنب ماشيته؟
                              ألأم يقل الرب فى ناموسه أن النفس التى تُخطىء هى تموت؟ فلماذا أمات البرىء بذنب غيره؟
                              قال موسى وهارون لله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») العدد 16 : 22
                              ألم يقل الرب لموسى إنه: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16؟
                              ألم يقل الرب لكاتب سفر الأخبار الثانى: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4؟
                              ألم يقل الرب لإرمياء: (29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ].كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.) إرمياء 31: 29-30؟
                              ألم يقل الرب لإرمياء: (19عَظِيمٌ فِي الْمَشُورَةِ وَقَادِرٌ فِي الْعَمَلِ الَّذِي عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَانِ عَلَى كُلِّ طُرُقِ بَنِي آدَمَ لِتُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ وَحَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.) إرمياء 32: 19؟
                              ألم يقل الرب لحزقيال: (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 20؟
                              ألم يقل الرب لإشعياء: (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً) إشعياء 59: 18؟
                              ألم يقل الرب لداود: (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ) مزمور 62: 12؟
                              ألم يقل الرب لداود: (5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 5-7؟
                              ألم يقل الرب لأيوب: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13؟
                              فهل عوَّج الرب القضاء هذه المرة وقضى على كل أسرة عخان وماشيته من أجل سرقته؟ إن الكاتب أراد أن يُشدد على عدم سرقة أى شىء من بيت الرب، سواء قد ذهب إليه أم كان فى طريقه إليه، ولكن بذكائه المعهود سبَّ الرب، واتهمه بالظلم والجور على عباده، ومخالفة ناموسه!!
                              ومرة أخرى يدعى الكاتب جرأة بنى إسرائيل وقوتهم وعظمة إمكانياتهم الحربية، فقال له أن يذهب بكل رجاله ويحارب مدينة عاى، ويبديها وأهلها تحت سمع وبصر الرب، بل وبتخطيطه: (1فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ, وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ, 2فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِيناً لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا».) يشوع 9: 1-2
                              ومن الجدير بالذكر أن مدينة عاى تقع على تل (خربة التل)، وكانت خربة قبل فتح الجيش الإسرائيلى له، الذى يزعمه الكتاب، بحوالى ألف عام. وعلى ذلك فإن قصة فتح عاى ككقصة غزو أريحا. فالاثنان من خيال المؤلف، الذى رأى أن يعلم الأجيال القادمة شيئًا آخرًا، غير خزى الأجداد من بنى إسرئيل، فتوهم حربًا ضروسًا مع الهواء، وحلم بغنائم وأسلاب ترضى ميوله الداخلى وأمنياته الدفينة، وتنفس عن أحقاده على ثروات بعض البلاد الأخرى، ورسم موقعًا للحرب فى هذه الأماكن الخربة، خوفًا من تخيل مدينة حقيقية، فيعلم أهلها، فيلقونهم درسًا، قد تكون فيه إبادتهم.
                              لقد أكد هذا الهراء المؤرخ مانفريد كلاوس من جامعة فرانكفورت الواقعة على نهر الماين. كما قام عالم الآثار الإسرائيلى يوحانان أهرونى بعمل حفريات مكثفة لمدة 15 عامًا فى الأماكن التى يدعى سفر يشوع أن الجيش الإسرائيلى قام بغزوها، وكانت النتيجة: إنه لا توجد مدينة من هذه المدن فتحها بنو إسرئيل.
                              ويقول الباحث السورى فراس سواح فى حواره مع جريدة ”الوطن“ السورية عن سؤال المحاور القائل: «تروي التوراة في سفر يشوع عملية تدمير ثلاث مدن كبرى وإحراقها وقتل سكانها عن بكرة أبيهم وهي مدن أريحا وعاي وحاصور. فماذا تقول نتائج التنقيب الاركيولوجي في هذا؟»
                              يجيب فراس سواح قائلاً: «فيما يتعلق بأريحا، تعطي التوراة وصفًا دراميًا حيًّا لاقتحام المدينة وتدميرها. فبعد الدوران حول السور ست مرات حاملين تابوت العهد، تسقط الأسوار من تلقاء ذاتها أمام الإسرائيليين الذين يدخلون المدينة ويقتلون من فيها من رجل وامرأة وطفل وشيخ وبقر وغنم وحمير.
                              وقد فسر بعض المؤرخين سقوط أريحا على أنه نتيجة زلزال نسبه المهاجمون إلى معجزة من الرب. ولكن لعلم الآثار رأيًا مختلفًا في هذا الموضوع. فرغم أن الزلازل كانت متكررة الوقوع في فلسطين. وأن سور أريحا قد تصدع بسببها أكثر من مرة، إلا أن كلا من آثار الدمار الزلزالية في أريحا تعود إلى أزمنة سابقة بكثير للتاريخ المفترض لاجتياح الإسرائيليين. وقد ثبت أن آخر الزلازل المدمرة قد وقع في العصر البرونزي الأول حوالي عام 2300ق.م وأن المدينة قد بنيت مجددًا في العصر البرونزي الوسيط حوالي عام 1900 حيث استمرت الحياة فيها إلى عام 1560 ثم هجرت تمامًا. وعندما عادت الحياة إليها في العصر البرونزي الأخير انتعشت جزئيًا لفترة قصيرة، ولكن دون أسوار أو تحصينات ، فتهجر قبل نهاية عام 1300ق.م ، ويغمرها النسيان إلى ما بعد العصر الحديدي الأول خلال مطلع الألف الأول ق.م أي أنه لم يكن هناك مدينة اسمها أريحا عندما دخل الإسرائيليون إلى فلسطين حوالي 1200ق.م.
                              وفيما يتعلق بمدينة عاي تشير البينات الآثارية إلى أن المدينة قد انتهت تمامًا قبل ألف عام من وصول الإسرائيليين، وعلى ذلك فإن أوائلهم لم يسمعوا إلا بذكرى تلك المدينة العظيمة التي ازدهرت في مطلع العصر البرونزي. وتم الكشف في المستويات العليا لموقع المدينة على قرية صغيرة غير ذات شأن تعود إلى عصر الحديد الأول، أي بعد فترة لا بأس بها من دخول الإسرائيليين.
                              أما مدينة حاصور ، فتدل التنقيبات الأثرية في الموقع على أن المدينة قد دمرت تماماً في نهاية القرن الرابع عشر ق.م. وهو التدمير الذي يتطابق في تاريخه مع حملة الفرعون سيتي على سوريا الجنوبية ثم أعيد بناء المدينة مباشرةً لتحترق وتدمر بعد فترة قصيرة دون أن تصل حياتها إلى أواخر القرن الثالث عشر، وتعاصر فترة دخول الإسرائيليين، وقد كشف في موقع المدينة على قرية صغيرة تعود إلى العصر الحديدي الأول. في مطلع الألف الأول ق.م.
                              من هذه الأمثلة الثلاثة ومن مطابقة بقية الرواية التوراتية لاقتحام فلسطين على نتائج التنقيب الاركيولوجى. نستنتج أن مؤلفي التوراة قد ضموا في رواية واحدة أزمنة وأحداثاً متباعدة لا يربطها رابط، وصاغوها ضمن تسلسل زمني فشكلوا منها رواية متماسكة من بدايات توافدهم في أرض كنعان.»
                              يواصل المحاور لفراس سواح بسؤال عن مدى صدق ما يحكيه الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص عن كيفية اقتحام بنى إسرائيل أرض كنعان واستيلائهم على فلسطين، فيقول: «بعد سفر يشوع الذي وصف اقتحام القبائل الإسرائيلية الإثني عشر أرض كنعان واستيلائها على فلسطين الداخلية كاملة، نجد سفر القضاة يعطينا صورة مختلفة عن تلك القبائل المنتصرة؟»
                              فأجاب فراس سواح قائلا: «بعد الاستقرار في الأرض الجديدة ، نجد أن القادمين الجدد ليسوا إلا جماعات مفككة منقسمة إلى فريقين متخاصمين هما القبائل الشمالية والقبائل الجنوبية، وأن خطاً من المدن الكنعانية القوية تشكله أورشليم وجازر وعجلون ، يفصل بين المجموعتين ويمنع اتصالهما ، وإن كثيراً من المدن الكنعانية التي من المفترض أنها وقعت أيدي الإسرائيليين إبان اجتياحهم ، تعيش حياتها الطبيعية كمدن مستقلة، كما نجد أن منتصري الأمس ليسوا إلا فرقاً مستضعفة واقعة تحت نير جيرانهم الفلستيين، يضطهدونهم ويسومونهم سوء العذاب.
                              ويفسر المؤرخون من ذوي الاتجاه التوراتي هذا الواقع المتناقض تفسيرات أكثر تناقضاً وأقرب إلى النفس اللاهوتي منها إلى المنطق التاريخي. ولنقرأ على سبيل المثال ما يقوله عالم اللغات القديمة اللامع البروفيسور سيروس هـ. غوردن في كتابه الشرق الأدنى القديم الذي أفرد ثلثيه لتاريخ بني إسرائيل في معرض تفسيره لأحوال الإسرائيليين في عصر القضاة يقول غوردن: عند اقتحام أرض كنعان لم يمارس الإسرائيليون عملية إبادة كاملة للكنعانيين ولم يطردوهم من أرضهم ومدنهم.»
                              فقارن هذا بما يقوله الكتاب من إبادة جماعية لأهل البلاد الأصليين: (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.) يشوع 6: 21
                              يواصل فراس سواح قائلاً: «لقد دام عصر القضاة أكثر من قرنين من الزمان، ومع ذلك لم يستطع علم الآثار تقديم أي دليل على وجود الإسرائيليين خلال هذه الفترة في فلسطين. فإما أن يكون القادمون الجدد على جانب كبير من الهمجية والتخلف إلى درجة لم تمكنهم من التأثير بجيرانهم المتطورين وتطوير ثقافة خاصة بهم خلال قرنين من الزمن وهذه فرصة أقرب إلى المستحيل ، أو أن هؤلاء القادمين المفترضين لم يكن لهم وجود تاريخي قط.»
                              أما ”كيث وايتلام“ أستاذ العلوم الكتابية فى قسم الدراسات اللاهوتية في جامعة "ستيرلينغ" في سكوتلاندا، أصدر كتابه "اختراع (إسرائيل) وحجب فلسطين" سنة 1996 في كلّ من نيويورك ولندن في نفس الوقت. اتفق فيه مع طومسون في كثير من الاستنتاجات ويشير إلى أن هناك عمليّة طمس ممنهجة لكثير من الدلالات التاريخية للمكتشفات الأثرية ومحاولة لتفسيرها بطريقة مغلوطة في أغلب الأحيان.
                              كما يُركِّز وايتلام على البعد السياسي من وراء محاولات الطمس والتفسير المغلوط للتاريخ ، حيث يذكر «أن تاريخ (إسرائيل) المخترَع في حقل الدراسات التوراتية كان وما زال صياغة لغوية وأيديولوجية لما كان ينبغي أن تكون الممالك اليهودية عليه، وليس ما كانت عليه في الواقع».
                              وبهذا قال أيضًا هذا السيد بروشى المسئول المتقاعد عن مخطوطات البحر الميت فى (كذبة السامية وحقيقة الفينيقية) ص32، الذى أكد أن مدينة أريحا أُخليت من بداية القرن 15 ق.م إلى نحو القرن 11 ق.م ، أى لم تكن مأهولة بالسكان الذين قتلهم الرب ورماهم بالحجارة كما تدع رواية يشوع (10: 11-)، وأنه لم تكن هناك مدن باسم عاى وجازور وأريحا، بل لم يكن الداخل بحاجة إلى تدمير وقتل الآهلين!!! وذلك بسبب وجود جفاف طويل الأمد حل على المنطقة فى العصر البرونزى الأخير، مما تسبب فى مجاعات وإنهيار إقتصادى وسياسى واسع النطاق فى الحوض الساحلى للبحر المتوسط، توافق بدوره مع تغيير عالمى فى المناخ. وذلك كما ينقل أحمد الدبش عن توماس طومسون ص167 من (التاريخ القديم للشعب الإسرائيلى).
                              ويواصل الدبش استشهاداته بعلماء الآثار ص79 من كتابه السابق قائلاً: فهذا هو جيمس بريتشارد يؤكد بعد تنقيبه فى فلسطين: «أن كل التناقضات الواضحة التى كشفت عنها نتائج التنقيب الأثرى فى (أريحا) وغيرها من المواقع التى تحدث عنها سفر يشوع تدل على أننا نسير فى طريق مسدود فى محاولة العثور على شواهد أثرية لإثبات الروايات التقليدية عن الفتوحات الإسرائيلية».
                              وهذا ما أكده عالم الآثار الإسرائيلى بجامعة تل أبيب البروفيسور الإسرائيلى يسرائيل فنكلشتاين ونشرته جريدة القدس العربى ، بتاريخ 15/4/1999. وأقره ”لامك“، وعالم الآثار الإسرائيلى ”زئيف هرتسوغ“، والدكتور ”عفيف بهنسى“ المدير العام السابق للآثار فى سورية، والأب ”مايكل برير“ الذى يرى أن الرواية التوراتية لا يمكن الدفاع عن صدقها، ويؤكد أكثر من ذلك على أن هناك ثمة إجماع علمى بأن القصة الكتابية التى تصف فترة الاحتلال التوطنى جاءت عن طريق المؤلفين الذين كتبوها بعد عدة قرون.
                              لذلك خلص البروفيسور توماس طومسون فى كتابه (التاريخ القديم للشعب الإسرائيلى) ص277 وما بعدها إلى أن: «أى محاولة لكتابة تاريخ فلسطين فى أواخر الألف الثانية قبل الميلاد، أو بدايات الألف الأولى قبل الميلاد، على الضوء التام لمصادر الكتاب المقدس، لتبدو على الفور محاولة فاشلة وميئوس منها، بل يُمكن اعتبارها محاولة هزلية بالكامل، وتبعث على الضحك والفكاهة. إن قصص العهد القديم ما هى إلا مأثورات وحكايات كتبت أثناء القرن الثانى قبل الميلاد. وإنه مضيعة للوقت أن يحاول أى إنسان أن يُثبت مثل هذه الأحداث التوراتية من خلال علم الآثار القديمة، فالعهد القديم ليس له أى قيمة كمصدر تاريخى.»
                              وقد توصل العلامة كيث وايتلام بعد أن راجع المؤلفات التى تعاملت مع تاريخ فلسطين القديم، وأدرك مدى توغل يد الاستشراق فى هذه الكتابات أى «أن صورة إسرائيل كما وردت فى معظم فصول الكتاب العبرى، ليست إلا قصة خيالية، أى تلفيق للتاريخ»، وذلك ص49 فى كتابه (تلفيق إسرائيل التوراتية .. طمس التاريخ الفلسطينى). نقلا عن أحمد الدبش (كنعان وملوك بنى إسرائيل فى جزيرة العرب)
                              وفى ص19 من الكتاب السابق يقول الدبش: (لقد تم إخضاع اللقى الآثارية فى المشرق العربى، وبالتالى تاريخ بلادنا فلسطين، لمصلحة الخطابين السياسى والكتابى وهدفهما بعدما ثبت لنا أن «أصول التنقيبات الآثارية الحديثة، منذ دخول نابليون إلى مصر، على أنها مكيدة دولية، استخدمت القوى الغربية من خلالها الماضى الكتابى والكنوز الأثرية التى فى المنطقة من أجل سعيها لتحقيق المكاسب السياسية، ولإضفاء الشرعية على مصالحها الإمبريالية» وذلك نقلا عن كيث وليتلام فى كتابه (تلفيق إسرائيل التوراتية .. طمس التاريخ الفلسطينى) ص37.
                              ونكتفى بما أثبتناه من علماء الآثار الإسرائيليين وغيرهم، ونؤكد ما ذهبنا إليه من الكتاب المقدس نفسه: ويحكى لنا سفر القضاة عن قصة أخرى عن دخول بنى إسرائيل إلى أرض فلسطين، فيقول: (19وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ, وَلَكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ.) القضاة 1: 19
                              وهذا يؤكد ما قلناه من قبل: إنه كان حلم الجبناء أن يغزو قومًا، وخافوا منهم، فكتبوا حلمهم على أنه حقيقة. فلم يهزم بنو إسرائيل هذه المدن، ولم يدخلوا معهم فى حرب. كما يؤكد أن المدن التى تكلم عنها يشوع كانت عبارة عن قرى ونجوع صغيرة، ودخل بنو إسرائيل كأسر رعاة متفرقة، ومر قرنان من الزمان، حتى نشأ من الأسر والقبائل المختلفة ما يمكننا أن نسميه دولة.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
                              ردود 0
                              25 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                              ردود 0
                              59 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                              ردود 3
                              47 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة زين الراكعين  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X