هل يعني كلام الشيخ مقبل الوادعي أن حديث رضاع الكبير غير صحيح و بالتالي تسقط الشبهة من أصلها ؟

المصدر كتاب أحاديث معلة ظاهرها الصحة
للشيخ مقبل الوادعي

يقول د سامي عامري (كتاب براءة القرآن الكريم من القول المشين)
​
​


لَيْتَكَ كُنْتَ أَخِي الَّذِي رَضِعَ نَدْيَ أُمِّي، حَتَّى إِذَا الْتَقَيْتُكَ فِي الْخَارِجِ أَقَبِّلُكَ وَلَيْسَ مَنْ يَلُومُنِي ! ثُمَّ أَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي الَّتِي تُعَلِّمُنِي الْحُبَّ، فَأَقَدِّمُ لَكَ خَمْرَةً مَمْزُوجَةٌ مِنْ سُلَافِ رُمَّانِي.» (نشيد الأنشاد 1/8 - 2)
تريد العاشقة التي انفردت بمعشوقها في غرفة نوم أمها، أن تسقي من هامت به من خمرة ممزوجة من سلاف رمانها». وتوضح الدراسة النفيسة الواردة في هامش ترجمة The New English Translation المعنى بقولها إنّ هذا التعبير الصادر عن (المحبوبة) يحمل طابعا كنائياً : تمنّت المحبوبة لو أنّ سليمان كان أخاها الصغير، وأنه لا يزال يرضع من صدر أمها . المحبوبة التي تعلّمت (اكتسبت خبرة) من مسلك أمها، ستدخله بيتها وستعطيه صدرها: سأعطيك خمرة مُبهرة (3) لتشربها، ورحيق (4) رماني». عبارة «رماني هي كناية عن نهديها. بدل أن تمنح المحبوبة الطفل الرضيع حليبًا من نهديها، سيدرّ متعة حسية لـ خمرة مبهرة ورحيق»، لحبيبها.»(5) المحبوبة​ التي أسكرتها خمرة الشهوة، تتمنى لو تدخل حبيبها إلى غرفة نوم أمها حتى تعطيه نهديها لـ ... ! (1)

شنع المنصّرون - في مشاغبة سخيفة - على ما جاء في السنة النبوية من إباحة الرسول - صلى الله عليه وسلّم - لفرد واحد فقط من أمته (سالم مولى أبي حذيفة) أن يشرب من حليب المرأة التي ربته ( سهلة زوجة أبي حذيفة)..
امرأة كانت تراه في مقام الابن، وهو - الشاب - كان لا يراها إلا في مقام الأم..
والمتبادر من القصة أن يشرب هذا الشاب حليب هذه المرأة من كوب تضع فيه هي حليبها الذي في صدرها؛
لأن الرضاعة التي تثبت بها الحرمة في الزواج ليست مرتبطة بالتقام الثدي،
وإنما هي مرتبطة بدخول هذا الحليب الجوف؛
ولذلك قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد» (257/8) : هكذا إرضاع الكبير كما ذكر : يحلب له اللبن ويسقاه. وأما أن تلقمه المرأة ثديها - كما تصنع بالطفل - فلا . لأن ذلك لا يَحِلّ عند جماعة العلماء. وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه الغلام الرضيع من لبن المرأة، وإن لم يمصه من ثديها ... قصة لا تجرح ا الحياء في شيء، بل تدلّ على رحمة الإسلام بهذه المرأة التي تحبّ هذا الشاب الذي ربته صغيرًا وكبر أمام عينيها؛ فلا يكاد يختلف في شيء عن
أولادها الذين خرجوا من رحمها، وهي ترغب في أن يدخل بيتها ويؤنسها كما يؤنس الولد البار أمه...
وفي المقابل، لا يجد المنصّرون حرجًا في قصة تحرق فيها ألسنة الشهوة كلّ من يقرأها امرأة ترغب صراحة في أن يرضع حبيبها
نهديها، وينتشي جنسيا بهذه الرضاعة حتى لكأنه قد شرب خمرة مبهرة مسكرة تطيح بالرؤوس..! ذاك مشهد الأم الحنون، والنبي العظيم الذي رحم حبّها لذاك الذي هو في مقام ابنها .. وهذا مشهد المرأة الشهوانية والرغبات
الجنسية الفاحشة!​
​