أيام في البرازيل ..!!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابنة صلاح الدين مسلمة اكتشف المزيد حول ابنة صلاح الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيام في البرازيل ..!!

    بقلم الدكتور محمد موسى الشريف
    قابلت في رحلتي هذه عدداً من الرجال العاملين لدين الله -تعالى- أحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحداً، فمن هؤلاء الشيخ علي العبدوني، والشيخ جهاد، وكلاهما عمدة للجالية يرجع إليهما المسلمون في كل البرازيل، وهما القائمان على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهو الوحيد الفريد في كل أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي!! وهما ممن درس العلم الشرعي في المملكة، ونفع الله بهما ولله الحمد.
    ومكتب الندوة يقع في حي في ساوباولو غالب أهله من المسلمين، ففيه ثلاثمائة عائلة مسلمة، وفيه مسجد ضخم صليت فيه الفجر مرتين والمغرب والعشاء، وألقيت فيه مواعظ ثلاث كان مضمونها التحرك لنصرة دين الله -تعالى- والعمل على تماسك الجالية المسلمة وانضباطها بالشريعة.
    وقد أخذني الأخوان الكريمان إلى مكتب الندوة وجالا بي في أرجائه، وأعلماني ببعض المشروعات الآنية والمستقبلية، وأرى - والله أعلم - أن المكتب سيكون له على أيديهما شأن كبير، فما أجدرهما بالرعاية والدعم المادي والمعنوي.
    وفي المدينة وضواحيها-التي يبلغ عدد سكانها خمسة وعشرين مليوناً- قرابة مليون مسلم، لكن كثيراً منهم قد انصرف عن إخوانه، وبعضهم ذاب تماماً في المجتمع البرازيلي إلى حد أن عدداً منهم تنصر، وإنا لله وإنا إليه راجعون، لكن هناك اليوم صحوة تعم المسلمين ولله الحمد، ومظاهرها تبدو جلية في مشاركة صغار السن من الغلمان والفتيان والشباب في الصلوات الخمس في المساجد -وفي ساوباولو قرابة 40 مسجداً ومصلى- وفي المشاركة في المخيمات التي تقيمها الندوة العالمية ويقيمها اتحاد طلاب المسلمين برئاسة الأستاذ علي المجذوب وقد تحدثت عن بعض جهوده حفظه الله من قبل، وفي الإقبال على حفظ القرآن.
    أما الحجاب فقد انتشر شيئاً ما بعد أن كان منعدماً تماماً، وأقبلت الفتيات عليه ولله الحمد، وأرى -والله أعلم- أن الصحوة التي عمت البلاد العربية في أواخر التسعينات الهجرية/ السبعينات الميلادية قد تأخرت في البرازيل قرابة عشرين سنة؛ فقد بدأت منذ خمس عشرة سنة تقريباً، ولها مظاهر لا تخطئها العين، وأظن أنها إن سارت في مسارها التي هي عليه اليوم فستؤتي أكلها إن شاء الله تعالى، خاصة أن القوم في وئام مع الحكومة والشعب البرازيلي، وليس هناك بينهم تيارات إسلامية تتناحر فيما بينها كما هو الحال في كثير من بلاد الإسلام، وهذه مزية وخصيصة للمسلمين في البرازيل؛ ليست موجودة في أكثر بلاد الله التي يكاد يمزق العملَ الإسلامي فيها التنافس المذموم بين التيارات الإسلامية المختلفة.
    ومن مظاهر الصحوة إقامة مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية عديدة، ومن مظاهرها أيضاً الاهتمام بالشأن السياسي، وهناك نواب مسلمون في البرلمان من جميع الولايات البرازيلية تقريباً، وهذا بالنسبة لعدد المسلمين ونسبتهم أمر جيد.
    ـ لكن الأمر الذي يحتاج إلى تفكير طويل ونظرة مستقبلية تقوم على خطط مرحلية هو دعوة غير المسلمين؛ الذين هم على هيئة من الوفاق مع المسلمين تستدعي النظر في هذا الأمر المهم والتخطيط له.
    وقد ذكر لي بعض الإخوة في البرازيل أن البرازيلي يسلم بأقل جهد، وأن بعض النسوة يسلمن ويأتين بأزواجهن وأولادهن إلى الإسلام، وأُرجع ذلك - والله أعلم - إلى أن الشعب بمأمن من الدعايات الكاذبة والتشويهات المتعمدة التي تتعرض لها شعوب كافرة كثيرة في المشرق والمغرب، وهذه نعمة من الله تعالى على المسلمين في ذلك البلد، وما أشبه حالهم ووضعهم بحال المسلمين في دولة جنوب إفريقيا، وقد تحدثت من قبل عن حال المسلمين فيها في حلقتين فليرجع إليهما من شاء.
    وقد قابلت في المؤتمر الأستاذ سعد الزويهري، وهو من المملكة، وعليه علائم الأدب واللطف والتواضع، وهو مدير مركز الملك فهد في بيونس أيرس عاصمة الأرجنتين، وقد رغّبني في الذهاب إلى الأرجنتين، وأخبرني أن فيها ثلاثمائة ألف مسلم، وأن المركز الذي يديره يقع على مساحة ستة وثلاثين ألف متر مربع، وهو مركز نموذجي فيه كل ما يُحتاج إليه للدعوة.
    وقد أخبرني الأخوان علي عبدوني وجهاد أن الرجل عامل مخلص -ولا يُزكى على الله أحد- وأن المركز كان قبل تولي الأستاذ سعد له قليل الأثر، شبه مشلول، فازدهر في عهده وارتقى شأنه، وهكذا الإخلاص يقود العامل إلى الحركة والعمل والنشاط والدَأَب حتى يُحيى الله به موات البلاد والعباد، ولله الحمد والمنة.
    وقد كانت معي في الرحلة زوجي أم علي، ونفع الله -تعالى بها- وعقدت لقاءً مع بعض القائمات على التربية والدعوة، فاتصل بي الأستاذ جهاد وهو أخ لإحداهن يبلغني سرور النسوة بذلك اللقاء، وأنهن لا يعرفن أن امرأة داعية دخلت البرازيل مثلها، فلله الحمد والمنة، وتلك شهادة ينبغي أن تعتـز بها أم علي وأن تتعهد أولئك النسوة بمزيد من الصلات والزيارات؛ ذلك أن حال النسوة المسلمات هنالك -في الجملة- يُرثى له، وهن بأمس الحاجة لمن يأخذ بأيديهن في درب العمل الإسلامي والتربيـة ويُعنى بشؤونهن المختلفة.
    ـ ومن الأخبار الجيدة افتتاح مكتب لهيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة في مبنى الندوة العالمية، وتعيين الدكتور عبدالله المصلح الشيخ علي العبدوني مسؤولاً له، وعلوم الإعجاز جديرة بأن تنشر بقوة في المجتمع البرازيلي، وليس هنالك - فيما أرى- أقدر على إدارة المكتب من الشيخ علي لو أعطاه شيئاً من وقته؛ إذ آفة العمل الإسلامي تولي رجال لشؤونه المختلفة وهم لا يملكون الوقت الكافي لإدارته والعناية به لتعلقهم بأعمال عديدة يضطرون معها إلى أن يعطوا كل عمل شيئاً من الوقت لا يكاد يعود عليه بالعائدة الحسنة ولا الفائدة الجيدة، وهذا سر قلة الإبداع في كثير من الأعمال الإسلامية، والله أعلم.
    ـ ومن الأخبار السارّة أنه افتتحت -أثناء وجودنا هنالك- الغرفة التجارية الإسلامية البرازيلية، وكان ممن حضر الأستاذ الموفق إن شاء الله حاتم مختار، وهو رئيس شركة "فرص" الاستثمارية المنضوية تحت منظمة المؤتمر الإسلامي، وحضر كذلك الدكتور على النملة والدكتور عبدالله العبيد وهما وزيران سابقاً من وزراء المملكة، وحضر مجموعة من أهل الفضل، وافتتاح هذه الغرفة أمر مبشر بالخير وذلك لأن البرازيل من الدول التي لابد من دعمها والوقوف بجوارها لحسن مواقفها من بعض قضايا الإسلام والمسلمين ولأهميتها البالغة موقعاً وثروات، ولعل هذا أن يكون مقدماً لتعاون أعظم وأجلّ إن شاء الله تعالى.
    ولا يفوتني في هذا السرد لأحداث رحلتي أن أشكر الأخ الفاضل محمد مظلوم أبا منير، الذي تعب معي، وقضى لي بعض حوائجي، ورأيت منه غيرة على حال المسلمين في البرازيل، ولمست منه رغبة في تغيير أوضاعهم والارتقاء بشؤونهم، وهو من أسرة أصلها لبناني، تقوم على رعاية المركز الإسلامي بـ "جوريليوس" إحدى ضواحي ساوباولو الضخمة المهمة، وقد سألني عن أمور فأجبته فوعد أن يأخذ بها، وفقه الله –تعالى- ونفع به.
    وقد مكثت أياماً في تلك البلاد قليلة: 4 أيام، ليست كافية للاطلاع على الأحوال والأوضاع على وجه مناسب لكن هذا ما رأيته وسمعته، وليس في إمكاني أكثر مما جئتُ به وعملته، فالأمور تزاحمت علي، والأشغال كثرت، والواجبات عظمت، ولعل كلامي هذا أن يقع موقعاً حسناً عند من يمكن له أن يشارك في إنجاح العمل الإسلامي في البرازيل ويكون سنداً لإخوانه هنالك؛ إذ إن نجاح المسلمين والعمل الإسلامي فيها لهو أكبر عامل في نجاح المسلمين والعمل الإسلامي في كل دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، فالبرازيل درة تلك البلاد، وجوهرة مهيئة لمن أراد أن يصقلها من العباد، والله أعلم.
    المصدر : موقع التاريخ
    فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم


  • #2
    رد: أيام في البرازيل ..!!

    ماشاء الله لاقوة إلا بالله، له كتاب عظيم في هذا الشأن، اسمهُ " مذاكرات طيار".
    وعلى الرغم من عمق الألم : ما زال قلبى تسكنه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة ستتمخض لصالحنا ويخسأ الفسقة والطغاة , وسيكون فرجٌ بعد الشدّة ,وفرحٌ بعد الحزن ..قد ننتظر .. واثقين أن الرياح ستدفع شراعنا !( محمد أحمد الراشد )

    تعليق


    • #3
      رد: أيام في البرازيل ..!!

      المشاركة الأصلية بواسطة انس مشاهدة المشاركة
      ماشاء الله لاقوة إلا بالله، له كتاب عظيم في هذا الشأن، اسمهُ " مذاكرات طيار".
      شرفني مرورك أخي الكريم .. وحبذا لو وضعت رابط الكتاب ليستفيد منه من أراد الاطلاع والاستزادة
      بوركت
      فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
      ردود 0
      39 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
      ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
      ردود 3
      84 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
      ردود 0
      94 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
      ردود 0
      65 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
      ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
      ردود 13
      138 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
      يعمل...
      X