الحمد لله الذى خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
لك الحمد يا ربنا فى الاولى والاخره لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا
والصلاه السلام على الرحمه المهداه والسراج المنير خاتم الانبياء والمرسلين عليه افضل الصلاه واتم التسليم
وبعد

.. من منا لايريد ان يكون من الاغنياء .. فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم المال الصالح للمرأ الصالح " رواه احمد وصححه الالباني ..

نعم كلنا نريد ان نكون من اصحاب المال .. فالمال هو عصب الحياة ولايستطيع اي انسان ان يعيش بدونه وهذه حقيقة واقعه .. ولكن أي قدر من المال نحصل عليه لنكون من الاغنياء ؟!!

مثلا هل لو تزوجت وحصلت على عمل مناسب اكون من الاغنياء ؟!!!
ام هل لو كان عندي رصيد في البنك اكون من الاغنياء ؟!!!
ام لو كان عندي اولاد كثير وعقارات كثيره اكون من الاغنياء ؟!!!
ولكن كم هو هذا الرصيد في البنك ؟ وكم هي هذه العقارات حتى اعد نفسي من الاغنياء ؟!!!

عاوز اتكلم شويه بالعامية او بالبلدي زي مابيقولوا .. مثلا انا عندي شقه ومتجوز مش كده ابقى غني ولا لأ ؟
لا ياعم مش غني ولا حاجه ده الواد هيمه اللي كان معايا في المدرسه عنده شقه ومتجوز بس عنده عربيه وانا متبهدل في المواصلات وطالع عيني يبقى ده اغنى مني !!!
لا بقى والواد حماده اللي كان معانا برضه عنده عربيه بس ايه ... اخر موديل مش مكحكحه زي بتاعة الواد هيمه اللي مفكر نفسه غني وعامل فيها التوتو فروتو وهيا كل شوية تبطل منه وادي زوبه زقه يعني !!!
لا ياعم ده الواد هيثم بقى عنده بدل العربيه اتنين واحده ليه وواحده لمراته اللي لسه متجوزها ... وابوه كمان عنده مزرعه وكاتبها باسمه يعني مش شايل هم حاجه !!!

لو حبينا نشوف مين الغني في التلاته دول هنقول مين ؟!!!
اكيد بقى الكل هيقول هيثم بس اللي الناس مش عارفاه ان هيثم ده بقى مش حاسس خالص انه مبسوط وغني ودايما لما بيقعدوا مع بعض هو اكتر واحد بيشتكي مع اني عمال اقر عليه !!!

نعود ونقول ان الغنى هو غنى القلب كما قال بذلك الحبيب عليه الصلاة والسلام في الحديث المروي في البخاري " ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن الغنى غنى النفس " وقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر " أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها " رواه ابن حبان وصححه الألباني

وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك لا يزال حريصاً على الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس ، مع أنه قد لا يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في الأيدي .

يقول عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن الإنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " وسئل أبو حازم فقيل له ما مالُك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ، وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك "

وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " صححه الألباني

ونختم بحديث قدسي عظيم كنت اريد ان ابدأ به ولكن جعلته مسك الختام !!!

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك "
رواه الترمذي وصححه الالباني .

اذن الحقيقة ان الغنى هو غنى القلب

والحمد لله رب العالمين