ترتيب القرآن الكريم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عبد العزيز شريف الاسلام اكتشف المزيد حول عبد العزيز شريف
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترتيب القرآن الكريم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
    اخوتي في الله اتعرض لشبهات كثيرة و اتمكن بفضل الله من الرد عليها و لكن تعرضت لهذه الشبهة التي ارسلها الي احد الاخوة الذي يعاني من الشبهات و وسواس العقيدة وتتعلق بموضوع ترتيب القرآن و يزعمون ان ترتيب القرآن كان اعتباطيا و باجتهاد الصحابة ولم يكن توقيفيا بأمر من نبي الله صلى الله عليه و سلم و لم يوفقني الله تعالى في الرد عليها ايضا فأرجوا منكم الرد عليها و جزاكم الله خيرا.
    ...................................
    موضوع الشبهة:

    قال السيوطي في (الاتقان 62:1) ، " الاجماع ، والنصوص المترادفة ، على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك . أمّا الاجماع فنقله غير واحد . منهم الزركشي في (البرهان) وأبو جعفر بن الزبير في مناسبة ؛ وعبارته : " ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره ، من غير خلاف في هذا بين المسلمين" .

    ــــــــــــــــــــــــ

    • يظنون ان سورة الانعام نزلت جملة . وواقعها يشهد أنها متبعضة ، بعضها من مكة وفي أدوارها ، وبعضها من المدينة ، فلم تنزل جملة .

    ثم يقول : "فبلغ ذلك مبلغ التواتر . نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن ابي داود في (المصاحف) عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : أتاني الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة (براءة) فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتُهما . فقال عمر : وأنا أشهد لقد سمعتهما ؛ ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتُها سورة على حدة ؛ فانظروا آخر سورة من القرآن فالحقوها في آخرها . قال ابن حجر : ظاهر هذا أنهم يؤلفون آيات السورة باجتهادهم ، وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف" .

    هذه الحادثة وهذا الاستنتاج الصحيح يدلان : أولا على ان القرآن لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ؛ ثانيا ويشهد لذلك أنه عند جمع القرآن ، كما أخرج ابن أبي داود ، "ان أبا بكر قال لعمر ولزيد : اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه – رجاله تقاة مع انقطاعه" .

    والخلاف على هذين الشاهدين : هل هما الحفظ والكتاب ، أم الحفظ وحده ، والكتاب وحده ؟ "قال ابن حجر : وكأن المراد بالشاهدين : الحفظ والكتاب ... وقد أخرج ابن اشته في (المصاحف) عن الليث بن سعد ، قال : أول من جمع القرآن أبو بكر ، وكتبه زيد . وكان الناس يأتون زيدا ثابت ، فكان لا يكتب آية إلاّ بشاهدي عدل ؛ وأن آخر سورة (براءة) لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت ، فقال : اكتبوها ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين ، فكتب . وأن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده" . فالمعوّل اذن على الحفظ .

    وهذا واقع متعارض : اذا كان القرآن مكتوبا على زمن النبي ، فما الحاجة الى شهود القراءة؟ ثم ما الحاجة الى الجمع نفسه من حملة القرآن الحافظين ؟ ثم ما الحاجة الى تعدّد مصاحف الصحابة والخلفاء وامهات المؤمنين ؛ ومن بعد الجمع العثماني الى اتلافها جميعا ؟ ثم ما معنى الضرورة القصوى التي حملتهم على الجمع الثاني ، مع عثمان ، والسبب المتواتر اقتتال أهل العراق وأهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان على قراءة القرآن ، واقتتال الغلمان والمعلمين في الحجاز ، "فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال : عندي تكذبون به ، وتلحنون فيه ، فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لحنا ! يا أصحاب محمد ، اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما ؛ فاجتمعوا فكتبوا" .

    فواقع جمع القرآن على مراحل شاهد عدل بأنه لم يكن مكتوبا على زمن الرسول : ولو كان مكتوبا لما احتاجوا الى جمع ! وجمعه من الرقاع المبعثرة في بيت الرسول عند موته ، لا يحتاج الى قراء يحفظونه ، ولا إلى شهود عدل يشهدون بسماعه . ولو كان القرآن مكتوبا على زمن الرسول في رقاع مبعثرة ، لَمَا جمعوا منه مصاحف مختلفة بين الخلفاء والصحابة وأمهات المؤمنين ؛ ثم عمدوا الى اتلافها جميعا بعد الجمع العثماني !

    وأدوات التدوين ، كما رأينا ، تحتاج الى قافلة جمال تحمل القرآن المكي الى المدينة عند هجرة الرسول . ولا تذكر الاخبار والآثار شيئا من هذه القافلة ، أو حمل شئ مدون في مكة الى المدينة : فالقرآن المكي كان كله في صدور القراء . وعند وفاة النبي ، لا خبر ولا أثر يشهد بأن في بيت النبي أو بيوت الصحابة أحمال أجمال من تلك الأدوات التي دوّن عليها القرآن ! وهل كان في المدينة متسع من الوقت لمثل ذلك التدوين على تلك الأدوات ؟ لا ننكر أنه في المدينة تم بعض التدوين على مثل تلك الأدوات البدائية ، كما يرشح من الأخبار والآثار . لكن ذلك لا يعني تدوين القرآن كله ، ولا جلّه

    فالنتيجة الحاسمة مزدوجة :

    إن القرآن جُمع من صدور الناس ، بعد تفرّقه سبعة أحرف ، وعلى ألسنة العرب المختلفة . وبما أن القرآن نزل مفرّقا ، بين آية ، وخمس ، وعشر ، قد لا يتجاوزها ، فقد حمله القراء أيضا مفرّقا ، "حتى قرأوه بلغاتهم على اتساع اللغات ، فأدّى ذلك بعضهم الى تخطئة بعض" . فلم يكن جمع الآيات في السور توقيفا عن النبي ؛ بل باجتهاد الجامعين . هذا هو الواقع التاريخي ؛ والمراء فيه من المكابرة على الحقيقة والواقع .

    ثانيا : الواقع القرآني

    وواقع القرآن في المصحف العثماني الباقي الى اليوم – بعد النشرة الثانية للحجاج – يشهد بأن ترتيب الآيات في السور كان بتوفيق الصحابة واجتهادهم .

    • إن جمع سورة (براءة) ، وهي من آخر القرآن نزولا ، الى سورة (الانفال) وهي الثانية نزولا في المدينة ، بدون فاصل البسملة يدل على انهم اعتبروها سورة واحدة من السبع الطوال . "أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حيان والحاكم – أي

    جامعو الحديث جميعهم – عن ابن عباس قال : قلتُ لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم الى (الأنفال) وهي من المثاني ، والى (براءِة) وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ، ولم تكتبوا بينهما سطر "باسم الله الرحمان الرحيم" ووصفتموها في السبع الطوال ؟ فقال عثمان : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السورة ذات العدد ، فكان اذا أُنزل عليه شئ دعا بعض من كان يكتب فيقول : صفوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا . وكانت (الأنفال) من أوائل ما نزل بالمدينة ، وكانت (براءَة) من آخر القرآن نزولا ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننتُ أنها منها ، فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبيّن لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ، ولم أكتب بينهما سطر "باسم الله الرحمان الرحيم" . ووضعها في السبع الطوال" .

    فاعتبار السورتين واحدة لأن "قصتها شبيهة بقصتها" دليل على أن ترتيب السورة كان باجتهاد الصحابة .

    • المناقلة الظاهرة بين سورة (آل عمران) وسورة (المائدة) ؛ بين حديث آل عمران في جدال الوفد المسيحي النجراني ، وحديث جدال اليهود في (المائدة) دليل آخر . ان سورة (المائدة) نزلت بعد تصفية اليهود من المدينة – فلا جدال معهم بعد – وبعد خضوعهم المطلق في شمال الحجاز ، وبعد فتح مكة الأكبر والسيطرة عل الحجاز كله : فلا مجال لجدال اليهود في زمن نزول سورة المائدة . ثم أن جدال وفد نجران كان من عام الوفود سنة 631م ، فلا مكان له في زمن نزول ما أسموه (آل عمران) من عام 624م . لذلك فإن الآيات (33 – 64) من سورة آل عمران ، وهي مقحمة اقحاما(1) على جدال اليهود في السورة كلها ، ليست من السورة ، بل كان اقحامها على السورة باجتهاد الجامعين ، لجمعهم في جدال النبي ، كجمعهم في الفتح الاسلامي القائم على قدم وساق . ولذلك فإن الآيات (12 – 89) من سورة المائدة في جدال اليهود والمنافقين وموالاتهم بعضهم لبعض ، وهي مقحمة اقحاما على جدال المسيحيّين في السورة ، ليست من السورة ولا من زمانها . والحديث ان ذلك كان بأمر النبي وتوقيفه هو حديث غير مثبت . فتلك المناقلة المفضوحة برهان على أن جمع الآيات في السور كان باجتهاد الجامعين .

    • ويشهد أن جمع الآيات في السورة كان باجتهادهم ، ما نقلوه في "معرفة أول ما نزل" (الاتقان 24:1) . فهناك شبه اجماع على أنه مطلع سورة (العلق) : "إقرأ" (1 – 5) .

    ــــــــــــــــــــــــ

    (1) ان تعبير "اقحام" المتواتر في لغتنا لا يعني عدم الصحة ، بل يقصد اقحام تنزيل في تنزيل من زمن آخر .

    يقول الجلالان : "وهي أول ما نزل من القرآن ، وذلك بغار حراء – رواه البخاري) . والقسم الثاني (العلق 6 – 19) تنديد بردع عمه أبي جهل للنبي عن الصلاة ، فقد نزل بعد سورة (المدثر) : "فبيّن ان سورة (المدير) نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة " إقر أ" "فإن أول ما نزل منها صدرها" .

    فجمع قصة أبي جهل الى مطلع نزول القرآن في سورة واحدة كان باجتهاد الجامعين ، كما يدل عليه أيضا اختلاف الفاصلة .

    • وكان القرآن يعتمد الفواصل المتقاربة في السورة الواحدة ، كما يدل على ذلك أطول سورة فيها (البقرة) . لذلك نستطيع أن نقرّر بأن اختلاف الفاصلة المتقاربة في السورة الواحدة دليل جمع المتفرّقات ، الذي لم يكن بأمر النبي وتوقيفه لأنه يخل بنظم القرآن ، والنظم أم الاعجاز البياني فيه . ومثال صارخ على ذلك سورة (مريم) فإنها كلها على روي واحد . لكن يقطع قصة مريم وابنها على روي واحد متواتر ، حديث مقحم من زمن آخر (مريم 34 – 39) بفاصلة مختلفة ، وبموضوع مختلف . فجمع سورة مريم أو سواها كان باجتهاد الجامعين ، كما يدل عليه اختلاف الفاصلة ، وهي ركن في إعجاز النظم . فالآيات التي تأتي بفاصلة مختلفة عن فاصلة السورة هي مقحمة على السورة ، وسلكُها في السورة من الجامعين لا من الرسول .

    • وبما أن النظم أم الإعجاز في السورة والقرآن كله ، فاختلاف النظم أيضا في السورة الواحدة هو عنوان جمع المتفرقات في وحدة مختلفة . وهذا واقع "المفصل" كله تقريبا .

    فالسورة التي تأتي بأقسام على فاصلة مختلفة ، هي وحدة مصطنعة من اصطناع الجامعين ، لا من أمر النبي وتوقيفه . خذ مثالا على ذلك سورة (الغاشية) ، وسورة (الانشقاق) ، وسورة (الطارق) ، وسورة (الفجر) ، وسورة (البلد) الخ . ومثال واضح على الجمع المتفاوت في النظم ، سورة (المزمّل) ، فإنها تأتي بنظم واحد ، وفاصلة متقاربة واحدة ، وتشعر بختام السورة في قوله : " إن هذه تذكرة ، فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا" (19) . ثم يأتونك بآية واحدة (20) تكاد تكون على قدر السورة لطولها : فهذه الآية الطويلة تختلف نظما وفاصلة وموضوعا عن السورة كلها فهي ليست منها ، بل من زمن آخر ألحقت فيها باجتهاد الجامعين . وهذا الاختلاف في الجمع ليس من الاعجاز في تأليف السورة .

    • ويشهد أيضا أن جمع الآيات في السورة كان باجتهاد الجامعين ، قولهم "في أوائل مخصوصة" (الاتقان 27:1) .

    أول ما نزل في القتال . روى الحاكم في (المستدرك) عن ابن عباس قال : أول آية نزلت في القتال "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا" – وهي في سورة (الحج) ، فجعلتهم يختلفون هل السورة مكية أم مدنية لذكر القتال والحج فيها ؛ وهي متبعضة ، بعضها مكي وبعضها مدني كما هو ظاهر . وجمعها اصطناعي من عمل الجامعين .

    ثم اختلفوا في أول ما نزل في القتال بالمدينة . أخرج ابن جرير – الطبري – عن أبي العالية قال : أول آية نزلت في القتال بالمدينة "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم" . وفي (الاكليل) للحاكم : أن أول ما نزل في القتال "أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم" . فتأمل : إن الأولى هي الآية (190) من البقرة ، وفي (أسباب النزول) للسيوطي ، كما أخرج الواحدي عن ابن عباس ، والطبري عن قتادة أنها نزلت في صلح الحديبية : فكيف تكون أول آية في القتال بالمدينة ؟ وكيف يضعونها في سورة (البقرة) ؟ والآية الثانية "إن الله اشترى ..." هي الآية (111) من سورة التوبة ، فكيف تكون أول آية في القتال ، وكيف يضعونها في آخر سورة ؟

    ففي (أسباب النزول) دلائل يؤيدها واقع القرآن على أن الآيات في السور جُمعت باجتهاد الجامعين .

    وفي اختلافهم على أول آية نزلت من سورة (براءة) برهان كاشف على أن سورة براءة ، مثل غيرها ، كان جمعها باجتهاد الجامعين : عن مجاهد أول ما أنزل الله من سورة براءة قوله "لقد نصركم الله في مواطن كثيرة" (25) ؛ وعن أبي الضحى قال : أول ما نزل من براءة "انفروا خفافا وثقالا" ثم نزل أولها (في فتح مكة) ثم نزل آخرها (في غزوة تبوك) . وأخرج ابن أشته في كتاب (المصاحف) عن أبي مالك قال : كان أول براءة "انفروا خفافا وثقالا" سنوات ، ثم أُنزلت براءة أول السورة فألفت فيها أربعون آية . وأخرج أيضا من طريق داود عن عامر في قوله "انفروا خفافا وثقالا قال : وهي أول آية نزلت في (براءة) في غزوة تبوك ؛ فلما رجع من تبوك نزلت (براءة) إلاّ ثمانيا وثلاثين آية من أولها" . فيستثني آية البراءة (1) وآية الأذان يوم الحج الأكبر (3) . وهذا شاهد ماثل للعيان على أن ترتيب

    الآيات في سورة براءة ليس على ترتيب النزول ، وبين أقسامها "سنوات" : فالنتيجة الحاسمة على أن ترتيب الآيات فيها ، وتصديرها بآية براءة أو قطع الآية بآية الأذان (3) ، ليس من ترتيب الرسول بل باجتهاد الجامعين .

    وإذا كان هذا الأمر الواضح في آخر السور نزولا ، فكم بالحري في ما سبقها ؟

    • ويشهد أيضا على اجتهادهم في جمع الآيات في السورة ، وفي ترتيب الآيات في السورة ، ما رووه "في معرفة آخر ما نزل" (الاتقان 27:1) ، مثل آية الربا "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا" (البقرة 278) . فقد أخرج البخاري عن ابن عباس قال : آخر آية نزلت آية الربا . وروى البيهقي عن عمر مثله . وعند أحمد وابن ماجه عن عمر : من آخر ما نزل آية الربا . وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : خطبنا عمر فقال : "إن من آخر القرآن نزولا آية الربا" – فكيف جعلوها في سورة البقرة ؟ لقد نزل أولا تحريم الربا الذي جعل المرابين من "أصحاب النار هم فيها خالدون" (البقرة 275) . ثم استثنى من أصحاب النار المرابين الذين آمنوا وعملوا الصالحات (البقرة 277) . فالحقوا بهما آخر آية نزلت ! وهذا دليل اجتهادهم في جمعه .

    وهناك اجماع أشمل على أن آخر آية نزلت هي "واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله" (البقرة 281) ، "وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوما" أو "وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ، ثم مات ليلة الاثنين ، لليلتين خلتا من ربيع الأول " . ويقولون : كأنه نعيت اليه نفسه . ونقول : إذا كانت آخر آية نزلت فما داعي الإعجاز لوضعها في أول سورة نزلت بالمدينة ؟ وما داعي الإعجاز لوضعها بين آية الربا (278) وبين آية الكاتب بالعدل (282) ؟ هذ1 الواقع القرآني المشهود شاهد عدل على أن تأليف الآيات في السورة كان باجتهاد الجامعين .

    وهناك أيضا روايات أخرى عن آيات أخرى كانت آخر ما نزل ، وهي منثورة في السور ، ممّا يشهد شهادة قاطعة بأن تأليفها في سورها من جمع الجامعين .

    وهكذا فالواقع التاريخي ، والواقع القرآني ، يشهدان جميعا بأن ترتيب الآيات في السور لم يكن كله من توقيف النبي عليه ، بل كان أيضا باجتهاد الجامعين . وبما أن ترتيب الآيات في السورة ناحية من اعجازها البياني في التأليف ، فهذا التأليف والجمع الذي تمّ باجتهاد الجامعين ، فيه شبهة قائمة على الإعجاز في التأليف
    ..................................
    انتهى موضوع الشبهة.
    اخوكم في الله عبد العزيز

  • #2
    هذا مردود عليه من قبل ويمكنك مراجعته من هنا:
    ترتيب الآيات

    لكن هناك وقفات طالما تقول أنك ترد على الشبهات،
    أولها: أن يكون لديك العلم الشرعي، دين، وعلم الدين واصوله.
    ثانيها: أن يكون لديك المنهج العقلي الصحيح، وأن تقف على أصول الاحتجاج والاستدلال الصحيح.
    ثالثها: أن يكون عندك المراجع التي تعود إليها حتى تراجع أقوال العلماء.
    رابعها: أن يكون عندك الدربة على الوقوف على المغالطات في كلام المكابر.


    فأول جملة في مقاله، تدل على البؤس الفكري والحجاجي، فهو يصوغ جملة بلا أي ادلة فيقول:

    • يظنون ان سورة الانعام نزلت جملة . وواقعها يشهد أنها متبعضة ، بعضها من مكة وفي أدوارها ، وبعضها من المدينة ، فلم تنزل جملة .
    وكان الأولى بك كمسلمٍ يدرأ الشبهات، أن تتوقف عندها وتفضح جهله وتشغيبه. أليس أول قواعد الحوار والنظر هي ما قال الله: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"؟ أليست ألف بائيات الرد أن تطالب المعترض بالدليل؟ القاعدة تقول: البينة على من ادعى.

    فهذه دعوى مقطوعة عرضها هكذا وصمت، وانت تصمت بعده؟ طالبه يا أخي بالدليل.

    أين الدليل على هذا، وكل كلام مقطوع كأن لم يكن ولا أصل له. إلا التشغيب والمكابرة.

    فمن هؤلاء الذين يظنون؟
    المسلمون جميعًا مثلا؟ أم علماؤهم؟ أم من؟

    وما هو هذا الواقع المزعوم الذي يزعمه أن بعض آياتها تشهد انها مدنية؟
    أين هي هذه الآيات؟ التي تشهد لهذا الواقع المزعوم؟

    ثم: بجرة قلم بعد هذه البهلوانية يستنتج فيقول: " فلم تنزل جملة"!
    هل يوجد استنتاجات بلا دليل؟

    كلام فار غ يظهره وكأنه قارىء وعالم، ولا يعطي أي دليل عليه. هذه أقصى أمانيهم وهذه هي ألاعبيبهم في سَوْق الشبهات. التزييف والكذب. فأين دورك كمسلم؟

    هل فتحت سورة الأنعام؟ هل تظن أن مثل هذا الأحمث فتحها أصلًا أو يعرف اي شيء فيها؟

    أولًا: سورة الأنعام كلها خطاب لقريش وشركهم بعبادة الأصنام، وتكذيبهم للنبي وإيذائهم له، وكفرهم بالبعث والنشور، من أول آية في السورة إلى أخر آية فيها وهي الآية 165 كلها خطاب لقريش وانذارهم وتذكيرهم ودعوتهم بضرب الأمثال وسرد القصص، فأين تلك الآيات التي يقول المسكين أنها تدل على أنها نزلت في المدينة؟. بل هذه السورة تحديدًا لو قرأها عامي لم يشك لحظة أنها كلها منزلة في مكة، حتى قال القرطبي: "هَذِهِ السُّورَةُ أصْلٌ في مُحاجَّةِ المُشْرِكِينَ وغَيْرِهِمْ مِنَ المُبْتَدِعِينَ ومَن كَذَّبَ بِالبَعْثِ والنُّشُورِ، وهَذا يَقْتَضِي إنْزالَها جُمْلَةً واحِدَةً لِأنَّها في مَعْنًى واحِدٍ مِنَ الحُجَّةِ وإنْ تَصَرَّفَ ذَلِكَ بِوُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، وعَلَيْها بَنى المُتَكَلِّمُونَ أُصُولَ الدِّينِ."

    ثانيًا: يقول التائه " يظنون" أنها أنزلت في مكة، وواقعها يشهد أنها متبعضة!.
    بل كل المفسرين حين قالوا أنها أنزلت في مكة جملة، وهم أنفسهم من ذكر بعض الروايات الواهية او التي أسيء فهمها، والتي تزعم أن فيها آيتين أو ثلاث أو ست او خمس آيات نزلت في المدينة، يعني نفس المفسرين الذين قالوا أنها جملة هم نفسهم من تعرض للروايات الواهية التي قيل فيها أن هناك آيتين أو ثلاث مدنية. فمن هؤلاء الذين يظنون؟ هو يأخذ من كلام المفسرين ويجعله كلامه هو، ثم يُدبلجه ويقول الواقع، ولا يقول الحقيقة وهي أنه لا واقع ولا يحزنون وإنما هو ما ساقه المفسشرون، لكن المشغب أخفى ذلك وسماها الواقع! ودليلب كذبه أنه عاجز عن اثبات هذا الواقع، ولم يقدم أي دليل عليه ! ليُظهر لك وكأنه قارىء وهو لا يعرف أي شيء.

    والحقيقة أن الراجح هو أنها أنزلت جملة واحدة. وأما ما ذهب إليه السيوطي إلى أن سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة ، وهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى : (قُُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا).

    فعمدته على رواية منسوبة لابن عباس ولم تصح. بل لم يرِد عن ابن عباس في كتب الحديث أنه قال إن هذه الآيات الثلاث مدنية: وإنما قال إن قوله تعالى (مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) هي التي في الأنعام (قُُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ.....) إلى آخر الثلاث الآيات. بل وقد روى البيهقي في شعب الإيمان والطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الأنعام نزلت جملة بمكة ، وإذا كان ذلك كذلك لم يصح أن تتجزأ السورة فينزل بعضها في المدينة. بل إن الآيات الثلاثة هذه فيها نهي واضح عن ما كان يحدث بمكة من الكبائر نحو الشرك وقتل الأولاد أو وأد البنات وقتل النفس ، فهذه اشارات واضحة على أن حتى تلك الآيات مكية.


    الوقفة الثانية، قوله:

    "ثم يقول : "فبلغ ذلك مبلغ التواتر . نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن ابي داود في (المصاحف) عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : أتاني الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة (براءة) فقال : أشهد أني سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتُهما . فقال عمر : وأنا أشهد لقد سمعتهما ؛ ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتُها سورة على حدة ؛ فانظروا آخر سورة من القرآن فالحقوها في آخرها . قال ابن حجر : ظاهر هذا أنهم يؤلفون آيات السورة باجتهادهم ، وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف" .

    هذه الحادثة وهذا الاستنتاج الصحيح يدلان : أولا على ان القرآن لم يكن كله مكتوبا على زمن الرسول ؛ ثانيا ويشهد لذلك أنه عند جمع القرآن ، كما أخرج ابن أبي داود ، "ان أبا بكر قال لعمر ولزيد : اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه – رجاله تقاة مع انقطاعه" ."
    فانظر إلى هذا الدعي، يُسميها حادثة، واستنتاج صحيح، ثم يستدل بها على أن القرآن لم يكن مكتوبًا في زمان النبي، مع أنه في نفس الجملة ينقد صحتها ويقول أنها رواية منقطعة، منقطعة يعني لم تصح فكيف سماها حادثة وكيف استدل بما لم يصح على نتيجته؟! وابن حجر لم يستنتج منها شيء بل قال أن ظاهر هذا الحديث الذي لم يصح انهم يجتهدون في الآيات، وبين ابن حجر كذب ذلك فقال أن سائر الأخبار أي الصحيحة تدل على خلاف ذلك!!

    وانظر إلى قوله الخبيث: رجاله تقاة مع انقطاعه، هل يوجد عندنا في الحديث شيء اسمه رجاله تُقاة؟ طبعا هو يقصد ثُقاتٍ، لكنه جاهل لا يعرف القراءة، ولا يعرف مصطلحات من يحدثهم، وهذه ألف بائيات، بل ولا يعرف ما يقرأ ولا يفهم ما يقرأ فلا هو عارف بمعنى الانقطاع، والمنقطع ليس بحجة على اي مسلم أصلا ولم يثبت كواقعة أو حادثة لأنه ببساطة منقطع اي لم يصح، رواه شخص لم يشهد الحادثة ولم يسمعها بسند صحيح متصل ! نحن لا نأخذ ديننا من المنقطع، بينما هم عادي عندهم أن يأخذوا كل اناجيلهم منقطعة وضائعة ومن تراب الارض بما تجود به من مخطوطات لا تتفق احداها مع الأخرى، فالمنقطع حجة على المسيحي وليس على المسلم، فنحن مسلمون لا نصارى، فالحمدلله على نعمة الاسلام ونعمة السند والتوثيق.

    ونقول أن هذا الحديث فيه أولا تدليس ابن اسحاق، وفيه ثانيًا، انقطاع بين عباد بن عبدالله الثقة وبين الحارث بن خرمة، فعباد لم يلق الحارث أصلا ولم يُدركه.

    فعلى المعترض أن يُحاول مرة أخرى ويأتينا بدليل صحيح يحتج به علينا، فإن تأتأ ومأمأ ةوعجز، فإنه ياتي دورك بسرد جميع الأدلة الصحيحة وهي كثيرة عندك ومذكورة في الرابط أعلاه في أول منشوري هذا.

    ويُكتفى بهذا القدر ويُنصح الكاتب بأن ينضم إلى أكاديمية حراس العقيدة فستفيده إن شاء الله كثيرًا.

    وفقكم الله
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق


    • #3
      اعتذر اخي عن الرد متأخرا بسبب بعض الظروف و جزاك الله خيرا على هذا الرد الشافي.
      للتنويه اخي، انا ارد على الشبهات بناء على ما تعلمته من كتب الفقه و اطلاعي عليها بين الحين والآخر و معظم الشبهات يكون الرد عليها بديهيا بينما بعض الشبهات لا اقف على اجابة فأبحث عن رد على الصفحات الاسلامية و ادونها في حال تعرضت لها مرة اخرى ولا املك مصادر الا ما وفقني ربي ان اقرأه واتعلمه سواء من الشيوخ او المحاضرات.
      ارجو منك ان تعلمني عن بعض المصادر للاطلاع عليها و اكن لك من الشاكرين و دمت في حفظ الله

      تعليق


      • #4
        ويُكتفى بهذا القدر ويُنصح الكاتب بأن ينضم إلى أكاديمية حراس العقيدة فستفيده إن شاء الله كثيرًا.

        ارجو ان اكون عضوا فعالا لا مجرد سائل و مستفسر عن شبهات و الردود عليها.
        جزاك الله خيرا


        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 4 أسابيع
        رد 1
        121 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ابن الوليد
        بواسطة ابن الوليد
         
        ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
        ردود 3
        124 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة محب المصطفى
        بواسطة محب المصطفى
         
        ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
        ردود 8
        108 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
        ردود 9
        166 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
        ردود 0
        219 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        يعمل...
        X