وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا القيد: "بالضبط"، أي تحديد توقيت زمني دقيق، مُحال، ولا يقدم شيئًا، لأن النتيجة واحدة وهي التحريف، وعبء إثباته ليس على المسلمين بل عليهم.

نحن نثبت التحريف، وبعد إثباته: فإن علاجه وتحديد وقته وأسبابه مؤنته عليهم هم، عليهم هم أن يُقيموا التوراة والإنجيل ويستعيدوا الأصول ويرجعوا للأصل فيتمسكوا بما فيه من الهدى والنور.

أما إن كنت تقصد تحديد حقبة زمنية قبل أو بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يعني ليس توقيت معين مضبوط = بالضبط). فهنا يُمكن الجواب، وهو ما يُشير إليه سؤالك التالي.

فيكون الجواب: التحريف تم قبل وأثناء وبعد نزول القرآن الكريم، ولايزال التحريف مستمرًا. ويمكن اثبات ذلك في كل هذه الحُقب,

السؤال غير دقيق، القرآن لم يأتِ مصدقًا لها (مطلقًا)، بل يجب تحديد ما يصدقه القرآن في هذه الكتب، فنقول أن القرآن جاء مصدقًا للوحي الباقي في هذه الكتب، وإن شابه التحريف. فيُصدق القرآن بما في هذه الكتب من أصل الوحي، ففيها كثير من الهدى والنور لايزال باقيًا. أي أن هذه الكتب هي التوراة والإنجيل ولكن مع التحريف، اي الزيادة عليها والانقاص منها وتحريف الكلم عن مواضعه. يعني أن القرآن مصدقٌ أن هذه الكتب المحرفة لاتزال تحوي بين دفتيها الهدى والنور من كلام الله، وإن كانت أنقصت كثيرًا مما أنزله الله، وزادت عليه كثيرًا مما لم يقله الله، وغيرت في معنى كلِم الوحي وأصله بعد نزوله.

التحريف في الحقيقة لا يُقال إلا عن عين الشيء. التحريف واقع على الشيء المعين، نفس الشيء ولكن طاله التحريف. إذن مجرد قولنا أنها محرفة = شهادة بالأصل، أي أن أصلها قبل التحريف من الله. أما إذا لم تكن - قبل التحريف- هي نفس الوحي فهذا لا يُسمى تحريفًا ولا تُسمى توراة ولا إنجيلا، ولن تُسمى توراة وإنجيل محرفة، فكون القرآن الكريم يشهد لها بالتحريف = فهذا اثبات ضمني، أنها كانت في أصلها من الوحي قبل التحريف ثم حُرفت. أي أنه أصل محرف. أي توراة وإنجيل مع التحريف. لذا تظل هي التوراة والإنجيل وتظل تحوي الهدى والنور، ولكن مع التحريف بالزيادة والنقص وتغيير الكلم عن مواضعه.

يعني إذا اشرت إلى شخص اسمه (سين)، قام بعملية تجميل، وتغيير في شكله، وقلت لقد غير (سين) شكله، فصار شخصًا آخر لا نعرفه. فإثبات أن هذا الشخص (سين) غير شكله (حرفه) هو اثبات ضمني أنك تؤكد أنه هو في الاصل فلان نفسه، هو (سين) نفسه، ولكن غير وبدل في شكله. لن يكون مقصودك أنه شخص آخر يُسمى (صاد) في هذه الحالة لو كنت تقصد شخص آخر، فلن يكون هناك معنى لقولك غير شكله، بل نقول ببساطة ليس هو. وهذا هو ما يعنيه التحريف.، كونك تثبت التحريف فأنت تثبت الاصل مع التغيير.. لذا يظل اسمه سين، ويظل اسمها التوراة ويظل اسمه الإنجيل.

هذا كلام واستنتاج غير مستقيم، وغير منطقي، إذا صدر من مسلم. إذا كان القرآن قد شهد بالتحريف، فهذا يعني أنها كانت محرفة وقت نزول القرآن ولا يمنع أن يستمر التحريف بعده. فتصحيح السؤال أن يُقال كانت محرفة وقت نزول القرآن، ولا نقول لم تكن محرفة وقت نزوله ولكن بعده، وإلا فكأنك تزعم ضمنا أن آيات التحريف ملحقة بالقرآن بعد نزوله ولم تكن في أصله! فينبني على هذا السؤال ضمنًا دعوى كفرية لا تصح، وهو تحريف القرآن، ولا يقول بهذا مسلم.

إذن جاء القرآن والتحريف موجود، سابق عليه، واستمر التحريف والقرآن ينزل من الله تترى، واستمر التحريف بعد القرآن، ويستمر إلى يومنا هذا. وقد شهد القرآن بأن تحريف الكلم عن مواضعه مستمرٌ في زمان النبي كما حدث في حالة اليهود واخفاء حكم الرجم. وتحريف الكلم عن مواضعه (تغيير معنى كلماته واخفاء حقيقتها وحقيقة ما أنزلت عليه ولأجله)، هذا تحريف مستمر، ومثل هذا التحريف واقع ويكون وقت نزول القرآن وبعده. ولن ينتهي طالما لا يوجد أصل غير محرف يُرجع إليه، وطالما لم يستخرجوا الأصول الباقية غير المحرفة، وهذا سهل إخراجه واثباته من كتبهم.

أخيرًا المخطوطات السابقة في زمانها لما قبل القرآن هي في الحقيقة اثبات عملي وعلمي وشهادة على التحريف قبل نزول القرآن الكريم. والمخطوطات التالية زمنيًا بعد نزول القرآن، هي شهادة على استمرار التحريف بعد نزول القرآن.

تحية طيبة لك أستاذي الكريم. قلت ( فنقول أن القرآن جاء مصدقا للوحي الباقي في هذه الكتب ، وإن شابه التحريف ) يعني أن القرآن مصدق لبعض ما في كتب أهل الكتاب وليس لكل ما فيها . لكن لماذا قال الله ( مصدقا لما بين يدي من التوراة والإنجيل) ولم يقل ( مصدقا لبعض ما بين يدي من التوراة والإنجيل) ولماذا قال ( هو الذي أنزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه) ولم يقل ( هو الذي أنزل عليك الكتاب مصدقا لبعض ما بين يديه) فأن ينزل الله آيات تخبر بأن القرآن مصدق لبعض ما في الكتب السابقة أبين و أدق من أن ينزل آيات تخبر بأن القرآن مصدق لها وحسب ، فعلماء الإسلام يقولون بأن القرآن كلام دقيق فما باله لم يكن دقيقا في هذه الآيات ؟
هناك آيات تدعو أهل الكتاب بأن يحكموا التوراة والإنجيل ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل و ما أنزل إليكم من ربكم ) ، ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) ، كيف يدعو الله أهل الكتاب أن يقيموا وأن يحكموا بما في كتبهم إن كانت محرفة ؟ قد تقول لي إنه يدعوهم لان يحكموا و يقيموا النصوص الباقية من الوحي التي لم تتعرض للتحريف ، لكن كيف يمكنهم معرفة ما هو محرف من ما هو غير محرف في كتبهم ؟
لم تجبني على سؤالي الأخير أستاذي الفاضل المتعلق بالبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم في هذه الكتب . يقول الله تعالى ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) هل إن اطلعنا على مخطوطات التوراة والإنجيل التي يرجع تاريخها لما قبل القرن السابع الميلادي سنجد فيها البشارة بمجيء آخر الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ؟ تقبل مروري أستاذي العزيز و دمت في تمام الصحة والعافية.

أبدا بسؤالك الأخير فأقول، بل إن اطلعت على كتب اليهود و النصارى اليوم فلا تزال تصدح بالنبوة عن رسول الله محمد في التوراة وفي الانجيل دون الحاجة للارتداد قرونا للقرن السابع كما تصورت.

والآن وقفة مع أقوالك التي تحجم اكمال الحوار معك

تقول:
أولا: الله لا يُسأل عما يقول ويفعل.

ثانيا: ما قاله الله حق سواء عرفت حكمته أو لم تعرف.

ثالثا: قوله مصدقا لما بين يدي من التوراة أي مصدقا بما نزل من الله في التوراة، وأنزله على موسى، لا في عين الكتب التي يتعبد بها اليهود والنصارى .. فشتان بينهما، فنشيد الانشاد كتاب كامل أضافوه، ومافيه من عهر وفجور وفحش لا هو من كلام الله ولا من وحي الله ولا من التوراة وأضافوه فليس داخل في التوراة حتى تبعضها !

التوراة والانجيل هي الوحي الصادق الذي نزل على موسى وعيسى، صلى الله عليهما وسلم، فكيف يُبعض؟!، كيف يصدق نبي الله عيسى ببعضه دون البعض؟!، هذا كفر، الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه = كفر، قال تعالى: " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"

فكيف يليق الكفر بأنبياء الله؟!
يُرجى التدقيق فيما يُكتب وفيما تكتب، وإلا فأنا غير مطالب بتصحيح سوء فهمك في كل مرة ولا مطالب بتحمل هذا المنطق الساذج الذي تلقي به بين السطور في كل مرة عن الله وأنبياء الله، فلا هذا فهم مسلم ولا طريقة المسلمين.

بل هو دقيق شئت أم أبيت، لكن من خف عقله لن يرى ولن يفقه.. وأولى أن تتهم نفسك وفهمك لا أن تتهم كتاب الله ولا أن تتطاول بهذه الجرأة بلا تقوى وخوف من الله إلا إن كنت غير مسلم !

وهذا يجعلني أتوقف عن جوابك وعن الاسترسال معك في تساؤلاتك فالذي يبدو لي الآن أنك غير مسلم. وإن زعمت الإسلام فتحتاج أن تتعلم دينك وعقيدتك وكيفية التأدب مع كلام الله، فهذا أولى من أن تبحث عن جواب الشبهات.

وأي موضوع من الآن فصاعدا فيه سوء أدب مع الله ورسل الله وكلام الله، ولم تنتق فيه ألفاظك سيغلق ويضيق عليك فيه، وتُحرم جوابه، أو أن يلتفت إلى تساؤلاتك، وإن تكرر مثل هذا الأسلوب في اي موضوع تال بعد كل التنبيهات التي نبهتها لك في مواضيعك السابقة فستمنع من المشاركة نهائيا في المنتدى.

المطلوب منكم:
١- أن تراجع فضلا لا أمرا، قوانين وشروط المشاركة في المنتدى وأعلم أنك لابد أن تلتزمها.

٢- ثم لتبين لنا عقيدتك وحالك وسبب اختيارك لهذا الاسم الكفري في معرفك، حتى نتعرف على خلفيتك وربما نعذرك،

٣- وحين تفعل، راسلني لأكمل الحوار معك وإلا فلا حوار حتى توفي ما سبق.

اهتمامي بالرد والكتابة من طرفي هو قدر زائد يستلزم حرصك، وإلا فكل هذا مردود عليه متناثر في مواضيع المنتدى لا يستدعي نقاشنا معك ومؤنة البحث في المواضيع عليك.

سيتم اغلاق الموضوع وأي موضوع لك حتى تستوفي المطلوب.
نسال الله أن يهديكم ويردكم إلى الحق ردا جميلا.