بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
من الشبهات التي يثيرها كثير من النصارى على مواقع التواصل: أن الله عز وجل سيضع قدمه في النار كما جاء في بعض الروايات الصحيحة.
- لا تَزالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هلْ مِن مَزِيدٍ، حتَّى يَضَعَ فيهارَبُّ العِزَّةِ، تَبارَكَ وتَعالَى، قَدَمَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وعِزَّتِكَ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2848 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ويقولون أن جهنم بذلك تكون أكبر من قدم الله تعالى وما شابه ذلك من الطعونات.
←وقد أجاب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه الشبهة قائلاً: وَقد يغلط فِي الحَدِيث قوم آخَرُونَ ممثلة أَو غَيرهم فيتوهمون أَن قدم الرب تدخل جَهَنَّم وَقد توهم ذَلِك على أهل الْإِثْبَات قوم من المعطلة حَتَّى قَالُوا كَيفَ يدْخل بعض الرب النَّار وائمه تَعَالَى يَقُول ﴿لَو كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وردوها﴾وَهَذَا جهل مِمَّن توهمه أَو نَقله عَن أهل السّنة والْحَدِيث فَإِن الحَدِيث حَتَّى يضع رب الْعِزَّةعَلَيْهَا وَفِي رِوَايَة (فَيها) فينزوي بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول قطّ قطّ وَعزَّتك فَدلَّ ذَلِك على أَنَّهَا تضايقت على من كَانَ فِيهَا فامتلأت بهم كَمَا أقسم على نَفسه أَنه ليملأنها من الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ فَكيف تمتلىء بِشَيْء غير ذَلِك من خَالق أَو مَخْلُوق وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَنه تُوضَع الْقدَم الْمُضَاف إِلَى الرب تَعَالَى فتنزوي وتضيق بِمن فِيهَا وَالْوَاحد من الْخلق قد يرْكض متحركا من الْأَجْسَام فيسكون أَو سَاكِنا فيتحرك ويركض جبلا فينفجر مِنْهُ مَاء كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿اركض برجلك هَذَا مغتسل بَارِد وشراب﴾ وَقد يضع يَده على الْمَرِيض فَيبرأ وعَلى الغضبان فيرضى. انتهى من مختصر الفتاوى المصرية - ط الفقي ١/٦٤٧
ففي هذا الكلام فوائد جمّة تكفي للرد على هذه الشبهة، وأريد أن أركز هنا على أن كلمة (فيها) جاءت مفسرَّه في روايات أخرى بمعنى (على) وهذه الروايات صحيحة أيضاً، بل في أعلى درجات الصحة، فقد رواها الشيخين رحمهما الله في صحيحيهما:
- يُقالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وتَقُولُ هلْ مِن مَزِيدٍ ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالَى قَدَمَهُ عليها، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4849، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- تَحاجَّتِ النَّارُ، والْجَنَّةُ، فَقالتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ، والْمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجَنَّةُ: فَما لي لا يَدْخُلُنِي إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ، وسَقَطُهُمْ، وعَجَزُهُمْ، فقالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتي أرْحَمُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، وقالَ لِلنَّارِ: أنْتِ عَذابِي أُعَذِّبُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنكُم مِلْؤُها، فأمَّا النَّارُ فلا تَمْتَلِئُ، فَيَضَعُ قَدَمَهُ عليها، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ فَهُنالِكَ تَمْتَلِئُ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ. وفي رواية : احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2846، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وبهذا المعنى أيضاً شرحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى حيث يقول: وقوله: «فيها رجله»، وفي رواية: «عليها قدمه»: (في) و(على): معناهما واحد هنا، والظاهر أن (في) بمعنى (على)؛ كقوله: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه: ٧١]؛ أي: عليها. انتهى من شرح العقيدة الواسطية ج2 ص31 ط. دار ابن الجوزي.
ونستمر مع الشيخ ابن عثيمين في شرحه، حيث يوضح لنا عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة القدم، إذ يقول: أن لله تعالى رجلًا وقدمًا حقيقية، لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة مثل هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية؛ لأنها لم تعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء؛ لأن هذا ممتنع على الله عز وجل... والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدمًا، وإن شئنا؛ قلنا: رجلًا؛ على سبيل الحقيقة؛ مع عدم المماثلة، ولا نكيِّف الرجل؛ لأن النبي ﷺ أخبرنا بأن لله تعالى رجلًا أو قدمًا، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٣]. انتهى راجع المصدر السابق الصفحات من 32 إلى 34.
من الشبهات التي يثيرها كثير من النصارى على مواقع التواصل: أن الله عز وجل سيضع قدمه في النار كما جاء في بعض الروايات الصحيحة.
- لا تَزالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هلْ مِن مَزِيدٍ، حتَّى يَضَعَ فيهارَبُّ العِزَّةِ، تَبارَكَ وتَعالَى، قَدَمَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وعِزَّتِكَ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2848 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
ويقولون أن جهنم بذلك تكون أكبر من قدم الله تعالى وما شابه ذلك من الطعونات.
←وقد أجاب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى عن هذه الشبهة قائلاً: وَقد يغلط فِي الحَدِيث قوم آخَرُونَ ممثلة أَو غَيرهم فيتوهمون أَن قدم الرب تدخل جَهَنَّم وَقد توهم ذَلِك على أهل الْإِثْبَات قوم من المعطلة حَتَّى قَالُوا كَيفَ يدْخل بعض الرب النَّار وائمه تَعَالَى يَقُول ﴿لَو كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وردوها﴾وَهَذَا جهل مِمَّن توهمه أَو نَقله عَن أهل السّنة والْحَدِيث فَإِن الحَدِيث حَتَّى يضع رب الْعِزَّةعَلَيْهَا وَفِي رِوَايَة (فَيها) فينزوي بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول قطّ قطّ وَعزَّتك فَدلَّ ذَلِك على أَنَّهَا تضايقت على من كَانَ فِيهَا فامتلأت بهم كَمَا أقسم على نَفسه أَنه ليملأنها من الْجنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ فَكيف تمتلىء بِشَيْء غير ذَلِك من خَالق أَو مَخْلُوق وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَنه تُوضَع الْقدَم الْمُضَاف إِلَى الرب تَعَالَى فتنزوي وتضيق بِمن فِيهَا وَالْوَاحد من الْخلق قد يرْكض متحركا من الْأَجْسَام فيسكون أَو سَاكِنا فيتحرك ويركض جبلا فينفجر مِنْهُ مَاء كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿اركض برجلك هَذَا مغتسل بَارِد وشراب﴾ وَقد يضع يَده على الْمَرِيض فَيبرأ وعَلى الغضبان فيرضى. انتهى من مختصر الفتاوى المصرية - ط الفقي ١/٦٤٧
ففي هذا الكلام فوائد جمّة تكفي للرد على هذه الشبهة، وأريد أن أركز هنا على أن كلمة (فيها) جاءت مفسرَّه في روايات أخرى بمعنى (على) وهذه الروايات صحيحة أيضاً، بل في أعلى درجات الصحة، فقد رواها الشيخين رحمهما الله في صحيحيهما:
- يُقالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وتَقُولُ هلْ مِن مَزِيدٍ ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالَى قَدَمَهُ عليها، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4849، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
- تَحاجَّتِ النَّارُ، والْجَنَّةُ، فَقالتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بالمُتَكَبِّرِينَ، والْمُتَجَبِّرِينَ، وقالتِ الجَنَّةُ: فَما لي لا يَدْخُلُنِي إلَّا ضُعَفاءُ النَّاسِ، وسَقَطُهُمْ، وعَجَزُهُمْ، فقالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: أنْتِ رَحْمَتي أرْحَمُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، وقالَ لِلنَّارِ: أنْتِ عَذابِي أُعَذِّبُ بكِ مَن أشاءُ مِن عِبادِي، ولِكُلِّ واحِدَةٍ مِنكُم مِلْؤُها، فأمَّا النَّارُ فلا تَمْتَلِئُ، فَيَضَعُ قَدَمَهُ عليها، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ فَهُنالِكَ تَمْتَلِئُ ويُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ. وفي رواية : احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2846، خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وبهذا المعنى أيضاً شرحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى حيث يقول: وقوله: «فيها رجله»، وفي رواية: «عليها قدمه»: (في) و(على): معناهما واحد هنا، والظاهر أن (في) بمعنى (على)؛ كقوله: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه: ٧١]؛ أي: عليها. انتهى من شرح العقيدة الواسطية ج2 ص31 ط. دار ابن الجوزي.
ونستمر مع الشيخ ابن عثيمين في شرحه، حيث يوضح لنا عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة القدم، إذ يقول: أن لله تعالى رجلًا وقدمًا حقيقية، لا تماثل أرجل المخلوقين، ويسمي أهل السنة مثل هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية؛ لأنها لم تعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء؛ لأن هذا ممتنع على الله عز وجل... والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدمًا، وإن شئنا؛ قلنا: رجلًا؛ على سبيل الحقيقة؛ مع عدم المماثلة، ولا نكيِّف الرجل؛ لأن النبي ﷺ أخبرنا بأن لله تعالى رجلًا أو قدمًا، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٣٣]. انتهى راجع المصدر السابق الصفحات من 32 إلى 34.