فهرس
★ اعتراضات المخالفين 3
★ معنى فَأۡتُواْ ‌بِسُورَةٖ ‌مِّن ‌مِّثۡلِهِۦ 4
★ السرقة 5
★ المماثلة 6
★ كيف تقع السرقة في الشعر مقابل النثر 9
★ خلاصة المقياس الضابط للتحدي 11
★تطبيقات عملية: 15
(1) المثال الأول (سطيح الكاهن) 15
(2) المثال الثاني (خطب قس بن ساعدة): 16
(3) المثال الثالث (الفصول والغايات لأبي العلاء المعري) 22
(4) المثال الرابع (سورة الفاشية) 25
(5) المثال الخامس(سورة الميزان ) 26
★الفارق بين التفوق القرآني وتفوق المبدعين في مختلف المجالات 27
★لم يتحداهم القرآن فيما برعوا فيه 28
★ من سيكون الحكم؟ 29
★هاتِ صحابياً أسلم بسبب سماع القرآن 29
★ يجب أن يكون أغلب من أسلموا إنما أسلموا بسبب معجزة القرآن 33
★مقارنة بين تحدي موسى لقومه وتحدى رسول الله لقومه 34





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تنهزه عن العَوَز، وتحّدى بالقرآن فأعجز، وصلاةً وسلاماً على النبي الأعز، وآله وصحبه ما تغنى بليغٌ وارتجز.
وبعد، فإن القرآن الكريم قد تحدى المكذبين بأن يأتوا بسورة من مثله، فمن حاول منهم ذلك ارتكب أخطاءاً سنبينها، ليبقى القرآن الكريم أعظم دلالات النبوة.

★ اعتراضات المخالفين
- ما هي المعايير التي نعرف بها أننا قد أتينا بمثله ؟
- لماذا لا نقول بأن محمداً -  - ليس إلا شخصاً شديد التميز في المجال اللغوي؟ ألسنا نرى المبدعين في كل المجالات كالطب والفنون ؟ هل الإبداع الفريد من نوعه أمر يستلزم نبوة أينشتاين وأم كلثوم والمتنبي؟
- لم يتحداهم محمد-- فيما برعوا فيه ألا وهو الشعر والنثر وإنما جاء بفن جديدٍ لا يعرفونه، ومثل هذا لا يسمى تحدي، وإنما التحدي أن يأتي بشعر يعجزوا أن يأتوا بمثله، وكذا النثر؛ فهو كعربيٍّ تحدى الصينيين في أن يباروه في اللغة العربية !
- من الحكم في القضية؟
- هاتِ مسلماً واحداً من الصحابة أسلم لأنه قرأ القرآن.
- لا يكفي أن تأتي برجلين ورجلين أسلما بسبب عظمة القرآن وإنما يجب أن يكون الأغلبية الساحقة قد أسلموا بسبب ذلك.
- عند مقارنة تحدى موسى لقومه ورسول الإسلام-- لقومه نجد أن موسى قد تحداهم في جنس ما برعوا فيه بخلاف رسول الإسلام.







★ معنى فَأۡتُواْ ‌بِسُورَةٖ ‌مِّن ‌مِّثۡلِهِۦ
كان العرب يتبارون فيما بينهم في أسواقهم في مجالس الشعر والأدب، فيطلب الأديب من الثاني أن يأتي بمثل قصيدته أو مقطوعته النثرية دون أن يسأله الثاني "وما هي المعايير التي تحدد المماثلة" فهم يعلمون بداهة – بحكم العادة- أن المماثلة هنا تعني أول ما تعنيه بعد البلاغة والفصاحة وجزالة العبارة أن تكون القصيدة على نفس الإيقاع الموسيقي ، بل ونفس القافية.
فحين يطلب القرآن الكريم من العرب المجئ بالمماثل لا يعاب عليه فيقال " لم تذكر المعايير" ، فإنه من البداهة بحكم عادتهم أن يعرفوا المراد ، فالمماثلة هي " أن تأتي بكلام جزل فصيح بليغ ثم هو له نفس موسيقى وإيقاع القرآن من غير الاحتذاء والتناص والالتقاط والتلفيق".
وموسيقى القرآن هو ذلك النغم الذي تستشعره حين تسمعه، إذ لا يختلف اثنان على جمال القرآن الكريم من هذه الجهة، فنحن نقول بأنه لا يستطيع أحدٌ أن يماثل إيقاع القرآن وموسيقاه إلا سقط في واحدة من ست:
1- سرقة مفضوحة مثل (إنا أعطيناك الكوثر/ إنا أعطيناك النحناح).
2- أو سرقة الاحتذاء والتناص ، سأوضحها، وهي مثل (قطتي صغيرة واسمها نميرة/وزتي قصيرة واسمها أميرة).
3- أو سرقة الالتقاط والتلفيق، وهي أن تقوم بالاحتذاء من عدة مواضع مختلفة.
4- أو كلام ليس له موسيقى.
5- أو كلام له جرس موسيقى لكنه مغاير للقرآن، وسأبين كيف نعرف المغايرة ولن أكتفي بالحس بالأذن.
6- أو أن يقع في بحور الشعر الستة عشر.

فيما يلي سأبين كيف تقع السرقات، وكيف تقع المماثلة بغير سرقة.










★ السرقة
هي المحاكاة بنحت الكلمة حذو الكلمة ويمكننا تسميتها بالاحتذاء أو التناص والالتقاط والتلفيق ، بمعنى :
(قطتي صغيرة ....واسمها نميرة/ وزتي قصيرة...واسمها أميرة).
هنا لدينا البيت الأصلي (قطتي صغيرة واسمها نميرة) والبيت المسروق منه (وزتي قصيرة واسمها أميرة)، وسبب السرقة هو أن التفعيلات تبدأ وتنتهي في نفس المواضع من البيت ، وذلك كالتالي:-
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
البيت الأصلي ق ط ط ت ي ص غ ي ر ة
قطتي صغيرة
البيت المسروق و ز ز ت ي ق ص ي ر ة
وزتي قصيرة
التفعيلات ف ا ع ل ن م ف ا ع ل
فاعلن مفاعل

في البيت الأصلي في شطره الأيمن ستجد التفعيلة الأولى (فاعلن) تقابلها الكلمة الأولى المكونة من خمسة أحرف (قطتي،الطاء مشددة) وهو نفس الحال في التفعيلة الأولى من البيت المسروق؛ وستجد أن التفعيلة الثانية (مفاعل) في البيت الأصلي تقابلها الكلمة الثانية المكونة من خمسة أحرف(صغيرة) وهو نفس الحال في التفعيلة الثانية في البيت المسروق؛ ونفس الأمر في الشطر الأيسر.
فالاحتذاء أو التناص أو المحاكاة هو "أن ما يوازي كل تفعيلة في البيت تبدأ وتنتهي عند نفس رقم الحرف في البيتين الأصلي والمسروق"

ومن أمثلة المحاكاة بإيراد نفس الكلمات، مثل " إنا أعطيناك الكوثر/ إنا أعطيناك النحناح."
ومن أمثلة محاكاة بإيراد نفس عدد الحروف لكل كلمة، مثل " والتين والزيتون/ والورد والليمون."
هي محاكة بالنحت والاحتذاء عن طريق إيراد نفس عدد الحروف مكان نفس عدد الحروف مثل:
(قطتي صغيرة ....واسمها نميرة/ وزتي قصيرة...واسمها أميرة).
(والله غفور رحيم/ والبيت عريضٌ قديم.)


-مثال للسرقة:
قال ابن لنكك الشاعر :
«ليس في البصرة حرٌّ، لا ولا فيها جوادُ...إنما البصرة أنشابٌ ونخلٌ وسمادُ»
اتهم الناقد أسعد أبوخليل الشاعر جبران خليل جبران بالسرقة بسبب التشابه بين البيت السابق وقول جبران :
«ليس في الغابات راع، لا ولا فيها القطيع».
وأيضاً قوله:
«ليس في الغابات حرّ، لا ولا العبد الذميم».
وقال الفرزدق:
أنرجو ربيعة أن تجيء صغارها.... وقد أعيا ربيعاً كبارها
فاحتذاه البعيث:
أنرجو كليب أن يجيئ حديثها....بخير وقد أعيا كليبا قديمها

★ المماثلة

متى تكون قد جئت بمثله دون أن نتهمك بالسرقة؟

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ (بحر الطويل) فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
أ م ن أ م م أ و ف ى د م ن ة ن ل م ت ك ل ل م ي
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن ف ع و ل ن م ف ا ع ل ن

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل (بحر الطويل) فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ق ف ا ن ب ك م ن ذ ك ر ى ح ب ي ب ن و م ن ز ل ي
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن ف ع و ل ن م ف ا ع ل ن

ورد بيت امرؤ القيس وبيت زهير على نفس البحر (الموسيقى) ألا وهو بحر الطويل، ورغم ذلك لم يقل أحد أن أحدهما سرق من الثاني، ولو تأملنا قليلاً لعرفنا السبب، لننظر مثلاً في أول تفعيلة وثان تفعيلة (فعولن مفاعيلن)

التفعيلة الأولى
بيت زهير الكلمة الأولى
أول حرفين من الثانية أمن أم
أ م ن أ م
بيت امرئ القيس الكلمة الأولى أول حرفين من الثانية قفا نب
ق ف ا ن ب
ف ع و ل ن فعولن

هنا تناص والاحتذاء، لكنه غير مقصود، حيث ستجد التفعيلة الثانية مختلفة
التفعيلة الثانية (مفاعيلن)
بيت زهير
م أوفى دم
آخر حرف من الكلمة الثانية الكلمة الرابعة كاملة
(4 أحرف) أول حرفين من الخامسة
م أ و ف ى د م
م ف ا ع ي ل ن


ستجد أن التفعيلة الأولى أخذت من بيت زهير أول كلمة وأول حرفين من ثاني كلمة وكذا عند امرئ القيس، بينما في التفعيلة الثانية م أوفى دم|ك من ذكرى| مفاعيلن ، فإنها في بيت زهير أخذت (أول حرف من ثاني كلمة+ ثالث كلمة+ أول حرفين من رابع كلمة) لكن في بيت امرئ القيس (أول حرف من ثاني كلمة التي هي ثلاثة أحرف+ ثاني كلمة التي هي حرفان فقط + ثالث كلمة كاملة والتي هي 4 حروف كاملة).
هنا لم يقع ما سميناه ب(المحاكاة بنحت الكلمة حذو الكلمة)، فالتفعيلات تضمنت حروف مختلفة العدد من كلمات مختلفة؛ بينما السرقة كانت الكلمة حذو الكلمة ، نفس الحروف مقابل نفس الحروف، لنأخذ المثال التالي، شطر بيت شعر قمت بصياغته محاكاة لبيت امرئ القيس:
"أتى يعط من دنيا خسيسٍ ومقرف" (بحر الطويل) فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
أ ت ى ي ع ط م ن د ن ي ا خ س ي س ن و م ق ر ف ي
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن ف ع و ل ن م ف ا ع ل ن

ستجد هنا أنني قد قمت ب"المحاكاة بنحت الكلمة حذو الكلمة" :
قفا نب،فعولن / أتى يع،فعولن
كِ من ذكرى، مفاعيلن / طِ من دنيا.
هنا شملت التفعيلتان الأولى والثانية فعولن مفاعيلن (أول حرف من أول كلمة+ ثاني كلمة التي هي حرفان+ ثالث كلمة التي هي 3 أحرف) في بيتي وبيت امرؤ القيس، ونفس الحال في كل تفعيلات البيت.
لنضع الأبيات الثلاثة ، وقارن ما الحروف التي تشكل التفعيلة الأولى وكذا التي تشكل التفعيلة الثانية، وعلاقتها بالكلمات، سنكتب العلاقة على شكل أرقام، بسط ومقام، سنضع في البسط عدد حروف الكلمة وفي المقام ترتيب الكلمة ( فالكلمة التي عدد حروفها 3 وهي الكلمة الثانية = 3 / 2)

(أمن"3/1" أم"2/2" | م "1/2" أوفى"3/2" دم"2/3" ) (قفا"3/1" نب"2/2"| ك"1/2" من"2/2" ذكرى"4/3") ( أتى"3/1" يع"2/2"| طِ"1/2" من دنيا" 3/2")
بيت زهير : 3/ 1؛ 2/2؛ 1/ 2؛ 3/ 2؛ 2/ 3.
بيت امرؤ القيس: 3/1؛ 2/2؛ 1/ 2؛ 2/ 2؛ 4/ 3.
بيتي: 3/ 1؛ 2/2؛ 1/ 2؛ 3/ 2؛ 2/ 3.

أ م ن أ م م أ و ف ى د م
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن

ق ف ا ن ب ك م ن ذ ك ر ى
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن

أ ت ى ي ع ط م ن د ن ي ا
ف ع و ل ن م ف ا ع ي ل ن

هذا التطابق بين بيتي وبيت امرؤ القيس هو ما قصدته من السرقة بنحت الكلمات الكلمة حذو الكلمة، وهو خلاف ما فعله زهير من مجيئه بكلام على نفس الوزن غير أنه ليس بسرقة.
يكفيك أن تفهم (قطتي صغيرة/ وزتي قصيرة) كمثال واضح للسرقة وعليها تقيس.
تَقولُ مَرضنا فَما عُدتنا = وَكيفَ يَعودُ مريضٌ مَريضا

وازن في القسم الآخر قول نابغة بني تغلب:

بَخِلنا لِبُخلِكِ قَد تَعلَمينَ = وَكَيفَ يَعيبُ بخيلٌ بخيلا

★ كيف تقع السرقة في الشعر مقابل النثر


• في الشعر بطرق عدة منها ما ذكرتها، وهو أن تأتي بالكلمات حذو الكلمات ، كلمة بكلمة، فقط تغيير الحروف. وبما أن موسيقى الشعر هي في تفعيلاته،فإن المجيئ بالكلمة حذو الكلمة سيؤدي بالتبعية للتفعيلة حذو التفعيلة.
• بينما في النثر فهو غير ذي تفعيلات، فموسيقاه معتمدة بالأساس على السجع، وهو تناغم آخر كلمة أو كلمتين من آخر كل جملة مع بعضها البعض مثل ( ليلٌ ساجٍ، نهار داجٍ ). فلو جاء بآخر كلمتين بالنحت على وزن آخر كلمتين في الجملة الموازية لها في المقطع النثري المنافس ثم كرر ذلك بشكل ممنهج فإن الرجل يسرق .
• السؤال : هل لو وجدنا آخر كلمتين في بيت الشعر الأول للشعر أ مطابقتين في عدد حروفهما لآخر كلمتين في بيت الشعر الأول للشاعر ب فهل هذا يعني السرقة قياساً على النثر؟
لننظر لقصيدتين على نفس البحر (الخفيف) ونفس القافية، لحافظ ابراهيم وأحمد شوقي:


حافظ ابراهيم
أَوشَكَ الديكُ أَن يَصيحَ وَنَفسي
بَينَ هَمٍّ وَبَينَ ظَنٍّ وَحَدسِ
يا غُلامُ المُدامَ وَالكاسَ وَالطا
سَ وَهَيِّئ لَنا مَكاناً كَأَمسِ
أَطلِقِ الشَمسَ مِن غَياهِبِ هَذا الدَن
نِ وَاِملَإ مِن ذَلِكَ النورِ كَأسي
وَأَذَنِ الصُبحَ أَن يَلوحَ لِعَيني
مِن سَناها فَذاكَ وَقتُ التَحَسّي
وَاِدعُ نَدمانَ خَلوَتي وَاِئتِناسي
وَتَعَجَّل وَأَسبِل سُتورَ الدِمَقسِ


أحمد شوقي
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي
اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ
صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كالصَّبَا اللَعوبِ وَمَرَّت
سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها
أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ
رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي




ستجد خواتيم الأبيات تتطابق نحتياً في الكثير من كلمات مثل (جرس "حافظ" | عرسِ "شوقي"؛ دمقسِ"حافظ"| تقسي" شوقي"؛ حدس"حافظ" | خلس"شوقي").
فهل يقال بأن لدينا هاهنا سرقة؟
الإجابة لا، لأن كلمة "جرس" مثلاً ستجدها ضمن تفعيلة مخالفة للتفعيلة التي ضمنها كلمة "عرس"، ولو كانتا متطابقتين في التفعيلة فستجد الزوج الثاني من الكلمات ليست كذلك " دمقس؛ عرس" ، بمعنى أن الكلمات ليست هي والتفعيلات متطابقات في هذا البيت وهذا البيت ، وإنما التطابق في عدد حروف الكلمة الأخيرة لا في حجم مشاركتها في التفعيلة الأخيرة ، كما أنه ليس ممنهجاً فنقول سرق، فنظراً لأن الشعر موسيقاه في التفعيلات فالعبرة بتطابق حروف الكلمتين ما كانتا مكونتين لنفس التفعيلة ، بينما في النثر فلكون موسيقاه ليست إلا معتمدة على سجع آخر كلمتين بعيداً عن التفعيلات فإن تطابق هاتان الكلمتان هناك ثم تكرر هذا التطابق بشكل ممنهج عدة مرات يجعلنا نقول سرق.











★ خلاصة المقياس الضابط للتحدي
نريد كلاماً جزلاً فصيحاً وله جرسٌ موسيقيٌ مماثل ٌ للقرآن الكريم وليس بشعر وليس بمحاكاة الاحتذاء والتناص والالتقاط والتلفيق من القرآن الكريم






متى نقول بمماثلته لموسيقاه؟
يقع التماثل في الجرس الموسيقي إن قمت بقياس توزيع المتحركات والسواكن ،فوجدت تطابقاً أو تقارباً شديداً في مواضعها

والخطوات ستكون :
1. هل تلتقط الأذن جرس موسيقي؟
2. هل منظومة ترتيب المتحركات والسواكن مماثلة للقرآن؟

إليك التوضيح:
• أولا ، إن كانت مقطوعة قصيرة مسجوعة فالأذن كفيلة بمفردها بالقول بالمماثلة الموسيقية من عدمها ، مثال:
( مطر ونبات ، وآباء وأمهات ، وذاهب وآت. وآيات في إثر آيات ، وأموات بعد أموات)
لم تسمع الأذن بموسيقى كهذه في القرآن، فإن رفضت إلا صياغة هذا الشعور في عبارة قلت، سنعطي أول كلمة رقم 1، ثم نكتب بجوارها حروفها المتحركة والساكنة، ، فالكلمة الثانية التي حرفها الأول متحرك والثاني ساكن والثالث متحرك سنكتبها هكذا 2: 1+1+1، والكلمة الثالثة التي أول حرفان فيها متحركان ثم ساكن تكتب هكذا 3: 2+ 1، حيث الأحمر يعني الساكن؛ الآن لنضع أول 4 كلمات في مقطع قس بن ساعدة الوارد بالمثال في صورة أرقام:-
1: 3+1
2: 3+1+1
3: 2+1+1+1+1+1
4: 2+1+1+1+1+1
ثم لنقارنها بسورة تكون قصيرة الآيات مثلها ولتكن سورة عبس:
ﵟوَعِنَبٗا ‌وَقَضۡبٗا 28 وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا 29 وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا 30 وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا 31ﵞ [عبس: 28-32]
1: 5+1
2:2+1+1+1
3: 2+1+1+1+1+1
4: 2+1+1+1
سنجد أنها لم تتوازى معها سوى في الكلمة الثالثة فقط، وعلى هذا قم بالقياس.
وبالتالي ليست الموسيقى واحدة
• ثانياً إن كانت المقطوعة محل المقارنة طويلة، ثم هي قليلة السجع غير جلية الموسيقى، فهي خارج نقطة التحدي، فالتحدي بكلام له جرس موسيقى.
• ثالثاً إن كانت طويلة ومسجوعة ولها جرس موسيقي، فإننا يمكننا استعمال الآلية السابقة خطوة أولى ، ثم يعقبها قياس النسبة المئوية للحروف الساكنة مقابل المتحركة في الفقرة، حيث أنني وبالمقارنات لاحظت أن القرآن أقل بمقدار 30: 40 % تقريباً من اي مقطوعة نثرية مسجوعة ستقارنها به في النسبة المئوية للحروف الساكنة مقارنة بالمتحركة.
أي أن الحروف الساكنة في الفقرة القرآنية أقل بمقدار 30: 40% من الفقرة النثرية المقابلة، اللهم إلا إن كانت تلك الفقرة قررت السرقة من القرآن الكريم بآلية المحاكاة عن طريق النحت سالفة الذكر ، وقتئذٍ تقل الفجوة.
وقيمة هذه الملاحظة هي أن موسيقى النص ليست قائمة إلا على منظومة المتحرك والساكن، سواء من ناحية العدد أو من ناحية الترتيب، فالاختلاف في هذين هو الذي يقود إلى اختلاف في موسيقى الكلام، إذ أنك لو أمعنت النظر لعلمت أن الفارق بين لحن بحر شعري وآخر هو الاختلاف في عدد الحروف الساكنة مقابل المتحركة وترتيبها في الكلمة.

◄نقاط تحليل الفقرة الأولى:
4. هل تلتقط الأذن جرس موسيقي؟.
5. هل منظومة ترتيب المتحركات والسواكن مماثلة للقرآن؟
6. هل منظومة عدد المتحركات بالنسبة للسواكن مماثلة أو مطابقة لمقطع في القرآن؟
ليس بها جرس موسيقي؛
( العمل وإن قلّ يستكثر إذا اتَّصل ودام، لو نطقت كـلَّ يومٍ لفظة سوءٍ لاسودَّت صحيفتك فـي رأس العام؛ ولو كسبت كـلَّ يومٍ حسنةً عددت بعد زمنٍ من الـأبرار، إن اليوم ائتلف من السَّاع والشَّهر اجتمع من الـأيام، والسنة من الشَّهور، والعمر يستكمل بالسِّنين؛ الرَّجل مع الرَّجل عصبة، والشَّعرة مع الشَّعرة ذؤابة، والـحجر جدار، والنَّخلة إلى النَّخلة حائش، والصِّيحانيَّة إلى الصِّيحانية صاع، وإلى الـخالق مفزع القوم الـأربـَّاء.)
ساكن 86(27,6%)، اجمالي 312 متحرك 226
1. لا تلقط الأذن جرساً موسيقياً واضحاً.
2. منظومة ترتيب الساكن والمتحرك:
• ما هو المقطع القرآني الذي سنقارنه به؟
بما أنه لا يوجد تماثل مبدأي ، فلن نستطيع على وجه اليقين أن نختار أنسب مقطع للمقارنة، وإنما سنقوم بمقاربة، حيث سنقسم مقطع أبي العلاء لقسمين، القسم الأول هو أول 4 جمل، والثاني هو باقي الفقرة، نظراً للاختلاف الواضح في أسلوب الأربعة الأولى عن البقية، ثم نقارن كل قسم منهما بأقرب ما يمكننا اختياره من القرآن الكريم.
بالنسبة للقسم الأول فمتوسط عدد الكلمات في كل جملة فيه هي (7+ 10+10+9)= 9 كلمات.
بالنسبة لقافية الجمل فأقرب ما يشبهها هي سورة ص، (أبرار / أبرار) ، (أيام/ أواب)، (العام/ الدار)، كما أن متوسط عدد الكلمات بينهما متقارب ، لنأخذ مثلاً الآيات الأولى من سورة ص من 3: 6 ، متوسط عدد الكلمات بها (10+10+8+12)= 10 كلمات.
ﵟكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ 3 وَعَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡۖ وَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا سَٰحِرٞ كَذَّابٌ 4 أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ 5 وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ 6 ﵞ
( العمل وإن قلّ يستكثر إذا اتَّصل ودام، لو نطقت كـلَّ يومٍ لفظة سوءٍ لاسودَّت صحيفتك فـي رأس العام؛ ولو كسبت كـلَّ يومٍ حسنةً عددت بعد زمنٍ من الـأبرار، إن اليوم ائتلف من السَّاع والشَّهر اجتمع من الـأيام)
الآن لنقم بتحديد توزيع الساكن والمتحرك في فقرة أبي العلاء:
الجملة الأولى : (1: 1+1+2+1؛ 2: 2+1؛ 3: 2+1؛4 1+1+1+1+1+1؛ 5: 2+1؛6: 1+1+1+1؛ 7: 1+1+1+1)
ثم في الآية الأولى (سورة ص 3) : (1: 1+1؛2: 1+1+1+1+1+1؛ 3: 1+1؛ 4: 1+1+1+1+1؛ 5: 1+1؛ 6: 1+1+1+1؛ 7: 1+1+1+1+1؛ 8: 1+1+ 1+1 ؛ 9: 1+1+1؛ 10: 1+1+1+1)

بالنظر المجرد ستلاحظ الفارق في ترتيب وعدد السواكن والمتحركات بين الكلمة والآية ، ويمكن تطبيق نفس الخطوات على الجملة الثانية لأبي العلاء مقابل الآية القريبة منها في الموسيقى.
الجملة الثانية عند أبي العلاء:
(لو نطقت كـلَّ يومٍ لفظة سوءٍ لاسودَّت صحيفتك فـي رأس العام)
(1: 1+1؛ 2: 1+1+1+1؛ 3: 1+1+1؛ 4: 1+1+1+1؛ 5: 1+1+1+1؛ 6: 1+1+1+1؛ 7: 1+1+1+1+1+1؛8: 1+1+1+1+1+1؛ 9: 1+1؛10: 1+1+1؛ 11: 1+1+1+1)



★تطبيقات عملية:
(1) المثال الأول (سطيح الكاهن)
(أحلف بالبلد المحرم؛والحجر الاصم؛والليل إذا أظلم؛والنهار إذا تبسم
لقد خبئت دينارا بين نعلٍ وقدم.)
• لا تصح نسبة هذه العبارة إلى سطيح، فلا ينبغي الاعتقاد بأنها أقدم من القرآن الكريم، فالسند هو: َ"حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ"
فيه محمد بن الحسن ضعيف، وعمه وأبوه مجاهيل، وابن الكلبي هو هشام بن محمد وهو كذاب، وبينه وبين سطيح مئات السنين.
• نماذج الاحتذاء والالتقاط والتلفيق :
• (والليل إذا أظلم/ وَٱلَّيۡلِ إِذۡ أَدۡبَرَ)
• (والنهار إذا تبسم/ وَٱلصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ)
• (بالبلد المحرم/ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ)
• (أحلف بالبلد/ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ)
• (بين نعلٍ وقدم/ بَيۡنِ فَرۡثٖ وَدَمٖ).

(2) المثال الثاني (خطب قس بن ساعدة):
(أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت.. مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتات، لَيْلٌ دَاج، وَنَهَارٌ سَاْج، وَسَماءٌ ذَاتُ أبْرَاجٍ، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ومهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تَمور، وبحار لا تغور، وَنُجُومٌ تَزْهَر، وَبِحَارٌ تَزْخَر.. إِنَّ فِى السَّمَاءِ لَخَبَراً، وإِنَّ فِى الأرضِ لَعِبَراً، مَا بَاْلُ النَّاسِ يَذْهبُونَ وَلاَ يَرْجِعُون؟!، أرَضُوا فَأَقَامُوا، أمْ تُرِكُوا فَنَامُوا؟، تباً لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية. يا معشر إياد.. يا مَعْشَرَ إيَاد: أيْنَ الآبَاءُ والأجْدَادُ؟، وأيْنَ الفَرَاعِنَةُ الشِّدَادُ؟، أَلَمْ يَكُوْنُوا أكْثَرَ مِنْكُم مَالاً وأطولَ آجالاً؟، طَحَنَهُم الدهْرُ بِكَلْكَلِهِ، ومزَّقَهم بتطاوُلِه.. يقسم (قس) بالله قَسَماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضَى لكم وأفضل من دينكم الذى أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكراً).

سنقارن أول مقطع مع مقاطع من القرآن مقاربة له من جهة أن الآية الواحدة فيها هي كلمتان أو ثلاثة على الأكثر:-

(1) [ مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت.. مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتات

(2) ﵟأَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا 6 وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا 7 وَخَلَقۡنَٰكُمۡ أَزۡوَٰجٗا 8 وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتٗا 9 وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسٗا 10 وَجَعَلۡنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشٗا 11 وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعٗا شِدَادٗا 12 وَجَعَلۡنَا سِرَاجٗا وَهَّاجٗا 13 وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَٰتِ مَآءٗ ثَجَّاجٗا 14 لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا 15 وَجَنَّٰتٍ أَلۡفَافًا 16 إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا 17 يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأۡتُونَ أَفۡوَاجٗا 18 وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا 19 ﵞ
(3) ﵟ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ 2 وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ 3 قُتِلَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ 4 ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ 5 إِذۡ هُمۡ عَلَيۡهَا قُعُودٞ 6ﵞ [البروج: 2-6]
(4) ﵟوَعِنَبٗا وَقَضۡبٗا 28 وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا 29 وَحَدَآئِقَ غُلۡبٗا 30 وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا 31 ﵞ [عبس: 28-31]
سنكتب مكان الحرف المتحرك رقم 1 والساكن رقم صفر، الفقرة الأولى في الجدول هي لعبارة " مَنْ عَاشَ مَات، وَمَنْ مَاتَ فَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آت.".





1 1 0 1 0 1 1 0 0 1 1 0 1 0 1 1 0 0 1 1 0 1 1 0 1 1 1 0 1 0 1 1 0
2 1 1 0 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1 0 1 0 1 0 1 1 0 1 1 0 1 0 1 0 1 1 1 0
3 1 0 1 0 1 0 1 0 1 0 0 1 1 0 1 1 0 1 1 0 1 0 0 1 1 1 1 0 1 0 1 0
4 1 1 1 1 0 1 1 0 1 0 1 1 0 1 0 1 0 1 1 0 1 0 1 1 1 0 1 1 1 0 1 0

كما نرى لا يوجد تقاطع بين الفقرة النثرية محل المقارنة لقس بن ساعدة (رقم1) وباقي المقاطع الأخرى (المقاطع القرآنية 2و3و4) ،بمعنى أن مواضع السكون والحركة مختلفة بوضوح، بما يعني اختلاف الجرس الموسيقي، أي أن مقطع قس يبدأ ب(متحرك/ساكن/متحرك/ساكن) بينما باقي المقاطع ليست كذلك، وعلى هذا فقس باقي الفقرة.
إذن هي ليست بمثله، وإنما يكون مثله إن جئت بنسق له نفس مواضع الحركة والسكون ومن غير أن يكون احتذاء الكلمة بالكلمة على النحو المبين قبل ذلك.

ثانيا:- لم تثبت نسبة أي خطبة من خطب قس بن ساعدة له، فالأسانيد متأخرة للغاية زمنياً ورواتها بين ضعفاء ومجاهيل وكذابين:
الطريق الأول محمد بن الحجاج اللخمي الكذاب
• يقول ابن حجر في الإصابة:
(وقد أفرد بعض الرواة طريق حديث قس، وفيه شعره، وخطبته، وهو في «المطوّلات»للطبراني وغيرها، وطرقه كلها ضعيفة)
• أورد ابن الجوزي خطبة (أيها الناس اسمعوا وعوا...) في كتابه الموضوعات:-
(حَدِيث قس بن سَاعِدَة أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّوْزَنِيُّ قَالَ أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ السَّمْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ اللَّخْمِيُّ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " قَدِمَ وَفْدُ عبد القيس على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَيُّكُمْ يَعْرِفُ الْقِسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الإِيَادِيَّ؟ فَقَالُوا: كُلُّنُا يَعْرِفُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟ قَالُوا: هَلَكَ.
قَالَ: مَا أَنْسَاهُ بِعُكَاظٍ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ اجْتَمِعُوا وَاسْتَمِعُوا وَعُوا، مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ، إِنَّ فِي السَّمَاءِ لَخَبَرًا وَإِنَّ فِي الأَرْضِ لعبرا، مهاد مَوْضُوع وَضعف [سقف] مَرْفُوعٌ وَنُجُومٌ تَمُورُ وَبِحَارٌ لَا تَغُورُ، أَقْسَمَ قِسُّ قَسَمًا حَقًّا، لَئِنْ كَانَ فِي الأَرْضِ رِضًى لَيَكُونَنَّ سَخَطٌ.
إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى لَدِينًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ دِينِكُمُ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، مَالِي أَرَى النَّاسَ يَذْهَبُونَ وَلا يَرْجِعُونَ أَرَضُوا فَأَقَامُوا أَمْ تُرِكُوا فَنَامُوا، ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يَرْوِي شِعْرَهُ فَأَنْشَدُوهُ: فِي الذَّاهِبِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْقُرُونِ لَنَا بَصَائِرُ لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرُ
وَرَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا يَسْعَى الأَصَاغِرُ وَالأَكَابِرُ لَا يَرْجِعُ الْمَاضِي إِلَيَّ وَلا مِنَ الْبَاقِينَ غَابِرُ أَيْقَنْتُ أَنِّيَ لَا مَحَالَةَ حَيْثُ صَارَ الْقَوْم صائر.
طَرِيق آخر: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ سعيد قَالَ [قَالَ] ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ قِسُّ بْنُ سَاعِدَةَ لايادى؟ قَالَ: مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: رَحِمَ اللَّهُ قِسًّا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ ".
فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ الْكَلْبِيُّ بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَقَالَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وروى مطولا من حَدِيث ابْن إِسْحَاق عَن بعض أهل الْعلم وَلم يسمه.
وَهَذَا الحَدِيث من جَمِيع جهاته بَاطِل قَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ: هُوَ حَدِيث مَوْضُوع لَا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ المُصَنّف: قلت أما الطَّرِيق الأول فَقَالَ يَحْيَى بن معِين: مُحَمَّد بن الْحجَّاج كَذَّاب خَبِيث.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيّ: أَحَادِيثه مَوْضُوعَة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ يكذب.
وَأما الْكَلْبِيّ فَقَالَ زَائِدَة وَلَيْث وَالسَّعْدِي: هُوَ كَذَّاب.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإغراق فِي وَصفه.
وَأما أَبُو صَالح فَقَالَ ابْن عدي لَا أعلم أحدا من الْمُتَقَدِّمين رضيه وَلَعَلَّ أَبُو إِسْحَاق دلسه بِبَعْض أهل الْعلم.)


• ونفس الأمر قاله ابن عدي في الكامل:
الصفحة أو الرقم : 7/325 | خلاصة حكم المحدث : يتهم محمد بن الحجاج بوضعه | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : موضوع
• ونفس الأمر ذكره السيوطي في (الآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة):
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة
الصفحة أو الرقم : 1/183 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] محمد بن الحجاج قال ابن عدي : وضع حديث الهريسة ، وقال الدارقطني : كذاب ، وقال ابن معين : كذاب خبيث | أحاديث مشابهة
• ونفس الأمر ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد:
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 9/421 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : موضوع
الطريق الثاني عند ابن سيد الناس من القرن الثامن بسند به المجاهيل والانقطاعات.

( أخبرنامحمد بن عيسى بن محمد الأخباري ، حدثنا أبو عيسى بن محمد بن سعيد القرشي ، حدثنا علي بن سليمان ، عن سليمان بن علي ، عن علي بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس قال: قدم الجارود بن عبد الله، وكان سيدا في قومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والذي بعثك بالحق لقد وجدت صفتك في الإنجيل، ولقد بشر بك ابن البتول، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله. قال: فآمن الجارود وآمن من قومه كل سيد. فسر النبي صلى الله عليه وسلم بهم، وقال: يا جارود! هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسا؟ قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله، وأنا من بين يدي القوم كنت أقفو أثره، كان من أسباط العرب، فصيحا، عمر سبعمائة سنة، (أدرك من الحواريين سمعان، فهو أول من تأله من العرب) ، كأني أنظر إليه يقسم بالرب الذي هو له، ليبلغن الكتاب أجله، وليوفين كل عامل عمله، ثم أنشأ يقول:
هاج للقلب من جواه ادكار وليال خلالهن نهار
في أبيات آخرها:
والذي قد ذكرت دل على اللـ ـه نفوسا لها هدى واعتبار

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلك يا جارود، فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل [ ص: 148 ] أورق، وهو يتكلم بكلام ما أظن أني أحفظه. فقال أبو بكر: يا رسول الله! فإني أحفظه، كنت حاضرا ذلك اليوم بسوق عكاظ، فقال في خطبته: يا أيها الناس!اسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا، إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت، مطر ونبات وأرزاق وأقوات، وآباء وأمهات وأحياء وأموات، جمع وأشتات وآيات بعد آيات، إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات رتاج، وبحار ذات أمواج، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا هناك فناموا، أقسم قس قسما لا حانثا فيه ولا آثما أن لله دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبيا قد حان حينه وأظلكم أوانه، فطوبى لمن آمن به فهداه، وويل لمن خالفه وعصاه. ثم قال: تبا لأرباب الغفلة من الأمم الخالية والقرون الماضية، يا معشر إياد! أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد؟ وزخرف ونجد، وغره المال والولد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا، وأبعد منكم آمالا؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله، فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خاوية، عمرتها الذئاب العاوية، كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود، ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأوليـ ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر
قال: ثم جلس وقام رجل أشدق أجش الصوت، فقال: لقد رأيت من قس عجبا، خرجت أطلب بعيرا لي حتى إذا عسعس الليل وكاد الصبح أن يتنفس، هتف بي هاتف [ ص: 149 ] يقول:
يا أيها الراقد في الليل الأحم قد بعث الله نبيا في الحرم
من هاشم أهل الوفاء والكرم يجلو دجنات الليالي والبهم
قال: فأدرت طرفي فما رأيت شخصا، فأنشأت أقول:
يا أيها الهاتف في داجي الظلم أهلا وسهلا بك من طيف ألم
بين هداك الله في لحن الكلم من ذا الذي تدعو إليه يغتنم
قال: فإذا أنا بنحنحة وقائل يقول: ظهر النور، وبطل الزور، وبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالحبور، صاحب النجيب الأحمر، والتاج والمغفر، والوجه الأزهر، والحاجب الأقمر، والطرف الأحور، صاحب قول شهادة أن لا إله إلا الله، فذلك محمد المبعوث إلى الأسود والأحمر، أهل المدر والوبر، ثم أنشأ يقول:
الحمد لله الذي لم يخلق الخلق عبث ولم يخلنا سدا من بعد عيسى واكترث
أرسل فينا أحمدا خير نبي قد بعث صلى عليه الله ما حج له ركب وحث
قال: ولاح الصباح، وإذا بالفنيق يشقشق إلى النوق، فملكت خطامه وعلوت سنامه، حتى إذا لغب فنزل في روضة خضرة، فإذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة، وبيده قضيب من أراك ينكت به في الأرض وهو يقول:
يا ناعي الموت والملحود في جدث عليهم من بقايا بزهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم فهم إذا انتبهوا من نومهم فرقوا
حتى يعودوا بحال غير حالهم خلقا جديدا كما من قبله خلقوا
منهم عراة ومنهم في ثيابهم منها الجديد ومنها المنهج الخلق
قال: فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام، فإذا أنا بعين خرارة في أرض [ ص: 150 ] خوارة، ومسجد بين قبرين، وأسدين عظيمين يلوذان به، وإذا بأحدهما قد سبق الآخر إلى الماء، فتبعه الآخر يطلب الماء فضربه بالقضيب الذي في يده، وقال: ارجع ثكلتك أمك حتى يشرب الذي ورد قبلك، فرجع ثم ورد بعده فقلت له: ما هذان القبران؟ قال: هذان قبرا أخوين كانا لي يعبدان الله عز وجل معي في هذا المكان، لا يشركان بالله شيئا، فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما حتى ألحق بهما، ثم نظر إليهما وجعل يقول:
خليلي هبا طالما قد رقدتما أجدكما لا تقضيان كراكما
ألم تعلما أني بسمعان مفردا ومالي فيه من خليل سواكما
مقيم على قبريكما لست بارحا طوال الليالي أو يجيب صداكما
أبكيكما طول الحياة وما الذي يرد على ذي لوعة إن بكاكما
كأنكما والموت أقرب غائب بروحي في قبريكما قد أتاكما
أمن طول نوم لا يجيبان داعيا كأن الذي يسقي العقار سقاكما
فلو جعلت نفس لنفس وقاية لجدت بنفسي أن تكون فداكما
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله قسا إني أرجو أن يبعثه الله عز وجل أمة وحده)
الطريق الثالث أبو بكر الباقلاني والسند به المجاهيل وانقطاعات

أخبرني الحسن بن عبد الله بن سعيد ، حدثنا علي بن الحسين بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن زكريا ، حدثنا عبيد الله بن الضحاك ، عن هشام ، عن أبيه : أن وفدا من إياد قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسألهم عن حال قس بن ساعدة ، فقالوا : قال قس :
يا ناعي الموت والأموات في جدث عليهم من بقايا بزهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم كما ينبه من نوماته الصعق
منهم عراة ومنهم في ثيابهم منها الجديد ومنها الأورق الخلق

[ ص: 153 ] مطر ونبات ، وآباء وأمهات ، وذاهب وآت . وآيات في إثر آيات ، وأموات بعد أموات . ضوء وظلام ، وليال وأيام ؛ وغني وفقير ، وشقي وسعيد ، ومحسن ومسيء . أين الأرباب الفعلة ؟ ليصلحن كل عامل عمله .
كلا ، بل هو الله واحد ، ليس بمولود ولا والد ؛ أعاد وأبدى ، وإليه المآب غدا .
أما بعد ؛ يا معشر إياد ؛ أين ثمود وعاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ أين الحسن الذي لم يشكر ؟ أين الظلم الذي لم ينقم ؟ كلا ورب الكعبة ليعودن ما بدا ، ولئن ذهب يوم ليعودن يوم .
قال : وهو قس بن ساعدة بن حذاق بن ذهل بن إياد بن نزار . أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية . وأول من توكأ على عصا . وأول من تكلم بـ " أما بعد ".

(3) المثال الثالث (الفصول والغايات لأبي العلاء المعري)
- المثال الأول:
] سبيل السفر، والهاجمة على نقيع الجفر. يشهد خلقها بأمر، للواحد ملك الدهر، خالق السنة والشهر، غبت غيبة بقدر، ثم رجعت عن هجر، فما كدت أجد من شفر، بدل مسكن بقبر، كأنهم سقوا ماء الآباء[
تشبه في خواتيمها سورة القدر، لذا سنعقد معها المقارنة ، ثم سنضيف لها أول آيتين من سورة العصر حتي يتطابق عدد الحروف.
ﵟإِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥ ﵞ [القدر: 1-5]
ﵟوَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ ﵞ [العصر: 1-3]
النماذج المتطابقة :شهر| شهر ؛قدر|قدر؛القدر| السَّفْر؛والعصر| من شفْر؛بالصَّبْر| عنْ هَجْر؛الفجر|الجفْر؛دهر|شهر.


الفَجْر| الجَفْر
ا ل ف ج ر
ا ل ج ف ر
بالصبر/عن هجر
ب ص ص ب ر
ع ن ه ج ر
والعصْر| مِنْ شَفْر
و ل ع ص ر
م ن ش ف ر
القدْر| السَّفْر
ا ل ق د ر
ا س س ف ر





رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَْْمرٖ|خَلْقُهَا بِأَمْر
ر ب ب ه م أ م ر
خ ل ق ه ا أ م ر








سنلاحظ أن خواتيم العبارات عند أبي العلاء تطابق نظيرتها في سورة القدر والعصر في سبع مرات تطابقاً من نوعية (الاحتذاء أو التناص) وهو سرقة، حيث التفعيلة التي يوزايها كلمة هنا ستوازيها كلمة بنفس عدد الحروف هناك، والتفعيلة التي توازيها الكلمة الأولى و أول حرفين من الكلمة الثانية هنا سيوازيها هناك نفس الأمر أول كلمة مع أول حرفين من الثانية، وهكذا...
• المثال الثاني:
" أحلف بسيف هبار، وفرس ضبار، يدأب في طاعة الجبار، وبركة غيث مدرار، ترك البسيطة حسنة الحبار، لقد خاب مضيع الليل والنهار، في استماع القينة وشرب العقار، أصلح قلبك بالأذكار، صلاح النخلة بالإبار، لو كشف ما تحت الأحجار، فنظرت إلى الصديق المختار، أكبرت ما نزل به كل الإكبار، نحن من الزمن في خبار، كم في نفسك من اعتبار، ألا تسمع قديمة الأخبار، أين ولد يعرب ونزار، ما بقى لهم من إصار، لا وخالق النار، ما يرد الموت بالإباء"
سنلاحظ التطابق في تفعيلات خواتيم الجُمَل، وهي المواضع المعنية بالجرس الموسيقي، وسنجد أن أبي العلاء قد طابق خواتيم 16 آية في سورة واحدة وهي سورة ص مطابقة تامة من نوعية (الاحتذاء أو التناص) وهو سرقة، حيث التفعيلة التي يوزايها كلمة هنا ستوازيها كلمة بنفس عدد الحروف هناك، والتفعيلة التي توازيها الكلمة الأولى و أول حرفين من الكلمة الثانية سيوازيها هناك نفس الأمر أول كلمة مع أول حرفين من الثانية، وهكذا...


أَلْبَابْ| هَبَّارْ
أ ل ب ا ب
ه ب ب ا ر

أَوَّابْ| ضَبَّار
أ و و ا ب
ض ب ب ا ر

الأَخْيَارْ| الْجَبَّارْ
ا ل أ خ ي ا ر
ا ل ج ب ب ا ر

أَبْوَابْ| مِدْرَارْ
أ ب و ا ب
ك ذ ذ ا ب

سَاحِرٌ كَذَّابْ |طَاعَةَ الْجَبَّارْ
ط ا ع ة ل ج ب ب ا ر
س ا ح ر ن ك ذ ذ ا ب

ضِعۡفٗا فِي ٱلنَّارِ | غَيْثٍ مِدْرَارْ
ض ع ف ن ف ن ن ا ا
غ ي ث ن م د ر ا ر


الْحِسَابْ | الحَبَارْ
ا ل ح س ا ب
ا ل ح ب ا ر

مِنْ نَفَادْ| وَالنَّهَارْ
م ن ن ف ا د
و ن ن ه ا ر

فَبِئْسَ الْمِهَادْ| وَشُرْبِ الْعَقَارْ
ف ب ئ س ل م ه ا د
و ش ر ب ل ع ق ا ر

الصِّرَاطْ | الْعَقَارْ
ا ص ص ر ا ط
ا ل ع ق ا ر

ذِكۡرَى ٱلدَّارِ| بِالْأَذْكَارْ
ذ ك ر د د ا ر
ب ل أ ذ ك ا ر

المِهَادْ| الأبَارْ
ا ل م ه ا د
ا ل أ ب ا ر

بِالْحِجَابْ| بِالأبَارْ
ب ل ح ج ا ب
ب ل أ ب ا ر

نُصْبٍ وَعَذَابْ| تَحْتَ الأَحْجَار
ن ص ب ن و ع ذ ا ب
ت ح ت ل أ ح ج ا ر

مُصْطَفَيْنَ الْأَخْيار| الصَّدِيقِ المُخْتَارْ
م ص ط ف ي ن ل أ خ ي ا ر
ا ص ص د ي ق ل م خ ت ا ر

ضِعْفَاً فِي النَّارْ| كُلَّ الإكْبَارْ
ض ع ف ن ف ن ن ا ر
ك ل ل ل إ ك ب ا ر



(4) المثال الرابع (سورة الفاشية)
]هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الفَاشِيَةِ ﴿1﴾ يَوْمَ وَقَفُوا عَلَيْهِمْ بِالرَّابِيَةِ ﴿2﴾ وَصَدَعَ بِالآيَاتِ النَّابِيَةِ ﴿3﴾ فَجَعَلَهُمْ أَنْعَامًا وَمَاشِيَةً ﴿4﴾ وَمِنْ أَتْبَاعِهِ الحَاشِيَةِ ﴿5﴾ يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ لَهَالِكٌ ﴿6﴾ ضَلَلْتَ المَسَالِكِ ﴿7﴾ وَأَبْدَلْتَ النُّورَ بِاللَّيْلِ الحَالِكِ ﴿8﴾ اقْرَأْ بِالْعَقْلِ الَّذِي وُعِيَ ﴿9﴾ وَزِنْ قَوْلَ مَنْ ادَّعَى ﴿10﴾ وَلَا تُصَدِّقْ كُلَّ مَنْ دَعَا لِنَفْسِهِ وَسَعَى ﴿11﴾ وَإِنْ أَدْرَكْتَ المَسْعَى ﴿12﴾ أَنْذَرْ وَغَوَى ﴿13﴾ وَاخْتَارَ الهَوَى ﴿14﴾ وَلا تَتَّبِعْ كُلَّ لَعَّانٍ لَعَّانٍ ﴿15﴾ يَدُسُّ السُّمَّ فِي الْآذَانِ بِسَجْعِ كَاهِنٍ فَتَّانٍ ﴿16﴾ يُغْوِي التَّابِعَ بِالْجَنَّانِ ﴿17﴾ وَيُنذِرُ الكَافِرَ بِالنَّارِ ﴿18﴾ إِنَّهَا مَوْعِظَةٌ ﴿19﴾ فَمَنْ شَاءَ سَلَكَ وَعَبَرَ ﴿20﴾ وَمَنْ شَاءَ وَلَّى وَأَدْبَرَ ﴿21﴾[

تنقسم الفقرة لقسمين، القسم الأكبر هو مجرد تناص واحتذاء والتقاط وتلفيق، حيث جاء بنفس التعبيرات القرآنية مع تغيير الحروف؛ والقسم الثاني هو مجرد سجع لا يشبه موسيقى القرآن، حيث يمكن التأكد من ذلك بالطريقة السالف شرحها بمقارنة مواضع السكون والحركة.
أولا التناص والاحتذاء والالتقاط والتلفيق؛ وهو أن تأتي تفعيلات تعكس نفس بداية ونهاية الكلمات؛ فلو كانت التفعيلة الأولى تعكس أول كلمة مع أول حرفين من الكلمة الثانية وأيضاً التفعيلة الثانية تعكس ثالث حرف من الكلمة الثانية مع الكلمة الرابعة فإننا نجده أيضاً عند السارق؛ أو أن يأتي بكلمات شديدة القرب في النطق من اللفظة في النص المسروق منه:-
1- هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الفَاشِيَةِ ﴿1﴾ |ﵟهَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ 1ﵞ
2- وَقَفُوا عَلَيْهِمْ بِالرَّابِيَةِ ﴿2﴾ |ﵟ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِﵞ
3- بِالآيَاتِ النَّابِيَةِ ﴿3﴾|ﵟفِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ 24 ﵞ [الحاقة: 24]
4- أَنْعَامًا وَمَاشِيَةً ﴿4﴾ |ﵟأَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌﵞ [الأنعام: 138]
5- يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ ﴿6﴾|ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُﵞ [الانفطار: 6]
6- اقْرَأْ بِالْعَقْلِ ﴿9﴾ |ﵟٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَﵞ [العلق: 3] ﵟٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ ﵞ [العلق: 1]
7- اقْرَأْ بِالْعَقْلِ ﴿9﴾| ﵟأُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِﵞ [القيامة: 2] .
8- بِالْعَقْلِ الَّذِي وُعِيَ ﴿9﴾| ﵟوَٱلَّيۡلِ إِذَا سَجَىٰ 2 ﵞ [الضحى: 2]
9- وَزِنْ قَوْلَ مَنْ ادَّعَى ﴿10﴾| ﵟخَابَ مَنِ ٱفۡتَرَىٰ 61ﵞ [طه: 61]
ق و ل م ن د د ع ى
خ ا ب م ن ف ت ر ى

10- أَدْرَكْتَ المَسْعَى ﴿12﴾|ﵟأَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ 4ﵞ [الأعلى: 4]
11- أَنْذَرْ وَغَوَى ﴿13﴾| ﵟقَدَّرَ فَهَدَىٰ 3ﵞ [الأعلى: 3]
12- وَلا تَتَّبِعْ كُلَّ لَعَّانٍ ﴿15﴾ |ﵟوَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖﵞ [القلم: 10]
13- فَمَنْ شَاءَ سَلَكَ ﴿20﴾| ﵟفَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَﵞ [النبأ: 39]
14- وَلَّى وَأَدْبَرَ ﴿21﴾| ﵟأَدۡبَرَ وَتَوَلَّىٰ 17 ﵞ [المعارج: 17]
ثانياً الموسيقى التي لا تشبه القرآن، وبالتالي فهي لم تحقق شرط المماثلة:
1- ضَلَلْتَ المَسَالِكِ ﴿7﴾ وَأَبْدَلْتَ النُّورَ بِاللَّيْلِ الحَالِكِ ﴿8﴾
2- يَدُسُّ السُّمَّ فِي الْآذَانِ بِسَجْعِ كَاهِنٍ فَتَّانٍ ﴿16﴾

(5) المثال الخامس(سورة الميزان )
"س ل ، تنزيل من الله الحي الذي لا ينام ، الذي عنده علم كل شئ ويعلم ما في الأرحام ، و كل شئ مكتوب بقدرته و مخطوط بأقلام ، والذي خلقكم من آدم و جعل منكم أقوام ، و جعل منكم عمالقة و جعل منكم أقزام ، واتقوا يومآ تشهد عليكم أيديكم و الأقدام ، و اعلموا أنكم ستجزون بما كنتم تفعلون ، وأن الحساب لآتي فلا تعصون ، و اعملوا بما يأمركم الرسول و اطيعون ، يا أيها النبي إنا أنزلنا إليك ما ينفع المؤمنين ، و ما أنت إلا منذر من المنذرين ، فادعوا إلى سبيل الله وكن من المجاهدين ، وبشر الذين يتبعوننا أنهم في الآخرة لمن الفائزين ، واقيموا الصلاة وآتوا الزكوة ولا تشربوا الخمر ، ذلكم خير لكم إن كنتم مطيعين ، ولا تسخروا من أولياء أموركم و لا تجعلوا الله يغضب عليكم وكونوا من التائبين ، فرض عليكم الصيام كما فرض على الذين من قبلكم في أيام مباركين ، ولا تدعوا إلى الحرب وكونوا من المسامحين ، واطيعوا الله رب العالمين ."
- بعض نماذج الاحتذاء والتناص والالتقاط والتلفيق، ويمكن للقارئ الكريم اتباع نفس الخطوات في باقي الفقرة:-
1- تنزيل من الله| ﵟتَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِﵞ [الجاثية: 2]
2- الحي الذي لا ينام| ﵟٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُﵞ [الفرقان: 58]
3- الذي عنده علم كل شئ ويعلم ما في الأرحام | ﵟعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ ﵞ [لقمان: 34]
4- و كل شئ مكتوب بقدرته| ﵟوَكُلُّ شَيۡءٍ عِندَهُۥ بِمِقۡدَارٍﵞ [الرعد: 8]
5- والذي خلقكم من آدم| ﵟٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖﵞ [الأعراف: 189]
6- و جعل منكم أقوام| ﵟفَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓﵞ [القيامة: 39]
7- واتقوا يومآ| ﵟوَٱتَّقُواْ يَوۡمٗاﵞ [البقرة: 281]
8- واتقوا يومآ تشهد عليكم أيديكم و الأقدام| ﵟيَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُمﵞ [النور: 24]

كما هو واضح ، يمكن للقارئ الكريم تتبع باقي النصوص الواردة في الفقرة وإيجاد ما يقابلها في القرآن الكريم، بما يؤكد الاحتذاء لا المماثلة.


★الفارق بين التفوق القرآني وتفوق المبدعين في مختلف المجالات
- يمكننا في حالة ميسي إن لم نأتي ب(ميسي مثله) أن نأتي ب(عشر دقائق من مثله= سورة).
- إن قلنا " هاتوا لنا اكتشافاً يضاهي اكتشاف أينشتاين في الأهمية في الفيزياء أو يقاربه" هل سنعجز ؟ لا، وإن قلنا "هاتوا الخطوات التي سار عليها أينشتاين ليكتشف اكتشافه" فهل نعجر؟ لا، وكل من سار على نفس خطواته سيحصل على نفس نتيجته.
- إن قلنا "هاتوا لنا أسوأ عشر دقائق أدَّاها ميسي طيلة مسيرته مقابل أفضل عشر دقائق لرونالدو ثم قارنوا، ألن يكون رونالدوا فيها هو الأفضل حتى ولو كان ميسى الأفضل إجمالاً؟
إذن تفوق المبدعين هو تفوق نسبي ، بينما تفوق القرآن تفوق نوعي، فالمبدع ربما يأتي شخص ويضاهيه في كل أعماله أو في بعض أعماله، بينما القرآن لم يأت من يضاهيه في كل سوره (أن يأتوا بمثل هذا القرآن) ولا في سورة واحدة (فأتوا بسورة من مثله).
★لم يتحداهم القرآن فيما برعوا فيه
ملخص الإشكال:
" لم يتحداهم محمد-- فيما برعوا فيه ألا وهو الشعر والنثر وإنما جاء بفن جديدٍ لا يعرفونه، ومثل هذا لا يسمى تحدي، وإنما التحدي أن يأتي بشعر يعجزوا أن يأتوا بمثله، وكذا النثر."
وقيل أيضاً " لا يكفي أن العرب يعرفون اللغة العربية حتى يصح تحديه لهم ، فهذا يشبه أن تأتي بشخص يجيد بعض طرق لعب الكوتشينة-البلوت- فيسوغ لك ذلك أن تتحداه في لعبة من ألعاب الكوتشينة هو لا يعرفها".
والجواب :
• أن القرآن نظم بلاغي، والشعر والنثر نظم بلاغي؛فقد اشتركوا في نفس المضمار ؛ ومن ثم سنجده قد تحداهم فيما برعوا فيه ألا وهو الفصاحة، فجاء بفن كامل جديد هو في باب النظم الفصيح ولم يسبق أو يلحق بنظيره، فهو في نفس جنس ما برعوا فيه.
• الذي لا يجيد لعبة معينة من ألعاب الكوتشينة فإنه يملك الأدوات التي تمكنه من إجادتها،فيمكنه تعلمها حتى الإتقان، فلماذا عجز الكل عن استعمال تلك الأدوات لتعلم تلك اللعبة؟ فالقرآن هو نتيجة مبنية على مقدمات، هذه المقدمات والخطوات هي في مقدور الجميع تتبعها والحصول على نفس النتيجة ، فلماذا عجزوا؟
• خلط المعترض بين الفن الجديد والتميز في نفس الفن، فالذي حدث ليس كشخص يجيد كرة القدم جاء وتحدى أشخاصاً يجيدون كرة اليد ، وإنما الجميع يجيد كرة القدم فجاء أحدهم وأعطاهم طريقة للعب لا يستطيع أحد تطبيقها أبداً غيره هو !
فهذا تميزٌ في نفس المضمار، فهم مميزون في اللغة والبلاغة والفصاحة، فلم يأتهم بالطب مثلاً وتحداهم أن يغلبوه فيه، فوقتها يصح اعتراضك، وإنما في نفس الباب الذي برعوا فيه.
• من اخترع مقاماً جديداً في الشعر يقال عنه برع في فنٍّ آخر؟ ومن اخترع فناً آخر في الفصاحة يقال برع في غير الفصاحة؟! هذا كله في باب الفصاحة لو سلمنا بمصطلح "فن آخر". والفارق بينه وبين الذي اخترع مقاماً جديداً هو قدرة العرب على محاكاته إن أرادوا بخلاف القرآن، فيمكنني أن أعتلم هذا المقام الجديد المخترع وأمارس الغناء والتلحين والإنشاد اعتماداً عليه وأبرع جداً في ذلك، بخلاف القرآن الكريم.
★ من سيكون الحكم؟
يقول الاعتراض" من هو الحكم الذي سيقول أننا جئنا بمثله؟"
والإجابة هي: قواعد الأدب، فالنقاد لم يزالوا يقارنون بين القصائد حاكمين بأفضلية واحدة على الأخرى بقواعد البلاغة والنظم الجيد، وأصحاب الحجة القوية سينتصرون.
وأيضاً القاضي الثاني هو الانهيار، فبمجرد المجيئ بمثله فإنه سيؤثر في نفوس الناس تلقائياً وسيدخل الشك في قلوبهم تلقائياً وسيكثر من يترك الدين من جراء ذلك، مع بقاء الكثيرين أيضاً معاندين

★هاتِ صحابياً أسلم بسبب سماع القرآن
لم يثبت فيما أعلم بسندٍ صحيحٍ إسلام صحابيٍّ بسند صحيح بسبب سماعه للقرآن، وإنما الذي ثبت بسند صحيح هو تأثر قريش الشديد عند سماع القرآن يُقْرأ بخشوعٍ حتى أنهم خافوا على من سمعوه أن يسلم كما في حديث ابن الدغنة الشهير في صحيح البخاري،وكما ثبت بسند صحيح حرص قريش على استراق السمع لرسول الله  وحبهم لسماعه وهو يقرأ القرآن ؛ وتأثر جبير بن مطعم وهو مشرك بسماع سورة الطور حتى كاد قلبه أن يطير كما في صحيح البخاري؛ وثبت تعجب الجن من القرآن في سورة الجن
غير أنه نقل بأسانيد ضعاف أن سبب إسلام عمر وأبي ذر وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير والطفيل بن عمرو الدوسي وأسعد بن زرارة وصاحبه وغيرهم هو سماعهم للقرآن، ونقل بأسانيد ضعاف اعتراف عتبة بن ربيعة بأن القرآن لا يشبه السحر ولا الشعر ولا الكهانة، ونفس الأمر نقل مدح الوليد بن المغيرة للقرآن، لكن ربما تكون هذه المعلومة مضللة، فربما يكون سبب ضعف هذه الأسانيد ليس هو أنه لم يسلم أحد بسبب سماعه للقرآن وإنما لأن العلماء اهتموا بتوثيق أحاديث رسول الله التي يؤخذ منها العقيدة والحلال والحرام وتركوا السيرة والمغازي، لذا فأغلب أسانيد السيرة ضعيفة، كما قال الإمام أحمد:
"إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال، وما لا يضع، حكماً أو يرفعه، تساهلنا في الأسانيد"
وجاء في تاريخ ابن معين:
" سمعت العباس يقول سمعت أحمد بن حنبل وسئل وهو على باب أبى النضر هاشم بن القاسم فقيل له يا أبا عبد الله ما تقول في موسى بن عبيدة الربذي وفى محمد بن إسحاق فقال أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث كأنه يعنى المغازي ونحوها، وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس ولكنه حدث بأحاديث مناكير عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم، فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا وقبض أبو الفضل على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام وأرانا أبو الفضل يديه وأرانا أبو العباس."
فلا ينبغي اعتبار هذه المعلومة فيصلاً في المسألة لطروء الاحتمالين، وهنا يُخْتَبَرُ إنصاف الشخص.
يقصد هذه


- تأثر المشركين بسماع القرآن الكريم حتى خافوا على من يسمعوه أن يسلم:-
«صحيح البخاري» (5/ 58):
3905 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: «لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا نَحْوَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ لَقِيَهُ ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ، وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي. قَالَ ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ: فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، إِنَّكَ تُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ، ارْجِعْ وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ، فَرَجَعَ وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ، فَطَافَ ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ ‌الدَّغِنَةِ، وَقَالُوا لِابْنِ ‌الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا. فَقَالَ ذَلِكَ ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَذِفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لَا يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ ‌الدَّغِنَةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ بِجِوَارِكَ، عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَقَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَأَعْلَنَ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ فِيهِ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَانْهَهُ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ، فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْكَ ذِمَّتَكَ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ ‌الدَّغِنَةِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَاقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي، فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ، وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللهِ عز وجل،
- حب المشركين وحرصهم على سماع رسول الله يقرأ القرآن:
تفسير الطبري [ ج 15 : ص 131 ] :-
(20891)- [15 : 130] حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني
دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا جَهَرَ بِالْقُرْآنِ وَهُوَ يُصَلِّي تَفَرَّقُوا، وَأَبَوْا أَنْ يَسْتَمِعُوا مِنْهُ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  بَعْضَ مَا يَتْلُو وَهُوَ يُصَلِّي، اسْتَرَقَ السَّمْعَ دُونَهُمْ فَرَقًا مِنْهُمْ، فَإِنْ رَأَى أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُوا أَنَّهُ يَسْتَمِعُ، ذَهَبَ خَشْيَةَ أَذَاهُمْ، فَلَمْ يَسْتَمِعْهُ، فَإِنْ خَفَضَ رَسُولُ اللَّهِ  صَوْتَهُ، لَمْ يَسْتَمِعِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ مِنْ قِرَاءَتِهِ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ. فَيَتَفَرَّقُوا عَنْكَ، وَلا تُخَافِتْ بِهَا.فَلا تُسْمِعَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا، مِمَّنْ يَسْتَرِقُ ذَلِكَ دُونَهُمْ، لَعَلَّهُ يَرْعَوِي إِلَى بَعْضِ مَا يَسْمَعُ، فَيَنْتَفِعُ بِهِ، وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا" صحيح.
- تأثر جبير بن مطعم وهو مشرك بسماع سورة الطور:
«صحيح البخاري» (6/ 140):
4854 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثُونِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} ‌كَادَ ‌قَلْبِي ‌أَنْ يَطِيرَ».

- تأثر الجن من سماع القرآن الكريم
ﵟقُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا 1 يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا 2 ﵞ [الجن: 1-2]












★ يجب أن يكون أغلب من أسلموا إنما أسلموا بسبب معجزة القرآن
- لا يلزم، فقد ثبتت نبوة رسول الله بكثير من الأمارات وليس إعجاز القرآن فقط،كمعجزة انشقاق القمر وغيرها من المعجزات التي تجاوزت وفقاً لبعض العلماء الألف معجزة ومنها حسن خلقه وصدقه المشهور به بين الناس، ومنطقية كلامه، والنبوءات التي شهد له بها أهل الكتاب.
- كما أنه لو لزم فلا يلزم أن يصلنا أخبار هذه الحوادث بغزارة لأن العلماء اهتموا فقط بالأحاديث التي يؤخذ منها الاعتقاد والتشريع وتركوا أخبار المغازي والسير فقلَّت مثل هذه الأخبار كما كثرت في السير الروايات الضعيفة، كما قال الإمام أحمد " ثلاث لا أسانيد لها المغازي والملاحم والتفاسير"، فقد سبق وذكرت ثمانية ممن أسلموا بسبب سماعهم للقرآن ولم تصلنا بأخبارهم تلك سوى الأسانيد الضعيفة.
- كما أنه قد صح تأثر قريش عموما بسماع القرآن.
- كما أن هذا إلزام وليس بتأسيس، فنحن لو نقلنا لنا عشرين حديثاً بأسلام ألفي شخص بسبب سماعهم للقرآن لما صدقتم، فنحن نريد اعتراضاً أنتم تعتقدون بحجيته لا أنكم تقولونه من باب إلزام المخالف فحسب.
- الاعتراض قائم على " بما أن أغلب العرب لم تسلم بسبب هذا التحدي إذن هذا التحدي باطل".
وسبب هذه الفلسفة هو إحسان الظن بمشركي الجزيرة، والصواب هو أنه لو انشق البحر أمامهم وأحيا محمد لهم الموتى وشق لهم الصخرة عن ناقة لوجدت أغلبهم معاندين كما حدث مع الأنبياء من قبله ، ولاتهموه بالسحر، فالعند والجحود والخوف على المناصب وكراهية أن تصير تابعاً بعد أن كنت رأساً والحسد والتقليد الأعمى للآباء هي أسباب حقيقية في كل زمن وليس في زمن النبي  وحده تقف حائلاً بين كثير من الناس والاعتراف بالحق كما لا يخفى.
- والاعتراض قائمٌ على تساوي العرب في قدرتهم على تذوق اللغة ومعرفة الفروق، وهذا ليس بصحيح ، فنحن اليوم لو لدينا قصدتان بالعامية المصرية لما كان لجميع المصريين نفس القدرة على تحديد أيهما أفضل من الثانية، وهذا أمر بدهي نعرفه من طبائع الأمور.








★مقارنة بين تحدي موسى لقومه وتحدى رسول الله لقومه
يقول الاعتراض:
"موسى عليه السلام جاء بنفس جنس ما تفوقوا فيه ألا وهو تحول العصا لحية، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفعل هذا بل جاء بشئ جديد ، يشبه هذا أن يقوم السحرة بتحويل العصا لحية فيقوم موسى بتحويل القبعة لأرنب"
لو فعل موسى شيئاً مغايراً لما فعلوه لكنه في نفس الباب "باب تحويل الأشياء" فما الضرر؟
لنعدل الأمر قليلاً، هم قاموا بتحويل الحبال لحيات فقام هو بتحويل العصا لديناصور عملاق للغاية ومذهل و أكل كل الثعابين، هل ستقول وقتئذٍ أنه لم يغلبهم؟!
إذن من زعم في هذه الحالة أنه لم يغلبهم فقد أخطأ والصواب هو أن جنس التحدي هو المقصود ألا وهو " التحويل= السحر" فمن كان تحويله أعظم غلب، أما إصرارك على أنه لا ينبغي قط أن يحول عصاته إلا إلى حية فتحكمٌ بلا حجة منطقية.
كذا المقصود في حالتنا هو جنس التفوق في النظم، فمن جاء بنظمٍ أعجز فيه مخالفيه فقد غلب؛ فبان لدينا هاهنا من يلوم المتفوق على تفوقه فحسب !
هذا الاعتراض يعني أنه لا يمكننا أن نقول عن فيزيائيٍ أنه أعظم من أينشتاين إلا إن تفوق على أنشتاين في نفس الفرع الدقيق من الفيزياء الذي برع فيه أينشتاين ، هكذا فقط!، بحث أنه لو تفوق في الفيزياء واكتشف شيئاً أكثر نفعاً للبشرية مما اكتشفه أينشتاين في الفيزياء فلا يقال أنه تفوق عليه !





الخلاصة:
لا تكثروا من الاعتراضات وهاتوا المثيل بغير تناص واحتذاء وركاكة، اعتراضاتكم لو صحت فهي لا تثبت إلا أن هذا التحدي باطل ،ولو كان باطلاً لأمكنكم الإتيان بالمثيل، هاتوه والحكم للناس.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
د.أحمد الشامي
@Ahmed_elshamy1
https://t.me/DrAhmadElshamyDiscussions




zz0.u28xbqbi05zz