الباب السادس عشر البر و الصلة
464
تعلَّموا من أنسابِكم ما تَصِلون به أرحامَكم ؛ فإنَّ صلَةَ الرَّحِمِ محبَّةٌ في الأهلِ ، مَثراةٌ في المالِ ، مَنْسَأَةٌ في الأثَرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
465
مَن أَحَبَّ أن يَصِلَ أباه في قبرِه ، فَلْيَصِلْ إخوانَ أبيه من بعدِه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 5960
466
أَبَرُّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أبِيهِ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2552
467
عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلمُ عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك
رواه مسلم
468
ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ فيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا من صِلَةِ الرَّحِمِ ، و ليس شيءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ البَغْيِ و قَطِيعَةِ الرَّحِمِ ، و اليَمِينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيارَ بَلا قِعَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "ليس شَيءٌ أُطِيعَ اللهُ تعالى فيه أعجَلَ ثوابًا مِن صِلَةِ الرَّحمِ"، والرَّحِمُ: هي الصِّلةُ الَّتي تكونُ بيْن الشَّخْصِ وغيرِه، والمُرادُ بها هنا: الأقارِبُ، ويُطلَقُ عليهم: أُولُو الأرحامِ، وهي مِن أكثَرِ ما يُعجِّلُ اللهُ به الثَّوابَ في الدُّنيا، "وليس شَيءٌ أعجَلَ عِقابًا"، أي: ليسَ هناك مِن الذُّنوبِ ذنْبٌ أوْلى بتَعجيلِ العُقوبةِ لِصاحِبِ الذَّنْبِ في الدُّنيا، "مِن البَغْيِ"، أي: مِن ذَنْبِ البَغْيِ، وهو الظُّلمُ والجَوْرُ، "وقَطيعةِ الرَّحِمِ"، أي: وكذلك ذَنْبُ قَطيعةِ الرَّحِمِ، "واليَمينِ الفاجرةِ"، أي: الَّذي يَحلِفُ على شَيءٍ وهوَ يَعلمُ أنَّه كاذِبٌ، "تدَعُ الدِّيارَ بلاقِعَ" جمْعُ بَلْقَعٍ، وهي الأرضُ القَفراءُ الَّتي لا شَيءَ فيها، يُرِيدُ أنَّ الحالفَ يَفتقِرُ ويَذهَبُ ما في بيْتِه مِن الرِّزقِ. وقيل: هو أنْ يُفرِّقَ اللهُ شمْلَه ويُغيِّرَ عليه ما أوْلاهُ مِن نِعَمِه.
469
ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا ، مع ما يَدِّخِرُه له في الآخرةِ من قطيعةِ الرَّحِمِ ، والخيانةِ ، والكذبِ ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فجَرةً ، فتنمو أموالُهم ، ويكثُرُ عددُهم ، إذا تواصَلوا
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
470
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ».
صحيح-البخاري رقم المصدر :6768
471
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ - أَوْ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ".
صحيح-البخاري رقم المصدر :6762
472
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا، فَقَالَ أَهْلُهَا: نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلاَءَهَا لَنَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكِ، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».
صحيح-البخاري رقم المصدر :6757
473
من قطع رحماً أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت
رواه البخاري في التاريخ الكبير برقم: (2189)، من حديث القاسم بن عبد الرحمن (مولى يزيد بن معاوية) مرسلًا. صحيح الجامع برقم: (6475)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (1121)
474
أَلَا أَدُلُّكُم على أَفْضَلَ من درجةِ الصلاةِ والصيامِ والصدقةِ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ . قال : إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالِقَةُ . لا أقولُ : إنها تَحْلِقُ الشَّعْرَ ولكن تَحْلِقُ الدِّينَ
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام | الصفحة أو الرقم : 414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه رضيَ اللهُ عَنهم: "ألَا" استفتاحُ السُّؤالِ بـ(ألا)؛ للتَّنبيهِ والتَّحفيزِ إلى الأمْرِ الذي سَيذكُره، "أُخبِرُكم"، أي: عَن عَملٍ "بأفضلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقة؟" قالَ الصَّحابةُ: "بَلى"! قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إصْلاحُ ذاتِ البَينِ"، أي: السَّعيُ في إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ ورَفعِ ما بَينَهم مِن خُصوماتِ ودَفعِهم إلى الأُلفةِ والمحبَّةِ، وهوَ الأمرُ الأفضلُ في المنفَعةِ بينَ الناسِ وإقامةِ المجتمَعاتِ، وهو المعامَلاتُ والتواصُل؛ وذلكَ لأنَّ إصلاحَ ذاتِ البَينِ فيهِ مَنفعةٌ ظاهِرةٌ ومُباشرةٌ للجَميعِ.
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "وفَسادُ ذاتِ البَينِ"، أي: إنَّ فسادَ ذاتِ البَينِ وتركَ السَّعيِ في الإصلاحِ يؤدِّي إلى "الحالِقة"، أي: القاطِعة والمُنْهية التي تأتِي على كلِّ شيءٍ وتحلِقُه وتقطَعُه من جُذورِه، سواءٌ مِن أمورِ الدِّين أو الدُّنيا؛ لأنَّها تُؤدِّي إلى التشاحُنِ بينَ الناسِ والتهاجُرِ وربَّما التقاتُل، هذا غَيرُ ما فيها مِن الأثرِ القَلبيِّ السيِّئِ على الإنسانِ، فيُفسِد قلبَه على إخوانِه؛ فلا يكونُ للدِّين والعِبادات أثرٌ ظاهرٌ في نَفْسِه أو مجتمَعِه.
475
أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، هؤلاء بنو ثَعْلَبَةَ الذين قتلوا فلانًا في الجاهليةِ، فخُذْ لنا بثَأْرِنا. فرفَعَ يدَيْه حتى رأيتُ بَياضَ إِبِطَيْه وهو يقولُ: لا تَجْني أمٌ على ولدٍ مرتين.
الراوي : طارق بن عبدالله المحاربي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 4854
يُخبِرُ طارقٌ المحاربيُّ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاءِ بَنو ثَعلبةَ الَّذين قتَلوا فُلانًا في الجاهليَّةِ"، أي: مِن أحَدِ أقاربِه، وقَبلَ أن يُسْلِموا، "فخُذْ لنا بثَأرِنا"، أي: يُطالِبُ الرَّجلُ بالقِصاصِ لدَمِه، قال طارقٌ: "فرفَع"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "يدَيه، حتَّى رأيتُ بَياضَ إِبْطَيه"، وهذا بيانٌ لِمُبالغَتِه الشَّديدةِ في الرَّفعِ، "وهو يَقولُ: لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ- مرَّتين-"، أي: لا تتَعدَّى جنايةُ الأمِّ إلى ولَدِها، بل كلٌّ يُجازَى بجِنايَتِه لا يَحمِلُها عنه غيرُه، وقالها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مرَّتَين؛ تأكيدًا وإسماعًا لأهمِّيَّةِ ما يَقولُ؛ لأنَّه لا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخرى .
476
انطلقتُ معَ أبي نحوَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لأبي ابنُكَ هذا؟ قالَ: إي وربِّ الكعبةِ. قالَ: حقًّا؟ قالَ: أشهَدُ بِهِ، قالَ: فتبسَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ضاحِكًا من ثبتِ شبَهي في أبي ومن حلِفِ أبي عليَّ ثمَّ قالَ: أما إنَّهُ لا يَجني عليكَ ولا تَجني عليهِ، وقرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
الراوي : أبو رمثة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
يقولُ أبو رِمْثَةَ: "انطلَقْتُ"، أي: ذهبْتُ مع أبي "نحوَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: مُتوجِّهين إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال لِأبي: "ابنُك هذا""، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لمَّا رَآنا سألَ أبي: "ابنُك هذا؟" "قال: إي، ورَبِّ الكعبَةِ"؛ فحلَفَ الرَّجلُ فقال: نعم ورَبِّ الكعبَةِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "حقًّا"، أي: إنَّ ما تَقوله صِدقٌ، قال: "أشهَدُ بهِ"، أي: أشهَدُ على ذلك قال: "فتبَسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ضاحكًا"، أي: تعجَّبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وظهَرَ أثَرُ هذا التَّعجُّبِ في تبسُّمِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "مِن ثَبْتِ شَبَهي"، أي: ثُبوتِ قوَّةِ الشَّبهِ "في أبي"، أي: شَبَهي بأبي، "ومِن حَلِفِ أبي عليَّ"، أي: إنَّ قوَّةَ هذا الشَّبَهِ تُغني عن الحَلِفِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أمَا إنَّه لا يَجْني عليك"، أي: لا تُؤخَذُ بجِنايتِه، ولا تُعاقَبُ بذنْبِه، "ولا تَجْني عليهِ"، أي: لا يُؤخَذُ بجِنايتِك، ولا يُعاقَبُ بذنْبِك؛ فإنَّ المذنِبَ هو الَّذي يُؤخَذُ بما فعَلَ وارتكَبَ من جِنايَةٍ، "وقرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: تَلا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذه الآيَةَ: {وَلَا تَزِرُ}، أي: لا تتَحمَّلُ نفْسٌ {وَازِرَةٌ}؛ ارتكبَت إثمًا {وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ؛ ذنْبَ نَفْسٍ أُخرى، والمَقصودُ: أنَّه لا يُعاقَبُ شخْصٌ بذنْبِ غيرِه، وإنَّما الَّذي يَستحِقُّ العقوبَةَ مَن فعَلَ الذَّنبَ وارتكَبَ المعصيَةَ.
477
جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : إنِّي أعطَيتُ أمِّي حديقةً لي وإنَّها ماتَتْ ولم تترُكْ وارثًا غَيري ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : وجبَتْ صدقتُكَ ، ورجعَتْ إليكَ حديقتُكَ
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 1954
"إنِّي أعطيْتُ أُمِّي حَديقةً لي"، أي: أعطيْتُها لها على سَبيلِ الهِبَةِ أو الصَّدقةِ، "وإنَّها ماتت ولم تترُكْ وارثًا غيري"، أي: كأنَّه يسأَلُ عن رُجوعِ الصَّدقةِ إليه مرَّةً أُخرى؛ هل يصِحُّ ذلك أمْ لا؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وجبَتْ صدقَتُك"، أي: تمَّتْ ونفَذتْ ووصَلَتْ مَحلَّها عند اللهِ، ولك أجْرُها، "ورجَعَتْ إليك حَديقتُك"، أي: بالميراثِ؛ حيث لا وراثَ غيرُك؛ ففي هذا دَلالةٌ على أنَّ للمُتصدِّقِ أخْذَ صَدقتِه لَمَّا رجَعَتْ إليه بالميراثِ، ونَبَّه على الفَرقِ بين الصَّدقةِ الرَّاجعةِ إلى المُتصدِّقِ بفِعلِ اللهِ والرَّاجعةِ إليه بفِعلِ نفْسِه، فإذا رجَعَتْ بفِعلِ اللهِ إلى المُتصدِّقِ أو الواهبِ فلا حرَجَ فيها، بينما منَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يرجِعَ الواهبُ والمُتصدِّقُ في هِبَتِه أو صَدقتِه، كما عند البُخارِيِّ ومُسلِمٍ من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ، وحديثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنهما.
478
للعبدِ المملوكِ المُصْلِحِ أجرانِ . والذي نفسُ أبي هريرةَ بيدِهِ ! لولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، والحجُّ ، وبِرُّ أُمِّي ، لأحببتُ أن أموتَ وأنا مملوكٌ . قال : وبلغنا ؛ أنَّ أبا هريرةَ لم يكن يحُجُّ حتى ماتت أُمُّهُ ، لصُحْبَتِهَا . قال أبو الطاهرِ في حديثِهِ : للعبدِ المُصْلِحِ . ولم يذكرِ المملوكَ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
479
من منحَ منيحةَ لبنٍ أو ورقٍ أو هدى زقاقًا كانَ لَهُ مثلُ عتقِ رقبةٍ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1957 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه الترمذي (1957) واللفظ له، وأحمد (18516)
يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن منَح"، أي: أعطى "مَنِيحةَ لَبَنٍ"، أي: ناقةً أو شاةً تُدِرُّ لبَنًا فيُنتفَعُ به، ثمَّ يردها إلى صاحبِها بعد ذلك، "أو وَرِقٍ"، أي: قرضٍ مِن فضَّةٍ، "أو هَدَى زُقَاقًا"، أي: أرشَدَ الضَّالَّ أو الأعمى إلى الطَّريقِ، وقيل: أي: أهدى زُقاقَ النَّخلِ، وهي السِّكَّةُ منها "كان له مِثلُ عِتقِ رقَبةٍ"، أي: في الأجرِ لِمَن فعَل أحَدَ تلك الأشياءِ.
480
من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 1914 التخريج : أخرجه الترمذي (1914) واللفظ له، وأخرجه مسلم (2631) بلفظ مقارب
مَن «عالَ جارِيتينِ»، أي: أَنفَقَ عَليهِما وقامَ بَمُؤنَتِهما، وأحسَنَ تَربيتَهما، والمُرادُ: بِنتَانِ صَغيرتانِ له، أو أَعمُّ مِن ذلكَ، وظلَّ على هذه الرِّعايةِ لهما والقيامِ بما يُصلِحُهما مِن النَّفقةِ، ونَظَر في أصلَحِ الأحوالِ لهما حتَّى تُدرِكا سِنَّ البُلوغِ، أو تَتزوَّجا، فمَن فَعَلَ ذلك، وقَصَدَ به وَجْهَ اللهِ تعالَى؛ فإنَّه يَأتي يَومَ القيامةِ مُصاحبًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُجاوِرًا له، وضَمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إصبَعَيْه؛ لِيُشيرَ إلى اقترانِه معه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي الصَّحيحينِ: «مَن يَلِي مِن هذه البناتِ شَيئًا، فأحسَنَ إليهنَّ؛ كُنَّ له سِترًا مِن النَّارِ».
والمرادُ بالحديثِ: أنَّ أجْرَ القيامِ على البَناتِ أعظَمُ مِن أجرِ القِيامِ على البَنينَ؛ إذْ لم يَذكُرْ مِثلَ ذلك في حقِّهم؛ وذلك لأجلِ أنَّ مُؤنَةَ البناتِ والاهتمامَ بأمورِهنَّ أعظَمُ مِن أمورِ البَنينَ؛ لأنهنَّ عَوْراتٌ لا يُباشِرْنَ أُمورَهنَّ، ولا يتَصرَّفنَ تَصرُّفَ البَنينَ، وكذلك لأنَّهنَّ لا يتَعلَّقُ بهنَّ طمَعُ الأبِ بالاستِقْواءِ بِهنَّ على الأعداءِ، وإحياءِ اسْمِه واتِّصالِ نَسَبِه، وغيرِ ذلك، كما يتَعلَّقُ بالذَّكَرِ؛ فاحتِيجَ في ذلكَ إلى الصَّبرِ والإخلاصِ مِن المنفِقِ عليهِنَّ مع حُسْنِ النِّيَّةِ؛ فعَظُمَ الأجرُ، فكان رَفيقَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوْمَ القيامةِ.
464
تعلَّموا من أنسابِكم ما تَصِلون به أرحامَكم ؛ فإنَّ صلَةَ الرَّحِمِ محبَّةٌ في الأهلِ ، مَثراةٌ في المالِ ، مَنْسَأَةٌ في الأثَرِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
465
مَن أَحَبَّ أن يَصِلَ أباه في قبرِه ، فَلْيَصِلْ إخوانَ أبيه من بعدِه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 5960
466
أَبَرُّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أبِيهِ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2552
467
عن أبى هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلمُ عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك
رواه مسلم
468
ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ فيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا من صِلَةِ الرَّحِمِ ، و ليس شيءٌ أَعْجَلَ عِقَابًا مِنَ البَغْيِ و قَطِيعَةِ الرَّحِمِ ، و اليَمِينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيارَ بَلا قِعَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "ليس شَيءٌ أُطِيعَ اللهُ تعالى فيه أعجَلَ ثوابًا مِن صِلَةِ الرَّحمِ"، والرَّحِمُ: هي الصِّلةُ الَّتي تكونُ بيْن الشَّخْصِ وغيرِه، والمُرادُ بها هنا: الأقارِبُ، ويُطلَقُ عليهم: أُولُو الأرحامِ، وهي مِن أكثَرِ ما يُعجِّلُ اللهُ به الثَّوابَ في الدُّنيا، "وليس شَيءٌ أعجَلَ عِقابًا"، أي: ليسَ هناك مِن الذُّنوبِ ذنْبٌ أوْلى بتَعجيلِ العُقوبةِ لِصاحِبِ الذَّنْبِ في الدُّنيا، "مِن البَغْيِ"، أي: مِن ذَنْبِ البَغْيِ، وهو الظُّلمُ والجَوْرُ، "وقَطيعةِ الرَّحِمِ"، أي: وكذلك ذَنْبُ قَطيعةِ الرَّحِمِ، "واليَمينِ الفاجرةِ"، أي: الَّذي يَحلِفُ على شَيءٍ وهوَ يَعلمُ أنَّه كاذِبٌ، "تدَعُ الدِّيارَ بلاقِعَ" جمْعُ بَلْقَعٍ، وهي الأرضُ القَفراءُ الَّتي لا شَيءَ فيها، يُرِيدُ أنَّ الحالفَ يَفتقِرُ ويَذهَبُ ما في بيْتِه مِن الرِّزقِ. وقيل: هو أنْ يُفرِّقَ اللهُ شمْلَه ويُغيِّرَ عليه ما أوْلاهُ مِن نِعَمِه.
469
ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا ، مع ما يَدِّخِرُه له في الآخرةِ من قطيعةِ الرَّحِمِ ، والخيانةِ ، والكذبِ ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فجَرةً ، فتنمو أموالُهم ، ويكثُرُ عددُهم ، إذا تواصَلوا
الراوي : نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
470
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ».
صحيح-البخاري رقم المصدر :6768
471
عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ابْنُ أُخْتِ القَوْمِ مِنْهُمْ - أَوْ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ".
صحيح-البخاري رقم المصدر :6762
472
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ: أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا، فَقَالَ أَهْلُهَا: نَبِيعُكِهَا عَلَى أَنَّ وَلاَءَهَا لَنَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «لاَ يَمْنَعُكِ ذَلِكِ، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ».
صحيح-البخاري رقم المصدر :6757
473
من قطع رحماً أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت
رواه البخاري في التاريخ الكبير برقم: (2189)، من حديث القاسم بن عبد الرحمن (مولى يزيد بن معاوية) مرسلًا. صحيح الجامع برقم: (6475)، سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: (1121)
474
أَلَا أَدُلُّكُم على أَفْضَلَ من درجةِ الصلاةِ والصيامِ والصدقةِ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ . قال : إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ فإنَّ فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالِقَةُ . لا أقولُ : إنها تَحْلِقُ الشَّعْرَ ولكن تَحْلِقُ الدِّينَ
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام | الصفحة أو الرقم : 414 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه رضيَ اللهُ عَنهم: "ألَا" استفتاحُ السُّؤالِ بـ(ألا)؛ للتَّنبيهِ والتَّحفيزِ إلى الأمْرِ الذي سَيذكُره، "أُخبِرُكم"، أي: عَن عَملٍ "بأفضلَ مِن دَرجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقة؟" قالَ الصَّحابةُ: "بَلى"! قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إصْلاحُ ذاتِ البَينِ"، أي: السَّعيُ في إصلاحِ العَلاقاتِ بينَ الناسِ ورَفعِ ما بَينَهم مِن خُصوماتِ ودَفعِهم إلى الأُلفةِ والمحبَّةِ، وهوَ الأمرُ الأفضلُ في المنفَعةِ بينَ الناسِ وإقامةِ المجتمَعاتِ، وهو المعامَلاتُ والتواصُل؛ وذلكَ لأنَّ إصلاحَ ذاتِ البَينِ فيهِ مَنفعةٌ ظاهِرةٌ ومُباشرةٌ للجَميعِ.
ثمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "وفَسادُ ذاتِ البَينِ"، أي: إنَّ فسادَ ذاتِ البَينِ وتركَ السَّعيِ في الإصلاحِ يؤدِّي إلى "الحالِقة"، أي: القاطِعة والمُنْهية التي تأتِي على كلِّ شيءٍ وتحلِقُه وتقطَعُه من جُذورِه، سواءٌ مِن أمورِ الدِّين أو الدُّنيا؛ لأنَّها تُؤدِّي إلى التشاحُنِ بينَ الناسِ والتهاجُرِ وربَّما التقاتُل، هذا غَيرُ ما فيها مِن الأثرِ القَلبيِّ السيِّئِ على الإنسانِ، فيُفسِد قلبَه على إخوانِه؛ فلا يكونُ للدِّين والعِبادات أثرٌ ظاهرٌ في نَفْسِه أو مجتمَعِه.
475
أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، هؤلاء بنو ثَعْلَبَةَ الذين قتلوا فلانًا في الجاهليةِ، فخُذْ لنا بثَأْرِنا. فرفَعَ يدَيْه حتى رأيتُ بَياضَ إِبِطَيْه وهو يقولُ: لا تَجْني أمٌ على ولدٍ مرتين.
الراوي : طارق بن عبدالله المحاربي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 4854
يُخبِرُ طارقٌ المحاربيُّ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاءِ بَنو ثَعلبةَ الَّذين قتَلوا فُلانًا في الجاهليَّةِ"، أي: مِن أحَدِ أقاربِه، وقَبلَ أن يُسْلِموا، "فخُذْ لنا بثَأرِنا"، أي: يُطالِبُ الرَّجلُ بالقِصاصِ لدَمِه، قال طارقٌ: "فرفَع"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "يدَيه، حتَّى رأيتُ بَياضَ إِبْطَيه"، وهذا بيانٌ لِمُبالغَتِه الشَّديدةِ في الرَّفعِ، "وهو يَقولُ: لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ- مرَّتين-"، أي: لا تتَعدَّى جنايةُ الأمِّ إلى ولَدِها، بل كلٌّ يُجازَى بجِنايَتِه لا يَحمِلُها عنه غيرُه، وقالها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مرَّتَين؛ تأكيدًا وإسماعًا لأهمِّيَّةِ ما يَقولُ؛ لأنَّه لا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخرى .
476
انطلقتُ معَ أبي نحوَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لأبي ابنُكَ هذا؟ قالَ: إي وربِّ الكعبةِ. قالَ: حقًّا؟ قالَ: أشهَدُ بِهِ، قالَ: فتبسَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ضاحِكًا من ثبتِ شبَهي في أبي ومن حلِفِ أبي عليَّ ثمَّ قالَ: أما إنَّهُ لا يَجني عليكَ ولا تَجني عليهِ، وقرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
الراوي : أبو رمثة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
يقولُ أبو رِمْثَةَ: "انطلَقْتُ"، أي: ذهبْتُ مع أبي "نحوَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: مُتوجِّهين إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال لِأبي: "ابنُك هذا""، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لمَّا رَآنا سألَ أبي: "ابنُك هذا؟" "قال: إي، ورَبِّ الكعبَةِ"؛ فحلَفَ الرَّجلُ فقال: نعم ورَبِّ الكعبَةِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "حقًّا"، أي: إنَّ ما تَقوله صِدقٌ، قال: "أشهَدُ بهِ"، أي: أشهَدُ على ذلك قال: "فتبَسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ضاحكًا"، أي: تعجَّبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وظهَرَ أثَرُ هذا التَّعجُّبِ في تبسُّمِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "مِن ثَبْتِ شَبَهي"، أي: ثُبوتِ قوَّةِ الشَّبهِ "في أبي"، أي: شَبَهي بأبي، "ومِن حَلِفِ أبي عليَّ"، أي: إنَّ قوَّةَ هذا الشَّبَهِ تُغني عن الحَلِفِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "أمَا إنَّه لا يَجْني عليك"، أي: لا تُؤخَذُ بجِنايتِه، ولا تُعاقَبُ بذنْبِه، "ولا تَجْني عليهِ"، أي: لا يُؤخَذُ بجِنايتِك، ولا يُعاقَبُ بذنْبِك؛ فإنَّ المذنِبَ هو الَّذي يُؤخَذُ بما فعَلَ وارتكَبَ من جِنايَةٍ، "وقرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: تَلا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذه الآيَةَ: {وَلَا تَزِرُ}، أي: لا تتَحمَّلُ نفْسٌ {وَازِرَةٌ}؛ ارتكبَت إثمًا {وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ؛ ذنْبَ نَفْسٍ أُخرى، والمَقصودُ: أنَّه لا يُعاقَبُ شخْصٌ بذنْبِ غيرِه، وإنَّما الَّذي يَستحِقُّ العقوبَةَ مَن فعَلَ الذَّنبَ وارتكَبَ المعصيَةَ.
477
جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : إنِّي أعطَيتُ أمِّي حديقةً لي وإنَّها ماتَتْ ولم تترُكْ وارثًا غَيري ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : وجبَتْ صدقتُكَ ، ورجعَتْ إليكَ حديقتُكَ
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 1954
"إنِّي أعطيْتُ أُمِّي حَديقةً لي"، أي: أعطيْتُها لها على سَبيلِ الهِبَةِ أو الصَّدقةِ، "وإنَّها ماتت ولم تترُكْ وارثًا غيري"، أي: كأنَّه يسأَلُ عن رُجوعِ الصَّدقةِ إليه مرَّةً أُخرى؛ هل يصِحُّ ذلك أمْ لا؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وجبَتْ صدقَتُك"، أي: تمَّتْ ونفَذتْ ووصَلَتْ مَحلَّها عند اللهِ، ولك أجْرُها، "ورجَعَتْ إليك حَديقتُك"، أي: بالميراثِ؛ حيث لا وراثَ غيرُك؛ ففي هذا دَلالةٌ على أنَّ للمُتصدِّقِ أخْذَ صَدقتِه لَمَّا رجَعَتْ إليه بالميراثِ، ونَبَّه على الفَرقِ بين الصَّدقةِ الرَّاجعةِ إلى المُتصدِّقِ بفِعلِ اللهِ والرَّاجعةِ إليه بفِعلِ نفْسِه، فإذا رجَعَتْ بفِعلِ اللهِ إلى المُتصدِّقِ أو الواهبِ فلا حرَجَ فيها، بينما منَعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يرجِعَ الواهبُ والمُتصدِّقُ في هِبَتِه أو صَدقتِه، كما عند البُخارِيِّ ومُسلِمٍ من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ، وحديثِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنهما.
478
للعبدِ المملوكِ المُصْلِحِ أجرانِ . والذي نفسُ أبي هريرةَ بيدِهِ ! لولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، والحجُّ ، وبِرُّ أُمِّي ، لأحببتُ أن أموتَ وأنا مملوكٌ . قال : وبلغنا ؛ أنَّ أبا هريرةَ لم يكن يحُجُّ حتى ماتت أُمُّهُ ، لصُحْبَتِهَا . قال أبو الطاهرِ في حديثِهِ : للعبدِ المُصْلِحِ . ولم يذكرِ المملوكَ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
479
من منحَ منيحةَ لبنٍ أو ورقٍ أو هدى زقاقًا كانَ لَهُ مثلُ عتقِ رقبةٍ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1957 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه الترمذي (1957) واللفظ له، وأحمد (18516)
يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن منَح"، أي: أعطى "مَنِيحةَ لَبَنٍ"، أي: ناقةً أو شاةً تُدِرُّ لبَنًا فيُنتفَعُ به، ثمَّ يردها إلى صاحبِها بعد ذلك، "أو وَرِقٍ"، أي: قرضٍ مِن فضَّةٍ، "أو هَدَى زُقَاقًا"، أي: أرشَدَ الضَّالَّ أو الأعمى إلى الطَّريقِ، وقيل: أي: أهدى زُقاقَ النَّخلِ، وهي السِّكَّةُ منها "كان له مِثلُ عِتقِ رقَبةٍ"، أي: في الأجرِ لِمَن فعَل أحَدَ تلك الأشياءِ.
480
من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك المحدث : الألباني المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 1914 التخريج : أخرجه الترمذي (1914) واللفظ له، وأخرجه مسلم (2631) بلفظ مقارب
مَن «عالَ جارِيتينِ»، أي: أَنفَقَ عَليهِما وقامَ بَمُؤنَتِهما، وأحسَنَ تَربيتَهما، والمُرادُ: بِنتَانِ صَغيرتانِ له، أو أَعمُّ مِن ذلكَ، وظلَّ على هذه الرِّعايةِ لهما والقيامِ بما يُصلِحُهما مِن النَّفقةِ، ونَظَر في أصلَحِ الأحوالِ لهما حتَّى تُدرِكا سِنَّ البُلوغِ، أو تَتزوَّجا، فمَن فَعَلَ ذلك، وقَصَدَ به وَجْهَ اللهِ تعالَى؛ فإنَّه يَأتي يَومَ القيامةِ مُصاحبًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُجاوِرًا له، وضَمَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إصبَعَيْه؛ لِيُشيرَ إلى اقترانِه معه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي الصَّحيحينِ: «مَن يَلِي مِن هذه البناتِ شَيئًا، فأحسَنَ إليهنَّ؛ كُنَّ له سِترًا مِن النَّارِ».
والمرادُ بالحديثِ: أنَّ أجْرَ القيامِ على البَناتِ أعظَمُ مِن أجرِ القِيامِ على البَنينَ؛ إذْ لم يَذكُرْ مِثلَ ذلك في حقِّهم؛ وذلك لأجلِ أنَّ مُؤنَةَ البناتِ والاهتمامَ بأمورِهنَّ أعظَمُ مِن أمورِ البَنينَ؛ لأنهنَّ عَوْراتٌ لا يُباشِرْنَ أُمورَهنَّ، ولا يتَصرَّفنَ تَصرُّفَ البَنينَ، وكذلك لأنَّهنَّ لا يتَعلَّقُ بهنَّ طمَعُ الأبِ بالاستِقْواءِ بِهنَّ على الأعداءِ، وإحياءِ اسْمِه واتِّصالِ نَسَبِه، وغيرِ ذلك، كما يتَعلَّقُ بالذَّكَرِ؛ فاحتِيجَ في ذلكَ إلى الصَّبرِ والإخلاصِ مِن المنفِقِ عليهِنَّ مع حُسْنِ النِّيَّةِ؛ فعَظُمَ الأجرُ، فكان رَفيقَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوْمَ القيامةِ.
تعليق