المولد النبوى -رسالة لك اخى واختى فى الله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

منى محمد مسلم اكتشف المزيد حول منى محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المولد النبوى -رسالة لك اخى واختى فى الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image.png 
مشاهدات:	1 
الحجم:	7.1 كيلوبايت 
الهوية:	837973


    الاحتفــــــــــــــــال بالمولد النبوى






    العبادات في الإسلام تقوم على أساس عظيم ، وهو أنه لا يجوز لأحد أن يتعبّد الله إلا بما شرعه الله عز وجل في كتابه ، وما جاء به نبيّه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن تعبّد لله عز وجل بشيء لم يأمر الله عز وجل ورسوله به فإن الله عز وجل لا يقبل منه ذلك الشيء ، وقد أخبرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري

    ومن هذه العبادات الأعياد فإن الله عز وجل قد شرع لنا عيدين نحتفل فيهما ، ولا يجوز الاحتفال في غيرهما .

    أما الاحتفال باليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فينبغي أن يُعلم أنه عليه الصلاة والسلام لم يشرع لنا الاحتفال بهذا اليوم ، ولم يحتفل هو نفسه عليه الصلاة والسلام بذلك اليوم ، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم ، فإنهم كانوا أشد حبّاً للنبي صلى الله عليه وسلم منّا ومع ذلك لم يحتفلوا بهذا اليوم ، ولذلك فإننا لا نحتفل بذلك اليوم اتباعاً لأمر الله عز وجل الذي أمرنا باتباع أوامر نبيّه

    فقال تعالى : ( وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) سورة الحشر/7 ،
    وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( علَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة ) رواه أبو داود ( السنة/3991 )
    ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود "

    و مما يبيّن مدى المحبّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي اتباعه في كل ما أمر به ونهى عنه ومن ذلك اتباعه في عدم احتفاله باليوم الذي ولد فيه .

    ومن أراد أن يعظِّم اليوم الذي وُلد فيه النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالبديل الشرعي ، وهو صوم يوم الاثنين ، وليس خاصّاً بيوم المولد فقط بل في كلّ يوم اثنين .

    عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين ؟ فقال : فيه ولدت ، وفيه أنزل عليَّ . رواه مسلم ( 1978 ) . وفي يوم الخميس ترفع الأعمال وتعرض على الله .

    والخلاصة : أن الاحتفال بيوم ميلاده لم يشرعه الله عز وجل ولم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فإنه لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا بيوم المولد امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر نبيّه عليه الصلاة والسلام




    [/3mr]
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; منذ 6 يوم.




  • #2
    ‏ للرفع والتذكير ...

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



      حكم الاحتفال بالمولد النبوي



      سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الصالح بن عثيمين -رحمه الله- كما في "فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين":



      ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي؟



      فأجاب فضيلته:



      نرى أنه لا يتمُّ إيمانُ عبدٍ حتى يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُعظمه بما ينبغي أنَّ يُعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه -صلى الله عليه وسلم-.



      ولا ريبَ أن بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولا أقولُ مولده بل بعثته؛ لأنه لم يكن رسولا إلا حين بعث كما قال أهل العلم: نُبِّىءَ باقرأ وأُرسل بالمدثر- لا ريب أن بعثته -عليه الصلاة والسلام- خيرٌ للإنسانية عامة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[الأعراف:158]، وإذا كان كذلك؛ فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدُّب معه واتخاذه إماما ومتبوعا أن لا نَتَجَاوَزَ ما شَرَعَه لنا من العبادات،

      لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُوفِّيَ ولم يَدَعْ لأمته خيرًا إلا دَلَّهم عليه وَأَمَرَهم به، ولا شرًّا إلا بيّنه وَحَذَّرَهم منه، وعلى هذا فليس من حقنا -ونحن نؤمن به إماما متبوعا- أن نَتَقَدَّمَ بين يديْه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه،

      والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نَشْرَعَ من العباداتِ إلا ما شَرَعَه الله ورسوله، وعليه؛ فالاحتفال به يُعتبر من البدعة، وقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (كل بدعة ضلالة

      قال هذه الكلمة العامة، وهو -صلى الله عليه وسلم- أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شكَّ فيه، ولم يستثنِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من البدع شيئا لا يكون ضلالةً، ومعلوم أن الضلالة خلافُ الهدى، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : (وكل ضلالة في النار


      ولو كان الاحتفالُ بمولده -صلى الله عليه وسلم- من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله؛ لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة؛ لكانت محفوظة؛ لأن الله –تعالى- تَكَفَّلَ بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة؛ ما تَرَكَهَا الخلفاءُ الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم، فلما لم يفعلوا شيئا من ذلك؛ عُلِمَ أنه ليس من دين الله، والذي أَنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يَتَجَنَّبُوا مثل هذه الأمور التي لم يَتَبَيَّنْ لهم مشروعيتها لا في كتابِ الله، ولا في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم، وأن يَعْتَنُوا بما هو بَيِّنٌ ظاهرٌ من الشريعةِ، من الفرائض والسنن المعلومة، وفيها كفايةٌ وصلاحٌ للفردِ وصلاحٌ للمجتمعِ.




      وإذا تأملتَ أحوالَ هؤلاء الْمُولَعِين بمثلِ هذه البدعِ؛ وَجَدْتَ أن عندهم فُتُورًا عن كثير من السنن، بل في كثير من الواجبات والمفروضات، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- المودي إلى الشرك الأكبر، المخرج عن الملة، والذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه يُحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يُلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعا،


      كما يرددون قول البوصيري:



      يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حدوث الحادث العمم



      إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي ** صفحـا وإلا فقل: يا زلَّـة القدم



      فإن من جودك الدنيا وضرتـها ** ومن علومك علم اللوح والـقلم




      مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله -عز وجل-، وأنا أَعجب لمن يَتَكَلَّمُ بهذا الكلامِ إن كان يعقل معناه كيف يُسَوِّغُ لنفسه أنْ يَقول مخاطبا النبيَّ -عليه الصلاة والسلام-: "فإن من جودك الدنيا وضرتها" و"مِنْ" للتبعيض، والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وليس كل جوده؛ فما الذي بقي لله -عز وجل-؟! ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.




      ورُوَيْدَك أخي المسلم، إن كنت تتقي الله -عز وجل-؛ فأنزلْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منزلته التي أنزله الله، أنه عبد الله ورسوله، فقل: هو عبد الله ورسوله، واعتقد فيه ما أَمَرَه ربه أن يُبلِّغه إلى الناس عامة: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ [الأنعام:50]، وما أمره الله به في قوله: ﴿ قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا ﴾ [الجن:21]، وزيادة على ذلك: ﴿ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ [الجن: 22]، حتى النبي -عليه الصلاة والسلام- لو أراد الله به شيئا لا أحد يُجيره من الله -سبحانه وتعالى-.




      فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا تقتصر على مجرد كونِها بدعةً محدثة في الدين، بل يُضاف إليها شيء من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك. وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودُفٌّ وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمنٌ، ونحن في غِنًى بما شَرَعَه الله لنا ورسوله، ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد".
      سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
      عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

      تعليق


      • #4

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
        انقل لكم أجزاء من بحث
        كتبه /
        وليد بن علي المديفر
        إمام وخطيب جامعالربع
        11\3\1429
        هـ
        تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيدالمرسلين


        واتمنى أن اعرف آراءكم في بعض الأمور ومدى صحتها..
        سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
        عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

        تعليق


        • #5
          وإن من أخطر البدع التي يترتب عليه مفاسد عقدية وسلوكية وأخلاقية : بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذكر الأدلة على بدعيةالاحتفال بالمولد النبوي ، لابد من الإشارة إلى ما يلي :
          أولاً :-أول من ابتدع الاحتفال بالمولد في الأمة الإسلامية: اختلف المؤرخون في ذلك بعد اتفاقهم على أنها لم تكن موجودة في القرون الثلاثة المفضلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))
          فقال بعض العلماء : إن أول من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي هو الشيخ عمر بن محمد الملا كما قال أبو شامة: (( وكان أول من فعل ذلك بالموصل _ أي الاحتفال بالمولد _ الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين ، و به اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره )) وقال ابن كثير في البدايةوالنهاية في ترجمة أبو سعيد كوكبوري ملك إربل : وكان يعمل المولد الشريف ربيع الأول، ويحتفل احتفالا هائلا ، ويعمل الصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر ، ويرقص بنفسه معهم )), وقال كثير من العلماء أن أول من أحدثه الفاطميون العبيديون كما نقل ذلك المقريزي في خططه ، والقلقشندي ، والسندوبي ، ومحمد بخيت ، وعلي فكري وعلي محفوظ .
          قال المقريزي ( كان للخلفاء الفاطمين في طوال السنة أعياد ومواسم ؛ وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام ويوم عاشوراء ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب ، ومولد الحسن والحسين ، ومولد فاطمة الزهراء ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب ، وليلة نصفه ، وليلة أول شعبان ، وليلة نصفه المواعظ والاعتبار فيذكر الخطط والاعتبار
          وقال مفتي الديار المصرية محمد بخيت المطيعي )):مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد ؟ فنقول : إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون ،وأولهم المعز لدين الله )) وهذا هو الصحيح أن أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الفاطميون ، وبالتحديد المعز لدين الله عام 1362 ، ثم كان أول من أظهرها بعدهم الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس ، وأول القرن السابع الهجري .
          سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
          عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

          تعليق


          • #6
            ثانيا :-أسباب نشأة المولد :-

            1-نشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت ، وهذا مما يبين السر في كون الدولة الفاطمية هي أول من ابتدع هذه البدعة .
            2-إفساد عقائد المسلمين ،ونشر البدع والمحرمات في الأمة الإسلامية ، كما فعلت ذلك الدولة الفاطمية قديما .
            3-كسب تعاطف المسلمين وإشغالهم عن دينهم ومعالي الأمور ،وصرف أنظارهم عن ما ترتكبه الحكومات الصليبية والعلمانية من مخالفات شرعية في بلاد المسلمين ، مما يؤكد هذا ما ذكره الجبرتي في تاريخه : أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي ، وأمر بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل من أوله إلى آخره ، ليجذب إليه قلوب المصريين ، ويعلن لهم أنه صديق للإسلام والمسلمين ، ولما في الاحتفال من الخروج عن الشريعة والاختلاط واتباع الشهوات والرقص وفعل المحرمات))
            4-كسب الولاء الديني لمشايخ الصوفية.
            5-السعي لنيل الشهرة والصيت من خلال الاحتفال بالمولد كما يحدث من الأغنياء والموسرين .
            6-الارتزاق الدنيوي ، كما يحدث من قبل تجار الحلوى ومشايخ الطرق وسدنة الأضرحة والمداحيين والقصاصين والمنشدين والمغنيين والراقصات وغيرهم .
            7-الحصول على الشهوات والمحرمات كما يحدث من الفساق والفجار .
            8-موافقته لهوى النفس والطباع البشرية الضعيفة ، قال محمد رشيد رضا في كتابه (( ذكرى المولد النبوي )) : أن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين والدنيا في طور ضعفهم في أمر الدين والدنيا ، لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس ، فيعملونه بدلا مما يجب عليهم من الأعمال الشاقةالتي يقوى بها أمر المعظم ، ويعتز بها دينه ولاشك أن الرسول الأعظم أحق الخلق بكل تعظيم ، وليس من تعظيمه أن يبتدع في دينه شيء نعظمه به ، وإن كان بحسن نية ، فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية ، ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم ))


            سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
            عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

            تعليق


            • #7
              ثالثا: أقسام المحتفلين بالمولد النبوي :-

              1-الوزارات الحكومية , متمثلة في وزارات الأوقاف ,وأحياناً يحضر رئيس الدولة,وبعض الشخصيات الإسلامية الحكومية, وعلماء الدولة الرسمين , وينقل بالتلفاز والقنوات وإذاعات القرآن .
              2-الجهات الشبه رسمية: مثل مجالس الصوفية العليا , التي تقيم الموائد و مجالس الذكر وتسير المواكب , وتعقد حلقات للذكر والرقص والإنشاد والتشبيب .
              3-عامة الناس الذين يحتفلون مع الدولة , أو المجالس الصوفية , أو من خلال الاجتماعات في البيوت وغيرها .
              4-بعض الاتجاهات والحركات والجماعات الإسلامية التي تقيم الأمسيات الدينية التي تذكر بهديه صلى الله عليه وسلم وتخلوا احتفالاتها من المنكرات , لكن مجرد تخصيصهم هذه الليالي للاجتماع على ذكر سيرته وهديه هو من البدع المحدثة التي لم يكن عليها السلف الصالح .
              5-ما يقوم به بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة والأدب والإعلام , من إلقاء الخطب والمحاضرات والكتابة في الصحف, وعقد البرامج والندوات , عن مولد النبي وسيرته وهديه في أيام شهر ربيع الأول , وخصوصاً ليلة الثاني عشر ويومه, وهذا داخل في البدع المنهي عنها , إذ أنه نوع من الاحتفال بمولده, ولم ينقل عن السلف الصالح تخصيص شهر ربيع أو بعض أيامه ولياليه ، للكلام عن مولد وسيرته من خلال الخطب والدروس والمحاصرات أو أي وسيلة دعوية أخرى .

              رابعا :أنواع الاحتفالات بالمولد النبوي:

              النوع الأول: ما خلا من العقائد والأقوال الشركية ، والكبائر والموبقات ، واقتصر فيه على الأكل والاجتماع والخطب ، فهذا بدعةله حكم غيره من البدع . قال ابن الحاج فإن خلا – أي المولد النبوي – منه – أي السماع وتوابعه – وعمل طعاما فقط ، ونوى به المولد ، ودعا إليه الأخوان وسلم من كلما تقدم ذكره، فهو بدعة بنفس نيته فقط ، إذ أن ذلك زيادة في الدين ، وليس من عمل السلف الماضين ، وبعضهم يتورع عن هذا أي عن سماع الأغاني بقراءة صحيح البخاري وغيره عوضا عن ذلك, هذا وان كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات ،وفيها البركة العظيمة والخير الكثير, لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد, ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى ,ومع ذلك لو فعلها الإنسان في غير الوقت المشروع لها, لكان مذموماً مخالفاً, فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :في الفتاوى الكبرى: أما اتخاذ مواسم غير المواسم الشرعية ,كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلةالمولد , أو بعض ليالي رجب , أو ثامن عشر ذو الحجة, أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال (( عيد الأبرار )) فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها.
              وقال العلامة الفاكهاني في رسالته( المورد في الكلام عن المولد ) : في النوع الخالي من المحرمات, بأن يعمل الرجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله, ولا يجاوزون في ذلك الاجتماع لأكل الطعام , ولا يقترفون شيئاً من الآثام ,فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهةً وشناعةً, إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام , وعلماء الأنام ,ولا أعلم لهذا المولد أصلاً فيكتاب ولا سنة , ولم ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم قدوة الدين , المتمسكون بآثار المتقدمين, بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة اعتنى بها الأكالون )

              النوع الثاني:وهو الاحتفال المحتوي على المحرمات, التي ذكر بعضهاابن الحاج في المدخل وهي:
              1-استعمال الأغاني وآلات الطرب.
              2-الاستهزاء بكتاب الله حيث يجمعون بين تلاوته وسماع الأغاني في هذه الاحتفالات.
              3-تبرج النساء وافتنان الرجال بهن.
              4-الافتنان بالمردان الذين يغنون ويدورون بالطيب والعنبر، ويتكسرون في مشيتهم وكلامهم ورقصهم .
              5-اختلاط الرجال بالنساء ، ومايترتب عليه من الفواحش والرقص وشرب الخمور .
              6- الإسراف في الموائد والأموال .

              وقال أبو المحاسن جمال الدين عن مولد الإميابي : وصار يعمل المولد في كلسنة فيأتيه الناس ويجتمع من النسوان والشبان خلق كثير , فذكروا أنه عمل المولد على عادته في شهر ربيع الأول سنة 790هـ ,فهرع الناس لحضور المجتمع حتى غص المكان بكثرةالعالم ,وتنوعوا تلك الليلة في الفسوق لكثرة اختلاط النسوان والمردان بأهل الخلاعة , فتواتر الخبر بأنه وجد في صبيحة تلك الليلة من جرار الخمر التي شربت بالليل فوق خمسين فارغة, وافتضت تلك الليلة عدة أبكار ,وأوقدت شموع بمال كثير فبعث الله يوم الأحد صباح المولد قاصفاً من الريح كدرت على من كان هناك ,وسفت في وجوههم التراب, واقتطعت الخيم , ولم يقدر أحد على ركوب البحر , ولم يعد يعمل مولد بعدها , فإن الشيخ الإميابي مات في آخر شعبان سنة 790هـ ) فمثل هذه الصفة من الاحتفالات المنكرةالقبيحة لا يشك أي عاقل في تحريمها وبدعيتها قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة , فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، ولايستحب ذلك إلاجاهل أو زنديق ))

              وقال العلامة الفاكهاني في رسالته (المورد)
              النوع الثاني من الموالد : هو أن تدخله الجناية ، وتقوى به العناية لاسيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء المليء بالات الباطل من الدفوف والشبابات ، واجتماع الرجال مع الشبان المرد والنساء الفاتنات ، إما مختلطات بهم أو مشرفات ، ويرقصن بالتثني والانعطاف والاستغراق في اللهو ، وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان ، ولا يستحسنه ذو المروءة من الفتيان وإنما يحلو لنفوس موتى القلوب ,وغير المستقلين من الآثام والذنوب , وأزيدك أنهم يرون ذلك من العبادات لا من المنكرات, فإنا لله وإنا إليه راجعون)) .

              النوع الثالث:
              ما احتوى على عقائد فاسدة وخطب وأشعار وأعمال شركية أو بدعية , ومن ذلك ما يفعله كثير من الجهلة من القيام عندما يذكر الواعظ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا, وذلك لأن الكثير من هؤلاء المحتفلين يعتقدون أن النبي حضر بجسده الشريف في تلك اللحظات وأن البخور والماء قد وضعا له , وبعض أدعياء العلم منهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم حي حياة كاملة برزخية كاملة لائقة بمقامه ,وأن روحه جوالة سياحة في ملكوت الله ,ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور, مثل الاحتفال بمولده, قلت: والحق أن كلتا العقيدتين عقائد فاسدة وأن كلا الفريقين في ضلال مبين, إذ لم يقم الدليل من الكتاب والسنة على حضور النبي لاحتفال مولده ولا غيره من مجالس الذكر لا بروحه ولا بجسده.

              ثم إنهم وقعوا في محذور آخر , في قيامهم للنبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً له , كما روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا, فقمنا له , فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) ثم إن هذه الاحتفالات لا تخلو من ذكر أبيات البردة , ومنها :

              يا أكرم الناس مالي من ألوذبه *** سواك عند حلول الحادث العمم
              إن لم تكن بآخرتي آخذاً بيدي *** فضلاً و إلافقل يا زلة القدم
              فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علوم اللوحوالقلم

              فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك علم اللوح والقلم من علومه فماذا أبقى هؤلاءالمبتدعة لله تعالى من جود وعلوم تعالى الله عما يقول الظالمون علواًكبيراً.

              وغالباً ما يذكر فيها الوعاظ هذه الأبيات البدعية:

              سعد السعود علا في الحلو الحرم *** نور الهدى قد بدا في العرب والعجم
              بمولد المصطفى أصل الوجود ومَن *** لولاه لم تخرج الأكوان من عدم

              وإليك نموذجاً مما يقرأ في الموالد من الأذكار المبتدعة والعقائدالفاسدة, وهي قصص الموالد المنسوبة للحافظ عبد الرحمن الشيباني اليمني المعروف (بابن الديبع ) يقول في فاتحتها :فسبحانه وتعالى من ملك أوجد نور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من نوره قبل أن يخلق آدم من الطين اللازب , وعرض فخره على الأشياء , فقال : هذا سيد الأنبياء , وأجل الأصفياء وأكرم الحبائب , قيل هو آدم أنيله به أعلى المراتب, ثم ذكر حديثين أحدهما عن ابن عباس رفعه: إن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تعالى , قبل أن يخلق آدم بألفي عام , يسبح الله ذلك النور وتسبح الملائكةبتسبيحه ,والثاني أثر عن كعب الأحبار لا يصح أيضاً ,ولا يخفى ما في هذا الكلام من زلل وطوام .
              وهذا النوع من الاحتفالات أضاف بدعة على بدعة , وأصحابه في ظلمات بعضها فوق بعض , نسأل الله العافية والسلامة من كل ما يغضب الله ويأباه من البدعوالمحدثات والمنكرات.
              سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
              عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

              تعليق


              • #8
                خامسا: ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي:-


                1.أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال تعالى } اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا { وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطابرضي الله عنه انه قال عن هذه الآية :" نزلت يوم عرفة " وذلك في حجة الوداع , فمن أتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة جديدة مبتدعة , فهو ضال مبتدع في دين الله الذي أكمله لعباده وارتضاه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم.


                2.أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة, وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها, لايزيغ عنها الا هالك وقد روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم , وينذرهم من شر ما يعلمه لهم " , ومعلوم من الدين بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده , ولم يأمر أصحابه بذلك, ولو كان الاحتفال بمولده من الدين الذي ارتضاه الله , والخير الذي تنتفع الأمة بإقامته , لبينه لأمته أو فعله في حياته أو فعله أصحابه , ومن زعم بعد ذلك كله أن الاحتفال بمولده من مقتضيات محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعبد الله به , فإما أن يتهم الله تعالى بالكذب تعالى الله عن ذلك في قوله :} اليوم أكملت لكم دينكم { لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات والدين ناقص حتى أتى هؤلاء فأكملوه بالاحتفال بالمولد , وإما أن يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيانةوالتقصير في أداء الأمانة وتبليغ الرسالة والدين لأمته , وكلا الإتهامين جناية قبيحة بل كفر بواح وردة عن الإسلام ولهذا قال ابن الماجشون : سمعت مالكا يقول :- "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة , فقد زعم أن محمدا خان الرسالة , لأن الله يقول } اليوم أكملت لكم دينكم... { فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ".

                3.أن الاحتفال بالمولد ليس من عمل السلف الصالح من القرون الثلاثة المفضلة، وإنما هو بدعة أحدثت بعد ذلك، بإجماع العلماء المنكرين لها، كشيخ الإسلام ابن تيمية و الشاطبي و ابن الحاج و الفاكهاني، وإجماع المرتضين لها في صورها الخالية من الاعتقادات الشركية و المحرمات ، كابن حجر العسقلاني الذي قال :-" أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة " ، وكذلك السخاوي الذي قال :-" لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثةالفاضلة، وإنما حدث بعد".
                وإننا لنتسائل بعجب : أيعقل أن يغفل أهل القرون الفاضلة الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير الذي يكون في الاحتفال بالمولد النبوي، ويوفق إليه من يأتي بعدهم من القرون المتأخرة المذمومة فيجملتها.
                4.أن الاحتفال بالمولد من ابتداع الدولة الفاطمية كما تقدم، وكانت تحاول كسب قلوب المسلمين و تعاطفهم من خلال الاحتفال بالمولد، وحتى تعرف حقيقة هذه الدولة استمع إلى قول الغزالي في الدولة الفاطمية حيث قال :" ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض، واتفق طوائف المسلمين علماؤهم و ملوكهم و عامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أنهم كانوا خارجين عن شريعةالإسلام، وأن قتالهم كان جائزا، وهم من أشد الناس تعظيما للمشاهد، ودعوة للكواكب،ونحو ذلك من دين المشركين، ومن أبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه".
                5.أنه من المعلوم بالضرورة عظم محبة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم و مسارعتهم لطاعة أوامره و حرصهم على إتباع سنته و تعظيمه التعظيم اللائق به من غير مبالغة ولا غلو،كما روى البخاري في صحيحه من حديث المسور بن مخرمة أن عروة بن مسعود لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفاوضا في عمرة الحديبية قال بعد ذلك واصفا حال الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم :" أي قومي والله لقد وفدت على الملوك كلهم كسرى وقيصر والنجاشي، والله ما رأيت قوما يعظمون ملكهم كما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده، وإذا أمرهم ابتدءوا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون إليه النظر تعظيما له ".
                نعم هكذا كان الصحابة مع رسول الله و أما جهادهم و بذلهم و تضحيتهم في سبيل الله فأمر مشهور ومعلوم، ومع ذلك كله لم ينقل عن واحد منهم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وإننا نسأل هؤلاء المحتفلين بالمولدالنبوي فنقول: أأنتم أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم ؟ أم الصحابة ؟ فإن قالوا: نحن أشد حبا فقد كذبوا، وإن قالوا: بل أصحابه أشد حبا فقد خصموا، إذا أنه لا يسعهم إحداث عبادة لم يتعبدها أصحابه رضوان الله عليهم، لأن الصحابة أعمق منهم علما،وأطهر قلوبا و أصلح حالا، وأحرص على ما يقربهم إلى الله من العبادات، وأشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم.

                6.أن مما ينبغي أن يعلم أن النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على عباده، وأمته بها عليهم هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وليست مولده، ولهذا فإن الله تعالى لم ينوه في القرآن بمولده، وإنما نوه ببعثته عليه الصلاة و السلام فقال تعالى :} لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة،وإن كانوا من قبل في ضلال مبين{.

                7.أن العبادات مبنية على التوقيف من الشارع، و لا مجال فيها للاجتهاد أو الابتداع، ويدل على ذلك :-
                أن خير يوم طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة، و معلوم أن أفضل ما يفعل في اليوم الفاضل هو صومه، كيوم عرفة و عاشوراء،ومع ذلك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مفردا، فدل هذا على أنه لا يجوز إحداث عبادة في زمان و لا مكان إلا إذا كانت مشروعة من الشارع، وأما ما لم يشرعه الشارع فلا يفعل، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها، وهذاالاحتفال بالمولد النبوي لم يشرعه الشارع، ولذلك فهو بدعة محدثة غيرجائزة.
                8.أن الاحتفال بالمولد النبوي يفتح الباب على مصراعيه للبدع الأخرى و الموالد و الاحتفالات، كما هو حال الجهلة الآن، من إقامة الاحتفالات بذكرى الهجرة و الإسراء و معركة بدر، ومولد البدوي و الدسوقي و الشاذلي، حتى صارغالب دين هؤلاء احتفالات و رقص و غناء و ذكريات و لا حول و لا قوة إلابالله.

                9.أن الاحتفال بالمولد، لاسيما في صوره الحالية وسيلة إلى الغلو في مدحه و إطرائه، والمبالغة في تعظيمه، حتى يفضي ذلك بالناس إلى دعائه والاستغاثة به، وقد نهانا نبينا عن الغلو في مدحه فقال كما في الصحيحين من حديث عمربن الخطاب : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبدالله ورسوله".

                10.أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتزام سنته و سنة الخلفاء الراشدين المهدين، ونهانا في نفس الحديث عن المحدثات كما تقدم من حديث العرباض بن سارية،فدل ذلك على أن العبادات قسمان:-
                أ‌-قسم من سنته و سنة الخلفاءالراشدين.
                ب‌-قسم من المحدثات.

                وتقدم نقل إجماع العلماء على أن هذا المولد ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و لا من سنة الخلفاء الراشدين،وأنه محدث بعد القرون الفاضلة، فتبين بذلك أنه بدعة محدثة، لا تقرب إلى الله، إذ أن التقرب إلى الله لا يكون إلا من خلال طريق محمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه.

                11.أن هذا الاحتفال مع كونه بدعة في الدين، فهو كذلك مشابهة للنصارى في احتفالاتهم البدعية بمولد المسيح عيسى بن مريم في كل سنه، وقد نهانا عليه الصلاة و السلام من مشابهتهم في عباداتهم، وأعيادهم وعاداتهم التي يختصون بها.
                بل قد قال المستشرق كارل هينرش بكر :" من المؤكد أن الاحتفال بمولد النبي قد نشأ تحت تأثير مسيحي" تراث الأوائل في الشرق والغرب.

                12.أنه يوجد في الاحتفال بالمولد النبوي ممارسات هي أقرب إلى الاستهزاء بالله و برسوله من تعظيمه، ومن ذلك:
                الجمع بين تلاوة القرآن واستماع الأغاني و الموسيقى في تلك الليلة، ومنه التقرب إلى الله تعالى بما حرمه من الرقص والغناء والاختلاط بين الرجال والنساء، بل و شرب الخمور واللواط والزنا والفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

                13.أنه قد وقع خلاف كبير في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم, فالجمهور على أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول, وهناك ستة أقوال أخرى, بل ووقع الخلاف في الشهر الذي ولد فيه, فقال بعضهم في رمضان وقال آخرون في ربيع الأول, وكون هذا الاختلاف يقع بهذا الشكل, ولا يسعى الصحابة ومن بعدهم من التابعين إلى تحقيق القول الراجح, يدل دلالة واضحة جلية على أنهم لم يكونوا يزيدون فيه زيادة على سائر الليالي والأيام, إذ لو كانت الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث وتشرع فيهاعبادة, لكانت معلومة مشهورة عند الصحابة ومن بعدهم من التابعين محددة بالقول الراجح عندهم.
                14.نقول لهؤلاء المحتفلين المدعين محبة النبي صلى الله عليه وسلم:-

                إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر ربيع الأول فقد مات فيه أيضا, فلماذا تحتفلون فيه وتظهرون الفرح والسرور, ولا تحزنون وتبكون على مصيبة موته عليه الصلاة والسلام, وهي المصيبة العظيمة التي لم تصب الأمة الإسلاميةبمثلها, إذ بموته انقطع الوحي من السماء وقد روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً قوله: " فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " ولذا قال الفاكهاني : " إن الشهر الذي ولد فيه رسول الله, هو بعينه الشهر الذي توفي فيه, فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ".


                وختاماً نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لما يحب ويرضى وأن يثبتنا على التوحيد والسنة, ويجنبنا الشرك والبدعة .
                وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




                كتبه /
                وليد بن علي المديفر
                إمام وخطيب جامعالربع
                11\3\1429هـ




                انتهى..
                سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
                عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
                ردود 0
                17 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة صلاح عامر
                بواسطة صلاح عامر
                 
                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
                ردود 2
                27 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة صلاح عامر
                بواسطة صلاح عامر
                 
                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
                ردود 0
                33 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة صلاح عامر
                بواسطة صلاح عامر
                 
                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
                ردود 0
                62 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة mohamed faid
                بواسطة mohamed faid
                 
                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
                ردود 0
                33 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                بواسطة *اسلامي عزي*
                 
                يعمل...
                X