كيف نفهم معاني الآيات القرآنية ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

(((ساره))) مسلمة ولله الحمد والمنة اكتشف المزيد حول (((ساره)))
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    ماذا تقْصِدينَ بالمنطِق؟!!

    أي تقبل العقل له .... وسبب ذلك أني معنى هذه الآية واضح جداً :

    {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} 28سورة يوسف

    أي أن قائل هذه العبارة هو الشاهد الذي من أهل امرأة العزيز ومعنى الآية واضح جداً وهو أيضاً موجود في تفسير الطبري وابن كثير والجلالين ..

    ولكن في تفسير القرطبي وجدت هذا التفسير :

    وَإِنَّمَا قَالَ " عَظِيم " لِعِظَمِ فِتْنَتهنَّ وَاحْتِيَالهنَّ فِي التَّخَلُّص مِنْ وَرْطَتهنَّ . وَقَالَ مُقَاتِل عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ كَيْد النِّسَاء أَعْظَم مِنْ كَيْد الشَّيْطَان لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول : " إِنَّ كَيْد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفًا " [ النِّسَاء : 76 ] وَقَالَ : " إِنَّ كَيْدكُنَّ عَظِيم " .
    وبالرغم أنه يقر أيضاً بأنه قول الشاهد , إلا أني توهمت في بداية الأمر بغير ذلك وخصوصاً مع وجود الحديث الذي وضعه بعد ذلك - مع العلم أنني بحثت عن الحديث في الأحاديث الصحيحة ولم أجده - فإنه يوهم القرئ أن هذا قول الله وليس قول الشاهد ...

    وهذا الأمر أزعجني جداً .. وخصوصاً بعد بحثي عن الحديث ... فإذا كان المفسر يقصد أن هذا هو قول الله فإنني في هذه الحالة كنت لن أقبله..

    وهذا ما قصدته بالمنطق ..


    أما إذا تعارضت أقوال المفسرين فإننا في هذه الحالة قد ننتقي ما نشاء من أقوال المفسرين ( بشرط عدم تعارضه مع القرآن والسنة والمنطق والأحداث التاريخية ) ..
    من ناحية أخرى هل هذه العبارة صحيحة ..؟؟؟

    وأكْمِلي أختنا :
    جزاكم الله خيراً د.أمير ...

    وسؤالي التالي هو : كيف يميز بشكل قاطع بين أقوال المفسرين في مدى صحتها ؟

    أما بخصوص بقية الإستفسارات والرد والإيضاح فجزاكم الله خيراً ..

    وهل قولي هذا صحيح ؟

    أما إذا تعارضت أقوال المفسرين فإننا في هذه الحالة قد ننتقي ما نشاء من أقوال المفسرين ( بشرط عدم تعارضه مع القرآن والسنة والمنطق والأحداث التاريخية ) ..






    اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_ مشاهدة المشاركة
      أحسن الله إلى أخينـا الدكتــور أميــر لتأكيده على هذه النقطة .. فنحن نقصد منطقية العقل المعتمد على خلفية عقدية سليــــــمة .. فلا تعارض أبداً ما ما يوافقه العقل السليــــم والعقيدة السليـــــمة.

      ولنضرب مثالاً على ذلك :

      قوله تعالى من سورة (الأحزاب 37:33) " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتقى الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون علي المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطرا، وكان أمر الله مفعولا"

      ضرب الناس فيها شتى المذاهب والطرق وقيل وقيل وقيل .... إذن أى التفاسير نقبل ؟

      نبدأ بمنطقية العقل السليم المبنية على عقيدة سليمة

      الأنبيـــــــــاء أجمعون هم أهل الهداية ... هم القدوة الحسنة لمن بعدهم .. لو أخطأ منهم أحد قوم الله خطأه فوراً حتى يكون كل فعل النبى خطوطاً إرشادية ودليل هدى لمن يؤمن به.
      وتحت مظلة هذا المبدأ .. فلن يفعل النبى البشر (أى نبى) ما يمكن أن يكون عثرة أو مسبة. إذن فكرة أن معنى ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) أنه اشتهى السيدة زينب وأرادها وحاول إخفاء هذا الاشتهاء لكن الله كاشفه أمام الناس .. يصطدم بمبدأ إمامة الرسل وأنهم أهل القدوة والأسوة الحسنة لمن بعدهم.

      ثانياً : العقيدة السليمة المبنية على أمانة النقل ..

      قيل أن السيدة عائشة رضى الله عنها : لو كتم رسول الله شيئا مما أوحى إليه من كتاب الله لكتم " وتخفي في نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"

      فهذه القصة بآياتها أقوى دليل على أمانة نقل النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه .. هذا من ناحية .. من ناحية أخرى .. أن الخشية هنا ليست من أمر شخصى .. بل إن الله سيبطل قاعدة أصيلة مغروزة فى ضمير المجتمع العربى القبلى وقتها .. وسيطبقها النبى على نفسه.

      نختصر الكلام فنقول : كيف نفهم تفسير الآيات فى هذه القصة ؟؟
      أولاً : القرآن يفسر القرآن فعندما ينص القرآن على أن سبب الزواج الرئيسى (زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم) أي أبنائهم بالتبنى.
      ثانياً : يقول قائل هذا لا يمنع أن الله وجد لنبيه فرصة أن يخرجه من الحرج الذى وقع فيه باشتهائه لزينب .. فضرب الله عصفورين بحجر واحد .. زوجه من اشتهاها و أبطل موضوع التبنى من جميع الوجوه. هنا نصطدم بمبدأ إمامة الرسل وأنهم أهل القدوة والأسوة الحسنة لمن بعدهم.
      جزاك الله خيراً أخي الساجد على التوضيح ... زادك الله من علمه ..
      اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة (((ساره))) مشاهدة المشاركة
        فإنني في هذه الحالة كنت لن أقبله..
        إن كنت تقصدين أنه : "لو قال أحدهم إن الله تعالى وصف كيد النساء بأنه عظيم" ..

        فإنك لن تقبلى هذا الكلام لأن هذا القول محكى عن شاهد المرأة

        أقول : إنها وجهة نظر قوية .. لكن هذا لا ينفى فعلاً أن (كيدكن أيها النساء عظيــــــــــــــــــــــــــم )

        المشاركة الأصلية بواسطة (((ساره))) مشاهدة المشاركة
        وسؤالي التالي هو : كيف يميز بشكل قاطع بين أقوال المفسرين في مدى صحتها ؟

        وهل قولي هذا صحيح ؟

        أما إذا تعارضت أقوال المفسرين فإننا في هذه الحالة قد ننتقي ما نشاء من أقوال المفسرين ( بشرط عدم تعارضه مع القرآن والسنة والمنطق والأحداث التاريخية ) ..
        إجابة سؤالك هو صحة قولك : ( بشرط عدم تعارضه مع القرآن والسنة والمنطق والأحداث التاريخية )

        وأحب أن أنوه إلى أن الأحداث التاريخية نفسها ليست حكماً على صحة قول مفسر من عدمه إلا لو كان هذا الحدث موثوق فيه .. ثابت الصحة.

        تعليق


        • #34
          إن كنت تقصدين أنه : "لو قال أحدهم إن الله تعالى وصف كيد النساء بأنه عظيم" ..

          فإنك لن تقبلى هذا الكلام لأن هذا القول محكى عن شاهد المرأة
          تماماً ... هذا ما قصدت ..

          وللأسف هذا ما يحتج به النصارى ويفهموا معنى الأيات بطريقة غير صحيحة ... فما بالكم بالحديث الذي وضعه القرطبي ... فإنه قد يزيد من الفهم الخاطئ للآية ..

          إجابة سؤالك هو صحة قولك : ( بشرط عدم تعارضه مع القرآن والسنة والمنطق والأحداث التاريخية )

          وأحب أن أنوه إلى أن الأحداث التاريخية نفسها ليست حكماً على صحة قول مفسر من عدمه إلا لو كان هذا الحدث موثوق فيه .. ثابت الصحة.
          ما قصدته هو الحدث التاريخي موثوق السند ... لأننا أمة تأخذ بالأدلة وكلام الثقات ... وليس أقوال الأشخاص المجهولين ..


          وسؤالي التالي : إذا ذكر المفسر رأي معين ولم يذكر عليه دليل ( أي لم يوضح لماذا أخذ بهذا الرأي ولم يستند لحديث نبوي فيه وفي نفس الوقت هو غير متفق مع أقوال بقية المفسرين )

          أي مثلاً قال : " وهذا الرأي ضعيف ..." ثم لم يذكر ما السبب في أنه ضعفه .... أليس في هذه الحالة يحق لنا أن نأخذ بهذا الرأي , حيث أن لفظ "رأي ضعيف" لا تنفي حدوث الحدث بشكل قاطع ؟



          اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

          تعليق


          • #35
            بارك الله فيك يا د/امير
            على هذا القول الصائب والشرح الجامع الوافى
            واثابك الله عليه فى الدنيا والاّخرة

            تعليق


            • #36
              السؤال من مفاتيح العلم ..

              فبارك الله في أختنا سارة وجزى الله الدكتور أمير على هذا العلم النافع

              اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما تعلمنا

              تعليق


              • #37
                المشاركة الأصلية بواسطة (((ساره))) مشاهدة المشاركة

                وسؤالي التالي : إذا ذكر المفسر رأي معين ولم يذكر عليه دليل ( أي لم يوضح لماذا أخذ بهذا الرأي ولم يستند لحديث نبوي فيه وفي نفس الوقت هو غير متفق مع أقوال بقية المفسرين )

                أي مثلاً قال : " وهذا الرأي ضعيف ..." ثم لم يذكر ما السبب في أنه ضعفه .... أليس في هذه الحالة يحق لنا أن نأخذ بهذا الرأي , حيث أن لفظ "رأي ضعيف" لا تنفي حدوث الحدث بشكل قاطع ؟
                الســـلام عليكــــم

                حلوة الأسئلة دي .. بارك الله فيك ولك وبك وعليك وحواليك ..

                كل رأى خاص بالمفسر فهو خاص به وحده وغير ملزم لغيره (هذه قاعدة)

                ولكن : أن يقول مفسر من المفسرين الكبار رأياً يخصه (ونقصد بالكبار من توافرت فيهم شروط التفسير والمفسر التى ذكرت فى أول الموضوع ..وهو معروفون بالاسم ) .. فإن هذا الرأى لا ينبع من هوى نفس أو عقيدة غير صحيحة .. وإنما قياسه واستنتاجه الشخصي بناه على أسس قوية .. من علم للغة وخلفية تاريخية وجغرافية واسعة. لذلك يجب أخذ رأيه فى الاعتبار وعدم تناسيه ، فلو قلنا إن ابن عباس رضي الله عنهما قال (برأيه) كذا .. فقوله كثيراً ما يعتبر حجة على غيره .. وكثيراً ما يقدم على آراء غيره (وأنا شخصياً أميل لكل أقواله وآراءه).

                إذن : إذا قال المفسر (الثقة) عن شيء برأيه ، فإن وجهة نظره توضع فى الاعتبار ونحكم عليها بتوافقها مع بقية وجهات النظر.

                مثال : فى قوله تعالى : "يا بشرى هذا غلام " .. يجمع الكل على أن المعنى : أبشروا .. كما أن لها قرآءة أخرى "يا بشراي" ومع ذلك نجد أن الإمام السدي يقول : نادى رجلاً اسمه بشرى. ...
                هذه وجهة نظر الرجل ولعلها صحيحة .. الله أعلم .. إلا أن الأسلم والأحوط هو اتباع الإجمااااااع.

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة القبطان المسلم مشاهدة المشاركة
                  السؤال من مفاتيح العلم ..

                  فبارك الله في أختنا سارة وجزى الله الدكتور أمير على هذا العلم النافع

                  اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما تعلمنا
                  وبارك فيك أخي الفاضل .. وجزاك الجنة ..



                  حلوة الأسئلة دي .. بارك الله فيك ولك وبك وعليك وحواليك ..
                  ولك مثلها وأكثر وأكثر بكل حرف كتبت أخي الفاضل ..

                  إلا أن الأسلم والأحوط هو اتباع الإجمااااااع.
                  إذا كانت المشكلة في الإجماع لوجدت الحل ... ولكن ما أسأل عنه أن تكون أراء المفسرين مبعثرة وغير متفقة في نقطة محددة .. وهذه هي المشكلة ..
                  اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                  تعليق


                  • #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_ مشاهدة المشاركة
                    مثال : فى قوله تعالى : "يا بشرى هذا غلام " .. يجمع الكل على أن المعنى : أبشروا .. كما أن لها قرآءة أخرى "يا بشراي" ومع ذلك نجد أن الإمام السدي يقول : نادى رجلاً اسمه بشرى. ...
                    هذه وجهة نظر الرجل ولعلها صحيحة .. الله أعلم .. إلا أن الأسلم والأحوط هو اتباع الإجمااااااع.


                    أخي الحبيب الساجد

                    ما ذهب إليه السدّي رحمه الله لا يدخل في باب وجهات النظر، فهذه المسألة ليست من القضايا النقاشية حتى تتشعب فيها الأقوال. وكان الأحرى به ألاّ يورد قوله من باب القطع، لأنه اجتراء على معنى اللفظ، وقول في كتاب الله دون برهان من كتاب أو سنة. ولو أنه قال: وقد يكون كذا، وربما كذا، أو يحتمل كذا ... لكان أسلم.

                    ولذلك علّق ابن كثير رحمه الله على ذلك بقوله: "فـزعم السدي أنه اسم رجل ناداه ذلك الرجل الذي أدلى بدلوه معلماً له أنه أصاب غلاماً، وهذا القول من السدي غريب!".

                    ورأيُ السدّي مردود من أربعة وجوه أساسية كلها من القرآن:

                    1- فقد استبعد النحاس رأيه: "لأنه لم يأت في القرآن تسمية أحد إلا يسيراً وإنما يأتي بالكناية". ولك أن تدرك أن قصة يوسف عليه السلام على اشتمالها على أشخاص كثيرين، لم تصرّح إلا باسم يوسف ويعقوب عليهما السلام. فلا إخوة يوسف، ولا الملك، ولا العزيز، ولا امرأته ... الخ، وهم من الشخصيات الأساسية في القصة، صرّح القرآن بأسمائهم، فكيف يصرّح باسم وارد القافلة الذي لم يُذكر إلا في هذا الموضع فقط!!

                    2- وهذه النقطة أيضاً استناداً إلى القرآن، حيث إن لفظة (بشرى) لم ترد في القرآن إطلاقاً على أنها اسم علم، بل وردت في أربعة عشر موضعاً جميعها بمعنى البشارة.

                    3- أن قراءة (بشراي) بضمير المتكلم توكيد لهذا المعنى، فقد وردت في القرآن بضمير المخاطب في قوله تعالى (بشراكمواسم العلم لا يضاف إلى الضمير.

                    4- أن صيغة النداء هذه (يا بشرى) وردت أيضاً في نفس السورة في قوله تعالى (يا أسَفافهل كان يعقوب يدعو غلاماً اسمه (أسفا)!!!

                    فكما اتضح لك أخي الحبيب يعتبر رأي السدّي مخالفاً لصريح القرآن، فكيف يقال إنها "وجهة نظر ولعلها صحيحة

                    فهذه هي ذات الإشكالية المتعلقة بتفسير القصص القرآني وخصوصيته التي تطرقتُ إليها في أكثر من موضع، ومفادها هو أولوية تقديم النص القرآني باعتباره مفتاح الفهم الحقيقي للقصص الحق.

                    هذا والله أعلى وأعلم ولا أعفي نفسي من الزلل

                    تعليق


                    • #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      أحسن الله حال قبطاننا المسلم .. فكلامه صحيح

                      ولقد ذكرت حالة (بشرى) كدلالة على قول أحد المفسرين برأيه .. فيما لم يرد فيه نص قاطع .. ولم أقصد بـ ( لعلها تكون صحيحة ) أنى موافق عليها.
                      لله الحمد والمنة ..


                      تعليق


                      • #41
                        خلصت الأسئلة ؟

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة _الساجد_ مشاهدة المشاركة
                          خلصت الأسئلة ؟
                          لا .. لا .. لا ..

                          وسؤالي التالي : إذا ذكر المفسر رأي معين ولم يذكر عليه دليل ( أي لم يوضح لماذا أخذ بهذا الرأي ولم يستند لحديث نبوي فيه وفي نفس الوقت هو غير متفق مع أقوال بقية المفسرين )
                          أي مثلاً قال : " وهذا الرأي ضعيف ..." ثم لم يذكر ما السبب في أنه ضعفه .... أليس في هذه الحالة يحق لنا أن نأخذ بهذا الرأي , حيث أن لفظ "رأي ضعيف" لا تنفي حدوث الحدث بشكل قاطع ؟


                          إلا أن الأسلم والأحوط هو اتباع الإجمااااااع.




                          إذا كانت المشكلة في الإجماع لوجدت الحل ... ولكن ما أسأل عنه أن تكون أراء المفسرين مبعثرة وغير متفقة في نقطة محددة .. وهذه هي المشكلة ..



                          فهل في هذه الحالة يحق لنا أن نختار ما نشاء من الآراء المذكورة حتى لو قال المفسر أنه ضعيف ولم يوضح لنا سبب ضعفه ؟
                          اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                          تعليق


                          • #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة (((ساره))) مشاهدة المشاركة
                            لا .. لا .. لا ..

                            أي مثلاً قال : " وهذا الرأي ضعيف ..." ثم لم يذكر ما السبب في أنه ضعفه .... أليس في هذه الحالة يحق لنا أن نأخذ بهذا الرأي , حيث أن لفظ "رأي ضعيف" لا تنفي حدوث الحدث بشكل قاطع ؟
                            هات مثالاً للبيـان

                            تعليق


                            • #44
                              تفسير الآية :{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} سورة مريم 30


                              تفسير القرطبي :

                              فَقِيلَ : كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَرْضِع فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامهمْ تَرَكَ الرَّضَاعَة وَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ , وَاتَّكَأَ عَلَى يَسَاره , وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى , و " قَالَ إِنِّي عَبْد اللَّه " فَكَانَ أَوَّل مَا نَطَقَ بِهِ الِاعْتِرَاف بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى وَرُبُوبِيَّته , رَدًّا عَلَى مَنْ غَلَا مِنْ بَعْده فِي شَأْنه . وَالْكِتَاب الْإِنْجِيل ; قِيلَ : آتَاهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة الْكِتَاب , وَفَهَّمَهُ وَعَلَّمَهُ , وَآتَاهُ النُّبُوَّة كَمَا عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَكَانَ يَصُوم وَيُصَلِّي . وَهَذَا فِي غَايَة الضَّعْف عَلَى مَا نُبَيِّنهُ فِي الْمَسْأَلَة بَعْد هَذَا . وَقِيلَ : أَيْ حَكَمَ لِي بِإِيتَاءِ الْكِتَاب وَالنُّبُوَّة فِي الْأَزَل , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْكِتَاب مُنَزَّلًا فِي الْحَال ; وَهَذَا أَصَحّ .
                              تفسير الطبري :

                              وَقَوْله : { آتَانِيَ الْكِتَاب } يَقُول الْقَائِل : أَوْ آتَاهُ الْكِتَاب وَالْوَحْي قَبْل أَنْ يُخْلَق فِي بَطْن أُمّه فَإِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا يُظَنّ , وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ : وَقَضَى يَوْم قَضَى أُمُور خَلْقه إِلَيَّ أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب , كَمَا : 17863 - حَدَّثَنِي بِشْر بْن آدَم , قَالَ : ثنا الضَّحَّاك , يَعْنِي اِبْن مَخْلَد , عَنْ سُفْيَان , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة { قَالَ آتَانِي الْكِتَاب } قَالَ : قَضَى أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب فِيمَا مَضَى . * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله { إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِي الْكِتَاب } قَالَ : الْقَضَاء . * - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْل اللَّه { إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِي الْكِتَاب } قَالَ : قَضَى أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب
                              بينما تفسير ابن كثير:

                              قَالَ إِنِّي عَبْد اللَّه " أَوَّل شَيْء تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ نَزَّهَ جَنَاب رَبّه تَعَالَى وَبَرَّأَهُ عَنْ الْوَلَد وَأَثْبَتَ لِنَفْسِهِ الْعُبُودِيَّة لِرَبِّهِ وَقَوْله : " آتَانِيَ الْكِتَاب وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " تَبْرِئَة لِأُمِّهِ مِمَّا نُسِبَتْ إِلَيْهِ مِنْ الْفَاحِشَة قَالَ نَوْف الْبِكَالِيّ لَمَّا قَالُوا لِأُمِّهِ مَا قَالُوا كَانَ يَرْتَضِع ثَدْيهَا فَنَزَعَ الثَّدْي مِنْ فَمه وَاتَّكَأَ عَلَى جَنْبه الْأَيْسَر وَقَالَ " إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِيَ الْكِتَاب وَجَعَلَنِي نَبِيًّا - إِلَى قَوْله - مَا دُمْت حَيًّا " وَقَالَ حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيّ رَفَعَ أُصْبُعه السَّبَّابَة فَوْق مَنْكِبه وَهُوَ يَقُول : " إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِيَ الْكِتَاب وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " الْآيَة وَقَالَ عِكْرِمَة " آتَانِيَ الْكِتَاب " أَيْ قَضَى أَنَّهُ يُؤْتِينِي الْكِتَاب فِيمَا قَضَى وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد المصفى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد هُوَ الْعَطَّار عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن زِيَاد عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : كَانَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَدْ دَرَسَ التَّوْرَاة وَأَحْكَمَهَا وَهُوَ فِي بَطْن أُمّه فَذَلِكَ قَوْله : " إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِيَ الْكِتَاب وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " يَحْيَى بْن سَعِيد الْعَطَّار الْحِمْصِيّ مَتْرُوك .
                              فإذا اخترت هذا القول في تفسير القرطبي :

                              قِيلَ : آتَاهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة الْكِتَاب , وَفَهَّمَهُ وَعَلَّمَهُ , وَآتَاهُ النُّبُوَّة كَمَا عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَكَانَ يَصُوم وَيُصَلِّي . وَهَذَا فِي غَايَة الضَّعْف عَلَى مَا نُبَيِّنهُ فِي الْمَسْأَلَة بَعْد هَذَا . وَقِيلَ : أَيْ حَكَمَ لِي بِإِيتَاءِ الْكِتَاب وَالنُّبُوَّة فِي الْأَزَل , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْكِتَاب مُنَزَّلًا فِي الْحَال ; وَهَذَا أَصَحّ .
                              فهل إذا اخترت الكلام أعلى الخط يكون خطأ ؟ ... في حين أنه لم يذكر سبب ضعفه ...

                              وخصوصاً أنه لا يصعب على الله - حاشا لله - تعليم نبيه الكتاب في المهد حيث أن تحدث المسيح عليه السلام بدأ في المهد ..؟
                              اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                              تعليق


                              • #45
                                فإذا اخترت هذا القول في تفسير القرطبي :



                                قِيلَ : آتَاهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة الْكِتَاب , وَفَهَّمَهُ وَعَلَّمَهُ , وَآتَاهُ النُّبُوَّة كَمَا عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَكَانَ يَصُوم وَيُصَلِّي . وَهَذَا فِي غَايَة الضَّعْف عَلَى مَا نُبَيِّنهُ فِي الْمَسْأَلَة بَعْد هَذَا . وَقِيلَ : أَيْ حَكَمَ لِي بِإِيتَاءِ الْكِتَاب وَالنُّبُوَّة فِي الْأَزَل , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْكِتَاب مُنَزَّلًا فِي الْحَال ; وَهَذَا أَصَحّ .

                                فهل إذا اخترت الكلام أعلى الخط يكون خطأ ؟ ... في حين أنه لم يذكر سبب ضعفه ...

                                أما أن القرطبي لم يذكر سبب تضعيفه للرأي الأول ، فهذا خطأ . والصحيح أنه ذكره بعد ذلك بفقرات قليلة ، وذلك في قوله رحمه الله :


                                « ولم يُنقَل أنه دام نطقه، ولا أنه كان يصلي وهو ابن يوم أو شهر. ولو كان يدوم نطقه وتسبيحه ووعظه وصلاته في صغره من وقت الولادة، لكان مثله مما لا ينكتم. وهذا كله مما يدل على فساد القول الأول، ويصرح بجهالة قائله » .

                                فسبب الضعف عنده أن الخبر لم يُنقَل مع أن الدواقع تشتد إلى نقله والإخبار به .


                                لكن لو فرضنا أن القرطبي لم يذكر سبب تضعيفه ، فهل يجوز أن نختار القول الذي ضعفه ؟!

                                فالجواب : الاختيار بين قولين هو ترجيح لأحدهما على الآخر . والترجيح لا ينبغي أن يكون إلا بدليل صحيح . فمن ملك الدليل رجح ، ومَن لم يملك الدليل لزمه أن يتوقف عن الترجيح حتى يأتيه دليل صحيح . وذلك أن الترجيح في تفسير آية هو قول من المرجح بأن الله أراد هذا المعنى على الراجح . وقد اشترط الله علينا ألا نقول عليه إلا بعلم ، وعاب سبحانه على الذين يقولون بغير علم ، والعلم هو الدليل الصحيح ، وهو "البينات" بلغة القرآن .

                                - قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ }.
                                - وقال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ } .
                                - وقال تعالى : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا } . قال السعدي : « أي: ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا } فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله » .

                                وسر المسألة أن الترجيح - أي ترجيح - لا بد له من سبب ودافع ، فإن لم يكن سبب الترجيح هو الدليل الصحيح ، كان سببه ولا بد هو الهوى والتشهي ، وذم هذا في كتاب الله أشهر من أن نذكر له مثالاً .
                                وعلى هذا ، فسواء ذكر القرطبي سبب تضعيفه للقول أم لم يذكره ، فالنتيجة سواء ، وهي أنه على المرجح أن يبرز الدليل الصحيح على ترجيح أحد القولين ، وإلا فيلزمه التوقف حتى يأتيه العلم الصحيح أو الدليل الصحيح أو البينة على الترجيح .




                                مسألة :
                                لماذا لا نأخذ في الآية بالتوجيه القائل أن المراد هو أن الله علم المسيح علم الكتاب في مهده ، لأن ذلك ليس محالاً على الله ؟

                                والجواب : لا يحق ترجيح هذا التوجيه لمجرد السبب المذكور . فإن كون الأمر ليس محالاً على الله ليس دليلاً على أن الله قد فعله . لأن كون الأمر ليس محالاً معناه أنه ممكن ، والله لا يفعل كل الممكنات ، بل يفعل ما يشاء سبحانه ويختار . ومثال ذلك أن إهلاك العالم كله ليس محالاً على الله بل هو ممكن له ، ومع ذلك فالله لم يفعله بيقين .

                                وليس معنى هذا أننا نبطل هذا التوجيه ، كلا ، بل لا نتعرض الآن لإبطاله ولا لترجيحه ، وإنما الذي يهمنا هو أن السبب المذكور لا ينفع دليلاً على الترجيح ، وقد يترجح التوجيه بدليل آخر .

                                وهذه فائدة نافعة نقتنصها : « بطلان الدليل لا يستلزم بطلان المدلول » . لأن الناس قد يستدلون على أمر حق بدليل فاسد ، ففساد هذا الدليل لا يستلزم بطلان الأمر في نفسه ، بل قد يكون صحيحـًا . وقد حصل هذا كثيرًا فيما يسمى بأدلة وجود الخالق ، فإن الناس قد وضعوا كثيرًا من الأدلة الفاسدة ، وهذا لا يعني أن وجود الخالق ليس له أدلته الصحيحة .

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 4 أسابيع
                                رد 1
                                120 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن الوليد
                                بواسطة ابن الوليد
                                 
                                ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
                                ردود 3
                                124 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة محب المصطفى
                                بواسطة محب المصطفى
                                 
                                ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
                                ردود 8
                                108 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
                                ردود 9
                                165 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
                                ردود 0
                                219 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X