ظاهرة العناية الإلهية تتجلى في عصر العلم!! / مشكلة الخير والشر

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة العناية الإلهية تتجلى في عصر العلم!! / مشكلة الخير والشر

    ظاهرة العناية الإلهية تتجلى في عصر العلم!!مشكلة الخير والشر

    كُنت أُلاحظ في الدراسات الإسلامية التي دُونت في القرون الأُولى هذه الجملة (( ولا يُنسب الشر المحض إلى الله )) وهذه الجملة كثيرا ما يقولها العلامة ابن القيم في كتاباته ......
    إنها كلمة عالية يقبلها العقل السليم دون حاجة إلى استدلال .. إنها تُفيد أن الشر الذي يتبدى لك على أنه شر هو في ذاته خير أيضا ..... هناك خبر جميل يقول ( إن هناك نوع من الصُبير يستعمل كسياج للمزارع .. نُقل إلى استراليا وزُرع هُناك وكانت فاجعة إذ امتد بشكل هائل لدرجة أنه كاد يُغطي كثيرا من الأراضي الصالحة للزراعة .. وحار العلماء في الأمر .. ثم عثروا على نوع من الجراثيم المرَضية لا تعيش إلا على هذا النوع من النباتات .. فنقلوا هذه الجراثيم بواسطة النبات نفسه وبدأت الجراثيم تعمل عملها حتى تقلص النبات إلى الوضع المناسب .. إلى هنا فالخبر عادي لكن المُدهش أن الجرثوم لم يقض على النبات بل بقي النبات ولكن بالقدر الذي ينفع ولا يضر .. ) إنه نوع من التوازن العجيب في الطبيعة .... وأنا أصلا لم أكُن مُحتاجا لذكر أي مِثال خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين بعد أن ظهرت الحاجة الماسة لانواع البكتريا في أمعاء الإنسان .. بعد ان ظهرت الحاجة الماسة لبكتريا التربة .. بعد ان تبين قُصور العقل عند علماء القرن السابق عندما لم يتفهموا قيمة الخلايا المجهرية وغيرها .... إن الإنسان بداهةً يعادي ما يجهله وهذا مَحض سرعة في إتخاذ القرار ولا ننسى ماو تسي تونج رئيس الصين الملحد الذي أمر بصيد نوع من العصافير كانت تتغذى على الثمار أمر بصيده في جميع انحاء البلاد فما النتيجة ؟؟؟ لقد حمل العام التالي رُعبا رهيبا نتيجة إنتشار نوع من الحشرات كان هذا الطائر يتغذى عليها وكادت هذه الحشرة ان تُهلك الحرث والنسل ....
    إن النتيجة الحتمية التي يصل إليها الإنسان هي أنه لا يوجد شر محض في الطبيعة !!!!!!
    رُبما كان للملحد حُجة في إنكار نِعم الله المتتالية عليه لانه لن يستقيم له الإلحاد إلا بكفران النِعمة وجحد الفضل الإلهي عليه وصدق الله { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (34) سورة إبراهيم ..... إن الإنسان لظلوم كفار فعلا
    إن جهل الإنسان الذي ينتج عنه الكفر .. وكِبره الذي ينتج عنه الظلم هو الذي يجعل الإنسان لا يرى بداهةً نِعمة الله .. ويجعله لا ينسبها إلى الله بإخلاص وتجرد .. بل ينسبها إلى أي شيء مهما كان تافها باطلا {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (45) سورة الزمر ...
    وإذا كان حال الملحد كذلك فهو في ضياع وعبث وسواد فهذا أيضا حال اللاديني بل واللاديني أسوأ وأضل حالا منه فاللاديني اعترف لله بالخلق وأقر أن الله هو الخالق لكن لم يعترف له بالأمر { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (54) سورة الأعراف ..... واللاديني يُخيل إليه أنه بذلك قد اعترف بالإله ولكن الله يُقيم عليه الحجة من آياته فيقول تعالى {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (23) سورة الأنعام .... إنه وهم يقع فيه اللادينيون إذ المعيار الحقيقي للإعتراف بالخلق هو الإقرار والإذعان وغير ذلك مردود على وجه صاحبه لا محالة ‍‍‍‍‍‍


    مُشكلة الخير والشر :-
    تعجَب أحدُهم لماذا يُبتلى البشر ..... ما اللغز أصلا وراء الإبتلاء ... إذا كان الكافر يُبتلى لكُفره فهذا طبيعي والعقل يقبله لكن لماذا يُبتلى المؤمن ... لماذا الكوارث .. لماذا الحروب .. وكما تعودنا من القرآن أنه فيه تفصيل كل شيء نجِد الرد الإلهي العجيب على هذا السؤال {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا } (40) سورة الحـج ..... إنها آيه عظيمة تُعطي الرد الذي يقبله العقل بدون امتراء .... إن تدافع الناس وحدوث المشاكل والكوارث لولا ذلك لهُدمت أماكن العبادة ولضاع الناس في الدُنيا بدون وعي .... ( معنى عجيب أليس كذلك ؟؟ ) إن الشيء الذي يُوهِن - يُضعِف - البدن يُقوي القلب .. والذي يُقوي البدن يُوهِن القلب ..... لذلك ترى الإنسان المُدلل لا يقوى في ميادين الرجال ولا يرتفع له رأس أمام العزائم في حين ترى المُكافِح ذو بأس وعِزة .... ومن هذا المنطلق كان الأنبياء هم أثبت الناس على دعوتهم وهُم أرسخ الناس قدما في ميادين القتال لأنهم اكثر الناس بلاءا ... ولذلك كان تدافع الناس يعُطي العزة ويمنح للإنسان قيمة بعد ان يُمحص ويصبر فيُعطى ثباتا أعظم وهكذا ......
    ولكن لماذا لم يُعط الناس مزية الثبات والرسوخ بدون الإبتلاء ؟؟؟ إن هذا أكبر دليل على أننا في الدنيا للتمحيص والإختبار إذ لو الأمر عبثي لزاغت البطولات بين اللُقطاء من الناس ولكن لا يُعط العِزة والنصر إلا من ابتُلي بقدره وهكذا كان التمحيص عليه معيار نيل الفوز وعليه قوة القلب وثبات الشكيمة ....... وللامر تفصيل ممتع له مجال آخر بإذن الله ‍‍‍‍‍



    وصدق الله العظيم إذا يقول {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (132) سورة الأنعام .... وبإذن الله في شريطي القادم بخصوص الحجة المُقامة على جميع البشر حُجة الفطرة في عدم تعاطي المعاصي التي تأباها الفِطرة بدون تلقٍ مسبق للنهي والأمر ...وحُجة الرسالة السماوية التي فيها زيادة تكليف والتي من وصلته هذه الرسالة لا يسعه إلا الإذعان لها وأن الله سوف يحاسب الناس بمقتضى وصول الحجة ومقتضى إذعانهم ومقتضى التسليم وعدم المكابرة ولهذا موضوع آخر بإذن الله ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام ماتع في أنواع الفترات ....ولكن هُنا نريد وضع إلماحة هامة بخصوص الأمر وبخصوص مشكلة الشر والعذاب الأُخروي الأبدي يقول الله عز وجل {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (147) سورة النساء ..... وعلى الرغم من اختلاف السلف في عذاب جهنم هل هو عذاب أبدي أزلي أم أن هناك وقت تفنى فيه النار**‍‍‍ .... إلا أن العقل يقول أنه طالما ان الكافر لو عاش أبدا لكفر أبدا فكان مصيره أن يُعذب أبدا فالحياة الدنيا ما هي إلا موطن اختبار وتمحيص وليست هي المستقر الدائم وفي ذلك يقول الله تعالى { وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (64) سورة العنكبوت ... إنها من الآيات المُبهرة بحق ... إن إضافة الألف والنون في كلمة الحيوان تُفيد مُطلق الحياة ( وهذه الكلمة من كلمات الإعجاز البياني التي بهرت الدارسين في أصول لغات الأرض ) فإضافة الألف والنون إلى الشيء تُفيد إطلاقه فالحياة الأصلية والمُطلقة لنا ليست هُنا وإنما هي في الدار الآخرة .. والدنيا ما هي إلا قنطرة للتمحيص وإختبار العباد .. فالدار الآخرة هي دارالحيوان الحقيقي الحياة الحقيقية الأصلية ولذلك سُمي الحيوان حيوانا لأن حياته الأصلية والحقيقية هي تلك التي يحياها بيننا ... ثم يختم الله سبحانه وتعالى الآية بإشارة رائعة { لو كانوا يعلمون } ذلك ما آثروا الدنيا عليها ... فالحياة الدنيا موطن اختبار فقط والآخرة هي المُستقر وهي الموطن الباقي أبد الآبدين ... والمعذرة مُقدمة سلفا لكل البشر ( كلٌ على قدر وصول الحجة له )فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ‍‍‍‍ ....‍‍‍‍



    ** اختلف العلماء في العذاب الأخروي هل هو أبدي أم لا قال ابن جرير الطبري عند تفسير سورة هود في قوله تعالى { فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك } قال :.... وقال آخرون : عنى بذلك أهل النار وكل من دخلها ، ذِكر من قال ذلك : عن ابن عباس : يأمر النارَ أن تأكلهم . وقال ابن مسعود : ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا . وعن الشعبي : جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا . وعن ابن زيد : أخبرنا بالذي يشاء لأهل الجنة فقال {عطاء غير مجذوذ} ، ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار ... "التفسير" (7/118).
    2. وقد نقل السيوطي! في "الدر المنثور" (3/350) تلك الآثار وزاد عليها :وعن الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه : لو لبث أهل النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه .
    وعن أبي هريرة : سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد.أ.هـ
    للإستزادة بخصوص المسألة :-
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...p?threadid=7488
    السرداب
    منتدى التوحيد
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4015
    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
    وينصر الله من ينصره

  • #2
    بارك الله فيك اخي الحبيب
    الاستاذ / سيف الكلمة
    اعزك الله وحفظك

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ يوم مضى
    ردود 2
    8 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة الراجى رضا الله  
    ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
    ردود 0
    126 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة Mohamed Karm
    بواسطة Mohamed Karm
     
    ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
    ردود 0
    67 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ARISTA talis
    بواسطة ARISTA talis
     
    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
    ردود 25
    154 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عادل خراط
    بواسطة عادل خراط
     
    ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
    ردود 0
    93 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة The small mar
    بواسطة The small mar
     
    يعمل...
    X