تطور يهوه الإله The Evolution of Yahweh

[Dexter]

...

يتبع

[د.أمير عبدالله]

تطور أكثر من رائع ....!!!!!!

[م. عمـرو المصري]

...

أوافقك في النقطة الأولى والثالثة

وأختلف معك في الثانية ..

يتبع

طيب يُبدأ الأول

[Dexter]

The article is under translation ,sorry for this inconvenience


ما شاء الله .. ما كنت لأرى هذه الوجوه السمحة في المواضيع الدسمة مثل موضوع القيامة المجيدة.

نشكر لكم انتظاركم

[Dexter]

تطوّر يهوه الإله

يبدو أن مؤلفي أسفار الكتاب المقدس غير قادرين على تحديد طبيعة إلههم. ففي نص ما، نجد المؤلف يصف الإله بصفة تتعارض مع الطّبيعة المنسوبة إليه في نص آخر.

بالنسبة لبعض المؤلفين فإن يهوه موجود في كل مكان :

أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ [المزامير 139: 7-10]

بالنسبة لآخرين، فإن وجوده كان محدوداً، و لذا كان يجب عليه أن يذهب من مكان لمكان كلما دعت الحاجة. عندما كان أحفاد الناجين من الطوفان يبنون برجاً إلى السماء، [نَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ .. – التكوين 11: 5]، إلا أن كياناً موجوداً في كل مكان لن يضطر إلى النزول باعتبار أنه سيكون موجود فعلاً في موقع البناء. قبل هذا، عندما عصا آدم وحواء أمر يهوه بعدم الأكل من شجرة معرفة الخير و الشّرّ [سَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. – التكوين 3: 8]. إن الاختباء من كينونة موجودة في كل مكان أمر مستحيل، لذا، بخلاف المزمور المقتبس أعلاه، فإن كاتب هذه القصّة لابد أنه قد رأى أن يهوه كإله محدود بمكان محدد في وقت ما.

عندما نفى يهوه قايين لقتله أخيه هابيل، على سبيل المثال، قال كاتب سفر التكوين [فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ – التكوين 4: 16]، لكنّ إذا خرج قايين من عند يهوه، إذًا لا يمكن أن يكون يهوه كياناً موجوداً في كل مكان. فقرات أخرى من الكتاب المقدس حددت وجود يهوه بنفس الطريقة، بينما آخرون اتّفقوا مع مؤلف المزامير الّذي اعتقد أن يهوه كان موجودًا في كل مكان. النبيّ عمواس أعلن أن لا أحد يمكن أن يهرب من غضب اللّه. إن نقبوا إلى الهاوية فإن يده تأخذهم، و إن صعدوا إلى السماء فينزلهم من هناك، و إن اختبؤوا في رأس الكرمل فسيجدهم، و إن اختبؤوا في قعر البحر فسيأمر الحية فتلدغهم (عمواس 9: 2-3) . لم يكن هنالك أي مكان لأعداء يهوه ليفروا من تواجده، إلا أن مؤلفين آخرين وصفوه بأنه كينونة محدودة بالمكان. الإسرائيليّون، على سبيل المثال، اعتقدوا أن يهوه جلس على الكروبين الّذي كان على تابوت العهد [المزامير 80: 1، 99: 1، الخروج 25: 22، العدد 7: 89، صموئيل الأول 4: 4].


إن الكتاب المقدس متناقض أيضاً فيما يخص عن طبيعة يهوه العالمة بكل شيء. بعض النصوص تقول بوضوح أن يهوه يعلم كل شيء: [اللهُ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ – يوحنا الأولى 3: 20]. وفقاً لبعض المؤلفين فإن طبيعة الله العليمة هذه تمتد في حدود علمها إلى المستقبل:

بِالأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ زَمَانٍ أَخْبَرْتُ وَمِنْ فَمِي خَرَجَتْ وَأَنْبَأْتُ بِهَا. بَغْتَةً صَنَعْتُهَا فَأَتَتْ. لِمَعْرِفَتِي أَنَّكَ قَاسٍ وَعَضَلٌ مِنْ حَدِيدٍ عُنُقُكَ وَجِبْهَتُكَ نُحَاسٌ أَخْبَرْتُكَ مُنْذُ زَمَانٍ. قَبْلَمَا أَتَتْ أَنْبَأْتُكَ لِئَلاَّ تَقُولَ: صَنَمِي قَدْ صَنَعَهَا وَمَنْحُوتِي وَمَسْبُوكِي أَمَرَ بِهَا. قَدْ سَمِعْتَ فَانْظُرْ كُلَّهَا. وَأَنْتُمْ أَلاَ تُخْبِرُونَ؟ قَدْ أَنْبَأْتُكَ بِحَدِيثَاتٍ مُنْذُ الآنَ وَبِمَخْفِيَّاتٍ لَمْ تَعْرِفْهَا. [إشعياء 48: 3-6]

قبل هذا، قال أشعياء أن اختبار لاهوت إله ما يكون من خلال معرفته للمستقبل:

أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي. وَمَنْ مِثْلِي يُنَادِي فَلْيُخْبِرْ بِهِ وَيَعْرِضْهُ لِي مُنْذُ وَضَعْتُ الشَّعْبَ الْقَدِيمَ. وَالْمُسْتَقْبَلاَتُ وَمَا سَيَأْتِي لِيُخْبِرُوهُمْ بِهَا. [إشعياء 44: 6-7]

بعبارة أخرى، النّبيّ إشعياء كان يقول أن الإله الذي يعرف المستقبل لا يكون إلهاً حقيقياً، لكنّ بالرّغم من مثل تلك النصوص، فإن آخرين قدموا لنا يهوه ككينونة محدودة المعرفة بشكل ضيق. في العدد [الملوك الأول 22: 16-23] نجد يهوه عاجز عن إيجاد طريقة لإغواء الملك آحاب إلى هلاكه، فنادى الروح التابع له لحبك خطة ما. أثناء سنوات التيه في الصحراء، كان يجب على موسى أن يتدخّل لمنع يهوه من الوقوع في أخطاء خطيرة بحماسته لعقاب الإسرائيليّين على عصيانهم [العدد 14: 11-23، 16: 20-22، 44: 50]. في موضوع علم يهوه المطلق نجد أن الكتاب المقدس عبارة عن متاهة من التناقضات. أحيانًا، نجد يهوه عليم بكل شيئ، و في أوقات أخرى، نجده جاهلاً بعض الشيء.

الأمر ينطبق أيضاً على ما يوصف به إله الكتاب المقدس يهوه. أحيانًا، نجده أنه هو الخالق كلي القدرة الّذي [يُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ – أيوب 26: 7] و [حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ – العبرانيين 1: 3]، لكنّ أحياناً أخرى لم يكن بمقدوره القيام بأمور عادية كأن يهزم جيشاً عنده مركبات حديد [القضاة 1: 19]. تقريبًا، فإن أي فقرة في الكتاب المقدس تصف طبيعة يهوه ستتعارض مع فقرات أخرى تقدم نفس الصفة بطريقة مختلفة.

....


هناك تفسير معقول جدًّا لهذه التّناقضات. إن الكتاب المقدس لم يُكْتَب دفعة واحدة و لكنه نتاج عدّة مؤلّفين عاشوا و كتبوا في فترة تمتد إلى عدة قرون. الشعوب البدائية جعلوا آلهتهم على صورتهم ، و لا يوجد سبب للاعتقاد أن اليهود القدماء كانوا مختلفين عنهم بأية حال. بالنسبة لمؤلفي الكتاب المقدس القدماء، فقد كان إلههم يهوه ذو طبيعة جسمانية، و لذا كان لديه سمات كثيرة شبيهة بصفات الإنسان و محدودية قدراته. مع مرور الوقت، مفهوم يهوه الإله تطوّر، كما يستمرّ في التطور إلى هذا اليوم، و لذا أصبح يهوه الإله يميل إلى الطبيعة الروحانية، المحبة، و الرحيمة، بخلاف المفهوم السّابق ليهوه الإله الشبيه بالبربري المحارب، الّذي أمر بالقتل الجماعيّ لقبائل بأكملها من غير العبرانيين. تدريجيًّا، أصبح يهوه ذلك الإله الموجود في كلّ مكان و القادر على أي شيء، بخلاف ما كان عليه في مرحلة التطور السابقة و التي لم يكن فيها يهوه قادر على هزيمة جيش يمتلك مركبات حديد.

إن مجرد اقتراح أن يهوه هو نتاج تطور لإله أوحد يعتبر أمراً مهولاً بالنسبة للمؤمنين بعصمة الكتاب المقدس، الّذين يؤمنون أن إلههم ثابت لا يتغير، إلا أن النظرة التطورية أكثر معقولية بكثير من "التفسيرات" الغريبة التي يلجأ إليها المدافعون عن عقيدة العصمة في المحاولة لتوفيق التّناقضات في الأوصاف الواردة في الكتاب المقدس عن طبيعة يهوه الإله.

-------
عن مجلة The Skeptical Review سنة 2000 ، الإصدار الرابع نوفمبر/ديسمبر ، بتصرف

[محبة الاسلام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
للرفع..