أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !

تقليص

عن الكاتب

تقليص

في حب الله مسلم اكتشف المزيد حول في حب الله
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بارك الله فيكم أخي elkhalile
    شرفني مروركم

    وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
    وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
    @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
    --------------------------------------
    اللهم ارزقني الشهادة
    اللهم اجعل همي الآخرة

    تعليق


    • #17
      ما هو الحلُّ إذًا ؟!

      ما هو الحلُّ إذًا ؟!

      يقول الدّكتور أحمد عثمان التّويجري في قصيدة له بعنوان يا أمَّة الحقّ :

      دمُ المصلِّين في المحراب يَنهمرُ والمستغيثُونَ لا رَجْع ولا أثَرُ

      إلى أن يقول في الأخير :

      يا أمَّة الحقّ ماذا بعدُ ؟ قد نَفدَت كلُّ الدَّعاوي وكلَّتْ دونَها الفِكَرُ
      ماذا سِوى عَودةٍ لِلَّه صادقةٍ عَسَى تُغَيِّرُ هذي الحال والصُّوَر
      عَسى يعودُ لنا ماضٍ به ازْدَهَرتْ كلُّ الدّنى واهتدَى من نُوره البشَرُ
      (نقلاً عن موقع عودة ودعوة www.awda-dawa.com)

      نعم , الحلُّ هو أن نعود إلى اللَّه عودةً صادقة , وأن نُطهِّر أنفُسَنا من دَنَسِ الذُّنوب والمعاصي , لكي يَرفع اللَّهُ عنَّا هذا البلاء والذُّلّ . كُلُّنا مَعنيُّون بهذه العودة , ولَن يتحسَّنَ حالُنا إلاَّ إذا غَيَّرْنا ما بأنفُسِنا . يقول تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (13- الرّعد 11) .

      وسنرى في العناصر القادمة كيفيَّةَ العودة إلى اللَّه . ولكن قبل ذلك , استمعْ معي يا أخي لهذه القصَّة المعبِّرة , والتي بعنوان : أعلنْتُ تَوبتي منذ استشهاد الشّيخ أحمد ياسين , بقلم : العائد إلى اللّه , يقول فيها :
      السَّلام عليكم إخوتي الأحبَّة ورحمة اللَّه وبركاته ,
      ليس مِن عادَتي الكتابة الكثيرة في المنتديات , ولكن ما حدثَ لي هذه الأيَّام أحببتُ أن أنشُره لكم , لعلَّ اللَّه يَرحمني بذلك .
      أنا أخوكُم الضَّعيف , كنتُ أرتكبُ المعاصي بكلِّ أنواعها , ولا أفعلُ من الطَّاعات إلاَّ القليل . لا يَعني هذا أنَّني كنتُ منحرفًا تمامًا , ولكنَّني لم أكُن مثالاً لِلمسلم الصَّحيح . كنتُ غافلاً كثيرًا عن اللَّه ولا أهتمُّ بأمر المسلمين , إلى أن جاء يومُ استشهاد الشَّيخ أحمد ياسين , فحصلَ انقلابٌ تامٌّ في حياتي ! لا أعرفُ كيف حدثَ ذلك , وكيف تغيَّرتُ بهذه السُّرعة ! نظرتُ , فوجدتُ العالَم كلَّه متأثِّرًا باستشهاد الشَّيخ رحمه اللَّه , ورأيتُ المسلمين في كلِّ مكان يَبكُونه ومتأثِّرين بوَفاته .
      وقفتُ مع نفسي وقفةً سريعة , فإذا بي أبكي بكاء شديدًا ذلك اليوم ! لا أدري هل كان بُكَائي بسبب استشهاد الشَّيخ أم بسبب حالتي السَّيِّئة من الضَّياع ! لقد كانت حياتي آثامًا ومَعاصي , ولم يكُن هناك مَن يُرشِدُني إلى طريق الخير والتَّوبة ويُوقظني من الغفلة التي كنتُ أعيشُ فيها . وعندما رأيتُ العالَم كلَّه يبكي الشَّيخ , تساءلْتُ : لماذا ؟
      فتابعتُ أخبارَه وحياتَه , فوجدتُ أنَّ السَّببَ الحقيقي هو إخلاصه لِلَّه وطاعته له سُبحانه . وهذا الأمرُ لم يكُن موجودًا عندي , ولم أعرفْهُ في حياتي . فقرَّرتُ أن يكون يومُ استشهاد الشَّيخ هو يوم تَوبتي من جميع الذُّنوب والمعاصي !
      نعم , قرَّرتُ أن أكون إنسانًا آخر , وأن أسير على منهج الشَّيخ أحمد ياسين رحمه اللَّه . وأنا اليوم نادمٌ كثيرًا على ما فرَّطتُ في الماضي . سوف أكون إنسانًا آخر أيُّها الإخوة , فأرجُو أن تدعُوا لي كثيرًا بالثَّبات , وأن تبقى حياتي كلّها هكذا , وأرجُو أن تنشُروا هذا الموضوع في كلّ مكان حتّى يكتب اللَّهُ لي الأجر الكبير . ورحم اللَّه الشَّيخ أحمد ياسين , فلقد أيقظ استشهادُه قلبي , اللَّهمَّ اجمعني به يوم القيامة .
      أخوكم العائد إلى اللّه .
      (نقلاً , مع تصرّف بسيط في سرد القصّة , عن موقع منتدى السقيفة www.alsakifah.org)

      وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
      وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
      @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
      --------------------------------------
      اللهم ارزقني الشهادة
      اللهم اجعل همي الآخرة

      تعليق


      • #18
        ماهو الحل إذا ؟!

        نعم , الحلُّ هو أن نعود إلى اللَّه عودةً صادقة , وأن نُطهِّر أنفُسَنا من دَنَسِ الذُّنوب والمعاصي , لكي يَرفع اللَّهُ عنَّا هذا البلاء والذُّلّ . كُلُّنا مَعنيُّون بهذه العودة , ولَن يتحسَّنَ حالُنا إلاَّ إذا غَيَّرْنا ما بأنفُسِنا . يقول تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (13- الرّعد 11) .



        لن يتغير حال الأمة إلا إذا تغير حال أفرادها ..

        لن نخرج مما نحن فيه من الذل و الصغار ، و لن ننال العزة و التمكين إلا إذا عدنا إلى ديننا و تمسكنا بسنة نبينا و حبيبنا محمد صلوات ربي و سلامه عليه ..

        و كما قال فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ".

        إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله تعالى و قلنا لربنا سمعاً و طاعةً و اتبعنا هدي نبينا صلى الله عليه و سلم ..

        حينئذ فقط .. سيرفع الله تعالى عن أمتنا ما تعانيه من البلاء





        - متابعة بإذن الله تعالى -




        تعليق


        • #19
          و كما قال فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ".
          بارك الله فيك حبيبتي
          وشرفني مرورك وتعليقك
          والحمد لله على نعمة الإسلام

          وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
          وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
          @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
          --------------------------------------
          اللهم ارزقني الشهادة
          اللهم اجعل همي الآخرة

          تعليق


          • #20
            صلِّ .. قبل أن تموت , فلا يُصَلَّى عليك !

            صلِّ .. قبل أن تموت , فلا يُصَلَّى عليك !



            سبحان اللَّه ! مُسلِم .. ولا تُصلِّي ؟!!
            باللَّهِ عليك ماذا أعددتَ لِسُؤال الملَكَيْن في القبر ؟! وبأيِّ وَجْهٍ ستُقابل ربَّكَ يوم القيامة ؟!
            تقول أنَّك ما زلتَ شابًّا وستتداركُ ما فات عندما تكبر ؟!
            سبحان اللَّه ! وهل أخذتَ عهدًا على اللَّه أن لا يقبضَ روحكَ قبل ذلك ؟! باللَّهِ عليك كيف يكون حالُكَ لو مُتَّ الآن ؟!
            أما علمتَ أنَّ فريقًا من العلماء يُكَفِّرون تاركَ الصَّلاة ؟! بل ويُضِيفُون بأنَّه لا يُصلَّى عليه إذا مات , ولا يُدفَن في مقابر المسلمين !
            تقول أنَّ هذا تعصُّب , وأنَّ الأمر ليس بهذه الخطورة ؟!
            حسنًا ! سأسرد عليك بعض ما جاء في تارك الصَّلاة , واحكم أنت بنفسك !

            روى ابن حبّان في صحيحه عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه رضي اللّه عنهما , قال : قال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : إنَّ العهدَ الذي بيننَا وبينهُم : الصَّلاة , فَمَن تَركَها فقد كَفَر ! (صحيح ابن حبّان – الجزء 4 – ص 305 – رقم الحديث 1454) .
            فالحديثُ هنا واضح : مَنْ تركَ الصَّلاة (وليسَ مَن جحدَ بها) , فقد كفَر ! لهذا , ذهبَ بعضُ العلماء إلى أنَّ تارك الصَّلاة كافرٌ , حتّى ولو كان تَرْكُه لها تكاسُلاً مع إيمانه بوُجُوبها . ويَستدلُّون على هذا , إلى جانب هذا الحديث , بقول اللَّه تعالى بخصوص الكفَّار : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 11 } (9- التّوبة 11) . فلا يكفي النُّطقُ بالشَّهادتين لكي يُصبح الفردُ مسلِمًا , وإنَّما يجبُ عليه أيضًا إقامة الصَّلاة .

            وروى ابن حبّان في صحيحه عن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ذكَر الصَّلاةَ يومًا فقال : مَن حافظَ عليها كانتْ له نُورًا وبُرهانًا ونجاةً يوم القيامَة , ومَن لَم يُحافظْ عليها لَم يَكُن له بُرهانٌ ولا نُورٌ ولا نجاةٌ , وكان يومَ القيامة مع قارونَ وهامانَ وفرعونَ وأُبَيّ بن خلَف . (صحيح ابن حبّان – الجزء 4 – ص 329 – رقم الحديث 1467) .
            هذا مصيرُ مَن لَم يُحافظ على الصَّلاة في أوقاتها , فَما بالُكَ بِمَصير مَن لَم يُصَلِّها أصلاً ؟!

            ويقول تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا 59 } (19- مريم 59) . ويقول أيضًا : { إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ 39 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ 40 عَنِ الْمُجْرِمِينَ 41 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ 42 قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ 43 وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ 44 وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ 45 وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ 46 حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ 47 فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ 48 } (74- المدّثّر 39-48) .

            وروى الحاكم في مُستدركه عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه , قال : كان آخر وصيَّة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم حينَ حضَرهُ الموتُ : الصَّلاة الصَّلاة , مرَّتَيْن , وما ملَكَتْ أيْمانُكُم . وما زالَ يُغَرغِرُ بها في صَدره وما يَفيضُ بها لسانُه . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 3 – ص 59 – رقم الحديث 4388) .
            سُبحان اللَّه ! آخر وصيَّة للرَّسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِأُمَّته : الصَّلاة الصَّلاة , وهو يُغَرغر بها , وأنتَ تَدَّعي أنَّك من أُمَّته .. ولا تُصلِّي ؟!

            وروى الحاكم في مُستَدرَكه عن تميم الدّاري رضي اللّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : أوَّل ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامة : الصَّلاة . فإن كان أكْمَلَها , كُتِبَتْ له كاملَة . وإن لَم يُكْمِلْها , قال اللَّهُ تباركَ وتعالى لِملائكتِه : هل تَجِدُون لِعَبْدي تَطَوُّعًا تُكْمِلُوا به ما ضَيَّع مِن فَريضَته ؟ ثمّ الزَّكاة مثل ذلك , ثمّ سائر الأعمال على حسب ذلك . (المستدرك على الصّحيحين – الجزء 1 – ص 394 – رقم الحديث 966) .
            فباللّهِ عليكَ كيف سيكون حالُكَ أمام ربِّكَ يوم القيامة , وأنت تستكبرُ عن السُّجود له في الدُّنيا ؟!

            وروى ابن حبّان في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إنَّ الميِّتَ إذا وُضِعَ في قَبْره , إنَّه يَسمعُ خَفْقَ نِعالِهم (أي نعال أهله الذين دَفَنُوه) حينَ يُوَلُّون عنه , فإن كان مُؤمِنًا , كانت الصَّلاةُ عند رأسِه , وكان الصِّيامُ عن يَمينه , وكانت الزَّكاةُ عن شماله , وكان فِعْلُ الخيرات , مِنَ الصَّدقة والصِّلَة والمعروف والإحسان إلى النَّاس , عند رِجْلَيْه . فَيُؤتَى مِن قِبَلِ رأسِه , فتقولُ الصَّلاةُ : ما قِبَلِي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى عن يَمينه , فيقولُ الصِّيامُ : ما قِبَلِي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى عن يَساره , فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلِي مَدْخَل . ثمّ يُؤتَى من قِبَل رِجْلَيْه , فتقولُ فعْلُ الخيرات , مِنَ الصَّدقة والصِّلَة والمعروف والإحسان إلى النّاس : ما قِبَلِي مَدْخَل .
            فيُقالُ له : اجْلِسْ . فيجْلِسُ وقد مَثُلَتْ له الشَّمسُ وقد أُدْنِيَتْ للغروب , فيُقالُ له : أرأيتكَ هذا الرَّجُلَ الذي كان فيكُم , ما تقولُ فيه وماذا تَشهدُ به عليه ؟ فيقولُ : دَعُوني حتّى أُصَلِّي . فيقولون : إنَّكَ ستفْعَل , أخبِرْنا عَمَّا نسألُكَ عنه : أرأيتكَ هذا الرَّجُل الذي كان فيكُم , ما تقولُ فيه وماذا تَشهدُ عليه ؟ فيقولُ : مُحَمَّد , أشهدُ أنَّه رسولُ اللَّه وأنَّه جاء بالحقِّ مِن عند اللَّه . فيُقالُ له : على ذلكَ حَييتَ وعلى ذلكَ متَّ وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاء اللَّه . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب الجنَّة , فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ منها وما أعَدَّ اللَّهُ لكَ فيها , فَيزدادُ غِبْطَة وسُرورًا . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب النَّار , فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ منها وما أعَدَّ اللَّهُ لكَ فيها لَو عَصَيْتَه , فَيزدادُ غِبْطَة وسُرورًا . ثمّ يُفْسَحُ له في قَبْره سَبعُون ذراعًا ويُنَوَّرُ له فيه , ويُعادُ الجسَدُ لما بدأ منه , فتُجْعَل نسمته في النّسم الطَّيِّب , وهي طَيْرٌ يُعَلَّق في شجَر الجنَّة , فذلك قولُه تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (14- إبراهيم 27) .
            قال : وإنَّ الكافرَ إذا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رأسِه لَم يُوجَدْ شيءٌ , ثمّ أُتِيَ عن يَمينه فلا يُوجَدُ شيء , ثمّ أُتِيَ عن شماله فلا يُوجَدُ شيء , ثمّ أُتِيَ مِن قِبَل رِجْلَيْه فلا يُوجَدُ شيء . فيُقالُ له : اجْلِسْ , فيَجلسُ خائفًا مَرعُوبًا , فيُقالُ له : أرأيتكَ هذا الرَّجُل الذي كان فيكُم , ما تقولُ فيه وماذا تشهدُ به عليه ؟ فيقولُ : أيُّ رجُل ؟! فيُقال : الذي كان فيكم . فلا يَهتدي لاسمه حتّى يُقالُ له : محمَّد . فيقول : ما أدري ! سمعتُ النَّاسَ قالُوا قولاً , فقلتُ كما قال النَّاس ! فيُقالُ له : على ذلكَ حييتَ وعلى ذلكَ متَّ وعلى ذلكَ تُبْعَثُ إن شاء اللَّه . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب النَّار , فيُقالُ له : هذا مَقْعَدُكَ من النَّار وما أعَدَّ اللَّهُ لكَ فيها , فَيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا . ثمّ يُفتَحُ له بابٌ من أبواب الجنَّة , فيُقالُ له : ذلكَ مَقْعَدُكَ من الجنَّة وما أعَدَّ اللَّهُ لكَ فيها لَو أطَعْتَه , فَيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا . ثمّ يَضِيقُ عليه قَبْرُه حتّى تَختَلِفَ فيه أضلاعُه , فتِلْكَ المعِيشَة الضَّنْكَة التي قال اللَّهُ : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } (20- طه 124) . (صحيح ابن حبّان – الجزء 7 – ص 380 – رقم الحديث 3113) .
            فهل تَضمنُ يا أخي ألاَّ يكون حالُكَ مثل حال هذا الكافر , وأنتَ لَم تُصلِّ في حياتك لِلَّه ركعة ؟!

            الغريبُ أنَّنا اليوم أصبحْنا نعتبرُ تركَ الصَّلاة ذنبًا صغيرًا ! بينما كان المسلمون الأوائل يَعتبرون الرَّجُلَ الذي يُصلِّي في بيته ولا يخرج إلى المسجد : مُنافِقًا !
            فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : إنَّ أثقلَ صلاةٍ على المنافقينَ : صلاة العشاء وصلاة الفجر , ولو يَعلمونَ ما فيهما لَأَتَوْهُما ولَو حَبْوًا ! ولقد همَمْتُ أن آمُرَ بالصَّلاة فَتُقَام , ثمّ آمُر رجُلاً فَيُصَلِّي بالنَّاس , ثمّ أَنطلق معي برِجالٍ معهم حزمٌ مِنْ حَطَب إلى قوم لا يَشهدُونَ الصَّلاةَ , فأحرق عليهم بُيُوتَهم بالنَّار ! (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 451 – رقم الحديث 651) .

            وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد اللّه (بن مسعود) رضي اللّه عنه , أنَّه قال : مَن سَرَّهُ أن يَلْقَى اللَّهَ غدًا مُسلِمًا , فَلْيُحافِظْ على هؤلاء الصَّلوات حيثُ يُنادَى بهنَّ (أي في المسجد) , فإنَّ اللَّهَ شَرع لِنَبيِّكُم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم سُنَنَ الهُدَى , وإنَّهُنَّ مِنْ سُنَن الهُدَى . ولَو أنَّكُم صَلَّيْتُم في بُيُوتكُم كما يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ في بَيْته , لَتَرَكْتُم سُنَّةَ نَبيِّكُم , ولَو تَرَكْتُم سُنَّةَ نَبيِّكُم لَضَلَلْتُم . وما مِنْ رجُلٍ يَتطهَّرُ (أي يَتوضَّأ) فَيُحْسِنُ الطّهور , ثمّ يَعمدُ إلى مَسْجد من هذه المساجد , إلاَّ كتَبَ اللَّهُ له بكلِّ خُطْوة يَخْطُوها حَسَنة , ويَرفَعهُ بها درجَة , ويَحُطُّ عنه بها سَيِّئة . ولَقد رأيْتُنا وما يَتخلَّفُ عنها إلاَّ مُنافِقٌ مَعلُوم النِّفاق . ولقد كان الرَّجُلُ يُؤتَى به يُهادَى بين الرَّجُلَيْن (أي يَسنُده رَجُلان) حتّى يُقامَ في الصَّفّ ! (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 453 – رقم الحديث 654) .

            بل أكثر من ذلك :
            روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللّه عنه , أنَّه قال : أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم رجُلٌ أعْمَى , فقال : يا رسول اللَّه , إنَّه ليس لي قائدٌ يَقُودُني إلى المسجِد . فسألَ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يُرَخِّصَ له فَيُصَلِّي في بَيته , فرخَّصَ له . فلَمَّا وَلَّى , دعاهُ , فقال : هل تَسمعُ النِّداءَ بالصَّلاة ؟ فقال : نعم , قال : فأَجِبْ ! (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 452 – رقم الحديث 653) .

            العجيبُ أنَّ شخصًا غير مسلم تفطَّن إلى مدى أهمِّيَّة المحافظة على الصَّلوات في المسجد , فقال : لن يَنتصر المسلمُون حتّى يكون عددُ المسلمين في صلاة الفَجر كعدَدهم في صلاة الجمُعة !
            نعم , لَن تعود العزَّةُ للمسلمين حتّى تَغصّ بهم المساجدُ في الصَّلوات الخمس , وليس في صلاة الجمُعة فقط !

            قبل أن أختم هذا العنصر , هذه قصَّة معبِّرة يَرويها لنا شيخ جليل , يقول : لي قريبٌ , فتحَ اللَّهُ عليه الدُّنيا وأَنعم عليه بالمال والجاه , لكنَّه قابلَ ذلك بالجحُود ! فكانت علاقتهُ باللَّه مَقْطوعة , ولم يكن يُصلِّي ولا يعرف طريق المسجد . وكان له طفلٌ جمعَ اللَّهُ فيه الجمالَ والذَّكاء والفصاحة , وهو مع هذا لم يتجاوز السِّتّ سنوات ولم يدخل المدرسة بعد !
            دخل يومًا على أبيه مشمِّرًا عن ذراعيه الصَّغيرتين وَوجهُه يقطرُ ماءً , فقالَ له أبوه الذي كان مُسَمَّرًا أمام التِّلفاز ينتقل من قناة لأخرى : سلامات .. إلى أين إن شاء اللَّه ؟!
            فأجاب الطِّفل بلهجة بَريئة فيها لثغَة : إلى المثْجِد .. أرُوح أثَلِّي مع النّاثْ .. مع المثَلِّين .. ماني ذَيِّك كافر .. إنت يا بابا كافِر , ما تحبّ تْثَلِّي ! (يعني : أنا ذاهب إلى المسجد أصلِّي مع النَّاس .. مع المصلِّين .. لستُ كافرًا مثلك .. أنت يا أبي كافر لأنَّك لا تريد أن تصلِّي) !
            غصَّ الأبُ بِريقه : يا ولد .. ما هذا الكلام ؟!!
            واللَّه ثحيح (واللَّه صَحيح) , أجابَ الابن ! ثمّ خرج وتركَ الأبَ في دهشته !
            مكثَ الأبُ ساعة إلاَّ رُبعًا يَدور في المنزل لا يَلوي على شيء , يُفكِّر في ابنه الصَّغير الذي قذفَ في وجهه بهذه القنابل وخرج ! انتظَرهُ بفارغ الصَّبر , وفجأة فُتِحَ البابُ بهدوء , ودخلَ الطِّفل .
            - لِماذا تأخَّرت ؟
            - قلتُ لك بارُوح أثلِّي مع النَّاث !
            أقسمَ الأبُ أنَّ ابنَه لا بُدَّ أنَّه مَحْمِيٌّ من اللَّه , لأنَّه لم يستطع أن يَمُدَّ عليه يَده بالضَّرب ولا أن يَشتُمه , وهو الذي يَرتعدُ منه كلُّ النَّاس !
            مكثَ الطِّفلُ على هذا الحال عدَّة أشهر . وفي إحدى المرَّات , تأخَّر في العودة إلى البيت , فجُنَّ جنونُ الأب وقرَّر الخروج للبحث عنه . وبينما هو يَهُمُّ بذلك , إذ بالباب يُفتح , و ..
            - أين كُنت ؟! بَحثنا عنكَ في كلِّ مكان وفي كلِّ غُرفة , وما بقيَ إلاَّ أن نَستعين بالشُّرطة للبحث عن حضرة جنابك الكريم !
            - إنتَ ليش ما تِفْهم يا بابا ؟ إنت كافر .. اللِّي ما يحبّ الصَّلاة كافر .. لَعِبْت , وبَعْدين صلّيت المغرب , ثمّ تحدَّثت مع جارنا عبد العزيز , وجئت مُباشرة .. أنا ما تأخَّرت !
            قال الأب : لم أشعُر بنفسي إلاَّ والدُّموع تنهال على خدِّي ! إلى مَتَى هذه الغفلَة ؟! إلى مَتَى أبقَى في ظُلمة الذَّنْب أتلَقَّى هذه المواعظ البريئة من طفلٍ أنطقهُ اللَّهُ بالحكمة ؟!
            تأمَّلتُه طويلاً , وشعرتُ بِهَيْبَةٍ منه ! مرَّتْ بنا بُرهةٌ من الوقت نتبادلُ فيها النَّظرات , ولَم يقطعْ صمتَنا إلاَّ صوتُ المؤذِّن يُنادي لِصلاة العشاء . نظرَ إلَيَّ وَلدي وكأنَّه يقول : هيَّا يا أبي .. هيَّا نذهبُ معًا إلى المسجد !
            قبَّلْتُه قُبلةً طويلة من الأعماق , ثمّ قفزتُ إلى الحمَّام , فاغتسلتُ وتَوضَّأتُ بسُرعة , ثمّ خرجتُ معه إلى الصَّلاة . ولم أكدْ أدخلُ المسجد حتّى رأيتُ ابني يكادُ يطيرُ من الفَرحة , كلَّما لَقِيَ أحدًا مِمَّن يَعرفُهم من المصلِّين , يقول : هذا بابا .. يا عمّ أحمد .. يا عمّ فهد .. هذا بابا !
            فتوافدَ عَلَيَّ المصلُّون من أصدقاء الدَّاعية الصَّغير يُسلِّمون عَليَّ .
            قال الشّيخ الرَّاوي : واللَّهِ لقد رأيتُ الأبَ فيما بعدُ تعلُو وَجهَه نضرةٌ وبهاء , بعد أن كانت تعلُوه كآبةٌ وظُلمة . وكنتُ أستغربُ وأقول في نفسي : سُبحان اللَّه ! كيف استطاع طفلٌ صغير أن ينجح في ما فشلَ فيه الكبار ؟!
            (نقلاً , مع تصرّف بسيط في سرد القصّة , عن موقع صيد الفوائد www.saaid.net)

            أختمُ بهذه الفتوى في تارك الصَّلاة , للشَّيخ العالم محمّد بن صالح العُثَيْمين المتوفَّى سنة 1421 هـ (2000 م) رحمه اللَّه , وهو من كبار علَماء هذا العصر , ويُمكن مراجعة سيرته ودروسه وكُتبه على موقعه على الإنترنت , يقول : أيُّها الإخوة , إذا تبيَّنَ أن أدلَّة كُفْر تارك الصَّلاة قائمةٌ لا مُقاوم لها , تعيَّنَ القولُ بِمُقتضاها : أنَّ تاركَ الصَّلاة كافرٌ كُفرًا مُخْرِجًا عن الملَّة , وأنَّه يُحكَم عليه بِما يُحكَم على المرتَدِّين عن دِين الإسلام مِن الأحكام الدُّنيويَّة والأخرويَّة , واستَمِعُوا إلى بعضٍ منها :
            - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا تَحِلُّ ذَبيحَتُه ولو سَمَّى اللَّهَ عليها !
            - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا يَحلُّ له أن يَدخُلَ حدودَ مكَّة ولو كان مُحْرِمًا بِحَجٍّ وعُمرة , لأنَّ حجَّه وعُمرَتَه غير مَقبولَيْن , لأنَّه من شرط صحَّة العمرة والحجِّ أن يكُون الإنسانُ مسلِمًا !
            - إنَّ تاركَ الصَّلاة لا يَحِلُّ أن يُزوَّج بِمُسلِمة , لِقول اللَّه تعالى : { فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ } (60- الممتحنة 10) !
            - إنَّ تاركَ الصَّلاة إذا كان معه زوجة , يَنفسخُ نِكاحُه ولا يَحلُّ له أن تَبقَى معه طَرفَة عَيْن , لأنَّها لا تَحِلُّ له !
            - إنَّ تاركَ الصَّلاة إذا مات لا يَجُوزُ أن يُغَسَّل ولا يُكَفَّن ولا يُصَلَّى عليه , ولا يُدفَن مع المسلمين , ولا يُدعَى له بالمغفرة ولا بالرَّحمة , ولا يُتَصَدَّق عنه , ولا يكُون مع المسلمين يوم القيامة , ولا يَدخلُ الجنَّة معهم , نعوذُ باللَّه من ذلك , ولا يَحِلُّ لِأهله الذين يَعلَمون أنَّه ماتَ على تَرْكِ الصَّلاة ولَم يَتُب , أن يُقَدِّموه للمسلمين لِيُصَلُّوا عليه . فإن فَعَلُوا , فَهُم آثِمُون لأنَّ اللَّه نَهانَا أن نُصَلِّي على الكافرين !
            فإن قال قائلٌ : إذا كُنتم لا تَرَونَ دَفْنَهُ مع المسلمين , فأين نَدفنه ؟!
            قُلنا : نَخرجُ به إلى بَرٍّ شاسع , ونَحفرُ له حُفرة , ونَدفنه فيها خوفًا من تأذِّي النَّاس برائحته وتأذِّي أهله برُؤْيَته !
            (نقلاً عن موقع فضيلة الشّيخ محمّد بن صالح العُثَيْمين www.ibnothaimeen.com - خطب الجمعة , المجموعة الثّالثة , حكم تارك الصّلاة)

            سبحان اللَّه ! هل يُعقَل أن يقرَأَ تاركٌ للصَّلاة هذه الفتوى , دونَ أن ينخلعَ لها قلبُه ؟! هل يُعقَل أن تكونَ قد ماتت العزَّةُ في نفسه , فرَضِيَ أن يَموتَ كالبهيمة , فلا يُغَسَّل ولا يُكَفَّن ولا يُصَلَّى عليه , ولا يُدفَن مع المسلمين , ولا يُدعَى له بالمغفرة ولا بالرَّحمة , وتُحْفَرُ له حفرةٌ في الخلاء لِيُرمَى فيها كالكلاب ؟!
            هذا في الدُّنيا , أمَّا في الآخرة : فظُلْمةٌ ورُعْبٌ شديدٌ في القبر , ثمّ خلودٌ في نار وحميم , مع قارون وهامان وفرعون .. ورؤُوس الكُفر !

            قد علِمْتَ إذًا يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة بعض ما ورد في الصَّلاة , فافعلاَ الآن ما بدا لكما !

            وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
            وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
            @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
            --------------------------------------
            اللهم ارزقني الشهادة
            اللهم اجعل همي الآخرة

            تعليق


            • #21
              الصَّلاة , أفضل وقاية من أمراض العصر !

              الصَّلاة , أفضل وقاية من أمراض العصر !



              إنَّ من رحمة اللَّه تعالى بنَا أنَّه لم يفرضْ علينا شيئًا إلاَّ وكان فيه فائدة عظيمة لنا . نعم , فاللَّه سُبحانه الذي خلَقَنا , هو وحده الذي يعرفُ بالضَّبط ما تحتاجه أبداننا وأنفسنا في كلِّ الحالات . وإذا كنتَ يا أخي ربَّما تتكاسلُ عن أداء الصَّلاة في وقتها بدعْوَى أنّها تُرهِقُ بدنَكَ أو تُعيقكَ عن العمل أو الدِّراسة , فاعلَمْ أنَّ العِلْم الحديث بَيَّن , بالعكس , أنَّها أفضلُ طريقة للوقاية , وأيضًا للعلاج , من العديد من الأمراض البدنيَّة والنَّفسيَّة , وأنَّها خَيْرُ مُعين على العمل والدِّراسة !

              فعلى مستوى البدن , تُوفِّر الصَّلاة للمصلِّي على الأقلّ خَمْس فُرَص يوميَّة مُنتظمة لكي يقوم بتمارين رياضيَّة , لو عَلِم النَّاسُ ما فيها من فوائد عظيمة , لَمَا تأخَّروا عن القيام بها لحظة واحدة ! وهذا النِّظام الرِّياضي لا يمكنُ أن يتوفَّر إلاَّ لِلمُسلم !
              نعم , فعمليَّةُ الرُّكوع ثمَّ الرَّفع منه , والسُّجود ثمَّ الرَّفع منه , والجلوس للتَّشهُّد , مرَّات متتالية في اليوم , تُقوِّي العمود الفقاري خاصَّة , وكلّ عضلات الجسم عامَّة , وتُنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة في كامل البدن , بِما في ذلك الأطراف . وقد زار مرَّةً طبيبٌ فرنسي القاهرة ورأى المسلمين يُصلُّون في المساجد , فعاد إلى بلده وأصبح يَنصحُ مرضاه الذين يُعانون من آلام في الظَّهر , بالقيام بنَفْس حركات الصَّلاة , عدَّة مرَّات في اليوم ! وقام طبيبٌ آخر مصري ببحثٍ أثبتَ فيه علميًّا أنَّ الصَّلاة تَقي صاحبها من مرض دَوالي السَّاقَيْن .
              ثمَّ إنَّ وَضْعَ الوَجه على الأرض ورَفْعه , مرَّات متتالية في اليوم , يُنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة في شرايين الدِّماغ , ويُوقظُ الذِّهن . وهذا ما لا يُتاح لغير المسلم الذي يبقَى رأسُه طول اليوم في الأعلَى ‍.
              ومع ظهور وسائل النَّقل الحديثة , أصبح الإنسان قليل المشي والحركة , وبالتَّالي مُعرَّضًا أكثر للإصابة بِجَلْطَة قلبيَّة أو بانسدادٍ في شرايين القلب نتيجة رُسوب الشُّحوم بها . فتأتي الصَّلاة كَوقاية فِعْليَّة من هذه الأمراض , لأنَّها تنشِّط الدَّورة الدَّمويَّة , فتَطْرُد بذلك الفضلات والشُّحوم بشكل مُستمرّ .

              ولكنَّ هذه الفوائد لا تتحقَّق إلاَّ إذا أُدِّيت الصَّلاةُ في وَقتها دون تأخير , عملاً بقول اللَّه تعالى : { إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا 103 } (4- النّساء 103) .
              ويجبُ أيضًا أن تُؤَدَّى بتأنٍّ وطُمأنينة , على الصِّفَة التي جاءتْ في روايةٍ للإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللَّه عنه , أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم دخلَ المسجد , فدخلَ رجلٌ فصلَّى , ثمَّ جاء فسلَّم على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . فرَدَّ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عليه السَّلامَ وقال : ارجعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ ! فرجعَ الرَّجلُ فصلَّى كما كان صلَّى , ثمَّ جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم فسلَّم عليه . فقال رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : وعليكَ السَّلام , ثمَّ قال : ارجعْ فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ , حتَّى فعلَ ذلكَ ثلاث مرَّات ! فقال الرَّجلُ : والذي بعثكَ بالحقِّ ما أُحسِنُ غير هذا , علِّمني . فقال (أي النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم) : إذا قُمتَ إلى الصَّلاة فكَبِّرْ , ثمَّ اقْرأ ما تيسَّر معك من القرآن , ثمَّ اركَعْ حتَّى تطمئنَّ راكعًا , ثمَّ ارفَعْ حتَّى تعتدلَ قائمًا , ثمَّ اسجُدْ حتَّى تطمئنَّ ساجدًا , ثمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئنَّ جالسًا , ثمَّ افعلْ ذلك في صلاتك كلّها . (صحيح مسلم – الجزء 1 – ص 298 – رقم الحديث 397) .

              وإذا كانت فوائدُ الصَّلاة على البَدن عظيمة , فإنَّ فوائدها على النَّفس لا تُقدَّر بثَمن ! فهي أوَّلاً تُتيح للمصلِّي فُرَصًا عديدة في اليوم لقراءة ما تَيَسَّر من القرآن الكريم الذي يَصِفُهُ اللَّهُ تعالى بقَوله : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا 82 } (17- الإسراء 82) . وكلُّ مَن تَعوَّد أن يقرأ القرآن بتَدبُّر أو يستمع إليه بانتباه من قارئ آخر , يعرفُ جيِّدًا كَمْ له من تأثير حَسَن على النَّفس . بل إنَّه يَشفي فعْلاً من الأزمات النَّفسيَّة التي يمكن أن يتعرَّض لها المسلم في حياته اليوميَّة , عند مَوْت قريب أو فقدان عمل أو ضياع مال أو خوف شديد من شيء ما . يقول تعالى في آية أخرى : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ 44 } (41- فصّلت 44) .

              ثمَّ إنَّ مِنْ بين أفعال الصَّلاة أنَّ المصلِّي , عندما يسجد واضعًا جبهته على الأرض , له أن يَدعُو اللَّهَ بما يشاء من حاجاته الدُّنيويَّة والأخرويَّة , له ولغيره , مباشرةً ودون أيّ واسطة !
              نعم , يدعُو اللَّهَ أن يُوَفِّقه لإيجاد عمل جيِّد , أو يرزقَه مالاً طيِّبًا , أو يكتُبَه من أصحاب الجنَّة , أو يشفي والده من مرضه , أو يأخذ له حقَّه مِمَّن ظلَمه . وهو في دعائه هذا , يكُون على يقين تامٍّ أنَّ اللَّه ينظر إليه في ذلك الوقت ويسمعُ دعاءه , وأنَّه قادرٌ على أن يُعطيه ما طلب .
              أيضًا , كلُّنا يَمرُّ في حياته بعدَّة أوقات يشعُر فيها بحاجة أكيدة إلى صديق أو حبيب يتحدَّث إليه ويُفرغ له ما في نفسه من هموم وأحزان , لأنَّ الكبتَ يُوَلِّد الانفجار وربَّما الانتحار . فتأتي الصَّلاةُ كوَسيلة جيِّدة لتخفيف الضّغط عن النَّفس , عبر التَّحدُّث إلى اللَّه سبحانه وتعالى الذي يملكُ كلَّ شيء , والقادر على كلِّ شيء , والمتصرِّف في كلِّ شيء . فيبثُّ المصلِّي شجونَه وأحزانه إلى اللَّه , ويبكي بحرارة , ولا ينتهي من صلاته إلاَّ وقد ارتاح نفسيًّا من الهمِّ الذي كان يشكُو منه !

              ولكنَّ المصَلِّي لا يُمكن له أن يَجْني هذه الفوائد النَّفسيَّة إلاَّ إذا كان خاشعًا في صلاته . يقول اللَّه تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 } (23- المؤمنون 1-2) . والخشوعُ في الصَّلاة هو حضور الذِّهن فيها , وعدم التَّفكير في أيِّ شيء من أمور الدُّنيا . وهذه أيضًا فائدة أخرى عظيمة من فوائد الصَّلاة , فهي تُوَفِّر للمصلِّي على الأقلّ خَمْس فُرَص في اليوم لكي ينقطع تمامًا عن مشاغل وهموم الدُّنيا , فيخفُّ الضَّغطُ عن دماغه وترتاحُ أعصابه . وهذا الانقطاع عن العالَم الخارجي هو ما يُسمَّى اليوم عِلْميًّا بالاسترخاء , ويلجأ إليه العديد من النَّاس لإراحة أعصابهم .

              وإذا كان للصَّلاة تأثير جيِّدٌ وكبيرٌ على النَّفس , فإنَّ تأثيرها يتعدَّى ذلك إلى السُّلوك ليُهذِّبَه . يقول تعالى : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ 45 } (29- العنكبوت 45) .
              فالمسلمُ الذي يؤدِّي صلاته في وقتها بطمأنينة وخشوع , يَستحي أن يُقابلَ ربَّه في الصَّلاة الموالية وقد غشَّ في عمله أو كذب على غيره ! وإذا غلَبتْه نفسُه وارتكبَ ذنبًا صغيرًا , فإنَّه يُسارع إلى التَّوبة منه قبل أن يَقف أمام خالقه من جديد . أمَّا الذُّنوب الكبيرة , فمن المستحيل تقريبًا أن يَقْربَها .

              هل عرفْتَ الآن يا أخي الكريم لماذا تُعتبَرُ الصّلاةُ عمودًا من الأعمدة الخمسة التي يرتكزُ عليها الإسلام ؟
              للأسف , كثيرٌ من المسلمين اليوم يجهلُون قيمتها , فتراهُم يُؤَدُّونها متكاسلين وبعد فوات وقتها , بلا اطمئنان ولا خشوع ‍, فلا يَجنُون منها أيّة فائدة , ولا يدرون أنَّهم بهذا يُسيئون كثيرًا إلى أنفسهم .. وإلى دينهم !

              وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
              وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
              @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
              --------------------------------------
              اللهم ارزقني الشهادة
              اللهم اجعل همي الآخرة

              تعليق


              • #22
                مسلم .. وتأكلُ حقَّ الفقير ؟!

                مسلم .. وتأكلُ حقَّ الفقير ؟!



                سبحان اللَّه ! يُنعِمُ اللَّهُ عليكَ بالمال والخيرات , وعِوَضَ أن تشكُره , تَمتنع عن إخراج الزَّكاة , فتأكل بذلك حقَّ الفقير وتُعرِّض نفسكَ للعذاب الشَّديد ؟!
                ومِن أجل ماذا ؟! مِن أجل الاستزادة مِن مبلغ ضئيل لا يتجاوز 2.5 بالمائة من مالِكَ المدَّخَر ؟!

                تقولُ بأنَّ المال مالكَ وحدكَ , جمعتَهُ بجُهدكَ وعرَقكَ , وليس لأحد أيّ حقّ في أيّ شيء ؟‍!
                استمع إذًا لِما يَلي , وافعلْ بعد ذلك ما بدَا لك :
                يقول اللَّه تعالى : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 34 يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ 35 } (9- التّوبة 34-35) .
                وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللّه تعالى عنه , قال : لَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه (أي كانَ خليفَة) وكَفَر مَن كَفَر من العَرب , فقال عمَر رضي اللَّه تعالى عنه : كيفَ تُقاتِلُ النَّاسَ وقد قالَ رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ النَّاسَ حتّى يقُولُوا : لا إلهَ إلاَّ اللَّه , فَمَنْ قالَها فقد عَصَمَ منِّي مالَهُ ونَفْسَه إلاَّ بِحَقِّه , وحِسابُه على اللَّه ؟! فقال (أي أبو بكر) : واللَّهِ لَأُقاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بين الصَّلاة والزَّكاة , فإنَّ الزَّكاة حقُّ المال , واللَّهِ لَو مَنعُوني عناقًا كانُوا يُؤدُّونَها إلى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لَقاتَلْتُهم على مَنْعِها !
                قال عمر رضي اللَّه تعالى عنه : فَوَاللَّهِ ما هو إلاَّ أن قد شرحَ اللَّهُ صَدْرَ أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنه , فعرفْتُ أنَّه الحَقّ . (الجامع الصّحيح المختصر – الجزء 2 – ص 507 – رقم الحديث 1335) .
                نعم , لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وامتنعَ بعضُ المسلمين من إعطاء الزَّكاة , لَم يَتردَّد الخليفةُ أبو بكر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه في تجهيز جيشٍ لِمُحاربَتهم !

                وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي اللّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : ما مِنْ صاحب ذَهَبٍ ولا فِضَّة لا يُؤدِّي منها حقَّها إلاَّ إذا كان يومُ القيامة صُفِحَتْ له صفائحُ من نار , فأُحْمِيَ عليها في نار جهنَّم , فَيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبينُه وظَهْرُه , كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له (أي أُحْمِيَت من جديد ثمّ كُوِيَ بها) في يومٍ كان مقدارُه خَمسينَ ألف سنة , حتّى يُقْضَى بين العباد فَيَرى سبيلَه إمّا إلى الجنَّة وإمّا إلى النّار . قيلَ : يا رسولَ اللَّه , فالإبِل ؟ قال : ولا صاحبَ إبِلٍ لا يُؤدِّي منها حقَّها , ومِن حقِّها حلبها يوم وردها , إلاَّ إذا كان يومُ القيامة بطح لها بقاع قرقر أوْفَر ما كانت , لا يفقد منها فصيلاً واحدًا , تَطَؤُهُ بأخْفَافها وتعضّه بأفواهِها , كلَّما مَرَّ عليه أُولاها ردَّ عليه أخراها في يومٍ كان مقدارُه خَمسينَ ألف سنة , حتّى يُقْضَى بين العباد فَيَرى سبيلَه إمّا إلى الجنَّة وإمّا إلى النَّار . قيلَ : يا رسولَ اللَّه , فالبَقَرُ والغَنَم ؟ قال : ولا صاحبَ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤدِّي منها حقَّها إلاَّ إذا كان يومُ القيامة بطح لها بقاع قرقر , لا يفقد منها شيئًا , ليسَ فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء , تَنطحُهُ بقُرونها وتَطَؤُهُ بأظلافها , كلَّما مَرَّ عليه أُولاها ردَّ عليه أخراها في يومٍ كان مقدارُه خَمسينَ ألف سنة , حتّى يُقْضَى بين العباد فَيَرى سبيلَه إمّا إلى الجنَّة وإمّا إلى النّار ... إلى آخر الحديث . (صحيح مسلم – الجزء 2 – ص 680 – رقم الحديث 987) .

                وروى البيهقي في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي اللّه عنه , أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال : مَنْ آتاهُ اللَّهُ مالاً فَلَم يُؤدِّ زكاتَه , مُثِّلَ له يومَ القيامة شُجاعٌ (وهو نوع من الحيَّات) أقرع له زَبيبتان (أي له نُقطتان سَوداوان فوق عينيه) , يُطَوِّقُه يومَ القيامة , ثمّ يأخذُ بِلهزمتَيْه , يعني شِدْقَيْه , ثمّ يقول : أنا مالُك , أنا كَنْزُك ! ثمّ تلا هذه الآية : { وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (3- آل عمران 180) . (سنن البيهقي الكبرى – الجزء 4 – ص 81 – رقم الحديث 7015) .

                هذا إذًا بعض ما ينتظرُ مانعَ الزَّكاة , فَلْيَمْلَأْ بَطْنهُ كما يُريد مِن المال الحرام , إذا ضَمِنَ الإفلاتَ من هذا العذاب !

                طبعًا , إذا كنتَ لا تملكُ أرضًا زراعيَّة أو مواشي أو تجارة أو مالاً مُدَّخرًا قد بلغَ النِّصاب , فلا زكاةَ عليك .
                ولا تظُنَّنَّ يا أخي أنَّ اللَّه قد فرضَ الزَّكاة لِلتَّضييق على المسلم . أبدًا , إنَّما هي وسيلةٌ من وسائل التَّكافل الاجتماعي , لا تُرهق الغنيَّ ويفرح بها الفقير . وهي إضافة لهذا , تُعَوِّدُ المسلمَ على عدم التَّعلُّق بالمال , فيسهلُ عليه بعد ذلك أن يتصدَّق ويُهدي ويُقْرض , الأمر الذي يَصعبُ على كثير من النَّاس . وبهذا تتآلفُ النُّفوس , وتُصبح العلاقةُ بين الغنيِّ والفقير ليست علاقة صراع وعداء كما في الأنظمة الأخرى , وإنَّما علاقة إخاء وتعاون ومحبَّة , الغنيُّ يُزكِّي ويَتصدَّق , والفقير يَقنع ويَرضى , والجميع يَقفون في الصَّلاة صفًّا واحدًا , يَدعون ربًّا واحدًا .

                ونظرًا لأهمِّيَّة الزَّكاة , ذكَرها اللَّه تعالى في العديد من الآيات القرآنيَّة مَقْرونة بالصَّلاة , مثل قوله تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ 43 } (2- البقرة 43) .

                وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                --------------------------------------
                اللهم ارزقني الشهادة
                اللهم اجعل همي الآخرة

                تعليق


                • #23
                  مسلم .. ولا تصوم رمضان ؟!

                  مسلم .. ولا تصوم رمضان ؟!



                  سبحان اللَّه ! حتّى المسلم البعيد عن اللَّه , تراه يَتركُ المعاصي في رمضان , ويُقبل على الصِّيام والصَّلاة .. وأنتَ لا تَصوم ؟!
                  لقد حُرِمْتَ واللَّهِ إذًا مِن فَضلٍ عظيمٍ جدًّا , وعرَّضتَ نفسكَ للعذاب الشَّديد !
                  فصيامُ رمضان هو الرُّكنُ الرَّابع من أركان الإسلام الخمسة , وهو فريضةٌ على كلِّ مسلم بالِغ , ولا يجُوز الإفطار فيه إلاَّ برُخصة . يقول اللَّه تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 185 } (2- البقرة 185) .

                  وإذا كنتَ تظنُّ أنَّ الصِّيام تعذيبٌ للصَّائم , فأنتَ مُخطئ ! فقد أثبتت عدَّة دراسات طبِّيَّة أنَّ صيام شهرٍ محدَّد كلّ سنة , يُريح المعدة والكلْيَتَيْن والجهاز البولي بصفة دوريَّة . وهو كذلك يُخلِّص البدن من الشُّحوم والفضلات المتراكمة داخله , ويُنظِّم معدَّل السُّكَّر في الدَّم , ويُخفِّف من حدَّة الغريزة الجنسيَّة . هذا على مستوَى البدن .
                  أمَّا على مستوَى النَّفس , فإنَّ الصِّيام يُدرِّب على الصَّبر على الجوع , ويُوَفِّر للصَّائم فرصةً حقيقيَّة للإحساس بِمَا يُعاني منه الفقراء في كلِّ أنحاء العالَم , فتكون له حافزًا لِمَدِّ يَد المساعدة لهم .
                  ثمَّ إنَّ كلَّ الصَّائمين يشعرون في شهر رمضان بدافع داخليٍّ قويّ للإقبال على مَزيد من العبادة ومَزيد من الإحسان إلى الغير . فترى الذي كان يتكاسلُ عن الصَّلاة مثلاً , ينشطُ في رمضان , ويخرج إلى المسجد , ويقرأ القرآن , ويُمسكُ لسانَه عن الكذب والشَّتائم والكلام البذيء . لذلك يُوصَف هذا الشَّهر بشهر العبادة والرَّوْحانيَّات .

                  وأمَّا الفضل العظيم الذي حُرِمْتَ منه , فهو أنَّ اللَّهَ تعالى يُضاعِفُ أجر العمل الصَّالح في هذا الشَّهر أضعافًا عديدة , ويغفر فيه الذُّنوب , ويَعتقُ فيه الرِّقاب من النَّار . فقد جاء في صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه , قال : خطَبَنا رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في آخر يوم من شعبان , فقال : أيُّها النَّاس , قد أظَلَّكُم شهرٌ عظيم , شهرٌ مُبَارَك , شهرٌ فيه ليلةٌ خير من ألف شهر . جعلَ اللَّهُ صيامَه فريضةً , وقِيَام لَيْلِه تَطوُّعًا . مَن تَقرَّب فيه بخصْلَة من الخير كان كمَنْ أدَّى فريضةً فيما سِوَاه , ومَنْ أدَّى فيه فريضةً كان كمَنْ أدَّى سَبْعين فريضةً فيما سِوَاه . وهو شهرُ الصَّبْر , والصَّبرُ ثوابُه الجنَّة , وشهرُ الموَاساة , وشهرٌ يزدادُ فيه رزقُ المؤمن . مَنْ فطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لِذُنوبه وعِتْقَ رقبته من النَّار , وكان له مثْل أجْره من غير أن ينتقص من أجْره شيءٌ .
                  قالُوا : ليس كلُّنا نَجد ما يفطر الصَّائم .
                  فقال : يُعطي اللَّهُ هذا الثَّوابَ مَنْ فطَّر صائمًا على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن (أي شربة لبن) . وهو شهرٌ أوَّلُه رَحْمة , وأوْسَطُه مغفرة , وآخرُه عِتْقٌ من النَّار . مَنْ خفَّفَ عن مملُوكه غفرَ اللَّهُ له وأعْتَقه من النَّار . واستكْثِرُوا فيه من أربع خِصال : خصلتَيْن تُرْضُون بهما ربَّكُم , وخصلتَيْن لا غِنى بكم عنهما . فأمَّا الخصْلتان اللَّتان تُرضُون بهما ربَّكُم : فشهادة أن لا إلَه إلاَّ اللَّه , وتَستغْفِرونه , وأمَّا اللَّتان لا غِنى بكم عنهما : فتسألون اللَّهَ الجنَّة وتعُوذُون به من النَّار . ومَنْ أشْبَعَ فيه صائمًا سَقاهُ اللَّهُ من حَوْضِي شربةً لا يظمأُ حتَّى يدخلَ الجنَّة . (صحيح ابن خزيمة – الجزء 3 – ص 191 – رقم الحديث 1887) .

                  وفي هذا الشَّهر الكريم بَدأ نزولُ القرآن على النَّبيِّ محمَّد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بواسطة الملَك جبريل عليه السَّلام . وفيه ليلةٌ مُباركةٌ تُسمَّى ليلة القدر , هي خيْرٌ في الفضْل والأجْر من ألف شهر .

                  أمّا العذاب الشَّديد الذي عرَّضْتَ نفسك له , فيبدأ منذ دخولك القَبر !

                  وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
                  وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
                  @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
                  --------------------------------------
                  اللهم ارزقني الشهادة
                  اللهم اجعل همي الآخرة

                  تعليق


                  • #24
                    رد: أما آن لك أن تعود إلى اللّه .. جهّز نفسك للبكاء !

                    بارك الله فيك ونفع بك الامة
                    جزيتي خيرا اختاه
                    لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

                    حكمة هذا اليوم والذي بعده :
                    قل خيرًا او اصمت



                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
                    ردود 0
                    26 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
                    ردود 112
                    164 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
                    ردود 3
                    35 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عاشق طيبة
                    بواسطة عاشق طيبة
                     
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
                    ردود 0
                    120 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
                    ردود 3
                    64 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة عادل خراط
                    بواسطة عادل خراط
                     
                    يعمل...
                    X