التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام..

تقليص
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
المشاركات
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محبة الاسلام
    6- عضو متقدم

    حارس من حراس العقيدة
    • 12 يول, 2008
    • 1048

    #1

    التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام..

    التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام

    الدين وحي من الله سبحانه، فحقائقه لم تأت نتيجة فكر بشري، ولم تكن نتيجة للتفاعل مع الظروف والبيئات التي عاش فيها الرسل عليهم السلام، وإنما هي وحيُ الله تعالى الذي أنزله على رسله ليبلغوه إلى الناس بلا تغيير او تحريف. ولهذا كان الايمان بالرسل من أهم أركان الايمان.
    وسنتناول في هذا الموضوع الحكمة من إرسال الرسل، وصفاتهم ، ورسالاتهم.

    الحكمة من إرسال الرسل:

    كان لإرسال الرسل حكم كثيرة منها:

    1- قطع الحجة على الناس، لقوله تعالى: ((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) ( النساء:165)
    2- بيان حقائق العقيدة الصحيحة للناس.
    3- بيان كيفية عبادة الله تعالى.
    4- إرشاد الناس إلى شريعة الله تعالى التي فيها سعادتهم وهناؤهم بدنياهم وآخرتهم، وهذا من مظاهر رحمة الله بالناس ولطفه بهم، فهو سبحانه لا يترك عباده من غير تعليم ولا توجيه ولا إصلاح.
    5- أن يكونوا قدوة للناس في كل خير، فسيرتهم ترجمة عملية لما يدعون إليه من قيم فاضلة، وهم بذلك يبيّنون الدين بيانا عمليا كما يبيّنوه بيانا نظريا.

    الرسل بشر مصطفون

    شاء الله سبحانه أن يكون رسله إلى الناس بشرا منهم، وذلك حتى يسهّل على الناس التعلم منهم والاقتداء بهم، فلو كان الأنبياء من الملائكة ، ما أمكن الناس أن يتعاملوا معهم ، ويسمعوا منهم، وما كانوا قدوة للناس لاختلاف طبيعتهم عن طبيعة البشر.
    ومع أن الرسل بشر، إلا أنهم يتميزون بأن الله سبحانه اصطفاهم من الناس، واختارهم ليكونوا رسله، ويبلّغون دينه وشريعته، فالنبوة محض اصطفاء واختيار من الله سبحانه، لا يوصل إليها بالتأمل أو التعبد. والله سبحانه يصطفي أنبياءه ورسله بما يتميزون به من صفات تمكنهم من تبليغ دينه، وتجعل الناس يصدقونهم ويحترمونهم، فهم اصدق الناس، وأكملهم خلقا، وأوفرهم عقلا وذكاء ، ولا يتصور منهم أن يخونوا أمانة التبليغ التي كلفهم الله تعالى بها، وما يخبر به الرسل لا ينبثق عن افكارهم ومشاعرهم، إنما يبلّغون ما أوحى الله سبحانه إليهم، قال تعالى: (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) (الأنعام: 50)
    وبذلك يتميز التصور الاسلامي للرسل عن التصورات الأخرى التي ترفع بعض الأنبياء إلى مقام الألوهية، وتضفي عليهم التقديس.
    كما يتميز عن التصورات التي تنسب إليهم المعاصي والفواحش، كالزنا والسكر والاحتيال.

    وحدة أصل الرسالات

    أرسل الله تعالى أنبياء ورسلا كثيرين، يعلمون الناس ويهدونهم، وقد بعثوا جميعا بعقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد التي تعرف الناس بربهم، وتدعوهم لعبادته وحده سبحانه، قال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ )) (النحل:36)
    كما أن الأنبياء جميعا دعوا إلى تهذيب النفس وإقام الصلاة وايتاء الزكاة ونهوا عن الفحشاء والمنكر والبغي، ووقفوا في وجه الظلم والفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي، ومثال ذلك:
    - وقف النبي لوط عليه السلام في وجه قومه الذين كانوا يمارسون الفاحشة.
    - ووقف شعيب عليه السلام في وجه الظلم الاقتصادي الذي كان يمارسه قومه بتطفيف الموازين والمكاييل، وأمرهم أن يزِنوا بالقسطاس المستقيم.
    - ووقف موسى عليه السلام في وجه ظلم فرعون وجبروته.

    ومع ان اصل الرسالات واحد إلا أن تفاصيل الشريعة (1) تختلف من رسول إلى آخر، كالاختلاف في تفاصيل العبادات وأوقاتها، والاختلاف في المحرمات من الأطعمة، قال تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)) (المائدة:48)
    وسبب هذا الاختلاف أن كل نبي بعث بما يتناسب ومشكلات قومه وحياتهم، ولذا قال سبحانه على لسان المسيح عليه السلام: ((وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ )) (آل عمران:50)

    المفاضلة بين الرسل

    ورد في القرآن الكريم آيتان قد يظهر للوهلة الأولى أنهما متعارضتان فيما تخبران به عن الرسل عليهم السلام: الآية الأولى قوله سبحانه على لسان المؤمنين: (( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)) (البقرة:285)، والآية الثانية قوله سبحانه: ((تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) (البقرة:253)
    ولا تعارض بين الايتين، لأن المقصود بالتفريق الذي نفته الآية الأولى هو: الايمان ببعضهم، والكفر بآخرين، وقد دل على ذلك قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً )) (النساء:150-151)
    أما الآية الثانية فهي صريحة بأن الله سبحانه ميّز بعض الأنبياء بميزات ليست لغيرهم، فإبراهيم عليه السلام تميّز بأنه أبو الأنبياء، وقد اتخذه الله خليلا، وموسى عليه السلام تميز بأنه كليم الله، وعيسى عليه السلام تميز بأنه كلمةُ الله ألقاها إلى مريم البتول، فحملت به من غير أن يمسها رجل، ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تميز بأمور، منها:
    1- أن الأنبياء السابقين بشروا به ودعوا الناس إلى اتباعه.
    2- أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده، قال تعالى: ((ولَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)) (الأحزاب:40)، وهذا يقطع الطريق على كل الكاذبين الذين يدعون النبوة بعده.
    3- أنه بُعِث إلى الناس كافة ، بخلاف الأنبياء الذين كان كل منهم يُبعث على قومه خاصة.
    4- أن الله سبحانه أيده بمعجزة خالدة هي القرآن الكريم، بينما كانت معجزات الرسل السابقين خاصة بأزمانهم وأقوامهم.
    ---------------------------------------------------------------------------------------------
    (1) الفرق بين العقيدة والشريعة أن العقيدة تعتبر خبر، بينما الشريعة أوامر ونواهٍ، والأخبار الصادقة عن الشيء الواحد لا يصح أن تختلف، إذ يستلزم ذلك تناقضها.
    أما الأوامر والنواهي فلا إشكال أن يكون اختلاف في تفاصيلها، لأن ما يصلح لمكان أو قوم أو زمان قد لا يصلح لغيره.
    سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
    عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

عن الكاتب

تقليص

محبة الاسلام اكتشف المزيد حول محبة الاسلام

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة التاعب, 19 أغس, 2010, 09:27-م
ردود 5
2,119 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فؤاد النمر
بواسطة فؤاد النمر
ابتدأ بواسطة أبو أصيل اليمني, 30 مار, 2008, 12:06-ص
ردود 2
84 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة ياسر جبر
بواسطة ياسر جبر
ابتدأ بواسطة أبو أصيل اليمني, 29 مار, 2008, 01:09-ص
ردود 0
23,232 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أبو أصيل اليمني
ابتدأ بواسطة نبيل العوذلي, 10 أكت, 2007, 02:04-م
ردود 4
163 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة نبيل العوذلي
ابتدأ بواسطة عمر المختار, 11 سبت, 2009, 10:59-ص
ردود 0
1,219 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عمر المختار
بواسطة عمر المختار
ابتدأ بواسطة فارس التوحيد, 7 يون, 2011, 04:29-م
ردود 0
1,024 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة فارس التوحيد
ابتدأ بواسطة أبو أسامة, 8 سبت, 2006, 08:48-م
ردود 6
4,808 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة مصر المسلمة, 1 أبر, 2022, 10:43-م
ردود 0
783 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة مصر المسلمة
بواسطة مصر المسلمة
ابتدأ بواسطة showman2, 1 يون, 2007, 10:20-م
ردود 4
2,738 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمود شومان
بواسطة محمود شومان
ابتدأ بواسطة أمةالإسلام, 3 أكت, 2009, 12:18-ص
ردود 36
9,339 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة أمةالإسلام
بواسطة أمةالإسلام
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 14 ينا, 2022, 10:29-ص
رد 1
497 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة إبراهيم صالح
ابتدأ بواسطة بن الإسلام, 1 نوف, 2010, 01:05-م
ردود 0
1,545 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة بن الإسلام
بواسطة بن الإسلام
ابتدأ بواسطة نبيل العوذلي, 28 أكت, 2007, 09:18-م
ردود 2
2,369 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الشرقاوى
بواسطة الشرقاوى
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 29 مار, 2023, 06:30-م
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة راجى عفوربه, 11 يول, 2010, 07:39-ص
ردود 3
7,711 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة تامر أبو سلطان

مواضيع من نفس المنتدى الحالي

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة (((ساره))), 29 سبت, 2010, 11:22-م
ردود 42
15,173 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة وليد المسلم, 24 يون, 2006, 04:49-ص
ردود 35
34,612 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
بواسطة Ibrahim Balkhair
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أبر, 2021, 06:14-م
ردود 11
116 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 نوف, 2024, 01:40-ص
ردود 11
53 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفضة, 15 سبت, 2016, 01:48-ص
ردود 9
7,192 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفضة
بواسطة الفضة
يعمل...
أحمد - مساعد المنتدى

السلام عليكم، أنا أحمد. اكتب سؤالك وسأحاول مساعدتك.

📢 رسالة توست

من فضلك اختر مستوى الإجابة: