التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محبة الاسلام اكتشف المزيد حول محبة الاسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام..

    التصور الاسلامي عن الرسل عليهم السلام

    الدين وحي من الله سبحانه، فحقائقه لم تأت نتيجة فكر بشري، ولم تكن نتيجة للتفاعل مع الظروف والبيئات التي عاش فيها الرسل عليهم السلام، وإنما هي وحيُ الله تعالى الذي أنزله على رسله ليبلغوه إلى الناس بلا تغيير او تحريف. ولهذا كان الايمان بالرسل من أهم أركان الايمان.
    وسنتناول في هذا الموضوع الحكمة من إرسال الرسل، وصفاتهم ، ورسالاتهم.

    الحكمة من إرسال الرسل:

    كان لإرسال الرسل حكم كثيرة منها:

    1- قطع الحجة على الناس، لقوله تعالى: ((رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) ( النساء:165)
    2- بيان حقائق العقيدة الصحيحة للناس.
    3- بيان كيفية عبادة الله تعالى.
    4- إرشاد الناس إلى شريعة الله تعالى التي فيها سعادتهم وهناؤهم بدنياهم وآخرتهم، وهذا من مظاهر رحمة الله بالناس ولطفه بهم، فهو سبحانه لا يترك عباده من غير تعليم ولا توجيه ولا إصلاح.
    5- أن يكونوا قدوة للناس في كل خير، فسيرتهم ترجمة عملية لما يدعون إليه من قيم فاضلة، وهم بذلك يبيّنون الدين بيانا عمليا كما يبيّنوه بيانا نظريا.

    الرسل بشر مصطفون

    شاء الله سبحانه أن يكون رسله إلى الناس بشرا منهم، وذلك حتى يسهّل على الناس التعلم منهم والاقتداء بهم، فلو كان الأنبياء من الملائكة ، ما أمكن الناس أن يتعاملوا معهم ، ويسمعوا منهم، وما كانوا قدوة للناس لاختلاف طبيعتهم عن طبيعة البشر.
    ومع أن الرسل بشر، إلا أنهم يتميزون بأن الله سبحانه اصطفاهم من الناس، واختارهم ليكونوا رسله، ويبلّغون دينه وشريعته، فالنبوة محض اصطفاء واختيار من الله سبحانه، لا يوصل إليها بالتأمل أو التعبد. والله سبحانه يصطفي أنبياءه ورسله بما يتميزون به من صفات تمكنهم من تبليغ دينه، وتجعل الناس يصدقونهم ويحترمونهم، فهم اصدق الناس، وأكملهم خلقا، وأوفرهم عقلا وذكاء ، ولا يتصور منهم أن يخونوا أمانة التبليغ التي كلفهم الله تعالى بها، وما يخبر به الرسل لا ينبثق عن افكارهم ومشاعرهم، إنما يبلّغون ما أوحى الله سبحانه إليهم، قال تعالى: (( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) (الأنعام: 50)
    وبذلك يتميز التصور الاسلامي للرسل عن التصورات الأخرى التي ترفع بعض الأنبياء إلى مقام الألوهية، وتضفي عليهم التقديس.
    كما يتميز عن التصورات التي تنسب إليهم المعاصي والفواحش، كالزنا والسكر والاحتيال.

    وحدة أصل الرسالات

    أرسل الله تعالى أنبياء ورسلا كثيرين، يعلمون الناس ويهدونهم، وقد بعثوا جميعا بعقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد التي تعرف الناس بربهم، وتدعوهم لعبادته وحده سبحانه، قال تعالى: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ )) (النحل:36)
    كما أن الأنبياء جميعا دعوا إلى تهذيب النفس وإقام الصلاة وايتاء الزكاة ونهوا عن الفحشاء والمنكر والبغي، ووقفوا في وجه الظلم والفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي، ومثال ذلك:
    - وقف النبي لوط عليه السلام في وجه قومه الذين كانوا يمارسون الفاحشة.
    - ووقف شعيب عليه السلام في وجه الظلم الاقتصادي الذي كان يمارسه قومه بتطفيف الموازين والمكاييل، وأمرهم أن يزِنوا بالقسطاس المستقيم.
    - ووقف موسى عليه السلام في وجه ظلم فرعون وجبروته.

    ومع ان اصل الرسالات واحد إلا أن تفاصيل الشريعة (1) تختلف من رسول إلى آخر، كالاختلاف في تفاصيل العبادات وأوقاتها، والاختلاف في المحرمات من الأطعمة، قال تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)) (المائدة:48)
    وسبب هذا الاختلاف أن كل نبي بعث بما يتناسب ومشكلات قومه وحياتهم، ولذا قال سبحانه على لسان المسيح عليه السلام: ((وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ )) (آل عمران:50)

    المفاضلة بين الرسل

    ورد في القرآن الكريم آيتان قد يظهر للوهلة الأولى أنهما متعارضتان فيما تخبران به عن الرسل عليهم السلام: الآية الأولى قوله سبحانه على لسان المؤمنين: (( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ)) (البقرة:285)، والآية الثانية قوله سبحانه: ((تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)) (البقرة:253)
    ولا تعارض بين الايتين، لأن المقصود بالتفريق الذي نفته الآية الأولى هو: الايمان ببعضهم، والكفر بآخرين، وقد دل على ذلك قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً )) (النساء:150-151)
    أما الآية الثانية فهي صريحة بأن الله سبحانه ميّز بعض الأنبياء بميزات ليست لغيرهم، فإبراهيم عليه السلام تميّز بأنه أبو الأنبياء، وقد اتخذه الله خليلا، وموسى عليه السلام تميز بأنه كليم الله، وعيسى عليه السلام تميز بأنه كلمةُ الله ألقاها إلى مريم البتول، فحملت به من غير أن يمسها رجل، ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تميز بأمور، منها:
    1- أن الأنبياء السابقين بشروا به ودعوا الناس إلى اتباعه.
    2- أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده، قال تعالى: ((ولَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)) (الأحزاب:40)، وهذا يقطع الطريق على كل الكاذبين الذين يدعون النبوة بعده.
    3- أنه بُعِث إلى الناس كافة ، بخلاف الأنبياء الذين كان كل منهم يُبعث على قومه خاصة.
    4- أن الله سبحانه أيده بمعجزة خالدة هي القرآن الكريم، بينما كانت معجزات الرسل السابقين خاصة بأزمانهم وأقوامهم.
    ---------------------------------------------------------------------------------------------
    (1) الفرق بين العقيدة والشريعة أن العقيدة تعتبر خبر، بينما الشريعة أوامر ونواهٍ، والأخبار الصادقة عن الشيء الواحد لا يصح أن تختلف، إذ يستلزم ذلك تناقضها.
    أما الأوامر والنواهي فلا إشكال أن يكون اختلاف في تفاصيلها، لأن ما يصلح لمكان أو قوم أو زمان قد لا يصلح لغيره.
    سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
    عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يول, 2023, 04:05 ص
ردود 0
58 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 28 أبر, 2023, 10:19 ص
ردود 0
78 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
ابتدأ بواسطة رامي1346, 19 أبر, 2023, 04:46 ص
ردود 0
155 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة رامي1346
بواسطة رامي1346
 
ابتدأ بواسطة روح سقراط, 20 مار, 2023, 06:14 م
ردود 4
76 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة روح سقراط
بواسطة روح سقراط
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 يول, 2022, 03:44 ص
رد 1
45 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
يعمل...
X