تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفصل العاشر
    خطية موسى

    قال المعترض الغير مؤمن :

    زعموا أن موسى استعفى واستقال من النبوَّة والرسالة، فاشتد غضب الله عليه حيث قال للرب:

    أرغب منك يا سيدي أن ترسل غيري (كما في خروج 4),

    فكيف يُتصوَّر غضب الله على موسى مع أنه من أنبيائه وأصفيائه، وغضبه يكون على أعدائه؟

    وكذلك حرمانه مع أخيه هرون عن دخول الأرض المقدسة وإعراض الله عنهما في آخر حياتهما ,

    وللرد نقول:

    ورد في الخروج 4:10 - 15 أن موسى قال للرب:

    أنا ثقيل الفم واللسان فقال الرب: من صنع للإنسان فماً، أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى؟ أما هو أنا الرب؟ فالآن اذهب, وأنا أكون مع فمك، وأعلّمك ما تتكلم به , فقال: اسمع أيها السيد، أرسِلْ بيد من ترسل! فحمي غضب الرب على موسى، وقال: أليس هرون اللاوي أخاك؟ إنه هو يتكلم، وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك ,, وأنا الآن مع فمك ومع فمه

    , فموسى لم يرد التوجُّه الى فرعون لثقل لسانه، إقراراً بعجزه وتواضعاً منه، ولم يُحجم عن طاعة أمر ربه,

    وقد جاء اعتذار موسى في القرآن، ففي الشعراء 26:12 -15

    قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأَرْسل إلى هرون, ولهم عليَّ ذنب، فأخاف أن يقتلوني, قال: كلا فاذهبا بآياتنا، إنّا معكم مستمعون ,

    هذا يدل على أنه لما أمر الله موسى، اعتذر عن التوجُّه بسبب العُقدة التي في لسانه، وبأنه قتل أحد المصريين، وطلب من الله أن يرسل إلى أخيه هرون بأن يبلغ الرسالة، فأخبره الله أنه سيكون معه، وأمره أن يتوجَّه مع أخيه هرون،

    وهي قصة مأخوذة من التوراة التي ذكرت أن الله غضب عليه، لأنه كان يجب طاعة الأمر حالًا وسريعاً، بدون اعتذار ولا إظهار عجز، لأن من يكون الله معه هو في غنى عن كل شيء, فإذا كان ضعيفاً وكان الله معه صار قوياً، وإذا كان جاهلًا أصبح حكيماً، وإذا كان ألكن أصبح فصيحاً,

    على أن القرآن نسب خطايا أخرى إلى موسى غير ما ذُكر، فنسب إليه:

    1 - أنه قتل, في القصص 28:15 ، 16 ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان، هذا من شيعته وهذا من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه، فوكزه موسى فقضى عليه, قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين, قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ,

    فقتل المصري قتل عمد وعدوان، واعترف : هذا من عمل الشيطان وقال: إني ظلمت نفسي وقوله في الشعراء 26:20\: فعلتها إذاً وأنا من الضالين , وغاية ما اعتذر عنه المفسرون أن ذلك كان قبل النبوة (الكشاف في تفسير الشعراء 20),

    2 - ورد في الشعراء 26:43 قال لهم موسى:'

    ألقوا ما أنتم ملقون` ,

    فقال علماء الإسلام إنه أذن لهم في السحر، وإظهاره حرام، فيكون إذنه أيضاً حراماً,

    وأجابوا عنه بعدة أجوبة منها أن السحر كان جائزاً، وهو جواب في غير محله, ومنها أنه أراد إظهار معجزته في عصاه وتلقفها لما أفكوه,

    3 - ورد في الأعراف 7:150 ، 151 :

    ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: بئسما خلفتموني من بعدي, أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرُّه إليه, قال: رب اغفر لي ولأخي ,

    فموسى الذي كان مشهوراً بالوداعة والحِلم وقع في ضدهما,

    4 - ورد في الكهف 18:71 ، 74 قول موسى للخضر:

    فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها (أي الخضر) قال: أخرقتها لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئاً إمراً ,,,

    لقد جئت شيئاً نكراً , مع أن فعل الخضر لم يكن منكراً لأنه كان بأمر من الله حسب دعواهم, وفي (عدد 75) قال:

    ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً؟ ,

    قال البيضاوي في تفسيره لهذه الآيات: زاد فيه 'لك` مكافحة بالعتاب على رفض الوصية، ووسماً بقلة الثبات والصبر لما تكرر من الاشمئزاز والاستنكار، ولم يرعو بالتذكير أول مرة حتى زاد في الاستنكار ثاني مرة ,

    لقد نسَب القرآن إلى سيدنا موسى القتل، وشدّ شعر رأس أخيه وجرّه كما يجر البهيمة، واستقباحه أمر الله، وعدم ثباته وعدم صبره وعدم ارعوائه بالتذكير، وطلبه من الله أن يرسل أخاه إلى فرعون,

    أما التوراة فلم تذكر سوى اعتذاره بثقل لسانه, ولا يُخفى أن خطيئة واحدة مما نُسب إليه تكفي لحرمانه من دخول أرض الموعد، فإن الله قدوس طاهر يعاقب على أقل خطية، فإن عدله وقداسته يستلزمان عقاب أصغر الخطايا، ما لم يُكفَّر عنها بالذبيحة,



    يتبع ..

    تعليق


    • الفصل الحادي عشر

      خطية داود

      قال المعترض الغير مؤمن :

      زعموا في حق داود أنه اقترن بزوجة أوريا الحثي وحمل منها بولد، وأهلك زوجها بالمكر كما في 2 صموئيل 11 , وأنذَرَه ناثان بموت ابنه، كما في 12:14 ,

      وللرد نقول:

      تشهد نصوص التوراة بتقوى داود وبطهارة قلبه ومسامحته أعداءه, فقد وقع شاول ألدُّ أعدائه مرتين في يده وسامحه حتى شهد له عدوه بأنه أبرُّ منه, مع كل ذلك وقع داود في الخطية، فاشتهى امرأة أوريا وزنى بها، وعرَّض زوجها في ميدان القتال لسلاح العدو فقتله، فأرسل الله إليه النبي ناثان ليوبخه على هذا العمل الوخيم، وحكى له قصة نعجة الرجل الفقير، فغضب داود وقال لناثان:

      حي هو الرب، إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك، ويردّ النعجة أربعة أضعاف، لأنه فعل هذا الأمر، ولأنه لم يشفق , فقال ناثان لداود: أنت هو الرجل! قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته! والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، وهأنذا أقيم عليك الشر وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك، فيضطجع مع نسائك في عين الشمس، لأنك أنت فعلت بالسر، وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس , فاستغفر داود عن ذنبه، فأخبره ناثان: الرب قد نقل عنك خطيئتك, لا تموت , وضرب الرب الولد الذي ولده فمات (2 صموئيل 12),


      وورد في سورة ص 38:21-25 :

      وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب، إذ دخلوا على داود ففزع منهم، قالوا لا تخف, خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط، وأهدنا إلى سواء الصراط, إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة، ولي نعجة واحدة، فقال أكفِلْنيها وعزَّني في الخطاب, قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، وإن كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وظن داود أنما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرَّ راكعاً وأناب، فغفرنا له ذلك ,

      أقوال المسلمين في خطية داود:

      قال المفسرون:

      كان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام:

      يوم يقضي فيه بين الناس، ويوم يخلو فيه لعبادة ربه، ويوم يخلو فيه لنسائه, وكان له تسع وتسعون امرأة, وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فيه فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال:

      يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي، فأعطني مثل ما أعطيتهم، وافعل بي مثل ما فعلت بهم, فأوحى الله إليه:

      إن آباءك ابتلوا ببلايا لم تُبتل بها, ابتُلي إبراهيم بذبح ابنه، وابتُلي إسحاق بذهاب بصره، وابتُلي يعقوب بحزنه على يوسف، وإنك لم تُبتل من ذلك بشيء, قال:

      يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به، وأعطني مثل ما أعطيتهم, فأُوحي إليه: إنك مبتلي فاحترس, فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث، إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب، حتى وقع عند رجليه وهو قائم يصلي، فمدَّ يده ليأخذه، فتنحَّى فتبعه، فتباعد حتى وقع في كوّة، فذهب ليأخذه، فطار من الكوّة، فنظر أين يقع، فيبعث في أثره, فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها، من أجمل الناس خلقاً، فحانت منها التفاتة فأبصرته، فألقت شعرها فاستترت به، فزاده ذلك فيها رغبة، فسأل عنها، فأُخبر أن لها زوجاً، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا, فبعث إلى صاحب المسلحة أن يبعث أهريا إلى عدو كذا وكذا, فبعثه، ففُتح له, وكتب إليه بذلك، فكتب إليه أيضاً:

      أن أبعثه إلى عدو كذا وكذا، أشد منهم بأساً, فبعثه ففُتح له أيضاً, فكتب إلى داود بذلك, فكتب إليه أن أبعثه عدو كذا وكذا، فبعثه فقُتل المرة الثالثة، وتزوج امرأته,

      فلما دخلت عليه لم تلبث عنده إلا يسيراً حتى بعث الله ملكين في صورة إنسيين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحرس أن يدخلا، فتسوَّرا عليه المحراب، فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين، ففزع منهما، فقالا:

      لا تخف (إنما نحن) خصمان بغى بعضنا على بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط يقول: لا تخف واهدنا إلى سواء الصراط , إلى عدل القضاء, فقال: قُّصَا عليَّ قصتكما, فقال أحدهما:

      إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فهو يريد أن يأخذ نعجتي، فيكمل بها نعاجه مئة, فقال للآخر: ما تقول؟

      فقال: إن لي تسعاً وتسعين نعجة ولأخي هذا نعجة واحدة، فأنا أريد أن آخذها منه، فأكمل بها نعاجي مئة, قال: وهو كاره؟ قال: وهو كاره؟ قال: إذاً لا ندعك وذاك, قال: ما أنت على ذلك بقادر, قال: فإن ذهبت تروم ذلك أو تريد، ضربنا منك هذا وهذا وهذا، وفسر أسباط طرف الأنف، وأصل الأنف والجبهة, قال:

      يا داود أنت أحق أن يُضرب منك هذا وهذا وهذا، حيث لك تسع وتسعون امرأة، ولم يكن لأهريا إلا واحدة، فلم تزل به تعرّضه للقتل حتى قتلته، وتزوجت امرأته, فنظر فلم ير شيئاً، فعرف ما قد وقع فيه، وما قد ابتُلي به، فخرَّ ساجداً يبكي أربعين يوماً لا يرفع رأسه (الطبري في تفسير سورة ص 21-25),


      وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن أنس بن مالك قال:

      سمعت رسول الله يقول إن داود النبي حين نظر الى المرأة أوصى صاحب البعث فقال:'

      إذا حضر العدو فقرِّب فلاناً بين يدي التابوت`, وكان التابوت في ذلك الزمان يُستنصر به، ومن قُدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يُقتل أو يُهزم عنه الجيش، فقُتل زوج المرأة (الكشاف في تفسير سورة ص 21-25),


      وقال الزمخشري أيضاً في تفسيره (الكشاف عند تفسير سورة ص):

      اتفق أن داود وقعت عينه إلى امرأة أوريا فأحبها، فسأله النزول له عنها فاستحى أن يرّده ففعل، فتزوجها وهي أم سليمان، فقيل له إنه مع عِظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغي لك أن تسأل رجلًا ليس له إلا إمرأة واحدة النزول عنها لك، بل كان الواجب مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتُحنت به ,

      قال ابن عباس وغيره:

      ان داود لما دخل عليه المَلَكان فقضى على نفسه، تحوَّلا في صورتهما وعرجا وهما يقولان:

      قضى الرجل على نفسه, فعلم داود أنهما قصداه، فسجد، فمكث أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه، وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول في سجوده:'

      رب، زلَّ داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب, رب، إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً في الخلق من بعده`, فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: '

      يا داود، إن الله تعالى قد غفر لك الهمَّ الذي همَمْت به`, فقال:'قد عرفت أن الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة فقال:'ربي دمي الذي عند داود؟`, فقال:جبريل:'ما سألتُ ربك عن ذلك، وإن شئتَ لأفعلن`, قال:'نعم`, فعرج جبريل، وسجد داود ما شاء الله تعالى,

      ثم نزل جبريل فقال:'سألتُ الله يا داود عن الذي أرسلتني فيه، فقال: قل لداود إن الله تعالى يجمعكما يوم القيامة، فيقول له: هَبْ لي دمك الذي عند داود، فيقول: هو لك يا رب, فيقول الله تعالى: فان لك في الجنة ما شئت ما اشتهيت عوضاً عن دمك` ,

      ومع ما في هذه الأقوال من غرابة، إلا أنها تدل على وقوع داود في الخطايا, وقد تواترت هذه القصة في أيام الصحابة، واتخذها الأراذل مسوّغاً لشهواتهم، فزجرهم عليٌّ عن التحدث بها, ولم يكن زجره إنكاراً لحقيقتها بل لصرف الناس عن الاشتغال بالمثالب,

      وقال علي: مَنْ حدَّثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين، وهي حد الفرية على الأنبياء , ورُوي أنه حدث عمر بن عبد العزيز وعنده رجل من أهل الحق فكذب المحدث به وقال:

      إن كانت القصة على ما في كتاب الله فما ينبغي أن يُلتمس خلافها، وأعظم بأن يُقال غير ذلك, وإن كانت على ما ذكرت وكفَّ الله عنها سَتْرًا على نبيه، فما ينبغي إظهارها عليه , فقال عمر: لسَمَاعي هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ,

      وقالوا إن القصة التي أتت في القرآن جاءت على طريق التمثيل والتعريض دون التصريح، لكونها أبلغ في التوبيخ, ولكن هذه القصة مذكورة في التوراة ببساطة الحق, وأعرب داود عن توبته في المزمور الحادي والخمسين فاعترف بخطيئته وتاب وندم,

      قال المعترض الغير مؤمن :

      قال الشيخ السنوسي بعد أن أنكر قصة داود إن في كتب بني إسرائيل تخليطاً عظيماً لا يليق أن يُلتفت إليه ,

      وللرد نقول:

      لقد أعمى التعصب الشيخ السنوسي فلم يذكر ما ورد في القرآن عن داود في التسعة وتسعين نعجة، وهو مأخوذ بالحرف الواحد من التوراة, فإنه لما سقط داود في الخطيئة أتاه النبي ناثان ووبخه، وضرب له هذا المثل كما تقدم,

      يتبع ...

      تعليق


      • الفصل الثاني عشر
        خطية سليمان

        قال المعترض الغير مؤمن :

        ما أعجب ما نسبوه لسليمان، أنه في آخر عمره ارتدَّ وعبد الأصنام وبنى لها المعابد، كما في الملوك الأول 11 , وما أجرأ بني إسرائيل لأنهم نسبوا كبار الأنبياء إلى المعاصي، وأدخلوا هذا البهتان العظيم في التوراة ,

        وللرد نقول:

        ذكرت في التوراة أن النساء الغريبات أملن قلب سليمان حتى بنى لآلهتهن المرتفعات، فغضب الله عليه ومزق المملكة من بعده عقابًا له،لأن للمُلك سكرة وللنساء صولة, غاية المولى أن يعلم الملوك أن لا ينهمكوا في اللذات والشهوات التي تلهيهم عن تدبير الأمور وسياسة الجمهور، وعن القيام بالواجبات الدينية,

        وقد ورد في القرآن ما يفيد أن سليمان اشتغل بالأمور الدنيوية التي ألهته عن عبادة الله، وانه سمح بعبادة الأصنام في بيته, وقالوا إنه لم يقدم المشيئة لله، ولم يتوكل عليه, ورد في سورة ص 38:31-33 : إ

        ذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب, ردوها عليَّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ,

        ومع اختلاف المفسرين في هذه العبارة إلا أنها تدل على أن الخيل ألهتْهُ عن الصلاة حتى قالوا إنه ذبحها ليتخلص منها, وورد في عددي 35،34 :

        ولقد فتنَّا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب, قال: رب اغفر لي وهَبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي (ابن كثير في تفسير سورة ص 31-33)

        وكان سبب ذلك ما ذُكر عن وهب بن منبّه: قال:

        سمع سليمان بمدينة في جزيرة من جزائر البحر وهي صيدون بها ملك عظيم الشأن، فأخذها عنوة وقتل ملكها، وأخذ ابنته واسمها جرادة، لم يُرَ مثلها حسناً وجمالًا، فاتخذها له امرأة واحبها حباً لم يحبه شيئاً من نسائه, وكان لا يرقأ دمعها جزعاً على أبيها,

        فأمر سليمان الشياطين، فقال: مثِّلوا لها صورة أبيها في دارها حتى لا تنكر منه شيئاً فمثلوه لها حتى نظرت الى أبيها بعينه إلا أنه لا روح فيه، فألبسته ثياباً مثل ثيابه التي كان يلبسها، وكانت تغدو اليه في ولائدها فتسجد له ويسجدن معها كعبادتها في ملكه، واستمرت على ذلك أربعين صباحاً, وبلغ ذلك آصف بن برخيا، فأتى سليمان فقال له:

        إن غير الله يُعبد في دارك منذ أربعين صباحاً في هوى امرأة , فأمر سليمان بتكسير ذلك الصنم، وعاقب تلك المرأة وولائدها، ثم خرج إلى فلاة من الأرض وحده، وأمر برماد فُرش له وجلس عليه، وتمعك به في ثيابه تذللًا إلى الله وتضرعاً إليه، يبكي ويستغفر مما كان في داره, فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع إلى داره, وكانت له أم ولد يُقال لها أمينة، إذا دخل للطهارة أعطاها خاتمه، وكان ملكه في خاتمه, فأعطاها خاتمه يوماً، فأتاها شيطان اسمه صخر المارد في صورة سليمان لا تنكر منه شيئًا, فقال:

        خاتمي يا أمينة فناولته، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان, وخرج سليمان فأتى أمينة وقد تغيرت حالته وهيئته عند كل من رآه فقال: يا أمينة خاتمي قالت: من أنت؟ قال: سليمان بن داود قالت: كذبت! فقد جاء سليمان وأخذ خاتمه، وهو جالس على سرير ملكه , فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته، فخرج فجعل يقف على الدار من دور بني اسرائيل فيقول:

        أنا سليمان بن داود فيَحْثون عليه التراب، ويقولون: انظر إلى هذا المجنون، أي شئ يقول؟ يزعم أنه سليمان! , فلما رأى سليمان ذلك عمد إلى البحر فكان ينقل الحيتان لأصحاب السوق، ويعطونه كل يوم سمكتين, فإذا أمسى باع إحدى سمكتيه بأرغفة ويشوي الأخرى فيأكلها, فمكث على ذلك أربعين صباحاً - مدة ما كان يُعبد الوثن في داره, فأنكر آصف وعظماء بني إسرائيل حكم الشيطان، وسأل آصف نساء سليمان وقال لهن:

        هل أنكرتم من ابن داود ما أنكرنا؟ فقلن: أشد ما يدع امرأة منّا في دمها، ولا يغتسل من الجنابة , وبعد مضي أربعين صباحاً طار الشيطان من مجلسه، ثم مرَّ بالبحر فقذف الخاتم فيه فبلعته سمكة، فأخذها بعض الصيادين وأُعطى لسليمان سمكتين أجرة يومه، فباع سليمان سمكة بأرغفة، وبقر بطن الأخرى ليشويها فوجد الخاتم، فتختّم به ساجداً لله وعاد اليه المُلك فعلى هذا يكون المراد بقوله جسداً الوارد في القرآن هو صخر (الرازي والجلالان في تفسير سورة ص 34 ، 35)


        وهناك عدة اعتراضات أوردها الرازي في تفسيره سورة ص 34 ، 35

        وهو يستبعد كلام القرآن لعدة وجوه

        (1) أن الشيطان لو قدر على أن يتشبَّه بالصورة والخلقة بالأنبياء، فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء من الشرائع, فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ما كانوا أولئك، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة لأجل الإغواء والإضلال، ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية,

        (2) أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله سليمان بمثل هذه المعاملة، لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء والزهَّاد، وحينئذ وجب أن يقتلهم وأن يمزق تصانيفهم وأن يخرب ديارهم، ولما بطل ذلك في حق آحاد العلماء فلأَنْ يبطل مثله في حق أكابر الأنبياء أَوْلى,

        (3) كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان؟ ولا شك أنه قبيح,

        (4) لو قلنا إن سليمان أذن لتلك المرأة في عبادة الصورة فهذا كفر منه، وإن لم يأذن فيه البتة فالذنب على تلك المرأة، فكيف يُؤاخذ الله سليمان بفعل لم يصدر عنه؟

        ولو لم يذكر المفسرون مثل البيضاوي والخازن وغيرهما هذه القصة، لضربنا عنها صفحاً, ولكن قد ذكرناها لتوضيح الأقوال القرآنية, ومع أنها مشحونة بالخزعبلات، إلا أنها كافية في الدلالة على أن سليمان أظهر ضعفاً حتى تساهل مع نسائه الغريبات وراعى خاطرهن حتى نزع الله المُلك منه وأذلَّه، وصار يستعطي أربعين يوماً, وأين هذه الأقوال من أقوال التوراة البسيطة الخالية من التزويق والتلفيق!

        يقول القرآن: فتنّا سليمان ويقول: وألقينا على كرسيه جسداً ويقول: ثم أناب وقال هو: ربّ اغفر لي , هذه العبارات تدل صراحة على وقوعه في الخطيئة,

        ورُوي مرفوعًا أنه قال:

        لأطوفنَّ على سبعين امرأة تأتي كلُّ واحدةٍ بفارس يجاهد في سبيل الله , ولم يقل إن شاء الله , فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة جاءت بشق رجل, فوالذي نفس محمد بيده، ولو قال: إن شاء الله لجاهدوا فرساناً! (بداية ونهاية - ابن كثير ج2)(في ظلال القرآن في تفسير سورة ص 34 ، 35),

        وقيل وُلد له ابن فأجمعت الشياطين على قتله، فعلم ذلك فكان يغذوه في السحاب, فما شعر به إلا أن أُلقي على كرسيه ميتًا، فتنبه على خطئه بأنه لم يتوكل على الله, وقِس على ذلك, ما أشبهه من التلفيق الذي ذكروه لتفسير العبارة القرآنية ومهما كان فيدل على خطية سليمان,

        ومن يطالع آخر ما ورد في كتاب سفر الجامعة في التوراة يظهر له أن سليمان تاب ورجع إلى المولى, وسبحان من تنزَّه عن النقص، فهو المختص بالكمال وحده, (طبقات ابن سعد ج 2 باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج محمد)

        قال المعترض الغير مؤمن :

        وما كفر سليمان، ولكن الشياطين كفروا (البقرة 2:102),

        وللرد نقول:

        لو طالع المعترض الغير مؤمن تفسير هذه الآية لما استشهد بها لتأييد دعواه، فان جميع المفسرين قالوا إن المراد بها تبرئته مما نسب إليه اليهود من السحر,

        قالوا إن اليهود أنكروا نبوته، وقالوا إنما حصل له هذا الملك وسُخِّرت الجن والإنس له بسبب السحر، وقيل إن السحرة من اليهود زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان فبرأه الله من ذلك،

        ولكن الشياطين كفروا، يعني ان الذين اتخذوا السحر لأنفسهم هم الذين كفروا, ثم بيّن سبب كفرهم فقال:

        يعلّمون الناس السحر أي ما كتب لهم الشياطين من كتب السحر,

        وقال السيوطي:

        قال اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل، ويذكر سليمان مع الأنبياء, أفما كان ساحراً يركب الريح ؟

        فنزل واتبعوا ما تتلو الشياطين (أسباب النزول للسيوطي بسبب نزول البقرة 102),

        ويتضح من كل ما تقدم ان المراد من هذه العبارة غير ما ذكره المعترض الغير مؤمن ,

        يتبع إن شاء الله
        أخوكم سيف

        تعليق


        • بسم الله الرحمن الرحيم


          هنا بدأت بالرد عليه عندما رأيته قد توقف عن الكتابة .. وبدأ يكتب على موضوع " الزوجة الواحدة شريعة الله " ...

          وهذا هو رد الاثرم ...

          ( 1 )



          الأخ الكريم ...... يقول الشاعر :
          لا تقل ما حييتَ إلا بخير .. ليكون الجواب خيراً لديكا
          قد سمعت الصدى وذاك جماد .. كل شيءٍِ تقوله رد عليكا


          أولا : يا أخ .... وهذا هو نصك :

          "
          لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة . بل أنحو نحوه . وأدلو دلهوه . وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة . ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا .

          تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس وبالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب .. فلنبدأ بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.

          ( ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا ) هذه هي حيلة الضعيف يا أخ .... فقط تشويش .. لا أكثر .. لكن أين التوجيه ؟!.. لا شيء .. جاي اخر الناس وداخل عرض .. وصاعد الرصيف .. لو كنت على حق لما قلت ذلك .. كان يجب عليك الرد .. حتى لو كتبت مليون صفحة وتجاهلتك بالمرة .. فالأعضاء يقرؤون لي ولك .. وعندما قلت ( لا أكلف نفسي عناء جوابه ) عذر مقبول .. وأتمنى ذلك .. لإنك لا تستطيع ..

          (. وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة ) أنت أول من سيتخطى هذه الصفحات وكذلك الأعضاء .. للذهاب إلى قراءة ما يكتبه الاثرم .. نكته حلوة صح ..

          فلا تنسى العهد .. أغرقني بآلاف القضايا .. فالرجل عند كلمته .. ( الرجل عند كلمته ) .. وصدقني لقد خدمتي خدمة لا أنساها لك أبداً .. وعلى فكرة يا أخ ...... حتى لو انتهت قضاياك ورغبت في الحديث عن كرة القدم أو الطبخ .. أو أي موضوع شئت على هذه الصفحة .. صدقني لن أزعل .. اكتب ما شئت ..


          فأما أنا ولله الحمد لا أقول مثلما قلت .. سأرد بإذن الله .. لأني على حق وهذا ديني .. يجب علي الدفاع عنه والتوضيح لما أثرت .. لو كان ديني كما قلت .. لما دخلت وناقشت .. فأنا أدرى بديني منك .. وسترى ان شاء الله ..

          ثانياً :

          إن القول بارتكاب الأنبياء والمرسلين للمعاصي والسيئات في نظر الإسلام هو قدح في نبوتهم مما يدفع البشر إلى عدم طاعتهم أو الاقتداء بهم في أفعالهم .. واجتراحهم السيئات والمعاصي يناقض ما أثر عنهم من كمال الخلق والهداية .

          يقول الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم :

          " أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {90}." سورة الأنعام.

          فصحَّ يقيناٌ أنه لو جاز أن يقع من أحد من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ذنب عمد سواء كان صغيراً أو كبيراً .. كان الله عز وجل قد حضّنا على المعاصي .. وندبنا إلى الذنوب وهذا محال.

          وما وقّر الأنبياء أو نظر إليهم بشيء من التقدير أن كانوا سراقاً أو زناة ولاطة وبغائين ..

          والله ما نعلم كفراً أكثر من هذا .. ولا استهزاء بالله تعالى وبرسله وبالدين أعظم من كفر أهل هذه المقالة ..

          وليت شعري ما الذي أمنهم من كذبهم في التبليغ ..

          لأنا لا ندري لعلهم بلغوا إلينا الكذب من الله تعالى ..

          ونستطيع أن نؤكد ونحن مطمئنون أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لا يجترحون السيئات .. إذ كيف يجترحونها وبعض الناس لا يجترحها بنص القرآن الكريم ..

          وأنبياء الله ورسله هم صفوة خلقه فهم أحق بهذه الدرجة وبكل فضيلة _ بلا خلاف _ قال تعالى في سورة الجاثية :

          " أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {21}."

          وجماع ما تقدم أن الله عز وجل قد طهّر أنبياءه ورسله وصانهم من كل ما يعابون به .. لأن العيب أذى .. وقد حرم الله عز وجل أن يؤذى رسوله .. قال تعالى :

          " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب.

          إن صدور كبائر الذنوب عمداً من الأنبياء والمرسلين يا أخ ........ يوجب سقوط هيبتهم من القلوب .. وانحطاط رتبتهم في أعين الناس فيؤدي ذلك إلى النفرة عنهم .. وعدم الانقياد لهم ويلزم منه إفساد الخلائق .. وترك استصلاحهم وهو خلاف مقتضى العقل والحكمة .. فهم معصومون من الكبائر مطلقاً وعن الصغائر عمداً ... فلو صدر منهم الذنب لحرم إتباعهم فيما صدر عنهم ضرورة لقوله تعالى :

          " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}." سورة آل عمران .

          ولو أذنبوا لردت شهادتهم إذ لا شهادة لفاسق بالإجماع لقوله تعالى :

          " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}. سورة الحجرات.

          ولأن من لا تقبل شهادته في القليل الزائل بسرعة من متاع الدنيا كيف تُسمع شهادته في الدين القيم أي القائم إلى يوم القيامة.


          وأنه إن صدر عنهم ذنب وجب زجرهم وتعنيفهم لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولا شك أن زجرهم إيذاء لهم وإذاؤهم حرام إجماعاً لقوله تعالى :

          " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب .

          ولو أذنبوا لدخلوا تحت قوله تعالى :

          " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23}." سورة هود.

          وقوله : " أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18}." سورة هود.

          وقوله : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44}." سورة البقرة.


          ولو حدث لهم المعصية لم ينالوا عهده تعالى لقوله:

          " قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.

          والمذنب ظالم لنفسه .. وأي عهد أعظم من النبوة .

          ولكانوا غير مخلصين لأن الذنب بإغواء الشيطان .. وهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى حكاية عنه على سبيل التصديق :

          " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}." سورة الحجر.

          إنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان .. فلو أذنبوا لكانوا من حزر الشيطان .. ولكانوا خاسرين لقوله :

          " أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19}." سورة المجادلة.

          وخلاصة القول يا أخ ....... أنه في عقيدة الإسلام ... لا يجوز البتة أن يقع من الأنبياء والمرسلين أصلاً معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة فالله سبحانه وتعالى عصمهم قبل النبوة وبعدها من كل ما يؤذون به فدخل في ذلك السرقة والعدوان والقسوة والزنا والبغي وأذى الناس في حريمهم وفي أموالهم وكل ما يعاب به المرء ويُشَتكّى منه .. ويؤذي بذكره ..

          قال الله تعالى ..

          " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75}." سورة الحج .

          وكمبدأ عام يا أخ ..... فإن الإسلام لا يعرف الخطيئة الموروثة .. فخطيئة آدم لا تدينه أبداً ما دام رجع إلى ربه .. ولا تدين أبناءه من بعده .. ونجاته كانت رهينة بتوبته إلى الله ..

          قال الله تعالى :

          " فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122}." سورة طه .

          والمعروف يا أخ ..... أنه لا أحد يحمل خطيئة أحد .. حتى في قوانيننا الوضعية اليوم .. إذا أخطأت أنت فالمحكمة تدينك أنت .. ولا يمكن أن تأخذك بجريرة أبيك ...

          فهل محاكمنا الوضعية أفهم من خالقها يا أخ ........ ؟

          وفي حياتنا الوضعية عندما يخالف الموظف تعليمات المؤسسة التي يعمل بها تقوم المؤسسة بفصله .. فالأمر كله بدأ من آدم وانتهى في حينه ..وليس من العقل والمنطق أن يسحب شاؤول خطيئة آدم على جميع ذرية آدم لأن الأبناء لا يحملون خطايا الآباء والعكس صحيح ..

          " لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يُتقل الأولاد عن الآباء . كل إنسان بخطيئته يقتل ." ( تثنية 24: 16 )

          ولو قتل اليوم ابن مكان أبيه لقامت الحكومات والدول والصحافة والأعلام وهيئات حقوق الإنسان ولم تقعد ..

          فهل البشر أفهم من خالقهم يا أخ .... ؟

          وثالثاً :

          أنت تستشهد وتقول قال المفسر الفلاني .. وقال فلان .. وقال علان .. فهؤلاء بشر .. كل واحد منهم مجتهد .. من الممكن ان يصيبوا ومن الممكن ان يخطئوا .. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر لنا القرآن .. حتى تكون لك الحجة علينا ..

          فأنا عندما أتكلم عن الكتاب المقدس ترى من خلال الفقرات التي استشهد بها .. لا تحتاج لمفسر .. ولا حتى لقاموس .. أي أن حتى الطفل يفهمها ..

          وسأقول لك كلمة .. قد تضحك منها ويضحك الجميع .. أعتبرها طرفة ثانية .. نحن المسلمون أعلم بديننا منكم .. ونحن المسلمون أعلم بدينكم منكم ..

          أتذكر نصك هذا :

          "
          ولو افترضنا أن المستحيل حصل ، أفما كان اليهود يشترطون حذف كل النصوص التي تمجد المسيح وتتكلم عن لاهوته وكل النبوات التي تتكلم عن تجسده وولادته المعجزية من عذراء ، وكل الأقوال النبوية عن آلامه وموته وقيامته ؟ أما ولك هذه النصوص التي تمجد المسيح ما زالت باقية ، فكل ادعاء في هذا الأمر يسقط .

          سأحل لك هذا اللغز ..

          إن اليهود رأوا فيكم ما رأينا نحن المسلمين فسكتوا .. لكن نحن لا نسكت على الباطل .. سنظهر لكم الحق بإذن الله .. معنا كتاب الله ( القرآن الكريم ) .. فيه الحق والحقيقة .. فيه الهدى والنور .. الخ .

          ولنرى يا أخ ...... هل العذراء مريم ام المسيح عليه السلام التي ذكرتها انت بقولك وولادته المعجزية (((( من عذراء )))) .. فعلا عذراء أم طعن بشرفها كما ذكر القرآن الكريم ..

          ولنرى أيضا المسيح في اعتقادك وفي دينكم .. حيث قلت في الفصل الأول

          ( إن المسيح وحده هو القدوس عن النقص والعيب المنزه ، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عله فإنه كلمة الله الزلي .. )
          طبعاً أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت انت فيها .. .. فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ..


          لنرى أحباءه ( انتم ) فيما بعد.. وسأكتب لك باذن الله قصة مريم والمسيح عليهم السلام فيما بعد .. وحتى ترى ويرى الجميع من فينا أعداءه ومن فينا يطعن بشرف امه..

          لكن قبل كل هذا سأتكلم عن بعض ما أثرته في فصولك .. وبعدها سأكمل موضوعي الأساسي ..

          وحديثي القادم ان شاء الله عن هذه الآية التي ذكرتها انت في نهاية الفصل الرابع رقم ( 2 ) .. وهذا هو نصك :

          يقول القرآن الكريم إنه شك في قدرة الله ..
          إلى نهاية الفصل ..

          " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260}". سورة البقرة.


          وللحديث بقية ..

          أخوكم : الاثرم

          تعليق


          • بسم الله الرحمن الرحيم


            هنا بدأت بالرد عليه عندما رأيته قد توقف عن الكتابة .. ...

            وهذا هو رد الاثرم ...

            ( 1 )



            الأخ الكريم ...... يقول الشاعر :

            لا تقل ما حييتَ إلا بخير .. ليكون الجواب خيراً لديكا
            قد سمعت الصدى وذاك جماد .. كل شيءٍِ تقوله رد عليكا

            أولا : يا أخ .... وهذا هو نصك :

            "
            لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة . بل أنحو نحوه . وأدلو دلهوه . وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة . ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا .

            تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس وبالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب .. فلنبدأ بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.

            ( ومتى أجاب عن نقطة أغرفه بآلاف القضايا ) هذه هي حيلة الضعيف يا أخ .... فقط تشويش .. لا أكثر .. لكن أين التوجيه ؟!.. لا شيء .. جاي اخر الناس وداخل عرض .. وصاعد الرصيف .. لو كنت على حق لما قلت ذلك .. كان يجب عليك الرد .. حتى لو كتبت مليون صفحة وتجاهلتك بالمرة .. فالأعضاء يقرؤون لي ولك .. وعندما قلت ( لا أكلف نفسي عناء جوابه ) عذر مقبول .. وأتمنى ذلك .. لإنك لا تستطيع ..

            (. وأمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة ) أنت أول من سيتخطى هذه الصفحات وكذلك الأعضاء .. للذهاب إلى قراءة ما يكتبه الاثرم .. نكته حلوة صح ..

            فلا تنسى العهد .. أغرقني بآلاف القضايا .. فالرجل عند كلمته .. ( الرجل عند كلمته ) .. وصدقني لقد خدمتي خدمة لا أنساها لك أبداً .. وعلى فكرة يا أخ Saif حتى لو انتهت قضاياك ورغبت في الحديث عن كرة القدم أو الطبخ .. أو أي موضوع شئت على هذه الصفحة .. صدقني لن أزعل .. اكتب ما شئت ..


            فأما أنا ولله الحمد لا أقول مثلما قلت .. سأرد بإذن الله .. لأني على حق وهذا ديني .. يجب علي الدفاع عنه والتوضيح لما أثرت .. لو كان ديني كما قلت .. لما دخلت وناقشت .. فأنا أدرى بديني منك .. وسترى ان شاء الله ..

            ثانياً :

            إن القول بارتكاب الأنبياء والمرسلين للمعاصي والسيئات في نظر الإسلام هو قدح في نبوتهم مما يدفع البشر إلى عدم طاعتهم أو الاقتداء بهم في أفعالهم .. واجتراحهم السيئات والمعاصي يناقض ما أثر عنهم من كمال الخلق والهداية .

            يقول الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم :

            " أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ {90}." سورة الأنعام.

            فصحَّ يقيناٌ أنه لو جاز أن يقع من أحد من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ذنب عمد سواء كان صغيراً أو كبيراً .. كان الله عز وجل قد حضّنا على المعاصي .. وندبنا إلى الذنوب وهذا محال.

            وما وقّر الأنبياء أو نظر إليهم بشيء من التقدير أن كانوا سراقاً أو زناة ولاطة وبغائين ..

            والله ما نعلم كفراً أكثر من هذا .. ولا استهزاء بالله تعالى وبرسله وبالدين أعظم من كفر أهل هذه المقالة ..

            وليت شعري ما الذي أمنهم من كذبهم في التبليغ ..

            لأنا لا ندري لعلهم بلغوا إلينا الكذب من الله تعالى ..

            ونستطيع أن نؤكد ونحن مطمئنون أن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لا يجترحون السيئات .. إذ كيف يجترحونها وبعض الناس لا يجترحها بنص القرآن الكريم ..

            وأنبياء الله ورسله هم صفوة خلقه فهم أحق بهذه الدرجة وبكل فضيلة _ بلا خلاف _ قال تعالى في سورة الجاثية :

            " أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {21}."

            وجماع ما تقدم أن الله عز وجل قد طهّر أنبياءه ورسله وصانهم من كل ما يعابون به .. لأن العيب أذى .. وقد حرم الله عز وجل أن يؤذى رسوله .. قال تعالى :

            " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب.

            إن صدور كبائر الذنوب عمداً من الأنبياء والمرسلين يا أخ Saif يوجب سقوط هيبتهم من القلوب .. وانحطاط رتبتهم في أعين الناس فيؤدي ذلك إلى النفرة عنهم .. وعدم الانقياد لهم ويلزم منه إفساد الخلائق .. وترك استصلاحهم وهو خلاف مقتضى العقل والحكمة .. فهم معصومون من الكبائر مطلقاً وعن الصغائر عمداً ... فلو صدر منهم الذنب لحرم إتباعهم فيما صدر عنهم ضرورة لقوله تعالى :

            " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {31}." سورة آل عمران .

            ولو أذنبوا لردت شهادتهم إذ لا شهادة لفاسق بالإجماع لقوله تعالى :

            " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {6}. سورة الحجرات.

            ولأن من لا تقبل شهادته في القليل الزائل بسرعة من متاع الدنيا كيف تُسمع شهادته في الدين القيم أي القائم إلى يوم القيامة.


            وأنه إن صدر عنهم ذنب وجب زجرهم وتعنيفهم لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولا شك أن زجرهم إيذاء لهم وإذاؤهم حرام إجماعاً لقوله تعالى :

            " إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً {57}." سورة الأحزاب .

            ولو أذنبوا لدخلوا تحت قوله تعالى :

            " وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {23}." سورة هود.

            وقوله : " أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18}." سورة هود.

            وقوله : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44}." سورة البقرة.


            ولو حدث لهم المعصية لم ينالوا عهده تعالى لقوله:

            " قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.

            والمذنب ظالم لنفسه .. وأي عهد أعظم من النبوة .

            ولكانوا غير مخلصين لأن الذنب بإغواء الشيطان .. وهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى حكاية عنه على سبيل التصديق :

            " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40}." سورة الحجر.

            إنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان .. فلو أذنبوا لكانوا من حزر الشيطان .. ولكانوا خاسرين لقوله :

            " أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ {19}." سورة المجادلة.

            وخلاصة القول يا أخ ....... أنه في عقيدة الإسلام ... لا يجوز البتة أن يقع من الأنبياء والمرسلين أصلاً معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة فالله سبحانه وتعالى عصمهم قبل النبوة وبعدها من كل ما يؤذون به فدخل في ذلك السرقة والعدوان والقسوة والزنا والبغي وأذى الناس في حريمهم وفي أموالهم وكل ما يعاب به المرء ويُشَتكّى منه .. ويؤذي بذكره ..

            قال الله تعالى ..

            " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {75}." سورة الحج .

            وكمبدأ عام يا أخ ..... فإن الإسلام لا يعرف الخطيئة الموروثة .. فخطيئة آدم لا تدينه أبداً ما دام رجع إلى ربه .. ولا تدين أبناءه من بعده .. ونجاته كانت رهينة بتوبته إلى الله ..

            قال الله تعالى :

            " فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى {121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122}." سورة طه .

            والمعروف يا أخ ..... أنه لا أحد يحمل خطيئة أحد .. حتى في قوانيننا الوضعية اليوم .. إذا أخطأت أنت فالمحكمة تدينك أنت .. ولا يمكن أن تأخذك بجريرة أبيك ...

            فهل محاكمنا الوضعية أفهم من خالقها يا أخ Saif ؟

            وفي حياتنا الوضعية عندما يخالف الموظف تعليمات المؤسسة التي يعمل بها تقوم المؤسسة بفصله .. فالأمر كله بدأ من آدم وانتهى في حينه ..وليس من العقل والمنطق أن يسحب شاؤول خطيئة آدم على جميع ذرية آدم لأن الأبناء لا يحملون خطايا الآباء والعكس صحيح ..

            " لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يُتقل الأولاد عن الآباء . كل إنسان بخطيئته يقتل ." ( تثنية 24: 16 )

            ولو قتل اليوم ابن مكان أبيه لقامت الحكومات والدول والصحافة والأعلام وهيئات حقوق الإنسان ولم تقعد ..

            فهل البشر أفهم من خالقهم يا أخ .... ؟

            وثالثاً :

            أنت تستشهد وتقول قال المفسر الفلاني .. وقال فلان .. وقال علان .. فهؤلاء بشر .. كل واحد منهم مجتهد .. من الممكن ان يصيبوا ومن الممكن ان يخطئوا .. والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر لنا القرآن .. حتى تكون لك الحجة علينا ..

            فأنا عندما أتكلم عن الكتاب المقدس ترى من خلال الفقرات التي استشهد بها .. لا تحتاج لمفسر .. ولا حتى لقاموس .. أي أن حتى الطفل يفهمها ..

            وسأقول لك كلمة .. قد تضحك منها ويضحك الجميع .. أعتبرها طرفة ثانية .. نحن المسلمون أعلم بديننا منكم .. ونحن المسلمون أعلم بدينكم منكم ..

            أتذكر نصك هذا :

            "
            ولو افترضنا أن المستحيل حصل ، أفما كان اليهود يشترطون حذف كل النصوص التي تمجد المسيح وتتكلم عن لاهوته وكل النبوات التي تتكلم عن تجسده وولادته المعجزية من عذراء ، وكل الأقوال النبوية عن آلامه وموته وقيامته ؟ أما ولك هذه النصوص التي تمجد المسيح ما زالت باقية ، فكل ادعاء في هذا الأمر يسقط .

            سأحل لك هذا اللغز ..

            إن اليهود رأوا فيكم ما رأينا نحن المسلمين فسكتوا .. لكن نحن لا نسكت على الباطل .. سنظهر لكم الحق بإذن الله .. معنا كتاب الله ( القرآن الكريم ) .. فيه الحق والحقيقة .. فيه الهدى والنور .. الخ .

            ولنرى يا أخ ...... هل العذراء مريم ام المسيح عليه السلام التي ذكرتها انت بقولك وولادته المعجزية (((( من عذراء )))) .. فعلا عذراء أم طعن بشرفها كما ذكر القرآن الكريم ..

            ولنرى أيضا المسيح في اعتقادك وفي دينكم .. حيث قلت في الفصل الأول

            ( إن المسيح وحده هو القدوس عن النقص والعيب المنزه ، حتى لم يجد أعداؤه فيه أدنى عله فإنه كلمة الله الزلي .. )
            طبعاً أعداءه بالنسبة لكم نحن المسلمين .. هذه هي الكلمة الوحيدة التي صدقت انت فيها .. .. فعلا انه رسول الله وحبيبنا وأخو نبينا ولا نرى فيه إلا ما نرى في رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ..


            لنرى أحباءه ( انتم ) فيما بعد.. وسأكتب لك باذن الله قصة مريم والمسيح عليهم السلام فيما بعد .. وحتى ترى ويرى الجميع من فينا أعداءه ومن فينا يطعن بشرف امه..

            لكن قبل كل هذا سأتكلم عن بعض ما أثرته في فصولك .. وبعدها سأكمل موضوعي الأساسي ..

            وحديثي القادم ان شاء الله عن هذه الآية التي ذكرتها انت في نهاية الفصل الرابع رقم ( 2 ) .. وهذا هو نصك :

            يقول القرآن الكريم إنه شك في قدرة الله ..
            إلى نهاية الفصل ..

            " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260}". سورة البقرة.


            وللحديث بقية ..

            أخوكم : الاثرم

            تعليق


            • بسم الله الرحمن الرحيم


              يقول الله في سورة البقرة :

              " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260} )

              سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن بقدرة الله تعالى ، لكنه يريد أن يعرف الكيفية .

              إن ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يكن شاكاً ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (( نحن أحق بالشك من ابراهيم اذ قال )) : (( ربِ أرنِي كيفَ تُحيِ الموتى قال أَولمْ تُؤمِن ، قال بلى ولكن ليطمئنَّ ))

              ونحن المسلمين لم نشك في هذا الامر .. .. اذن .. فإبراهيم عليه السلام لم يشك من باب أولى .. بدليل منطق الآية السابقة .

              فإن ابراهيم عليه السلام يسأل ربه (( أرني كيفَ تُحِي الموتى )) ؟ أي إنه يطلب الحال التي تقع عليها عملية الإحياء ..

              إن ابراهيم عليه السلام لا يتكلم في القدرة على الإحياء ..

              ولنضرب هذا المثل في حياتنا .. ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد .. والمثل لتقريب المسألة من العقول .. لأن الله منزه عن أي تشبيه ...

              إن أَحَدُنا يقول للمهندس المعماري :

              كيف بنيت هذا البيت ؟

              إن صاحب السؤال يشير إلى حدث وإلى محدَث هو البيت وقد تم بناؤه .. إن صاحب السؤال يريد أن يعرف الكيفية
              .. ولنا أن نسأل :

              وهل معرفة الكيفية تدخل في عقيدة الإيمان ؟ إن الإجابة هي : أن معرفة الكيفية لا تدخل في عقيدة الإيمان .. إنها ترف زائد عن عقيدة الإيمان ..

              إن عقيدة الايمان هي أن يعلم المؤمن أن الله يحي الموتى .. أما كيف يحي الموتى ؟ فلا مدخل لها في قضية الايمان ...

              إن الله سبحانه يعلم أن ابراهيم عليه السلام مؤمن تمام الإيمان ولكنه يسأل عن الكيفية .. والكيفية لا يمكن أن يتم شرحها بكلام إنما يتم شرحها بعملية واقعية .. إن الحق يأمر ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن يأخذ اربعة من الطير الحيّ ويضمهن إلى صدره ليتأكد من ذوات الطير .. حتى لا يقول إن الله سبحانه ربما أحضر إليه طيرّاً آخر ..

              إذن ابراهيم عليه الصلاة والسلام مؤمن إيمان الاستدلال .. والمطلوب له الكيفية .. لأنه يجهل الحالة التي عليها كيفية الإحياء ..

              وعندما خص الله موسى عليه الصلاة والسلام بميزة الكلام حدث عند موسى استشراق وقال ما دام الله قد كلمني فلأطلب منه فضلاً آخر .. هو أن اراه .. وعادة فإن الأنس والاستشراق بالله محبب إلى النفس المؤمنة .. أراد موسى عليه السلام أن يزداد أنساً بربه فقال : ( ربِ أرني أنظُرْ إليكَ ) سورة الاعراف آية 143 .

              ولكن موسى عليه السلام لم يقل رب أرني ذاتك .. لأنه يعرف أنه بطبيعة تكوينه البشري لا يستطيع أن يرى الله ، ولكنه يعلم أيضاً أن الله تعالى الذي خلق االقوانين يستطيع أن يغيرها ويبدلها متى أراد .. وما دام موسى عليه السلام ببشريته ليس معداً لهذه الرؤية .. فقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يراه .. أي يغير طبيعة خلق موسى كإنسان لكي يرى .. والمهم أن الله تعالى هو الذي سيفعل .. ولكن المخلوق في الدنيا لا يحتمل في تكوينه أن يرى الخالق ........ الخ .

              الدليل على أن طبيعة موسى البشرية لا تتحمل رؤية الحق سبحانه وتعالى .. يقول الله في سورة الأعراف:

              " وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ {143}."

              لماذا قال الله تعالى (( انظر إلى الجبل )) لأن الجبل مفروض فيه الصلابة والقوة والثبات والتماسك .. والجبل بحكم الواقع وبحكم العقل ، أقوى من الإنسان وأصلب منه ملايين المرات ..

              والله سبحانه وتعالى يقول لموسى :

              انظرالى الجبل الصلب القوي المنيع .. فإن بقى مكانه فإنك ستراني .. وهنا يريد الحق سبحانه وتعالى أن يبين لموسى استحالة أن يتحمل من هو أقوى منه ملايين المرات رؤية الله سبحانه وتعالى ... فكيف يتحملها موسى ؟ ........ بعدها ( خرّ موسى صقعاً ) ... .. ( فلما أفاق قال ( سُبحانكَ ) تُبتُ إليكَ وأنا أول المؤمنين ) اي انه نزه الله سبحانه ..... بل وقال ( تُبتُ إليك ) وأن المسألة اقتضت توبته وموسى تاب إلى الله لأنه سأل الله ما ليس له به علم ..ولم يقف عند الحدود البشرية .. بل أراد أن يتجاوزها إلى التجليات المخالفة لقوانين الكون .. وكان الموقف بين يديّ الله يقتضي ألا يسأل موسى .. وأن ينتظر عطاء الله ، والله كلم موسى دون أن يطلب موسى ذلك .. ولكن موسى عليه السلام حباً في الله أراد أكثر وأكثر .. ونسى قدراته البشرية ، ولما أحس بما حدث اتجه إلى الله يطلب التوبه ، وقال :

              يا ربي أنا لم أصنع ذلك عن قلة ايمان .. فإن ذاتك العلية لا يقدر مخلوق أن يراها أو يدركها ، ولكني فعلت ذلك لفرط حبي لك ... وشغفي بك .. أنا أول المؤمنين ، إنك لا تدركك الابصار ..

              وللحديث بقية ..

              أخوكم : الاثرم

              تعليق


              • شكرا لك؟؟؟

                تعليق


                • بسم الله الرحمن الرحيم



                  اخي الكريم " @ قل خبراً أو أصمت @ "

                  شكرا لك على هذا المرورو ..


                  يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :

                  " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75}."

                  واليقين ينقسم إلى ثلاث مراحل :

                  يقين بعلم من تثق فيه .. ويقين بعين ما تخبر به .. ثم يقين بحقيقة ما تخبر به.

                  فاليقين هنا بمراحله الثلاث قد دخل نفس إبراهيم ورسخ فيها .

                  وتمضي الآيات تقول :

                  " فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً {76}. " سورة الأنعام.

                  كلمة " جَنَّ " تفيد الستر والتغطية .. ولذلك فإن الجنون ستر للعقل ..

                  " جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ "

                  بمعنى أظلم وستر ما حولك .. فغيرك لا يراك وأنت لا ترى غيرك. والجنة سميت بهذا الاسم .. لأن فيها أشجاراً تستر من يمشي فيها .. أما كلمة :

                  " كَوْكَباً "

                  فمعناها أنه يأخذ ضوءه من مصدر آخر .. ولقد أتى الله بهذا المثل .. لأنهم في وقت إبراهيم عليه السلام كانوا يعبدون القمر والنجوم والشمس والأصنام .

                  " قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77}." سورة الأنعام.

                  إن الذي قال عن إبراهيم إنه قال :

                  " هَـذَا رَبِّي "

                  هو الذي قال :

                  " وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {37}". سورة النجم .

                  وهو الذي قال :

                  " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124}." سورة البقرة.

                  إذن .. فقوله ( هذا ربي ) لا تخدش وفائه الإيماني .. ولكن لابد أن لها معنى آخر .. ذلك أن القوم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والقمر .. ويريد إبراهيم أن يلفتهم إلى فساد العقيدة ولكن يلفتهم بأدب النبوة .. وليس بالشتائم ولا بالسب .. فلو أن إبراهيم من أول الأمر قال لهم :

                  يا كذابون .. يا أهل الضلال .. وظل يوجه لهم السباب لما اهتموا به ولا سمعوا له .. لكن إبراهيم عليه السلام استخدم ما يسمى في الجدل بـ " مجاراة الخصم " ... ليستميل آذانهم ويأخذ قلوبهم معه .. وليعلموا أنه غير متحامل عليهم من أول الأمر فيأخذ بأيديهم معه.

                  مثال على ذلك في حياتنا ..

                  تجد رجلا له ابنة جاء لها خطيب .. وهذا الخطيب قصير جداً .. بيمنا البنت _ ما شاء الله _ طويلة .. وحين جاء الخطيب ليراها وتراه تقول لأمها :

                  هذا خطيبي ؟!

                  وهذا القول يعني أنها تنكر أن يكون هذا القصير عنها هو خطيبها ..

                  وحين قال إبراهيم ( هذا ربي ) معناه إنكار أن يكون مثل هذا الكوكب أو ذلك القمر أو تلك الشمس هي الرب .

                  ولذلك فإن هذا الأسلوب يقتضي أن يذكر الشيء وفيه نقص والناس لا تلتفت إليه ولكن سياق الحركة يدل عليه ..

                  فكأن إبراهيم يقول هذا ربي يبدي استنكاره أن يكون هذا الكوكب حين إلهاً .. وهو يتهكم على الذين يعبدونه ..

                  والدليل ... هو سياق الحوار حين يقول :

                  " فَلَمَّا أَفَلَ ".

                  وأفول النجم والقمر وغروب الشمس .. أمور قد شهدها إبراهيم قبل ذلك مئات المرات .. فلا يمكن أن يكون (( قد فوجئ بأن النجم قد أفل )) .. أو أن الشمس قد غابت ولكنه كان يعلم ذلك جيداً.

                  وينهي إبراهيم قوله لقومه بعد أن رأى النجوم والقمر والشمس تغيب أو تأفل ..

                  " يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78}." سورة الأنعام

                  فلماذا قال إبراهيم إني بريء مما تشركون ؟

                  ولم يقل لهم كونا جميعاً برآء مما تشركون .. لأن طبيعة المنذر أو المبشر أو المبلغ أو الرسول أن يحمل نفسه أولا على الأمر قبل أن يحمل مخاطبيه .. وألا يأمرهم بأمر يخالفه هو .. ذلك لأن الإنسان إذا غش الناس فإنه لا يغش نفسه .. والبراءة من الشرك هي التخلي عن المفسد أو الانقطاع عن العمل المفسد والدخول في العمل الصالح ..

                  وهكذا يثبت لهم أن كل كوكب _ حتى الشمس _ مصيره إلى أفول .. فكأنه قد وصل بهم بالمنطق إلى أن عبادة الكواكب لا تصلح .. واستخدم المنطق الذي يحقق نيته في أن ينكر هذه الربوبية .. ويستأنس به آذان من يسمعه ..

                  أما قول إبراهيم عليه السلام :

                  " إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79}." سورة الأنعام

                  فمعنى ذلك أنني توجهت لله الإله الحقيقي لهذا الكون الذي خلق السموات والأرض .. ولكن لماذا استخدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام السموات والأرض كمظهر للكون ؟

                  ولم يقل مثلا إني توجهت للذي خلق النجوم والكواكب والشمس والقمر.

                  أولاً :

                  لأن هذا التعبير أعم .

                  ثانياً :

                  لأنه ظاهر للناس جميعاً لا يحتاج إلى دليل.

                  ثالثاً :

                  لأنه لا أحد من البشر منذ بدء الخليقة حتى الآن زعم أنه هو الذي خلق السموات والأرض.

                  رابعاً :

                  لأن خلق السموات والأرض يشعر بالقدرة الخارقة للإله الذي خلق هذا كله .. وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى :

                  " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {57}." سورة غافر.

                  وحين أعلن إبراهيم عليه السلام وبين للناس أن ما يعبدون هو مجرد إفك .. وأن ما اتخذوه آلهة لا ينفع ولا يضر ولا يخلق شيئاً .. بل هو مخلوق أو مما صنعته أيديهم ..

                  هل اقتنع القوم بذلك ؟

                  بل أخذتهم العزة بالإثم ...

                  يقول الله في سورة الأنعام:

                  " وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}. "


                  وللحديث بقية ..

                  أخوكم : الاثرم

                  تعليق


                  • بسم الله الرحمن الرحيم



                    يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء:

                    " وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51}."

                    والرشد هو اهتداء العقل إلى الأكمل في الصلاح والأعلى في الخير بحيث لا يأتي بعد الصلاح فساد ولا بعد الخير شر.

                    وهذا الرشد له نوعان : رشد بنية ... و ... رشد معنى ...

                    فرشد البنية هو اكتمال تكوين الإنسان بحيث إن كل جهاز فيه يقوم بوظيفته خير قيام .. وهذا يحدث عادة بعد البلوغ .. هذا بالنسبة للرشد المادي.

                    وهناك رشد أعلى يأتي للقمة الفكرية وهو العقل والذهن الذي يختار به الإنسان بين البدائل وهو لا يأتي إلا من الله سبحانه وتعالى .. وأعطاه إبراهيم قبل أن يبلغ سن الرشد التي يحتاج إليها غيره من الناس .. فقد أنكر على قومه عبادتهم للأصنام.

                    " إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.

                    وهذا ليس استفهاماً حقيقياً .. ولكنه استفهام تقريري وتوبيخي لهم كأنه ينكر ما هم عليه من ضلال وانحراف .. إنهم كانوا يعمدون إلى أشياء يمكن نحتها أو تشكيلها ويجعلونها على صورة إنسان ويصنعون منها التماثيل الصغيرة والكبيرة .. يصنعونها من الحجر أو النحاس أو الحديد أو العجوة وغير ذلك .. ويبالغون في بعضها فيصنعونه من المرمر ويضعون في عينيه خرزاً لامعاً حتى يخيل للرائي أن له عينين .. فالقوم كانوا يتفننون في صناعة هذه التماثيل.

                    ومعنى " أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52}." سورة الأنبياء.

                    أي : مقيمون لأن الاعتكاف هو الإقامة .. ولأن كلمة عكف معناها أقام .. فالإنسان يعكف على الشيء أي يقيم عنده ..

                    واللام في قوله :

                    " لَهَا {52}." سورة الأنبياء.

                    ليست بمعنى " على " .. ولكنها لام الملكية ولام النفعية لأنهم يعكفون لصالح هذه الأصنام كأنها تملكهم وتسخرهم كما تريد لأنهم يعبدونها ويتقربون إليها.

                    فلما سألهم إبراهيم عن سر عكوفهم على هذه التماثيل ردوا عليه بقولهم :

                    " قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53}." سورة الأنبياء.

                    إذن .. لا حجة لهم إلا التقليد .. فليس عندهم حجة لذاتية العمل ولكن حجتهم التقليد .. فهم في ضلال لأنهم قلدوا آباءهم والإيمان لا يكون بالتقليد وآباؤهم في ضلال لأنهم اقترحوا هذه المسألة .

                    وهذا دليل على عدم الفهم لأن العبادة هي أن يطيع العابد المعبود والأصنام ليس لها أوامر وليس لها تكاليف

                    وبعد ذلك جاء رد إبراهيم عليهم :

                    " لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54}." سورة الأنبياء.

                    ولأن هذا الرد كان غريباً عليهم ولم يكونوا يتوقعونه .. لذلك ظنوا أنه يمزح معهم .. ولذلك استغربوا منه أن يصفهم وآباءهم بالضلال فكان ردهم عليه :

                    " قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ {55}." سورة الأنبياء.

                    فأخبرهم أنه جاءهم بالحق من عند الله الذي أمره أن يدعوهم إلى نبذ عبادة الأصنام وأن يعبدوا الله وحده لذلك قال:

                    " قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {56}." سورة الأنبياء

                    وكلمة ( بَل ) : تفيد أن كلامهم الذي قالوه وأصنامهم التي يعكفون عليها لا تنفع .. لأن الرب المستحق للعبادة هو الله خالق السماوات والأرض.

                    بعد أن قال لهم هذا الكلام .. وأقام عليهم الحجة وبيّن لهم طريق الحق جادلوه بالباطل .. وتملكهم العناد والغرور .. ولم يستجيبوا له .. فكر إبراهيم في الانتقام من أصنامهم حتى يبين لهم أنها لا تنفع ولا تضر .. ولا تستطيع أن تحمي نفسها ...

                    فقال:

                    " وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ {57}‏." سورة الأنبياء

                    والكيد لا يكون للأصنام لأنها لا تعقل ولا تشعر بشيء .. ولكن إبراهيم بتكسيره للأصنام يكيد قومه الذين يعبدونها فهو يكيدهم في أصانامهم .. أما الأصنام نفسها فهي تسبح لله مثل كل شيء في الوجود .. وتتبرأ من عبادتهم لها من دون الله .

                    " فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ {90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.

                    كلمة ( فَرَاغَ ) : معناها تسلل خفية حتى لا يراه أحد .. وعندما وصل إلى الأصنام أول شيء فعله استهزأ بهذه الآلهة وقال لهم :

                    " أَلَا تَأْكُلُونَ {91}." سورة الصافات.

                    كأنه يعرض عليهم الطعام إن كانوا جوعى فلم يردوا عليه .. فقال لهم:

                    " مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ {92}. " سورة الصافات.

                    آلهة لا تنطق ولا تتكلم وكان رده عليهم هو تكسيرهم وتحطيمهم :

                    " فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ {93}."

                    واليمين تعني القوة والقهر والغلبة .

                    " فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ {58}." سورة الأنبياء.

                    ومعنى (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً )

                    الجذاذ هو القطع المتناثرة مثل الحطام .. فالشيء الذي كان له هيكل ومنظر تقطع وتفتت إلى قطع متناثرة .. فحطم الأصنام كلها وترك الصنم الأكبر لعلهم يسألونه عما حدث لباقي الأصنام . فلما ذهب القوم كعادتهم إلى مكان الأصنام ووجدوها مكسرة ومحطمة غضبوا وثاروا.


                    " قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ {59}." سورة الأنبياء.

                    فالذي فعل هذا الفعل في نظرهم ظالم ومجرم .. لأنه اعتدى على الآلهة السليمة وكسرها .. ولكنهم لم يفكروا لحظة واحدة في أن يراجعوا أنفسهم في عبادة آلهة لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .. لما أخذوا يسألون عن الجاني الذي اعتدى على الآلهة وحطمها .. تطوع بعض القوم بالإبلاغ عن إبراهيم بما علموا عنه من كراهيته للأصنام ..

                    لأن القوم كان لهم يوم من الأيام يذهبون فيه إلى ناديهم الذي يجتمعون فيه عند الأصنام .. ويضعون لها الطعام والقرابين .. ففي هذا اليوم الذي يتجمعون فيه عند الأصنام .. أراد عم إبراهيم أن يأخذه معه .. لعله يهتدي إلى عبادة آلهة آبائه وأجداده .. ولعل صنماً يجذبه على عبادته.

                    وحاول القوم أن يصحبوه معهم .. ولكنه رفض أن يذهب معهم :

                    " فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ {89}." سورة الصافات.

                    فأخبرهم أنه مريض ولن يستطيع أن يذهب معهم .. وعزم في نفسه على تحطيم تلك الأصنام التي يعبدونها فكأن أحداً سمعه وهو يحدث نفسه بتكسير معبوداتهم .. فأخبرهم بأنه فتى اسمه إبراهيم كان يذكر الأصنام بسوء ..

                    " قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ {60}." سورة الأنبياء.

                    فاتفقوا على أن يأتوا به على مشهد من القوم حتى يكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعدي على الآلهة .. فلا يجترئ أحد بعد ذلك على مثل هذه الفعلة .

                    " قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ {61}." سورة الأنبياء.

                    ومعنى : ( لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )

                    أي يشهدون ما سيوقعونه به حتى لا يجترئ أحد على مثل هذا الفعل مرة أخرى .

                    فذهب القوم وأحضروا إبراهيم على مشهد من الناس ووجهوا إليه الاتهام:

                    " قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ {62} ." سورة الأنبياء.

                    فرد إبراهيم بثبات المؤمن وكأنه يستغرب جهلهم وغضبهم بسبب آلهة مزعومة لا تنفع ولا تضر .

                    " قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ {95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {96}. " الصافات.

                    ثم قال :

                    " قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ {63}." سورة الأنبياء.

                    كان إبراهيم ينتظر منهم أن يقولوا إن كبير الأصنام لا يستطيع أن يفعل شيئاً من هذا .. وحينئذ نقول لهم إذا كان عاجزاً عن أي فعل فلماذا تعبدونهم ؟

                    وهذا ليس كذباً من إبراهيم .. ولكنه توبيخ للقوم الكافرين حتى يصلوا إلى الجواب بأنفسهم .. ويقتنعوا بأن الأصنام لا تستحق العبادة .. وأنهم على ضلال ويجب عليهم أن يستجيبوا للحق.

                    ولكن القوم لم يسألوا الأصنام .. لأنهم يعرفون أنها لا تنطق :

                    " فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ {64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ {65}. " الأنبياء.

                    فبعد أن غلبهم الواقع أمامهم ودفعهم إلى محاولة قول الحق .. تذكروا ما يجره عليهم هذا الحق من فقدان لمكانتهم وسلطتهم الزمنية .

                    أي أنك تعلم أن هذه الآلهة لا تنطق .. فيرد عليهم إبراهيم ويقيم عليهم الحجة :

                    " أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {67}." سورة الأنبياء.

                    إذا كان الأمر كذلك .. فلماذا تعبدونهم من دون الله مع أنهم لا ينفعونكم إن عبدتموهم ولا يضرونكم إن تركتم عبادتهم .

                    وكلمة : (أُفٍّ ) :

                    معناها التضجر فهذا شيء يضايق النفس ويغيضها .. وهي في اللغة ليست اسماً ولا فعلاً ولا حرفاً .. ولكن يسمونها في اللغة " الخالفة " ..

                    ومعناها : أنها اسم مدلوله فعل في اسم معناه فعل مثل هيهات معناها بعد.

                    ويسمونها الخالفة .. لأنها خالفت الأقسام الثلاثة الموجودة في اللغة هل هذا معقول أن تعبدوا ما تصنعونه بأيديكم وحين يقع تعدلونه .. وإذا كُسر تصلحونه .. وإذا جرفه السيل وغطاه الطين تغسلونه وتضعونه مكانه وتعبدونه ..

                    هل هذا معقول؟

                    فماذا كان ردهم.

                    " قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ {98}. " سورة الصافات.

                    لم يستجيبوا لنداء العقل بل عزموا على الانتقام من إبراهيم واتفقوا على حرقه بالنار ..

                    " قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ {68}. "

                    شيء عجيب .. آلهة ينصرها المخلوقون اتفقوا على أن يحرقوا إبراهيم عليه الصلاة والسلام . الخ ..


                    وللحديث بقية ..

                    اخوكم / الاثرم

                    تعليق


                    • بارك الله فيكم
                      الاشراف
                      نرجوا المشاركة باللغة العربية
                      شكرا لسعة صدرك
                      جزاك الله خير
                      محب رسول الله

                      تعليق


                      • فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ {89}." سورة الصافات.


                        فسقيم له عدة معانى فهم فهموا انه بمعنى مريض
                        وهو يقصد معنى اخر اى سقيم من افعالكم وشرككم
                        والله اعلم
                        أدوات للباحثين على الشبكة: البحث في القرآن الكريم هنا تفاسيره هنا القرآن بعدة لغات هنا سماع القرآن هنا القراءات القرآنية هنا
                        الإعجاز العلمي هنا بحث في حديث بإسناده هنا و هنا معاجم عربية هنا معاجم اللغات هنا
                        كتب وورد
                        هنا المكتبة الشاملة هنا كتب مصورة هنا و هنا وهنا وهنا وهنا وهنا و هنا وهنا وهناوهنا وهنا وهنا وهنا وهنا كتب مخطوطة هنا
                        للتأكد من الأخبار العصرية موقع فتبينوا

                        تعليق


                        • بسم الله الرحمن الرحيم

                          ايها الاخوه والاخوات ...

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          اخواني " fayyad " و " باحث سلفى "

                          شكرا لكما على هذا المرور .. وانا اسف على هذا الانقطاع .. لاسباب صحية متعلقة بالنظر .. وهذا كله بسبب الجلوس امام جهاز الكمبيوتر ساعات طويلة .. من الساعة السابعة حتى الثالثة عصرا في العمل ومن ثم المواصلة الى الساعة الواحدة صباحا واحيانا للثانية لا انقطع عنه الا ساعات قليلة ..
                          حتى ضوء التلفزيون على بعد امتار لا استطيع النظر اليه .. ولذلك ابتعدت عنه .. اما الأن ولله الحمد والشكر احسن بكثير من الاول ..

                          والآن ساكمل ان شاء الله ..


                          يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود :

                          " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78} قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}.

                          " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "

                          ومعنى ذلك أن قوم لوط جاءوا إليه مسرعين متدفقين .. والإنسان حين يتعود على الإثم يفعله بسهولة ويسرع إليه .. فالذي يسرق أول مرة يكون متهيبًا وخائفاً أن يمسك به .. لأنه ليس له دراية بالسرقة .. أما الذي يسرق كل يوم .. فهو يقدم على السرقة بجرأة ونشاط .. وكلمة يُهرعون من ألفاظ اللغة العجيبة .. كل فعل له فاعل مثل يضرب زيد عمراً .. من الذي ضرب ؟ زيد .. وضرب من ؟ عمرا .. هذا فاعل وهذا مفعول ولكن كلمة يُهرع إذا سمعناها فالضمة على الياء .. وهي ملازمة البناء للمجهول .. يُهرع مثل جُن بضم الجيم .. ومعناها فلان أُصيب بالجنون .. ولكن هل هو أحضر لنفسه الجنون؟ .. لا .. الجنون هو الذي جاءه .. ونحن لا نعرف للجنون سببًا فبُنيت للمجهول .. مثلا يُقال نكب فلان .. وكلننا لا نعرف ما الذي نكبه؟ ولكن إذا جُهل الفاعل بني للمجهول .. إنما ما بعده يكون فاعلاً .

                          قوله تعالى : " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ "

                          الإنسان إذا أقبل على شيء باندفاع فهو عاشق إلى أن يذهب إلى ذلك الشيء .. ولا يعشق إنسان أن يذهب إلى شيء .. إلا إذا كان يذهب إلى ما يحب ودون أي هيبة .. فيه اندفاع منه وفيه دفع من غيره .. فأي جماعة تكون مقبلة على أمر محبب إلى نفسها تندفع إليه .. فإذا كان هناك نقص في مادة غذائية ثم عرف الناس أنها موجودة في محل معين هرعوا إليه .. أي اندفعوا إليه ودفعوا غيرهم .. وقوم لوط مدربون على هذا الإثم .

                          ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى :

                          " وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ "

                          إذن فهم متدربون على هذا العمل .. يعشقونه ويفعلونه بلا هيبة ولا حياء ..لأن الحياء أن يفعل بعضهم ويخاف بعضهم .. ولكن إذا كانوا كلهم يقومون بهذه السيئة .. فلا أحد يخشى أو يمتنع .. لأن ما يفعلونه مع الرجال من الفاحشة قد تعودوا عليه .

                          أقبل قومه على بيته بسرعة واندفاع وفي أعداد كبيرة وهو يعلم نيتهم من سوابقهم .. ويريد أن يصرفهم عن ضيوفه انصرافاً من جنس اندفاعهم .

                          " قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ "

                          أيعرض ولط بناته عليهم؟

                          لوط عليه الصلاة والسلام قال هؤلاء بناتي .. هل قالها بالنسبة لبناته اللاتي من صلبه؟ أو لبنات أمته ؟ أو بنات المؤمنين به ؟

                          لوظ عليه الصلاة والسلام يؤمن برسالته إلا هو وبنتاه. إذن فلم يكن المقصود بنتيه .. لأنهما لا يكفيان هذا العدد الكبير .. أينهاهما من لواط ويقدم لهما الزنا .. إن لوطاً كان يحال أن يهدي قومه ويدفعهم إلى الزواج .. ولذلك فقوله بناتي يعني بنات القرية .. بدليل أنه قال :

                          " هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ".

                          أي : أن زواجكم من البنات أطهر لكم مما ترتكبونه من فاحشة مع الرجال . فالزواج شريعة الله والفاحشة مع الرجال إثم عظيم .

                          ثم عندما لم يجد اقتناعاً منهم بذلك .. حاول أن يستعطفهم بأن يحفظا عليه كرامته بالنسبة لضيوفه .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :

                          " فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي."

                          ما هو الخزي ؟

                          الخزي هو الفضيحة أمام الناس .. فالإنسان حين يُهان لو كان بمفرده فهذا هوان .. ولكن الخزي أن يهان أمام جمهرة من الناس .. وقوله تعالى:

                          "

                          أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78}." سورة هود

                          أي : رجل يقف مع الحق ويمنع هذه المهزلة .

                          لما عرض لوط عليه السلام على قومه الزواج من بناته .. قالوا له :

                          " قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ {79}." سورة هود

                          يعني أنت تعلم أنه ليس لنا حق في بناتك .. وأنت تعلم أننا لا نريد البنات .. ولكننا نريد ضيوفك هؤلاء ، الضيوف الرجال ذوي الهيئة الحسنة لنرتكب معهم الفاحشة .. لوط أحس بالضيق الشديد والخزي وبالعجز .. فقال كما يقص علينا القرآن الكريم :

                          " قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ {80}." سورة هود

                          ساعة تسمع { لَوْ } تكون للتمني .. أي أتمنى أن تكون لي قوة أدفعكم بها عن ضيوفي .. لو أن عندي القوة لفعلت .. وإن لم يكن عندك القوة الذاتية .. فإنك تبحث عن قوى أو أقوياء .. تستطيع أن تأوي إليهم ليدفعوا عنك السوء .. وقوله تعالى :

                          " أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ "

                          أي أجد من الأقوياء من ينصروني عليكم .. فآوي إليهم ليدافعوا عني ..

                          والحق تبارك وتعالى يقول في آية أخرى توضح موقف قوم لوط من الملائكة الذي جاءوا إليه بالبشرى والحوار الذي دار بينهم وبينه .. قال تعالى :

                          " وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ {67}." سورة الحجز

                          أي جاء أهل المدينة فرحين مستبشرين .. لأن الاستبشار هو استشراف النفس إلى شيء مفرح وسار لأنهم حينما سمعوا بأن لوطاً جاءه جماعة في غاية الحسن والجمال : تحركت نوازعهم المنحرفة وقالوا : هذه فرصة ، فجاءوا مستبشرين ومسرورين .. فكأنهم رأوا أن هذه فرصة يجب إلا تفلت من أيديهم .. لأنهم كانوا أهل منكر وانحراف لا يستحون منه بل كانوا يفعلونه بسرور واستبشار .

                          ولما جاءوا لوط قال لهم :

                          " هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ {68}." سورة الحجر.

                          وكان من عادة العرب أن الضيف يأخذ كرامته واحترامه من المضيف . ولا يسمح لأحد أن يناله بسوء وهو عنده .. لأنه أخذ جواره .. وأي اعتداء على الضيف يعبر نقيصة وعارًا على المضيف.

                          وقوله : " فَلاَ تَفْضَحُونِ "

                          الفضيحة هي هتك المساتير التي يستحي منها الإنسان .. لأن هناك أشياء يفعلها الإنسان ولكنه يستحي أن يظهرها .. هذه تسمى المساتير.

                          لأنك لو عرفت لمحسن حسنات متعددة .. ثم اطلعت منه على سيئة فقد تلعنه وتقاطعه .. فتحرم نفسك من حسناته فالمولى سبحانه يستر عنك هذه السيئة حتى تنتفع بحسناته ولذلك يقولون :

                          خذ بعلمي ولا تركن إلى عملي ... وأجن الثمار وخل العود للنار.

                          فهو يقول لهم : لا تفضحون لأنهم ضيفي .. فهذه كرامتي .. ثم يقول لهم :

                          " وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ {69}." سورة الحجر.

                          الفضيحة تكون أمام النفس . والخزي يكون أمام الناس .. فردوا عليه بقولهم :

                          " قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ {70}. سورة الحجز.

                          ألم نقل لك لا شأن لك بهذا الموضوع .. وعن العالمين : العالم ما سوى الله تعالى .. أي دعنا نفعل في الكون ما نشاء .. وإياك أن تناقش هذا الأمر معنا لا في هؤلاء ولا في غيرهم. إلى أخر القصة ..


                          وللحديث بقية ..

                          أخوكم : الاثرم

                          تعليق


                          • السلام عايكم
                            وانا اسف على هذا الانقطاع .. لاسباب صحية متعلقة بالنظر .. وهذا كله بسبب الجلوس امام جهاز الكمبيوتر ساعات طويلة .. من الساعة السابعة حتى الثالثة عصرا في العمل ومن ثم المواصلة الى الساعة الواحدة صباحا واحيانا للثانية لا انقطع عنه الا ساعات قليلة ..
                            حتى ضوء التلفزيون على بعد امتار لا استطيع النظر اليه .. ولذلك ابتعدت عنه .. اما الأن ولله الحمد والشكر احسن بكثير من الاول
                            حَمدا لله أخينا الحَبيب على سلامَتك و نسأل الله تبارك و تعالى أن يُديم عَليك كامِل عافيتَك و أن يَحفَظك مِن كل الأمراض و الشرور اللهم آمين
                            مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                            تعليق


                            • بسم الله الرحمن الرحيم


                              حَمدا لله أخينا الحَبيب على سلامَتك و نسأل الله تبارك و تعالى أن يُديم عَليك كامِل عافيتَك و أن يَحفَظك مِن كل الأمراض و الشرور اللهم آمين
                              اخي الكريم " صفي الدين " .. الله يسلمك من كل شر ومكروه .. وبارك الله فيك .. وأسال الله العظيم ان يشفي كل مريض ويعافيه انه سميع مجيب ..


                              والآن إلى نهاية القصة ..

                              تنتهي قصة لوط عليه الصلاة والسلام بهذه الخاتمة :

                              فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ {82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83}

                              وفي سورة الحجر قال الله تعالى :

                              " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ {73} فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ {74} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75} وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ {76} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ {77}."

                              ذهب قوم لوط .. وبقيت العبرة والعظة ..


                              " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ {75}."

                              الذين ينظرون في العواقب .. ويفكرون في نتيجة تصرفاتهم وأعمالهم . وقد جعل الله قرى قوم لوط في مكان تمر به قوافل قريش والعرب في رحلتهم إلى الشام . إنها لبسبيل مقيم .. بطريق واضح معروف مطروق .. وهم يعرفون ما حل بهؤلاء القوم المجرمين ..

                              فلماذا لا يتعظون ويعتبرون ؟!

                              إن في ذلك لآية وعبرة للمؤمنين.

                              وشتان ما بين نهاية قصة لوط وقومه في القرآن الكريم .. ونهاية قصة لوط وبناته في التوراة المحرفة ..

                              تنتهي القصة في القرآن الكريم بالموعظة والعبرة ..

                              وتنتهي القصة في التوراة المحرفة بدعوة إلى الفجور وإلى شرب الخمور .. وإلى اعتداء الإنسان على محارمه ...

                              تنتهي بصورة حقيرة بالغة الخسة تفوق خسة قوم لوط وشذوذهم .

                              تنتهي بأن تزعم هذه التوراة المحرفة أن نبياً كريماً من أنبياء الله قد قارف الفاحشة مع ابنتيه بعد أن شرب الخمر .. ويا لها من صورة تثير التقزز والاشمئزاز ..

                              ولكنها عقلية أحبار يهود الذين لوثوا الأنبياء جميعهم .. ليسهل لهم اقتراف جرائمهم التي لا يدانيها جرائم أي قوم آخرين .. ولو كانوا قوم لوط عليه السلام .

                              بعد ذلك .. لنقرأ النص مرة ثانية ..

                              " وصعد لوط .... وابنتاه معه .... وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ ... هلم نسقي أبانا خمراً ونضطج معه .. فسقتاه .... ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها ... ... وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها فحبلت ابنتا لوط من أبيهما ." سفر التكوين 19: 30 – 36 ) .

                              ماذا قالت البكر للصغيرة ؟

                              قالت : أبونا قد شاخ ..

                              إنسان كبير في السن .. شرب الخمر .. لدرجة أنه لم يعلم باضطجاع ابنته البكر ولا بقيامها .. وكذلك مع ابنته الصغيرة في الليلة الثانية ..

                              إنسان كالميت .. لا شعور له .. كيف أنتصــ ... كيف أنجب ذرية ..

                              اخواني معذرة .. فليتخيل كلنا منا أنه يعيش هذا الحدث .. بالله عليك ماذا ستفعل ؟ والله أكره ان أتخيل ذلك .. فكيف وأنا أرى أطفالي من بنانتي أمام عيني ..

                              هب ان أحداً سأل لوط .. من هؤلاء ؟

                              ماذا سيكون جوابه ؟؟ ..

                              بعد ذلك يا أخ Saif .. تقول أن لوط بعد ان شرب الخمر وزنا بابنتيه .. تاب .. وتاب الله عليه .. وكذلك سليمان عندما زنا بحليلة جاره وقتل زوجها .. تاب وتاب الله عليه .. وغيرهم من زنا بأخته .. وبسرية أبيه .. كلهم تابوا وتاب الله عليهم ..

                              السؤال الذي يطرح نفسه .. كيف إن الله سبحانه وتعالى يتوب على هؤلاء ( زنا المحارم ) ..

                              ويغضب على ( آدم عليه السلام ) مجرد أن عصى أمره وأكل من الشجرة ؟

                              وكيف تقول وهذا هو نصك في الفصل الأول اقتباس :

                              4- ذلك فقد ذكرت التوراة .. ... فقد عصم الله الأنبياء .. .. فحفظهم من الخطأ والنسيان ... فهم معصومون من الخطأ في تبليغ الرسالة ... ولكنهم غير معصومين في الأعمال العادية .. دلالة على صغف الطبيعة البشرية ..

                              ألا ترى أنك تسخر بالله .. والعياذ بالله .. كيف يعصمهم في التبليغ ولا يعصمهم من ارتكاب أبشع الجرائم والذي نهى عنها .. وتقول دلالة على ضعف الطبيعة البشرية .. إذن كيف تعبد بشر وهو المسيح ؟


                              وللحديث بقية ..

                              أخوكم : الاثرم

                              تعليق


                              • (السؤال الذي يطرح نفسه .. كيف إن الله سبحانه وتعالى يتوب على هؤلاء ( زنا المحارم ) ..

                                ويغضب على ( آدم عليه السلام ) مجرد أن عصى أمره وأكل من الشجرة ؟ )

                                بارك الله فيك اخي سؤال محير فعلا
                                كيف يغفر الله للوط و داوود و سليمان.... و لا يغفر لآدم غلطة تعتبر
                                هفوة مقارنة بما فعله الأنبياء المذكورين اعلاه ا هذا هو عدل الله عندهم

                                إهداء لخصمنا الكريم
                                سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا *** واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
                                لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا ******** عَمّا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا
                                قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً*********يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا
                                تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ******* نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا
                                إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً ********** وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا
                                إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا ************تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا
                                إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً ******** أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا
                                بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا ************خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا
                                لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً********ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا
                                كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ ***** يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا
                                كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ *****حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا
                                يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه***ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا
                                وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه*********ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا
                                لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة ************إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا





                                [rainbow]حربا على كل حرب سلما لكل مسالم 02:03 4 / 06 / 11 [/rainbow]

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                                ردود 0
                                52 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ابن النعمان
                                بواسطة ابن النعمان
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                                ردود 0
                                39 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                                ردود 0
                                78 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                                ردود 4
                                66 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                                ردود 0
                                30 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                 
                                يعمل...
                                X