لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط للرد على كتاب لاهوت المسيح

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:
    وفى ص20 يقول الأنبا شنودة إن بنوة يسوع لله هى بنوة أقنومية، ولا أعرف من أين أتى بكلمة أقنوم فى الكتاب كله. فلم يتفوَّه يسوع بهذه الكلمة مطلقًا، بل لا توجد فى الكتاب الذى يقدسونه بأكمله، بل قد لا يفهمها لو قيلت له وقتها.
    ثم استشهد بنص متى 28: 19 القائل (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)
    ولن أعلق على هذا النص، ولكننى سأترك علماء اللاهوت يقولون رأيهم فى صيغة التثليث، أنقله من (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث). وأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
    (by: Clinton D. Willis, [email protected])
    ملحوظة:
    1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
    2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغوياً دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطاً. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
    موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
    قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
    ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
    إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
    صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية. [أى دخل الكتاب بعد تقرير ألوهية يسوع]
    تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
    إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن إضافة دينية لاحقة.
    المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
    إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً. [أى لا يوجد تثليث فى المسيحية]
    الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
    إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
    قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
    الثالوث: - غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
    النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
    وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
    موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
    لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
    كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
    من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
    الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
    ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
    جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19:
    New Revised Standard Version
    يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
    ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
    James Moffatt's New Testament Translation
    في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
    انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
    توم هاربر: Tom Harpur
    يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
    كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
    وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
    في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
    تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
    قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
    ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
    كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
    تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
    عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
    تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
    3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
    4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
    ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
    5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
    6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
    الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
    الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
    "إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
    والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
    1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
    2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
    3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:

    4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
    وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
    http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
    http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
    ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
    (Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
    وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
    وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
    ”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
    Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
    ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
    يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)

    عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
    لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم، ولم يغادروها كما يقول النص، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
    فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
    لوقا 24: 47 (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.)
    فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: متى 16: 17-19 («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
    فيقول لهم بطرس: أعمال الرسل 2: 38 (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) ، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
    ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
    وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: أعمال الرسل 8: 14-16 (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
    ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
    وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: أعمال الرسل 10: 44-48 (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.)
    لقد عمَّد بطرس إذًا باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية بل وبعد مجمع القسطنطينية 381م، الذى ألهوا فيه الروح القدس، وإلا لما كان هناك من داعٍ لعقد هذا المجمع ، حيث سيكون هناك النص واضح الدلالة على ألوهية الابن والروح القدس؟
    أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: أعمال الرسل 22: 12 (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ)
    فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: أعمال الرسل 22: 16 (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.)
    وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
    كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين كورنثوس الأولى 1: 13: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟)
    وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
    وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
    بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: كورنثوس الأولى 6: 11 (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.)
    وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: لوقا 24: 46-48 (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
    * * *

    من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى u كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين ، وأتناول هذا فى موضوع قائم بذاته بعد أن أنتهى من صيغة التثليث هذه.
    والآن: ما الذى يجب على كل مسيحى أن يعمله تجاه هذا النص؟
    إما أن يُصدِّق يسوع وتلاميذه ويلغى نص التثليث هذا من كتابه ومن حياته، ويعترف أن التحريف أصاب إنجيل متى فى هذا النص.
    وإما أن يكذب يسوع وتلاميذه، ويضع رأسه فى التراب مثل النعَّامة، التى تريد أن تهرب من الحقيقة دون أن تواجهها، ويُصدِّق متى، الذى لم يكن يومًا ما من تلاميذ المسيح، أو على الأقل يكون تلميذه المنشق عن تعاليمه بناءًا على ما أسلفنا. ويعترف أن التحريف أصاب أقوال يسوع وتآمر عليها التلاميذ وضربوا بتعاليمه عرض الحائط. وبذلك يكون التحريف أصاب كل رسائل بولس، حيث سيكون فى عداد المحرفين ، وعلى الأخص رسالته الأولى إلى كورنثوس ورسالته إلى رومية ورسالته إلى غلاطية وأيضًا إنجيلى مرقس ولوقا، وسفر أعمال الرسل!!
    وعلى ذلك فلن يخرج هذا الأمر فى النهاية من أحد الإحتمالين: الأول وهو أن يكون نص التثليث هذا موجود بنهاية إنجيل متى. وعلى هذا فعدم ذكر التلاميذ لها سيؤدى إلى أحد هذه الاحتمالات:
    1- إما أن يكون التلاميذ قد نسوا ما كلفهم به يسوع ، وعمدوا بصيغة أخرى لأى سبب آخر من الأسباب.
    2- وإما لم يفهموه بصورة صحيحة ، وظنوا أنهم بذلك ينفذون تعاليمه.
    3- وإما لم يفهموه جيدًا ، وتصرفوا بصورة أخرى حسبوها أفضل من التى أتى بها معلمهم.
    4- وإما فهموه جيدًا ، ولم يطيعوا أمره عن قصد وتعمُّد.
    وبأى احتمال أخذت ستجد نفسك تدين الروح القدس ، الذى وافقهم على التعميد باسم يسوع ، ونزل وبارك التعميد، وستدين التلاميذ إما لعدم فهمهم وإما لتفريطهم، وبالتالى ستُرفض كل التقاليد والعقائد والكتب التى وصلتنا عن طريقهم!!
    وبما أنكم تعتبرونه الإله المتجسد، العالم بكل شىء ، والذى أوحى هذه الأناجيل والرسائل بعد صعوده بعدة أعوام، فكان عليه أن يُذكرهم بما قاله لهم ، وألا يتركهم يُضيِّعون مَن وراءهم!!
    وأرى أنه أخطأ بعدم تذكيرهم خطأ لا يستحق معه التأليه ، لأنه على الأقل قد ضيَّع تلاميذه بعدم معرفتهم لعقيدة التثليث هذه. وبذلك لا فائدة من قوله: لوقا 9: 56 (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».) ، لأنه فى الحقيقة أهلكهم وأهلك من أتى بعدهم ، لأنهم لم يفهموا رسالته، وكان يعلم بعلمه الأزلى كإله أنهم أغبياء ولن يفهموا ، وبالتالى سينقلون تعاليمه بصورة مغايرة لما أراده ، الأمر الذى سيترتب عليه عدم إتمام الكتاب ، وإحراج الإله: يوحنا 18: 9 (9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».)
    ولا يمكنه أن يُقيم عليهم الحُجَّة يوم القايمة أو يُحاسبهم على ضلالهم. لأنه يعلم أنهم هم حملة لواء الدعوة من بعده، وهو الذى تركهم ينشرون هذه التعاليم ، فتركه لهم يسيرون فى ظلمات الجهل والكفر، تأييدًا لأعمالهم ، وتضليلاً لغيرهم!!
    وعلى أى حال من الحالات الأربع نصل إلى أن رسالة عيسى u الحقة قد تحرفت، وأن التلاميذ قد ضلوا عن طريق الإيمان ، وأضلوكم!!
    والإحتمال الثانى أن نص التثليث هذا لم يرد على لسان يسوع. وهذا سيؤدى إلى الآتى:
    1- إما أن يسوع قد تكلم عن التعميد كما مارسه التلاميذ،
    2- وإما تكلم عن التعميد بصورة أخرى لا نعرفها ،
    3- وإما لم يتكلم يسوع عن التعميد مطلقًا، وخاصة أنه لم يكن يُعمِّد.
    4- وإما أضافه آباء الكنيسة فى القرن الرابع أو بعده تنفيذًا لقرارات مجمع نيقية الوثنى.
    وعلى أى حال من الحالات الأربع السابقة نصل إلى أن تعاليم عيسى u الحقة وكتابه قد تحرفا!!
    وحتى صيغة إنجيل مرقس، الذى هو أقدم الأناجيل، والذى نقل منه متى ولوقا، لا يعرف صيغة التثليث هذه ولا التعميد، فيُنسب إلى يسوع قوله: مرقس 16: 15 (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا)، ولا يوجد فيها لا اسمه، ولا اسم الآب ، ولا الروح القدس. مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس مفقودة ، وأن الأعداد من 9 إلى 20 غير كتابية ، فلم يفسرها الأب متى المسكين فى تفسيره ، واعتبر أن إنجيل مرقس قد انتهى إلى العدد الثامن من الأصحاح السادس عشر. ووضعتها التراجم العربية بين قوسين معكوفين أى اعتبرتها شرحًا ، وليست نصًا مقدسًا: مثل الترجمة العربية المشتركة التى يعترف بها الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس ، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات) ، وقالت عنها ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها (المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (9-20)) ، بل أسقطتها الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة RSV لعام 1952 من النص ووضعتها فى الهامش.
    كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس، وهى من مبتدعات بولس، الذى أقنعهم به: أعمال الرسل 19: 1-6 (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.)
    فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟
    وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
    وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
    وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
    وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى ، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
    وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته ، قد اتخذ القرار بتأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتيه فيه العقول؟
    أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: حزقيال 20: 25(25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)
    وبهذا قد أثبت أن صيغة التعميد باسم الثالوث لم يعرفها أحد من التلاميذ ، ولم يمارسها أحد بعد رفع المسيح عيسى ابن مريم u.
    وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.

    شهادة القديس يوسابيوس:
    وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلى المؤلفات المتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!
    وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.
    وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
    1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
    2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
    3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)
    والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية ، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث ، قد تجاهلت التعميد ، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى u لأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: يوحنا 4: 2 (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ)
    هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد ، فهو يقول: يوحنا 3: 22 (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.)
    ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
    http://www.bibelcenter.de/bibel/trinitaet/mat28_19_allgemein.php
    اسم المؤلَّف
    عدد المرات التى ذُكرت بها

    الصيغة (1)
    الصيغة (2)
    الصيغة (3)
    Demonstratio euangelica
    3
    5
    Commentarius in Psalmos
    2
    4
    Commentarius in Isaiam
    2
    Historia ecclesiastica
    1
    De laudibus Constantini
    1
    Theophania
    1
    4
    1
    De ecclesiastica theologia
    1
    1
    Der Brief nach Caesarea
    1
    Contra Marcellum
    2
    ç الإجمالى
    7 مرات
    17 مرة
    5 مرات

    شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
    توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه ، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.
    ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء والاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19 ، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر ، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)
    شهادة القديس أفراتس Aphraates:
    توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م ، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“ ، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد ، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)
    وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه ، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.
    شهادة القديس باسيليوس:
    يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد ، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح ، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:
    But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
    http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
    ويُعرِّب د. جورج حبيب بباويما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوهليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين، ولكنهم يطلبون الإبطال، أيالوثيقة المكتوبةويرفضونتسليم الآباء غيرالمكتوبكأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآبفي جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروحالقدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)
    إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!
    وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا ، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟
    وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى ، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى ، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟
    وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونا بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بهما باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!
    وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
    ”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
    ”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
    ”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
    ”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
    ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.
    وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
    فالتحريف إذًا ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم ، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد ، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب ، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!
    ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا.“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).
    موقف أوريجانوس (185-245م):
    إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
    لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سُنَّة) وليست فريضة"

    (مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 ، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)
    لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة ، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!! وهذا يدل على أن هذا النص لم يكن موجودًا بالكتاب المقدس فى زمنه، وإلا لكان كافرًا حيث يرفض نصًا ظاهرًا معلومًا!
    أما الثالوث الذى دافع عنه أرويجانوس فيما بعد (كما يقول أسد رستم ص139 وما بعدها فى ”آباء الكنيسة فى القرون الثلاثة الأولى“)، فكان ثالوثًا متدرجًا وليس متساويًا فى الجوهر أو المنزلة. وينزل فيه الابن والروح القدس فى المكانة عن الآب. الأمر الذى يقتضى عدم وجود ضرورة بالمرة لدى الآب لعقد هذه الوحدة.
    بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!
    وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهما، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم ، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟
    فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول، كما يدعى البعض اليوم، أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن، ونسى الروح القدس، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.
    ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه دام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.
    شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
    ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وسوف نعود لهذا النص، لنتبين أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله ، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.
    لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟
    وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها ، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به، وتستشهد بكتاب آخر يعتبر كتابًا هرطوقيًا؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!
    شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
    أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى ، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى ، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس ، ولا يشير إلى النص القانونى.
    وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس ، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته ، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان ، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.

    تعليق


    • #17
      هل أُرسِلَ يسوع إلى قومه أم إلى العالمين؟
      كنا قد أشرنا إلى هذا الموضوع من قبل على عُجالة، مستشهدين ببعض ما قاله يسوع. وهذه المرة سوف نتوسع فى هذه النقطة لتكون نهاية بحثنا فيه، وليكون موضوعًا قائمًا بذاته.
      يتضح من تاريخ دعوة عيسى u إلى نهايتها أنه مرسل فقط لخراف بيت إسرائيل الضالة، الأمر الذى يتنافى مع القول المنسوب إليه فى نهاية متى فى الأمر الذى ينادى بالذهاب إلى جميع الأمم:
      فقد أنبأ الملاك يوسف بأنه سيخلص شعبه فقط: متى 1: 20-21 (20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
      ولما جاء مجوس المشرق سألوا عن ملك اليهود فقط: متى 2: 1 (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟)
      وتحدثت النبوءة التوراتية عن من يرعى شعب إسرائيل: متى 2: 6 (6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».)
      وأعلنها عيسى uصراحة، أنه جاء تابعًا للناموس، مطبقًا له: متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)
      وعندما أرسل تلاميذه أرسلهم فقط إلى خراف بيت إسرائيل، بل نهاهم عن الذهاب إلى أى مدينة للسامريين: متى10: 5-6 (هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
      وكرر على تلاميذه وأكد لهم أن يستمروا فى الدعوة فى مدن إسرائيل: متى 10: 23 (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.)
      ورفض علاج ابنة المرأة الكنعانية حتى أفحمته بالمنطق العقلى: متى 15: 24-26 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)
      وكانت دعوته كلها داخل مدن إسرائيل: متى 19: 1-2 (1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. 2وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ.)
      وسيدين التلاميذ أسباط بنى إسرائيل: متى 19: 27-28 (27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ.)
      بل كانت التهمة الموجهة إليه أنه ملك اليهود: متى 27: 11 (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».)
      وكان معروفًا عند الناس أنه نبى اليهود وبنى إسرائيل: متى 27: 29 (29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»)
      متى 27: 41-42 (41وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا: 42«خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا». إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!)
      حتى إنهم كتبوا علة المصلوب الذى ظنوه المِسِّيِّا: متى 27: 37 («هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ».)
      أما قوله: متى 28: 18-19 (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.) فهو يناقض كل النصوص المذكورة، ويُثبت أنه كان فى حياته إلهًا متعصبًا لليهود، وأنه لم ينزل لخلاص البشرية من خطيئة أدم وحواء، كما تدعون ، بل لخلاص اليهود وإهلاك غيرهم ، وهذا ينافى عدل الإله.
      ولو كان نبيًا أمره إلهه بخلاص البشرية ولم يفعل فى حياته ولم يبشر إلا اليهود لوجب قتله لأنه عصى الله ولم يفعل ما أُمِرَ به. التثنية 18: 20 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.[وفى الترجمة السامرية واليسوعية: (يُقتل ذلك النبى) وهو يتطابق مع النهاية التى تدعونها ليسوع]) ، فهل يمكن أن تخالف تعاليمه بعد الصلب تعاليمه قبل الصلب؟
      وهذا النص ينفى كذلك كون عيسى uإلهًا من ناحية ، لأن الدافع هو الإله الخالق الأقوى ، ولا اتحاد بين المالك الأقوى والمملوك الضعيف.
      وينفى وجود الثالوث المقدس من ناحية أخرى، لأنه لو كان هناك اتحاد بين الثلاثة لما كان هناك داع للكلام عن هذا الإتحاد، لأنه بكونه متحدًا فهو واحد ، فلا داع للكلام عن المكونات الأساسية لهذا الإله. ومن ناحية أخرى فلو كان هناك اتحاد لما قال (دُفِعَ إلى)، بل لقال قررت أو أمرت؛ لأن الدافع غير المدفوع له، والراسل غير المرسل إليه.
      وإذا كان الأب والابن والروح القدس إله واحد، فما الحكمة من أن ينتقل الملكوت من الرب بصفته أقنوم الاب، إلى الرب نفسه بصفته أقنوم الابن. أى أخذ بيمينه ووضعها فى يساره. فمثل هذه الألعاب الأكروباتية لا تُسمى دفع أو انتقال للملكوت، وليست دليل إلا على وجود ثلاثة، تنازل صاحب الملكوت فيهم عن ملكوته إلى شخص آخر.
      ولو كان الراسل هو المرسل إليه لكان هذا خداع لكل أتباعه ، ولكان قصد من ذلك أن يخدع عباد الصليب ويوهمهم أنه والأب اثنان وليسا واحدًا.
      ومع ذلك نرى ظلم الإله فى استئثار الابن بملكوت السماوات والأرض دون الروح القدس! ونرى سكوت الروح القدس على هذا الظلم، مع أنه إله ولا يجب على الإله السكوت على الظلم ، حيث إن الساكت على الظلم شيطان أخرص! الأمر الذى ينفى ألوهية كل من الأب والابن والروح القدس!!!
      ولو اتحد الناسوت باللاهوت لأمكنهم عبادة يسوع فى حياته (كناسوت)، لأنهم على زعمهم لا ينفصلون. وبما أنه لم يحدث، فهذا ينفى الزعم باتحادهم.
      وكيف يرسلهم إلى العالم أجمع ، لو كان قد قال لهم: متى 10: 23 (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.)
      ولماذا يرسلهم للعالم أجمع وهم كانوا من الأغبياء، غير المؤمنين، الذين لم يستوعبوا رسالة معلمهم استيعابًا يرضى معلمهم عنهم، ويمكنهم من مواصلة دعوته بين الناس؟
      وقد يقول قائل: إن الروح القدس الذى أمدهم بها، علمهم ما يقولون، فانقشعت عنهم غشاوات الجهل والغباء، وأصبحوا ممهدين لمواصلة الدعوة.
      ونقول لهم: من المنطقى والواقعى أنه إذا فقد الناس الثقة فى داعية ما، لم يسمعوا له، ولو لم يتكلم هذا الداعية إلا بكلام الله ورسوله! فهل من المنطق أن يفقد الناس الثقة فى هؤلاء التلاميذ فى حياة معلمهم، ولا يروا منهم إلا ما ينفرهم منهم ومن علمهم وإيمانهم، ثم بعد اختفاء معلمهم من مسرح الأحداث، يظهرون بمظهر التقوى والورع والعلم؟ فمن الذى سيسمع لهم بعد أن فقدوا الثقة فيهم؟
      ثم كيف لم يكونوا من المصلين، وبمجرد تقبلهم للروح القدس أصبحوا من المؤمنين القائمين الراكعين الساجدين؟ فهل الروح القدس جعلهم مسيرين فى العبادة، وفرض عليهم العلم والتقوى والذكاء؟
      ولماذا لا ينزل الروح القدس اليوم لكل الأغبياء عديمى التقوى وغير المصلين ليفعل معه كما فعل مع التلاميذ، وبذلك يتحقق عدل الرب مع كل عبيده؟ أم كان التلاميذ من عباد الله المؤمنين العالمين بكتاب الله، حيث لم يُسمح لأحد بتعليم الناس فى المعبد إلا لبنى هارون اللاويين، وأراد محرفوا الكتاب الذى يقدسونه أن بشوهوا صورة التلاميذ، كما شوهوا من قبل صورة الأنبياء الطاهرين؟
      وإذا كان الروح القدس هو نفسه الآب ويسوع، وقد فشلا وهما يعيشان معهم على الأرض أن يعلماهم أو يزيلا عنهم غشاوة الجهل، والغباء، وعدم الإيمان، وحب الدنيا والطمع فيها، فكيف سينجح هذا الإله الذى فشل فى انتقاء كل أنبيائه، وتلاميذه فى تعديل جهل التلاميذ وغبائهم، وسوء إيمانهم؟
      اقرأ تأنيبه لهم وتضجَّره منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
      وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذًا لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
      ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: مرقس 10: 41 (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.)
      ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقه لهم، بل تنازعوا على الزعامة: لوقا 22: 21-24 (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.)
      أضف إلى ذلك وجود التلاميذ فى كل حين فى الهيكل، يسبحون الله ويمجدونه ويعلمون الناس، حتى بعد قيامته (على زعمهم): لوقا 24: 53 (53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.)
      وحتى بعد أن امتلأوا من الروح القدس: أعمال 2: 1-4 (1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ 3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.)
      أعمال 2: 14 و 22(14فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي. .. .. .. .. .. 22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) فقد كانوا إذاً فى أورشليم وكانوا يُخاطبون اليهود فقط.
      أعمال 2: 46 (46وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.)
      أعمال 3: 1 (وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.)
      أعمال 4: 1-3 (1وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.)
      وقام التلاميذ بعمل عجائب كثيرة فى رواق سليمان وبين بنى إسرائيل: أعمال 5: 12-13 (12وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ.)
      وأمرهم ملاك الرب بعد رفع عيسى u أن يكرزوا بين بنى إسرائيل فقط: أعمال 5: 17-21 (17فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ». 21فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ.)
      بل بعد ثلاث سنوات من دعوة بولس بين الأمم واختلافه مع برنابا عادا إلى الهيكل ووجدا التلاميذ: أعمال 15: 2-4 (2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. .. .. .. 4وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ)
      بل وجه التلاميذ لومهم لبطرس عندما عمَّد كرنيليوس الوثنيالذى استدعاه ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه.: أعمال 10: 28 (28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ.)
      ولم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل أمرهم بالكرازة للشعب فقط: أعمال 10: 41-42 (نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ) أى لليهود فقط.
      أعمال الرسل 11: 1-3 (1فَسَمِعَ الرُّسُلُ وَالإِخْوَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ أَنَّ الْأُمَمَ أَيْضاً قَبِلُوا كَلِمَةَ اللهِ. 2وَلَمَّا صَعِدَ بُطْرُسُ إِلَى أُورُشَلِيمَ خَاصَمَهُ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ 3قَائِلِينَ: «إِنَّكَ دَخَلْتَ إِلَى رِجَالٍ ذَوِي غُلْفَةٍ وَأَكَلْتَ مَعَهُمْ».)
      ومعنى ذلك أن كل التلاميذ لم يعرفوا أمر يسوع هذا، بل أدانوا بطرس بتصرفه هذا. وطبعًا أقنعهم بطرس، الذى قال عنه يسوع إنه شيطان، أنه فعل ذلك بأمر من الروح القدس، الذى لم يره التلاميذ، ولم يقدم بطرس دليل على صدق كلامه، غير رؤيته له، قائلاً: أعمال الرسل 11: 12-18 (12فَقَالَ لِي الرُّوحُ أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ. وَذَهَبَ مَعِي أَيْضاً هَؤُلاَءِ الإِخْوَةُ السِّتَّةُ. فَدَخَلْنَا بَيْتَ الرَّجُلِ 13فَأَخْبَرَنَا كَيْفَ رَأَى الْمَلاَكَ فِي بَيْتِهِ قَائِماً وَقَائِلاً لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى يَافَا رِجَالاً وَاسْتَدْعِ سِمْعَانَ الْمُلَقَّبَ بُطْرُسَ 14وَهُوَ يُكَلِّمُكَ كَلاَماً بِهِ تَخْلُصُ أَنْتَ وَكُلُّ بَيْتِكَ. 15فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي الْبَدَاءَةِ. 16فَتَذَكَّرْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ كَيْفَ قَالَ: إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَاءٍ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتُعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 17فَإِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَعْطَاهُمُ الْمَوْهِبَةَ كَمَا لَنَا أَيْضاً بِالسَّوِيَّةِ مُؤْمِنِينَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَمَنْ أَنَا؟ أَقَادِرٌ أَنْ أَمْنَعَ اللهَ؟». 18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».)
      فهل صدقوا بطرس أم كذبوه؟ إنهم كذبوه، ولم يعملوا بما ادعاه: أعمال الرسل 11: 19 (أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ.)
      قال الدكتور. ستيوارت ج هال أستاذ تاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا فى كتابه (عقائد وممارسات الكنيسة الأولى Doctrine and Practice in the Early Church) طبعة عام 1992، صفحة 20-21:
      ”4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص [نص متى 28: 19] إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج " أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ إِسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَداً بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ." (أعمال 11: 19).“
      وقال أيضًا: ”6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".“
      وهناك أمثلة وأدلة عديدة على أن أمر عيسى uلتلاميذه كان التدريس لبنى إسرائيل وإعلامهم باقتراب ملكوت الله ، وألا يبرحوا أورشليم ، وبذلك التزم التلاميذ بتعاليم سيدهم ونبيهم u.
      ومن كل ما ذكرت يتضح لكم أن نص التثليث بإنجيل متى الذى بنيتم عليه عقيدتكم أقحم من ناحية فى كتابكم المقدس الذى لا يرقى إليه الشك، ومن ناحية أخرى لم يعرفها التلاميذ ، ولم يتفوَّه بها عيسى u.
      ونعود الآن لقول القس انسطاسى شفيق عن الثالوث فى كتابه (اللاهوت فى إنجيل يوحنا) ص81 ”نؤمن إيمانًا كاملاً بأن فى اللاهوت ثلاثة أقانيم هى الآب والابن والروح القدس، وفى نفس الوقت ليس منا من ينكر أن اللاهوت وحدة كاملة، وهذا حق إلهى عظيم، يتحتم التمسك به كاملاً، ولا ينبغى أن يضعف البتة، فكل من يسلم بأنه ليس فى اللاهوت أقانيم ثلاث ، فهو ليس مسيحيًا على الإطلاق ، بل هو مضل، وضد المسيح“.
      فماذا يقول القس إنسطاسى شفيق بعد أن علم أن هذا النص ليس بنص إلهى، ولكنه من التحريفات التى أصابت الكتاب؟
      وماذا سيقول الأنبا شنودة عن هذا النص المحرَّف؟ هل سيستمر فى الاستشهاد به كدليل على ألوهية يسوع غير الكتابية، والخاضعة فقط للاستنتاج كما صرح هو فى احدى محاضراته؟
      ZZZ

      ابن الله يحررهم، ولهم به الحياة الأبدية:
      يقول ص20 (23- وعبارة (الابن) فى الكتاب كانت تعنى المسيح وحده: وفى هذا يقول السيد المسيح عن نفسه [؟؟] «إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا» (يو8: 36). قال هذا يبشرهم بأنه جاء يحررهم من خطاياهم. وقال القديس يوحنا الإنجيلى «من له الابن فله الحياة، ومن ليس له ابن الله، فليست له حياة» (1يو5: 12)).
      فى الحقيقة لم يرد تعبير (ابن الله) فى العهد القديم، بنفس هذا اللفظ، وورد فى الأناجيل والرسائل 49 مرة فقط. فمن الذى قاله؟ لنبحث سويًا.
      قالته الشياطين فى: متى 4: 3، متى 4: 6، متى 8: 29، مرقس 3: 11، مرقس 5: 7، لوقا 4: 3، لوقا 4: 9، لوقا 4: 41، لوقا 8: 28. ولا تؤخذ عقيدة من الشياطين، بل إن قول الشياطين هذا عنه يجب أن يكون عاملا من العوامل التى تساعدكم على رفض أفكارهم، وضلالاتهم.
      عوام الناس: متى 14: 33، لوقا 22: 70، ولا يعوَّلعل كلام عوام الناس، لأن الدين يؤخذ من قول الله وقول رسوله.
      بطرس، الذى سمَّاه يسوع شيطانًا: متى 16: 16، يوحنا 6: 69 وعقب يسوع قائلا إنه اختار اثنى عشر وواحد منهم شيطان، وفهم التلاميذ أنه كان يتكلم عن يهوذا الإسخريوطى، وهو كان يرد على تسمية بطرس له بالمسيح، كما أوضحها يوحنا 6: 69.
      بولس الذى لم يسمع تعليمًا واحدًا من تعاليم يسوع: أعمال 9: 20
      سؤال استفهامى من رئيس الكهنة: متى 26: 63
      اتهام من اليهود: يوحنا 19: 7،
      تهكم من الجنود الرومان وصبيان الكهنة: متى 27: 40
      قائد المائة الرومانى: متى 27: 54، مرقس 15: 37،
      افتتاحية إنجيل مرقس 1: 1 (وتعلق الترجمة العربية المشترك على عبارة ابن الله أنها لا توجد فى بعض المخطوطات. وكانت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية أكثر صراحة فقالت («ابن الله». لا يرد هذا اللقب فى جميع المخطوطات. لكنه يُعبر على كل حال عن فكر مرقس.)
      الملاك: لوقا 1: 35 ولا دليل عليه إلا ما حكته مريم، ولا يعرف عن ذلك أحد من كتاب الأناجيل أو الرسائل، ولو كان نزل الملاك وأخبر بذلك، لعرفه رئيس الكهنة والناس، وفرحوا بيسوع الداودى، ولما كانت هناك مشكلة يرفضون بسببها مسِّيِّانية يسوع.
      قيلت عن آدم: لوقا 3: 38 وهذا ينفى الخطيئة الأزلية المتوارثة، أو يضم آدم إلى الأانيم الثلاثة.
      قيلت على لسان المعمدان يوحنا 1: 34، والغريب أن المعمدان يرسل فيما بعد اثنين من تلاميذه ليعرفا من يسوع إن كان هو المسِّيِّا أم ينتظروا آخر. فكيف عرف بمسِّيِّانية يسوع من الرب مباشرة، وعن طريق سماعه للروح القدس، ثم يرسل إلى يسوع ليعلم بما أخبره به الرب؟
      نثنائيل فى بداية دعوة يسوع له يوحنا 1: 49، ما يثير الريب أن من يقرأ عدم اعتراض يسوع على معرفة نثنائيل أنه المسِّيِّا يتملكه العجب أنه أخرص الشياطين المؤمنين، الذين قالوا بنفس قول نثنائيل، كما نهى تلاميذه عن القول بهذا الهراء. ونفى صراحة أن يكون المسِّيِّا من نسل داود.
      مرثا ليسوع يوحنا 11: 27، وأجابت عن سؤال لم يطرحه يسوع.
      بصيغة الغائب يوحنا 3: 18، يوحنا 5: 25، يوحنا 20: 31، أعمال 8: 37،
      قالها يسوع عن المسِّيِّا بصيغة الغائب يوحنا 9: 35، يوحنا 11: 4،
      يسوع عن نفسه يوحنا 10: 36
      وجاءت (16) مرة فى الرسائل، ولم تأت بالمرة فى رسالة يعقوب، أو رسالتى بطرس.
      وعند البحث الجاد والتمحيص علينا استثناء الفقرات الآتية:
      1- أقوال الشياطين، لأنه فى الأساس ما قيلت إلا لإضلال الناس، ومحاربة الرسول r، قبل أن يظهر، فهم لا يريدون إلا أن يلبسوا على الناس دينهم.
      2- أقوال الرسائل المنسوبة لبولس، لأنها مجهولة المصدر، ولم يكتبها إلا إنسان يهودى حاقد على يسوع، ويخشى أن يظهر المسِّيِّا الحق الذى قال عنه يسوع إنه سيقضى على الملكوت الأول، وسيأتى الملكوت الآخر، العهد الجديد أو الأخير، ولن يكون فى بنى إسرائيل متى 21: 43-44 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
      قال المؤرخ الكنسى الشهير يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
      وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
      بل إنه لم يكتب شيئًا على الإطلاق، لأنه كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ما أثبتناه من اعترافه هو نفسه فى كورنثوس الثانية 11: 6. مثله فى ذلك مثل الصياد يوحنا الذى كان أيضًا أميًا لا يقرأ ولا يكتب: أعمال الرسل 4: 13 (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ)
      ناهيك عن أن هذه الرسائل ضيعت دين يسوع، فلم تتناول مثالا واحدًا من أمثاله عن ملكوت الله، ولم تُذكر فيها مريم، ولم يُذكر يسوع باسم ابن مريم، وجعلوا يسوع هو المسِّيِّا، على الرغم من نفيه ذلك، ولم يلتزم بالناموس كما كان يسوع، وبشَّر بدين جديد بين الأمم، عاتبه عليه التلاميذ، وأدانوه، وأمروه بالاستتابة (أعمال 21: 17-).
      3- تهكم الرومان وسؤال الكاهن، وعوام الناس، وفهم التلاميذ الخاطىء، وما ظنوه عن يسوع أو قالوه عنه بصيغة الغائب، أو ما قاله يسوع نفسه عن المسِّيِّا بصيغة الغائب.
      ونلاحظ أنه لو قال يسوع عن نفسه أو قال المعمدان عنه أنه ابن الله أى كان رجلا تقيًا بارًا، نبيًا. وقد قيلت عن الكثير من الأنبياء والصالحين، بل قيلت عن آدم فى (لوقا 1: 38) الأمر الذى يعنى أن آدم قد رضى الله عنه، وغفر ما كان منه. وإلا لما استحق هذا اللقب، ولاتهمنا الروح القدس بالخطأ. وبالتالى لم يكن هناك أدنى داع للصلب ولفداء البشرية من الخطيئة المزعومة.
      ولن يتبقى لنا إلا ما قيل على لسان يسوع نفسه فى (يوحنا 10: 36)
      يقول يوحنا 10: 29-38 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». 31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».)
      يتكلم النص السابق عن معجزات يسوع التى أعطاه الله له. وأن هذا الإله أعظم من الكل، وبالطبع أعظم من يسوع نفسه، وهو الذى قدس يسوع، بمعنى أنه ليس مقدسًا من ذاته، بل استمد قداسته من الله تعالى عندما جعله رسولا إلى بنى إسرائيل، الأمر الذى ينفى كون الآب هو نفسه الابن، إلا أنهما واحد فى الهدف والرسالة. وقد فهمها اليهود حرفيًا، لأنهم يريدون تصيُّد أى خطأ ليرجموه أو يقتلوه.
      وكانت إجابة اليهود أنهم يريدون رجمه لأنه إنسان، ومع ذلك يريد أن يجعل نفسه إلهًا. فلو حدث أن يسوع فتح فاه وادعى أنه إله، لما احتاجوا لأن يبحثوا عن شهود زور أو يقدموه للمحاكمة لدى بيلاطس، بل كانوا رجموه كما كاد أن يحدث هنا.
      وقد رفض يسوع عن نفسه هذه التهمة، وأوضح لهم من العهد القديم أن الله نفسه قال عن بنى إسرائيل إنهم آلهة، وأبناء الله. وبالتالى فهو ابن الله بالمفهوم السائد فى العهد القديم لأنه من بنى إسرائيل. ولو كان هو الله لكان إلهًا كاذبًا برر موقفه هذا بالكذب لينجو من عبيده، وهذا يفقده الألوهية والعزة والكرامة.
      كان هذا عن كلمة (ابن الله)، أما ما ذكره الأنبا شنودة من تحرير الابن لبنى إسرائيل من خطاياهم: يوحنا 8: 30-44 (30وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ. 31فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي 32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». 33أَجَابُوهُ: «إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ. كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. 35وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. 36فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً. 37أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. 38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ». 39أَجَابُوا: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! 40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. 41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ». 42فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. 43لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. 44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.)
      لقد أثبتَ أنه لم يأت من تلقاء نفسه، بل أرسله الله تعالى. وهذا ينفى عنه الألوهية. واشتكى أنهم لم يفهموا كلامه، ولا يمكن أن يكون الإله غامض الكلام، أو لا يجيد الإفصاح عن مراده، أو ليس عنده المقدرة على إفهام الناس حتى لو كانوا أغبياء.
      كما بيَّن لهم أن أبناء الله هم الذين يطيعونه، أى المؤمنون، وعلى النقيض فإن أبناء إبليس هم الذين يعملون أعماله، فيتكلمون بالكذب، ويحاربون الله ورسوله، ويرفضون تعاليم الله. فالبنوة لله تعنى الدخول فى طاعة الله، يقابلها البنوة للشيطان، لكل كذاب، يحارب الله ورسوله.
      ويعتبر يسوع بنى إسرائيل من العبيد للشيطان، لأنهم كذابون، ويعملون أعمال أبيهم الشيطان. وأبناء الشيطان لن يأتمنهم الله إلى الأبد على ملكوته وشريعته، فلا بد أن تؤخذ منهم، وتُعطى لأمة أمينة تؤتى ثمار هذا الملكوت (راجع مثل العبد الصالح والابن الضال والعمال وأجرتهم والمزارعين). وعلى ذلك فليس للعبد مكان دائم فى البيت، أى لن يستمر الملكوت بأيديهم مدة طويلة، بل سيأخذه الابن، المسِّيِّا عندما يأتى، وسيبقى دينه للأبد. فهم كانوا يظنون أن الملكوت يبقى معهم إلى الأبد، أو هكذا يتمنون، لذلك أمرهم أن يفتشوا الكتب ليعرفوا هذه الحقيقة يوحنا 5: 39 (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً)، واعترافهم بالابن وعدم مقاومته والدخول تحت لوائه هو التحرير الحقيقى لهم مما ألحقه الكهنة والكتبة من تقاليدهم فى الدين، وتحرير لهم من خطاياهم التى اقترفوها، وإثباتًا لحسن نواياهم فى طاعة الله تعالى، لأنهم يعرفونه صفة واسمًا.
      مرقس 7: 7-13 (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».)
      {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (26) سورة النساء
      {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} (27) سورة النساء
      وأخبرهم أنه ليس هو هذا الابن، فتكلم عنه بصيغة الغائب قائلا: (35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ) يوحنا 3: 35
      وأمرهم بحب المسِّيِّا والاعتراف به: (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».) يوحنا 3: 36
      وهو قول الرسول r: من قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله خالصة من قلبه دخل الجنة.
      وهو نفس قول الله تعالى مطالبًا المؤمنين فى سورة الفاتحة أن يطلبوا من الله تعالى أن يهديهم إلى الصراط المستقيم، صراط الذين آمنوا، وليس صراط المغضوب عليهم ولا الضالين: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (6-7) سورة الفاتحة
      ولم يكتفِ يسوع أن يخبرهم فقط أن يفتشوا الكتب، بل أخبرهم بما تحتويه هذه الكتب، فقال لهم: متى 21: 42-46 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
      لكن نفترض أن يسوع هو هذا الابن، فمما حرركم يسوع؟ من الخطيئة الأزلية؟ فهذا وهم لا وجود له، أو قل تعليم وثنى خاطىء نهى الله تعالى عنه فى كتابكم: حزقيال 18: 20-22 (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. .......... 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.)
      هل حرركم من الرومان؟ لا. فقد كان يدفع الجزية بانتظام للرومان.
      هل حرركم من الوثنية؟ لا. فمازلتم تعبدون إله مجمَّع من ثلاثة أقانيم، إله فى السماء، أصبح عبدًا على الأرض، وروح قدس فى الهواء: إله يأسره الشيطان، ويقتله عبيده، ويهينونه بالبصق فى وجهه، والصفع على قفاه، والاستهزاء به، وتأكلون لحمه وتشربون دمه، ويسجد البعض منكم للصليب ولتماثيل يسوع ومريم والقديسين، ويسجد البعض الآخر للأيقونات، وللفطيرة، بل يسجد البعض للأنبا شنودة نفسه.
      هل حرركم دين يسوع من الكاهن الوسيط بينكم وبين الله؟ هل من الممكن أن تُغفر ذنوبكم دون هذا الوسيط، ودون شراء الغفران؟ هل حرركم من الحيرة التى تنتاب الباحث عن عدد أسفار كتابكم المقدس بدقة؟
      فالكتاب المقدس هو الكتاب الذى يقدسه اليهود والمسيحيون، ويتكون من جزأين: جزأ خاص باليهود، وهو ما يسمونه بالعهد القديم، وهو يؤمن به اليهود والمسيحيون. ويتكون من 39 سفرًا ، كما يؤمن به المسيحيون البروتستانت (الإنجيليون) واليهود العبرانيون. ويختلف فيه اليهود بين أنفسهم. فاليهود السامرة يؤمنون فيه فقط بخمسة كتب (أسفار) ، وهى الخمس الأولى التى تُنسب لموسى، (كما يدَّعون) مع وجود اختلافات كبيرة بينهم فى التراجم ، بل وفى اتجاه الصلاة، التى يتخذها كل فريق مُخالفًا للآخر. ومنهم طائفة تؤمن زيادة على الأسفار الخمسة أيضًا بسفرى يشوع والقضاة ، وهم فى ذلك مثل اليهود الصدوقيين.
      وقد زيد فى الترجمة السبعينية عددًا من الأسفار، لا يؤمن بها اليهود أو المسيحيون البروتستانت، وحجتهم فى ذلك أن بها عقائد وخرافات تُخالف تعاليم الكتاب المقدس قال عنها الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) ص20 إن بها أخطاء عقائدية: (فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكًا اسمه روفائيل، ومعهما كلب) و(إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان (طوبيا 6: 19).
      كما أنها تحتوى على أخطاء تاريخية. فقال إن (نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر)، وقال إن (سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر). وقال: (قال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون).
      وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت») ولم يعتبر بنو إسرائيل هذه الكتب مُنزلة، وسار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء بنى إسرائيل فى نظرتهم إلى هذه الأسفار .... وقد آمن بها فيما بعد الكاثوليك ، ويؤمن الأرثوذكس ببعضها. وهى التى تُسمَّى الكتب الأبوكريفا أو الخفية ، وعددها سبعة كتب أو أكثر.
      فبالنسبة للكتاب المقدس الحبشى تقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا ـ 6- الأدب الحبشى): ”يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفرًا في العهد القديم ، 35 سفرًا في العهد الجديد، وعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) ، فإنهم يقبلون [كتاب] الراعي لهرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.
      وعلى ذلك فإن قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم تضم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
      http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament
      وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستثناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ولا برسالة يهوذا، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل من 35 إلى 38 سفرًا.
      http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments
      وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويصل كتاب المسيحيين السريان إلى 68 سفرًا.
      إن الذى حرر البشرية من الوثنية بكل أشكالها، والذى حرر اليهود من ربقة العبودية للرومان والحكام، والذى حرر البشرية من سطوة رجال الكهنوت، والذى حررهم من تكاليف التوراة بالأضاحى والتقدمة، والذى حررهم من سب الإله واتهامه بالضعف، والذل، والهوان، والذى حررهم من سب الأنبياء واتهامهم بالكذب والفحش، والذى حررهم من تلاعب رجال الكهنوت بالكتاب والعقيدة، والذى عظَّم يسوع وأمه، والذى ذكرهم بكل ما قاله يسوع، وبدينه الحق، والذى حررهم من التبعية للشيطان وكذبه هو محمد r، خاتم رسل الله، الصادق الأمين، الذى أبلغه الله تعالى أنه هو الحافظ لكتابه.
      فانظر إلى تصوير يسوع لما حدث ولما يحدث لليوم من سرقة الملكوت والمسِّيِّانية: لوقا 20: 9-19 (9وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هَذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً. 10وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذَلِكَ أَيْضاً وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. 12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً. فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ. 13فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! 14فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ. 15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ 16يَأْتِي وَيُهْلِكُ هَؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لِآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «حَاشَا!» 17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذاً مَا هُوَ هَذَا الْمَكْتُوبُ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. 18كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذَلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟» 19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.)
      فالكرامون هم اليهود، والعبيد هم أنبياء الله، وابن صاحب الكرم هو المسِّيِّا. ويقول لهم يسوع حتى لو قتلتم مسيح الرب، فلن تظل النبوة فيكم، لأن الله سينتقم منكم. إنكم تظنون أن الملكوت سيستمر معكم للأبد: يوحنا 5: 39 (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.)
      اقرأ وعد ووعيد الرب لبنى إسرائيل: ملوك الأول 9: 3-7 (3وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: [قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ وَتَضَرُّعَكَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ بِهِ أَمَامِي. قَدَّسْتُ هَذَا الْبَيْتَ الَّذِي بَنَيْتَهُ لأَجْلِ وَضْعِ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ. 4وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبٍ وَاسْتِقَامَةٍ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُكَ وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 5فَإِنِّي أُقِيمُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ كَمَا قُلْتُ لِدَاوُدَ أَبِيكَ: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 6إِنْ كُنْتُمْ تَنْقَلِبُونَ أَنْتُمْ أَوْ أَبْنَاؤُكُمْ مِنْ وَرَائِي، وَلاَ تَحْفَظُونَ وَصَايَايَ فَرَائِضِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، بَلْ تَذْهَبُونَ وَتَعْبُدُونَ آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُونَ لَهَا، 7فَإِنِّي أَقْطَعُ إِسْرَائِيلَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاِسْمِي أَنْفِيهِ مِنْ أَمَامِي، وَيَكُونُ إِسْرَائِيلُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ.)
      إنهم فعلا شعب ميت، يقرأ ولا يفهم، يسمع ولا يعى. إن الله تعالى اشترط عليهم الإيمان به، وتقواه، والعمل الصالح، وإلا فسيقطعهم عن وجه الأرض التى وعدهم أن يعطيها لهم، فعصوا الرب فرفضهم، فحرَّم عليهم أرض الميعاد، ومازالوا يضحكون على الشعوب وعلى أنفسهم ويدَّعون أنها أرض الميعاد، وبالإضافة إلى ذلك سيغير هذا البيت، فلن يجعله قبلة للناس، ولن يكون بيته المقدس. وهو نفس ما قاله يسوع للمرأة السامرية عن تغيير اتجاه السجود: يوحنا 4: 19-21 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.)
      إنهم لم ينتهوا عن منكر أبدًا وذلك باعتراف أنبيائهم. فهم كما قال عنهم موسى u: تثنية 9: 24 (24قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ الرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ.)
      وقال لهم أيضًا: تثنية 31: 27 (27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي)
      وقال إشعياء لهم وعنهم: إشعياء 59: 1-14 (2بَلْ آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ. 3لأَنَّ أَيْدِيكُمْ قَدْ تَنَجَّسَتْ بِالدَّمِ وَأَصَابِعَكُمْ بِالإِثْمِ. شِفَاهُكُمْ تَكَلَّمَتْ بِالْكَذِبِ وَلِسَانُكُمْ يَلْهَجُ بِالشَّرِّ. 4لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ وَوَلَدُوا إِثْماً. ... أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. 7أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الزَّكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 8طَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ. جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ سُبُلاً مُعَوَّجَةً. كُلُّ مَنْ يَسِيرُ فِيهَا لاَ يَعْرِفُ سَلاَماً. 9مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ. نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ. ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ. ... 12لأَنَّ مَعَاصِيَنَا كَثُرَتْ أَمَامَكَ وَخَطَايَانَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا لأَنَّ مَعَاصِيَنَا مَعَنَا وَآثَامَنَا نَعْرِفُهَا.13تَعَدَّيْنَا وَكَذِبْنَا عَلَى الرَّبِّ وَحِدْنَا مِنْ وَرَاءِ إِلَهِنَا. تَكَلَّمْنَا بِالظُّلْمِ وَالْمَعْصِيَةِ. حَبِلْنَا وَلَهَجْنَا مِنَ الْقَلْبِ بِكَلاَمِ الْكَذِبِ. 14وَقَدِ ارْتَدَّ الْحَقُّ إِلَى الْوَرَاءِ وَالْعَدْلُ يَقِفُ بَعِيداً. لأَنَّ الصِّدْقَ سَقَطَ فِي الشَّارِعِ وَالاِسْتِقَامَةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الدُّخُولَ.)
      وقال الرب لبنى إسرائيل على لسان إرمياء إرمياء 2: 8-9:(8اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلُ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي وَالرُّعَاةُ عَصُوا عَلَيَّ وَالأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لاَ يَنْفَعُ. 9[لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ يَقُولُ الرَّبُّ وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ.)
      ونختصر ما قاله يسوع لهم بعد سلسلة طويلة من التوبيخ والتحقير لهم. لقد شهد عليهم عيسى u بما أوحى إليه أنهم أشرار مثل آبائهم، وأنهم سائرون على ضلال من سبقهم: متى 23: 31-33 (31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟)
      لذلك كان حقًا فرضه الله تعالى على نفسه أن ينزع منهم شريعته، لأنهم لم يتبعوها، ويغيرهم بأمة أخرى تؤتى ثمار هذه الشريعة. وهو قول يسوع لهم: متى 21: 41-44 (.... «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
      وفى النهاية لن نقول غير ما قاله الرب لداود عن مسيحه المرسل للعالمين: مزمور 2: 1-12 (1لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: 3[لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا]. 4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ. 6أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي. 7إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: [أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. 8اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. 9تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ]. 10فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. 11اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. 12قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.)
      وصهيون (تعنى “سيون“ وهى البرية أو الأرض القاحلة الصحراوية) هنا هى أورشليم الجديدة، النازلة من السماء، مكعبة الشكل، التى طولها كعرضها كارتفاعها (رؤيا 21: 16)
      وانظر إلى تلاعب النسخ العربية فى أمر الرب بقبول المسِّيِّا الابن! حذفت الترجمة الكاثوليكية عبارة (12قَبِّلُوا الاِبْنَ)، وكذلك فعلت الترجمة العربية المشتركة، بينما أثبتتها ترجمتا الفاندايك كتاب الحياة، واستبدلوا كلمة (وَاهْتِفُوا) بكلمة (وقَبِّلوا قَدَمَيه): (أَيُّها المُلوك الآنَ تعَقلوا ويا قُضاة الأرضِ اْتَّعِظوا. 11اُعبُدوا الرَّبَّ بِخِشيَة وقَبِّلوا قَدَمَيهبِرِعدَة. 12لِئَلاَّ يَغضَبَفتَضِلُّوا الطَّريق لأنه سُرْعانَ ما يَضطَرِمُ غَضَبُه. فطوبى لِجَميعِ الَّذينَبِه يَعتَصِمون.)
      وتكلم عنه يسوع بصيغة الغائب قائلا: يوحنا 3: 35 (35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ)
      وأمرهم بحب هذا النبى والاعتراف به: يوحنا 3: 36 (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».)
      وزيادة فى الأدلة على عدم أمانة الكهنة على كتاب الله، فاقرأ إن شئت:
      1) إرمياء 8: 8 (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟)
      2) اعترف كاتب سفر إرميا بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً: إرميا 23: 13-16 (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.)
      فكيف يشيع الكفر من أنبياء بنى إسرائيل إلا إذا حرفوا تعاليم الله أو تكتموها، وإلا لحاكمهم شعبهم ولأقاموا عليهم حدود الله! وهذا يدل أيضًا على عدم انتشار كلمة الرب وكتابه إلا بين الكتبة والكهنة فقط ، الأمر الذى ييسِّر عملية التحريف.
      3) وهذا كلام الله الذى يقدسه نبى الله داود ويفتخر به، يحرفه غير المؤمنين، ويطلبون قتله لأنه يعارضهم ويمنعهم ، ولا يبالى إن قتلوه من أجل الحق ، فهو متوكل على الله: مزمور 56: 4-5 (4اَللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلاَمِهِ. عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُهُ بِي الْبَشَرُ! 5الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ.)
      4) واعترف إشعياء بالتحريف: إشعياء 29: 15-16 (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!)
      5) واعترف الرب لإرمياء أن هناك لصوص، يدعون النبوة، وهم فى الحقيقة قد سرقوا كلمته ويضيفون عليها ثم ينسبونها للرب، بغرض إضلال الشعب: إرمياء 23: 30 (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)
      6) إرمياء 23: 32 (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].)
      7) إرمياء 23: 36 (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)
      9) حزقيال 22: 26-28 (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَلَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!)
      10) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس ، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: عاموس 2: 11-12 (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.)
      11) إرمياء 23: 16 (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ)
      12) عاموس 8: 11-12 (11«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ أُرْسِلُ جُوعاً فِي الأَرْضِ لاَ جُوعاً لِلْخُبْزِ وَلاَ عَطَشاً لِلْمَاءِ بَلْ لاِسْتِمَاعِ كَلِمَاتِ الرَّبِّ. 12فَيَجُولُونَ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ وَمِنَ الشِّمَالِ إِلَى الْمَشْرِقِ يَتَطَوَّحُونَ لِيَطْلُبُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَلاَ يَجِدُونَهَا.)
      ففكر عزيزى المسيحى: كيف يبحث المرء عن كلمة الرب فلا يجدها؟ ألا تعتقد (كما أفهمتك الكنيسة) أن كلمة الرب كانت منتشرة فى كتب، ولا يُعقل أن يجمع أحد كل هذه النسخ ويُحرفها؟) لقد علم الله بعلمه الأزلى أن بنى إسرائيل غلاظ القلب، وأنهم سيحرفون كلامه ، فأنبأ عاموس بهذه النبوءة. ثم فكر مرة أخرى: هل من العدل أن يترك الرب عبيده هكذا بدون كتاب بعد أن رفع عنهم كلامه ، أم أنه أنزل إليهم كتابًا فيه نور وهدى وتعهَّد هو بحفظه ليكون دستورًا خالدًا تُحكم به مملكة الله على الأرض؟
      13) مرقس 7: 7-13 (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ....... 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».)
      ووصية الله هى الناموس والعمل به. فإذا كان الكهنة والفريسيون قد أبطلوا العمل به، وعملوا بتقاليدهم، أى استبدلوا كلام الله، أى حرفوا كلمة الرب، أى كانوا يعبدونه على أصول أخرى ما أنزلها الله فى كتابه. وهى أصول باطلة. الأمر الذى يثبت التحريف والزيغ عن الدين الحق، وتأصيل الباطل عند الناس، حتى لا يشعرون بفساد هذه التعاليم.
      أما أن يسب يسوع إبراهيم أبى الأنبياء متهمًا إياه أنه لم يبلغهم الحق الذى سمعه من الله، فقد كتبها شيطان وأضافها للكتاب، وإلا ما دواعى فخرهم فى انتسابهم لإبراهيم، وهو قد جانب الأمانة، وكتم عنهم رسالة الله؟ (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.)
      ZZZ

      تعليق


      • #18
        بين البنوة العامة والبنوة الخاصة لله:
        وفى ص21 يقول الأنبا شنودة (والترقيم من عندى) (24- واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتى:
        [1-] لذلك لما سألوه فى مجمع السنهدريم هل أنت المسيح ابن الله وأجاب بالإيجاب. مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود» (متى 26: 65)
        [2-] ويقول إنجيل يوحنا «من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله» (يو5: 18).
        [3-] لاهوته هذا كان سبب طلبهم قلته [يقصد قتله] إذ قالوا له «لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا» (يو10: 33).
        [4-] وهذه هى التهمة التى قدموه بها للصلب، وقالوا لبيلاطس «لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله» (يو19: 7).
        [5-] وليست البنوة العامة تدعو إلى الحكم بالموت، وهذه التى يقول فيها إشعياء النبى «أنت يا رب أبونا» (اش 64: 8). ولكنها البنوة الخاصة التى يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله.) أهـ.
        إن ما قاله الأنبا شنودة وتقسيمه للبنوة إلى بنوة عامة تشمل كل المؤمنين، وبنوة خاصة تشمل يسوع بمفرده، هو من وحى خياله، ليثبت قالب ألوهية يسوع سابق التجهيز. وقبل أن نسترسل نتساءل: هل ادعى يسوع مرة أنه أكثر من نبى بشر أرسله الله إلى بنى إسرائيل؟
        إن بنوة العامة، وهى بنوة المؤمنين لله، والتى تشير إلى كل بنى إسرائيل كانت هى بنوة يسوع لله. وهى التى قالها للمجمع ، والتى استشهد بها الأنبا شنودة فى الفقرة الثالثة. وفى الحقيقة فقد جانب الأنبا شنودة الصواب فى ظنه أنهم كانوا يريدون قتله لأنه ادعى أنه إله. بل لأنهم كانوا يتصيدون له الأخطاء، ويُلبسون عليه الكلام، حتى يُدرك العامة والخاصة أنه هكذا قصد يسوع. ولنرى ماذا يقول النص: يوحنا 10: 31-36 (31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟)
        يتضح من النص أن يسوع اعترف مقدمًا أنه عبد من عباد الله تعالى أرسله الله إلى بنى إسرائيل. فاعترف أن المعجزات التى أراهم إياها هى من عند الله، وليست من عند نفسه. الأمر الذى ينفى الألوهية، لأنه لا يوجد إله عاجز يعتمد فى أعماله على إله آخر، ويقول لهم أيضًا: يوحنا 5: 30 (أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً)
        ويتضح أيضًا أنه قال لهم إنه (ابن الله) بالمعنى المتعارف عليه والذى ذكره هو من قبل، وهو الإنسان المؤمن البار، ولم يدع الألوهية، وإلا لما انتظروا عليه ثانية واحدة ليرجموه.
        يوحنا 1: 12-13(12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
        متى 5: 9 (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.)
        رومية 8: 14 (14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ.)
        وفى دفاعه عن نفسه قال ما هو أكثر من ذلك، فإن كان هو ابن الله، بالمعنى الذى قلناه، فأنتم أنفسكم آلهة بقول الرب: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.)
        إذن فقد رفعهم قدرًا أعلى منه بهذا القول لو أخذناه حرفيًا، وصار هو عبدًا لهم. إلا أننا فى باقى دفاعه يُعلن أنه ليس أكثر من رسول الله، ويتعجب من قولهم على رسول الله هذا، على الرغم من أنه أثبت لهم بأعماله ومعجزاته أنه رسول الله إليهم: يوحنا 10: 36 (36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟)
        ومن هنا تبطل حجة اليهود ويتضح افتراؤهم على يسوع فى قولهم (لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضًا إن الله أبوه معادلاً نفسه بالله» (يو5: 18)). فهو لم يقل بالمرة إنه يعادل الله، وكل ما قاله إنه رسول من عند الله، ولا يمكن أن يكون رسول أعظم من مرسله، وأن الله أعظم منه، بل أعظم من الكل، وأنه هو الوحيد الصالح، وأن يسوع سيخضع له يوم القايمة كعبد تحت الحساب، كما تخضع كل المخلوقات لله تعالى خالقهم:
        يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
        وقد أعلن فى طول إنجيل يوحنا وعرضه أنه رسول الله: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
        1- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        2- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        3- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
        4- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
        5- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
        6- وجعل سبب الخلود فى الجنة شهادة التوحيد، أنه لا إله إلا الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        يوحنا 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
        يوحنا 15: 20 (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.)
        كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
        وهذه شهادة كتابكم على عبودية يسوع لله:
        أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        كلنا نعلم أن اليهود لم يتناولوا موضوع يسوع بالعدل أو الحيدة أو حتى القبول. وأنهم حاولوا الإيقاع به مرارًا، ولأنه لم يقل مطلقًا إنه المسيح المسِّيِّا حاولوا أن يجعلوه يقوم بعمل المسِّيِّا من القضاء أو حتى استصدار حكم على مذنب، أو معاداة قيصر. ولكنه لم يفعل، فقد علم بفراسة النبوة ما يريدونه، وباحجامه عن القيام بأى وظيفة من وظائف المسِّيِّا، إعلان عن أنه ليس هو هذا المسِّيِّا، بل المزمع أن يأتى. ويتضح سبب محاولتهم قتله عندما أوضح للكل أن المسِّيِّا سيكون من نسل المرأة التى رفضتموها: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
        فبذلك علم اليهود أنه أفهم الناس أن الملكوت ليس دائًما بين أيديهم، وأنه لن يكون من اليهود من نسل داود، فماذا كان رد فعلهم؟: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
        لقد حاولوا تنصيبه ملكًا والاعتراف به المسِّيِّا رسميًا فرفض: يوحنا 6: 19 (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ)
        وحاول اثنان أن يجعلاه يقسِّم الميراث بينهما: لوقا 12: 13-15 (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».)
        وحاولوا إيقاعه مرة ثالثة فقالوا له احكم بكتاب الله على هذه المرأة التى أمسكناها تزنى فى نفس ذات الفعل، فأنت جئت تابعًا للناموس، عاملا به، ولست ناقضًا له، ومن غير المنطقى أن تتركها دون عقاب، وإلا ستنتشر الرذيلة فى العالم، فلم يحكم عليها وأشار إلى خطيئتهم هم فى محاولتهم أن يستصدروا حُكمًا منه عليها، ويكون بذلك قد ادعى رسميًا أنه هو المسِّيِّا، فيرجمونه. الأمر الذى يدل على معرفتهم بحقيقة المسِّيِّا كما يعرفون أبناءهم: يوحنا 12: 2-9 (2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ.)
        وذلك على الرغم من قوله إنه لم يأت لينقض نقطة واحدة من الناموس: متى 5: 17-18 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.)
        وتشديده على منع الزنى، حتى أمر المؤمن بإتلاف عينه إذا لم يستطع التحكم فى الغض من البصر: متى 5: 27-29 (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.)
        وحاولوا معه أن يقضى بينهم فى مسألة الجزية التى يدفعونها لقيصر ليوقعوا بينه وبين قيصر، لأنهم يعلمون من رؤيا دانيال أنه سيقضى على الإمبراطورية الرابعة الرومانية: متى 22: 15-21 (15حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ. 16فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ تَلاَمِيذَهُمْ مَعَ الْهِيرُودُسِيِّينَ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللَّهِ بِالْحَقِّ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ. 17فَقُلْ لَنَا مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟» 18فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ:«لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟ 19أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَاراً. 20فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟» 21قَالُوا لَهُ: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».)
        بل نفى عن نفسه أنه المسِّيَّا: مرقس 8: 27-30 (27ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى قُرَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ. وَفِي الطَّرِيقِ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا؟» 28فَأَجَابُوا: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». 29فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ!» 30فَانْتَهَرَهُمْ كَيْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ عَنْهُ.)
        واتهم اليهود علانية أنهم هم الذين يحرفون كلام الله ، ويحاولون إغلاق ملكوت الله فى وجه إسماعيل، ويدعون الناس بالباطل، ومَن ينضم إليهم فهو قد ضمن النار: متى 23: 13-15 (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً!)
        وأعلنها لهم صراحة أنه لا يمكن لأحد أن يخطف شيئًا من يد الله، أى النبوة التى سرقها يعقوب من أخيه ، فهذا تحريف ، لأنه لا يمكن أن يُغصب الرب على عمل شىء، وأنه بادعائهم زنى الأنبياء وفجورهم، وأنه بقولهم على إسماعيل ابن الخادمة، وليس له الحق فى النبوة وفى ميراث بركة أبيه، فهذا هراء، ويُخالف كتاب الله ومراده، وتعاليمه ، ولن يحول هذا دون بركة إسماعيل أو يحرمه منها شئتم ذلك أم أبيتم؛ حيث (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.) يوحنا 10: 29
        فالتى رفضتموها وأوهمتم أنفسكم أن من نسلها لن يأتى المسِّيِّا سوف يأتى منها: متى 21: 42-44 (قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟)
        وهم قد رفضوا هاجر وابنها عن تعصب أعمى ذميم وادعوا أنها محرومة من أن يأتى من نسلها المسِّيِّا، على الرغم من دعوة الرب لإسماعيل أنه نسل إبراهيم عليهما السلام تكوين 21: 13 (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ.)
        وكل ذلك على الرغم من وجود أربعة أشخاص من الأسباط الاثنى عشر أبناء خادمتين، أى ثلث أسباطهم أبناء خادمتين ، وهم: (دان) و(نفتالى) ابنا يعقوب من بلهة جارية راحيل ، و(جاد) و(أشير) ابنا يعقوب من زلفة جارية ليئة كانوا من الأسباط الاثنى عشر ذرية يعقوب u: (تكوين 30: 1-13)
        (وقالوا لبيلاطس «لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله» (يو19: 7))، نعم فهم يعلمون من هو ابن الله هذا شخصًا واسمًا ومكان خروجه وزمانه، فلو ادعى يسوع أنه ابن الله لاستحق الرجم، لأنه فى هذه الحالة سيكون نبيًا كاذبًا. ولكن ماذا نفعل لافتراءات اليهود عليه، بعد فشلهم فى الإيقاع به؟
        ومن هنا نعلم أنه لم يتكلم عن لاهوت، ولم يكن ابن الله إلهًا بل نبى آخر الزمان. يُتأكد من ذلك من قولك أنهم اتهموه أنه ابن الله، وهو برىء من هذه التهمة. ولم يقل مطلقًا إنه ابن الله ملك اليهود، والنبى الخاتم المسِّيِّا، لذلك برأه بيلاطس، وقال لم أجد فيه علة، وأراد إطلاق سراحه.
        وها هى حكاية محاكمته، ليعلم القارىء أنه نفى عن نفسه المسِّيِّانية، والدليل على ذلك تبرئة بيلاطس له: لوقا 23: 1-4 (1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ: «أَنْتَ تَقُولُ». 4فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: «إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هَذَا الإِنْسَانِ».)
        بل قال لدى متى 27: 24 (24فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ».)
        وكان هذا هو نفس حكم هيرودس عليه: لوقا 23: 15-16 (وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضاً لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. 16فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ»)
        فلو صدق اليهود فى قولهم إن يسوع هو المسِّيِّا ملك اليهود، لكانوا أيضًا صادقين فى اتهامهم له بمنع الجزية عن قيصر! وكلنا يعلم أن يسوع كان يدفعها بانتظام.
        وعلى ذلك فقد جانب الأنبا شنودة الصواب، فلم يتكلم يسوع عن لاهوته، ولم يعرف اليهود إلهًا غير الله، بل هاجموا يسوع على قوله إنه ابن الله، فكيف كانوا سيستقبلونه لو ادعى أنه هو الله؟
        ونسأل الأنبا شنودة: هل لو كان قول يسوع يعنى (البنوة الخاصة التى يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله) لكان تركه اليهود دون أن يرجموه؟ وهل كذب يسوع فى دفاعه عن نفسه حتى اقتنعوا أنه ليس الله ولا ابن الله من ناحية اللاهوت؟
        ZZZ

        الابن الوحيد:
        يستدل بعض النصارى ببعض الألفاظ ليحتج بها على خصوصية معينة ليسوع يفهم منها أنها تشير إلى لاهوته، ومنها ابن العلى، والابن الوحيد، والابن البكر، والابن الحبيب، وأنه فى حضن الأب.
        وفى ص22-23 يستشهد الأنبا شنودة بخمس شواهد من الكتاب على أن يسوع هو ابن الله الوحيد، ويعتبر كون يسوع الابن الوحيد دليلا على أنه من نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته. ويكفينا أن نشير إلى ما اعتبره سبب لاهوت يسوع، وهو أن الابن الوحيد هو (سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية، والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به يسبب الدينونة.) وهذه النصوص هى:
        1- يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.)
        ويرى الأنبا شنودة أن الله فى لاهوته لم يره أحد قط، أما بتجسده فقد عرفناه (مع الأخذ فى الاعتبار أن لم يستخدم لفظ رأيناه).
        والمدقق الملاحظ يجد أن الأنبا شنودة يُحكِّم الثالوث الذى يؤمن به فى هذه القضية وليست النصوص الكتابية. والثالوث هذا ليس كتابى، ولكنه كنسى. فأين قال يسوع أو الكتاب إن الله لم يره أحد قط فى لاهوته؟ أين ذكرت كلمة لاهوت أو ناسوت؟ لا توجد. فالكنيسة تؤمن بعقائد محددة، فرضتها على الناس وعلى الكتاب.
        وفى الحقيقة إن لفظ (الابن الوحيد) أقل فى الأهمية من لفظ (الابن البكر). فالابن البكر هو الابن الوحيد فعليًا زمانًا ومكانًا: فقد يكون ابنى هو الوحيد اليوم أو أمس، وقد يكون الوحيد فى مكان ما، أما ابنى البكر فهو الابن الوحيد لى زمانًا ومكانًا، ولا يُشاركه أحد فى هذه البنوة.
        أما أن يكون للآب أبناء كثيرة (المؤمنون والأنبياء والصالحون) ويعتبر هذا وحده الابن الوحيد، فهذا وصف للرب بالظلم، والعنصرية، والتحزب لشخص دون آخر، وهذا لا يليق بجلال الله وقداسته.
        وقد أُطلِقَ لفظ ابنى البكر على كثيرين: فقد ورد في سفر الخروج 4: 22-23 (22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ».)
        وورد في سفر إرمياء 31: 9 أن أفرايم ثانى أبناء يوسف u صار الابن البكر للرب: (لأَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَباً وَأَفْرَايِمُ هُوَ بِكْرِي].)
        وورد في المزامير 89: 26-27 (26هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ. إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي. 27أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
        لكن بفرض أن يسوع هو الابن الوحيد، فماذا سنقول فى باقى الأنبياء والصالحين الذين أعطاهم الرب لقب الابن البكر مثل إسرائيل الذى ضرب الرب (تكوين 32: 22-30) وأفرايم؟ هل كذب الرب أو الكتاب بشأنهم؟ أليس الابن البكر هو واقعيًا وفعليًا الابن الوحيد؟ ولماذا لا يكون يسوع هو الابن الوحيد، بمعنى أنه النبى الوحيد الذى تبقى على ساحة الدعوة بين بنى إسرائيل بعد مقتل المعمدان؟ فما علاقة هذا بتوزيع الإله الواحد الذى يؤمنون به على ثلاثة أقانيم؟
        * * *

        2- يوحنا 3: 16 (16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 17لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.)
        إن النص الثانى هنا يتكلم عن الابن الذى سيرسله الله تعالى للعالم كله، فمن اتبعه خلص، ومن عصاه فقد ضل ضلالا مبينًا. وقد سبق لنا وبيَّنَّا أن يسوع قال بفمه للمرأة الكنعانية إنه لم يُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة، ولم يرسل تلاميذه إلا إلى بنى إسرائيل، ونههاهم حتى عن الذهاب إلى الفرع الآخر من بنى إسرائيل وهم السامريين. وعلى ذلك فليس يسوع هو المقصود فى النص.
        متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
        متى 10: 5-10 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
        كما أن النص لا يُشير إلى ألوهية لا من قريب ولا من بعيد. إن مفهوم هذا النص أن الله تعالى سيعطينا أى سيرسل إلينا ابنه، أى رسوله، لنتبعه، فإن اتبعناه خلصنا، وكانت لنا الحياة الأبدية أى الخلود فى الجنة. واستخدم صيغة الماضى للدلالة على حتمية وقوع هذا الحدث فى المستقبل. ولو افترضنا أن هذا النص يخص يسوع، فهذا لا يثبت إلا أن يسوع رسول الله تعالى أرسله ليخلص من يتبع تعاليمه. فأين هى تعاليم يسوع عن التثليث؟ وأين ما قاله عن الصلب والفداء؟ وأين تعليماته بشأن ترك الناموس والختان؟ لا توجد. فكلها أقوال الرسائل التى نسبت إلى بولس وغيره.
        كما أن كلمة العالم لا تشير بالضرورة إلى كل الخليقة، ولكنها قيلت لتشمل كل بنى إسرائيل: يوحنا 18: 20 (20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.)، والنص لا يحتاج إلى تعليق! فهو لم يتكلم فى الخفاء، وكانت تعاليمه كلها فى الهيكل، ومع ذلك سمَّاه العالم، لأنه يجمع بنى إسرائيل المقصودين هنا.
        وقوله: يوحنا 15: 19 (أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ)، ومن المعروف أنه لم يسافر إلى كل الأرض ليختار تلاميذه منها، وإلا لكانت كارثة فى حق هذا الإله، لأنه كما تبيِّن الأناجيل أساء اختيارهم. فلم يكونوا يفهمونه، وتركوه كلهم وقت محنته، ولم يتقدم واحد فيهم بشهادة تنصف معلمه، بل تنازعوا على الزعامة من بعده فى وجوده قبل رفعه من هذا العالم: لوقا 22: 21-26 (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.)
        وقال لبطرس إنه قليل الإيمان، بل قال له اذهب عنى يا شيطان: متى 14: 31 («يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟»)
        وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: متى 15: 15-16 (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)
        مرقس 6: 52 (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.)
        وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
        وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذًا لم يكونوا من المصليين الصائمين!! ولو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين.
        * * *

        3- يوحنا 3: 18 (18اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ. 19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ».) ، ورأيت أن اذكر باقى السياق ليتضح المفهوم
        من الملاحظ أنه يتكلم عن ابن الله للمرة الثالثة بضمير الغائب. أى لا يعنى نفسه من قريب أو بعيد.
        هل مفهوم (لا يُدان) هنا أنه لن يُحاسب على أعماله، أم لن يعتبر من الخاطئين ويُحسب فى عداد المؤمنين؟ إن أقوال النص الذى يأمر بالعمل الصالح، ويعتبره من نور الله، لا يأمر بالإيمان بالابن ثم الفجور، وذلك لأن الإيمان بدون أعمال ميت.
        متى 16: 27 (27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.)
        يعقوب 2: 17-20 (17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟)
        (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) عبرانيين 11: 5
        وقال لتلاميذه يأمرهم بالثبات على التقوى والعمل الصالح وليس الإيمان بالابن فقط: (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 13-16
        وقال يسوع لليهود: (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 8-10
        (13فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. 14لأَنَّ اللَّهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَلٍ إِلَى الدَّيْنُونَةِ عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ إِنْ كَانَ خَيْراً أَوْ شَرّاً.) الجامعة 12: 13-14
        وقال بطرس: («بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.) (أعمال الرسل 10 : 34-35
        * * *

        4- يوحنا الأولى 4: 9 (7أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. 8وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.9بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ
        نَحْيَا بِهِ. 10فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. 11أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً. 12اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا. 13بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ. 14وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ. 15مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.)، إلا أننى رأيت أن أذكر السياق كاملا ليسهل على القارىء متابعة تعليقنا.
        إن إرسال الآب لابنه هو دليل على وجود اثنين: الراسل والمرسل، كما أنه دليل على أن الابن هو رسول الله، وليس الله من طبيعته وجوهره وذاته. وتبعًا لقول يسوع فإن الرسول لن يكون أعظم من راسله، وتكرارًا لما ذكرناه قال يسوع إن الله أعظم منه، وعلى ذلك لا مجال لتطابق الاثنين سويًا: وأنه هو الله الكامل: متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
        وأنه أعظم منه، بل أعظم من الكل: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
        يوحنا 13: 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
        وفى النهاية سيخضع يسوع لله تعالى مع باقى العبيد اخوانه: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
        وعلمنا أن المسِّيِّا مرسل للعالم بأكمله، ولم يكن عيسى u إلا نبيًا للخراف الضالة من بنى إسرائيل. فكيف يكون يسوع هو ابن الله الذى أرسله للعالمين؟
        * * *

        5- يوحنا 1: 14 (14وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.)
        الكلمة صارت جسدًا، أى إن يسوع أصبح إنسانًا بأمر الله بخلقه بكلمة كن فكان. ورأينا مجده كما لو كان ابن الله الوحيد. وعلى ذلك فهو ليس الابن الوحيد، لأن (لو) تمنع وقوع الشرط. ومجد يسوع الذى رأوه فهو من الله، وليست صفة أصيلة فيه مثل الله، الأمر الذى ينفى تشابههما أو تطابقهما، ودليل آخر كلمة مملوء نعمة وحقًا، فمن الذى ملأه؟ إنه الله تعالى الذى خلقه:
        وها هى النصوص مرة أخرى التى تشير إلى أنه مولود، محدث، مخلوق، عبد لله تعالى: لوقا 2: 6-7 (6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. 7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)
        وقول كولوسى 1: 15 إنه (... بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)
        وقول رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
        وها هى النصوص التى تشير إلى أن المجد كله لله، أما مجد يسوع فهو مستمد من الله تعالى خالقه: متى 6: 13 (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ.)
        بل كان يسوع نفسه يمجد الله تعالى بطاعته له، ويطلب منه أن يمجده: يوحنا 17: 3-5 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
        وكان يعمل ويعلم الناس كيفية إظهار مجد الله تعالى: متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
        وها هو يسوع يستمد مجده من الله تعالى، لأن الأعمال التى عملها من الله، والأقوال التى نطق بها من الله، والمعجزات التى عملها بقوة الله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
        وأن الله تعالى هو أبو المجد كله، أى له المجد كله: أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
        وإن كان ليسوع مجد فهو ليس بشىء، لأنه مستمد من الله تعالى: يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
        وأما من عرفوا الله تعالى ولم يمجدوه، فهم حمقى، وقلبهم مظلم، وأسلمهم الله إلى أهواء أنفسهم وشهوات قلوبهم، فهم مثل عبدة الأوثان: رومية 1: 16-26 (16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. 17لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». 18لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. 19إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ 20لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. 21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ ...)
        لكن هل لاحظت عزيزى القارىء أن النصوص الخمسة التى ذكرها كلها مستقاة من يوحنا؟ إن يوحنا المزعوم هذا هو الذى قال هذه النصوص عن يسوع. فما هو الدليل على أن يسوع قال هذا الكلام؟ فهل بعد ما ينهى تلاميذه ويخرص الشياطين، ويبرأه بيلاطس وهيرودس من تهمة المسِّيِّانية يأتى يوحنا أو غيره بعد رفعه من على الأرض ليقول بعكس ما قاله أثناء حياته على الأرض؟ وما دليل أن هذا الكلام الفلسفى الغنوصى فى بعض العبارات كتبه يوحنا التلميذ الأمى ولم يُنسب إليه كما حدث فى الأناجيل والرسائل الأخرى؟ هل لاحظت أن يسوع لم يقل جملة واحدة مما سبق؟ هل تتذكر أن يسوع قال عن اليهود إنهم آلهة؟ فحتى لو كان هو ابن الله، فاليهود أعلى منه قدرًا لأنهم آلهة، وهذا إذا أخذنا المعنيين حرفيًا!
        يوحنا 10: 31-36 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟)
        وننهى هذا الرد باستشهاد من الكتاب والرد عليه بأقوال يسوع نفسه. يقول الأنبا شنودة ص23: (أما دليل بنوته على لاهوته فيكفى فى هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية. والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة، بينما عدم الإيمان به يسبب الدينونة.)
        نعم فهذا حال كل رسول، وحال قومه، ولم يكن فيه يسوع بدعًا من الرسل. والحياة التى يسببها أو يعطيها هى الخلود فى الجنة، وهذا بديهى لأن تعاليمه من الله، ومن أطاع رسول الله، فقد أطاع الله: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) الأنفال
        يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
        يؤيدنا فى هذا الفهم قوله مرة أخرى: يوحنا 17: 4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        كما أنه لا يطلب مشيئته، بل مشيئة الله الذى أرسله، ومعنى ذلك أنه ليس أكثر من رسول الله. فما الذى يجعل رسول الله هو الله نفسه؟
        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        وقد حسمها يسوع محددًا أن طاعة الله تعالى تتسبب فى دخولك الملكوت:
        متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
        ولنا كلمة نحسم بها تعبير (الابن الوحيد)، فلو قصدنا أنه الابن الوحيد أى النبى الوحيد دون باقى أنبياء الله، لكان هذا رفضًا لكل الأنبياء السابقة، ولكل كتبهم. أى رفض للعهد القديم، ولم يقل يسوع غير أنه جاء مؤيدًا لما جاء به موسى والأنبياء عليهم السلام. يؤيده ما جاء فى يوحنا من قول يسوع عن كل الأنبياء إنهم لصوص وسرَّاق: يوحنا 10: 8 (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.)
        وإذا كان يقصد أن جميع الذين أتوا قبله من الكهنة ورؤسائهم، من اللصوص لأنهم من ناحية يأكلون أموال الناس بالباطل، ومن ناحية أخرى لأنهم يسرقون الملكوت لأنفسهم، فهذا جائز.
        إن الابن الوحيد تعنى الابن الوحيد المتبقى ولم يخرج للعالم بعد. فهو الأصغر فى ملكوت السماوات، والأعظم من يوحنا المعمدان، الذى هو أعظم كل الأنبياء الذين سبقوه: متى 11: 11 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.)
        وهو إيليا (= أحمد = 53 بحروف الجُمَّل) المزمع أن يأتى: متى 11: 11-14 (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
        وهو روح الحق:يوحنا 15: 26-27 (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)
        وهو الصادق الأمين: يوحنا 14: 17 (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ)
        رؤيا يوحنا 19: 11 (11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.)
        وهو نبى مثل عيسى u (مُعَزِّياً آخَرَ). يوحنا 14: 16
        وسوف يأتى بعد يسوع: يوحنا 16: 7 (لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي)
        مؤيدًا لرسالة عيسى u الحقة ومدافعًا عنه وعن أمه (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي) يوحنا 15: 26
        وسيأتى مؤيدًا لعيسى u ولدعوته الحقة: يوحنا 14: 26 (وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ) ، كما أنه يوحنا 15: 26 (فَهُوَ يَشْهَدُ لِي)
        وهو روح القداسة والطهر: يوحنا 14: 26 (26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)
        وهو المرسل للعالمين: يوحنا 16: 8 (8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.)
        وسوف يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة يوحنا 14: 26 (فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ)
        فديانته مهيمنة، وتعاليمه شاملة يوحنا 16: 13 (مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ)
        يخبر ويُنبىء عن أمور مستقبلية يوحنا 16: 13 (وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ)
        يحكم بلاد كثيرة يفتحها أتباعه: رؤيا يوحنا 19: 12 (وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلَّا هُوَ.)
        وهو الحجر الذى رفضه البناؤون، والذى سيكون دينه ناسخًا لما سبقه من الأديان ومهيمنًا عليها: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
        ناسخ لما قبله ولا ناسخ له يوحنا 14: 16 (16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
        وكلها علامات لا تنطبق على يسوع بالمرة. فلو كان هو الابن وهو نفسه الروح القدس، فما معنى أن يذهب أقنوم الابن، المتحد مع الآب والروح القدس، لينفصل أقنوم الروح القدس ويرسله الابن مرة أخرى ليذكرهم بكل ما قاله لهم. أليس من الأيسر أنه كان ترك كتابًا وحفظه لهم، ليذكرهم بكل ما قاله؟ ولم يحكم بالمرة، ولم يُشتهر بلقب الصادق الأمين، وكان تابعًا للملكوت الأول، وهو المسمى بالعهد القديم، ولم يؤسس عهدًا جديدًا بشريعة جديدة، ولم يكن هو الحجر الذى رفضه البناؤون، ولم يدافع عن أمه أو عن شرفها أو شرفه، ولم يتعرض دينه وشريعته لكل تفاصيل الحياة.
        ZZZ

        تعليق


        • #19
          علاقة يسوع بالآب:
          وفى ص23 يتكلم الأنبا شنودة عن (علاقة المسيح بالآب). ويعتقد أن (علاقة الابن بالآب تثبت لاهوته. «وغالبيتها اعلانات من السيد المسيح نفسه عن هذه العلاقة.»)
          وقد ذكر تحت هذا العنوان ثمان نقاط، يقول فى النقطة الأولى عن علاقة المسيح بالآب إن الابن عقل الله الناطق (اللوجوس): (فهذا يعنى لاهوته بلا شك. لأن الله وعقله كيان واحد. وقد قيل فى ذلك أيضًا عن المسيح أنه حكمة الله وقوة الله (1كو 1: 23، 24).)
          وها هو النص الذى يقصده الأنبا شنودة، وذكرتُ أنا أيضًا النص الذى يليه ليعرف القارىء مقدار إيمان كاتب هذه الرسالة، الذى يتهم الرب بأن عنده جهالة وضعف، وأن قوة الله وحكمته تكون بالمسيح: كورنثوس الأولى 1: 23-25 (23وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! 24وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ. 25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!)
          وهذا الكلام مُخالف تمامًا لما قاله يسوع نفسه، فقد أعلن يسوع أنه يستمد قوته من الله، ولم يفعل أو يقل إلا ما يأمره به الله تعالى أو يعلمه إيَّاه. فهل الجاهل الضعيف أكثر قوة وحكمة من معلمه؟
          يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
          لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
          متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
          يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
          ولماذا كان يفضل حكمة الله ومشيئته عن مراده هو نفسه، لأنه أقل حكمة مما تظنون به وأضعف عقلا مما تتخيلون إذا ما قورن بالله تعالى خالقه؟
          يوحنا 8: 29 (لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.)
          يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
          إذن فهو لا شىء بدون الله سبحانه وتعالى، فهو الذى يلهمه ما يقول وما يعمل، الأمر الذى يثبت جانب العلم والحكمة والقوة والعظمة والتفرُّد والألوهية لله تعالى، ويثبت الضعف والجهل والتوكُّل على الله، والعبودية ليسوع. ثم إذا كان يسوع هو القوة والحكمة والعقل، فلماذا لم يرسل هو الآب فاقد كل صفات الألوهية هذه؟
          يؤيدنا فى ذلك أقواله:
          وقال أيضًا: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
          وكان يبذل قصارى جهده لإرضاء الله تعالى: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          بل كان يسوع يطيع الله فى كل شىء: يوحنا 5: 19 (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ)
          ونناقش الأنبا شنودة بعد أن فندنا مزاعمه من الكتاب الذى يؤمن بقدسيته: من أصول إيمانكم الاعتقاد بموت يسوع عقل الله الناطق. فهل بموت يسوع الابن فقد الإله عقله الناطق وحكمته وقوته التى يحكم بها العالم؟
          وماذا كان يفعل الإله قبل ولادة يسوع أو أثناء تواجده فى رحم أمه تسعة أشهر أو أثناء فترة الرضاعة والطفولة إلى أن نضج؟
          وهل من العقل أن ينمو عقل الرب وعلمه تبعًا لعلوم اليهود وحكمتهم؟ وهل من العقل أن يتجسَّد العقل ويظل صغيرًا جاهلا، لا يعلم ما يدور فى ملكوته، ولا ما يفعله الشيطان إله العالم به، إلى أن يكبر وينضج ويسترد عقله وعلمه وحكمته؟
          لكن هب أن يسوع هو عقل الرب وحكمته، فلماذا قال عنه إنه أعظم منه؟ فهل كان الغباء والضعف أفضل عنده من القوة والحكمة؟ لا أعتقد ذلك فيه. ولماذا ترك قوته وكان يعتمد على قوة الرب؟ هل كسلا أم توفيرًا لقوته وقت اللزوم؟ ولماذا ترك حكمته وعقله وكان يسير تبعًا لمراد الرب وحكمته؟ هل لعدم ثقته فى نفسه؟ أم كان يسوع لا يقيم قيمة ما للعقل والحكمة، حتى يَدَعْ إله تجسَّد عقله وتركه يخلق ويقدر الأرزاق ويحيى ويميت؟ بل لماذا تجسَّد العقل بالذات وهو يعلم أن هذا العقل سيموت ويُدفن ويبقى العالم بدون عقل إلى أن يحييه إله آخر غير الثالوث الذى مات بموت يسوع؟
          وأسر فى إذًا كل مسيحى قائلا: هل من يكون خاضعًا لله تعالى فى الدنيا والآخرة يكون هو قوة الله وحكمته؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          وفى النقطة الثانية المتعلقة بقول يوحنا (أنا والآب واحد) يوحنا 10: 30 يقول الأنبا شنودة: (وفهم اليهود خطورة هذا التصريح من جهة لاهوته، فأمسكوا حجارة ليرجموه. فلما سألهم عن السبب، قالوا له «لأجل تجديف. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا» (يوحنا 10: 31-33).)
          إن المعنى المفهوم مما كتبه الأنبا شنودة أنه لا يجوز فى عقيدة اليهود، التى ما جاء يسوع لينقضها، بل جاء تابعًا لها، منفذًا لتعاليمها، أن يتجسَّد الإله فى صورة إنسان. ومن هذا نعلم أن عقيدة التجسد هذه دخيلة على اليهودية، وعلى تعاليم يسوع. فلا يوجد فى الحقيقة شيئًا يُدعى بالمسيحية، كما أثبتنا من قبل.
          ولو كان هذا ما فهمه اليهود فإن هذا النص لا بد أن تكون به مشكلة. إن قول يسوع فى رده عليهم يشير إلى أنه قال إنه ابن الله، فكيف فهم اليهود أن ابن الله تعنى إله، إلا إذا كانوا يلوون معنى كلامه ليدينوه ولو بالكذب؟ فهل يُعد كذب اليهود الذى نفاه يسوع نفسه عقيدة للنصارى؟
          يقول النص كاملا: يوحنا 10: 22-38 (22وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ شِتَاءٌ. 23وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ 24فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً». 25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». 31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».)
          إن اليهود يحتفلون بعيد التجديد فى الشتاء ابتداءً من 25 ديسمبر، ويستمر الاحتفال لمدة ثلاثة أيام، أى من 25 إلى 27 ديسمبر، وذلك قبل رفع يسوع مباشرة، لأن يسوع لم يحضر هذا الاحتفال إلا مرة واحدة على الأقل، فربما كان هذا فى العام الثالث من دعوته. الأمر الذى يعنى أن طوال دعوة يسوع لم يعرف اليهود أنه المسِّيِّا، الأمر الذى أزعجهم، فهو لا يعارض حكم قيصر، وليس بقاضى أو محارب، وهى الأمور التى تُعرف عن المسِّيِّا، ومع ذلك يشيع بعض العامة والشياطين ومن تبعهم أن يسوع هو المسِّيِّا. ويتضح هذا من عدة مواقف فى الأناجيل منها ما نحن بصدده، ومنها ما جاء صريحًا فى اللفظ: يوحنا 7: 12 (12وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ».)
          لذلك أرادوا قطع الشك باليقين فسألوه: يوحنا 10: 24 (إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً)
          فيسوع لم يخبر أحد بالمرة إنه المسيح المسِّيِّا، ولم يعلم أحد لا فى السر ولا فى العلن، لأنه لم يتكلم إلا جهارًا: يوحنا 18: 19-21 (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».)
          ومن المنطقى أن تكون تعاليمه كلها علانية، لأنه كما قال اخوة يسوع له: يوحنا 7: 4 (... لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً.)
          فهذا دليل إذًا على أن يسوع لم يقل إنه المسِّيِّا بالمرة. لأنه لو قالها أو دلل عليها بعمل ما، ما كان اليهود ليسألونه، بل كانوا رجموه دون تردد لعلمهم أنه ليس هو المسِّيِّا. فماذا كانت إجابة يسوع هنا؟
          للأسف سيقرأ القارىء إجابة غريبة عن سؤال آخر، الأمر الذى يشير إلى تعمُّد اليهود فى طمس هوية المسِّيِّا، وجعله يسوع، حتى لا يفقدوا الملكوت، ويكون هذا المسِّيِّا من نسل داود الذى رفضه الرب، وأكد ذلك برفض يهوياقيم الذى جاء من نسل داود، وكل ذريته. كما أكد لهم يسوع أن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، لأن داود لقبه بكلمة سيدى. (متى 22: 41-46)
          جاءت الإجابة على لسان يسوع على سؤال اليهود له إن كان هو المسيح المسِّيِّا أم لا كالآتى: يوحنا 10: (25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26وَلَكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».)
          إن ما قاله لهم ولم يؤمنوا به أن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، يؤكد ذلك قوله: متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
          وأن الملكوت سيُنزع منه، وسوف يُعطى لأمة أخرى تعمل أثماره: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
          وكنا قد ذكرنا أيضًا أنه لن يأت من نسل داود نبى (إرمياء 33: 21)، ولا من نسل يكنيا (إرمياء 22: 30)، ولا من نسل يهوياقيم (إرمياء 36: 30-31)
          فهذا هو ما قاله لهم. والأعمال التى يعملها من معجزات وفهم تام لمحتوى كتاب الله وتعاليمه يؤكدان أنه رسول الله تعالى، وأن هذه الأعمال وهذه الأقوال ليست من عنده، بل هى تعاليم الله تعالى.
          والآن هل أجاب يسوع على السؤال الذى وجه إليه؟ لا. لقد ترك الموضوع معلقًا، كما لو كان لم يفهم السؤال، ولم يدرك مدى أهمية الإجابة عليه، أو كما لو كان السائلون أغبياء، قد اكتفوا بهذه التعمية وهذا التتويه. أو إن شئت قل تعمَّد محرفوا الكتاب هذا؛ ليتوه القارىء ويُصدق فى النهاية ما يقوله لهم رجال الكهنوت، حتى لو كان مخالفًا لتعاليم يسوع نفسه.
          لكن حتى لا نتجنى على النص، فقد ذكر يسوع فى نهاية إجابته جملة صغيرة فهم منها اليهود كل ما يريد يسوع أن يقوله. فقد قال لهم (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي)، أى إن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، بالرغم من إشاعتكم هذا. وسيأتى من نسل (هاجر وابنها إسماعيل) الحجر الذى رفضه البناؤون. فهذا قرار الله تعالى، ولا يمكن لأحد أن يُجبر الرب على شىء، أو ينتزع منه شيئًا! والكلام الذى أقوله هو نفس الكلام الذى أعطانى الله إياه. فكلامنا واحد، لأن رسالتنا هى نفس الرسالة.
          لذلك قال (30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ) بعد اعترفه بأن الله هو مصدر هذا الكلام، ومصدر هذه الأعمال، وما هو إلا مبلغ فقط عن الله تعالى. فكيف يكونا واحدًا إلا فى الهدف والرسالة؟ وكيف يكونا واحد وهو يمدح الله، ويقول إنه أعظم منه؟ إن هذا لتناقض صارخ، ولا يستقيم المعنى أن يكونا واحدًا فى العظمة! (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
          ولما تناول اليهود الحجارة ليرجموه بناءً على عبارة إنه والآب واحد، أوضح للعامة الأمر الذى حاولوا أن يأخذوه على معناه الظاهر ليقيموا عليه الحجة ويتخلصوا منه، فقال لهم: (32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟»).
          فما قاله لا يعنى إلا أنه رسول من عند الله، ونسب المقدرة فى القول والفعل والعمل، والعظمة والحكمة التى ينتج عنها هذه الأعمال لله تعالى الذى ما أعطاه كل هذه إلا لتثبت أنه رسول من عند الله. لذلك تجده يرفع عيناه إلى السماء، حيث يوجد الآب، بينما يسوع نفسه على الأرض، ويشكر الله، أى يُخاطب إلهه ويدعوه، وسمع له إلهه، واستجاب لدعائه، وحققه له، وكل هذا ليؤمنوا أنك قد أرسلته: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
          وأجابه اليهود على تعجبه وسؤاله عن سبب رجمهم له، فقال: يوحنا 10: 33-38 (33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».)
          إن يسوع ساير اليهود فى فهمهم الخاطىء، وعلى الرغم من أنه لم يقل إنه إله، بل ابن الله، فليس لهم الحق أيضًا فى رجمه، وأفهمهم الاستخدام المجازى لكتابهم، فقد أطلق الرب كلمة آلهة على اليهود لأنهم يتمتعون بنزول كلمة الله عليهم. وبرهن قوله ابن الله بالأعمال التى أعطاها له الله، وينفذها هو، وكل هذه الأعمال كما قلت سابقًا لتبرهن أنه رسول من عند الله، فيدفعهم هذا إلى تصديقه. وهذا تأويل قوله إن الآب فيه، وهو فى الآب. وغير ذلك لن يستقيم الأمر، لأنه كان يخاطب الآب، ويسميه ربه وإلهه، ويصلى له، ويرجوه، ويدعو الناس إلى عبادته والخوف من حسابه، ويشير إليه بأنه الآب السماوى، وينفى لهم وجود إله على الأرض، متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
          يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
          ودليل فهمهم الخاطىء أن يسوع كان يحدثهم عن ابن الله، بينما فهموها هم أنه يدعى الألوهية، وهم يعلمون تمام العلم أن ابن الله هو المسِّيِّا النبى الخاتم، وهو بشر وليس بإله، وأن الله ليس بإنسان. وقد تكلم عنه يسوع بصيغة الغائب قائلا: يوحنا 3: 35 (35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ)
          وأمرهم بحب هذا النبى والاعتراف به: (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».) يوحنا 3: 36
          فهل كان يخدع مستمعيه ويكذب عليهم، لو كان الآب والابن إلهًا واحدًا؟ ثم لماذا تم تهميش الروح القدس، ولم يجعلا له مقدارًا فى هذا الحب؟
          بل يعلمون مدى تحقير الرب للإنسان، وعلى ذلك فلا يمكن أن يكون الرب هذا الإنسان الحقير أو يتشبه له: فيقول الكتاب عن الرجل. كما أن دينهم يحرم عليهم تخيُّل الرب فى أى صورة أو شكل.
          إشعياء 40: 18 (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
          * * *

          أوجد الشبه بين الله ويسوع:
          ونأتى الآن إلى عبارة (أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ)يوحنا 10: 30 ، ونتدبر هذا القول الذى يستشهد به النصارى كدليل لديهم على أن يسوع هو الآب نفسه. وفى الحقيقة إن هذا النص مقطوع من سياقه، كما أوضحنا أعلاه.
          وطبعًا لن نتعرض إلى أن هذا القول لو أشار إلى ألوهية الابن واتحاده مع الآب، لكنا نتكلم عن إله ذى أقنومين، وليس ثلاثة أقانيم. فالروح القدس هنا مهمشة، فلم يقل يسوع إنه والروح القدس واحد. لكن نحاول فهم هذا النص بناءً على وجود النصوص الأخرى. ففى أى مجال يمكننا أن نقول إنهما واحد؟ هل هما واحد فى الهيئة الجسمية؟ أم فى الوجود؟أم واحد فى العلم؟أم واحد فى العظمة؟أم واحد فى الصلاح؟أم واحد فى المشيئة والإرادة؟أم واحد فى الصفات؟أم واحد فى الهدف والرسالة؟
          Û هل يسوع والآب واحد فى الهيئة الجسمية؟
          لا. فالله تعالى ليس له جسم، ولم يره أحد قط، ولا يمكن أن يراه إنسان ما وهو ما عبر عنه يسوع بأنه روح: تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. ... .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. ...)
          وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ:«لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)
          ويؤكد سفر إشعياء أنه محتجب قائلاً: إشعياء 45: 15 (حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ) ويؤكد ذلك يوحنا بقوله: يوحنا1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)
          ويقول يسوع: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ....) ولأن الله روح، فلم يره أحد من البشر ، ولا يمكن أن يراه إنسان يوحنا 1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.)
          وأكد بولس نفس هذا القول: تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          ويؤكد يعقوب بصورة أخرى أن الله تعالى ليس له جسم: يعقوب 1: 17 (17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ)
          وأكد يسوع على هذه الفكرة فقال: يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) ، وأكد على بشريته قائلا: لوقا 24: 39 (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ)
          أما يسوع فقد كان إنسان له جسم وكان يأكل ويشرب ويجرى عليه ما يجرى على كل جسم بشرى. كما أنه مولود من امرأة، كما سمى نفسه، وكما عرفه الآخرون: يوحنا 8: 40 ( وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
          وها هو نيقوديموس يقول إن يسوع كان رجلا معلمًا يمده الله بقوة وعلم من عنده: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          وها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
          وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولون بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-19 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
          بل أكد الله تعالى وحذر وأنذر أنه ليس بإنسان:
          عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
          هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
          حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
          فأعلن فى كثير من النصوص بفم أنبيائه أنه لا شبيه ولا مثيل له:
          أخبارالأيام الأولى 17: 20 (يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ)
          إشعياء 40: 18 (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
          وتساءل الرب نفسه مستنكرًا:
          إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟)
          بل حقر الإنسان حتى لا يشبهه شخص ما به، فقال عنه إنه رمة ودود، وعديم الفهم، وشبهه بجحش الفرا، وأنه ليس له مزية على البهيمة:
          يوحنا 1: 1-14 (فى البدء كان الكلمة ... وكان الكلمة الله ... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا) أى أصبح إنساناً، أيوب 25: 6 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
          أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
          الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
          مزامير 8: 4 (4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ!)
          أيوب 15: 14 (14مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)
          أيوب 15: 16 (16فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ!)
          أيوب 25: 8 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
          فهل بعد كل هذا تصرون على تشبيهه بالإنسان؟
          ولأن الإنسان فعلا عديم الفهم قالها لكم الرب صراحة:عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
          ملوك الأول 8: 46 (... لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ ....)
          أيوب 9: 32 (32لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً مِثْلِي ...)
          حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
          هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
          Û هل يسوع والآب واحد أم اثنان؟
          لا. فقد كان يسوع يصلى للآب الذى فى السماوات، وكان يخاطبه، ويتكلم عنه بصيغة الغائب، ويفعل ما يرضيه، ويقول ما يمليه عليه: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          فمن الذى أرسل من؟ ومن الذى لم يترك من بمفرده؟ ومن الذى كان يُرضى من؟ إنهما اثنان
          لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) ومن الذى كان يًصلى لمن؟ إنهما اثنان
          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) فمن الذى علَّم من؟ إنهما اثنان: علم منهم العالم الجاهل
          يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.) ومن الذى يُحب من؟ إنهما اثنان
          يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) فمن الذى كان فى السماء ومن الذى كان على الأرض؟ إنهما اثنان من الذى سمع لمن؟ إنهما اثنان ومن الذى يستحق الشكر من من؟ إنهما اثنان ومن الذى كان يستجيب لمن كل حين؟ إنهما اثنان
          متى 3: 17 (17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».) فمن الذى أصدر هذا الصوت؟ وعن من كان يتكلم؟ إنهما اثنان
          متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) من الذى كان يتكلم؟ وأين كان موقعه وقت التكلم؟ إنه يسوع الذى كان على الأرض. أين أباكم؟ فى السماء.إنهما إذًا اثنان
          متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
          متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
          يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) من الذى سيصعد ولمن؟ وأين كان موقعه وقت التكلم؟ إنه يسوع الذى كان على الأرض، وسوف يصعد إلى الآب السماوى. إنهما اثنان! وإلا لقلنا عن يسوع أنه فقد عقله، وبالتالى فقد ألوهيته!!
          متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) من الذى ترك من؟ إن يسوع يصرخ على الأرض على إلهه الذى فى السماوات. إنهما اثنان!!
          يوحنا 17: 25-26 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».) فها هو يسوع على الأرض يُخاطب أباه أى إلهه الذى فى السماوات، وأقر أن أتباعه آمنوا أنه عبده ورسوله، وعرفهم باسمه!
          بل نسبت الأناجيل ليسوع أنه يجلس عن يمينه. فكيف يكونا واحدًا فى الوجود؟ فقال يسوع لرئيس الكهنة: متى 26: 64 (.... مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».)
          وأكد بولس هذه الفكرة: أفسس 1: 20 (20الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،) من الذى يجلس على يمين من؟ إنهما اثنان يجلسان بجوار بعضهما البعض، واحد على يمين الآخر، والآخر على يسار الأول. إنهما إذًا اثنان!!
          Û هل يسوع والآب واحد فى العلم؟
          فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
          ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)
          ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)
          ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)
          ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
          ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
          Û هل يسوع والآب واحد فى العظمة؟
          لقد أقر يسوع بنفسه أن الله أعظم منه: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) ، بل أعلن أنه أعظم من الكل: يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
          كما أقر أنه رسول الله: يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
          يوحنا 13: 20 (... وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
          وأسمته التراجم الحديثة عبدًا لله:ارجع الآن إلى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية فى اعترافها أن يسوع عبد لله:
          أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قال لهم: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. .... 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
          Û هل يسوع والآب واحد فى الصلاح؟
          لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
          وأقر أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل: متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
          وقال بصفته عبد الله ورسوله: يوحنا 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
          Û هل يسوع والآب واحد فى المشيئة والإرادة؟
          يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
          يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          وخاضع لله تعالى يوم الحساب مثل كل مخلوقات الله:كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          Û هل يسوع والآب واحد فى الصفات؟
          كيف يكونا واحدًا فى الصفات بعد ما علمت أن يسوع عبد لربه، يتعبد إليه، ويطلب مرضاته، ويفعل ما يأمره به، كما أنه أقل منه فى العظمة والعلم والمقدرة؟ ونورد بعض الصفات القليلة لله سبحانه وتعالى ونرى مدى تطابقها على يسوع:
          نطق الله تعالى بألوهيته، وقال إنه هو الله الخالق، ربنا ورب كل شىء، ولم يَدَّع يسوع شيئًا من ذلك، بل تخضع ألوهيته لاستنتاجاتكم:
          تكوين 28: 13 (أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ.)
          لاويين 18: 1-2 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.)
          وقال لإشعياء: إشعياء 43: 3 (3لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.)
          وقال له أيضًا: إشعياء 43: 11 (11أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ.)
          إشعياء 44: 24 (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟)
          إشعياء 45: 5-15 (5أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي. 6لِيَعْلَمُوا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ وَمِنْ مَغْرِبِهَا أَنْ لَيْسَ غَيْرِي. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 7مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ. 8اُقْطُرِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقُ وَلْيُنْزِلِ الْجَوُّ بِرّاً. لِتَنْفَتِحِ الأَرْضُ فَيُثْمِرَ الْخَلاَصُ وَلْتُنْبِتْ بِرّاً مَعاً. أَنَا الرَّبَّ قَدْ خَلَقْتُهُ. ..... 12أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا. يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا أَنَا أَمَرْتُ. .... 15حَقّاً أَنْتَ إِلَهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ.)
          إشعياء 45: 21-23 (أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. 22اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ. 23بِذَاتِي أَقْسَمْتُ. خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجِعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ. يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.)
          طالب الله تعالى الناس أن يعملوا بفرائضه وأن يلتزموا بأحكامه، لأنه هو الرب الخالق: لاويين 18: 4-5 (أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 5فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الْإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ)
          فهل كان ليسوع أحكام وفرائض طالب المؤمنين به أن يعملوها؟ لا. بل طالب الناس أن يلتزموا بتعاليم الله التى تلقاها عنه: يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
          يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
          كان يسوع مرسلا من الله تعالى، وعلم كل معاصريه كما أسلفنا أنه نبى من عند الله. فهل كان الآب مرسلا من قبل الابن أو من أى أقنوم آخر؟ لا.
          إن الله حى قيوم لا يموت، ولا يمكن أن يموت، بينما مات يسوع كما تؤمنون.
          دانيال 6: 26 (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
          إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.)
          تيموثاوس الأولى 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
          الله قادر على كل شىء، بينما لم يقدر يسوع على أى شىء إلا ما علمه الله إياه:
          كورنثوس الثانية 6: 18 (يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.)
          رؤيا يوحنا 4: 8 («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».)
          رؤيا يوحنا 11: 7 («نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)
          رؤيا يوحنا 15: 3 (عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ.)
          وصرح مرقس بقدرة الله المطلقة ، فقال: مرقس 10: 27 (27فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».)
          مرقس14: 36 (36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ)
          وأقر يسوع قائلا: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
          يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
          يوحنا 14: 24 (.. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          وفى الوقت الذى فيه الله قوى عزيز لا يُهزم ، ولا يُقهر:
          قضاة 5: 5 (تزلزلت الجبال من وجه الرب)
          مزامير 68: 8 (8الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ.)
          مزامير 24: 8 (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)
          إشعياء 50: 2-3 (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».)
          إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.)
          صموئيل الأول 2: 10 (10مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ, وَيُعْطِي عِزّاً لِمَلِكِهِ, وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ.)
          ويقول الكتاب: مزمور 62: 11 (11مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ.)
          تيموثاوس الأولى6: 15-16 (15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.)
          بينما تجد يسوع فى غاية المهانة والذلة: متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.)
          أعمال الرسل 8: 32(«مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)
          وأكتفى بهذا القدر، فكل واحدة منها كفيلة بإسقاط ألوهية يسوع المستنتجة.
          Û هل يسوع والآب واحد فى الهدف والرسالة؟
          نعم فهما واحد فى الرسالة، التى تهدف إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله فيما أتى به من عند ربه، إذا لا يجوز أن يرسل الله نبيًا برسالة ولا يبلغها أو يتقاعس فى توصيلها كما يريد الله تعالى.
          فقد قال يسوع: يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
          يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
          يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          والنبى الذى يطغى ويتكلم بغير ما أرسله الله يأمر الله بقتله: التثنية 18: 20 (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.[وفى الترجمة السامرية واليسوعية: (يُقتل ذلك النبى) وهو يتطابق مع النهاية التى تدعونها ليسوع])
          إن العبارة الكاملة التى نطق بها يسوع هى: يوحنا 10: 25-30 (25أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. .. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»)
          فقد كان يتكلم عن الأعمال والمعجزات التى كان يقوم به، وأنها ليست أعماله، بل أيده الله بها، وهى تشهد له أنه عبد الله رسول. وبالتالى فالهدف واحد: وهو دفع الناس لتقبل عيسى u ، وتقبل رسالته الربانية ، لتكون لهم الحياة الأبدية ، التى حددها بقوله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
          وهذا هو ما فهمه رؤساء اليهود: 4- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّمًا لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          متى 21: 46 (46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
          ومن ناحية أخرى فإن الإيمان بيسوع كرسول الله إلى بنى إسرائيل، هو إيمان بالله الذى أرسله. وعلى ذلك فالإيمان بأيهما يتطلب الإيمان بالآخر، ولا يمكن لإنسان أن يكون مؤمن أو يدخل الجنة إذا رفض أحدهما، فكيف سيعرف مراد الله وتعاليمه إلا عن طريق رسوله؟ فهما من هذا الطريق واحد. لذلك يقول يسوع: يوحنا 12: 44 (الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
          مرقس 9: 37 (... وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
          واستعمل يسوع نفس هذا التعبير مع تلاميذه الذين أرسلهم، فقال: لوقا 10: 16 (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
          وانظر إلى شهادة التوحيد ومفتاح الخلود فى الجنة، لا ينفصل فيه الإيمان بالله عن الإيمان برسوله: يوحنا 17: 1-26 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
          وهو نفس قول الله تعالى فى القرآن: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ..} (80) سورة النساء
          وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} (150-151) سورة النساء
          ZZZ

          تعليق


          • #20
            والنقطة الثالثة التى يتمسك بها الأنبا شنودة هى قول يوحنا أيضًا (أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ) يوحنا 14: 10
            لو أخذنا الأمر كما يفهمون لأثبتنا بذلك وجود إلهين اندمجا بدخول أحدهما فى الآخر، وعليهم البحث عن نص آخر يشير إلى وجود الابن والآب فى الروح القدس، ووجود الروح القدس فى الآب والابن!
            ثم لماذا يتواجد الآب فى الابن ولا يتواجد فى الروح القدس؟ لماذا يجلس الابن على يمين الآب، ولا يجلس الروح القدس على يمين الآب؟ لماذا أعطى الآب الابن كل شىء فى يديه، ولم يعط الروح القدس كل شىء؟ لماذا كان الروح القدس دائمًا مهمَّشة ولا تتساوى بالابن أو الآب؟ لماذا تنبثق الروح القدس من الآب أو الاثنين الآخرين، ولا ينبثق الآب من أحدهما أو كليهما؟ وإذا كان الآب هو مصدر كل المخلوقات، فقد حكمتم إذًا على الابن والروح القدس أنهما من عبيد الله ومخلوقاته.
            ويقول أيضًا ص24: (والحلول الأقنومى، مثل حلول النور فى الشمس، أو حلول الحرارة فى النار، أو حلول الفكر فى العقل، بحيث يُفهم منه أنهما كيان واحد.)
            نقول الله أكبر، ظهر الحق على لسان الأنبا شنودة. إن ما يقوله يعنى أنهما واحد فى الفكر، فى الهدف، فى الرسالة، ولكنهما على حقيقتهما اثنان.
            وهل نقول على نور الشمس أو حرارتها شمس، كما تفعلون مع كل أقنوم من أقانيم الثالوث؟ وهل نقول على حرارة النار نار؟ وهل الفكر هو العقل، أم أن الفكر نتاج العقل، والحرارة نتاج النار، والنور نتاج الشمس، وعلى ذلك فقد سبقت الشمس والنار والعقل ما نتج عنهما، وبالتالى لا يتساوون فى زمن الإيجاد، ولا فلا المُسمَّى ولا فى الخواص أو الصفات؟
            إن يسوع نفسه فرَّق بينه وبين الآب فى كثير من المواقف منها اعتبر أن شهادته وحدها لا تكفى، وعضَّد مصاقية قبول هذه الشهادة بشهادة الآب: يوحنا 5: 31-37 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقًّا. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. 33أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ. 34وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ وَلَكِنِّي أَقُولُ هَذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ. .... 36وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي. 37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ)
            فتدبر من يشهد لمن؟ وكم عدد الشهداء؟ وكيف لا تقوم الشهادة إلا على فم اثنين أو أكثر؟ ولو كان يسوع هو الآب، لكان قد كذب على مستمعيه وخدعهم، وأن الله ليس بإنسان، وأن الآب هو الذى أعطى الرسالة ليسوع، وأن أعماله كلها من عند الآب، الذى أرسله. وهذا الآب لم تبصروا هيئته ولم تسمعوا صوته:
            ثم اقرأ النص التالى وأخبر نفسك: هل كان يسوع يكذب ويخدع اليهود عندما قال لهم إنه لا يقدر أن يفعل إلا ما يريه الآب إياه؟ فكم شخص فى هذه الجملة؟ إنهما اثنان. أحدهما يعتمد على علم الآخر وقدرته. أحدهما يُعلم والآخر يتعلم، ولو فهمنا أن الابن هنا هو يسوع، فكيف يحب يسوع نفسه، ويُرى نفسه أعمالا أعظم من التى عملها؟ يوحنا 5: 19-20 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
            ثم اقرأ هذا النص وتدبر كم مشيئة موجودة: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
            فلو كانت هناك مشيئة واحدة، لكان يسوع كذاب ومخادع، يضحك على اليهود ليكسبهم لدينه الجديد. ونشتم رائحة بولس فى هذا الفكر، فلم يفعل هذا إلا بولس: كورنثوس الأولى 9: 19-23 (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْمًا. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.)
            إن طريق الكذب والنفاق لم يعرفه إلا بولس والكهنة: رومية 3: 7 (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟)
            وقد أخبر يسوع الكهنة أنهم يقومون بنفس هذا الدور ليكسبوا دخيلا واحدًا لجهنم. إنهم يُفهمون أتباعهم أن المسِّيِّا، الابن، سيكون من نسل داود، وأنه باقٍ فيهم، ولن يؤخذ منهم ملكوت الله أبدًا، فهم أبناء الله وأحباؤه. وقد فضح يسوع نواياهم فقال لهم: متى 23: 15-16 (15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ)
            وقال لهم: يوحنا 5: 39 (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.)
            وقال لهم: متى 21: 42-44 («أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
            ولعن شجرة التين رمز الأمة اليهودية، قائلا لها لا يخرج منك ثمر بعد: متى 21: 19 (لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)
            لكن هل حل النور فى الشمس كما قال الأنبا شنودة، أم أن هذا نتيجة التفاعلات والحرار والنار التى بداخل الشمس؟ وهل يُسمَّى نور الشمس شمس؟ وهل نطلق على الفكر عقلا؟ فكم من العقلاء بيننا لا تعجبنا أفكارهم! والعقل من خلق الله تعالى، أما الفكر فهو من مكونات صاحب هذا العقل، بناءً على ثقافته والبيئة التى يتعايش معها وينفعل بها. وهل نطلق على الحرارة النار؟ لكننا يمكننا أن نصف الحرارة بالنار، كما نصف النبى أنه ربَّانى، أى لا يفعل إلا ما يأمره به الله، يحبه ويخلص له فى القول والفعل والعمل.
            إن ألوهية الله تعالى لا تخضع للاستنتاج البشرى دون وجود نصوص واضحة الدلالة، صريحة اللفظ على ألوهية الله تعالى، فلا بد من أن يقولها الله تعالى فى كتابه واضحة، ويكررها، ويدلل هو نفسه على استحقاقه لهذه الألوهية، من كتاب أنزله، وحفظه ليكون حجة على الأجيال التى تأتى فيما بعد. من رسل يرسلهم يكونوا قدوة لشعوبهم، وليسوا حجة على فشل الرب فى انتقاء أفضل البشر ليكونوا رسله. ومن تعداد لنعمه على عبيده وتذكير الناس بها، ومن ذكر أنه سيكون مالك يوم الدين، وسيحاسب عبيده على كل ما يفعلونه، وأن يذكر لهم مصير المؤمن به وبرسله، والمتبع لتعاليمه، ومصير المخالف لذلك. وغيره من الأصول القويمة التى يقوم عليها أى كتاب سماوى.
            أما إن كان قوله هذا يعنى الاتحاد التام بين الخالق والمخلوق، فبناءً على النصوص الكتابية القادمة عليكم أن تؤمنوا بتعدد الآلهة، ولا تقفوا على ثلاثة فقط:
            كورنثوس الأولى 6: 16-17 (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.) وعبارة الترجمة الكاثوليكية الجديدة: (ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا.)
            فهو والزانية جسد واحد أى لهما نفس المهانة المعدة لهما من قبل الله، فقد اشتركا فى نفس الإثم، ولهما نفس العقوبة. وكذلك إن الملتصق بالله أى من يطع الله، تكون له الكرامة والخلود فى الجنة، التى أعدها الله للمؤمنين. وإلا هل يتحول المطيع لله إلى الله نفسه؟
            يوحنا 17: 11، 21 («أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ...... 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
            إن حفظ الله تعالى للمؤمنين باسمه، يجعل باقى الناس ترى نور الله تعالى ورسالته الحقة، فيمجدوا الله ويتبعوا نوره. ومن هنا يؤمن الناس أن هذه التعاليم التى جاء بها يسوع هى من عند الله، وما هو أكثر من نبى أرسله الله لبنى إسرائيل.
            يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
            يوحنا 14: 10-11 (10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.)
            يوحنا 14: 20 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
            يوحنا 15: 4 (4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
            أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
            كورنثوس الأولى 6: 19 (19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ )
            كورنثوس الأولى 12: 12-13 (13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.)
            وهو عين ما قصده بولس فى أفسس 4: 4 (4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.)
            كورنثوس الثانية 6: 16 (16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.)
            وهو قريب من قوله: يوحنا 1: 12-13(12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
            وقوله: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
            وقوله: يوحنا 8: 44 و47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
            وقوله: يوحنا 6: 56 (56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.)
            وقوله: يوحنا الأولى 4: 15 (مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.)
            يوحنا الأولى 1: 3-7 (3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ... 5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. 6إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، ......)
            كما يستدلون على لاهوت المسيح بقوله: كولوسى 2: 9-10 (9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.) ويتناسون الجملة التى تليها، والتى تشير إلى ملء يسوع (الذى هو الله عندهم) بالتلاميذ والمؤمنين: (10وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ.) فلماذا لا تؤلهون الكل، ولماذا لا تقولون بتجسد الرب فى الكل؟
            ولو فهمنا هذا النص كما يفهمونه هم، بأن الرب تجسد فى يسوع، لكنا نتكلم عن إلهين اثنين، أحدهما ملأ الآخر. ثم هل امتلأ يسوع باللاهوت أم أخلى نفسه منه؟ فيليبى 2: 7 (7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.)
            وما علاقة هذا بألوهية يسوع؟ فهل من يحب الله يصبح هو نفسه الله؟ ثم هل تكلم يسوع مطلقًا عن اللاهوت؟ هل ذكر كلمة اللاهوت أم هو علم استولدوه من بعده؟
            إن يسوع لو كان إلهًا لما استحق التأليه بما اقترفه فى حق البشرية من خوفه أن يعلن ألوهيته صراحة، ومن عدم مطالبته التلاميذ والناس بعبادته!!
            لقد استخدم نفس هذا التعبير مرة أخرى فى الرسالة الثانية إلى كورنثوس 5: 19 (19أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ.)
            والغريب أن نص مثل هذا قاله يسوع فى إنجيل يوحنا، محددًا علاقته بالله، ومثلها تمامًا علاقة البشر به: يوحنا 17: 20-26 (20«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. 24أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ»)
            فالقارىء لهذا النص يجد أن يسوع يُخاطب آخر، وأن هذا الآخر أعطى يسوع مجدًا لم يكن عنده، وهو النبوة والحب والرعاية، ولا يذكره لليوم مسلم إلا ويمجده ويدعو له قائلا ”عليه السلام“، وأرسل يسوع برسالة ما إلى بنى إسرائيل، وأن هذا الرسول عرَّف الناس باسم الله، الذى اختفى بدوره من الكتاب، وعرف التلاميذ أن الله هو الذى أرسله. ويطلب من الآب أن يكونوا واحدًا مع الله تعالى فى مفهوم رسالته وتطبيقها، ليؤمن العالم حقيقة برسالته وهى أنه عبد الله ورسوله.
            واستخدم نفس هذا التعبير فى بطرس الثانية وفيه يشير إلى أن كل المؤمنين ينالهم جزءًا من الطبيعة الإلهية، أى يصيروا ربانيين بما علموا من حقيقة رسالة الله لهم، وبتطبيقهم إياها: بطرس الثانية 1: 4 (4اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.)
            ولو أخذنا النص حرفيًا كما يريدون لصار كل مسيحى أقنومًا يُضاف إلى أقانيم الرب، ولصاروا آلهة يمشون على الأرض. أو على الأقل لصاروا أرواحًا مثل الرب، ولما رآهم أحد.
            وبعد كل هذا الاتحاد المجازى بين الرسالة وتنفيذها، أو بين المؤمنين والرسالة، سيكون يسوع خاضعًا لله مثل باقى عبيد الله من خلقه: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
            ZZZ

            قوة علاقة يسوع بالآب:
            أما قوله ص24 أيضًا: (وقال السيد المسيح أيضًا عن قوة علاقته بالآب، وذلك فى نفس مناجاته للآب: «كل ما هو لى فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى» (يوحنا 17: 10). وهو تصريح لا يمكن أن يصدر عن بشرى، لأن معناه المساواة بينه وبين الآب.)
            إن القارىء المدقق ليشعر أن النتيجة التى توصل إليها الأنبا شنودة لتتناقض مع مقولته (قوة علاقته باللآب)، ومن تعبيره فى مخاطبة الآب (كل ما هو لى فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى)، ليقول من فوره إن يسوع يتخاطب مع آخر، له علاقة قوية به، ويقول له ما ذكرناه، وإلا لكان يسوع مخادعًا، أو كاذبًا، يريد أن يوهم الناس بشىء لا وجود له، ومُخالف لقانون الإيمان الذى لا يعرف هو عنه شيئًا، أو على الأقل قال هذا على سبيل المجاز، كما تعودنا فى لغة الأناجيل. فالعلاقة تستلزم وجود أكثر من شخص، وإلا كيف ستتكون هذه العلاقة؟ وهذا مخالف لقانون الإيمان الذى ينص على أنهما ليسوا ثلاثة آلهة، ولكنهما واحد. بهذه المقولة أثبت الأنبا شنودة وجود اثنين على الأقل. ولن أتكلم عن تهميشهم للروح القدس هنا أيضًا.
            أما استنتاج الأنبا شنودة أن (كل ما هو لى فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى) فينقصه معرفة هذه الجملة فى سياقها. لذلك سأذكر الإصحاح كاملا:
            يوحنا 17: 1-26 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا 2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
            إن الجزء الأول من كلام يسوع (1-5) نلاحظ اعتراف يسوع أن الله تعالى فى السماء، بينما يناجيه يسوع من على الأرض. وهذا كفيل أن يثبت أنهما اثنان، ويثبت تهافت قانون الإيمان الذى يعتبرهما شخصًا واحدًا.
            وهو هنا لم يفعل غير ما علمه للناس من أن يصلوا لأبيهم الذى فى السماوات، وأمرهم ألا يتخذوا لهم إلهًا على الأرض: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
            نلاحظ أيضًا أن يسوع يتبتل إلى الله طالبًا منه أن يُمجده. فهل يوجد إله يطلب من إله آخر أن يمجده؟ فإن دل هذا ليدل على تدنى مرتبة يسوع عن مرتبة الله تعالى، وهذا ما قاله يسوع ينفسه: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)، كما يدل أيضًا على أن مجد يسوع يتعلق بموافقة الله، وقبوله أن يُمجَّد يسوع، فالله تعالى هو الكامل فى ذاته: متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
            وأقر أن الحياة الأبدية يتملكها الإنسان بالإيمان بالله وحده، لا شريك له، وتباع تعاليم يسوع الذى أرسله. إذ كيف يعرفوا يسوع إن لم يعرفوا تعاليمه ويتبعوها؟ وكل هذا يشير إلى عبودية يسوع لله تعالى، فى التبتل إليه، والاعتراف بأنه فى السماوات، وطلب المجد منه، والاعتراف به وحده، واتباع رسوله.
            ضياع اسم الله من كتابهم:
            أما الجزء الثانى من قوله فهو: يوحنا 17: 6-19 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. 10وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. 13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ. 14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ 15لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. 16لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. 17قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ. 18كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ 19وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ.)
            إن يسوع أظهر اسم الله تعالى وأخبرهم به، بعد أن طمسوه وأخفوه عدة مرات، ومازال كتابهم الذى بين أيديهم لا يحتوى على اسم الله تعالى، وفى ذلك تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الله): ”ثالثا - أسماء الله : كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته ، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية – قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها“.
            وتواصل دائرة المعارف الكتابية قائلة: ”3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة ، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها ، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ "إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريدًا ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23)“.
            وهو بهذا أغنانى عن أن أوضِّح لكم أن اللغة العبرية ولا الآرامية ولا العربية يعرفون فعل الكينونة، ولن أنس أن أذكرك عزيزى المسيحى أن لفظ الجلالة الله الموجود فى الترجمات العربية لا وجود له فى جميع ترجمات لغات العالم ، وبدلًا منها يوجد فى العبرانية كلمة ألوهيم.
            وهكذا فهم يعبدون إلهًا ليس هذا اسمه، ولكنه ربما ضاع أو نسى، والكلمة المستخدمة للدلالة على هذا الإله لا يُعرف معناها، والنظريات الحديثة التى يفترضونها غير مرضية أو مقبولة علميًا! وإلى اليوم تخرج نظريات حديثة على حد قول دائرة المعارف الكتابية، تحاول التعرف على اسم الله!! فإلى من يتوجهون بالعبادة؟ وما أخبار من ماتوا دون معرفة اسم الله؟ وماذا تفعل الروح القدس التى يدعون أنها تتلبس كل قسيس أو أسقف أو بابا أو غيرهم ، وهى الهادية المرشدة فى مفهومهم؟ كيف لم تخبرهم طوال هذا الزمن باسم الإله الذى يعبدونه؟
            وكيف يقول سفر المزامير أن اسم الله هو يهوه: مزمور 83: 18 (18وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ.).
            تخيل معى: هل من العقل أن تعبد إلهًا لا تعرف اسمه؟ فكيف ستناديه؟ وبأى اسم ستناجيه؟ وأنَّى تدعوه؟ ما هو شعورك وأنت لا تعرف اسم إلهك الذى تعبده؟
            وهل يكفيك أن تعرف صفاته فقط؟ ماذا سيكون حالك عندما تعرف صفة من الصفات ولا تعرف صاحبها؟ ألا يقود هذا إلى الضلال؟ تخيل أن الناس تتكلم عن طبيب جراح ممتاز، وكل ما يعرفونه عنه أن هناك طبيب ممتاز، ولا يعرفون اسمه. أليس من السهل أن يُخطىء الإنسان فى هذا الطبيب ويظن أن هذا الطبيب هو آخر خاصة إذا اشتركا فى نفس الصفة؟ أليس من السهل أن ينتحل أى جرَّاح آخر مهمته؟ وكيف يتمايز الأطباء إن كان هناك أكثر من شخص لهم نفس الصفة؟ ألا تضيع الحقيقة وسط هذه الترهات؟
            بمعنى أنه إذا كان الإله الذى أعبده (سبحانه وتعالى عن التشبيه والتمثيل) رحيمًا، فإنه يوجد الكثير من الرحماء بين البشر، وإذا كان ودودًا، فهناك الكثير من الناس الودودة. فكيف يتعيَّن لى أن الذى أعبده هو الإله الحق؟ فإن الصفات بمفردها لا تغنى عن الاسم.
            نضرب مثلًا لذلك من الكتاب المقدس:
            إن الله هو القوى، وهو المتسلط على البشر بحكمه وعلمه وعدله ورحمته:
            وذلك مصداقًا لقول الكتاب: دانيال 4: 17 (إن العلىّ متسلط فى مملكة الناس)
            إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.)
            دانيال 6: 26 (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى.)
            إشعياء 50: 2-3 (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْرًا. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَمًا وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».)
            وكان الشيطان قويًا، حيث أسر الإله المتجسد لمدة 40 يومًا، يأمره بما شاء، ويحركه كيفما يريد، وتركه وقتما أراد. بل أكثر من ذلك فإن الشيطان أمر الإله بالسجود له، فأى ذل وهوان أنزلتم إلهكم؟: لوقا 4: 1-11 (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيرًا. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ)
            وذلك على الرغم من قولهم إن المؤمن ابن الله لا يمسه الشيطان: يوحنا 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
            وأكثر من ذلك فقد قبضوا على الإله وأهانوه وأذلوه ، وبصقوا فى وجهه ، ثم أعدموه: متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًَّا 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)
            إذًا لقد تساوى الثلاثة فى القوة: الإله بما ادعاه لنفسه ، والشيطان بما فعله مع الرب ، واليهود لأنهم أعدموا الرب صلبًا، وعلى ذلك لا يمكننا أن نكتفى بالصفات فقط، بل علينا معرفة اسم الإله.
            وإذا علمنا أن الشيطان له عدة أسماء أنقلها كما ذكرتها دائرة المعارف الكتابية مادة (إبليس الشيطان): فهو يُسمَّى إبليس والشيطان و”"أبدون" أو "أبوليون" (رؤ 9: 11) ومعناهما "المهلك". كما يطلق عليه "المشتكي على الإخوة" (رؤ 12: 10)، و"الخصم" (1 بط 5: 18)، و"بعلزبول" (مت 12: 24)، و"بليعال" (2كو 6: 15)، و"المضل لكل العالم" (رؤ 12: 9) و"التنين العظيم" (رؤ 12: 9) ، و"العدو" (مت 13: 28 و 39)، و"الشرير" (مت 13: 19 و 38)، و"أبو الكذاب" (يو 8: 44) ، و"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"الكذاب" (يو 8: 44)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"القتاَّل" (يو 8: 44)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31، 14: 3، 16: 11)، و"الحية القديمة" (رؤ 12: 9)، و"المجرب" (مت 4: 3، 1 تس 3: 5)“. أى له 21 اسمًا فى الكتاب.
            ونعلم أن كثرة أسماء المسمَّى تشريفًا له. فهل احتفظ الكتاب بأسماء الشيطان تشريفًا له ، ولم يحفظ اسم المعبود الذى يقدسونه؟
            بل إن بعض الأشخاص احتفظوا باسمين فى حياتهم ، مثل ابرام الذى أصبح إبراهيم ، وإسرائيل الذى كان يعقوب.
            عزيزى القارىء: إن معرفة الله وصفاته فى أى دين لهو أهم الموضوعات التى تتعلق بلب هذه الديانة التى يدين بها الإنسان ، ويُسلم أمره فيها لهذا الإله. إذ لابد أن أعرف اسمه الذى سأتعبد له به، وأناجيه ، وأدعوه به. وهو اسم لا يشترك فيه معه أحد، غير قابل للتثنية والجمع، لأن الله واحد، ولا شريك له، ولا إله معه. فكيف نتوقع أن اسم الله يُجمع؟
            فى الوقت الذى ترى فيه الكتاب الذى يقدسوه قد حذف هذا الاسم أو استبدله بكلمة (الله) أو كلمة (الرب). فالاسم (يهوَه) أو (يهوِه)،‏ وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي وبعض العلماء، يظهر 7000 مرة تقريبًا في الأسفار العبرانية الأصلية. لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه «الله» أو «الرب». وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه. ولكن هنالك ترجمات عصرية عديدة بلغات مختلفة تستعمل إما الاسم يهوَه أو الاسم يهوِه.
            فكيف يتم هذا؟ ولمصلحة من يتم حذف اسم الرب؟ وكيف يتم تغيير الاسم العلم فى الترجمة؟ فقد يتفق اليهود والمسلمون فى الكثير من صفات الله ، لكن أين اسم (الله) فى الكتاب بأكمله؟ وطبعًا لم ينس المترجم إلى اللغة العربية أن يكتب مكان يهوه أو ألوهيم أو زيوس التى جاءت فى العهد الجديد كلمة الله ، على الرغم من أن صغار المترجمين يعلمون أن الاسم العلم لا يُترجم. فالأستاذ مصباح لا يُترجم تحت اسم master Lamp ، ولا تُترجم كلمة السيدة صباح إلى Mrs Morning ، وليس لديهم سببًا مقنعًا عن ترجمة أسماء الأعلام فى كتابهم!!
            وإذا كان القسم باسم الله، والدعاء باسم الله، ويُطالبكم الكتاب أن تباركوا اسمه وتسبحوه، وأن تسموا مكان العبادة باسمه، وأن تصلوا وتتعبدوا باسمه، وقد اختفى اسم الرب، فكيف ستنفذون كل هذه الأوامر؟
            إشعياء 12: 4 (4وَتَقُولُونَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «احْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الشُّعُوبِ بِأَفْعَالِهِ. ذَكِّرُوا بِأَنَّ اسْمَهُ قَدْ تَعَالَى.)
            خروج 20: 7 (7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلًا لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا.) ، وتكررت فى تثنية 5: 11
            تثنية 6: 13 (13الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.) ، و10: 20
            تثنية 10: 8 (8فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَفْرَزَ الرَّبُّ سِبْطَ لاوِي لِيَحْمِلُوا تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ وَلِيَقِفُوا أَمَامَ الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَيُبَارِكُوا بِاسْمِهِ إِلى هَذَا اليَوْمِ)
            تثنية 12: 11 (11فَالمَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ لِيَحِل اسْمَهُ فِيهِ تَحْمِلُونَ إِليْهِ كُل مَا أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَكُل خِيَارِ نُذُورِكُمُ التِي تَنْذُرُونَهَا لِلرَّبِّ.)
            تثنية 12: 21 (21إِذَا كَانَ المَكَانُ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ بَعِيدًا عَنْكَ فَاذْبَحْ مِنْ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ كَمَا أَوْصَيْتُكَ وَكُل فِي أَبْوَابِكَ مِنْ كُلِّ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ.)
            مزامير 69: 30 (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.)
            دانيال 2: 20 (20فَقَالَ دَانِيآلُ: [لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ.)
            ميخا 4: 5 (5لأَنَّ جَمِيعَ الشُّعُوبِ يَسْلُكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِـاسْمِ إِلَهِهِ وَنَحْنُ نَسْلُكُ بِـاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.)
            رومية 2: 24 (24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.)
            تيموثاوس الأولى 6: 1 (1جَمِيعُ الَّذِينَ هُمْ عَبِيدٌ تَحْتَ نِيرٍ فَلْيَحْسِبُوا سَادَتَهُمْ مُسْتَحِقِّينَ كُلَّ إِكْرَامٍ، لِئَلاَّ يُفْتَرَى عَلَى اسْمِ اللهِ وَتَعْلِيمِهِ.)
            رؤيا 16: 9 (9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا.)
            فقد كان اسم الله إذًا معروفًا بين الشعب، يحلفون به، ويقدمون باسمه المحرقات، وباسمه يبنون المذابح، ويتقون الحلف كذبًا باسمه، ويسبحونه بذكر هذا الاسم. لقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلًا منه كلمة يهوه ، ويتضح هذا على الأكثر من إشعياء 42: 8 (8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.) ، فقد حذفوا اسم الله ووضعوا بدلًا منه كلمة الرب فى التراجم العربية، وفى العبرية كتبوا (يهوه).
            الأمر الذى انتقده الله ، وفضح من يحاول أن يُنسى الشعب اسمه ، وذلك بالطبع عن طريق الكذب وادعاء النبوة، وأن هذه هى أوامر الله، فقال: إرمياء 23: 25-27 (25قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَهُ الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا بِاسْمِي بِالْكَذِبِ قَائِلِينَ: حَلُمْتُ حَلُمْتُ. 26حَتَّى مَتَى يُوجَدُ فِي قَلْبِ الأَنْبِيَاءِ الْمُتَنَبِّئِينَ بِالْكَذِبِ؟ بَلْ هُمْ أَنْبِيَاءُ خِدَاعِ قَلْبِهِمِ! 27الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ أَنْ يُنَسُّوا شَعْبِي اسْمِي بِأَحْلاَمِهِمِ الَّتِي يَقُصُّونَهَا الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ كَمَا نَسِيَ آبَاؤُهُمُ اسْمِي لأَجْلِ الْبَعْلِ.)
            واستمر الحال على هكذا حتى جاء عيسى u، ونطق باسم الله تعالى، والدليل على ذلك قوله: يوحنا 17: 6 ، 26 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ)
            وفى الترجمة المشتركة: (أظهرتُ لهم اسمك ، وسأظهره لهم)
            والإظهار لا يتم إلا من بعد الإخفاء. والتعريف بالشىء يكون من بعد جهله.
            فأين هو اسم الله؟ لقد ضاع من اليهود ، وضاع من المسيحيين؟ لقد تآمر عبيد الله على إخفاء اسم الله. فلمصلحة مَن هذا غير الشيطان الذى سمى نفسه فى كتابكم "إله هذا الدهر" (كورنثوس الثانية 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أفسس 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يوحنا 12: 31؛ 16: 11)؟
            هل تتخيلون أن الأناجيل الثلاثة الأولى المتوافقة لم يُذكر فيها أن يسوع علم الناس اسم الله الأعظم؟
            وإذا كانت الصلاة تكون بأن تطلبوا من الله أن يتقدس اسمه ، فما هو هذا الاسم الذى تطلبون تقديسه؟ متى 6: 9 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
            وهل تعتقدون أن يسوع كان يُخاطب الله داعيًا إياه أن يُمجِّد اسمه دون أن يكون لهذا الإله اسمًا؟ ما هو اسم الله الذى سيمجده؟ يوحنا 12: 28 (28أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضًا».)
            وما هو اسم الله القدوس الذى سيحفظهم فيه؟ يوحنا 17: 11 (أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ.)
            وأين نجد اسم الله البار ، فقد اعترف يسوع أنه عرَّف أتباعه بهذا الاسم ، فأين هو فى الكتاب؟ يوحنا 17: 25-26 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».)
            فما هى محبة الله؟ فهل محبة الله فى طمس اسمه أو إخفائه؟ أهكذا بكل بساطة ضيعوا اسمه؟ قولوا لى بالله عليكم: ماذا كان الشيطان سيفعل غير ذلك؟
            وكيف حافظ بنو إسرائيل على وصايا الله؟ فإذا كان دانيال قد قال فى كتابه: دانيال2: 20 (لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ) فما هو اسم الله الذى يجب أن يكون مباركًا إلى الأبد؟
            ولم يُخفِ تعاليمه ، بل كان يعلِّم فى وضوح النهار وفى المعبد لكل اليهود: يوحنا 18: 20-21 (19فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هَؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا».)
            وبالتالى كان تلاميذه وخاصته يعرفونه ويُجاهرون به، الأمر الذى دفع الفريسيين الذين سمعوهم إلى مطالبة يسوع أن ينتهر تلاميذه ليكفوا عن إعلان اسم الله: لوقا 19: 37-40 (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!». 39وَأَمَّا بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ مِنَ الْجَمْعِ فَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ». 40فَأَجَابَ: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!».)
            فإذا قرأت هذه الفقرة بتمعن تجد أن التلاميذ لم يفعلوا شيئًا إلا أنهم سبحوا الله. فما المخالفة الشرعية التى اقترفها التلاميذ هنا؟ إنهم ذكروا اسم الله مخالفين بذلك التقاليد اليهودية، التى تُخالف شرع الله، والتى انتقدها يسوع.
            لذلك وقف عيسى u أمام اليهود وهاجم تقاليدهم التى أصبحت هى الدين فقال لهم: متى 15: 6-9 (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلًا: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. 9وَبَاطِلًا يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».)
            وبرَّأ نفسه من تقاليدهم فتضرَّع لله قبل أن يرفعه إلى السماء من هذا العالم: يوحنا 17: 1-12 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: .. .. .. 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. .. .. .. 9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. .. .. .. 11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.)
            وقد يتساءل المرء: هل من المعقول أنه لا يوجد اسم الله مطلقًا فى كتاب يحمل اسمه؟ وهل من الممكن أن يترك الرب هذه المؤامرة تستمر دون أن يفضحها؟ وما هذه الكلمة (الله) التى نجدها فى اللغة العربية؟ هل هى غير موجودة بالمرة فى أصول كتب هذا الكتاب؟ ألا يمكننا أن نترجم كلمة God أو كلمة يهوه أو أدوناى أو ألوهيم أو كيريوس أو ثيوس أو زيوس بكلمة (الله)؟
            إن كلمة God تُترج إله، لأن لها جمع وتؤنث، فهى إله أو معبود، وكلمة أدوناى أى سيد، قد تُطلق على آخرين من البشر، وكلمة ثيوس هو اسم المعبود الأكبر لليونان، يُترجم بصورة خاطئة فى العهد الجديد بكلمة الله.
            لكن هل تعلمت عزيزى المسيحى فى المدرسة أن اسم العلم يُترجم؟ بالطبع لا. فكلمة الله هو Allah بكل اللغات تختلف فقط فى كتابة الأحرف التى تعطى نفس الصوت.
            لكن كما تعودنا من الكتاب المقدس أنه لم يستطع تزوير كل شىء داخله. ويفضح الإنترنت اليوم بمواقعه العديدة التزوير الذى حدث فى الكتاب وفى تراجمه ، وما أضافه المترجم من عند نفسه، وما حذفه لأنه غير موجود فى أقدم النسخ. بل نطلع اليوم على محتويات كل بردية وكل مخطوطة بدقة ، ويتحدث علماء نقد نصوص الكتاب المقدس عن المواضع التى تم كشطها فى مخطوطات الكتاب وإعادة الكتابة عليها عدة مرات ، كما قال مكتشف المخطوطة السينائية تيشندورف على المخطوطة السنائية.
            لذلك اكتشف العميد مهندس جمال الدين شرقاوى (الذى أعتمد على دراسته فى هذا الموضوع فى كتابه «معالم أساسية ضاعت من المسيحية») وجود اسم الله عشر مرات فى سفر دانيال، وهذا بيانها كما ذكرها: (3: 26؛ 4: 2، 17، 24، 25، 32، 34؛ 5: 18، 21؛ 7: 25)، وستجدها كتبت تحت رقم 5943: il-lah’eeوكتب نطقها الآرامى كما قال موقع المذكور (`illay (Aramaic) {il-lah'-ee}) وقاموا بترجمتها إلى الإنجليزية طبعة الملك جيمس The Most High God أى الرب الأعلى.
            http://www.blueletterbible.org/tmp_dir/words/5/1142174262-461.html
            وفى هذا الموقع أعلاه تجد العشر مواضع وترجمات كلمة الله.
            لذلك كان هذا هو الاسم الذى أخفاه بنو إسرائيل ، وهو نفس الاسم الذى أظهره الله لعيسى u، وهو نفس الاسم الذى يجب على المسيحيين أن يتعبدوا به لله، وهو نفس الاسم الذى جاء به المبارك القادم باسم الله، وكان أول ما نزل عليه هو (اقرأ باسم ربك الذى خلق)، وعلمنا أن نستفتح كل شىء باسم الله الرحمن الرحيم، وتفتتح كل سور القرآن باسم الله الرحمن الرحيم (ما عدا سورة التوبة)، وبعدد سور القرآن نجد باسم الله الرحمن الرحيم ، وعلمنا أن نستهل ذبح الأنعام ، بل ومجامعة الزوجة وكل عمل باسم الله. وعلمنا أن العمل الذى لا يبدأ باسم الله فهو أبتر، أى لا أجر عليه.
            وكرم الله المسلمين بأن جاء رسوله r ب 99 من أسمائه الحسنى. فقد استكثروا على الله أن يحتفظوا له باسم واحد فى أسفارهم ، فجاءهم القادم باسم الله ومعه 99 من هذه الأسماء الحسنى والصفات العلى. لوقا 19: 38 (مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!)
            عزيزى المسيحى: احذر! أنت لست من شعب الله أو أحبائه! إشعياء 52: 6 (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي.) إن عباد الله المؤمنين هم الذين يعرفون اسم الله كما قال إشعياء. ألا تريد أن تكون من عباد الله وأحبائه؟
            وإذا كنتم قد كتبتم أن اسم الإله الأعظم هو الله ، وإذا كان الكتاب لديكم يقولها صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى، فهذا اعتراف واضح منكم أننا أصحاب الدين الحق ، الذين يعرف كتابهم الله ، ويوحده وينادى باسمه!!
            عزيزى المسيحى احذر أنت من الهالكين! لأن من عرف اسم الله نجَّاه الله من كل هم وضيق: مزامير 91: 14-16 (14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.)
            اقرأ بتمعن عزيزى المسيحى ما قاله يوحنا فى رؤياه: إن اسم الله الحى سوف يُختم على جباه المؤمنين قبل أن يُدمِّر ملائكة الله الأرض والبحار: رؤيا 7: 2-3 (2وَرَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَالِعًا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ، فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلًا: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ».)
            وكرر أن المؤمنين سوف يكتب اسم إلههم على جباههم: رؤيا 14: 1 (1ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ.)
            وأن أهل الجنة سينظرون وجه الله وسيكون اسم الله مكتوبًا على جباههم: رؤيا 22: 4 (4وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.)
            لذلك قالها الله صراحة: إن عبادى يعرفون اسمى. إشعياء 52: 6 (6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».)
            لكن هنا أطرح سؤالًا فى إذًا كل مسيحى ويهودى: مِن عباد مَن أولئك الذين لا يعرفون اسم الله؟ إنهم بالفعل ليسوا من عباد الله. فكيف تقبل عزيزى المسيحى واليهودى أن تكون من عباد غير الله؟ وإذا كان الله طردهم من رحمته ومن زمرة عباده المؤمنين فأين مكانهم فى الآخرة؟
            فعندما غضب الله على الكفرة من بنى يهوذا (إسرائيل)، الساكنين فى مصر، بسبب بعدهم عن شريعته وعبادتهم للإلهة إيزيس، حيث أوقدوا لها البخور، طردهم الله من زمرة عباده المؤمنين، وحرمهم من معرفة اسمه أو النطق به، إضافة إلى عقوبات أخرى: إرمياء 44: 26 (25هَكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26لِذَلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. هَئَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ قَالَ الرَّبُّ إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ.)
            فهل معنى ذلك أن هذا الكتاب وهذه العقيدة توقعك تحت عذاب الله لأنك لست من أصحاب العقيدة السليمة؟ وإلا ما معنى ألا يحتوى كتابك على اسم الله؟
            عزيزى المسيحى أنت لست من عباد الله الذين يحملون اسم الله: أعمال 15: 14 (14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلًا الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا عَلَى اسْمِهِ.)
            وهكذا ترى عزيزى المسيحى أن المسلمين هم الشعب الذى يحمل اسم الله، ويسبح به ليلًا ونهارًا، وهو الأمة التى بشر بها سمعان فى سفر أعمال الرسل، وهى نفس الأمة التى أنبأ بها عيسى u بنى إسرائيل أنه هى التى ستأتى بملكوت الله أى دين الله وشريعته: متى 21: 42-46 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ)
            * * *

            تعليق


            • #21
              يهوه وزوجته من الآلهة الوثنية:
              وهل تعرف من يهوه هذا؟
              ستُصعق عزيزى المسيحى إن علمت كم أنت مُضلَّل فى هذا الدين وفى هذه العقيدة؟
              نشرت جريدة الاتحاد الصادرة بتاريخ (الأربعاء 4 / 3 / 2000) على شبكة الإنترنت تحت عنوان ”المؤرخ الإسرائيلى هرتسوغ يفضح الأكاذيب التوراتية والآثار التى اكتشفها اليهود تنفى قيام دولة إسرائيل التاريخية“، جاء فيها أن هرتسوغ قال: ”إن فى موقعى قنطرة اجرود، فى الجنوب الغربى لمرتفعات النقيب وخربة الكوم عند سفح جبال يهودا، تم العثور على كتابات عبرانية تذكر يهوه وايشراحة ، يهوه شومرون وايشراح ، مما يعنى إصرار كُتَّاب التوراة على عدم الفصل ما بين الإله يهوه وزوجته ايشاح، بحيث كانت الصلوات تردد الاسمين معًا، وهذا كاف بحد ذاته لتأكيد عدم إمكان اعتماد وحدانية الآلهة فى الدين الرسمى لمملكة إسرائيل المزعومة“.
              وأعيد نشر هذه الفضيحة فى عدة مواقع على الإنترنت ، كلها تقريبًا لا تفتح إلا موقعًا واحدًا ، يذكر زوجة يهوه تحت اسم (أشيرة) ، وجاء هذا المقال تحت عنوان: (أسرار أكبر عملية تزييف آثار تتولاها اسرائيل). وتذكرها مواقع أخرى باسم (ايشاح). (انظر أيضًا (تابوت يهوه ، للعميد مهندس جمال الدين شرقاوى ص126)
              http://www.almotamar.net/news/print.php?id=17567&mode=print

              وهكذا أثبتت الحفريات التى يتغنى بها المدافعون عن صحة وحى الكتاب المقدس ليثبتوا صحة كتابهم أن إلههم يهوه كان إلهًا وثنيًا له زوجة اسمها إيشاح.
              ومعنى هذا كله أن إلههم ليس له اسم، وهم يعبدون سراب.
              ومعنى قول يسوع (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ.) وهو مازال غير موجود ليدل على هيمنة اليهود على هذه الكتب وتحريفهم إياها.
              ثم بعد ذلك شهد يسوع شهادة الحق أنه لا إله إلا الله، وأنه عبد الله ورسوله، فقال إن كل ما عمله أو قاله فهو من عند الله تعالى، صاحب الرسالة التى أعطاها لرسوله يسوع ليعلمها لبنى إسرائيل: (7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
              هل إلوهيم يشير إلى التثليث؟
              أما إلوهيم فهو ليس اسم علم على الذات الإلهية، ولكنها تعنى الإله العظيم. ففى الحقيقة إن نهاية الكلمة وأعنى (يم) تُشير إلى الجمع فى اللغة العبرية ، كما تُشير إلى المفرد المذكر الغائب. لكن ما هو الفيصل فى تحديد المفرد من الجمع؟ إنه الفعل وتصريف الصفات. ففى كل لغات العالم لا بد أن يكون هناك توافق بين الفاعل وجنسه وتصريف الفعل معه. فلا يجوز أن أقول «عادل تكتب الدرس» أو «التلاميذ ذهب فى رحلة مدرسية». وعلى ذلك لا بد أن أقول «يكتب» و«ذهبوا». ومن هنا: هل استخدم الكتاب الفعل فى حالة الجمع مع إلوهيم؟ لم يحدث هذا مطلقًا. بل كان الفعل يُصرَّف مع المذكر المفرد الغائب، الأمر الذى يشير إلى الوحدانية، وليس إلى الجمع. وعلى ذلك فهى محاولة فاشلة يريدون بها تأصيل مذهبهم فى التثليث. وعليهم أن يُجيبوا على الاستفسارات العديدة التى لا تجد لها إجابة شافية:
              فلماذا لم يُعبِّر الرب عن ثالوثه تعبيرًا واضحًا لا لبث فيه؟ ولماذا ترككم أنتم واليهود تتنازعون فى تأويل اسمه وتتصارعون على فهم مضمونه؟
              ولماذا لم ينقذكم أحد الأنبياء بالفهم السليم لمعنى إلوهيم؟ ولماذا لم يتدخل الروح القدس الذى ينزل على المؤمنين (كما تدعون) ويُفهمهم حقيقة هذا الاسم؟
              فهل تعلمون أن الكتاب الذى تقدسونه استعمل كلمة إلوهيم عن موسى u وعن الآلهة الوثنية؟ فهل يُعقل أن يحمل البشر والأوثان نفس اسم الرب؟
              فقد قالها الرب نفسه عن موسى: خروج 4: 16 (16وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ. وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهاً.)
              وكررها مرة ثانية فقال: خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
              كما استعملها للتعبير عن الإله الوثنى البعليم: قضاة 8: 33 (وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ جِدْعُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا وَزَنُوا وَرَاءَ الْبَعْلِيمِ, وَجَعَلُوا لَهُمْ بَعَلَ بَرِيثَ إِلَهاً.)
              واستعملها للدلالة على الصنم كموش: قضاة 11: 24 (24أَلَيْسَ مَا يُمَلِّكُكَ إِيَّاهُ كَمُوشُ إِلَهُكَ تَمْتَلِكُ؟ وَجَمِيعُ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ أَمَامِنَا فَإِيَّاهُمْ نَمْتَلِكُ.)
              وأُطلقت على عشتاروت، وهى من الإلهات المؤنثة:ملوك الأول 11: 5 (5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ.)
              وأُطلقت على العجل الذى عبده بنو إسرائيل بعد خروجهم من مصر: خروج 32: 1 (1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ».)
              فما قولكم فى هذا؟ هل يُعقل أن يعبد أحدكم اليوم البلعيم لأنه أُطلق عليه فى الكتاب ألوهيم ، والتى تُشير فى عقولكم إلى التثليث؟
              إضافة إلى ذلك فإن لوقا استخدم صيغة الجمع للدلالة على المفرد، وبالتحديد للدلالة عن نفسه: لوقا 1: 1-2 (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ)
              وكذلك استخدمها برنابا للتعبير عن نفسه فأفرد بولس وجمع نفسه، فقال: أعمال الرسل 16: 17 (17هَذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا)
              ومعنى ذلك أنه من الجائز عندهم أيضًا استخدام صيغة الجمع للدلالة على المفرد، والفيصل فى هذه الحالة هو تصريف الفعل ، وسياق الجملة.
              وعلى كل حال فليس إلوه أو إلوهيم أو أدوناى أو يهوه اسم الرب، فاسمه الله، كما جاء فى سفر دانيال الأرامى. كما سبق وأشرنا إلى ذلك.
              * * *

              كل ما هو لى فهو لك:
              ثم نأتى إلى النقطة التى استشهد بها الأنبا شنودة تاركًا عبارة واحدة سبقت النص يُمكنها أن تفند فهمه له، وهى: يوحنا 17: 9-10 (9مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. 10وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ.)
              الملاحظ أن الجملة بدأت بسؤال، بطلب، بدعاء من يسوع للقادر الذى خلصه من الموت. ولا يطلب إلا الأدنى من الأعلى، والمحتاج من القادر أن يوفى طلبه، أو الذليل من العزيز: يوحنا 14: 28 (... أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
              وهذا وحده كافٍ لنفى ألوهية يسوع المزعومة، لأن الله تعالى، هو العلى، العزيز ولا يحتاج لمن ينصره أو لمن يتضرع إليه ليقبل دعاءه. ولا يفعل هذا إلا العبد المؤمن مع إلهه.
              ثم يستطرد قائلا: فهم أنفسهم لله مثل يسوع، وليس فقط ما يملكون. فلماذا لا يكون قوله هذا يعنى اتحاد التلاميذ به اتحادًا يجعلهم آلهة، ويجعل لهم أقانيم يشاركون يسوع فى اتحاده مع الآب؟
              أما قوله (10وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ) والذى يعنى عند الأنبا شنودة (المساواة الكاملة بينه وبين الآب)، فنسأله المساواة الكاملة بين الآب والابن فى أى شىء هل فى جهل يسوع موعد قيام الساعة، أم فى جهله المرأة التى لمسته، أم فى جهله أين وضعوا الميت، أم فى جهله أن شجرة التين ليس بها ثمر فى هذا الوقت، الذى ذهب فيه إليها، أم فى جهله أنهم سيقبضون عليه ويصلبونه، فى الوقت الذى أخذ فيه يتضرع لله تعالى أن ينقذه، أم فى الشهادة أم فى الهروب من اليهود، أم فى الإهانات التى تلقاها يسوع من اليهود، أم فى موته وتكفينه ودفنه، أم فى ماذا؟
              ونقول له أيضًا: إن مساواة الواحد بالآخر تعنى وجود اثنين: المشبه والمشبه به، ولا يدل هذا إلا على إيمانكم بثلاثة آلهة وليسوا واحد. لكن ألم يلفت أنظاركم تهميشهم هنا للروح القدس؟ أين مساواة الروح القدس بالابن أو الآب؟
              ولنسأل يسوع الذى أقر أنه رسول الآب لبنى إسرائيل، هل تتساوى يا يسوع مع الآب مساواة كاملة أو حتى نصفية؟
              يقول يسوع: لا. يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
              ويقول: يوحنا 5: 31-32 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.)
              ويقول: يوحنا 5: 19-20 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
              ويقول: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
              ثم اقرأ اعترافه أن الله ربه وسيده أعظم منه ليتضح لك أنه لا يعتبر نفسه إلهًا بل عبدًا لله: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
              ثم من الذى مجَّد عبد الله يسوع؟ إنه الله إلهه.
              لقد كان يسوع يقول فى صلاته وفى تسبيحه لله أن لله كل المجد إلى الأبد: متى 6: 13 (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ.)
              وأن مجده استمده من الله: يوحنا 17: 22 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.)
              وكان يطلب من الله أن يمجده: يوحنا 17: 5 (5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
              وقالها يسوع صراحة أن الله هو الذى يعطيه هذا المجد الذى يرونه: يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
              وأشار الكتاب أن الله مجد عبده يسوع: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              فهل كل عبد يمجده الله يصبح إلهًا؟
              وما وضع يسوع بعد هذا التمجيد؟ إنه مازال عبد لله تعالى.
              أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).)الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              فهل من الممكن أن يتساوى العبد مع سيده أو الرسول مع مرسله؟ يسوع يقول لكم لا يتساوون.
              ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل واصل يسوع اعترافه بأنه عبد الله ورسوله، وأن الله هو القدوس الذى ينبغى أن نناديه، ونستغيث به، وندعوه، ونطلب منه الحفظ من كل شر وسوء. ثم أقر ما قلناه من قبل أنه واحد مع الآب فى الرسالة والهدف، ويطلب منه أن يكون تلاميذه أيضًا واحدًا معهم فى نفس هذه الوحدة: يوحنا 17: 11-12 (11... أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.)
              فهل لهذا علاقة بألوهية يسوع؟ هل يسوع هو الله ويطلب من إلهه أن يحفظ تلاميذه؟ فلماذا لا يحفظهم هو، ويلغى ألوهيته بدلا من أن يقول ما يثبت عبوديته للآب، وليس مساواته به؟ وهل تعتقدون أنه كان يريد أن يضم تلاميذه لمجمع الآلهة الثلاثى الأقانيم حتى يكونوا واحدًا كما كان هو والآب؟ كما أن اسم الله، الذى أعطاه الله ليسوع، هو الحافظ. وبدون اسم الله هذا كان يسوع أيضًا من الذين جهلوا اسمه، لأنه فقد، وهكذا تعلم من اليهود.
              ثم راجع ما يقوله بعد مقولته التى استشهد بها الأنبا شنودة على مساواته بالآب، واعتبرها دليل استنتاجى على ألوهية يسوع: يوحنا 17: 14-19 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ وَالْعَالَمُ أَبْغَضَهُمْ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ 15لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. 16لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. 17قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ. 18كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ19وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ)
              إنه يقول قبل أن يُصعد إلى السماء: إنه كان رسولا لله تعالى، فقد بلغهم كلام الله المنزل إليه، والعالم (هنا العالم الذى أرسل له، أى الخراف الضالة من بنى إسرائيل) أبغضهم لأنهم ليسوا من هؤلاء الأشرار، وهو أرسلهم أيضًا إلى العالم الشرير من بنى إسرائيل ليواصلوا نفس دعوته بينهم، ويطلب من الله الحافظ أن يحفظهم، ويقدسهم.
              ألا يثبت هذا كله أن الحفظ والتقديس بيد الله، ولا علاقة ليسوع بهذا، وإلا لما طلبه من الآب؟ ألا يثبت هذا نبوته وعبوديته لله تعالى؟ فكيف توصل الأنبا شنودة لاستنتاجه هذا؟ وهل يتم الاستنتاج ببتر النصوص من سياقها؟
              ثم واصل يسوع عبارات الاتحاد بين المؤمن والآب اتحاد يعبر عن رضى الله عنهم، ورضاهم بما أعده الله لهم، اتحاد العبد الطائع برسالة الله، وتنفيذ تعاليمها تنفيذًا تامًا. ويسأل الله تعالى هذا لمن آمنوا تبعًا لكلامهم، أما قلوبهم بالله أعلم بها: يوحنا 17: 20-26 (20«وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. 24أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ»)
              إن كل ما قاله يسوع فى النصوص أعلاه يثبت فقط أنه عبد الله ورسوله. ويريد أن تتأصل الرسالة التى أعطاها لتلاميذه فيهم، ليكونوا تمامًا مثل كلام الرب. وهو أشبه بقول السيدة عائشة عن الرسول r إنه كان قرآنًا يمشى على الأرض. وكل هذا ليعرف اليهود إلههم، واسم إلههم، ويمجدوا الله بأعمالهم التى طلبها منهم.
              وهو نفس ما طلبه يسوع من تلاميذه من قبل: متى 5: 13-16 (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
              وعلى ذلك فإن استشهاد الأنبا شنودة بنص يوحنا 17: 10 كدليل على ألوهية يسوع وتساويه مع الآب، فهو وهم لا يثبت أمام باقى الأدلة التى سقناها، ويترنح ساقطًا فى الهاوية إذا فهمنا النص من السياق دون بتره.
              وهو نفس ما أشار إليه الكتاب من قبل من الاتحاد الذى يعنى المشاركة فى الإثم أو الخير أو رسالة الله أو البنوة لله أو للشيطان:
              عبرانيين 2: 11 (11لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً)
              كولوسى 3: 15 (15وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي الَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ.)
              فيليبى 1: 27 (27فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ وَرَأَيْتُكُمْ، أَوْ كُنْتُ غَائِباً أَسْمَعُ أُمُورَكُمْ أَنَّكُمْ تَثْبُتُونَ فِي رُوحٍ وَاحِدٍ، مُجَاهِدِينَ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ لإِيمَانِ الإِنْجِيلِ،)
              فيليبى 2: 2 (2فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْراً وَاحِداً وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئاً وَاحِداً،)
              كورنثوس الأولى 6: 16-17 (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.) وعبارة الترجمة الكاثوليكية الجديدة: (ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا.)
              يوحنا 17: 11، 21 («أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ...... 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
              يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
              يوحنا 14: 10-11 (10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.)
              يوحنا 14: 20 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
              يوحنا 15: 4 (4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
              أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
              كورنثوس الأولى 6: 19 (19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ )
              كورنثوس الأولى 12: 12-13 (13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.)
              وهو عين ما قصده بولس فى أفسس 4: 4 (4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.)
              كورنثوس الثانية 6: 16 (16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.)
              وهو قريب من قوله: يوحنا 1: 12-13(12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
              وقوله: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
              وقوله: يوحنا 8: 44 و47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
              وقوله: يوحنا 6: 56 (56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.)
              وقوله: يوحنا الأولى 4: 15 (مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.)
              يوحنا الأولى 1: 3-7 (3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ... 5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. 6إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، ......)
              ويستدلون على لاهوت المسيح بقوله: كولوسى 2: 9-10 (9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.) ويتناسون الجملة التى تليها، والتى تشير إلى ملء المسيح بالتلاميذ والمؤمنين: (10وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ.)، وهو اتحاد مجازى بين الراسل من جهة ورسوله والمؤمنين من جهة أخرى. يؤكد ذلك أن يسوع سيكون خاضعًا لله فى الآخرة مثل باقى المخلوقات، كما كان خاضعًا له فى الدنيا، يعبده، ويصلى له، ولا يبتغى إلا مرضاته: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) فأين يتبقى لهم القول بأن يسوع هو الله نفسه؟
              يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
              يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
              يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
              لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
              لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ...... 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
              مرة أخرى مع قول الكتاب على لسان يسوع (10وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي) يوحنا 17: 10
              ما هى أوجه الاختلاف بين الآب ويسوع؟
              1- الأب أبو الابن، ولا يجوز لغويًا أو منطقيًا، ولا يستسيغها عقل أن يكون الآب هو نفسه الابن. وفى نفس الوقت إن كلمة أب (وهى هكذا فى كل لغات العالم التى يُترجم إليها كتابهم المقدس، فلا تعرف لغة كلمة آب، غير اللغة العربية) وابن تحدد العلاقة بين الاثنين، ولا يمكن أن يكون أب بدون ابن، أو عبد بدون سيد، وعلى ذلك فهما اثنان على الأقل، ولا يمكن أن يكون الرب سيدًا وعبدًا فى نفس الوقت.
              2- وُلد يسوع والله لا يولد.
              3- خلق يسوع والله لم يُخلق.
              4- مات يسوع ميتة الملاعين معلقًا على خشبة، ولم يمت الآب مطلقًا.
              5- علق يسوع على خشبة وشبه بالحية النحاسية التى أمر الرب موسى عليهما السلام أن يعلقها أمام بنى إسرائيل: يوحنا 3: 14-16 (14«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ 15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.) أليس من المنافى للإيمان أن تشبِّهوا إلهكم بالحية التى هى رمز للشيطان؟
              6- نزل يسوع إلى الهاوية لمدة ثلاثة أيام، ولم ينزل الرب إلى الهاوية، بل هو فى غنى عن ذلك، لأن رحمته وسعت كل شىء، وبكلمة منه يغفر ويبرىء من يشاء.
              7- تبدأ البسملة باسم الآب، ولا يمكن بحال أن تبدأ باسم الابن أو الروح القدس.
              8- كان الآب إله يسوع، ولم يكن يسوع إله الآب.
              9- كان يسوع يصلى لله ويعبده، والله تعالى لا يسجد أو يركع لأحد.
              10- اعتقل الشيطان يسوع وحبسه فى الصحراء 40 يومًا، ولم يحدث هذا للآب.
              11- كان ليسوع اخوة وأم، والآب ليس له اخوة أو أم.
              12- أرسل الله يسوع لليهود، والله لا يرسله أحد.
              13- كان يسوع يعمل لتنفيذ مشيئة الآب، ولم يعمل الآب على تحقيق مشيئة الابن. فقد تركه يُصلب على الرغم من عدم رغبته فى ذلك، فقد كان يصلى متضرعًا لله تعالى أن يُذهب عنه كأس الموت: لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
              وصرخ على إلهه معاتبًا إياه أن تركه يُصلب، الأمر الذى يُشير إلى وجود إرادتين ومشيئتين مختلفتين: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
              فلو كانت هناك علاقة ما بين الآب والابن، كما لاحظ القارىء، فينتفى أن يكون الآب هو الابن، لأنه لا توجد علاقة بين الشخص ونفسه، إلا فى عالم المجانين.
              14- أهين يسوع والله عزيز لا يُهان.
              15- خشى يسوع اليهود، والله لا يخشى أحدًا.
              16- طلب يسوع العون والإنقاذ من الله، والله لا يحتاج أن ينقذه أحد.
              17- كان يسوع يأكل ويشرب ويتبول ويتبرز من حاجته لذلك، والله تعالى ليس بجوفه وساخات، ولا يُضطر لفعل شىء.
              18- كان يسوع يستحم لتنظيف نفسه من وساخات علقت بجسمه، والله تعالى لا يحتاج لذلك.
              19- كان يسوع جسدًا رجلاً، والله تعالى رب كل ذى جسد (إرمياء 32: 17)، ويسجد له كل ذى جسد، كما كان يسجد له يسوع (لوقا 22: 41، لوقا 6: 12)، وكل رجل ذى جسد عديم الفهم، ولد كجحش الفرا (أيوب 11: 12)، ويصبح رمة ودود (أيوب 25: 8) فما هو الذى كان ليسوع وأصبح لله؟ وما هو الذى لله ثم أصبح ليسوع؟ هل هى كلمات رنانة جوفاء نطلقها ثم نستشهد بها لنثبت ألوهية يسوع؟
              20- أقام الله (الآب) جسد عبده يسوع من الموت: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).)الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، ولم يكن فى مقدور الابن أن يقيم الآب، لأنه من ناحية لا يموت، ومن ناحية أخرى لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا.
              21- سيخضع يسوع فى الآخرة لله تعالى مثل باقى عبيد الله، ولن يخضع الله للابن أو الروح القدس.
              ZZZ

              هل جعل يسوع نفسه معادلا لله؟
              وينهى الأنبا شنودة هذه النقطة ص25 بقوله: (وهذا هو الذى كان بسببه يريد اليهود أن يرجموه، لأنه كان يجعل نفسه معادلا لله. (يو 5: 18).)
              كنا قد تناولنا هذه النقطة بالتحليل من قبل، ولم نر فيها ما يدعيه أهل التثليث من تأليه يسوع لنفسه. وإن كان ولا بد، فهو يشير إلى أن اليهود قد ظنوا أن يسوع يجعل نفسه معادلا لله، وشهادة اليهود غير مقبولة باعتراف يسوع نفسه، حيث فنَّد فهمهم الخاطىء، وبرَّأ نفسه أمامهم من هذه التهمة، وكفوا عن رجمه.
              وإن كان ولا بد فهمها كما يدعون، فمن الممكن الظن أن يسوع هذا إنسان غرته الأمانى، فظن أنه قد يكون معادلا لله. وليس فى هذا ما يشير إلى اتحاده بالله. كما أن والمتشبِّه بشخص أو بشىء (هنا يسوع) يكون المتشبَّه به (الله) أفضل أو أرقى أو أعظم منه، وإلا لما حاول أن يُعادل نفسه به أو يتشبه به. وهذا كاف لنفى الألوهية عن يسوع. والغريب أن قائل هذا الكلام هم أعداء يسوع وأعداء دعوته. فكيف يكون الحكم الفيصل فى هذه القضية هو ادعاء الخصم، وترك ما يقوله يسوع نفسه؟
              يقول يعقوب فى رسالته: يعقوب 1: 17 (17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.) وعلى ذلك فالله ليس له صورة أو ظل أو دوران أو شبيه من مخلوقاته. وإن تأليه الشخص لنفسه، أو اتخاذ الشخص إلهًا على الأرض، أو إلهًا له صورة أو ظل ليس له عقوبة إلا الرجم، وذلك من وجهة نظر الشريعة الموسوية (تثنية 13: 1-11) التى جاء يسوع ليؤكد أنه يعمل بها، وليس ناقضًا لها (متى 5: 17).
              لكن لنعيد التفكير فى هذه النقطة من زاوية أخرى: هل رجم اليهود يسوع؟ لا. وطالما أن يسوع لم يُرجم، فقد أوضح إذًا لليهود أنه لم يقصد ما فهموه من أنه يؤله نفسه، أو حتى يجعل نفسه معادلا لله، ودافع عن نفسه قائلا إنه عبد الله ورسوله. وأن كل أعماله وكلامه ومعجزاته من الله تعالى وليس من نفسه، الأمر الذى يزيل كل لبس: يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
              يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
              يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
              يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
              ولو قصد يسوع أن يخبر اليهود أنه الله أو معادلا له، فلماذا منع تلاميذه والشياطين المؤمنين (من وجهة نظركم لأنهم قالوا بنفس ما تقولونه أنتم اليوم) أن ينشروا هذا القول؟ لوقا 4: 41 (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.)
              بل لماذا نفى الألوهية عن نفسه أمام اليهود؟ أليست هذه دعوته لهم؟ فهل كان يخشاهم؟ هل كان يخشى عباده وهو خالقهم؟ هل كان يخشى عباده وبنفخة منه تنشف البحار، وتخر الجبال هدّا، وتنشق السماوات، وتتزلزل الأرض من غضبه؟
              أم تراه كذب لرفضهم إياه، ولرفضه إياهم، حتى يقاوموا دعوته من بعده ولا يعبدوه، فيرمى بهم إلى عذاب النار فى الآخرة، ثم ترنموا له إنه إله المحبة؟
              نوجز القول: طالما أن اليهود لم يرجموا يسوع، ولم يجدوا له خطأ بناموسهم، فهو لم يؤله نفسه، ولم يتخذه إنسان وقتها إلهًا!
              عزيزى المسيحى: أناشد فيك حبك ليسوع! إن يسوع نفى الألوهية عن نفسه، كما نفاها تلاميذه عنه، وأثبتها له الشياطين واليهود ومن اتبعهم؟ فأين قال يسوع أنا الله وطالبكم بعبادته؟ أليس القادر على نفى شيئًا عنه، وطرد اليهود من المعبد بالضرب بالحبال المجدولة قادرًا على نشر دعوته؟ وإن لم يكن يستطيع أن يقولها علانية، فلماذا تجسد وجاء، بعد أن علمت بعدم وجود ما تسمونه الخطيئة المتوارثة؟ ومن تصدق؟ ومن تطيع؟ هل تطيع يسوع أم تطيع أعداء يسوع من الشياطين وغيرهم؟
              ZZZ

              يسوع يخلى نفسه من الألوهية:
              ويستنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع من قول بولس، وذلك بقوله ص25: (وقد قال بولس فى ذلك إنه «إذ كان فى صورة الله، لم يُحسب خلسة أن يكون معادلا لله، لكنه أخلى نفسه» (فى 2: 6). أى إن تصرف كمعادل لله، ما كان ذلك يحسب منه اختلاسًا، لأنه هو كذلك. وقد كرر الرب نفسه عباراته فى (يو 16: 15) «كل ما للآب فهو لى»).
              إن العقل الموحِّد ليفهم عبارة يسوع على أنه ممثل الله تعالى على الأرض. ومن ثمَّ فمن رآى يسوع فكأنما رأى الله تعالى الذى لا يُرى، ولا حاجة للبشرية أن تراه. فيكفى أن تعرف رسالته إليهم، ويتبعونها.
              ونتابع النص ونتساءل: متى كان معادلا لله أو مساويًا له؟ ومتى تصرف يسوع كمعادل لله؟ هل سجد الآب ليسوع؟ هل تضرع الآب ليسوع؟ هل قال الآب ليسوع إلهى إلهى؟ هل نفى الآب القدرة التامة عن نفسه ونسبها ليسوع؟ هل جهل الآب موعد الساعة مثل يسوع؟ هل ولد الآب مثل جحش الفرا؟ هل أهين الآب مثل يسوع؟ هل مات الآب مثل يسوع؟ هل سيخضع الآب ليسوع فى الآخرة، كما سيخضع يسوع له؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
              ومن ثَمَّ لا يوجد تشابه أو تماثل أو تساوى بالمرة. ولو حدث أى منها لكنا نتكلم عن اثنين المشبه والمشبه به!!
              ويقول النص كاملا الذى استشهد به الأنبا شنودة: فيليبى 2: 6-7 (6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ.)
              وطبعًا لم يُكمل الأنبا شنودة النص، وتوقف عند كلمة أخلى نفسه، وباقى النص يقول (آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ)، وهذا لا يعنى إلا أن يسوع كان بشرًا عبدًا لله تعالى. فهل كان عبدًا لنفسه أم للآب؟ فلو كان عبدًا لنفسه لكان مجنونًا، ولا يقول عاقل بذلك. وإن كان عبدًا لله، فقد أثبتم وجود اثنين أحدهما السيد والإله، والآخر عبد له، ولا يمكن أن يكون عبد أفضل من سيده: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)، فأين هو التماثل أو التشابه بينهما؟
              واعترف يسوع أن الله تعالى أعظم منه، بل أعظم من الكل: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)، ويقول فى يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
              ولن أكرر الكلام عن هذه الرسائل مجهولة المصدر التى نسبت إلى بولس، ولكن نقول: إذا كان يسوع نطق بأفضلية وعظمة الله عليه، فكيف تجعلونه مشابهًا له، ومساويًا له؟
              وأكرر ما يقوله كتابكم الذى تقدسزنه، من أن يسوع عبد لله فى الدنيا والآخرة:
              أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).)الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
              وفى الآخرة أيضًا سيكون عبدًا لله، يخضع لحكمه، كما تخضع كل مخلوقاته له: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
              إن تفسير النصوص يتم برد المتشابه (أى الذى يمككنا تأويله بعدة أوجه) إلى المحكم (أى الثابت المعنى والدلالة). فأين النص المحكم الذى نطق فيه يسوع بألوهيته، وطالبهم بتأليهه؟ لا يوجد. وكل ما نقرأه فى كتاب الأنبا شنودة وغيره أن هذه عقيدتهم التى توارثوها، ويتربحون منها ماديًا ومعنويًا، ويخضعون نصوص الكتاب نفسه، بل يخضعون يسوع أيضًا لعقيدتهم هذه.
              والدليل على ذلك نص التثليث برسالة يوحنا الأولى 5: 7، فهو غير موجود فى الأصول اليونانية، ولكن أضافتها يد بعد القرن الرابع ليؤيد به عقيدة مجمع نيقية فى تأليه يسوع.
              أما قوله إن يسوع أخذ صورة الله، فهذا فهم الكتاب الذى يقدسونه أن الرب خلق الإنسان على صورته، أى صورة الله التكوين 9: 27 (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.)، وعلى ذلك فكل إنسان على فهمهم وعقيدتهم هو على صورة الله، وهو مخلوق، وبذلك فإن يسوع مخلوق من مخلوقات الله تعالى. أو نكون نحن أيضًا آلهة مثل يسوع وباقى البشر، أو يكون تأويل هذا النص، على النحو الذى قاله الأنبا شنودة تأويل خاطىء.
              وبذلك لا يتبق فضل ليسوع عن باقى البشر، وتساوى المؤمن والكافر فى شكل الرب الإنسانى، متناسين كم حقَّر الرب هذا الإنسان وصورته!! فقد قال الرب عن الإنسان: الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
              وقال أيضًا: أيوب 25: 8 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
              وقال أيضًا: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
              وقال أيضًا: مزامير 8: 4 (فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ!)
              وقال: أيوب 15: 14 (مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى يَزْكُو أَوْ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَتَبَرَّرَ؟)
              وقال: أيوب 15: 16 (فَبِالْحَرِيِّ مَكْرُوهٌ وَفَاسِدٌ الإِنْسَانُ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ)
              لكن يمكننا القول بأن رفض رسول الله هو رفض لله نفسه، والإيمان برسول الله هو إيمان بالله نفسه، وعلى ذلك يتم التعادل، ففى الإيمان بأحدهما، إيمان بالآخر أيضًا. وهذا هو نفس مفهوم الكتاب. إذ كيف يعرف العبد ربه إلا عن طريق رسوله؟
              ونقرأ فى سفر صموئيل الأول أن الشعب اشتكى من فساد ابنى صموئيل بعد أن بلغ من العمر أرذله، وطلب منه عزل ابنيه وتولية قاضى صالح عليهم، فتضرع صموئيل لله تعالى، فأمره الله أن يسمع لقول الشعب. صموئيل الأول 8: 1-9 (6فَسَاءَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيْ صَمُوئِيلَ إِذْ قَالُوا: «أَعْطِنَا مَلِكاً يَقْضِي لَنَا». وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «اسْمَعْ لِصَوْتِ الشَّعْبِ فِي كُلِّ مَا يَقُولُونَ لَكَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَرْفُضُوكَ أَنْتَ بَلْ إِيَّايَ رَفَضُوا حَتَّى لاَ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ. 8حَسَبَ كُلِّ أَعْمَالِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا مِنْ يَوْمِ أَصْعَدْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ وَتَرَكُونِي وَعَبَدُوا آلِهَةً, أُخْرَى هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ بِكَ أَيْضاً. 9فَالآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِهِمْ.)
              وهنا لا يساوى الرب نفسه بصموئيل، ولكن المفهوم الطبيعى للنص أن من يرفض رسول الله ورسالته إليه فقد رفض الله تعالى. ومن رفض الإيمان برسول الله تعالى فقد رفض الإيمان بالله، وهذا ما قاله يسوع نفسه: يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
              يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
              مرقس 9: 37 (... وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
              ونفس هذا التعبير استعمله يسوع مع تلاميذه الذين أرسلهم، فقال لهم: لوقا 10: 16 (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
              وهو نفس قول الله تعالى فى القرآن: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ..} (80) سورة النساء
              وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} (150-151) سورة النساء
              وعلى ذلك فإن الإيمان به مثل الإيمان بالله تعالى لا يُحسب صدفة ولا اختلاسًا لشىء ليس من حق يسوع، لأنه رسول الله حقًا لا مراء فيه. والخلود فى الجنة يتوقف على الإيمان بهما: يوحنا 17: 1-26 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
              أما قوله (لكنه أخلى نفسه)فهذا التعبير يشير إلى أن الألوهية شىء مادى مثل سائل يُصب فى إناء، أو عظام لدجاجة أُخليت ليتبقى اللحم فقط. فأين ذهبت الألوهية التى أخلى نفسه منها؟ هل ذهبت لأقنوم آخر غير الآب والروح القدس اللذان بهما نفس الألوهية التى كانت ليسوع قبل الإخلاء؟ وهل أخلى يسوع نفسه من الألوهية بصفته الآب والابن والروح القدس؟ فمن كان إله هذا العلم وقت هذا الإخلاء؟
              ولو تخلى الابن عن هذه الألوهية وبمقتضى الحال الجديد كان يتعبد لله تعالى ويصلى ويسجد ويتضرع له، فلماذا كان يفعل كل هذا للآب الذى هو مساويًا له؟ هل كان يخشى ألا يسترد ألوهيته التى تخلى عنها؟ أم أصبح عبدًا ذليلا للآب بعد تخليه عن الألوهية؟ وكيف ومن مَن استرد ألوهيته مرة أخرى؟
              ثم متى أخلى نفسه بالضبط: هل قبل الميلاد أم قبل الموت؟ ومما أخلى نفسه؟ هل أخلى نفسه من الألوهية وأصبح عبدًا للآب؟ فإذا كان الوضع كذلك فلابد أن يكون هناك اثنان: واحد لا ألوهية فيه، والآخر به الألوهية. فكيف تقولون بالاتحاد والتوحيد بينهما؟ فهذا يشير إلى فساد قانون الإيمان الذى تعتقدون صحته. ولو كان الثلاثة واحد كما يزعمون، وأخلى الابن، الذى هو الآب والروح القدس، نفسه من الألوهية، فأين ذهبت هذه الألوهية؟ هل ذهبت للشيطان الذى وصف فى الكتاب أنه إله هذا الدهر (كورنثوس الثانية 4: 4)، ورئيس هذا العالم (يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11)، ورئيس سلطان الهواء (أفسس 2: 2)، وتمكن من اعتقال يسوع لمدة أربعين يومًا فى الصحراء؟ هل لم يكن بالعالم إله؟ ومن الذى كان يحكم العالم أثناء فترة إخلاء يسوع من الألوهية؟ ولماذا لم يخل الآب أو الروح القدس نفسه من الألوهية؟ وهل كان الآب والروح القدس أعظم من يسوع وقت تخليه عن لاهوته؟
              إن من صفات الإله الحق العزة والقداسة والقدرة التامة على كل شىء فى أى وقت يشاء، وعدم الاحتياج لشخص أو شىء، وعدم الاحتياج لشىء تقوم عليه حياته، وعدم الموت. وهذه صفات ملازمة لله تعالى إذ أنها تصف ذاته. فهل هذه الصفات لم تكن أصيلة أو ملازمة ليسوع حيث إنه أخلى نفسه منها؟ فبمَا استحق يسوع إذًا التأليه؟ ولماذا أخلى نفسه، والفداء يتطلب إلهًا غير مخطىء ليتم الفداء به؟
              ZZZ

              تعليق


              • #22
                يعمل أعمال أبيه:
                وفى ص25 يستشهد الأنبا شنودة على لاهوت يسوع بقوله يوحنا 10: 37-38 (37إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».)
                ثم استشهد بقول يوحنا 5: 17 القائل: (17فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ».)، لتقوية استنتاجه على ألوهية يسوع، فقال: (وكونه يعمل أعمال الآب دليل على لاهوته، لذلك أراد اليهود أو يتقلوه ... اعتبر اليهود كلامه هذا إعلانًا لمساواته للآب. لذلك قيل بعدها مباشرة «فمن أجل ذلك كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه» (يوحنا 5: 18).)
                دعونا أولا نقرأ النص من بدايته لتضح المراد ولإزالة اللبس: يوحنا 10: 31-36 (31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَانَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟)
                بداية ينفى يسوع فى هذه الفقرة ما نسبه اليهود له من أنه يؤله نفسه. وأقنعهم أن هذا ليس قصده، وإلا لاستمروا فى رجمه. فإذا كان هذا مفهوم يسوع ومفهوم النص، فكيف استنبط منه الأنبا شنودة ألوهية ما نفاها يسوع عن نفسه؟ هل يريد أن يكذب يسوع أو يُخالف سياق النص ومفهومه؟
                لقد أوضح يسوع قبل هذا النص، بل قبل هذا الإصحاح، أن كل أقواله وأعماله أعطاها الله تعالى له، فما أمره الله أن يقول، قاله لتلاميذه علانية: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
                يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                وكرر مرارًا أنه رسول الله إلى بنى إسرائيل: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                كذلك إن النص الذى سبق قول يسوع إنه يعمل وأبوه يعمل، أشار فيه يسوع أنه نبى من الله أرسله برسالة ما إلى بنى إسرائيل. ولا يمكن أن يتساوى الله المرسل مع النبى العبد رسوله. فكيف استدل على ألوهية يسوع من أنه يعمل أعمال أبيه، أى الأعمال التى أعطاه له الآب، وهى ما عبر عنها فى موضع آخر بالأعمال التى يعملها باسم أبيه. فهو هنا يُنسب كل ما قام به من أعمال وكلام لله تعالى. الأمر الذى ينفى به عن نفسه التأليه، ولا يثبته.
                يوحنا 10: 25 (أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي)
                يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                وهو نفس ما فهمه معاصروه وعبر عنه بطرس قائلا: إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله بيديه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                وهو نفس ما أوضحه يسوع بعد ذلك فى الإصحاحات التى تلت: يوحنا 12: 48-50 (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                يوحنا 14: 24 (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 17: 6-8 (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
                يوحنا 17: 14 (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ)
                ولو قلت لطفل: إنك تعمل وأبوك يعمل، لعلم أنكما تعملان، وأنك تتكلم عن اثنين وليس عن شخص واحد. أى إن استدلالهما بهذا النص على ألوهية يسوع يُبطل العقيدة بأكملها التى تقوم على أن الابن هو نفسه الآب.
                ثم أين باقى النص؟ ماذا يعمل الآب؟ هل من الطبيعى أن أقول إن الله يعمل؟ فهل ظن اليهود أنه استقال أو عجز عن العمل أو استراح وترك الألوهية لغيره؟
                فلو أمعنا النظر فى العمل الذى يجمع الآب ويسوع، لقلنا إنه البشارة بملكوت الله ونبى هذا الملكوت، الذى هو أساس عمل يسوع وصلب رسالته التى تلقاها من الله: ففى لوقا 4: 43 قال يسوع للتلاميذ: («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
                وكانت هذه رسالته هو وتلاميذه أثناء حياته على الأرض. يقول لوقا 8: 1 (1وَعَلَى أَثَرِ ذَلِكَ كَانَ يَسِيرُ فِي مَدِينَةٍ وَقَرْيَةٍ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَمَعَهُ الاِثْنَا عَشَرَ.)
                كما أوصى يسوع تلاميذه فى متى 10: 7 قائلاً: (7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.)
                ويقول مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
                وعلى ذلك فإن العمل الذى يعمله الآب ويعمله يسوع هو البشارة بهذا الملكوت، الذى سوف ينزع منكم، ويعطى لأمة أخرى، وترفضونه وترفضون أن أبشر به أو أتكلم عنه. إلا أن أبى مازال يعمل على تحقيقه فى الموعد الذى يُحدده، فلا يستطيع أحد أن يخطف من يد أبى (يوحنا 10: 29). ومازلت أعمل أنا أيضًا على البشارة بهذا الملكوت: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ»)
                وقد كان تذكيره لليهود مرارًا وتكرارًا بقرب انتهاء ملكوت الله فيهم، (وهو مفهوم كل أمثاله التى ضربها لهم)، وأن الأمر سيعطيه الله لمن يستحق، أثار حفيظتهم، ونزع قناع الكذب من على وجوههم، الأمر الذى أثار اليهود وأرادوا قتله بسببه: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                فهذا هو العمل الذى يصر الرب على إتمامه، وأصر يسوع على القيام به على أتم وجه، وهو نفس ما أغاظ اليهود، وأرادوا قتله بسببه. تعددت التهم والسبب واحد، وهو أنهم لا يريدون خروج الشريعة من بين أيديهم، ولا يريدون الإيمان بخاتم رسل الله، وعلى الرغم من أن يسوع كان من بنى إسرائيل، إلا أنه لعن أمته المتمثلة فى شجرة التين، وقال لهم إن بيتهم سيترك لهم خرابًا، ولن تأتى منه ثمرة أى نبى بعد: متى 23: 37-39 (37«يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 38هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً! 39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                ويترك بيتهم لهم خراب لا علاقة له بخراب أورشليم الذى تم عام 70م، لأنه سيتركه خراب، أى إن هذا الخراب كان موجودًا برفعه إلى السماء.
                أما قوله إن اليهود كانوا يريدون أن يقتلوه لإعلانه المساواة بالله، فهذا لم يحدث، وهذا هو النص: يوحنا 5: 18 (18فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ.)
                أى إن السبب الأول فى ذلك هو خروجه على تقاليدهم بشأن السبت، الذى خلقه الله للإنسان، ولم يخلق الإنسان للسبت، كذلك إن الله يريد رحمة، ومن أجل ذلك كان يشفى فى السبت، ولم يمسكوا عليه غلطة أو يناقشوه فيما يخالف تقاليدهم إلا وبرهنها لهم من كتابهم، وأقام عليهم الحجة. لذلك لم يجدوا فيه علة، وكان السبب الذى تعللوا به وقدموه به إلى المحاكمة هو ادعائه أنه المسِّيِّا ملك اليهود، النبى الخاتم، المرسل من الله إلى العالمين.
                أما السبب الثانى فهو (كما يقولون) أنه قال إنه ابن الله، وكنا قد ناقشنا البنوة لله ومعناها عدة مرات، وأثبتنا بنصوص كتابهم أنها مرتبة من مراتب التقوى والورع والبر، قد ينالها كل مؤمن يعمل بكتاب الله، ويسير على صراطه وهدى نبيه. وبهذا المعنى فيسوع ابن الله كباقى التلاميذ والمؤمنين برسالته الحقة.
                وقلنا إن الرب فى كتابهم سمَّى بنى إسرائيل آلهة لأنهم أتتهم كلمة الله، كما سمى موسى u إلهًا لفرعون (خروج 7: 1)، بل قيلت على الشيطان نفسه (كورنثوس الثانية 4: 4). ولكنهم مثل البشر يموتون، أى إنهم ليسوا آلهة على وجه الحقيقة، ولكنهم يتكلمون باسم الله وبكتابه: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ.)
                وهذا هو النص الذى استشهد به يسوع من كتابهم: مزمور 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                بل إنهم كانوا يطلقون على ملاك الرب الله، وهذا مكتوب فى كتابهم، الأمر الذى يؤكد أنهم كانوا يتربصون لكلمة ليقوِّلوها ليقيموا عليه الحجة فيرجمونه:
                وقال عن بنى إسرائيل إنهم آلهة لأنهم تلقوا كلمة الله: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ) ومزامير 82: 6
                وسمى نبى الله داود الأشراف آلهة: مزمور 138: 1 (1أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. قُدَّامَ الآلِهَةِ أُرَنِّمُ لَكَ.)
                وسمَّى القضاة آلهة: مزمور 82: 1 (1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسَطِ الآلِهَةِ يَقْضِي.) والله هنا تشير إلى القاضى الذى يفصل فى الأمور الشرعية لبنى إسرائيل.
                وسمَّت هاجر الملاك الذى تكلم معها إله، مع أنها لم تر إلا ملاك الرب: تكوين 16: 13 (11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ:.... 13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي».)
                وسمى منوح الملاك الذى تكلم معه الله:القضاة 13: 21-22 (21وَلَمْ يَعُدْ مَلاَكُ الرَّبِّ يَتَرَاءَى لِمَنُوحَ وَامْرَأَتِهِ. حِينَئِذٍ عَرَفَ مَنُوحُ أَنَّهُ مَلاَكُ الرَّبِّ. 22فَقَالَ مَنُوحُ لاِمْرَأَتِهِ: «نَمُوتُ مَوْتاً لأَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اللَّهَ!»)
                بل قال ملاك الرب نفسه الذى ظهر ليعقوب إنه الله: تكوين 31: 11-13 (11وَقَالَ لِي مَلاَكُ اللهِ فِي الْحُلْمِ: ...... لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ بِكَ لاَبَانُ. 13أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً. حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. ....)
                بل سمى الرب موسى إلهًا لفرعون أى سيدًا له، وجعل أخيه هارون نبيًا له أى وزيرًا: خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
                وقالها الكتاب عن روح نبى الله صوئيل: صموئيل الأول 9: 9 (9سَابِقاً فِي إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللَّهَ:«هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائِي». لأَنَّ النَّبِيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائِيَ.) فذهابه ليسأل الله = ليسأل النبي
                بل قيلت عن نبى الله صموئيل: صموئيل الأول 28: 11-14 (11فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ». 12فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ, وَقَالَتِ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» 13فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 14فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ, فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ.)
                بل حكى الكتاب تسمية الناس برنابا وبولس آلهة عندما أتيا ببعض المعجزات: أعمال الرسل 14: 11-15 (11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ الْمُتَقَدِّمَ فِي الْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ الَّذِي كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ: 15«أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا.)
                ومن هذا المفهوم فكل أتباع عيسى u هم خدم لدعوته، ورسالته. أو آلهة لأنهم أتتهم كلمة الله، وهم من بنى إسرائيل والدليل على ذلك أنه لم يؤثر عن أحد منهم أن سجد ليسوع سجود العبادة. بل كانوا يعبدون الله الحى الذى لا يموت، والذى خلق السماوات والأرض والبحار، وكان يسوع بالنسبة لهم ليس أكثر من نبى أرسله الله إليهم، لأن الإله لا يتألم، كما قال برنابا وبولس للجموع.
                واستخدم يسوع هذا المعنى المجازى قائلا: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ)
                وإذا كان الكتاب الذى تنسبونه ليسوع قال عن الشيطان نفسه إنه رئيس هذا العلم وإلهه، وأنه فدى البشرية منه بموته، فلماذا لا تؤلهون الشيطان؟
                يوحنا 12: 31(31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً)
                يوحنا 16: 11 (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
                كورنثوس الثانية 4: 4 (... إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ...)
                ويمكننا حصر هذا الموضوع فى أن التعبير الكتابى عن الإله ليس بدقيق، لكنه يُفهم من السياق، فقد أطلق كلمة إله على الله الحق، ومجازًا على الملك والنبى والشريف والقاضى، بل وعلى الشيطان. لذلك ميَّز u بين المجاز والحقيقة، وأعلمهم أن الله الذى فى السموات هو الله الحقيقى وحده، وأن مفتاح دخول الجنة والخلود فيها، وبالتالى رضا الله سبحانه وتعالى، أن تعبدوه هو وحده، وتعترفوا برسوله، وما جاء به وتنفذوه، لأن طاعتكم للرسول هى طاعة لله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                وعلى ذلك فقد فهم اليهود المعنى الحرفى لكلمة (ابن الله)، ليقيموا عليه حد الرجم. وطالما أنهم لم يقيموه فهو برىء من هذا الادعاء. ثم متى كان كلام اليهود أو أفكارهم عن الأنبياء سليمة أو حجة على دين الله؟ فهل قتلة الأنبياء يؤخذ منهم حجة على الدين أو النبى؟ وبالتالى فقد جانب الأنبا شنودة الصواب فى التمسك بأقوال اليهود أو الاعتداد بها لفهم هذا النص، واستنتاج ألوهية يسوع.
                ZZZ

                الابن يُحيى كما يُحيى الآب ويميت:
                ولم تنته هذه النقطة بعد، فقد قال الأنبا شنودة ص25 (وفى الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا شرح مفصل من الرب لهذه النقطة ونذكر من ذلك قوله: «كما أن الرب يُقيم الموتى، ويُحيى، كذلك الابن يُحيى من يشاء» (يو 5: 21).)
                بفرض أن يسوع هو هذا الابن الذى يتكلم عنه بصيغة الغائب نقول: أعد قراءة هذه الجملة مرة أخرى! تجد أن يسوع لم يقل إنه يُقيم الموتى، وذلك لأنه أقر أن معجزات إحياء الموتى هى بيد الله، وذلك عندما رفع عينيه إلى الآب الذى فى السماوات، ودعاه أن يُحقق هذه المعجزة على يديه، ليؤمنوا فقط أنه رسول الله إليهم: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                كما أقر يسوع أن أعماله كلها جاءت من عند الله وبتأييد منه، فقال:
                يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                وأقر تلاميذه وعلى رأسهم بطرس أن أعمال يسوع ومعجزاته فعلها الله نفسه لكن بيد يسوع: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                وعلى ذلك يتبقى لنا المراد بتعبيره أنه يُحيى أو يعطى حياة، وهذه الحياة المقصودة هى الخلود فى الجنة: متى 25: 46 (46فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ)
                لذلك سأله أحد اليهود قائلا: لوقا 18: 18 (أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟)
                وقال لهم يسوع: متى 18: 8-9 (8فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ. 9وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمَ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ.)
                وقال فى مرقس 10: 29-30 (29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.)
                ومن دواعى الخلود فى الجنة هو الإيمان بالله ورسله والعمل الصالح: يوحنا 3: 15 (15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.)
                لذلك عرفها يسوع بقوله: يوحنا 17: 1-26 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                والنور الذى يملكه يسوع والذى يسبب الحياة الأبدية هى تعاليمه: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                وهذه هى تعاليم الله، التى تلقاها يسوع منه:يوحنا 12: 49-50(لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ)
                وهذه هى أيضًا تعاليم الناموس والأنبياء، التى لم يأت يسوع ليُخالفها أو لينقضها: حزقيال 18: 5-9 (5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.)
                وعكس هذه الحياة هى الموت أو العذاب الأبدى للضالين الذين لا يتبعون شرع الله: حزقيال 18: 10-13 (10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ!)
                ومن بدل الحسنى بالسوء، فهو من الضالين المعذبين، ومن بدل السوء بالحسنى فهو من الخالدين فى جنان الله تعالى: حزقيال 18: 26-28 (26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.)
                والنبى هو أعلم الناس بالله تعالى: متى 11: 27 (وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ)
                وعلى ذك فليس قصد يسوع أنه يحيى ويميت مثل الله، بل يعطى ما يسبب الخلود فى الجنة، وهى حياة الآخرة، التى هى خير وأبقى.
                ZZZ

                الكل يكرم الآب كما يكرم الابن:
                والدليل السادس يذكره فى نهاية ص25 بقوله: (6- وقال أيضًا «لكى يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» (يو 5: 22). وهذا كلام لا يجرؤ إنسان أن يقوله، لأنه يحمل مساواة للآب فى الكرامة، وهذا دليل على ألوهيته.)
                إن الابن المقصود هنا هو المسِّيِّا، خاتم رسل الله تعالى، كما أثبتنا من قبل. إن قانون الإيمان يقول إن الابن هو نفسه الآب. فإكرام أحدهما يكون إكرامًا للآخر. فلماذا يُطالب إذًا بإكرام الابن، طالما أنهم يكرمون الآب؟
                أمر الرب فى العديد من إصحاحات الكتاب أن يُكرم المرء أباه وأمه. وهذا الإكرام يتمثل فى طاعتهما وبرهما، والرحمة بهما، والإحسان إليهما.
                فكيف نكرم إذًا رسل الله إلينا؟
                علينا أن نطيعهم وننفذ تعاليمهم، فهى ليست تعاليمهم بل تعاليم الذى أرسلهم: (الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي)يوحنا12: 44
                يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                مرقس 9: 37 (... وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                بل استعمل يسوع نفس هذا التعبير مع تلاميذه الذين أرسلهم، فقال: لوقا 10: 16 (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
                فالآب والابن واحد من ناحية التعاليم، والرسالة والهدف منها. فالابن لا يعمل من نفسه شيئًا. يقول يوحنا 15: 21-24 (21لَكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هَذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. 23اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً. 24لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ عَمِلْتُ بَيْنَهُمْ أَعْمَالاً لَمْ يَعْمَلْهَا أَحَدٌ غَيْرِي لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي.)
                وقال لليهود إنه لن يأتى أحد إلى الآب، أو يدخل الجنة إلا به أى بمعرفة تعاليمه واتباعها: يوحنا 14: 6-7 (.... لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. 7لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. .....)
                لذلك كان إكرام الآب والابن مرتبطين ارتباطًا شديدًا مع بعضهما البعض. فلا يمكن أن يعرف أحد الله إلا عن طريق رسله، وإلا لما أرسل الله هذه الرسل.
                وإكرام الله تعالى وتمجيده يتوقف على تنفيذ تعاليمه، واتباع رسالته التى أرسل بها رسوله. وهو عين ما قاله يسوع لتلاميذه، بعد أن مدحهم قائلا إنهم ملح الأرض، ونور العالم: فقد قال فى متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                ولا يمكن أن نصل إلى النتيجة التى استنتجها الأنبا شنودة من تأليه يسوع، وذلك لأن يسوع نفسه كان خاضعًا لله تعالى دنيا وآخرة، فقد كان يُكرم الآب كباقى اليهود: يوحنا 7: 15-18 (15فَتَعَجَّبَ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «كَيْفَ هَذَا يَعْرِفُ الْكُتُبَ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟» 16أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. .... 18مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ.)
                وكان يتمنى رضاه: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                ولا يفعل من نفسه شيئًا، أى قام بإلغاء إرادته ومشيئته وقدرته، ونسب كل المقدرة والعظمة والمشيئة لله وحده: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
                حتى إنه قال إن طعامه يتمثل فى طاعة الله وتنفيذ مراده: يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                لذلك كانت الوحدة بينهما هى وحدة الرسالة والتعاليم، ويمثلها كاتب الرسالة الأولى إلى كورنثوس بالجسد الواحد، الذى إذا اشتكى منه عضو تأثرت به أعضاء أخرى: كورنثوس الأولى 12: 25-26 (25لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. 26فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.)
                وكان يطلب منه أن يمجده، أى يستجيب له ويكرمه بالثواب على العمل، كما كان يسوع يكرم الآب ويُمجده فى الدنيا بطاعته إياه: يوحنا 17: 3-5 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ)
                ويؤكد ملاخى ما نذهب إليه فى أن إكرام الله تعالى وتمجيده يكون بالإيمان به وبرسوله ثم الأعمال الحسنة: يقول الرب فى ملاخى 1: 6-7: إن هيبته وكرامته كرب الأرباب، وسيد العالمين هو أن تُتبع تعاليمه، ولا يُشرك به شيء، وأن الإشراك به تنجيس للرب نفسه واحتقار له: (6[الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟ 7تُقَرِّبُونَ خُبْزاً نَجِساً عَلَى مَذْبَحِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ نَجَّسْنَاكَ؟ بِقَوْلِكُمْ إِنَّ مَائِدَةَ الرَّبِّ مُحْتَقَرَةٌ.)
                وعلى ذلك فإن ما استنتجه الأنبا شنودة لا يقف أمام صحة ما تقوله النصوص.
                كما أن الرب يتمجد فى الدنيا عن طريق قضائه على الكفار، فيبقى على الأرض الموحدين، الذين يعبدونه وحده، ويسبحونه ويتقربون إليه بالصالحات: الخروج 14: 17-18 فى قول الرب (17وَهَا أَنَا أُشَدِّدُ قُلُوبَ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى يَدْخُلُوا وَرَاءَهُمْ فَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَكُلِّ جَيْشِهِ بِمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. 18فَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ»)
                ZZZ

                والدليل السابع الذى يسوقه الأنبا شنودة كدليل على صحة استنتاجه ألوهية يسوع (تحت عنوان: علاقة يسوع بالآب) هو قول يسوع فى يوحنا 14: 1 (.... أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي.) ويقول معلقًا ومستنتجًا ألوهية يسوع فى ذلك (وكون الناس يؤمنون به كما يؤمنون بالآب دليل على المساواة بينه وبين الآب، وبالتالى دليل على لاهوته.)
                نكرر كما يكرر الأنبا شنودة: إن الابن هو المسِّيِّا، خاتم رسل الله، وليس يسوع. وكما قلنا من قبل لم يتكلم يسوع عن الابن إلا بصيغة الغائب. فهو إيليا المزمع أن يأتى، وهو المبارك الآتى باسم الرب، روح الحق، وروح القدس، الصادق الأمين، محمد صلى الله عليه وسلم.
                لو قال الأنبا شنودة أن هذا الكلام أعلاه دليل على المساواة فى الرسالة لكان منطقى، لأن ما أخذه الرسول من الآب أعطاه للناس. لكن أن يكون الإيمان بالآب والابن دليل على لاهوت الابن فهذا ما لا يطيقه عقل، ولا يقبله منطق معتبر عند العقلاء. ولو الآب والابن واحد كما يقول قانون الإيمان، فما حاجتهم أن يؤمنوا بالابن، طالما أنهم يؤمنون بالآب، الذى هو نفسه الابن؟ ولو آمن شخص بوجود الله والشياطين، فهل هذا دليل على ألوهية الشياطين؟
                ولا أعرف لماذا لا يرى الأنبا شنودة النصوص التى يقول فيها يسوع إنه رسول الله أرسله إلى بنى إسرائيل؟ لماذا لا يرى النصوص التى يقول فيها يسوع إنه لا يمكن أن يكون رسول أعظم من مرسله؟ لماذا لا يرى النصوص التى يقول فيها يسوع إن الله أعظم منه؟ لماذا لا يرى النصوص التى يتحدث فيها يسوع عن ضعفه وقدرة الله تعالى التامة؟ لماذا لا يرى النصوص التى تتحدث عن عزة الله وقدرته، ويقارنها بالنصوص التى تقول بإهانة يسوع والاستهزاء به؟ لماذا لا يقرأ النصوص التى تشير إلى أن الله هو الحى القيوم إلى الأبد، ويقارنها بموت يسوع؟ لماذا لا يقرأ النصوص التى تفصل بين مشيئة الله ومشيئة يسوع؟
                ZZZ

                من رآنى فقد رأى الآب:
                والنص الثامن والأخير (تحت عنوان: علاقة يسوع بالآب) الذى يستنتج منه الأنبا شنودة ألوهية يسوع يقول ص26 («من رآنى فقد رأى الآب» يوحنا 14: 9).)
                يبدأ الإصحاح الرابع عشر من الإنجيل المنسوب ليوحنا بنص غامض لم يفهمه التلاميذ كالمعتاد: يوحنا 14: 1-13 (1«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. 2فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً 3وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً 4وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ».
                5قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. 7لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ». 8قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ 10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. 12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. 13وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ. 14إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.)
                إن الكتاب المقدس نفسه ينهى فى بعض تعبيراته عن الفهم الحرفى لنصوص الكتاب، ويجب عند فهم الكتاب أن نراعى هل يُفهم النص حرفيًا أم مجازيًا، وذلك من خلال النصوص الصريحة فى مثل هذا الموضوع، وهو ما أسميناه من قبل النصوص قاطعة الدلالة، وهى المُحْكَمَة، يقول الكتاب: كورنثوس الثانية 3: 6 (6الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.)
                أولا أؤيد يسوع، كما تؤيده نصوص الكتاب كاملاً، فى قوله إنه هو الطريق الحق إلى معرفة الله، لأنه لا يأتى أحد إلى الآب إلا بمعرفته للآب عن طريق نبيه، أى لا سبيل لنا لمعرفة الله تعالى إلا عن طريق رسله. وعلى ذلك فهو إذًا الطريق إلى معرفة الله، وتعاليمه هى التى تسبب الحياة الأبدية، فباتباعها يخلد الإنسان فى الجنة، ولا يبقى بينه وبينها إلا الموت. وهذا ما تقوله كل النصوص التى سبق لنا وذكرناها من كتابهم:
                يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                وحدد يسوع مفتاح الخلود فى الجنة بالإيمان بالله، ورسوله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                وكررها مرة أخرى لكن بالإيمان بالمسِّيِّا: يوحنا 3: 15 (15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.)
                وليس فقط الإيمان بالله ورسوله قولا، بل عملا أيضًا، لأن تعاليم الله تعالى هى التى جاء بها رسوله، واتباعها هو طاعة لله وطاعة لرسوله، لذلك فهى التى تُسبب الحياة الأبدية: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                إذن فطريق أى رسول هو طريق الحق والهداية والنور والصراط المستقيم. وفى هذا يتساوى يسوع مع كل الأنبياء قبله وبعده. ولا يعنى من قريب أو بعيد ألوهيته. وقد صدق فى قوله لو كانوا عرفوا رسول الله لعرفوا الله نفسه. وعلى ذلك فلا حاجة لهم أن يطلبوا رؤية الله الذى لم ولن يره أحد فى هذه الدنيا. وكل ما عليهم أن يعرفوا شريعته ورسالته المتمثلة فى تعاليم نبيه.
                إن قول يسوع لهم إنهم يعرفون الرب ورأوه وماكث فيهم (وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ) لا بد أن نفهمه من خلال النصوص الأخرى، لأننا تعودنا فى أسلوب الأناجيل الكثير من المجاز والتشبيهات التى لا بد أن نرجع معها لباقى النصوص التى تتعرض لنفس الموضوع.
                أولا كان يسوع من بنى إسرائيل دينًا وعقيدة وتربية ونشأة وثقافة. ولا يعرف اليهود شيئًا عن تجسد الإله، ولا بنزول الإله على الأرض، ليعيش وسط الناس. فما هو الطريق الوحيد لمعرفة الله يا يسوع؟ ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
                إن شريعة موسى والأنبياء، التى ما جاء يسوع إلا ليعمل بها، تؤكد أن السبيل الوحيد لمعرفة الرب هو معرفة شريعة الرب التى جاءت عن طريق نبيه، أى الإيمان بالله وكتبه ورسله التى جاءت بهذا الكتاب. ولا توجد طريقة أخرى أشار إليها الكتاب لمعرفة الرب لديهم: يقول هوشع 4: 6 (6قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ.) فمعرفة الله تعالى هى اتباع شريعة وتعلمها. فأين قال الرب فى شريعته إنه سيتجسد وينزل يعيش بين الناس؟
                وعرف الرب فرعون بنفسه عن طريق رسوله موسى r، ولما لم يستجب عرفه الله تعالى بمعجزات أجراها الله بيد نبيه، ولما لم يستجب عرفه الله بالآيات التى ضرب بها مصر والمصريين: مزمور 103: 7 (7عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ.)
                وقد أمر الله تعالى نبيه موسى أن يقول لفرعون: خروج 7: 17 (17هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: بِهَذَا تَعْرِفُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: هَا أَنَا أَضْرِبُ بِالْعَصَا الَّتِي فِي يَدِي عَلَى الْمَاءِ الَّذِي فِي النَّهْرِ فَيَتَحَوَّلُ دَماً.)
                وهذا ما فهمه توما، لذلك لم يسأله متى رأينا الرب ولا أين رأيناه وهو لا يُرى، ولا من الذى تقصده أنه رأى الرب فيخبرنا بما رآه. بل طلب منه فيلبس أن يريه الرب، وهذا دليل على إيمانهما أن يسوع ليس هو الرب المقصود من كلام يسوع. وإذا كان يقصد أن الله فى لاهوته لم يره أحد قط، فما معنى رأيتموه؟ فهل يقصد أنهم رأوا الله فى ناسوته؟ كيف وقد أخلى نفسه من اللاهوت، فالناسوت لا يُطلق عليه إله، لأنه كان خاليًا من اللاهوت؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن مسألة اللاهوت والناسوت هذه لم يعرفها أحد من الأنبياء ولا من التلاميذ، وهذا من العلم الدخيل على الكتاب لتأصيل بدعة تأليه يسوع، والذى يختص به المثلثون.
                ولو كان يقصد أن اللاهوت هو الذى لا يمكن رؤيته، فلماذا قال إن من يره يرى الذى أرسله، والمعروف أن الذى أرسله هو اللاهوت؟ يوحنا 12: 45 (45وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                يؤكد ما نذهب إليه أن يسوع قال بعدها إن الله هو ربه ورب التلاميذ أى رب كل الناس: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                وقوله فى متى 26: 47 (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
                وقال أتباعه ومعاصروه وأعداؤه إنه نبى: ويهمنا هنا رأى يوحنا بالذات الذى يؤكد لنا فيه أن يسوع كان عند الناس واليهود والأعداء ليس أكثر من نبى:
                1- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                2- يوحنا 7: 40 (40فَكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكلاَمَ قَالُوا: «هَذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ».)
                3- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                4- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                وهى نفس صورته فى الأناجيل الأخرى:
                1- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                2- متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                3- لوقا 7: 16 (16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                4- لوقا 9: 7-8 (7فَسَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ بِجَمِيعِ مَا كَانَ مِنْهُ وَارْتَابَ لأَنَّ قَوْماً كَانُوا يَقُولُونَ: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ». 8وَقَوْماً: «إِنَّ إِيلِيَّا ظَهَرَ». وَآخَرِينَ: «إِنَّ نَبِيّاً مِنَ الْقُدَمَاءِ قَامَ».)
                5- لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
                6- لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                ففكر عزيزى المسيحى: ما حاجة الرب أن يرسل نبيًا إذا كان هو بنفسه بين الناس؟ فإن وجود نبى الله يُغنى عن وجود الرب نفسه. والله تعالى يرسل نبيه، لأنه لا يُرى، فكيف يتعامل مع الناس فى المواقف المختلفة ويعلمهم دينهم؟ وما حاجة الرب أن يترك الناس يدعونه نبيًا وينزلونه من مرتبة الإله الراسل إلى الساعى المرسل، ثم يقول لهم: يوحنا 13: 16 (... لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                وهو ما يؤكده أيضًا العهد القديم: إشعياء 45: 15 (حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل)
                ويؤكد موسى على قومه أنهم لم يروا صورة لله درءًا للوثنية التى ممكن أن تنشأ عن ذلك: تثنية 4: 12 ، 15 (12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. .. 15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى.)
                وعندما طلب موسى من الله أن يراه: خروج 33: 20 (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»)
                وهو أيضًا ما يؤكد عند يوحنا نفسه وغيره: يوحنا 1: 18 (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ)
                يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَه)
                تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
                وعلى الرغم من إيمانهم بقدسية هذه الفقرات الكتابية، إلا أنهم يتحايلون على المعنى ويقولون إنها تعنى عدم إمكانية رؤية الله فى لاهوته. فأين هو لاهوته الذى قال هو به؟ إن الموضوع لا يعدو استنتاج من نصوص غير قطعية الدلالة! فهم لم يثبتوا أساسًا أن الناسوت هذا إله، فحكَّموا إيمان المجامع، وجعلوه هو الحكم الفيصل على فهم نصوص كتابهم الذى يقدسونه.
                وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                وكان يسجد ويصلى لله ربه: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ...... 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                وخاطب الرب وناداه معترفًا أنه إلهه: متى 26: 47 (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
                يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                وأمر الناس بعدم اتخاذ إله على الأرض، لأنه الله واحد هو الذى فى السماء: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
                هذا هو يسوع النبى، الذى اعترف بعبوديته لله، لكن قوالب الإيمان سابقة التجهيز يُقلب فيها أى نص مهما كان واضح الدلالة، فإذا كان من الممكن تحوير فهمه ليتفق مع هذا القالب، تمسكوا به، وإن كان الحق غير ذلك، فليذهب الحق إلى الجحيم، وليُقذف بالنور إلى الظلام، ولا يكون إلا تنفيذ هذه القوالب. ومع شديد الأسف يسمون هذا تفسير وعلم التفسير.
                أما استشهاده بقول الكتاب على لسان يسوع إنه فى الآب، وإن الآب فيه، وإن الآب الحال فيه، وأنه مُلء باللاهوت، ومثل هذه التعبيرات، فنقول إنها وردت عن اتحاد يسوع بالرب والناس، وعلى الرغم من ذلك لم يؤله أحد هؤلاء الناس:
                فها هو يقول النص المنسوب لبولس أن من التصق بالرب فهو روح واحدة معه. فهل هو بذلك أصبح إلهًا، أم أن المفهوم أنه سيصبح حبيب الرحمن؟ كما قال إن من التصق بزانية صار معها جسدًا واحدًا، فهل يصبحان جسدًا واحدًا، أم يكون كل منهما مشتركًا فى الإثم بنفس القدر؟: كورنثوس الأولى 6: 16-17 (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.) وعبارة الترجمة الكاثوليكية الجديدة: (ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا.)
                يوحنا 17: 11، 21 («أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ...... 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
                يوحنا 14: 10-11 (10أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا.)
                يوحنا 14: 20 (20فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي وَأَنْتُمْ فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
                يوحنا 15: 4 (4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
                أفسس 4: 6 (6إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ.)
                كورنثوس الأولى 6: 19 (19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ )
                كورنثوس الأولى 12: 12-13 (13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً.)
                وهو عين ما قصده بولس فى أفسس 4: 4 (4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.)
                كورنثوس الثانية 6: 16 (16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً.)
                وهو قريب من قوله: يوحنا 1: 12-13(12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
                وقوله: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)
                وقوله: يوحنا 8: 44 و47 (44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. 47اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ».)
                وقوله: يوحنا 6: 56 (56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.)
                وقوله: يوحنا الأولى 4: 15 (مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ.)
                يوحنا الأولى 1: 3-7 (3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ... 5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. 6إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، ......)
                كما يستدلون على لاهوت المسيح بقوله: كولوسى 2: 9-10 (9فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً.) ويتناسون الجملة التى تليها، والتى تشير إلى ملء المسيح بالتلاميذ والمؤمنين: (10وَأَنْتُمْ مَمْلُوؤُونَ فِيهِ، الَّذِي هُوَ رَأْسُ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ.) فلماذا لا تؤلهون الكل، ولماذا لا تقولون بتجسد الرب فى الكل؟
                فهل لاحظ القارىء أن معظم فلسفة الحلول والاتحاد هذه من الكتابات المجهولة التى تُنسب ليوحنا وبولس؟
                ZZZ

                تعليق


                • #23
                  جلوس يسوع عن يمين الرب:
                  وابتداءً من ص26 إلى ص28 يتكلم الأنبا شنودة عن جلوس يسوع على يمين الرب. فينفى الأنبا شنودة وجود يمين أو يسار للرب ص27 بقوله: (الآب ليس له يمين ولا شمال، لأنه غير محدود، كما أنه مالىء الكل. لا يوجد فراغ عن يمينه لكى يجلس فيه أحد.)
                  فهذا كلام جميل وسليم، لأن الله أكبر من كل الوجود، فكيف ينكمش ويضمحل ويُحد الإله حتى يصبح له يمينًا ويسارًا؟ وهذا مطابق لكلام يعقوب رئيس التلاميذ تمامًا، فهو يقول: يعقوب 1: 17 (17كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ)
                  فهل نطبق هذا الكلام على يسوع؟ كيف يصبح يسوع إلهًا وقد كان ذو ظل ودوران محدود المكان والزمان والعلم والقوة والمقدرة؟ ثم إذا كان قد أخلى نفسه من الألوهية، فما هو حجم هذه الألوهية التى كانت تملأه؟ بالتأكيد كانت أقل من حجمه الخارجى لتتمكن من ملئه، بمعنى كان الناسوت أكبر من اللاهوت. فهل يليق أن ننزل بعظمة الإله وتكبره (كونه كبيرًا) إلى حجم يكون معه أحد عبيده أو مخلوقاته من الحيوانات أو الجماد أكبر منه؟ وهل يليق أن يكون الناسوت أكبر من اللاهوت؟ وأين ذهبت هذه الألوهية حتى استردها مرة أخرى؟ هل كانت فى أقنوم رابع تم إلغائه فور انتهاء عمله؟
                  وإذا كان يسوع هو الآب والابن والروح القدس وأخلى نفسه من الألوهية، فما قيمة الثالوث هذا وقت تجسُّد يسوع وإخلاء نفسه من الألوهية؟ وكيف كانت الألوهية معطلة عن العمل إلى أن استردها يسوع؟ كيف كانت تسير أمور الحياة من خلق وإماتة ورزق وتأييد وحفظ ودوران النجوم والأفلاك وغيره من شئون البيئة؟ وكيف فداكم يسوع بموته على الصليب خاليًا من اللاهوت؟
                  وما موقف الروح القدس من هذه الجلسة أو الحماية؟ لماذا لم يُدرج هو الآخر على يمين الآب؟ ولماذا خصته النصوص بهذا اليمين دون ذكر للروح القدس؟ وإذا كان قانون الإيمان ينص على أن الآب والابن والروح القدس إله واحد لا ينفصلونطرفة عين، فعلى ذلك فإنه عند صعود يسوع إلى العرش، كان عليه أن يجده فارغًا، ويكون هو الوحيد على العرش؟ فمنالذى جلس على يمين من؟
                  وهل لاحظت أن الجلوس (مهما كان معناه) على يمين الرب لم يتم إلا بصعود يسوع إلى السماء، الأمر الذى يشير إلى وجود اثنين منفصلين أحدهما كان فى السماء، وأُصعد إليه الآخر من الأرض؟ فكيف يصدق قانون الإيمان هذا الذى يعتبر الآب والابن والروح القدس إلهًا واحدًا؟
                  وهل سيجلس يسوع على يمين الآب بصفته الناسوتية التى انتهت على الأرض برفعه للسماء، أم بصفته اللاهوتية التى كان قد أخلى نفسه منها؟ وكيف سيجلس اثنان بالصفات اللاهوتية بجوار بعضهما البعض؟ أليس هذا دليل على تعدد الآلهة، الذى تدعون أنه توحيد؟ وهل انتهى دور الروح القدس بصعود الابن إلى يمين الله؟ ومن الذى سيتولى منهم إدارة الكون؟ هل سيتم توزيع الأدوار بينهم بالتتابع الزمنى أم بالتتابع المكانى أم تبعًا لمقدرة كل منهم وإمكانياته أم عن طريق تمكن كل منهم على الاستحواز على ما ناله من الملكوت أم بتقسيم الملكوت بينهم بالتساوى؟
                  وأيهما سيكون إله الآخر؟ هل سيستمر يسوع فى عبادة الآب والسجود له ودعوته بإلهه وربه والاستنجاد به، أم سينعكس الوضع وتُقلب الأدوار ويسجد الآب للابن؟
                  وبأى صفة سيجلس يسوع على يمين الآب، هل سيجلس بصفته ابنًا أم أبًا؟ وما حاجته أن يكون ابنًا بعد رفعه وانتهاء عمل الجسد الإنسانى كابن، وتم رفعه إلى السماء بجسد ممجد، على الرغم من أنه هو نفسه الآب المتحد مع الابن والروح القدس؟
                  وإذا كان الثلاثة ليسوا ثلاثة ولكنهم إله واحد، فكيف يكون أحدهم على يمين الآخر؟ وكيف يصعد يسوع إلى أبيه وهو نفسه الآب؟ وكيف يصلى إلى أبيه السماوى ويناجيه وهو نفسه الآب السماوى؟ ولو تعنى هذه العبارة الدخول فى حماية الرب، كما أراد الأنبا شنودة، فكيف يكون أحدهم فى حماية الآخر، ولا يوجد إلا واحد فقط؟
                  وهل وجود الابن على يمين الآب لا يعد وضعًا مميزًا للابن دون الروح، وقانون الإيمان لا يميزالابن على الروح ، على الرغم من تكفيرهم لمن يبدأ باسم الروح القدسوالابن والآب،ولا بد أن يكون الترتيب (الآب والابن والروح القدس).
                  وعلى ذلك فهم يؤمنون بخمسة آلهة أو أربعة على الأقل على الأقل، وهذا هو المنطق الكتابى، حيث ظهرت روح الإله كحمامة هابطة من السماء، وصدر صوت من السماء وليس من الحمامة، بينما كان الآب والابن والروح القدس يعمدون فى نهر الأردن، وكان هذا الثالوث يصلى لله ويسجد لإلهه السماوى، وقال لتلاميذه إنه سيصعد إلى أبيه وأبيهم. وعلى ذلكفالثالوث الذى على الأرض صعد وجلس بجوار الآب السماوى فكانوا أربعة: ثلاثة علىاليمين وواحد على اليسار.
                  وهل تعتقدون أن الشيطان كان غير قادر على الوصول إلى لاهوت يسوع الذى تخلى عنه فى ناسوته وامتلاكه؟ بلى. لقد كان قادرًا على الوصول للآب نفسه فى عقر داره، وفى غرفة اجتماعاته مع الملائكة، فهل نسيتم أنه أسر الشيطان لمدة أربعين يومًا فى الصحراء بعد نزول الروح القدس عليه وتطهيره فى نهر الأردن. كما علم ما يفعله الرب على عرشه هو وملائكته.
                  اقرأ وتدبَّر كيف علم الشيطان بموعد لقاء الرب مع ملائكته وجدول أعمال هذا اللقاء، وكيف وصل إلى مكان الاجتماع دون حراسة من الملائكة، أو حتى دون دعوة أو استدعاء من الله أو اعتراض؟ إنه فرض نفسه على الرب وملائكته، وأنجز ما فشل فيه الرب وجنود السماء: ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
                  وعلى الرغم من أن الجلوس يعنى عنده الاستقرار، إلا أنه يؤوِّل يمين الرب بقوله: (وهنا يمين الرب تعنى قوة الآب وبر الآب وعظمته. لذلك قيل أيضًا عن الابن إنه جلس عن يمين القوة حينًا، وعن يمين العظمة حينًا آخر.) كما أنها تعنى ص28 (أن مرحلة إخلاء الذات قد انتهت ودخل الابن فى مجده.) أى استرد قوته مرة أخرى. وعلى ذلك من المفروض أن يكون التثليث باسم الآب والقوة المخلاة والروح القدس، لأن الابن لم يكن إلهًا، بل كان خاليًا من الألوهية. ولا أعرف لماذا كتب الأنبا شنودة هذا الكتاب؟ هل ليثبت أن يسوع الابن إلهًا وهو قد أخلى نفسه من الألوهية كما يقول الأنبا شنودة والكتاب الذى يقدسه؟
                  وفى الحقيقة إن تفسير الأنبا شنودة كان من الممكن أن يغنينا عن المضى قُدمًا فى تفنيد هذا الكتاب، لأنه بهذا الكلام حسم الموقف، حيث دخل يسوع برفعه إلى السماء فى حفظ الله تعالى وعنايته. وهذا لا يعنى بالمرة ألوهيته بل نبوته. فهل توافقنى أنهما اثنان: أحدهما فى حماية الآخر ورعايته؟
                  وبالمناسبة قد لا يعلم المسيحى أنه لم يكن يسوع أول من أُصعد إلى السماء، فقد سبقه اثنان من قبل، وهما أخنوخ وإيليا: عبرانيين 11: 5 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) وأيضًا، تكوين 5: 24
                  ملوك الثانى 2: 11 (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.)
                  وأهمس فى أذنى الأنبا شنودة قائلا: ماذا سيفعل يسوع على يمين الآب، وهو عبد لله، خاضع له فى الآخرة مثل باقى العبيد؟ أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                  ماذا سيفعل على يمين الآب وهو قد كان يعتمد فى كل شىء على الآب إلهه؟
                  ماذا سيفعل على يمين الآب وقد فشل فى الدنيا فى هداية أقرب الناس إليه؟ يوحنا 7: 5 (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.)
                  وبعد أى علمنا أنه لا يوجد شىء اسمه الخطيئة الأزلية، وأن تكفير الخطيئة يتم بالتوبة والإقلاع عن الذنب وعمل الصالحات، وهذا ثابت بنصوص الكتاب وليس استنتاجنا، يحق لنا أن نتساءل: لماذا تخلص الآب من يسوع، ودفعه ليد أعدائه فأماتوه ميتة الملاعين؟ ولماذا أهانه وسلمه ليد الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء؟ هل مثل هذا الآب يُكرم يسوع؟ وإذا كان الآب نفسه قد قال فى الأمثال 21: 18 (الشرير فدية الصديق) فكيف يفدى حواء المخطئة بيسوع؟ وإذا علمنا أن الخطيئة الأولى هى خطيئة الشيطان، فكيف يفدى الشيطان بإله أو بيسوع؟

                  ZZZ

                  وفى ص29 استنتاج جديد للأنبا شنودة يدلل به على ألوهية يسوع. وقد قسمه إلى أربعة أقسام:
                  1- الله روح (؟)
                  ويستشهد بيوحنا 4: 24 ، إلا أننى سأضع الفقرة كاملة بحيث لا تخل بالمفهوم: (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا. 28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ)يوحنا 4: 19-30
                  فقد بدأت الفقرة باعتراف المرأة أن يسوع نبى من الأنبياء قائلة (يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!). وهذا ينفى عنه الألوهية والمساواة بالله تعالى باعترافه هو نفسه، وباعتراف تلاميذه:
                  لقد كان يسوع عبدًا لله تعالى: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).)الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  وأكد بعد أن عرف الناس أنه عبد الله ورسوله قائلاً: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                  وسيكون فى الآخرة خاضعًا لله تعالى مثل باقى عبيد الله: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                  ثم أجاب يسوع قائلاً: يوحنا 4: 21-22 (21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
                  لقد أقر استمرار السجود لله تعالى، لا لرغيف الخبز ولا لكأس الخمر ولا للصليب ولا للأيقونات أو تماثيل يسوع والعذراء ولا للأنبا شنودة، بل لله الذى فى السماوات. إلا أن الموضع الذى سيتجهون فيه فى سجودهم سيتغير، فلن يكون جبل عيبال، حيث يتجه اليهود العبرانيون فى سجودهم، ولا جبل جرزيم حيث يتجه السامريون فى سجودهم. وهذه إشارة إلى تغيير القبلة يومًا ما، عندما يأتى المسِّيِّا. ولو تدبرت قوله بأن اتجاه الصلاة الصحيح لا هذا ولا ذاك، وأنه سوف يتغير وسألت نفسك لماذا لم يغير هو نفسه هذا الاتجاه فى حياته على الأرض، على الرغم من إقراره بعدم صحة الاثنين، لأدركت السبب وهو أنه ليس هو المسِّيِّا، وليس هذا من عمله، بل عمل إيليا المزمع أن يأتى. ثم اشار إلي أنهم هم الذين يسجدون لله الحق. لكن هل يسجد مسيحيو اليوم للآب، الذى كان يسجد له يسوع نفسه؟ لا إنهم يسجدون لغيره.
                  ثم احذف هاتين الجملتين من السياق، تجد أن السياق لن يتأثر، وذلك لأنهما محشورتان فيه: (23وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».)
                  كيف يقول لها إنه ستأتى ساعة فى المستقبل، ولن يسجدوا لا لهذا الجبل ولا للجبل الآخر، ثم يقر فى وقتها أن هذه الساعة قد أتت ولم يتغير اتجاه الصلاة؟
                  أما قوله (الله روح)، فهذا لا يصدر من نبى من أنبياء الله، لأنهم يعلمون أن الله تعالى هو خالق الروح، والروح من أمره، مخلوق من مخلوقاته. وعلى ذلك لا يمكن أن يكون الله مخلوق.
                  من ناحية أخرى كيف يُشبَّه الله بالروح، وهو قد نهى عن تشبيهه بأى شىء؟
                  صموئيل الثانى 7: 22 (قَدْ عَظُمْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلَيْسَ إِلَهٌ غَيْرَكَ)
                  إشعياء 40: 18 (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
                  إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟)
                  لكن قد يكون المفهوم نفى الألوهية عن يسوع، حيث إن الله روح أى لا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح فإن (اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.) يوحنا 1: 18. فكيف يكون عيسى u هو الله؟ يؤكد ذلك أن يسوع له جسد، ومولود من جسد، ووجود جسد ينفى الألوهية: لأن (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.) يوحنا 3: 6 ، وأمر عيسى u الناس أن يعترفوا أنه كان بشرًا سويًا جاء فى الجسد أى كان إنسانًا، يوحنا الأولى 4: 2-3 (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.)، وأقر ذلك يسوع بعد ظهوره لتلاميذه، فقال لهم: لوقا 24: 39 (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.)، ودُفن هذا الجسد فى قبر جديد: متى 27: 58-60 (58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) ، وقال لهم إنه إنسان: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ....) ، وفعل كل ما يفعله العبد تجاه خالقه، من صلاة وسجود وتضرع ودعاء ودعوة إلى عبادته وتقواه.
                  وطالما أن عيسى u كان إنسانًا بكل معنى الكلمة، فها هو الرب إلهه يعلن عن نفسه قائلا: إرمياء 32: 17 (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) ، وطالما كان عيسى u ظاهر لقومه بالجسد، وهو مولود من الجسد، من أمه مريم العذراء ، فهو إذًا ليس بإله.
                  فهذا هو المفهوم الذى يمكننا أن نفهمه من قوله الله روح، رغم اعتراضنا عليه.
                  ثم ننتقل إلى جملة حوار أخرى، فبعد أن علمت المرأة أن الذى يكلمها هو نبى، ولم يقر أمامها أنه إله، قالت له يوحنا 4: 25-26 («أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ».)
                  إن عبارة (أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ) مدسوسة على النص بكل تأكيد، وفى الحقيقة هناك عدة أسباب وأدلة على صدق كلامنا فى هذه الفقرة وفى عدة فقرات أخرى فى الكتاب. منها أن هذه المرأة السامرية (كما اتضح من بداية النص) هى من أعداء العبرانيين الذين جاء منهم يسوع. كما أنه كانا يتكلمان عن شخص ثالث غائب عنهما.
                  والسبب فى ذلك أن إثبات مسِّيِّانية يسوع كان الهدف الأول من كتابة هذا الإنجيل، تمامًا مثل إنجيل متى وغيره: يوحنا 20: 31 (31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.)
                  إن هذه المرأة سامرية، وليس ليسوع أن يدعوا السامريين؛ لأنهم بالنسبة له من الكفَّار، فقد سبق وقال للمرأة إن سجودهم باطل لإله باطل، أو على الأقل فهم لا يعرفون الله الذى يسجدون له: (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ ...)
                  ثانيًا: ليس من المنطق بحال من الأحوال أن يبوح لسامرية بهذا الاعتراف الذى اعتبره سرًا، ومنع تلاميذه أن يقولوه لأحد. بل منعهم أن يبلغوا دعوته للسامريين، فهل خالف هو تعاليمه؟ بل حاوره السامريون واليهود بكل طوائفهم لينتزعوا منه اعترافًا أنه المسِّيِّا، سواء قولا أو عملا، ولم ينجحوا. متى 10: 5-6 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
                  ثالثًا: قال لها (لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ) أى أن الخلاص سيكون بالتخلص من اليهود، وقد تم تعديل هذه الجملة فى بعض التراجم العربية إلى "سيأتى الخلاص من اليهود"، وهو استمرار لسرقة ملكوت الله تعالى الذى هاجمهم يسوع على سرقته، وعرفهم أنه لا يمكن أن يُخطف شىء من يد الله: يوحنا 10: 29 (وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
                  وهو نفس قوله: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44 ، مرقس 12: 10-12
                  وهى بشارة موسى بمحمد r فهو النبى الشبيه له: (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. .... 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.) تثنية 18: 15-18
                  وقول الكتاب إنه لن يخرج نبى قط فى بنى إسرائيل مثل موسى: (10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيل مِثْلُ مُوسَى الذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ) تثنية 34: 10
                  فالنص الأصلى يشير إلى المستقبل بقوله (لن يقم)، وتلاعبت يد الكنيسة بتحويلها إلى الماضى، حتى لا يمس هذا يسوع اليهودى (؟)، الذى جاء من بنى إسرائيل. والدليل على ذلك أنهم يؤمنون أن موسى هو قائل هذا الكلام، ولا يُعقل أن يقوله موسى أو يوحى إليه بينما هو على قيد الحياة، ولم يمت بعد، حتى تُعقد المقارنة بينه وبين الأنبياء الذين جاءوا بعده.
                  جاءت الكلمة فى الأصل بصيغة المضارع، لذلك ترجمتها التوراة السامرية هكذا: (ولا يقوم أيضًا نبى فى بنى إسرائيل كموسى الذى ناجاه الله شفاهًا)
                  جاءت الكلمة العبرية فى تثنية 34: 10 קום quwm وهى فى قاموس strong تحت رقم H6965 ، وقد جاءت هذه الكلمة فى سفر التثنية وحده حوالى 32 مرة تبعًا لنسخة الملك جيمس، تُرجمت كلها بالمضارع إلى فى هذا الموضع!! لماذا؟؟
                  وها هنا النبوءة المستقبلية قيلت بنفس الأحرف، وبنفس زمن الفعل، ولكنها ترجمت هنا بالمضارع: تثنية 18: 15-18 (15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. .... 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.)
                  ونكتقى بهذا القدر، ليدلل على صدق ما فهمناه وما نقلناه.

                  Deu 2:13


                  Now rise up 6965 ,


                  Deu 2:24


                  Rise ye up6965 ,


                  Deu 6:7


                  …. and when thou risest up 6965 .


                  Deu 9:12


                  And the LORD 3068 said 559 unto me, Arise 6965 ,


                  Deu 18:15


                  The LORD 3068 thy God 430 will raise up 6965 unto thee a Prophet 5030


                  Deu 18:18


                  I will raise them up 6965 a Prophet 5030 from among 7130 their brethren 251, like unto thee,


                  رابعًا: يدل سياق النص بعدها أن المرأة لم تعرف من الأساس إذا كان يسوع المسِّيِّا أم لا، فقد أخبرت أهلها وجيرانها بهذا الخبر على لسانها تخمينًا، وليس توكيدًا. إذ لا يُعقل أن يأتى المسِّيِّا، الذى هو إله عندكم، ويخبرها بالحق ثم تُشكك فيه: (29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟».)
                  خامسًا: هل من المعقول أن يُسكت يسوع تلاميذه وحملة لواء الدعوة من بعده، ويُخرص الشياطين، ولا يقول طوال دعوته إنه المسِّيِّا، ولا يقولها إلا للمرأة السامرية التى هى من أعدائه ولم يُأمر بدعوتها؟

                  * * *

                  الله يسكب روحه، ويسوع يسكب روح الله:
                  وبعد أن قرر الكتاب أن الله روح قال
                  2- الله هو الذى يسكب روحه
                  واستشهد بأن الذى يسكب الروح ويعطيها هو الله وحده، وذلك بسفر إشعياء 44: 1-3، ويوئيل 2: 28-29، وحزقيال 39: 29. وقد أخطأ الكتاب فذكرها فى سفر الخروج، وهى فى الحقيقة فى سفر حزقيال وليست فى سفر الخروج.
                  فما معنى سكب روحه هذه؟ وكيف استخدمها الرب فى الكتاب؟
                  استخمت كلمة سكب بعدة معانى، وللباحث أن يتعرف على معانيها المختلفة فى قاموس Strong تحت رقم (h5258)، وتُنطق فى العبرية (נסךnacak ) ومنها:
                  سكب السائل فى إناء أى صبه فيه (تكوين 35: 14، إرمياء 19: 13). وسكب الصانع أو الصائغ تمثاله أو صنمه أو حليه أى شكَّله على الشكل الجديد، المصبوب فيه. (إشعياء 40: 19)
                  وتعنى (مسحَ) كما جاءت فى مزمور 2: 6 (6أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي.)
                  Yet have I set5258 my king4428 upon my holy6944 hill2022 of Zion6726.
                  وتعنى (قدَّمَ) كما جاءت فى (هوشع 9: 4) (4لاَ يَسْكُبُونَ لِلرَّبِّ خَمْراً)، وكما جاءت فى مزامير 142: 2 (2أَسْكُبُ أَمَامَهُ شَكْوَايَ. ...)
                  وتعنى (يصلى، يتضرع، يستسلم لله) صموئيل الأول 1: 15-16 (فأجابَت: ((لا يا سيِّدي. أنا اَمرأةٌ حزينةُ النَّفْسِ لم أشربْ خمرًا ولامُسكِرًا، بل أكشِفُ [أسكب نفسى فى باقى التراجم العربية] نفْسي أمامَ الرّبِّ. فلا تَحسِبْ أمَتَكَ مِنْ بَناتِ السُّوءِ، فأنا أطَلتُ الصَّلاةَ مِنْشِدَّةِ الحُزنِ والغَمِّ.))) الترجمة المشتركة، وتدور الترجمات الأخرى حول هذا المعنى، مع تغيير شديد فى الفقرة الأخيرة.
                  ويتضح من سياق الفقرة أن حنة لم تكن تُنجب، وألمَّ بها ضيق شديد، فذهبت إلى بيت الرب وسكبت نفسها أمام الرب أى سجدت، وأطالت السجود لله تعالى، وكان يراقبها الكاهن عالى، فظن أنه فى حالة سكر بسبب إطالتها للسجود، وسألها قائلا: (حَتَّى مَتَى تَسْكَرِينَ؟ انْزِعِي خَمْرَكِ عَنْكِ) فقالت له إنها لم تشرب الخمر ولم تسكر، بل سجدت نفسها لله، ومن شدة الحزن أطلت الصلاة، ومن احتياجها الشديد للتقرب والاستئناس بالله أطالت السجود.
                  وبمعنى تضرع ودعوا الله أيضًا فى إشعياء 26: 16 (يَارَبُّ قَدْ طَلَبُوكَ فِي الْمِحْنَةِ، وَسَكَبُوا دُعَاءَهُمْ عِنْدَتَأَدِيبِكَ لَهُمْ،) ترجمة كتاب الحياة
                  وفى الترجمة الكاثوليكية (يا ربُّ، إنَّهم في ضيقِهمِ آلتَمَسوكَ سَكَبوا شَكواهم عِندَ تأدَيبِكَ لَهم.)
                  وتعنى (أنزل) سواء كانت السكينة والسبات كما جاءت فى إشعياء 29: 10 (10لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَكَبَ عَلَيْكُمْ رُوحَ سُبَاتٍ وَأَغْمَضَ عُيُونَكُمُ. ..)، أو أنزل حمو غضبه كما جاءت فى مراثى إرمياء 4: 11 (11أَتَمَّ الرَّبُّ غَيْظَهُ. سَكَبَ حُمُوَّ غَضَبِهِ وَأَشْعَلَ نَاراً فِي صِهْيَوْنَ فَأَكَلَتْ أُسُسَهَا.) وفى رؤيا 16: 3-4 (3ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ دَماً كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ. 4ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ جَامَهُ عَلَى الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ، فَصَارَتْ دَماً. .... 8ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابِعُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ فَأُعْطِيَتْ أَنْ تُحْرِقَ النَّاسَ بِنَارٍ، 9فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً، .... 12ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ.)
                  وأيضًا فى إرمياء 10: 25 (25اُسْكُبْ غَضَبَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّتِي لَمْ تَعْرِفْكَ وَعَلَى الْعَشَائِرِ الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِاسْمِكَ. ....)
                  وأيضًا فى حزقيال 20: 8 و13 و21 (8فَتَمَرَّدُوا عَلَيَّ وَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَسْمَعُوا لِي, وَلَمْ يَطْرَحِ الإِنْسَانُ مِنْهُمْ أَرْجَاسَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَتْرُكُوا أَصْنَامَ مِصْرَ. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ عَلَيْهِمْ سَخَطِي فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ. ... 13[فَتَمَرَّدَ عَلَيَّ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَرَفَضُوا أَحْكَـامِي الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا, وَنَجَّسُوا سُبُوتِي كَثِيراً. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لإِفْنَائِهِمْ. ... 21فَتَمَرَّدَ الأَبْنَاءُ عَلَيَّ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا أَحْكَـامِي لِيَعْمَلُوهَا, الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا, وَنَجَّسُوا سُبُوتِي. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ سَخَطِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ.)
                  فكيف يكون هو الروح وهو ساكبها فى غيره؟ هل يقصد أن يجعله إلهًا؟ وهل الروح سائل ليجوز عليها السكب؟ وهل يتخلى عن ألوهيته لغيره؟ أم يقصد أن يعطيه روح القداسة والتقوى، أى الهداية؟
                  وفى إطار هذه المعانى نتعجب من معنى سكب الرب لروحه! فروح الرب ليس بسائل لتُصب فى وعاء آخر، ولا تسجد روحه لإله آخر، أو تُقدم له قربانًا. وعلى ذلك لا يتبق لنا من معانى إلا أن يُمد الرب الشخص الذى تُسكب فيه روح الله بالقداسة والهداية والتقوى والورع أو النبوة والوحى. ومن هنا جاءت على عدة تعبيرات منها أن الله يرسل روحه إلى البشر أو يجعلها عليهم. وهى ما ساقهما الأنبا شنودة كعنوانين تاليين:
                  3- والله يرسل روحه إلى العالم، أو يجعل روحه على البشر
                  4- ومع ذلك فالسيد المسيح قد سكب روح الله على التلاميذ.
                  إلا أنه هنا لم يكتب النص الذى يستشهد به كما عودنا، وبالرجوع إلى الشاهد الذى ساقه لنا لتأصيل كلامه، وجدنا النص يقول الآتى: أعمال 2: 33 (33وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ.)
                  وجاء فى أعمال 2: 33 (فلمَّا رفَعَهُ الله بِـيَمينِهِ إلى السَّماءِ، نالَ مِنَ الآبِ الرُّوحَ القُدُسَ الموعودَ بِه فأفاضَهُ علَينا، وهذا ما تُشاهِدونَ وتَسمَعونَ.) الترجمة المشتركة
                  وجاءت فى ترجمة كتاب الحياة هكذا: (وَإِذْ رُفِعَ إِلَى يَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مِنَ الآبِ الرُّوحَ الْقُدُسَالْمَوْعُودَ بِهِ، أَفَاضَهُ عَلَيْنَا. وَمَا تَرَوْنَهُ الآنَ وَتَسْمَعُونَهُهُوَ نَتِيجَةٌ لِذَلِكَ.)
                  يلاحظ القارىء المدقق أنه لا يوجد ما أشار إليه فى العنوان من أن (يسوع سكب روح الله)، فهذا من الأوهام سابقة التجهيز، التى يؤيِّفون عليها النصوص والعقيدة. وهو تمهيد للقارىء الساذج ليجعله يؤمن أن يسوع كان يُحرك روح الله ويهبها وقت ما يشاء وكيف ما شاء، لمن يشاء.
                  لكن المعنى المفهوم من النص السابق هو أنه تلقى الروح القدس من الآب، وأعطاه للتلاميذ. أى تلقى الوحى من الله وأعطاه للتلاميذ. فما دليل ألوهية يسوع هنا؟
                  إن جُلَّ ما يثبته النص هو وجود اثنين: الراسل والرسول المتلقى رسالة الله. وبالتالى فهو يهدم قانون الإيمان الذى يقول إن الآب والابن والروح القدس ليسوا ثلاثة آلهة، ولكنهم إله واحد, وذلك لأن الابن أخذ الروح من الآب، وعلى ذلك فالثلاثة منفصلون.
                  وفهمنا هذا يُطابق أقوال يسوع فى الكثير من كلامه، فلم يقل إلا أنه رسول الله لبنى إسرائيل:
                  1- يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                  2- يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                  3- يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                  4- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                  5- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                  6- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                  7- يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                  8- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                  9- يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                  10- يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                  11- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                  12- متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                  13- يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                  وقبل أن نحاول أن نفهم معنى إفاضة الروح القدس هذا، نتأمل قوله (وهذا ما تُشاهِدونَ وتَسمَعونَ) أو قوله (وَمَا تَرَوْنَهُ الآنَ وَتَسْمَعُونَهُ هُوَ نَتِيجَةٌ لِذَلِكَ) لنعرف ما هو الروح القدس، وكيف شعر به الناس، ونرجع لقراءة الإصحاح كاملا.
                  يقول أعمال 2: 4 (4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.) وهذا هو ما قصده النص من اعطاء الروح القدس، أو امتلاء التلاميذ من الروح القدس، أى أصبحوا يوحى إليهم، وينطقون بكلام الله تعالى.
                  يؤيدنا فى ذلك ما قاله أعمال 2: 17-18 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.) راجع أيضًا يوئيل 2: 28-29 وأعمال الرسل 2: 17-18 وهو يعنى بسكب الروح أى إعطاء النبوة لمسيحه، أى إرسال الله لروحه القدوس جبريل برسالته إليهم.
                  ولو كان سَكْبُ الروح القدس على يسوع يجعله إلهًا، لساوينا التلاميذ وكل البشر به فى الألوهية المزعومة، ولأصبح كل البشر آلهة يمشون على الأرض.
                  والملاحظ عند قراءتك فى الكتاب أن سكب الله لروحه على بشر ما تجعله نبيًا، ولا تجعله إلهًا، الأمر الذى يعنى أنه يرسل له نبيه جبريل، وهو الوسيط بين الله تعالى وأنبيائه: حزقيال 39: 29 (29وَلاَ أَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُمْ بَعْدُ, لأَنِّي سَكَبْتُ رُوحِي عَلَى بَيْتِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ].)، والعدد 11: 29 (29فَقَال لهُ مُوسَى: «هَل تَغَارُ أَنْتَ لِي؟ يَا ليْتَ كُل شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَل الرَّبُّ رُوحَهُ عَليْهِمْ!».)
                  وأعمال 2: 17 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ)

                  * * *

                  5- والسيد المسيح يرسل روح الله
                  وهنا استشهد بالنصوص الآتية: يوحنا 15: 26 (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي.)
                  ويوحنا 16: 7 ونزيد نحن ما بعده للتوضيح (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.)
                  فهو سيرسل المعزِّى، وهو نبى آخر الزمان البيركليت، وهو نبى مثل عيسى u، لذلك قال عنه فى موضع آخر: (معزيًا آخر): يوحنا 14: 15-17 (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ)
                  ولن يرسله بصفته إله، كما يحلو للبعض أن يفهم، لأنه كما رأينا أن يسوع نفسه رسول لله، وأن المُعزِّى رسول مثله، ولكن الله تعالى هو الراسل الفعلى، لذلك قال من عند الآب، ومن عند الآب ينبثق، أى هو رسول الله لا مراء، وأوضح ذلك أكثر بقوله (16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ). وقد أعدَّ يسوع هذا الطلب من الله فى حُكم المستجاب له، لأنه بالمسِّيِّا بُشِّرَ كل الأنبياء، ووعد الله به موسى u وقومه، فقدومه إذًا أمر مقرر، كما أن استجابة الله لدعاء يسوع أمر مفروغ منه، لأنه نبى الله البار التقى، ويثق يسوع بهذا: يوحنا 11: 42 (42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                  وهذا الآب هو إله يسوع الذى كان يتضرع له بالصلاة والركوع والسجود والدعاء، وكان يعلِّم الناس أن يتقوا إلههم السماوى، وناداه هو بكلمة إلهى إلهى، وقال إنه سيصعد إلى إلهه وإلهكم، ويستجيب دعاءه وطلبه.
                  وهو سيعزى بالفعل بنى إسرائيل فى ذهاب النبوة من عندهم، وهو روح الحق، أى يُشتهر بالصدق والأمانة من صغره، ويشهد ليسوع بالصدق فى أداء رسالته، ويطهره وأمه من دنث اليهود وادعاءاتهم. وشرط قدومه هو ذهاب يسوع من الدنيا، أى سيأتى بعده.
                  وهو ما عبر عنه فى موضع آخر: متى 11: 14 (14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)، وفى موضع ثالث قال: متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
                  وأن هذا المعزى (البيركليت) ستكون رسالته للعالمين، وستكون رسالته خالدة، أى لا نبوة بعده ولا رسالة، فهو خاتم رسل الله.
                  لكن دعنا نأخذ بما يريدون فهمه من هذا النص: إن قانون الإيمان ينص على أن يسوع هو الآب والابن والروح القدس. فما معنى أن يذهب يسوع الإله ذو الثلاثة أقانيم التى لا تنفصل طرفة عين، ليرسل أقنومًا واحدًا منهم وهو الروح القدس؟ ولماذا يرسله يسوع ولا يرسله الآب نفسه الأعظم من يسوع شأنًا وقدرًا وعلمًا؟
                  وهل يجوز أن يشهد ليسوع الروح القدس؟ أى يشهد يسوع لنفسه؟ فهذه الشهادة لا تصح إلا إذا كانوا مختلفين، وهذا ما قاله يسوع: يوحنا 5: 31-32 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.)
                  فكيف شهد الروح القدس ليسوع؟ وما هو الكتاب الذى أتى به يؤكد فيه هذه الشهادة؟ وأين روح الله هذه التى يرسلها يسوع؟ وإذا كان هو الله نفسه فى عرفكم، فكيف يفصل أقنومًا من أقانيمه الثلاثة المتحدة، والغير قابلة للإنفصال، ويرسله؟ وهل لو أرسل روح الله إلى التلاميذ، لأصبحوا هم أيضًا آلهة بامتلاكهم روح الله؟

                  * * *

                  6- السيد المسيح ينفخ روح الله
                  وهو هنا يستشهد فقط بالعدد (22)، إلا أننى سأزيد العدد الذى سبقه والعدد الذى يليه ليتضح المراد: يوحنا 20: 21-22 (21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». 22وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».)
                  الملاحظ أن الأنبا شنودة لم يذكر العدد 21 لأنه يؤكد فيه يسوع أنه رسول الله. وهو لا يريد أن يجعل منه رسول الله بقدر ما يريد أن يثبت ألوهيته. ولا يمكن أن يكون هو الراسل والرسول فى نفس الوقت، وإلا لكنا نتكلم عن شخصية كوميدية تلعب دورًا مزدوجًا لإضحاك القراء.
                  الملاحظ أيضًا أنه بنفس طريقة تفكير الأنبا شنودة: إن الوحيد القادر على غفران الذنوب هو الله. ولطالما أن التلاميذ أصبحت لهم المقدرة على غفران الذنوب أو عدم غفرانها، أن يسوع حولهم بهذه النفخة إلى آلهة، وأصبحت مقاليد الأمور بأيدى التلاميذ وحدهم دون الرب!!
                  أما أن ينتقل هذا الحق للقساوسة ورجال الدين، فهو يحتاج لتجسد يسوع من جديد وصلبه، ثم قيامته والنفخ فيهم لتكون فيهم الروح القدس، الذى بمقتضاه يحلوا ويربطوا ويتصرفوا فى أمور الناس!!
                  لكن ما الفرق بين النقاط الرابعة والخامسة والسادسة: ففى أحدهم يسكب يسوع الروح القدس، وفى الثانية يرسل روح الله، وفى الثالثة ينفخ روح الله؟ وهل روح الله لعبة فى يد يسوع يسكبها مرة ويرسلها مرة وينفخها مرة؟ ولو أرسلها أو نفخها فهل سيظل الإله بدون روح حتى تعود إليه؟ أم للإله العديد من الأرواح؟
                  يؤخذ فى الاعتبار أن الامتلاء من الروح القدس لا يعنى إلا أن الرب يصف هذا الشخص بالقداسة والهداية أو أفرزه للنبوة، ومن الأمثلة على ذلك:
                  ما قاله الكتاب عن يوحنا المعمدان: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                  وقاله عن مريم: لوقا 1: 26-35 (26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ .. .. .. 34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
                  وقاله عن أليصابات: لوقا 1: 41 (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
                  وقيلت عن المعمدان وهو صبى: لوقا 1: 80 (80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.)
                  وقيلت للتدليل على نبوة زكريا: لوقا 1: 67 (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ)
                  وامتلأ داود من قبلهم بالروح القدس: مزامير 51: 11 (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.)
                  وامتلأ التلاميذ من الروح القدس: أعمال الرسل 2: 3-4 (3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.)
                  وها هو الرب نفسه يقول عن كل البشر إنه سيملأهم بالروح القدس، فيصبحوا أنبياء: أعمال الرسل 2: 17-18 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.)
                  ويؤخذ أيضًا فى الاعتبار أن الروح القدس هو ملاك الله جبريل، الذى يعرفونه باسم جبرائيل. وهو الذى كان يأتى الأنبياء بوحى الله تعالى لهم: إشعياء 63: 10 (10وَلَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوّاً وَهُوَ حَارَبَهُمْ.)
                  ونزول الحمامة على يسوع أثناء التعميد يؤكد ذلك، فالكائن الذى يشبه الحمامة هو شكل من أشكال جبريل، الذى كان ينزل على هيئة طائر كبير: لوقا 3: 22 (22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».) وكررها مرقس 1: 10، ومتى 3: 16
                  لكن ما رأى التلاميذ الذين نفخ فيهم الروح القدس وتقبلوه، واعتبرهم يسوع أصحاب القرار فى مصير البشر بغفران الذنوب أو تركهم يعذبون فى النار؟
                  يقول بطرس إن يسوع كان نبيًا: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                  وهو نفس ما قاله آخران: لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                  وهو نفس رؤية كل التلاميذ، بل والترجمة الصحيحة للكتاب تقول هذا:
                  أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                  إلا أن مترجم الفاندايك ترجم بدلا من كلمة (عبدك) التى تعنى عبدًا لله تعالى، كلمة (فتاك)، وهى ترجمة هابطة، حيث إن الفتى عبد للبشر، الذين هم عباد الله، بينما كلمة عبد تُطلق على عبيد وعباد الله.

                  تعليق


                  • #24
                    الروح القدس:
                    إن الروح لها عدة معانى، من ضمنها جبريل. فيوصف الإنسان والنبى كما يوصف الشيطان بكلمة الروح، وللفصل بينهما توضع صفة بعدها توضح أى روح هذه. فهل هى روح شريرة أم خبيثة أم مقدسة.
                    توضع كلمة الرب أو الله أو صفة من صفاته لأناس أو أشياء يرفع الله تعالى من قدرها، ويشرفها بالانتساب له أو للطهر والعفاف والفضيلة والهداية. مثل جبل الرب، وبيت الله، ورجل الله. وقيل قدوس الرب عن موسى وهارون عليهما السلام:
                    لاويين 19: 1-2 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.)
                    مزمور 106: 16 (16وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ وَهَارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ.)
                    لذلك وصف الكتاب المعزِّى مرة بروح الحق، ومرة بروح القدس. ويؤخذ فى الاعتبار أن النص اليونانى يتكلم عن روح القدس بدون الألف والام.
                    والروح القدس أو جبريل هو الوحى الذى كان ينزل على الأنبياء، فها هو داود u يتكلم مع جبريل، ويكلمه جبريل: حزقيال 11: 5 (5وَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ وَقَالَ لِي: [قُلْ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ
                    صموئيل الأول 10: 6-11 (6فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ.... اللَّهَ أَعْطَاهُ قَلْباً آخَرَ.... 10وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى هُنَاكَ إِلَى جِبْعَةَ, إِذَا بِزُمْرَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَقِيَتْهُ, فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ اللَّهِ فَتَنَبَّأَ فِي وَسَطِهِمْ. 11وَلَمَّا رَآهُ جَمِيعُ الَّذِينَ عَرَفُوهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ أَنَّهُ يَتَنَبَّأُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ....) فروح الرب إذًا هى النبوة.
                    صموئيل الثانى 13: 1-3 (1فَهَذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ الأَخِيرَةُ: «وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلَهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ: 2رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي. 3قَالَ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ ...)
                    أخبار الأيام الثانى 24: 20 (20وَلَبِسَ رُوحُ اللَّهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: [هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ].)
                    ويؤكد دانيال هذا أيضًا: دانيال 8: 16-18 (16وَسَمِعْتُ صَوْتَ إِنْسَانٍ بَيْنَ أُولاَيَ فَنَادَى وَقَالَ: [يَا جِبْرَائِيلُ فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا]. 17فَجَاءَ إِلَى حَيْثُ وَقَفْتُ. وَلَمَّا جَاءَ خِفْتُ وَخَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ لِي: [افْهَمْ يَا ابْنَ آدَمَ. إِنَّ الرُّؤْيَا لِوَقْتِ الْمُنْتَهَى]. 18وَإِذْ كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي كُنْتُ مُسَبَّخاً عَلَى وَجْهِي إِلَى الأَرْضِ فَلَمَسَنِي وَأَوْقَفَنِي عَلَى مَقَامِي.)
                    وفى موضع آخر يقول دانيال 9: 20-22 (20وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِي عَنْ جَبَلِ قُدْسِ إِلَهِي 21وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِـالصَّلاَةِ إِذَا بِـالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الاِبْتِدَاءِ مُطَاراً وَاغِفاً لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. 22وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي ...)
                    ويعرف اليهود أصحاب الكتاب أن جبريل هو ملاك الرب الذى يأتى الأنبياء برسالة الله إليهم، كما نزل بعقوبة الله تعالى عليهم وقت مخالفاتهم شرع الله، أو عبادتهم الأصنام. فها هو سفر إشعياء يحكى عن تعضيد الله تعالى لهم، ورحمته بهم، ومع ذلك كرهوا ملاكه جبريل، روحه القدس: إشعياء 63: 10 (10وَلَكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوّاً وَهُوَ حَارَبَهُمْ.)
                    يقول الأنبا غريغوريوس فى موسوعته (اللاهوت العقيدى ”الجزء الأول“ ص539): ”ثم الروح القدس يُشار إليه فى المزامير، ويُشار إليه فى أسفار الأنبياء، ويُشار إليه فى الأسفار التاريخية، وكان يحل على الأنبياء والملوك والكهنة.“
                    وفى نفس الصفحة يقول أيضًا: (فى العهد القديم كان يحل على أشخاص معينين لهم مهام معينة ومسئوليات محددة إما نبى أو ملك أو كاهن.)
                    وتقول دائرة المعارف الكتابية، مادة (الروح القدس): (يتكرر ذكر "روح الله" أو "روح الرب" كثيرا في جميع أجزاء العهد القديم، ولكن لا يذكر العهد القديم بوضوح أن الروح القدس أقنوم متميز عن الآب والابن، فلم يظهر هذا المفهوم بجلاء إلا على أساس أحداث التجسد ويوم الخمسين).
                    وتقول أيضًا: (ولم يكن روح الرب يحل على القضاة والملوك لخلاص شعبه فحسب، بل كان هو العامل في الرائين والأنبياء، الذين كانوا ينقلون إرادة الله إلى الشعب، وعن طريقهم وصلت لاسرائيل رسائل الله سواء للادانة أو للخلاص (2صم 23: 2، حز 2: 2، 3: 12, 14، ميخا 3: 8، مع ملاحظة تلك العبارة التي تتكرر كثيرا في نبوة إشعياء، ونبوة إرميا: "هكذا يقول الرب").)
                    ومعنى ذلك أن الروح القدس ليس هو الله، الذى هو الأقنوم الثالث من الثالوث الذى يؤلهه المسيحيون اليوم، بل هو ملاك الرب الذى ينقل تعاليم الله إلى الشعب عن طريق أنبيائه، كما بيَّنت من قبل. فلم تعرف الأنبياء من قبل إذًا أن الروح القدس هو أقنوم متميز عن الآب والابن أو حتى مساوٍ له، فلو عرفها نبى لكان قد أوضحها، ولكانت تكررت عند كل نبى، حيث إنها أساس من أسس العقيدة عندهم. ومن الجدير بالذكر أن كلمة أقنوم لم تُذكر فى العهد الجديد مطلقًا، وهى من اختراعات الكنيسة بعد رفع عيسى u بناءً على ما تقوله الموسوعة: ”فلم يظهر هذا المفهوم بجلاء إلا على أساس أحداث التجسد ويوم الخمسين“.
                    وهذا ما أثبتته الأناجيل نفسها:
                    مرقس 12: 36 (36لأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ قَالَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ.)
                    متى 22: 43 (43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً
                    وهو نفس الروح القدس الذى حل على سمعان البار وزكريا ويسوع أثناء صلاته لله، وبعدها بدأت نبوته: لوقا 2: 25-26 (25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. 26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ.)
                    لوقا 1: 67 (67وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: ...)
                    لوقا 3: 21-22 (21وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضاً. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ 22وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. ...)
                    أعمال الرسل 28: 25-26 (25فَانْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَناً كَلَّمَ الرُّوحُ الْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ 26قَائِلاً: اذْهَبْ إِلَى هَذَا الشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ وَسَتَنْظُرُونَ نَظَراً وَلاَ تُبْصِرُونَ.)
                    أعمال الرسل 7: 51-52 (51«يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ. 52أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ ....)
                    أعمال الرسل 10: 38 (38يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ.)
                    بطرس الثانية 1: 21 (21لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                    وكان هو الملاك الذى نزل لزكريا يبشره بيحيى: لوقا 1: 19 (19فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا.)
                    وهو نفس ملاك الله الذى نزل للعذراء يبشرها بعيسى u: لوقا 1: 26 (26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.)
                    متى 1: 18 (18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                    وهو نفس الملاك الذى أيَّد التلاميذ لوقا 12: 11-12 (11وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ 12لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ».)
                    لذلك جاءوا النبى r يسألونه عن الرسول الذى بينه وبين الله تعالى، فقد روى الإمام أحمد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أقبلت يهود إلى رسول الله r، فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسةأشيـاء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على نقول وكيل، قال: هاتوا ـ الحديث ـ إلى أن قالوا: صدقت، إنما بقيت واحدة، وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها ، فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: جبريل - u - قالوا: جبريل؟ ذاك الذى ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت: ميكائيل الذى ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان، فأنزل الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (97) سورة البقرة
                    كما ثبت فى صحيح البخارى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمع عبدالله ابن سلام بقدوم رسول الله r، وهو في أرضٍ يخترف، فأتىالنبي r، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبى، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: أخبرني بهن جبريل آنفًا. قال: جبريل؟ قال: نعم. قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (97) سورة البقرة
                    ومن هذه الأحاديث (وغيرها الكثير، يُرجع فى ذلك أيضًا إلى كتابنا: عيسى ليس المسيح – الذى تفسيره المسِّيِّا) يتبين لنا أنهم لم يصدقوا أن يسوع هو المسِّيِّا، خاتم رسل الله. وأنهم كانوا فى انتظار نبى آخر الزمان، ويعلمون أن جبريل هو رسول الله تعالى إلى رسله من البشر المصطفين الأخيار.
                    أما ما بنى عليه الأنبا شنودة من أن الروح القدس هو الله نفسه، ومن ثم دمج معهم يسوع (دون ترتيب)، فهو يُخالف العقل نفسه: كيف يكون يسوع هو الله وينفخ أو يسكب أو يرسل الألوهية تحت مسمى الروح القدس؟ فهل ينفخ نفسه أو يسكبها؟
                    لكن ما المانع أن يكون الروح القدس بمعنى الإيمان والهداية والتوفيق سواء فى الدنيا أو فى الآخرة أو فى الاثنين، وهنا يكون إرسالها أو سكبها أو نفخها جائز؟ وهو ما تؤكده نصوص كتابهم، وهذا هو ما فهمه اليهود أيضًا، الذين هم أساس دين ما يسمون أنفسهم بالنصارى أو المسيحيين:
                    خروج 31: 1-4 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«اُنْظُرْ! قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي بْنَ حُورَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بِاسْمِهِ 3وَمَلَأْتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَكُلِّ صَنْعَةٍ 4لاِخْتِرَاعِ مُخْتَرَعَاتٍ لِيَعْمَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ)
                    حزقيال 36: 26-27 (26وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً, وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. 27وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَـامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا.)
                    وقيلت عن برنابا فى أعمال الرسل 11: 24 (24لأَنَّهُ كَانَ رَجُلاً صَالِحاً وَمُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَالإِيمَانِ. فَانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ.)
                    وقيلت عن التلاميذ بعد أن تقبلوا الروح القدس فى بداية سفر الأعمال، ازدادوا منه أعمال الرسل 13: 52 (52وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                    وجاءت كلمة الروح القدس مرادفة للتقوى والمحبة فى كورنثوس الثانية 6: 4-6 (4بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، 5فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، 6فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ،)
                    كما أن يسوع نفسه فنَّد زعمهم فى أن يسوع هو الروح القدس: متى 12: 31-32 (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي)
                    فلو اعتبرنا يسوع هنا هو ابن الإنسان، وجدف أحد عليه فسوف يُغفر له، أما الروح القدس فلا. فهو إذًا غيره. وإذا قمت باستبدال ابن الإنسان والروح القدس بالآب، أو استبدالهما بيسوع فلن يستقيم المعنى.
                    كذلك يجلس الابن على يمين الآب، ولا يشاركهما الروح القدس فى هذه الجلسة. وقد سبق لنا أن ذكرنا هذا النص، وها هو نص آخر: ففى رؤيا يوحنا 7: 10 نقرأ: (وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخروف»)، والخروف هنا هو يسوع الوديع. فالخلاص هنا بيد الآب والخروف الذى على يمينه، ولا دخل للروح القدس فيه.
                    كذلك إن رأس المسيح هو الله الآب، فما موقف الروح القدس هنا؟ كورنثوس الأولى 11: 3 (وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ)
                    ويقول الكتاب فى أفسس 5: 5: (5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هَذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ، الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ.)، فلماذا لا يوجد ملكوت باسم الروح القدس أو يتسمَّى ذلك الملكوت إضافة إلى الله والمسيح أيضًا باسم الروح القدس؟
                    ويقول أيضًا: يوحنا 3: 35 (35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.)، وعلى هذا فقد أصبح الروح القدس تحت أمر يسوع، الأمر الذى يثبت أنه ليس هو يسوع نفسه.
                    وقال أيضًا: يوحنا 3: 36 (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ)، ولماذا استثنى إيمان أهل الملكوت بالروح القدس كما يؤمنون بالابن؟ وأكتفى بهذا فالنصوص عديدة.
                    وتُستَخدم كلمة الروح القدس أو روح الله فى الكتاب المقدس للدلالة على قدرة الله، وصفاته: فهو القدوس، والقوى، والقدير، والمنتصر، والوهَّاب، والحكيم. وفى ذلك تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (الروح القدس): (فروح الله هو مصدر كل القوى الفريدة التي يملكها الانسان، فروح الله أو نسمة القدير، هو مصدر عقل الانسان (أيوب 32: 8)، أو مصدر بصيرته ومواهبه (تك 41: 38، خر 28: 3)، ومهاراته الفنية كما في حالة بصلئيل (خر 36)، وحنكته الحربية كما في يشوع (تث 34: 9)، والبطولة كما بدت في القضاة (قض 13: 5)، والحكمة كما في سليمان (1مل 3: 28)، وبصيرته الدينية والأدبية كما تبدو في الايحاء للشعراء والانبياء (عد 11: 17 و25 و29، 2صم 23: 2، 1مل 22: 24، حز 11: 5، دانيال 4: 8 و9) وفي طهارته كما تبدو في قوة البار وتوبته (نح 9: 20، مز 51: 11، إش 63: 10، حز 36: 26، زك 12: 10).)
                    ولم يتعرض الكتاب المقدس كله إلى تحديد أن الروح القدس هو الله، ولو افترضنا جدلاً أن يسوع هو الرب المتجسد ، فيكون قد أذنب فى حق عباده ذنبًا لا يُغتفر، إذ يكون قد نسى أن يخبرهم أنه يجمع فى طياته الثلاثة أقانيم، ولم يوضح لهم ما وصلوا إليه عام 381م فى مجمع القسطنطينية من تأليه للروح القدس!! ويكون أيضًا قد نسى أن يخبرهم أن الروح القدس هو نفسه الآب والابن وأنه إله منبثق من الآب فقط تبعًا لعقائد الأرثوذكس أو من الاثنين تبعًا لعقائد الكاثوليك والبروتستانت.
                    ونوجز ما قلناه آنفًا:
                    إن الله تعالى هو خالق الروح. وهو لا يُرى مثل الروح، فلم يره أحد قط. ولم يذكر الكتاب بالمرة أن الله تعالى هو الروح القدس، أو أن الروح القدس هو يسوع. وكل هذا استنتاج رجال الكهنوت.
                    ZZZ

                    علاقات يسوع بالروح القدس:
                    والنقطة الأخيرة فى هذا الباب والتى يستنتج منها الأنبا شنودة ألوهية يسوع هى (علاقاته الأخرى بالروح القدس). يقول ص31: (وسنعرض هنا نقطتين هامتين: أ- قول الرب فى حديثه مع التلاميذ عن الروح القدس: «ذاك يمجدنى، لأنه يأخذ مما لى ويخبركم» (يو16: 14)، «كل ما للآب هو لى، لهذا قلت إنه يأخذ مما لى ويخبركم» (يو 16: 15). فكيف يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟ روح الله الذى كان يتكلم فى أفواه الأنبياء، والذى كان يعرفهم بكل شىء، ويمنحهم المواهب المختلفة ... كيف يمكن أن يأخذ روح الله من المسيح إلا أن يكون المسيح هو الله نفسه.) أهـ.
                    إن الروح القدس الذى تكلم بأفواه الأنبياء هو ملاك الرب جبريل، كما أثبتنا سابقًا من نصوص كتابهم. لكن بفرض أن يسوع هو الآب والروح القدس، فكيف كان الآب يأخذ يسوع أى من نفسه ويعطى الناس؟ هل كان يُمثِّل أم يخدع الناس؟ وهل مثل هذا القول فهمه الناس على أنه متحد مع الآب والروح القدس؟ فلو كان قال إنه يُعطى الناس لفهم الناس أنه يتكلم عن شخص واحد فقط، لكن أن يقول إن روح القدس يأخذ مما له، فهذا لا يُفهم إلا أن هناك اثنان أحدهما يأخذ من الآخر.
                    وكذلك من واجبات روح القدس أن يعرفهم كل شىء: فهل فهمهم عملية الثالوث فى واحد، والواحد فى ثالوث؟لا. هل أعلمهم أنه ثلاثة أقانيم؟ لا. فلم تُذكر هذه الكلمة بالمرة فى الكتاب. هل ذكر مرة واحدة خطيئة حواء وآدم؟ لا. فلم يعرف عنها شيئًا، بل كانت من اختراعات بولس. هل أعلمهم بالأناجيل والرسائل التى يمكن اختيارها، والأخرى التى يمكن اعتبارها أبوكريفا؟ لا. لذلك يختلف البروتستانت عن الكاثوليك، والكاثوليك عن الأرثوذكس، وكلهم عن الإثيوبيين وعن السريانيين فى عدد أسفارهم. هل أعلمهم بعدد أسرار الكنيسة؟ لا. فيختلف عددهم بين الكاثوليك والأرثوذكس.
                    ثم إذا كان الروح القدس سيعلمهم كل شىء، فمعنى هذا أن رسالة يسوع كانت ناقصة ولم يعلمهم كل شىء. وكان فى إمكانه أن يعلمهم علانية كل شىء ليكون هناك شهود على تعاليمه. فما معنى أن يختار يسوع الروح الذى لا يُرى، ليعلمهم خفية، لتختفى كل شهادة على صدق وتواتر هذه التعاليم، ويترك الأمر لأوهام من يدعى أن الروح القدس جاءهم ليعلمهم؟
                    وما الحكمة من وجود إنجيل فى زمن يسوع، إذا كان الروح القدس لم يأت بعد، حيث إن مجيئه كان مرتبطًا بذهاب يسوع؟ فيقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه(الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى(30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد ”أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح، ويسوع المسيح أرسل من الله....“.
                    إن معنى ذلك أيضًا هو تهافت إنجيل يسوع نفسه، بل سقوط الكتاب الذى تقدسونه كله، لأنه لا ينبغى أن يوجد كتاب يُقيِّد الروح القدس بتعاليم ما، بل يُترك الأمر لهذه الروح تقول ما تشاء وقت ما تريد!
                    إن ما يقوله المسيحيون اليوم لم يكن يؤمن به بولس. فبولس لم يعرف شيئًا عن مجىء الإله الروح القدس الذى سيعلم الناس كل شىء، وإلا لما تكبَّد العناء فى الكذب ودعوة الناس ليكون شريكًا فى هذا الإنجيل!! أم ترى أنه لم يكن مقتنعًا أن الروح القدس الإله كان يُمكنه القيام بهذا العمل بمفرده؟ كورنثوس الأولى 9: 19-23 (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْمًا. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.)
                    ثم ماذا كان عند يسوع ليأخذه الآب؟
                    فى الحقيقة لم يكن عند يسوع إلا ضعف وجهل وإظهار عبوديته لخالقه بالصلاة والدعاء، والتوكُّل عليه، والتضرع له، والاستنجاد به، والاعتماد على مخلوقاته من الطعام والشراب ليعيش عليها. بينما كان عند الآب كل شىء: علم وعزة ونصر وحكمة وقوة وعظمة وصلاح وخلق من العدم. وكانت هذه صفات أصيلة فيه وليست مكتسبة.
                    وفى الحقيقة إن المدقق فى هذا الكلام ليجد التناقض الشديد بينه وبين بعضه البعض. فالعنوان (علاقاته الأخرى بالروح القدس) يشير إلى وجود اثنين: يسوع والروح القدس والعلاقة الموجودة بينهما. ولا توجد علاقة إلا بين اثنين أو أكثر. فكيف يقيم الشخص علاقة مع نفسه إلا إذا كان مجنونًا أو مُهرجًا؟ فهل كان ليسوع علاقة أخرى بنفسه، أم كانت العلاقة بين الأقانيم الثلاثة؟ ولو كانت العلاقة بين الأقانيم، فكيف أثبتم بعد التثليث أنهم واحد إلا فى الهدف والرسالة؟ إنه تأرجح بين التثليث والتوحيد. ولا يمكنكم اثبات أن الثلاثة واحد، ولا أن الواحد ثلاثة.
                    كذلك جاء استشهاده (ذاك يمجدنى) فهى تشير أيضًا إلى وجود اثنين أحدهما يمجد الآخر، وإن الأعلى هو الذى يمجد الأدنى. كما كان الأدنى يصلى إلى الأعلى، وسماه إلهه وربه، وقال عنه إنه أعظم منه.
                    وأيضًا قوله (يأخذ مما لى ويخبركم) تشير أيضًا إلى اثنين أحدهما يأخذ مما للآخر ويخبركم نيابة عن الأول.
                    فمن الذى يُمجد من؟ ومن الذى سيأخذ لمن؟ إنهما اثنان. ولو كان يسوع هو الله صاحب المجد والممجِّد، أو لو كان مجد يسوع مساويًا لمجد الله، فلماذا طلب يسوع من الله أن يمجده؟ ولماذا قال إنه أعظم منه؟ ولماذا كان يسجد له ويدعوه أن ينقذه؟
                    يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
                    يوحنا 17: 5 (وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
                    يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                    يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
                    يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                    لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
                    وهل لو كان مجده وعظمته ومكانته متساوية مع الله لكان يخضع له فى الآخرة خضوع العبيد لإلههم؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                    النقطة الثانية يسب القائل بها الرب ويسوع أو كلاهما سويًا، فإذا كان هذا الروح الذى تكلم فى أفواه الأنبياء هو الرب أو يسوع لكانوا يتهمون الروح بالكذب وتضليل الناس، أو غفلة الروح القدس عنهم، لأن يسوع قال إن الأنبياء قبله كانوا من اللصوص: يوحنا 10: 8 (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.)، ولم نسمع عن روح مقدسة لها علاقة بلصوص وسراق!! وإذا كانت وظيفة الروح القدس هى بث الورع والتقوى والإرشاد والصلاح لمن تهبط عليه، فكيف ظل هؤلاء الأنبياء لصوص وسراق؟ فهل كانت الروح القدس تدفعهم إلى اقتراف هذه الذنوب أم فشلت فى هدايتهم؟ ولماذا لم تمنعهم على الأقل حتى لا تشين نفسها بعلاقتها بهم، وليقتدى البشر بالأصلح؟
                    ناهيك عن الفجور والدياثة والزنى وزنى المحارم، والإبادة الجماعية التى ينسبونها لهؤلاء الأنبياء. فعلى أى أساس اختارهم الرب؟ هل اختارهم عن علم أم عن جهل؟ هل فقد علمه الأزلى، ولم يعلم أن هؤلاء أسوأ قدوة ممكن أن يختارها الرب للبشر؟ أم تعمَّد أن يختارهم بهذه الأخلاق، حتى يضمن ضلال عباده، فيقذف بهم فى أتون النار، ويستحق الشيطان عن جدارة لقب إله هذا الدهر، الذى تسبب فى تدمير أمم، وأبادة شعوب، وافناء البشرية كلها، ولينفى عباده عنه لقب المحبة؟ وبما أن الرب علمه أزلى، فقد اختار هؤلاء الأنبياء بمعرفة مسبقة بما سيؤول إليه حالهم. وإذا علمت أن الأنبياء قدوة لمن يرسلون إليهم، علمت أن مقصد الرب تدمير هذه البشرية، أو جاء اختيارهم من الشيطان، ولم يستطع الروح القدس هدايتهم.
                    يقول غريغوريوس فى موسوعته ”اللاهوت العقيدى الجزء الأول ص 542“: (إذا أضرمت عمل الروح القدس يتولد عنه روح السلام، وروح المحبة، روح الإيمان الذى بلا فحص .. .. .. روح الحب الذى يرتفع للعالم كله).
                    ويقول القمص ميخائيل فى موسوعة علم اللاهوت ص132-133: ”يدخل الروح القدس إلى أعماق المؤمن، ويتسلط على عواطفه بما يوافق روحه (رو8: 16).“
                    ”ويرافقه ويرشده وينبه ضميره الغافل ويكشف له خطأه ليتوب (أع 2: 27).“
                    ”وقال ذهبى الفم: "إن الروح القدس يُذكِّر القلوب بتعاليم الإنجيل، ويساعدهم على فهمها فيرجعوا عن ضلالهم، كأنها جثث ميتة يضع فيها نسمة حياة روحية".
                    ”الروح القدس يجدد الخاطىء ويغيِّر من طباعه وميوله الشريرة، فيتحوَّل من الرذيلة إلى الفضيلة (مثل موسى الأسود ومارية القبطية وأغسطينوس .... إلخ).“
                    ”قال لاهوتى: ”إن الذى تفعله النار بالحديد، يفعله الروح القدس فى القلب الدنس والقاسى، فالروح القدس ينزع الخطية، ويُطهِّر القلب، ويُشعل فيه حرارة العبادة، ويُصيَّره ليّناً (مطيعاً) لعمل الروح القدس".“
                    ويقول الأب متى المسكين فى تفسيره لإنجيل متى ص 857: (العماد هو المصدر الذى يستمد منه المتعمِّد الروح القدس، والروح القدس هو روح الحق، وبالتالى روح التعليم الذى يستمر معه طول حياته.) وعلى ذلك فكل من يُعمَّد تتملكه الروح القدس، روح الحق، وتستمر معه هذه الروح للأبد. وعلى ذلك لا تتوقع من معمَّد أن يتملكه الشيطان أو يُخطىء. على الرغم من أن الشيطان أسر الرب نفسه (عندهم) بعد تعميده مباشرة!! (متى 3: 13-17 ، ومتى 4: 1-11)
                    وخلاصة هذا الكلام أن الروح القدس تعطى صاحبها التقوى والفضيلة والخلق القويم ، وتنزع منه الشر والشيطان ، ويكون ملائكيًا.
                    من كل ما سبق يتضح أن هؤلاء الأنبياء الكذبة، السراق، الزناة، الفجرة، بما اقترفوه لم يؤثر فيهم الروح القدس أو لم ينزل إليهم كسلا أو جهلا أو عدم رغبة وتركهم يضلون الناس، أو لا يوجد شىء اسمه الروح القدس، وما يقولونه عنه ما هو إلا وهم، والدليل على ذلك فساد أخلاق بعض باباوات الكنيسة والكاردينالات والأساقفة والقساوسة والرهبان والراهبات، على الرغم من الزعم بأنهم يمتلكون الروح القدس، ويهبونها أيضًا لرجال الدين والناس من أتباعهم. ومن يتتبع عورة هؤلاء سيصيبه العجب.
                    إن الفقرة التى استشهد منها الأنبا شنودة بالعددين 15 و16 تقول يوحنا 16: 12-16 (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. 15كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. 16بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ تُبْصِرُونَنِي ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً تَرَوْنَنِي لأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الآبِ».)
                    إنها تبدأ بأن يسوع لم يُكمل رسالته، وسيرحل قريبًا إلى الآب، فالأمور الكثيرة التى تركها ولم يُعلِّمها لهم، تركها لمن يأتى بعده، ووصفه بأنه روح الحق، وهو أيضًا لن يتكلم من نفسه، ولكنه سيوحى إليه من الروح القدس، الذى كان يتكلم بفم الأنبياء، أى كان مخبر الوحى، ورسول الله تعالى إلى رسله وأنبيائه على الأرض، ويخبركم بأمور سوف تحدث فى المستقبل. هذا المعزِّى أو إيلياء المزمع أن يأتى (متى 11: 14) يمجدنى ويأخذ مما لى ويخبركم.
                    وبما أن يسوع لم يُكمل رسالته فلا بد من أن يأتى نبى آخر (معزيًا آخر) يُكمل هذا الدين، ويكون حُجة على البشرية. وهو النبى الذى أسموه المسِّيِّا وترجموها المسيح، أى النبى الخاتم الملك، الذى ستستمر شريعته إلى الأبد.
                    ولا يُعقل أن يكون الروح القدس هذا هو أحد الأقانيم الثلاثة التى لا تنفصل طرفة عين، إذ لا يُعقل أن يفصل يسوع الروح القدس عن الثالوث ويرسله إليهم، وإلا لانهار الثالوث المتحد، الذى لا ينفصل مطلقًا. وكيف يكون يسوع هو الروح القدس والآب ولا يتكلم من نفسه؟ فمن الذى يوجه الرب ويرشده إلى ما يجب أن يقوله أو يفعله؟ والروح القدس سوف يمجِّد يسوع، بمعنى أن يسوع بصفته الروح القدس سيمجِّد نفسه بصفته يسوع!!
                    ولا يُعقل أن يكون روح القدس هذا الكائن غير المرئى، ويحل على كل شخص دون أن يراه باقى البشر، أى دون وجود دليل أو شاهد على نزوله، ويتنبأ كل شخص، ويضل بعضهم البعض، ويتحول الكل إلى أنبياء. ولو الكان النزول خاص فقط بالتلاميذ، لقلنا إن معنى ذلك إذًا أن النبوة لم تنته برفع يسوع، فلماذا لا يأتى نبى من غيرهم؟ بل إن هذا ما أوضحه يسوع نفسه بقوله لليهود: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                    وقارىء القرآن من المسلمين وغيرهم يعلمون تمامًا كم مجد القرآن والرسول r كل رسل الله، وعلى الأخص نبى الله عيسى وأمه مريم عليهما السلام. وأبلغنا على لسان الرسول r بدين عيسى u الحق.
                    لكن هب أن يسوع يتحدث عن الروح القدس، الذى هو الأقنوم الثالث من أقانيم الإله؟ فكيف يأخذ الروح القدس الذى هو يسوع نفسه ما ليسوع ويخبركم به؟ فلماذا لم يفعل يسوع نفسه ذلك باسمه وهو جسد يراه الناس ويسمعونه؟ لماذا يترك هذا العمل لروح لا يراه الناس، وبالتالى لا تقم شهادة على صدق الرسالة؟
                    ثم يتساءل الأنبا شنودة قائلاً: (فكيف يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟ .......... كيف يمكن أن يأخذ روح الله من المسيح إلا أن يكون المسيح هو الله نفسه.)
                    لم تقل العبارات المستشهد بها إن الروح القدس ستأخذ من أحد، بل قال يسوع (يأخذ مما لى)، أى يَرُدَّ لى حقوقى، واعتبارى، ويعلم الناس بحقيقة دينى، وأصل رسالتى إلى بنى إسرائيل.
                    كذلك لم يقل النص إن روح الله تؤخذ من المسيح وتُعطى للناس. فلا أعرف كيف ثار هذا التساؤل؟ هل ليستنتج أن يسوع هو الله، وهو الروح القدس؟
                    إلا أن المدقق يجد أن الأنبا شنودة يرد كلامه الذى ذكرناه من قبل: فهو يتساءل: (فكيف يمكن لروح الله أن يأخذ من أحد ليعطى الناس؟) ألم يقل إن يسوع يرسل روحه، ويسكبها وينفخها فى التلاميذ؟ وبالمثل نتساءل: كيف يمكن لروح الله أن تسكب روح الله؟ وهل تحوَّل التلاميذ إلى آلهة بنفخ الروح القدس فيهم؟
                    ZZZ

                    الروح القدس يعتمد علميًا وعقليًا على يسوع:
                    ثم يُثير الأنبا شنودة بعد ذلك نقطة التفسير الروحى لأخذ الروح القدس من المسيح، قائلاً ص31: (المسيح هو الأقنوم الثانى متجسدًا. والأقنوم الثانى هو أقنوم العقل والمعرفة والفهم والنطق فى الثالوث القدوس. لذلك فإن الروح القدس يمكن لاهوتيًا أن يأخذ من أقنوم المعرفة.)
                    فلك أن تتخيل بناءً على ما قاله الأنبا شنودة أن الروح القدس يلجأ للابن فى المسائل التى تتعلق بالعقل والعلم والمعرفة!!
                    ولك أن تتخيل أن كلا منهم إله ناقص فى ذاته، يحتاج إلى العنصرين الآخرين ليكمل بهما!!
                    ولك أن تتخيل أنهم يعبدون ثلاثة آلهة، لا قيمة لكل منهم بدون الآخريْن!!
                    وإذا كان يسوع هو أقنوم الكلمة والعقل والحكمة، فلماذا كان يتكلم أقنوم الروح القدس على لسان الأنبياء؟ لماذا لم يفعل ذلك أقنوم الابن؟
                    إن تحديد العقل والمعرفة والفهم للأقنوم الثانى ليدل على أن هذه الأقانيم صفات، يتميز بها كل أقنوم عن الآخر بصفات لا توجد فى الأقنومين الآخرين مُطلقًا أو على الأقل بدرجة أقل مما يتميز بها الأقنوم صاحب هذه الصفة. الأمر الذى ينفى تساويهم فى العلم واللاهوت والعظمة والمقدرة وغيره مما ينص عليه قانون إيمانهم.
                    وهل بعد أخذ أقنوم الروح القدس من أقنوم العلم والمعرفة تتكلمون عن إله واحد؟ أى هل لجأ يسوع بصفته الروح القدس إلى يسوع بصفته الابن ليتعلم يسوع الروح القدس من حكمة يسوع الابن وعلمه؟
                    وما الذى يدفع أقنوم الروح القدس أن يلجأ لأقنوم العلم إلا من حاجة دفعته لذلك؟ فهل يوجد إله تدفعه الضرورة لعمل شىء ما؟
                    ولمن يصلى التلميذ ويتوجه المُمْتَحَن بالصلاة والدعاء؟ طبعًا لأقنوم العقل والحكمة والكلام والعلم. وإذا توجه إلى أقنوم الروح القدس أو الآب يكون قد ضل فى صلاته، وهما فى هذا الوقت لا قيمة لهما. ولا يظن ظان أنهما متحدون، وإلا لما اضطر الروح القدس نفسه إلى أن يلجأ إلى أقنوم العقل والحكمة. وعلى الرغم من كل هذا فهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد.
                    وهل جاءهم الروح القدس ليعلمهم باختصاصات كل إله من هذا الثالوث؟ وكيف لنا أن نتأكد من ذلك بنصوص كتابية متواترة؟ وبأى منطق كان يسجد يسوع للآب ويعبده، ويسوع هو المتسبب فى خلق السماوات والأرض وكل ما فيهما بعقله وحكمته وعلمه؟ أليس من المنطق أن يسجد الآب والروح القدس للابن؟ ومن الذى قام بتقسيم هذه المهام بينهم، وكيف، وعلى أى أساس؟
                    إن روح (على التنكير وليس على التعريف، كما جاءت فى نصوص كتابهم اليونانى) القدس وروح الحق هى صفات للمعزى البيركليت، النبى الخاتم المسِّيِّا، الذى لن يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمعه من الله تعالى يخبرهم به، أى نبى رسول مثل عيسى u، لذلك كان يكملهم عن معزى آخر، غيره، ولكنه سيمكث دينه وشريعته معهم للأبد: يوحنا 14: 16-17 (16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.)
                    أما التفسير الروحى الثانى الذى قدمه الأنبا شنودة فى نفس الصفحة والذى يتكلم فيه عن استحقاقات الفداء التى قدمها المسيح، فلن أعلق عليه، حيث أثبت بالنصوص أنه لا يوجد شىء اسمه الخطيئة الأزلية أو المتوارثة، بل نهى الله تعالى عن القول بمثل هذه المهاترات التى تصف الرب بأنه إله غير عادل. (حزقيال إصحاح 18)
                    أما استنتاجه ألوهية يسوع لميلاد يسوع من الروح القدس، ودعوته بقدوس، فقد رددنا عليها مرارًا، ويكفينا هنا فقط نذكر النصوص التى تشير إلى قول الرب عن غير يسوع إنه قدوس، وامتلاء آخرين بالروح القدس:
                    فها هو يوحنا المعمدان: (وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) لوقا 1: 15
                    وقالها عن أليصابات: (وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ) لوقا 1: 41
                    وقيلت للتدليل على نبوة زكريا: (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ) لوقا 1: 67
                    للتدليل على نبوة داود وهداية الله تعالى له: (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.) مزامير 51: 11
                    ووصفهم الرب بأنهم قديسين: لاويين 19: 1-2 (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.)
                    كما وصف هارون بأنه قدوس: مزمور 106: 16 (16وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ وَهَارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ.)
                    وبذلك ينتهى الفصل الأول (لاهوته من حيث مركزه فى الثالوث القدوس) وننتقل إلى الفصل الثانى، وهو بعنوان (السيد المسيح وصفاته الإلهية).
                    ZZZ

                    تعليق


                    • #25
                      السيد المسيح وصفاته الإلهية:
                      علمنا فى الفصل الماضى كيف استنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع من نصوص معينة، وهُمِّشت النصوص الباقية التى تشير إلى عبوديته لله تعالى.
                      وعلمنا أيضًا أنهم يعبدون بالفعل ثلاثة آلهة تختلف عن بعضها البعض فى الدرجات والصفات، حتى ولو ادعوا أنهم بعد الجمع واحد.
                      وعلمنا أن هناك أسفار ورسائل لا يُعرف من كاتبها لليوم. وهناك رسائل نسبت إلى بولس على الرغم من أنه لم يكتب إلا بضعة أسطر، وذلك بشهادة بعض آباء الكنيسة ومؤرخيها. وعلى الرغم من ذلك يستشهدون منها على ألوهية يسوع، تاركين النصوص المُحْكَمة التى تشير إلى عبودية يسوع لله، وخضوعه لسلطانه فى الآخرة، مثل باقى خلق الله تعالى.
                      وعلمنا كيف أن اقتطاع الأنبا شنودة النصوص من سياقها يؤدى إلى كارثة فى الفهم والاستنتاج. ومن المفترض أنهم علموا أن يسوع أقر بعبوديته لله تعالى بعدة طرق، منها صلاته لله تعالى، فقد أعلن بها أنه عبد لله، الذى تجثوا له كل ركبة، ومنها وصفه لله تعالى أنه أعظم منه ومن الكل، ومنها أنه لا صالح إلا الله، ومنها نسب له علم الغيب والساعة والدينونة والمغفرة والرزق، وأن يسوع ليس أكثر من نبى أرسله الله إلى بنى إسرائيل، ولم يكن يفعل معجزة إلا بقدرة الله، رافعًا عينيه إلى السماء، طالبًا من الله أن يحقق هذه المعجزة على يديه ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم، وهذا ما فهمه المعاصرون ليسوع على اختلاف مشاربهم.
                      وعلمنا أن يسوع ليس هو المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا، الذى هو خاتم رسل الله تعالى، المبعوث للعالمين، والناسخ لكل الشرائع التى سبقته، ولا ناسخ لدينه، والذى تكلم عنه يسوع بصيغة الغائب، وبين لهم أنه لن يكون من نسل داود، كما ادعى اليهود، وكرر على مسامعهم أنهم لن يمكث معهم الملكوت للأبد، وأن الله تعالى سينزعه منهم لصالح أمة أخرى تعمل أثماره، وأنهم سيقذف بهم إلى خارج الملكوت، ودعا كل الناس للدخول فى هذا الملكوت متى جاء. يوحنا 5: 39 (39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً.)
                      وفى هذا الفصل يتناول الأنبا شنودة موضوع (السيد المسيح وصفاته الإلهية). وفى الحقيقة يمكننا بعدة فقرات إنجيلية، يتجنبها كل من يتكلم فى ألوهية يسوع المزعومة، أن ننهى هذا الفصل، ولكننى أفضل السير معه خطوة خطوة، لنزيل كل شبهة تحيط بهذا الموضوع.
                      يستشهد الأنبا شنودة ص34 بعدة فقرات تذكر أن يسوع هو الخالق. وكل الفقرات التى ذكرها، لا يوجد بها قول واحد على لسان يسوع يقول فيه إنه هو الذى خلق السماوات والأرض، وما بينهما وما فيهما. وذلك على الرغم من استشهاده فى بداية هذه الصفحة بعدة أقوال لله تعالى يعلم فيها الناس أنه هو الله الخالق. فلماذا أحجم يسوع عن مثل هذا الاعتراف؟ هل انكسف كما قال الأنبا شنودة فى رده على أحد المتسائلين؟ أم خاف أن يقتله أحد عبيده من اليهود كما يقول البعض الآخر؟ هل تعتقد أنه يوجد ملك أرضى (ولله المثل الأعلى)، يفضل أن يعيش ذليل بين عبيده، يُضرب على قفاه، ويُبصق فى وجهه، ويعيش طريدًا هاربًا من البعض الآخر، ولا يُعلن ألوهيته وملكه سواء قبل تنفيذ مأموريته أو بعدها؟
                      وما الذى يدفعه إلى ذلك؟ هل لفداء البشرية من الخطيئة المتوارثة المزعومة؟ لقد نفى الرب نفسه وجود مثل هذا الهراء. إنها فكرة شيطانية، أمر الله تعالى بنى إسرائيل بعدم القول بها وفنَّدها تمامًا فى الإصحاح 18 من سفر حزقيال.
                      وإن المرء ليتعجب من عقولهم: لماذا يفدى الرب القدوس الإنسان الذى هو حقير عنده؟ أليس هو القائل فى شأن الإنسان إنه فارغ وعديم الفهم، وكجحش الفرا يولد، وليس له مزية على البهيمة؟: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.)
                      الجامعة 3: 19-20 (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.)
                      أيوب 25: 8 (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ)
                      هل يسوع هو الخالق؟
                      استشهد الأنبا شنودة بيوحنا 1: 3، وها هى الفقرة كاملة: يوحنا 1: 1-13 (1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. 2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. 3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ 5وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. 6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 8لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. 9كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. 10كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. 11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
                      وقلنا فى هذا الموضوع من قبل إنه لا يدل مطلقًا على ألوهية ما، إلا ألوهية الأزلى الذى كانت الكلمة مودعة عنده، وهذا ينفى أزلية يسوع، أى ينفى ألوهيته. كما أن الكلمة تعنى أمر الله، الذى كان مودعًا عنده ليخرج لحيز التنفيذ، عندما يشاء الله تعالى. ولو أشار هذا النص إلى ألوهية يسوع، لكان الإله ثنائى الأقانيم، وليس ثلاثى. الأمر الذى يعنى مخالفة قانون الإيمان الذى بنيت عليه الكنيسة والعقيدة. فلا الإله ثلاثى الأقانيم، ولا يسوع أزلى، لأنه كان مودعًا عند الله، الذى سبقه إلى الوجود. كما أنه لم يتساوى معه، فلم يودع الآب عن الكلمة أو الابن.
                      وقلنا إن أى نبى يُعطى أتباعه حياة، لأنه من آمن بالله ورسوله فله الحياة الأبدية، وهذا مطابق لتعاليم يسوع: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                      ولأن أى نبى لا يتكلم من نفسه، فإن تعاليمه نور لمتبعيها فى الدنيا والآخرة: يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                      لذلك يقول يسوع لكم: من يؤمن بالله، ويُطع رسوله فقد أطاع الله، وليس له جزاء إلا الجنة، وسيخلد فيها فور موته: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                      وهذا ما جعل يسوع يعبر عنها بأنها طعامه: يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                      وقبل أن ننتقل إلى النقطة التى تعمَّد الأنبا شنودة اقتطاعها من النص ليستشهد بها، نشير إلى اعتراف يسوع أنه ليس أكثر من نبى، ينقل تعاليم الله تعالى إلى بنى إسرائيل، ناكرًا إرادته فى هذه الرسالة، وتلك التعاليم، ناسبًا الكل لله تعالى. يقول يسوع لكم: يوحنا 5: 30 (...لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                      يوحنا 7: 28-29(.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                      يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                      يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                      يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                      وها هو الكتاب الذى تقدسونه يقر ويؤكد ويفخر أن يسوع عبد من عباد الله الأتقياء، يُدرج فى مصاف الأنبياء، وأن الله تعالى هو إلهه: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ...) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                      أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                      أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                      أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                      وبما أنه عبد الله ورسوله، فلا يساويه لا فى القوة ولا فى العظمة ولا فى الأزلية، ولا فى أى صفة من صفات الله تعالى: واقرأ إن شئت اعترافه أن الله ربه وسيده أعظم منه ليتضح لك أنه لا يعتبر نفسه إلهًا بل عبدًا لله يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ ...16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ) لقد وافقهم على تسميته معلمًا أو سيدًا لهم فى العلم والرسالة. ولم يفكر أحد منهم أن يدعوه إلهًا.
                      بل أقر أنه إنسان معرض للموت: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                      ثم اقرأ اعترافه أن الله ربه وسيده أعظم منه ليتضح لك أنه لا يعتبر نفسه إلهًا بل عبدًا لله: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                      يقول النص موضوع البحث، الذى ذكرته آنفًا فى يوحنا 1: 6 (6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.) فإذا كنتم تعتبرون المعمدان إنسانًا نبيًا أرسله الله تعالى إلى بنى إسرائيل، وهذا ما قاله يسوع عن نفسه، فلماذا تكيلون بمكيالين، وتعتبرون يسوع إلهًا دون المعمدان؟
                      والآن نقرأ النص الذى استشهد به الأنبا شنودة بعد ما علمنا رأى الناس فى يسوع، وما قاله يسوع عن نفسه من أنه ليس أكثر من رسول يبلغ رسالة الله لبنى إسرائيل: يوحنا 1: 2-3 (2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. 3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.)
                      لمن يرجع النص فى (3كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ)؟ إنه يرجع إلى آخر اسم ذكر، وهو الله تعالى، فما دخل يسوع بهذا الأمر؟ نعم فالله تعالى هو خالق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما، لكن ما دخل يسوع فى ذلك الأمر وهو مخلوق من مخلوقات الله تعالى وسيخضع له فى الآخرة، كما كان خاضعًا لإرادته ومشيئته فى الدنيا، وكما يخضع العبد لسيده؟
                      هذا دليلنا من كتابكم على أن يسوع خلقه الله: رؤيا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)، كولوسى 1: 15 (.... بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) فهو إذًا مخلوق.
                      وها هو الله يعلن أنه هو الخالق لكل شىء: فما دخل يسوع بهذا الخلق؟
                      تكوين 1: 1 (فى البدء خلق الله السموات والأرض) ،
                      ملوك الثانى 19: 16 (أنت هو الإله وحدك، لكل ممالك الأرض)
                      إشعياء 44: 24 (24هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟)
                      إشعياء 45: 18 (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ:«خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَر.)
                      ونفى الرب أن يكون إنسانًا: عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
                      حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
                      هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
                      وها هو كاتب الرسالة إلى فيليبى يشهد أنه بناءً على تعاليم يسوع، فإن كل ركبة فى السماء أو على الأرض تجثو لله تعالى، ويعترف كل لسان أن يسوع معلم (ربىّ من الربانيين) لإظهار مجد الله تعالى: فيليبى 2: 10-11 (10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.)
                      كما يشهد كاتب الرسالة إلى كورنثوس الأولى أن يسوع عبد من عباد الله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                      فماذا ينقصك عزيزى المسيحى لتعترف أنت بما اعترف به يسوع نفسه، وبما آمن به تلاميذه، وبما يقره كتابك؟
                      نكرر ما ذكرنا من قبل: إن الكتاب به نصوص مُحكمة، وهى النصوص قاطعة الدلالة، التى لا يجوز معها التأويل. أما باقى النصوص التى يمكن تأويلها إلى أكثر من مفهوم واحد، فيجب أن يكون الحكم الفيصل فيها هى النصوص قاطعة الدلالة.
                      ولنرجع إلى النص مرة أخرى:
                      يقول يوحنا 1: 6-13 (6كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 8لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. 9كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. 10كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. 11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ)
                      أعد قراءة النص مرة أخرى: فمن هو النور الحقيقى الذى كان فى العالم وكوِّن به العالم؟ فلو كان المعمدان، لقلنا أنتم شهدتم على أنفسكم أن الاستعارات لا يمكن أن تكون دليل على ألوهية شخص ما، والمقصود هنا تعاليمه، أو لألهتم يوحنا المعمدان، وأنتم لا تقولون بذلك. ولو قلتم إنه يسوع، لقلنا إنكم نفيتم بذلك كون يسوع المسِّيِّا، لأن المسِّيِّا لن يأتى إلى خاصته بل سيأتى إلى العالمين، كما نفيتم ألوهيته أو أثبتم الألوهية أيضًا لغيره، لأن كل الذين قبلوه قد صاروا أولاد الله، الذين لم يولدوا من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله. فما رأيكم أن نستشهد بهذا النص كدليل على ألوهية من قبلوا رسالته، ويكون كتابكم فى هذه الحالة يشير إلى تعدد الآلهة؟
                      والخلاصة أن النص الذى استشهد به الأنبا شنودة لا يتعلق بيسوع مطلقًا، بل بالله تعالى، ولو تعلق بيسوع لوجب علينا إما تأويل النص، حتى يتفق مع النصوص الأخرى الصريحة القاطعة الدلالة، التى تشير إلى عبودية يسوع لله تعالى.
                      ولطالما أن المسيحيين يؤمنون أن يسوع هو الله الخالق، فليسألوا أنفسهم ماذا خلق يسوع من العدم؟ وهل ادعى يسوع هذه الألوهية المنسوبة له؟ وهل الإله الخالق يعيش بعيدًا عن خلقه عدة سنوات أثناء تواجده فى رحم أمه، حتى نضج، يعتريه الجهل والسذاجة؟ وهل كون الإله جاهلا، يتعلم من عبيده، عزة له وقداسة، أم نفى لألوهيته، واعتراف بعبوديته لله الخالق الذى جعله بكر كل خليقة؟
                      ZZZ

                      الذى به عمل العالمين:
                      استشهد الأنبا شنودة بفقرة من العبرانيين 1: 2، وكتبت خطأ 1: 1، وها هى الفقرة التى جاء بها هذا السياق: عبرانيين 1: 1-6 (1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. 3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي، 4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. 5لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟)
                      لقد استشهد الأنبا شنودة فقط بقول النص مجهول المؤلف (الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ)، وترك ما يفيد فى بداية النص أن الله تعالى كلم أنبياءه بطرق عديدة، أى أوحى إليهم بأنواع وطرق عديدة، وكلمهم هذه الأيام فى ابنه، أى أوحى إلى ابنه أيضًا. الأمر الذى يشير إلى أن يسوع (بفرض أنه الابن المقصود) كان نبيًا أوحى الله إليه. وهذا ما قاله عنه تلاميذه، بل وأعداؤه من المعاصرين له:
                      فها هو بطرس يقول فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                      وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولان بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                      كذلك إن وراثة يسوع للملكوت تعنى أنه سبقه من يملكه، وهذا ينفى أزلية يسوع، وبالتالى ألوهيته. بل ينفى ألوهية الآب نفسه، لأن الوارث لا يرث إلا بعد موت صاحب الشىء الذى سيورَّث. والله تعالى حى أزلى لا يموت: إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                      دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                      تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
                      كما رفع النص قدر يسوع وجعله أعظم من الملائكة، والله تعالى لا يُقارن بعبيده من خلقه، فهو أعظم من الكل، فلماذا خص عظمة يسوع عن الملائكة فقط؟
                      أما كون يسوع هو الابن، فلا بد أن الأب سبقه فى الوجود والأزلية، وإلا لما سمَّاه ابنًا، ولما كان الآب أبًا. وقلنا إن التعبير المستعمل من يسوع ومن الرب فى الكتاب عن ابن الله تعنى المؤمنين بالله، ومنهم طبعًا الأنبياء.
                      فهل تعتقدون أنه بعد ما أشار النص والكتاب إلى عبودية يسوع لله، ووحى الله تعالى إليه، أى اعتباره نبيًا، كما أكد يسوع نفسه أنه رسول الله، هل تعتقدون أن هذا الإنسان الفانى يكون هو الله، أو أداة الخلق، التى بها خلق الله تعالى العالم؟
                      ولن نترك عبارة (2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ - الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ،) دون أن أعلق عليها: إن الميراث المقصود هنا هو ميراث النبوة من بنى إسرائيل، وهو الذى قصده يسوع بقوله لليهود، الذى هو واحد منهم، وأشار إلى أن ورثة الملكوت ليسوا من اليهود، بل هى أمة أخرى: متى 21: 42-44، مرقس 12: 10-12 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                      وقال للمرأة السامرية إن الخلاص من اليهود، الذين تركوا الله وشريعته ولعنهم الله، ولعنهم يسوع فى إنجيل متى الإصحاح 23 بأكمله: يوحنا 4: 22 (22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
                      ولم يكن يسوع وارثًا للملكوت كما أشرنا، لأنه جاء تابعًا لهذا الملكوت: متى 5: 17 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.)، بل كان المعزِّى الذى أنبأ بقدومه فيما بعد، روح الحق، الصادق الأمين، وروح القدس، الذى لا يتكلم من نفسه، بل يوحى إليه: متى 11: 12-14 (12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
                      وعلى أى حال فإن المسيح المسِّيِّا هو رسول الله للعالمين، وخاتم المرسلين، وهو نبى بشر، وليس بإله. الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع، بفرض أنه المسِّيِّا.
                      ZZZ

                      فيه خُلقَ الكل:
                      واستشهد بكولوسى 1: 16، وهذا هو سياق الموضوع: كولوسى 1: 12-18 (12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، 15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ.)
                      إن النص يبدأ بشكر الله تعالى (الآب ولا دخل للابن ولا للروح القدس فى هذا الموضوع، الأمر الذى ينفى كون يسوع إلهًا يستحق الشكر) على نقلهم من الظلمات إلى نور، بتسليمهم ميراث الملكوت، الذى قلنا فيه إنهم أمة ملعونة، سحب الله تعالى منهم الملكوت وأعطاه أو أورثه لأمة أخرى. ومن غير المنطقى أن يكون وارث الميراث هو صاحبه. فقد كان اليهود هم أصحاب الملكوت، وجاء يسوع منهم، وقال للسامرية إن الخلاص من هذه الأمة، وأوضحه فيما بعد بقوله إن الملكوت سيأخذ من بنى إسرائيل ويُعطى لأمة تعمل أثماره. راجع الصفحة السابقة.
                      أما قوله (14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا)، فهذه هى عقيدة رسائل بولس الضالة، وهو نفس قول رومية 5: 12 (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.)
                      وهى تتناقض مع تعاليم الكتاب الذى بين أيديهم:
                      فقد تاب آدم إلى الله تعالى وتاب الله عليه، فلم يكن هناك أدنى داع لتوارث خطيئة غير موجودة، لأن الله قد غفرها لآدم: الحكمة 10: 1-2 (هى التى حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع)
                      لقد قال الله لموسى فى التثنية 24 : 16: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
                      وقال الرب لسليمان فى أخبار الأيام الثاني 7: 14: (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.)
                      وقال لإشعياء 55: 7 (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.)
                      وقال الرب لإرمياء 31: 29-30(29فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ:[الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ]. 30بَلْ: [كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.)
                      أى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى <u1></u1>(38)</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى <u1></u1>(39) </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى <u1></u1>(40) </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)) سورة النجم 38-41
                      وقال الرب لهوشع 4: 15 (إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...)
                      وقال الرب لحزقيال 18: 19-23(19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
                      وسيكون حساب كل شخص فى الآخرة تبعًا لإيمانه وأعماله، وهذا هو عدل الرحمن بعباده، وغير ذلك فهو ظلم، وسب للرب، الذى لا يعوِّج القضاء:
                      إشعياء59: 18 (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)
                      مزمور 62: 12 (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)
                      أيوب 31: 3-6 (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.)
                      أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
                      حزقيال 36: 19 (كَطَرِيقِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ دِنْتُهُمْ.)
                      هوشع 7: 3 (الآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ أَفْعَالُهُمْ.)
                      وذلك مصداقًا لقول الرب فى كتابه، فكل صغيرة وكبيرة سيُحاسب عليها المرء فى الآخرة، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فذلك بما كسبت يديه: الجامعة 12: 13-14 (13فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ. 14لأَنَّ اللَّهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَلٍ إِلَى الدَّيْنُونَةِ عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ إِنْ كَانَ خَيْراً أَوْ شَرّاً.)
                      وجاء يسوع متبعًا، وليس مبتدعًا، وأقر ما جاء فى الناموس والأنبياء، فقال:
                      يوحنا 5: 24 (من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية)، أى من قال لا إله إلا الذى أرسلنى، وأطاعنى فقد دخل الجنة، ومن عصانى وأطاع بولس فى تأليهى وفى عقيدة الفداء والصلب والخطيئة المتوارثة دخل النار!!
                      وأمر تلاميذه أن يرى الناس أعمالهم الحسنة، ليتمجد الله تعالى: متى 5: 16(16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟ وهذا نفس موقف يسوع من الأطفال.
                      وهذه كانت نفس عقيدة التلاميذ من بعد رفع معلمهم: أعمال الرسل 10: 34-35 (34فَقَالَ بُطْرُسُ: «بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.) فلم يتقيد قبولكم عند الله بالصلب والفداء بل بالإيمان بالله وتقواه. بالإيمان بالله وحده والعمل الصالح.
                      ويواصل النص قائلا: (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.) ويغنينا عن محاولة عدم إثبات ألوهية يسوع قوله إنه بكر كل خليقة، أى أول مخلوق، خلقه الله تعالى، التى لم يذكرها الأنبا شنودة، لأنها تعيق ما يحاول أن يصل إليه، من نظرية تأليه يسوع.
                      وعلى الرغم من قوله (16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ)، فإن كلمة خُلق بُنيت هنا للمجهول لأن الخالق معلوم وهو الله تعالى، الذى استحق الشكر فى بداية هذه الفقرة. وأنهى كاتب الرسالة فقرته بذكر أن يسوع مات أو سيموت، وسيكون باكورة الراقدين من الأموات: (الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ). والله حى لا يموت: دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                      إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                      تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ)
                      لكن هل كان يسوع فعلا باكورة الراقدين من الأموات؟ لا. إن هذه علامة مميزة وكرامة أنعم الله تعالى بها على المسِّيِّا، الذى أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة.
                      اقرأ ما قاله متى عند موت يسوع: متى 27: 50-53 (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.) إذًا فقد كان يسوع ليس باكورة الراقدين من الأموات، بل سيكون المسِّيِّا.
                      وعلى ذلك فإنه يجب تأويل النصوص الفلسفية هذه لتتفق فى المفهوم من النصوص المحكمة صريحة الدلالة.
                      ZZZ

                      به جميع الأشياء ونحن به:
                      واستشهد الأنبا شنودة بعد ذلك على أن يسوع هو الخالق بكورنثوس الأولى 8: 6، وهذا هو السياق الذى جاء به استشهاده: كورنثوس الأولى 8: 5-6 (5لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. 6لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.)
                      ولا أعرف ما هو دليل ألوهية يسوع هنا؟ إذا كان الآب هو الخالق، الذى خلق كل شىء فى الكون. أما كلمة (رب) التى أشار بها إلى يسوع، فهى لا تعنى ألوهيته، بل تشير إلى وظيفة يسوع كربى من الربانيين، وهم اللاوييون الهارونيون علماء الشريعة فى بنى إسرائيل. وهى تعنى (معلم) أو (سيد)، لذلك كان الناس ينادونه بلقب (يا معلم)، ونادوه أيضًا بلقب (ربونى):
                      يوحنا 1: 38 (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟»)
                      يوحنا 20: 16 (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.)
                      أما كلمة (رب) فى (وَرَبٌّ وَاحِدٌ) المستخدمة فى أصول الكتاب اليونانية هى كيريوس، والتى تعنى سيد أو معلم، وهى برقم (G2962) فى قاموس Strong
                      والذى لن تصدقه أن كلمة إله فى (إِلَهٌ وَاحِدٌ) استخدمت كلمة ثيوس، وهى نفس الكلمة التى استخدموها للشيطان فى كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ [ثيوس] هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ [ثيوس].)
                      لكن هل لو قال يسوع عن نفسه إنه إله، لكان بالفعل إلهًا؟ لا. إن هذه الصيغة قيلت لكل بنى إسرائيل لمؤمنهم وفاجرهم. لقد قال لهم الرب إنهم آلهة، لأنهم أتتهم كلمة الله، لكنهم مثل الناس يموتون. إذًا من يموت فهو ليس بإله: يوحنا 10: 34-35 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ)
                      وهو هنا يستشهد بقول داود: مزمور 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
                      وقالها الرب عن موسى u: خروج 7: 1 (1فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ.)
                      وهو عين ما فهمه كاتب الرسالة إلى كورنثوس الأولى 3: 16-17 (16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ.)
                      ولقد لقّب اليهود بيلاطس ربّ ؛ ودَعَتْ المرأة السامرية رجلا غريبا عنها لا تعرفه ـهو يسوع ـ ربّ ؛ ونادى اليونانيون فيليبس ربًا؛ ومريم المجدلية دَعَتْ بستانيا لا تعرِفه ربًا ،وقد تَكَرَّرَ هذا اللقب على لسان يعقوب لما التقى بأخيه عيسو؛ وعلىلسان أبناء يعقوب لما نزلوا إلى مصر. ( انظر يو 4: 11،19،49، 1: 21، 20: 15، متى 27: 63) وانظر أيضا (تك 32: 6، 42: 10). ولم يفكر أحد من اليهود أو النصارى دعوة أيًا منهم إلهًا، واتخاذه ربًا يُعبد من دون الله.
                      وعلى الرغم من ذلك فقد اعترف أنه من يقول له يارب، دون أن يفعل إرادة الله، فسيرفضه يسوع فى الآخرة أمام حضرة الله، حتى ولو عمل كل خير: متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
                      فهل أمركم الرب بعبادة إله ثلاثى الأقانيم؟ هل قال يسوع إنه الكلمة؟ هل قال يسوع إنه الأقنوم الثانى؟ هل قال يسوع إن الآب هو الأقنوم الأول؟ هل تفوَّه يسوع بكلمة أقنوم بالمرة؟ هل قال يسوع إنه الإله الخالق الحى الذى لا يموت؟
                      تدبروا ما قاله يسوع عن نفسه! لقد أقر أنه رسول الله تعالى إلى بنى إسرائيل:
                      يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                      يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                      يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                      يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                      يوحنا 5: 30 (...لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                      يوحنا 7: 28-29(.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                      يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                      يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                      يوحنا 13: 20 (... الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                      فلماذا تصرون على إخراج يسوع من الكتاب وقبول من هم دونه؟ لماذا تصرون على عبادة يسوع، ويسوع نفسه وتلاميذه كانوا يعبدون الله تعالى؟
                      ZZZ

                      قدرة يسوع على الخلق:
                      وبعد هذه المقدمة التى استهل بها الأنبا شنودة فصله الثانى، يقول ص34-36: (وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد المسيح تدل على الخلق: منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين ... وتحويل الماء خمرًا فى عُرس قانا ... منح البصر للمولود أعمى ...). ومن هذه النقاط الثلاثة استنتج الأنبا شنودة أن يسوع هو الله الخالق.
                      هل المعجزات التى عملها يسوع تدل على ألوهيته؟ بالطبع لا. لأنه لو كان الله لما كان هناك أدنى داع للتعجب، فالله تعالى قادر على كل شىء. إن المعجزة تُطلق فى حق العبد، إذا أتى بشىء خارج القواعد المألوفة.
                      ولنسمع ما قاله لنا يسوع عن هذه المعجزات:
                      يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                      لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                      متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                      وأن الله هو الذى يريه (بفرض أنه الابن) ما يفعله وما يقوله: يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                      يؤيدنا فى ذلك أقواله:
                      وقال أيضاً: يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                      وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                      يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                      ويؤيدنا أيضًا أقوال تلاميذ بطرس الصخرة التى بنى عليها يسوع كنيسته، ورئيس الكهنة نيقوديموس: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                      يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                      إذن فلم يقدر يسوع أن يعمل عملا واحدًا من نفسه، بل كان يستعين بقدرة الله تعالى فى تحقيق هذه المعجزات. وكان يرفع عينيه إلى السماء طالبًا من الله تعالى أن يحقق معجزاته، ليؤمن الناس أنه عبد الله وروسوله:
                      يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                      مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
                      فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَوَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
                      يوحنا 17: 1 (1تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً)
                      فلماذا كان يرفع عينيه إلى السماء ويدعو الله تعالى، إلا إذا كان يسأل الله إلهه الذى فى السماء ويرجوه؟
                      وقد رأينا أعلاه أن يسوع طلب من الله البركة فى الطعام، وذلك عن طريق رفع عينيه للسماء (متى 14: 19). كما رأينا أن يسوع أقر أن أى شىء فعله كان بقدرة الله تعالى. يتبقى لنا منح البصر للمولود الأعمى وتحويل الماء خمرًا.
                      لن نذكر النص كاملاً، ويكفينا رأى هذا الرجل الذى ولد أعمى فى يسوع، بل وسجد له. لقد سأله رئيس الكهنة عن رأيه فى يسوع، فقال له إنه نبى: يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».) ولا أعرف كيف يتكتم الأنبا شنودة هذه العبارة عن قرائه، ولماذا؟
                      أما تحويل الماء الطيب الطاهر إلى خمر، فلم يذكره إلا يوحنا، ولا أعتقد أن نبيًا كريًما مثل عيسى u يشارك فى حفل ماجن تُدار فيه الخمر، ويكون هو المحرض على هذا الفجور الذى ينتج عنها، عن طريق صناعة خمر معتقة، وكان يمكنه أن يجلس هو وأمه مثل باقى المدعوين، دون أن يحشرا نفسيهما فى تقديم الخمر للمدعوين أو صناعته! إن من دسَّ هذا النص هو من أعداء يسوع بلا ريب، حيث هذا العمل برفع عنه القداسة والنبوة. والآن اقرأ ما يقوله الكتاب عن الخمر، واحكم بنفسك هل يفعل هذا نبى طاهر كريم، يقولون عنه إنه لم يُخطىء؟
                      أمثال 20: 1 (1الخمرُ مُجونٌ والسُّكْرُ عَربَدَةٌ، ومَنْ يَهيمُ بِهِما فلا حِكمةَ لهُ.) الترجمة العربية المشتركة
                      أمثال 20: 1 (1اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ) الفاندايك
                      أمثال 23: 29-32 (29لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ 30لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. 31لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. 32فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ. 33عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الأَجْنَبِيَّاتِ وَقَلْبُكَ يَنْطِقُ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ. 34وَتَكُونُ كَمُضْطَجِعٍ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ أَوْ كَمُضْطَجِعٍ عَلَى رَأْسِ سَارِيَةٍ. 35يَقُولُ: «ضَرَبُونِي وَلَمْ أَتَوَجَّعْ. لَقَدْ لَكَأُونِي وَلَمْ أَعْرِفْ. مَتَى أَسْتَيْقِظُ أَعُودُ أَطْلُبُهَا بَعْدُ!») إن استهزاء الناس بشارب الخمر لا تتوقف على المدمن فقط، بل على الشارب ولو لمرة واحدة!
                      أمثال 31: 6-7 (6أَعْطُوا مُسْكِراً لِهَالِكٍ وَخَمْراً لِمُرِّي النَّفْسِ. 7يَشْرَبُ وَيَنْسَى فَقْرَهُ وَلاَ يَذْكُرُ تَعَبَهُ بَعْدُ.) هكذا يعالج الرب مشاكل الناس!!
                      على الرغم من أنه يعلم أن روح القداسة تكون فى الإنسان الطاهر الذى يتجنب الخمر: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.)
                      والغريب أنك تقرأ فى رسالة بولس أنه يوصى باستعمال الخمر بدل الماء! تيموثاوس الأولى 5: 23 (23لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ.)
                      وما رأيكم فى المعجزات الأخرى التى فعلها الأنبياء، وتعترفون على الرغم من ذلك بنبوتهم وليس بألوهيتهم؟
                      ZZZ

                      تعليق


                      • #26
                        وعاد الأنبا شنودة مرة أخرى إلى محاولات استنتاجه ألوهية يسوع، وذلك عن طريق ذكر معجزات إحياء الموتى، التى أشار إليها ص36-37، متناسيًا قول يسوع نفسه إنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا، وأنه بإصبع الله يفعل المعجزة أو يخرج الشياطين، وأن الأعمال التى يعلمها هى تلك الأعمال التى أعطاها الله له:
                        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                        لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                        متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                        يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: حزقيال 37: 10 (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.)
                        بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: ملوك الثانى 13: 20-21 (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.)
                        فلق موسى البحر وكانت أرض البحر يابسة، حتى يتمكن أتباع موسى من العبور: خروج 14: 21 (21وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ.)
                        وضرب موسى الصخرة الصماء فخرج منها الماء: خروج 17: 6 (6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ».)
                        وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً: يشوع 10: 12-13 (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.)
                        وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
                        بل جعل الحديد يطفو على الماء: ملوك الثانى 6: 6 (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.)
                        وفلق إيليا البحر برداء أليشع: ملوك الثانى 2: 8 (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.)
                        بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: ملوك الأول 17: 1 (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].)
                        وأحيا بطرس امرأة ماتت، ولم تُألهوه، فبأى معيار تسيرون؟ أعمال الرسل 9: 36-41 (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.)
                        كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: أعمال الرسل 6: 8 (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.)
                        ويُشك من الأساس أن يسوع قام بمعجزة ما، فقد قال يسوع نفسه: مرقس 8: 11-12 (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!»)
                        فإن كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تُثبت إيمان فاعلها بالله تعالى!
                        هل يقر الكتاب أن المعجزة دليل على الألوهية أم النبوة؟ يُفترض فى الحقيقة أن تكون دليل لإثبات النبوة، وهو ما نفهمه من قول يسوع: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        إلا أنه لدينا نص ليسوع يُهمِّش فيه دور فاعلى المعجزات، وعلى ذلك فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....) فإذا كانت المعجزات دليل على ألوهية فاعلها، فمعنى ذلك أن الألوهية هذه يصل إليها أى إنسان يؤمن به ثم يعمل نفس معجزاته. الأمر الذى لم يحدث مع قسيس أو أسقف أو بابا من باباوات الكنيسة، وبالتالى فهو ينفى عنهم كلهم الإيمان الحقيقى بيسوع، الذى يؤدى إلى الخلود فى الجنة، وهو التوحيد الخالص: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                        كما سيقوم الضالون من شياطين الإنس أيضًا بمعجزات، ومع ذلك سيرفضهم يسوع فى الآخرة وسيسميهم فاعلى الإثم: متى 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
                        فلو اعتبرنا أن قيام شخص ما بمعجزة دليل على ألوهيته، لكانت الألوهية مرتبة يصل إليها أى مؤمن أو ضال أو شيطان، وهم لا يقولون بذلك إلا على يسوع.
                        وهذا كاف لكفر عقيدتكم! فمن عمَّد باسم يسوع فهو كافر، ومن أقام معجزة أو أخرج شياطين باسم يسوع فهو كافر. فما بالكم من يفعل هذا باسم الصليب؟
                        ونتساءل هل لو كان يسوع إلهًا، لكان يُسمَّى إحياؤه للموتى معجزة؟ إن المعجزة أمر خارق لقدرة الشخص وإمكانياته. والله تعالى لا تحده قدرة، وأن الإحياء والإماتة أمر طبيعى جدًا على الله تعالى.
                        * * *

                        تحليل معجزات يسوع فى إحياء الموتى:
                        والآن علينا تحليل المعجزات الثلاثة لإحياء الموتى التى أقامها يسوع، لنرى هل من حق الأنبا شنودة أن يستنتج منها ألوهية يسوع:
                        أولاً: إقامة ابنة يايرس من الموت (مرقس 5: 22-42)
                        إن الفصل الخامس من إنجيل مرقس به عدة معجزات، ولنرى ما قاله يسوع، وما فعله للتدليل على أنه رسول الله، ورد فعل الناس نفسها:
                        1- شهد الشيطان أن يسوع هو المسِّيِّا ابن الله، وهذه الشخصية ما هى إلى نبى كريم سيرسله الله تعالى آخر الزمان، يقضى على الإمبراطورية الرومانية، ويقود العالم إلى معرفة الله تعالى والعمل بشريعته. (7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ الْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ أَنْ لاَ تُعَذِّبَنِي!»)
                        2- اعلان يسوع عن بشريته باعلان جهله باسم هذا الشيطان، ولا يوجد إله يجهل عبيده الذين خلقهم: (9وَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «اسْمِي لَجِئُونُ لأَنَّنَا كَثِيرُونَ».)
                        3- سماحه للشياطين أن تدخل فى الخنازير، وتتسبب فى قتلها وتدمير البيئة من ثروة سمكية وتلويث المياه، وتسبب فى ارتفاع أسعار اللحوم، وخراب بيت المربيين وتجار الخنازير والعاملين على رعيها وتربيتها، ليدل على أنه ليس بإله، لأن الله محبة، وهذا لا يليق بمحبته: (10وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لاَ يُرْسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْكُورَةِ. 11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ الْخَنَازِيرِ فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَفِي الضِّيَاعِ فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى.)
                        4- لم ينسب يسوع معجزة إخراج الشياطين لنفسه بل لقدرة الله تعالى، فأمر الرجل الذى كان مجنونًا أن يُخبر أهله أن الله هو الذى صنع هذا به: (18وَلَمَّا دَخَلَ السَّفِينَةَ طَلَبَ إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ مَجْنُوناً أَنْ يَكُونَ مَعَهُ 19فَلَمْ يَدَعْهُ يَسُوعُ بَلْ قَالَ لَهُ: «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ».)
                        ولن ننسى قوله: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                        ولا قوله: متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                        ولا قوله: يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        ولا قوله: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                        5- أعلن أنه إنسان لا يعرف إلا ما يُقال له أو يراه، وليس هذا بإله، فلم يعرف الذى لمس ثيابه، ولا إلى أين ذهبت القوة التى خرجت منه، وسأل تلاميذه فلم يعرفوا، فهم قد تساووا معه فى العلم فى هذا الموقف، بل وقف ينظر حوله، لعله يمكنه معرفة من لمسه، ولم يعرف حتى اعترفت له المرأة: (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا.33وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ.)
                        6- أحيا ابنة رئيس مجمع، إلا أنه أعلن بنفسه للحاضرين أنها لم تمت، ولكنها كانت نائمة، فضحكوا عليه وسخروا منه. والله تعالى عن ذلك عزيز، لا يضع نفسه مثارًا للتحقير والسخرية، وبعد ما قام بالمعجزة أمرهم ألا يُخبروا بها أحدًا، حتى لا يفهم الناس خطأ أنه هو الله، والأغرب من ذلك أن يوحنا شاهد العيان الذى كان معه، لم يذكر هذه المعجزة ولم يعلم بها: (22وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ 23وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: «ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا». 24فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ. .... 37وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَتْبَعُهُ إلاَّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. 38فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجاً. يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. 39فَدَخَلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». 40فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً 41وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: «طَلِيثَا قُومِي». (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ لَكِ أَقُولُ قُومِي). 42وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ لأَنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً. 43فَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذَلِكَ. وَقَالَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ.)
                        فإذا كان هو نفسه قد أقر أنها كانت نائمة، فلماذا ترفضون أقوال يسوع وتصدقون ما عداه؟ لقد صدقتم من سخر منه، ولم تصدقوا قوله الذى قاله؟ ولم تفكروا لماذا قاله، إن لم يكن ما قاله حقيقة؟
                        7- ولم يكتف يسوع بهذا بل أعلن عن نبوته فى الفصل الذى تلاه: مرقس 6: 4 (4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ».)
                        8- ودليل نبوته أن الله تعالى لم يُمكِّنه من عمل معجزات فى وطنه: مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
                        9- ونفس إنجيل مرقس الذى حكى هذه القصة أشار فى معجزة أخرى إلى أن يسوع كان يعمل المعجزات بأمر الله تعالى، وأنه بشر خاضع للخطأ والصواب، وذلك من خلال معجزة إشفاء الأعمى، الذى لم يشف من أول لمسة، بل رأى الناس كأنهم أشجار تمشى على الأرض: مرقس 8: 22-25 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً.)
                        10- وأعلن أنه عبد الله ورسوله فقال: مرقس 9: 37 (... وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        ثانيًا: إقامة ابن أرملة مدينة نايين من الموت:
                        اقرأ الحكاية فى إنجيل لوقا، وتدبر رد فعل الناس، الذين شاهدوا هذه المعجزة! لقد مجَّدوا الله، ولم يمجدوا يسوع، ولم يعتبروا يسوع إلهًا، ولم يسجدوا له، ولم يطلبوا منه الغفران والجنة، بل اعتبروه نبيًا عظيمًا، أرسله الله تعالى إلى شعبه: لوقا 7: 15-16 (15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ».)
                        ثالثًا:إقامة لعازر أخى مرثا من الموت
                        فى الحقيقة إن القارىء لقصة إقامة لعازر من الموت بإذن الله، ليتملكه العجب من استنتاج النصارى ألوهية يسوع منها، فقد أثبت يسوع عظمة الله تعالى فى هذه المعجزة، التى ما فعلها إلا ليُثبت أنه رسول من عند الله.
                        دلائل نبوة عيسى u فى هذه المعجزة يوحنا 11: 22-:
                        1- شهادة مرثا ليسوع، أنه عبد الله ورسوله، وأن الله يتقبل منه دعاءه: (22لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ».)
                        2- إن بكاء يسوع وانزعاجه وتأثره بالحزن الذى يحيط بهذا الجو، وخوفه فيما بعد أن يمشى علانية بين اليهود لدليل على أنه رسول من عند الله معرضًا للقتل كما فعل اليهود بأنبياء الله من قبل: (33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ ... 35بَكَى يَسُوعُ. ... 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكُورَةِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا أَفْرَايِمُ وَمَكَثَ هُنَاكَ مَعَ تلاَمِيذِهِ.)
                        3- جهل يسوع بالمكان الذى وضعوه فيه: (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
                        4- شهادة اليهود والحاضرين أنهم لم يعتبروه إلا إنسانًا، فتكلموا عنه أنه إنسان، وفكروا فى قتله، ولا يموت إلا الإنسان: (47فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعاً وَقَالُوا: «مَاذَا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هَذَا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةً. ... 50ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا». .... 53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ.)
                        5- شهادة يسوع لنفسه أنه رسول من عند الله، فرفع عينيه إلى السماء ودعا الله تعالى أن يتقبل منه، وأقر أن الله يتقبل منه فى كل حين، ورجاه أن يحقق هذه المعجزة ليؤمنوا فقط أنه عبد الله ورسوله. وإذا كان يؤمن باستجابة الله تعالى له فى كل حين، فما الذى دفعه هذه المرة إلى التضرع له؟ إنه فعل ذلك أمام هذا الجمع لينفى عن نفسه، ما تلحقونه به من تأليه: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                        فهل رفع عينيه إلى السماء مخادعًا الناس، بينما عرش الرب فارغ لأنه تجسَّد، وحل فى يسوع؟ هل كان يُخاطب وهمًا فى السماء سمَّاه الآب؟ أم كان يضحك على اليهود ويخدعهم ممثلا أنه يعبد نفس إلههم الآب الذى فى السماء؟
                        ZZZ

                        يسوع مانح الحياة:
                        اعتبر الأنبا شنودة أن معجزات يسوع فى إحياء الموتى بإذن الله هى أول دليل على ألوهية يسوع، وقد فندنا استنتاجه هذا. ويواصل ص37 فى تقديم استنتاجاته على لاهوت يسوع قائلا إنه مانح الحياة، ويستشهد بأقوال يسوع الآتية:
                        1- يوحنا 4: 14 (14وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»)
                        2- يوحنا 5: 21 (21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.)
                        3- يوحنا 6: 33 (لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ».)
                        4- يوحنا 6: 35 (35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
                        5- يوحنا 6: 56 (56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.)
                        6- يوحنا 6: 54 (54مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِير)
                        7- يوحنا 10: 27-28 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.)
                        لاحظنا أن كل استشهاداته السابقة من إنجيل يوحنا فقط. وفى الحقيقة يمكننا ألا نخوض فى تأويل هذه التعبيرات، ويكفينا رأى يوحنا نفسه، الذى كتب هذا الكلام، فى يسوع. وقد سبق لنا أن أدرجنا عشر استشهادات ليسوع من هذا الإنجيل، يقول فيها كلها إنه رسول الله. وأرى أن أدرج بعضها مرة أخرى مع بعض الفقرات من الأناجيل الأخرى لتدعيم ما نذهب إليه:
                        1- يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        2- متى 10: 40-41 (40مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 41مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِاسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ)
                        3- مرقس 9: 37 (37«مَنْ قَبِلَ وَاحِداً مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».) لوقا 9: 48
                        4- لوقا 10: 16 (16اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
                        5- يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                        6- متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
                        7- يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ
                        8- يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                        9- يوحنا 8: 26 (.... لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. ....)
                        10- يوحنا 5: 37 (37وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. ....)
                        11- يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
                        12- يوحنا 20: 17 (.. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                        وفى الحقيقة إن هذه النصوص، التى يستشهد بها الأنبا شنودة، لا تشير إلى الحياة، التى يحياها الإنسان والحيوان من أكل وشرب وحركة. إن كلمة الحياة التى يستعملها الكتاب تشير إلى الخلود فى الجنة.
                        حزقيال 18: 1-17 (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا.)
                        وهو هنا يؤكد أن تعاليمه التى أخذها من الله، هى التى تتسبب فى حياة خالدة أبدية لمن يتبعها. والغريب أن مثل هذه التعبيرات سهلة التأويل والفهم عملوا منها طقوسًا وثنية، فاعتبروا يسوع إلهًا، ثم أكلوا الخبز على أنه لحمه، وشربوا الخمر على أنه دمه، ومنعوا الناس من التبرع بدمائهم لغير المسيحيين، لأن دم المسيحى مختلط بالمسيح. كما منعوا الشخص الذى يحضر قداس التناول من التدخين بعدها أو أكل أى شىء حتى لا يختلط بيسوع الذى بداخل أمعائهم. ولكنهم سمحوا لأنفسهم بالتبول مالتبرز فى دورات المياه، وإخراج ما أكلوه ليختلط بفضلات ووساخات كل البشر!! وعلى الرغم من ذلك يموتون، ويتألمون ويهلكون، ويتملك بعضهم الشيطان بدفعه للزنى أو السرقة أو الفجور. بل منهم من يهديه الله للإسلام، والمسلم عندهم كافر.
                        لذلك نجد يسوع نفسه يقول إن طعامه هو طاعة الله وتنفيذ إرادته: يوحنا 4: 34 (... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                        وأن كل عمل يقوم به ليس نابعًا من عند نفسه، بل أعطاه الله تعالى له، ولو كان يسوع إلهًا ما كان ليحتاج أن يعطيه أحد شيئًا، وما قال هذه الأقوال التى تضلل الناس وتُظهره نبيًا وليس بإله!!
                        يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        يوحنا 5: 36 (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        وكان فى كل حين يفعل ما يرضى الله تعالى إلهه: يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)، يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                        وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                        يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        وعن الحياة الأبدية التى تتعلق بالإيمان بالله وتصديق رسوله، واتباع تعاليم الله التى جاء بها رسوله، يقول يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                        وأنه لم يتكلم من نفسه، ولم تكن هذه تعاليمه، بل هى تعاليم الله، واتباع هذه التعاليم تسبب الحياة الأبدية أى الخلود فى الجنة: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                        يوحنا 5: 36 (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                        ومع ذلك قال إنه رسول الله: مرقس 9: 37 (... وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                        وعادى اليهود لأنهم تركوا تعاليم الله، واتبعوا تقاليد آبائهم: مرقس 7: 6-13 (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».)
                        وعلى الرغم من كل ذلك فهو عبد من عباد الله خاضعًا له مثل باقى عباد الله: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                        فهل يتوقع مسلم أن تعاليم رسول الله لا تتسبب فى الخلود فى الجنة وهى تعاليم الله الذى أرسله بها؟
                        يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
                        يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                        يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                        أليس هذا قريب من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) الأنفال
                        {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (80)النساء
                        إذن فخبز الله هو تعاليم الله تعالى النازل من السماء، وهى التى أُنزلت على يسوع، وتعلمها وطبقها تمام التطبيق، حتى أصبح تعليم الله بشرًا يمشى على الأرض. فمن أراد أن ينال الحياة الأبدية فعليه أن يؤمن بالله ورسوله ويلجأ له ليتعلمها منه، ويتبعها. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون دليلا على ألوهية يسوع، لأن يسوع نفسه كان يتضرع إلى الله تعالى أن يحفظ عليه حياته. وفقدها يسوع، كما تؤمنون، وفاقد الشىء لا يُعطيه. ويمكننا أن نُجرى على الشراب وماء الحياة ما أجريناه على الطعام.
                        ZZZ

                        السيد المسيح فوق الزمان:
                        وفى ص39 عنون الأنبا شنودة بقوله (السَّيِّد المسيح فوق الزمان)، ويستنتج ألوهية يسوع من قول الكتاب فى يوحنا 8: 58 (... قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ)، وصرح أيضًا أنه قبل جده داود، بل هو أصل داود وذلك فى رؤيا يوحنا 22: 16 (16«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».)، وفى رؤيا يوحنا 5: 5 (5فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ».)، بل اعتبره أزلى جاء قبل العالم وقبل كل الدهور واستشهد بيوحنا 17: 5 (5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
                        هل من المنطق أن يستدل إله على ألوهيته أو يحاول أن يثبتها فيقول إنه قبل إبراهيم الذى سبقه بحوالى ألفين سنة، وهو يعلم أن العالم خُلق قبل ذلك بمئات الآلاف من السنين، إن لم تكن الملايين؟ أليس هذا جهل من هذا الإله أو تضليل أو تتويه للخلق عن الوصول للحقيقة؟ وهل لو ولد يسوع وخلق قبل إبراهيم لكان إلهًا؟ لقد خلق الشيطان قبل آدم ويسوع نفسه، فلماذا لا يجب تأليه الشيطان؟ ثم ما دليل وجود يسوع بعلمه أو بشخصه قبل إبراهيم؟
                        ونؤكد للقارىء أن يسوع وكل الخلق من إنس وجان وحيوان ونبات خُلقوا قبل إبراهيم وقبل آدم نفسه، فى علم الله الأزلى، ولم يؤلههم أحد!! وعلى ذلك فمجد يسوع وسيرته كاملة كانت فى علم الله الأزلى، فى لوحه المحفوظ.
                        أما أن يكون هو أصل داود، فهذا يثبت تناقض الرسائل مع الأناجيل التى تثبت أن يسوع ابن لداود، وليس أصلا لسلالته. وهناك أمثلة عديدة أكتفى بواحد فقط:
                        متى 1: 1 (1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ.)
                        وعلى الرغم من أنكم تقولون إنه ابن داود عن طريق يوسف النجار، وتنفون أى علاقة جنسية بين يوسف النجار وزوجته مريم، إلا أن كتابكم يؤكد أن يسوع من نطفة منى داود، أى يثبت العلاقة الجنسية بين يوسف ومريم:
                        وسوف أسرد لك بعض التراجم التى تؤكد هذه الترجمة على النت ومواقعها تسهيلا على الباحث، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم تجرؤ ترجمة عربية على ترجمة الفقرة هكذا رومية 1: 3 (الذى جاء من منى أو نُطفة داود) كما جاءت فى العديد من التراجم الأجنبية:
                        über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen (Eig. geworden) ist dem Fleische nach
                        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1871_...
                        über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen ist dem Fleische nach,
                        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1905_...
                        ونفس ترجمة Elberfelder الألمانية التى أبقت على هذه الترجمة الحرفية فى طبعاتها عام 1871 وعام 1905 ، ووافقته ترجمة Luther لعام 1945، وترجمة Schlachter لعام 1951 .
                        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=10
                        http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_schlachter_1951_u...
                        إلا أن ترجمة Elberfelder غيرتها فى طبعاتها الحديثة إلى (الذى جاء من نسل داود) بدلاً من (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، وطبعًا السبب معروف.
                        über seinen Sohn, der aus der Nachkommenschaft Davids gekommen ist dem Fleische nach
                        http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=54
                        أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية ، فكان شأنها شأن التراجم الألمانية ، فمنها من أقر قول أصول نص الكتاب: (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، ومنهم من غيرها إلى من نسل داود:
                        concerning his Son, who was born of the seed of David according to the flesh, (ASV)

                        وحتى لا يشك إنسان أن السبب فى هذه اللخبطة هم المترجمون ، فأنا أؤكد لهم أن السبب فى هذا التشويش هو أن اللفظة اليونانية هى كلمة (الحيوان المنوى)، لذلك تحايلوا على ترجمتها ، ومنهم من آثر الحق، ولو على ما يؤمن به. وإليك النسخ اليونانية التى ورد فيها لفظة الحيوان المنوى:


                        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

                        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαβιδ κατα σαρκα

                        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυειδ κατα σαρκα

                        περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα


                        وهى تعنى أيضًا منى الرجل والزرع والنسل الفعلى الذى يأتى من زواج الرجل بالمرأة ومعاشرتها معاشرة الأزواج ، ومثل هذا أتى فى متى 22: 24-25، ولقد جاءت 44 مرة فى العهد الجديد فى 41 آية ، وهى تحت رقم 4690:
                        4690. sperma (sper'-mah) from speiro; something sown, i.e. seed (including the male "sperm"); by implication, offspring; specially, a remnant (figuratively, as if kept over for planting)
                        وتجدها فى موقع: http://scripturetext.com/romans/1-3.htm
                        ومن موقع آخر للمخطوطات اليونانية تجد الكلمة اليونانية والترجمة الإنجليزية بجوارها ، ونطقها اليونانى تحتها:
                        http://www.scripture4all.org/OnlineInterlinear/NTpdf/rom1.pdf
                        ويمكنك فى البحث فى معانيها فى هذا الموقع أيضًا:
                        http://www.blueletterbible.org/cgi-bin/words.pl?book=Rom&chapter=1&verse=3&strongs=4690&p age=
                        ولطالما كان يسوع من نطفة داود فهو ليس الله ولا حتى إله، لأن الله لم يلد، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد. أى ليس له نسل.
                        هل يسوع هو كوكب الصبح المنير؟
                        أما عن وصف يسوع بكوكب الصبح المنير فيقول النص كاملاً:
                        رؤيا يوحنا 22: 8-9 و22 (8وَأَنَا يُوحَنَّا الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ وَيَسْمَعُ هَذَا. وَحِينَ سَمِعْتُ وَنَظَرْتُ، خَرَرْتُ لأَسْجُدَ أَمَامَ رِجْلَيِ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُرِينِي هَذَا. 9فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هَذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ لِلَّهِ». ............ 16«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».)
                        وهنا يُفاجئنا النص أن المسيح هو الملاك المتكلم، وهنا نقف وقفة متأنية لتحليل النص:
                        رفض الملاك (= يسوع) أن يسجد له يوحنا وأقر أن السجود لله، وأنه عبد مثله ومثل باقى الأنبياء. فقال له: رؤيا يوحنا 22: 9 («انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هَذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ لِلَّهِ».)
                        وهذا ليس بجديد فقد كان يسوع نفسه يسجد لله تعالى: لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                        متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ......... 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ......... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ...... 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.)
                        لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى)
                        وسماه إلهه، وجمع بينه وبين التلاميذ فى العبودية لله، والأخوة: فقال للمجدلية أن تقول للتلاميذ: يوحنا 20: 17 (اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ.)
                        وهنا يصدق تحليلنا لقوله إن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة التوحيد وأنه عبد الله ورسوله: يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                        أما قوله عن نفسه إنه هو (كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ) فهذا ينفى عنه الألوهية تمامًا، ويلحق به الجهل بالعهد القديم. فهل يعقل أن يكون يسوع هو الله الذى أوحى بالعهد القديم ولا يعرف أن (كوكب الصبح المنير) جاء وصفًا للشيطان؟ إشعياء 14: 12 (12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟)
                        وها هى شهادة أخرى من نفس السفر، يفرق فيها يوحنا بين الله تعالى ويسوع: رؤيا يوحنا 1: 1-2 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، 2الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ.)
                        أما قول الأنبا شنودة ص40 إن يسوع وجد قبل الخليقة، وأن الكل به خُلق مستشهدًا بقول كورنثوس الأولى 1: 16-17، وكونه صورة الله غير المنظور فى كولوسى 1: 15، وبقول يوحنا 1: 3 ويوحنا 1: 10، فقد رددنا عليه سابقًا، وأثبتنا أنه استنتاج خاطىء.
                        هل كان يسوع متواجدًا منذ الأزل؟
                        إلا أنه يستشهد ص40 بأزلية يسوع بما جاء فى ميخا 5: 2 (2«أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».)
                        وتقول الترجمة العربية المشتركة: (لكن يا بيت لحم أفراتة، صغرى مدن يهوذا، منك يخرج لي سيد على بني إسرائيل يكون منذالقديم، منذ أيام الأزل.)
                        وتقول الترجمة الكاثوليكية اليسوعية (وأنت يا بيت لحم أفراتة إنك أصغر عشائر يهوذا ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا علىإسرائيل وأصوله منذ القديم منذ أيام الأزل.) وهى عندهم فى ميخا 5: 1
                        وتقول ترجمة كتاب الحياة: (أما أنت يابيت لحم أفراتة، مع أنك قرية صغيرة بين ألوف قرى يهوذا، إلا أن منك يخرجلي من يصبح ملكا في إسرائيل وأصله منذ القديم، منذ الأزل.)
                        ولن نعلق على جزء من النص الذى حذفوه فى بعض طبعاتهم، وهو (أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا)، لكن هل كان يسوع يومًا ما متسلطًا على بنى إسرائيل؟ لا.
                        فلم ولن يتسلط يسوع يومًا ما على بنى إسرائيل، لأنه لا توجد أسباط لبنى إسرائيل، فقد فنيت الأسباط كلها، وإن اليهود الحاليين هم أحفاد قبائل الخزر الوثنية التي تحولت إلى اليهودية قرابة القرن العاشر الميلادى، ثم انهارت أمام هجوم الروس البيض بعد ذلك، وانتشر شعبها فى أوروبا، وهم بالتالي أجداد اليهود الحاليين. ولم يستطيع أي باحث في أي مجال بحثعلمي سواء تعلق بالآثار أو بالإنسان أو بالتاريخ أو بالأعراق أو بأي شيء أخر منإثبات أن هؤلاء الخزر هم السبط الضائع من أسباط بني إسرائيل. والكتاب المرجع ”إمبراطورية الخزر وميراثها“ يثبت ذلك بلا أدنى شك, لمؤلفه اليهودي الإنكليزيالخزري, (آرثر كوستلر). (نقلا عن اختلاق إسرائيل القديمة، لمؤلفه كيث وايتلام، عالم المعرفة، عدد 249)
                        إن حلم اليهود الذى راودهم هو أن يكون النبى الخاتم من بنى إسرائيل، وعلى الأخص من نسل داود، بيت يهوذا. وهم يعلمون من كتابهب أن وعود الله تعالى لهم ولكل البشر كانت مشروطة بعبادته واتباع شريعته والسير فى مرضاته. ولم يفعلوا أيًا من هذه. وبالتالى فهم قد رفضوا شروط الرب، وبالتالى لعنهم كل نبى، وقد أورد إنجيل متى الإصحاح الثالث والعشرين كاملا يلعن فيه يسوع اليهود ويصفهم بأفظع الصفات. ومثل هؤلاء القوم لا يمكن بحال من الأحوال أن يأتى منهم المسِّيِّا، وتكون فيهم ومنهم قيادة الأمم والعالم للأبد.
                        وقد عاندوا الله تعالى، الذى قرر أن يترك لهم بيتهم خراب بدون نبوة، وأعلمهم أن المسِّيِّا لن يكون من نسل داود، وعندما قال لهم رسول الله عيسى u هذا وأعلنه أرادوا قتله، على الرغم من بسالة عيسى u وعدم توقفه فى إعلان هذه الحقيقة، فأعلنها مرة بلعن شجرة التين رمز الأمة اليهودية، والدعاء عليها ألا يخرج منها ثمر بعد الآن، ومرات بالأمثال، ومرات بالتصريح، منها: متى 21: 42-46 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ». 45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                        وعلى ذلك فها هو يسوع نفسه يُكذِّب أن يكون المسِّيِّا من نسل داود، بل قالها للمرأة السامرية إن الخلاص (خلاص العالم) من اليهود.
                        وقول النص عن المسِّيِّا إنه منذ الأزل، فهى تشير إلى وجوده فى علم الله تعالى الأزلى، وتبشير كل الأنبياء به، وليس وجوده بشخصه، لأنه ببساطة لم توجد إسرائيل منذ الأزل. الأمر الذى لا يشير من قريب أو بعيد إلى ألوهية يسوع المزعومة.
                        ZZZ

                        تعليق


                        • #27
                          أبدية يسوع ورأى الرسائل المنسوبة لبولس فى يسوع:
                          يستنتج الأنبا شنودة ص41 أبدية يسوع بقوله: (ولعل صفة الأبدية تتضح من قول الرسول «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» (عب 13: 8). وقول المسيح لتلاميذه «ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر» (متى 28: 20). وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبى «سلطانه أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض» (دا 7: 14).)
                          ليتنا نتعرف على بعض ما تقوله الرسالة إلى العبرانيين فى يسوع ودعوته، كما تعرفنا من قبل عن آراء العلماء فى كاتب هذه الرسالة المجهولة:
                          لقد اعتبره عارًا: عبرانيين 13: 13 (12لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. 13فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ.)
                          ولو كاتب هذه الرسالة هو بولس فقد لعنه أيضًا: غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)
                          وأن الله تعالى هو الذى أقام يسوع من الموت، فتدبروا كيف يكون الآب هو الابن، وأحدهما كان ميتًا، والآخر أحياه، والله حى لا يموت، بينما مات يسوع: عبرانيين 13: 20 (20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ)
                          ويرى أن يسوع لم يُصلب، بل استجاب الله تعالى لدعائه وأنقذه من الصلب والموت: عبرانيين 5: 7 (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،)
                          وكان يسوع فى نظره بشرًا مثل رئيس الكهنة: عبرانيين 5: 5-6 (5كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». 6كَمَا يَقُولُ أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ».)
                          عبرانيين 7: 26 (26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ)
                          أما قوله كاهن إلى الأبد، فهو يشير بذلك إلى الكاهن ملكى صادق الذى وصفه بأنه أزلى أبدى، لم يلد ولم يولد: عبرانيين 7: 3 (3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.)، وبالتالى فهو أحق بالتأليه من يسوع!!
                          ورئيس الكهنة هذا هو من البشر، على الرغم من وصفه له بأنه قدوس، بلا شر ولا دنس: عبرانيين 5: 1-2 (1لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَا لِلَّهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا، 2قَادِراً أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضاً مُحَاطٌ بِالضُّعْفِ.)
                          ناهيك عن أن كاتب هذا السفر قام بإلغاء الناموس من تلقاء نفسه، محاربًا يسوع ولاغيًا دعوته، وهو الذى لم ينقض الناموس أو الأنبياء: عبرانيين 7: 18-19 (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.)
                          كما أن كاتب هذه الرسالة يجهل العهد القديم، فقد قال: عبرانيين 9: 19 (19لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ،)
                          فكيف لم يعلم كاتب هذه الرسالة المجهول بأصول الدين الإسرائيلى وفروعه؟ وكيف يوحى إليه غير ما فعله موسى؟ وكيف يخطىء فى العهد الذى أوصى به الله؟ ففى التوراة أخذ موسى نصف الدم وليس الدم كله، كما لم يرش الكتاب، بل الشعب: خروج 24: 3-8 (3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحاً فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ».)
                          وإذا كان بولس هو كاتب الرسالة إلى رومية والتى ذكر فيها أنه (لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ) رومية 3: 10، فمن الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين وشهد لهابيل وأخنوخ بالبر، وتكلم عن وجود الأبرار فى الرسالة إلى غلاطية: عبرانيين 11: 4 (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ) ، وقال: غلاطية 3: 11 (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا)، وشهد لأخنوخ أيضاً بالإيمان: عبرانيين 11: 5 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)
                          ويدعى بجهل وتضليل أنه لا توجد مغفرة إلا بسفك الدم: عبرانيين 9: 22 (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!)، ويقصد بها ذبيحة من الحيوانات، ومن أجل ذلك صُلب يسوع ونزف دمًا.
                          إلا أنه من المضحك أن يُشير بولس [الذى تنسب الكنيسة له سفر العبرانيين هذا] فى كلامه إلى الناموس. فما علاقته هو بالناموس؟ إنه هدم الناموس وتعاليمه، وحاربه محاربة لا هوادة فيها، حتى إن التلاميذ حاكموه على مخالفته للناموس وتضليله للناس. (أعمال الرسل 21: 17-30) مع الأخذ فى الاعتبار أنه دافع عن الناموس فى خطابه لليهود: رومية 2: 13 (13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.)، رومية 3: 31 (31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ)
                          ألم يقل: غلاطية 2: 21 (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.)؟
                          ألم يقل إن غلاطية 3: 10 (جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ)؟
                          ألم يقل: غلاطية 3: 11 (11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».)؟
                          ألم يقل: عبرانيين 7: 18-19 (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.)
                          ألم يقل: غلاطية 2: 16؟ (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ)
                          ألم يقل: غلاطية 2: 16 (لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) ؟
                          ألم يقل: غلاطية 5: 4 (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.)؟
                          ألم يقل: رومية 3: 21 (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.)؟
                          ألم يقل: رومية 5: 20 (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.)؟
                          ألم يقل: كورنثوس الأولى 15: 56 (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ)؟
                          فما الذى يجعله يُشير الآن إلى الناموس؟ إنه يستحق الإعدام رجمًا: عبرانيين 10: 28 (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.)
                          وإذا فكرت فى الناموس الذى قال عنه: عبرانيين 10: 28 (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.)، ستجد أن الناموس هو القانون أو الشريعة التى تحكم علاقة الإنسان بربه وبالنَّاس. وهى ما نسميها بالعبادات والمعاملات. وبما أن الناموس من الله، والله هو الصالح (متى 19: 17)، فلا بد أن يكون هذا الناموس صالح للبشرية ، وأن تكون تعاليمه تهدف إلى متى 23: 23 (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.)، وإلا لاتهمنا الرب بإفسادها عن عمد، ولما دافع عنه بولس حتى إنه أكد على موت من يُخالف تعاليمه.
                          يؤكد صلاح الناموس للعمل به وللبشرية تمسك يسوع نفسه بتعاليم الناموس، وأمره لتلاميذه ولسائليه من اليهود بالعمل به، وتهجمه على الكتبة والفريسيين لأنهم تركوا لُبَّ الشريعة وهو (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ)، إضافة إلى تأكيده أنه لم يأت لينقض الناموس أو الأنبياء: متى 23: 23 (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.)
                          لوقا 10: 25-28 (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».)
                          متى 5: 17-19 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.)
                          فإذا لم يكن البر بالناموس كما قال فى رسالته إلى أهل (غلاطية 2: 16) ، وفى (رومية 3: 20)، وإذا كان بالناموس معرفة الخطية كما قال فى (كورنثوس الأولى 15: 56)، وأنه به كثرت الخطية (رومية 5: 20) فلماذا لم ينقضه يسوع نفسه؟ هل قصد يسوع زيادة الخطية فى العالم؟ أم ترك الناس على غير هُدى؟
                          فى الحقيقة إن ما قالته الرسالة إلى العبرانيين، واشترطت فيها أنه لا غفران إلا بالدم، لا أساس له من الصحة. فليس هناك قيد أو شرط على الله تعالى ليغفر الخطايا إلا ما اشترطه هو على نفسه. فقد يغفرها برحمته دون قرابين، لأنه إله رحيم، يُكثر المغفرة، والعمل الصالح هو أساس من أسس المغفرة، وقد يتقدم المرء بحيوان أو طائر لذبحه تكفيرًا عن خطية ما، أو تقديم الذهب أو الفضة أو المال أو الخبز (الدقيق).
                          كما أن الرحمة صفة من صفات الجمال والكمال التى يتصف بها الرب: إشعياء 50: 2 (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟)، فكيف تنزعها عنه، أو تشترط عليه شروط قتل ابنه ليوصف بالرحمة؟
                          عدد 14: 19-20 (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.)
                          إشعياء 55: 7 (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.)
                          مزامير 85: 1-3 (1رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. 2غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ. 3حَجَزْتَ كُلَّ رِجْزِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ) وأنصح بقراءة باقى هذا الإصحاح، ففيه مدح جميل لله تعالى!
                          وطالب عباده أن يتحلوا بها ، فها هو يعلم بطرس أن يغفر لأخيه، كما يُحب أن يغفر الله له، وضرب له المثل بمحبة الله ورحمته بعباده: متى 18: 21-35 (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. 23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَارَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ».)
                          بل جعلها جزءًا من صلاتهم اليومية، كما لو كان الله تعالى أوحى إليه أنهم سينادون من بعده بالخطيئة المتوارثة، فعلمهم أن الله غفور رحيم: متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) وأيضًا فى مرقس 11: 25-26
                          بل طالبكم بالدعاء للمسيئين إليكم، وعدم الدخول معهم فى مهاترات: متى 5: 43-45 (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)
                          بل كانت التوبة وطلب المغفرة أول كلمة نطق بها نبيا الله تعالى عيسى ويحيى (يوحنا المعمدان) عليهما السلام فى بداية تنفيذ رسالتهما. فقد بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: متى 3: 1 (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) ، وقال لوقا 3: 3 (3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا) وأكد ذلك مرقس 1: 4
                          وكذلك بدأ عيسى u رسالته طالبًا من قومه التوبة والرجوع إلى الله: متى 4: 17 (مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».)
                          وحدد، بل أقسم بالحق عند مرقس، أن كل خطايا الإنسان تُغفر له، بل زاد على ذلك أنها تُغفر له فى هذه الحياة قبل الآخرة، حتى لو جدف إنسان على يسوع نفسه، واستثنى من ذلك فقط سب الرب أو الروح القدس: متى 12: 31-32 (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) وأكد ذلك مرقس 3: 28-29
                          فما الذى يجعل الرب يغفر الكذب والزنى والسرقة والقتل ولا يغفر الأكل من الشجرة؟ وما الذى يجعله لا ينتقم من الشيطان صاحب أول خطيئة فى الحياة وهى التى جعلته شيطانًا، وينتقم من البشرية جمعاء حتى ينزل وينتحر مقدمًا نفسه للموت، أو يتخلص من ابنه ليتمكن من غفران هذا الذنب؟
                          ألا تشعر عزيزى المسيحى أن هذا الإله لا يبغى إلا فسادًا فى الأرض؟
                          ألا تدرك أن هذا الإله بعقيدة الإنتقام من كل البشرية بسبب أول معصية له لا يحبكم؟ إن عدم المغفرة كره، وإن المغفرة والتسامح لهو أكبر معانى الحب. فعلى أى أساس نسبتم إليه المحبة؟
                          أليس قولكم على الرب إنه قاسى القلب، لا يغفر، ويورِّث إثم خطيئة حواء وآدم لكل بنى البشر، تجديفًا عليه، وسبًا له، واتهامًا له بالقسوة والبطش؟ أليس قول يسوع عن الناموس إنه (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ) نهى منه أن تدَّعوا هذا على الرب، كما نهاكم الرب نفسه من قبل؟ حزقيال 18: 20-22 (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.)
                          وتضرَّع النبى داود u لله طالبًا منه المغفرة والرحمة فقال: ملوك الأول 8: 49-50 (49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبُوهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ)
                          واشترط لغفران الله لذنوب العبد تجاه أخيه، أن يغفر العبد لأخيه: يوحنا 20: 23 (23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ.)
                          لذلك شجَّع على التسامح بينكم: لوقا 6: 37 (37وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ)
                          وقال للمرأة التى دهنت رجليه بالطيب: لوقا 7: 47 (47مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً».) فقد ربط المحبة إذًا بالمغفرة. ولطالما أن الرب محبة، فهو الغفَّار أى كثير المغفرة. وإذا كانت هذه صفة جميلة يوصف بها العبد، فلماذا تضنون على الرب أن يتصف بها؟
                          وإن كانت تعاليم الرب تُشير إلى مغفرة الأخ لأخيه ، ولو أخطأ إليه فى اليوم الواحد سبع مرات ، فهل فاقد الشىء لا يعطيه؟ أتصفون الإنسان المؤمن بالتسامح وتضنون على الرب به؟ ما لكم؟ كيف تسيئون الظن بربكم وتجدفون عليه؟ لوقا 17: 3 (3اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ».)
                          بل صعَّد السبع مرات إلى سبعين مرة فى كل مرة سبع مرات: متى 18: 21-22 (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.)
                          ولو كان يسوع هو الذى على الصليب، فسيكون بذلك قد أبطل عقيدة توارث الخطيئة قبل أن يُسلم الروح إلى بارئها، وأعلمكم أن الرب غفَّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، دون ذكر الخطيئة الأصلية: لوقا 23: 34 (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». ......)
                          ثم علمهم قبل أن يصعد أن يُعلموا الناس باسمه التوبة وطلب المغفرة من الله: لوقا 24: 47 (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
                          وقال لوقا عن قول الله لنبيه إبراهيم: لوقا 1: 73-77 (73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ)
                          فإذا كان هذا قول الرب عن إبراهيم الذى يُعلم شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم الشخصية، فانظر إلى قول إبراهيم نفسه لله تعالى: التكوين 18: 23-25 (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟»)
                          أيُعلمُ النبى إلهه كيف يكون حكيمًا ورحيمًا مع عباده؟ وهل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟
                          انظر إلى الفطرة القويمة للنبى التى ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟
                          هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو عشرة من الأبرار، ويأبى الرب إلا أن يذل البشرية كلها بذنب لم ترتكبه!!
                          لك أن تتخيل رحمة نبى، يُتهم بأنه ديوث ، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إله المحبة!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفًا من السنين .... وفى النهاية قرر الإنتقام من ابنه أو الإنتحار بشخصه!!
                          لك أن تتخيل أن نبيًا يشفع فى عشرة أبرار من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين: حتى رسله الأبرار. وحتى الذين عبدوه حق عبادته، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!
                          ولماذا أراد الرب أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر، وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ وهل كان يعرف أنبياؤه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى u؟ فهل غش الرب أنبياءه وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس، ثم خالف كل هذه التعاليم؟ هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء ، ثم فاجأهم أنهم لا يحملون أوزارهم بل وزر أول امرأة خُلقت: امرأة لا يعرفونها بل سمعوا عنها، ولم يرشدونها للخطأ، ولم يشتركوا معها ولا حتى بالصمت أو بالرضى عما فعلته؟
                          والغريب أن يقر بولس فى رسالته إلى رومية برحمة الله بعباده ومغفرته لهم: رومية 4: 7-8 (7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً».)
                          كما أن هذه الخطيئة المتوارثة تُخالف مخالفة صريحة قول عيسى u: متى 9: 13 (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)
                          ويؤيد هذا العهد القديم أيضًا: هوشع 6: 6 (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.)
                          وتُخالف قول عيسى u الذى هو الإله عندهم أن دخول الجنة والنعيم الخالد فيها يتوقف على شهادة أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                          بالإضافة إلى العمل الصالح: يعقوب 2: 18-26 (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.)
                          ثم مشيئة الله تعالى المرتبطة بنية العبد فى إيمانه وعمله الصالحات: رومية 9: 14-16 (14فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! 15لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». 16فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ.)
                          ثم قرر الرب أنه لتكفر عن خطاياك ليس شرطًا أن تذبح حيوانًا أو طائرًا ، فلو لم يكن عندك نقود تكفى لذبيحة فمن الممكن أن تقدم دقيقًا، ولا يُكلِّف نفسه بوضع زيتًا أو لبنًا عليه: لاويين 5: 6-11 (5فَإِنْ كَانَ يُذْنِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا: أُنْثَى مِنَ الأَغْنَامِ نَعْجَةً أَوْ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ. 7وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرُ مُحْرَقَةٌ. 8يَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَرِّبُ الَّذِي لِلْخَطِيَّةِ أَوَّلاً. يَحُزُّ رَأْسَهُ مِنْ قَفَاهُ وَلاَ يَفْصِلُهُ. 9وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ. وَالْبَاقِي مِنَ الدَّمِ يُعْصَرُ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا الثَّانِي فَيَعْمَلُهُ مُحْرَقَةً كَالْعَادَةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 11وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ فَيَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ عُشْرَ الْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ. لاَ يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَاناً لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ)
                          خروج 30: 15 (15اَلْغَنِيُّ لاَ يُكْثِرُ وَالْفَقِيرُ لاَ يُقَلِّلُ عَنْ نِصْفِ الشَّاقِلِ حِينَ تُعْطُونَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ.)
                          خروج 30: 16 (16وَتَأْخُذُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَجْعَلُهَا لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ تِذْكَاراً أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ».)
                          العدد 31: 50 (50فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ».)
                          وها هو الرب يقول إن العمل الصالح يرفع الإنسان ويغفر له خطاياه: حزقيال 18: 21: 23 (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
                          حزقيال 33: 12-16 (12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.)
                          بل إن الرب لم يطلب من الأساس ذبائح لتكفير الخطايا كما يقول داود فى مزمور 40: 6: (6بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ.)
                          إرمياء 7: 21-23 (21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: [ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْماً. 22لأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلاَ أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ. 23بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.)
                          ويقول نبى الله داود: مزمور 40: 6 (6لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ)
                          ويقول إن الله لا يُسرُّ بالذبائح، بل بالتواضع له: مزامير 51: 16-17 (16فَإِنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإِلاَّ كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. فَلاَ تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ وَالْمُنْسَحِقَ يَا اللهُ)
                          ويُسرُّ الله تعالى بتسبيح المسبحين، وليس بذبائح البشر: مزامير 69: 30-31 (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ.)
                          ميخا 6: 6-8 (6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.)
                          ويُطابق قول الرب فى هوشع 6: 6 (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.)
                          ويُطابق تعاليم يسوع: متى 9: 13 (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)
                          وإذا كان الرب لم يطلب ذبائح ، ولا محرقات ، فما هذا الذى قاله بولس من أنه لا توجد مغفرة بدون سفك دم؟
                          إن بولس كذَّاب كما مر علينا ، وكما اعترف هو بنفسه، حيث قال: رومية 3: 7 (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟)
                          وإنه من جواسيس رئيس المعبد، الذين يستفيدون من هذه الذبائح، كما يستفيد رجال الكهنوت من صكوك الغفران، أو شراء الغفران عند الاعتراف. وعلى ذلك فعليكم بالأخذ بكلام الرب، وبكلام يسوع، ونبذ كلام بولس.
                          من كل ما سبق علمنا أن الكاتب المجهول للرسالة إلى العبرانيين كان يعتبر يسوع كاهنًا عينه الله تعالى راعيًا لخراف بنى إسرائيل، بشرًا مثل باقى البشر، مات وأحياه الله تعالى، وأنه لم يُصلب، بل تقبل الله دعاءه، وأنقذه.
                          فهل فشل يسوع أن يعترف بألوهيته وترك رسائل مشبوهة لا يُعرف كاتبها هى التى تُحدد ذلك؟ لماذا لا يوجد نص قاطع الدلالة يقول فيه يسوع بلسانه إنه هو الله؟
                          فبما استشهد الأنبا شنودة؟ عبرانيين 13: 8 (8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.)
                          فأين دليل ألوهيته هنا؟ إن سياق الكلام يحكى عن ثبات المؤمنين فى المحبة والعمل الصالح وينهاهم أن ينساقوا بتعاليم غريبة، ويدفعهم إلى تذكُّر مرشديهم الذين كلموهم بكلمة الله، ومنهم يسوع. فيسوع لم يتغير، وستظل تعاليمه هكذا بدون تغيير، فما قاله أمس هو نفسه اليوم وسيظل إلى الأبد هكذا: عبرانيين 13: 1-9 (1لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. 2لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. 3اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ. 4لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. 5لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» 7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. 9لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا.)
                          أما ما استشهد به من نهاية متى 28: 20 ، فقد سبق لنا وأدرجنا آراء علماء اللاهوت والكتاب الذى يقدسونه فى هذا الشأن، وقد أجمعوا على أن هذه النهاية بما فيهم نص التعميد باسم الآب والابن والروح القدس دخيل، ولم يتفوَّه به يسوع.
                          لكن طالما أن يسوع لم يقل إنه إله، والأمر يخضع للإستنتاج، لماذا لا يكون مقصده أنه معهم بشريعته إلى نهاية هذا الزمن الأول، وإلى أن يأتى نبى آخر الزمان بشريعته الخالدة؟
                          ولماذا لا يكون مقصد من أضاف النص أنه معهم بشريعته فقط (باعتباره المسِّيِّا) إلى نهاية الزمن؟ وهذا ما قصده نبى الله دانيال من رؤياه أو من العبارة المستشهد بها. دانيال 7: 13-14 (13[كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.)
                          وهى لا تخص يسوع لا من قريب، ولا من بعيد. فلم يُعط يسوع لا سلطان، بل كان خاضعًا لسلطان الرومان الوثنيين، ولم يُعط مجدًا، بل بصقوا فى وجهه واستهزأوا به، وأهانوه، ثم صلبوه، ولم يُعط ملكوتًا، بل جاء مبشرًا بقرب مجيئه. ولم تتعبد له الشعوب أى لم تخضع لشريعته، ولم يكن له سلطانًا ليدوم، ولم يكن له ملكًا حتى لا ينقرض.
                          إن ابن الإنسان الذى أتى مع سُحب السماء هو الرسول r، الذى أُعرِجَ به أعلى من السماء السابعة، وهناك فرضت الصلاة، وقربه الله تعالى إليه إلى مكانة لم يصل إليها إنس من قبل ولا ملاك من الملائكة.
                          وبذلك فلا علاقة بين يسوع والألوهية، ولا بصفة الأزلية، بل كان عبدًا من عباد الله، أظهر الرب حقيقته (كما تؤمنون)، فنزع عنه صفة القداسة، فكان مُهانًا، ونزع منه صفة العزة، فكان يخشى اليهود، ويهرب منهم، وفى النهاية قهروه وقتلوه، كما قهره الشيطان من قبل وأسره فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، وفى النهاية أحياه الله تعالى الحى الذى لا يموت. وبذلك أظهر لكم أنه ليس بإله، ولا يصلح أن يكون إلهًا بعد أن نُزعت عنه كل هذه الصفات الإلهية.
                          ZZZ

                          هل كان يسوع موجودًا فى كل مكان؟
                          يواصل الأنبا شنودة استنتاجه ص41، وهذه المرة يتكلم عن وجود يسوع فى كل مكان، فيقول: (الوجود فى كل مكان صفة من صفات الله وحده. وهكذا يقول داود النبى «أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت فى الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح، وسكنت فى أقاصى البحر، فهناك أيضًا تهدينى وتمسكنى عينك» (مز139: 7-10).)
                          وأسر فى أذنيه قبل أن يستنتج من عبارة هنا أو هناك أن يسوع لا يحده مكان: هل هذه الصفة تنطبق على يسوع؟ هل يملأ يسوع السماوات والأرض؟
                          يقول سليمان عند تدشين الهيكل: ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟)، ويؤخذ فى الاعتبار أن الأنبا شنودة استشهد بنفس هذه العبارة، بعد أن حذف بدايتها، التى تقول: (لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟)، لأنها لا تخدم استنتاجه.
                          فإذا كان الله تعالى بهذا الكبر الذى لا يمكن لإنسان أن يتخيله أو عين إنسان أن تجمع هيئته، فكيف تقولون بألوهية يسوع، وقد كانت الزريبة التى ولد بها أكبر منه، بل كانت البقرة التى ولد بجوارها أكبر منه، وكانت القماميط (الكوافيل) التى تلفه أكبر منه، وكان القبر الذى جمعه أكبر منه، بل كان المعبد الذى كان يدرس فيه، وكان يصغر حجمه عن الحجم الذى بناه سليمان، أكبر منه؟
                          ألا يُثبت هذا عند العقلاء، والذين يعتمدون على الفهم الواعى لنصوص الكتاب أن يسوع ليس هو الله؟ أليس تجسد الإله يفقده هذه الصفة، ويحده بمكان وزمان؟ فكيف استنتجت ألوهية يسوع وقد كان إنسانًا محدودًا؟
                          * * *

                          حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون فى وسطهم:
                          ويقول ص42: (إنه يعد المؤمنين به وعدًا لا يستطيع أن يصرح به سوى الله وحده. فهو يقول لهم: «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون فى وسطهم» (متى 18: 20). .... هو موجود أيضًا فى السماء، إذ صعد إلى السماء كما رآه الرسل (أع 1: 9)، وهو على يمين الآب كما رآه اسطفانوس (أع 7: 56).)
                          نبدأ برؤية اسطفانوس المهرطق: كيف رأى اسطفانوس بعينه البشرية الرب وهو فى السماء على عرشه؟ أليس هذا دليل على تأليه اسطفانوس نفسه، حيث يرى الرب من على الأرض، كما يراه الرب من على عرشه؟ وهل يُمكن لعين بشرية أن ترى على بعد ملايين من الكيلومترات؟ هل يُقر العلم اليوم فى القرن الواحد والعشرين ما قاله اسطفانوس المهرطق؟
                          وهل رأى الرب فى صورته البشرية أم فى صورته اللاهوتية أم كروح قدس؟ وإذا كان الرب روح، فكيف رآه؟ وفى الحقيقة لا يمكن أن يراه بصورته اللاهوتية، لأن الكتاب ينص على أن الله لم يره أحد، ولن يقدر أحد أن يراه. وربما يُخمن أحد النصارى أنه رآه بالجسد الممجَّد. وهذا أيضًا غير ممكن لأن هذا الجسد الممجد يكون أشبه بأجساد الملائكة كما يؤمنون: لوقا 20: 34-36 (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.)
                          وهذا الجسد لا يمكن أن يراه أبناء هذا الدهر، على حد تعبير لوقا، لأنه يكون أشبه بالروح.
                          ولو رآه بالصورة البشرية، فما حاجة يسوع فى السماء إلى جسد بشرى، وعضو ذكرى، وأمعاء غليظة؟ ولو كان يسوع بجسد بشرى فمعنى ذلك أنه رأى اثنين الآب الذى لا يُرى ولا يمكن أن يراه بشر، ويسوع على يمينه، وهذا يُثبت كذب الكتاب الذى يقدسونه، ويقولون فيه إن الله لا يمكن أن يراه أحد، ويكذب ادعاءاتهم أن الأب والابن والروح القدس إله واحد.
                          وكيف استطاعت عين اسطفانوس أن ترى الرب غير المحدود، الذى لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات؟ ألا يُثبت هذا إما كذب سليمان وداود فى أن الرب غير محدود المكان أو الجهة، أو تُثبت كذب رؤية اسطفانوس للرب؟
                          وهذا هو النص الذى اقتطع منه الأنبا شنودة ما قاله اسطفانوس فقط. أما رد فعل الحاضرين فكان تسفيهه، ورجمه، لأن نصوص الكتاب الثابتة والتى أيدها يسوع ولم ينقضها تنص على أن الله لا يراه أحد قط، ولم يحدث أن رآه إنسان.
                          أعمال 7: 55-59 (55وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. 56فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». 57فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 58وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي».)
                          أما ارتفاعه إلى السماء فليس فيه أدنى دليل إلى ألوهيته. فقد رفعه إليه الله الذى أرسله، والذى كان يُصلى يسوع إليه، ويعمل كل شىء باسمه، وأعلن أنه أعظم منه، وأنه يفعل معجزاته بإصبعه. والله قادر على كل شىء. فهذا دليل على قدرة الله تعالى مع عبده المؤمن المطيع له.
                          يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                          يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                          يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                          يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                          يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                          ولم يكن يسوع هو أول من رفعه الله إليه، فقد أشرنا من قبل إلى إيلياء وأخنوخ. والمدقق فى النصوص يجد أن يسوع مات، بينما نقل إيليا وأخنوخ من حياة إلى حياة، وعلى ذلك فالمفروض أنهم أقرب للتأليه فى عقولكم من يسوع:
                          عبرانيين 11: 5 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.) وتكوين 5: 24
                          ملوك الثانى 2: 11 (11وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.)
                          بل صعد الشيطان نفسه إلى السماء، ودخل إلى حضرة الرب وملائكته أثناء اجتماعهم ليتدبروا كيف يغوى الرب أخاب. فكيف عرف الشيطان سر من أسرار السماوات؟ هل رأى الرب من على الأرض، كما رآه اسطفانوس، أم كانت معه أجندة أعمال الرب اليومية؟ ولن نتساءل بطبيعة الحال عن حاجة الرب لمعونة ملائكته وعقد اجتماع مع أغبياء فشلة، أو قل أجسام نورانية لا غش فيها ولا خداع، وقالوا بما فى قلوبهم، ولم يعجب إله المحبة، الذى كان يُضمر الشر لأخاب؟ ومن باقى الرواية ستعرف فشل الرب وملائكته فى إيجاد الحل المناسب، وأخبرهم به الشيطان، الذى ساعد الرب فى إنجاح مهمته الشيطانية: ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.)
                          أما قول اسطفانوس (أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي) فهو دليل على كفره قبل موته، لأنه لا يقبل الروح إلا الذى خلقها، وقد قالها يسوع نفسه قبل موته: لوقا 23: 46 (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.)
                          فكيف يستشهد الأنبا شنودة بكلام كافر أو على الأقل مُضلِّل ويستنتج منه ألوهية يسوع التى لم ينطق بها، ولم يعرفها هو نفسه؟
                          * * *

                          تعليق


                          • #28
                            واستشهد الأنبا شنودة بما قيل فى متى 18: 20 فقط، وسوف أذكر الفقرة كاملة: متى 18: 18-20 (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. 19وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ».)
                            لقد أعطى يسوع تلاميذه الحق فى ربط وحل، أى فى تحليل وتحريم، ما يشاؤون على الأرض، وسيقابل هذا بالموافقة التامة من السماء. هذا لا يقوله مؤمن. ناهيك عن أن يسوع نبى عظيم من أنبياء الله تعالى. هذا الحق نفسه لم يكن ليسوع. فكيف يعطى فاقد الشىء ما لا يملكه؟ وهل ألَّه أحد التلاميذ؟
                            إن الحل والربط فى السماء أو على الأرض هو حق الله وحده، وإن فعلها نبى فباسم الله وبشريعته.
                            اقرأ ما قاله يسوع عن نفسه وعن دعوته، لقد أقر أنه رسول الله، وأن ما يقوله أو يفعله فهو من الله:
                            يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                            يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                            وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                            يوحنا 5: 30(لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                            يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                            وأقر أن الله تعالى أعظم منه: يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                            بل أعظم من الكل: يوحنا 10: 29 (أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ)
                            وقال إنه لا يمكن أن يكون رسول أعظم من راسله، وبذلك قطع عليكم حبل التفكير فى ألوهيته المزعومة: يوحنا 13: 16 (16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                            لكن هل لو سمع التلاميذ هذه الجملة، ألا تعتقد أنهم كان عليهم أن يؤلهوا يسوع كما تفهمون أنتم اليوم؟ ولو كانت عقيدتكم فى تأليه يسوع هى العقيدة السليمة لقلنا بكفر التلاميذ الذين لم يؤلهوه! أم ترى أنهم لم يسمعوا منه هذه التعبيرات؟
                            فها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                            هذا رأى بطرس فى يسوع، وبطرس هذا بالذات أعطاه يسوع الحل والربط ومفاتيح ملكوت السماوات والأرض متى 16: 19 (19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
                            وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولون بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-20 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
                            وها هى الجموع تقر بنبوته: متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)، ولأنه لا يوجد نص على لسان يسوع يُطالب الناس بتأليهه، فأين أقر التلاميذ أو الجموع بألوهيته بنصوص واضحة، دون تأويل أو استنتاج؟
                            وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            إذن فلم يكن هذا الكلام الذى استنتج منه الأنبا شنودة ألوهية يسوع، دليلا على ألوهية يسوع عند التلاميذ، هذا لو كانوا سمعوا مثل هذا الكلام من الأساس.
                            إلى هنا نكون قد أثبتنا أن يسوع كان نبيًا فى عيون الناس وفى عقول وقلوب تلاميذه. فما معنى إذًا قوله (20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ)؟ هنا علينا تأويل النصوص بما يتفق مع النصوص المحكمة واضحة الدلالة.
                            هناك نصوص عديدة يوحِّد فيها يسوع نفسه بالله وبالتلاميذ، وحدة الإيمان، منها: كورنثوس الأولى 6: 16-17 (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ.) وفى الترجمة الكاثوليكية الجديدة: (ولكن من اتحد بالرب صار وإياه روحا واحدا.)
                            يوحنا 17: 11، 21 («أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ...... 21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
                            يوحنا 15: 4 (4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ.)
                            كورنثوس الأولى 6: 19 (19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ )
                            كورنثوس الأولى 12: 12-13 (13لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضًا اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُودًا كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيدًا أَمْ أَحْرَارًا. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحًا وَاحِدًا.)
                            وهو عين ما قصده بولس فى أفسس 4: 4 (4جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ.)
                            وعين ما أوضحه فى غلاطية 2: 20 (20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.)
                            وعلى ذلك فيسوع موجود معهم وبينهم بتعاليمه حتى دون أن يجتمعوا أو يتفقوا على شىء. وها هو بولس يوضح هذا المفهوم بقوله: كورنثوس الأولى 5: 4 (4بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ - إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ) فلو شاركت روح بولس قوة يسوع، لوجب عليكم تأليه بولس، وعمل أقنومًا رابعًا له!
                            وإلا فلماذا احتاجوا لمجامع وصراعات على قوانين الإيمان؟ لماذا لم يأت يسوع ليحل لهم هذه المشاكل دون اجتماعات وصراعات دامية؟ لماذا لم يأت يسوع حتى الآن ويحل مشكلة عدد الأسفار التى يختلفون فيها من كنيسة لأخرى؟ لماذا لم يأت يسوع ويحل مشكلة عدد أسرار الكنيسة المختلفون عليها؟ بل لماذا لم يقل إنه هو الله وأمر بعبادته، ولم يترك الأمر للاستنتاجات، ويكون بذلك قد أراح واستراح؟
                            ويواصل الأنبا شنودة ص42 باستشهاده بالقول المنسوب له فى متى 28: 20 (وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر)، وهو دليل عنده على خلود يسوع من جهة الزمان والمكان.
                            وكنا قد تناولنا هذا النص من قبل، وقلنا إنه لا يصح الاحتجاج به، لأن النص كاملاً (متى 28: 19-20) سبق وأن رفضته كل الدوائر العلمية، وخاصة النص الذى سبقه، والذى تتمسك به الكنيسة كدليل على التثليث، وطالب فيه التلاميذ التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، وذلك لسبب بسيط هو أن التلاميذ أنفسهم لم يعرفوا مثل هذا النص، ولم يعمدوا أحدًا إلا باسم يسوع، كما يقول سفر أعمال الرسل.
                            وقلنا أيضًا من الممكن أن يكون المعنى أنه معهم بتعاليمه أو بقلبه إلى انقضاء الدهر. وقد تعنى الدهر مدة وجود الشريعة الموسوية بينهم إلى وقت مجىء المسِّيِّا، ويبدأ الدهر القادم، أو الملكوت الثانى، أو العهد الجديد، والذى أفهم تلاميذه أنه لن يكون فى بنى إسحاق، ولا من نسل داود، لأن الخلاص سيكون بالتخلص من اليهود.
                            ZZZ

                            إنك اليوم تكون معى فى الفردوس:
                            ويعتبر الأنبا شنودة قول يسوع للص الذى كان معلقًا معه على الصليب لوقا 23: 43 (إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ)
                            إن دخول يسوع الفردوس لهو أكبر دليل على أنه عبد من عباد الله، أرضى ربه، فكافأه الله تعالى بهذا النعيم. يوحنا 8: 29 (لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.)
                            بل إن طعامه وشرابه والهواء الذى يتنفسه هو طاعته لخالقه: يوحنا 4: 34 (طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                            يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                            وهذا يؤكد أنه كان عبدًا لله تعالى كما يقول كتابكم: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            لكن هل كان يسوع فى هذا اليوم فى الفردوس؟ فى الحقيقة لا. لقد مكث فى الجحيم، فى جهنم، فى الهاوية، لمدة ثلاثة أيام ليُخلص الكفَّار، والمذنبين والمؤمنين والأبرار، فقد كان الكل فى الهاوية، انتظارًا لموت يسوع تكفيرًا عن خطيئة حواء، التى لم يعرفها باقى البشر، ولم يساعدوها فيما فعلت، ولم يؤيدوها حتى بقلوبهم.
                            أفسس 4: 9-10 (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أيضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أيضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.)
                            وقال الكتاب أيضًا: أعمال الرسل 2: 31 (31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.)
                            وقال بطرس: بطرس الأولى 3: 18-19 (18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أيضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، 19الَّذِي فِيهِ أيضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ)
                            وقال القديس كريسستوم فى سنة 347 م: ”لا ينكر نزول المسيح إلى الجحيم إلا كافر“.
                            وقال القديس أكليمندس السكندرى فى أوائل الجيل الثالث الميلادى: ”قد بشَّرَ يسوع فى الإنجيل أهل الجحيم ، كما بشَّرَ به وعلَّمه لأهل الأرض ، كى يؤمنوا به ويخلصوا أينما كانوا.“ ووافق عليه القديس أوريجن، فقال بنزوله إلى الجحيم!!
                            وقال بنزوله إلى الجحيم أيضًا القديس نيكوديموس فى إنجيله الذى لا تعترف به الكنيسة، وذكر الحديث الذى دار بينه وبين رئيس الشياطين فى الإصحاح 15 و17، الذى كان من أهل الجحيم، وخلَّصَ من فيها من النساء والأطفال والرجال!
                            أكرر: لقد تساوى المؤمن بالكافر، فقد حرر يسوع الكل، وذهب عمل الرب فى إرسال رسل، وإبادة أمم بسبب كفرهم هباءً منثورًا!! فما قيمة رسالة الرب ورسله، إن كان الخلاص بإيمانهم بصلب الرب وموته؟ ولماذا لم يُعجِّل إله المحبة بنزوله وصلبه بعد خطيئة حواء وآدم، حتى لا يتعذَّب الكل فى الجحيم انتظارًا لتجسده وإهانته وصلبه؟ أليس هذا سبٌ للرب واتهام له ولرسالاته أنها لا قيمة لها، بعد الإيمان بهذه العقيدة الوثنية التى تؤمن بقتل الإله تكفيرًا عن خطايا البشر؟
                            وبذلك إما أن الذى كان على الصليب ليس يسوع لأنه كذب، أو لم يعرف أين مصيره فى هذه الأيام، وإما كان يسوع نفس ولكنه كذب، وضلل الرجل اللص المؤمن، وكل من سمعه، وإما فقد يسوع عقله من آلام التعذيب، وإما كانت هذه أمنيته التى يتمناها من شدة العذاب، ولم يحققها له أبوه وإلهه السماوى. وفى كل هذه الافتراضات يكون يسوع عبدًا لله تعالى، يجرى عليه ما يجرى على كل عباد الله. ولا يوجد أثر فى هذا لتأليهه.
                            ZZZ

                            نزول يسوع من السماء:
                            وفى ص44 يتكلم عن نزول يسوع من السماء (يوحنا 6: 33، 38، 41)، وخروجه من عند الآب (يوحنا 16: 27-28، ويوحنا 8: 42).
                            قبل أن نسترسل فى تفنيد النصوص التى يستشهد بها الأنبا شنودة كدليل على ألوهية يسوع، نقف وقفة مع فهمه القائل إن يسوع إله، لأنه نزل من السماء.
                            إن نزول النبى من السماء يعنى نزول الأمر بتوليه النبوة من السماء أى من الله تعالى، وكذلك نزول الرسالة والتعاليم من الله. وإلا لكان هذا يعنى وجود إلهين أحدهما فى السماء والآخر على الأرض، ولو قال النصارى بذلك لكفروا بعقيدتهم، وبقانون إيمانهم الذى ينص على أن الثلاثة واحد.
                            لكن هل لم ينزل من السماء (بمعنى الهبوط منها) إلا يسوع؟ فقد نزل الملائكة، ونزل آدم وحواء، بل نزل الشيطان نفسه الذى وسوس لحواء فى الجنة وأغواها لتأكل من الشجرة المحرمة عليها. ولم يُطلق الكتاب على أحد منهم إله إلا الشيطان، فحتى يسوع لم يقل الكتاب إنه إله، بل تستنتجون أنتم ألوهيته:
                            كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
                            يوحنا 12: 31 (اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.)
                            يوحنا 16: 11 (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
                            أفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،)
                            بل صعد الشيطان ليحضر اجتماع الرب مع ملائكته للتباحث فى كيفية إغواء أخاب، ثم نزل الشيطان مرة أخرى لمواصلة باقى أعماله. ومعنى ذلك أن الهبوط من السماء أو الصعود إليها ليس شرطًا لتأليه من نزل منها أو صعد إليها. وأن نزول نبى من السماء أو خروجه من عند الله تعنى أنه نبى الله حقًا وليس بمُدَّعٍٍ للنبوة، ونلمس هذا من قول يسوع بصورة أخرى: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            وهذا ما فهمه المعاصرون له، فقد قال له نيقوديموس رئيس اليهود إنه يعلم أنه خرج من عند الله معلمًا. وهو عين ما فهمه بطرس من أن يسوع تبرهن من قبل الله بعجائب صنعها الله بيد يسوع، وكل هذا ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم:
                            يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                            وها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                            ونتناول الآن النصوص المستدل منها على ألوهية يسوع:
                            يوحنا 6: 33-41 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً. 36وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. 37كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً. 38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 39وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. 40لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ». 41فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ».)
                            بداية لا أعرف لماذا يتجاهل الأنبا شنودة اعترافات يسوع أنه رسول الله تعالى، وأن الله أرسله لينفذ مشيئته؟ اقرأ فى الفقرة التى استشهد بها كم مرة قال إنه مرسل من الله تعالى، وأنه جاء ليعمل مشيئة الله؟ هل هذا كلام إله أم رسول لله؟
                            وقلنا من قبل إن الخبز والطعام والشراب هو اتباع تعاليم الله تعالى، وتنفيذ مشيئته، وقد كان يسوع خاضعًا فى الدنيا بمحض إرادته لله تعالى، لذلك قال:
                            يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                            يوحنا 6: 38 (38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            والإيمان بالله تعالى ورسوله واتباع تعاليمه تتسبب فى الخلود فى الجنة، ونيل الحياة الأبدية: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
                            يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                            والخبز النازل من السماء هو تعاليم الله تعالى النازلة من السماء على رسول الله: يوحنا 7: 28-29 (.... وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ .... 29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».)
                            وهو معنى كلامه أن: يوحنا 12: 44 (الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            وأنه لا ينفذ إلا إرادة الله تعالى، وعلى ذلك فخبز يسوع هو تعاليمه النازلة من عند الله: يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
                            يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                            يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                            أما التعبير الذى يقضى بأن يسوع نفسه نزل من السماء، أو خرج من عند الآب، فهو يعنى أن تعاليمه ليست له، بل للذى أرسله. فتعاليمه وأمر رسالته نزل من السماء، لذلك رفع يسوع عينيه إلى السماء، وطلب من الله تحقيق معجزة إحياء لعازر فقط ليؤمنوا أنه رسول من عند الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                            يوحنا 8: 42 (42فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي.)
                            يوحنا 16: 25-28 (25«قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا بِأَمْثَالٍ وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لاَ أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِأَمْثَالٍ بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الآبِ علاَنِيَةً. 26فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِاسْمِي. وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ 27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. 28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ».)
                            ومن ناحية أخرى أعلم اليهود أنهم لن ينالوا منه، ولن يقبضوا عليه أو يصلبوه، لأنه سيصعده الله تعالى إليه، وكان هذا بمثابة تحدٍ صارخ لهم، ولكفرهم به، ولو أن السياق يشير إلى عدم فهمهم لمراده. بل أكثر من ذلك قال لهم إن ابن الإنسان الذى سيصلبوه، سيعتقدون أنه هو يسوع:
                            يوحنا 8: 21-29 (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» ..... 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                            وعلى ذلك صدق الله العظيم فى قوله: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) سورة النساء
                            والذى لا يصدق قول يسوع هذا، ويقول بصلبه، عليه أن يُعلن أولا تكذيب يسوع فى نبوءته هذه، وانهزامه فى التحدى الذى أعلنه لليهود، وهذا كفيل أن يُسقط نبوته قبل ألوهيته!!
                            وقلنا من قبل: لو فهمنا نزول يسوع من السماء على حقيقته لما دل هذا على ألوهيته، لأن الملائكة تنزل من السماء وتصعد إليها، كما فعل الشيطان نفسه.
                            ZZZ

                            ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء:
                            ويؤكد الأنبا شنودة ص45 أنه ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء (يوحنا 3: 13)، ويعتبره ليس مجرد مقيم فى سماء السماوات، بل له فيها سلطان، واستشهد بقول اسطفانوس المهرطق، وادخال يسوع للص إلى الفردوس، وقد رددنا على الاثنين، ثم اعطائه الرسل مفاتيح السماء (متى 16: 19، و18: 18)، وسجود كل القوات السمائية له (فيبى 2: 9)، وأنه أعلى من السموات (عبرانيين 25: 26).
                            إن تعبير ابن الإنسان ورد كثيرًا فى الكتاب، ويُقصد به فى المقام الرئيسى المسِّيِّا، وقد علمنا أن اليهود أرادوا جعل يسوع هو المسِّيِّا، ورفض هو هذا الادعاء، وبرأه بيلاطس، بل أراد إطلاق سراحه، أو على الأقل كانوا يتمنون أن يكون المسِّيِّا من بنى إسرائيل.
                            والمسِّيِّا له عدة ألقاب منها ابن الإنسان، وابن الله، والمسيح والمعزى، البيرقليط. وليس هذا معناه أن كلمة ابن الإنسان يُراد بها فقط المسِّيِّا. فقد تشير إلى ابن آدم أو الإنسان بصفة عامة، كما جاءت فى النص السابق بإنجيل يوحنا.
                            واتفقنا أن يسوع نزل من السماء، أى نزل أمر نبوته، والتعاليم التى علمها الناس من الله تعالى، وهذا هو ما قاله بنفسه. وأنه صعد إلى السماء ولم يذق كأس الموت الذى طالما كان يرجو الله تعالى ألا يمر عليه: لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                            واستجاب الله تعالى لدعائه وأنقذه: عبرانيين 5: 7 (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،)
                            أما قوله (ابن الإنسان الذى هو فى السماء) فهى إشارة إلى أن يسوع (باعتباره خطأ ابن الإنسان) موجود فى السماء. وهو موجود بالفعل بعد انتهاء رسالته، ومحاولة اليهود قتله. مع الأخذ فى الاعتبار أن يوحنا كتب إنجيله بين عامى 100 و120.
                            لكن فى الحقيقة هذه العبارة مُضافة على الكتاب لتُثبت أن يسوع هو ابن الإنسان، ناهيك عن استغلال البعض لها كدليل استنتاجى على ألوهية يسوع. وإن فهمناها على أى الاتجاهين لا تصلح بالمرة أن تكون دليلا على ألوهية يسوع، الذى نطق عشرات المرات وصرح أنه رسول الله. وقالت كتبكم أنه عبد الله. وصرَّح هو بما يفيد عبوديته لله الذى أرسله، ونسب له كل التعاليم والأعمال. وهو نفس ما فهمه التلاميذ، والمرضى الذين قام بإبرائهم بإذن الله، وجموع الناس، بل شهد أعداؤه من اليهود بنبوته.
                            فها هو نيقوديموس رئيس اليهود يقول: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                            وها هم رؤساء اليهود الذين يريدون قتله، يقولون عنه إنه نبى: متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
                            وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                            أما عبارة (ابن الإنسان الذى هو فى السماء) فلم ترد فى أقدم المخطوطات المعوَّل عليها، لذلك حذفتها الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت: (ما صَعِدَ أحَدٌ إلى السَّماءِ إلاَّ اَبنُ الإنسانِ الّذي نزَلَ مِنَ السَّماءِ.)
                            كما حذفتها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُالإِنسان.)
                            وحذفتها من التراجم الألمانية: موقع www.diebibel.de
                            Einheitsübersetzung, GNB2, Hoffnung für alle,
                            وعودتنا طبعات ترجمة لوثر على الحذف والتراجع، فقد وضعتها فى ترجمتها لعام 1545، وحذفتها فى عام 1912، ولها فى هذا الموقع ثلاث تراجم لنفس عام 1912، وقد حذفتها من الأولى، وثبتتها فى الترجمتين التاليتين لها، ثم حذفتها فى ترجمتها لعم 1984. وأضافتها ترجمة Menge، وترجمة Schlachter 1951
                            أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية، فمنهم من حذفها، ومنهم من أضافها وعلق فى الهامش عليها، ومنهم من أضافها ولم يُعلق عليها:
                            أضافتها: AMP, وقالت فى هامشها إن بعض المخطوطات تضيف هذه العبارة.
                            وحذفتها: Basic, CEV, ESV, HCSB, MSG, NASB, NIRV, NIV eng, NIV UK., NLT, NRSV, RSV, TNIV,
                            وعلى ذلك فليبحث النصارى عن دليل آخر يستنتجون منه ألوهية يسوع غير هذه الفقرة المحرفة، ولن أطعن فى باقى الإنجيل أو الكتاب كله. فيكفينا أن أهل الكتاب نفسه حذفوا هذه الفقرة واعتبروها دخيلة على النص الإلهى.
                            (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) (15) الكهف
                            ZZZ

                            ومازال الأنبا شنودة فى ص45 يستشهد بهرطقة اسطفانوس وبقول يسوع للص اليوم تكون معى فى الفردوس، كدليل على أن يسوع لا يتواجد فقط فى السماء الثالثة، التى أسماها الفردوس، بل له سلطان أن يقبل روح اسطفانوس وأن يدخل اللص الفردوس معه. وكنا قد أثبتنا أن يسوع لم يكن فى ذلك اليوم فى الفردوس بل فى الجحيم.
                            وفى ص46 يُشير إلى سلطانه العظيم بأن أعطى الرسل مفاتيح السماء. متسائلا (من له سلطان أن يسلم مفاتيح السماوات للبشر، ويعطيهم سلطانًا أن يحلوا ويربطوا فيها سوى الله؟) متى 18: 18 (18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.)
                            إن النص قبل مناقشته يستوقفنا فيه العديد من النقاط:
                            أى تلاميذ من هؤلاء تقصدون، فلم تتفقوا فى الاثنى عشر؟
                            قد اتفق كل من متى ومرقس اتفاق تام على أسماء الإثنى عشر تلميذاً وهم: متى 10: 2-4 (2وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَََوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.)
                            وقد زاد عليهم لوقا يهوذا أخو يعقوب وسمعان الغيور.
                            وحذف لباوس (تداوس) وسمعان القانونى.
                            أما يوحنا فلم يذكر برتولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى ولباوس (تداوس) وسمعان القانونى وسمعان الغيور. وتفرَّدَ بذكر شخصاً يُدعى يهوذا ليس الإسخريوطى (14: 22) ونثنائيل.
                            فمن هم هؤلاء التلاميذ الذين أوكل إليهم يسوع الحل والربط على الأرض نيابة عن الله تعالى، ولم يترك للرب إلا الموافقة على كل ما يفعلونه دون أن يرجع أحد إليه!! وكيف يعطى يعوذا الشيطان الخائن هذه الميزة، فقد كان من ضمن الاثنى عشر؟ إن يسوع بهذا القول جعل التلاميذ قادة للأمة، فهل صفات التلاميذ تؤهلهم للقيام بهذا العمل الربانى؟ لا.
                            فقد قال لبطرس: متى 16: 23 (23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».)
                            ولم يفهموا مثل الزوان: متى 13: 36 (36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ».)
                            يوحنا 8: 27 (27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ.)
                            يوحنا 10: 6 (6هَذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ.)
                            ووصفهم بقلة الإيمان: متى 8: 26(فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟»)
                            ووصفتهم الأناجيل بأنهم مثل أفراد عصابة تتنازع على الزعامة، ويحقد بعضهم على بعض: مرقس 10: 41-44 (41وَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ ابْتَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ أَجْلِ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. 42فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 43فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً 44وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً.)
                            ولم يهتموا لسماعهم عن موته وفراقهم له ، بل تنازعوا على الزعامة: لوقا 22: 21-26 (21وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ». 23فَابْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟». 24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ. 25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. 26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.)
                            كما وصف بطرس أيضاً بقلة الإيمان: متى 14: 31 (31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟»)
                            وأقر بطرس أنه والتلاميذ لا يفهمونه: متى 15: 15-16 (15فَقَالَ بُطْرُسُ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ». 16فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟)
                            مرقس 6: 52 (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.)
                            وتضجَّر منهم ووصفهم بالإلتواء وعدم الإيمان: متى 17: 16-21 (16وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ». 17فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ الْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!» 18فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. 19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».)
                            وإذا كان هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، ولم يتمكنوا من إخراجه ، فهم إذًا لم يكونوا من المصليين الصائمين!!
                            ولو كان عندهم أقل القليل من الإيمان لأخرجوا الشياطين.
                            ووعدوه بنصرته ، وتخلوا عنه كلهم: متى 26: 35 (35قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ.)، متى 26: 56 (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.)
                            بل لقد أقسم بطرس كذباً أنه لا يعرف معلمه (إلهه؟) ، وتركه متى 26: 69-74 (69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» .. )
                            كما تركه التلميذ الذى كان يحبه وقت القبض عليه (؟) وهرب (صحيح أن الإنجيل يقول بعد ذلك أن بطرس أدخل يوحنا وظل مع المصلوب أثناء عملية الصلب ، لكنى أرى الإستخفاف بالعقول فى هذه الحكاية: فهل يُعقل أن من ترك إزاره وهرب من قوم أن يرجع إليهم مرة أخرى ، وهم يعرفونه حق المعرفة ، حيث كان التلاميذ يرافقونه فى كل وقت وحين ، وكان يسهُل التعرف عليه جيداً؟): مرقس 14: 50-52 (50فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا. 51وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ 52فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.)
                            حتى مع علمهم باقتراب القبض على إلههم (؟) وأنه سوف يُصلَب ، ولن يروه مرة أخرى على الأرض ، إلا أن الأناجيل تصفهم بالتخاذل وعدم الإكتراث ، فقد ناموا وتركوا إلههم (؟) يبكى ، يصلى ، يتضرع إلى إلهه أن ينقذه ، طالباً منهم أن يقفوا بجواره ليشجعوه وليهونوا عليه الأحداث العصيبة القادمة ، راجياً إياهم أن يصلوا هم أيضاً ، لكى ينقذهم الله من الفتنة القادمة ، لكن هيهات هيهات:
                            مرقس14: 32-41 (32وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ اسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». 33ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ.34فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! امْكُثُوا هُنَا وَاسْهَرُوا». 35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ: «يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». 37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 38اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 39وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. 40ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. 41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ!)
                            بل نام بطرس نفسه الذى انتقاه يسوع مع يعقوب ويوحنا عندما ذهب للصلاة: مرقس 14: 37 (37ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟)
                            لقد تخلى عنه بطرس وأنكره وأقسم كاذباً أنه لا يعرفه ، على الرغم من قول يسوع عنه: متى 16: 18-19 (أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ.)
                            ووصفتهم أيضاً بأنهم غليظى القلوب: مرقس 6: 52 (52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.)
                            ثم ما حاجة الإله أن يربط ويحل البشر فى ملكوته وهو مازال إله هذا العالم؟
                            وما حاجته أن يحل ويربط البشر فى ملكوته، وإدارة هذا الملكوت تحتاج لإله حكيم، عليم، عادل، رحيم؟ فهل صفات الحكمة والعلم أو حتى الرحمة والعدل من الصفات التى تمتع بها التلاميذ؟
                            وهل معنى أن ما يحلونه أو يربطونه على الأرض توافق السماء عليه أنهم يملون إرادتهم على الرب؟
                            وإذا كان الرب قد قرر أن بنى آدم خطَّاء، فكيف يعطيهم إدارة هذا الملكوت فى أيديهم؟
                            وإذا كانوا يؤمنون أن الأنبياء غير معصومين من الخطأ وكبائر الذنوب، فما بالكم بمن هم دون الأنبياء؟ الجامعة 7: 20 (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.)، ملوك الأول 8: 46 (... لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ)
                            وإذا كان الرب نفسه قد فشل فى انتقاء عبيده من الأنبياء: فمنهم من كفر به وعبد الأوثان، ومنهم من زنى بمحارمه، ومنهم من زنى بجارته، ومنهم الديوث الذى قدم زوجته لقمة سائغة لفراش فرعون. فكيف للرب أن ينتقى من ينوب عنه على الأرض، بعدما أظهر جهلاً فى معرفة ما سيؤول إليه حالهم فى المستقبل؟
                            وهل سبق ووافقت السماء من قبل على ما حله نبى أو ربطه على الأرض؟ لا. فقد نزل الرب بنفسه من السماء ليقتل ابن نبيه موسى u، لأنه لم يختنه: خروج 4: 21-25 (21وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «عِنْدَمَا تَذْهَبُ لِتَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ انْظُرْ جَمِيعَ الْعَجَائِبِ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِي يَدِكَ وَاصْنَعْهَا قُدَّامَ فِرْعَوْنَ. وَلَكِنِّي أُشَدِّدُ قَلْبَهُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ. 22فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ. 23فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ». 24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي».)
                            ولم يوافق شاول على مخالفته أوامره، فقد أمره أن يقتل كل الحيوانات، ورأى شاول أن يستبق الجيدة، وقامت قائمة الرب وانتقم منه: صموئيل الأول15: 3-11 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ... 8وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ. 9وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحُمْلاَنِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ, وَلَمْ يَرْضُوا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ: 11«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي»)
                            ولماذا أنزل ناموس وكتاب وشريعة، إذا كان صاحب الحل والعقد هم التلاميذ؟ وعلى أى شريعة سيديرون هذا الملكوت؟ فهل ترك التلاميذ شريعة غير التى جاء بها موسى واتبعها يسوع وتلاميذه؟
                            ولماذا تتبعون 14 رسالة نسبت لبولس، ورفضتم ما كتبه الاثنى عشر من أناجيل ورسائل؟
                            وهل استبدل الرب بذلك ناموسه وشريعته وكتابه بآراء التلاميذ، ووافق موافقة مبدئية على كل ما يرونه؟ ألا يعتبر هذا نسخ من الرب لشريعته وكتابه؟
                            إن يسوع كان يعمل مشيئة الآب، ويرضيه فى كل أعماله، ولم ينطق من نفسه كلمة واحدة غير التى قالها له الآب. فأين دليل يسوع على أن الرب أعطاه هذا الأمر؟ وهل يمكنكم أن تؤيدوا هذا من كتب موسى أو الأنبياء؟
                            وهل من المنطق أن يعطى يسوع الحل والربط فى ملكوت الله لأحد ما وهو لا يملكه من الأساس؟
                            وهل من المنطق أن يعطى الرب الحل والعقد فى ملكوته لأناس يعلم أنهم سيعيشون زمنًا يسيرًا، ثم يموتون دون أن يكون لهم يتركوا تعاليم أو أناجيل أو رسائل يُرجع إليها وقت الحاجة؟ أم ترى عزيزى القارىء أن هذا النص وضع ليقوى مركز الكنيسة فى التحليل والتحريم وبيع صكوك الغفران؟
                            وهل هذا دليل على ألوهيته؟ ألم يقل الشيطان نفسه ذلك ليسوع من قبل؟ متى 4: 8-9 (8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».) فلماذا لا تؤلهون الشيطان لأنه قال ذلك لإلهكم؟ بل الأقرب للعقل أن تؤلهوا الشيطان لأنه فرض سلطانه وقوته على يسوع فاختطفه إلى الصحراء، واعتقله بها أربعين يومًا!!
                            وكيف يتفق هذا النص مع ما طالبهم به من إظهار أعمالهم الحسنة لتكون نورًا للعالم؟ إن أعمالهم الحسنة هى حسنة فقط لأنها تتفق مع مشيئة الله تعالى وتتفق مع أوامره. متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)
                            وكيف يترك يسوع التلاميذ يفعلون ما يشاؤون، فى الوقت الذى كان هو نفسه، (وهو الإله عندكم) تابعًا للناموس والأنبياء، وينفذ مشيئة الله تعالى الذى أرسله، أى لا يفعل ما يشاء، بل ما يريده الله إلهه وإله التلاميذ؟
                            ولماذا حاكم التلاميذ بطرس إذًا على دعوته لأحد الأمميين والأكل معه، إذا كان هو من أصحاب الحل والعقد فى هذا الملكوت؟
                            ولماذا حاكم التلاميذ بولس على تعاليمه الخارجة عن الناموس وأرسلوا من يصحح عقيدته الفاسدة، ودافعوا عن الناموس وتعاليم يسوع؟
                            هل من المنطق أن يضع يسوع (كإله كما تعتقدون) نبى الله إبراهيم (أبى الأنبياء) موضع الذم، وأنه لم يبلغ ما أمره الله به، ويتهم كل من سبقه من الأنبياء بالسرقة، فى الوقت الذى يمتدح فيه تلاميذه ويُطلق أيديهم فى الحل والربط؟
                            يوحنا 10: 8 (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.)
                            يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.)
                            كيف يبشر يسوع باقتراب مجىء ملكوت الله، ويكون هذا هو أساس دعوته، وسبب مجيئه، فى الوقت الذى يلغى فيه الرب وملكوته، ويتحول فيه الملكوت إلى ملكوت التلاميذ؟
                            ولماذا كان التلاميذ يصلون فى المعبد، ويلتزمون بالتواجد به، ويتبعون شريعة موسى u، لو كانوا سمعوا هذا من يسوع؟
                            وما حاجتكم حاليًا ليسوع؟ إن ما تحتاجون أن ترجوه اليوم وتبتغون مرضاته هم التلاميذ أنفسهم، وبالتالى فهم أحق بالتأليه من يسوع. إن يسوع بهذا القول قد ألغى نفسه (كإله كما تعتقدون)، وحكم أن التلاميذ أجدر منه فى إدارة شئون الكون. وطالما أن باباوات الكنيسة يدعون أنهم ورثة الكرسى من بطرس أو مرقس، فقد ورثوا أنفسهم بذلك مكانة بطرس فى الحل والعقد، والغفران والحرمان، بل منهم من يسجد لهم داخل الكنيسة.
                            ولكن: هل لو قال يسوع هذا بالفعل، فهل يعنى هذا أن هذا الحق ينتقل إلى البابا والقساوسة؟
                            إن يسوع نفسه لم يتمتع بهذا الوضع، فقد كان غير راغب فى أن يمسكه اليهود ويقتلونه، وصلى لله، وتضرع له، ودعاه أن يُذهب عنه كأس الموت، وعلى الرغم من ذلك تركه يُصلب، حتى ناداه على الصليب يائسًا، صارخًا قائلا: متى 27: 46 (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)). فكيف يكون وضع التلاميذ أفضل وأعلى من وضع من تؤلهونه أو حتى نبيهم؟
                            إننا نرفض جملة وتفصيلا هذا الكلام، بناءً على أقوال يسوع نفسه، فقد أقر أنه لا يمكن أن يكون تلميذ أفضل من معلمه، ولا عبد أفضل من سيده، ولا رسول من راسله: متى 10: 24-25 (24«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ.)
                            يوحنا 13و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
                            إنهم يؤمنون أن يسوع أعطى التلاميذ مفاتيح السماوات. ومعنى ذلك أن السماوات لها أبواب تُغلق، ولا تُفتح إلا بإذن. فمن الذى فتح للشيطان ليدخل ويحضر إجتماع الرب مع ملائكته (ملوك الأول 22: 19-22)؟ لا أعتقد أن يفعل ذلك ملاك أو جندى من جنود الله، وإلا لحكمنا على الرب بالفشل فى معرفة سرائر خلقه، ولأدى هذا إلى سحب الألوهية منه. ولن يتبق إلا امتلاك الشيطان نفسه لنسخة من هذه المفاتيح. فأى فضل للتلاميذ على الشيطان؟
                            وعلى ذلك لم يعط يسوع التلاميذ الحل والربط على الأرض، ولا مفاتيح السماوات، إن كان لها أبواب ومفاتيح من الأساس. وبالتالى يسقط ما يستدلون به على ألوهية يسوع مرة أخرى بعد مرات عديدة سبقت.
                            ZZZ

                            تعليق


                            • #29
                              هل يسجد ليسوع كل من فى السماء ومن على الأرض؟
                              يواصل الأنبا شنودة ص46 استنتاجه لألوهية يسوع فيقول (ومن سلطان المسيح فى السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية) ويستشهد بقول فيليبى 2: 9، ولكننى سأضع الفقرة كاملة. فيليبى 2: 6-11 (6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. 9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ 10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.)
                              المتتبع للفقرة يقرأ فيها أن يسوع خُلق على صورة الرب مثله مثل آدم وحواء وكل البشر: تكوين 1: 27 (27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.)، وأن قولهم إن يسوع أطاع حتى الموت، فالله حى أبدى لا يموت: تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
                              إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                              دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                              تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ)
                              وأن الله تعالى هو الذى رفعه، وهو الذى أعطاه اسمًا، ويتمجَّد الله تعالى بالتسبيح والتهليل وذكر اسمه، وإذا رأى الناس الأعمال الصالحة للمؤمنين العاملين بكتاب الله، وأوامره.
                              أما أن تجثو كل ركبة ليسوع، فهذا غريب على عقول البشر، إذا لا يسجد العاقل لعبد، بل يسجد للرب خالق هذا العبد وولى نعمائه. والنص يقول إن يسوع أطاع الله حتى مات (وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ).
                              كذلك فإن النص لا يقول أن كل ركبة ستجثو ليسوع، بل يقول إنه باسم يسوع أى بناءً على تعاليمه ستجثو كل ركبة (مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ)، وأن يسوع نفسه هو رب أى (معلم) للحق الذى سمعه من الله، ليتمجد الله تعالى عن طريقه. ومن المعلوم عندهم أن الله تعالى يتمجد بالأعمال الصالحة: متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                              وفى الحقيقة هذا نص غريب ويتناقض مع باقى نصوص الكتاب التى نطق بها يسوع بلسانه. فقد أقر أنه رسول لله تعالى، لا يعمل إلا مشيئته، ولا يبتغى إلا مرضاته: يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                              يوحنا 4: 34 (... طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                              يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                              وأن الله أرسله إلى بنى إسرائيل: متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                              وعلى ذلك فهو غير معروف لباقى الأمم، بل منع تلاميذه أن يذهبوا للأمم أو حتى للسامريين، فكيف يتبع دعوته كل من فى الأرض أو فى السماء: متى 10: 5-7 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
                              ناهيك أن يسوع نفسه فشل فى هداية خاصته وأهل بيته، فهل كان يحدوه الأمل بعد هذا الفشل الذريع أن يؤمن به باقى الخلق؟ يوحنا 7: 5 (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.)، يوحنا 1: 11 (11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.)
                              وسيكون فى الآخرة خاضعًا لإرادة الله تعالى مثل ما كان خاضعًا لإرادته ومشيئته فى الدنيا، مثل باقى عبيد الله وعباده: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                              وسنذكر مرة أخرى أن الرسائل التى تُنسب لبولس مجهولة المصدر، ولم يكتب بولس إلا بضعة أسطر فقط. وعلى ذلك فهذه الرسائل كتبها شخص أو هيئة ما ونسبوها لبولس.
                              يؤكد يوسابيوس القيصرى أكبر مؤرخى الكنيسة أن بولس لم يكتب الرسائل الأربعة عشر المنسوبة إليه، ناقلاً ذلك عن أوريجانوس. فيقول: ”أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
                              وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجانوس يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                              بل إنه لم يكتب شيئًا على الإطلاق، لأنه كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ما أثبتناه من اعترافه هو نفسه فى كورنثوس الثانية 11: 6 (6وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيّاً فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.)
                              فأى النصوص نصدق؟ هل نصدق قول يسوع فى نفسه وفى إلهه؟ أم نصدق أقوال مجهولة المصدر تحكى عن يسوع؟
                              ZZZ
                              كهنوته إلى الأبد:
                              ثم يستشهد بقول من الرسالة إلى العبرانيين مجهولة الكاتب على ألوهية يسوع، وذلك ص46: عبرانيين 7: 23-26 (23وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، 24وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. 25فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. 26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ)
                              يقول الرب فى سفر العدد 3: 10 (وَتُوَكِّلُ هَارُونَ وَبَنِيهِ فَيَحْرُسُونَ كَهَنُوتَهُمْ. وَالأَجْنَبِيُّ الذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ.)
                              ثم إذا كان يسوع رئيسًا للكهنة، فهو إذًا ليس من نسل داود، بل من نسل هارون، من سبط لاوى، وعلى ذلك يصدق القرآن الكريم فى مناداة مريم بابنة عمران وأخت هارون مؤكدًا السلالة التى انحدرت منها مريم وعيسى u.
                              ومع ذلك فالنص يتكلم عن المسِّيِّا وأن ملكوته سيبقى إلى الأبد، لأنه ليس خالدًا إلا الله تعالى، ومن المعلوم عندهم أن يسوع قد مات، وهذا بمفرده ينفى عنه الألوهية. أما تسمية يسوع رئيس كهنة، فهذا ينفى عنه الألوهية، لأن رئيس الكهنة هو خادم لله فى بيت الله.
                              وعلى ذلك تصدق الترجمة الكاثوليكية فى ترجمة كلمة (فتاك) التى تحبذها ترجمة الفاندايك إلى كلمة (عبدك)، والتصريح بأن يسوع هو عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه، ) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 4: 30 (30باسِطًا يدَكَ لِيَجرِيَ الشِّفاءُ والآياتُ والأَعاجيبُ بِاسمِ عَبدِكَ القُدُّوسِ يَسوع)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              أعمال الرسل 4: 27 (27تحالَفَ حَقًّا في هذهِ المَدينةِ هِيرودُس وبُنْطيوس بيلاطُس والوَثَنِيُّونَ وشُعوبُ إِسرائيلَ على عَبدِكَ القُدُّوسِ يسوعَ الَّذي مَسَحتَه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              ثم كيف يكون إلهًا أعلى من السماوات وهو عبد خاضع لربه فى الآخرة؟
                              كيف يكون إلهًا أعلى من السماوات وهو ينادى إلهه ويصرخ إليه متسائلا لماذا تركه يُصلب؟
                              كيف يكون إلهًا وهو لم يعش إلا ليسترضى إلهه ويعمل مشيئته؟
                              كيف يكون إلهًا وهو سيصعد إلى إلهه؟ فكم إله تعبدون؟
                              ZZZ
                              هل يسوع هو الأول والآخر، الألف والياء؟
                              وفى ص47 يذكر صفة من صفات الله تعالى من سفر أشعياء 44: 6، 48: 12-13 و43: 10، أنه هو الأول والآخر، ولم يوجد إله قبله، ولن يصوَّر إله بعده:
                              إشعياء 44: 6 (أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي.)
                              إشعياء 48: 12-13 (12«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ 13وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعاً.)
                              إشعياء 43: 10 (10أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.)
                              &Ucirc; هل كان يسوع هو الأول والآخر؟ أليس الأول لا بداية له، والآخر لا نهاية له؟
                              فقد كان ليسوع بداية فى زريبة الأبقار، ونهاية على الصليب:
                              متى 1: 1 (1كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ)
                              متى 1: 25 (25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ)
                              متى 2: 1 (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ )
                              لوقا 1: 31 (31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.)
                              لوقا 2: 7 (7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)
                              والمولود مخلوق:
                              كولوسى 1: 15 (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)
                              رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
                              وعلى الرغم من ذلك فإن الكتاب يشهد أن ملكى صادق كان قبل يسوع وليس له نهاية، ويستحق على فهمكم التأليه أكثر من يسوع: عبرانيين 7: 1-3 (1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.)
                              يُضاف إلى ذلك أن يسوع لم يدع يومًا ما أنه هو الأول والآخر، وهو أو أنتم فى حل عن كل ما قيل عنه بعد رفعه. وقد جاء هذا فى حلم نسبتموه ليوحنا.
                              تكررت هذه العبارة أربع مرات فى سفر الرؤيا: الرؤيا 1: 8؛ الرؤيا 1: 11؛ الرؤيا 21: 6؛ الرؤيا 22: 13؛ وقد ذكرت فى سفر إشعياء 48: 12 للتدليل على خلود الله تعالى وأزليته. ومن ثم يستشهد بها النصارى كدليل على ألوهية يسوع.
                              إشعياء 48: 12-13 (12«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ 13وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعاً.)
                              بداية نشير إلى إعلام الله تعالى ليعقوب ولكل خلقه أنه هو الإله الخالق، الأول والآخر، والذى بيده مقاليد السماوات والأرض. فهل أعلن يسوع جموع الناس بذلك؟ أم خشى أن يقتله عبيده أو يُفسد الشيطان خطته فى خلاص البشرية؟
                              رؤيا 1: 8-11 (8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 9أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ وَشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ. كُنْتُ فِي الْجَزِيرَةِ الَّتِي تُدْعَى بَطْمُسَ مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَمِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 10كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتاً عَظِيماً كَصَوْتِ بُوقٍ 11قَائِلاً: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا
                              وإذا كان يسوع قد أعلن عن هذا فى رؤيا ليوحنا، فهل تقوم شهادة على صحة عقيدة برؤيا لم يرها ولم يرويها إلا يوحنا بمفرده؟هل تُعتمد شهادة يوحنا بمفرده؟ألم ينفى ويشدد يسوع على أن شهادته وحدها لا تكفى، وأنه لا تقم شهادة إلا على فم اثنين أو أكثر؟ثم ما هى دلائل نبوة يوحنا حتى نعتبره نبيًا أوحى الله إليه؟ثم لماذا ترك الرب كل كتاب الرسائل والأناجيل وأوحى إلى يوحنا بالذات، وهو آخر كتاب كتابكم؟يوحنا 5: 31-32 (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.)
                              ثم إن يوحنا كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، فهل نسى الرب الذى أوحى هذا الكلام؟ أم يستخف بنا كاتب هذه الرسالة التى نسبت ليوحنا؟أعمال الرسل 4: 13 (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ)
                              والأغرب من ذلك أنه يتكلم عن ملكوت يسوع، بينما كان يسوع نفسه يبشر باقتراب ملكوت الله، وأنبأ اليهود أن ملكوتهم على وشك النهاية، وأن صاحب الملكوت القادم ليس من نسل داود، وأن الخلاص سيأتى من خارج اليهود: متى 21: 42-44 (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».)
                              يوحنا 4: 22 (لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.)
                              ويحتج بعض المسيحيين البسطاء بأن قول سفر الرؤيا «أنا الأول والآخر» يشير إلى اسمين من أسماء الله تعالى، ويعتقدون أن يسوع بذلك قد أقر أنه هو الله. ولن نفعل أكثر من قراءة أول الإصحاح إلى الفقرة المستشهد بها: رؤيا يوحنا 1: 1-8 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،... 6وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. 8أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.)
                              نلاحظ أولا أنه لم يَدَّع يسوع مطلقًا أنه هو الأول أو الآخر، بل نسب هذا الكلام له بعد رفعه بعشرات من السنين، فى حلم نسبتموه ليوحنا. كما نلاحظ هنا ثلاثة أطراف فى الحديث: الله المعطى، ويسوع المعطَى له إعلان الله، ثم الملاك المرسل إلى يوحنا. ثم إذا انتقلنا للفقرة الثامنة للاحظنا أن قائل مقولة (أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ) هو الله الأزلى والقادر على كل شىء. وقد سقنا من قبل اعترافات يسوع أنه ليس بقادر على كل شىء، وأنه لا يعمل إلا ما يمليه الله عليه لإرضائه، وهذا فى حد ذاته يكفى لنقض مزاعمهم فى تفسير هذه الفقرة.
                              ويقول تفسير JFB: "عبارة "الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ" محذوفة في جميع المخطوطات الأقدم. وقد وجدت في الفولجاتا والنسخة القبطية. فربما قام النساخ بإقحامها بعد اقتباسها من (رؤ 21: 6)."
                              وتشهد ترجمة The NET BIBLE في تعليقها على (أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ: رؤ 1: 8) أن اللفظة "الياء" إضافة ثانية دخيلة على النص. أى أن الأصل يقول "أنا الألف" ولا وجود لكلمة "الياء".
                              وقد تكررت هذه العبارة للمرة الثانية فى رؤيا يوحنا 1: 11، إلا أن الكثير من التراجم تحذفها. فترجمة الفاندايك تذكرها قائلة: (10كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتاً عَظِيماً كَصَوْتِ بُوقٍ 11قَائِلاً: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ. وَالَّذِي تَرَاهُ اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا:)
                              إلا أن الترجمة الكاثوليكية اليسوعية قد حذفتها: (فسَمِعتُ خَلْفي صَوتًا جَهيرًا كَصَوتِ البوقِ11 يَقول: ((ما تَراه فأكتُبْه في كِتابٍ وأبعَثْ بِه إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في أَفَسسُ وإِزْمير وبَرغامُس وتِياطيرة وسَرْديس وفيلَدِلْفِيَة واللاَّذِقِيَّة )).) وكذلك حذفتها الترجمة العربية المشتركة، ولم تشر فى هامشها إلى هذا الحذف.
                              كما حذفتها الترجمة البولسية: (يَقول: "أُكتُبْ ما تراهُ في سِفْرٍ، وابعَثْ بِهِ الى الكنائسِ السَّبعْ، الىأَفسُسَ، وإِزْميرَ، وبِرْغامُسَ، وثِياتيرةَ، وسَرْديسَ، وفِيلَدِلْفِيَّةَ،واللاَّذِقيَّة".)
                              وحذفتها ترجمة كتاب الحياة: (يَقُولُ: «دَوِّنْ مَا تَرَاهُ فِي كِتَابٍ، وَابْعَثْ بِهِ إِلَى الْكَنَائِسِالسَّبْعِ: فِي أَفَسُسَ، وَسِمِيرْنَا، وَبَرْغَامُسَ، وَثِيَاتِيرَا،وَسَارْدِسَ، وَفِيلاَدَلْفِيَا، وَلاَوُدِكِيَّةَ».)
                              يقول المفسر آدم كلارك:
                              "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ: هذه العبارة كلها محذوفة في مخطوطات ABC (السكندرية والفاتيكانية والأفرامية) ومضافة فى السينائية بدون أدوات تعريف ومن 31 مخطوطة أخرى، وقد حذفتها بعض النسخ والنسخة السريانية والقبطية والإثيوبية والأرامية والسلافية والفولجاتا،وحذفها العلماءArethas وAndreas وPrimasius وGriesbach من النص تمامًا." .. لذلك فهي فقرة مدسوسة ومكذوبة على المسيح. ومن ثم حذفتها الكثير من الترجمات الحديثة. مثل DARBY, ESV, RSV, NRSV, NIV, NASB, Luther1984, Luther1912, Schlachter1951 على الرغم من أن ترجمة لوثر1545 كانت تكتبها فى ترجمتها.
                              وتكررت هذه الفقرة للمرة الثالثة فى رؤيا يوحنا 21: 6، وكان المتكلم أيضًا هو ملاك الرب من السماء، الذى يبلغ رسالة الرب الجالس على العرش، (5وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ، فَإِنَّ هَذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ». 6ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً.
                              مع الأخذ فى الاعتبار أن الجالس على العرش فى نفس السفر هو الخروف: رؤيا يوحنا 7: 17 (17لأَنَّ الْخَروفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».)
                              وهذا الخروف عندهم هو رب الأرباب وملك الملوك: رؤيا يوحنا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».)
                              وإذا كان يسوع يعتبر أن الإنسان أفضل من الخروف، وذلك بقوله: متى 12: 12 (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!)
                              فلا يمكن أن يكون الخروف هو رب الأرباب، وذلك بناءً على قوله: يوحنا 15: 20 (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.)
                              وبناءً على قوله: يوحنا 13 و16 (13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) الأمر الذى ينفى عنه وعن الخروف الألوهية!
                              ولا يجوز أن يكون لله بداية، لأنه أزلى، وهى من صفاته الأصيلة، ولا أن يكون له نهاية أو هو النهاية: حبقوق 1: 12 (12أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ ...)
                              مزمور 90: 2 (... مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ.)
                              مزمور 106: 48 (48مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ)
                              أخبار الأول 16: 36 (36مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ ...)
                              أعمال الرسل 15: 18 (18مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ.)
                              وبما أن يسوع كانت له بداية فى زريبة للحيوانات سبقته فى الوجود مع الملايين من البشر والحيوانات، وكانت نهايته مهانًا مصلوبًا ملعونًا، فهو إذًا ليس الرب سبحانه! لوقا 2: 7 (7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.)
                              رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
                              كولوسى 1: 15 (15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.)
                              وبالتالى فهذه النصوص الواضحة التأويل تنفى ما تستنتجوه من ألوهية نفاها يسوع عن نفسه.
                              وإن كان للخروف أو يسوع أو حتى الرب بداية ونهاية، فإن ملكى صادق يستحق التأليه عنه، لأن صفاته تتفق مع جزء من صفات الله الحق: عبرانيين 7: 1 (3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. ...)
                              وتكررت هذه الصيغة للمرة الرابعة فى رؤيا يوحنا 22: 8-16 (8وَأَنَا يُوحَنَّا الَّذِي كَانَ يَنْظُرُ وَيَسْمَعُ هَذَا. وَحِينَ سَمِعْتُ وَنَظَرْتُ، خَرَرْتُ لأَسْجُدَ أَمَامَ رِجْلَيِ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُرِينِي هَذَا. 9فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هَذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ لِلَّهِ». ... 13أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ». 14طُوبَى لِلَّذِينَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ يَكُونَ سُلْطَانُهُمْ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَدْخُلُوا مِنَ الأَبْوَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ، 15لأَنَّ خَارِجاً الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِباً. 16«أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».)
                              وهنا يُفاجئنا النص أن المسيح هو الملاك المتكلم، وهنا نقف وقفة متأنية لتحليل النص:
                              1- إن يوحنا قال فى رؤياه 1: 6 إن يسوع سيجعلهم ملوكًا وكهنة لله أبيه: (مُلُوكاً وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ)، الذى له السلطان والمجد إلى أبد الآبدين. وأبوه تعنى إلهه، كما جاءت على لسان يسوع نفسه للمجدلية: يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) ومعنى ذلك أن يوحنا كان لا يعتبر يسوع إلهًا، ولا يساويه بالله تعالى!
                              2- إن القارىء المدقق لبداية الإصحاح يجد يوحنا يفرق فى رؤياه بين الله تعالى ويسوع، فيقول: رؤيا 1: 1-2 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، 2الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ.)
                              فنراه يقرر أن هذا الإعلان أعطاه الله تعالى ليسوع، ولا يمكن أن يكون العاطى والمعطى له نفس الشخص، وإلا لاتهمنا يوحنا بالخبل، أو بالتدليس والضحك على مستمعيه وقرائه، كما شهد يوحنا نفسه بكلمة الله، وبشهادة يسوع، والواو تعنى المغايرة.
                              3- إن يوحنا الذى كتب هذا الكلام شهد فى الإنجيل المنسوب إليه أن الله تعالى ليس يسوع، ولا يُمكن أن يراه أحد، كما يقول الناموس وكتب العهد القديم. وأكد على أن يسوع الذى هو فى حضن الآب هو الذى أخبر بهذا، فلو يسوع والآب واحد، فكيف يكون الابن فى حُضن الآب، وهما نفس الشخص؟ ومن غير المعقول أن يقول شيئًا فى الإنجيل المنسوب إليه، ويُخالفه فى تسجيل رؤياه: يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.)
                              وأكدت على هذا الكلام من قبله الرسائل تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
                              وهو ما عبر عنه يوحنا بقوله: يوحنا 3: 24 (24اَللَّهُ رُوحٌ....)
                              وهو الذى أكد أن كل من ولد من امرأة أى من جسد فهو جسد مولود: يوحنا 3: 6 (6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.)
                              وأكد لوقا على بشريته فقال: لوقا 24: 39 (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ)
                              وقال يسوع نفسه بشهادة يوحنا إنه إنسان: يوحنا 8: 40 (... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                              وتكلم رب السماوات والأرض قائلاً: إرمياء 32: 17 (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟)
                              إن يوحنا يؤمن أن الله تعالى قادر على كل شىء: رؤيا يوحنا 4: 8 («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».)
                              رؤيا يوحنا 11: 7 (نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ)
                              يوحنا 5: 19 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.)
                              كما يؤمن بضعف يسوع، ويعلم أنه ليس بقادر إلا على الشىء الذى يساعده الله فيه، ويعطيه إياه، وأنه لا يستطيع أن يعمل شيئًا من نفسه: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
                              وتؤيد باقى الأناجيل أقوال يسوع هذه: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
                              متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
                              وأن الله هو الذى يرشده ويعلمه (بفرض أنه الابن): يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
                              يوحنا 5: 36 (....... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
                              يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
                              يوحنا 17: 4 (... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                              يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                              كل هذا قاله يوحنا، وهذه هى عقيدته فى يسوع أنه رسول من عند الله، وشهد بذلك تلميذه بطرس: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                              بل إن الخلود فى الجنة عند يسوع هو الإقرار بشهادة التوحيد أنه لا إله إلا الله، وأن يسوع رسول الله، وهذا سجله يوحنا نفسه: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                              ولا يمكننى أن أتخيل إنسان عاقل يقرأ فى كتابه أن الله تعالى لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات، وأنه يسكن السماوات، ثم يعتقد أن الرب تجسد فى صورة طفل رضيع تكبره البقرة التى ولد بجواره، ويكبره الخروف الذى ينام ملتصقًا به، فى الوقت الذى يعتقد فيه أن الله تعالى يكبر كل مخلوق: ملوك الأول 8: 27 (27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …)
                              ولن أقول لكم إلا ما قاله يسوع وسجله إنجيل متى: متى 23: 9 (9وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                              4- رفض الملاك (= يسوع) أن يسجد له يوحنا وأقر أن السجود لله، وأنه عبد مثله ومثل باقى الأنبياء. فقال له: («انْظُرْ لاَ تَفْعَلْ! لأَنِّي عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الأَنْبِيَاءِ، وَالَّذِينَ يَحْفَظُونَ أَقْوَالَ هَذَا الْكِتَابِ. اسْجُدْ لِلَّهِ».)
                              ونكرر مرة أخرى أن الخلود فى الجنة يتوقف على شهادة التوحيد وأنه عبد الله ورسوله: يوحنا 17: 3-4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                              وبالتالى يثبت تحريف القول المنسوب ليسوع أنه هو الأول والآخر، لكونه ليس بأزلى، ولكونه عبد لله الأزلى ورسوله. لكن النسخة السكندرية تقولها إنه هو "الابن البكر الأول والأخير"، وكما قالت التفاسير إن "الأول" اسم النبي المنتظر في الدين اليهودي.
                              5- يُنسب إلى يسوع قوله فى رؤيا 1: 17-18 (17فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ. 18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ.)
                              فلو كان المتكلم هو يسوع الذى هو الآب والابن والروح القدس فأنتم تؤمنون بإله رابع أحيا يسوع من الموت. لأن الله تعالى حى لا يموت، ومن يمت فهو كائن مخلوق، وليس بإله.
                              ناهيك عن أنه خاضع فى الآخرة لهذا الإله: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                              6- أما قوله عن نفسه إنه هو (كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ) فهذا ينفى عنه الألوهية تمامًا، ويلحق به جهله بالعهد القديم. فهل يعقل أن يكون يسوع هو الله الذى أوحى بالعهد القديم ولا يعرف أنه كوكب الصبح المنير صفة للشيطان؟ إشعياء 14: 12 (12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟)
                              7- لو هو أصل ذرية داود لكانت كل ذرية داود آلهة!! ولكان سبق له التجسد من قبل، لينتج لداود ذرية. ثم لك أن تتخيل أن ذرية الرب يخرج منها الزانى والكافر، أى نطفة فاسدة إن جاز التعبير.
                              8- لو كان هو أصل ذرية داود، ما كان كتاب الأناجيل فى حاجة أن يزوجوا مريم من يوسف النجار، ليكون داودى بتربية يوسف له، ويطمسوا معجزة الولادة دون وجود رجل فى حياة مريم!!
                              9- النقطة الأهم من ذلك والتى تثبت التحريف دون أدنى تردد هى قول يسوع عن نفسه (أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ.) فكيف يكون أزليًا وهو أصل ذرية داود الذى تولى الحكم حوالى عام 1010 ق.م.؟ تيموثاوس الثانية 2: 8 (8اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي)
                              ثم كيف يكون هو أصل ذرية داود والأناجيل تصرح أن يسوع جاء من نسل داود، بل من نطفة داود ومنيه: (الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ) رومية 1: 3 ، وأصلها (الذى جاء من منى أو نُطفة داود) كما جاءت فى العديد من التراجم الأجنبية:
                              وسوف أسرد لك بعض التراجم التى تؤكد هذه الترجمة على النت ومواقعها تسهيلا على الباحث، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لم تجرؤ ترجمة عربية على ترجمة الفقرة هكذا (الذى جاء من منى أو نُطفة داود) كما جاءت فى العديد من التراجم الأجنبية:
                              über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen (Eig. geworden) ist dem Fleische nach
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1871_...
                              über seinen Sohn, (der aus dem Samen Davids gekommen ist dem Fleische nach,
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_elberfelder_1905_...
                              ونفس ترجمة Elberfelder الألمانية التى أبقت على هذه الترجمة الحرفية فى طبعاتها عام 1871 وعام 1905 ، ووافقته ترجمة Luther لعام 1945، وترجمة Schlachter لعام 1951 .
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=10
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=ge rman_schlachter_1951_u...
                              إلا أن ترجمة Elberfelder غيرتها فى طبعاتها الحديثة إلى (الذى جاء من نسل داود) بدلاً من (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، وطبعًا السبب معروف.
                              über seinen Sohn, der aus der Nachkommenschaft Davids gekommen ist dem Fleische nach
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=54
                              أما بالنسبة للتراجم الإنجليزية، فكان شأنها شأن التراجم الألمانية، فمنها من أقر قول أصول نص الكتاب: (الذى جاء من منى أو نُطفة داود)، ومنهم من غيرها إلى من نسل داود:
                              concerning his Son, who was born of the seed of David according to the flesh, (ASV)
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=as v&Book=45N&from_chap=1...
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=16
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=do uay_rheims_ucs2&Book=4...
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=48
                              http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=50
                              http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=webster
                              http://www.unboundbible.org/index.cfm?method=searchResults.doSearch&version=we b&Book=45N&from_chap=1...
                              http://www.biblegateway.com/passage/?search=ROM%201&interface=print&version=53
                              http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?RMR+1&nomb&nomo&nomd&bi=ylt
                              وحتى لا يشك إنسان أن السبب فى هذه اللخبطة هم المترجمون ، فأنا أؤكد لهم أن السبب فى هذا التشويش هو أن اللفظة اليونانية هى كلمة (الحيوان المنوى)، لذلك تحايلوا على ترجمتها ، فمنهم من آثر الحق، ولو على ما يؤمن به.
                              ومن النسخ اليونانية التى جاءت فيها عبارة (من نطفة داود)

                              περιτουυιουαυτουτουγενομενουεκσπερματοςδαυιδκατασαρκα
                              ConcerninghisSonJesusChristourLordwhichwas madeofthe seedof Davidaccordingto the flesh

                              περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

                              περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαβιδ κατα σαρκα

                              περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυειδ κατα σαρκα

                              περι του υιου αυτου του γενομενου εκ σπερματος δαυιδ κατα σαρκα

                              وهى تعنى أيضًا منى الرجل والزرع والنسل الفعلى الذى يأتى من زواج الرجل بالمرأة ومعاشرتها معاشرة الأزواج ، ومثل هذا أتى فى متى 22: 24-25، ولقد جاءت 44 مرة فى العهد الجديد فى 41 جملة ، وهى تحت رقم 4690:
                              4690. sperma (sper'-mah) from speiro; something sown, i.e. seed (including the male "sperm"); by implication, offspring; specially, a remnant (figuratively, as if kept over for planting)
                              وتجدها فى موقع: http://scripturetext.com/romans/1-3.htm
                              ومن موقع آخر للمخطوطات اليونانية تجد الكلمة اليونانية والترجمة الإنجليزية بجوارها ، ونطقها اليونانى تحتها:
                              http://www.scripture4all.org/OnlineInterlinear/NTpdf/rom1.pdf
                              ويمكنك فى البحث فى معانيها فى هذا الموقع:
                              http://www.blueletterbible.org/cgi-bin/words.pl?book=Rom&chapter=1&verse=3&strongs=4690&p age=
                              ولطالما كان يسوع من نسل داود فهو ليس الله، لأن الله لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. أى ليس له نسل.
                              أضف إلى ذلك أن ملكى صادق قال عنه الكتاب إنه كان قبل يسوع وليس له نهاية، ويستحق على فهمكم التأليه أكثر من يسوع: عبرانيين 7: 1-3 (1لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ.)
                              ويتبقى لنا سؤال هام حول سفر رؤيا يوحنا المستشهد به فى هذه النقطة: هل من الممكن أن يكون هذا السفر شاهد أو دليل على ألوهية يسوع؟ وهل يستشهد الرب على ألوهيته برؤيا لم يرها غير شخص واحد وليس معه من شاهد آخر يصدق على شهادته؟
                              ألستم معى أننا لو أخذنا هذا السفر مأخذ الجد، لكان هذا دليل على ألوهية الخروف ولا علاقة ليسوع بالخروف، لأنه هو الراعى الصالح؟
                              ومن أدلة إلاهية الخروف فى هذا السفر:
                              فها هو الخروف يتوسط عرش الرب: رؤيا يوحنا 5: 6 (6وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.)
                              وها هو الخروف يجلس على عرش الرب، وله صفات البركة والكرامة والمجد والسلطان مثل إله يسوع الذى كان يتعبد له: رؤيا يوحنا 5: 13 (13وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: «لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ».)
                              متى 6: 13 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. ..... 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
                              وها هى كل الأمم وكل الشعوب تقف أمام الخروف الذى يتوسط عرش الرب: رؤيا يوحنا 5: 9-10 (9بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ 10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِللْخَرُوفِ».)
                              رؤيا يوحنا 7: 17 (17لأَنَّ الْخَروفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».)
                              وها هو يوحنا يقر فى رؤياه أن الخروف هو رب الأرباب وملك الملوك: رؤيا يوحنا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».)
                              ولا يمكن أن يكون هذا الخروف الإله يسوع، لأن يسوع نفسه هو راعى الخراف:يوحنا 10: 11-14 (11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. .... 14أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي)
                              وعلى ذلك يكون الأنبا شنودة قد استشهد بنصوص لا وجود لها فى أصول كتابه، كما أن وجودها يحدث تنافر مع فهم باقى النصوص التى دونها يوحنا أو باقى كتبة الكتاب، ولا تصلح كدليل لتأليه يسوع.
                              ZZZ

                              تعليق


                              • #30
                                هل كون يسوع ربًا تجعله الله المعبود بحق؟
                                وفى ص51-59 يستنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع من قول الناس ليسوع كلمة رب أو يا رب فى مواقف مختلفة. فهو يرى أن رب أو الرب اسم من أسماء الله ويستشهد على ذلك بفقرات من العهد القديم. فكانت هذه بدايته، وستكون أيضًا بدايتنا.
                                هل الرب اسم من أسماء الله؟ أو بمعنى آخر: هل الرب اسم علم للذات الإلهية؟
                                لا. إن كلمة رب مثل كلمة إله، لها مفرد وجمع ومؤنث، فنقول ربة أو أرباب. والدليل على ذلك من كتابهم وليس من اللغة فقط، أى الرب لا بد أن يكون له اسمًا: تكوين 16: 13 (13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي».)
                                وعلى ذلك فكلمة الرب هى الذات الإلهية المعبودة بحق عند المؤمنين أو بغير حق عند الكفار، وليست اسمًا علمًا على هذه الذات. وذلك لأن أصلها نكرة، وهو (رب)، واسم العلم لا يُنكَّر. وقد استخدمها القرآن بالتنكير إشارة إلى معبودات الكفار:
                                {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران
                                {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} (80) سورة آل عمران
                                {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة
                                {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (39) يوسف
                                أضف إلى ذلك أن اسم العلم لا يُعرَّف، فلا يُضاف إليه الألف واللام، ولا يُضاف إليه ضمائر الملكية، وكلمة رب أو إله تُعرَّف بكل الطرق، فيُضاف إليها الألف واللام، وتُعرَّف بالإضافة، ويُضاف إليها ضمائر الملكية لتعريفها. فنقول الرب، ورب العالمين، وربك، وربى، وربنا، وربكم.
                                ولكنها قد تدل بالتعريف على الله الخالق البارىء العليم والحكيم، فهو رب العالمين، رب كل شىء ومليكه.
                                وقد تدل على الرِّبى أو الربانيين، الذين استحفظوا على كتاب الله وتعليمه فى المعبد.
                                والكتاب الذى يقدسونه يعرف هذا الفرق أيضًا. فقد أطلق على الله تعالى اسم رب الجنود، والرب إلهى، ومخلصى. كما أطلق على الآلهة الوثنية أيضًا كلمة رب، فقال: رؤيا يوحنا 17: 14 (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».)
                                ومن أيسر الفقرات الإنجيلية لتوضيح هذا المعنى ما قاله يسوع فى متى 22: 41-46 (41وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: 42«مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: 44قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ 45فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» 46فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً.)
                                فقد سماه داود ربًا على التنكير أى سيدًا، أى إنه ليس من نسله. وعرَّف الرب لتشير إلى الله تعالى. وهى تعنى أن الله قال للمسِّيِّا: اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك. دليل على نصرة الله تعالى لمسيحه أى لنبيه الخاتم. وبالطبع أنتم لا تؤمنون بانتصار يسوع على بنى إسرائيل، بل قبضوا عليه، ثم انتزعوا منه أغلى ما يملك وهى كرامته وروحه. وعلى ذلك فهو ليس المسِّيِّا الابن.
                                ولن نتعرض لاستخدام الكلمة بمعنى رب البيت أو رب الأسرة أو رب السبت أو أرباب الحرف، لأن المعنى مفهوم وهو بعيد عن التأليه، وهى كلها تدور فى فلك كلمة سيد أو مربى. لكن هناك معنى هام جدًا لن يخبركم به أحد رجال الكنيسة، وهو موجود فى كتابكم الذى تقدسونه، وهو الرِّبِّى أى معلم الكتاب والشريعة. وبهذا اللقب نودى يسوع، وعرفه الناس والتلاميذ: يوحنا 1: 38 (38فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟»)
                                يوحنا 20: 16 (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.)
                                وهذا الرِّبى قد يكون نبيًا، كما هو الحال مع يسوع. وكما عرفه تلاميذه وجموع الناس والمرضى الذين شفاهم بإذن الله، وأعداؤه من اليهود. وكنا قد ذكرنا العديد من الأمثلة، لكنه لا يوجد مانع من ذكر مثال لكل حالة مرة أخرى"
                                1- يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
                                2- متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
                                3- يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
                                4- يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
                                5- لوقا 24: 19 (فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
                                6- أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                                7- وقول يسوع: لوقا 13: 33 (لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ.)
                                8- وقوله عن نفسه أيضًا إنه رسول الله إلى بنى إسرائيل: يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                                متى 15: 24 (24فَأَجَابَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
                                يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                                يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                                وبالطبع يخفون هذه الحقيقة لأنها توقعهم فى عدة مشاكل:
                                1- تثبت أنه ليس بإله، وأن معنى ربى هو معلمى، وهو الذى أخفاه الأنبا شنودة، كما لو كان لا يعلمها، فلم يشر إليه لا من قريب ولا من بعيد. وهذا يهدم عقيدتهم فى تأليه يسوع كليةً.
                                2- تثبت صحة القرآن وهيمنته على ما جاء بالكتاب الذى ينسبونه لله تعالى. فمعلم الشريعة أو الكاهن فى المعبد لا بد أن يكون هارونى، وليس داودى. وعلى ذلك فمريم هى ابنة عمران وأخت هارون من ناحية النسب.
                                3- لا علاقة لمريم بيوسف النجار، فهى قد كانت منذورة لله تعالى، والذين كتبوا هذا الكلام لا يعرفون يسوع، لا من قريب ولا من بعيد، وكتبوا هذه الرواية بعد رفع يسوع بعدة سنوات ونسيان الناس معجزة ولادته، وترقيعًا لما ظنه أعداء يسوع، إن لم يكونوا هم أنفسهم أعداؤه، ومحوًا لهذه المعجزة التى تؤيد رسالته.
                                4- تثبت أن عيسى u ما كان بدعًا من الرسل، فقد كان أحد رسل الله العظام، وأن لب دينه يقوم على التوحيد وشهادة التوحيد، وهذا ما أثبته عيسى u نفسه فى كتابكم. لكن مثل هذه الأقوال يتم تجنبها تمامًا. فهل قرأ أحدكم قولا للأنبا شنودة أو غيره ينطق بنبوة عيسى u سواء على لسانه أو على لسان أحد التلاميذ أو على لسان أحد المرضى الذين شفاهم بإذن الله، أو على لسان أحد أعدائه؟ يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                                5- تثبت صحة كلام يسوع فى نفيه أن يكون المسِّيِّا من نسل داود، وتؤيد الرأى القائل بأن من كتب هذه الأناجيل وتلك الرسائل هم أعداء يسوع من اليهود، الذين كذبوا على الله وادعوا أن الملكوت باق فيهم، وأن المسِّيِّا سيكون داودى، وللأسف صدقوا كذبتهم وفضحهم يسوع ونفى هذا الزعم، وأعلمهم أن بنى الملكوت سيقذفون إلى الخارج: متى 8: 12 (12وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ.). وسينزعه الله منهم نزعًا، الأمر الذى يدل على تشبثهم به، وسيعطيه لأمة أخرى تعمل أثماره: متى 21: 43 (43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.)، وعلمه التلاميذ تمام العلم، لذلك قال لهم: مرقس 4: 11 (قَدْ أُعْطِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا سِرَّ مَلَكُوتِ اللَّهِ.)
                                ومن الفقرات التى تجمع الله والرب فى جملة واحدة، تثبت فيها الألوهية لله تعالى وحده، وتثبت العبودية للرب أو الربى أو المعلم، الفقرات الآتية:
                                فنجد أن الله تعالى هو إله الرب يسوع:
                                متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
                                أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
                                بطرس الأولى 1: 3 (3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ،)
                                كورنثوس الثانية 11: 31 (31اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ.)
                                تيموثاوس الأولى 2: 5 (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ)
                                يوحنا 20: 17 (17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                                ونجد أن الرب يسوع يصلى ويتضرع لله إلهه ويدعوه:
                                لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
                                لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
                                لوقا 22: 41-44 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
                                الرب يسوع إنسان وله شبيه، والله ليس بإنسان، وليس له شبيه:
                                أخبارالأيام الأولى 17: 20 (يَا رَبُّ لَيْسَ مِثْلُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ)
                                إشعياء 40: 18 (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ)
                                إشعياء 46: 5 (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟)
                                عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. ...)
                                أيوب 9: 32 (32لأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ إِنْسَاناً مِثْلِي ...)
                                حزقيال 28: 9 (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟)
                                هوشع 11: 9 (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.)
                                وأن الله هو الذى أعطى الرب كل ما قاله أوفعله:
                                يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                                يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                                يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                                يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. ...)
                                رؤيا يوحنا 1: 1 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا)
                                أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
                                وأن يسوع بداية خلق الله:
                                رؤيا يوحنا 3: 14 (بَدَاءَةُ خَلِيقَةِ اللهِ.)
                                وأن الرب يسوع أى المعلم مات وأحياه الله الحى الذى لا يموت:
                                يوحنا 19: 30 (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
                                رومية 10: 9 (9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.)
                                عبرانيين 13: 20 (20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ،)
                                وهو ما تترجمه الترجمة الكاثوليكية اليسوعية بكلمة (عبده):
                                أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                                أفسس 1: 20 (20الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،)
                                تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
                                إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                                دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                                تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،)
                                وأن الله أعطى للرب السلطان والمجد والكرامة، ودعا الرب الله أن يمجده، كما كان هو يمجد الله فى الدنيا:
                                يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
                                يوحنا 17: 4-5 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
                                بطرس الأولى 1: 21 (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ.)
                                بطرس الثانية 1: 17 (17لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، ..)
                                أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                                فيليبى 2: 10-11 (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.)
                                متى 28: 18 (18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
                                لوقا 10: 22 (22وَالْتَفَتَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي. ..)
                                يوحنا 8: 28 (28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
                                ويُغفر للمجدفين على ابن الإنسان، الذى يعتبرونه يسوع، لكن لا يُغفر للمجدفين على الروح القدس الذى يعتبرونه الله نفسه:
                                لوقا 12: 10 (10وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.)
                                الرب يخضع لله فى الدنيا ويقع فى الآخرة تحت دينونته:
                                يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                                يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                                يوحنا 8: 29 (... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ)
                                يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.)
                                عبرانيين 12: 23 (.... وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، ...)
                                رومية 3: 6 (6حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟)
                                مرقس 11: 25-26 (25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ».) وتكررت فى متى 16: 14
                                تسالونيك الثانية 1: 5 (5بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ)
                                تيموثاوس الثانية 4: 8 (8وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، ......)
                                كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                                الرب جالس عن يمين الله:
                                متى 26: 64 (.... مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».)
                                كولوسى 3: 1 (1فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ.)
                                وعلى ذلك فإن النصوص الثابتة تثبت وتؤكد أن يسوع غير الله، وأنه خاضع لله خالقه يوم القيامة. وعلى ذلك يجب أن تُفهم باقى النصوص فى ضوء النصوص الثابتة المحكمة، وإلا لحكمنا على نصوص الكتاب بالتضارب، وتعدد عقائد الكتاب.
                                فعندما يقول يسوع للناس: متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21 ، يُفهم منها أن ليس كل من يعترف به كمعلم ونبى يدخل الملكوت، فإن هذا الملكوت أعده الله تعالى للذين يؤمنون به وبرسوله، ويتبعون تعاليمه، التى هى إرادة الله، التى كان يسوع خاضعًا لها: يوحنا 4: 34 (طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                                وقال: يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                                يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
                                وفى الآخرة عندما يقول له الناس إنهم عملوا الصالحات باسمه، سيرد عليهم أمام حضرة الله تعالى، وهو خاضعًا له، حيث سيكون النبى شاهدًا فقط على أمته بما علمهم، ويقول لهم إنه لم يعرفهم بالمرة، فهم ليسوا أتباعه، ولا متبعى تعاليمه، فيطردهم من أمام وجهه، واصفًا إياهم بفاعلى الإثم.
                                متى 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!
                                كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                                وعلى ذلك فإن التعميد أو السجود باسم يسوع فهو من الآثام، وليس من أدلة ألوهية يسوع: فيليبى 2: 11 (10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ)
                                ZZZ

                                لنا إله واحد ورب واحد:
                                علمنا أن رب تعنى سيد ومعلم الشريعة عند بنى إسرائيل، لذلك أصبح من ألقاب يسوع الرب يسوع أى المعلم يسوع.
                                وكنا قد تعودنا على اقتصاص الأنبا شنودة للنصوص من سياقها ليستنتج ما يحلو له، ففى ص53 يستدل على ألوهية يسوع (فى مجال الخلق) فيقول: (فقال الرسول «ورب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء ونحن به» (1كو 8: 6).)
                                وها هو النص كاملا الذى يفرق فيه كاتبه بين الله تعالى ويسوع. فيقول إننا لنا إله واحد، الذى منه جميع الأشياء، أى الذى خلق كل شىء، ونحن عائدون إليه، ومعلم واحد هو يسوع، الذى نأخذ علمنا منه، ولن ندخل الجنة إلا به: كورنثوس الأولى 8: 6 (6لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.)
                                والأغرب من ذلك أن يعتمد الأنبا شنودة على قول توما عندما رأى يسوع: يوحنا 20: 26-28 (26وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: «سلاَمٌ لَكُمْ». 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». 28أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي».)
                                إن قول توما يعنى التعجب والدهشة، مثل قولنا يا ألله، يا ربى، ويا إلهى. ولا نعنى بذلك تأليه ما نراه سواء أكان بشرًا أم جمادًا. ولا ننسى أن يسوع قد قال لهم مسبقًا بوقوع الشك فى قلوبهم تجاهه متى 26: 31 (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ...)، وعلى ذلك فشك توما تحقيقًا لنبوءة يسوع، وتصديقه لهذا الأمر فيه تعجب شديد مما حدث ورآه، ومما سمعه من معلمه من قبل ولم يصدقه.
                                لكن أليس من الغريب أن يصدق قول توما، ولا يعطى أدنى اعتبار لقول يسوع إنه سيصعد إلى إلهه؟ ففى نفس الإصحاح نادته مريم المجدلية بكلمة ربونى التى تعنى يا معلمى، وقال يسوع لها إنه سيصعد إلى إلهه وإله التلاميذ: يوحنا 20: 16-17 (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
                                ثم أقر بعدها للتلاميذ أنه كان رسول الله تعالى إليهم: يوحنا 20: 21 (21فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا».)
                                فهل قرأ الأنبا شنودة جملة توما، ولم ير ما قاله يسوع؟
                                أليس من الغريب أن يستنتج من الجمل التى يُؤول مفهومها إلى أكثر من مدلول واحد، ويترك العبارات الصريحة الواضحة على لسان يسوع نفسه؟
                                ZZZ

                                صلب رب المجد دليل ألوهيته:
                                أما استشهاده بقول كورنثوس الأولى 2: 8 (لما صلبوا رب المجد)، فناهيك عن إنهم لم يصلبوا يسوع، ولم يتمكنوا منه، كما قلنا من قبل إنه وقف يتحداهم (يوحنا 8: 21-29) وأعلن لهم أنه سيكون فوق، بينما هم يبحثون عنه فى الأسفل. كما صلى وتضرع إلى الله تعالى أن يُذهب عنه كأس الموت، وسمع الله لدعائه واستجابه لأجل تقواه (عبرانيين 5: 7)، فإن يسوع أُرسل لإظهار مجد الله تعالى أبى المجد نفسه.
                                فيليبى 2: 11 (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.)
                                أفسس 1: 17 (17كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،)
                                وطالب يسوع تلاميذه بالأعمال الصالحة حتى يظهر مجد الله تعالى فى تعاليمه: متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                                وأن مجد يسوع كان يستمده هو نفسه من الله تعالى: يوحنا 17: 4 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                                أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                                وكان يعلم الناس فى صلاته وصلاتهم لله أن المجد كله لله إلى الأبد: متى 6: 13 (لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ.)
                                وعلى ذلك فإن كلمة رب أو يا رب التى قيلت ليسوع أو عنه، فهى لا تعنى إلا كلمة معلم أو مِستر، التى تُقال للمدرس وتنوب عن اسمه، حتى أصبح يُقال: إن المستر قال كذا وكذا. ونفس الوضع نلمسه مع لقب المهندس، فيقولون الباشمهندس قادم أو أمر بكذا، وخاصة إذا لم يكن هناك أكثر من شخص يُشار إليه.
                                أما إذا كان يقصد برب المجد هنا الله الخالق، فالله الخالق رب العالمين لا يموت، والذى يموت ليس بإله، وإلا لتناقض الكتاب الذى يقدسونه مع نفسه!!
                                تثنية 32: 40 (40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
                                إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. ...)
                                دانيال 6: 26 (... وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
                                تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
                                وعلى ذلك يفشل الأنبا شنودة مرة بعد مرات فى استنتاج ألوهية يسوع!
                                ZZZ

                                ويتكلم الأنبا شنودة ص60-63 عن الإيمان بالله، وربطه بالإيمان بيسوع، ثم ربطه بالإيمان بالابن (المسِّيِّا)، معتبرًا يسوع هو المسِّيِّا الذى هو النبى الخاتم، ومن ثم استنتج أن يسوع هو الله. كيف؟
                                يستشهد ص60 بيوحنا: 14: 1 (أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي.)، ثم يعلق قائلا: (وهكذا جعل الإيمان به مساويًا للإيمان بالآب، بنفس الوضع ونفس الخطورة.)
                                هل من يؤمن بالله ورسوله يجعل الله هو نفسه الرسول؟
                                وهل لو آمنت بعفة السيدة مريم، والقديس فلان، لكانت السيدة مريم هى هذا القديس؟ وهل لو طالبتكم بزيارتى كما زرتم أبى، لكنت أنا نفسى هو أبى؟ ما هذا المنطق؟ هل يقوم الدين على هذه الفبركة التى تسمونها تفسير؟
                                نتأمل فى استشهاده: (أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي)، فلو كان هو الله وآمن الناس به، فلماذا يطالبهم بالإيمان به مرة أخرى؟ أليس هذا دليل قوى على أنه لم يكن الله؟ أليس هذا دليل يصدق ما قاله يسوع مرارًا وتكرارًا أنه رسول الله إليهم؟
                                ويقول أيضًا ص60: (وذلك أنه إن كان الإيمان به يوصل إلى الحياة الأبدية (يو 3: 16)، فإن عدم الإيمان به يؤدى إلى الهلاك.)
                                وهذا بديهى. إن من يؤمن برسول الله، يؤمن بالذى أرسله. والذى يؤمن بالله، يؤمن به وبرسله وبكتبه. وعدم اتباع شرع الله ينفى الإيمان به وبرسوله، الأمر الذى يستتبع الهلاك والعذاب فى الآخرة.
                                يوحنا 13: 20 (...وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
                                يوحنا 12: 44 (44فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي.)
                                وذلك لأن الرسول لا يتكلم من نفسه، ولا يعطى تعليمات خارج نطاق تعليمات الله تعالى له، وهذا ما قاله يسوع: يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
                                لذلك أوجز يسوع بقوله: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) فكيف يجعله هذا إلهًا؟
                                ويقول ص60: (وفى علاقة الإيمان به بالحياة، يقول فى قصة إقامة لعازر من الموت «من آمن بى ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًا وآمن بى، فلن يموت إلى الأبد» (يو 11: 25, 26).)
                                فهل نفهم من ذلك أن كل كاهن مسيحى مات من قبل لم يكن يؤمن بيسوع؟ أم نفهم أن طريق الخلود فى الدنيا هو الإيمان بيسوع؟
                                إن هذا الكلام هو نفس ما قاله يسوع بصورة أوضح فى مجال آخر، فقد قال: يوحنا 5: 24 (24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)، وهو يقصد بذلك أن من يؤمن بالله تعالى، ورسوله الذى أرسله، ويتبع تعاليمه التى جاء بها من عند الله، فسينال الخلود فى الجنة فور موته.
                                وكنا قد تكلمنا عن نقطة إحياء لعازر بإذن الله من قبل، وقلنا إن سؤال يسوع بعدها عن المكان الذى وضعوا فيه الميت، لينفى ألوهيته، وإن تأثره ببكاء مريم وبكاءه ليدل على أنه تأثر بهذا الموقف، والله تعالى لا يتأثر بموقف ما، فهو المحيى والمميت. وفى النهاية رفع يسوع عينيه إلى السماء، معلنًا أنه لا يوجد إله على الأرض، وأن الله الذى فى السماء هو إلهه، الذى قال عنه للمجدلية وتلاميذه إنه سيصعد إلى إلهه وإلههم، وأعلن أمام الكل أنه يطلب من الآب تحقيق هذه المعجزة ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
                                وقد حدَّد يسوع الطريق إلى الحياة الأبدية، فقال: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                                وعلى ذلك فإن استنتاج الأنبا شنودة أن الإيمان بيسوع يؤدى إلى الحياة الأبدية، وأن الكفر به يؤدى إلى الهلاك، فهذا صحيح، ولكن هذا لا يجعله معادلا لله تعالى، بل يؤكد أنه رسول الله.
                                ZZZ


                                له المجد إلى الأبد:
                                وفى ص66-67 يستنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع من عبارة (له المجد إلى الأبد) ويستشهد بإشعياء 6: 3، وهى لا توجد فيه فى الحقيقة، والفقرة الموجودة هى (3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ».)، ولا يوجد تعبير (له المجد إلى الأبد) إلا فى رومية 11: 36، 16: 37. وجاءت وصفًا لله تعالى.
                                لكن ترجمة الفاندايك قد تسبب مشكلة فى فهم هذا النص، لأن المترجم تعمَّد المراوغة لتُفهم الجملة بطريقتين، فقالتها: رومية 16: 37 (للهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) فعبارة (لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ) جاءت مدحًا لله تعالى وليس ليسوع، يؤكد ذلك التراجم التالية:
                                تقول الترجمة العربية المشتركة رومية 16: 37 (المجد لله الحكيم وحده، بيسوع المسيحإلى الأبد. آمين.)
                                وذكرتها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية رومية 16: 37 (لله الحكيم وحده له المجد بيسوع المسيح أبد الدهور. آمين.)
                                وقالت الترجمة البولسية: رومية 16: 37 (لله، الحكيم وحده، المجد بيسوع المسيح الى دهر الدهور! آمين.)
                                وذكرتها ترجمة كتاب الحياة: رومية 16: 37 (المجد لله إلى الأبد، الحكيم وحده، بيسوع المسيح. آمين!)
                                ثم يقول الأنبا شنودة (وهذا المجد الإلهى، لا يعطيه الله لكائن آخر، وهكذا قال فى سفر إشعياء النبى: «8أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. » (إشعياء 42: 8). فإن ثبت أن السيد المسيح كان له هذا المجد، فهذا لا بد يطون دليلا على لاهوته ولا يمكن أن يكون له مجد الآب إلا لو كان هو الله، فالله لا ينافسه غيره فى مجده.)
                                ما هو هذا المجد المقصود؟ وما الفرق بين مجد الله ومجد الناس؟ وما الفرق بين تمجيد الله للناس، وتمجيد الناس لله؟
                                يقول معجم اللاهوت الكتابى مادة (مجد) ما ملخصه إن مجد الإنسان هو وزنه وثقله وأهميته فى الوجود، وتعنى أيضًا ثروته ومكانته الإجتماعية، والقدرة ومدى الإشعاع والتأثير فى الآخرين. وقد ربط الكتاب الذى يقدسونه بين المجد والقيم الأدبية والدينية، واعتبر طاعة الله تفوق كل مجد بشرى (عدد 22: 17-18)
                                وعن مجد الله يقول: إن الله تعالى يُظهر مجده وعظمته وقداسته وعلمه وحكمته وعدله وأسمائه الحسنى بأحكامه وآياته أى معجزاته، ونصر عباده على أعدائهم. وبذلك يصبح مجد الله مرادفًا لخلاصه.
                                وما قد نتفق عليه مبدئيًا أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن يُنسب ليسوع مجد من هذا النوع، فقد كان عبدًا مطيعًا لسيده، وتعاليمه ليست له، بل لله تعالى الذى أرسله، وكان يهرب من اليهود، ويخشى الظهور أمامهم أو بينهم، واعتقله الشيطان أربعين يومًا، وقبض عليه اليهود وأهانوه مع الجند الرومان، من استهزاء وبصق فى وجهه، ثم انتزعوا منه حياته، وكفنوه ووضعوه فى قبر. وبعد قيامته المزعومة ظل هربانًا من اليهود. فأين ومتى كان مجده هذا؟
                                ويتمجَّد الله تعالى بتسبيح العبد له، وبقيامه بتنفيذ أحكامه وطاعته، لذلك يقول الرب فى إشعياء 49: 3 (3وَقَالَ لِي: «أَنْتَ عَبْدِي إِسْرَائِيلُ الَّذِي بِهِ أَتَمَجَّدُ».)
                                وقال يسوع لتلاميذه: متى 5: 16 (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
                                ومجَّد يسوع نفسه الله خالقه بطاعته إياه: يوحنا 4: 34 (......... «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
                                يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
                                يوحنا 17: 3 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
                                لذلك قال يسوع لله تعالى إنه أعطى تعاليم الله التى تلقاها منه للناس، ليكونوا واحدًا مع الله فى تعاليمه: يوحنا 17: 22-23 (22وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.)
                                وكان الناس الذين شفاهم يسوع بإذن الله يمجدون الله، شاكرين إيَّاه على تحقيق المعجزة فيهم، ولطفه ورحمته بهم. متى 9: 7-8 (7فَقَامَ وَمَضَى [الذى كان مفلوجًا] إِلَى بَيْتِهِ. 8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللَّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هَذَا.)
                                متى 15: 31 (31حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ)
                                ويمجِّد الناس بعضهم بالمدح والثناء: متى 6: 2 (2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!)
                                ومجد الله تعالى هو وحده المجد الأبدى، لأنه الوحيد الذى لا يموت. وهذا التسبيح كان ملازمًا لكل عباده المؤمنين فى صلاتهم، ومنهم أيضًا يسوع: متى 6: 13 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. ..... 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
                                والخطيئة تحجب هذا المجد، ويعتبرها الرب بمثابة تنجيس لاسمه، الذى ينادى به هذا الشعب، وكما تقول الرسالة إلى رومية إن التعدى على الناموس هو إهانة للرب: (إشعياء 52: 5، حزقيال 36: 20-22، رومية 2: 23-24)
                                وقال الكتاب إن يسوع أظهر مجد الله بطاعته إياه، وبتعليم الناس كتاب الله، فبه وبكل مؤمن يتمجَّد الله تعالى. فيليبى 2: 6-11 (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.)
                                يوحنا 17: 4 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ)
                                وتمجيد الله تعالى لعبده يكون بحبه، ورعايته، واستجابة دعائه، وإنقاذه من كل سوء. لذلك تقبل الله تعالى دعاء عبده يسوع، وأنقذه من كأس الموت، ومذلة الصلب واللعنة والعار الذى يلحق بالمصلوب: عبرانيين 5: 7 (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،)
                                ونفس الشىء نلمسه فى قول مرثا ليسوع: يوحنا 11: 22 (22لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ».)
                                لذلك نرى تناقضًا بين قول الكتاب بأن الله تعالى مجَّد عبده يسوع، وبين تأليهكم له، وبين قولكم بإهانة يسوع وصلبه، حتى أصبح ملعونًا بوضعه على الصليب: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، وكانَ قد عَزَمَ على تَخلِيَةِ سَبيلِه،) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                                ويفرق يسوع بين مجده الذى أعطاه الله إياه، وبين مجد الله تعالى نفسه، بل يوضح أنه يستمد مجده من الله تعالى، الأعظم منه، والأعظم من الكل، الوحيد الكامل: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
                                يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ...)
                                متى 5: 48 (48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.)
                                يوحنا 8: 54 (54أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ)
                                وتمجيد يسوع لله كما قلنا هو طاعته له، وتنفيذ مهمته التى كلفه الله بها: يوحنا 17: 4-5 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. 5وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.)
                                وهذا المجد الذى كان عند الله قبل خلق العالم، يثبت فقط أزلية الله تعالى وعلمه. فقد كتب الله تعالى كل شىء فى اللوح المحفوظ، وسجل فيه مجد يسوع ومجد كل عبد مؤمن من عباده، ويسأله يسوع أن يُحقق مجده الذى وعده به فى لوحه المحفوظ. وهذا يثبت من جهة أخرى أن يسوع غير الله، فأحدهما يدعوا الآخر أن يستجيب لدعائه.
                                بطرس الأولى 1: 21 (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ.)
                                بطرس الثانية 1: 17 (17لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، ..)
                                أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس ..) الترجمة اليسوعية
                                وتمجيد الله تعالى ليسوع، وتمجيد يسوع له، وطلب يسوع المجد من الله، كل هذه تعبيرات تفيد عبودية يسوع لله تعالى، وأنهما اثنان وليسا واحدًا، كما يزعمون.
                                فيليبى 2: 10-11 (11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.) نعم فيسوع معلم لبنى إسرائيل لإظهار مجد الله تعالى فى جمال وكمال تعاليمه، ونصره لعباده على أعدائهم. وهو نفس ما قاله بطرس الأولى 4: 11 (11إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمين.)
                                وترجمة الفاندايك ركيكة للغاية، وها هى الترجمة الكاثوليكية: (وإِذا تَكلَّمَ أَحَدٌ ، فلْيَكُنْ كَلامُه كَلامَ الله. وإِذا قامَ أَحدٌبِالخِدمَة، فلْتَكُنْ خِدمَته بِالقُوَّةِ الَّتي يَمنَحُها الله، حتَّى يُمَجَّدَاللهُ في كُلِّ شَيءٍ بِيسوعَ المسيح، لَه المَجْدُ والعِزَّةُ أبَدَ الدُّهور. آمين)
                                والذى له (الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.) هو الله، الذى يُطالبكم بطرس أن تقولوا كلامه، وتعملوا بقوته، وذلك حتى يتمجَّد الله نفسه، وذلك عن طريق يسوع وتعاليم الله التى نقلها إلينا.
                                لكن الأنبا شنودة اقتطع الفقرة من السياق ولم يذكر إلا الجزء الذى ظن أنه يخدم أغراضه فى تأليه يسوع، وهو: (لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمين.)
                                يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.) صدقت يا رسول الله وحبيبه!
                                كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                                ZZZ

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 03:34 ص
                                ردود 0
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 11 مار, 2024, 01:39 ص
                                رد 1
                                31 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
                                ردود 2
                                27 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
                                ردود 0
                                104 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
                                ردود 0
                                99 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X