لاهوت يسوع بين الوهم والاستنباط للرد على كتاب لاهوت المسيح

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    هل يسوع هو الصالح القدوس؟
    أما قول الأنبا شنودة عن يسوع إنه الصالح القدوس تمهيدًا ليستنتج بذلك لاهوت يسوع، فيذكره فى الصفحات من 68 إلى 71.
    ويبدأ بعرض أن الكل زاغوا وفسدوا، ولا يوجد إنسان واحد يعمل الصلاح (مزمور 14: 3؛ 53: 3؛ رومية 3: 12)، لكن الله هو الوحيد الصالح. ثم بما أن يسوع قدوس وبلا شر ولا دنس، وبلا خطية، وبرىء. فيكون هو أيضًا صالح. ومن هنا استنتج أن يسوع هو الله.
    المشكلة أن الكتاب الذى يقدسونه لم يتعوَّد على عصمة الأنبياء من الزنى والكذب والفسق. فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7). وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7)، حتى يسوع الذى يؤلهونه جعلوه يأتى من هذه السلالة، التى يستعر منها أى إنسان، يعرف للفضيلة مكانًا وللعفة وزنًا.
    والأغرب من ذلك أنهم يبررون ذلك بأنهم بشر معرضون للخطيئة، مثل باقى البشر. متناسين أن الأنبياء يصطفيهم الله تعالى بناءً على علمه الأزلى، وحكمته المثلى. فكيف لم يعلم الرب أن هؤلاء الأنبياء سيفسدون، وسيكونون أسوأ دعاية لدين الله، بل سيدفعون الناس عن الصد عن دينه وعدم تمجيده؟ وما هى حكمة الرب أن ينتقى شرار الناس ليمثلوه، وتعاليمه على الأرض؟ ولك أن تتخيل أنه بعد أن يدعو نبى مثل سليمان الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، يكفر هو به ويعبد عَشْتُورث وَمَلْكُوم وكموش، فماذا سيفعل الناس الذين آمنوا أولا بدعوته؟ سيكفرون ويتبعونه فى دعوته الجديدة أو يكفرون به وبكل ما جاء به، ويتبع كل منهم هواه. فهل يمكننا أن نقول إن الإله نجح فيما أراده من إرسال هذا النبى؟ هل صدق الناس الرب وعبدوه؟ وهل يليق بنا أن نظن فى الإله الفشل؟ وهل من الكمال أن يفشل الإله القدوس؟ وهل بذلك تمجَّد الرب أم تمجَّد الشيطان الذى عملوا أعماله؟
    لذلك عندما سمعوا أن يسوع لم يُخطىء، وأنه بار، وأنه قدوس، استنتجوا أنه هو الله، على الرغم من أن هذا البار التقى شهد أنه إنسان، وأنه كلمهم بالحق الذى سمعه من الله، وأنه كان يفعل إرادة الذى أرسله، بل إن طعامه أن يعمل مشيئة الله. بالإضافة إلى أنه كان يسجد لله إلهه، وإلهكم، ويتضرع له، ويبتهل إليه أمام الناس، ويدعوا لعبادته ويمجده، ويعظم صفاته، فقال إنه هو الوحيد الكامل، ولا صالح إلا هو، وأن الله أعظم منه، بل أعظم من الكل، وفى النهاية سيكون خاضعًا لإرادة الله مثل باقى عباده، كما كان خاضعًا له فى الدنيا. فكيف يكون هذا الاستنتاج مبنيًا على قواعد فكرية وتحليلية سليمة؟
    والآن أمامنا أن نثبت زيادة فى التأكيد أنه لم يكون يسوع هو الوحيد الذى أطلق عليه لقب قدوس، وأنه لم يكن الوحيد البار، سواء بعد رسالته أم قبلها.
    لقد أطلق الكتاب لقب قديس أو قدوس على الأنبياء، بل وعلى أتباع المسِّيِّا:
    لقد كان المعمدان قدوسًا من بطن أمه، وما ألهه أحد: لوقا1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
    كما بشر الملاك مريم بأن المولود منها سيكون قدوسًا، فلا فرق إذًا بينه وبين المعمدان: لوقا 1: 35 (35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
    وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وهذا شرف لا يناله إلا نبى أو قديس بار: لوقا 1: 41 (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
    وقيلت عن المعمدان وهو صبى، وما ألهه أحد: لوقا 1: 80 (80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.)
    وقيلت للتدليل على نبوة زكريا، وما ألهه أحد: لوقا 1: 67 (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ)
    وامتلأ داود من قبلهم بالروح القدس: مزامير 51: 11 (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.)
    وامتلأ التلاميذ من الروح القدس، وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 3-4 (3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا)
    وها هو الرب نفسه يقول عن كل البشر إنه سيملأهم بالقداسة، ليصبحوا أنبياء قديسين. وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 17-18 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.)
    وسمَّى الرب المسِّيِّا قدوس القدوسين، أى أشرف رسل الله وأعظمهم، وما ألهه أحد: دانيال 9: 24 (24سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِـالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.)
    وهو نفس ما ردده يسوع عنه، فقد أقر أن يوحنا، القدوس من بطن أمه، أعظم من أنجبت البشرية، ولكن آخر رسل الله أعظم منه، وهو إيليا، الذى أنبأ بقرب قدومه بعده: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
    إننا نؤمن أن يسوع كان نبيًا لله تعالى لبنى إسرائيل. ولا يوجد نبى غير بار أو غير صالح. وإلا ما الذى يُجبر الرب فى الاستمرار فى الوحى إليه؟ وعلى الرغم من صلاحه وسلامة سريرته إلا أنه رفض أن ينعته أحد بالمعلم الصالح، ونسب الصلاح كله لله تعالى، أى فرَّق بينه وبين الله ليس فقط فى العظمة أو فى المشيئة بل أيضًا فى الصلاح، الأمر الذى يُخالف قانون إيمانكم، وعقيدتكم، وينفى ألوهيته: متى 19: 16-17 (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».)
    * * *

    لا يوجد بار واحد إلا يسوع:
    أما بشأن ما ارتكن إليه الأنبا شنودة من قول نُسب لبولس من أنه لا يوجد بار واحد غير يسوع، وأن الكل فسد فهذا لم يقل به يسوع ولا الكتاب: رومية 3: 10-12 (10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.)
    والقارىء للنص يجد أنه لم يحدد هؤلاء الجميع المقصودين هنا: فمن هم الجميع الذين فسدوا؟ هل هم قوم كانوا معاصرين لبولس؟ أم هم قوم رفضوا تعاليم بولس وكانوا يحاربونه؟ إن قوله ليس بار ولا واحد لا يشمل بالطبع الأنبياء، ولا التلاميذ، ولا الأتقياء الصالحين. فهناك إذًا استثناء، الأمر الذى يدل على أن الخطية لم يتوارثها كل الناس ، وهذا يهدم النظرية بأكلمها.
    وهل فسد الجميع فعلاً؟ ألم يكن فى هذه الحياة إنسانًا واحدًا أرضى الله ، وكان من الأبرار قبل تجسُّد الإله وموته؟
    وسأترك سفر العبرانيين الذى يُعزى لبولس ليرد على هذا الإستفسار. يقول السفر إن هابيل كان بارًا. عبرانيين 11: 4 (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ)
    وشهد لأخنوخ أيضًا بالإيمان: عبرانيين 11: 5 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)
    وتكلَّم بولس أيضًا عن الأبرار، فقال إن: غلاطية 3: 11 (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا)
    وعرفكم الرب أن الدنيا بها الصالحون الأبرار، والفاسدون الأشرار، على خلاف ما قاله بولس: الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)، فإذا كانت الخطيئة المتوارثة أكبر من أن تُغفر إلا بموت الإله أو ابنه، ما كان الرب ليرضى عنهم:
    1- وها هو الرب يعترف ببر آدم، وأن الحكمة والإستغفار أنقذاه من زلته: الحكمة 10: 1-2 (هي التي حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع)
    2- وسمَّى آدم ابنه: (آدَمَ ابْنِ اللهِ.) لوقا 3: 38 ومن المعروف أن أبناء الله هم الأنبياء، والمؤمنون، والأبرار. لذلك يقول يوحنا: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)، الأمر الذى يدل على أن الله قد غفر له خطيته ، ومحاها من الوجود لصدق توبته.
    وكما قال يوحنا إن أولاد الله هم المؤمنون، الأمر الذى يدل على أن الرب حسبه فى عداد المؤمنين، ولا يكون ذلك إلا إذا كان الله قد تاب عليه: يوحنا 1: 12-13 (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
    3- وتقبَّل قربان هابيل البار: تكوين 4: 1-5 (3وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ 4وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ 5وَلَكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَسَقَطَ وَجْهُهُ.)
    وقد شهد الرب لهابيل بالبر والإيمان: عبرانيين 11: 4 (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!) ، بمعنى أن الله يتقبل من المؤمنين، وبذلك ثبت أن أول جيل يخرج من آدم وحواء كان منهم المؤمن، ومنهم غير ذلك. ولا علاقة لهذا بإثم حواء وآدم، فقد غفره الله لهما قبل نزولهما على الأرض.
    4- وهذا نوح قد أنقذه الله وحماه هو والنفر القليل، الذين آمنوا به: تكوين 6: 7-9 (7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ.وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ)
    5- وكان إبراهيم أبو الأنبياء من الأبرار: تكوين 12: 2-3 (2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».)
    تكوين 14: 19 (19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
    تكوين 18: 18 (18وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟)
    تكوين 22: 16-18 (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».)
    تكوين 24: 1 (1وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.)
    6- كما كانت سارة من الأبرار: تكوين 17: 15-16 (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».)
    9- وبارك الله إسحاق بعد إبراهيم: تكوين 25: 11 (11وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ)
    10- ومنهم هارون الذى صنع العجل وعبد الأوثان (كما تؤمنون)، وتاب الرب عليه وجعل الكهانة فى ذريته (خروج 32: 3 ، خروج 40: 12)
    11- وها هو داود الذى يتهمه الكتاب بالزنى والقتل يتوب الرب عليه، ويُثبت كرسيه للأبد، كما يقول الكتاب: أخبار الأيام الأول 22: 9-10 (9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ, وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ, لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. 10هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً, وَأَنَا لَهُ أَباً وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ.)
    ملوك الأول 11: 13 (13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لاِبْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا].)
    12- وها هو أخنوخ يرفعه الله تعالى، ولم يذقه الموت: تكوين 5: 24 (24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.)
    13- وكذلك أنقذ الله برحمته عبده إيليا لأنه كان من الأبرار: ملوك الثانى 2: 11 (فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ، وأكد سفر العبرانيين ذلك الكلام فقال: عبرانيين 5: 11 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.)
    14- وأقر الرب أن أيوب من الأبرار: أيوب 1: 1 (1كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.)
    15- ويعيد أيوب على مسامع الرب ما قاله له من قبل: أيوب 33: 9 (9قُلْتَ: أَنَا بَرِيءٌ بِلاَ ذَنْبٍ. زَكِيٌّ أَنَا وَلاَ إِثْمَ لِي.)
    16- وها هم أناس من بنى إسرائيل شهد لهم الله بالبر والصلاح: صفنيا 3: 13 (13بَقِيَّةُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَفْعَلُونَ إِثْماً وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِـالْكَذِبِ وَلاَ يُوجَدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِسَانُ غِشٍّ, لأَنَّهُمْ يَرْعُونَ وَيَرْبُضُونَ وَلاَ مُخِيفَ].)
    17- وأقر الكتاب أنه فى الدنيا أبرار صالحين، وأشرار طالحين: الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)
    18- وقال جبرائيل لمريم: لوقا 1: 28 (28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».)
    19- وكان زكريا من الأبرار: لوقا 1: 5-6 (كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.)
    20- وكان المعمدان من الأبرار: مرقس 6: 20 (20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ.)
    وها هو الرب يملأ يوحنا من بطن أمه بالقداسة: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
    21- متى 11: 11 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.)
    إن عيسى u قرر قبل أن يُصلب ويفدى البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها (كما تزعمون) أن المعمدان أعظم من أُنجب من النساء. فكيف يكون هكذا وهو محمَّل بالخطيئة الأولى؟ إن هذا لا يعنى إلا أنه كان من الأبرار، غير المحملين بهذه الخطيئة، الأمر الذى يعنى أيضًا وجود أبرار غيره، لا يحتاجون إلى نزول الإله وصلبه عنهم.
    22- متى 1: 19 (19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.)
    23- (50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً)لوقا 23: 50
    24- لوقا 2: 25 (25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.)
    25- وقصة لعازر تدل على أن إبراهيم كان من الأبرار المنعمين فى الجنة مع لعازر وكل المؤمنين فاعلى الخيرات: لوقا 16: 19-25 (19«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ 21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.)
    26- كذلك الأولاد الذين باركهم يسوع ، وقال لتلاميذه إنهم أبرار أبرياء، ولأن الجنة لمثل هؤلاء الأبرياء، بل طالبهم أن يكونوا أمثالهم. الأمر الذى نفى به عيسى u وجود ما تسمونه الخطيئة المتوارثة: متى 10: 13-16 (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.)
    ولوقا 9: 47-48(47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ 48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيماً»)
    فقد حكم إذًا على الأطفال بالبراءة وأكد خلوهم من فرية الخطيئة الأولى. فأين عقيدة الصلب وسفك الدماء والفداء هنا؟ فأين هذا من قول بولس: عبرانيين 9: 22 (وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!)
    27- وقال للتلاميذ قبل موته: متى 5: 13-16 (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
    فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟
    28- لوقا 15: 7 (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ)
    29- متى 23: 35 (35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.)
    وبغض النظر عن خطأ متى فى اسم زكريا ، فهو زكريا بن يوياداع وليس زكريا بن برخيا (راجع أخبار الأيام الثانى 24: 20-22). فإن هذا اعتراف من عيسى u أنه من هابيل بن آدم إلى زكريا هذا لم يحمل فرد منهم ما يُسمَّى بالخطيئة المتوارثة، وكانوا من الأبرياء ذوى الدماء الزكية. الأمر الذى يدل على رفض ما تسمونه بتوارث إثم الخطيئة الأولى!!
    30- قال يسوع: لوقا 5: 32 (32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) ، الأمر الذى يعنى أنه كان على الأرض الجنسين: الأبرار والخطاة ، ولم يهتم هو إلا بالخطاة، لينقذهم من النار.
    31- وأقر بتوبة رجال نينوى وملكتهم لأنهم أطاعوا نبى الله سليمان، فكانوا من الأبرار: متى 12: 41-42 (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!)
    32- وقال لتلاميذه قبل أن يُصلب ويفدى البشرية كما تعتقدون: يوحنا 15: 3 (3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.)
    33- وشهد لهم أيضًا أن الله يحبهم، والله لا يحب المخطئين. معنى ذلك أن عيسى u شهد لهم بالتقوى والصلاح قبل أن يُصلب: يوحنا 16: 27 (27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.)
    بل إن ما ترونه عن يسوع فى كتابكم ليمتنع عليه لقب قدوس، لأنه أهين، واستهزىء به، والله القدوس لا يُهان، ولا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يموت، لأن قداسته مرتبطة بعدله التام، ولو نام أو مات أو غفل سنة عن عبيده، لما ساتطاع إقامة العدل فى ملكوته.
    ونناقش الآن: هل كان يسوع إنسانًا أو إلهًا كاملا، لم يخطىء كما يقولون؟
    فبما أنه كان إنسانًا، من نطفة داود (رومية 1: 3) فهو كان حاملاً للخطيئة مثل باقى البشر، الأمر الذى يجعل عملية الصلب، والفداء بلا قيمة.
    لذلك يقولون إن مريم هى الإنسانة الوحيدة التى لم تكن حاملة للخطيئة الأولى، وذلك ليكون الخارج منها بلا خطيئة مثلها، ويكون ممهدًا للفداء المزعوم.
    ونحن نقول لهم: أين النص الذى ترتكنون فيه إلى هذا القول؟ لا يوجد!
    ولماذا استثنى الرب مريم فقط دون باقى خلقه؟
    ولطالما أن هناك إمكانية أن يعفو الرب عن شخص ما، يُمكنه ألا يكون حاملاً للخطيئة الأولى ، فهل من العدل أو الرحمة أو المحبة أن يُحمِّل الرب كل عبيده هذا الوزر ويستثنى شخصًا واحدًا؟
    ألست معى أن هذا يقدح فى عدله كإله؟
    ألست معى أن هذا يقدح فى محبته؟
    ألست معى أن هذا يقدح رحمته؟
    ألست معى أن هذا يقدح فى ألوهيته ويتهمه بالتعصُّب الأعمى لشخص دون آخر؟
    * * *

    من أخطاء يسوع كإله عندهم:
    ثم اقرأ أخطاء الرب نفسه، واحكم هل الإله الذى يُخطىء يكون صالحًا لقيادة العالم أو فدائه؟:
    لقد أخطأ الرب فى أنه لم يذكر نصًا واحدًا فى كتابه أنه هو الله، أو أقنوم الابن أو أنه اتحد مع أقنوم الآب وأقنوم الروح القدس، ليفرض عليكم عبادته، وترك الموضوع معلقًا وخاضعًا للإستنتاج!
    لقد أخطأ الرب فى أنه لم يقم الحجة بالدليل والبرهان على برائة أمه وعفتها. وكل ما جاء به هو حلم ليوسف النجار، ورؤية شخصية لمريم دون شهود.
    وأخطأ حين اختار العذراء مريم ليتجسد منها وهى متزوجة من يوسف النجَّار (فالخطوبة فى اليهودية تعنى الزواج)، فعرض سمعتها للقيل والقال، بل وحرم على زوجها مجامعتها. وكان يمكنه أن يتجسَّد من امرأة غير مخطوبة، أو ينزل على الأرض بدون امرأة بالمرة ، حتى لا يحمل تلوثًا بشريًا من خطيئة حواء.
    كما أخطأ تجاه أمه أن ارتفع إلى السماء ، وتركها تبكى حزينة على فراقه؟ ألم يكُ من البر أن يأخذها معه، ولا يتركها تموت وتدفن فى الأرض مثل باقى العبيد؟
    وأخطأ تجاه أمه عندما انتهرها أمام الناس وتبرَّأ منها.
    يوحنا 2: 3-4 (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».)
    متى 12: 46-50 (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
    وأخطأ فى حثه الناس على كره والديهم وأخوتهم ليكونوا تلاميذًا له لوقا 14: 26 (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.)
    وأخطأ فى انتقاء أنبياء لصوص، أو عبدة للأوثان، أو ارتكبوا فاحشة الزنى، أو اقترفوا زنى المحارم. ألا تعتبرون هذا خطًأ من الرب فى انتقاء صفوة عبيده لهداية البشر بعلمه الأزلى؟
    وأخطأ باتفاقه مع الشيطان لإغواء أخاب؟ ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا.21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا)
    وأخطأ بإعطائه فرائض غير صالحة لا يحيون بها: حزقيال 20: 25 (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)
    وأخطأ بلعنه شجرة التين وتجفيفها لأنه لم يجد بها ثمرة؟ مرقس 11: 12-14 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)
    ألم يقتل من أهل بيت شمس 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته؟ صموئيل الأول 6: 19 (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.)
    ألم يُخطىء فى اسم زوج أمه ، فأوحاه إلى متى أنه يوسف ابن يعقوب (متى 1: 16)، وأوحاه إلى لوقا أنه يوسف ابن هالى (لوقا 3: 23)
    كما أخطأ فى اسم جده ابن داود الذى انحدر هو منه كما يدَّعون: هل هو ناثان (لوقا 3: 31) أو سليمان (متى 1: 6)؟
    ولم يكن يعرف جغرافية فلسطين ، فأوحى إلى متى أن القرية التى استقبل فيها المجنونين هى قرية الجرجسيين، وأوحى إلى مرقس أنها قرية الجدريين. ونقول أوحى تنزلاً لما يدعون، لكن هذا يُثبت فى الحقيقة أن كتبة الأناجيل ليسوا من أهل فلسطين، وأنهم كتبوا هذه الكتابات من محض خيالهم وما سمعوه من البعض:
    فى كورة الجرجسيين: متى 8 : 28 (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.)
    فى كورة الجدريين: مرقس 5: 1-2 (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.)
    تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”و هم أهل جرجسة او جرازا، و إليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور. ويذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
    ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
    ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، كما لو كان متى قد ذكرها صحيحة، أو حرف جغرافية بلد، وعلى ذلك يجب أن تكون صحيحة لأن متى هو الذى كتبها هكذا! بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وما علاقة مكان جغرافى بالأمم أو العبرانيين؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذًا لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى حاول تصحيح ما وقع فيه مرقس من أخطاء، لأن مرقس لا يعرف جغرافية فلسطين؟
    والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) عند متى إلى كورة (الجدريين)!!
    كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
    والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الذى من فلسطين وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى يدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت. وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا ، وصححوا المكان عند متَّى!!
    ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
    وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذًا فقد أخطأ متى، وأخطأ مرقس، وأخطأ لوقا، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى الكتاب الذى نسبوه الله ، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
    ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
    ما هذا الذى تقرأه عزيزى الأنبا شنودة؟ إنها أقوال علمائك! فهل أخبرت أتباعك بهذا، أم تكتمت هذا الأمر ، أم لا تعرفه؟
    ولماذا تكتمه الروح القدس عن المؤمنين منكم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على جهل الكُتَّاب وسذاجة الأتباع؟
    ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟
    ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوح إليهم؟
    ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟
    ومن هذا الجزء نعلم أن يسوع كان بشرًا مُخطئًا مثل باقى البشر، حاملاً للخطيئة الأولى ، لأنه مولود من امرأة حاملة هى أيضًا للخطيئة الأولى. وبالتالى لا يصلح لفدائكم من هذه الخطيئة، ولا يصلح أن يكون إلهًا.
    ولو طهَّر الروح القدس مريم قبل حملها، لكان هذا الإله إلهًا ظالمًا، لأنه ظلم البشرية كلها، إذ هو يملك المقدرة على الغفران دون تجسُّد، ومع ذلك لم يغفر إلا لمريم فقط. ومثل هذا لا يصلح أن يكون إلهًا ديَّانًا للبشرية، لأنه لا يعرف العدل، الذى هو صفة أصيلة فى الإله. الأمر الذى ينفى عنه الصلاح والقداسة.
    * * *

    لماذا رفض يسوع أن يدعوه أحد صالح؟
    وبعد استنتاج الأنبا شنودة طرح سؤال ص71 وأجاب عليه، ولا يتعلق الأمر فى إجابته باستنتاج، بل بلىِّ عنق قول يسوع، ليجبره أن يكون إلهًا. فالسؤال يقول لماذا رفض يسوع أن يدعوه الشاب الغنى بقوله أيها المعلم الصالح؟
    إن يسوع كعبد بار نفى عن نفسه الصلاح، ونسبه كله لله تعالى. وهذا دليل على رفضه أن يؤلهه أحد، وتوقيره لله تعالى خالقه وتمجيده له.
    أى إن الناسوت نسب الصلاح للاهوت، ونفاه عن نفسه، الأمر الذى يشير إلى عدم تساويهما فى الصلاح، وبالتالى لا يصلح الناسوت للألوهية. وليس هذا بجديد، فقد قال من قبل إن الله أعظم منه، وأعظم من الكل. ولنرى ماذا كانت إجابة الأنبا شنودة:
    (هو أن اليهود اعتادوا أن ينادوا معلميهم بعبارة أيها المعلم، أو أيها المعلم الصالح، فالسيد المسيح أراد أن يسأل الشاب: هل هذا لقب روتينى تنادينى به كباقى المعلمين. إن كان الأمر هكذا فاعلم أنه ليس أحد صالحًا إلا الله وحده. فهل تؤمن أنى هذا الإله؟! ولكن السيد المسيح لم يقل إنه غير صالح. بل فى مناسبة أخرى قال أنا هو الراعى الصالح (يو10: 11) كما قال «من منكم يبكتنى على خطية» (يو 8: 46).)
    وفى إجابة الأنبا شنودة عدة أمور:
    1- اعترف أن يسوع كان معلمًا، والمعلم لا يكون إلا هارونى، وليس داودى. الأمر الذى يثبت تحريف كل الفقرات التى يُدعى فيها يسوع بابن داود، ويُكذب النسب المزعوم له فى إنجيلى متى ولوقا.
    2- طالما أنه هارونى، فكذلك كانت أمه مثل نسيبتها أليصابات وزكريا ويحيا، وعلى ذلك ما كان هناك أدنى داعٍ أن يزوجوا مريم من يوسف هذا، الذى يدعوا زواجها منه لينال يسوع اللقب الداودى، فقط بإشراف يوسف على تربيته.
    3- إن إجابة يسوع تؤكد أنه كان بشرًا سويًا، نفى عن نفسه التأليه، والله تعالى لا ينفى عن نفسه مطلقًا أنه هو الله. لكن الغريب أن يفهم الأنبا شنودة أن نفى يسوع لألوهيته كان تأكيدًا لها!! بمعنى أن الأنبا شنودة يكذب يسوع ويجبره على أن يكون إلهًا!
    4- ليس معنى أنه ينفى عن نفسه الصلاح أو الكمال وينسبه لله تعالى، أنه غير صالح، بل هى عبارة ينفى بها الألوهية عن نفسه، وينسب صفة الصلاح التام لله.
    هذا معتاد نقرأه فى أقوال داود، فهو يُحقِّر نفسه ويستصغرها أمام عطاء الله ونعيمه، ورحمته، ليعظم الله تعالى: مزمور 22: 4-6 (4عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ. 5إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجُوا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزُوا. 6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ.)
    وفى موقف آخر يتضرع أمام الله تعالى وينسب لنفسه الضعف التام أمام قوة الله: مزمور 38: 9-15 (9يَا رَبُّ أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ. 10قَلْبِي خَافِقٌ. قُوَّتِي فَارَقَتْنِي وَنُورُ عَيْنِي أَيْضاً لَيْسَ مَعِي. 11أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً. 12وَطَالِبُو نَفْسِي نَصَبُوا شَرَكاً وَالْمُلْتَمِسُونَ لِيَ الشَّرَّ تَكَلَّمُوا بِالْمَفَاسِدِ وَالْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُونَ بِالْغِشِّ. 13وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ. 14وَأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍ لاَ يَسْمَعُ وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ. 15لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبِرْتُ أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلَهِي.)
    إلا أنه ينسب لنفسه الكمال فى موقف آخر، جمعه مع الخطاة، فكان عليه أن يؤكد لنفسه وللسامعين أنه ليس منهم: مزمور 26: 9-11 (9لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي. 10الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رَشْوَةً. 11أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي.)
    وعلى ذلك فهو بالفعل الراعى الصالح لبنى إسرائيل، وهذا يؤكد أن كل نبى لا بد أن يكون راعيًا صالحًا لقومه، وما قيل عن كفر الأنبياء وفجورهم، لا يجوز، وما نسب ليسوع من سب من سبقه غير صحيح: يوحنا 10: 8 (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.)
    5- أما قوله (من منكم يبكتنى على خطية) فهو دليل على أنه ليس بإله، فهل يسأل الإله عبيده مثل هذا السؤال الذى تشوبه المذلة والصغار، ويضع نفسه موضع التلميذ أمام مدرسه، أو الطفل أمام والده؟ وهل متوقع أن يقوم الإله بخطأ ما؟
    6- أما قول الأنبا شنودة (هل هذا لقب روتينى تنادينى به كباقى المعلمين. إن كان الأمر هكذا فاعلم أنه ليس أحد صالحًا إلا الله وحده. فهل تؤمن أنى هذا الإله؟!) فلا يعنى إلا أن يسوع كان مجنونًا، يرفض الصلاح عن نفسه كإله، لينسب كل الصلاح لنفسه أيضًا كإله!!
    وماذا يعيبه أن يكون اللقب روتينى أم غير ذلك؟ هل لو نودى الطبيب بيا دكتور، فهل من المنطق أن ينفى عن نفسه أنه طبيب، ليؤكد للناس أنه طبيب بالفعل؟!!
    ولو مدح المدرس تلميذه بالذكاء، فهل من الذكاء أن يثبت التلميذ لنفسه الغباء ليؤكد للناس أنه ذكى؟ ما هذا الذى تقوله عزيزى الأنبا شنودة؟
    7- اتهم الأنبا شنودة يسوع باتهام السائل بالروتينية دون دليل، وهذا لا يليق!
    إن يسوع نفى عن نفسه الصلاح، ونسبه كله لله، وهذا لا يعيبه بالمرة، ولا يفهم منه السامعون أنه غير صالح، بل هو دليل صغر صلاحه وتضاؤله أما صلاح الله.
    وهل قال يسوع فى أى موقف من مواقف حياته إنه إله؟ لا. فقد عرفه كل المعاصرين له سواء من أتباعه أم أعدائه أنه نبى.
    متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
    يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
    وها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
    وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولون بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-19 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
    وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ...) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
    وها هو الرجل الذى رد يسوع بصره بإذن الله يعترف أن يسوع نبى: يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
    وليس أدل من قوله إنه رسول الله تعالى، وأن الخلود فى الجنة يتوقف على اعترافكم بالله ربًا، وبيسوع رسولا، واتباع تعاليمه: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
    يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
    إن المتتبع لأقوال يسوع فى الكتاب، يجد أنه نفى أن يكون المسِّيِّا، فأخرص الشياطين، ونهى تلاميذه أن يقولوا عنه إنه المسيح المسِّيِّا، ولم يقل إنه متحد مع الآب والروح القدس، أو إنه أحد أقانيم الإله ثلاثى الأقانيم. فلماذا يصرِّح لهذا الشاب بالذات أنه إله؟ أليس من الغريب أن الأنبا شنودة يفترض ما لم يقله يسوع ولم يدعيه فى أى موقف طوال حياته، ويقيم عليه عقيدته؟
    ZZZ

    تعليق


    • #32
      هل يسوع غفَّار الذنوب؟
      وفى ص72-74 يستعرض الأنبا شنودة أقوال الكتاب التى تؤكد أن الله تعالى وحده هو غفار الذنوب، فاستشهد بهذه الأقوال:
      مزمور 103: 1، 3 (بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ .... 3الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ.)
      مزمور 130: 4 (4لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ.)
      خروج 34: 6-7 (... وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ».)
      إن القول الملحق بهذه الفقرة، التى تقول إن الله لا يبرىء، ويفتقد آثام الآباء فى الأبناء وفى أبناء الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع، فهو مدسوس على هذا الكتاب، ولا يُظهر رحمة الله وعدله، بل يُظهر الرب بمظهر الظالم الغاشم، إذ يُحاسب الإنسان على ما لم يقترفه. كما أنه يتناقض مع الجملة التى سبقته بكل ما تحمله من معانى سامية تعبر عن رحمة الله تعالى ورأفته بالمذنب، لعله يتوب.
      كما أنها تتناقض مع قول الرب نفسه فى حزقيال 18: (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. ... 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.)
      وكان من دعاء يسوع والتلاميذ فى الصلاة طلب المغفرة من الله تعالى، الذى تسمونه الآب. وهذا الآب ليس الابن، كما أثبتنا مرارًا. متى 6: 12 (12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)
      وعلى ذلك فحق غفران الذنوب هو حق للآب وليس للابن. يؤكد ذلك الأنبا شنودة بقوله ص73: (لم تكن مغفرته للناس تعديًا على حقوق الله، ... ولو كان المسيح قد تجاوز حدوده فى هذه المغفرة، واعتدى على حقوق الآب، ما كان يمكنه أن يشفى ذلك المفلوج بعدها ...)
      إن هذا القول ليثبت أن الآب هو الذى بيده المغفرة والشفاء، وليس بيد يسوع شىء من هذا الأمر. وأن كل منهما يتميز عن الآخر بوظائف لا يفعلها إلا هو، وأن بينهما تعاون. الأمر الذى يؤكد أنهما اثنان، ويكذب قانون الإيمان فى ادعائه أنهما واحد.
      واشترط أن غفران الله تعالى يتوقف على غفران العبد لأخيه ما أخطأ به فى حقه: متى 6: 14-15 (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
      وقبل موته المزعوم بلحظات أقر أمام الناس أن الله هو الغفار، وطلب منه أن يغفر لمن أساء إليه: لوقا 23: 34 (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».)
      ويؤمن اليهود أنه لا يغفر الذنوب إلا الله: مرقس 2: 7 (مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟»)
      ونريد هنا أن نقرأ الفقرة كاملة، حيث ورد فيها أن ابن الإنسان له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا. ويعتقد النصارى أن ابن الإنسان هو يسوع. لقد تعجب اليهود أنه قال للرجل الذى كان مريضًا بصيغة المبنى للمجهول إن ذنوبه مغفورة. إنه لم يقل له غفرت لك، بل قال مغفورة. فبأى سلطان قال هذا؟
      مرقس 2: 5-12 (5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟» 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!».)
      لا نختلف مع معطيات كتابهم التى تقرر أن يسوع كان نبيًا لبنى إسرائيل: متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
      وعلى ذلك فإن الله تعالى هو الذى أمره أن يقول هذا، سواء لهذا الشخص بالذات، أو بناءً على معيار محدد من القول أو العمل يُظهر إيمان هذا الشخص، فيبشره يسوع بما أملاه الله عليه. يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
      يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
      وقال أيضًا: يوحنا 17: 4 (......... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
      ونكرر نفس السؤال مرة أخرى: لماذا أحجم يسوع عن التصريح بألوهيته (هذا لو كان إلهًا)، بدلا من أن يتركها للإستنتاج الشخصى؟
      وعلى الرغم من قول الفقرة التى نحن بصدد الحديث عنها، إن يسوع علم ما يفكرون به فى نفوسهم، إلا أن إجابته جاءت غريبة، ولا علاقة لها بما يفكرون فيه. فقال لهم: («لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟)
      ما هذا؟ إن يسوع قد قال للرجل العبارتين بالفعل، فلماذا يُفضِّل اليهود بينهما؟ (5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». ... قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ»)
      وهل هو بذلك قد نفى أو أيَّد أن الله هو غفَّار الذنوب؟ إن السؤال ليس موضع المفاضلة بين قول وآخر، إن الموضوع موضوع تأليه شخص لنفسه، أو إعطاء نفسه حقًا وصفة من صفات الله تعالى.
      وحق الغفران فى الحقيقة كما جاء بنصوص الكتاب هو حق لكل شخص، فقد جاء على لسان يسوع أنه طالب الناس أن يغفر كل منهم للآخر، ليغفر لهم الله. إذًا هناك نوعان من الذنوب: نوع فى حق العباد، وهو بين العبد وأخيه، ونوع آخر هو فى حق الله تعالى. فإن غفرت ما أخطأ فيه أخى إلى، غفر الله لى ما أخطأت فيه فى جانب أخى، أو فى حق الله، إن كانت توبتى توبة نصوحة لا رجعة فيها.
      بل يقول الكتاب إن يسوع قبل أن يُصعد به إلى السماء أعطى لتلاميذه حق غفران الذنوب، وما ألههم أحد. وبذلك لا فضل ليسوع عليهم، فإما تستنتجوا ألوهية الكل أو بشرية الكل: يوحنا 20: 23 (23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».)
      وعلى ذلك يتهافت استنتاج الأنبا شنودة مرة بعد مرات للتدليل على ألوهية يسوع.
      ZZZ

      هل يسوع هو الديَّان؟
      وفى ص75-77 يستنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع بادعائه أنه هو الديَّان.
      ونسأل الأنبا شنودة: هل الديان لا يعرف موعد الساعة؟
      هل الديان جهل المرأة التى لمسته فخرجت منه قوة؟
      هل الديان يتحوَّل إلى حيوان منوى لا يُرى بالعين المجردة ويعيش فى رحم امرأة تسعة أشهر، لا يعلم شيئًا عن خلقه، بل ويستمد علمه فيما بعد من خلقه، إلى أن بلغ سن التمييز؟
      هل الديان ينام ويجهل ما يحدث فى ملكوته؟
      وهل الديَّان ينتقى شرار الناس من الأنبياء ليكونوا حملة لواء دعوته للناس؟
      هل الديان يخضع للشيطان أربعين يومًا يجربه فيها؟
      هل الديان يخضع لتجربة عبد من عبيده؟
      هل الديان يخضع لخالقه يوم القيامة؟
      هل الديَّان لا يملك المغفرة للناس؟ فقد أثبت الأنبا شنودة أنها حق الآب وحده.
      أما الأقوال التى تنسب الدينونة والحساب ليسوع فهى غير منطقية بالمرة، لأن الأناجيل تصرح بأن الدينونة للآب السماوى، الذى كان يصلى له يسوع ويتعبد باسمه. ويكفيك أن تعلم أن يسوع نفى علم الساعة عن نفسه والملائكة، فكيف يكون هو الديَّان ، وهو لا يعلم موعد الساعة؟
      وقول يوحنا 5: 22(22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ) إذا تتبعناه فى قرينته تجد يسوع يعترف أن الله تعالى هو الذى يعلمه ويرشده ويعطيه ما يقوله، فما حاجة الإله والبشرية لهذا الديَّان الذى لا علم له؟ وإذا حذفنا الجملتين 5: 21-22 لن يحدث خلل فى الفقرة بالمرة، بل سيتزن المعنى المراد، الأمر الذى يدل على إضافة أحد الكتاب لهاتين الجملتين: يوحنا 5: 19-23 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. 21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. 22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.)
      أما قوله: يوحنا 9: 39 (39فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا الْعَالَمِ حَتَّى يُبْصِرَ الَّذِينَ لاَ يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى الَّذِينَ يُبْصِرُونَ».)، فهو قول شاذ، فإذا كان قد جاء ليفتح عيون العمى على الحقيقة والبر والتقوى، لماذا يريد أن يعمى إله المحبة والسلام عيون المبصرين المؤمنين؟
      وقوله: أعمال الرسل 17: 31 (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ».)
      ومعنى النص أن الله تعالى سيدين المسكونة بتعاليم ذلك الرجل، أى سيكون يسوع شهيدًا عليكم يوم القيامة، ذلك اليوم الذى سيكون الكل خاضعًا فيه لله تعالى.
      أليس هذا هو نفس اليوم الذى سيكون فيه خاضعًا لله مثل باقى المخلوقات؟كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      وقوله: يوحنا 6: 40 (40لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ».)
      هل نفسر الجزء الأخير من هذه الفقرة ونترك الجزء الأول منها؟ أم نفسر الجزء الأخير بصورة تتناقض مع الجزء الأول؟
      وعلينا أن نقرأ الفقرة كاملة حتى لا نفسد السياق: يوحنا 6: 32-40 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً. 36وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. 37كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً. 38لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. 39وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. 40لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ».)
      إن يسوع أقر فى الجزء الأول أنه رسول الله، كما أن موسى عبد الله ورسوله، والذى جاء يسوع متبعًا له. وهذا وحده ينفى ألوهيته، حيث لا يعقل أن يكون الإله تابعًا لنبيه، ومتبعًا له.
      وأقر أن الخبز الحقيقى هو تعاليم الله النازلة من السماء، والتى أعطاها لموسى، ومن يتبع هذه التعاليم ويطيع الله ورسوله، فلن يجوع ولن يعطش، لأن الجنة لا يجوع فيها إنسان ولا يعطش، وفيها ما لا عين رأت، وما لا إذًا سمعت، وهى أُعدت للمؤمنين، الذين يُطيعون الله ورسوله: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
      وأن هذه التعاليم وهذه المشيئة هى تعاليم الله ومشيئته وحده:يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
      يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      لكن هل معنى يقيمه أى يحيه من الموت؟ لا يمكن أن تعنى هذا ، لأن يسوع نفسه لم يقدر أن يحيى نفسه بل أحياه الله تعالى، وفاقد الشىء لا يعطيه: أعمال الرسل 2: 32 (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
      أعمال الرسل 3: 15 (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
      أما الله تعالى فهو وحده الذى لا يموت: تيموثاوس الأولى 6: 13-16 (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ) وقوله (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،)
      وقال إنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا، وأنه يخرج الشياطين بحول الله وقوته، وأن المعجزات التى يعملها هى من عند الله تعالى: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
      متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
      يوحنا 5: 36 (لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
      كما أن ما تسمونها معجزاته لم تكن تنجح دائمًا من أول وهلة، كما هو حال الإله الذى يقول للشىء كن فيكون. ففشل فى المرة الأولى،ونجح فى الثانية: مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ»)
      وفى وقت من الأوقات لم يؤيده الله تعالى لعمل معجزة واحد لينفى القول بألوهية يسوع نهائيًا: مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
      ويوم القيامة سيخضع يسوع مثل كل المخلوقات لله رب العالمين. كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      لكن كيف سيقيمه يسوع فى اليوم الآخر؟
      لقد اتفقنا أن الخلود فى الجنة هى الحياة، وأن الخلود فى الجنة يتوقف على الإيمان بالله وحده، والإيمان بيسوع كعبد لله ورسوله: يوحنا 17: 3-25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. ......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. .......... 13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ ......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
      إذًا فقيامة يسوع للمؤمن فى الآخرة، وعدم تركه للتلف أو للنار، والتى هى إرادة الله تعالى ومشيئته كما يقول يوحنا 6: 39 (39وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.)، هى أن يكون شاهدًا عليهم إذا عملوا بتعاليمه، وصدقوا رسالته الحقة ، وأنه عبد الله ورسوله كما يقول السياق. ويشهد على ذلك قوله أيضًا: متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
      وقوله: رومية 14: 9 (9لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ.)، وإذا كان بولس هو الذى قال هذا الكلام، فقد ذكرنا من قبل أن الرسائل الأربعة عشر نسبت إلى بولس زورًا، ولا يعرف على وجه اليقين كاتبهم، حيث يؤكد الآباء أن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط.
      فإن بولس أيضًا هو الذى كتب أن الله لم يره أحد قط، ولا يقدر أن يراه أحد، الذى له عدم الموت، إذًا فالذى مات ليس هو الله، والله هو الديَّان وحده: تيموثاوس الأولى 6: 16 (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
      يدعى بطرس أن يسوع أوصاهم أن يكرزوا للشعب أن الله عين يسوع ديَّانًا للأحياء والأموات: أعمال الرسل 10: 42-43 (42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. 43لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا».
      فأين هى وصايا يسوع هذه فى الأناجيل قبل أن يرتفع عن هذا العالم؟ لقد أنهى يسوع رسالته قبل الصلب المزعوم فقال قبل القبض عليه مباشرة إن الله ربه ورب التلاميذ، وأن الله أرسله، وهكذا آمن التلاميذ، كما لو كان الله تعالى أخبره أنهم سيؤلهونه بعد رفعه، فنفى عن نفسه هذه التهمة، وأرشد الناس للحق: يوحنا 17: 3-25 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. ......... 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. .......... 13أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ ......... 25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي)
      ولما أخذ يسوع الخل نطق بأن الكتاب قد أُكمل، فبأى حق يضيف عليه آخرون بعد رفعه من الدنيا؟ يوحنا 19: 30 (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
      وقال فى متى 23: 39 (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».)
      وهذا يعنى أن رسالته قد انتهت قبل أن يرتفع، وعلى ذلك فإن كل العقائد الوثنية من تأليه الإنسان، وموت الإله فداءًا للبشرية، وعقيدة الخطيئة والفداء، وأكل جسد الإله وشرب دمه عليكم أن ترفضوها، مسترشدين فى ذلك بالأقوال السابقة ليسوع، وبقوله فى متى إنه لم يأت لينقض الناموس، ولم يعرف اليهود أو الناموس شيئًا عن هذه العقائد، إلا من الأمم الوثنية: متى 5: 17-19 (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.)
      أما قوله: فيليبى 2: 10-11 (10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.) فقد قلنا فيها إن كل ركبة لن تجثو ليسوع، ولكن ستجثو لله تعالى باسم يسوع. وحتى هذا التعبير نفسه تعبير يؤدى إلى الكفر، ولا يُقبل من المرء فى الآخرة، لأن كل عمل لا بد أن يكون باسم الله تعالى. وقد قاله يسوع لكم بوضوح شديد فى متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
      وهنا نسألكم باعتباركم تتخذون يسوع إله العهد القديم والجديد:
      لماذا يدين يسوع البشرية وهو ليس صاحب الناموس أو الشريعة؟ فقد كان موسى u أولى بذلك منه.
      وإذا أعطاه الرب الدينونة، فما هو دور الرب نفسه فى الآخرة؟
      وكيف أعطى الآب الابن الدينونة إذا كان الآب هو نفسه الابن؟
      ولماذا يخص الآب الابن بالدينونة دون الروح القدس؟
      وكيف يدين البشرية وسفهاؤها قد ضربوه وأهانوه وقتلوه؟
      هل يليق بمن لا يملك مقومات العدل وهى القوة التى تحفظه وتنفذه أن يدين؟
      هل يليق بمن ظلم البشرية جمعاء وعذب البار منهم والفاجر بسبب أكل امرأة من الشجرة المحرمة انتظارًا لنزوله ليُهان ويُقتل ملعونًا على الصليب حتى يتمكن من أن يغفر لهم؟ فماذا تظنون أنه فاعل بكم؟ هل هذا سيكون إلهًا عادلاً؟ رومية 5: 12 (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.)
      وهل يليق بمن لم يرحم شجرة التين ولعنها وأفسد على الإنسان والطير الإستظلال بها أو الاستفادة من ثمارها أن يكون ديَّان؟ متى 21: 19 (19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.)
      هل يليق بمن ذهب للأكل من شجرة غير مملوكة له، واعتدى على ممتلكات الناس، ولم يعدل بينه وبينهم أن يكون ديَّانًا بالعدل؟ مرقس 11: 12-14 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)
      هل يليق بمن أباد ألفين من الخنازير ظلمًا وعدوانًا أن يعدل بين الناس؟ مرقس 5: 10-13 (12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ.)
      هل يليق من اعتدى على معبد اليهود (وهو صاحب ديانة مخالفة لدين اليهود كما تؤمنون) أن يكون ديَّانًا بين الناس؟
      هل يليق بمن ظلم المرأة وأرسل ملاكه أن يصب الرصاص فى فمها أن يدين العالم؟ زكريا 5: 8 (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا.)
      هل يليق بمن أساء اختيار أنبيائه وجعلهم أسوأ خلقه وأشرهم أن يكون الديَّان؟
      هل يليق بمن أمر بكره الوالدين والأخوة أن يكون ديَّان بينهم يوم القيامة؟ لوقا 14: 26 (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.)
      هل يليق بمن ظلم المطلقة وحرم عليها الزواج أن يكون الديان؟ متى5: 31-32 (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.)
      هل يليق بمن ظلم المرأة وفرض عليها أن تتزوج أخى زوجها المتوفى لتنجب منه ذرية تُنسب للمتوفى أن يكون الديَّان؟ تثنية 25: 5-6 (5«إِذَا سَكَنَ إِخْوَةٌ مَعاً وَمَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَليْسَ لهُ ابْنٌ فَلا تَصِرِ امْرَأَةُ المَيِّتِ إِلى خَارِجٍ لِرَجُلٍ أَجْنَبِيٍّ. أَخُو زَوْجِهَا يَدْخُلُ عَليْهَا وَيَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ زَوْجَةً وَيَقُومُ لهَا بِوَاجِبِ أَخِي الزَّوْجِ. 6وَالبِكْرُ الذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ المَيِّتِ لِئَلا يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيل.)
      هل يليق بمن أمر بقتل أطفال الأعداء ونساءهم وشيوخهم دون أن يكونوا مشاركين فى الحرب أن يكون هو الديَّان؟
      صموئيل الأول15: 3 (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً»)
      مزامير 137: 9 (9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!)
      هوشع 13: 16 (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ)
      أشعياء 13: 15-18 (15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. .... 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)
      هل يليق بالعنصرى المتعصب أن يكون إلهًا أو ديَّانًا؟
      تثنية 15: 3 (3الأَجْنَبِيَّ تُطَالِبُ وَأَمَّا مَا كَانَ لكَ عِنْدَ أَخِيكَ فَتُبْرِئُهُ يَدُكَ مِنْهُ.)
      تثنية 23: 19-20 (لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.)
      تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
      إشعياء 61: 5-6 (5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ)
      وإذا كان إلهكم رب الأرباب وملك الملوك خروف، وقد أقر هو نفسه أن الإنسان أفضل من الخروف، فكيف يُحاسب الأدنى الأعلى؟ يقول يسوع متى 12: 12 (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!)
      ألا تعلمون أن يسوع الآخرة سيخضع مثل كل المخلوقات لله رب العالمين؟فلماذا يُحاسب العبد باقى العبيد؟ كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      ولا يجب علينا أن ننسى أن الله سيدين البشرية كلها فى الدنيا والآخرة بكتاب يرسله مع خاتم أنبيائه، وليس معنى هذا أن هذا النبى سيكون إلهًا، أو إنه سيحاكم البشر يوم القيامة. فالديَّان هو الله تعالى، لكن على أى قانون وبأى حكم سيحاكمهم الله تعالى؟ سيحاكمهم بكتابه الذى أرسله مع نبيه أو أنزله عليه. وهذا النبى هو المسِّيِّا. وهذا المسِّيِّا ليس يسوع لأسباب كثيرة منها أن يسوع لم يكن مرسلا للعالم، بل لبنى إسرائيل فقط. متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»)، بل رفض علاج ابنة المرأة الكنعانية، لأنها ليست من بنى إسرائيل:متى 15: 26 (26فَأَجَابَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».)
      وكانت توجيهاته لتلاميذه وحاملى الدعوة من بعده أن لا يذهبوا إلى الأمم أو حتى إلى السامريين: متى 10: 5-10 (5هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.)
      بل نزل ملاك الرب نفسه وأكَّدَ هذا: متى 1: 21 (21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
      منها أن يسوع أعلمهم أن يقبلوا من إيليا لأنهم رفضوه ورفضوا ما جاء به: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
      ومنها أن يسوع لم يخبرهم بأمور كثيرة وأنهى رسالته على أساس أن إيليا سيأتى ويعلمهم كل شىء: يوحنا 16: 12-14 (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)
      منها أن يسوع أنبأ بقدومه والدفاع عنه وتعليمه لهم بكل شىء، وتذكيره لهم بكل ما قاله هو فى حياته. ولو كان هذا الروح القدس بمفهومهم لما اختلفوا فى اليوم فى عدد أسفار كتابهم، ولما اختلفوا فى عدد أسرار كنائسهم، ولما اختلفوا فى طبيعة إلههم. يوحنا 14: 16 (16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ)
      يوحنا 14: 26 (26وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)
      يوحنا 15: 26 (26«وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الاِبْتِدَاءِ».)
      يوحنا 16: 7-11 (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
      يوحنا 16: 13-14 (13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)
      وفى النهاية سيكون يسوع وابن الإنسان (المسِّيِّا الذى لم يتكلم عنه يسوع إلا بصيغة الغائب) فى محكمة الله خاضعًا لله شاهدًا على أمته أمام ملائكة الله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      فمن اعترف أن يسوع هو عبد الله ورسوله كما أخبر هو، فسيعترف به أنه من أتباعه المخلصين، وسيكون جاره فى الجنة، ومن ينكر عبوديته لله، ويعتبره أكثر من إنسان، فسينكر أنه من أمته، وسيقول له اذهب عنى يا فاعل الإثم، وسيكون مصيره إلى النار. لوقا 12: 8-9 (8وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ. 9وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ النَّاسِ يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ.)
      متى 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
      ثم متى كان يسوع إلهًا؟ هل كان إلهًا على الأرض؟ هل كان إلهًا بعد قيامته؟ هل كان إلهًا بعد صعوده إلى السماء؟ هل كان إلهًا أثناء طعامه أم شرابه؟ هل كان إلهًا أثناء تبوله أم تغوطه؟ هل كان إلهًا أثناء استحمامه وإزالة الأوساخ من على جسده؟ هل كان إلهًا أثناء تربيته وتعليمه؟ هل كان إلهًا أثناء رضاعته وهدهدته؟هل كان إلهًا أثناء نومه وراحته؟ففى أى زمان أو مكان كان إلهًا؟
      إن نصوص الكتاب فى كل هذه المواقف تشير إلى أنه كان بشرًا يتعبد لله تعالى إلهه! فمتى كان إله، وبما استحق التأليه؟
      فقد قال يسوع: يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ....)
      وكان يصلى لله ربه وإلهه:لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
      لوقا 18: 1 (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ)
      متى 26: 36-44 (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ».)
      ونادى إلهه الذى فى السماوات قائلا:متى 27: 46 (إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
      لوقا 10: 21 (.... أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ...)
      وصعدا كإنسان إلى إلهه:يوحنا 20: 17 (.... وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
      وأعلمكم أنه لا يطلب مشيئته بل مشيئة الله الذى أرسله:يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      ولا يملك يوم القيامة من أمره شيئًا، فهو لا يعرف يوم القيامة، وسيكون خاضعًا فيه لله مثل باقى المخلوقات: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
      كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      لقد كلم يسوع الناس علانية، ولم يتكلم فى السر بشىء. أى ما لم يقله يسوع، فهو مكذوب عليه، حتى لو قاله أحد التلاميذ أو بولس. لقد أكمل رسالته وقال لرئيس الكهنة: يوحنا 18: 20 (... «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.)
      وهذه إشارة إلى أن دينه لم يُخالف دين اليهود، ولكنه أزال تحريفات الكهنة التى تسمونها تقليد، وتركها ناصعة بيضاء: مرقس 7: 7-13 (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».)
      وبما أن الأناجيل أو أقوال يسوع وتعاليمه فى حياته لا تحتوى على كلمة أقنوم أو تصريح من يسوع بأنه هو الله الآب، أو الله الابن أو الله الروح القدس،أو أنه الله الكلمة، أو أنه الله المتجسد، أو أنه جاء ليفدى البشرية من خطيئة حواء، ولم يطلب منكم عبادته أو السجود له، أو الصيام والزكاة والتصدق ابتغاء مرضاته، فهذا لا يعنى إلا أن دينكم هو دين وضعى، وليس دين الله.
      ZZZ

      هل يسوع علام الغيوب؟
      وفى ص78-81 يستنتج من النص القادم أنه طالما أن يسوع هو فاحص القلوب والكى، فهو إذًا الديان، وعلام الغيوب. رؤيا يوحنا 2: 23 (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.)
      ويستشهد ببعض النصوص التى تدل على معرفة يسوع ما يفكر فيه الآخرون، متناسيًا جهله بالساعة، والمرأة التى لمسته، وموعد إثمار شجر التين، والمكان الذى دُفن فيه لعازر، وأن الآب سيتركه يموت على الصليب، فصرخ إليه متعجبًا مستنكرًا ما حدث، وما لم يكن يتوقعه قائلا (إلهى إلهى لماذا تركتنى؟).
      ومتناسيًا أن يسوع كان نبيًا يأتيه الوحى يخبره بما يريده الله تعالى، لذلك قال يسوع: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.)
      يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
      يوحنا 14: 24 (وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      والآن نرجع بالنص للسياق ليكتمل القول والفهم: رؤيا يوحنا 2: 22 (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ.23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.)
      فمن هو المتكلم؟ ومن هو الفاحص الكلى؟ ومن هو الذى سيعطى كل واحد بحسب أعماله؟
      إنه الله الذى أرسل يسوع وأمره أن يقول هذا عن لسانه: رؤيا 1: 1 (1إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،)
      ويتضح هذا أكثر فى قوله الافتتاحى حيث يرسل السلام من الله الأزلى، ومن السبعة أرواح التى أمام العرش ومن يسوع البكر من الأموات: رؤيا 1: 4-5 (.... نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ، 5وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ.)
      ولنا هنا عدة وقفات لفهم النص:
      1- إن الله تعالى هو المهيمن على الكل، وهو الذى أرسل رسوله يسوع بفحوى الرسالة التى نحن بصدد الحديث عنها. وهذا ما أثبته يسوع مرارًا: يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
      وأثبت يسوع أنه لا يملك من أمر نفسه شيئًا، فلا يستطيع أن يعمل من نفسه شيئًا: لا معجزة، ولا تعاليم، ولا فطنة فى مواجهة الأعداء ومناظرتهم، ولا يطلب إلا مراد الله ومشيئته: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
      وأقر أيضًا أنه لا يملك من أمر غيره شيئًا:متى 20: 23 (... وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».)
      وأن الغفران أى الحساب والدينونة بيد الله: متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
      يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.)
      2- إن سلام يوحنا الذى يرسله من الله الأزلى ومن السبعة أرواح التى أمام العرش، ومن يسوع تفيد بأنهم أشخاص قائمة بذاتها وغير متحدة فى شخص واحد، خاصة أنه يستخدم واو العطف التى تعنى المغايرة. وهذا بخلاف فهمهم لأمر متى 28: 19 (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)، الذى يعتبرون فيه الثلاثة واحد. ولو طبقنا معيارهم فى فهم متى على نص رؤيا يوحنا، لأصبح الرب يتكون من تسعة أقانيم: الآب والسبعة أرواح ويسوع.
      3- أن الله هو فاحص الكلى والقلوب، فهذا شىء يؤمن به كل مؤمن عاقل. فهو إله عليم بكل شىء. والنصوص الكتابية التى تُظهر جهل يسوع بالساعة وموعد إثمار التين وغيره، لهى دليل من يسوع ينفى فيه ألوهيته. وهذا لمن كان له عقل يعى هذه الحقائق. فهى حجة عليكم وليست لكم.
      فلم يعلم موعد قيام الساعة: مرقس 13: 32 (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.)
      ولم يعلم بموعد إثمار التين: مرقس 11: 12-13 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.)
      ولم يعلم الذى لمس ملابسه: مرقس 5: 30-31 (30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟».)
      ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: مرقس 9: 21 (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ.)
      ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: يوحنا 11: 34 (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟»)
      ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: متى 27: 46 (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي»(أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))
      4- إن الرب فى المفهوم المسيحى يُعاقب الشرير رحمة به وبالصديق، وليس إلهًا للمحبة والشفقة والحنان فقط. ولكنه جبار على من عصى، ومنتقم من الأشرار.
      فها هو الرب يقتل، ويدفعهم لضيق عظيم وعذاب نفسى كبير: رؤيا يوحنا 2: 22 (22هَا أَنَا أُلْقِيهَا فِي فِرَاشٍ، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَهَا فِي ضِيقَةٍ عَظِيمَةٍ، إِنْ كَانُوا لاَ يَتُوبُونَ عَنْ أَعْمَالِهِمْ.23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. ...)
      5- لا وجود لما يُسمى بالخطيئة الأولى، فها هو الرب ينذر الزانية ويمهلها للتوب وإلا أوقع عليها العذاب. يؤكد هذا أيضًا قوله فى رومية 2: 5-6 (5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.)
      يؤيد فهمنا هذا نصوص الكتاب نفسه: التثنية 24 : 16 (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)
      وقال الرب لحزقيال: حزقيال 18: 19-23 (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
      وقال الرب لأيوب: أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
      وقال يسوع لكم: متى 3: 8-10 (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. .. .. فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.)
      إشعياء 59: 18 (حَسَبَ الأَعْمَالِ هَكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطاً وَأَعْدَاءَهُ عِقَاباً)
      إرمياء 17: 10 (10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.)
      مزمور 62: 12 (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ)
      6- إن النص متناقض مع بعضه البعض. حيث يهدد الرب بقتل أولاد إيزابل بسبب زناها، فى الوقت الذى يقول فيه إنه يحاسب كل إنسان على قدر أعماله: رؤيا يوحنا 2: 23 (23وَأَوْلاَدُهَا أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.) الأمر الذى ينفى إلهية هذا النص كليةً.
      7- وبذلك نكون قد أثبتنا أن النص المستشهد به لا يقصد به أن يكون يسوع هو الديَّان أو فاحص الكلى أو الذى سيجازى المسىء فى الآخرة. كما أثبتنا كذب فرية توارث الخطيئة الأولى. ونفينا كون يسوع إلهًا لجهله بالعلم الإلهى، ولبعده عن صفات الله الحسنى التى تصفه بالكمال، حيث أثبتنا أن يسوع ناقص فى العلم، ولا يملك من أمره شيئًا، وأنه عبد خاضع لله مثل باقى البشر يوم القيامة: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
      إذا تدبرنا صفات الديَّان العادل، سنجده عليم، حكيم، قوى يستطيع أن يحقق عدله، ورحمته. وكل هذه الصفات لا تنطبق على يسوع، وقد أفضنا فيها.
      ZZZ

      تعليق


      • #33
        هل ترك الآب الدينونة للابن؟
        لكن فى الحقيقة يوجد نص يستشهد به المسيحيون للدلالة على أن يسوع هو الديَّان يوم القيامة، ومن ثم فالديان هو الله سبحانه وتعالى عن ذلك.
        يوحنا 5: 22 (22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ)
        ولتفسير هذا النص علينا أن نقرأه فى سياقه، ثم نقرأ أقوال يسوع التى تدعم هذا القول، ونرى أعماله إن كانت تؤيد ما تذهبون إليه أم لا: تقول الفقرة كاملة: يوحنا 5: 19-24 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. 21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. 22لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ 23لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. 24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        وإذا قرأت الفقرة بعد حذف العبارات المدسوسة التى تساوى الابن بالآب وتهمش دور الآب فى الآخرة، ولا تعطى دورًا بالمرة للروح القدس تجد أن يسوع (بفرض أنه الابن) يتكلم عن كونه عبدًا لله ورسوله، ولا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا: (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. .... 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. .... مَنْ لاَ يُكْرِمُ الاِبْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. 24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        وإذا سلمنا عدم دس جملا بين النصوص لاتَّهَمْنَا المترجمين بالجهل أو عدم الأمانة. لأننا نجد فعلين مع الآب: يقيم الأموات ويحيي، ومع الابن فعلاً واحدًا: يحيي فقط. فالفعل اليوناني الذى يعنى يقيم الأموات هو egeiro، أما الفعل اليوناني الذى يعنى يحيي هوzōopoieō ، وهو يحمل معنى مجازيًّا هو أن رسالة الله تحيي موتى القلوب، وتجلب حب الله، بل وتثبته فى القلب، وهى الطعام والشراب الخالد الذى يحتاجه كل مؤمن لتكون له الحياة الأبدية فى الجنة:
        يوحنا 15: 10 (10إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ.)
        يوحنا 20: 31 (31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.)
        يوحنا 3: 36 (36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».)
        وقال للمرأة السامرية: يوحنا 4: 14 (14وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».)
        يوحنا 5: 40 (40ولاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ.)
        يوحنا 6: 32-35 (32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ 33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.)
        فهو يقصد دون أدنى شك تعاليمه التى تلقاها عن الله تعالى، وإلا لما جاع هو نفسه (متى 21: 18) وعطش (يوحنا 19: 28)، لأن فاقد الشىء لا يعطيه!!
        يوحنا 10: 27-29 (27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
        فهل مات التلاميذ أما لا؟ هل مات آباء كنائسكم أم لا؟فهل تحكمون عليهم بالكفر وأنهم لم يسمعوا صوت يسوع؟ ومن هنا تعلمون أن الحياة التى يعطيها يسوع هى مشروطة: إذا حفظتم وصايا الله تعالى واتبعتم رسوله وتعاليمه نلتم الخلود فى الجنة: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        أليس هذا قريب من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) الأنفال
        ناهيك عن أن قول يسوع إن الآب أعطاه الدينونة لهو مخالف لما تعتقدون أن الابن هو الآب، كما تنفى المساواة بينهما. فمن الذى أعطى لمن؟ هل هذه مسرحية تافهة يقوم بها الابن والآب؟ وما الغرض منها إلا أن يفهموا الناس أنهما اثنان وليسا بواحد؟ إن من أدخل هذه التعبيرات على النص كان غرضه الأصلى تأليه يسوع، لكن النصوص التى سبقت ما أضافه وما تلتها تثبت عكس ذلك.
        إن النصوص التى حذفت لتناقض نصوصًا أخرى بالكتاب، فقول يوحنا 5: 21 (21لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.) ليدل على أن يسوع كان يُحيى الموتى بقدرته، دون عون الله، فلماذا كان يرفع عينيه إلى السماء ويدعو الله تعالى أن يحقق هذه المعجزة على يديه؟
        يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
        مرقس 7: 32-36 (32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ. 33فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ. 35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ.)
        فعندما أراد إطعام الجمع: متى 14: 19 (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَوَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.)
        وهو يتناقض مع النص الذى سبقه فى يوحنا 5: 19 الذى يؤكد أن يسوع لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئًا. فالديان هو قيوم السماوات والأرض لا يحتاج أن يُمْلى عليه أحد ما يفعله أو يخبره بواجبه، بينما يعترف النص أن يسوع لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئًا.
        وأن ما يعمله هو بحول الله وقوته: يوحنا 5: 19 (19فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.)
        يؤيدنا فى هذا أقواله:
        يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
        لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
        متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
        وأن الله هو الذى يريه ما يفعله وما يقوله: يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
        يؤيدنا فى ذلك أقواله:
        يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
        وقوله أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
        وأن يسوع يطيع الله فى كل شىء: يوحنا 5: 19 (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ)
        يؤيدنا فى ذلك قوله:
        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        بل كان يسجد له، ويتضرع له طوال الليل:لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        وفصل بينه وبين الله تعالى، فهو نفسه كان يوقر الله تعالى ويرفعه فوق الكل:
        فقد رفض أن ينسب لنفسه الصلاح ونسب كل الصلاح لله تعالى:لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
        وقال بصفته عبد الله ورسوله: يوحنا 15: 20 (20اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ.)
        وأقر أن الله أعظم منه: يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
        بل أعلن أن الله أعظم من الكل: يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.)
        فبم استحق التأليه؟ وبم استحق المساواة بالله؟
        فالخلود فى الجنة يتوقف على فصلك بين الله ورسوله، والإيمان بالله كإله خالق الكون ومليكه، وتطيع رسوله الذى أرسله، ومن يموت على ذلك فهو من أهل الجنة: يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        يؤيدنا فى هذا الفهم قوله مرة أخرى: يوحنا 17: 4 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        والآن نرى النصوص التى يعترف فيها الكتاب أن الدينونة لله وحده:
        فها هو يسوع يقر أن الدينونة لله وحده: يوحنا 12: 48-50 (48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ)
        ومن هنا قال سفر أعمال الرسل إن الله سيدين العالم عن طريق تعاليمه التى سيرسلها إلى الناس مع نبيه: أعمال الرسل 17: 31 (31لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْماً هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ مُقَدِّماً لِلْجَمِيعِ إِيمَاناً إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ».)
        وهو نفس معنى قوله إن المسِّيِّا سوف يبكت العالم على خطية: يوحنا 16: 5-11 (7لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.)
        ويكرر أن غفران الذنوب بيد الله الديَّان وحده: إن الصلاة الربانية التى يقول فيها يسوع إن الله هو غفار الذنوب ليدل على أن الله هو الديَّان: متى 6: 9-15 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
        يوحنا 8: 50 (50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.)
        أعمال 11: 18 (18فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ سَكَتُوا وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ: «إِذاً أَعْطَى اللهُ الْأُمَمَ أَيْضاً التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!».)
        رومية 3: 6 (6حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟)
        رومية 8: 34 (34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا!) فماذا يفعل الشفيع إلا أن يرجو الملك الديان أن يعفو عن المسيئين؟ الأمر الذى يشير إلى تقليص دور المسيح إلى الشفاعة وليس للدينونة والحكم.
        رومية 2: 16 (16فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.) وهذا النص يشير إلى أن الدينونة لله تعالى عن طريق تعاليم الله ووصاياه التى بلغها يسوع للناس، فماذا عن إنجيل بولس الذى لم يره يسوع؟
        فى الحقيقة إن النص يهمش دور الآب وتعاليمه، ويعطى الأولوية لإنجيل بولس وتعاليمه، وهى التى سيحكم يسوع بناءً على ما جاء فيها!! بمعنى أن بولس رفع قدر نفسه فوق قدر يسوع نفسه، فقد قذف تعاليم يسوع جانبًا، ولم يصبح تابعًا لها، بل أصبح يسوع نفسه تابعًا لتعاليم بولس حاكمًا بها فى الآخرة!!
        وكيف لا وبولس يدعى أنه سيدين الملائكة أنفسهم: كورنثوس الأولى 6: 3 (3أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!)
        لذلك حذفوا عبارة (حَسَبَ إِنْجِيلِي) فى التراجم الحديثة!!
        الترجمة العربية المشتركة: (16وسيَظهَرُ ذلِكَ كُلُّه، كما أُبَشِّرَكُم بِهِ، يَومَ يَدينُ اللهُ بِالمَسِيحِ يَسوعَ خَفَايَا القُلُوبِ)
        الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (16وسيَظهَرُ ذلِكَ كُلُّه، كما أُعلِنُ في بِشارتي، يَومَ يَدينُ اللهُ بِيَسوعَ المسيح ما خَفِيَ مِن أَعمالِ النَّاس)
        والفرق بين التراجم واضح لا يحتاج فى الحقيقة إلى تعليق، حتى بعد التعديل الذى عملوه: فبينما تقول الترجمة العربية المشتركة إن الدينونة ستكون على خفايا القلوب، تقرر الترجمة الكاثوليكية أن الدينونة ستكون على الأعمال.
        وقد أوضحنا من قبل معنى الدينونة بيسوع أى من خلال الكتاب الذى جاءه والتعاليم التى علمها أتباعه: يوحنا 12: 47-48 (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ)
        هل قرأتم مرة أن يسوع خاضع لله الذى يخضع له كل مخلوق؟
        كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) أى سيكون الله الديَّان للكل، وهذا كفيل بنفى ألوهية يسوع أو مساواته بالله تعالى!!
        وإذا كان إحياء الموتى بإذن الله دليل على ألوهية من قام بهذه المعجزة، كان عليكم تأليه برنابا وبولس! أعمال الرسل 14: 10-13 (10قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِباً». فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي. 11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا». 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ الْمُتَقَدِّمَ فِي الْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ الَّذِي كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ.)
        فماذا كان رد فعل برنابا وبولس على تأليههما؟ لقد نفيا الألوهية بدعوى أنهما بشر مثلهم ومثل يسوع ومثل موسى وإبراهيم عليهم السلام، ومعرضون للآلام مثل ما تعرض يسوع. أى إن الآلام سواء النفسية أو المعنوية التى لاقاها يسوع لتنفى عنه الألوهية: أعمال الرسل 14: 14-15(14فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ: 15«أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا)
        أعد قراءة تعجبهم من رؤيتهم لبشر يعتبرونه إلهًا! (إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا)، تجد أن تعجبهم ليدل على أنهم أول مرة يرون شيئًا مثل هذا، فتأليه البشر قد سمعوا عنه الكثير، فقد كان المصريون يألهون حكامهم، وكذلك كان الشعب الرومانى والبابلى يفعلون. وإن دل هذا ليدل على عدم معرفتهم بموضوع تأليه يسوع بالمرة.
        وتدبر مرة أخرى: كم من الآلاف أطعمهم يسوع واحتشدوا لاستقباله وهو يدخل إلى أورشليم، وكم من المرضى شفاهم وعلمهم وأفهمهم أسرار البشارة بملكوت الله؟
        إن يوحنا الذى تستشهدون بقوله: (أنا والآب واحد، ومن رآنى فقد رأى الآب)، وتعتبرون هذا القول دليل اتحاد يسوع مع الله، وأنه هو الله المتجسد، ليقول إن يوحنا 1: 18 (18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ.)
        ويؤكد بولس أن الله تعالى هو ملك الملوك، الذى لا يُهان ولا يُضام، لأن له الكرامة والقدرة الإلهية. فكيف يُصلب ملك الملوك ورب الأرباب أو يُهان ويُبصق فى وجهه أو تقيد حركته بمسمرته على خشبة، أو يخطفه الشيطان إلى الصحراء ليجربه، أو تُنتزع منه حياته؟ فهو الوحيد الذى له عدم الموت. وإن موت يسوع الذى تؤمنون به لهو أكبر دليل على عدم ألوهيته!! تيموثاوس الأولى 6: 15-16 خرىأأ(الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)
        إن كون يسوع بشر، مولود من امرأة، يأكل ويشرب ويتألم ويُهان ويفتقر إلى الله ومخلوقاته، فى تنظيف نفسه، والبقاء عليها حية، وإن رؤية الناس ليسوع وموته الذى تزعمونه له، لتدل على عدم ألوهيته بصريح نصوص كتابكم!
        وماذا عن قول يسوع: متى 9: 2 (2وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».وتكررت فى مرقس 2: 5، ولوقا 5: 20، وجاءت هذه الصيغة أيضًا فى لوقا 7: 48 فى حق المرأة التى مسحت رجليه بشعرها وقبلت رجليه.
        هل قول مغفورة لك خطاياك تعنى أنه هو الغفار؟ فإذا كان الأمر كذلك فإن غفرانى لذنوب أخى فى حقى يجعلنى أنا أيضًا إلهًا؟
        يوحنا 20: 23 (23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ.)
        لوقا 17: 3 (... وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ.)
        بل كانت صيغة الصلاة التى أمركم بها تتطلب غفرانكم للمذنبين فى حقكم: متى 6: 13 (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.)
        ولن نغفل أن الكاهن فى العهد القديم كان يقوم بتقدمات يكفر بها عن خطية المذنب: لاويين 5: 13 (13فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا فِي وَاحِدَةٍ مِنْ ذَلِكَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. وَيَكُونُ لِلْكَاهِنِ كَالتَّقْدِمَةِ».ولاحظ أن النص يقول أيضًا (فَيُصْفَحُ عَنْهُ) بصيغة المبنى للمجهول ، لأن الله تعالى هو الغفار.
        وفى الحقيقة قد يتوقع مثل هذا الكلام من أرثوذكسى أو كاثوليكى يعرف أن صكوك الغفران تغفر الذنوب، فى الوقت الذى لا يعتبر فيه الكاهن إلهًا. فلما لا يُفهم قول يسوع أنه ينقل بلاغ الله تعالى له بالغفران لهذا المؤمن، لذلك قالها بصيغة المبنى للمجهول ، لأن غفار الذنوب هو الله تعالى ولا خلاف على ذلك بين من يُخاطبهم من اليهود.
        ولو كان يسوع هو الله الغفار فلماذا قال يسوع على الصليب: لوقا 23: 34 (... «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». ...)
        ZZZ

        هل يسوع هو المخلص الفادى للبشرية؟
        ومن ص82 إلى 87 يستنتج الأنبا شنودة ألوهية يسوع، بانيًا هذا الاستنتاج على أن الله هو المخلص، وهو الفادى، وبما أن يسوع جاء ليفدى البشرية من الخطيئة الأولى، فهو إذًا الله نفسه.
        بمعنى: إن قلنا إن الله هو الرحيم، وكان يسوع رحيمًا، فهو إذًا الله نفسه!! وإن قلنا إن الله هو غفار الذنوب، وقد غفر يسوع للمسىء إليه، فيسوع إذًا هو الله! لا أعرف فى أى عرف هذا، وبأى منطق؟! وما علاقة يسوع بالبشرية؟ إن يسوع لم يكن له علاقة إلا ببنى إسرائيل، بل والضالين منهم فقط:
        متى 15: 24 («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».)
        إن يسوع كان مخلصًا للقوم الذين أرسل إليهم فقط بتعاليمه التى أعطاها له الله، ليدعوهم إلى التوبة، والعودة إلى التمسك بتعاليم الله. فلو كان مخلصًا لكان مخلصًا لمن تبعه من اليهود الذين أرسل إليهم فقط! عبرانيين 5: 9 (9وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ سَبَبَ خَلاَصٍ أَبَدِيٍّ)
        يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
        يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        وهذه هى التوبة التى كان يدعو إليها: مرقس 1: 14-15 (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».)
        وهذه التوبة ليست كلمة تقال، ولكن على التائب أن يتبع تعاليم الله وشرائعه: متى 3: 8 (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.)
        وأن الله تعالى عادل، لا يُجازى المسىء إلا على إساءته: هوشع 4: 15 (15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. ...)
        وإن تاب المسىء عما اقترف يبرىء الله ساحته منها: حزقيال 18: 21-23 (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟)
        لذلك جاء يسوع يدعو الخطاة فقط للتوبة: متى 9: 13 (لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)
        وهذا ما قاله الرب لسليمان: أخبار الأيام الثاني 7: 14 (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.)
        وهذا ما قاله إشعياء: إشعياء 55: 7 (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.)
        وقال فى حزقيال 33 :11-16 (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.)
        فهل كان يسوع إلهًا عنصريًا مخلصًا فقط لبنى إسرائيل، الذين اتهمهم بالكفر والفسق والرياء والنفاق، وقتل الإنبياء؟ أم لم يكن يعرف عنهم ذلك وفوجىء به بعد تجسده؟
        وعلى ذلك فكل نبى كان مخلصًا لشعبه، يدعوهم للإيمان بالله تعالى وحده، وينقى عقيدتهم من الشرك، ويحثهم على العمل بكتاب الله المنزل إليهم. إلا مُخلص العالم من الشرك والوثنية، صاحب الدعوة العالمية، وهو المسِّيِّا r، الذى قال الله تعالى فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) الأنبياء
        {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ
        {.... وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا} (79) سورة النساء
        {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف
        {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (1) سورة الفرقان
        {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} (87) سورة ص
        ولم يكن يسوع بدعًا من الرسل، فقد كان مثل اخوانه من الرسل داعيًا ومبشرًا ونذيرًا.
        إن الأنبا شنودة يسب الله ويتهمه بالظلم، وذلك عن طريق مقولته بتوارث كل الناس إثم الخطيئة الأولى التى اقترفتها حواء، ويمدح الشيطان الذى أنساهم أنه هو أول من اقترف إثمًا فى حق الله: أيوب 34: 10-13 (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.)
        ويرد الله تعالى عليه قائلاً: حزقيال 18: 2-24 (2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُالسَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. 5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ! 14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا. 18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ 24وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَاالشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ.)
        ويتعجب الرب من مثل هذه الأقوال قائلاً لك عزيزى الأنبا شنودة: إشعياء 50: 2-3 (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟ هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».)
        ألم تتعلَّم عزيزى الأنبا شنودة من دعاء موسى وهارون للرب، أن معاقبة جميع البشر على خطيئة رجل واحد هو من الظلم؟ العدد 16: 22 («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟»)، فهل يُعقل أن يكون عبيد الرب أحكم وأعدل وأرحم منه على مخلوقاته؟؟
        إنكم تسبون الله! فاتقوا الله وتراجعوا عما تقترفون فى حقه!
        إن المشكلة الحقيقية تكمن فى محاولة اليهود جعل يسوع المسِّيِّا، الذى سيأخذ المكلوت (الشريعة) منهم، ويكون دينه للعالمين، مخلصًا لمن آمن به واتبع دعوته وعمل بها، وذلك حتى يضمنوا عدم ذهاب الملكوت منهم. فكيف يجعلون يسوع هو هذا المخلص العالمى؟ بسيطة جدًا. لقد طبقوا عليه صفات المسِّيِّا التى يعرفونها عنه فى كتابهم بصورة وثنية أسطورية، جمعوا فيها بين كونه الابن، وكونه روح القدس، وأصبحت تعاليم يسوع التى تقضى بالإيمان بالله وحده، ورسوله المسِّيِّا الابن روح الحق، روح القدس، البيركليت، تُفهم من قبل الآباء الذين لم يتخلصوا من الوثنية أن الثلاثة واحد، وأن الآب هو نفسه الابن وهما الروح القدس.
        ويبرر الأنبا شنودة توارث الخطيئة الأولى هذه تحت عنوان (الأساس اللاهوتى) ص83 قائلا: (الخطية التى وقع فيها الإنسان الأول، ويقع فيها كل إنسان هى خطية ضد الله، لأنها عصيان لله، وعدم محبة لله، وعدم احترام له، بل هى ثورة على ملكوته. وهى مقاومة لعمل لاهوته وروحه القدوس، بل هى عدم إيمان أيضًا.)
        عزيزى الأنبا شنودة يقول لك الله إنه عالم الغيب والشهادة:
        صموئيل الأول 1: 30 ؛ و2: 3 (الرب إله عليم)
        الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)
        إرمياء 23: 23-24 (23أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ. 24إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟)
        وبناءً عليه هل لم يعلم الرب أن الإنسان الذى خلقه خطَّاء؟
        ويقول له الرب: أخبار الأيام الثانى 6: 36 (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ)
        فإذا كان يعلم الرب ذلك، فلماذا خلق الإنسان؟ هل ليعصيه ويكرهه ويقاوم لاهوته ولا يحترمه؟ فأى إله هذا الذى يُحب أن يُضرب من عبيده ويُبصق فى وجهه ويُهان؟ وأى منزلة تضعون فيها الإله الذى تعبدونه؟
        لماذا تكون الخطية ضد الله تعالى، والله يعلم أنه خلق الإنسان خطَّاء، أى يستحيل وجود إنسان لا يُخطىء، وخلق الأرض لعلمه بما سيقدمان عليه آدم وحواء، ومهد لهما ولذريتهما الأرض؟ إشعياء 45: 18 (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا.)
        وهل لو صح كلام الأنبا شنودة يكون الرب قد خلق الإنسان لإهانته واحتقاره، والإزدراء بشريعته؟ أم فوجىء بأخلاق هذا الإنسان وطبيعته الشريرة؟
        أليس هذا هو الإنسان الذى قال الرب فيه إنه عديم الفهم؟ فهل يخلق الرب الإنسان عديم الفهم، ويعصيه، ثم ينتقم من البشرية جمعاء؟ فأين هى هذه المحبة التى تنسبونها له، وما دلائلها؟: أيوب 11: 12 (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) فهل أنزل الرب تفكيره وعقله إلى عقل الإنسان الفارغ عديم الفهم، الذى ولد كجحش الفرا؟
        وكيف حل الرب فى عرفكم هذه المشكلة ليستعيد ما سلبته منه حواء بخطيئتها هذه من عدم احترام له؟ إنه تجسَّد، فأهانوه عبيده، وبصقوا فى وجهه، وصفعوه على قفاه، واستهزأوا به، وأماتوه ميتة الملاعين معلقًا على خشبة! غلاطية 3: 13 (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».)
        فهل استرد الإله بهذا كرامته واحترام الناس له، أم أهرقوا ما تبقى له من كرامة؟ ولماذا انتظر الرب ألوفًا من السنوات فى هذه الإهانة وشعوره بعدم احترام عبيده له، حتى فكر فى التجسد والانتقام؟ فهل كان يستمتع بهذا الشعور؟ أم كان يستمتع بوجود البار من عبيده والفاجر، المؤمن منهم والكافر فى النار انتظارًا لتجسده؟ فهل عصيان حواء وأكلها من الشجرة ضد محبة الرب، وما فعله الرب من معاقبة المذنب والبار يؤكد محبته؟
        أما القول الذى يستشهد به الأنبا شنودة ليوحنا 12: 47 على أن يسوع جاء ليُخلص العالم والذى يقول: (47وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.) فهو مردود، لأن يسوع استعمل كلمة العالم لتشمل خاصته من بنى إسرائيل فقط: يوحنا 18: 20 (... «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ.)
        والنص لا يحتاج إلى تعليق! فهو لم يتكلم فى الخفاء، وكانت تعاليمه كلها فى الهيكل، ومع ذلك سمَّاه العالم، لأنه يجمع بنى إسرائيل المقصودين هنا.
        وقال أيضًا: يوحنا 15: 19 (أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ)، ومن المعروف أنه لم يسافر إلى كل الأرض ليختار تلاميذه منها، وإلا لكانت كارثة فى حق هذا الإله، لأنه كما تبيِّن الأناجيل أساء اختيارهم. فلم يكونوا يفهمونه، وتركوه كلهم وقت محنته، ولم يتقدم واحد فيهم بشهادة تنصف معلمهم، بل تنازعوا على الزعامة من بعده فى وجوده قبل رفعه من هذا العالم.
        وعلى ذلك إن القائل بالخطيئة الأزلية فهو يسب الرب (سبحانه وتعالى) ويتهمه بالظلم، وبأنه (سبحانه وتعالى) أحب الإهانة، وعشق (سبحانه وتعالى) عدم احترام الناس له. فأى خدمة أو معروف أفضل من هذه تقدمونه للشيطان؟
        ZZZ

        تعليق


        • #34
          هل كان ليسوع سلطان مطلق؟
          وآخر ما يتعرض له الأنبا شنودة فى استنتاجه لألوهية يسوع هو ما أسماه (سلطان يسوع المطلق). وتكلم فيه عن معجزات يسوع، مقسمًا إياها إلى سلطانه على البحر والرياح والأمواج، وسلطانه على الملائكة، (ونترك "صاحب الملكوت"، لأننا تناولناه أكثر من مرة، وأثبتنا أن صاحب الملكوت هو المسِّيِّا، ابن الإنسان، المعزى، روح الحق، روح القدس، ابن الله (على حد تعبير كتابهم)، البيرقليط، المسيح. فكل هذه ألقاب أطلقها اليهود على المسِّيِّا، خاتم رسل الله، الذى كانوا يتوقعونه.) وتكلم أيضًا عن سلطانه على الشياطين، وعلى الشريعة، ثم سلطانه على الحياة والموت، وعلى نفسه.
          لقد بدأ الأنبا شنودة ص96 يتكلم عن (صفات المسيح اللاهوتية، التى تثبت لاهوته). ولا أعرف ما هى هذه الصفات اللاهوتية التى كانت لديه، والتى تثبت لاهوته؟ هل اعتقال الشيطان له فى الصحراء أربعين يومًا يُثبت لاهوته؟ هل تجربة الشيطان له تثبت لاهوته؟ ألا تعرفون أن الله الحق لا يُجرب: رسالة يعقوب 1: 13 (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً)؟ أليس هذا دليلا كافيًا على عدم ألوهية يسوع؟
          هل أكل يسوع وشربه واستحمامه للنظافة العامة، وتبوله وتغوطه يثبت لاهوته؟ هل هروبه من اليهود وخوفه من الظهور أمامهم يثبت لاهوته؟ هل تدميره لألفين من الخنازير وإتلافه شجرة التين يثبت لاهوته؟ هل صلاته لله تثبت لاهوته؟ هل تضرعه لله وبكاؤه حتى ينقذه الله تعالى يثبت لاهوته؟ هل قوله إنه سيصعد إلى ربه وإلهه يثبت لاهوته؟ وهل اتباعه للناموس وصلاته فى معبد اليهود يثبت لاهوته؟
          هل المعجزات التى قام بها تثبت لاهوته؟ لا. من الذى قال ذلك؟ إنه يسوع نفسه هو الذى أقر ذلك بأكثر من طريقة. فمن نصدق؟ هل نصدق يسوع أم رجال الكهنوت؟
          يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
          لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
          متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
          وقال أيضاً: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
          وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
          وهذا ما فهمه نيقوديموس رئيس اليهود: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          قال إنه رسول الله، وفصل بين مشيئته ومشيئة الله، أى نفى كونه هو الله، وقال بوجود مشيئتين: يوحنا 5: 30(لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي)
          يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
          وكل نبى أو رسول ما هو إلا عبد لله: دانيال 9: 6-11 (6وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِـاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. .... 10وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلَهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 11وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ.)
          فهل يُعقل أن يكون يسوع إلهًا ويتبع ناموس عبيده الأنبياء؟
          هل قال يسوع مرة إنه الله أو حتى إله من الآلهة؟
          هل قال أحد تلاميذه إنه إله؟
          هل عبده أحد معاصريه؟
          لقد قال بطرس الذى لا تقوى عليه أبواب الجحيم، والذى أُعطى مفاتيح التشريع، فأصبح ما يحله لكم يكون محلولا فى السماء، وما يربطه على الأرض يكون مربوطًا فى السماء (متى 16: 18-19) أن المعجزات التى قرأتموها هى من قبل الله تعالى، صنعها الله بأيدى يسوع فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
          وأعترف له اثنان من تلاميذه أن يسوع هذا كان إنسانًا نبيًا: لوقا 24: 18-19 (18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
          وأقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          وأقر يسوع بأنه خاضع لإرادة الله تعالى ومشيئته، وطالبكم بعمل مشيئة الله تعالى واتباع تعاليمه:يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
          يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) وتكررت فى لوقا 7: 21
          كل هذه المحاولات والمراوغات التى تُعمل لإثبات لاهوت يسوع باءت بالفشل. وإنى لأتعجب: هل يوجد إله بهذه العقلية، يترك الكتب تُؤلف وتُستهلك الكهرباء والورق والمداد ويُقتل الناس ويعذبون فى محاكم للتفتيش وغيرها لأنه لم يقل صراحة إنه هو الله الذى يستحق التأليه والعبادة ويطالب كل من يلقاه بالسجود له، والصيام لمرضاته، وكان يوفَّر علينا كل هذا المجهود الاستنتاجى؟ هل كان علينا أن نستهلك كل هذا الوقت والمال والجهد لنثبت شيئًا نفاه هو عن نفسه؟
          إن المعجزات التى عملها يسوع قد عملها بقدرة الله تعالى. وهو نفسه قد اعترف بذلك، وأقر نيقوديموس والتلاميذ والمعاصرون بنبوته لله تعالى. فكيف يستنتج الأنبا شنودة وكنيسته ألوهية يسوع على الرغم من وجود هذه الإشارات الصريحة الواضحة على نبوته؟
          إن كل الذين رأوا معجزات يسوع أجمعوا على أنه عبد الله ونبيه إلى بنى إسرائيل: يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
          يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
          يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
          لوقا 18: 35-43 (35وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِساً علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 36فَلَمَّا سَمِعَ الْجَمْعَ مُجْتَازاً سَأَلَ: «مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟» 37فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ. 38فَصَرَخَ: «يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي!». 39فَانْتَهَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ أَمَّا هُوَ فَصَرَخَ أَكْثَرَ كَثِيراً: «يَا ابْنَ دَاوُدَ ارْحَمْنِي». 40فَوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَدَّمَ إِلَيْهِ. وَلَمَّا اقْتَرَبَ سَأَلَهُ: 41«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ». 42فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». 43وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ رَأَوْا سَبَّحُوا اللهَ.)
          لوقا 19: 37-38 (37وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا 38قَائِلِينَ: «مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!».)
          ودليل من الأدلة التى تركها لكم الله تعالى على أن يسوع عبد الله ورسوله، أنه فشل يسوع أن يحقق معجزة إشفاء مريض من أول مرة: مرقس 8: 22-26 (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ») فلك أن تتخيل أن يقوم الإله بتجربة فاشلة، فيحاول مرة أخرى!
          ودليل آخر أن الله تعالى لم يمكنه من تحقيق أى معجزة فى وطنه مسقط رأسه: مرقس 6: 5 (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.)
          ألم يقل لكم يسوع إن الأعمال التى يقوم بها هى من عند الله؟: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          ألم يقل إنه مرسل من عند الله: يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
          وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: حزقيال 37: 10 (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.)
          بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: ملوك الثانى 13: 20-21 (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.)
          وأحيا بطرس امرأة ماتت، ولم تُألهوه، فبأى معيار تسيرون؟ أعمال الرسل 9: 36-41 (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.)
          وها هم الأنبياء يعملون معجزات، يتحكمون بها فى الطبيعة، وما قال أحد إنهم يتحكمون فى الطبيعة، وبذلك أصبحوا من الآلهة: فقد فلق موسى البحر وكانت أرض البحر يابسة، حتى يتمكن أتباعه من العبور: خروج 14: 21 (21وَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ.)
          وضرب موسى الصخرة الصماء فخرج منها الماء: (6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ».) خروج 17: 6
          وفلق إيليا البحر برداء أليشع: ملوك الثانى 2: 8 (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.)
          بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: ملوك الأول 17: 1 (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].)
          وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً: يشوع 10: 12-13 (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.)
          وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى: ملوك الثانى 6: 18 (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.)
          بل جعل الحديد يطفو على الماء: ملوك الثانى 6: 6 (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.)
          ويُشك من الأساس أن يسوع قام بمعجزة ما، فقد قال يسوع نفسه: مرقس 8: 11-12 (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!»)
          متى 12: 38-39 (38حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: «يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.)
          فإن كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....). وعلى ذلك فإن المعجزات تُثبت إيمان فاعلها بالله تعالى!
          لكن هل المعجزة فى الكتاب دليل على الألوهية أم النبوة؟ فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فمن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين، والشياطين الضالين: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....) لأنه معنى ذلك أن الألوهية هذه يصلها أى إنسان يؤمن به ثم يعمل نفس معجزاته. الأمر الذى لم يحدث مع قسيس أو أسقف أو بابا من باباوات الكنيسة، وبالتالى فهو ينفى عنهم كلهم الإيمان الحقيقى بيسوع، الذى يؤدى إلى الخلود فى الجنة، وهو التوحيد الخالص: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
          متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)

          وتتبقى معجزة واحدة قام بها يسوع، يستدل بها البعض على ألوهية يسوع، وهى المشى على الماء، مستنتجين أنه طالما عمل يسوع شيئًا لم يعمله إنسان، ولا يقدر أن يعمله فهو إله.
          وفى الحقيقة هذا منطق غريب لاستنباط عقيدة ما أنزل الله بها من سلطان. فلم يزلها ارب فى كتابه، ولا قال بها يسوع عندما تجسَّد على زعمكم، ولا فهمها الجيل الذى تعلم على يديه. إن كل الرسل أمدهم الله تعالى بخوارق للعادات والطبيعة، وما ألههم أحد. ولو كان بهذه المنطق لكان غيره أيضًا أحق بالتأليه! فمنهم من أوقف الشمس، ومنهم من شق البحر وجعل الأرض يابسة ليمر عليها قومه، ومنهم من جعل الحديد يطفو على سطح الماء، ومنهم من تحكم فى ماء المطر.
          ولو يلاحظ القارىء يجد أن بطرس أيضًا مشى على الماء، ولو لعدة خطوات، ولضعف إيمانه ولشدة الرياح سقط فى الماء. متى 14: 25-33 (25وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ. 26فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! 27فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». 28فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». 29فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. 30وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: «يَا رَبُّ نَجِّنِي». 31فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» 32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».)
          ومن الممكن أن نرى هذا الموضوع بزاوية أخرى، فإذا كان الشيطان هو رئيس سلطان الهواء كما قال بولسأفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ)، فإن الشيطان قد أفسد معجزة يسوع فى جعل بطرس يمشى على الماء، وبالتالى فقد أفسد عمل يسوع، وهدم قوة يسوع ومعجزته. ومثل هذا ليس بإله.

          فالموضوع يرجع إذًا للإيمان، وهذا ما جعل يسوع يقول: يوحنا 14: 12 (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....)
          والملاحظ أيضًا أن الذين رأوا هذه المعجزة ظنوا أن يسوع هو ابن الله المسِّيِّا، الذى هو آخر رسل الله، ولا علاقة لهذا الموضوع بألوهية تجسدت!! أى آمنوا بنبى جاءهم بمعجزة عظيمة، لم يأت بمثلها أحد من قبل!
          وهذا يجعلنا نسأل رجال الكهنوت: من منكم مشى على الماء؟ لا يوجد. فهل مرجع ذلك إلى الإيمان الخاطىء أم إلى عدم الإيمان؟
          وفى الحقيقة مهما قالوا من معجزات ليسوع، فقد بلغ هذا النبى العظيم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وأعلمهم أنه لم يفعل شيئًا من تلقاء نفسه، ولا بقدرته: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
          لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
          متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
          وقال أيضاً: يوحنا 5: 36 (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
          وقال أيضًا: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي)
          وهذا ما فهمه نيقوديموس رئيس اليهود: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          وهذا ما فهمه بطرس التلميذ: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
          بل إن الكتاب الذى يقدسونه لملىء بما يثبت عدم ألوهية يسوع دون استنتاج، وأخص بالذكر أسر الشيطان ليسوع لمدة أربعين يومًا ليجربه (متى 4: 1-10؛ لوقا 4: 1-11)، والله لا يُجرب بالشرور ولا يجرب أحدًا، وذلك كما حسمه التلميذ يعقوب، أخو يسوع: يعقوب 1: 13 (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً)
          ZZZ

          هل تزلزل الأرض بموت يسوع دليل على ألوهيته؟
          كل هذا فى الحقيقة يغنينا عن السير وراء كلمات الأنبا شنودة كلمة كلمة. فهناك فى الحقيقة بعض الجمل التى كتبها أحسست بحزن شديد عليه وعلى كنيسته عندما قرأتها. وتذكرت قول الله تعالى عن فرعون: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (54) سورة الزخرف
          فيشير ص97 إلى ما حدث للطبيعة أثناء صلبه، من حيث زلزلة الأرض، وتشقق الصخور، وشق حجاب الهيكل، والظلمة التى حلت على الأرض.
          فى الحقيقة لقد جانب الأنبا شنودة الصواب، فإن هذه الأحداث، التى تفرد بها متى فقط، حدثت بعد موت يسوع، وليس أثناء الصلب، الأمر الذى يشير إلى أن يسوع لم يكن الله، بل إن هناك إله غيره أمرها بذلك: متى 27: 50-53 (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ 52وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ 53وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.)
          وبالطبع استشهد الأنبا شنودة فقط بـ (متى 27: 51)، ولم يُكمل باقى المعجزات التى يحكيها النص، لأنها فى الحقيقة تُكذب الكتاب الذى يؤمن بقدسيته من جانب آخر. فلو قام القديسون من القبور، لكان يسوع بذلك ليس أول الراقدين من الأموات: كورنثوس الأولى 15: 20 (20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.)
          إن القديسين الذين قاموا من الأموات هم من أتباع موسى u، وسمَّاهم متى قديسين، الأمر الذى يشير إلى عدم وجود ما تسمونه المسيحية، ويؤكد أنكم أتباع ناموس موسى u كما كان يسوع الذى تؤلهونه.
          وهنا نسأله: من الذى زلزل الأرض، وإلهها ميت؟
          هل تزلزلت من نفسها؟ إذًا لقد فقد يسوع سلطانه عليها، ومثل هذا ليس بإله.
          وهل لم تعلم الأرض التى تزلزلت أن الله لا يموت أم كفرت هى الأخرى بالله، أم لم تعرف له قدرًا؟
          ولماذا لا تكون الأرض قد اهتزت فرحًا، من إثبات موت يسوع، وتأكيد عبوديته لله، لأن الله الحق لا يموت؟
          ولماذا لا يكون موت يسوع الإله عندكم من أسعد ما وصل للأرض من أخبار، حيث شعرت أن المحبة ستعم العالم أخيرًا بعد موت هذا الرجل، فرقصت طربًا بموت من عذب البشرية على متنها، وأمر بقتل الأطفال والنساء وشق بطون الحوامل والتمثيل بالجثث؟
          لماذا لا يكون اهتزازها فرحًا بنصر الشيطان على الرب، الذى طرده من الجنة، ولم يعرف الشيطان كيف يقتص منه، فانتظره حتى تجسد، وأمر أتباعه من اليهود بقتله؟
          ثم من الذى أعاد لها سكينتها؟ هل هو إله آخر غير يسوع والآب والروح القدس الذين ماتوا بموت يسوع، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين؟ أم هو إله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء أى الشيطان؟
          كورنثوس الثانية 4: 4 (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.)
          أفسس 2: 2 (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،)
          يوحنا 12: 31 (اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.)
          ZZZ

          كيف لا يكون يسوع هو الإله وقد كانت له ملائكة تخدمه وتخضع له؟
          ويستشهد الأنبا شنودة بعدة أقوال من الكتاب الذى يؤمن بقدسيته، وهى:
          عبرانيين 1: 4 (4صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ.)
          عبرانيين 1: 6 (6وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».)
          يمكننا أن نغض الطرف عن هذه الرسالة كلها، لأن كاتبها مجهول، ولا يُعرف للآن. لكن إذا نظرت للجملة الأولى تجد أن الأنبا شنودة استشهد فقط عبارة (صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ) وترك تكملتها التى توضح أن هذه العظمة بمقدار، وليست مطلقة. كما أن الله تعالى لا تُعقد مقارنة بين عظمته وعظمة مخلوق من مخلوقاته، وبالتالى فالمقارنة هنا بين اثنين من مخلوقات الله تعالى.
          ثم إذا كانت العظمة دليل على الألوهية، فقد أقر يسوع أن الله تعالى أعظم منه، بل أعظم من الكل، ويكفى هذا دليلا على نفى ألوهية يسوع وإثباتها لله تعالى خالقه:
          يوحنا 14: 28 (... لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
          يوحنا 10: 29 (29أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ ....)
          ثم ألا يكفيكم سجود يسوع لله وعبادته له طوال الليل دليلا على عبوديته له؟
          لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
          والنص الثانى فهو إشارة إلى أمر الله تعالى للملائكة أن تسجد لأول مخلوق خلقه الله بيده، وهو آدم. وهذا الأمر تكتمه الكتاب بأكلمه، ولم يرد إلا هنا.
          والنص الثالث الذى أورده الأنبا شنودة هو (وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ)
          يقول النص كاملا: مرقس 1: 13 (12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ 13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ.)
          وأعتقد أن النص لا يحتاج منا لتعليق، فمفهومه وحده ينفى ليس فقط ألوهيته، بل يذهب إلى أكثر من ذلك. فالمفهوم من النص أن الشيطان اعتقله فى الصحراء لمدة أربعين يومًا، ولم تستطع هذه الملائكة أن تخلصه من براثن الشيطان، ولم تنزل لتخدمه إلا بعد أن ترك الشيطان له. ومن هذا يتبين أن الشيطان كان أقوى من الرب وملائكته!! فلا تعليق، وأترك لأعزائى القراء المسيحيين أن يفهموا ما وراء ذلك!
          ويكفينا أن نذكر رأى رئيس التلاميذ وخليفة يسوع فى الدعوة، فهو يقول: يعقوب 1: 13 (لأن الله غير مُجرَّب بالشرور وهو لا يُجَرِّب أحداً)
          والنص الرابع والأخير الذى يستنتج منه الأنبا شنودة ألوهية يسوع يقول: بطرس الأولى 3: 21-22 (21 الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 22 الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.)
          إن النص يتكلم عن ملائكة وسلاطين مُخضَعة، والفاعل مبنى للمجهول، لأنه من المعروف بالبداهة فى كل الأديان أن الله تعالى هو الذى يخضع له الكل، بل سيخضع له يسوع فى الآخرة، كما كان يخضع له فى الدنيا: يوحنا 8: 29 (.. لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ.)
          كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
          وهى نفس تعاليم يعقوب رئيس التلاميذ، الذى يأمر بالخضوع لله وحده: يعقوب 4: 7-8 (7فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. 8اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. ...)
          بل وطالبكم بالخضوع لإرادة الله ومشيئته وتعاليمه، وإلا فسوف يبرأ من المخالف لذلك: متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
          ثم ما رأى بطرس الذى تنسب له هذه الرسالة فى يسوع؟ إنه كان يعتبر يسوع نبى الله، معلم بنى إسرائيل، وأحد ربانييها: بطرس الأولى 1: 3 (3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ،)
          فالله تعالى هو أبو أى إله يسوع الربانى أو الربونى أو الرب أى المعلم. ويطالب من أرسل إليهم رسالته أن يتكلموا بكلام الله، وأن الداعية فيهم فيُمنح قوة من الله تعالى، الذى له المجد والسلطان إلى الأبد: بطرس الأولى 4: 11 (11إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.)
          وعندما نقرأ ما كتب فى الإنجيل المنسوب إلى لوقا، لأدركنا مدى تخبط هذه العقيدة، إذ تحكى الأناجيل عن ضعف يسوع وبكائه، ونزول الملائكة لمواساته! أى إن الملائكة، الذين هم من مخلوقات الله تعالى، كانوا رابطى الجأش وأقوى من الإله!! فكيف هذا؟ لوقا 22: 39-45 (39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. 45ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ.)
          بل إن قول الكتاب إن له ملائكة ليست دليلا على ألوهيته، فقد أقر كتابكم أن الشيطان نفسه له ملائكة، ويُقصد بها هنا أتباعه: رؤيا 12: 9 (9فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ - طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.)
          ولدينا نص من الكتاب هو بشارة بالنبى محمد r، ذكر النص ملائكة هذا النبى، وترجمها آخرون بأنهم أتباعه الأطهار، القديسين: التثنية 33: 2 (2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.) ترجمة (فاندايك)
          وفى الترجمة المشتركة: (2فَقالَ: (أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ.)
          وفى الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (فقال: ((أَقبَلَ الرَّبُّ مِن سيناء وأَشْرَقَ لَهم مِن سِعير وسَطَعَ مِن جَبَلِفاران وأَتى مِن رِبْواتَ قادِش مِن جَنوبِه إِلى المُنحَدَراتِ إِلَيهم.)
          وفى ترجمة كتاب الحياة: (فَقَالَ: «أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ؛ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرَاتِ الأُلُوفِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَعَنْ يَمِينِهِ يُوْمِضُ بَرْقٌ عَلَيْهِمْ.)
          فما قالته الفاندايك القدس تعنى به القديسين، وحرفته الترجمة الكاثوليكية وطمسته وقالته قادش، وأوضحته ترجمة كتاب الحياة، وذكرت أن هؤلاء القديسين هم ملائكة، ولن أعلق على رقم العشرة آلاف، والذى يعنى فى النهاية أتباع الرسول محمد r وقت فتح مكة، فيكفى ما قلته فيها فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسَّيَّا).
          وسنرى فى باقى التراجم الأجنبية أن النص يتكلم عن الملائكة أى أتباع هذا النبى القديسين:
          (er trat heraus aus Tausenden von Heiligen. / Ihm zur Rechten flammte vor ihnen das Feuer des Gesetzes.) Einheitsübersetzung
          (und kam von heiligen Myriaden. Zu seiner Rechten war feuriges Gesetz für sie.) Elberfelder
          (viel tausend Heiligen; zu seiner rechten Hand ist ein feuriges Gesetz an sie.) Luther 1545
          وفى ترجمة Schlachter :
          (kam von heiligen Zehntausen-den her, aus seiner Rechten [ging] ein feuriges Gesetz für sie.) Schlachter
          وفى ترجمة NLT تقول:
          (and came from Meribah-kadesh with flaming fire at his right hand.[2])
          وفى الحاشية ذكر الآتى:
          Or came from myriads of holy ones, from the south, from his mountain slopes. The meaning of the Hebrew is uncertain.
          وفى ترجمة KJV تقول:
          (and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
          وفى ترجمة NLV تقول:
          (He came among 10,000 holy ones. He came with fire at His right hand.)
          وكانت آخر ترجمتين من أدق الترجمات حيث أتى معهم أو فيما بينهم.
          وفى ترجمة ال Webster 1833 تقول:
          (and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.)
          ونستنتج من ذلك أن تعبير ملائكة النبى أى أتباعه الأطهار.
          ثم إذا كانت خدمة الملائكة له دليلا على ألوهيته، فماذا نقول عن خدمته هو لتلاميذه؟ فقد كان يغسل لهم أرجلهم ويجففها. فهل ألهتم تلاميذه لأن من تؤلهونه كان يخدمهم؟
          {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (15) الكهف
          ZZZ
          جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

          8/8/2009
          تم بحمد الله وفضله
          وسيكون قريبا بى دى إف وورد على مكتبة المهتدين
          فقد أردت أن أنزل الكتاب كله فى ملف واحد ورد، ولكننى فشلت، ولا أعلم السبب، ربما يخبرنى أحد بالكيفية وأتمكن من وضعه إن شاء الله
          وآسف للإطالة عليكم

          تعليق


          • #35
            بارك الله فيك أخى الكريم
            اسئل الله ان يرزقكم الاخلاص و ان يجعل عملكم كله خالصا لله وان يعلمكم ماجهلتم و ان ينفع بكم و بعلمكم امة الاسلام اللهم امين

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 03:34 ص
            ردود 0
            27 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 11 مار, 2024, 01:39 ص
            رد 1
            37 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:46 ص
            ردود 2
            29 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 18 ديس, 2023, 02:45 م
            ردود 0
            106 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة رمضان الخضرى  
            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:21 ص
            ردود 0
            106 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
            بواسطة *اسلامي عزي*
             
            يعمل...
            X