هدية لكل متنصر أو عابر:
"لا تتركوا شخصا متعلما ، أو حكيما ، أو عقلانيا يقترب . لأن هذه القدرات حسب اعتقادنا هي قدرات شريرة . أما الشخص الجاهل ، الشخص الغبي ، الشخص غير المتعلم ، الشخص الذي هو مثل طفل ، فلتتركوه يأتي بجسارة ."( ضد سيلزس 3 . 44) هذه صفات المستهدفين في التنصير كما قال العلامة أورجانوس فهل هذه صفاتك يا من تنصرت جاهل,غبي, غير متعلم !!!

بقلم أ. جلال عبد اللطيف
مرحبا بالحوار ومرحبا بحرية الفكر.. ومرحبا بالآخر مادمنا نتحاور ونتناقش بالكلمة.. بعيدا عن دعاوى التخوين .. علنا نصل إلى الحق الذي يحبه المولى عز وجل وإلى وطن قوى يسوده العدل والأمن.. وتعلوه الرحمة والأخوة في زمن يتربص بنا الذئاب من كل مكان لينقضوا على باقى البلاد العربية.. وساعتها لن يرحموا أحدا ً أبدا ً.
وتحية إلى كل من يفتح بابا ً للحوار بين الأطياف المختلفة والأفكار المتباينة ليسد الباب أمام الفتن والحروب والتناحر والتقاتل.. لنجلس جميعا على مائدة الحوار لنصل إلى أهدافنا المرجوة.. وهي رضا الله ثم الأمن والأمان والقوة والرخاء.
منذ أيام وبالتحديد يوم الأربعاء 29 /7 استضاف الإعلامي الكبير الأستاذ/ محمود سعد فى برنامجه الشهير "البيت بيتك" نيافة "الأنبا بيشوى" سكرتير المجمع المقدس فى فقرة دينية مسيحية.. كما يستضيف الشيخ/ خالد الجندي كفقرة دينية إسلامية.
وتكلم الأنبا بيشوى عن أمور شتى في عقيدته المسيحية.
ولكن لنا بعض الملاحظات عليه , أهمها
* أن الأنبا بيشوى أقحم آيات من القرآن ليثبت عقيدة التثليث والتجسيد التي تؤمن بها المسيحية.. وهذه ليست من الأمانة العلمية التي لابد أن يتمتع بها من كان في مثل مكانته.. لأنه يعلم تمام العلم أن القرآن يدعوا إلى عبادة إله واحد وهو "الله الذي لا شريك له".. وليس في القرآن أن المسيح هو ابن الله.. أو أن الله تجسد فى أي أحد.. ولا في أي شيء.
فعندما تكلم الأنبا بيشوي عن السيد المسيح أنه كلمة الله التى تجسدت دون انفصال عن الله.
* فالمسيح كما قال الأنبا مولود من الأب كما تولد الفكرة من العقل.. وقال أن الله هو العقل الكبير فى هذا الكون (مع أنه لا توجد آية واحدة في الإنجيل تقول إن الله عقل) ليثبت أن المسيح هو كلمة الله المتجسدة.. فقال:
وهذا موجود في القرآن ثم قرأ الآية التي تقول: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).
وللأسف ومع احترامي الشديد للأستاذ/ محمود سعد قال له: تمام .
وذلك مما يوهم المشاهد سواء كان مسلما ً أم مسيحيا ً أن القرآن يقر ويعترف أن المسيح هو كلمة الله المتجسدة.. وأن المسيح مولود من الله.. كما تقول المسيحية.. وهذا يعنى اعتراف القرآن بإلوهية المسيح وهذا ما أراده الأنبا.
ثم زاد الطين بلة حينما قال: والقرآن قال (وروح منه) يعنى أن المسيح هو روح الله.. فالروح القدس موجودة في القرآن.
ولما قال له الأستاذ/ محمود سعد:
الروح القدس يعنى الملاك جبريل.
* قال له الأنبا: لا الروح القدس منبثقة من الأب لأنهم يعتقدون أن الروح القدس ثالث الأقانيم.. فالرب عند المسيحيين يتكون من ثلاثة أقانيم وهى: "أقنوم الأب.. وأقنوم الابن.. وأقنوم الروح القدس" والأب إله حق والابن إله حق والروح القدس إله حق.. والثلاثة إله واحد لا ثلاثة آلهة.
ولا حرج أن يتكلم الأنبا عن عقيدته فهذا إيمانه.. ولكن الخطأ وعدم الأمانة العلمية أن يستشهد بالقرآن ليوهم السامع أن عقيدة التثليث والتجسيد والأقانيم الثلاثة موجودة في القرآن.
لا يا سيادة الأنبا.. لقد لبست على الناس أمر دينهم.. وللأسف لم يجد من يرد عليه لا من المستمعين ولا من مقدم البرنامج نفسه.
* المسيح في القرآن موصوف بأنه هو كلمة الله فعلا ً.. ولكن ما معنى الكلمة؟
لابد أن تنظر إليها بأمانة كما ذكرها القرآن وبينها في موضع آخر (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ).. هذا هو معنى الكلمة.. أن الله خلقه كآدم (عليه السلام) ثم قال له: كن فكان.. فهذا هو معنى الكلمة عند جميع علماء المسلمين.. وليس كما قلت حضرتك وألفت !!!.
فإذا كان عيسى هو كلمة الله لأنه خلق بكلمة "كن".. فآدم أيضا ً كلمة الله لأنه خلق بكلمة "كن".
وعيسى هو روح الله لأنه نفخ فيه من روحه.. فآدم كذلك روح الله لأنه سواه بيده ونفخ فيه من روحه ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ).
وكل إنسان نفخ فيه من روحه (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ* ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ).
وإذا كنت تظن أن كلمة "روح الله" تعنى أن الروح هي الله.. فهل كلمة "بيت الله" تعنى أن البيت هو الله.. وهل كلمة "ناقة الله" تعنى أن الناقة هي الله؟!!!! إنها إضافة تشريف يا سيادة الأنبا.
فيا سيادة الأنبا ليس في القرآن تثليث كما فى المسيحية.. ولا أقانيم بل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *الله الصمد* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ).


ثم سقط الأنبا سقطة أخرى.. وتكلم فيما ليس له به علم.. ولم يكن أمينا حينما استدل على عقيدة تجسيد اللاهوت في الناسوت بأن الله في القرآن تجسد في شجرة.. فكيف لا يتجسد فى إنسان واستدل على ذلك بقوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
فمن أين جاء سيادته بهذا الكلام؟!!
* إن معنى هذه الآية كما يقول كل علماء المسلمين: (ارجع لتفسير القرطبي والطبري وابن كثير) "أن الله سبحانه وتعالى كلم موسى عليه السلام من فوق سبع سموات.. وسمع موسى كلامه فى هذه البقعة المباركة عند الشجرة التى نبتت عند الشاطئ".
وأتحدى الأنبا أن يأتي بقول أحد من علماء المسلمين يقول أن الله تجسد فى الشجرة لموسى عليه السلام.. فأين الأمانة العلمية التي لابد أن يتحلى بها سيادته!!!!!!!!
ثم أقول لسيادة الأنبا:
لماذا تستدل بالقرآن على عقيدتك؟!!
فهل تؤمن بالقرآن؟!!
فإن كنت تستدل بالقرآن فاستدل بباقي الآيات التي تكلمت عن عيسى (عليه السلام) (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً).
(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).
فلماذا لا تستدل بكل ما جاء عن المسيح في القرآن.. أم هو الهوى والتلبيس؟!!
ثم يا سيادة الأنبا ألم تجد في الإنجيل ما يدل على عقيدة التجسيد والأقانيم والتثليث فجئت بأدلة من القرآن؟!!!
وهذا حقيقي فعلا ً.. فلا يوجد فى كل الأناجيل كلمة أقنوم أو كلمة تثليث!!!!
وأتحدى سيادة الأنبا أن يذكر لي آية في الأناجيل على لسان السيد المسيح تشرح معنى كلمة أقانيم وأن المسيح قال أنه الأقنوم الثاني.. أو أنه قال أنا الله الظاهر فى الجسد.. أو حتى آية تقول أنه قال أنا الله فاعبدونى!!!!!!
إن عقيدة التثليث وضعت فى قانون الإيمان.. وقانون الإيمان قد وضعه مجمع نقية المسكوني سنة325م.. وأكمله مجمع القسطنطينية المسكونى 381م.. لذلك يسمى بقانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني.
(ارجع إلى تاريخ قانون الإيمان المسيحى)!
حتى الآية التي استدل بها الأنبا على التجسيد اختلفت فيها الترجمات.. فقد استدل الأنبا بما جاء فى الرسالة الأولى إلى "تيموثاوس 3 / 16".[ترجمة الحياة].
وباعتراف الجميع، أن سر التقوى عظيم: الله ظهر في الجسد، إلا أن جميع الترجمات ماعدا الفانديك والحياة لم تذكر لفظ ( الله ظهر فى الجسد).. بل ذكرت (الذى ظهر في الجسد) والمقصود المسيح وليس الله وهذا خلاف جوهرى لمن يدقق النظر.
وهذا هو أحد النصوص الانجليزية التى تثبت هذا الكلام
[cev]: Here is the great mystery of our religion: Christ came as a human.
وكلمة christ تعنى المسيح عليه السلام أنه هو الذي ظهر في الجسد.. وليس الله.
فمن أين أدخلت هذه الكلمة؟؟؟؟؟؟
وها هي الترجمات العربية الأخرى تقول نفس الكلام هو أو الذي.. ولا تذكر لفظ الجلالة.. [الترجمة العربية المشتركة].
ولا خلاف أن سر التقوى عظيم الذي ظهر في الجسد [الترجمة اليسوعية الحديثة].
ولا خلاف أن سر التقوى عظيم قد أظهر في الجسد (لاحظ أن الفعل مبنى للمجهول) [ترجمة الأخبار السارة]
ولا خلاف أن سر التقوى عظيم الذي ظهر في الجسد
أرأيت سيادة الأنبا أن النص أصلا ً محرف !!!!!!!!!.. لذا لجأ الأنبا إلى القرآن ليجد ضالته.
أما لفظ التثليث فلم يرد أبدا ً في الإنجيل.. وهذا ليس كلامى إنما كلام القواميس الأجنبية والموسوعات المسيحية.
اقرأ بنفسك ها هي المصادر المسيحية الأجنبية:
(illustrated bible dictionary, intervarsity press, tyndale house publishers, 1980, part 3, p. 1).
"the word trinityis not found in the bible.... It did not find a place formally in the theology of the church until the fourth century"
ترجمة النص:
كلمة الثالوث لا توجد في الإنجيل ... ولم تجد هذه الكلمة مكان رسمى فى تعاليم الكنيسة الدينية حتى القرن الرابع.
(new catholic encyclopedia, 1967, vol. Xiv, p. 304).
the trinity "is not directly and immediately the word of god"
ترجمة النص:
* التثليث: ليست كلمة مباشرة.. وليست كلمة فورية من الله.
* وأخيرا ً نتمنى إذا أقحم الأنبا نفسه في الاستشهاد بآيات من القرآن أن يكون أمينا في النقل.. وأن يستشهد بكل ما ورد فى القرآن على ما يستشهد به حتى يكتمل المعنى أو أن يبحث في كتابه عن صحة معتقده وليس له دخل بالقرآن.
كما أرجو من الأستاذ الإعلامي الكبير/ محمود سعد ألا يقر على تفسير القرآن إلا إذا كان عالما من علماء المسلمين .. وممكن يستعين بالمداخلات لعلمائنا إذا احتاج الأمر.. بدلا ً من أن يشارك دون قصد منه.. في أن القرآن يقول بالتثليث أو التجسيد.
* ونهيب بعلمائنا الأجلاء ممن يشاهدون هذا التلبيس أن يبينوه للناس مباشرة.. أو يردوا من خلال قنواتهم الفضائية.
وهناك بعض المغالطات الأخرى ربما نقف معها في مقال آخر إن شاء الله تعالى.
والله هو الهادي إلى صراطه المستقيم.