تويت
محـــل إقــامة
بقلم أمانى صلاح الدين محمد
يسعى الكثيرون منا إلى تحسين محل إقامته وكل منا يبذل قصارى جهده ليكون محل إقامته أفضل مكان كما يسعى جاهداً لأن يبقى هذا المحل فى أبهى وأروع صورة .
كما تتبارى جميع أفراد الأسرة فى إنتقاء الأثاث والمفروشات وألوان الحوائط وخلافه ومراعاة التناسق والذوق فى كل كبيرة وصغيرة واسمحوا لى أن أساندكم بالقليل من الخبرة فى هذا الشأن .
أخى المسلم .......... أختى المسلمة
فى البداية لا بد ان تبدأ بالتأكد من أساسات البناية التى تسكنها والأساس الأول هو التقوى " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ " التوبة 109 .
ثم نتأكد من السقف والذى يجب أن يكون حدود الله التى لا يجب تجاوزها أبداً أبداً
" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم "النساء 13
ويجب أن تكون الجدران قوية قوامها الإيمان تمنع عن عينيك المحارم وعن أذنيك التجسس وتحصنك من كل شيطان رجيم " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا " النساء 76 .
أما الألوان فيجب ان تكون ألوان الطاعة مزينة بنقوش الرضا والتوكل . وأما الأرضيات فيجب أن تكون مستوية ممهدة دائما لطريق الخير حتى لا تتعثر " أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مستقيم " الملك 22.
نأتى بعد ذلك إلى الأبواب والتى يجب أن تعرف متى تفتحها ومتى تغلقها وكيف تُستخدم يجب أن تكون مفتوحة للخير مغلقة أمام الشرور " فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر " المحدث: الألباني - الصفحة أو الرقم: 296 خلاصة حكم المحدث: حسن .
ولاتنسى أن تكون المصابيح كلها من أثمن وأغلى الأنواع فهى تنير الظلام وتشع النور فى كل مكان ولا تنسى مصباح الهدى ونور الهداية سيدى وسيدك محمد صلى الله عليه وسلم واتبع النور الذى أنزل به من عند الله الحكيم العليم " وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ " النمل 6 .
أما عن بيت الخلاء فيجب ان يكون مصرفاً جيداً لكل إساءة و حقد وشر وضغينة .
أخى المسلم ..... أختى المسلمة
محل إقامتك الدنيوى هو ما ستحمله معك فى محل إقامتك الأبدى فكل زينة فيه تنتقل معك إليه وكذلك كل رزيلة فاحرص أن يكون محل إقامتك على أحدث طُرز الإيمان وأروع أشكال التقوى وأرقى فنون التعامل .
ولاتنسى هذه الأبيات الجميلة لسيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه :
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بنـــــــــــاها بخير طاب مسكنها وإن بنــــــــــــــاها بشر خاب بانيها
أختكم الفقيرة إلى الله
أمانى صلاح الدين
تعليق