الأخ الكريم

بالنسبة لكتب أهل السنة في التأريخ كالكامل لابن الأثير أو البداية و النهاية لابن كثير أو تاريخ الطبري فلم يدعي أحد منذ قبل أنها كتب صحيحة

و أذكر أن الشيخ محمد حسان تحدث عن تلك الكتب و أثبت أن هناك ضغوط كثيرة حول أولئك العلماء في فترة كتابتهم لتلك الكتب , و لكنهم أحسنوا بان تركوا أخبارهم مسنده فيمكن للمحقق أن يتبين الصحيح من الضغيف من تلك الأخبار

و من الجميل مراجعة قول الطبري نفسه في بداية كتاب التاريخ حيث قال رحمه الله

(( ... وليعلم الناظر في كتابنا هذا ، أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه ، مما شرطت أنى راسمه فيه ، إنما هو على ما رويت من الاخبار التى أنا ذاكرها فيه ، والآثار التى أنا مسندها إلى رواتها فيه ، دون ما أدرك بحجج العقول ، وأستنبط بفكر النفوس ، إلا اليسير القليل منه ، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين ، وما هو كائن من أنباء الحادثين ، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم ، إلا بإخبار المخبرين ونقل الناقلين ، دون الاستخراج بالعقول ، والاستنباط بفكر النفوس ، فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين ، مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ، ولا معنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا ، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا ، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا ...))

و بالنسبة للحديث عن الفتنة فهذا أمر يطول جدا و تحقيق الأحداث فيه أمر شاق جدا

و ملخصه أن الصحابة لم يكونوا يتقاتلون على إمارة و لكن كل منهم كان له وجهة نظره في تحقيق العدل و إقامة الدولة

فمعسكر سيدنا معاوية كان يرى بأنه لابد من القصاص من قتلة عثمان قبل أخذ البيعة

و معسكر سيدنا علي كان يرى بضرورة تجميع الدولة في البداية و حل كثير من الأمور الداخلية قبل السعي لأخذ القصاص

و في الوسط دخل الفتنة أناس أجادوا التفريق بين المعسكرين مثل عبد الله بن سبأ

بينما اعتزل معظم الصحابة تلك الفتنة

و أدعوك لعدم الخوض في هذا الأمر و لتأخذ بنصيحة عمر بن عبد الزيز حينما سُئل في أمر الفتنة فقال

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون

هذا النص الذي أوردته في الكامل لابن الأثير و ليس لابن كثير ،
الأمر الآخر ، هذا النص لا إسناد له ، و لكن هل يعني ذلك أن نضرب بهذا النص عُرض الحائط ، بالطبع ليس الأمر بهذه الصورة ،
فكُتاب التاريخ إما أن يكونوا قد عاصروا الواقعة فيسردونها كما رأوها ، أو أنها قد أخذوا الوقائع عن غيرهم من الكُتاب و الرواة ،
و الذي يظهر لي أن ابن الأثير قد أخذ هذا الكلام من مضمون الأثار المسندة ، في كتب صُنفت قبله ،
فحذف الأسانيد ، و ذكر الوقائع بأسلوبه الشخصي ، حسبما فهم من مجموع الأثار و قد يكون في هذه الأثار ما هو ضعيف بل ما هو موضوع مكذوب . فعليك بكتب التاريخ المُنقَحة المُفنِدة لهذه الوقائع الفارقة في تاريخ الأمة ،
مثل كتب الصلابي و الشيخ جمال عبد الهادي ، و كتب راغب السرجاني ، و غيرهم من محققي التاريخ الإسلامي .

يجب تصحيح العنوان إلى الكامل لإبن الأثير

جزاك الله خيراً استاذنا / باحث سلفي، هو كذلك فعلاً، و من قرأ مقدمة المؤلف، علم ذلك، وفي كتابه أغلاط كثيرة ...
تم أخي الكريم ...

مشكورين إخوتي على التوضيح وبارك الله في أقلامكم