سيدنا يوسف ذهب معهم لرعي الغنم فمن الطبيعي أن يحوم حول القطيع قطيع آخر من الذئاب يتحين الفرصة للانقضاض على ما يمكن أكله
فطبيعي يتبادر إلى ذهنه أن يأكله الذئب
أما عن سبب اختيارهم لنفس الطريقة فهذا لأن احتمال حدوثها كبير
يعني مثلا شخصين كانوا يمشوا في طريق سريع فقتل أحدهما الآخر فالسبب المنطقي والأكثر احتمالا هو أن تدهسه سيارة كذلك الحال مع قصة سيدنا يوسف
أما عن أن ما تبقى منه هو قميصه فالذئب ممكن أن يحمل الطفل الصغير إلى مكان آخر ومن الممكن أنهم أخذوا قميصة ليدل على أنهم قاوموا الذئب ولكنهم لم يوفقوا

ومن المحتمل أن نبي الله يعقوب قد قال لهم " وأخاف أن يأكله الذئب " كي تحن قلوبهم علي أخيهم الصغير ويزدادوا شفقة عليه (ولا يهملوه بتركه وحيداً) .فيضره أي شئ (وهذا من الأساليب النفسية في الإرشاد والتوجيه) . ومن البديهي أن أكثر أنواع فقدان الأحبة قسوة وإيلاماً أن تأكله ضارية أو يموت فزعاً وألماً
أما عن حجتهم التي تراها غير منطقية:
"إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ " فلأنهم أرادوا ألا يرد لأباهم أي أمل أن يعثر عليه فيتناساه .وهم أرادوا بذلك أن يخل لهم وجه أبيهم .كما ذكر لنا ربنا,
كما أنهم رعاة والذئاب تخاف من الجماعات حتي لو كانوا ثلاثة وتتحين الفرصة لخلو أي فريسة من جماعتها لتلتهمها .وبالفعل الحيلة لم تنطلي علي يعقوب وأدرك جريمتهم . ولم يبلغوا مرادهم بل ظل يعقوب يتحسر علي يوسف حتي رده الله إليه .
وأيضاً ذكرهم بالكذب بشاعة الحادث كناية عن غلظتهم وقسوتهم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب "هيثم عبد الغنى" رجاء أخي الفاضل ما هو مصدر حضرتك على قولك :

من أخبرك أخي الحبيب أنها كانت غير شائعة ذلك الوقت! خاصة في البيئة الصحراوية القائمة على الرعي؟!

بارك الله فيكم .

مرحبا أخى (( هيثم )) لحين توضح .. مصدرك فيما قولته فيما يسبق ذلك ..
أوضح لك تلك النقطة بإذن الله ..

قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا
غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ
وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ
عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخاسِرُونَ (14)

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ
هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا
نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا
صادِقِينَ (17) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ
جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (18)


( فأكله الذئب ) في قصة يوسف عليه السلام.

قد يطرأ سؤال مؤادّاه : إننا بعقولنا البشرية, قد نقول في هذا المقام:
فافترسه الذئب, وبخاصة وأن الذئب حيوان مفترس, من شأنه أن يهجم على
فريسته, فيشبع بطنه, ويرد جوعته, بافتراس ما تيسر له منها من شحم أو لحم
أو عظم ودم, وسرعان ما ينصرف عنها تاركاً سقطها:

دمـاءً تنزف, وعظما تهشمّ, وبقايا مختلطة من جلد وشعر, وما إلى ذلك.
ومعنى هذا أن ( الافتراس ) يعقبه عادة بقايا من الفريسة أو الضحية.

وفي ضوء هذا, لم يكن ممكنا لإخوة يوسف- وهم يكذبون على أبيهم- أن يقولوا
له : إن الذئب قد ( افترس) أخاهم, وإلاّ لـسألهم الأب عما تبقّى من ابنه بعد
حادثة الهجوم والافتراس.

وهنا فقد كان لهم أن يفتضح أمرهم,حيث لم يكونوا قادرين على إخفاء جريمتهم
ولذلك فقد اختاروا-أو بالأحرى- اختار القرآن الكريم لهم أن يجيئ تعبيرهم بفعل
( أكل ) في هذا السياق, وذلك بدلاً عن فعل ( افترس ) حيث كان ( الأكل )
يداري فعلتهم النكراء, وجريمتهم الشنعاء, إذ هو إتيان على المأكول كله, دون
ترك آثار منه. ومعنى ذلك أن التعبير بالأكل, دون الافتراس قد جاء تغطية أمينة
لموقفهم الفاضح, وفعلهم الجاهل. وهذا بالضبط هو ما قصدناه من تلاؤم اللفظ
مع الدلالة, بل أيضا مع الموقف والسياق.

ومعك حق فيما تعجبت من الأكل ووجود القميص كاملا وهذا ما كشف كذبهم
وأعلم أباهم أنهم كاذبون :

(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) أي إنهم جاءوا بقميصه ملطّخا ظاهره بدم غير دم
يوسف، وهم يدّعون أنه دمه، ليشهد بصدقهم، فكان دليلا على كذبهم، ومن ثم
قال: (عَلى قَمِيصِهِ) ليستبين للقارىء والسامع أنه موضوع وضعا متكلّفا،إذ لو
كان من افتراس الذئب لتمزّق القميص، وتغلغل الدم في كل قطعة منه،ومن أجل
هذا كله لم يصدقهم وقال لهم ما يفيد : ليس الأمر كما تدعون،بل سهلت لكم
أنفسكم الأمّارة بالسوء أمرا نكرا وزيّنته في قلوبكم فطوعته لكم حتى اقترفتموه،
وسأصبر صبرا جميلا على هذا الأمر الذي اتفقتم عليه حتى يفرّجه الله بعونه
ولطفه، وإني أستعين به على أن يكفينى شر ما تصفون من الكذب.

يقول الخطابيّ ( ت388هـ) :

(إن الافتراس معناه في فعل السبع القتل فحـسـب, وأصــل الفـَـرْس دقُّ العنق.
والقوم إنما ادّعو على الذئب أنه أكله, وأتى على جميع أجزائه وأعضائه, فلم
يترك منه مفصلا ولا عظما, وذلك أنهم خافوا مطالبة أبيهم بأثر باق منه يشهد
بصحة ما ذكروه, فادّعوا فيه الأكل ليزيلوا عن أنفسهم المطالبة, والفـَـرْس لا
يعطي تمام هذا المعنى, فلم يصلح على هذا أن يعــبـَّـر عنه بالأكل.)

( انظر كتاب د/ محمد محمد أبو موسى : الإعجاز البلاغي . ص 60 ).

هذا نقلته من كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين :
والرواية عن وهب بن منبه ؛ وهو من أصحاب الإسرائيليات ؛ فلا أدري هل هي صحيحة أم لا
المهم أنه يقول ان سبب قول يعقوب عليه السلام أخاف أن يأكله الذئب هو رؤيا رءاها في منامه

الأستاذ هيثم ....
تقول:

يعنى ع الاقل ازاى سيدنا يعقوب رغم حكمته انه ميسئلش عن الجثه يعنى لايعقل ان ياكل الذئب بنى ادم كاملا ويترك قميصه فقط؟؟؟؟؟؟؟

ويقول الله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا يعقوب في الآية التي اقتبستها في مشاركتك:

.... قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }

فمن الواضح من سياق الآيات أن نبي الله يعقوب عليه السلام لم يصدق ادعاء الإخوة، وقال لهم بوضوح: "بل سولت لكم أنفسكم أمراً" .. وقد أكد سياق الآيات بعد ذلك في أكثر من موضع على عدم تصديق سيدنا يعقوب لهم.

يَقُولُ ابْنُ كَثِير رَحِمهُ الله : { يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ نَبِيِّهِ يَعْقُوبَ أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ فِي جَوَابِ مَا سَأَلُوا مِنْ إِرْسَالِ يُوسُفَ مَعَهُمْ إِلَى الرَّعْيِ فِي الصَّحْرَاءِ : { إِنِّى لَيَحْزُنُنِىۤ أَن تَذْهَبُواْ بِهِ } أَيْ : يَشُقُّ عَلَيَّ مُفَارَقَتُهُ مُدَّةَ ذَهَابِكُمْ بِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ ، وَذَلِكَ لِفَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُ ، لِمَا يَتَوَسَّمُ فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ الْعَظِيمِ ، وَشَمَائِلِ النُّبُوَّةِ وَالْكَمَالِ فِي الْخُلُقِ وَالْخَلْقِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ . وَقَوْلُهُ : { وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ ٱلذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَـٰفِلُونَ } يَقُولُ : وَأَخْشَى أَنْ تَشْتَغِلُوا عَنْهُ بِرَمْيِكُمْ وَرَعْيَتِكُمْ فَيَأْتِيهِ ذِئْبٌ فَيَأْكُلُهُ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [ تَفْسِير ابْنُ كَثِير ] .

وَيَقُولُ ابْنُ الجُوزِي رَحِمهُ الله : { وفي علة تخصيص الذئب بالذكر ثلاثة أقوال: أحدها: أنه رأى في منامة أن الذئب شد على يوسف، قاله أبو صالح عن ابن عباس.والثاني: أن أرضهم كانت كثيرة الذئاب، قاله مقاتل.والثالث: أنه خافهم عليه فكنى بذكر الذئب، قاله الماوردي. } [ زاد المَسِير فِيْ علمِ التَفْسِير ]

وَيَقُولُ الماوردِي رَحِمهُ الله : { قوله عز وجل: { قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخافُ أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون } فيه قولان: أحدهما: أنه قال ذلك لخوفه منهم عليه، وأنه أرادهم بالذئب، وخوفه إنما كان من قتلهم له فكنى عنهم بالذئب مسايرة لهم، قال ابن عباس فسماهم ذئاباً.والقول الثاني: ما خافهم عليه، ولو خافهم ما أرسله معهم، وإنما خاف الذئب لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى.وقال الكلبي: بل رأى في منامه أن الذئب شَدّ على يوسف فلذلك خافه عليه. } [ النَكت وَالعِيون ]

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم أخوانى وأخوتى ..

والأمر ببساطة يمكن تلخيصه فى أن سيدنا يعقوب تنبأ بأن سيدنا يوسف من الممكن أن يقع له
سوء من أخوته .. وهذا واضح من الآية الكريمة ..((1))
﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ
يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)﴾ (يوسف)

فهو من الممكن باعتباره كأب يعرف ويشعر بغيرة أبناءه لأخيهم لما يلمسوه من حبه الشديد له
ولشقيقه (( بنيامين )) أيضا ..
وأن هذا الشك زاد عنده خاصة بعد أن قص عليه ولده رؤياه التى تفيد سيادته مستقبليا ومكانته التى سيصل
إليها فضلا عن باقى أخوته..


_____________________________________
أما لو دققنا فى استبعاد سيدنا (( يعقوب )) لنبأ أكل الذئب ليوسف .. فيمكن من خلال نقطتين ..
نعرف لماذا لم يصدق أبناءه ..وعرف أنهم كاذبون ..؟؟

((1)) لأن سيدنا يوسف أخبره برؤياه .. التى تفيد بعلو مكانته مستقبليا .. فإن مات فكيف ومتى ستتحقق؟؟!!!!

(( 2)) أن القميص الذى أتوا به وأدعوا إن عليه دماء يوسف .. ظهر منه أن الدم متكلف وكذب وليس لإبنه
وكيف بقميص كامل لشخص من المفترض أن ذئبا أكله لا يتخلله الدم ولا يمزق بالصورة التى تثبت ذلك ؟؟
وهذا ما تعرفه من قمة الإعجاز البلاغى فى استعمال (( على قميصه )) ..

وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ)

___________________________________________

نجد أيضا بعد مرور سنوات عدة ... ما يثبت أن سيدنا يعقوب لم يصدق نبأ موت ولده
يوسف .. وهذا كان جليا من كلمات الآيات الكريمة عندما ظل سيدنا بنيامين مع أخيه يوسف
بمصر بعد حادثة (( سرقة سواع الملك )) ..وعندما أتى له بقميص النبى يوسف .. ورد
إليه بصر بعد أن شمه بل معرفته ..بأنه لازال حيا يرزق بأن شم رائحة يوسف قبل أن
يأخذ قميصه كما ظهر من الآيات ..... وسبحان الله رغم مرور سنوات لا يزال يتذكر
رائحة جسد ولده .. وقال لهم ..


﴿يَا بَنِي اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا
يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ (87)


لماذا ذكر (( يوسف )) مع أنه من المفترض أنه ميت وليس هناك ما يثبت أنه حيا حتى الآن ..؟؟!!
ولكننا نجد ما يفيد بأن الله أعلمه بأم ولده لازال حيا .. قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ



﴿اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
(93) وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)
قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ
فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (96) قَالُوا يَا أَبَانَا
اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)﴾ (يوسف).

دكتورة سوليما لقد جئت بالخبر اليقين من كتاب رب العالمين .. وحي من الله لنبيه يعقوب

الله سبحانه وتعالى حذر الإخوة من فعلتهم على لسان أبيهم قبل كإنذار أول
ثم حذرهم مرة أخرى على لسان يوسف نفسه عندما أنبئهم بنواياهم

فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ [يوسف:15]

وهذا من رحمة الله بالعباد بأن لا يتركهم للشيطان وأنفسهم دون تحذير وإشارة .. لكن القلوب القاسية والعازمة على فعل الشر لا تنظر إلى هذه الإشارات وتتجاهلها ولا تتفكر بها .. والمؤمن تهيم نفسه أحيانا بالمعصية لكنها سرعان ما تعود عنها قبل فعلها مع أول إشارة مهما كانت خفية عن الآخرين.

بارك الله فيكم أخى (( وائل )) ومن لطف الله ورحمته بعبده ونبيه (( يوسف ))
بأن أوحى إليه ما يفيد إنقاذه والنجاة.. ووأنه سيخبر أخوته بما فعلوه به مستقبليا ..
وكأنها إشارة ربانية ليطمئن قلب ذلك الصغير الملقى وحيدا فى بئر ...

سبحان الله اللطيف الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

ما شاء الله ردود الأخوة والأخوات شاملة وكاملة من جميع النواحي

بارك الله فيكم جميعا،

طيب سيدنا يعقوب عليه السلام ليه مقلش اخاف ان يفترسه الذئب؟ وقال اخاف ان ياكله الذئب؟
اذا كان هو فى الاخر لما اولاده قالوله ان الذئب اكل يوسف مصدقهمش لاان مفيش ذئب هياكل انسان كامل وميسبش حاجه من جثته او مفيش ذئب هياكول انسان ويسيب قميصه؟

أخ هيثم أرى ان معظم اسئلتك في هذا الموضوع وغيره تدور حول علم الله بالغيب حاضره ومستقبله وماضيه .. فإن آمنت بأن الله عالم الغيب ومقدر الأمور ما كان وما سيكون ترتاح نفسك وتجاب أسئلتك.

لقد سبق وقلنا أن الله سبحانه وتعالى بعلمه للغيب نبئ النبي يعقوب بما فعل وسيفعل أبنائه وكذلك أنبئ النبي يوسف بذات الأمر لحكم منها ذكرنا تحذير الإخوة من فعل الشر فلم يأخذوا بالإشارة وأصروا على فعلهم .. حكمة أخرى هي الربط على قلب يعقوب ويوسف وتصبيرهم لقضاء الله مثلما ربط على قلب أم موسى حين اوحى لها برميه في اليم.

فإن سلمنا بذلك نعلم ان الفعل صدر عن إخوة يوسف وكذلك الكلام المبرر للفعل (أكله الذئب) هو لإخوة يوسف وليس ليعقوب .. وكما وضحه لك الإخوة سابقا بالفرق بين الإفتراس والأكل .. فإختيار لفظ الأكل منهم كي لا يطالبهم يعقوب ببقايا يوسف من الإفتراس .. ولكن كما قلنا أن الوحي للنبي يعقوب بما سيكون من أبنائه فعلا وقولا كان لتحذيرهم فجاء على لسان يعقوب قولهم هم قبل أن يقولوه علهم يتعظون ويعودوا عن نيتهم للفعل ... والله أعلم.

السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته

ما شاء الله على ردودكم أخواني وأخواتي

جزاكم الله خيراً كثيراً

وبارك الله فيكم