[align=right]سألت هذا السؤال لكثير من النصارى على اختلاف طوائفهم ..

ومحصلة إجاباتهم كانت كالتالي : ..

فالبروتستانت ينتهزون الفرصة لتصفية الحسابات مع الكاثوليك ويقولونها صريحة قاطعة : الكنيسة - الكاثوليكية طبعًا - هي السبب الرئيسي في جهل وتخلف الشعوب في القرون الوسطى ..

والأرثوذكس لنفس السبب يقولون نفس الشيء لكن بشكل أضعف .. أضعف لأن الغربيين منهم - من الأرثوذكس - كانت شعوبهم في جهل وتخلف هي أيضًا .. وأما الأرثوذكس من أهل الشرق فكانوا متهمين بقلة الإيمان التي أدت بهم إلى أن سلط الله عليهم عدوهم ! (يقصدون المسلمين طبعًا)

وأما الكاثوليك فبعد المنازعة في حجم أخطاء الكنيسة ، يعترفون إجمالاً بأن الكنيسة الكاثوليكية كانت فعلاً من أسباب جهل وتخلف شعوبها في القرون الوسطى .. ويعتذرون عن هذا بأن الكمال والعصمة لله وحده ! وبأن الكاثوليكية غيرت من نفسها وتفادت أخطائها وهذا تُحمد عليه ولا تُعاب !

واتفق الجميع على أن ما تمر به أوربا خير مما كانت عليه تحت ظل الدين ..

وهذا هو السبب في أن النصرانية منهزمة نفسيًا وعقليًا وعلميًا أمام الإلحاد .. مع أن معها من الحق أكثر مما مع الإلحاد ، وهي أقرب إلى الحق منه ، وبعض الشر أهون من بعض .. لكن المغفلين أعطوا للملاحدة أكتافهم شاكرين ! .. وهذا كما أنهم قديمًا تركوا تعاليم المسيح والأنبياء إلى علوم أرسطو واليونان .. وكلنا سمع بابا الفاتيكان - حين تهجمه الأخرق على الإسلام - يفتخر بتوافق مذهبه ودينه مع ما قرره أرسطو ! .. هذا غاية أمله وأمانيه !

ولذلك لا وزن لما يشيعه النصارى من أن دينهم أو كتابهم هوجم على مر القرون وثبت .. لا وزن لهذا الهراء لأنهم قدموا الكثير والكثير من التنازلات بخصوص دينهم أو معتقداتهم أو كتابهم .. وليس هذا من الثبات في الشيء ..

إنما الثبات هو ما عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. فلا تزال فيها طائفة على الحق ظاهرين على عدوهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم .. يقفون في وجه كل الدعوات الباطلة للتغريب والعلمانية والإلحاد والفساد والإفساد ..

هذا مصداق ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ..

هذه الطائفة الثابتة على الحق لا تجدها في أي ملة أو نحلة أخرى ..

هذه خصيصة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .. إذ ليس بعده نبي ..

من هنا نفهم سر الغيظ والحنق الشديد على هذه الطائفة كلما تمسكت بالحق وعضت عليه بالنواجذ ..

نسأل الله أن يمن علينا بالدخول في هذه الطائفة المنصورة .. حسبها نصرها بالثبات على الحق .. وكفى به نصرًا مبينـًا .
[/CENTER]

لا يمكن لسحابة أن تحجب الشمس