الله سبحانه وتعالى تعامل ورد على كلا المعنيين معا فنفى صراحة كل معاني الكلمة في قوله تعالى في سورة الاخلاص :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) }

فنفي الولادة بأن يلد الله (والعياذ بالله)
ونفي الولادة لله بأن يولد (والعياذ بالله)

وقال أيضا سبحانه وتعالى ردا على كل أهداف واعمال اعتقادهم في آخر سورة المائدة :
{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) }

1- فنفي ادعاء عيسى عليه السلام على لسانه انه طلب منهم عبادته
2- او حتى عبادة أمه وهي السيدة مريم عليها السلام

وهذا هو حالهم فعلا وعملا وان نفوا ذلك أو بعضه قولا او قالوه على استحياء بكلمات اخرى


وبالتالي فرد القرآن عليهم كامل وشامل لهم بكل مللهم وطوائفهم بأن اعتقادهم باطل قولا وعملا

لأنهم قالوها أخي

مجاز عن ماذا ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المشكلة الحقيقية أخي ليست فيما ذكرت بل في حقيقة الإيمان المسيحي والتحوّلات الكثيرة التي تعرّض لها
وهذا أمر مهم يجب ألا نتجاهله

هل كل النصارى يعتقدون فقط بالأقانيم الثلاثة وتساويها ؟؟
هل يؤمنون بهذه الأقانيم منذ بداية وجود المسيح عليه السلام أم أن هناك تحوّلات عقائدية خطيرة طرأت على هذه العقيدة ؟؟

يا أخي القرآن الكريم نسف اعتقادات النصارى كلها بدءا من تأليه المسيح عليه السلام أو اعتباره أقنوما من ثلاثة أقانيم أو ابنا لله - تعالى الله عن الولد - مرورا بتحديد نوعية هذه الأقانيم وانتهاء بتأليه أحبارهم ورهبانهم
هذه كلها عقائد نصرانية يتخبّط فيما بينها النصارى بجميع فرقهم وقد جاء في القرآن الكريم نقض هذه العقائد كلها

فقد بيّن الله فساد الاعتقاد بألوهية المسيح عليه السلام عقلا بقوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة

كما بيّن بطلان هذه الدعوى باعتراف المسيح عليه السلام نفسه في قوله تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ( 72 ) المائدة

أيضا بيّن فساد اعتقادهم بمساواة المسيح لله تعالى واعتباره أقنوما من ثلاثة أقانيم فقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 73 ) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 74 ) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75 ) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 76 ) المائدة

أيضا بيّن اعتبار بعضهم للسيدة مريم وابنها عليهما السلام أقنوما من هذه الأقانيم وبراءة المسيح عليه السلام من ذلك في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب ( 116 ) المائدة

كما بيّن ووضّح حقيقة المسيح عليه السلام التي يحاول النصارى تزييفها بادّعاء أنه ابن الله في قوله تعالى : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 171 ) المائدة

وبيّن أنهم جعلوا من أحبارهم ورهبانهم آلهة فقال جل وعلا : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) التوبة

وكما رأيت أخي الكريم فقد نفى الله تعالى وأبطل كل ادّعاءاتهم على اختلافها سواء اعترفوا بها الآن أم لم يعترفوا

هدانا الله وإياهم سبيل الرشاد

لم يذكر في القرآن ان "الله ولد المسيح" تحديدا كما ذكرت ولكن
- ذكر في القرآن نفيه ان يكون "الله مولود" والعياذ بالله على حدة
- ذكر في القرآن نفيه ان يكون "المسيح اله" والعياذ بالله مما يدّعون على حدة

لأن كلا الأمرين خطأ ، فلا يمكن لاله ان يولد او يتعلق بالمخلوق وهو الغني عن الوجود كله سبحانه عما يصفون
ولا يمكن لبشر مهما كانت فضائله ومعجزاته ان يرقى لأن يكون اله حتى وان ألهه من ألهه

وكما ذكر لك الاخوة من نصوصهم واقتبسوا من قوانين ايمانهم

هذا هو صلب اعتقادهم حتى وان قالوا ما قالوا
فبعضهم يقول هذا مجاز وبعضهم يقولونها صراحة وبعضهم لا يقولون ذلك علنا
و لكن الجميع بالنهاية يفعل العكس يدعو بالمسيح ويتوسل له ويعامله في نفسه وينزله منزله الالوهية

ألم ترى قول الله تعالى عز من قائل اذا قال في سورة الفرقان :
{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) }

طبعا عمليا لن تجد من يقول لك انا أعبد هواي وأعمل له وأفعل ما بدى لي من الهوى !!
ولكن ستجد ان هذا هو حاله الفعلي والذي يجب ان ننكره عليه .