بسم الله الرحمن الرحيم

السلام : هو أحد أسماء الله الحسنى
والسلام يعنى السلامة والأمن والتحية
و السلام هو التحية التى أرادها الله بين البشر منذ خلقه لآدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من
الملائكة جلوس -فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا:
السلام عليكم ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل
الخلق ينقص بعد حتى الآن».

روى البخاري في الأدب المفرد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من حديث عائشة - رضي الله عنها
- عن النبي - قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين»

روى الإمام مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،
أفشوا السلام بينكم».

وروى الإمام الترمذي وابن ماجه: «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا
الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».


** وكل من سار على طريق التوحيد يعرف وعرف تحية السلام والإسلام يقول الله تعالى

(( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)) (الصافات:79)

(( سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ )) (الصافات: 109)

(( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ ))(هود: 69)

(( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ))) (الصافات: 120)

وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿33﴾ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ...(( مريم 33 , 34))

((يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴿12﴾ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ۖ وَكَانَ تَقِيًّا ﴿13﴾
وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴿14﴾ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴿15﴾))

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿180﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴿181﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
﴿182﴾ (( الصافات ))

__________________________________________________ ____

أما المسيح فكانت تحيته تحية الإسلام كما كانت تحية المرسلين من قبله ...

"وأى بيت دخلتم فقولا أولا سلام لهذا البيت" لوقا (10 : 5)
"وعندما تدخلون بيتا ، ألقوا السلام عليه" متى (10 : 12)
"وإذا يسوع يحضر وسطهم قائلا "سلام لكم" يوحنا (20 : 19)

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللغة العربية لها جذور و من جذورها اللغة العبرية

وبين العربية و العبرية تشابه كبير للغاية فى الحروف و النطق والكلمات

فما العجب فى أن يكون هناك تشابه؟

نحن نرى بين اللغات الألمانية و الإنجليزية تشابها كبيرا لكونهما تنحدران من اللغة الأنجلوساكسونية

وكذلك بين الفرنسية و الإيطالية و الأسبانية لكونها تنحدر من اللغة اللاتينية

فهل فى ذلك شبهة؟

وسبحان الله...يتركون أمر الأقانيم اللامفهوم و يجتهدون فى اختراع شبهة من لا شىء لمجرد وجود تشابه بين كلمتين منبعهما واحد؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم ...

كل يوم يعجب الإنسان من غباء هئولاء و جهلهم حتى وصل الجهل إلى مناقشة أمر من الثوابت المعروفة بين اللغوين ، فالأمر و الحمد لله ليس فيه شبهة أصلا ، بل الخطأ فى جهل هئولاء الذين لم يبحثوا قبل ان تخط ايديهم ما يكتبون ، فأقول بحول الله و قوته :

- ان الامر كما قولنا ليس بشبهة و الشبهة فى جهل هئولاء ، فلقد رد عليهم (علم اللغة ) وكذبهم فيما يقولون ، فعلم اللغة فى أبسط تعريف يمكن ان نعرفه به انه هو دراسة اللغة على نحو علمى و بصورة موضوعية ، و قد أدت هذه الموضوعية الى استقرار كثير من كثير من الحقائق حول اللغات فى العالم ، و يدرس علم اللغة الحديث اللغة من أربعة جوانب :
1- الأصوات
2-بناء الكلمة
3-بناء الجملة
4- الدلالة .
و باختصار يمكن ان نقول انه يبحث فى كيفية تكوين هذه الرموز الصوتية للكلمات فى لغة ما او مجموعة لغوية ما مثل مجموعة اللغات السامية التى سنتحدث عنها أو مجموعة اللغات الهندواروبية ، و فى كيفية تكوين الكلمات للجمل .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كلنا نعلم أن اللغة العربية من اللغات السامية و لا ينكر هذا الا جاهل ،و يطلق مصطلح اللغات السامية على عدة لغات منتشرة فى افريقيا و اسيا و هى من أقدم اللغات فى العالم و ترجع تلك التسمية نسبة الى سام بن نوح عليه السلام و كان أول من أطلق تلك التسمية هو المستشرق الألمانى شلوتزر (1781م) ، و يخبرنا علم اللغة انه بين كل مجموعة لغوية خصائص مشتركة و هذا ما يوجد فى مجموعتنا السامية فهى تتفق فى مجموعة من الخصائص الصوتية و الصرفية و النحوية و الدلالية ، و من اهم تلك الخصائص المشتركة ما يلى :
1 - وجود مجموعة الأصوات الحلقية (عـــ ، حـــــ ، هـــ ) و هذه المجموعة موجودة كاملة فى اللغتين العربية و العبرية .
2 - وجود مجموعة الأصوات المطبقة .
3 - يقوم بناء الكلمة فى اللغات السامية على اساس الصوامت و الوزن .
4 - يوجد عدد كبير من المفردات الأساسية المشتركة فى كل اللغات السامية - و هذا الشق المشترك الأهم - و يمكن تقسيم هذه المفردات الى مجموعات كالتالى :
أ- الألفاظ الاساسية (زرع ، ولد ، صام ....)
ب-الألفاظ الخاصة بجسم الانسان (رأس ، عين ، يد ...)
ج- حروف الجر الاساسية (من ، على ، فى )
د- الأعداد الاساسية
هـ - الألفاظ الخاصة بالنبات و الحيوان ( قمح، كلب ، ذئب)

فكما وضح لنا انه هناك خصائص مشتركة بين هذه اللغات و منها وجود مفردات مشتركة بين لغات تلك المجموعة ، فكلمة سلام هى هى شلوم بالعبرية و لا يوجد ان اللغة العربية قديما -فضلا عن المسلمين بعد ذلك- أخذت هذه الكلمة من العبرية فكلاهما حسب اعتقاد جمهور العلماء انهما أخذا من لغة واحدة و هى اللغة السامية الأم التى كان يتحدث بها جميع الساميون .
و ان كان و لابد من ان لغة اخذت من أخرى فاللغة العبرية هى التى أخذت من اللغة العربية و ذلك لعدة عوامل و اسباب منها :
1- العلماء يعتبرون اللغة العربية الوريث الوافى للغة السامية الأم حيث انها لم تتغير عنها كثيرا
2- الساميون انفسهم يرجح ان موطنهم الأصلى الجزيرة العربية و خاصة اليمن ، وهناك اراء اخرى و لكن هناك اجماع قوى و دلائل أكثر منطقية على ان هذا هو موطنهم الأول .
3- اللغة العربية لم تندثر فى أى عصر من العصور على عكس العبرية التى اندثرت غير مرة و كان يتم احيائها و تأثرت بكثير من اللغات فى أوروبا .
4- بالاضافة الى ان ابجديتها ليست خالصة انما هى مقتبسة من الكنعانية
5-موطن اللغة العربية كان بعيد عن التأثر الخارجى فكانت قليلة التأثر بالغات الاخرى ، فكان أقصى تأثر دخول كلمات اعجمية عليها ، على عكس العبرية التى كانت فى مكان مطمع للغزاة و هو فلسطين و كثرة القلق داخل تلك الدولة و انقسامها فيما بعد و التصارع فيما بينها و مع الخارج حتى اندثرت و انتشرت مكانها السريانية -احدى لهجات الارامية - ، بينما فى تلك الحقبة اللغة العربية لم تتأثر وظلت صامدة و منتشرة منذ تاريخها حتى الان .


** نموذج أخر على هذه النوعية من الجهل .. قال أحدهم و هو يتحدث عن التوحيد و التثليث و عن معنى كلمة (أحد) :

ومما يؤكد هذا الرأي هو أن القرآن لم يستخدم كلمة واحد العربية بدلا من أحد العبرية. وتكون الآية بالعربية السليمة: "قل هو الله الواحد" بدلا من "قل هو الله احد".

فنقول مرة اخرى يوجد خصائص مشتركة بين تلك اللغات السامية و ما يهمنا هنا ...

4 - يوجد عدد كبير من المفردات الأساسية المشتركة فى كل اللغات السامية - و هذا الشق المشترك الأهم - و يمكن تقسيم هذه المفردات الى مجموعات كالتالى :

فالواحد من الأعداد الاساسية فهو مشترك بين اللغة العربية و اللغة العبرية و يكتب هكذا (אחד) و ينطق أحد اذا كان فى حالة الاضافة و ينطق ايحاد اذا كان مفردا - بكسر الالف و مد الحاء - .
فرقم واحد مهما حدث تغير بسيط فى اسمه او نطقه ليس حكرا على لغة بل هو من الخصائص المشتركة بين اللغات و اللغة العربية كما وضحنا انها الوريث الوافى للغة السامية الام فهى تحتوى على أكثر الفاظ و حروف اللغة السامية الأم و فيها لفظان يرمزان لنفس العد و هما ( واحد ، أحد ) ، فكما ان لفظة واحد لفظة أصيلة فى اللغة العربية فلظة أحد هى الأخرى لفظة اصيلة فى اللغة العربية ، و لا يعنى وجود نفس اللفظة لنفس الدلالة فى لغة اخرى ان لغة أخذت من اخرى ، بل انه كما وضحنا لانهما من اللغات السامية فيخضعان لعدة خصائص مشتركة بينهم و من ضمنهم الأعداد .
و من ما يؤكد على اصالة لفظة أحد فى اللغة العربية هو معاجم اللغة أنظروا :







فهل المعاجم العربية تضع مفردات أعجمية و بدون توضيح ايضا أنها أعجمية!!
ثم ان قول المعاجم كما نرى يوضح ان لفظة (أحد) اصلها (واحد) و لكن قلبت الواو همزة ، و يعنى عدم التجزئة فالواحد يمكن ان يجزء و ليس الأحد .


** هذا رابط مفيد جدا أضعه لمن يريد الاستزادة حول اللغات السامية ، مع العلم انه ما فى المشاركة ليس نقلا من الرابط انما من كتاب لدى و لكن أضع هذا الرابط كما قولت لمن يريد الاستزادة ...
http://www.angelfire.com/tx4/lisan/f...hah/part_3.htm