بانتظار مشاركاتكم فلا تبخوا بها ، جزاكم الله كل خير.

الإلحاد ببساطة هو إنكار وجود الخالق عز وجلّ

من أجمل ما قرأت عن الإلحاد هو كتاب الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله تعالى - حوار مع صديقى المُلحد

تخيل فيه أنه يُحاور مُلحداً وكان أول سؤال طرحه هذا المُلحد متعلق بوجود الله تبارك وتعالى قائلاً :

أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق
خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النساج .. والرسم يدل على الرسام .. والنقش يدل على النقّاش ..
والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدقنا وآمنا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا
تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟

فرد عليه قائلاً :

ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً
ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولابقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك
.. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل
شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علواً كبيراً ..

يقول الله في حديث قدسي :
“ أنا يستدل بي .. أنا لا يستدل علي “ ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام
والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل.. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على
شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:
{ُقلْ هو اللَّه أَحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد}


لتحميل الكتاب

http://www.2shared.com/document/kTpSBLKw/____.html

والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .

بالضبط وهذا هو مربط الفرس ، فقانون السببية لا يتصور ابدا انه لا نهائي وانما دوما ومنطقيا يفترض
ان له بداية حتما تنتهي عندها الاسباب ومنها سنقف عند المسبب الرئيسي لهذه السلسلة من الاحداث لا محالة

وهذا هو المطلوب من القانون فهو موجود لكي يبحث في الاحداث عن الاسباب فيما حوله للوقوف على مسبباتها الرئيسية والتفاعل معها
بالنهاية ولم يفترض احدا مطلقا انها عملية لا نهائية والا لما اصبح قانونا كهذا منطقي أبدا والا لأصبح فعليا أحد صور العشوائية لا اكثر !!
(لأنه يصبح لا فائدة ترتجى منه ومن استخدامه طالما المسببات لا نهاية لها او لا نهائية ، فلماذا نبحث عنها اصلا !!!) اذ ما فائدة القانون
ان لم نستفيد منه او نستطيع استخدامه ، فالانسان يبحث عن القوانين ليستخدمها ويوظفها ، لا لكي ينسى هدفه من كل ذلك ويتوه في
عالمه الخاص من قوانينه التخيلية طبعا !!!

فمثلا حتى علوم الرياضيات كلها دائما وابدا ما يكون لها تطبيقات عملية حقيقية لأنها ليست مجرد ارقام وحسابات ومعادلات وانما
محاولات جادة لحل مشاكل واقعية تواجه الانسان في حياته اليومية ، فثلا موضوع كأمر التكاملات في الرياضيات مثلا فهو مصطلح
رياضي لمحاولة حساب المساحة بين معادلة ما (او بمعنى اصح نظيرها المرسوم بين المحاور) و أحد المحاور او اكثر و تستخدم في
حساب مساحات العديد من الاشكال المعقدة التى يصعب حساب مساحته او تقديرها عمليا بالقوانين والقواعد او حتى الاشكال التقليدية
والتفاضلات بالعكس تعطيك المعادلة من المساحة (طبعا ما سبق على صعيد المحورين س ،ص ويمكن تصوره بأكثر من ذلك على محاور اكثر)

وهكذا فالقصد هو ان هذه التطبيقات العملية للقوانين التى يستخدمها الانسان تساعده على تقريب فهم الانسان لمشكلات حقيقية تواجههه
للتعامل معها بدقة ونجاح ..

بارك الله فيك أختي قلب ينبض بحب الله، مشاركتك رائعة وشاملة ما شاء الله،
اتمنى لو تضيفي لها مثال عن احتمال تكون خلية عشوائيا، أو شيء من هذا القبيل، مثل تعقيد تركيب جسم الانسان واستحالة ان يكون هذا صدفة.

أما بالنسبة للحديث القدسي الذي ذكرت، فلم أجده أبدا لا بموقع الدرر السنية ولا عن طريق البحث بالنت.


أخي محب المصطفى جزاك الله خيرا، على الاضافة القيمة.


وبانتظار المزيد من المشاركات، حتى نقوم بعدها بالتصويت لصالح مشاركة واحدة وننشرها، ونبدأ بفكر جديد لنسفه بإذن الله.