محمد الغزالي حجة الإسلام في القرن العشرين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ام مريم مسلمة اكتشف المزيد حول ام مريم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد الغزالي حجة الإسلام في القرن العشرين

    نادى بالعدالة الاجتماعية وتصدى لدعاة الاستعمار الثقافي

    كما أن للباطل رجالا يحمونه ويدافعون عنه، فإن الحق يحتاج دوما إلى رجال يحمونه ويدافعون عنه، والشيخ محمد الغزالي (1917 1999)، واحد من رجالات الحق الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن دعوة الإسلام بالخطابة والتأليف العلمي والممارسة السياسية العامة، فضلا عن مناصبه الإدارية والدعوية والتعليمية المتعددة. كان رحمه الله شديد الوعي بالإسلام وأحكامه، وشديد الفهم للواقع وأقضيته، أدرك أن الإصلاح يبدأ بالنفوس ويمر عبر الرؤوس ويتجسد في الواقع الملموس، فعاش حياته (يحارب) بالكلمة في كل هذه الجبهات الداخلية والخارجية، الروحية والمادية، الدينية والدنيوية.

    ولد الشيخ محمد الغزالي في قرية (نكلا العنب) مركز (إيتاي البارود) في محافظة البحيرة في 5 من ذي الحجة 1135 ه الموافق 22 سبتمبر/ايلول 1917 لأسرة ريفية فقيرة ومتدينة، وكان عليه رحمة الله اكبر إخوته السبعة، وقد اختار له والده اسم (محمد الغزالي) تيمنا بحجة الإسلام (أبو حامد الغزالي)، لوجود نزعة صوفية لدى والده.
    النبوغ العلمي

    أتم الشيخ محمد، حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، والتحق بالمعهد الديني التابع للأزهر بمدينة الاسكندرية فحصل على الشهادة الابتدائية ،1932 ومن المعهد نفسه حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية ،1937 ثم التحق الشيخ بكلية (أصول الدين) في القاهرة، وفيها تلقى العلم على يد كوكبة من كبار العلماء منهم الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، وتخرج في (أصول الدين) فنال إجازة الدعوة والإرشاد عام 1943.

    بدأت ممارسته للدعوة الإسلامية أثناء فترة الدراسة في كلية أصول الدين، عندما عمل إماما وخطيبا في أحد مساجد القاهرة، فلما تخرج عام ،1941 تم تعيينه في وزارة الأوقاف إماما وخطيبا في مسجد (العتبة الخضراء)، وتدرج في مناصب الدعوة والوعظ فتولى التفتيش في المساجد والوعظ في الأزهر ثم أصبح وكيلا فمديرا للمساجد، فمديرا للتدريب، فمديرا للدعوة والإرشاد في 2 يوليو/تموز ،1971 فوكيلا لوزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية في مارس/آذار 1981.
    أديب الدعوة

    التحق الشيخ الجليل بدعوة الإخوان المسلمين في العام نفسه الذي التحق فيه بكلية أصول الدين عام 1937 والتقى بمرشد جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا وأصبح عضوا بالجماعة، فبدأت بذلك أهم التحولات في حياته الفكرية والعلمية، فقد تفتحت مواهبه الأدبية والفكرية على يدي الشيخ حسن البنا، وفي صحافة جماعة الإخوان أصبح احد ابرز كتابها، حتى أطلق عليه لقب (أديب الدعوة) وفي هذه الأثناء تزوج الشيخ الغزالي وهو مازال طالبا في الكلية.

    ولقد تحمل الشيخ نصيبه من المحن، فقضى في معتقل (الطور) في شبه جزيرة سيناء قرابة عام (1949)، وأقل من عام في سجن طره إبان التحقيقات مع سيد قطب (1965).

    ولما شارك الشيخ محمد الغزالي في (المؤتمر الوطني للقوى الشعبية) 1962 كانت له مواقف أثارت ضده حملة صحافية قادها عدد من الصحافيين وانتصرت له فيها جماهير المساجد، وكان يخطب الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، فتحتشد لسماعه عشرات الألوف.

    وفي السبعينات كان له هو والشيخ محمد أبو زهرة موقف معارض للتعديلات التي أدخلت على قانون الأحوال الشخصية، فكان يرى أن مشكلة مصر والوطن العربي تكمن في عجز شبابهما عن تكاليف الزواج، وليست في تعدد الزوجات.

    شغل الشيخ الغزالي وظيفة رئيس (التكية المصرية) في مكة المكرمة في عامي 52 1953 وعمل في قطر أستاذا زائرا ما بين عامي 82 1985 وعاش في الجزائر ما بين عامي 85 1988 منشئا وراعيا لجامعتها الإسلامية وهي جامعة الأمير عبدالقادر، ومشرفا على مجلسها العلمي.

    رؤيته الإصلاحية

    كان الشيخ محمد الغزالي يرى أن صلاح دنيا الناس بالعدالة الاجتماعية شرط لصلاح قلوبهم بدين الإسلام، فعدالة الإسلام هي الطريق إلى وضوح فضائل الإسلام وقوة المسلمين، إذ إنه من العسير أن تملأ قلب الإنسان بالهدى إذا كانت معدته خالية، أو أن تكسوه بلباس التقوى إذا كان جسده عاريا، فلابد من التمهيد الاقتصادي الواسع والإصلاح العمراني الشامل، إذا كنا مخلصين حقا في محاربة الرذائل باسم الدين، أو راغبين حقا في هداية الناس لرب العالمين.

    وكان يدعو إلى فهم المصدر الأول للإسلام، وهو القرآن الكريم، وإلى تدبر محاوره الجامعة وعلى رأسها التوحيد الذي هو قانون الوجود ونظام الحياة وطريق تحرير الإنسان وملكاته من العبودية للطواغيت، وآيات الله الكونية المبثوثة في الأنفس والآفاق، والتي على نسقها ترتفع أركان الدين وأعلام الإيمان، والقصص القرآني كأداة للتربية والتزكية، ومعالم على طريق الاعتقاد الديني، ونبأ الغيب والبعث والجزاء، وللقرآن دور رائع في بناء الأخلاق والتربية والتشريع تمهيدا لصلاح الدنيا الذي يتأسس عليه صلاح الدين.

    وكان الشيخ أيضا مدافعا عن سنة رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، فهي مع القرآن قوام الإسلام، وهي الامتداد لفهم القرآن والتفسير لمعناه، والتحقيق لأهدافه، وكما أنه لا فقه إلا بسنة فلا سنة من غير فقه، والحكم الديني لا يؤخذ من حديث واحد مفصول عن غيره، وإنما يضم الحديث إلى الحديث، ثم تقارن الأحاديث المجموعة بما دل عليه القرآن الكريم، ولذلك فالقرآن هو الإطار الذي تعمل الأحاديث في نطاقه لا تعدوه، والأحكام في الأحاديث الصحيحة مأخوذة ومستنبطة من القرآن، استنبطها النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن بتأييد إلهي وبيان رباني، فهي بيان نبوي للبلاغ القرآني.

    وكان رحمه الله، عضوا في العديد من المجامع والمؤتمرات، نذكر منها على سبيل المثال مجمع البحوث الإسلامية، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، المعهد العالمي للفكر الإسلامي في واشنطن، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت.

    صفاء العقيدة

    زادت مؤلفات عالمنا الكبير على 60 كتابا، عالجت بشكل مباشر أدواء الأمة الفكرية والسياسية والسلوكية. لقد نافح الشيخ عن صفاء العقيدة ووضوح التوحيد بعيدا عن تعقيدات الفلاسفة كما فعل في مؤلفه (عقيدة المسلم) وأبرز سلوكيات المسلم المثالية بعيدا عن الكذب والأنانية والنفاق والكسل، كما فعل في كتابه (خلق المسلم) ووازن بين عقلانية الإنسان وحاجاته الروحية والعاطفية كما أوضح في مؤلفه (الجانب العاطفي في الإسلام).

    كما تصدى لدعاة الاستعمار الثقافي والتقليد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي جربه البعض في المسلمين تحت مسميات متعددة فكتب (الإسلام وأوضاعنا الاقتصادية) و(الإسلام والاستبداد السياسي) و(الاستعمار أحقاد وأطماع) و(الإسلام في وجه الزحف الأحمر)، ليؤكد شمولية الإسلام وقدرته على علاج الأمراض السياسية والاجتماعية وحماية المجتمع المسلم من موجات الغزو والاستنزاف المستمر.

    كما تبنى الغزالي مشروعا إسلاميا شاملا يقوم على الشمول والاعتدال، ويعتمد على الداعية وولي الأمر، ويهدف إلى إصلاح الأمة على مستوياتها كافة، لهذا حمل كثيرا على دعاة الإسلام، وحملهم مسؤولية الإصلاح، وقد بان هذا في مؤلفاته: هموم داعية، الدعوة الإسلامية تستقبل القرن الرابع عشر، في موكب الدعوة.
    الوحدة الإسلامية

    وفي تاريخه الطويل كانت فكرة الوحدة الإسلامية هي شغله الشاغل، ولهذا دعا إلى الوحدة الثقافية ومقاومة التعصب القومي أو المذهبي والنعرات المعادية للدين، وفي كتابه: (دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين) وكتابه (حقيقة القومية العربية وأسطورة البعث العربي) ظهرت دعوته الملحة للوحدة وتفادي كل مظاهر الشقاق.

    ورغم المضايقات التي تعرض لها شيخنا من بعض العقول والأقلام إلا أنه كان دائما عف اللسان يناقش الأفكار ويبتعد عن الأشخاص، ولهذا كرمته جموع المسلمين بالحب والاقتداء وقراءة مؤلفاته والاستماع إليه، كما كرمه المسؤولون في العالم الإسلامي حيث فاز بجائزة فيصل العالمية، كما حصل على وسام الأسير من الجزائر وهو أعلى وسام، وكذلك حصل على الجائزة التقديرية في مصر.

    ومن محاسن القدر أن داعيتنا الكبير، يموت وهو يدعو إلى الله على بصيرة، حيث توفي مساء الجمعة 9 مارس/ آذار عام 1999 بعد مشاركته في مهرجان الجنادرية في الرياض ليدفن في البقيع، وفي مواجهة قدرية لقبر الإمام مالك (رضي الله عنه).

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 24 أكت, 2020, 11:04 ص.
    والله لو صاحب المرء جبريل .. لم يسلم المرء من قال و قيلا


    قد قيل فى الله أقوالاً مصنفهً .. تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا


    قد قيل أن له ولداً وصاحبهً .. زوراً عليه و بهتاناً وتضليلا



    هذا قولهم فى الله خالقهم .. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا

  • #2
    رحم الله الشيخ "محمد الغزالى" ورحم الله شيوخ وعلماء المسلمين الذين دافعوا عن الاسلام وبينوه للعالم اجمع وعانوا الأمرين.......فيما هناك شيوخ اخرون قد باعوا الاخرة ونسوا الدعوة الى الله فلا يتحدثون ولا يفتون الا بالأوامر.......
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 24 أكت, 2020, 11:04 ص.
    الكنيسة المصرية تصرخ من ظاهرة اسلام الأقباط...اعترافات قساوسة


    الإسلام دين المحبة والرحمة الحقيقيين.....وسائل نشر المحبة فى دين الاسلام العظيم
    http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=6948

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
    ردود 0
    34 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة عطيه الدماطى  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
    ردود 0
    36 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
    ردود 0
    58 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
    ردود 0
    65 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
     
    ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
    ردود 0
    53 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة صلاح عامر
    بواسطة صلاح عامر
     
    يعمل...
    X