بلغاريا والعرب.. ودماء أطفال المسلمين !! بقلم الدكتور راغب السرجانى

تقليص

عن الكاتب

تقليص

دكتور أزهري مسلم اكتشف المزيد حول دكتور أزهري
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بلغاريا والعرب.. ودماء أطفال المسلمين !! بقلم الدكتور راغب السرجانى

    تُعتَبَر قصة أطفال ليبيا الأربعمائة المصابين بالإيدز، وما استتبعها من الحكم بالإعدام ثم تخفيفه إلى المؤبَّد الذي صدر على الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي مُنِحَ الجنسية البلغارية، ثم الجهود الحثيثة للإفراج عن هذا الفريق الطبي المتهم بنقل الإيدز لهؤلاء الأطفال، ثم التوصل لاتفاق تم بموجبه الإفراج عنهم مع وعدٍ بسجنهم في بلغاريا، تعتبر هذه القصة فصلاً جديدًا من فصول الاستهزاء بدماء المسلمين مارسته بلغاريا وعديد من الدول الأوروبية، بل والعربية، ومنها ليبيا التي حدثت فيها المشكلة بكل تفاصيلها.


    بعض الضحايا



    أمّا موقف بلغاريا فهو موقف الغرب الصليبي المستهزئ بدماء المسلمين المستبيح لها منذ ظهور الإسلام، وبدء الصراع بينه وبين الصليبية، فما حدث من تراجعٍ بلغاريٍ عن أحد بنود الاتفاق مع ليبيا بأن يُسجَن الممرضات والطبيب في بلغاريا بعد إخراجهم من ليبيا، وإصدار السلطات هناك عفوٍ عامٍّ عنهم، ومنح الطبيب الفلسطيني الجنسية البلغارية، كل ذلك يمثل استهانة كبيرة بالمسلمين، واطمئنان شديد لرد فعلهم - وخاصة ليبيا - والغريب في القضية أن يصدر هذا من دولة كبلغاريا ضعيفة في كل الجوانب الاقتصادية والسياسية، والعسكرية، والثقافية، وهذا يدل على أن المسلمين قد بلغوا حالة من الضعف والهوان جرَّأت عليهم كل الناس القوى منهم والضعيف.

    ساركوزي



    ويتسق موقف أوربا عامةً، وفرنسا خاصةً مع هذا الموقف الصليبي، فهذه الدول التي ما فتئت تتحدث عن حقوق الإنسان، وانتهاكات الطفولة، وكثير من المبادئ التي صدعوا بها رءوس العالم كانوا أول من انتهك كل هذه الحقوق حينما لم يهتموا ببحث القضية بمنظور صحيح، فالثابت لدينا أن هناك حكمًا قضائيًا من الواجب على حُماة حقوق الأطفال أن يحترموا هذا الحكم، وإن كانوا يرون المحاكمة غير عادلة لانتفاء ضمانات العدالة، أو أن النظام في ليبيا لا يعطي القضاء استقلالاً حقيقيًا؛ فكان من الواجب عليهم أن يحاكموا هذا الفريق الطبي بمجرد وصوله محاكمة حرَّة عادلة علنية؛ لتظهر الحقيقة، أمّا أن يعفوا عنهم دون محاكمة فهي رسالة واضحة بأن الدم المسلم لا يساوي عندهم شيئًا، مهما أظهر الرئيس الفرنسي - المتعصب ضد المسلمين – استنكاره الزائف للتصرف البلغاري.

    إنَّ السلوك الغربي الصليبي في هذه القضية يقودنا تلقائيًّا إلى مقارنة موقفهم هذا بموقفهم من قضية (لوكيربي)؛ حيث فُرِضَت العقوبات ضد ليبيا سنين طوالاً ذاق فيها الشعب الليبي الأَمَرَّيْن، حتى قبلت السلطة الليبية بتسليم بعض مواطنيها المتهمين من قِبل الغرب بتفجير الطائرة، وتمت محاكمتهم محاكمة غير عادلة على مرأى ومسمع من العالم كله، ورغم أنه لم يثبت ضدهم شيء إلا أن المحكمة الغربية أدانتهم، وهم يقضون حكمًا بالسجن مدى الحياة، كما أرغمت أوربا النظام الليبي على دفع تعويضاتٍ بعشرات الملايين لضحايا التفجير، فأوربا الصليبية لم تترك ما تراه حقوقًا لرعاياها، بل أعلنت الحرب الاقتصادية، وجوَّعت الملايين من أبناء الشعب الليبي المسلم من أجل عدد من رعاياها، ولكنها تتسابق في إهدار حقوق مئات الأطفال الليبيين الذين كُتِب عليهم الموت بعد حياة مريرة سيقضونها هم وذووهم يعانون مرض الإيدز القاتل.

    وأمّا الموقف الليبي فهو رغم غرابته واستنكارنا له يتفق مع سوابق له متعددة لا مجال لذكرها الآن، فبعد أن أدانت المحاكم الليبية ذلك الفريق الطبي إذا بالنظام يتراجع فجأة عن تنفيذ الحكم بهم، وفجأة يتم اتفاق مع بلغاريا وغيرها من الدول الأوروبية، وفجأة يتغير رأي أسر الأطفال ضحايا الإيدز، فيقبلون التعويض بعد رفضٍ حاسمٍ سابقٍ - ونحن نعرف كيف يتم تغيير رأي الضحايا في العالم العربي- ويتنازلون عن حقوقهم وحقوق أبنائهم مقابل مبالغ مالية.

    القذافي



    كما خرج الإعلام الليبي يبشرنا ببنود الاتفاق مع أوربا من حيث تحديث المستشفيات والنظم الطبية على نفقة فرنسا، وغيرها.

    ولكن ما يثير السخرية هو أن يستنكر النظام الليبي العفو البلغاري الصادر عن الفريق الطبي، وكأنه كان ينتظر منهم أن يعاقبوهم أو حتى يحاكموهم.

    أمّا ما يثير الاشمئزاز حقًا، فهو تصريح مسئول ليبي رفيع مؤخرًا أن ليبيا هي التي اختلقت قضية الممرضات، وهذا التصريح جريمة في حدِّ ذاته، فهو إمّا أن يكون كاذبًا وفي هذه الحالة يصير التصريح إهدارًا لحقوق هؤلاء الأطفال البائسين وأسرهم، وإما أن يكون صادقًا، فيكون إدانة بالكذب والتلفيق للنظام بأكمله، وإدانة بالسكوت على الظلم لذلك المسئول الذي كتم الشهادة طوال هذه السنوات.


    والموقف العربي لا يقلُّ سوءًا عن الموقف الأوروبي والليبي، فبينما لم نجد تعليقًا لأية دولة عربية على القضية طوال السنوات الماضية، وجدنا بعض الدول تكثف جهودها لإقناع النظام الليبي بإتمام الاتفاق، حتى وجدنا دولة عربية تشارك في دفع مبلغ التعويض الذي من المفترض أن تدفعه بلغاريا.




    الممرضات



    إن هذه القصة لابد أن تثير فينا غضبةً قويةً لدماء المسلمين كافَّة التي انتهكها الغرب، ولابد أن تصل للغرب رسالة مفادها: إنكم بذلك تزرعون عداوتكم في قلوب المسلمين الذين سيرون دماءكم رخيصة كما ترون دماءهم، وهذا ما قد يفتح بابًا لن يستطيع أحدًا إغلاقه، كما يجب على النظم العربية أن تدرك واجبها نحو حماية دماء رعيتها وكرامتها، وأنها عندما تفرِّط في ذلك فإنها تهدر شرعيتها – إن كان ثمة شرعية لها- ، أما النظام الليبي فلابد أن يدرك أن ما يكثر تقديمه من تنازلاتٍ مجانية (كالإعلان عن إيقاف البرنامج النووي الليبي، أو تسليم المتهمين في قضية لوكيربي، ودفع التعويضات لأهالي الضحايا، مع إنكار ارتكاب الجريمة)، كل ذلك لن يجعل النظام صديقًا للغرب، فالغرب الصليبي عدو دائم للمسلمين، ولكن على النظام تعزيز علاقته بشعبه بنشر الحرية الغائبة، وإرساء الشورى، والحفاظ على كرامة ودماء أبناء الوطن، ذلك فقط ما يجعل للنظام قيمة كبيرة في أعين العالم كافَّة.

    المصدر :-
    http://www.elsergany.com/Article.aspx?ArticleID=16.21
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 29 أكت, 2020, 12:00 ص.
    اعرف دينك
    {"data-align":"center","data-size":"custom","data-tempid":"temp_8603_1597326224273_205","height":"64","width":"308"}
    دينك دين عظيم جدا تجاوزت عظمته حدود الإدراك والتخيل ويكفيك شرفا أنك مسلم فقل الحمد لله الذي جعلني من المسلمين


    يا ربُّ ، ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ، وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ، وأثبْها فتحاً قريباً. يا ربُّ اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ، وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ، والزائغين عن السبيل إلى هداك

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    فالغرب الصليبي عدو دائم للمسلمين،
    بيَّن الله عداوتهم ولكننا عندما تركنا وهجرنا كتاب ربنا حلت علينا الذلة والمسكنة كما حلت بكل من جعل شرع ربه وراء ظهره

    فقال تعالى في أول سورة الممتحنة


    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء"

    ومن أسباب هذا النهي هو


    إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ "

    من منا انتبه غلى هذه الآية للأسف اتخذنا الكفار أولياء واتخذنا أرضهم وديارهم جنة نحلم العيش فيها كل لحطة والبعض أشرك بالله فيهم عندما ظنوا أن بالبعد عنهم كل الفقر والذل بالرغم أن العكس هو الصحيح وهو الحق قال تعالى


    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(28)

    ولكن في النهاية الأمل في الله كبير ولن نياس أن ندعو الله تعالى ان يردنا إلى ديننا مردا جميلا

    بوركت دكتور أزهري على هذا الموضوع الجميل الذي عهدناه دائما من الدكتور الكبير راغب السرجاني حفظه الله لنا

    وبالله التوفيق



    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 11:59 م.

    وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
    أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم
      بصراحه


      أنا أرى أن الموضوع من بدايته كان "إبتزاز سياسي لا اكثر"

      هل يعقل أن تحقن ممرضات أطفال مهما كان دينهم وإن كن غير مسلماات فالطبيب مسلم ... في أحسن الاحوال خطأ مهني وليس مقصود وكل الدلائل تشير إلى ذلك.

      كل من تابع الموضوع كان يعلم أنه للإبتزاز ولكسب بعض المواقف السياسية وأرى أن المعارضة الليبية للإفراج عن الممرضات والطبيب كانت مجرد كيموفلاج محلي ليس إلا .... وإلا لماذا أفرجوا عنهم وهم يعلموا تمام العلم بالإفراج عنهم فور وصولهم لبلغاريا؟

      يكفي سيادة العقيد ما دفعته بلاده ومفترض أن تكون من أغنى بلاد العالم لولا وحدات الفشل ثمنا لمغامراته الفاشلة.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 11:59 م.
      الـ SHARKـاوي
      إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
      ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
      فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
      فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
      ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة د تيماء, 16 مار, 2024, 02:41 ص
      ردود 0
      16 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د تيماء
      بواسطة د تيماء
       
      ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
      ردود 0
      19 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة د تيماء
      بواسطة د تيماء
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:01 ص
      ردود 0
      9 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:00 ص
      ردود 0
      7 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:05 ص
      ردود 0
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
       
      يعمل...
      X