تساؤلات حول قراءات القرآن الكريم و الاحُرف السبعة والرسم.

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد المسلم مسلم اكتشف المزيد حول وليد المسلم
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    هذا هو مِثال من القرآن الكريم ... النص القرآني .. كلام الله الذي يحفظُهُ كُل مُسلِم فينا :
    " يُريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر
    ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم "





    وهذا هو مثال للرسم العُثمانيُّ ...لنفس النص ... و الذي لا يحكُمه قواعِدُ الإملاء ... من مخطوطة المشهد الحُسيْنيِّ المنسوبة لعثمان بن عفان رضيَ اللهُ عنه:



    وبعدما عرضنا النص بالرسم الإملائيِّ ...

    وعرضنا النص بالرسم العُثمانيِّ ...

    فإننا نعرِض الآن قِراءات هذا النص ...



    القراءات المتواترة لقوله تعالى : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
    (يُريد اللهُ بِكُم اليُســر... ولا يُريدُ بِكم العُســـْـر ) ... قرأ بِهِ إجماع القراء.... وهنا قِراءة أخرى مستفيضة تلقتها الامة بالقبول وهي التي انفرد بِها أبو جعفر ... (يُريد اللهُ بِكُم اليُسـُــر ... ولا يُريدُ بِكم العُســـُـر )


    القراءات المتواترة لقوله تعالى : (ولتكملوا العدة):
    وبعدما عرضنا النص القرآني ..وعرضنا الرسم له.... فإننا نعرِض قراءة أغلب القراء له: ( ولتُكـْـمـِــلوا العدة ) ....ثم نعرِض قِراءة أخرى قرأ بها شُعبة ويعقوب (ولِتُكــَـمــِّــوا العدة).

    وهكذا نجِد أن النص القرآني ثابِت لا يتغيّر.

    مرسوم هذا النصُّ بالرسم العُثمانيِّ في المصاحِف

    بينما ما يتعدّدُ هو القراءات لِهذا النص ...





    و القِراءات لا يُقبلُ مِنها إلا ما ثبُت أن النبي أجازهُ أو أقرأ بِهِ .. أي ما وصلنا بسند صحيح عن النبي , وأن يكون مُتواتراً او مستفيضاً تلقتهُ الأمة بالقبول وأن يكون مُوافِقاً لرسم المُصحفِ أي أن رسم المُصحفِ يحْتمِلُ القرائتيْنِ.


    وعلى هذا القرآن الكريم : هو المنقول لنا بالتواتر وعليهِ إجماع الامة ومرسوم في المصاحِف العثمانية.


    و القِراءات القرآنية : هي كيفية قراءة ونطق النص القرآني ويُحكم بقُرآنيتها إجماع الأمة ... أي وصلتنا بالسند الصحيح متواتراً ومستفيضاً تلقته الأمة بالقبول و ووافق وجه العربية , ووافق الرسم.

    و الرسم العُثمانيُّ : هو كيفية رسم حروف الوحي في المصاحِفِ العثمانية برسم لا يُقاس عليه أصول الإملاء .. كرسم (الصلوة )بالواو مع انها تُنطق بالألف (الصلاة).

    وما سبق هو تفصيلُ قولِنا أن:
    النص القرآني ثابِتٌ واحِد لا يتغيّر وهو المرسوم بالرسم العُثمانيِّ في المصاحِفِ
    بينما تعددت القراءات لهذا النص الواحِد.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:59 م.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق


    • #17
      النص والرسم شيء واحِد , ويُمكِن اعتِبار النص والقراءة المتواترة شيء واحِد ..

      ولكِن حين قُلت النص والرسم , فالمقصِدُ عِنْدي هو القرآن الكريم بنصه المحفوظ في الصدور ... أو المكتوب بقواعِد الإملاء .. أو المكتوب بالرسم العُثمانيِّ .... وحين أقول التفرِقة بينه وبين الرسم ...أي تخصيصُ كِتابة القرآن الكريم بالرسم العثماني فقط والمخالِفِ لواعِدِ الإملاء ولطريقة النُطق كمثالنا في رسم قوله (الصلوة) في حين ننطِقُها( الصلاة), فالنص القُرآنيٌُّ يُمكِن للعامي كِتابته بالخط الإملائي بينما هو مرسوم في المصاحِفِ بالرسم العُثماني
      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
      *******************
      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
      ********************
      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

      تعليق


      • #18
        جزاك الله خيرا د / امير عبدالله انا بجد عاجز عن شكرك ربنا يبارك فيك

        والحمد لله علي نعمه الاسلام وفعلا العلم نور والجهل ظلام

        تعليق


        • #19
          الرسم العثماني بين التوقيف والاصطلاح


          تعني كلمة ( الرسم العثماني ) طريقة كتابة كلمات القرآن في المصاحف التي كتبها الصحابة في خلافة عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ وأُرسلت إلى الأمصار الإسلامية واتخذها المسلمون أساساً لكتابة المصاحف وقراءة القرآن ، وجاءت تسميته بالرسم العثماني نسبة إلى سيدنا عثمان بن عفان الذي أمر بنسخ المصاحف في خلافته وقام بتوزيعها على الأمصار الإسلامية .


          وقد حافظ المسلمون على رسم الكلمات في المصاحف على نحو ما رُسِمَت في المصاحف العثمانية، وشَكّلَ ذلك الرسم ظاهرة اعتنى بها علماء القرآن، وكُتّاب المصاحف، وعلماء اللغة، واختص بدراستها ( علم رسم المصحف ) الذي كُتِبَت فيه عشرات المؤلفات منذ بدء تدوين العلوم الإسلامية إلى عصرنا الحاضر.
          ولم يحظ الرسم العثماني بتلك العناية والاهتمام لأنه أثر تاريخي يرجع إلى عصر النبوة والخلافة الراشدة فحسب، ولكنْ لأنه صار أحد أركان القراءة الصحيحة، بل " هو الركن الأعظم في إثبات القرآنية للقرآن "[ الشوكاني : إرشاد الفحول 1/64] ، حتى قال الأصوليون في تعريف القرآن بأنه " كلام الله تعالى المُعْجِزُ، المُنَزَّلُ على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته"[ ينظر : الزرقاني : مناهل العرفان 1/64].
          واختلف العلماء هل رسم المصاحف توقيفي من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أم اجتهادي ؟.
          فأما الذين ذهبوا إلى أن الرسم توقيفيّ وهم الجمهورٌ، فلم يجيزوا مخالفته، وأما القائلون بأنه اجتهاد واصطلاح من الصحابة وهم التابعين، فاختلفوا، فمنهم من أوجب إتباع اصطلاحهم ومنهم من جوَّز مخالفته، وجوز كتابة القرآن على غيره، ومنهم من أوجب كتابة المصاحف على الرسم القياسي منعًا للَّبْس، فتلخص أن العلماء في الرسم العثماني على مذهبين: مذهب يوجب إتباعه (سواء من قال بالتوقيف ومن قال بأنه اصطلاح واجب الإتباع)، ومذهب يرى جواز رسم المصاحف على غير الرسم العثماني، وبعضهم يوجب ذلك .
          وعليه يجب التفريق بين القول : إن رسم المصحف اصطلاح لا توقيف ، وموضوع وجوب الالتزام به في كتابة المصاحف ، فليس هناك ترابط بين القضيتين، فالقول بوجوب الالتزام بالرسم العثماني في كتابة المصحف مما اجتمع عليه العلماء في القديم وفي الحديث.
          إذ أن القول بالتوقيف هو قول الجمهور الذين ذهبوا إلى أن خط المصاحف توقيف، ولا تجوز مخالفته ويترجح هذا الرأي بإجماع الصحابة ومن بعدهم على كتابة المصاحف على هذه الهيئة المعلومة، وعلى رفض ما سواها فلا يُعتبَر بعد إجماع أهل القرون الأولى خلاف من خالف بعد ذلك، ولا يجوز خرق إجماعهم؛ لأن الإجماع لا يُنْسَخُ ، ويؤيد ذلك أن الرسم الإملائي اصطلاح، والاصطلاح قد يتغير مع تغير الزمان، كما أن قواعد الإملاء تختلف فيها وجهات النظر، فيؤدي ذلك إلى التحريف والتبديل في كلام الله عز وجل، فلو أن أهل كل زمانٍ اصطلحوا في كتابة المصاحف على اصطلاح يناسب ما يألفونه من قواعد الإملاء، ثم أتى جيلٌ بعدهم فاصطلح على اصطلاح آخر يناسب ما استجدَّ من القواعد، وانقطعت صلة الأجيال المتتابعة بالمصاحف التي كتبها الصحابة لو حدث ذلك لوصلنا خلال عقود قليلة إلى نصٍّ مشوَّهٍ من القرآن وحينئذ لن يستطيع الناس تَمييز القراءة الصحيحة من غيرها، ويؤدي ذلك إلى تحريف كتاب الله ، ويحصل الشكُّ في جميعه ، فهذا الرسم العثماني هـو أقوى ضمان لصيانـة القرآن من التغيير والتبديل.
          وها هم القرآنيون اليوم قد انبرت أقلامهم لإعادة كتابة القرآن الكريم طبقاً لما اصطلح عليه من الخط الإملائي الحديث وذلك نظراً لوجود (أخطاء إملائية كثيرة) في كتاب الله تعالى!!!..وهي دعوة مجرمة لهدم كتاب الله..ولا تنسى ما فعله اليهودي مصطفى كمال أتاتورك بكتابته للمصحف بالحروف اللاتينية ومثله كان ينادي طه حسين..
          إنه من المعروف أن الكتابة والخطوط إنما هي ظاهرة حضارية تتطور بتطور الزمان لا ننكر هذا وعليه يجب التفرقة عند الكتابة بين خط المصحف ورسم المصحف فرسم المصحف ثروة لغوية يجب التعامل معها بكثير من الجدية والصبر والأناة ، فهي متحف لغوي رائع للغة العربية
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:59 م.

          تعليق


          • #20
            بالنسبة للرسم العثماني أرجو مراجعة دراستي المعنونة بـ (دروس في كتابة القرآن الكريم) وذلك على الرابط.
            http://www.imanway1.com/horras/newreply.php?do=postreply&t=5664




            الأحرف السبعة

            في جمع القرآن الكريم




            · المراد بالأحرف السبعة.
            · القول الراجح.
            · الأحرف السبعة في الجمع النبوي وجمع أبو بكر للقرآن الكريم.
            · الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية.
            المراد بالأحرف السبعة :



            اختلف العلماء في المراد من الأحرف السبعة في الأحاديث المذكورة اختلافًا كبيرًا حتى قال السيوطي : اختُلِفَ في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً (الإتقان في علوم القرآن (1/131) .) .
            والناظر في تلك الأقوال يقطع بأن أكثرها متداخل ، وكثيرٌ منها لا يُعلم قائله، ولا يُعلم له دليلٌ يؤيده عند النظر والتمحيص، قال المرسي (هو شرف الدين محمد بن عبد الله السلمي المرسي، عالم بالأدب والتفسير والحديث، ضرير من أهل مرسية بالأندلس، له ثلاثة تفاسير : الكبير والصغير والأوسط، وله مؤلفات في النحو، توفي سنة 565 هـ . انظر سير أعلام النبلاء (23/312).) هذه الوجوه كلها متداخلةٌ، ولا أدري مستندها، ولا عمَّن نُقلت، ولا أدري لمَ خصَّ كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بِما ذكر؛ مع أنَّ كلها موجودة في القرآن، فلا أدري معنى التخصيص! وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة، وأكثرها يعارضه حديث عمرَ مع هشام بن حكيمٍ الذي في الصحيح ، فإنَّهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه، إنَّما اختلفا في قراءة حروفه، وقد ظنَّ كثيرٌ من العوامِّ أن المراد بِها القراءات السبعة، وهو جهلٌ قبيح (انظر الإتقان في علوم القرآن ( 1/141 )، قـال أبـو شامة : ظنَّ قومٌ أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل. انظر فتح الباري (8/646)) .
            والذي يستحق المناقشة من هذه الأقوال ستة أقوال:
            القول الأول
            أن الحديث من المشكل المتشابه الذي لا يُعلم معناه، لأن الحرف مشترك لفظي يصدق على معانٍ كثيرة، كالكلمة والمعنى، وحرف الهجاء والجهة، ولم يُعيَّن المراد منها في الحديث، هو قول أبي جعفر محمد النحوي (الإتقان في علوم القرآن (1/131) ، والبرهان في علوم القرآن (1/213).).


            ويُرَدُّ هذا القول بأنه لا يلزم من مجرد الاشتراك اللفظي الإشكال الصارف عن إدراك معنى المقصود؛ لأن المشترك اللفظي يترجح أحد معانيه بقرينة لفظية أو حالية، وقد قامت القرائن على تعيُّن أحد المعاني، ومنع ما عداه، فلا يصح إرادة الكلمة هنا، لأن القرآن مؤلف من كلمات كثيرة ، وليس من سبع فقط ، ولا يصح إرادة المعنى ، لأن معاني القرآن كثيرة جدًّا تفوق الحصر، ولا يصح إرادة حرف الهجاء، لأن القرآن مشتمل على جميع حروف الهجاء، لا على سبعة منها فقط فتعيَّن أن المراد بالحرف هنا هو الجهة وبذلك يبطل القول بإشكال معنى الحديث .كما يُرَدُّ بِما ثبت في نص الحديث من أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَأُمِر أن يقرئ أمته بِهذه الأحرف ، وأنه قد فعل، وأمر أمته أن تقرأ القرآن بِها ، وقد فعلت، فقرأ الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُمعلى هذه الأحرف، فهي معلومة لدى الكثير منهم، فلا يعقل أن يكون الحديث مع كل ذلك من المتشابه الذي لا يُدرى معناه ، ويُرَدُّ أيضًا بأن الحديث نص على أن الحكمة من إنزال الأحرف السبعة هو التيسير على الأمة فكيف يتحقق التيسير بشيء مجهول ؟!.
            القول الثاني



            أن حقيقة العدد غير مراده، وذلك لأن لفظ السبعة يطلق في لسان العرب ويراد به الكثرة في الآحاد ، كما يطلق لفظ السبعين ويراد به الكثرة في العشرات، ولفظ السبعمائة ويراد به الكثرة في المئات، وهو مذهب القاضي عياض ونحى هذا المنحى القاسـمي والرافعي(انظر الإتقان في علوم القرآن (1/131)، وتفسير القاسمي (محاسن التأويل) (1/287).).
            ويردُّ هذا القول أن الأحاديث الواردة في هذا الأمر صريحة في إرادة حصر العدد في السبعة ، ففيها استزادة الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جبريل الأحرف حرفًا حرفًا، وهذا قرينة على أن المرادَ العددُ الآحادُ الواقعُ بين الستة والثمانية(انظر الإتقان في علوم القرآن (1/132).).
            القول الثالث



            أن المقصود سبعة أصناف من المعاني والأحكام، وهي : الحلال والحرام والأمر والزجر، والمحكم والمتشابه، والأمثال، وقد استدل أصحاب هذا الرأي بِما روي عن ابن مسعود عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال(رواه الطبري في مقدمة تفسيره، باب القول في البيان عن معنى قول رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة (1/30)) : كان الكتاب الأول ينزل من باب واحدٍ ، وعلى حرفٍ واحدٍ ، ونزل القرآن من سبعة أبوابٍ وعلى سبعة أحرف : زاجرٌ وآمرٌ، وحلالٌ وحرامٌ ومحكمٌ ومتشابهٌ ، وأمثال فأحلُّوا حلاله ، وحرِّموا حرامه ، وافعلوا ما أُمرتُم به، وانتهوا عمَّا نُهيتهم عنه واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بِمحكمه ، وآمنوا بِمتشابِهه وقولوا : آمنا به كل من عند ربنا .
            ويُناقش هذا القول بأن هذا الحديث قد انتقده العلماء، ولم يسلموا بصحته.
            قال ابن عبد البر: وهو حديث عند أهل العلم لا يثبت، وهو مجمع على ضعفه (البرهان في علوم القرآن (1/216).).
            قال الحافظ ابن حجر: وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم ، وفي تصحيحه نظرٌ؛ لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود ، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال : هذا مرسل جيدٌ (فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645).) .
            كما أن سياق الأحاديث يأبى حمل المراد بالأحرف السبعة على هذه الوجوه بل هي ظاهرةٌ في أن المراد أن الكلمة الواحدة تُقرأ على وجهين وثلاثة وأربعة إلى سبعة ، تَهوينًا وتيسيراً.كما أن الشيء الواحد لا يكون حلالاً وحرامًا في آن واحد.
            قال الطبري: ومعلومٌ أن تَماريهم فيما تَماروا فيه من ذلك ، لو كان تَماريًا واختلافًا فيما دلت عليه تلاوتُهم من التحليل والتحريم ، والوعد والوعيد، وما أشبه ذلك لكان مستحيلاً أن يصوِّب جميعهم(تفسير الطبري، المقدمة (1/20-21).)، ولذلك ذهب أبو علي الأهوازي وغيره إلى أن قوله : زاجرٌ وآمرٌ… استئناف كلام آخر ، أي هو زاجرٌ ، أي القرآن ، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة.
            ويؤيد ذلك ما جاء في بعض روايات الحديث: زاجرًا وآمرًا… بالنصب ، أي : نزل على هذه الصفة، وقال أبو شامة : يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف.
            أي: هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه، وأنزله الله على هذه الأصناف، لم يقتصر منها على صنف واحدٍ، كغيره من الكتب (فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645)، وانظر تفسير الطبري، المقدمة (1/30-31).).
            قال ابن حجر: ومِما يوضح أن قوله زاجرٌ وآمرٌ الخ ليس تفسيرًا للأحرف السبعة: ما وقع في مسلم من طريق يونس عن ابن شهاب عقب حديث ابن عباس، قال ابن شهاب: بلغني أن تلك الأحرف السبعة إنَّما هي في الأمر الذي يكون واحدًا لا يختلف في حلال ولا حرام ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/645)، وروى هذا البلاغ مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها، بَاب بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، صحيح مسلم مع شرح النووي (6/101) ح 819 .).
            قال ابن عطية: هذا القول ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى أحرفًا، وأيضًا فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلالٍ، ولا تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة (انظر تفسير القرطبي، المقدمة ( 1/34- 35 ).).
            القول الرابع



            أن المراد سبع لغات من لغات العرب الفصحى أنزل بِها القرآن فهي متفرقة فيه ، لا على أن هذه اللغات تجتمع في الكلمة الواحدة (وقد اختلف القائلون بهذا القول في تعيين اللغات التي نزل بِها القرآن اختلافًا كبيرًا، وليس هو من مقصود هذا البحث فليراجعه من شاء في : البرهان (1/219-220) ، والإتقان (1/135-136) .)، وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن يحيى ثعلب، وصححه البيهقي، واختاره ابن عطية ، وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر الباقلاني (فتح الباري بشرح صحيح البخاري (8/643)، والإتقان (1/135)، والبرهان في علوم القرآن (1/217)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (5/221) .).
            ويكفي في ردِّ هذا القول ما سبق من اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة وهما قرشيان، ولغتهما واحدة، فدلَّ على أن اختلافهما لم يكن في اللغات(انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 119، وفتح بشرح صحيح البخاري (8/644).) كما أن قولهم إن هذه اللغات مفرقة في القرآن الكريم مردودٌ بأنه لو كانت الأحرف السبعة لغات في مواضع متفرقة من القرآن لَما حصل خلاف بين القراء في شيء من القرآن؛ لأن كل موضع سيكون مقروءًا بوجه واحد ، ولَما حصلت المناكرة بين الصحابة عند سماع بعضهم قراءة بعضٍ، ويرد هذا القول أيضًا أن نزول القرآن على سبعة أحرف إنَّما كان تيسيرًا على المكلفين، بنص الحديث، فلو فرض أن القرآن مؤلف من عدة لغات ، كل جزء من لغة ، لَما أمكن أهل كل لغة أن يقرؤوا منه إلا جزءًا واحدًا، وهو النازل بلغتهم ( انظر الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها ، للدكتور حسن ضياء الدين عتر ، ص 172-73 .).
            القول الخامس



            أن المراد سبع لغات، ولكن على أن تكون في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل: هلمَّ، وتعالَ، وأقبلْ، وإليَّ ونحوي، وقصدي، وقُرْبي ، وهو قول سفيان بن عيينة وابن جرير الطبري والطحاوي (الإتقان في علوم القرآن (1/134)، وتفسير الطبري، المقدمة (1/25)، وتأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/185-488).).
            ويدل لِهذا القول حديث أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ ، قَالَ مِيكَائِيلُ عليه السلام: اسْتَزِدْهُ ، فَاسْتَزَادَهُ ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ مِيكَائِيلُ : اسْتَزِدْهُ فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ : كُلٌّ شَافٍ كَافٍ ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ، نَحْوَ قَوْلِكَ تَعَالَ وَأَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَاذْهَبْ وَأَسْرِعْ وَاعْجَلْ ( رواه أحمد في مسنده، مسند البصريين (6/37) ح 19992.) قال السيوطي : إسناده جيد (الإتقان في علوم القرآن (1/134).).
            ويجاب عن هذا القول بأن الأحاديث التي احتجوا بِها لا تدل على حصر الأحرف في نحو ما ذهبوا إليه ، وإنما بيَّن الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها الأحرف السبعة بِمثال يوضح نوعية هذه الأحرف ، وأنَّها لا تؤدي إلى تناقض أو تضاد.
            قال أبو عمر بن عبد البر: إنما أراد بِهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها، أنَّها معانٍ متفقٌ مفهومها، مختلفٌ مسمعها، لا يكون في شيء منها معنىً وضده ، ولا وجهٌ يخالفُ معنى وجهٍ خلافًا ينفيه ويضادُّه، كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده (انظر البرهان في علوم القرآن (1/221).).
            ويردُّ هذا القول أيضًا بأن الحكمة من تنْزيل القرآن على سبعة أحرف هي التيسير على المكلفـين ، لاخـتلاف ألسنتهم، ولم يكن أكثر اختلاف العرب في استعمال الألفاظ المترادفة بل أكثر اختلافهم إنَّما كان في اللهجات، من فكٍّ وإدغامٍ وفتح وإمالة ، وهمزٍ وتخفيفٍ ونحو ذلك ، ولا شك أن المشقة عليهم في هذه الأبواب أعظم من المشقة في استعمال هلمَّ مكان تعالَ أو أقبلْ ، كما أنه على قول ابن جرير لا يُدرى كيف يتخرَّج وجود الأوجه المتعددة من القراءات في المصاحف العثمانية ، وكلها مثبتة فيها ، سواء برسم واحدٍ ، أو برسمين .
            القول السادس



            أن المراد بالأحرف السبعة الأنواع التي يقع بِها التغاير والاختلاف في القراءات القرآنية ، أو في لغات العرب ، ولا يخرج عنها، نحو الاختلاف في إعراب الكلمة ، أو تغير صورتِها بالزيادة أو النقصان، أو اختلاف لغات العرب من الفتح والإمالة والإظهار والإدغام، ونحو ذلك .
            وهو قول أبي حاتم السجستاني وابن قتيبة وأبي الفضل الرازي، وابن الجزري (فتح الباري (8/644 - 645).).
            والقائلون بِهذا القول اختلفوا في تعيين الوجوه التي وقع بِها التغاير اختلافًا كبيرًا :
            فذهب أبو حاتم السجستاني إلى أنَّها : إبدال لفظ بآخر، وإبدال حرف بآخر والتقديم أو التأخير بين الألفاظ أو الحروف، وزيادة حرف أو نقصانه ، واختلاف حركات البناء واختلاف الإعراب، والاختلاف الصوتي بين التفخيم والإمالة والإظهار والإدغام ( مقدمة كتاب المباني ص 221 – 228، والأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها ص 148-153.).
            ويرى ابن قتيبة والباقلاني أنَّها(تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 36 – 38 ، والإتقان في علوم القرآن (1/132).) : الاختلاف بالتقديم والتأخير ، والاختلاف بالزيادة والنقصان والاختلاف بتغيير صورة اللفظ ومعناه ، والاختلاف بتغيير لفظ الكلمة ومعناها .
            وذهب ابن الجزري إلى أنَّها : الاختلاف في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة والاختلاف في الحركات بتغيير المعنى فقط ، والاختلاف في الحروف بتغيير المعنى لا الصورة والاختلاف في الحروف بتغيير الصورة لا المعنى والاختلاف في الحروف بتغيير الصورة والمعنى، والاختلاف في التقديم والتأخيروالاختلاف بالزيادة والنقصان(النشر في القراءات العشر (1/25-28) ، والإتقان في علوم القرآن (1/133-134).) .
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:59 م.

            تعليق


            • #21
              القول الراجح



              إذا نظرنا في الأخبار الواردة في الأحرف السبعة، وتفحصنا ألفاظها، لم نجد فيها عبارة صريحة تبين المراد بالأحرف السبعة، والذي يظهر أن ذلك كان لوضوح المراد منها عند السلف الأول، بشكل لا يحتاج معه إلى تفسير، حتى تتحقق الحكمة من الرخصة ، فليس من المعقول أن يرخص لهم في شيء مجهول ولَما كانت الحاجة في بداية الأمر إلى إزالة ما وقع في نفوس الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُممن شبهة وقوع التناقض والاضطراب، أو التصرف في كتاب الله تعالى، لأنَّهم ألفوا أول الأمر قراءة القرآن على وجه واحد، ثم سمع بعضهم بعضًا يقرأ على أوجهٍ متغايرة، أزال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الخواطر بأن أخبرهم بالرخصة، وضرب لَهم مثالاً على أنواع الاختلاف بين هذه الأوجه وأنه ليس من باب التناقض والتضاد، بل من باب التنوُّع وزيادة المعاني، وعند تدبر أوجه القراءات المتواترة التي نقلت إلينا نجد أن اللفظ الواحد قد يُقْرأ بأوجهٍ متعددةٍ والناس إلى يومنا هذا يتناكرون عند سماع هذه الوجوه إذا لم يكن لهم سابقُ علمٍ بِها، فالذي يظهر والله أعلم أن المراد من الأحرف السبعة في الحديث الشريف أوجه متعددة متغايرة من وجوه القراءة ، تكون في الكلمة القرآنية الواحدة، بحيث تُقرأ على وجهٍ واحد، أو أكثر من وجهٍ، إلى سبعة أوجـه (هذا القول أشار إليه السيوطي في الإتقان (1/135) على طرفين هما القول الثالث والقول الرابع) ولا يلـزم على هذا القول أن يكون في كل كلمة قرآنية أكثر من وجهٍ، بل توجد هذه الوجوه في بعض الكلمات دون بعض وقد ورد مثل ذلك في سورة الفرقان، وقد جمع الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري كل ما ورد من الخلاف في هذه السورة من القراءات المتواترة والشاذة ، فبلغت مواضع الخلاف فيها مائة وثلاثين موضعًا، ولا يشكل عليه أيضًا ورود أكثر من ست قراءات في بعض الكلمات مثل قوله عز وجلّ:
              [قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ] الآية 111 من سورة الأعراف.
              [قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ].36 من سورة الشعراء.
              فيها ست قراءات متواترة ، وهي:
              [أَرْجِهِ] دون همزة، وبكسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك قالون وابن وردان.
              [ أَرْجِهِ ] كالوجه السابق، لكن مع إشباع كسرة الهاء بوصلها بياء، وقرأ بذلك ورش والكسائي وابن جمَّاز ، وخلف في اختياره.
              [ أَرْجِئْهُ و] بالهمز، مع ضم الهاء وإشباع ضمها بوصلها بواو، وبذلك قرأ ابن كثير وهشام.
              [أَرْجِئْهُ ] بالهمز، مع ضم الْهاء من غير إشباع، وقرأ كذلك أبو عمرو ويعقوب.
              [ أَرْجِئْهِ ] بالهمز، مع كسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك ابن ذكوان .
              [أَرْجِهْ ] دون الهمز، مع سكون الهاء، وهي قراءة الباقين من القراء العشرة (النشر في القراءات العشر (1/311-312).).
              الأحرف السبعة في


              الجمع النَّبويّ وجمع أبي بكر للقرآن



              مرَّ بنا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمر أن يُقرئ أمته القرآن على سبعة أحرفٍ، فلا شك أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقد قرأ على هذه الأحرف السبعة ؛ ليتعلمها منه أصحابه ، وينقلوها إلى الأمة من بعده .
              وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في رمضان من كلِّ سنة ، فيُثْبِت الله ما يشاء وينسخ ما يشاء، أو يأمر بالقراءة على حرف أو أكثر من الأحرف السبعة.
              قال ابن عبد البَرِّ: وقد يُشكل هذا القول على بعض الناس. فيقول: هل كان جبريل يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات ؟ فيُقال له: إنَّما يلزم هذا إن قلنا إن السبعة الأحرف تجتمع في حرف واحد، ونحن قلنا كان جبريل يأتي في كل عرضةٍ بحرف، إلى أن تَمُرَّ سبعةٌ (انظر البرهان في علوم القرآن (1/220).) .
              وقد مرَّ بنا أنًّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرض القرآن على جبريل عليه السلام في العام الذي توفي فيه مرتين ولا شكَّ أنه قد نسخ بعض القرآن في تلك العرضة، كما نسخت بعض الأحرف السبعة التي نزل بِها القرآن.
              فقد كانت العرضة الأخيرة مراجعة أخيرة للكتاب الحكيم، عرض فيها القرآن مرتين، فنسخ الله منه ما شاء، وأثبت فيه ما كتب له البقاء .
              وقد وردت الروايات بحدوث النسخ لبعض آيات الكتاب في العرضة الأخيرة. فَعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ ؟ قَالُوا: قِرَاءةَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لا بَلْ هِيَ الآخِرَةُ، كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ (رواه أحمد في مسنده ، مسند بني هاشم (1/598) ح 3412 ، ورواه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (3/7)، وكتاب المناقب (4/36) .).
              وقال البغوي : يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة ، التي بُيِّن فيها ما نُسِخ وما بَقِي (شرح السنة (4/525).) .
              وقال ابن الجزري : ولا شك أن القرآن نُسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة ، فقد صحَّ بذلك النصُّ عن غير واحدٍ من الصحابة (النشر في القراءات العشر (1/32) ، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/142).) .
              وكل ما نسخ في العرضة الأخيرة من القرآن أو من أوجه القراءة لم يُثبَت في الجمعين النبوي والبكري .
              ونستطيع أن نستخلص من العرض السابق الأمور الآتية :
              1ـ أن النسخ قد شمل بعض الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة، ويدل على ذلك عدم ورود كلمة من الكلمات القرآنية تقرأ على أكثر من ستة أوجه من طريق متواتر.
              وقد اعترض البعض على ذلك بأن موضوع النسخ لا يشمل الألفاظ.
              قال ابن قدامة : وأحال قومٌ نسخ اللفظ ، فإن اللفظ إنَّما نزل ليُتلى ويُثاب عليه فكيف يُرفع ؟ والمقصود من ذلك أن النسخ : هو رفع حكم شرعي بخطاب متراخ عنه ، وليس في نسخ تلاوة اللفظ رفع حكم شرعي (انظر روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/190).) ، ثم أجاب ابن قدامة عن ذلك فقال : فإن التلاوة ، وكتابتها في القرآن، وانعقاد الصلاة بِها، من أحكامها وكل حكمٍ فهو قابل للنسخ، وأما تعلقها بالمكلَّف في الإيجاب وغيره فهو حكم أيضًا يقبل النسخ (روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (1/201-202).) .
              2ـ أن الأحرف السبعة لم تنسخ كلها، لأن الأصل إباحة القراءة بِها، ولم يدل دليلٌ على نسخ تلك الإباحة في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
              3ـ أنَّه لا يُعلم قدر ما نسخ من الأحرف السبعة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إذ لا دليل عليه، ويرى بعض العلماء أن المنسوخ من تلك الأحرف أكثر مِما بقي نظرًا لِما يرونه من الكثرة العظيمة في الروايات التي تعج بِها كتب التفسير من القراءات غير الثابتة، باعتبار أنَّها في أحسن أحوالها قراءات منسوخة .
              وقد اتفق العلماء على أن جمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ بقي على نفس الصورة التي تركها عليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولم يتغير منه شيء ، سواء في ذلك من رأى أن الأحرف السبعة باقية كلها، ومن قال إن الأحرف نسخت ولم يبق إلا واحدٌ ، ومن ذهب إلى أن الباقي بعض الأحرف السبعة (انظر: البرهان في علوم القرآن (1/223) ، ومناهل العرفان (1/253-254).) .
              الأحرف السبعة


              في المصاحف العثمانية



              اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية ـ بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة ـ على ثلاثة أقوال:
              القول الأول



              أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان والحارث المحاسبي وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة (انظر البرهان في علوم القرآن ( 1/224، 226، 239، 241 )، وشرح النووي على صحيح مسلم (6/100).) .
              وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها(البرهان في علوم القرآن (1/223).).
              قال ابن عبد البر : فهذا معنى الأحرف السبعة المذكورة (يعني القول بأنَّها أوجه من المعاني المتفقة، بالألفاظ المختلفة، نحو أقبل ، وهلم ، وتعال… الخ .) في الأحاديث عند جمهور أهل الفقه والحديث ، منهم سفيان بن عيينة ، وابن وهب ، ومحمد بن جرير الطبري ، والطحاوي وغيرهم ، وفي مصحف عثمان الذي بأيدي الناس منها حرفٌ واحد (انظر البرهان في علوم القرآن (1/220).).
              وقال أبو عبيد الله بن أبي صفرة : هذه القراءات السبع إنما شرعت من حرف واحد من السبعة المذكورة في الحديث ، وهو الذي جمع عثمان عليه المصحف وهذا ذكره النحاس وغيره (صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).) ، وهذا القول مبني على القول بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ، وهو قول ابن جرير ومن وافقه .
              فقد رأى القائلون بِهذا القول ندرة الكلمات القرآنية التي يصدق عليها ما رأوه في المراد بالأحرف السبعة ، فقالوا إنَّها نسخت ، أو اتفق الصحابة على منع القراءة بِها ، وكتبوا المصاحف على حرف واحد ، هو لسان قريش . واحتج القائلون بِهذا القول بأدلة منها : قول عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُلِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ (رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/621)ح 3506.).
              قالوا: وهذا يدل على أنَّهم جمعوا القرآن على حرف واحد، وهو لسان قريش وتركوا ما سوى ذلك من الأحرف الستة، أن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة؛ للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة واحدة فلما كثر الناس والكتاب وارتفعت الضرورة ارتفع حكم هذه السبعة ، ورجَّح ذلك قيامُ الخلاف بين القراء ، بما كاد يؤدي إلى فتنة عظيمة ، فأجمعت الأمة بقيادة إمامها الناصح الشفيق عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُعلى أن تقتصر على حرف واحد من الأحرف السبعة ، جمعًا لكلمة المسلمين ، فأخذت به وأهملت كل ما عداه ، فعاد ما يُقرأ به القرآن على حرفٍ واحدٍ (تأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/190-191) ، وانظر : صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).)، أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبةً على الأمة ، وإنما كانت جائزةً لهم مرخصًا لهم فيها ، وقد جعل إليهم الاختيار في أي حرف اختاروه ، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد ، اجتمعوا على ذلك اجتماعًا شائعًا، وهم معصومون من الضلالة ، ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميه (13/395-396).)، ثم اختلف القائلون بأن الباقي من الأحرف السبعة هو حرف واحد ، هل نسخت الأحرف الستة في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أو أن الصحابة اتفقوا على تركها ؟ فذهب أكثرهم إلى أنَّها نسخت في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، واستقر الأمر على حرف واحد وذلك بعدما لانت ألسنة العرب بالقرآن ، وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة .
              قال القرطبي : ثم اختلفوا : هل استقر في حياته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعد وفاته ؟ والأكثرون على الأول(انظر البرهان في علوم القرآن (1/213).).
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:58 م.

              تعليق


              • #22
                القول الثاني



                أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، ولم تُهمل منها حرفًا واحدًا.وهو ما ذهب إليه جماعات من القراءة والفقهاء والمتكلمين، وهو الذي اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم .
                قال القاضي الباقلاني : الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى وليست متضاربة ولا متنافية (صحيح مسلم بشرح النووي (6/100)، والبرهان في علوم القرآن (1/223-224).). وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة ، بل تكون مفرقة فيها (صحيح مسلم بشرح النووي (6/100).) .
                واستدلوا على ذلك بأدلة منها :
                · أنه لا يجوز على الأمة أن تُهمل نقل شيء من الأحرف السبعة؛ لأنَّها قرآن منَزَّل.
                أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم أجمعوا على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وقد كانت مشتملة على الأحرف السبعة، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك (الإتقان في علوم القرآن (1/141-142).).
                · أن الأحرف السبعة كان مرخصًا فيها، ولا يجوز أن يُنهى عن القراءة ببعض المرخص فيه، إذ ليس بعضه بأولى من بعضٍ (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (13/395-396).).

                · أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف كانت التيسير على الأمة في تلاوة القرآن ، والتيسير ما زال محتاجًا إليه ، إذ لم تكن قراءة القرآن على حرف واحد في العصر الأول بين العرب الأقحاح أصعب منها على من أتى بعدهم من المسلمين في العصور المتأخرة ، وقد فشا فيهم اللحن والعجمة، فهم أحوج إلى التيسير من العرب الأُوَل .
                القول الثالث
                أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة.


                قال ابن الجزري : وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنَّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط ، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل عليه السلام متضمنة لَها ، لم تترك حرفًا منها .
                قال : وهذا القول هو الذي يظهر صوابه ؛ لأن الأحاديث الصحيحة ، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه ، وتشهد له (النشر في القراءات العشر (1/31)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (1/141-142).).
                واحتج أصحاب هذا القول بِما احتج به أصحاب المذهب الثاني على بقاء بعض الأحرف السبعة ، والحاجة إليها ، واحتجوا على أن السبعة لم تبق كلها بِما ورد من الآثار التي تدل على حدوث النسخ في العرضة الأخيرة لبعض أوجه القراءة ، فكتب الصحابة في المصاحف عند الجمع ما تيقنوا أنه قرآن ثابت في العرضة الأخيرة ، وتركوا ما سوى ذلك.
                قال السيوطي : ولا شك أن القرآن نُسخ منه في العرضة الأخيرة وغُيِّر ، فاتفق الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقرٌّ في العرضة الأخيرة ، وتركوا ما سوى ذلك (الإتقان في علوم القرآن (1/142).) .
                وقال البغوي في شرح السنة : يُقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نُسخ وما بقي ، وكتبِها لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وقرأها عليه ، وكان يُقرئ بِها الناس حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه ، وولاه عثمان كتب المصاحف (شرح السنة للإمام البغوي (4/525-526).) .
                وقد وردت الآثار بأن القرآن قد نسخ منه وغُيِّر في العرضة الأخيرة، وأن قراءتنا التي جمعها الصحابة هي ما كان في تلك العرضة.
                فَعَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ أنه قال : القراءة التي عُرِضَت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العام الذي قبض فيه - هذا القراءة التي يقرأها الناس (رواه البيهقي في دلائل النبوة (7/155-156).) ، يعني بذلك قراءة زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه.
                وعن سمرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ قال : عُرض القرآنُ على رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرضات ، فيقولون : إن قراءتنا هذه العرضة الأخيرة ( رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي . مستدرك الحاكم (2/230) ، ورواه البزار في مسنده ، قال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح . مجمع الزوائد (7/154).).
                وعن ابن سيرين، قال: كان جبريل يعارض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل سنة في شهر رمضان مرةً ، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين ، فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة (أخرجه ابن أشتة ، انظر الإتقان في علوم القرآن (1/142).) .
                القول الراجح في الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية



                والقول الذي يظهر صوابه هو ما ذهب إليه جماهير العلماء من السلف والخلف من أن الباقي من الأحرف السبعة هو ما ثبت في العرضة الأخيرة ، وأن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم لم يختاروا بعض الأحرف الثابتة دون بعض، بل دونوا ونقلوا كل ما ثبتت قرآنيته ، وتركوا ما سوى ذلك .
                ولكن ينبغي التنبه إلى أن قولهم : إن المصاحف غير مشتملة إلاَّ على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة ، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل ، متضمنة لها لم تترك حرفًا منها فيه نوع تناقض ، إذ قد يُفهم منه أن هناك شيئًا من الأحرف السبعة عرضه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل في العرضة الأخيرة ولم يكتبه الصحابة في المصاحف العثمانية .
                فالأولى أن يقال جامعة للعرضة الأخيرة ، ويلغى التقييد بِما يحتمله رسم المصاحف، إذ قد علمنا أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُمقد كتبوا مصاحف متعددة ، وفاوتوا بينها ليحتمل البعض منها من أوجه القراءة ما لا يحتمله البعض الآخر، ويدل على صحة هذا القول مجموع الأدلة السابقة فلا شكَّ أن الحكم ببقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها مبنيٌّ على المراد بالأحرف السبعة.
                ونحن إذا نظرنا إلى كافة الأقوال التي ذكرناها في المراد بالأحرف السبعة ، بقطع النظر عن الراجح منها وجدنا في القرآن بعض تلك الأوجه بلا شكٍّ ، أمَّا على القول بأن الحديث مشكلٌ لا يُدرى معناه ، فلا إشكال في بقاء الأحرف السبعة أو عدم بقائها ، فليس لهذا القول ـ على ضعفه الشديد ـ أثرٌ على اعتبار الأحرف السبعة باقية أو غير باقية.
                وأمَّا على القول الثاني: القائل بأن حقيقة العدد غير مراده ، بل المراد الكثرة فلا إشكال أيضًا إذ القراءات المتواترة التي نقلت إلينا فيها كثرةٌ ظاهرةٌ ، لا يمكن معها الزعم بأن كل هذه الاختلافات هي حرفٌ واحد .
                وأمَّا على القول الثالث: القائل بأن المقصود سبعة أصناف من المعاني والأحكام، وهي: الحلال والحرام ، والأمر والزجر ، والْمحكم والمتشابه والأمثال ، فلا شكَّ أن القرآن المنقول إلينا فيه كل ذلك ، وهو أمر ظاهر جلي .
                على أن كل الأوجه السابقة في غاية الضعف .
                وأمَّا على القول الرابع: القائل بأن المراد سبع لغات من لغات العرب الفصحى متفرقة في القرآن لا تجتمع في الكلمة الواحدة ، فذلك أيضًا كثيرٌ في القرآن ، فقد ورد فيه من غير لسان قريش شيء كثير ، وقد أفرده بعض العلماء بالتصنيف ، ونقل السيوطي من ذلك الكثير في باب أفرده فيما وقع بغير لغة الحجاز ، وذكر فيه ما وقع في القرآن على نحو ثلاثين لغة من لغات العرب .
                وأمَّا على القول الخامس: القائل بأن المراد سبع لغات تكون في الكلمة الواحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني ، فهو الذي دعا أصحاب القول الأول إلى زعم أن الأحرف الستة غير باقية في القرآن ، وعلى فرض التسليم بأن قولهم هو الصواب في المراد بالأحرف السبعة في الحديث ، فإنه ما زال في القرآن كلمات تقرأ باختلاف في اللفظ ، مع اتفاق المعنى ، ومن أمثلة ذلك من القراءات المتواترة :
                قولـه تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا]. الآية 94 من سورة النساء.
                وقوله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] الآية 6 من سورة الحجرات.
                [فقـد قرأها الجمهور هكذافَتَبَيَّنُوا مـن التبيُّن .
                وقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره : من التثبـت(من.) فَتثَبَّتُوا والتبين والتثبت متفقان في المعنى (النشر في القراءات العشر (2/251).
                قوله عز وجلّ :[وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] الآية 57 من سورة الأعراف.
                فقد قرأ عاصمٌ هكذا من البشر ، جمع بشير، وقرأ الباقون من النشر، فقرأ حمزة والكسائي وخلف في اختياره : نَشْرًا على أنه حال ، أي : ناشرةً ، أو منشورةً ، أو ذات نَشْرٍ ، وقرأ أبو جعفرٍ ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: {نُشُرًا} ، بضم النون والشين جمع ناشر، وقرأ عبد الله بن عامر: {نُشْرًا} بضم النون وسكون الشين ، كالسابق مع التخفيف بتسكين الشين والبشر والنشر متوافقان في المعنى ( انظر النشر في القراءات العشر (2/269-270)، وإتحاف فضلاء البشر ص 226.).
                وأمَّا على القول السادس بأن المراد بالأحرف السبعة الأنواع التي يقع بِها التغاير والاختلاف في القراءات القرآنية ،أو في لغات العرب، فالموجود منها في القراءات المتواترة يفوق الحصر، وهو كـل مـا اختلف فيه القراء من فتح وإمالة ، وإثبات وحذف واختلاف حركات الإعراب، والزيادة والنقصان (انظر : والنشر في القراءات العشر (1/25-28) ، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ص 36-38 .).
                ومن أظهر الأدلة على أن الصحابة عندما نسخوا المصاحف في زمن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ كتبوا كل ما ثبت عرضه في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة ، إذ لو كانت مكتوبة بلغة واحدة على حرف واحد لَما كان بينها اختلافٌ .
                أما استدلالهم بقول عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ: فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فقد سبق بيان أن ما نقل إلينا متواترًا من القرآن فيه الكثير من غير لغة قريش، وسبق أيضًا بيان أن مراد عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ من ذلك أن أكثر القرآن ومعظمه نزل بلسانِهم، أو أن ابتداء نزوله كان كذلك، وعليه فلا إشكال في هذا الأثر على القول بأن بعض الأحرف باقٍ إذ ليس فيه أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ أمر بإلغاء تلك الأحرف (انظر البرهان في علوم القرآن (1/284)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 385 ، وفتح الباري (8/625).). قال الباقلاني : ومعنى قول عثمان : إنه أنزل بلسان هذا الحي من قريش أي : معظمه وأكثره نزل بلغتها ، ولم تقم حجة قاطعة على أن القرآن بأسْرِه نزل بلغة قريش ويجزئ من الدليل قوله تعالى :[إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ].الآية 3 من سورة الزخرف.) ولم يقل قرشيًّا( نكت الانتصار لنقل القرآن ص 385 .) كما أن قول عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ … يدل على أنه لم يأمر بإلغاء الأحرف السبعة ، فاللفظ صريحٌ في أنه أمر بإثبات لغة قريش عند الاختلاف فقط ، أما عند الاتفاق فليكتبوا بأي لغة صحَّ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ بِها في العرضة الأخيرة ولم ينقل إلينا أنَّهم اختلفوا في شيء إلا في لفظ (التابوت) كما مرَّ(انظر : كتاب المصاحف لابن أبي داود ص 26 ، وفتح الباري (8/635) . وتأويل مشكل الآثار للطحاوي (4/193) ، وقد مرّ الحديث عن ذلك في الفصل الثالث من الباب الثالث .) .
                وأما احتجاجهم بأن الأحرف السبعة كانت في أول الأمر ضرورة لاختلاف لغات العرب ، ومشقة أخذ جميعهم بلغة واحدة ، فقد سبق الكلام على أن المشقة ما زالت باقية ، فما زال في الأمَّةِ : (الْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْغُلامُ وَالْجَارِيَةُ ، وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ) ، بل لعلها الآن أشد مِمَّا كانت عليه فيما مضى .
                وأما قولهم إن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة، فنحن نوافق على ذلك ، ولكن نخالف في أن القراءة غير الحفظ ، فإنه وإن لم يكن واجبًا على الأمة أن تقرأ بالأحرف السبعة جميعها ، فإنه لا شكَّ أن حفظ هذه الأحرف التي هي بعض القرآن من الضياع واجبٌ على الأمة .
                ويدل على بقاء الأحرف التي ثبتت في العرضة الأخيرة أيضًا أنه قد ثبت أن كُتَّاب المصاحف في زمن عثمان إنما انتسخوا ما كتبه الصديق في الصحف في مصاحف وأرسلوها إلى الأمصار ، وقد علمنا أن جمع أبي بكر للقرآن لم يلغ شيئًا مِمَّا ثبت في العرضة الأخيرة باتفاق ، فثبت بذلك أن جمع عثمان لم ينقص شيئًا مِمَّا جمع في زمن أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ.
                عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال : … فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ : أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ ، فَأَرْسَلَتْ بِها حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ ابْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ (رواه البخاري في صحيحه : كتاب فضائل القرآن باب جمع القرآن (8/626) ح 4987 .) .
                ويردُّ دعوى أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ إذ نسخ المصاحف ألغى الأحرف الستة واقتصر على حرف واحد أنه لم يرد في خبر صحيح، ولا ضعيف أنه رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ أمر كُتَّاب المصاحف أن يقتصروا في كتابتها على حرف واحد ويلغوا الستة الباقية ( لا يخفى أن الحديث الذي هو عمدة القائلين بذلك القول في أمر عثمان الكتاب بأن يرجعوا إلى لغة قريش عند الاختلاف لا يدل على الأمر بإلغاء الأحرف الستة، إذ قصارى ما فيه ـ كما أسلفنا ـ الاقتصار على لغة قريش عند الاختلاف فقط .) .
                ويردُّ هذه الدعوى أيضًا أنه لو صحَّ أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ جمع الناس على حرف واحد وألغى الستة الباقية، وأجمع معه على ذلك الصحابة لكان ذلك كافيًا في القطع بالْمراد بالأحرف الستة ، ولَمَا اختلف العلماء بعد ذلك في المراد منها كل هذا الاختلاف، ولَمَا حصل خلاف بعد الإجماع الأول في بقاء الأحرف السبعة من عدمه، إذ الإجماع حجة عند المسلمين ولا يسوغ بعده خلافٌ (انظر مناهل العرفان (1/178) .) .
                ومِمًّا يرد به هذا القول أيضًا أنه يحمل طعنًا في الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم، واتِّهامًا لهم بالتصرف برأيهم في كتاب الله تعالى، ولا يكاد يصدق مؤمنٌ يعلم قدر الخليفة الراشد عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ أنَّه قرر برأيه إلغاء الأحرف الستة والإبقاء على حرف واحد ، ولا يكاد يتصور أيضًا أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم وهم كثرة كاثرةٌ في ذلك الوقت يقرونه على ذلك الفعل .
                والخلاف الذي زعموا أنه استدعى إلغاء تلك الأحرف كان قد حصل مثله في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جـاء في الـروايات التي أوردناها قريبًا في أول هذا الباب ، فلم يؤدِّ إلى إلغاء الأحرف المنَزلة ، بل أرشدهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَإلى أن القرآن أنزل على جميع تلك الأوجه ، وأقر كل واحد من المختلفين على قراءته .
                ويدل أيضًا على عدم صحة هذه الدعوى أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ لو أراد أن يجمع مصاحف الناس جميعًا لَما استطاع ، ولو استطاع لَمَا قدر على أن يسلبهم ما يحفظون من الكتاب ، إذ قد كانت دولة الإسلام في ذلك الوقت متسعة إلى حدِّ يستحيل معه مثل هذا، فجمعه رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ كان أن كتب للناس مصاحف أئمة يُرجع إليها عند الاختلاف.
                قال ابن حزم : كل هذا (يعني دعوى أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ جمع الناس على حرف واحد وترك الأحرف الستة .) باطلٌ ببرهان كالشمس، وهو أن عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُ لم يلِ إلاَّ وجزيرة العرب كلها مَملوءة بالمسلمين والمصاحف والمساجد، والقراء يعلمون الصبيان والنساء، وكل من هبَّ ودبَّ، واليمن كلها في أيامه مدن وقرى والبحرين كذلك، وعُمان كذلك، وهي بلاد واسعة ، مدن وقرى وملكها عظيم ومكة والطائف، والمدينة والشام كلها كذلك، في كل هذه البلاد من المصاحف والقراء ما لا يحصي عددهم إلا الله سبحانه وتعالى وحده ، فلو رام عثمان ما ذكروا ما قدروا على ذلك أصلاً .
                وأما قولهم : إنه جمع الناس على مصحف ، فباطلٌ ، ما كان يقدر على ذلك لِمَا ذكرنا ولا ذهب عثمان قطُّ إلى جمع الناس على مصحف كتبه ، إنما خشي عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُأن يأتي فاسقٌ يسعى في كيد الدين، أو أن يهِمَ واهمٌ من أهل الخير فيبدِّل شيئًا من المصحف ، فيكون اختلاف يؤدي إلى الضلال ، فكتب مصاحف مجمعًا عليها، وبعث إلى كل أفق مصحفًا، لكي ـ إن وهم واهمٌ ، أو بدَّل مبدِّل ـ رُجِع إلى المصحف المجمع عليه ، فانكشف الحق، وبطل الكيد والوهم .
                وأما قول من قال أبطل الأحرف الستة، فقد كذب من قال ذلك ، ولو فعل عثمان ذلك وأراده لخرج عن الإسلام ، ولَمَا مطل ساعة، بل الأحرف السبعة عندنا موجودة كلها قائمة كما كانت ، مبثوثة في القراءات المشهورة المأثورة والحمد لله رب العالمين (الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/212-213) .).
                وأما القول الثاني القائل بأن جميع الأحرف السبعة باقية فيُرَدُّ بِما مرَّ من ثبوت وقوع النسخ لبعض وجوه القراءة في العرضة الأخيرة، وكذلك بأنه لا يوجد في القرآن ما يقرأ على سبعة أوجه بالنظر إلى الخلاف في المراد بالأحرف السبعة على أغلب الأقوال، إلا باعتبار وجوه القراءة الشاذَّة ، ولا يخفى أنَّ الشاذَّ لا يثبت له الحكم بالقرآنية حتى تبنى عليه مثل هذه المسألة .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:58 م.

                تعليق


                • #23
                  والخلاصة :



                  أننا إذا نظرنا إلى حقيقة الخلاف بين الفريقين الثاني والثالث وجدناه خلافًا شكليًّا إذ كلاهما متفقٌ على أن الصحابة لم يزيدوا ولم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا وإنما اختلفوا هل الأحرف كلها بقيت في العرضة الأخيرة أم لا ، ولا يخفى أن النسخ قد ورد على كثير من تلك الأحرف كما مرّ بنا فخلافهم إذن هو في حصول ذلك النسخ أو عدم حصوله ، وأما الفريق الأول القائل بأن الباقي حرف واحد، فأكثرهم يرى أن ذلك لثبوت النسخ وعدم العرض في العرضة الأخيرة، وهو ما يوافق القولين الثاني والثالث، وإذًا يصبح الخلاف شكليًّا أيضًا، باعتبار أن البعض يرى أن اختلاف القراء هو الأحرف السبعة المذكورة في الحديث ، والبعض يرى أن هذا الاختلاف هو حرف واحد، مع اتفاق الجميع على أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم لم ينقصوا مِمَّا عرض في العرضة الأخيرة شيئًا .وأما الذين يرون أن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَُم اتفقوا على أن تركوا ستة أحرف وجمعوا الناس على حرف واحد بتصرف منهم واتفاق ، بعد أن ترك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأحرف السبعة وقرأ الناس بِها زمن أبي بكر وعمر وصدرًا من خلافة عثمان فهؤلاء هم الذين اختلفنا معهم ، وناقشنا أدلتهم ورددنا عليها .
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:58 م.

                  تعليق


                  • #24
                    أحاديث الأحرف السبعة


                    ملحوظة هذه الأحاديث جمعت على سبيل المثال لا الحصر


                    أحاديث البخاري



                    2241 :حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ لِي أَرْسِلْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ فَقَرَأَ قَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِي اقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ .

                    2980 : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ .

                    4607: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ .

                    4608 :حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ كَذَبْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ .

                    4653 : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهَا عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ كَذَبْتَ فَوَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقُودُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا وَإِنَّكَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَالَ يَا هِشَامُ اقْرَأْهَا فَقَرَأَهَا الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُهَا الَّتِي أَقْرَأَنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ .

                    6995 : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ كَذَبْتَ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا فَقَالَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ .
                    أحاديث مسلم



                    1354 : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُا سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِي اقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ و حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخَرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُا سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ وَزَادَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَرِوَايَةِ يُونُسَ بِإِسْنَادِهِ .

                    1355 : وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا لَا يَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ و حَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ .

                    1356 :حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ جَدِّهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ دَخَلْنَا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَا فَحَسَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمَا فَسَقَطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ وَلَا إِذْ كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْرِي فَفِضْتُ عَرَقًا وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَقًا فَقَالَ لِي يَا أُبَيُّ أُرْسِلَ إِلَيَّ أَنِ اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ حَتَّى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنِي إِسْمَعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَرَأَ قِرَاءَةً وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ نُمَيْرٍ .

                    1357 : وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَاه ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا وحَدَّثَنَاه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ .
                    أحاديث الترمذي




                    2867 : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَمَّا سَلَّمَ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا فَقَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لَهُ كَذَبْتَ وَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ بِالْقِرَاءَةِ الَّتِي أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ قَالَ أبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ .

                    2868 :حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيِّينَ مِنْهُمُ الْعَجُوزُ وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْغُلَامُ وَالْجَارِيَةُ وَالرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ أَيُّوبَ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَسَمُرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي بَكْرَةَ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ .
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:58 م.

                    تعليق


                    • #25
                      أحاديث النسائي




                      927 : أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ ابْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فَقَرَأَ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا قُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ كَذَبْتَ مَا هَكَذَا أَقْرَأَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ وَإِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ تَكُنْ أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ .

                      932: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ مَا حَاكَ فِي صَدْرِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا أَنِّي قَرَأْتُ آيَةً وَقَرَأَهَا آخَرُ غَيْرَ قِرَاءَتِي فَقُلْتُ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الْآخَرُ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَقْرَأْتَنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ نَعَمْ وَقَالَ الْآخَرُ أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَام أَتَيَانِي فَقَعَدَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ قَالَ مِيكَائِيلُ اسْتَزِدْهُ اسْتَزِدْهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ فَكُلُّ حَرْفٍ شَافٍ كَافٍ .
                      أحاديث أبي داود



                      1261 : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ لَه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِيَ اقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ قَالَ الزُّهْرِيُّ إِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ لَيْسَ تَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ .

                      1262:حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُبَيُّ إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ فَقِيلَ لِي عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى حَرْفَيْنِ قُلْتُ عَلَى حَرْفَيْنِ فَقِيلَ لِي عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى ثَلَاثَةٍ قُلْتُ عَلَى ثَلَاثَةٍ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ ثُمَّ قَالَ لَيْسَ مِنْهَا إِلَّا شَافٍ كَافٍ إِنْ قُلْتَ سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ .

                      1263 : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى حَرْفٍ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا .
                      هذا والله ولي التوفيق
                      زهدي
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 7 نوف, 2020, 09:58 م.

                      تعليق


                      • #26
                        ما شاء الله تبارك الله
                        بارك الله تعالى فيكم وجزاكم كل الخير

                        تعليق


                        • #27
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          للرفع
                          الـ SHARKـاوي
                          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
                          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
                          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
                          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
                          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

                          تعليق


                          • #28
                            رد: تساؤلات حول قراءات القرآن الكريم و الاحُرف السبعة والرسم.

                            جزاكم الله خيرا
                            أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                            أشفق على النصارى الحيارى !
                            كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                            الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                            تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                            موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                            فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                            أورثوذوكسي يعترف !
                            د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                            كل يوم اية و تفسيرها
                            حقيقة المنتديات المسيحية !
                            بولس الدجال
                            لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                            التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                            فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                            حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                            سؤال للطلبة النصارى
                            كشف عوار شبهات الكفار
                            محنة الثالوث مع مزمور 2
                            النصارى في لحظة صدق نادرة !



                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 14 ينا, 2024, 03:18 م
                            ردود 0
                            13 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة دكتور أشرف
                            بواسطة دكتور أشرف
                             
                            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 20 فبر, 2023, 03:45 ص
                            ردود 0
                            184 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                            ابتدأ بواسطة دكتور أشرف, 9 فبر, 2023, 12:19 ص
                            ردود 0
                            37 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة دكتور أشرف
                            بواسطة دكتور أشرف
                             
                            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 ديس, 2021, 09:29 ص
                            ردود 0
                            291 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 25 نوف, 2021, 06:30 ص
                            رد 1
                            477 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة مصري مسلم
                            بواسطة مصري مسلم
                             
                            يعمل...
                            X