- 3- فساد الفريسيون
يعتقد العلماء أن الفريسيون هم خلفاء الحسيديين المذكورين في المكابيين (1 مك 2: 42 و7: 3 و2 مك 14: 6)
ولكن اسم فريسي بدأ يظهر فى عهد يوحنا هركانوس (135ـ 105 ق.م.)
ونقرأ عنهم من موقع الأنبا تكلا :-
(كان الفريسيون في أول عهدهم من أنبل الناس خلقًا وأنقاهم دينًا، وقد لاقوا أشدّ الاضطهاد، غير أنه على مرّ الزمن دخل حزبهم من كانت أخلاقهم دون ذلك، ففسد جهازهم واشتهر معظمهم بالرياء والعجب. فتعرضوا عن استحقاق للانتقاد اللاذع والتوبيخ القاسي. )
انتهى
والحقيقة أن تمسك الفريسيين بالناموس كان تمسك ظاهري ولم يكن حقيقي فكانوا يأخذون أجزاء ويتركون أجزاء على حسب رغباتهم وأهواءهم ، وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم الى الأخذ بكل الناموس
بدليل أن نصوص العهد الجديد تخبرنا بتحريف الفريسيين للكتاب وعدم تطبيق الشريعة كاملة
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
7 :53 الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة و لم تحفظوه
كما نقرأ من انجيل يوحنا :-
7 :19 اليس موسى قد اعطاكم الناموس (( و ليس احد منكم يعمل الناموس )) لماذا تطلبون ان تقتلوني
فعلى سبيل المثال :-
- أ- الربا محرم على الانسان التعامل به أي كان شخصية الذى تتعامل معه
بدليل تلك النصوص
من سفر اللاويين :-
25 :35 و اذا افتقر اخوك و قصرت يده عندك (( فاعضده غريبا او مستوطنا )) فيعيش معك
25 :36 (( لا تاخذ منه ربا و لا مرابحة بل اخش الهك )) فيعيش اخوك معك
25 :37 (( فضتك لا تعطه بالربا و طعامك لا تعط بالمرابحة ))
ومن سفر المزامير :-
15 :5 (( فضته لا يعطيها بالربا )) و لا ياخذ الرشوة على البريء الذي يصنع هذا لا يتزعزع الى الدهر
وأيضا :-
146 :9 (( الرب يحفظ الغرباء )) يعضد اليتيم و الارملة اما طريق الاشرار فيعوجه
ولكن الكهنة جعلوه محرم فقط بالنسبة الى اليهودي أما غير اليهودي فمسموح ، كل ذلك من أجل الربح
فنقرأ من سفر التثنية :-
23 :19 لا تقرض اخاك بربا ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا
23 :20 للاجنبي تقرض بربا و لكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها
كتبوا الكتاب بأيديهم حسب هواهم ثم قالوا للناس هذا كتابكم المقدس
- ب- كان الهيكل بالنسبة لليهود مكان للصلاة طاهر لا يدنسه أحد سواء كان يهودي أو غير يهودي
ولكنهم طبقوا هذا الحكم على غير اليهودي فقط فليس له أن يدخل الهيكل حتى لا يدنسه أما اليهود فمسموح لهم أن يبيعوا ويشتروا فيه ويستخدموه فى غير الغرض المخصص له أي يدنسوه بأفعالهم
حرفوا فى الشريعة لخدمة مصالحهم الخاصة وكل ذلك من أجل الربح
ونرى من انجيل متى كيف تحول الهيكل الى ساحة للبيع والشراء
فنقرأ :-
مت 21 :12 و دخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام
مت 21 :13 و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص
ولذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم دائما الى التمسك بجميع الوصايا (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، مت 7 :12 ،مت 8 :4 ، مت 22 :35 الى مت 22 :40 ، يوحنا 14 :21 ) وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
- 4- فساد جميع فئات بنى اسرائيل
فى ذلك العصر وصل الفساد الى كلا من الفئتين سواء كانوا فى فلسطين أو فى الشتات وهما :-
- أ- اليهود اليونانيين (الذين أطلق عليهم كتاب العهد الجديد اختصارا مسمى الهيلنيين)
وكان هؤلاء من الطبقة الحاكمة والأغنياء فى فلسطين ، وكانوا الأغلبية فى الشتات وهؤلاء أصبحوا مقلدين لليونانيين سواء فى طرق معيشتهم أو حتى فى عبادتهم وكانوا سبب فى انتشار الفساد الأخلاقي والسياسي والديني فى بنى اسرائيل
- ب- اليهود وعلى رأسهم الفريسيين
الذين خرج منهم فرقة الغيورين (الزيلوت) وحملة الخناجر (سيكاري) الذين استخدموا القتل والحرق ضد الرومان وضد المتعاونين معهم من بنى اسرائيل
http://www.elmessiri.com/encyclopedia/JEWISH/ENCYCLOPID/MG5/GZ3/BA01/MD10.HTM
وهؤلاء فسدوا ولم يلتزموا بكل الشريعة ولكنهم أخذوا منها ما تهواه نفوسهم فقط وتركوا الباقي ثم زعموا تمسكهم بالناموس ، فلم يكن هؤلاء مثل أجدادهم المتمسكين بالناموس بالفعل والذين حاربوا اليونانيين وأتباعهم من بنى اسرائيل من أجل عقيدتهم فى عصر المكابيين
فأصبح الفرق بين اليهودي وبين اليهودي الهيليني هو فرق ظاهري
فاليهودي يتظاهر بتمسكه بالشريعة و معرفته باللغة العبرية والتقليد ويتسمى بأسماء يهودية وان دخلته بعض الأفكار والعادات اليونانية فهو فى حقيقة الأمر لا يطبق الشريعة بالفعل
أما اليهودي الهيليني فقد تخلى عن اللغة العبرية وعن الأسماء اليهودية وعن التقليد واسلوب الحياة اليهودية بجانب دخول الأفكار الوثنية الى عقله ومزجها بمعتقدات أجداده
لقد كانت ميزة بنى اسرائيل عن باقي الأمم فى الأزمان القديمة هو بقاء فئة صالحة منهم متمسكة بالحق لا تخشى فى الله لومة لائم ترفض الباطل حتى أنها تبذل نفسها من أجل ذلك بعكس الأمم الأخرى التي كانت سرعان ما تترك الايمان وتعتنق الأفكار الوثنية ولكن تلك الفئة من بنى اسرائيل بدأت تختفى تدريجيا فهي أيضا بدأ يصل اليها تلك الأفكار الوثنية وحب المال وعرض الدنيا
اترك تعليق: