طوائف اليهود فى الفترة الهلنستية و تحريف الكتاب المقدس

المقدمة :-
الفترة الهلنستية هى أهم فترة فى تاريخ اليهود وبالتالى المسيحيين لأنها ببساطة شديدة الفترة التى ترجع اليها أقدم مخطوطات الكتاب المقدس

للمزيد راجع (تاريخ أقدم مخطوطات العهد القديم تعود إلى الفترة الهلينستية) :-

قبل تلك الفترة كان بنى اسرائيل عبارة عن يهود وسامريين (يدور الكثير من الأقاويل حول أصول هؤلاء السامريين)
الا أنهم مع احتلال اليونانيين العالم عام 332 ق.م ومحاولة نشر ثقافتهم المنحلة أخلاقيا والفاسدة دينيا وفكريا و نشر فلسفات الحادية بين الأمم ومنها أمة بني إسرائيل سواء كانوا يهود أو سامريين ، موجودون في فلسطين أو مشتتين

أدى ذلك إلى انقسام فئة اليهود منذ أواخر القرن الثالث قبل الميلاد إلى طوائف مختلفة فى أفكارها ومفاهيمها
وقرب اليونانيين إليهم طائفة من الشعب تعتنق الفلسفات الهيلينية (اليونانية) فجعلوهم كهنة ليساعدوهم على نشرها
فكان هؤلاء الكهنة ينسخون من التوراة الحقيقية نسخ محرفة فكانوا يظهرون جزء ويخفون أخرى طبقا لمعتقداتهم (وهى مخطوطات العهد القديم التى يحاول علماء المسيحية استغلالها لايهام أتباعهم بصحة تلك الأسفار)

فظهرت طائفة متدينة حاولت مقاومة ما حدث فكانت الحرب الأهلية في بني إسرائيل التي انتهت بانتصار محدود للمتدينين الذين كان على رأسهم الحشمونيين (راجع سفرى المكابيين الأول والثانى ) الذين كونوا أسرة حاكمة فسدت هي أيضا ومالت إلى الثقافة اليونانية والكهنة الذين اعتنقوا تلك الثقافة وفرضوا كتاباتها على الشعب و اضطهدوا المتدينين و كتبهم حتى فسدت الفئة المتدينة هي أيضا و أصبحت تحرف الكتاب حسب هواها فانتشرت الأفكار اليونانية بين بني إسرائيل

مما أدى إلى ظهور العديد من الطوائف في بني إسرائيل

وكان منها الصدوقيين والفريسيين ومعاهدي دمشق والأسينيين والهيرودسيين والثيرابيوتا ، و طوائف أخرى انشقت من الطوائف الرئيسية الله أعلم بهم حيث أن طائفة معاهدي دمشق لم يتم اكتشافها إلا في توقيت متأخر

هذه الطوائف تختلف في معتقداتها فبعضها كان متشبه باليونانيين مع وجود اختلافات فكرية فرعية بينهم
والبعض الآخر متمسك بالشريعة و تقليد الأجداد مع وجود أيضا اختلافات فكرية فرعية بينهم

فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا :-
The Hellenistic period of Jewish history began when Alexander the Great conquered Persia in 332 BCE. The rift between the priests and the sages developed during this time, when Jews faced new political and cultural struggles

الترجمة :-
بدأت الفترة الهلنستية للتاريخ اليهودي عندما غزا الإسكندر الأكبر بلاد فارس عام 332 قبل الميلاد.
تطور الخلاف بين الكهنة والحكماء خلال هذا الوقت ، عندما واجه اليهود صراعات سياسية وثقافية جديدة
انتهى


راجع هذا الرابط :-

للمزيد راجع هذا الرابط :-

و أيضا نقرأ من تفسير الأنبا مكاريوس :-
(لا شك أن السبب الرئيسي والمباشر لظهور الطوائف اليهودية المختلفة، كان الحضارة الإغريقية (الهلينية) والتي كانت أكبر خطر يهدد اليهود، فكما كانت عبادة الأوثان هي حجر العثرة بالنسبة لليهود على مدار قرون طويلة، هكذا كانت الهيلينية هي المحاولة الجديدة -إن لم نقل الحرب الجديدة- لإضعاف إيمان اليهود بالله.

وبانتشار تلك الثقافة بدأ ظهور الصراع بين القديم والحديث، لا سيما وقد كان لتلك الحضارة اتجاهات دينية أيضًا، وبينما ناصر بعض اليهود هذه الحضارة فاتخذوا لهم أسماء يونانية وتعلموا الفلسفة على أيدي فلاسفتها، فإن الآخرين رفضوها - لا سيما سكان فلسطين - إذ رأوا فيها تهديدًا للشريعة وتراث الآباء، فثارت حفيظتهم واتخذوا مواقِفًا تتصف بالعنف، إذ كانت الملاعب المتحررة والعبادات الوثنية في الهيكل وترك الطقوس وانصراف الجيل الثاني (الناشئ) إلى تلك المظاهر إيذانا بالخطر.)
انتهى

علما بأن ما يصلنا عن الصدوقيين والفريسيين ليس الكثير وهو من خلال ثلاث مصادر وهم العهد الجديد ، والتلمود ، والمؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيفوس

فبعث الله عز وجل لهم الأنبياء سيدنا زكريا وسيدنا يحيى (يوحنا المعمدان) والمسيح عليهم صلوات الله وسلامه لتصحيح ما يفعلونه ، وإعلام الناس بالتوراة الحقيقية فاتبعت المسيح فئة من بني إسرائيل كانوا النصارى وكانت هي الفئة الوحيدة من بني إسرائيل على الحق و لكن بمرور الزمان ونتيجة اضطهادات الرومان الذين ورثوا فلسفات اليونانيين أدى ذلك إلى فساد طائفة النصارى وظهرت بينهم أفكار ومعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان ، فاستعان هؤلاء بنفس كتابات طوائف اليهود في الفترة الهلينستية وذلك ليس لأنها الحق ولكن لأنها كانت تثبت جزء من المعتقد الفاسد الذي حاولوا نشره فتكرر لهم نفس ما حدث لليهود على يد اليونانيين

ولذلك كان من الأهمية استعراض أفكار بعض طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية والتي ساهمت بتشكيل الكتاب المقدس بالشكل الذي نراه حاليا ، وان شاء الله سوف نعرض أفكار ومعتقدات أهمهم


ويشمل الموضوع على :-
  • الكتبة
  • اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية
  • الصدوقيين وتحريف أسفار العهد القديم
  • الفريسيين وتوافقهم مع الصدوقيين
  • الأسينيون
  • السامريين
  • كلا من العهد القديم (التناخ) والتقليد اليهودي و توراة السامريين تعرضوا للتحريف ، فهناك بعض الحق فيهما تم دمجه بالباطل والأوهام
  • الفلسفة الرواقية و أفكار فيلو كانوا أساس مسيحية الأقانيم