يرجع تاريخ هذا المخطوط على أقصى تقدير لأواخر القرن الأول ، والعديد من العلماء وضعوه في منتصف القرن الأول؛ والصواب أن تاريخه يجب أن يرجع إلى زمن الخلفاء الراشدين بسب تشابه حروفه مع برديات وصكوك ما قبل خمسينات القرن الأول، يمكن للقارئ الكريم مقارنة أحد هذه الأحرف المهمة ألا وهي حرف الألف مع برديات وصكوك ما قبل الخمسينات من خلال بحث بعنوان (حرف الألف في مخطوط باريسينوبيتروبوليتانوس) هنا ؛ وربما في المستقبل أضيف باقي الأحرف بإذن الله تعالى، أرجو المقارنة مع البرديات والصكوك الجلدية لا النقوش الحجرية، لأن لها خط خاص بها يعتمد على الزوايا الحادة ؛ ستكشف له المقارنة الفارق الواضح بين حرف الألف قبل الخمسينات وبعدها وتطابقه مع هذا المخطوط.
توجد الكثير من النماذج التي تثبت دقة المعلومات المذكورة في كتب القراءات على مستوى التفاصيل الدقيقة، وهذا هو واحدٌ منها، أمثلة لتطابق قراءة ابن عامر مع ما ورد في مخطوط 328a ، سأقدم 13 مثال للتطابق في الكلمات، ومثال واحد للتطابق مع العد الدمشقي للآيات، ويوجد عشرات الأمثلة غيرها.
فائدة المقال:
إثبات الدقة والكفاءة والأمانة العالية لكتب القراءات على مستوى التفاصيل الدقيقة يثبت درايتها بالخطوط العريضة الخاصة بانتقال النص القرآني في القرن الأول، وأن تاريخ انتقال النص بالنسبة لها مكشوف وغير مظلم، وبالتالي عندما تخبرنا أن هناك أحرف سبعة مثلاً أو أن القرآن متواتر، أو أن هناك ناسخ ومنسوخ، أو أن ابن عامر الشامي قد أخذ القراءة عن عثمان رضي الله عنه فإن الجميع ملزمٌ بقبول المعلومات المذكورة فيها، أكرر الجميع، لم يعد من حق أحد أن يقول " هذه كتبكم ولا تلزمنا" ، لا إذ قد ثبت بالدليل المحايد الموضوعي أمانة ودقة كفاءة هذه الكتب.
أكرر أن لديَّ مئات المئات من الأمثلة، وهذا واحدٌ منها، وبمشيئة الله سأنشرها تباعاً.

13 موضع تطابق قراءة ابن عامر
1- وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ [آل عمران: 133] | سارعوا

2- جَآءُو بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ 184 [آل عمران: 184] | وبالزبر

3- مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ [النساء: 66] | إلا قليلاً

4- ﴿وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡر ٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ﴾ [الأنعام: 32]| ولدار

5- لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ [الأنعام: 63] |أنجيتنا

6- قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ [الأنعام: 137] | شركائِهم

7- قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ 3 [الأعراف: 3] يتذكرون

8- ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ﴾ [الأعراف: 43]|ما كنا

9- قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ [الأعراف: 75] | وقال الملأ

10- ﴿وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم﴾ [الأعراف: 141]|أنجاكم

11- ﴿ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ﴾ [التوبة: 100]| تجري من تحتها

12- وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدٗا [التوبة: 107] |الذين اتخذوا

13- هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ [يونس: 22] |ينشركم


والتطابق في كثير من مواضع عد الآي مع العد الدمشقي ، مثل:-
البقرة الآية 286 هي رقم 285 في العد الدمشقي،

هذا يعني أن قراءة ابن عامر كانت موجودة في القرن الأول الهجري في زمن ابن عامر، ومن ثم فحين تخبرنا كتب القراءات أن ابن عامر قد تلقى