ملحد يسأل الدكتور محمد العوضي (من خلق الله ؟!)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

في حب الله مسلم اكتشف المزيد حول في حب الله
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تم الدمج بمعرفتي
    بارك الله فيكم
    فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
    شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
    مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
    لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
    إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
    أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
    خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
    الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

    أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
    <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
    ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سمير ساهر مشاهدة المشاركة
      أراه ردًا ضعيفًا، ولا يؤدي الغرض، فالملحد الذي يسأل:"من خَلَقَ الله؟" يسأل من باب الإنكار، وليس من باب التسليم أنَّ هذا العالم مخلوق، وله خالق (الله)، ثم "من خلق الخالق (الله)؟"، فلا يوجد في هذا السياق قياس التمثيل الذي يقصده الدكتور العوضي، فقياس التمثيل المقصود يكون عندما يُسَلِّم السائل بأنَّ هذا العالَم مخلوق، فيقيس الله على المخلوق، فتتوالى سلسلة قياس التمثيل إلى ما لا نهاية، وقد يقول: إنَّ الله هو الخالق رغم هذه السلسلة اللامتناهية!.
      الملحد يقول: بأنَّ هذا العالم أزلي، أي ليس له بداية، فليس مفتقرًا لعله قد أوجدته.
      فلو سَأل الملحد "ومن خلق الله؟" بناء على قوله المذكور، ولم يكن مستنكرًا من سؤاله؛ لكان قياس التمثيل متعلق بأزليين، وقياس التمثيل المتعلق بأزليين ليس هو الذي قصده الدكتور العوضي؛ وبهذا فهذا الفيديو لا يصح توجيهه للملحدين، ولكن يصح توجيهه للمؤمنين بالله، ولكن للذين لم يحصِّلوا العلم المتعلق بـ”مبدإ عدم التسلسل”.
      قد يعترض معترض: كيف يُسَلِّمون بأزليين، هل تظنهم حمقى؟
      أقول: كثير من الملحدين يقول: "بأن المادة أزلية"، ومع هذا نجدهم لا يُسْلِّمون بصحة "مبدأ عدم التسلسل"، فإذا وقع الخطأ منهم في هذه، فلا تستبعد أنْ يقع الخطأ من بعضهم في تلك، وحتى على افتراض أنَّ لا أحد منهم يقر بأزليين، فيكفي توضيحنا نوع من أنواع قياس التمثيل، المخالف للنوع الذي قصده الدكتور العوضي، ليلقي مزيدًا من الإيضاح على القضية المُتَنَاولة.


      إذا سأل الملحد "من خَلَق الله؟"، فالرد عليه يكون بنفي تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية، والأفضل أنْ يكون نفي التسلسل من خلال العلل والمعلولات داخل هذا العالَم، ومن ثم يستطيع مباشرة استعماله في مواضع ملائمة أُخرى، أو عدم تحديد العلة التي لا تنسبق بعلة أُخرى.
      قد يقال: ولماذا لا تضرب عصفورين بحجر واحد، فمن اتجاه يفهم مبدأ عدم التسلسل، ومن اتجاه آخر قد يؤمن بأنَّ هذا العالَم مخلوق، وله خالق، وخالقه علة لا علة له؟
      أقول: هذا قد يعيق تحصيلهم للعلم المتعلق بـ"مبدإ عدم التسلسل"، فالله بالنسبة لهم مشكلة لا تحتمل، ثم إنَّهم ليس من السهل أنْ يؤمنوا بالله بعد فهمهم لـ"مبدإ عدم التسلسل"، فقد يكتفون بهذا الفهم، ولكن يمكن اصطياد عصفور صغير هنا، وهو حشرهم في مذهب اللاأدرية فهو أهون من الإلحاد، وحشرهم في مذهب اللاأدرية في غاية السهولة بعد فهم لـ”مبدإ عدم التسلسل”، هذا بالعقل المجرد (النظري)، فأنا عندما أريد أنْ إخْرَاج ملحد من إلحاده، فأول ما يخطر في بالي هو توجيهه إلى اللاأدرية، ولا يمكن توجيهه إلى اللاأدرية دون أنْ يفهم "مبدأ عدم التسلسل”، ولكن مع الأسف فمنهم معاندون، وقد واجهتهم في منتدياتهم، فهم يحشرون قوانين علمية لتأييد إلحادهم، ومنها قانون حفظ الطاقة (الطاقة تساوي الكتلة ضرب مربع سرعة الضوء)، فيقولون: "هذا القانون يقر أنَّ المادة لا تُسْتَحْدَث ولا تفنى"، وهذا مجرد لعب على الكلمات من قِبَلِهم، فلا يوجد هنا كلام عن العدم الذي يتكلم عنه الذين يؤمنون بالله، ولكنهم يموَِّهون، بحيث يجعلون القارئ يفهم نفي العدم من كلمة لا تفنى، دون تحميل كلمة "نفي العدم أي صفة وجودية"، في حين الفهم الصحيح لكلمة لا تفنى هو أنَّ الكتلة (مادة) تتحول إلى طاقة، والطاقة تتحول إلى كتلة (مادة).


      بإيجاز نفي تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية، يكون بالتمييز بين التسلسل الذهني، والتسلسل الخارجي، أي الذي خارج الذهن، ففي التسلسل الذهني لا تتوقف العلل والمعلولات من طرف الماضي، فهي تتسلسل إلى ما لا نهاية، ولكن بشأن التسلسل الخارجي؛ فيمتنع تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية، فلا بد من أنْ توجد علة لا علة لها، ويتوقَّف وجود هذا الكون على وجود هذه العلة، وهذه العلة ليست لأكثر من إبطال التسلسل إلى ما لا نهاية، فلا يهم لو اختلفتم في نوع هذه العلة، فتحديد هذه العلة، يفضل أنْ يكون بالعقل التجريبي (العلمي) فهو أقوى للمؤمن بالله، أمَّا العقل التجريدي (النظري)؛ فيبدو أنَّه لا يستطيع تجاوز تكافؤ الأدلة؛ وهو الذي يؤدي إلى اللاأدرية.
      تم تصويب خطأ مطبعي، وسببه سرعة الكتابة، فالجملة التالية:"فأنا عندما أريد أنْ إخْرَاج ملحد من إلحاده"، حذفت منها الحرف "أنْ".
      خطأ ثانٍ سببه سرعة الكتابة:"
      ولكن بشأن التسلسل الذهني؛ فيمتنع تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية".
      الذي ينظر لهذه الجملة جيدًا يعلم أنَّني أخطأت، فاستبدلت كلمة الخارجي بكلمة الذهني، وبهذا فالجملة هي كالتالي:
      " ولكن بشأن التسلسل الخارجي؛ فيمتنع تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية".
      تم التصويب في الاقتباس، ولهذا فأرجو من أحد المشرفين أنْ يسبدل الذي في مشاركتي السابقة بالذي في الاقتباس الذي في هذه المشاركة.

      تعليق


      • #18
        يوجد في كتاب ابن تيمية "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول" موضوع عن نفي تسلسل العلل والمعلولات إلى ما لا نهاية، في المجلد الثالث، وهذا منه:
        إبطال التسلسل
        وأيضا فإبطال التسلسل له طرق كثيرة وذلك أنه يمكن أن يقال فيه وجوه :
        الوجه الأول
        أحدها : أن الموجودات بأسرها إما أن تكون واجبة الوجود أو ممكنة الوجود أو ممتنعة الوجود والأقسام الثلاثة باطلة فلزم أن يكون بعضها واجبا وبعضها ممكنا
        أما الثالث فهو باطل لأن ما وجد لا يكون ممتنع الوجود
        والثاني : باطل أيضا لأن ممكن الوجود هو الذي وجوده وعدمه وما كان كذلك لم يوجد إلا بغيره فلو كان مجموع الموجودات ممكنة لافتقرت الموجودات كلها إلى غيرها وما ليس بموجود فهو معدوم والمعدوم لا يفعل الموجود بالضرورة
        والأول باطل أيضا لأنا نشاهد ما يحدث بعد أن لم يكن كالحيوان والنبات والمعدن والسحاب والأمطار
        والحادث عدم ووجد أخرى فلا يكون ممتنعا لأن الممتنع لا يوجد ولا واجبا بنفسه لأن الواجب بنفسه لا يعدم فثبت أنه ممكن وثبت أن في الموجودات ما هو ممكن بنفسه وأنه ليس كلها ممكنا فثبت أن فيها موجودا ليس بممكن والموجود الذي ليس بممكن هو الواجب بنفسه فإن الموجود إما أن يكون وجوده بنفسه وهو الواجب أو بغيره وهو الممكن ولا يجوز أن يكون ممتنع لأن الممتنع هو الذي لا يجوز أن يوجد فيمتنع أن يكون في الوجود ممتنع، فتبين أن في الموجودات واجبا وممكنا وليس فيها ممتنع وإن شئت قلت : إما أن يقبل من جهة نفسه العدم وهو الممكن أو لا يقبل العدم وهو الواجب بنفسه وإن شئت قلت إما أن يفتقر إلى غيره وهو الممكن أو لا يفتقر وهو الواجب
        وإذا كانت الموجودات إما واجبة وإما ممكنة وليس كلها ممكنا ولا كلها واجبا تعين أن فيها واجبا وفيها ممكنا.

        ،ملاحظة: يوجد خطأ في العبارة التي لوَّنتها باللون الأحمر في النص السابق، فهي في نسخة المكتبة الشاملة، وملفات ورد على الشكل التالي:"ممكن الوجود هو الذي وجوده وعدمه"، والصواب أنْ تكون هكذا:"ممكن الوجود هو الذي يتساوى وجوده وعدمه"، فلا يمكن أنْ يستقيم المعنى إلَّا بإضافة كلمة "يتساوى" قبل كلمة "وجوده"؛ ذلك أنَّ "ممكن الوجود هو الذي تكون نسبة الوجود إليه كنسبة العدم".

        تعليق


        • #19
          تم التصويب في الاقتباس، ولهذا فأرجو من أحد المشرفين أنْ يسبدل الذي في مشاركتي السابقة بالذي في الاقتباس الذي في هذه المشاركة.
          تم أخي الكريم
          بارك الله فيك
          فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
          شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
          مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
          لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
          إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
          أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
          خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
          الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

          أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
          <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
          ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

          تعليق


          • #20
            نقلتُ من كتاب "موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول"، الجزء الثالث، الوجه الأول لإبطال التسلسل، وهنا أنقل جزء من الوجه الرابع:
            الوجه الرابع
            أن يقال الموجودات ليست كلها موجودة بغيرها لأن الغير إن كان معدوما امتنع أن يكون الموجود موجودا بما ليس بموجود وإن كان الغير موجودا كان الموجود خارجا عن جملة الموجودات
            وإذا لم تكن الموجودات كلها موجودة بغيرها : فإما أن تكون كلها أو كل منها موجودا بنفسه وإما أن لا يكون والأول ممتنع لأن المحدثات التي يشهد حدوثها يعلم بالضرورة أنها ليست موجودة بنفسها وإذا لم تكن كلها موجودة بغيرها ولا كلها موجودة بنفسها تعين أن منها ما هو موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بغيره وهذا لك أن تعتبره في كل فرد فرد من الموجودات وفي المجموع فتقول : يمتنع في كل فرد من الموجودات أن يكون موجودا بغير موجود لأنه إذا كان كل واحد من الموجودات موجودا بغير موجود لزم أن يكون كل من الموجودات موجودا بمعدوم وهذا ممتنع وإذا امتنع فإما أن يكون كل موجود موجودا بنفسه وإما أن يكون موجودا بمعدوم وهذا ممتنع وإذا امتنع فإما أن يكون كل موجود موجودا بنفسه وإما أن يكون موجودا بوجود غيره وإما أن يكون منها ما هو موجود بنفسه ومنها ما هو موجود بوجود غيره
            والأول ممتنع لوجود الحوادث التي لا توجد بأنفسها
            والثاني ممتنع لأن كل واحد واحد من الموجودات إذا كان موجودا بوجود غيره والغير من الموجودات التي لا توجد إلا بموجود غيرها لم يكن فيها إلا ما هو مفتقر محتاج إلى الغير وما كان بنفسه مفتقرا محتاجا إلى الغير ولم يوجد إلا بوجود ذلك الغير وما كان في نفسه لا يوجد إلا بغيره فأولى أن لا يكون بنفسه مبدعا لغيره فيلزم أن لا يكون في الموجودات ما هو موجود بنفسه ولا ما هو فاعل لغيره فيلزم حينئذ أن لا يوجد شيء من الموجودات لأن الموجود إما موجود بنفسه وإما بوجود غيره وهذا إنما لزم لما قدر أن كل موجود موجود بغيره فتعين أن من الموجودات ما هو موجود بنفسه وهو المطلوب.

            لم أنقل كل الوجه الرابع لوجود نقص كلمات كثيرة متتالية بسبب النساخ، هذا في نسخة المكتبة الشاملة، ويوجد نقص في النسختين، نسخة المكتبة الشاملة ونسخة الورد، في الجملة التالية:"مجموع الممكنات ليس مفتقرا إلى ما هو بعض الممكنات فإن مجموعهما أعظم من بعضها"، فعبارة "إلى ما هو بعض الممكنات" يوجد فيها شيء ناقص، جعلها غير مفهومة.

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام مشاهدة المشاركة
              تم أخي الكريم
              بارك الله فيك
              بارك الله فيك.
              ما زال حرف "أنْ" موجودًا، فأرجو حذفه من فضلك:
              المشاركة الأصلية بواسطة سمير ساهر مشاهدة المشاركة
              فأنا عندما أريد أنْ إخْرَاج ملحد من إلحاده

              تعليق


              • #22
                المشاركة الأصلية بواسطة سمير ساهر مشاهدة المشاركة
                بارك الله فيك.
                ما زال حرف "أنْ" موجودًا، فأرجو حذفه من فضلك:
                تم التعديل.. بارك الله فيكم.
                "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                *******************
                موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                ********************
                "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة ayatmenallah مشاهدة المشاركة
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  جزاكم الله خيرا




                  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  وإياكم بارك الله فيكم أخي الكريم
                  تشرّفت بمرورك وتواجدك في الموضوع
                  نفعنا الله وإياكم بما علّمنا
                  - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
                  إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
                  فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
                  - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
                  - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                  تعليق


                  • #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة باحث عن اليقين مشاهدة المشاركة
                    سؤال مبنى على خيال الانسان المحدود...الذى يرى كل شىء فى الكون محكوم بمبداء السببيه...فيقوم الانسان بقياس وتمثيل خاطىء...بوضع مبداء السببيه على خالق السببيه

                    اما صيغه السؤال الصحيحه: من خلق الخالق؟...يجد الانسان المنصف لعقله ان هذه الفكره فكره سوفسطائيه...حيث ان المنطق السليم يرفض هذه المقوله تماما

                    حيث انك جمعت الصفه ونقيضها فى نفس الذات...مثل ...عندما اصف انسان بأنه صادق وفى نفس الوقت اقول عليه كاذب...او عندما اقول هذا الشخص غائب وحاضر فى نفس الوقت

                    عندما نقول على الله خالق...اذن ما هو نقيض الخالق..المخلوق... عند ذلك انا اصف الله عز وجل بالصفه ونقيضها ...اقول انه خالق ..وفى نفس الوقت اقول عليه مخلوق...لانى اقول من خلقه...وهذه هى السوفسطائيه بعينها...هذا جواب السؤال من الناحيه الفلسفيه

                    وهذا السؤال له دلائل بطلان اخرى ...كبطلان التسلسل فى الفاعلين والخالقين...

                    والاسهل على المؤمن ...عدم الدخول فى هذه المتاهات..واتباع ما قاله الرسول عليه الصلاه والسلام...من استعاذه بالله ...وعدم استرسال

                    جزاك الله خيرا ...صاحب الموضوع
                    نعم صدقت بارك الله فيك
                    السؤال في أصله خطأ وهذا ما تكلّم حوله الشيخ محمد العوضي جزاه الله خيرا وحاول إثبات الأدلة على عدم منطقيته في مقطع الفيديو

                    لكن مع أنني أؤيّدك في ضرورة المسارعة بالاستعاذة بالله تعالى من هذه الوساوس الشيطانية وعدم الاسترسال معها إلا أن إعمال العقل في استنباط الأدلة لا ينفي ذلك أبدا بل ربما كان سببا من أسباب طرد هذه الوساوس
                    فالله تعالى أخبرنا عن سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه قال : ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم )
                    إذن فطلب الدليل الحسي لاكتمال طمأنينة القلب أمر مطلوب ولا يتنافى مع أصل الإيمان أو الاستهداء بالله تعالى وطلب عونه ومدده

                    تشرّفت بمرورك أخي الكريم
                    وأسأل الله تعالى أن يبارك إيمانك وأن يثبّتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
                    إنه خير مسؤول وبالإجابة مأمول
                    - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
                    إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
                    فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
                    - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
                    - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام مشاهدة المشاركة
                      جزاك الله خيراً أختي الحبيبة آية اللطف

                      الرد متكامل فعلاً ما شاء الله
                      وإياك أختي الغالية بارك الله فيك ووفقك ورعاك
                      أشكر لك ما تقومين به من جهد في سبيل تنسيق المنتدى وترتيبه
                      وأعتذر عن كون الموضوع مكررا فلم أنتبه وربما قصّرت في البحث

                      فسامحيني دائما أتعبك معي أخيّتي فجزاك الله خير الجزاء

                      أسعدتني بمرورك وحضورك القيم
                      - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
                      إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
                      فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
                      - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
                      - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                      تعليق


                      • #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة سمير ساهر مشاهدة المشاركة
                        أراه ردًا ضعيفًا، ولا يؤدي الغرض، فالملحد الذي يسأل:"من خَلَقَ الله؟" يسأل من باب الإنكار، وليس من باب التسليم أنَّ هذا العالم مخلوق، وله خالق (الله)، ثم "من خلق الخالق (الله)؟"، فلا يوجد في هذا السياق قياس التمثيل الذي يقصده الدكتور العوضي، .
                        مع احترامي لرأيك أخي الكريم إلا أن السياق المقصود حاصل
                        فحيث أن الملحد يرفض أزلية الإله المتّصف بالإرادة والقدرة والعلم والحياة فمن باب أولى أن يرفض أزلية المادة الصماء التي لا تملك شيئا من القدرة ولا الإرادة ولا الحياة
                        لأن الملحد وإن كان يدّعي أنه يرفض فكرة الألوهية إلا أنه واقعيا يؤلّه المادة من حيث لا يشعر حيث يصفها بالأزلية ويُرجع أصل الوجود إليها
                        أيضا فإن الملحد يرفض مبدأ التسلسل ويعتقد بضرورة وجود بداية لهذا الكون وهذا يعني أن أصل هذا السؤال عندما يطرحه الملحد مرفوض عقلا لأنه يعتقد بوجود بداية كما يعتقد بأزلية المبدِئ والتي يسمّيها طورا المادة وطورا الطاقة لكنه ينسى أن مبتدأه هذا يفتقر لأهم صفات الأزلية والابتداء الا وهي الإرادة والقدرة والحياة والعلم وبذلك يبطل أصل اعتقاده عن طريق سؤاله الاستنكاري هذا

                        لأن الذي يرفض الاعتراف بوجود نجار صنع بابا بحجة أن الباب موجود بذاته فهو يرفض الاعتراف بوجود الباب بذاته أصلا لأن النجار يملك مؤهلات الصنع ومع ذلك رفضَ وجوده فمن باب أولى أن يرفض وجود الباب بذاته لاحتياجه لصانع وهكذا ......

                        أتمنى أخي الكريم أن تستعيد قراءة محتوى المقطع على مهل لأن سرعة طرح الشيخ العوضي للموضوع ربما لا تدع فرصة للسامع لاستيعابها وهضمها

                        ولذلك فقد فرّغتها - بعون الله - كتابةً لتعمّ الفائدة لأكبر قدر ممكن من الناس :

                        من خلق الله الذي خلق الخلق هذا السؤال الذي تناوله الملحد ويطرحه على المسلم
                        هذا من أتفه الأسئلة وأكثرها هشاشة وارتباكا لماذا ؟
                        لأنه يقوم على قياس التمثيل الذي يدخل فيه الخداع كثيرا وقياس التمثيل يحكم على الشيء بأحكام غيره
                        الشيخ الزنداني في كتابه " علم الإيمان " يقول مثل هذا السؤال هو خلط بين صفات الخالق وصفات المخلوق وخلط بين صفات شيئين متباعدين أو مختلفين
                        عندما يقوم النجار ويصنع لك بابا فإن الباب باب والنجار نجار
                        هل يمكن أن نقول أن صفات الباب هي صفات النجار صفات الصانع هي صفات المصنوع ؟؟
                        الباب جامد الباب خشب الباب فيه طلاء الباب فيه مسامير الباب فيه مفتاح هل نقول النجار فيه صفات الخشب والطلاء والمسامير ووو ...
                        النجار ينام النجار يأكل النجار يتزوج هل الخشب ينام ويأكل ويتزوج ؟؟
                        لو قلنا أن صفات الصانع هي صفات المصنوع لصار النجار بابا والباب نجارا هذه واحدة

                        الثانية السؤال نشأ من خطأ لماذا ؟
                        نشأ الخطأ يا سيدي الكريم لأن الإنسان عنده مدركات في عقله هذه المدركات العقلية نتيجة ماذا ؟
                        نتيجة تصورات أو خبرات في الحياة دخلت من منافذ الحواس كوّنت عنده صورا في داخل الذهن فإذا جاء معنى جديدا قاسه على ما هو موجود في الذهن فمثلا عندما نقول الله رحيم عنده معنى في ذهنه التقطه عن معنى الرحمة في الحياة لكن يقوم بعملية لا تشبيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
                        يسمع عن العدل في الدنيا ويرى العدل ويفهمه ويسمع أن الله عادل فيقنع بأن هناك عدالة مطلقة تليق بذاته سبحانه وتعالى وهنا عدالة نسبية ولا تشبيه
                        يسمع عن العقاب الله يعاقب فيفصل لكن لماذا لأن هذه المعاني لها صور في الذهن ولكن يختلف في قضية التمثيل

                        لكن عندما يقال له أن الله أول لا شيء قبله هنا ليس في ذهنه شيء أول لا شيء قبله فيقع هنا الارتباك فنقول له القاعدة : " عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود "
                        أين يكون الخلط في هذه المسألة ؟
                        هنا خلط بين التعقّل وبين التصوّر هو لم يستطع تصوّر شيء ليس له أول - الله تعالى - فنفى التعقّل
                        يقول الدكتور صبري الدمرداش في كتابه للكون إله يقول : أنت جالس في البيت مع مجموعة من الأهل وقُرع الجرس فكلنا يتعقّل أن طارقا بالباب ولكن يختلف التصوّر هل هو كبير - صغير - ضيف - مسافر - رجل - امرأة
                        فعدم التصور لا يلغي التعقل هذا مثل بسيط
                        والعلم الحديث يعطينا أمثلة فنحن مثلا نقرأ أن الأمواج التي تُحدِث اللون البنفسجي تكون بسرعة 60000 موجة في البوصة ومهما أغلقت عينيك وأرهقت عقلك فلن تتصور هذه المساحة لا يمكن أن تتصورها لكن بعملية حسابية قطعية مدروسة تستطيع أن تتعقلها
                        سرعة ذبذبات الصوت تصل إلى نصف مليون ذبذبة في الثانية لا يمكنك تصورها لكن يمكن تعقلها
                        وقديما قال أحدهم في قصيدته عن الفرق بين التصور والتعقل :
                        والله لا موسى ولا *** عيسى المسيح ولا محمد
                        علموا ولا جبريل وهو *** إلى محل القدس يصعد
                        كلا ولا النفس البسيطة *** لا ولا العقل المجرد
                        من كُنْه ذاتك غير أنك *** واحدي الذات سرمد
                        فلتخسأ الحكماء عن *** حرم له الأفلاك سجد
                        من أنت يا رسطو وما *** أفلاطو قبلك يا مبلد
                        ومن ابن سينا حين *** مرد ما بنيت له وشيد
                        هل أنتم إلا الفراش *** رأى الشهاب وقد توقد
                        فدنا وأحرق نفسه ولو *** اهتدى رشدا لأبعد

                        هذه قضية التصور والتعقل

                        نأتي إلى محمد الغزالي في كتابه قذائف الحق يقول : رواها الشيخ محمد العوضي مختصرة لضيق الوقت وقد رأيتُ نقلها كاملة لتمام الفائدة
                        دار بينى وبين أحد الملاحدة جدال طويل، ملكت فيه نفسى وأطلت صبرى حتى ألقف آخر ما فى جعبته من إفك، وأدمغ بالحجة الساطعة ما يوردون من شبهات ..
                        قال : إذا كان الله قد خلق العالم فمن خلق الله ؟
                        قلت له : كأنك بهذا السؤال أو بهذا الاعتراض تؤكد أنه لا بد لكل شيء من خالق !!
                        قال : لا تلقنى فى متاهات، أجب عن سؤالى .
                        قلت له : لا لف ولا دوران، إنك ترى أن العالم ليس له خالق، أى أن وجوده من ذاته دون حاجة إلى موجد، فلماذا تقبل القول بأن هذا العالم موجود من ذاته أزلاً وتستغرب من أهل الدين أن يقولوا : إن الله الذى خلق العالم ليس لوجوده أول ؟
                        إنها قضية واحدة، فلماذا تصدق نفسك حين تقررها وتكذب غيرك حين يقررها، وإذا كنت ترى أن إلهاً ليس له خالق خرافة، فعالم ليس له خالق خرافة كذلك، وفق المنطق الذى تسير عليه .. !!
                        قال : إننا نعيش فى هذا العالم ونحس بوجوده فلا نستطيع أن ننكره !
                        قلت له : ومن طالبك بإنكار وجود العالم ؟
                        إننا عندما نركب عربة أو باخرة أو طائرة تنطلق بنا فى طريق رهيب، فتساؤلنا ليس فى وجود العربة، وإنما هو : هل تسير وحدها أم يسيرها قائد بصير !!
                        ومن ثم فإننى أعود إلى سؤالك الأول لأقول لك : إنه مردود عليك، فأنا وأنت معترفان بوجود قائم، لا مجال لإنكاره، تزعم أنه لا أول له بالنسبة إلى المادة، وأرى أنه لا أول لها بالنسبة إلى خالقها .
                        فإذا أردت أن تسخر من وجود لا أول له، فاسخر من نفسك قبل أن تسخر من المتدينين ..
                        قال : تعنى أن الافتراض العقلى واحد بالنسبة إلى الفريقين ؟
                        قلت : إننى أسترسل معك لأكشف الفراغ والادعاء الذين يعتمد عليهما الإلحاد وحسب، أما الافتراض العقلى فليس سواء بين المؤمنين والكافرين ..
                        إننى ـ أنا وأنت ـ ننظر إلى قصر قائم، فأرى بعد نظرة خبيرة أن مهندساً أقامه، وترى أنت أن خشبة وحديدة وحجرة وطلاءة قد انتظمت فى مواضعها وتهيأت لساكنيها من تلقاء أنفسها ..
                        الفارق بين نظرتينا إلى الأمور أننى وجدت قمراً صناعياً يدور فى الفضاء، فقلت أنت : " انطلق وحده دونما إشراف أو توجيه " وقلت أنا : بل أطلقه عقل مشرف مدبر ..
                        إن الافتراض العقلى ليس سواء، إنه بالنسبة إلىّ الحق الذى لا محيص عنه، وبالنسبة إليك الباطل الذى لا شك فيه، وإن كل كفار عصرنا مهرة فى شتمنا نحن المؤمنين ورمينا بكل نقيصة فى الوقت الذى يصفون أنفسهم فيه بالذكاء والتقدم والعبقرية ..
                        إننا نعيش فوق أرض مفروشة، وتحت سماء مبنية، ونملك عقلاً نستطيع به البحث والحكم، وبهذا العقل ننظر ونستنتج ونناقش ونعتقد .
                        وبهذا العقل نرفض التقليد الغبى كما نرفض الدعاوى الفارغة، وإذا كان الناس يهزؤون بالرجعيين عبيد الماضى ويتندرون بتحجرهم الفكرى، فلا عليهم أن يهزؤوا كذلك بمن يميتون العقل باسم العقل، ويدوسون منطق العلم باسم العلم، وهم للأسف جمهرة الملاحدة .. !!
                        لكننا نحن المسلمين نبنى إيماننا بالله على اليقظة العقلية والحركة الذهنية، ونستقرئ آيات الوجود الأعلى من جولان الفكر الإنسانى فى نواحى الكون كله .
                        فى صفحة واحدة من سورة واحدة من سور القرآن الكريم وجدت تنويهاً بوظيفة العقل اتخذ ثلاث صور متتابعة فى سلم الصعود، هذه السورة هى سورة الزمر، وأول صورة تطالعك هى إعلاء شأن العلم والغض من أقدار الجاهلين : " قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب " .
                        ثم تجىء الصورة الثانية لتبين أن المسلم ليس عبد فكرة ثابتة أو عادة حاكمة بل هو إنسان يزن ما يعرض عليه ويتخير الأوثق والأزكى " فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب " ( الزمر : 9 )
                        ثم يطرد ذكر أولى الألباب للمرة الثالثة فى ذات السياق على أنهم أهل النظر فى ملكوت الله الذين يدرسون قصة الحياة فى مجاليها المختلفة لينتقلوا من المخلوق إلى الخالق " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب "
                        ( الزمر : 21 )
                        وظاهر من الصور الثلاث فى تلك الصفحة من الوحى الخاتم أن الإيمان لمبتوت الصلة بالتقليد الأعمى أو النظر القاصر أو الفكر البليد .
                        إنه يلحظ إبداع الخالق فى الزروع والزهور والثمار، وكيف ينفلق الحمأ المسنون عن ألوان زاهية أو شاحبة توزعت على أوراق وأكمام حافلة بالروح والريحان، ثم كيف يحصد ذلك كله ليكون أكسية وأغذية للناس والحيوان، ثم كيف يعود الحطام والقمام مرة أخرى زرعاً جديد الجمال والمذاق تهتز به الحقول والحدائق، من صنع ذلك كله ؟
                        قال صاحبى وكأنه سكران يهذى : الأرض صنعت ذلك !!
                        قلت : الأرض أمرت السماء أن تهمى والشمس أن تشع وورق الشجر أن يختزن الكربون ويطرد الأوكسجين والحبوب أن تمتلئ بالدهن والسكر والعطر والنشا ؟؟
                        قال : أقصد الطبيعة كلها فى الأرض والسماء !
                        قلت : إن طبق الأرز فى غذائك أو عشائك تعاونت الأرض والسماء وما بينهما على صنع كل حبة فيه، فما دور كل عنصر فى هذا الخلق ؟ ومن المسئول عن جعل التفاح حلواً والفلفل حريفاً أهو تراب الأرض أم ماء السماء ؟
                        قال : لا أعرف ولا قيمة لهذه المعرفة !!
                        قلت : ألا تعرف أن ذلك يحتاج إلى عقل مدبر ومشيئة تصنف ؟
                        فأين ترى العقل الذى أنشأ والإرادة التى نوعت فى أكوام السباخ أو فى حزم الأشعة ؟؟
                        قال : إن العالم وجد وتطور على سنة النشوء والارتقاء ولا نعرف الأصل ولا التفاصيل !!
                        قلت له : أشرح لكم ما تقولون ! تقولون : إنه كان فى قديم الزمان وسالف العصر والأوان مجموعة من العناصر العمياء، تضطرب فى أجواء الفضاء، ثم مع طول المدة وكثرة التلاقى سنحت فرصة فريدة لن تتكرر أبد الدهر، فنشأت الخلية الحية فى شكلها البدائى ثم شرعت تتكاثر وتنمو حتى بلغت ما نرى !! هذا هو الجهل الذى أسميتموه علماً ولم تستحوا من مكابرة الدنيا به !!
                        أعمال حسابية معقدة تقولون : إنها حلت تلقائياً، وكائنات دقيقة وجليلة تزعمون أنها ظفرت بالحياة فى فرصة سنحت ولن تعود !! وذلك كله فراراً من الإيمان بالله الكبير !!
                        قال وهو ساخط : أفلو كان هناك إله كما تقول كانت الدنيا تحفل بهذه المآسى والآلام، ونرى ثراء يمرح فيه الأغبياء وضيقاً يحتبس فيه الأذكياء، وأطفالاً يمرضون ويموتون، ومشوهين يحيون منغصين ..
                        قلت : لقد صدق فيكم ظنى، إن إلحادكم يرجع إلى مشكلات نفسية واجتماعية أكثر مما يعود إلى قضايا عقلية مهمة !!
                        ويوجد منذ عهد بعيد من يؤمنون ويكفرون وفق ما يصيبهم من عسر ويسر " ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة " ( الحج : 11 )
                        قال : لسنا أنانيين كما تصف نغضب لأنفسنا أو نرضى لأنفسنا، إننا نستعرض أحوال البشر كافة ثم نصدر حكمنا الذى ترفضه ..
                        قلت : آفتكم أنكم لا تعرفون طبيعة هذه الحياة الدنيا ووظيفة البشر فيها، إنها معبر مؤقت إلى مستقر دائم، ولكى يجوز الإنسان هذا المعبر إلى إحدى خاتمتيه لا بد أن يبتلى بما يصقل معدنه ويهذب طباعه، وهذا الابتلاء فنون شتى، وعندما ينجح المؤمنون فى التغلب على العقبات التى ملأت طريقهم وتبقى صلتهم بالله واضحة مهما ترادفت البأساء والضراء فإنهم يعودون إلى الله بعد تلك الرحلة الشاقة ليقول لهم : " يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون " ( الزخرف : 68 )
                        قال : وما ضرورة هذا الابتلاء ؟
                        قلت : إن المرء يسهر الليالى فى تحصيل العلم، ويتصبب جبينه عرقاً ليحصل على الراحة، وما يسند منصب كبير إلا لمن تمرس بالتجارب وتعرض للمتاعب، فإن كان ذلك هو القانون السائد فى الحياة القصيرة التى نحياها على ظهر الأرض فأى غرابة أن يكون ذلك هو الجهاد الصحيح للخلود المرتقب ؟
                        قال ـ مستهزئاً ـ : أهذه فلسفتكم فى تسويغ المآسى التى تخالط حياة الخلق وتصبير الجماهير عليها ؟
                        قلت : سأعلمك ـ بتفصيل أوضح ـ حقيقة ما تشكو من شرور، إن هذه الآلام قسمان : قسم من قدر الله فى هذه الدنيا، لا تقوم الحياة إلا به، ولا تنضج رسالة الإنسان إلا فى حره، فالأمر كما يقول الأستاذ العقاد : " تكافل بين أجزاء الوجود، فلا معنى للشجاعة بغير الخطر، ولا معنى للكرم بغير الحاجة، ولا معنى للصبر بغير الشدة، ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها ..
                        " وقد يطرد هذا القول فى لذاتنا المحسوسة كما يطرد فى فضائلنا النفسية ومطالبنا العقلية، إذ نحن لا نعرف لذة الشبع بغير ألم الجوع، ولا نستمتع بالرى ما لم نشعر قبله بلهفة الظمأ، ولا يطيب لنا منظر جميل ما لم يكن من طبيعتنا أن يسوءنا المنظر القبيح .. "
                        وهذا التفسير لطبيعة الحياة العامة ينضم إليه أن الله جل شأنه يختبر كل امرئ بما يناسب جبلته، ويوائم نفسه وبيئته، وما أبعد الفروق بين إنسان وإنسان، وقد يصرخ إنسان بما لا يكترث به آخر ولله فى خلقه شئون، والمهم أن أحداث الحياة الخاصة والعامة محكومة بإطار شامل من العدالة الإلهية التى لا ريب فيها .
                        إلا أن هذه العدالة كما يقول الأستاذ العقاد : " لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه العدل فى تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون فى الصورة كلها لوناً من ألوانها التى لا غنى عنها، أو التى تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها جمال بغيرها، ونحن فى حياتنا القريبة قد نبكى لحادث يعجبنا ثم نعود فنضحك أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته " .
                        تلك هى النظرة الصحيحة إلى المتاعب غير الإرادية التى يتعرض لها الخلق .
                        أما القسم الثانى من الشرور التى تشكو منها يا صاحبى فمحوره خطؤك أنت وأشباهك من المنحرفين .
                        قال مستنكراً : أنا وأشباهى لا علاقة لنا بما يسود العالم من فوضى ؟ فكيف تتهمنا ؟
                        قلت : بل أنتم مسئولون، فإن الله وضع للعالم نظاماً جيداً يكفل له سعادته، ويجعل قويه عوناً لضعيفه وغنيه براً بفقيره، وحذر من اتباع الأهواء واقتراف المظالم واعتداء الحدود .
                        ووعد على ذلك خير الدنيا والآخرة " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن لنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .
                        فإذا جاء الناس فقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وتعاونوا على العدوان بدل أن يتعاونوا على التقوى فكيف يشكون ربهم إذا حصدوا المر من آثامهم ؟
                        إن أغلب ما أحدق بالعالم من شرور يرجع إلى شروده عن الصراط المستقيم، وفى هذا يقول الله جل شأنه : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " ( الشورى : 20 )
                        إن الصدّيق رضى الله عنه جرد جيشاً لقتال مانعى الزكاة، وبهذا المسلك الراشد أقر الحقوق وكبح الأثرة ونقذ الإسلام، فإذا تولى غيره فلم يتأس به فى صنيعه كان الواجب على النقاد أن يلوموا الأقدار التى ملأت الحياة بالبؤس ؟!
                        قال : ماذا تعنى ؟
                        قلت : أعنى أن شرائع الله كافية لإراحة الجماهير، ولكنكم بدل أن تلوموا من عطلها تجرأتم على الله واتهمتم دينه وفعله !!
                        ومن خسة بعض الناس أن يلعن السماء إذا فسدت الأرض، وبدلاً من أن يقوم بواجبه فى تغيير الفوضى وإقامة الحق يثرثر بكلام طويل عن الدين ورب الدين .. !!
                        إنكم معشر الماديين مرضى تحتاج ضمائركم وأفكاركم إلى علاج بعد علاج ..
                        وعدت إلى نفسى بعد هذا الحوار الجاد أسألها : إن الأمراض توشك أن تتحول إلى وباء، فهل لدينا من يأسو الجراح ويشفى السقام أم أن الأزمة فى الدعاة المسلمين ستظل خانقة ؟

                        انتهى كلام الشيخ محمد الغزالي رحمه الله

                        ويتابع محمد العوضي :
                        مثل بسيط للعوام يقول الشيخ حسن البنا رحمه الله :
                        لو دخلت لمكتبك فوجدت الكتاب على الطاولة وأخوك على الكرسي ثم خرجت ورجعت فوجدت الكتاب الذي على الطاولة في الدرج ووجدت أخوك على البساط فأنت تسأل من نقل الكتاب إلى الدرج ولا تسأل من نقل أخي إلى البساط لأن السؤال الأول صحيح فالكتاب ليس له إرادة يحتاج لمن ينقله لا يتحرك بذاته فكان السؤال واقعيا منطقيا أما أن أسأل من نقل أخي فهذا غلط لأن أخي فيه قوة وطاقة وإرادة يستطيع أن يتحرك بذاته

                        خذ هذين المثلين مع عدم التشبيه وإنما لتقريب الصورة وقارنه لما رأينا الكون محتاج إلى خالق سألنا ولما رأينا الخالق غير محتاج لم نسأل لأن السؤال غلط
                        إمام عبد الفتاح إمام في كتابه مدخل إلى الفلسفة عندما ناقش أحد ملاحدة العصر صادق جلال العظم قال له : أنت آمنت بلاهوت والمسلمون يؤمنون بلاهوت
                        فيقول صادق جلال العظم : إذن نقف عند سد واحد نحن نؤمن بالمادة وأنتم تؤمنون بالله

                        لكن لو سألناك يا ملحد ما هي المادة التي تؤمن بها هل هي الشجر هل هي الهواء ؟؟؟
                        المادة التي يؤمن بها الملاحدة كلينين هي مقولة فلسفية توجِد وجودا موضوعيا خارج نطاق الإنسان ويدّعي أنها نفس الشيء
                        لا ليست نفس الشيء
                        أنت يا ملحد تنكر الإيمان بالغيب وآمنت بالغيب - إله مادي موضوعي خارج الكون - ونحن نؤمن بالغيب وأثبتناه فغيبك سلبي وغيبنا إيجابي لأنك طردت الإيمان من الباب وأدخلته من الشباك
                        - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
                        إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
                        فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
                        - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
                        - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

                        تعليق


                        • #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة آية اللطف مشاهدة المشاركة
                          مع احترامي لرأيك أخي الكريم إلا أن السياق المقصود حاصل
                          فحيث أن الملحد يرفض أزلية الإله المتّصف بالإرادة والقدرة والعلم والحياة فمن باب أولى أن يرفض أزلية المادة الصماء التي لا تملك شيئا من القدرة ولا الإرادة ولا الحياة
                          لأن الملحد وإن كان يدّعي أنه يرفض فكرة الألوهية إلا أنه واقعيا يؤلّه المادة من حيث لا يشعر حيث يصفها بالأزلية ويُرجع أصل الوجود إليها
                          الأخت الكريمة
                          ليس من باب أولى أنْ يرفض الملحدون أزلية المادة الصماء، فإنتِ هنا تُلزمي الملحدين بما لا يلتزمون به، فلازم كلامك الذي اسقطته على الملحدين: هو أنَّ "لا شيء موجود"، فحتى الذين لا يفهمون "مبدأ عدم التسلسل" منهم، بل وينفون صحته جهلًا منهم، لا يلتزمون بلازم كلامك عنهم، وعدم التزامهم - في هذا السياق - منطقيًا ولا شك في منطقيته، فلو سألتِ ملحدًا منهم: هل أنت موجود؟ لقال بالتأكيد، وليس لديَّ شك في هذا، ومَن لديه شك في أنَّه موجود؛ فهو ليس على ما يرام، فلا يوجد شيء أوضح للإنسان من وجوديته، فوجوديته يعلمها بالضرورة، وليس بالاستدلال؛ ولذلك فهي ليس موضع شك.


                          الملحدون يقولون بما معناه: أنَّ هذا الكون مغلق وأزلي، فلا يوجد له خارج، وإذا كان الأمر كذلك؛ فلا يصح أنْ يقال أنَّه يوجد أزلي غيره، فغيره باعتبار الأزلية ليس أكثر من فكرة ذهنية.
                          المؤمنون والملحدون يصفون هذا الكون بالوجود، ويصفونه بالقدرة، كما يصفون جزءًا منه بالحياة، ويصفون جزءًا من الأشياء التي تتصف بالحياة؛ بالعلم والإرادة.
                          وصفهم لهذا الكون بالقدرة أساسه تفاعل العناصر المتعددة؛ فتفاعل العناصر ينتج عنه مركبات؛ فلو لم تكن قادرة على إنتاج مركبات؛ لمَا وُصِفَت بالقدرة، ونحن الناس نتاج تفاعل المادة، فلو لم تتفاعل المادة لمَا كان لنا أي وجود.


                          قياس الأوْلى يُسْتَعْمَل بشأن شيئين – فما فوق – مُسَلَّم بصحتها، بحيث يكون الشيء الأقل أوْلى من الشيء الأكبر، فإذا لم يُسَلَّم بشيء واحد من الشيئين؛ فلا مجال لاسْتِعْمَال قياس الأوْلى، فالملحد لا يصف هذا العالَم بالأقل، ولمَّا كان لا يؤمن بالله؛ فلا يُسَلِّم بشيء أكبر، فوصفه للعالَم بالأزلية يكافِئ قول المؤمن بأزلية الله؛ وبهذه المكافَأة يَبْطُل قياس الأوْلى، فلا يمكن أنْ يتحقَّق قياس أوْلى بشأن شيئين متكافِئين.
                          اقصد بالشيئين المتكافئين: الأزلية المتعلقة بالعالَم، والأزلية المتعلقة بالله، دون أي اعتبار آخر، فالاعتبار في هذا السياق للأزلية لا أكثر.
                          وقد قلتِ أنتِ: "أنَّ الملحد يُؤلِّه المادة"؛ فإذا كان كذلك، فلا وجه لاستعمال قياس الأوْلى.


                          المشاركة الأصلية بواسطة آية اللطف مشاهدة المشاركة
                          أيضا فإن الملحد يرفض مبدأ التسلسل ويعتقد بضرورة وجود بداية لهذا الكون وهذا يعني أن أصل هذا السؤال عندما يطرحه الملحد مرفوض عقلا لأنه يعتقد بوجود بداية كما يعتقد بأزلية المبدِئ والتي يسمّيها طورا المادة وطورا الطاقة لكنه ينسى أن مبتدأه هذا يفتقر لأهم صفات الأزلية والابتداء الا وهي الإرادة والقدرة والحياة والعلم وبذلك يبطل أصل اعتقاده عن طريق سؤاله الاستنكاري هذا
                          الأخت الكريمة
                          أنتِ تُقَوِّلي الملحدين ما لا يقولون، فالملحدون يقولون: "أنَّ "مبدأ عدم التسلسل" صحيح"، ودعكِ من أي ملحد يجهل "مبدأ عدم التسلسل"؛ فإذا كان الأمر كذلك، فلا مجال للقول بأنَّهم يؤمنون ببداية لهذا الكون، وهم يلتزمون بهذا؛ وبهذا لا يبْطُل السؤال الاستنكاري إذا تعلق الأمر بالملحد الذي يجهل "مبدأ عدم التسلسل"؛ ولكنه يبقى في مأزق، فهو لم يلاحظ التكافُؤ في ما يقوله وما يستنكره، وربَّما يقول الذي يقوله من باب العِناد؛ وبهذا فسؤال الملحد الاستنكاري الموجَّه للذي يؤمن بالله، يقابله سؤال استنكاري من الذي يؤمن بالله، كأنْ يقول المؤمن بالله: أتستنكر أزلية الله ولا تستنكر أزلية المادة؟!


                          يجب أنْ نُفَرِّق بين الملحدين الذين يقرون بصحة بـ"مبدأ عدم التسلسل"، بغض النظر عمَّا إذا كان إقرارهم ناتج عن استدلال أو عن تقليد، وبين الملحدين الذين لا يقرون بـ"مبدأ عدم التسلسل"، فلكل من الفريقين يُوَجَّه حديث خاص، فالملحدون الذين يقرون بصحة "مبدأ عدم التسلسل" لا يَسألون السؤال الاستنكاري الذي نتكلم عنه، فإنْ سَألوا سؤالًا استنكاريًا، فلا يسألون من باب أنَّهم يؤمنون بصحة سؤالهم، بل من باب الخداع، والمراوغة، مثلهم مثل النصارى الذي يلاحقون الضعفاء لتضليلهم.


                          وبالجملة، فالملحد الذي يعلم ما يلزم عن عدم الإقرار بصحة بـ"مبدأ عدم التسلسل" لا يَسأل السؤال الاستنكاري إلَّا ليخدع، أمَّا الملحد الذي يسأل السؤال الاستنكاري الذي تناولناه لا ليخدع، فهو يَسأله جهلًا بلازم عدم الإقرار بصحة "مبدأ عدم التسلسل"، والذي يجهل هذا اللازم هو الذي يهمنا هنا.

                          تعليق


                          • #28

                            إذا كـان في الله القوي البصير الي أخر الاسماء الـُ 99 أين مـن العراق و غزة اليست قوي وجبار وبصير ,
                            الأجابة عندكمـ معروفة تقولون إبتلاءووووو.. ولنتحدث بصراحة الي متي الابتلاء اين حكمته من من هذا !!!!!!!
                            لماذا مثلا خلق اليهود لكي يتوعدهم في القران ويحرقهم في جهنم أذن أين رحمته اليست في النهاية بشر ولهم أفكارهم

                            تعليق


                            • #29
                              أهلا وسهلا بضيفتنا الكريمة ..

                              فى البداية لا بد أن نقول أن من يُحارب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين الموحدين , فانه حتما سيسقط وتنكسر شوكته أمام قوة الله تعالى وجبروته , وسيأ تي اليوم الذي يسقط فيه أصحاب تلك القوة العالمية "المؤقتة" بترسانتهم العسكرية .. ألم تسقط تلك القوى السابقة والأقوام التي سادت ثم بادت ؟ ويبقى (الاسلام ) دائما قويا شامخا لأنه دين الله الحق الذي لا يغلبه غلاب .لقد تعرض المسلمون مرارا للخطر والإبادة على يد أعداء الإسلام ورغم ذلك بقى الإسلام شامخا وبقى كذلك المسلمون، حتى وان ضعف أهل هذاالدين القويم بأسباب اهمها بتعادالكثير منهم عن دينهم . الا أن هذاالدين لا محالة حليفه النصر من عند الله تبارك وتعالى كما وعد بذلك عزوجل في كتابه الكريم ( ان تنصروا الله ينصركم ويُثبت أقدامكم ) , وليعلم ا لمتعالي وصاحب الزهو البراق و الخادع بأن كل قوة غير قوة الله سبحانه مصيرها الى الضعف والهوان والزوا ل أمام الله القوي العزيز الجبار الذي يملك كل القوة والسيطرة والجبروت والغلبة سبحانه وتعالى
                              فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                              تعليق


                              • #30
                                ولنتحدث بصراحة الي متي الابتلاء اين حكمته من من هذا !!!!!!!

                                أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ [ آل عمران/142]





                                هذا استفهام إنكاري، أي: لا تظنوا، ولا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب وأفضل ما به يتنافس المتنافسون، وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، والعمل الموصل إليه، فلا يوصل إلى الراحة إلا بترك الراحة، ولا يدرك النعيم إلا بترك النعيم، ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها، وتمرينها عليها ومعرفة ما تؤول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها، ولا يبالون بها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

                                ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ) .. التوبة



                                [وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور]


                                سورة آل عمران آية رقم 141


                                {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}
                                فإما سطور تضيء الطريق ... وإما رحيل يريح القلــــم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة الحائر 2, 29 أغس, 2022, 12:21 ص
                                ردود 0
                                46 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الحائر 2
                                بواسطة الحائر 2
                                 
                                ابتدأ بواسطة الراجية مغفرة ربها, 21 يول, 2022, 03:03 ص
                                ردود 3
                                47 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د. نيو
                                بواسطة د. نيو
                                 
                                ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
                                ردود 2
                                33 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عاشق طيبة
                                بواسطة عاشق طيبة
                                 
                                ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 9 فبر, 2021, 12:58 م
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ديس, 2020, 09:44 م
                                رد 1
                                594 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                يعمل...
                                X