حديث وشرحه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mosaab1975 مسلم اكتشف المزيد حول mosaab1975
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث وشرحه

    رقم الحديث: 60باب الحديث: صحيح البخاري - باب العلم - ما جاء في العلم وقوله تعالى وقل رب زدني علما القراءة كتاب الشرح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري





    نص الحديث:‏‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد هو المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏شريك بن عبد الله بن أبي نمر ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏يقول ‏
    ‏بينما نحن جلوس مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في المسجد دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم ‏ ‏محمد ‏ ‏والنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏متكئ بين ‏ ‏ظهرانيهم ‏ ‏فقلنا ‏ ‏هذا الرجل الأبيض المتكئ فقال له الرجل يا ‏ ‏ابن عبد المطلب ‏ ‏فقال له النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قد أجبتك فقال الرجل للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا ‏ ‏تجد ‏ ‏علي في نفسك فقال سل عما بدا لك فقال أسألك بربك ورب من قبلك أالله أرسلك إلى الناس كلهم فقال اللهم نعم قال أنشدك بالله أالله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة قال اللهم نعم قال أنشدك بالله أالله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة قال اللهم نعم قال أنشدك بالله أالله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اللهم نعم فقال الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي وأنا ‏ ‏ضمام بن ثعلبة ‏ ‏أخو ‏ ‏بني سعد بن بكر ‏
    ‏ورواه ‏ ‏موسى بن إسماعيل ‏ ‏وعلي بن عبد الحميد ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بهذا


    شرح الحديث:‏قوله : ( الليث عن سعيد ) ‏
    ‏في رواية الإسماعيلي من طريق يونس بن محمد عن الليث حدثني سعيد , وكذا لابن منده من طريق ابن وهب عن الليث , وفي هذا دليل على أن رواية النسائي من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن الليث قال : حدثني محمد بن عجلان وغيره عن سعيد موهومة معدودة من المزيد في متصل الأسانيد , أو يحمل على أن الليث سمعه عن سعيد بواسطة ثم لقيه فحدثه به . وفيه اختلاف آخر أخرجه النسائي والبغوي من طريق الحارث بن عمير عن عبيد الله بن عمر , وذكره ابن منده عن طريق الضحاك بن عثمان كلاهما عن سعيد عن أبي هريرة , ولم يقدح هذا الاختلاف فيه عند البخاري لأن الليث أثبتهم في سعيد المقبري مع احتمال أن يكون لسعيد فيه شيخان , لكن تترجح رواية الليث بأن المقبري عن أبي هريرة جادة مألوفة فلا يعدل عنها إلى غيرها إلا من كان ضابطا متثبتا , ومن ثم قال ابن أبي حاتم عن أبيه : رواية الضحاك وهم . وقال الدارقطني في العلل : رواه عبيد الله بن عمر وأخوه عبد الله والضحاك بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة ووهموا فيه والقول قول الليث . أما مسلم فلم يخرجه من هذا الوجه بل أخرجه من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس , وقد أشار إليها المصنف عقب هذه الطريق . وما فر منه مسلم وقع في نظيره , فإن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت وقد روى هذا الحديث عن ثابت فأرسله , ورجح الدارقطني رواية حماد . ‏

    ‏قوله : ( ابن أبي نمر ) ‏
    ‏هو بفتح النون وكسر الميم , لا يعرف اسمه , ذكره ابن سعد في الصحابة , وأخرج له ابن السكن حديثا , وأغفله ابن الأثير تبعا لأصوله . ‏

    ‏قوله . : ( في المسجد ) ‏
    ‏أي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ‏

    ‏قوله : ( ورسول الله صلى الله عليه وسلم متكئ ) ‏
    ‏فيه جواز اتكاء الإمام بين أتباعه , وفيه ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من ترك التكبر لقوله بين ظهرانيهم , وهي بفتح النون أي بينهم , وزيد لفظ الظهر ليدل على أن ظهرا منهم قدامه وظهرا وراءه , فهو محفوف بهم من جانبيه , والألف والنون فيه للتأكيد قاله صاحب الفائق . ووقع في رواية موسى بن إسماعيل الآتي ذكرها آخر هذا الحديث في أوله : " عن أنس قال : نهينا في القرآن أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم , فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع , فجاء رجل " وكأن أنسا أشار إلى آية المائدة , وسيأتي بسط القول فيها في التفسير إن شاء الله تعالى . ‏

    ‏قوله : ( دخل ) ‏
    ‏زاد الأصيلي قبلها " إذ " . ‏

    ‏قوله : ( ثم عقله ) ‏
    ‏بتخفيف القاف أي : شد على ساق الجمل - بعد أن ثنى ركبته - حبلا . قوله : ( في المسجد ) استنبط منه ابن بطال وغيره طهارة أبوال الإبل وأرواثها , إذ لا يؤمن ذلك منه مدة كونه في المسجد , ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم , ودلالته غير واضحة , وإنما فيه مجرد احتمال , ويدفعه رواية أبي نعيم : " أقبل على بعير له حتى أتى المسجد فأناخه ثم عقله فدخل المسجد " فهذا السياق يدل على أنه ما دخل به المسجد , وأصرح منه رواية ابن عباس عند أحمد والحاكم ولفظها : " فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل " , فعلى هذا في رواية أنس مجاز الحذف , والتقدير : فأناخه في ساحة المسجد , أو نحو ذلك . ‏

    ‏قوله : ( الأبيض ) ‏
    ‏أي : المشرب بحمرة كما في رواية الحارث بن عمير " الأمغر " أي : بالغين المعجمة قال حمزة بن الحارث : هو الأبيض المشرب بحمرة . ويؤيده ما يأتي في صفته صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن أبيض ولا آدم , أي : لم يكن أبيض صرفا . ‏

    ‏قوله : ( أجبتك ) ‏
    ‏أي : سمعتك , والمراد إنشاء الإجابة , أو نزل تقريره للصحابة في الإعلام عنه منزلة النطق , وهذا لائق بمراد المصنف . وقد قيل إنما لم يقل له نعم لأنه لم يخاطبه بما يليق بمنزلته من التعظيم , لا سيما مع قوله تعالى : ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) والعذر عنه - إن قلنا إنه قدم مسلما - أنه لم يبلغه النهي , وكانت فيه بقية من جفاء الأعراب , وقد ظهرت بعد ذلك في قوله : " فمشدد عليك في المسألة " وفي قوله في رواية ثابت : " وزعم رسولك أنك تزعم " ولهذا وقع في أول رواية ثابت عن أنس : " كنا نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن شيء , فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع " زاد أبو عوانة في صحيحه : " وكانوا أجرأ على ذلك منا " يعني أن الصحابة واقفون عند النهي , وأولئك يعذرون بالجهل , وتمنوه عاقلا ليكون عارفا بما يسأل عنه . وظهر عقل ضمام في تقديمه الاعتذار بين يدي مسألته لظنه أنه لا يصل إلى مقصوده إلا بتلك المخاطبة . وفي رواية ثابت من الزيادة أنه سأله : " من رفع السماء وبسط الأرض " وغير ذلك من المصنوعات , ثم أقسم عليه به أن يصدقه عما يسأل عنه , وكرر القسم في كل مسألة تأكيدا وتقريرا للأمر , ثم صرح بالتصديق , فكل ذلك دليل على حسن تصرفه وتمكن عقله , ولهذا قال عمر في رواية أبي هريرة : " ما رأيت أحدا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام " . ‏

    ‏قوله : ( ابن عبد المطلب ) ‏
    ‏بفتح النون على النداء . وفي رواية الكشميهني : " يا بن " بإثبات حرف النداء . ‏

    ‏قوله : ( فلا تجد ) ‏
    ‏أي : لا تغضب . ومادة " وجد " متحدة الماضي والمضارع مختلفة المصادر , بحسب اختلاف المعاني يقال في الغضب موجدة وفي المطلوب وجودا وفي الضالة وجدانا وفي الحب وجدا بالفتح وفي المال وجدا بالضم وفي الغنى جدة بكسر الجيم وتخفيف الدال المفتوحة على الأشهر في جميع ذلك , وقالوا أيضا في المكتوب وجادة وهي مولدة . ‏

    ‏قوله : ( أنشدك ) ‏
    ‏بفتح الهمزة وضم المعجمة وأصله من النشيد , وهو رفع الصوت , والمعنى سألتك رافعا نشيدتي قاله البغوي في شرح السنة . وقال الجوهري : نشدتك بالله أي سألتك بالله , كأنك ذكرته فنشد أي : تذكر . ‏

    ‏قوله : ( آلله ) ‏
    ‏بالمد في المواضع كلها . ‏

    ‏قوله : ( اللهم نعم ) ‏
    ‏الجواب حصل بنعم , وإنما ذكر اللهم تبركا بها , وكأنه استشهد بالله في ذلك تأكيدا لصدقه . ووقع في رواية موسى : " فقال : صدقت . قال : فمن خلق السماء ؟ قال الله . قال : فمن خلق الأرض والجبال ؟ قال : الله . قال : فمن جعل فيها المنافع ؟ قال : الله . قال : فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب الجبال وجعل فيها المنافع , آلله أرسلك ؟ قال : نعم " وكذا هو في رواية مسلم . ‏

    ‏قوله : ( أن تصلي ) ‏
    ‏بتاء المخاطب فيه وفيما بعده . ووقع عند الأصيلي بالنون فيها . قال القاضي عياض : هو أوجه . ويؤيده رواية ثابت بلفظ : " إن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا " وساق البقية كذلك . وتوجيه الأول أن كل ما وجب عليه وجب على أمته حتى يقوم دليل الاختصاص . ووقع في رواية الكشميهني والسرخسي " الصلاة الخمس " بالإفراد على إرادة الجنس . ‏

    ‏قوله : ( أن تأخذ هذه الصدقة ) ‏
    ‏قال ابن التين : فيه دليل على أن المرء لا يفرق صدقته بنفسه . ‏
    ‏قلت : وفيه نظر . وقوله : " على فقرائنا " خرج مخرج الأغلب لأنهم معظم أهل الصدقة . ‏

    ‏قوله : ( آمنت بما جئت به ) ‏
    ‏يحتمل أن يكون إخبارا وهو اختيار البخاري , ورجحه القاضي عياض , وأنه حضر بعد إسلامه مستثبتا من الرسول صلى الله عليه وسلم ما أخبره به رسوله إليهم ; لأنه قال في حديث ثابت عن أنس عند مسلم وغيره : " فإن رسولك زعم " وقال في رواية كريب عن ابن عباس عند الطبراني " أتتنا كتبك وأتتنا رسلك " واستنبط منه الحاكم أصل طلب علو الإسناد لأنه سمع ذلك من الرسول وآمن وصدق , ولكنه أراد أن يسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة , ويحتمل أن يكون قوله : " آمنت " إنشاء , ورجحه القرطبي لقوله : " زعم " قال : والزعم القول الذي لا يوثق به , قاله ابن السكيت وغيره . قلت : وفيه نظر ; لأن الزعم يطلق على القول المحقق أيضا كما نقله أبو عمر الزاهد في شرح فصيح شيخه ثعلب , وأكثر سيبويه من قوله : " زعم الخليل " في مقام الاحتجاج , وقد أشرنا إلى ذلك في حديث أبي سفيان في بدء الوحي . وأما تبويب أبي داود عليه : " باب المشرك يدخل المسجد " فليس مصيرا منه إلى أن ضماما قدم مشركا بل وجهه أنهم تركوا شخصا قادما يدخل المسجد من غير استفصال . ومما يؤيد أن قوله " آمنت " إخبار أنه لم يسأل عن دليل التوحيد , بل عن عموم الرسالة وعن شرائع الإسلام , ولو كان إنشاء لكان طلب معجزة توجب له التصديق , قاله الكرماني . وعكسه القرطبي فاستدل به على صحة إيمان المقلد للرسول ولو لم تظهر له معجزة . وكذا أشار إليه ابن الصلاح . والله أعلم . ‏
    ‏( تنبيه ) : ‏
    ‏لم يذكر الحج في رواية شريك هذه , وقد ذكره مسلم وغيره فقال موسى في روايته : " وإن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا ؟ قال : صدق " وأخرجه مسلم أيضا وهو في حديث أبي هريرة وابن عباس أيضا . وأغرب ابن التين فقال : إنما لم يذكره لأنه لم يكن فرض . وكأن الحامل له على ذلك ما جزم به الواقدي ومحمد بن حبيب أن قدوم ضمام كان سنة خمس فيكون قبل فرض الحج , لكنه غلط من أوجه : ‏
    ‏أحدها أن في رواية مسلم أن قدومه كان بعد نزول النهي في القرآن عن سؤال الرسول , وآية النهي في المائدة ونزولها متأخر جدا . ‏
    ‏ثانيها أن إرسال الرسل إلى الدعاء إلى الإسلام إنما كان ابتداؤه بعد الحديبية , ومعظمه بعد فتح مكة . ‏
    ‏ثالثها أن في القصة أن قومه أوفدوه , وإنما كان معظم الوفود بعد فتح مكة . ‏
    ‏رابعها في حديث ابن عباس أن قومه أطاعوه ودخلوا في الإسلام بعد رجوعه إليهم , ولم يدخل بنو سعد - وهو ابن بكر بن هوازن - في الإسلام إلا بعد وقعة حنين وكانت في شوال سنة ثمان كما سيأتي مشروحا في مكانه إن شاء الله تعالى . فالصواب أن قدوم ضمام كان في سنة تسع وبه جزم ابن إسحاق وأبو عبيدة وغيرهما . وغفل البدر الزركشي فقال : إنما لم يذكر الحج لأنه كان معلوما عندهم في شريعة إبراهيم انتهى . وكأنه لم يراجع صحيح مسلم فضلا عن غيره . ‏

    ‏قوله : ( وأنا رسول من ورائي ) ‏
    ‏من موصولة ورسول مضاف إليها , ويجوز تنوينه وكسر من لكن لم تأت به الرواية . ووقع في رواية كريب عن ابن عباس عند الطبراني . " جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان مسترضعا فيهم - فقال : أنا وافد قومي ورسولهم " وعند أحمد والحاكم : " بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم علينا " فذكر الحديث . فقول ابن عباس : " فقدم علينا " يدل على تأخير وفادته أيضا ; لأن ابن عباس إنما قدم المدينة بعد الفتح . وزاد مسلم في آخر الحديث قال : " والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهم ولا أنقص . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لئن صدق ليدخلن الجنة " وكذا هي في رواية موسى بن إسماعيل . ووقعت هذه الزيادة في حديث ابن عباس , وهي الحاملة لمن سمى المبهم في حديث طلحة ضمام بن ثعلبة كابن عبد البر وغيره , وقد قدمنا هناك أن القرطبي مال إلى أنه غيره . ووقع في رواية عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة التي أشرت إليها قبل من الزيادة في هذه القصة أن ضماما قال بعد قوله وأنا ضمام بن ثعلبة : " فأما هذه الهناة فوالله إن كنا لنتنزه عنها في الجاهلية " يعني الفواحش . فلما أن ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم . " فقه الرجل " . قال : وكان عمر بن الخطاب يقول : ما رأيت أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام . ووقع في آخر حديث ابن عباس عند أبي داود : " فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام " وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم العمل بخبر الواحد , ولا يقدح فيه مجيء ضمام مستثبتا لأنه قصد اللقاء والمشافهة كما تقدم عن الحاكم , وقد رجع ضمام إلى قومه وحده فصدقوه وآمنوا كما وقع في حديث ابن عباس . وفيه نسبة الشخص إلى جده إذا كان أشهر من أبيه , ومنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين : " أنا ابن عبد المطلب " . وفيه الاستحلاف على الأمر المحقق لزيادة التأكيد , وفيه رواية الأقران لأن سعيدا وشريكا تابعيان من درجة واحدة وهما مدنيان . ‏

    ‏قوله : ( رواه موسى ) ‏
    ‏هو ابن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي شيخ البخاري , وحديثه موصول عند أبي عوانة في صحيحه وعند ابن منده في الإيمان , وإنما علقه البخاري لأنه لم يحتج بشيخه سليمان بن المغيرة , وقد خولف في وصله فرواه حماد بن سلمة عن ثابت مرسلا , ورجحها الدارقطني , وزعم بعضهم أنها علة تمنع من تصحيح الحديث , وليس كذلك بل هي دالة على أن لحديث شريك أصلا . ‏

    قوله : ( وعلي بن عبد الحميد‏ )
    هو المعني بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر النون بعدها ياء النسب , وحديثه موصول عند الترمذي أخرجه عن البخاري عنه , وكذا أخرجه الدارمي عن علي بن عبد الحميد , وليس له في البخاري سوى هذا الموضع المعلق . ‏

    ‏قوله : ( بهذا ) ‏
    ‏أي : هذا المعنى , وإلا فاللفظ كما بينا مختلف . وسقطت هذه اللفظة من رواية أبي الوقت وابن عساكر . والله سبحانه وتعالى أعلم . ‏
    ‏( تنبيه ) : ‏
    ‏وقع في النسخة البغدادية - التي صححها العلامة أبو محمد بن الصغاني اللغوي بعد أن سمعها من أصحاب أبي الوقت وقابلها على عدة نسخ وجعل لها علامات عقب قوله رواه موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت ما نصه : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن أنس , وساق الحديث بتمامه . وقال الصغاني في الهامش : هذا الحديث ساقط من النسخ كلها إلا في النسخة التي قرئت على الفربري صاحب البخاري وعليها خطه . قلت : وكذا سقطت في جميع النسخ التي وقفت عليها . والله تعالى أعلم بالصواب .
    مراجع: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية

  • #2
    رقم الحديث: 59باب الحديث: صحيح البخاري - باب العلم - قول المحدث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا كتاب الشرح: فتح الباري بشرح صحيح البخاري





    نص الحديث:‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال ‏ ‏عبد الله ‏ ‏ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة.

    شرح الحديث:قوله : ( إن من الشجر شجرة ) ‏
    ‏زاد في رواية مجاهد عند المصنف في " باب الفهم في العلم " قال : صحبت ابن عمر إلى المدينة فقال " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأتي بجمار وقال : إن من الشجر " . وله عنه في البيوع " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل جمارا . ‏

    ‏قوله : ( لا يسقط ورقها , وإنها مثل المسلم ) ‏
    ‏كذا في رواية أبي ذر بكسر ميم مثل وإسكان المثلثة , وفي رواية الأصيلي وكريمة بفتحها وهما بمعنى , قال الجوهري : مثله ومثله كلمة تسوية كما يقال شبهه وشبهه بمعنى , قال : والمثل بالتحريك أيضا ما يضرب من الأمثال . انتهى . ووجه الشبه بين النخلة والمسلم من جهة عدم سقوط الورق ما رواه الحارث بن أبي أسامة في هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر ولفظه " قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : إن مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة , أتدرون ما هي ؟ قالوا : لا . قال : هي النخلة , لا تسقط لها أنملة , ولا تسقط لمؤمن دعوة " . ووقع عند المصنف في الأطعمة من طريق الأعمش قال : حدثني مجاهد عن ابن عمر قال " بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجمار , فقال : إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم " وهذا أعم من الذي قبله , وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها , مستمرة في جميع أحوالها , فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا , ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها , حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى , وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال , ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته . ووقع عند المصنف في التفسير من طريق نافع عن ابن عمر قال " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبروني بشجرة كالرجل المسلم لا يتحات ورقها ولا ولا ولا " كذا ذكر النفي ثلاث مرات على طريق الاكتفاء , فقيل في تفسيره : ولا ينقطع ثمرها ولا يعدم فيؤها ولا يبطل نفعها . ووقع في رواية مسلم ذكر النفي مرة واحدة فظن إبراهيم بن سفيان الراوي عنه أنه متعلق بما بعده وهو قوله " تؤتي أكلها " فاستشكله وقال : لعل " لا " زائدة ولعله " وتؤتي أكلها " , وليس كما ظن , بل معمول النفي محذوف على سبيل الاكتفاء كما بيناه . وقوله " تؤتي " ابتداء كلام على سبيل التفسير لما تقدم . ووقع عند الإسماعيلي بتقديم " تؤتي أكلها كل حين " على قوله " لا يتحات ورقها " فسلم من الإشكال . ‏

    ‏قوله : ( فوقع الناس ) ‏
    ‏أي ذهبت أفكارهم في أشجار البادية , فجعل كل منهم يفسرها بنوع من الأنواع وذهلوا عن النخلة , يقال وقع الطائر على الشجرة إذا نزل عليها . ‏

    ‏قوله : ( قال عبد الله ) ‏
    ‏هو ابن عمر الراوي . ‏

    ‏قوله : ( ووقع في نفسي ) ‏
    ‏بين أبو عوانة في صحيحه من طريق مجاهد عن ابن عمر وجه ذلك قال : فظننت أنها النخلة من أجل الجمار الذي أتي به , وفيه إشارة إلى أن الملغز له ينبغي أن يتفطن لقرائن الأحوال الواقعة عند السؤال , وأن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز بابا يدخل منه , بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه . ‏

    ‏قوله : ( فاستحييت ) ‏
    ‏زاد في رواية مجاهد في " باب الفهم في العلم " ; فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم . وله في الأطعمة : فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم . وفي رواية نافع : ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم , فلما قمنا قلت لعمر : يا أبتاه . وفي رواية مالك عن عبد الله بن دينار عند المؤلف في " باب الحياء في العلم " قال عبد الله : فحدثت أبي بما وقع في نفسي فقال : لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا وكذا . زاد ابن حبان في صحيحه : أحسبه قال : حمر النعم . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم امتحان العالم أذهان الطلبة بما يخفى مع بيانه لهم إن لم يفهموه . وأما ما رواه أبو داود من حديث معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الأغلوطات - قال الأوزاعي أحد رواته : هي صعاب المسائل - فإن ذلك محمول على ما لا نفع فيه , أو ما خرج على سبيل تعنت المسئول أو تعجيزه , وفيه التحريض على الفهم في العلم , وقد بوب عليه المؤلف " باب الفهم في العلم " . وفيه استحباب الحياء ما لم يؤد إلى تفويت مصلحة , ولهذا تمنى عمر أن يكون ابنه لم يسكت , وقد بوب عليه المؤلف في العلم وفي الأدب . وفيه دليل على بركة النخلة وما يثمره , وقد بوب عليه المصنف أيضا . وفيه دليل أن بيع الجمار جائز ; لأن كل ما جاز أكله جاز بيعه , ولهذا بوب عليه المؤلف في البيوع . وتعقبه ابن بطال لكونه من المجمع عليه , وأجيب بأن ذلك لا يمنع من التنبيه عليه لأنه أورده عقب حديث النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها , فكأنه يقول : لعل متخيلا يتخيل أن هذا من ذاك , وليس كذلك . وفيه دليل على جواز تجمير النخل , وقد بوب عليه في الأطعمة لئلا يظن أن ذلك من باب إضاعة المال . وأورده في تفسير قوله تعالى : ( ضرب الله مثلا كلمة طيبة ) إشارة منه إلى أن المراد بالشجرة النخلة . وقد ورد صريحا فيما رواه البزار من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر هذه الآية فقال : أتدرون ما هي ؟ قال ابن عمر : لم يخف علي أنها النخلة , فمنعني أن أتكلم مكان سني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي النخلة " . ويجمع بين هذا وبين ما تقدم أنه صلى الله عليه وسلم أتي بالجمار فشرع في أكله تاليا للآية قائلا : إن من الشجر شجرة إلى آخره . ووقع عند ابن حبان من رواية عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من يخبرني عن شجرة مثلها مثل المؤمن , أصلها ثابت وفرعها في السماء ؟ فذكر الحديث . وهو يؤيد رواية البزار , قال القرطبي : فوقع التشبيه بينهما من جهة أن أصل دين المسلم ثابت , وأن ما يصدر عنه من العلوم والخير قوت للأرواح مستطاب , وأنه لا يزال مستورا بدينه , وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتا , انتهى . وقال غيره : والمراد بكون فرع المؤمن في السماء رفع عمله وقبوله , وروى البزار أيضا من طريق سفيان بن حسين عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمن مثل النخلة , ما أتاك منها نفعك " هكذا أورده مختصرا وإسناده صحيح , وقد أفصح بالمقصود بأوجز عبارة . وأما من زعم أن موقع التشبيه بين المسلم والنخلة من جهة كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت , أو لأنها لا تحمل حتى تلقح , أو لأنها تموت إذا غرقت , أو لأن لطلعها رائحة مني الآدمي , أو لأنها تعشق , أو لأنها تشرب من أعلاها , فكلها أوجه ضعيفة ; لأن جميع ذلك من المشابهات مشترك في الآدميين لا يختص بالمسلم , وأضعف من ذلك قول من زعم أن ذلك لكونها خلقت من فضلة طين آدم فإن الحديث في ذلك لم يثبت , والله أعلم . وفيه ضرب الأمثال والأشباه لزيادة الإفهام , وتصوير المعاني لترسخ في الذهن , ولتحديد الفكر في النظر في حكم الحادثة . وفيه إشارة إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيره من جميع وجوهه , فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجمادات ولا يعادله . وفيه توقير الكبير , وتقديم الصغير أباه في القول , وأنه لا يبادره بما فهمه وإن ظن أنه الصواب . وفيه أن العالم الكبير قد يخفى عليه بعض ما يدركه من هو دونه ; لأن العلم مواهب , والله يؤتي فضله من يشاء . واستدل به مالك على أن الخواطر التي تقع في القلب من محبة الثناء على أعمال الخير لا يقدح فيها إذا كان أصلها لله , وذلك مستفاد من تمني عمر المذكور , ووجه تمني عمر رضي الله عنه ما طبع الإنسان عليه من محبة الخير لنفسه ولولده , ولتظهر فضيلة الولد في الفهم من صغره , وليزداد من النبي صلى الله عليه وسلم حظوة , ولعله كان يرجو أن يدعو له إذ ذاك بالزيادة في الفهم . وفيه الإشارة إلى حقارة الدنيا في عين عمر لأنه قابل فهم ابنه لمسألة واحدة بحمر النعم مع عظم مقدارها وغلاء ثمنها . ‏
    ‏( فائدة ) : ‏
    ‏قال البزار في مسنده : ولم يرو هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السياق إلا ابن عمر وحده , ولما ذكره الترمذي قال : وفي الباب عن أبي هريرة وأشار بذلك إلى حديث مختصر لأبي هريرة أورده عبد بن حميد في تفسيره لفظه : " مثل المؤمن مثل النخلة " , وعند الترمذي أيضا والنسائي وابن حبان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ) قال : " هي النخلة " تفرد برفعه حماد بن سلمة , وقد تقدم أن في رواية مجاهد عن ابن عمر أنه كان عاشر عشرة , فاستفدنا من مجموع ما ذكرناه أن منهم أبا بكر وعمر وابن عمر , وأبا هريرة وأنس بن مالك إن كانا سمعا ما روياه من هذا الحديث في ذلك المجلس . والله أعلم .‏
    مراجع: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية

    تعليق


    • #3
      ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن عبد الله ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أخي ‏ ‏عبد الحميد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي ذئب ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
      ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يلقى ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏أباه ‏ ‏آزر ‏ ‏يوم القيامة وعلى وجه ‏ ‏آزر ‏ ‏قترة ‏ ‏وغبرة فيقول له ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله تعالى ‏ ‏إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال يا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏ما تحت رجليك فينظر فإذا هو ‏ ‏بذيخ ‏ ‏ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ‏

      أخرجه البخاري في كتاب احاديث الأنبياء , باب قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ),
      غريب المعاني:
      الغبره: الغبار النلشيء من التراب
      القنره: السواد الكائن عن الكآبة
      بذيخ: الذيخ. ذكر الضباع والأنثى ذيخه

      الشرح:
      يلقى ابراهيم عليه السلام وهو خليل الرحمن في عرصات يوم القيامه أباه آزر وقد علاه ما يعلو الكفار من الذلة و الصغار .
      وكان ابراهيم قد حرص كل الحرص على هداية أبيه في الدنيا, وقدم له النصح و وعظه وأرشده ولكنه أبى الا الاستمساك بالكفر وبدين الاباء والأجداد.
      ( ارجع الى سورة مريم من الآيات 41 الى 46 لمعرفه القصه )
      وهنا يلقاه في عرصات يوم القيامه وهو على تلك الحال من البؤس والنكد والشقاء فيذكره بنصحه إياه في الدنيا, وكيف نهاه عن عصيانه فقال:( فاليوم لا اعصيك يا ابراهيم).
      لقد وصف الله تبارك وتعالى ابراهيم عليه السلام بأنه ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة : 114)
      ويصحب ابراهيم حلمه حتى في يوم الدين فيخاطب ربه مطالبا اياه أن يفي له بما وعده به في الدنيا , فقد وعده ان لا يخزيه في الموقف العظيم ((وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) (الشعراء : 87 )
      فيقول لربه في ذلك اليوم:(‏يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ), إنك ان ادخلت ابي النار فيراه من يعرفه من اهل النار وقد يراه من يعرفه من اهل الجنة فيعلمون انه ابي فاخزي به.
      ولكن الله سبحانه يقول انه قد حرم النار على الكافرين وهو قول فصل لا استثناء له ولكنه يحقق لإبراهيم النجاة من الخزي بغير ادخال ابيه الجنة, فقد مسخه الله ضبعا , وهنا عندما يرى ابراهيم عليه السلام هذا تتلاشى الرحمة من قلبه عليه السلام , فالجنة ليست محلا لمثل هذه القاذورات ومكانها النار .
      ما يستفاد من الحديث:
      1-إمكان التقاء الإنسان مع ابيه او زوجته وإخوانه في عرصات يوم القيامه
      2-حال الكفره في ذلك اليوم العصيب.
      3- لاينفع الإيمان يوم القيامه.
      4- لاتنفع شفاعة الصالحين في الكفرة الضالين يوم الدين.
      5- قدرة رب العالمين على مسخ الإنسان حيوانا ,وقد مسخ الله في الدنيا بعض البشر قردة .
      6- الرد على بعض الفرق الإسلامية الذين زعموا ان اباء الأنبياء وأمهاتهم في الجنة , لا يدخلون النار بحال.


      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وجعله فيميزان حسناتك
        لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا

        تعليق


        • #5
          قصة الأسود الذي يهدم الكعبة

          يعظم الكفر في العالم قرب يوم القيامه ويعظم الشر والفساد, ويرفع القرآن ولا يقال في الأرض: الله , الله , وتنتهك المقدسات , حتى الكعبة البيت الحرام التي جعل الله قياما للناس يهدمها ذو السويقتين الحبشي الأسود الأفحج حجرا حجرا.
          نص الحديث:
          1. ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن علي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن الأخنس ‏‏حدثني ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
          ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏كأني به أسود ‏ ‏أفحج ‏‏يقلعها حجرا حجرا(صحيح البخاري, كتاب الحج’ باب هدم الكعبة, حديث رقم 1595).
          2. ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
          ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخرب ‏ ‏الكعبة ‏ ‏ذوالسويقتين ‏ ‏من ‏ ‏الحبشة ( صحيح البخاري, كتاب الحج , باب هدم الكعبة, حديث رقم 1596)
          3. ‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وابن أبي عمر ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قالاحدثنا ‏ ‏سفيان بن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏زياد بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد ‏‏سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقولا ‏
          ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليهوسلم ‏ ‏يخرب ‏ ‏الكعبة ‏ ‏ذو السويقتين ‏ ‏من ‏ ‏الحبشة ( صحيح مسلم , كتاب الفتن, باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت ( رقم 2909)
          غريب الحديث:
          أفحج: تباعد ما بين الساقين
          ذو السويقتين: السويقتان نصغير ساقين. سمي بذلك لدقة ساقيه.

          شرح الحديث:
          أراد ابرهة الحبشي هدم الكعبة, فأرسل الله عليه طيرا ابابيل ترميه وجيشه بحجارة من سجيل, فجعلهم كعصف مأكول , وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم
          ويجيء الدجال ويحاصر مكه, فلا يستطيع دخولها, فحراسها من الملائكة يمنعونه من دخولها .
          ولكن حاكما ذا عاهات وعيوب خلقية من حكام الحبشة يسلط على الكعبة في آخر الزمان يهدمها حجرا حجرا.
          وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وصفا بينا واضحا, فأخبر أنه أسود اللون’ أفحج الخُطا, له ساقان دقيقتان , ولذلك يلقب بذي السويقيتين .
          وقد صوره النبي صلى الله عليه وسلم وهو يهدم الكعبة حتى كأننا نشاهده وهو يقوم بجريمته, فعن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏قال ‏
          سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏يخرب‏ ‏الكعبة‏ ‏ذوالسويقتين‏ ‏من ‏ ‏الحبشة ‏ ‏ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظرإليه ‏ ‏أصيلع ‏ ‏أفيدع ‏ ‏يضرب عليها ‏ ‏بمسحاته ‏ ‏ومعوله (
          )
          الأفيدع الذي اعوجت مفاصله.
          يهدم هذا الإصيلع والافيدع الأقحج الكعبة حجرا حجرا, ويشارك هو في هذا العمل, بمسحاته ومعوله, ويسلب الكعبة والمسجد الحرام’ ما فيهما من حلي ويجرد الكعبة من كسوتها.
          وقد يسأل سأل: كيف يسلط الله هذا الأصيلع الأفيدع على الكعبة وهي قبلة المسلمين, ؟ والجواب : أن هذا يكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة, حيث لايبقى في الأرض أحد يقول : الله الله , ورد في صحيح البخاري: ‏حدثنا ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏الحجاج بن حجاج ‏ ‏عن‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي عتبة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏رضي الله عنه
          ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏ليحجن ‏‏البيت ‏ ‏وليعتمرن بعد خروج ‏ ‏يأجوج ‏ ‏ومأجوج ‏
          ‏تابعه ‏ ‏أبان ‏‏وعمران ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏وقال ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏قال ‏ ‏لا تقومالساعة حتى لا يحج ‏ ‏البيت ‏ ‏والأول أكثر سمع ‏ ‏قتادة ‏ ‏عبد الله ‏ ‏وعبد الله‏ ‏أبا سعيد(كتاب الحج. باب قول الله تعالى جعلالله الكعبة البيت الحرام قياما)
          وهذا كله يكون بعد موت المسيح عيسى رضي الله عنه بمدة من الزمن.
          فوائد من الحديث:
          1- من وقائع آخر الزمان هدم الكعبة عندما يفسد الناس ويزول الإسلام ويرفع القرآن , فيهدمها ذو السويقتين ويستخرج كنزها
          2- سيكون للحبشة قوة آخر الزمان وستصل جيوشهم الى الحجاز ومكة المكرمة,
          3- في الكعبة كنز مدفون بداخلها , وكان هذا الكنز معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقبل عهده, وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم استخراجه وإنفاقه في سبيل الله لأن قريش حديث عهد بجاهلية , ففي صحيح مسلم:0 لولا ان قومك حديثو عهد بكفر لأنفقت كنز الكعبة فس سبيل الله)( كتاب الحج , باب نقض الكعبة وبنائها)
          4- وقد أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يستخرجه ويقسمه وفي ذلك يقول البخاري في كتاب الحج باب كسوة الكعبة :( ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عبد الوهاب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن الحارث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏‏حدثنا ‏ ‏واصل الأحدب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏قال ‏ ‏جئت إلى ‏ ‏شيبة ‏ ‏ح ‏ ‏وحدثنا ‏ ‏قبيصة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏واصل ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏قال جلست مع‏ ‏شيبة ‏ ‏على الكرسي في ‏ ‏الكعبة ‏ ‏فقال لقد جلس هذا المجلس ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي اللهعنه ‏ ‏فقال ‏
          ‏لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاءإلا قسمته قلت إن صاحبيك لم يفعلا قال هما المرءان أقتدي بهما

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            جزاك الله خيراً أخي مصعب

            ربنا يباركلك

            اكثر حاجةة كان بها صعوبةة عليا بالفهم هو أول حديث


            ان شاء الله متابعةة



            والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الكون شيئاً جميلاً
            أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً ترى الوجود جميلاً

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة لا تسئلني من أنا مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              جزاك الله خيراً أخي مصعب

              ربنا يباركلك

              اكثر حاجةة كان بها صعوبةة عليا بالفهم هو أول حديث


              ان شاء الله متابعةة

              جزاك الله خيرا تشرفت بمرورك

              تعليق


              • #8
                قبس من نور النبوة




                روى الترمذي ( كِتَاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وقال حسن صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
                كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي:
                يا غلام إني أعلمك كلمات:
                " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله تعالى لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله تعالى عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"
                هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة, وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء:
                تدبرت هذا الحديث, فأدهشني وكدت أطيش.

                فقوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك )) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ، يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } [النحل:97]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى ، قال الله تعالى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }[الشورى:30]. احفظ حدودَه وحقوقَه وأوامرَه ونواهيَهْ, وحفظُ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال, وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا يتجاوزْ ما أمر به وأذِن فيه إلى ما نهى عنه.
                فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله.
                ومن أعظم ما يجب حفظُه من أوامِر الله: الصلاة. قد أمر الله بالمحافظة عليها فقال:
                ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى)
                [البقرة 238]
                ومدح المحافظين عليها بقوله:
                (والذين هم على صلاتهم يحافظون)
                [المعارج 34].
                وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
                " من حافظ عليها كان له عند الله عهدٌ أن يدخلَه الجنة" وكذلك الطهارةُ, فإنها مفتاح الصلاة.
                قال النبي صلى الله عليه وسلم :
                " لا يحافظُ على الوضوء إلا مؤمن".
                ومما يؤمر بحفظه الأَيمان. قال تعالى
                (واحفظوا أيمانَكم)
                [المائدة 89]
                : فإن الأيمان يقع الناسُ فيها كثيرًا ويهملُ كثيرٌ منهم ما يجب بها, فلا يحفظُه ولا يلزمه.
                ومن ذلك حفظ الرأس وما وعى ويدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات وحفظ البطن وماحوى, ويتضمن حفظ القلب عن الإصرار على ماحرم الله وقد جمع ذلك كله في قوله
                ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
                [الإسراء 36].

                ويتضمن أيضًا حفظَ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب ومن أعظم ما يجب حفظه من نواهي الله سبحانه: اللسان والفرج ففي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
                " من حفظ ما بين لَحْيَيْه وما بين رجلَيْه دخل الجنة".
                وقال تعالى
                ( قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون)
                [المؤمنون 1ـ2]
                إلى قوله تعالى
                ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم....)
                [المؤمنون 5ـ6]
                وقوله صلى الله عليه وسلم ( يحفظْك) جواب للشرط الذي ابتدأه بقوله صلى الله عليه وسلم ( احفظ الله) والمعنى: أن من حفِظ حدود الله وراعي حقوقه حفظه الله، فإن الجزاء من جنس العمل،
                كما قال تعالى
                (أوفوا بعهدى أوفِ بعهدكم)
                [البقرة 40]
                وقال
                (فاذكرونى أذكركم)
                [البقرة 152]
                وقال
                (إن تنصروا الله ينصركم)
                [محمد 7].
                وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان: أحدهما حفظُه له فى مصالح دنياه / كحفظه فى بدنه وولده وأهله وماله.
                وقد يحفظُ الله ذرية العبد بعد موته بصلاحه، كما فى قوله تعالى
                (وكان أبوهما صالحاً)
                [الكهف 82]
                قيل إنهما حُفظا بصلاح أبيهما.
                فمن حفظ الله حفظه اللهُ من كل أذى. قال بعض السلف: من اتقى اللهَ فقد حفِظ نفسه، ومن ضيّع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنىٌ عنه.
                والنوع الثانى من حفظ الله للعبد أخى المستمع وهو أشرف النوعين: حفظ اللهِ للعبد فى دينه وإيمانه، فيحفظه فى حياته من الشبهات المُضِلة ومن الشهوات المحرَّمة المُذِلة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان، وفى الجملة فإن الله عز وجل يحفظُ المؤمن الحافظ لحدود دينه، ويحولُ بينَه وبين ما يفسِدُ عليه دينه بأنواع من الحفظ. قال ابن عباس فى قوله تعالى (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) [الأنفال 24] قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التى تجره إلى النار. وقال الحسن – وذكر أهلَ المعاصى -: هانوا عليه فَعَصَوه، ولو عزُّوا عليه لعصمهم.

                وقوله صلى الله عليه وسلم (احفظ الله تجده تجاهك) وفى رواية أمامَك. معناه: أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه وجد الله معه فى كل أحواله حيث توجّه، يحوطهُ وينصرُه ويحفظه ويسدّده (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) [النحل 128].وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]. ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } [يونس :90-91].

                ثم قال صلى الله عليه وسلم : إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، هذا منتزع من قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة 5] فإن السؤالَ هو دعاؤه والرغبةُ إليه، والدعاء هو العبادة.
                قال تعالى(وقال ربكم ادعونى أستجب لكم) [غافر 60] متضمن كلامُه صلى الله عليه وسلم أن يُسأل اللهُ عز وجل، ولا يسألَ غيرُه، وأن يُستعان بالله دون غيره.
                أما السؤال فقد أمر الله بسؤاله فقال (واسألوا الله من فضله) [النساء 32] واعلم أخى الحبيب أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المتعيّن المطلوب، لأن السؤال فيه إظهارُ الذلِ والمسكنةِ والحاجة والافتقار.

                وفيه الاعتراف بقدرة المسئول على دفع الضر ونيل المطلوب وجلب المنافع، ولا يَصلحُ الذل والافتقار إلا لله وحده، لأنه حقيقة العبادة.
                وأما الاستعانة بالله عز وجل دون غيره من الخلْق، فلأن العبدَ عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضاره، ولا معينَ له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المُعان، ومن خذله فهو المخذول، نعوذ بالله من الخُذلان.

                فالعبد إذًا محتاج إلى الاستعانة بالله، فإن طلبها أعانه الله عز وجل، وإن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره، وَكَلهُ الله إلى من استعان به فصار مخذولاً.
                قوله صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت ..) المراد أن ما يصيب العبد فى دنياه مما يضره أو ينفعه فكُلُّه مقدّرٌ عليه. ولا يصيب العبد إلا ماكتب له من مقادير ذلك فى الكتاب السابق ولو اجتهد على غير ذلك الخلْق كلُّهم جميعاً.

                ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم رفعت الأقلام وجفت الصحف .. رفعت الأقلام أى فلا زيادة فيما كتب ولا محو لما كتب.

                تعليق


                • #9



                  جزااااك الله عنا خير الجزاء علي الطرح الغالي المفيد
                  اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت إبراهيم وآل إبراهيم
                  اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت إبراهيم وآل إبراهيم

                  وجعلنا الله وإياك ممن يناديهم المنادي يوم القيامه:
                  لكم النعيم سرمدا ... تحيون ولا تموتون أبدا ...
                  تصحون
                  ولا تمرضون أبدا

                  تنعمون ولا تبتئسون أبدا
                  يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا
                  اللهم آآآآآآآآآآمين يارب العالمين ...




                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يول, 2021, 12:23 ص
                  رد 1
                  44 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                   
                  ابتدأ بواسطة Ehab_Ehab1, 18 فبر, 2021, 07:48 ص
                  ردود 0
                  890 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Ehab_Ehab1
                  بواسطة Ehab_Ehab1
                   
                  ابتدأ بواسطة Ehab_Ehab1, 18 فبر, 2021, 06:48 ص
                  ردود 0
                  186 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Ehab_Ehab1
                  بواسطة Ehab_Ehab1
                   
                  ابتدأ بواسطة Ehab_Ehab1, 18 فبر, 2021, 06:10 ص
                  ردود 0
                  456 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة Ehab_Ehab1
                  بواسطة Ehab_Ehab1
                   
                  ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 8 فبر, 2021, 01:31 ص
                  ردود 0
                  33 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                   
                  يعمل...
                  X